كتاب صفة الجنة الحافظ ضياء الدين
أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي تحقيق صبري بن سلامة شاهين دار بلنسية / الرياض
1423- 2002
كتاب صفة الجنة
تأليف
الشيخ الإمام العالم الزاهد الفاضل ضياء الدين أبي عبد الله
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله المقدسي
نفع الله المسلمين بطول حياته غفر الله له
ونفع الله بها صاحبها وكاتبها وقارئها
بكرمه ومنه وفضله
ولله الحمد والمنة وصلواته على نبينا محمد وآله وأصحابه
وسلامه تسليما كثيرا ورضي الله عن أبي بكر الصديق وعن عمر بن الخطاب وعن عثمان بن عفان وعن علي ابن أبي طالب وعن أصحاب رسول الله أجمعين واحشرني في زمرتهم {والصالحين} يا رب العالمين وإيانا اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه قال الشيخ الحافظ العالم العابد ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي متع الله المسلمين بطول حياته.
ذكر عدد أبواب الجنة نسأل الله من فضله أن يدخلناها
(1) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في صفة الجنة كما أخرجاه عن سعيد بن أبي مريم غير أنه قال فيها باب يسمى. ورواه في كتاب الصوم عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال ورواه مسلم في الصوم.
(2) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصوم دعي من باب الريان. فقال أبو بكر والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة دعي فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله قال نعم وأرجو أن تكونه منهم. صحيح أخرجه البخاري ومسلم بنحوه من حديث الزهري.
(3) عن شرحبيل بن شفعة قال لقيني عتبة بن عبد السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل. أخرجه ابن ماجه في سننه.
ذكر أول من يفتح له باب الجنة وأول من يقرعه
(4) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح ويقول الخازن من أنت فأقول محمد قال يقول بك أمرت أن لا افتح لأحد قبلك. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان.
(5) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة.
(6) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يفتح له باب الجنة إلا أن امرأة تبادرني فأقول لها مالك أو ما أنت فتقول أنا امرأة قعدت على أيتامي.
ذكر سعة أبواب الجنة اللهم أدخلنا الجنة بفضل رحمتك
(7) عن أبي هريرة قال وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه فنهش نهشة وقال أنا سيد الناس يوم القيامة ثم نهش أخرى وقال أنا سيد الناس يوم القيامة فلما رأى أصحابه لا يسألونه قال ألا تتقون قالوا كيف يا رسول الله قال يقوم الناس لرب العالمين فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر -وذكر حديث الشفاعة وقال في آخره- فأنطلق فآتي العرش فأقع ساجدا لربي فيقيمني رب العالمين مقاما لم يقمه أحدا قبلي ولن يقيمه أحدا بعدي فيقول يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخرى والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ما بين عضادتي الباب لكما بين مكة وهجر أو هجر لا أدري أي ذلك. قال صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فأحد طرق البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك عن أبي حيان يحيى بن سعيد عن أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير البجلي بنحوه. وفي رواية أبي حيان لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى. ورواه مسلم من طرق أحدها هذه التي رويناه منها.
(8) عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حداء وإنما بقي صُبَابة كصُبَابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فلقد ذكر لنا أن مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام. أخرجه مسلم في صحيحه.
(9) عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة قال سمعت الجريري يحدث حكيم بن معاوية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنتم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وله كظيظ. رواه الإمام أحمد في مسنده وفيه وإنه لكظيظ.
(10) عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة.
ذكر ما بين البابين من أبواب الجنة
(11) عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت يا رسول الله فما الجنة والنار قال لَعَمْرُ إلهك إن للنار سبعة أبواب ما فيهن بابان إلا يسير الراكب سبعين عاما وأن للجنة ثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما.
ذكر مفتاح الجنة نسأل الله من فضله
(12) عن معاذ قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله. كنت أطوف على هذا الحديث في ذكر مفتاح الجنة فرأيت فيما يرى النائم قبل أن أجده كأن بيت مسعود بن أبي بكر قد سألوني أن أطلب من النبي صلى الله عليه وسلم فيها ومعه جماعة من الصبيان فيها وأنا أنتظره حتى ينزل منها فغاب عني كيف كان نزوله منها وكأنني اجتمعت معه صلى الله عليه وسلم في بعض المساجد وكأنه قاعد وأنا قائم وعليه ثوب أخضر أو أزرق كأنه عنابي وعمامة بيضاء فقال لي إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه عشرا. ثم نظر إلي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذا مفتاح جيد. أو نحو هذا ثم انتبهت فبقيت لحظة أتذكره وإذا المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.
ذكر أن الجنة لا يدخلها أحد إلا بجواز
(13) عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان ابن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية.
(14) عن سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم يعطى المؤمن جوازا على الصراط بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية.
ذكر أول زمرة تدخل الجنة نسأل الله بفضله وكرمه أن يجعلنا منهم آمين
قرئ على الشيخ الإمام الزاهد أبي علي عمر بن علي بن عمر الواعظ الحربي رحمه الله ونحن نسمع بها أخبركم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به.
(15) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر كليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون فيها ولا يتغوطون فيها، آنيتهم وأمشاطهم الذهب والفضة ومجامرهم من ألوة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشية. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في صفة الجنة عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك وأخرجه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كلاهما عن معمر بنحوه.
ذكر الزمرة الثانية من أهل الجنة
(16) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على رجل واحد على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعا في السماء. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه أخرجه البخاري في خلق آدم عليه السلام ورواه مسلم في آخر كتابه جميعا عن قتيبة بن سعيد عن جرير بنحوه ورواه مسلم أيضا عن أبي خيثمة كما أخرجاه غير أنه قال على أشد كوكب.
ذكر أن الله عز وجل فضل بعض أهل الجنة على بعض وأن الله يبلغ بفضله من أراد من المؤمنين درجة الأنبياء عليهم السلام
(17) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه. رواه البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله عن مالك وأخرجه مسلم كما أوردناه وروايتهما سواء غير أن في رواية البخاري في الأفق.
(18) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكوكب في أفق السماء. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه رواه البخاري عن القعنبي عن عبد العزيز بن حازم عن أبيه وأخرجه مسلم عن قتيبة ووقع لنا موافقة في شيخه وقالا جميعا الكوكب في السماء.
(19) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون أو ترون الكوكب الدري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات قالوا يا رسول الله أولئك النبيون قال بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله عز وجل وصدقوا المرسلين. هذا الحديث على شرط البخاري والله أعلم.
(20) عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله والله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) الآية. لا أعلم بإسناد هذا الحديث بأسا والله أعلم.
ذكر أعلى منزلة في الجنة وما اسمها
(21) عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة. أخرجه البخاري في صحيحه عن علي بن عياش.
(22) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن سلمة المرادي وترك ذكر ابن لهيعة.
(23) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليتم علي فسألوا الله لي الوسيلة قيل يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو. كذا رواه الإمام أحمد رضي الله عنه في مسنده.
(24) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة. قال سليمان بن أحمد لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا موسى بن أعين.
ذكر أعلى الجنات وأفضلها نسأل الله من فضله
(25) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه في جنة عدن. صحيح اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فرواه البخاري في كتاب التوحيد عن علي بن المديني ورواه مسلم في كتاب الله الإيمان عن نصر بن علي وغيره كلهم عن عبد العزيز بن عبد الصمد ووقع لنا موافقة في شيخ مسلم.
(26) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا نخبر الناس قال إن في الجنة مئة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهد في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تُفَجَّرُ أو تَفَجَّرُ أنهار الجنة. شك أبو عامر. صحيح أخرجه البخاري عن إبراهيم بن منذر عن محمد بن فليح عن أبيه بمعناه.
(27) عن أنس بن مالك أن أم الربيع ابنة البراء وهي أم حاثة ابن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى. قال قتادة الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها. أخرجه البخاري بنحوه في الجهاد عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد بن أحمد عن شيبان.
(28) عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى هؤلاء الصلوات الخمس وصام شهر رمضان -لا أدري ذكر زكاة أم لا- كان حقا على الله أن يغفر له هاجر أو قعد حيث ولدته أمه قلت يا رسول الله ألا أخرج فأوذن الناس فقال لا ذر الناس يعملون فإن في الجنة مئة درجة بين كل درجتين منهما مثل ما بين السماء والأرض وأعلى درجة منها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله تعالى فسألوه الفردوس. أخرجه الترمذي في صفة الجنة بنحوه عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي كلاهما عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار. وأخرجه ابن ماجه من قوله فإن الجنة مئة درجة. إلى آخره عن سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم.
(29) عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة مئة عام والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر الأنهار الأربعة والعرش فوقها فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى. أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع.
(30) عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها ومنها تفجر أنهار الجنة. سعيد بن بشير كان شعبة يوثقه وتكلم فيه غيره وقد روي من غير هذا الطريق.
(31) عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر الله في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينظر في الساعة الثانية في جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن لا يكون معه فيها أحد إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم يره أحد ولا خطر على قلب بشر ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ألا سائل يسألني فأعطيه ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر وكذا قال الله عز وجل: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) فيشهده الله وملائكته.
(32) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك وكل مدمن الخمر سكير.
(33) عن عبد الله بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله تبارك وتعالى ثلاثة أشياء بيده خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده ثم قال وعزتي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث قالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث قال الذي يقر السوء في أهله. اسم أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي تكلم فيه بعض العلماء.
ذكر أفضل أهل الجنة منزلة نسأل الله من فضله
(34) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ينظر إلى أزواجه وسرره وخدمه وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين. رواه الترمذي بنحوه وقال رواه من غير وجه عن ابن عمر مرفوعا ورواه عبيد الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ولم يرفعه. قلت رواه أبو نعيم عن إسرائيل عن ثوير قال سمعت ابن عمر يقول إن أدناه قال ألف سنة. وقال إسرائيل لا أعلم ثوير إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر أفضل ما يعطى أهل الجنة نسأل الله من فضله
(35) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا. صحيح هكذا أخرجه مسلم رواه البخاري عن معاذ بن أسد عن عبد الله بن المبارك.
(36) عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل هل تشتهون شيئا فأزيدكم قالوا يا ربنا ما خير ما أعطيتنا قال رضواني أكبر. هذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
ذكر عدد درجات الجنة
(37) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمئة عام. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن عباس العنبري عن يزيد بن هارون وقال حديث حسن صحيح وعنده ما بين كل درجتين مئة عام.
(38) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للجنة مئة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم. رواه الترمذي عن قتيبة عن ابن لهيعة.
ذكر أن الله عز وجل بفضله وكرمه أعد
لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
(39) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى أعددت لعبادي
الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله:
(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). كذا أخرجه مسلم في
صحيحه وقد رواه البخاري عن الحميدي وعلي بن المديني عن سفيان هو ابن عيينة.
(40) عن سهل بن سعد يقول شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم اقترأ هذه الآية: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). رواه مسلم في صحيحه عن هارون.
(41) عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة رفعه ابن أبجر ولم يرفعه مطرف قال قال موسى عليه السلام يا رب أخبرني عن أدنى أهل الجنة منزلة قال نعم هو رجل يجيء بعدما نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له ادخل الجنة فيقول يا رب وكيف أدخلها وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت ربي فيقول فإن لك مثله ومثله وعقد سفيان أصابعه الخمس فيقول رضيت ربي فيقول فإن لك هذا ما اشتهيت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت ربي قال موسى يا رب فأخبرني عن أعلى أهل الجنة منزلة قال نعم أولئك الذين أردت وسأخبرك عنهم غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ومصداق ذلك في كتاب الله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن سعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن أبي عمر العدني وبشر بن الحكم عن سفيان بن عيينة بنحوه وفي رواية ابن أبي عمر يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر تكلم الجنة
(42) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله جنة عدن خلق ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون.
ذكر بناء الجنة نسأل الله من فضله أن يدخلنا الجنة
(43) عن أبي هريرة يقول قلنا يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد قال لو تكونون أو قال لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم قال قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها قال لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده ورواه الترمذي.
(44) عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال من يدخل الجنة يحيا لا يموت وينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه قيل يا رسول الله كيف بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها مسك أذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران.
(45) عن فاطمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم أبن أمنا خديجة قال في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب بين مريم وآسية امرأة فرعون قالت أمن هذا القصب قال لا من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت. قال الطبراني لا يروى هذا الحديث عن فاطمة إلا بهذا الإسناد تفرد به صفوان بن عمرو.
ذكر تربة الجنة نسأل الله الجنة بفضله وكرمه
(46) عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك. صحيح مختصر من حديث المعراج اتفق البخاري ومسلم على إخراجه بطوله من حديث يونس بن يزيد الأيلي فرواه البخاري في الصلاة من غير طريق أحدها عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد رواه مسلم في كتاب الإيمان عن حرملة بن يحيى المصري ووقع لنا موافقة.
(47) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ابن صائد عن تربة الجنة فقال درمكة بيضاء مسك خالص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق. صحيح أخرجه مسلم بنحوه.
ذكر لون الجنة نسأل الله بفضله وكرمه
(48) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله الجنة بيضاء وأحب الزي إلى الله البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم ثم أمر برعاء الشاء فجمعت فقال من كان ذا غنم سود فليخلط بها بيضاء فجاءته امرأة فقالت يا رسول الله إني اتخذت غنما سوداً فلا أراها تنمو قال عفّري.
ذكر نور الجنة نسأل الله بفضله وكرمه
(49) عن زميل بن سماك سمع أباه يحدث أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعدما كف بصره فقال يا ابن عباس ما أرض الحنة قال مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة قلت ما نورها قال ما رأيت الساعة التي تكون فيها قبل طلوع الشمس فذلك نورها ألا إنه ليس فيها شمس ولا زمهرير قال قلت فما أنهارها أفي أخدود قال لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ها هنا ولا ها هنا قال الله لها كوني فكانت قلت فما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله منها كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت له عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تستطبق فترجع كما كانت.
ذكر موضع سوط في الجنة ونحوه
(50) عن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها. أخرجه البخاري عن القعنبي.
(51) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض. أخرجه الإمام أحمد في المسند وهذا على شرط الصحيحين والله أعلم.
(52) عن أبي عمرو بن الحارث أن سليمان بن حميد حدثه أن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سليمان لا أعلم إلا أنه حدثني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو أن ما أقل ظفر من الجنة برز للدنيا لتزخرفت له ما بين السماء والأرض. رواه الترمذي أطول من هذا.
ذكر الخيام في الجنة نسأل الله من فضله بفضله
(53) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا. هكذا أخرجه مسلم في صحيحه وقد أخرجه البخاري أيضا عن حجاج بن منهال عن همام عن أبي عمران بنحوه وقال ثلاثون ميلا وقال قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران ستون ميلا. وقد رواه أيضا من رواية أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران.
ذكر غرف الجنة نسأل الله من فضله بفضله
(54) عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال يا رسول الله لمن هي قال لمن طيب الكلام وأطعم الطعام أدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام. أخرجه الترمذي عن علي بن حجر بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق.
(55) عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام حدثني أبو سلام حدثني أبو معانق الأشعري حدثني أبو مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام. ورواه يحيى بن أبي كثير فقال عن معانق أو ابن معانق.
(56) عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها قال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام. هذا عندي إسناد حسن وذكر أبي مالك فيه مما يدل على صحته لأن أبا مالك قد رواه. وإسناده أيضا حسن.
ذكر شجر الجنة
(57) عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها. أخرجه البخاري ومسلم جميعا عن إسحاق بن راهويه عن مغيرة المخزومي عن وهيب.
(58) عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مئة عام ما يقطعها. أخرجه البخاري ومسلم جميعا عن إسحاق مع الحديث الأول إلا أن البخاري قال وقال إسحاق.
(59) عن أبي هريرة قال قال رسول الله في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة اقرءوا إن شئتم: (وظل ممدود) وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاب قوس أو سوط في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب. رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن سنان عن فليح ولم يذكر السوط. وقال مما طلعت عليه الشمس أو تغرب. وروى مسلم من رواية الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها.
(60) عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: (وظل ممدود) قال في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عامة لا يقطعها. أخرجه البخاري في صفة الجنة عن روح بن عبد المؤمن عن يزيد ابن زريع.
(61) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما أو مئة سنة هي شجرة الخلد. كذا رواه الإمام أحمد في مسنده.
(62) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها. رواه حرملة فذكره ابن باده.
(63) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن عبد الله بن سعيد أبي سعيد الكندي الأشج وقال حسن غريب.
(64) عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك قال طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني فقال رجل يا رسول الله وما طوبى قال شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها.
(65) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نخل الحنة جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيه عجم.
(66) عن عكرمة عن ابن عباس قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مئة عام في كل نواحيها قال فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها قال فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا.
ذكر ثمر الجنة نسأل الله من فضله
(67) عن عبد الله بن عباس قال خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فذكر صلاة الكسوف وفيه قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال إني رأيت الجنة أو أريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. صحيح اتفق البخاري عن القعنبي وعبد الله بن يوسف وإسماعيل ابن أبي أويس ثلاثتهم عن مالك ورواه مسلم عن محمد بن رافع عن إسحاق بن عيسى عن مالك.
(68) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا جبريل ما هذا قال أما النهران الباطنان ففي الجنة وأما النهران الظاهران فالنيل والفرات. رواه البخاري بنحوه من رواية شعبة عن قتادة عن أنس تعليقا وفي صحيح مسلم من رواية ثابت عن أنس ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال.
(69) عن جابر قال بينا نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدمنا ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب يا رسول الله صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه قال إنه عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها قطفا لآتيكم به فحيل بيني وبينه ولو آتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه. روي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه. هذا القدر في صحيح مسلم.
(70) عن يحيى بن أبي كثير عن عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال الأعرابي فيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة طوبى فذكر شيئا لا أدري ما هو قال أي شجر أرضنا تشبه قال ليست تشبه شيئا من شجر أرضك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتيت الشام قال لا قال تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد وينفرش أعلاها قال ما عظم أصلها قلا لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال فيها عنب قال نعم قال فما عظم العنقود قال مسيرة شهر للغراب الأبقع ولا يفتر قال فما عظم الحبة قال هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما قال نعم قال فسلخ إهابه فأعطاه أمك قال اتخذي لنا منه دلوا قال نعم قال الأعرابي فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي قال نعم وعامة عشيرتك. هكذا أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده.
(71) عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر سدرة المنتهى فقال يسير في ظل الفنن الراكب منها مئة سنة أو قال يستظل في الفنن منها مئة راكب فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال. رواه الترمذي في ذكر ثمار الجنة عن أبي كريب عن يونس بن بكير وقال شك يحيى وقال حديث غريب.
(72) عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر. التيس الملبود الذي قد اجتمع شعره بعضه على بعض.
(73) عن سليم بن عامر قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هي قال السدر فإن له شوكا مؤذيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس الله يقول: (في سدر مخضود) وخضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا طعام وما فيها لون يشبه الآخر.
(74) عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى. لا أعلم أنه روي إلا من هذا الطريق وعبّاد تكلم فيه بعض العلماء.
(75) عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهبط الله آدم عليه السلام من الجنة علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أنها تغير وتلك لا تغير.
(76) عن أبي إسحاق عن البراء في قوله: (وذللت قطوفها تذليلا) قال أدنيت ليتناولوها وهم نيام. حدثنا إسرائيل حدثنا أبو إسحاق عن البراء في قوله: (وذللت قطوفها تذليلا) قال وذللت لهم يقطعون منها كيف شاؤوا.
ذكر طعام أهل الجنة وذكر أكلهم وشرابهم نسأل الله من فضله
(77) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك ويلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس. أخرجه مسلم في صحيحه عن سعيد بن يحيى الأموي بنحوه ورواه أيضا من رواية طلحة بن نافع عن جابر وفيه قالوا فما بال الطعام قال جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد.
(78) عن زيد بن أرقم جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مئة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال يكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه. رواه الإمام أحمد بنحوه في مسنده عن أبي معاوية محمد بن حازم وأخرجه النسائي بنحوه عن علي بن حجر عن علي بن مسهر.
(79) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا.
(80) عن ثابت قال قال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه فإذا أثني عليه معروف كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت يا رسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة فسمعت وجبة ارتجت لها الجنة فنظرت فإذا فلان بن فلان وفلان بن فلان فسمت اثني عشر رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية قبل ذلك فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيذخ أو البيذخ قال فغمسوا فيه فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر فأتوا بصحفة من ذهب فيها بسر فأكلوا من بسره ما شاءوا فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم فجاء البشير من تلك السرية فقال ما كان من أمرنا كذا وكذا فأصيب فلان وفلان حتى عد اثني عشر رجلا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقول جيء فلان وفلان كما قال. هذا عندي على شرط مسلم وقد أخرج حديثا بهذا الإسناد. رواه الإمام أحمد في المسند عن بهز بن أسد وعفان عن سليمان بن المغيرة بنحوه.
(81) عن مسروق عن عبد الله في قوله جل وعلا : (يسقون من رحيق مختوم) قال الرحيق هو الخمر والمختوم يجدون عاقبتها ريح المسك.
(82) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (يسقون من رحيق) إلى قوله: (ومزاجه من تسنيم) قال التسنيم أشرف شراب أهل الجنة يشربها المقربون صرفا ويمزج لأصحاب اليمين.
ذكر أول طعام يأكله أهل الجنة
(83) عن أنس أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فسأله عن أشياء قال إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي قال ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى أبيه والولد ينزع إلى أمه قال أخبرني بهن جبرائيل عليه السلام آنفا قال ابن سلام فذاك عدو اليهود من الملائكة قال أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد. رواه البخاري بنحوه في خلق آدم عن محمد بن سلام عن مروان الفزاري عن حميد عن أنس ومن غير طريق إلى حميد.
(84) عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فذكر حديثا وفيه فقال اليهودي فما تحيتهم. كذا فيه، ولعله: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زائدة كبد الحوت قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين تسمى سلسبيلا قال صدقت. رواه مسلم عن الحلواني عن أبي توبة.
ذكر أنهار الجنة نسأل الله بفضله وكرمه
(85) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر. رواه البخاري عن هدبة بن خالد بنحوه.
(86) عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل. رواه مسلم عن أبي كريب عن ابن فضيل.
(87) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا أنا بنهر يجري حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت يدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا أنا بمسك أذفر فقلت لمن هذا يا جبريل قلا هذا الكوثر الذي أعطاكه الله عز وجل.
(88) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج. أخرجه الترمذي في التفسير عن هناد عن محمد بن فضيل بنحوه وقال حديث حسن صحيح. ورواه ابن ماجه عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج بنحوه.
(89) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب يجري على الدر والياقوت ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد.
(90) عن مجاهد: (إنا أعطيناك الكوثر) قال الخير الكثير. قال وقال أنس بن مالك نهر في الجنة. وقالت عائشة هو نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر.
(91) عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة بحر الماء وبحر الخمر وبحر اللبن وبحر العسل ثم تشقق بعد منه الأنهار. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار عن يزيد بن هارون عن الجريري بمعناه وقال حديث حسن صحيح. والجريري اسمه سعيد بن إياس. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن الجريري بنحوه.
(92) عن أبي بكر بن عبا لله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأنهار تشخب من جنة عدن في جوبة ثم تصدع بعد أنهارا.
(93) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تظنون أن أنهار الجنة خدود في الأرض لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض حافتاه قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر قيل يا رسول الله وما الأذفر قال الذي لا خلط له. رواه أبو بكر بن أبي الدنيا عن يعقوب بن عبيد عن يزيد بن هارون بإسناده موقوفا لم يذكر النبي
صلى الله عليه وسلم.
ذكر ما في الدنيا من أنهار الجنة
(94) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة. كذا أخرجه مسلم في صحيحه ورواه الإمام أحمد عن عبد الله بن نمير.
(95) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل الله من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العرق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل عليه السلام فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) فإذا كان عند خرج يأجوج ومأجوج أرسل جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود وركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى عليه السلام بما فيه وهذه الأنهار الخمسة فرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله: (وإنا على ذهاب به لقادرون) فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدنيا والآخرة. لا أعلم أني سمعته إلا من طريق مسلمة بن علي وهو من جملة الضعفاء والله أعلم.
ذكر سوق الجنة نسأل الله من فضله وكرمه
(96) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا. كذا أخرجه مسلم في صحيحه. ورواه الإمام أحمد عن عفان عن حماد وزاد فيه كثبان المسك فإذا خرجوا إليها هبت الريح.
(97) عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة فقال سعيد أَوَ فيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله في روضة من رياض الجنة فيوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ياقوت ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دني على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا فقال أبو هريرة فقلت يا رسول الله هل نرى ربنا عز وجل قال نعم هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره محاضرة حتى يقول يا فلان ابن فلان أتذكر يوم كذا وكذا فيذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول بلى أفلم تغفر لي فيقول بلى فبمغفرتي بلغت منزلتك هذه قال فبينا هم على ذلك غشتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدا مثل ريحه شيئا قط قال ثم يقول ربنا قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه ولا يشترى في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس والهيئة فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبنا لقد جئت وإنك من الجمال والطيب أفضل ما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا عز وجل وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا. أخرجه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن إسماعيل عن هشام بن عمار بنحوه وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورواه أبو عبد الله بن ماجه عن هشام بن عمار بنحوه.
(98) عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا صور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل الصورة دخل فيها . أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع وقال حديث غريب.
ذكر لباس أهل الجنة نسأل الله من فضله وكرمه
(99) عن أبي هريرة أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أخرجه مسلم إلى قوله شبابه. في صفة الجنة عن ابن حرب عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد ورواه أحمد في المسند بكماله عن عبد الرحمن بن مهدي وغيره ووقع لنا عاليا من رواية هدبة.
(100) عن عبد الله بن عمرو قال جاء أعرابي عُلْويّ جريء فقال يا رسول الله أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت أم لقوم خاصة أم إلى أرض معلومة أم إذا مت انقطعت فسأل ثلاث مرار ثم جلس فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرا ثم قال أين السائل قال ها هو ذا يا رسول الله قال الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ثم أنت مهاجر وإن مت بالحضر فقام آخر فقال يا رسول الله أخبرني عن ثياب أهل الجنة أتخلق خلقا أو أتنسج نسجا قال فضحك بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تضحكون من جاهل يسأل عالما فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب الجنة قال ها هو ذا يا رسول الله قال لا بل تشقق عنها ثمر الجنة. ثلاث مرار. أخرجه أحمد في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي وفيه جريء بدل جرمي.
(101) عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من حور العين على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء. هذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
(102) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها قلت يا أبا هريرة وما النصيف قال الخمار. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
(103) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب عل منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول أنا المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليهم التيجان وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب. روى الترمذي منه ذكر التيجان وأن أدنى لؤلؤة. عن سويد بن نصر عن رشدين بن سعد عن عمرو.
(104) عن أبي سلام الأسود قال سمعت أبا أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن.
(105) وبه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي عن خاله الزميل أنه سمع أباه قال قلت لابن عباس ما حلل الجنة قال فيها شجر فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تستطبق فترجع كما كانت.
ذكر فرش أهل الجنة نسأل الله من فضله بفضله
(106) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (وفرش مرفوعة) قال والذي نفسي بيده وإن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض وإن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمئة عام. رواه الترمذي بنحوه عن أبي كريب عن رشدين عن عمرو وهو ابن الحارث وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد وروايتنا من غير رواية رشدين وقال الترمذي وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث إن معناه الفرش في الدرجات كما بين السماء والأرض.
ذكر صفة أهل الجنة وصفة كلامهم نسأل الله الجنة بفضل رحمته
(107) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال له اذهب فسلم في أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل ينقص الخلق بعد الآن. صحيح من حديث همام بن منبه بن كامل الصنعاني من أبناء الفرس يكنى بأبي عقبة أخي وهب بن منبه أخرجه البخاري في الاستئذان عن يحيى بن جعفر ورواه مسلم في صفة الجنة عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه واتفقا على ذكر الصورة.
(108) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع. رواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون وعفان بن مسلم عن حماد بن سلمة قيل تفرد به حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان والله أعلم.
(109) عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين بني ثلاث وثلاثين. رواه الترمذي في صفة الجنة عن أبي هريرة محمد بن فراس البصري عن أبي داود عن عمران وقال حديث حسن غريب.
(110) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة جردا مردا مكحلين ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم. هكذا ورد في غالب الروايات سوى ما روي عن أبي سعيد وهو حاضر.
(111) عن أبي سعدي الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها وكذلك أهل النار. رواه الترمذي في صفة الجنة عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد عن ابن الحارث.
(112) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستون ذراعا بذراع الملك على حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة وعلى لسان محمد جرد مكحلون.
(113) عن عطاء بن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي. العلاء بن عمرو الحنفي ويحيى بن يزيد تكلم فيهما.
ذكر نساء أهل الجنة
(114) عن أيوب عن محمد قال إما تفاخروا وإما تذاكروا الرجال أكثر في الجنة أم النساء فقال أبو هريرة أو لم يقل أبا القاسم إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوء كوكب دري في السماء لكل منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة عزب. هكذا رواه مسلم في صحيحه.
(115) وقد تقدم من رواية همام بن منبه عن أبي هريرة نحو هذا وهو في الصحيحين.
(116) وتقدم أيضا من رواية أبي زرعة عن أبي هريرة وأزواجهم الحور العين.
(117) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولطاب ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. رواه البخاري في الجهاد عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن حميد بنحوه.
(118) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب. كذا أخرجه الإمام أحمد.
(119) عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرن عن قول الله عز وجل: (وحور عين) قال حور بيض عين ضخام العيون شَفْرُ الحوراء بمنزلة جناح النسر قلت أخبرني عن قوله عز وجل: (كأنهن لؤلؤ مكنون) قال صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله :(فيهن خيرات حسان) قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله: (كأنهن بيض مكنون) قال رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشرة وهو الغرقيء قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله: (عربا أترابا) قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات أترابا على ميلاد واحد قلت يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال بل نساء الدنيا أفضل من حور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله وبما ذلك قال بصلواتهن وصيامهن وعبادتهن الله ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان حضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها قال يا أم سلمة أنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. لا أعلمه روي إلا من طريق سليمان بن أبي كريمة وفيه كلام.
(120) عن أبي هريرة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فذكر حديثا طويلا وفيه فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وأذنت لهم في دخول الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتها الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده نم صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا تشتكي قبلها فبينا هو كذلك إذ نودي إنا قد عرفنا أنك لا تَمل لا تُمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن يكون لك أزواج غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة شيء أحسن منك ما في الجنة شيء أحب إلي منك. هذا من حديث الصور لا أعرفه إلا من حديث إسماعيل بن رافع وقد ضعفه غير واحد من الأئمة والرجل الذي روى عنه القرظي لا ندري من هو والله أعلم.
(121) عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وستون -كذا رأيته والصواب وسبعون- زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء. رواه الترمذي عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث وعنده واثنتان وسبعون زوجة.
(122) عن مجاهد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الحور العين من الزعفران. قال سليمان بن أحمد لا يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن الحسن بن هارون.
ذكر غناء حور العين
(123) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه. قال سليمان بن أحمد لم يروه عن زيد بن أسلم إلا محمد تفرد به ابن أبي مريم.
(124) عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة مجتمعا للحور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق بمثلها قال يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له. أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع وقال حديث غريب.
(125) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحور يغنين في الجنة نحن الجوار الحسان خلقنا لأزواج كرام.
ذكر نكاح أهل الجنة
(126) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء قلت يا رسول الله ويطيق ذلك قال يعطى قوة مئة. رواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار ومحمود بن غيلان كلاهما عن أبي داود الطيالسي وقال حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من حديث عمران القطان وعنده قيل يا رسول الله أو يطيق ذلك. بدل قلت.
(127) عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة فقال إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء. قال الطبراني لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي لفظ عبد الله بن عمر بن أبان وقال أبو همام قال قلنا يا رسول الله نفض إلى نسائنا في الجنة فقال إي والذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مئة عذراء. قلت ورجال هذا الحديث عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
(128) عن عاصم بن لقيط أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى وأنهما من كأس ما بها صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله أَوَ لنا فيها أزواج مصلحات قال الصالحات للصاحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم غير أن لا توالد.
(129) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أنطأ في الجنة قال نعم والذي نفسي بيده دحما دحما فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا. ابن حجيرة اسمه عبد الرحمن ودراج اسمه عبد الرحمن بن سمعان البصري وثقه يحيى بن معين وأخرج عنه أبو حاتم بن حبان في صحيحه وكان بعض الأئمة ينكر بعض حديثه والله أعلم.
(130) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا. قال الطبراني لم يروه عن عاصم إلا شريك تفرد به معلى أخبرنا محمد بن أحمد الصيدلاني أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم.
(131) عن سليم بن يحيى أنه سمع أبا أمامة يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل هل يتناكح أهل الجنة قال بذكر لا يمل وبشهوة لا تنقطع دحما دحما.
(132) عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أيجامع أهل الجنة قال دحما دحما ولكن لا مني ولا منية. هاشم وخالد بن يزيد تكلم فيهما.
ذكر أن أهل الجنة لا يموتون فيها نسأل الله الجنة بفضله وكرمه
(133) عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لأهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا وإن لكم أن تعيشوا أبدا ولا تموتوا أبدا وإن لكم أن تتنعموا فلا تبأسوا أبدا وإن لكم أن تشبوا ولا تهرموا أبدا. قال الطبراني لم يروه عن الثوري إلا عبد الرزاق. رواه مسلم في صحيحه عن إسحاق بن راهويه وعبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق بنحوه.
(134) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا يبأس ويحيا فيها ولا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه. كذا في سماعنا وأظنه أحمد بن حفص عن أبيه والله أعلم والحجاج بن الحجاج.
ذكر أن أهل الجنة لا ينامون
(135) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون.
(136) عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل أينام أهل الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون.
ذكر معرفة أهل الجنة منازلهم فيها نسأل الله من فضله
(137) عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة والذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا. صحيح أخرجه البخاري في كتاب المظالم عن إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام ورواه في الرقاق عن الصلت بن محمد عن يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة.
ذكر الأولاد في الجنة
(138) عن أبي سعيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي. أخرجه الترمذي وابن ماجه جميعا عن محمد بن بشار عن معاذ وقال الترمذي حديث حسن غريب. هذا الحديث عندي على شرط مسلم والله أعلم.
ذكر طير الجنة نسأل الله من فضله
(139) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة قال أَكَلَتُهَا أنعم منها. ثلاثا. وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها يا أبا بكر. كذا رواه الإمام أحمد في المسند عن غير طريق.
(140) عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون وما هو ألم يبيض وجوهنا ألم يثقل موازيننا ألم يزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة فيكشف لهم عن الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فما شيء أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة. صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون وعن عبيد الله بن عمر القواريري عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن حماد بن سلمة بنحوه. ولا أعلمه مرفوعا إلا من حديث حماد بن سلمة.
(141) عن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل. وسَلْمٌ ونوح تكلم فيهما.
(142) عن أبي بن كعب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيادتين في كتاب الله: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال النظر إلى وجه الرحمن وسألته عن قوله: (وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون) قال الزيادة عشرون ألفا.
(143) عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أربع عشرة من الشهر فقال أترون هذا القمر فإنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فمن استطاع منكم فلا يغلبن على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. صحيح متفق على صحته وثبوته رواه البخاري في صحيحه من طرق أحدها هذه عن الحميدي واسمه عبد الله بن الزبير بنحوه عن مروان وحده. ورواه عن يوسف بن موسى عن عاصم بن يوسف اليربوعي عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع عن إسماعيل وفيه إنكم سترون ربكم عيانا. ورواه مسلم بنحوه عن زهير بن حرب عن مروان.
(144) عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أهل الجنة في ملكهم ونعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم فإذ الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فيقول السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله تبارك وتعالى: (سلام قولا من رب رحيم) فينظرون إليه وينظر إليهم فلا يلتفتون إلى شيء من الملك والنعيم حتى يحتجب عنهم قال فيبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم. رواه ابن ماجه في سننه بنحوه من حديث ابن المنكدر عن جابر.
ذكر يوم المزيد في الجنة نسأل الله من فضله بفضله وكرمه
(145) عن عثمان بن مسلم عن أنس بن مالك قال أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما فرغ قلنا لقد احتبست قال إن جبريل أتاني كهيئة المرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال إن هذه الجمعة فيها خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها قلت يا جبريل ما هذه النكتة سوداء قال إن هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد يسأل الله خيرا من قسمة إلا أعطاه إياه وذخر له مثله يوم القيامة أو صرف من السوء مثله وإنه خير الأيام عند الله وأن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد قلت يا جبريل وما يوم المزيد قال إن في الجنة واديا أفيح تربته مسك أبيض ينزل الله عز وجل إليه كل يوم جمعة فيوضع كرسيه ثم يجاء بمنابر من نور فتوضع خلفه فتحضيه الملائكة ثم يجاء بكراس من ذهب فتوضع ثم يجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيجلسون ثم تبسم الله إليهم فيقول سلوا فيقولون نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فسألوا فيقولون نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم فيسألون مناهم فيعطيهم ما سألوا وأضعافها ويعطيهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يقول ألم أنجزكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي ثم ينصرفون إلى غرفهم ويغدون كل يوم جمعة قلت يا جبريل وما غرفهم قال من لؤلؤة بيضاء أو يا قوتة حمراء أو زبرجدة خضراء مقدرة منها أبوابها فيها أزواجها مطردة فيها أنهارها. رواه أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده عن شيبان ابن فروخ عن الصعق بن حزن عن علي بن الحكم البناني عن أنس بنحوه كان في نسخة سماعنا بعض الشيء فكتبته على الصواب والله أعلم.
(146) عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فذكر يوم المزيد فقال فيوحي الله عز وجل إلى حملة العرش بأن يفتحوا الحجب فيما بينه وبينهم فيكون أول ما يسمعون منه تعالى أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري سلوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارض عنا ويرجع في قوله يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي هذا يوم المزيد فسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك رب ننظر إليه قال فيكشف الله الحجب فيتجلى لهم تعالى فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم فيرجعون إلى منازلهم ولهم في كل سبعة أيام يوم وذلك يوم الجمعة.
ذكر قوله تعالى: (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله)
(147) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طيور أعناقها. يعني كأعناق الجزر. فقال عمر إنها لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آكلها أنعم منها. رواه الترمذي في صفة الحنة عن عبد بن حميد عن القعنبي عن محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن أبيه عن أنس وقال حسن.
(148) عن نافع عن عمر قال ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم طوبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر هل بلغك ما طوبى قال الله ورسوله أعلم قال طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله عز وجل يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا. وفيها كحديث وإن فيها طيورا كأمثال البخت فقال أبو بكر يا رسول الله إنها لناعمة قال أنعم منه من يأكله وأنت منهم إن شاء الله عز وجل.
ذكر ما يركب أهل الجنة من الدواب نسأل الله من فضله
(149) عن أبي أيوب قال أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أحب الخيل وهل في الجنة خيل فقال إن دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه فطار بك في الجنة حيث شئت. رواه الترمذي عن محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي عن أبي معاوية وهو محمد بن خازم وقال حديث ليس إسناده بالقوي وأبو سورة هو ابن أخي أبي أيوب يضعف في الحديث.
(150) عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل في الجنة خيل قال إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب على فرس من ياقوتة حمراء تطوف بك في الجنة إلا ركبت فقال يعني آخر يا رسول الله فهل في الجنة إبل فلم يقل له مثل الذي قال لصاحبه قال إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك. أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن عاصم بن علي بنحوه.
ذكر ريح الجنة نسأل الله من فضله بفضله
(151) عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مئة عام. رواه البخاري بنحوه في الجزية والديات عن قيس يبن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو ولم يذكر بينهما جنادة والله أعلم بالصواب وقال فيه مسيرة أربعين عاما.
(152) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام. لفظ معلل وقال أحمد بن حياب لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد. والباقي مثله قال الطبراني لم يروه عن عوف إلا عيسى بن يونس ورواه الترمذي بنحوه من رواية ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة وفيه مسيرة سبعين خريفا. وقال حسن صحيح. وإسناده عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
(153) عن قتادة عن الحسن أو غيره عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ريح الجنة يوجد من مسيرة مئة عام. كذا رواه معمر عن قتادة ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فقال في روايته خمسمئة عام. وكذلك رواه حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن ورواه شبيب بن شيبة عن الحسن كرواية يونس.
ذكر فرح الحور العين بأزواجهن
(154) عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي قال ذكر النار فعظم أمرها ذكرا لا أحفظه قال: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) حتى انتهوا إلى باب من أبوابها وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان فعمدوا إلى إحداهما كأنما أمروا به فشربوا منها فأذهب ما في بطونهم من قذى أو أذى أو بأس ثم عمدوا إلى الأخرى فتطهروا منها فجرت عليهم نضرة النعيم ولم تغبر أشعارهم بعدها أبدا ولم تشعث رءوسهم كأنما ادهنوا بالدهان ثم انتهوا إلى خزنة الجنة فقالوا: (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) ثم تلقى الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم عليهم من غيبته يقولون له أبشر بما أعد الله يعني لك من الكرامة ثم ينطلق غلام من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين فيقول جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا قال أنت رأيته قال أنا رأيته وهو بإثري فيستخف إحداهن الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها فإذا انتهى إلى منزله نظر إلى أساس بنيانه فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أخضر وأحمر وأصفر من كل لون ثم رفع رأسه فنظر إلى سقفه فإذا مثل البرق ولولا أن الله عز وجل قدره على النظر لذهب بصره ثم طأطأ رأسه فإذا أزواجه وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ثم نظروا إلى تلك النعمة واتكأوا فقالوا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي) الآية ثم ينادي مناد تحيون فلا تموتون أبدا وتقيمون فلا تظعنون أبدا وتصحون فلا تمرضون أبدا. قال أبو إسحاق كذا قال.
ذكر الأمر بطلب الجنة
(155) عن كليب بن حزن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اطلبوا الجنة جهدكم اهربوا من النار بجهدكم فإن الجنة لا ينام طالبها وأن النار لا ينام هاربها وأن الآخرة اليوم محففة بالمكاره وأن الدنيا محففة باللذات والشهوات فلا تلهينكم عن الآخرة. هذا لفظ يعلى بن الأشدق تكلم فيه وكذلك إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي المحرمي وفي رواية سلامة يقول يا قوم اطلبوا الجنة جهدكم واهربوا من النار جهدكم. وفيه ألا إن الآخرة محففة. وآخره الشهوات.
ذكر أن الله جل وعلا أمر بالمسارعة إلى الجنة قال الله عز من قائل: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض) وقال عز وجل : (والله يدعو إلى دار السلام)
(156) عن سعيد بن ميناء قال حدثنا أو سمعت جابرا يقول جاءت ملائكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم أنائم فقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا فجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة فأولوها فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان قالوا الدر الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم من أطاع محمدا فقد أطاع الله ومن عصى محمدا فقد عصى الله ومحمد فرق بين الناس. صحيح رواه البخاري في كتاب الاعتصام عن محمد بن عبادة الواسطي عن يزيد بن هارون بنحوه.
(157) عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ألا وإن السيد الله والدار الإسلام والمأدبة الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم.
ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا مشمر للجنة) نسأل الله من فضله
(158) عن شقيق أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى : (ليوفيهم أجورهم) قال أجورهم الجنة يدخلونها: (ويزيدهم من فضله) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا. قيل غريب من حديث الثوري تفرد به ابن حمير عنه والله أعلم ورواه بقية بن إسماعيل بن عبد الله الكندي عن الأعمش مثله.
ذكر أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة قبل الأمم
(159) عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله كما اختلقوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له قال يوم الجمعة لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى. كذا أخرجه مسلم عن أبي خيثمة وسقط من نسخة سماعنا: اختلفوا.
(160) عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون الأولون يوم القيامة نحن أول الناس دخولا الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق هذا اليوم الذي اختلفوا فيه الناس لنا فيه تبع غدا لليهود، والنصارى بعد غد. أخرجه البخاري ومسلم من طريق عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة ولم أجد في هذه الطريق عندهما ذكر دخول الجنة ووقع لنا عاليا من رواية النسائي ولله الحمد.
(161) عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها وحرمت على الأمم حتى يدخلها أمتي. قال الدارقطني غريب عن الزهري ولا أعلم روي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري غير هذا الحديث ولا رواه إلا عمرو بن أبي سلمة عن زهير وقال غير عمرو عن زهير عن عبد الله ولم ينسبه.
ذكر أول من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
(162) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي فقال أبو بكر يا رسول الله وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي. رواه أبو داود في سننه عن هناد بن السري عن المحاربي.
ذكر أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء
(163) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنياءهم بنصف يوم وهو خمسمئة عام. أخرجه الترمذي في الزهد عن محمود بن غيلان عن قبيصة عن سفيان وعن أبي كريب عن المحاربي. وأخرجه أبو عبد الله بن ماجه في الزهد أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر ثلاثتهم عن محمد بن عمرو وقال الترمذي حديث حسن صحيح. قلت ورجال إسناده قد روى عنهم مسلم في صحيحه وقد روي عن أبي هريرة من غير طريق.
(164) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا. أخرجه الترمذي في الزهد عن عباس الدوري عن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب وقال حديث حسن وقد تكلم في عمرو بن جابر.
(165) عن عبد الله بن عمرو يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا. حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أبي هاني حميد بن هاني عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح عن ابن وهب عنه وفيه يوم القيامة إلى الجنة.
(166) عن معروف بن سويد الجذامي أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذين يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء تقول الملائكة ربنا نحن ملائكتك وسكان سماواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبادي لا يشركوا شيئا يتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يستطع لها قضاء فعند ذلك يدخل عليهم الملائكة من كل باب: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). أخرجه الإمام أحمد في مستنده عن عبد الله بن يزيد المقرئ بنحوه.
(167) عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فيقول أي أخي ماذا حبسك والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول أي أخي إني حبست يعني بعدك محبسا فظيعا كريها وصلت إليك حتى سال عني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرت عنه رِوَاءً. رواه الإمام أحمد في المسند.
ذكر صفة الفقراء
(168) عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلك خمسمئة فقال رجل أمنهم أنا يا رسول الله فقال إن تغديت رجوت العشاء وإذا تعشيت لا تهتم بالغداء قال فقام رجل فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال هل تجد ثوبا سترا سوى ما عليك قال نعم قال فلست منهم فقام آخر فقال أمنهم أنا يا رسول الله قال هل سمعت ما قلت لهذين قبلك قال نعم قال هل تجد قرضا كلما شئت أن تستقرض قال نعم قال فلست منهم فقام آخر فقال أمنهم أنا يا رسول الله فقال هل سمعت ما قلت لهؤلاء قال نعم قال هل تقدر أن تكتسب قال نعم قال فست منهم قال فقام خامس فقال أنا منهم يا رسول الله قال هل سمعت ما قلت لهؤلاء قال نعم قال هل تمسي عن ربك راضيا وتصبح كذلك قال نعم قال فأنت منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن سادة المؤمنين في الجنة من إذا تغدى لم يجد عشاء وإذا تعشى لم يبت له غداء وإن استقرض لم يجد قرضا وليس له فضل كسوة إلا ما يواري به ما لا يجد منه بدا ولا يقدر على أن يكتسب ما يعيشه يمسي عن الله راضيا أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. قيل غريب من حديث سفيان الثوري عن محمد بن زيد يقال هو العبدي تفرد به عبد الملك.
ذكر أول من يدعى إلى الجنة
(169) عن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الحمادون الذين يحمدون الله تعالى في السراء والضراء. قيل لم يروه عن حبيب إلا قيس.
(170) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه وفقير متعفف ذو عيال وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله وفقير فخور. روى الإمام أحمد في المسند عن إسماعيل بن إبراهيم عن هشام وليس فيه من أمتي. ورواه الترمذي ولم يذكر ثلاثة من أهل النار. عن محمد بن بشار عن عثمان بن عمر عن ابن المبارك عن يحيى وقال حديث حسن ولم يقل من أمتي أيضا.
(171) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العباد للحساب جاء قوم واضعو سيوفهم على رقابهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياء مرزوقين ثم نادى مناد ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى.
(172) من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حدثنا ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ليس من حديث فلم تدعه أو قال فأغضبته فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ونظرت في النار أكثر أهلها النساء. صحيح أخرجه البخاري بنحوه في صفة الجنة وفي الرقاق عن أبي الوليد عن سلم بن زرير عن أبي رجاء واسمه عمران بن ملحان.
(173) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع في النار فرأى أكثر أهلها النساء واطلع في الجنة فرأى أكثر أهلها الفقراء. أخرجه مسلم بمعناه عن شيبان بن فروخ.
(174) عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء. كذا أخرجه فذكر أحاديث منها.
(175) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار وقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرثهم فقال الله عز وجل للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل منكما ملؤها. فأما النار فلا تمتلأ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط فهنالك تمتلأ ويزوي بعضها إلى بعض فلا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا. صحيح أخرجه مسلم هكذا في صحيحه وقد رواه البخاري من هذا الطريق عن إسحاق بن منصور وعبد الله بن محمد عن عبد الرزاق بنحوه ولم يذكر غرثهم وعنده فلا تمتلأ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط.
ذكر أن الله يرفع درجة العبد في الجنة باستغفار ولده له
(176) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذا فيقول باستغفار ولدك لك. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
ذكر أن الله عز وجل يرفع قوما إلى الدرجات العلى بذكره
(177) عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليذكرن الله قوم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى.
ذكر أن الله عز وجل بفضله وكرمه يرفع ذرية المؤمن معه في درجته وإن لم يبلغوا عمله
(178) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه. قال ثم قرأ: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) قال ما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين.
(179) عن ابن عباس قال شريك أظنه حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول يا رب فقد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به ثم تلا ابن عباس: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم) إلى آخر الآية.
ذكر أهل الجنة من هم
(180) عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبرك بأهل النار كل عتل جواظ متكبر. متفق على صحته رواه البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن وكيع عن سفيان بن سعيد الثوري وأخرجاه جميعا عن أبي موسى محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة كلاهما عن معبد.
(181) عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبه أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. كذا أخرجه مسلم.
(182) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ونساؤكم من أهل الجنة العؤود الولود التي إذا غضب أو غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا أذوق غمضا حتى ترضى. أخرجه النسائي في عشرة النساء عن هلال بن العلاء الرقي عن أبيه عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم واسمه يحي بن دينار الواسطي الرماني.
(183) عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون. كذا أخرجه الإمام أحمد وهو على شرط الصحيح والله أعلم. الجعظري قيل الشديد الغليظ.
(184) عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة من ملأ أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع. أخرجه ابن ماجه في سننه عن محمد بن يحيى وزيد بن أخزم كلاهما عن مسلم بن إبراهيم.
ذكر أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر الأمم في الجنة
(185) عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ثم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ثم قال إني أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة والذي نفسي بيده ما المسلمون في الكفار إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود وكشعرة سوداء في ثور أبيض. صحيح متفق على صحته رواه البخاري في الرقاق بنحوه عن بندار عن غندر عن شعبة في الأيمان والنذور عن أحمد بن عثمان عن شريح بن مسلمة عن إبراهيم بن يوسف عن أبيه كلاهما عن أبي إسحاق. وأخرجه مسلم في الأيمان عن هناد كما أخرجاه غير أنه قال أو كشعرة سوداء. ورواه عن أبي موسى وبندار محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة بنحوه.
(186) عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف هذه الأمة منها ثمانون صفا. هذا الإسناد عندي عل شرط الصحيح وقد رواه محمد بن كثير عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه. ورواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الصمد عن عبد العزيز بن مسلم عن ضرار بن مرة ورواه الترمذي في صفة الجنة عن حسين بن يزيد الطحان عن محمد بن فضيل وقال حديث حسن ورواه ابن ماجه في الزهد عن ابن إسحاق الجوهري عن حسين بن حفص الأصفهاني عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة.
(187) عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهل الجنة عشرون ومئة وصف ثمانون منها من أمتي. لا أعلم روي إلا من طريق خالد بن يزيد البجلي وقد تكلم فيه ابن عدي.
(188) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها قالوا الله ورسوله أعلم قال كيف أنتم وثلثها قالوا ذاك أكثر قال كيف أنتم والشطر لكم قالوا ذاك أكثر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف لكم منها ثمانون صفا. قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا الحارث بن حصيرة تفرد به عبد الواحد بن زياد.
(189) عن أبي هريرة قال لما نزلت: (ثلة من الأولين، وثلة من الآخرين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم ربع أهل الجنة أنتم ثلث أهل الجنة أنتم نصف أهل الجنة أنتم ثلثا أهل الجنة. تفرد برفعه ابن المبارك عن الثوري. وأبو عمرو اسمه محمد والد أسباط بن محمد الكوفي القرش قاله سليمان بن أحمد.
(190) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومئة صف أنتم منها ثمانون صفا.
(191) أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة قال فكبرنا فقال أرجو أن تكونوا الشطر. هذا عندي على شرط مسلم فإنه روي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أحاديث عدة.
ذكر من يدخل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بغير حساب اللهم اجعلنا منهم
(192) عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم وضاءة القمر ليلة البدر قال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة. صحيح رواه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب وعن معاذ بن أسد عن ابن البارك عن يونس كلاهما عن الزهري بنحوه وأخرجه مسلم عن حرملة كما رويناه وعنده: سبقك بها.
(193) عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمئة ألف آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر. متفق على صحته رواه البخاري عن سعيد بن أبي مريم وأخرجه هو ومسلم جميعا عن قتيبة بن سعيد عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه بنحوه.
(194) حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت أنا ثم قلت أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت قلت استرقيت قال فما حملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم الشعبي قلت حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي أنه قال لا رقية إلا من عين أو حمة فقال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذي ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله فذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة. كذا أخرجه مسلم في صحيحه وأخرجه البخاري بمعناه من غير طريق أحدها عن أسيد بن زيد عن هشيم وليس في روايته يرقون. والله أعلم.
(195) عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب قيل من هم قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. صحيح أخرجه مسلم بنحوه عن يحيى بن خلف الباهلي عن المعتمر عن هشام بن حسان وعنده فيه ذكر عكاشة وليس عنه في هذه الرواية يتطير. وقد روي عن عمران من غير طريق.
(196) حدثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا وفيه فينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يحاسبون ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء ثم كذلك. وذكر بقيته. رواه مسلم عن عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور عن روح بن عبادة غير أنه لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
(197) عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم بالموسم فراثت علي أمتي ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملؤا السهل والجبل فقال أرضيت يا محمد فقلت نعم فقال فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت منهم فقام رجل آخر فقال سبقك بها عكاشة. هذا عندي على شرط مسلم والله أعلم.
(198) حدثنا إسماعيل بن عياش أخبرني محمد بن زياد الألهاني قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وثلاث حثيات من حثيات ربي. اللفظ لا بن أبي شيبة ولفظ هشام مثله غير أنه لم يقل مع كل ألف سبعين ألفا. فإن كان إسماعيل بن عياش قد تكلم فيه بعض أهل العلم فقد روي عن أبي أمامة من غير روايته.
(199) عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب. قال يزيد بن أخنس والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات. أبو اليمان اسمه عامر بن عبد الله بن لحي ودحيم لقب واسمه عبد الرحمن بن إبراهيم القاضي شيخ البخاري ومن قبله إلى أبي أمامة من رجال الصحيح إلا الهوزني وما علمت فيه جرحا.
(200) حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ثم يحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حثيات. فكبر عمر وقال إن السبعين الأول يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم وأرجوا الله في إحدى الحثيات الأواخر. لا أعلم لهذا الإسناد علة والله أعلم.
(201) حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو يقال بقديد فذكر حديثا وفيه ثم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب وإني لأرجو أن لا يدخلونها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة. وهذا عندي على شرط الصحيح والله أعلم.
(202) عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفا لا يحاسبون مع كل ألف سبعون ألفا.
(203) حدثني عبد الله بن عامر أن قيسا الكندي حدث أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف سبعين ألفا ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه. قال قيس فقلت لأبي سعيد أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم بأذني ووعاه قلبي قال أبو سعيد يعني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله عز وجل بقيته من أعرابنا. قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن أبي سعيد الأنماري إلا بهذا الإسناد تفرد به معاوية بن سلام. قلت وسقط من النسخة التي كتبت فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رواه محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده قال أبو سعيد فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ أربعمائة ألف ألف وتسعمئة ألف قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ذلك يستوعت إن شاء الله مهاجري أمتي.
(204) عن قتادة عن أبي بكر بن أنس عن أبي بكر بن عمير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمئة ألف الجنة فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال هكذا بيده فقال عمير يا رسول الله زدنا فقال عمر حسبك يا عمير فقال ما لنا ولك يا ابن الخطاب وما عليك أن الله يدخلنا الله الجنة فقال عمر إن الله عز وجل إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر. لا أعرف لعمير حديثا غيره.
(205) عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وعدني ربي عز وجل أن يدخل من أمتي الجنة مئة ألف فقال أبو بكر يا رسول الله زدنا قال وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك قال يا رسول الله زدنا فقال عمر إن الله عز وجل قادر أن يدخل الناس بحفنة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر. قيل هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس تفرد به أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي بصري.
(206) عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمئة ألف فقال أبو بكر رضي الله عنه زدنا يا رسول الله قال وهكذا فقال عمر حسبك يا أبا بكر فقال أبو بكر دعني وما عليك أن يدخلن الجنة كلنا فقال عمر إن شاء الله أدخل خلقة الجنة بكف واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر. واللفظ لابن منصور قيل لم يرو عن قتادة عن النضر إلا معمر تفرد به عبد الرزاق والله أعلم.
(207) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا قالوا زدنا يا رسول الله قال لكل رجل سبعون ألفا قالوا زدنا وكان على كثيب فحثى بيده قالوا زدنا يا رسول الله فقال هذا وحثى بيده قالوا يا نبي الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا. لا أعلمه روي عن أنس إلا بهذا الطريق وسئل يحيى بن معين عن عبد القاهر فقال صالح.
(208) حدثنا نافع مولى حمنة بنت شجاع قال قالت لي أم قيس لو رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سكة المدينة ما فيها بيت حتى انتهى إلى بقيع الغرقد فقال لي يا أم قيس قلت لبيك وسعديك يا رسول الله قال ترين هذه المقبرة يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب فقام رجل فقال وأنا يا رسول الله فقال وأنت فقام آخر فقال وأنا يا رسول الله فقال سبقك بها عكاشة. أم قيس هذه بيت محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي الذي سأل النبي الله أن يجعله من السبعين ألفا استشهد في زمن أبي بكر رضي الله عنهم.
(209) عن شريح هو ابن عبيد عن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يخبطون الأرض تقول الملائكة لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء. لا أعرفه إلا من رواية إسماعيل بن عياش الحمصي.
ذكر أدنى أهل الجنة منزلة وآخرهم دخولا
(210) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله له اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها وإن لك عشرة أمثال الدنيا قال فيقول أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه قال فكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة. اتفق البخاري ومسلم على إخراجه فهذه رواية مسلم وأخرجه البخاري في صفة الجنة عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير وأخرجه أيضا في التوحيد عن محمد بن خالد عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور وشيخ البخاري هذا هو والله أعلم محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي أبو عبد الله النيسابوري نسبة إلى جد أبيه.
(211) عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال أعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. هكذا أخرجه مسلم في صحيحه.
(212) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة وإن له لثلاثمئة خادم ويغدى عليه ويراح كل يوم بثلاثمئة صحفة ولا أعلمه إلا قال من ذهب في كل صفحة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أو له كما يلذ آخره وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل جنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور العين اثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن ليأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض. كذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
تمت
آخر الكتاب من صفة الجنة والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا ورحم الله لم دعا لكاتبه بخاتمة الخير ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم. كتب في مستهل جمادى الأولى في سنة إحدى وأربعين وسبعمئة.