السبت، 27 أغسطس 2022

ج3.وج4.القانون فى الطب لابن سيننا

 ج3.وج4.القانون فى الطب لابن سيننا

 

أولا: ج3. القانون فى الطب

ومن الأشربة ما كان غليظاً حديثاً ومن الأدوية حب العرعر وحب الفقد واعلم أن جميع الأدوية المسهّلة وجميع ما يستبشع رديء للمعدة والجماع من أضر الأشياء للمعدة وتركه من أنفع الأشياء لها والقيء العنيف وإن نفع من جهة التنقية فيضر ضرراً عظيماً بالتضعيف
المقالة الثانية آلام المعدة وضعفها وحال شهوتها
فصل في وجع المعدة
وجع المعدة يحدث إما لسوء مزاج من غير مادة وخصوصاً الحار اللذاع أو مع مادة وخصوصاً الحارة اللذاعة أو لتفرق اتصال من سبب ريحي ممدد أو لاذع محرق أو جامع للأمرين كما يكون في الأورام الحارة . وقد يحدث من قروح أكالة .
ومن الناس من يعرض له وجع في المعدة عند الأكل ويسكن بعد الاستمراء .
وأكثر هؤلاء أصحاب السوداء وأصحاب المالنخوليا المراقي .
ومن الناس من يعرض له الوجع في آخر مدة حصول الطعام في المعدة وعند الساعة العاشرة وما يليها فمنهم من لا يسكن وجعه حتى يتقيأ شيئاً حامضاً كالخل تغلي منه الأرض ثم يسكن وجعه ومنهم من يسكن وجعه بنزول الطعام ولا بقيأ ومن الفريقين من يبقى على جملته مدة طويلة .
وسبب الأول هو انصباب سوداء من الطحال إلى المعدة .
وسبب الثاني انصباب الصفراء إليها من الكبد وإنما لا يؤلمان في أول الأمر لأنهما يقعان في القعر فإذا خالطها الطعام ربوا بالطعام وارتقيا إلى فم المعدة .
ومن الناس من يحدث له وجع أو حرقة شديدة فإذا أكل سكن وسببه انصباب مواد لذاعة تأتي المعدة إذا خلت عن الطعام أما حامضة سوداوية وهي في الأقل أو حادة صفرارية وهي في الأكثر .
ومن الناس من يحدث به لكثرة الأكل ومعاودته لا على حقيقة الجوع ولامتلاء بدنه من التخم حرقة في معدته لا تطاق .
وقد يكون وجع المعدة من ريح إما وجعاً قوياً وإما وجعاً ممغصاً .
ومن الناس من يكون شدّة حس معدته واتفاق ما ذكرناه من أخلاط مرارية تنصب إليها سبباً لوجع عظيم يحدث لمعدته غير مطاق وربما أحدث غشياً .


وربما حدث من شرب الماء البارد وجع في المعدة معلق وربما مات فجأة لتأدّي الوجع إلى القلب وربما انحدر الوجع فأحدث القولنج .
ومن طال به وجع المعدة خيف أن يجلب ورم المعدة ويندر في الحوامل بالحوامل .
وقد قيل في كتاب الموت السريع أنه إذا ظهر مع وجع المعدة على الرجل اليمني شيء شبيه بالتفاحة خشن فإن صاحبه يموت في اليوم السابع والشعرين ومن أصابه ذلك اشتهى الأشياء الحلوة ومن كان به وجع بطن وظهر لحاجبه آثار وبثور سود شبه الباقلا ثم تصير قرحة وثبتت إلى اليوم الثاني أو أكثر فإنه يموت .
وهذا الإنسان يعتريه السبات وكثرة النوم ومُري في بدء مرضه .
العلامات : علامات الأمزجة الساذجة هي العلامات المذكورة فيها وعلامات ما يكون من الأمزجة مع مواد هي العلامات المذكورة أيضاً واللذع مع الالتهاب دليل على مادة حادة الكيفية مرة أو مادة فإن كان اللذع ليس بثابت بل متجمّد دلّ على انصباب المادة الصفراوية من الكبد .
وربما أورث لذع المعدة حمى يوم .
واللذع الثابت قد يورث حمّى غبّ لازمة ويورث مع ذلك وجع في الجانب الأيمن فيدلّ على مشاركة الغشاء المجلّل للكبد .
وإذا سكنت الحمى وبقي اللذع فلانصباب مادة من فضول الكبد أو سوء مزاج حار أو خلط لحج في المعدة وبغير الالتهاب يدلّ على مادة حامضة .
وعلامة ما يكون من جملة ذلك حدوث الوجع فيه بعد ساعات على الطعام بسبب السوداء وهو أن يعرض قيء خلي حامض فيسكن به الوجع وأن يكون الطحال مؤفاً والهضم رديئاً .
وعلامة ما يكون من ذلك بسبب الصفراء أن لا يحدث قيء خلي بل إن كان مرارياً وأن لا يكون الهضم ناقصاً وتكون علامات الصفراء ظاهرة والكبد حارة ملتهبة وعلامة ما يكون من ريح جشاء وقراقر وتمتد في الشراسيف والبطن .


المعالجات : أما علاج ما كان من سوء مزاج حار فأن يسقى رائب البقر والدوغ الحامض والماء البارد ويطعم الفراريج والقباج والفراريح بالماش والقرع والبقلة الحمقاء والسمك الصغار مسلوقة بخلّ ومن الأشربة السكجبين ورب الحصرم ومن الأدوية أقراص الطباشير ويستعمل الضمّادات المبرّدة .
وإن رأيت نحافة وذبولاً فاستعمل الابزنات واسقه الشراب الرقيق الممزوج واتخذ له الاحساء المسمنة اللطيفة المعتدلة فإن كان الوجع من خلط مراري حار استفرغت واستعملت السكنجبين المتخذ بالخل الذي نقع فيه الأفسنتين مدّة .
وأما أوجاع المعدة الباردة والريحيّة فإن كانت خفيفة سكنها التكميد بالجاورس والمحاجم بالنار وخصوصاً إذا وضع منها محجمة كبيرة على الموضع الوسط من مراق البطن حتى تحتوي على السرّة من كل جانب ويترك كذلك ساعة من غير شرط فإنها تسكن الوجع في الحال تسكيناً عجيباً وسقي الشراب الصرف والتمريخ بالأدهان المسخنة .
وهذا أيضاً يحلّ الأوجاع الصعبة .
والزراوند الطويل شديد النفع في تحليل الأوجاع الشديدة والريحية وكذلك الجندبادستر إذا شرب بخل ممزوج أو كمد به البطن من خارج بزيت عتيق .
والريح يحلّلها شرب الشراب الصرف والفزع إلى النوم والرياضة على الخواء واستعمال ما ذكر في بابالنفخة إن اشتدت الحاجة إلى القوي من الأدوية .
وإن كان الوجع من ريح محتقنة في المعدة أو ما يليها نفع منه حبّ الغار والكمون المغلي .
وإن كان الوجع من سوادء نفّاخة فيجب أن يكمّد بشيء من شبّ وزاج مسحوقين بخلّ حامض وأن يكمّد أيضاً بقضبان الشبث مسحوقة .
وإن كان الوجع من ورم فيعالج بالعلاج الذي نذكره في باب ورم المعدة فإن لم يمهل الورم أرخي بالشحوم والنطولات المتخذة من الشبث ونحوه .


وعلاج الوجع الهائج بعد مدة طويلة المحوج إلى قذف بمادة خفية هو تقوية المعدة بالتسخين بالضمّادات الحارة والشراب الصرف والمعاجين الكبار وإطعامه المطجّنات وما منا شأنه أن يتدخّن في المعدة الحارة مثل البيض المشوي والعسل .
وعلاج الذي يحدث به الوجع إلى أن يأكل استفراغ الصفراء والتطفية إن كان من صفراء أو استفراغ السوداء وإن كان من سوداء وإمالة الخلطين إلى غير جهة المعدة بما ذكرناه في باب القانون وأن يقوّي فم المعدة .
ويجب بعد ذلك أن تفرق الغذاء ويطعم كل منهما غذاء قليلاً في المقدار وكثيراً في التغذية ولا يشرب عليه إلا تجرّعاً وتدافعاً إلى وقت الوجع وإذا انقضى شُرِباً حينئذ .
وأما الوجع الذي يعتري بعد الطعام فلا يسكن إلا بالقيء وهو وجع رديء فالصواب فيه أن يسقى كل يوم شيئاً من عسل قبل الطعام وأن يتأمل سبب ذلك من باب القيء وتستفرغ بما يجب أن تستفرغ من نقوع الصبر ونحوه ثم تستعمل أقراص الكوكب .
ومما ينفع من ذلك أن يؤخذ كندر ومصطكي وشونيز ونانخواه وقشور الفستق الأخضر والعود النيء أجزاء متساوية يدقّ وينخّل ويعجن بعسل الأملج ويتناول منه قبل الطعام بمقدار درهمين إلى مثقالين .
وينفعه استعمال الكزبرة وشراب الرمان بالنعنع وسائر ما قيل في باب القيء .
ومما ينفع أوجاع المعدة بالخاصية على ما شهد به جالينوس الجلود الداخلة في قوانص الدجاج وكثيراً من لذع المعدة يسكنه الأشياء الباردة كالرائب ونحوه .
فصل في ضعف المعدة
ضعف المعدة اسم لحال المعدة إذا كانت لا تهضم هضماً جيداً ويكون الطعام يكربها إكراباً شديداً من غير سبب في الطعام من الأسباب المذكورة في باب فساد الهضم وقد يصبحها كثيراً خلل في الشهوة وقلة ولكن ليس ذلك دائماً بل ربما كانت الشهوة كبيرة والهضم يسيراً ولا يدلّ ذلك على قوة المعدة .


وإذا زاد سببها قوة كان هناك قراقر وجشاء متغير وغثيان وخصوصاً على الطعام حتى أنه كلما تناول طعاماً رام أن يتحرك أو يقذفه وكان لذع ووجع بين الكتفين .
فإن زاد السبب جداً لم يكن جشاء لم يسهل خروج الرجيع أو كان لا لبث له يستطلق سريعاً ويكون صاحبه ساقط النبض سريعاً إلى الغشي بطلب الطعام فإذا قرب إليه نفر عنه أو نال شيئاً يسيراً فيصيبه الحمّى بأدنى سبب ويظهر به أعراض المالنخوليا المراقي .
واعلم أن ضعف المعدة يكاد أن يكون سبباً لجميع أمراض البدن وهذا الضعف ربما كان في أعالي المعدة وربما كان في أسافلها وربما كان فيهما جميعاً .
وإذا كان في أعالي المعدة كان التأذّي بما يؤكل في أول الأمر وحين هو في أعالي المعدة وإن كان في أسافل المعدة كان التأذّي بعد استقرار الطعام فيظهر أثره إلى البراز .
وأسباب ضعف المعدة : الأمراض الواقعة فيها المذكورة والتخمة المتوالية وقد يفعله كثرة استعمال القيء .
وأهل التجارب يقتصرون في معالجتها على التجفيف والتيبيس وعلى ما يتبع كل سوء مزاج فيجب أن تتعرّف المزاج ثم تقابل بالعلاج فربما كان الضعف ليبوسة المعدة فإذا عولج بالعلاج المذكور الذي تقتصر عليه أصحاب التجارب كان سبباً للهلاك وربما كان الشفاء في سقيه أدوية باردة أو شربة من مخيض البقر مبرّدة على الثلج واستعمال الفواكه الباردة .
وربما كان ضعيف المعدة يعالج بالمسخنات ويغلب عليه العطش فيخالف المتطيبين فيمتلئ ماءً بارداً أو يعافى في الوقت وربما اندفع الخلط المؤذي بسبب الامتلاء من الماء البارد إن كان هناك خلط فيخرج بالإسهال ويخلص العليل عما به .
والإسهال مما يضعف المعدة ويكون معه صداع .
واعلم أن قوة المعدة الثابتة هي قوة جميع قواها الأربع فأيّها ضعفت فلذلك ضعفت المعدة .


لكن الناس قد اعتادوا أن يحيلوا ذلك على الهاضمة وكل قوة منها فإنها تضعف لكل سوء مزاج لكن لجاذبة تضعف بالبرد والرطوبة في أكثر الأمر فلذلك يجب أن تحفظ بالأدوية الحارة اليابسة إلا أن يكون ضعفها لسبب آخر .
والماسكة يجب أن تحفظ في أكثر الأمر باليابسة مع ميل إلى برد والدافعة بالرطوبة مع برد ما والهاضمة بالحرارة مع رطوبة ما .
واعلم أن أردأ ضعف المعدة ما يقع من تهلهل بنسج ليفها ويدلك على ذلك أن لا تجد هناك علامة سوء مزاج ولا ورم ولا ينفع تجويد الأغذية هنالك فاعلم أن المعدة قد بليت وأن الآفة تدخل على القوة الماسكة إما بأن لا تلتف المعدة لآفاتها على الطعام أصلاً أو تلتف قليلاً أو تلتفّ التفافاً رديئاً مرتعشاً أو خفقانياً أو مشتنجاً فمن ذلك ما يحس به المريض إحساساً بيّناً كالتشنج والخفقان .
أما الرعشة فربما لم يشعر بها الشعور البيّن لكن قد يستدل عليها بما يحس من نفث المعدة وشوقها إلى انحطاط الطعام عنها من غير أن يكون الداعي إلى ذلك قراقر وتمدد أو نفخاً .
فإن أفرطت الرعشة صارت رعشة يحس بها كما يحس بارتعاد سائر الأعضاء ويدخل على الجاذبة في أن لا تجذب أصلاً .
وقوم يسمون هذا استرخاء المعدة أو يكون جذبها مشوّشاً كأنه متشنج أو مرتعش وضعف المعدة يؤدي إلى الاستسقاء اللحمي .
واعلم أن المعدة إذا ضعفت ضعفاً لا يمكنها أن تغير الغذاء البتّة من غير سبب غير ضعيف المعدة فإن الأمر يؤول إلى زلق الأمعاء لكن الأغلب في ضعف المعدة السبب الذي يقصد أصحاب التجارب قصد تلافيه من حيث لا يشعرون فلذلك ينتفع بالتدبير المذكور عنهم في أكثر الأمر ويجب أن تكون الأضمدة والمروخات المذكورة إذا أريد بها فم المعدة أن يسخن شديداً فإن الفاتر يرخي فم المعدة .
وقد يستعمل جالينوس في هذا الباب قيروطياً على هذه الصفة بالغ النفع .


ونسخته : يؤخذ من الشمع ثمانية مثاقيل ومن دهن الناردين الفائق أوقية ويخلطان ويخلط بهما إن كانت قوة المعدة شديدة الضعف حتى لا يمسك الطعام من الصبر والمصطكي من كل واحد مثقال ونصف وإلا فمثقال واحد ومن عصارة الحصرم مثقال ويوضع عليها .
وقد ظن جالينوس أيضاً أن جميع علل المعدة التي ليس معها حرارة شديدة أو يبوسة أنها تبرأ بالسفرجلي الذي على هذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من عصارة السفرجل رطلان ومن الخلّ الثقيف رطل ومن العسل مقدار الكفاية يطبخ حتى يصير في قوام العسل وينثر عليه من الزنجبيل أوقية وثلث إلى أوقيتين ويستعمل .
أخرى قريب منها : يؤخذ من السفرجل المشوي ثلاثة أرطال ومن العسل ثلاثة أرطال يخلطان ويلقى عليهما من الفلفل ثلاثة أواقي ومن بزر الكرفس الجبلي أوقية .
ومما ينفع المعدة الضعيفة استعمال الصياح وجميع ما يحرّك الصفاق ومن الأدوية الجيدة للمعدة الضعيفة المسترخية الإطريفلات ودواء الفرس بهذه الصفة .
ونسخته : وهو أن يؤخذ الهليلج الأسود المقلو بسمن البقر عشرة دراهم ومن الحرف المقلو خمسة دراهم ومن النانخواه والصعتر الفارسي من كل واحد ثلاثة دراهم خبث الحديد عشرة دراهم الشربة درهمان بالشراب القوي .
نسخة ضمّاد جيد لضعف المعدة مع صلابتها .
وصفته : يؤخذ سليخة نصف أوقية سوسن ثمان كرمات فقاح الأذخر ستّ كرمات أبهل ثمان عشر كرمة مثل اثنتان وثلاثون كرمة شمع ست عشرة أوقية صمغ البطم أربعة أواقي راتينج مغسول ورطل ونصف حماما ثمانية عشر درخمي أشق اثنتان وثلاثون كرمة ناردين ستة أواقي أنيسون ثمان أواقي صبر أوقية دهن البلسان أوقيتان قرفة أوقية .
وشراب حبّ الآس نافع لهم جداً .
وفي النعناع منفعة ظاهرة .
وتفاح البساتين مما يقع في أضمدة المعدة الحارة والباردة والزفت في الأضمدة الباردة الضعيفة .


واعلم أن ضعف المعدة ربما كان سبباً لبطء انحدار الطعام إذا كانت الدافعة ضعيفة فيجب أن يكون الخبز المخبوز لهؤلاء كثير الخمير وربما كانت سبباً لسرعة انحدار الطعام لبقتها المزلقة وضعف قوتها الماسكة فيجب أن يكون الخبز المخبوز لهم إلى الفطرة ما هو وغير ذلك من المعالجات حسبما
فصل في علامات التخم وبطلان الهضم
إن من علامات ذلك ورم الوجه وضيق النفس وثقل الرأس ووجع المعدة وقلق وفواق وكسل وبطء الحركات وصفرة اللون ونفخة في البطن والأمعاء والشراسيف وجشاء حامض أو حريف دخاني منتن وغثي وقيء واستطلاق مفرط أو احتباس مفرط .
علاج التخم : يجب أن يستعمل القذف بالقيء وتليين الطبيعة بالإسهال والصوم وترك الطعام ما أطيق والاقتصار على القليل إذا لم يطق والرياضة والحمام والتعرق إن لم يكن امتلاء يخاف حركته بالحركة فإن خيف استعمل السكون والنوم الطويل ثم يدرج إلى الطعام والحمام بعد مراعاة مبلغ ما يجود هضمه واعتبار علامات جودة الهضم المذكورة في بابها وربما كانت التخم لكثرة النوم والدعة فإن النوم - وإن نفع من حيث يهضم - فإن الحركة تنفع من حيث تدفع الفضل .
والنوم يضر من حيث تحتاج الفضل إلى الدفع .
واليقظة تضر من حيث تحتاج المادة إلى الهضم .
وربما أدت التخم والأكل لا على حقيقة الجوع إلى أن يحدث بالمعدة حرقة وحدة لا تطاق وهؤلاء قد ينتفعون بعلاج التخم ويبرئهم معجون سوطن أو هؤلاء ربما تأذوا إلى قذف ما يكلون من الأغذية .
قد يكون سببه حرارة ساذجة أو مع مادة فيتشوق إلى الرطب البارد الذي هو شراب دون الحار اليابس أو اليابس الذي هو الطعام والذي بمادة أشد في ذلك وأذهب الشهوة .
والبرد أشد مناسبة للشهوة ولهذا ما تجد الشمال من الرياح والشتاء من الفصول شديدي التهييج للشهوة ومن سافر في الثلوج اشتدت شهوته جداً .


والسبب في ذلك أن الحرارة مرخية مسيلة للمواد مالئة للموضع بها والبرودة بالضد على أنه قد يكون السبب الضار بالشهوة سوء مزاج بارد مفرط إذا أمات القوى الحسية والجاذبة فضعفت الشهوة .
وهذا في القليل بل يكون سببه كل مزاج مفرط فإن استحكام سوء المزاج يضعف القوى كلها ويسقط الشهوة في الحميات لسوء المزاج وغلبة العطش والامتلاء من الأخلاط الرديئة الهائجة وما أشد ما تسقط الشهوة في الحميات الوبائية وإذا أفرط الإسهال اشتدت الشهوة بإفراط والشهوة تسقط في أورام المعدة والكبد بشدة وإذا لم تجد شهوة الناقهين وسقطت دلت على نكس اللهم إلا أن يكون لقلة الدم وضعف البدن فتأمل ذلك .
وقد يكون سببه بلغماً لزجاً كثيراً يحصل في فم المعدة فينفر الطبع عن الطعام إلا ما فيه حرافة وحدة ثم يعرض من تناول ذلك أيضاً نفخ وتمدد وغثيان ولا يستريح إلا بالجشاء .
وقد يكون سببه دوام النوازل النازلة من الرأس إلى المعدة وقد يكون سببه امتلاء من البدن وقلة من التحلّل أو اشتعالاً من الطبيعة بإصلاح خلط رديء كما يكون في الحميات التي يصبر فيها على ترك الطعام مدة مديدة لأن الطبيعة لا تمتص من العروق ولا العروق من المعدة إقبالاً من الطبيعة على الدفع وإعراضاً عن الجذب .
وكما يستغني الدب والقنفذ وكثير من الحيوانات عن الغذاء مدة في الشتاء مدبدة لأن في أبدانها من الخلط الفَج ما تشتغل الطبيعة بإصلاحه وإنضاجه واستعماله بدل ما يتحلل .
وبالجملة فإن الحاجة إلى الغذاء هو أن يسد به بدل ما يتحلل وإذا لم يكن تحلل أو كان للمتحلّل بدل لم تفتقر إلى غذاء من خارج .


وقد يكون السبب فيه أن العروق في اللحم والعضل وسائر الأعضاء قد عرض لها من الضعف أن لا تمتص فلا يتصل الامتصاص على سبيل التواتر إلى فم المعدة فلا تتقاضى المعدة بالغذاء كما إذا وقع لها الاستغناء عن بدل التحلل فإنه إذا لم يكن هناك تحلّل لم يكن هناك حاجة إلى بدل ما يتحلل فلم ينته مص العروق إلى فم المعدة .
وقد يكون سببه انقطاع السوداء المنصبة على الدوام من الطحال إلى فم المعدة فلا تدغدغها مشهية ولا تدفعها منقية .
وإذا بقي على سطح المعدة شيء غريب - وإن قل - كانت كالمستغنية عن المادة المتحركة إلى الدفع لا كالمشتاقة إليها المتحركة إلى الجذب .
وقد يكون سببه بطلان القوة الحساسة في فم المعدة فلا تحس بامتصاص العروق منها .
وإن امتصت فربما كان ذلك بسبب خاص في المعدة وربما كان بمشاركة الدماغ وربما كان بمشاركة العصب السادس وحده .
وقد يكون سببه ضعف الكبد فتضعف الشهوانية بل قد يكون سببه موت القوة الشهوانية والجاذبة من البدن كله وكما يعرض عقيب اختلاف الدم الكثير .
وهذا رديء عسر العلاج ويؤدي ذلك إلى أن تعرض عليه الأغذية فيشتهي منها شيئاً فيقدّم إليه فينفر عنه .
وشر من ذلك أن لا يشتهي شيئاً .
وليس إنما تضعف القوة الشهوانية عقيب الاستفراغ فقط بل عند كل سوء مزاج مفرط وقد يكون سببه الديدان إذا آذت الأمعاء وشاركتها المعدة وربما آذت المعدة متصعدة إليها .
وقد يكون سببه سوداء كثيرة مؤذية للمعدة محوجة إليها إلى القذف والدفع دون الأكل والجذب .
وقد يعرض بطلان الشهوة بسبب الحمل واحتباس الطمث في أوائل الحمل لكن أكثر ما يعرض لهم فساد الهضم .
وقد يكون سببه إفراطاً من الهواء في حر أو برد حتى يحلل القوة بحره أو يخدرها ببرده أو يمنع التحلل واشتداد حرارة المعدة كذلك وكذلك من كان معتاداً للشراب فهجره .


قد تتغير حال الشهوة وتضعف بسبب سوء حال النوم وقد يعرض سقوط الشهوة بسبب قلة الدم الذي يتبعه ضعف القوى كما يعرض للناقهين مع النقاء وهذه الشهوة تعود بالتنعش وإعاذة الدم قليلاً قليلاً .
والرياضة أيضاً تقطع شهوة الطعام وشرب الماء الكثير .
وقد وقد تكون الشهوة ساقطة فإذا بدأ الإنسان يأكل هاجت .
والسبب فيه إمّا تنبيه من الطعام للقوة الجاذبة وإما تغير من الكيفية الموجودة فيه بالفعل للمزاج المبطل للشهوة مثلاً إن كان ذلك المزاج حرارة فدخل الطعام وهو بارد بالفعل بالقياس إلى ذلك المزاج سكن وكذلك ربما شرب على الريق ماء بارداً فهاجت الشهوة والمحمور يعيد شهوته تناول ثريد منقوع في الماء البارد وإذا حدث خمار من شراب مشروب على خلط هائج هاجت الشهوة إلى الشورباجات وكذلك إن كان المبطل للشهوة برودة فدخل طعام حار بالفعل أو أحرّ منه بالفعل .
وسقوط الشهوة في الأمراض المزمنة دليل رديء جداً .
واعلم أن أسباب بطلان الشهوة هي بعينها أسباب ضعف الشهوة إذا كانت أقل وأضعف .
العلامات : علامة ما يكون بسبب الأمزجة قد عرفت وعلامة ما يكون من قلة التحلّل تكاثف الجلد والتدبير المرفه مما قد سلف ذكره وكثرة البراز ونهوض الشهوة يسيراً عقيب الرياضة والاستفراغ .
وعلامة ما يكون من ضعف فمّ المعدة ما ذكرناه في باب الضعف ومنها الاستفراغات الكثيرة .
وعلامة ما يكون سببه الهواء هو ما يتعرف من حال المريض فيما سلف هل لاقى هواء شديد البرد أو شديد الحر .
وعلامة ما يكون من قروح الوجع المذكور في باب القروح وخروج شيء منها في البراز واستطلاق الطبيعة وقلة مكث الطعام في المعدة ولذع ماله كيفية حامضة أو حريفة أو مرة .
وعلامة ما يعرض للحبالى الحبل .
وعلامة الخلط العفن الغثيان وتقلب النفس والبخر في الأوقات والبراز الرديء .


وعلامة ما يكون من انقطاع السوداء المنصبّ من الطحال إن هذا الإنسان إذا تناول الحوامض فدغدغت معدته ودفعت عادت عليه الشهوة كأنها تفعل فعل السبب المنقطع لو لم ينقطع .
ويؤكد هذه الدلالة عظم الطحال ونتوءه لاحتباس ما وجب أن ينصب عنه .
وعلامة ما يكون من سوداء كثيرة الانصباب مؤذية للمعدة قيء السوداء وطعم حامض ووسواس وتغير لون اللسان إلى سواد .
وعلامة ما يكون بسبب الديدان علامة الديدان ونهوض هذه الشهوة إذا استعمل الصبر في شراب التفاح ضماد فنحى الديدان عن أعالي البطن .
وعلامة ما يكون لقلة الدم أن يعرض للناقهين أو لمن يستفرغ استفراغاً كثيراً .
وعلامة ما يكون بسبب النوم سوء حال النوم مع عدم سائر العلامات وعلامة ما يكون السبب فيه موت الشهوة علامة سوء مزاج مستحكم أو استفراغات ماضية مضعفة للبدن كله وأن يصير المريض بحيث إذا اشتهى شيئاً فقدّم إليه هرب منه ونفر عنه .
وأعظم من ذلك أن لا يشتهي أصلاً .
وعلامة ما يكون لبطلان حس فم المعدة وضعفه أن لا تكون سائر الأفعال صحيحة وأن تكون الأشياء الحريفة لا تذع ولا تغثّي ولا تحدث فواقاً كالفلافلي إذا أخذ على الريق المعالجات : من العلاج الجيد لمن لا يشتهي الطعام لا لحرارة غالبة أن يمنع الطعام مدة ويقلل عليه حتى ينعش قوته ويهضم تخمته ويحوج إلى استنقاء معدته وينشط للطعام كما يعرض لصاحب السهر أنه إذا منع النوم مدة صار نؤوماً يغرق في النوم ومما يشهيه وينتفع به من سقطت شهوته لضعف كالناقهين أو لمادة رطبة لزجة أن يطعموا زيتون الماء وشيئاً من السمك المالح وأن يجرعوا خلّ العنصل قليلاً قليلاً ويجب أن يجنب طعامه الزعفران أصلاً .
وأما الملح المألوف .
فإنه أفضل مشه .
ومن المشهيات الكبر المطيّب والنعناع والبصل والزيتون والفلفل والقرنفل والخولنجان والخل والمخلّلات من هذه وخلولها والمري أيضاً وأيضاً البصل والثوم والقليل من الحلتيت .


والصحناء أيضاً تبعث الشهوة وتنقي مع ذلك فم المعدة ومن الأدوية المفتقة للشهوة الدواء المتخذ من عصارة السفرجل والعسل والفلفل الأبيض والزنجبيل .
ومن الأدوية المفتقة لشهوة من به مزاج حار أو حمّى جوارشن السفرجل المتخذ بالتفاح المذكور في القراباذين .
ومما يفتّق الشهوة ويمنع تقلب المعدة ممن لا تقبل معدته الطعام رب النعناع على هذه الصفة .
ونسخته : يدقّ الرمان الحامض مع قشره ويؤخذ من عصارته جزء ومن عصارة النعناع نصف جزء ومن العسل الفائق أو السكر نصف جزء يقوم بالرفق على النار والشربة منه على الريته ملعقة .
وأما الكائن بسبب الحرارة فربما أصلحه شرب الماء البارد بقدر لا يميت الغريزة وينفع منه استعمال الربوب الحامضة .
ومما جرّب فيه سقي ماء الرمان مع دهن الورد وخصوصاً إذا كانت هناك مادة وإن غلب العطش فحليب الحبوب الباردة مع الربوب المبرّدة والأضمدة المبرّدة فإن كان هناك مادة استفرغتها أولاً .
ومن جملة هؤلاء هم الناقهون الخارجون عن الحمّيات وبهم بقية حدّة وعلاجهم هذا العلاج إلا أنهم لا يحمل عليهم بالماء البارد الكثير لئلا تسقط قوى معدتهم والواجب أن يسقوا هذا الدواء ونسخته : ورد عشرة دراهم سمّاق درهمان قاقلة درهم يقرّص والشربة وزن درهمين فإنه مشهّ قاطع للعطش .
ومما يشهّيهم السويق المبلول بالماء والخل وينفعهم التقيئة بإدخال الإصبع فإنه يحرك القوة .
وأما الكائن بسبب البرد فإن طبيخ الأفاويه نافع منه وكذلك الشراب العتيق والفلافلي والترياق خاصة .
وأيضاً الثوم فإنه شديد المنفعة في ذلك والفوذنجي شديد الموافقة لهم وجميع الجوارشنات الحارة وكذلك الأترج المربّى والاهليلج المربّى والشقاقل المربّى والزنجبيل المربى .
وينفعهما التكميدات وخصوصاً بالجاورس فإنه أوفق من الملح .
وأما الكائن بسبب بلغم كثير لزج فينفع منه القيء بالفجل المأكول المشروب عليه السكنجبين العسلي المفرد على ما فسّر في باب العلاج الكلي .


ومما ينفع منه السكجبين البزوري العسلي الذي يلقى على كل ما جعل فيه من العسل مناً واحد من الصدر ثلاث أواق ويسقى كل يوم ثلاث ملاعق وأيضاً زيتون الماء مع الأنيسون والكبر المخلّل بالعسل .
وينفع منه أيضاً استعمال مياه الحمات والأسفار والحركات ويعالج بعد التنقية بما ذكر في تدبير سقوط الشهوة بسبب البرد .
والكائن بسب خلط مراري أو خلط رقيق يستفرغ بما تدري من الهليلجات .
والسكنجبين بالصبر خير من السكنجبينِ بالسقمونيا فإن السقمونيا معادٍ للمعدة ويعالج أيضاً بالقيء الذي يخرج الأخلاط الرقيقة .
وطبيخ الأفسنتين أيضاً فإنه غاية .
وأما الكائن بسبب مشاركة العصب الموصل للحسّ أو مشاركة الدماغ نفسه فإنه يجب أن ينحى نحو علاج الدماغ وتقويته .
وأما الكائن بسبب التكاثف وقلة مص العروق من الكبد فيجب أن يخلخل البدن بالحمّام والرياضة المعتدلة والتعريق وبالمفتّحات .
وأما الكائن بسبب السوداء فينبغي أن تستفرغ السوداء ثم تستعمل الموالح والكواميخ والمقطعات لتقطيع ما بقي منه ثم استعمل الأغذية الحسنة الكيموس العطرة .
وأما الكائن لانقطاع السوداء فعلاجه علاج الطحال وتقويته وتفتح المسالك من الطحال والمعدة بالأدوية التي لها حركة إلى جهة الطحال مثل الأفتيمون وقشور أصل الكبر في السكنجبين وكذلك الكبر المخلل .
وأما الحبالى فقد يثير شهوتهن إذا سقطت مثل المشيء المعتدل والرياضة المعتدلة والفصد في المأكل والمشرب والشراب العتيق الريحاني المقوّي للقوة الدافعة المحلّل للمادة الرديئة وعرض الأغذية اللذيذة وما فيه حرارة وتقطيع .
والكائن لسقوط القوة المشهّية فيجب أن يبادر إلى إصلاح المزاج المسقط له أي مزاج كان وإحالته إلى ضده .
وكذلك إن كان عقيب الإسهالات والسجوج فذلك لموت القوة .


وأما الكائن لضعف القوة منهم فيجب أن يحرك القيء منهم بالأصابع فإنهم وإن لم يتقيئوا سيجدون ثوراناً من القوة الشهوانية وربما أحوجوا إلى سقي الترياق في بعض الأشربة المعدية كشراب الأفسنتين أو شراب حبّ الآس بحسب الأوفق .
وأما الكائن بسبب ضعف حسّ المعدة فيجب أن يعالج الدماغ ويبرأ السبب الذي أدخل الآفة في فعله .
واعلم أن القيء المنقّى بالرفق دواء عجيب لمن تسقط منه الشهوة عن الحلو والدسم ويقتصر على الحامض والحريف .
ومما ينفع أكثر أصناف ذهاب الشهوة كندر ومصطكي وعود وسكّ وقصب الذريرة وجلِّنار وماء السفرجل بالشراب الريحاني إذا ضمّد بها إذا لم يكن من يبس .
ومما ينفع شراب الأفسنتين وأن يؤخذ كل يوم وزن درهم من أصول الأذخر ونصف درهم سنبل يشرب بالماء على الريق .
والمعجون المنسوب إلى ابن عباد المذكور في القراباذين نافع أيضاً .
وقد قيل أن الكرسنّة المدقوقة إذا أخذ منها مثقال بماء الرمان المز كان مهيّجاً للشهوة وإذا أدى سقوط الشهوة إلى الغشي فعلاجه تقريب المشمومات اللذيذة من الأغذية إلى المريض مثل الحملان والجداء الرضع المشوية والدجاج المشوي وغير ذلك ويمنعون النوم ويطعمون عند افاقة خبزاً مغموساً في شراب ويتناولون إحساء سرعة الغذاء .
واعلم أن جل الأدهان - خصوصاً السمن - فإنها تسقط الشهوة أو تضعفها بما ترخّي وبما تسد فوهات العروق .
وأوفقها ما كان فيه قبض ما كزيت الأنفاق ودهن الجز ودهن الفتسق . فصل في فساد الشهوة
أنه إذا اجتمع في المعدة خلط رديء مخالف للمعتاد في كيفيته إشتاقت الطبيعة إلى شيء مضاد له . والمضاد للمخالف المعتاد مخالف للمعتاد فإنّ المنافيات هي الأطراف وبالعكس .
فلذلك يعرض لقوم شهوة الطين بل الفحم والتراب والجصّ وأشياء من هذا القبيل لما فيها من كيفية ناشفة ومقطّعة تضاد كيفية الخلط .
وقد يعرض للحبلى لاحتباس الطمث شهوة فاسدة أكثر من أن يعرض لها بطلان الشهوة .


والسبب فيه ما ذكرناه وذلك إلى قريب من شهرين أو ثلاثة وذلك لأن الطمث منها يحتبس لغذاء الجنين ولأنه إن سال خيف عليها الإسقاط ثم لا يكون بالجنين في أوائل العلوق حاجة إلى غذاء كثير لصغر جثته فيفصل ما يحتبس من الطمث عن الحاجة فيفسد وتكثر الفضول في الرحم وفي المعدة فإذا صار الجنين محتاجاً إلى فضل غذاء وذلك عند الرابع من الأشهر قل هذا الفضل وقلت هذه الشهوة وهي التي تسمى الوحم والوحام .
وأصلح ما تتغير هذه الشهوة أن يكون إلى الحامض والحريف وأفسده أن يكون إلى الجاف واليابس مثل الطين والفحم والخزف .
وقد يعرض مثل ذلك للرجال بسبب الفضول .
المعالجات لفساد الشهوة : يجب أن يستفرغ الخلط الموجب للشهوة الفاسدة بما ذكرنا من الأدوية التي يجب استعمالها .
ومن التدبير المجرّب لذلك أن يؤخذ سمك مليح وفجل منقوع في السكنجبين ويؤكلان ثم يشرب عليهما ماء طبخ فيه لوبيا أحمر وملح وشبث وحرف وبزر جرجير ويسقى سقياً .
وربما جعل فيه الطين الموجود في الزعفران مقدار ثلاثة دراهم ويقيأ به في الشهر مرة أو مرتين ثم يستعمل معجون الهليلج بجوز جندم .
ومما ينفع في ذلك كمّون كرماني ونانخواه يمضغان على الريق وبعد الطعام ويؤكل سفوفاً أو يؤخذ وزن درهم قاقلة صغار ومثله كبار ومثله كبابة ومثل الجميع سكّر طبرزذ ويؤخذ كل يوم .
ومن الأدوية المركبة بجفت البلوط الشديدة النفع مثل الدواء الذي نحن واصفوه ونسخته : يؤخذ جفت البلوط ثمانية دراهم صبر ستة عشر درهماً حشيشة الغافت ستة دراهم أصل الأذخر أربعة دراهم مر درهمان يرض الجميع ويطبخ في رطلين ماء حتى يبقى النصف ويسقى كل يوم ثلث رطل ثلاثة أيام متوالية .


وأيضاً جفت وزن درهمين أنيسون ثلاثة دراهم زبيب سبعة دراهم إهليلج أسود بليلج أملج من كل واحد خمسة دراهم خبث الحديد منقوع في الخل الحاذق مراراً وقد قلي كل مرة على الطاجن وزن عشرة دراهم يطبخ بثمان أواق شراب عفص وثمان أواق ماء حتى يتنصف ويعطى على الريق سبعة أيام .
وأما شهوة الطين فيجب في علاجها أن يستفرغ الخلط المستدعى لذلك بالقيء المعلوم لمثله مثل الذي يكون بعد أكل السمك المالح بماء اللوبيا والفجل والشبث وما هو أيضاً أقوى من هذا وإن احتيج أيضاً إلى إسهال فعل ومن ذلك الاستفراغ بالتربد وحب البرنج والملح النفطي فإنه نافع وخصوصاً إن كان هناك ديدان ثم بعد ذلك يستعمل الأدوية الخبيثة وغيرها المذكورة في القراباذين .
ويجب أن يتخذ من المصطكي والكمون والنانخواه علك يمضغه وأن يؤخذ من القاقلتين من كل واحد منهما درهم ومن السكر الطبرزذ مثل الجميع على الريق ويتحسى عليه ماء فاتر مراراً كثيرة قليلاً قليلاً .
ومما جرب لهم هذا المعجون ونسخته : يؤخذ هليلج وبليلج وأملج وجوز جندم مصطكي قاقلة كبار نانخواه زنجبيل من كل واحد حسب ما تعلم قوانين ذلك وترى المزاج والعلة بقدر ذلك ثم يعجن بعسل ويشرب قبل الطعام ربعه قدر الجوزة .
ومن التدبير الجيد فيه أن يقيأ صاحبه ويصلح مزاج معدته ثم يؤخذ الطين الجيد ويحل في الماء ويجعل فيه من الأدوية المقيئة ما ليس له طعم ظاهر ثم يجعل فيه من الملح ما يطيبه ثم يجفف ويشمس ويلزم مشتهي الطين أن يتناول منه شيئاً يكون فيه من الدواء ما لا يزيد على شربة أو شربة ونصف فإنه يتقيأه مع ما أكله وخصوصاً إن كان شيئاً قبيح القيء مثل الكرنب ونحوه فينفض الطين .
وقد زعم بعضهم أن أنفع ما خلق الله تعالى لدفع شهوة الطين أن يطعم على الريق من فراخ مشوية وينتقل بها بعد الطعام قليلاً قليلاً .
والتنقل بالنانخواه عجيب جداً وكذلك باللوز المر .


وقد ادعى بعضهم أن شرب سكرجة من الشيرج تقطعها وينبغي أن يعول في هذا على التجربة لا على القياس .
ومما ينفعهم مع نيابة الطين الجوز جندم ومص المملّحات ولو من الحجارة .
وقد جرب نشا الحنطة وخصوصاً المملح .
ومما جرّب لهم أن يؤخذ من الزبيب العفص ثمان أواق يطبخ حتى يبقى نصف رطل ويصفى ويسقى على الريق أسبوعا .
ومما يجب أن يستعملوه في الانقال الفستق والزبيب والشاهبلوط والقشمش .
وقد جرّب لبعضهم أن يتناول الزرباجة وفيها سمَك صغار وبصل وكرويا وزيت مغسول والأفاويه مثل الفلفل والزنجبيل والسذاب قيل أنه شديد النفع منه وقد ذكرنا تدبير من يشتهي الحامض والحريف دون الحلو والدسم وآثر القيء في غير هذا الموضع .
فصل في الجوع واشتداده وفي الشهوة الكلبية
كثيراً ما تهيج هذه الشهوة الكلبية بعد الاستفراغات والحمّيات المتطاولة المحلّلة للبدن .
وقد يعرض لضعف القوة الماسكة في البدن فيدوم التحلل المفرط وتدوم الحاجة إلى شدّة تبديل وقد تعرض الشهوة الكلبية لحرارة مفرطة في فم المعدة تحلّل وتستدعي البدل فيكون فم المعدة دائماً كأنه جائع .
وهذا في الأكثر يعطش وفي بعض الأحوال يجوّع إذا أفرط تحليله وإنما المجوع في الأكثر هو إفراط الحرارة في البدن كله وفي أطرافه فإن الحرارة وإن كانت إذا اختصت بفم المعدة شهت الماء والسيالات المرطبة فإنها إذا استولت على البدن حللت وأحوجت العروق إلى مص بعد مص حتى ينتهي إلى فم المعدة بالتقاضي المجيع وربما كانت هذه الحرارة واردة من خارج لاشتمال الهواء الحار على البدن إذا صادفت تخلخلاً منه وإجابة إلى التحليل وحاجة وقد يكون فضل تخلخل البدن وحده سبباً في ذلك إذا كانت هناك حرارة باطنة منضجة محللة ولا سيما إن كان هناك حرارة خارجة أو معونة من ضعف الماسكة .
وقد يعرض أيضاً من النوازل من الرأس .


وذلك في النادر وقد يكون بسبب الديدان والحيات الكبار إذا بادرت إلى المطعومات ففازت بها وتركت البدن والمعدة جائعين .
وقد يكون الخلط حامض إما سوداء وإما بلغم حامض يدغاع فم المعدة ويفعل به كما يفعل مص العروق المتقاضية بالغذاء وخصوصاً ويلزمه أن يتكاثف معه الدم ويتقلص فيحس في فوهات العروق مثل الجلاء المصّاص .
وأيضاً فإن الحامض بتقطيعه ودباغته ينحي الأخلاط اللزجة إن كانت في فم المعدة التي تضاد الشهوة لأن الحركة مع حصول مثل هذه الأخلاط اللزجة تكون إلى الدفع أشد منها إلى الجذب .
وأيضاً فإن ليف المعدة تشتد حركته إلى التكاثف والتقبّض الذي يعتري مثله عند حركة مص العروق وحركة القوة الجاذبة .
والذي يعرض من كلب الجوع للمسافرين في البرد الشديد قد يجوز أن يكون بهذا السبب ونحوه .
ومن الأسباب المحرّكة للشهوة والجوع السهر بفرط تحليله وجذبه الرطوبات إلى خارج تابعه لانبساط الحرارة إلى خارج .
واعلم أن الشهوة الكلبية كثيراً ما تتأدّى إلى بوليموس وسبات ونوم .
العلامات : علامة ما يكون عقيب الاستفراغات والأمراض المحللة تقدّمها وأن لا تكون الطبيعة في الأكثر منحلة لأن البدن يجذب بلّة الغذاء إلى نفسه فيجفف الثفل وعلامة ما يكون من برودة قلة العطش وكثرة التفل والنفخ وسائر علامات هذا المزاج ومن جملة ذلك برودة الهواء المطيّف .
وعلامة ما يكون من حرارة أن يكون العطش قوياً يكون ولا يكون قيء حامض وتكون الطبيعة في الأكثر معتقلة وسائر علامات هذا المزاج .
وعلامةّ ما يكون من ضعف القوة الماسكة في البدن كله وفي المعدة كثرة خروج البراز الفج وتأدّي الحال إلى الذرب وسائر العلامات المناسبة المعلومة .
وعلامة ما يكون من كثرة التحلّل ما سلف ذكره من أسباب التحلل المذكورة في الكتاب الأول وأن لا يكون في الهضم آفة .
ومن جملة هذه العلامات السببية حرارة الهواء المطيّف به والسهر ونحوه .


وعلامة ما يكون من خلط حامض أو سوداء قلة شهوة الماء وحموضة الجشاء وسائر العلامات المناسبة المعلومة .
وعلامات النوازل من الرأس ما ذكرناه في بابها .
وعلامة الديدان ما عرف في موضعه وما نذكره في بابها .
المعالجات : أما ما يكون من برد وفضل بلغم فيجب أن يعالج بالتنقية المعروفة بالمسخّنات المذكورة والشراب الكثير الذي لا عفوصة فيه ولا حموضة البتة فيشفي بهما يسقى منه سخناً على الريق فانه أنفع علاج لهم اللهم إلا أن يكون بهم إسهال فيجب أن يجنبوا الشراب كله فإن القابض يزيد في كلبهم والمرّ يزيد في إسهالهم .
ويجب أن يكون ما يغذون به دسماً حار المزاج مثل ما يدسم باهال الجمال .
والزيت نافع لهم إذا لم يكن فيه عفوصة وحموضة والجوذاب نافع لهم .
ومما يجب أن يطعموه صفرة البيض مشوية جَداً بعد الطعام ويجب أن يبعد عن الحامض والعفص وتستعمل لهم الجوارشنات العطرة كالجوزي وكجوارشن النارمشك وخصوصاً إذا كان بهم إسهال .
ومن المسوحات النافعة لهم مسك ولاذن وقد جرّب لهم حبة الخضراء على الريق أياماً .
وأما ما كان عن ضعف القوة الماسكة فإنها - وإن كانت في الأكثر تضعف بسبب البرد - فقد تضعف هي وكل قوة بسبب كل سوء مزاج ولا تلتفت إلى قول من ينكر هذا ويستغلظه بل يجب أن يتعرف المزاج ويقابل بالضد من العلاج حسب ما تعلم قوانين ذلك .
والأغلب ما يكون مع رطوبة وهؤلاء ينفعهم الجوزي جداً فإن كانت طبيعتهم شديدة الانطلاق فاحبسها فإن في حبسها علاجاً شديداً قوياً لهذا الداء .


وأما من عرض له هذا عقيب الحميّات والاستفراغات فيجب أن يغذى بما ينقي ما في فم المعدة من الدسومات التي ليست برديئة الجوهر مثل دهن اللوز بالسكر وأن يكثف منهم ظاهر البدن وكذلك علاج ما يعرض بسبب التحلّل الكثير ويجب أن لا يتعرّض صاحب هذا النوع من جوع الكلب للمسخنات والأشربة بل يغذى من الأطعمة الباردة ويطلى من خارج بما يسدّ المسام مثل دهن الآس وخصوصاً قيروطياً ومن الشب المدوف في الخلّ ويستعمل الاغتسال بالماء البارد اللهم إلا أن يكون مانع ويجب أن تكون أغذيته باردة لزجة غليظة كالبطون والمخللات والمحمضات والمعقودات والخبز الفطير وكما يجد من هذا التدبير نفعاً فعليه أن يهجره قليلاً قليلاً بالتدريج ويتلافى غائلته وكذلك من كان سبب جوعه الكلبي تخلخل البدن .
وأما ما كان بسبب الديدان والحيات فيجب أن يميتها ويخرجها بما نذكر في باب الديدان وأن يغذّى بالأغذية الباردة الغليظة والخبز المنقوع في الماء البارد وماء الورد وما لم يهرأ في الطبخ من لحمان الديوك والدجج والسمك ويستعمل الفواكه القابضة .
وأما ما كان بسبب بلغم حامض فيجب أن يتناول صاحبه ما يقع فيه الصعتر والخردل والفلفل وأن يطعم العسل والثوم والبصل والجوز واللوز والدسومات والشحوم كشحوم الدجاج ونحوها .
والغرض في بعضها التسخين وذلك البعض هو الأدوية الحارة المذكورة وفي بعضها تعديل الحموضة وذلك البعض هو الأغذية الدسمة المذكورة .
ومن كان قوياً يحتمل الإسهال استسهل بعد استعمال هذه الملطّفات بالأيارج مقوى بما يقوى به ثم أعطى الدسومات .
وأما الصبيان فإذا لطفوا بمثل البصل والثوم والأغذية الملطفة فليدم سقيهم ماء حاراً بعد التدبير بالملطّفات فإن ذلك يغسل أخلاطهم .


وأما ما كان بسبب سوداء تنصب دائماً فربما احتيجوا إلى فصد الباسليق الأيسر إن كان الدم فيهم كثيراً فيرسب سوداء كثيرة كثرته وكان الطحال وارماً ويستعمل في استفراغاتهم ما رسم في القانون ويهجرون الحوامض والقوابض وربما نفعهم الحجامة على الطحال .
وأما النصف الذي يكون من الحرارة فيعالج بما تدري ويعطى الأغذية اللطيفة والقثاء والبطيخ والقرع وغير ذلك ويجنب الهواء الحار .
فصل في الجوع المسمى بوليموس
بوليموس هو المعروف بالجوع البقري وهو في الأكثر يتقدمه جوع كلبي وتبطل الشهوة بعده وقد لا يكون بعده بل تبطل الشهوة أصلاً ابتداء وهو جوع الأعضاء مع شبع المعدة فتكون الأعضاء جائعة جداً مفتقرة إلى الغذاء والمعدة عائقة له .
وربما تأدى الأمر فيه إلى الغشي وتكون العروق خالية لكن المعدة عائقة للغذاء كارهة .
وقد يعرض كثيراً للمسافرين في البرد المصرودين الذين تكثف معدهم بالبرد الشديد .
وسببه سوء مزاج بل لقوة الحسّ وقوة الجذب .
وقد يكون من أخلاط مغشيّة لفم المعدة محللة وفاشية في ليفه تحرّك إلى الدفع وتعاق بالجذب وتعرف العلامات بما تكرر عليك وذكر في القانون .
هو علاج سقوط الشهوة أصلاً وبالجملة يجب أن يشمّم الأطعمة المشهية المفوهة والفواكه العطرة والطيوب المشمومة التي فيها قبض ما لتجمع القوة فلا تتحلّل ويلقم الخبز المنقع في الشراب الطيب ويسقى أو يجرع من النبيذ الريحاني وخصوصاً إن خالطه كافور في الحار المزاج أو عود وسك في غيره .
وينفعهم منه شراب السوسن إن لم يكن سببه الحرارة .
ويجب أن تربط أيديهم وأرجلهم ربطاً شديداً وأن يمنعوا النوم وأن يوجعوا إذا نعسوا بنخس وقرص وضرب بقضيب دقيق لدن ليوجع ولا يرض إن لم يكن سببه الحرارة .


ومما ينفعهم أن يؤخذ كعك فيمرس في الميسوسن أو في النضوخات العطرة ويضمّد به المعدة وخصوصاً في حال الغشي ويكمد به أيضاً المراهم العطرة مثل مرهم الصنوبر ومرهم المورد اسفرم وقد ينفع أيضاً أن يستعمل على معدهم الأضمدة المتخذة من الأدوية القلبية الطيبة الريح أيضاً وأن يبخّروا البخورات العنبرية وتضمّد مفاصلهم بضماد متخذ بماء الورد وماء الآس والميسوسن والكافور والمسك والزعفران والعود والسمك والورد ويدبر في إسخان أبدانهم إن كان السبب البرد وتبريدها إن كان السبب الحرارة وإذا غشي عليهم فعل بهم أيضاً ما ذكرناه في باب الغشي ويرشق على وجوههم الماء البارد وتشدّ أيديهم وأرجلهم وتنخس أقدامهم وتمدّ شعورهم وآذانهم فإذا أفاقوا أطعموا خبزاً منقوعاً في شراب ريحاني وإن كان في معدهم خلط مراري أو رقيق سقوا قدر ملعقتين من السكنجبين بمثقال من الأيارج أو أقل إن كان ضعيفاً وإلا كان برودة مفرطة سقوا الترياق والشجرينا والدحمرثا ومعجون أصطمحيقون وجوارشن البزور فإنه نافع .
فصل في الجوع المغشّي
ومن الجوع ضرب يقال له الجوع المغشيّ وهو أن يكون صاحب هذا الجوع لا يملك نفسه إذا جاع وإذا تأخر عنه الطعام غشي عليه وسقطت قوته .
وسببه حرارة قوية وضعف في فم المعدة شديد .
المعالجات : هذا المرض قريب العلاج من علاج بوليموس وقد سلف جلّ قانون تدبيره في بابي أوجاع المعدة وبوليموس .
وبالجملة فإن علاجه ينقسم إلى علاج صاحبه في حال الغشي وقد ذكر في باب الغشي وإلى معالجته إذا أفاق وهو أن يطعم خبزاً مثروداً في شراب بارد وشراب الفواكه ثم سائر التدبير المذكور في بوليموس وإلى ما يعالج به قبل ذلك وهو أن يمنعوا النوم الكثير ولا يبطأ عليهم بالطعام وليطعموه بارداً بالفعل وأن يفعل سائر ما قيل في باب أوجاع المعدة الحارة .
فصل في العطش


كثرة العطش وشدّته قد تكون بسبب المعدة إما لحرارة مزاج المعدة وخصوصاً فمّها وقد تعرض تلك الحرارة في التهاب الحمّيات حتى أن بعضهم لا يزال يشرب ولا يروى حتى يهلك من ذلك عن قريب وقد تعرض تلك الحرارة لشرب شراب قوي عتيق كثير أو طعام حار جداً بالفعل أو بالقوة كالحلتيت والثوم .
وكثيراً ما يموت الإنسان من شرب الشراب العتيق التهاباً وكرباً وعطشاً وقد تعرض تلك الحرارة من شرب المياه المالحة ومياه البحر قد تزيد في العطش زيادة لا تتلافى .
وقد تكون بسبب أدوية وأغذية معطشة تعطشاً بالاستغسال أو الاستسالة .
والاستغسال مثل الشيء المالح يحث الطبيعة على أن تغسله بالغسال وبالقطع والاستسالة مثل اللزج يحث الطبيعة عن أن ترققه جداً حتى ينفذ ولا يلتصق .
وقد يعطش الشيء الغليظ لاتجاه الحرارة إليه والسمك المالح يجمع هذا كله .
وإما ليبس مزاج المعدة وقد يكون لبلغم مالح فيها أو حلو أو صفراء مرة .
وقد يكون لطوبات تغلي وقد يكون بمشاركة أعضاء أخرى مثل ما يكون في ديانيطس وهو من علل الكلى ونذكره في باب الكلى .
وقد يكون من هذا الباب العطش بسبب سدد تكون بين المعدة والكبد تحول بين الماء وبين نفوذه إلى البدن فلا يسكن العطش وإن شرب الماء الكثير وهذا مثل ما يعرض في الاستسقاء وفي القولنج وقد يكون بمشاركة الكبد إذا حميت أو ورمت أو اشتد بردها فلا تجذب وبمشاركة الرئة إذا سخنت والقلب أيضاً إذا سخن والمعي الصائم أيضاً والمريء والغلاصم وما يليها إذا جفت فيها الرطوبات فتقبضت أو إذا سخّنت شديداً .
وقد يعرض لأمراض الدماغ من السرسام الحار والمانيا والقرطب .
وأشد العطش الكائن بسبب هذه الأعضاء وبالمشاركة ما هاج عن فمّ المعدة ثم ما هاج عن المريء ثم ما هاج عن قعر المعدة ثم ما كان بمشاركة الرئة ثم ما كان بمشاركة الكبد ثم ما كان بمشاركة المعي الصائم .


وقد يكون بمشاركة البدن كله كما في الحميات وعطش البحران وفي آخر الدِّق والسلّ وكما يعرض من لسعة الأفاعي المعطشة فإنها إذا لسعت لم يزل الملسوع يشرب لا يروى إلى أن يموت وكذلك عن شرب شراب ماتت فيه الأفاعي أو طعام آخر .
وكما يعرض بعد الاستفراغ بالمسهلات والذرب المفرط وشارب الدواء المسهل في أكثر الأمر يعرض له عند عمل الدواء عمله عطش يدل فقدانه في أكثر الأوقات على أن الدواء بعد في العمل .
وقد يعرض له أن يتأخر عن وقته وأن يتقدم أحياناً ويسرع قبل عمل الدواء عمله .
فأما تقدمه فيكون إما لحرارة الدواء أو حرارة المعدة ويبسها ويتأخر لأضداد ذلك .
ولذلك فإن العطش فيمن هو حار المعدة ويابسها وشرب دواء حاراً لا يدل على أن الدواء عمل عمله وفيمن هو ضده يدلّ على أنه عمل منذ حين .
ومما يهيّج العطش كثرة الكلام والرياضة والتعب والنوم على أغذية حارة .
وأما إذا لم يكن على أغذية حارة فإن النوم مسكّن للعطش وإذا اجتمع في الأمراض الحادة عطش شديد ويبس شديد فذلك من أردأ العلامات .
العلامات : أما علامة الكائن بسبب الأمزجة فقد تعلم مما قيل في الأبواب الجامعة كانت مع مادة أو بغير مادة وكانت المواد مرة أو مالحة بورقية أو حلوة أو مؤذية بغليانها .
وعلامة الكائن بسبب السدد فقد يدل عليه لين الطبيعة .
وأما علامة الكائن بسبب ديانيطس فأن يكون عطش لا يسكنه شرب الماء بل كما يشرب الماء يحوج إلى خراج البول ثم يعود العطش فيكون العطش والدرور متلازمين متساويين دوراً .
وعلامة الكائن بالأسباب المعطشة المذكورة تقدّم تلك الأسباب .
وعلامة ما يكون بالمشاركة أما ما يكون بمشاركة الرئة والقلب فإنه يسكنه النسيم البارد والأرق ينفع منه والنوم يزيد فيه .


وقد يكون تمصيص الماء قليلاً قليلاً أبلغ في تسكينه من عبّه كثيراً بل ربما كان العب دفعة يجمّد الفضل ثم يسخنه فيزيد في العطش إضعافاً والمدافعة بالعطش تزيد في العطش فلا ينفع بما كان ينفع به بدأ وما يكون من جفاف المريء فيكون يسيراً ضعيفاً فينفعه النوم بترطيبه الباطن والدعة وترك الكلام .
وما كان من حرارة فالأرق ينفعه .
والكائن بمشاركة الكبد فيدلّ عليه تعرّف حال الكبد في مزاجها الحار واليابس وورمها الحار وغير الحار .
المعالجات : كل باب من أسباب الأمزجة فيعالج بالضد وعطش الرئة يعالج بالنسيم وكثيراً ما يسكن العطش إرسال الماء البارد على اللسان ومن خاف العطش في الصيام قدم مكان ماء الباقلا والحمص خلاً بزيت وهجر ماء الباقلا والحمص فهما معطشان .
وليصبر المستفرغ على العطش الذي أورثه الاستفراغ إلى أن يقوي هضمه ولا يشرب العطشان شراباً كثيراً دفعة ولا ماء بارداً جداً فتموت الحرارة الضعيفة التي أضعفها العطش .
والقذف قد يعطّش ويسكنه شراب التفاح مع ماء الورد والمعدة الحارة اليابسة يزيدها الماء البارد عطشاً وكذلك المعدة المالحة الخلط والماء الحار يسكن عطشها كثيراً وإذا اشتد العطش ولا حمى فليمزج بالماء قليل جلاب يوصل الماء إلى أقاصي الأعضاء .
فأما الضربة والصدمة والسقطة على المعدة حيث وقع فإنه ينفعه هذا الضماد .
وصفته : يؤخذ تفاح شامي مطبوخاً بمطبوخ طيب الرائحة حتى يتهرى في الطبخ ثم يدق دقاً ناعماً ويؤخذ منه وزن خمسين درهماً ويخلط بعشرة لاذن وثمانية ورد وستة صبر ويجمع الجميع بعصارتي لسان الحمل وورق السرو ويخلط به دهن السوسن ويفتر ويشدّ على البطن حيث المعدة أياماً فإنه نافع في جميع ذلك .
المقالة الثالثة الهضم وما يتصل به
فصل في آفات الهضم
آفة الهضم تابعة لآفة في أسفل المعدة أو لسبب في الغذاء أو لسبب في حال سكون البدن وحركته .


والكائن بسبب أمر المعدة هو إما سوء مزاج وأقواه البارد وأضعفه الحار فإن البارد أشد إضراراً بالهضم من الحار .
وأما اليابس والرطب فلا يبلغان في أكثر الأمر إلى أن يظهر منهما وحدهما مع اعتدال الكيفيتين الأخيرتين ضرر في الهضم إلا وقد أحدثا أما اليابس فذبولاً وأما الرطب فاستسقاء وأما الحال في تأثير السكون والنوم وضديهما وما يتبعهما من إحكام الغذاء في ذلك فإن الغذاء يقتضي السكون والنوم حتى يجيد الهضم فإذا كان بدلهما حركة أو سهر لم يتم الهضم .
وأما الغناء الخفيف فإنه إذا لم ينهضم لم تبطل مدة بقائه غير منهضم بل إذا لم يكن في المعدة ما يهضمه فيفسد بسرعة .
والغذاء إما أن يستحيل إلى الواجب بالهضم التام وإما أن يستحيل إلى الواجب استحالة ما وينهضم انهضاماً غير تام فلا يجذب البدن من القدر الممكن تناوله من الطعام القدر المحتاج إليه من الغذاء فيكون هزال .
وإما أن لا ينهضم أصلاً وذلك على وجهين : فإنه حينئذ إما أن يبقى بحاله وإما أن يستحيل إلى جوهر غريب فاسد .
وقد يكون هذا في كل هضم وحتى في الثالث والرابع وبسبب ذلك ما يعرض الاستسقاء والسرطان والنملة والحمرة والبهق والبرص والجرب وذلك لأن الدم غير نضيج نضجاً ملائماً للطبيعة فلا تجتذبه الأعضاء مغتذية به ويعفن وينتن أو تجتذبه ولا يحسن تشبّهه بها .
وإن كان الغالب هناك الثقل أو الحرارة أسود وربما صار السوداوي منه مثل القار .
والمعدة إذا لم تستمرئ أصلاً آل الأمر إلى زلق الأمعاء أو إلى الاستسقاء الطبلي .
لكنه إنما يؤول إلى الاستسقاء الطبلي إذا كان للمعدة فيه تأثير قدر ما يبخر من الغذاء دون ما يهضم .
واعلم أن فساد الهضم وضعفه وبالجملة آفاته إذا عرضت من مادة ما كانت فهو أقبل للعلاج منه إذا عرض لضعف قوة وسوء مزاج مستحكم .
فصل في فساد الهضم
الطعام يفسد في المعدة لأسباب هي أضداد سبب صلاحه فيها .


وبالجملة فإن السبب في ذلك إما أن يكون في الطعام وإما في قابل الطعام وإما في أمور عارضة يطرأ عليها .
والطعام يفسد في المعدة إما لكميته بأن يكون أكثر مما ينبغي فينفعل من الهضم دون الذي ينبغي أو أقل مما ينبغي فينفعل من الهضم فوق الذي ينبغي فيحترق ويترمد وبقريب من هذا يفسد الغذاء اللطيف في المعدة النارية الحارة .
وإما لكيفيته بأن يكون في نفسه سريع القبول للفساد كاللبن الحليب والبطيخ والخوخ أو بطيء القبول للصلاح كالكمأة ولحم الجاموس .
أو يكون مفرط الكيفية لحرارته كالعسل أو لبرودته كالقرع أو يكون منافياً لشهوة الطاعم بخاصية فيه أو في الطعام كمن ينفر طبعه عن طعام ما وإن كان محموداً أو كان مشتهى عند غيره .
وأما لوقت تناوله وذلك إذا تنوول وفي المعدة امتلاء أو بقية من غيره أو تنوول قبل رياضة معتدلة بعد نفض الطعام الأول وإخراجه .
وإما للخطأ في ترتيبه بأن يرتب السريع الانهضام فوق البطيء الانهضام فينهضم السريع الانهضام قبل البطيء الانهضام ويبقى طافياً فوقه فيفسد ويفسد ما يخالطه .
والواجب في الترتيب أن يقدم الخفيف على الثقيل واللين على القابض إلا أن يكون هناك داع مرضي يوجب تقديم القابض لحبس الطبيعة .
وأما لكثرة أصنافه وأما الكائن بسبب القابل فإما في جوهره وإما بسبب غيره وما يطيف به ويحدث فيه .
والذي في جوهره فمثل أن يكون بالمعدة سوء مزاج بمادة أو بغير مادة فيضعف عن الهضم أو يجاوز الهضم كما علمت في الحار والبارد أو يكون جوهرها سخيفاً وثربها رقيقاً أو يكون احتواؤه غير متشابه ولا جيداً أو يكون جيداً إلا أن ثقله يكون مؤذياً للمعدة فهي تشتاق إلى حط ما فيها وإن لم يحدث قراقر ونفخ .
وهذان من أسباب ضعف الهضم وبطلانه أيضاً .


وأما الذي يكون بسبب غيره فمثل أن يكون في المعدة رياح تحول بينها وبين الاشتمال البالغ على الطعام وإذا قيل أن من أسباب فساد الطعام كثرة الجشاء فليس ذلك من حيث هو جشاء بل من حيث هو ريح يتولد فيمدد المعدة ويطفي الطعام فلا يحسن اشتمال قعر المعدة على الطعام .
وكل مطفّ للطعام .
فهو عائق عن الهضم ومثل أن تكون المعدة يسيل إليها من الرأس أو الكبد أو الطحال أو سائر الأعضاء ما يفسد الطعام لمخالطته ولا يمكّن المعدة من تدبيره .
وكثيراً ما ينصت إليها بعد الهضم وكثيراً ما ينصت إليها قبله ومثل أن يكون ما يطيف بها من الكبد والطحال بارداً أو رديء المزاج .
وأما ما يكون لأسباب طارئة على الطعام وقابلة فمثل فقدان الطعام ما يحتاج إليه من النوم الهاضم أو وجدانه من الحركة عليه ما لا يحتاج إليه فيخضخضه فيفسد أو لاتفاق شرب عليه أكثر من الواجب أو أقلّ أو إيقاع جماع عليه أو تكثير أنواع الأطعمة فيحيّر الطبيعة الهاضمة أو استحمام أو تعرّض لهواء بارد شديد البرد أو شديد الحر أو رديء الجوهر .
والرياح المحتبسة في البطن تمنع الهضم وتفسده بخضخضتها الأغذية وحركتها فيها .
والطعام يفسد في المعدة إما بأن يعفن وإما بأن يحترق وإما بأن يحمّض وإما بأن يكتسب كيفية غريبة غير منسوبة إلى شيء من الكيفيات المعتادة .


وكل ذلك إما لأن الطعام استحال إليه وإما لأن خلطاً على تلك الصفة خالط الطعام فأفسده وربما كان هذا الخلط ظاهر الأثر وربما كان قليلاً راسباً إلى أسفل المعدة ولا ينبسط ولا يتأدى إلى فم المعدة فكلما زاد الطعام رباً وارتقى إلى فم المعدة وخالطه كلية الطعام وربما كان مثل هذا الخلط نافذاً في العروق ثم تراجع دفعة حين استقبله سدد واقعة في وجوه المنافذ لم يتأتّ النفوذ معها وإذا كانت المعدة حارة بلا مادة أو مع مادة صفراوية ينصت من الكبد إليها لكثرة تولدها فيها أِو من طريق المرارة المذكورة فسدت فيها الأطعمة الخفيفة وهضمت القوة والغليظة كلحم البقر .
والطحال سبب لفساد الطعام .
واعلم أن فساد الهضم قد يؤدي إلى أمراض كثيرة خبيثة مثل الصرع والمالنخوليا المراقي ونحو ذلك بل هو أهم الأمراض ومنبع الأسقام .
وإذا فسد هضم الناقهين ولو إلى الحموضة أنذر
فصل في أسباب ضعف الهضم
هي جميع الأسباب التي بعدها في باب فساد الهضم وعلاماتها تلك العلامات إلا أن انصباب الصفراء من تلك
الجملة لا تضعف الهضم ولكن قد تفسده .
وأما انصباب السوداء فقد يجمع بين الأمرين وكذلك أيضاً اليابس والرطب من تلك
الجملة لا يبلغ بهما وحدهما أن يبطلا الهضم أصلاً بل قد يضعفانه وقبل أن يبطلا الهضم فإن الرطب يؤدي إلى الاستسقاء واليابس إلى الذبول .
ومن أسباب فساد الهضم سخافة المراق وقلة لحمها وربما كان السبب في ضعف الهضم سرعة نزول الطعام إما لسبب مزلق من المعدة مما يعلم في باب زلق المعدة وليس ذلك من أسباب فساد الهضم ولا يدخل فيها بل يدخل في أسباب ضعف الهضم وهذا النزول قبل الوقت قد يكون مع جودة الاحتواء من المعدة على الطعام إذا أسرعت الدافعة بحركتها وكانت قوية .


وقد تكون لا لذلك بل لضعف من الماسكة فلا يمسك ولا يحتوي كما ينبغي حتى ينهضم تمام الهضم وقد يكون ذلك لأورام حارة أو بلغمية أو سوداوية وقروح ونحو ذلك فلا يجود الاحتواء وقد لا يجود الاحتواء لسبب من الطعام إذا كان ثقيلاً أو لذاعاً مرارياً أو كان حاداً والمعدة بها مزاج حار أو سقي صاحبها وبه مزاج حار مانع لجودة الهضم شيئاً حاراً يمنع الهضم وفي الأكثر يفسده ليس يمنعه فقط ومثل هذا الإنسان كما علمت ربما شفاه وعدّل هضمه ماء بارد وكذلك إذا كان في المعدة أخلاط رديئة خصوصاً لذاعة تحجز بينها وبين الأغذية فلا يجود الاحتواء والإمساك ويكون الشوق إلى الدفع أشدّ .
والذي يكون بسبب جودة الاحتواء فإن الاحتواء من المعدة على الطعام إذا كان تاماً وكان غير مؤذٍ وفي الهضم خفّة .
وإن كان تاماً إلا أنه مثقل وكانت المعدة تمسك الطعام إمساك من به رعشة لبعض الأثقال فهو يشتهي أن تفارقه كان الهضم دون ذلك ولم يكن جشاء وقراقر .
وإن لم يكن احتواء كان ضعف هضم وقراقر وجشاء وربما أدى إلى ضعف الهضم واستحالة الغذاء إلى البلغم وإلى اقشعرار وبرد الأطراف وإبهام نوبة الحمّى لكن النبض لا يكون النبض الكائن في أوائل نوبات الحمى وقد يكون ضعف الهضم بسبب تخم وامتلاء متقادم وقد قيل في كتاب الموت السريع أن من كانت به تخم وإبطاء هضم فظهر على عينيه بثر أسود يشبه الحمص واحمر بعضه أو اخضر فإنه يبتدئ عند ذلك باختلاط العقل ثم يموت في السابع عشر ومن أسباب ضعف الهضم أو بطلانه الغمّ كما أن من أسباب جودة الهضم السرور .
المعالجات : إذا كان ضعف الهضم عارضاً عن سبب خفيف أو امتلاء متقادم كثير فقد يكفي فيه إطالة النوم وترك الرياضة والصياح والحمّام واستعمال القيء بالماء الفاتر و تلطيف التدبير .


فإن كان أعظم من ذلك وكان يعقب تناول الطعام لذع وغثيان وجشاء يؤدي طعم الغذاء فيجب أن تكون التنقية بسقي الماء الفاتر أكثر مراراً ولا يزال يكرر حتى يتقيأ جميع ما فسد ثم يصب على رأسه دهن ويكمّد بطنه وجنباه بخرق مسخنة وتدلك أطرافه بالزيت ودهن الورد ويصب عليها ماء فاتر ويرسم له طول النوم ويمنع الطعام يومه ذلك فإن أصبح من الغد نشيطاً قوياً أدخله الحمام وإلا أعيد إلى النوم والتدبير اللطيف القليل الخفيف والتنويم ثلاثة أيام على الولاء إلى أن تصير معدته إلى حالها .
وربما افتقر إلى الإسهال .
والفلفل من أعون الأدوية على الهضم والنوم كله معين على الهضم لكن النوم على اليسار شديد المعونة على ذلك بسبب اشتمال الكبد على المعدة .
وأما النوم على اليمين فسبب لسرعة انحدار الطعام لأن نصبه المعدة يوجب ذلك .
واعلم أن اعتناق صبي كاد يراهق طول الليل من أعون الأشياء على الهضم ويجب أن لا يعرق عليه فإن العرق يبرد فيمنع فائدة الاستدفاء بحرارته الغريزية ويجب أن لا يكون معه من النفس ريبة فإن الريبة وحركة الشهوة تشوش حركات القوى الغاذية .
ومن الناس من يعتنق وأما ضعف الهضم الكائن بسبب حرارة مع مادة فمما ينفع منه السكنجبين السفرجلي والأغذية القابضة الحامضة الهلامية والقريصية وما يشبهها من البوارد ووزن درهمين سفوف متخذ من عشرة ورد وثلاثة طباشير وخمسة كزبرة يابسة تسقى بماء الرمان أو في السكنجبين السفرجلي فإنه نافع جداً .
فصل في دلائل ضعف الهضم
أما الخفيف منه فيدل عليه ثقل وقليل تمدد وبقاء من الطعام في المعدة أطول من العادة . وأما القوي فيدل علية الجشاء الذي يؤدي طعم الطعام بعد حين والقراقر والغثيان وتقلب النفس .
وأما البالغ فإنه لا يتغير الطعام تغيّراً يعتدّ به أصلاً مثل أن تكون البرودة أفرطت جداً والطعام إذا لم ينهضم إلا بطيئاً نزل بطيئاً إلا أن يكون سبب محرّك للقوة الدافعة من لذع أو ثقل أو كيفية أخرى مضادة .


وعلامة ما يكون بسبب المزاج ما قد علمت وأن يكون الاحتواء رعشاً غير قوي والشوق إلى نزل الطعام والتشوق إلى الجشاء من غير حدوث قراقر وجشاء متواتر وفواق ونفخة تستدعي ذلك أو قبل أن تكون حدثت بعد .
وعلامة ما يكون السبب فيه نزولاً قبل الوقت لين البراز ونتنه وقلة درء الكبد والبدن منه وربما حدث معه لذع ونفخ والذي يكون عن أخلاط حارة فدلائله العطش وقلة الشهوة والجشاء المنتن الدخاني .
والذي يكون عن أخلاط باردة فما يخرج منها بالقيء والحموضة وسقوط الشهوة مع دلائل البرد والمادة المذكورة في المقالة الأولى .
والذي يكون عن أورام ونحوها فيدل عليه علاماتها .
فصل في دلائل فساد الهضم
أما الدليل الذي لا يعرى منه فساد الهضم فنتن البراز .
وأما الدلائل التي ربما صحبت وربما لم تصحب فالقراقر والجشاء واللذع .
دلائل ما يكون السبب فيه أحوال الأغذية المذكورة التعرّف لأحوالها أنها هل كانت كثيرة أو قليلة أو قابلة للتعفن أو هل أخطأ في تريبها أو وقتها أو الحركة عليها جنساً من الخطأ مما سبق ذكره وأن يكون كلما عمل ذلك عرض فساد الهضم وكلما أنقى أجيب صح الهضم .
وأما علامة الواقع بسبب مزاج المعدة وإعلالها فيتعرّف من العلامات المذكورة في الباب الجامع وإذا كانت المادة الفاسدة في المعدة نفسها كان الغثيان والأعراض التي تكون مع فساد الهضم متواترة لا فترات لها وإن كانت هناك فترات فالمواد آتية منصبّة .


وأما الكائن بسبب سخافة المعدة وتهلهل نسج ليفها وعروض حالة لها كالبلا فتطاول أوجاع المعدة وأمراضها وضعف هضم مع ضعف شهوة ونحافة البدن وبهذا قد يقع منه ضعف الهضم أو بطلانه دون وأما الكائن بسبب الرياح فيدل عليه دلائل الرياح المذكورة وأما دلائل الانصبابات من الأعضاء المشاركة فيما ذكرنا في مواضعه وأن يتأمل حال ذلك العضو في نفسه وأن يتعرّف هل يكثر فيها الانصبابات إلى أعضاء في طرق أخرى مثل ما أن يتعرف هل المظنون به أن معدته تألم للنوازل صاحب نوازل الحلق والرئة وغير ذلك .
وأما علامة وقوع فساد الهضم بسبب المجرى الصاب للصفراء فأن يكون المزاج ليس بذلك الصفراوي ثم يصاب لذع في المعدة وطفو للطعام .
فصل في علاج فساد الهضم
أول ذلك يجب أن يخرج ما فسد من الطعام عن آخره بقيء أو بإسهال وأن يصلح تدبير المأكول والمشروب ويرد في جميع الأحوال إلى الواجب وأن يدافع الطعام حتى يصدق جوعه ويقوّي المعدة أولاً بشرب ماء الورد فإن كان فساد الهضم لحرارة المعدة أو صفراء تنصت إليها غلظت أغذيتهم وميل بها إلى البرد حتى يكون مثل لحم البقر المخلل ولم تجعل باردة رقيقة فإن الرقيق يفسد في معدهم بسرعة .
وصاحب الصفراء منهم يجب أن يقيأ قبل الطعام وإن كان ذلك لبرد عولج ذلك البرد بما ذكر في بابه .


وإن كان السبب تهلهل المعدة عولج بالأدوية العطرة القابضة المذكورة وبالأغذية الحسنة الكيموس السريعة الهضم وقد أميلت إلى نشف وقبض بالصنعة وبالأبازير وسائر ما ذكرناه في ومن كان السبب في فساد هضمه انصباب الصفراء من المجرى المذكور الواقع في الندرة فيجب أن يعتاد القيء قبل الطعام مراراً فإن انتعش بعد ذلك ونال الطعام قطعت هذه العادة لئلا تضعف المعدة وبعد ذلك فيجب أن يتناولوا بعد القيء الربوب المقوية للمعدة الرادعة لما ينصت إليها ويدام تضميد معدته لما يقويها على دفع ما ينصب إليها ثم يجعل له أدواراً ويقيأ فيها قبل الطعام على القياس المذكور .
وأما الذين يحمّض الطعام في معدهم فإن كانت حموضة قليلة عرضية فينتفع أصحابها بمص التفاح الحلو وينتفعون بالكزبرة إذا شربوها قبل الطعام بماء وكذلك المصطكى إذا استفوا منه .
وإن كانت قوية فمما ينفع من ذلك منفعة بالغة فقّاح الأذخر مع الكراويا وكذلك جميع الجوارشنات الحارة وجوارشنات الخبث وربما انتفع بالجلنجبين المنقوع في الماء الحار .
ومما ينفعهم أن يأخذوا عند النوم من هذا الدواء .
ونسخته : يؤخذ فلفل وكمون وبزر شبث من كل واحد جزء ورد أحمر منزوع الأقماع جزآن ينخل بعد السحق بحريرة والشربة نصف درهم بشراب ممزوج فإن احتيج إلى ما هو أقوى من ذلك فيجب أن يستعمل القيء على كل المالح والحامض والحريف كالفقاع والصبر عليه ساعة ثم يقيأ بالسكنجبين العسلي المسخن وعصارة الفجل وما يجري مجراه من ماء العسل ونحوه ثم يداوى بأقراص الورد الكبير وبالأطريفل وكثيراً ما لا يحتاج فيه إلى القيء حين ما يكون السبب فيه برودة بلا مادة لأجلها يحمض الطعام وإذا كان الطعام يحمض صيفاً فهو أفسد .


ويجب لصاحبه أن يهجر الثريد والمرق ويتغذى بالنواشف والقلابا والمطجنات واللحم الأحمر ويجب أن يبدل منهم المزاج فقط وكل طعام يفسد في المعدة فمن حقه أن ينفض فإن كانت الطبيعة تكفي في ذلك فليكفّ وإن لم تكف الطبيعة ذلك تنوول الكموني بقدر الحاجة فإن لم يكف استعين بشيء من الجوارشنات المسهلة يتناول منها مقدار قليل بقدر ما يخرج الثفل فقط والسفرجلي من جملة المختار منها وأما علامات جودة اشتمال المعدة على الطعام وجودة الهضم الذي في الغاية وأضدادها هي التي ذكرناها في أبواب الاستدلالات فإن لم تكن تلك الأشياء المذكورة لكن أحس بكرب وثقل وسوق إلى حط ثقل مع ضيق نفس يحدث فاعلم أن المعدة شديدة الاشتمال إلا أنها متبرمة بمبلغ الطعام في كفيته واعلم أن الهضم لقعر المعدة والشهوة لفمها .
فصل في بطء نزول الطعام من المعدة وسرعته ومن البطن
قد يبقى من الطعام شيء في المعدة إلى قريب من خمس عشرة ساعة في حاو الصحة واثنتي عشرة ساعة وذلك بحسب الغذاء في خفّته وغلظه ويدل عليه وجود طعمه في الفم وفي الجشاء فإن احتباس الطعام في المعدة إنما هو بسبب إبطاء الهضم إلى أن ينهضم واندفاعه بسبب دفع الدافعة عند حصول الهضم ولمحرك يحرّك القوة الدافعة مثل لذع صفراء أو سوداء حامض أو لشيء مما سنذكره ليس كما يظنه قوم مر أن كل السبب في احتباسه ضيق المنفذ السفلاني ولو كان كذلك لم يمكن خروج الدرهم والدينار المبلوع ولما كان الشراب واللبن يلبثان في المعدة ولما كانا هما يطفوان في المعدة الضعيفة ويقرقران وينفخان بل السبب في النزول الطبيعي هو الهضم وقوة المعدة .
على الدفع لا كثير تعلق له بغيره من حال الطعامإذا لم يعرض للمعدة أذى وإلى أن ينهضم الطعام فإن المعدة الصحيحة تشتمل عليه ويضيق منفذها الأسفل الضيق الشديد فإذا حان الدفع اتسع ودفعت المعدة ما فيها بليفها المستعرض .


وكلما استعجل الهضم استعجل النزول وإن أبطأ أبطأ إلا أن يعرض بعض الأسباب المنزلة للطعام عن المعدة ولم ينهضم بعد مما قد عرفته .
والقدر المعتدل لبقاء الطعام في البطن وخروجه هو ما بين اثنتي عشرة ساعة إلى اثنتين وعشرين ساعة والطعام الكثير إذا لم ينهضم لكثرته والذي كيفيته رديئة أيضاً فإن كل واحد منهما لا يبقى في المعدة الصحيحة القوية القوة الدافعة بل يندفع إلى أسفل بسرعة وربما أعقب خلفة وهيضة وإذا كانت المعدة ضعيفة يثقلها الطعام أو مقروحة مبثورة أو كان فيها خلط لزنج مزلق لم يلبث الطعام فيها إلا قليلاً وسواء كانت ضعيفة الماسكة أو الهاضمة .
وقد يمكنك أن تتعرف علامات ما ينبغي أن تعرفه من أسباب هذا مما سلف لك في الأسباب الماضية .
المعالجات : أما من يبطؤ نزول الطعام عن معدته أو من يطفو الطعام على معدته فعلاج ذلك النوم على اليمين فإنه معين على سرعة نزول الطعام عن المعدة وإن كان ضعيف المعونة على الهضم ويعين عليه التمشي اللطيف ودلك الرجلين وكسر الرياح بما عرف في بابه .
وأما علاج من يسرع نزول الطعام من معدته قد كان قوم من القدماء يسمون هؤلاء ممعودين وإما بآخرة فقد وقع اسم الممعود على غير ذلك .
ومما جرّب لهم أن يستعمل عليهم ضماد من دقيق الحلبة وبزر الكتان والعسل وأن يسقوا منه أيضاً .
ومن ذلك أن يؤخذ صفرة بيضة مشوية وملعقة من عسل ودانقان من المصطكى المسحوق يجمع الجميع في قيض البيضة ويشوى على رماد حار ولا يزال يحرك حتى يدرك ويؤكل ويستعمل هذا ثلاثة أيام .
وبالجملة يجب أن يستعمل قبل الطعام القوابض أما الباردة إن كان هناك مزاج حار والمخلوطة بالحار إن كان المزاج إلى البرودة وقد عرفت جميع هذه الأدوية ويجب أن ينام على الطعام ولا يتحرك ولا يرتاض البتّة وأن يشد الأطراف العالية منه .
قد تحدث صلابة في المعدة تشبه الورم ولا يكون ورماً ويكون سببه برد مكثف أو سوداء غليظة مداخلة ما لا يورم .


العلامات : أن يعرف سببه ولا نجد علامة ورمه .
المعالجات : يضمد بإكليل الملك والزعفران والمصطكى والبلسان والكندر والمقل والسنبل والفردمانا والمغاث وشمع ودهن الورد وكذلك جميع المعالجات المذكورة للأورام الصلبة وخصوصاً ما ذكر في باب ضعف المعدة للصلابة .
ومما جرّب في هذا الشأن دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من الشمع ست أواق علك الأنباط ثلاث أواق زنجبيل وجاوشير من كل واحد أوقيتان صبر وقنّة من كل واحد ثلاث أواق دهر البلسان أربع وعشرون أوقية يتّخذ منه ضمّاد ومرهم .
فصل فيما يهيج الجشاء
إذا حدث في المعدة رياح ولم تنزل وكانت تحتبس في فم المعدة وتؤذي فيجب أن تستفرغ بالجشاء كما تستفرغ الفضول الطافية بالقيء وإلا أفسدت الهضم وأطفت الغذاء اللهم إلا أن يحدث كثرة الرطوبات وبلاغم مستعدة للاستحالات رياحاً فحينئذ لا يؤمن أن يكون الإفراط في تهييج الجشاء مما يحرك أمراً صعباً .
ومما يحرّك الجشا الصعتر وورق السذاب والكندر والأنيسون والكراويا والفودنج والنعنع والنانخواه والقرنفل والمصطكى مضغاً وشرباً .
علاج الجشاء المفرط : أما أسباب الجشاء ودلالته على الأحوال فقد ذكرناها في باب الاستدلالات .
أما الحامض فينتفع صاحبه بشرب الفلافلي بالشراب وربما نفعهم أن يسقوا قبل غذائهم وعشائهم كزبرة يابسة قدر مثقال ثم يشرب بعده شراب صرف ومما يسكنه على ما زعم بعضهم أن تلطخ المعدة بالنورة وزبل الدجاج .
وأما الدخاني إن كان عن مادة فينتفع بالأفسنتين والأيارج .
وإن كان بلا مادة فبما يبرد ويطفئ ويشد مثل ربوب الفواكه الباردة والأغذية المبرّدة حسب ما تعلم جميع ذلك .
المقالة الرابعة الأمراض الآتية والمشتركة العارضة للمعدة
فصل في الأورام الحارة في المعدة
المعدة تعرض لها الأورام الحارة للأسباب المعروفة في إحداث الأورام الحارة ومن تلك الأسباب :
العلامات : أنه إذا طال بالمعدة وجع لا يزول مع حسن التدبير فاحدس أن هناك ورماً .


وأما الحار من الأورام فقد يدلّ عليه مع ذلك التهاب شديد وحرقة قوية وعطش وحمّى لازمة ووجع ناخس ونتوء وربما أدى إلى اختلاط الذهن وإلى السرسام والمالنخوليا .
فإذا نحف البدن وغارت العين وانحلت الطبيعة وكثر الاختلاف والقيء وأقلعت الحمّى وقلّ البول وصارت المعدة للصلابة بحيث لا تنغمز تحت الأصابع فقد صار خرّاجاً .
وإذا حدث مع وجع المعدة برد الأطراف فذلك دليل رديء .
المعالجات : إذا توهمت أن ورماً حاراً ظهر أو يظهر بالمعدة لشدة الحرقة .
والالتهاب فالأحوط في الابتداء أن تبادر إلى الردع فتمرّخ المعدة بمثل دهن السفرجل وتضمدها بالسفرجل وقشور القرع والبقلة الحمقاء ودقيق الشعير وما يجري هذا المجرى .
على أن الإمساك وتلطيف الغذاء والتدبير أنفع لهم .
وإذا عالجت أورام المعدة الحارة فإياك أن تسقي مسهّلاً قوياً أو مقيئاً فإن استعمال القيء خطر .
وأما الفصد فما لا بدّ منه في أكثر الأوقات واجتنب الإسهال بالعنف والقيء واقتصر على الأغذية والأدوية الملينة مثل الشعير والماش والقطف والقرع ولتكن الأدوية الملينة مثل الخيار شنبر فإنه لا بأس فيه بأن يستفرغ بالخيار الشنبر فإنه ينفع الورم ويجفف المادة وربما مزج به من الأيارج أو الصبر وزن دانق وإلى نصف درهم .
وأفضل ذلك أن يسقى الخيار شنبر بماء الهندبا وربما جعل فيه أفسنتين قليل فإنه نافع يقبضه .
وربما استعمل فيه قوم الهليلج وأما أنا فلست أميل إليه اللهم إلا أن يكون الورم في طريق الشك وإذا ظهر فلا ينبغي أن يستعمل .
وربما سقوهم السكنجبين بالسقمونيا وأنا أكرهه .
وإن لم يكن من مثله بدّ فالصبر مقدار مثقال أو ما يقرب منه بالسكنجبين منه على أن تركه ما أمكن أفضل .


ومن المسهلات النافعة في ابتداء الأمر أن يؤخذ ماء عنب الثعلب وماء الهندباء أوقيتين ولبّ الخيار شنبر ثلاثة دراهم ومن دهن اللوز والقرع من كل واحد وزن درهمين ويسقى ولا يزال يلين الطبيعة بذلك إن كانت يابسة إلى اليوم السابع ويجب أن لا يقدّموا عن الطعام مما ينفعهم جداً .
وإن اشتد الوجع سقيتهم وزن ثلاثة دراهم بزر قثاء بماء بارد أو بماء الثلج ويسقى ماء الطبرزذ فإنه نافع جداً .
وماء الطرحشقوق أيضاً والأضمدة المتخذة من الملح والشبث والجلنار والهيوفا قسطيداس والأفسنتين إذا ضمد به منع الورم أن يفشو في جميع أجزاء المعدة .
وما دامت الحرارة باقية ولو بعد السابع فلا تقطع ماء الهندبا وماء عنب الثعلب وماء الكاكنج وماء الطرحشقوق وأخلط بذلك إذا جاوز السابع أقراص الورد إلى نصف درهم وشيئاً من عصارة الأفسنتين والمصطكي واخلط به أيضاً ماء الرازِيانج والكرفس ويكون الغذاء إلى السابع من الماش المقشر بقطف وسرمق وقرع بدهن اللوز أو زيت الأنفاق وشراب الجلاب وماء الإجاص وعصارة الهندبا والطرحشقوق وفي آخره يخلط بمصطكي وعصارة الأفسنتين .
وأما بعد السابع فيخلط بها ما يجلو أو ينضج يسيراً مثل السلق واللبلاب وحينئذ أيضاً يسقون السكنجبين وربما سقوا قبل ذلك بأيام وربما سقوه مع ماء البنفسج المربى إن لم يكن غثيان شديد مؤذٍ وذلك إلى الرابع عشر وإذا سكن اللهيب وتليّن الورم حان وقت التحليل فإذا انحطّ قليلاً أدخلت في الضمادات مثل المصطكي والأفسنتين وجعلت الشراب من السكنجبين بغير بقية وربما كفى سقي الخيار شنبر في ماء الرازيانج والكرفس ودهن اللوز الحلو إلى آخره .
والصواب لك إذا بلغ العلاج وقت الإرخاء والتحليل أن لا تقدم عليها إقدام مجرد إياهما بل اخلط الأدوية المرخية بالقابضة فإن في الاقتصار على المرخيات خطراً عظيماً وربما أشفى بصاحبه على الهلاك سواء كانت الأدوية مشروبة أو موضوعة عليها من خارج .


والمعدة أولى بذلك من الكبد والقوابض الصالحة لهذا الشأن ما فيه عطرية مثل المصطكي والورد وأيضاً العفص والسك والجلنار وأطراف الأشجار .
ومن الأدهان مثل دهن السفرجل ودهن المصطكي ودهن النارين ودهن التفاح وزيت الأنفاق بل يجب في الصيف وفي الابتداء أن يستعمل في مراهمها دهن الورد وزيت الأنفاق ودهن السفرجل ودهن التفاح .
وفي الشتاء أو في أوان التحليل دهن الناردين ودهن الشبث ودهن البابونج ودهن السوسن ودهن المصطكي بين بين .
صفة أضمدة جيدة في الابتداء والتزيّد والانتهاء : ضمّاد نافع هذا الوقت وبعده يؤخذ دقيق الشعير وفوفل ونيلوفر من كل واحد أوقية ورد أوقية ونصف زعفران نصف أوقية بنفسج خمسة عشر كثيراً خمسة خطمي بابونج من كل واحد عشرة صندل خمسة عشر مصطكي وجلّنار وأقاقيا من كل واحد خمسة خمسة شمع دهن ورد ما يجمعه .
ومن الأضمدة الجيدة في ابتداء الورم أن يؤخذ أصل السوسن بإكليل الملك وشمع ودهن البنفسج ولا يجب أن يضمد مع استطلاق شديد من البطن بل يعدّل البطن أولاً ثم يستعمل الضمّاد .
ومن الأضمدة الجيدة في وقت المنتهى إلى الانحطاط أن يؤخذ فقاح الأذخر إكليل الملك وأفسنتين رومي وسنبل وأصل الخطمي وصندل وفوفل وزعفران وحبّ الغار وما أشبه ومن الأضمدة الجيدة في إنضاج ما يراد تحليله من الورم الحار والماشراء أن يؤخذ طراف الورد وأطراف الأفسنتين وأطراف حي العالم وقشر الأترج الخارج والمصطكي والكندر من كل واحد جزء ونصف ومن السفرجل والبسر والزعفران والصبر والمر من كل واحد جزء ومن الشمع ودهن البابونج ودهن الناردين من كل واحد عشرة أجزاء .
وإذا كان السبب في حدوث الأورام الأوجاع المتقادمة التي من حقها أن تعالج بالملطفات فإذا تأدت إلى التورّم فيجب أن تقطع الملطفات عنها وتقتصر على المسكّنة للأوجاع مثل شحوم البط والدجج .
وإذا أعتق الورم سقي أقراص السنبل ويضمد بضماد المقل بحب البان المذكور في الأقراباذين .


ومما ينفع من ذلك قيروطي بدهن بلسان والصبر والشمع الأبيض ويجب أن يستعمل القيروطي الجالينوسي المذكور في باب ضعف المعدة .
وضماداً إكليل الملك نافع جداً وهو أن يؤخذ بابونج وجلنار وبزر الكتان وإكليل الملك وخطمي يجعل منه ضمّاد ويكمّد وينطل بطبيخه .
ومما يسقى في ذلك الورد عشرة العود درهمين المصطكي ثلاثة دراهم بزر الهندباء والكشوت ثلاثة يسقى في الورم الملتهب مع كافور أو يؤخذ ثلاثة أساتير خيار شنبر ويطبخ في رطل ماء حتى يعود إلى النصف ثم يصفى ويلقى عليه من ماء عنب الثعلب وماء الكاكنح اسكرجة ويغلى إغلاءة ويلقى عليه نصف درهم أيارج فيقرا ويسقى القوي منه بتمامه والضعيف نصفه وإن احتجت إلى أقوى من ذلك زدت فيها الشبت وبزر الكتان والحلبة وإذا احتجت إلى أقوى من ذلك زدت من بزر الكرنب وأشق ومخ الأيل وشحم الدجاج وربما احتجت إلى ضماد فيلغريوس والضمّاد الأصفر وفي هذا الوقت ربما احتيج إلى أن يسقى أقراص المقل .
ومن المراهم النافعة في هذا الوقت مرهم بهذه الصفة : يؤخذ من الشمع ومن دهن الناردين أوقية أوقية ومن المصطكي والصبر والسعد والأذخر من كل واحد مثقال ومن مثل وزن ثلاثة دراهم يحل في الشراب ويجمع بين الأدوية على سبيل اتخاذ المراهم .
وإن كان هناك إسهال فربما احتجت إلى أن تجعل مع هذه عصارة الحصرم أو عصارة الأفسنتين أو تجمع بينهما .
ومن الخطأ العظيم أن يطول زمان مقاساة الورم ولا يزال يعالج بالمبرّدات ويكون الورم في طريق كونه خراجاً وقد منع عن النضج فيجب أن يراعى هذا .
وقد قيل أن القلادة المتخذة من حجارة أناسليس إذا علقت بحيث تلامس المعدة كانت عظيمة المنفعة في أوجاعها وأورامها .


وأما إذا صار الورم دبيلة أو خراجاً فقد أفردنا له باباً وأما إذا كان الورم صفرارياً فيجب في ابتدائه أن يبرّد جداً بالضمادات المبرد المعروفة المخلوطة بالصندل والكافور والورد ونحوه ويسقى ماء الشعير بماء الرمان المزّ المطبوخ وبالسرطانات ثم بعد ذلك بأيام يستعمل ماء عنب الثعلب وماء الهندباء وبعد ذلك وعند القرب من المنتهى يمزج بماء عنب الثعلب وماء الهندبا قليل ماء الرازيانج فإن ذلك ينفع منفعة بينة .
فصل في الأورام الباردة البلغمية
هذه الأورام تتولّد من رطوبة وسوء هضم وقلة رياضة ومن سائر الأسباب المولدة للمواد الرطبة الخافية إياها في الأوعية والأغشية مما سلف تعريفه .
العلامات : إذا وجدت علامة الورم من وجع راسخ في كل حال وتنويم ثم لم يكن حمى ولا التهاب ولا وسواس بل كان رطوبة ريق ورصاصية لون وقلة عطش وسوء هضم وقلّة شهوة فذلك ورم بلغمي واستدل بسائر الدلائل المذكورة لرطوبة مزاج المعدة .
المعالجات : من القانون في هذا أيضاً أن لا تخلي المحلّلة من القابضة فإن المحللة التي يحتاج إليها في هذه هي القوية التحليل يبتدأ من علاج هؤلاء بأن يسقوا ماء الكرفس وماء الرازيانج من كل واحد أوقيتين بورق ثلاثة دراهم دهن لوز حلو مقدار الكفاية ثم من بعد ذلك يسقون درهمين من دهن الخروع مع ثلاثة دراهم من دهن اللوز الحلو بطبيخ إكليل الملك .
وصفته : إكليل الملك عشرة أصل الرازيانج عشرة الماء أربعة أرطال يطبخ حتى يبقى رطل ويسقى منه أربع أواق .
وينفع هؤلاء طبيخ الزوفا الذي طبخ فيه إكليل الملك وجعل على الشربة منه ثلاثة دراهم دهن الخروع وقيل نصف درهم إلى درهمين دهن اللوز الحلو .
وأما المسوحات والأضمدة فمن ذلك دواء مجرب بهذه الصفة .


يؤخذ جعدة وإكليل الملك وحماماً وبابونج وشبت ومن كل واحد عشرة دراهم أفسنتين وسنبل من كل واحد سبعة دراهم صبر وزن ثمانية دراهم مصطكي عشرة دراهم كندر ستة دراهم أصل الخطمي خمسة عشر درهماً أشق وجاوشير وميعة من كل واحد عشرة دراهم شحم الوز وشحم دجاج من كل واحد أوقيتين شمع أحمر نصف رطل .
وأفضل المسوحات دهن النادرين ودهن السنبل قد جعل فيه المر والقردمانا .
وينفع أيضاً الهليون واللبلاب بدهن اللوز الحلو والسلق والكرنب بالزيت وما يجفف الدم من الأغذية ويسهل هضمه ويجب أن يجتنبوا القيء أصلاً .
فصل في الأورام الصلبة الغليظة
قد يكون ابتداء وقد يكون عن انتقال من الأورام الحارة وعلى ما قد عرفته في الأصول وفي النادر يكون عن ورم بلغمي عرض له أن يصلب ويدل عليه مع دلالة الأورام صلابة المجس المعالجات : القانون في هذا أيضاً أن لا تخلي الأدوية المحللة عن القابضة وكل الأدوية التي كانت شديدة التحليل في آخر الأورام الحارة فإنها نافعة ههنا ويجب أن يسقوا لبن اللقاح دائماً .
ومما ينفعهم أن يؤخذ ثلاثة مثاقيل من دهن الخروع بطبيخ الخيارشنبر وهو ممروس في ماء الأصول وان احتيج إلى ما هو أقوى جعل في ماء الأصول من فقاح الأذخر والمصطكي والبرشارشان مع سائر الأدوية جزء جزء .
وإذا جعل مع دهن الخروع من دهن السوسن مقدار درهم ومن دهن اللوز مقدار درهمين كان نافعاً وكذلك إذا سقيت هذه الأثمان بماء العسل .
ويجب أن يستعمل في ضماداته مخّ عظام الإبل ومخ ساق البقر وإهال سنام البعير .
ومن الأدوية النافعة في ذلك وفي الدبيلات أن يؤخذ إكليل الملك وحلبة وبابونج وحب الغار والخطمي وأفسنتين من كل واحد جزء أشق قفر من كل واحد ثلثا جزء تحل هذه الصموغ في طبيخ عشرين تينة بالطلاء ويسحقه كالعسل ثم يجمع به الأدوية ويتخذ منه ضمّاد فإنه عجيب .


ضماد آخر : يؤخذ وسخ الكوارة ستة أجزاء ميعة جزأين مصطكي جزء علك البطم نصف ضماد آخر : يؤخذ أشق مائة شمع مائة إكليل الملك أثني عشر زعفران مرّ مقل اليهودي من كل واحد ثمانية دهن البلسان رطل .
ومما هو نافع لهم جداً دهن عصير الكرم .
ومما ينفعهم جداً طبيخ الايرسا بالخيارشنبر والضماد الذي ذكرناه في باب ضعف المعدة مع صلابة .
نسخة ضماد جيّد : يؤخذ مصطكي كندر أفسنتين من كل واحد جزء أشق زعفران جزأين جزأين سعد ثلاثة قيروطي بدهن الناردين قدر الكفاية وإذا اتفق ما هو قليل الاتفاق من انتقال الورم البلغمي إلى الورم الصلب فأوفق علاجه ضماد بهذه الصفة : يؤخذ أشق ومقل وبزر الكرنب ميعة سائلة ولوز مرّ ومصطكي وسنبل وأذخر وسعد تحل الصموغ ويسحق غيرها ويجمع ضمّاداً وغذاؤهم مثل الهليون واللبلاب ودهن لوز حلو وخصوصاً لما كان انتقل من الورم الحار .


القانون
القانون
( 41 من 70 )

فصل في الدبيلة في المعدة
كثيراً ما يحرف الأطباء عن تدبير الورم في المعدة فينتقل خرّاجاً وكثيراً ما يبتدئ .
العلامات : قد ذكرنا علامات ابتدائها في باب أورام المعدة الحارة .
المعالجات : يجب أن تبادر إلى الفصد وإلى تبريد المعدة المورمة ورماً حاراً خارجاً وداخلاً بما يمكن ليمنع صيرورته دبيلة .
فإن صار دبيلة وأخذ في طريق النضج فيجب حينئذ إن كان الأمر خفيفاً وتوهّمت نضجاً قريباً أن تسقيه اللبن الحليب مرة بعد أخرى مع الماء الحار وتجسّ الصلابة وتنظر هل تنغمز وتترقّب هيجاناً وقشعريرة وانغماز ورم فإن لم يغن ذلك فيجب أن تسقيه ماء الحلبة والحسك ودهن اللوز الحلو .
فإن احتجت إلى أقوى من ذلك وكان الأخذ في طريق النضج قد زاد على الأول جعلت فيه دهن الخروع .
ومما هو مجرب في ذلك أن يسقى صاحبه طرحشقوق يابس وزن درهم ونصف بزر المرّ وحلبة درهم درهم يسحق ذلك ويشرب ببعض الألبان الحليب الحارة مثل لبن الأتان والماعز ومقدار اللبن ثلاثة أواق ويخلط معه من السكر وزن ثلاثة درهم .
ومما هو مجرّب أيضاً أن يؤخذ من ورق الطرحشقوق اليابس أوقية الحلبة أوقيتان بزر المرو أربع أواق يدقّ وينخل ويعجن بلبن الماعز ودهن السمسم ويتخذ ضمّاداً .
وينبغي أن يحمّم بالماء الفاتر ويخبّص على الدبيلة بشيء متخذ من التين والبابونج والحلبة مطبوخة وفيها أفسنتين ليقوّي .
والمراد من جمع ذلك أن ينضج الورم وينفجر فإذا حدست نضجاً وكنت قد استعملت التحميم المذكور والضمادات وأعقبتها بضمّاد التين المذكور فرشت له فرشاً مضاعفة في غاية الوطاء والدفاء وأمرته أن ينام عليها منبطحاً حتى ينفجر تحت هذا الانضغاط ورمه وأنت تعرف أنه قد انفجر بالضمور والتطامن وبما يقذف ويختلف به من القيح والدم ويجب أن يسقى حينئذ الصبر بماء الهندبا فإذا انفجر سقي الملحمات .


على أن من قاء القيح من معدته كان إلى اليأس أقرب منه إلى الرجاء فإذا حدست أن في المعدة قيحاً فأخرجه بالإسهال ولا تحرّكه إلى القيء وإذا لم ينجع مثل هذه الأشياء استعملت الأدوية المذكورة في باب الأورام الصلبة .
وأما الأغذية الموافقة لهم في أوائل الأمر فالاحساء المتخذة بالنشاء والشعير المقشّر وصفرة البيض وفي آخره ما يقع فيه شبث وحلبة بمقدار حسب ما تعلم قانون ذلك .
فصل في القروح في المعدة
إن القروح والبثور قد تعرض للمعدة لحدّة ما يتشرب جرمها من الأخلاط وما يلاقيه منها وكثيراً ما يكون بسبب ما يأتيها من غيرها فإنه كثيراً ما تتقرح المعدة من نوازل تنزل إليها من الرأس حادة لذّاعة قابلة للعفونة تتعفن فتتأكّل إذا طال النزول .
العلامات : كثيراً ما تؤدي قروح المعدة خصوصاً في أسفلها إلى صغر النفس ودرور العرق والغشي وبرد الأطراف .
وقد يدل على القروح في المعدة نتن الجشاء وارتفاع بخار يورث يبس اللسان وجفافه ويكون القيء كثيراً وإذا كان في المعدة بثور كثر الجشاء جداً .
وقد يفرق بين القرحة الكائنة في المريء وبين الكائنة في فم المعدة أن الكائنة في المريء يحس الوجع فيها إلى خلف بين الكتفين وفي العنق إلى أوائل الصدر ويحقق حالها نفوذ المزدرد فإنه يدل على الموضع الألم باجتيازه فإذا جاوز هذا الوجع يسيراً .
وأما الكائنة في فمّ المعدة فيدل عليها أن الوجع يكون في أسافل الصدر أو أعالي البطن ويكون أشد والمزدرد يدل عليها عند مجاوزة الصدر وأكثره يميل إلى جهة المراق ويصغر معه النفس ويبرد الجسد ويؤدي إلى الغشي أكثر .
وأما الكائنة في قعر المعدة فستدلّ عليها بخروج قشر قرحة في البراز من غير سحج في الأمعاء ووجود وجع بعد استقرار المتناول في أسفل المعدة ويكون الوجع يسيراً .


ويفرق بين القرحة في المعدة والقرحة في الأمعاء موضع الوجع عند دخول الطعام على البدن ويكون خروج القشرة التي تخرج في البراز نادراً وتكون قشرة رقيقة من جنس ما تخرج من الأمعاء العليا .
ويستدل على أنها من المعدة بأن الوجع ليس في نواحي الأمعاء بل فوق إلا أنه كثيراً ما يلتبس فتشبه الدوسنطاريا العالي وهو الكائن في الأمعاء العليا فيجب أن تتفرّس فيه جيداً .
وأما في القيء فإن القشرة إذا خرجت لم يكن إلا لقرحة في المريء أو المعدة ويجب إذا أردت أن تمتحن ذلك أن تطعم العليل شيئاً فيه خل وخردل .
المعالجات : الجراحة الطرية التي تقع فيها يجب أن تعالج بالأدوية القابضة وتجعل الأغذية سريعة الهضم أيضاً وتبعد الأدوية القرحية التي يقع فيها زنجار وأسفيداج ومرتك وتوتيا وأمثال ذلك بل يجب أن تعالج قروح المعدة والأكلة فيها أولاً بالتنقية بمثل ماء العسل والجلاب ولا يجب أن يكون في المنقّي قوة من التنقية فيؤذي ويقرح أكثر مما ينقّي وينفع بما يزعزع بل يجب أن يكون جلاؤها وغسلها إلى أسفل .
فإن كان هناك تأكل ولحم ميت فيجب أن يداوى بدواء ينقّي اللحم الميت ويلحم وينبت .
وما أوفق أيارج فيقرا لذلك فإذا نقى وجب أن يسقى مخيض البقر المنزوع الزبد وشراب السفرجل والرمان ونحوه ويسقى أيضاً ماء الشعير بماء الرمان وجلاب الفواكه القابضة وربما احتاجوا إلى التغذية ببطون العجاجيل والجداء المحللة .
واعلم أنك ما لم تنق الوضر أجمع فلا منفعة في علاج آخر ولا استعمال مدملات .


وإذا استعملت الملحمات وكانت العلة في ناحيتي المريء وفم المعدة فاجعل فيها من المغريات شيئاً صالحاً مثل الصمغ والكثيراء وقد ينفع من قروح المعدة الفلونيا وينفع أيضاً أقراص الكهرباء لا سيما إذا كان هناك قيء دم وينفع منه جميع ربوب الفواكه القابضة وقد ينقع رب الغافت وربّ الأفسنتين وإذا كان في المعدة قروح ولم يكن بد من الإسهال لداعٍ من الدواعي فيجب أن يسهل بمثل الخيارشنبر وإن عرض من القروح إسهال فيجب أن يعالج بأقراص الطباشير والربوب القابضة بماء السويق المطبوخ .
وإذا كان هناك أكلة فيعالج بما ذكرناه في علاج نفث الدم وأنت تعلم ذلك .
فصل في علاج البثور في المعدة
ينفع منها التنقية بمداراة ما يرخص في الاستسهال به في قروح المعدة حب الرمان بالزبيب واللبن المنضج بالحديد المحمى .
وأما من عرض له انخراق معدته فلا يتخلص إلا قليلاً من خرق قليل ومع ذلك فينبغي أن لا يهمل حاله وتشتغل بعلاجه فعسى أن يتخلص منه .
المقالة الخامسة أحوال المعدة
من جهة ما تشتمل عليه ويخرج عنها وشيء في أحوال المراق وما يليها
فصل في النفخة
النفخة قد تكون بسبب الطعام إذا كان فيه رطوبة غريبة تستحيل ريحاً ولا يمكن الحرارة وإن كانت معتدلة أن تحللها من غير إحالة الريح وقد تكون بسبب الحرارة الهاضمة إذا كانت ضعيفة فإن الغذاء وإن كان غير نافخ في طباعه فإذا ضعفت عنه الحرارة بخرت وأحدثت ريحاً فإن المادة التي ليس في جوهوها نفخ كثير فإنها لا تحدث في الجوف نفخاً إلا أن تكون الحرارة مقصرة فتحرك ولا تهضم .
كما أن عدم الحرارة أصلاً لا يصحبها نفخ ولو من نافخ .
وكل ما لا يحدث عنه نفخ فإنما لا يحدث عنه النفخ إما لبراءته عن ذلك في جوهره وإما لسببين من غيره أحدهما استيلاء الحرارة عليه والآخر البرد الذي لا يحرك شيئاً .
وربما كانت الحرارة مستعدة للهضم والمادة مجيبة إليه فعورضت بما يقصر بها عنه من شرب ماء كثير عليه أو حركة مخضخضة له .


وربما كان مزاج الغذاء نفاخاً كاللوبيا والعدس ونحوه فلم تنفع قوة القوة واجتناب مواقع الهضم إلا أن تكون الحرارة شديدة القوة والمادة شديدة القلة ومن الأشربة النفاخة الشراب الغليظ والحلو اللهم إلا أن يكون حلواً رقيقاً فيتولّد عنه ريح لطيفة ليست بغليظة .
وربما كان سبب النفخة كون الطعام حاراً بطباعه فإنه إذا صادف حال ما يسخن عند الهضم ويخرج من كونه حاراً بالقوة إلى كونه حاراً بالفعل مادة باردة رطبهّ حللها وبخّرها .
وربما كان سبب النفخ والقراقر خواء البطن مع رطوبة فجّة زجاجية في المعدة والأمعاء فإنها إذا اشتغلت الحرارة الطبيعية عنها بالأغذية كانت هادئة وإذا تفرّغت لها الحرارة تحلّلت رياحاً .
وربما كان السبب في ذلك أن الطبيعة إذا وجدت خلاء وتحركت القوة أدنى حركة حرّكت الهواء المصبوب في الأفضية وتحركت معها البقايا من أبخرة الرطوبات فكانت كالرياح .
وقد يكون السبب فيه كثرة السوداء وأمراض الطحال وكثيراً ما يصير البرد الوارد على البدن من خارج سبباً لنفخة ورياح يمتلئ منها البدن لما ضعف من الحرارة الفاعلة في المادة فتجعل عملها نصف عمل وعملها الإنضاج للرطوبات ونصف العمل التبخير .
وإذا كثرت النفخة في أجواف الناقهين أنذرت بالنكس والعلة المراقبة أكثرها يكون لشدة حرارة المعدة وانسداد طرق الغذاء إلى البدن فيرجع ويحتبس في نواحي المعدة يحمّض الجشاء ويحدث قيء مضرس لا سيما إن شارك الطحال ويكون البراز غليظاً رطباً ويغلظ الدم وربما يكون هناك ورم يبخر بخاراً سوادياً يحدث المالنخوليا .
العلامات : ما كان سببه تولّد الريح والنفخة فيه جوهر الطعام فقد يدلّ عليه الرجوع إلى تعرّف جوهر ما يتناول وأن النفخة لا تكون كبيرة جداً وفي أوقات كثيرة ولا في أوقات جودة الغذاء وأن الجشاء إذا تكرر مرتين أو ثلاثة سكّن من غائلته .
وكذلك إذا كان السبب فيه خلطاً تدبّر عليه بتناول الماء الحار أو الحركة المخضخضة .


وبالجملة ما يعارض القوة الهاضمة فإن جميع ذلك يعرف بوجود السبب وزوال النفخة مع تغير التدِبير والفرق بين النفخة السوداوية والتي من أخلاط رطبة فجة أن النفخة السوداوية تكون المعالجات : إن كان سبب النفخة طعاماً نفّاخاً هجر إلى غيره وأحسن التدبير في المستأنف ولم يعارض الهضم وإلى أن يفعل ذلك فيجب أن ينام صاحبه على بطنه فوق مخدة محشوة بما يدفئ كالقطن .
وإن كان سببه برودة المعدة وضعفها عولج بما يجب مما ذكرناه في بابه ومرّخت بدهن طبخ فيه المطفات الكاسرة للرياح كالنانخواة والكاشم والكمون .
وإن احتاج إلى أقوى من ذلك فالسذاب وبزره وحب الغار والأنجدان وسيساليوس ويكون دهنه دهن الغار ودهن الخروع وما أشبه ذلك .
وربما كفى تمريخ العنق بدهن مزج به الشبث وما يجري مجراه ثم بمرهم قوي التحليل مثل مرهم يتخذ بالزوفا والشبث وماء الرماد ونحوها .
وربما احتيج إلى الحقن بمثل هذه الأدهان وربما يجعل فيه الزفت .
وإذا كان البرد من مادة غليظة لم نسق هذه الأدوية فإنها ربما زادت في تهييج الرياح بل يجب أن تنقى المادة أولاً ثم نسقيها .
وإن كان البرد ساذجاً أو كانت المادة قليلة لم نبال بذلك بل سقيناها .
ومما نسمّيه ويعظم نفعه حزمة من الجعدة تطبخ في الماء طبخاً شديداً ثم يسقى منه أو يخلط طبيخ الفودنج النهري بعسل ويسقى منه .
وطبيخ الخولنجان نافع منه جداً .
والخولنجان المعجون بالسكبينج ومما هو عظيم النفع في النفخ خاصة الجندبيدستر إذا سقي بخل ممزوج بماء ورد مع زيت عتيق وخصوصاً خل الانجدان أو العنصل .
وقيل إن كعب الخنزير المحرق جيد في ذلك وربما كفاك فيما خفّ من ذلك أن تسقيه الشراب الصرف على طعام يسير ويشربه وينام عليه فيقوم بريئاً من أذاه .
ومما ينفع هذا المروخ الذي نحن واصفوه .


ونسخته : يطبخ شونيز وحب الغار وسذاب في الشراب طبخاً شديداً ويصفّى ثم يطبخ من الدهن نصف ذلك الشراب في ذلك الشراب ويطبخ حتى يبقى الدهن ثم يمرخ به .
وكذلك دهن الشونيز .
قال بعضهم الجمسفرم نافع جداً للصبيان الذين تنتفخ بطونهم .
والنفخة اللازمة السوداوية تعالج بمثل الشجرينا والقنداذيقون والنانخواه وإن احتيج إلى استفراغ قوي استعملت حب المنتن فيوضع عليها إسفنجة مبلولة بخل ثقيف جداً وأجوده خل الأنجدان فإنه ينفع منفعة بيِّنة .
فصل في القراقر
جميع أسباب النفخة هي أسباب القراقر بأعيانها إذا أحدثت تلك الأسباب نفخة وحاولت الطبيعة دفعها فلم تطع ولم تندفع إلى فوق ولا إلى أسفل بل تحركت في أوعية الأمعاء كانت قراقر وخصوصاً إذا كانت في الأمعاء الدقاق الضيقة المنافذ فإذا انفصلت عنها إلى سعة وأما في الدقاق فيكون أحدّ منه مع أنه أكثر وإذا اختلطت تلك الرياح بالرطوبات لم تكن صافية وإذا وجدت فضاء وكانت منضخة مخضخضة أحدثت بقبقة .
وصفاء الصوت يدلّ على نقاء الأمعاء أو جفاف الثقل وعلاج القراقر أقوى من علاج النفخ .
ومن وجد رياحاً في البطن مع حمّى يسيرة شرب ماء الكمون مع الترنجبين بدل الفانيد فإنه نافع .
فصل في زلق المعدة وملاستها
قد يكون بسبب مزاج حار مع مادة لذّاعة مزلقة للطعام بأحداث لذع للمعدة وفي النادر يكون من سوء مزاج حار بسيط إذا بلغ أن أنهك الماسكة .
وقد يكون بسبب سوء مزاج بارد مع مزلقة أو من غير مادة .
وقد يكون بسبب قروح في المعدة تتأذى بما يصل إليها فتحرّك إلى دفعه .
وقد يكون من ضعف يصيب الماسكة وإذا حدث بعد زلق المعدة والأمعاء وملاستها جشاء حامض كان على ما يقول أبقراط علامة جيدة فإنه يدلّ على نهوض الحرارة الجامدة فإنه لولا حرارة ما لم يكن ريح فلم يكن جشاء .
العلامات : مشهورة لا يحتاج إلى تكريرها .


المعالجات : أما إن كان سببه سوء مزاج حار مع مادة فيجب أن يخرج الخلط بالرفق ويستعمل بعد ذلك ربوب الفواكه القابضة وماء سويق الشعير مطبوخاً مع الجاورس .
فإن طال ذلك احتيج إلى شرب مثل مخيض البقر المطبوخ أو المطفأ فيه الحديد والحجارة مخلوطاً به الأدوية القابضة مثل الطباشير والورد والكهرباء والجلّنار والقرط والطراثيث يطرح على نصف رطل من المخيض خمسة دراهم من الأدوية ويستعمل على المعدة الأضمدة المذكورة في القانون ويجعل الغذاء من العدس المقشر والأرز والجاورس بعصارة الفواكه القابضة مثل ماء الحصرم وماء الرمان الحامض وماء السفرجل الحامض وإن لم نجد بداً من أطعامهم اللحم أطعمناهم ما كان مثل لحم الفراريج والقباج والطياهيج مشوية جداً مرشوشة بالحوامض المذكورة .
وبقريب من هذا يعالج ما كان في النادر الأول من وقوع هذه العلة بسبب سوء مزاج حار ساذج بلا مادة بما عرفته في الباب الجامع .
وإن كان من برد عولج بالمسخّنات المشروبة والمضمود بها مما قد شرح في موضعه وجعل غذاؤه من القنابر والعصافير المشوية والفراخ أيضاً فإنها بطيئة البقاء في المعدة ويبزر بالأفاويه العطرة الحارة القابضة أو الحارة مخلوطة بالقابضة وإن كان هناك مادة استفرغت بما سلف بيانه واستعمل القيء في كل أسبوع واستعمل الجوارشن الجوزي وجوارشن حب الآس وجوارشن خبث الحديد ويسقى النبيذ الصلب العتيق .
وإن كان من قروح عالجت القروح بعلاجها ثم دبّرت بتشديد المعدة .
وأما إن كان من ضعف القوة الماسكة فالعلاج أن يستعمل فيه المشروبات القابضة مع المسخّنات العطرة سقياً وضمّاداً .
ومما ينفع من ذلك أيضاً جوارشن الخرنوب بماء الفودنج الرطب أو دواء السماق بماء الخرنوب الرطب أو سفوف حبّ الرمان برب السفرجل الحامض الساذج أو الجوزي بربّ الآس .
ومما ينفع منه منفعة عظيمة أقراص هيوفاقسطيداس وأقراص الجلّنار وضمّاد الأفسنتين مع القوابض .


وأما الأغذية فقد ذكرناها في باب المزاج الحار الرطب والمشويات والمقليات والمطجّنات والربوب .
واعلم أن ماء الشعير بالتمر الهندي نافع من غثيانات الأمراض .
فصل في القيء والتهوّع والغثيان والقلق المعدي
القيء والتهوع حركة من المعدة على دفع منها لشيء فيها من طريق الفم والتهوّع منهما هو ما كان حركة من الدافع لا تصحبها حركة المندفع والقيء منهما أن يقترن بالحركة الكائنة من اندفاع حركة المندفع إلى خارج والغثيان هو حالة للمعدة كأنها تتقاضى بها هذا التحريك وكأنه ميل منها إلى هذا التحريك إما راهناً أو قليل المدة بحسب التقاضي من المادة .
وهذه أحوال مخالفة للشهوة من كل الجهات .
وتقلّب النفس يقال للغثيان اللازم وقد يقال لذهاب الشهوة .
والقيء منه حاد مقلق كما في الهيضة وكما يعرض لمن يشرب دواء مقيئاً ومنه ساكن كما يكون للممعودين وإذا حدث تهوعّ فقد حدث شيء يحوّج فم المعدة إلى قذف شيء إلى أقرب الطرق .
وذلك إما كيفية تعمل بها مادة من أذى بها أو بعضو يشاركها كالدماغ إذا أصابه ضربة أو مادة خلطية متشربة أو مصبوبة فيها يفسد الطعام إما صفراوية أو رطوبة رديئة معفنة كما يعرض للحوامل أو رطوبة غير رديئة لكنها مرهلة مبلة لفم المعدة من غير رداءة سبب أو رطوبة غليظة متلحجة أو كثير مثفلة وإن لم يكن سبب آخر فإنه يتأذى به .


وإن كان مثلاً دماً أو بلغماً حلواً يرجى من مثله أن يغفو البدن ويغفو أيضاً المعدة فإن الدم يغذو المعدة والبلغم الحلو الطبيعي ينقلب أيضاً دماً ويغذو المعدة لكنه ليس يغذوها كيف اتفق وكيف وصل إليها ولكنه إما يغذوها إذا تحرج وصوله إليها من العروق المغيرة للدم إلى مزاج المعدة المشبهة إياها بها وهي العروق المذكورة في التشريح اللهم إلا أن يعرض سبب لا تجد المعدة معه غذاء البتة ولا تؤدي إليها العروق ما يكفيها فتقبل عليه فتهضمه دماً كما أنه كثيراً ما ينصب إليها الكبد لا من طريق العروق الزارقة للدم بل من طريق العروق التي ينفذ فيها الكيلوس دماً جيداً صالحاً غير كثير مثقل ليغدوها على سبيل انتشافها منه وإحالتها إياه بجوهرها إلى مشابهتها .
وقد غلط من ظن أن الدم لا يغذو المعدة وحكم به حكماً جزماً مطلقاً .
ومن الناس من يكون له نوائب في السوداء بعادة وفيه صلاحه وربما أدى إلى حرقة في المريء والحلق بل قرحة .
ومن الغثيان ما هو علامة بحران وربما كان علامة رديئة في مثل الحمّيات الوبائية .
وإذا كثر بالناقهين أنذر بنكس .
ومن القيء بَحْرَانيٌّ نافع للحمّيات الحادة ولأورام الكبد التي في الجانب المقعر .
ومن القيء ما يعرض من تصعد البخارات وإذا كان بالمعدة أو الأحشاء الباطنة أورام حارة كانت محدثة للقيء لما يميل إلى الدفع ولما يتأذى من أدنى مس يعرض لها من أدنى غذاء أو دواء أو خلط أو عضو ملآن .
والغثيان ربما يبقى ولم ينتقل إلى القيء والسبب فيه شدة القوة الماسكة أو ضعف كيفية ما يغثي أو قلّته حتى أنه إذا أكل عليها سهل القيء بل حرّك للقيء .
ومن كانت معدته ضعيفة يعرض له أن يغثّي نفسه ولا يمكنه أن يتقيأ لخلاء معدته وقلة الخلط المؤذي له متشرّباً كان أو غير متشرّب الذي لو كان بدل هذه المعدة وفمها معدة أقوى وفم معدة أقوى لم يغث نفسه به بل ولا انفعل عنه لكنه لضعفه ينفعل عنه ويضعفه ولقلة المادة لا يمكنه أن يدفعها .


فإذا أكل يمكن من قذفه لسببين : أحدهما لأن الخلط ربما كان أذاه قليلاً غير متحرّك ولا معنف لأنه في قعر المعدة وإذا طعم أصعده الطعام إليه وكثّره والثاني أنه يستعين بحجم الطعام على قذفه وقلعه وقد يقلب النفس ويحرّك الغثيان حرّ وتنشيف يعرض لفم المعدة فتفعل بكيفيته الحارة ما يفعله خلط مجاور بكيفيته الحارة أيضاً .
وفي استعمال القيء باعتدال منفعة عظيمة لكن إدمانه مما يوهن قوة المعدة أو يحملها مفيضاً للفضول .
والقيء البحراني مخلص وكثيراً ما يكون المحموم قد يعرض له تشنج أو صرع أو شبيه بالصرع دفعة فيقذف شيئاً زنجارياً أو نيلنجيا فيخلص وقد يخلص أيضاً من السبات وبعظيم الامتلاء في الحميات وغيرها .
وكثيراً ما يخلص القيء من الفواق المبرح .
ومن استعمل القيء باعتدال صان به كِلاه وعالج به آفاتها وآفات الرجل وشفي انفجار العروق من الأوردة والشرايين .
ويستحبّ أن يستعمل في الشهر مرتين .
وأفضل أوقات القيء ما يكون بعد الحمام وبعد أن يؤكل بعده ويتملأ .
وقد استقصينا القول في هذا في الكتاب الأول .
والمعدة الضعيفة كلما اغتذت عرض لها غثيان وتقلّب نفس وإن كانت أضعف يسيراً لم تقدر على إمساك ما نالته بل دفعته إلى فوق أو إلى تحت .
وضعف المعدة قد يكون من أصناف سوء المزاج .
وأنت تعلم أن من أسباب بعض أصناف سوء المزاج ما يجمع إليه تحليل الروح مثل الإسهال الكثير وخصوصاً من الدم .
وأنت تعلم أن من المضعّفات الأوجاع الشديدة والغموم والصوم والجوع الشديد فهي أيضاً من أسباب القيء على سبيل إدخال ضعف على المعدة .
والمعدة الوجعة أيضاً فإنها سريعاً ما تتقيأ الطعام وتدفعه .
ومن يتواتر عليه التخم والأكل على غير حقيقة الجوع الصادق فإنه يعرض له أولاً إذا أكل حرقة شديدة جداً لا تطاق ثم يؤل أمره إلى أن يقذف كلما أكله .
وأردأ القيء ما يكون قيأ للدم الأعلى الوجه الذي سنذكره حين يكون دليلاً على قوة الطبيعة ويليه قيء السوداء .


والسبب في هذه الرداءة أن هذين لا يتولّدان في المعدة بل إنما يندفعان إليها من مكان بعيد ومن أعضاء أخرى ويدلّ على آفة في تلك الأعضاء وعلى مشاركة من المعدة وإذعان لها إلى أن يضعفها أو يدلّ قيء الدم خاصة على حركة منه خارجة عن الواجب .
وحركة الدم إذا خرجت عن الواجب أنذرت بهلاك .
والقيء الصرف الرديء .
أما الصفراوي فيدل على إفراط حرارة وأما البلغمي فيدل على إفراط برد ساذج صرف .
والقيء المختلف الألوان أردؤها الأسود والزنجاري .
والكراثي رديء لما يدلّ على اجتماع أخلاط رديئة ومن التركيب الرديء أن يكون فم المعدة منقلباً متغيباً وتكون الطبيعة ممسكة فما يسكن القيء يزيد في إمساك الطبيعة وما يحل الطبيعة يزيد في القيء إلا أن يكون المغثي خلطاً رقيقاً أو مرارياً فيعالج في الحال بماء الإجاص والتمر هندي ونحوهما فينفع من الأمرين جميعاً .
ومن الناس من لا يزال يشتهي الطعام وما يمتلئ منه يقذفه أو يزلقه إلى أسفل ثم يعاود ولا يزال ذلك ديدنه وهو يعيش عيش الأصحاء كأن ذلك له أمر طبيعي وههنا طائر يصيد الجراد .
ولا يزال يأكل الجراد ويذرقه ولا يشبع دهره ما وجده وحيوانات أخرى بهذه الصفة ومن الناس من إذا تناول ظن أنه إن تحرك قذف أو إن غضب أو كلّم أو حرّك حركة نفسانية قذف .
والسبب في ذلك مما علمت وأسلم القيء هو المخلوط المتوسط في الغلظ والرقة من أخلاط ما هو لها المعتاد كالبلغم والصفراء .
فأما الكرّاثي من الأمراض فدليل شرّ .
والأخضر إلى السواد كاللازوردي والنيلنجي في أكثر الأمر يدل على جمود الحرارة وهما غير الكرّاثي والزنجاري على أنه قد يتفق أن يكون السبب الاحتراق أيضاً إلا أن الاحتراقي الذي ليس له عن تسويد البرد وتكدير وموت القوة هو إلى إشراق وصفاء وكراثية وموت القوة .
على أن القيء الأصفر والكراثي والزنجاري .
يكثر لمن بكبده مزاج حار جداً .


ويعرض لصاحب الورم الحار في الكبد في الصفراء ثم قيء كرّاثي ثم زنجاري ويكون معه فواق وغثيان .
وأما الأسود إلا في أورام الطحال وفي آخر الربع فرديء .
والمنتن فرديء وخصوصاً أيهما كان في الحمّيات الوبائية وإذا وجد تهوع في اليوم الرابع من الأمراض فليقذف فإنه نافع .
فصل في العلامات المنذرة بالقيء
الغثيان والتهوّع مقدمتان للقيء وإذا اختلجت الشفّة ووجدت امتداداً من الشراسيف إلى فوق فاحكم به . وأما علامات الخلط الرديء العفن الفاعل للغثيان والقيء إن كان حاراً فالعطش والطعم الرديء في الفم والعفونة الظاهرة .
وعلامة ما كان من ذلك الخلط صديدياً الوقوف عليه من أمر القيء وشدة تأذي المعدة به مع خفتها لأنه إنما يؤذي بكيفيته لا بكمّيته .
وعلامة الخلط الجيد الغير الرديء الذي يفعل ذلك بكميته أن لا يكون هناك بخر وعفونة وطعم رديء وقيء رديء ويسكنه إن كان رقيقاً الأدوية العفصة وإن كان غليظاً الأدوية الملطّفة ويدل عليه كثرة الرطوبة وكثرة القيء الغير الرديء وكثرة البراز وكثرة اللعاب لا سيما إن كان تخمة قد تقدمت .
وعلامة ما كان سببه سوء مزاج فم المعدة فهو لا يحتمل ما يرد عليه بل يتحرك إلى دفعه .
وعلامة أحد سوء المزاجات المذكورة والذي يكون بسبب مشاركة الدماغ أو الكبد أو الرحم فعلامته علامات أمراض الدماغ والكبد وغير ذلك .
فنقول : الدم إذا خرج بالقيء فهو من المعدة أو المريء .


والسبب فيه إما انفجار عرق وانصداعه وانقطاعه وكثيراً ما يكون ذلك عقيب القيء الكثير أو الإسهال بمسهل حار المزاج وانفجار ورم غير نضيج أو رعاف سال إلى المعدة من حيث لم يشعر به أو لانصباب الدم إليه من الكبد وغيرها من الأعضاء وخصوصاً إذا احتبس ما كان يجب أن يستفرغ من الدم أو عرض قطع عضو يفضل غذاؤه على النحو الذي سلف منا بيانه في أصول أو عرض ترك رياضة معتادة أو شرب علقة فتعلقت بالمعدة أو المريء أو عرضت بواسير في المعدة والسبب في انفجار العروق وانصداعها ما علمت في الكتب الكلية وما ذكرناه في أول هذه المقالة .
ويجب أن تعرف منها ما يكون لرخاوة العروق برقته وترهّله وما يكون من شدة جفوفها أو غير ذلك بغلظه وكثيراً ما يكون قيء الدم من صحة القوة فيدفع الدم إلى جهة يجد في الحال دفعه إليها أوفق ولذلك كثيراً ما يكون في رطلين من الدم مثلاً راحة ومنفعة وذلك إذا انصب فضل الطحال أو الكبد إلى المعدة فقتأ وقذف .
والذي عن الطحال فيكون أسود عكراً وربما كان حامضاً ولا يكون مع هذين وجع وكثيراً ما يقذف الإنسان قطعة لحم .
والسبب فيه لحم زائد ثؤلولي أو باسوري ينبت في المعدة فانقطع بسببه ودفعته الطبيعة إلى فوق وكل قيء دم مع حمّى فهو رديء وأما إذا لم يكن هناك حمّى فربما لم يكن رديئاً .
العلامات : أما الذي من المعدة فيفضل عن الذي في المريء لموضع الوجع اللهم إلا أن يكون انفتاح العروق لا من التأكل والقروح فلا يكون هناك وجع الذي عن تأكّل فيدل عليه علامة قرحة سبقت ويكون الدم يخرج عنه في الأول قليلاً قليلاً ثم ربما انبعث شيء كثير والذي عن صحة القوة أن لا ينكر صاحبه من أمره شيئاً ويجد خفة عقيب ثقل ويكون الدم صحيحاً ليس حاداً أكّالاً أو عفناً قروحياً .
والذي عن العلقة فيكون الدم فيه رقيقاً صديدياً ويكون قد شرب من ماء عالق والذي عن البواسير فأن يكون ذلك حيناً بعد حين وينتفعون به ويكون لون صاحبه أصفر .


والفرق بين الكائن بسبب الكبد وانصبابه منها إلى المعدة والكائن بسبب الطحال والكائن بسبب المعدة نفسها أن ذينك لا وجع معهما .
والذي عن المعدة فلا يخلو من وجع .
والذي عن الطحال فيكون أسود عكراً وربما كان حامضاً .
وكثيراً ما يقذف الإنسان قطعة لحم .
بسبب قد ذكرت متقدماً كما علمت .
فصل في معالجات القيء مطلقاً
أما الكلام الكلي في علاج القيء فما كان من القيء متولداً عن فساد استعمال الغذاء أصلح الغذاء وجوده واستعين ببعض ما نذكره من مقويات المعدة العطرة الحارة أو الباردة بسبب الملاءمة .
وما كان سببه مادة رديئة أو كثيرة استفرغت تلك المادة على القوانين المذكورة بالمشروبات والحقن وقتل الغذاء ولطف واستعمل الصوم والرياضة اللطيفة والحقن المناسبة بحسب العلة نافعة بما يميل عن جذب المادة إلى أسفل وكثيراً ما يقطع القيء حقن حادة .
والقيء أيضاً يقطع القيء إذا كان عن مادة فإنك تشفى من القيء إذا قيأت تلك المادة لتخرجها بالقيء إما بمثل الماء الحار وحده أو مع السكنجبين أو مع شبث أو بماء الفجل والعسل وما أشبه ذلك مما عرفت في موضعه وإذا كان ما يريد أن يستفرغه بقيء أو غير قيء بل غليظاً بدأنا فلطفناه وقطعناه ثم استفرغناه وإن كان الغثيان بل القيء أيضاً من سوء المزاج عولج بما يبدو له وإن احتيج إلى تخدير فعل على ما نصفه عن قريب .
وغاية ما يقصد في تدبير الغثيان دفع خلط الغثي أو تقليله أو تقطيعه إن كان غليظاً لزجاً أو صلباً أو إصلاحه إن كان عفناً صديدياً لعطرية ما يسقى فإن العطرية شديدة الملاءمة للمعدة وخصوصاً إذا كان غذائياً أو الأدهان عنه إن كان الحس به مولعاً .
وجذب المادة الهائجة إلى الأطراف نافع جداً في حبس القيء خصوصاً إذا كان من اندفاع أخلاط من الأعضاء المحيطة بالمعدة والمجاورة إلى المعدة وذلك بأن يشد الأطراف وخصوصاً السفلى مثل الساقين والقدمين شداً نازلاً من فوق .


وقد يعين على ذلك تسخينها ووضعها في الماء الحار وربما احتيج إلى أن يوضع على العضد والساق دواء محمر مقرح .
والعجب أن تسخين الأطراف نافع في تسكين القيء بما يجذب وتبريدها نافع في تسكين القيء الحار السريع بما يبرد وكذلك تبريد المعدة .
وقد زعم بعضهم أن اللوز المر إذا دقً ومرس بالماء وصفي وسقي منه كان أعظم علاجاً للقيء الغالب الهائج والباقلا المطبوخ بقشره في الخل الممزوج ينفع كثيراً منهم والعدس المصبوب عنه ما سلق فيه إذا طبخ في الخل فإنه ينفع في ذلك المعنى .
وقد جرّب له دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ السك والعود الخام والقرنفل أجزاء سواء ويسقى في ماء التفاح .
وعلك القرنفل خير من القرنفل ووزنه وزنه وإذا جعل فيه عندما يوجد علك القرنفل وجعل مع القرنفل مشكطرامشيع .
مثل القرنفل كان غاية وقائماً مقامه .
واجتهد ما أمكنك في تنويمهم فإنه الأصل .
ومما ينفع ذلك تجريعهم أحبوا أو كرهوا ماء اللحم الكثير الأبازير وفيه الكزبرة اليابسة وقد صب فيه شراب ريحاني وإن كان مع ذلك عفصاً فهو أجود .
وقد يفتّ فيه كعك أو خبز سميذ فإن هذا قد ينيمهم وإذا ناموا عرقوا وإذا كانت الطبيعة يابسة فلا تحبس القيء بما يجفف من القوابض إلا بقدر من غير إجحاف واستعمل الحقنة وأطلق الطبيعة ثم أقدم على الربوب وكثيراً ما يجفف الغثيان والقيء الفصد وإذا قذف دواء مقوياً حابساً للقيء فأعده وإن اشتدت كراهيته له شيئاً من لونه أو رائحته .
واعلم أن الغثيان إذا آذى ولم يصحبه قيء فأعنه بالمقيّئات اللطيفة حتى يقيء طعامه أو خلطه .
وإن احتجت إلى أن يسهل برفق فعلت ثم قويت المعدة بالأدهان المذكورة وخصوصاً دهن الناردين صرفاً أو مخلوطاً بدهن الورد وكما ترى ويسخن المعدة وربما كان الغثيان لا عقيب طعام بل على الخلاء أيضاً ولم يمكن أن يصير قيئاً لقلة المادة فيجب أن يأكل صاحبه الطعام فإنه إذا امتلأ سهل عليه القيء وانقذف معه الخلط .


وأكثر الغثيان العارض عن حرارة ويبوسة فيزول بالتضميد بالمبردات المرطبة مبردة بالثلج ويسقى الماء البارد المثلوج وقد جعل فيه مثل ربّ الحصرم ورب الريباس .
وأما الغثيان المادي فلا بد فيه من تنقية بما يليق ثم يعالج الكيفية الباقية بما يضادها من الأدوية العطرة مع الربوب حارة أو باردة لكل بحسبه .
وجميع من عالجت فيه وَرِمْتَ إطعامه فأطعمه القليل فالقليل حتى لا يتحرك فيه مرة أخركما .
والمستعد للقيء بعد الطعام ولا يستقر الطعام في معدته يجب أن يضمد معدته بالأضمدة القابضة المذكورة جداً بأقراص إيثاروس الذي مدحه جالينوس يسقى إن كان هناك حرارة وعطش بماء الربوب كرب الرمان وخصوصاً الذي يقع فيه نعناع ويتبع ذلك شراباً ممزوجاً أن رخص المزاج .
وإن لم تكن حرارة فيسقى بماء .
وينفعهم أقراص انقلاوس جداً وينفعهم إذا كان بهم برودة قرص على هذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ زرنباد وقرنفل وأشنة ودارصيني ومصطكي وكندر من كل واحد وزن دانق أفيون وزن قيراط جندبيدستر قيراط صبر ربع درهم .
ومما يصلح لمن يتقيأ طعامه أن يكثر في طعامه الكزبرة ويلعق عسل الأملج وأيضاً يأكل قشور الفستق الرطب أو اليابس ويمضغ الكندر والمصطكي والعود وقشور الأترج والنعناع .


ويصلح له أن يتقيأ ثم يأكل وكان القدماء المتشوّشون في الطب يعالجون المبتلي بالقيء إذا كان شاباً قوياً ممتلئ المعدة والعروق ورطوبات محتبسة رقيقة وهو كثير اللعاب بأن يفصدوا له العرق باعتدال لا يبلغ له حدود الغشي إن احتملت طبيعته ثم يروح أياماً ثم يفصد العرق الذي تحت اللسان ثم يسقى المدرات ثم يغرغر بالمقطّعات ثم يراح ثم يسقى الأيارج المتخذ بالحنظل ويحتال لتبقى الأيارج في معدته مدة قليلة ثم بعد سبعة أيام يقيأ ثم يلزم بطنه المحاجم بلا شرط ثم يشرط ويكمّد الموضع بزيت مسخن ومن الغد يضمد بحلبة مدقوقة معجونة فإن لم يكف ذلك يسقى أيارج بشحم الحنظل وطليت المعدة بالتافسيا والأدوية المحمرة حتى يرى على الموضع بثوراً وتنفطأ ثم يعيد السقي بأيارج فيقرا ثم طبيخ الافسنتين ثم الدواء المتخذ بالجندبيدستر والماء ويعاود التخمير بما هو أخص ثم يستعمل الغراغر ثم المعطسات .
وهذا طريق قديم في الطب متشوش ليس على المنهاج المحصل قد ذكرنا في علاج القيء وما يجري مجرى القانون ونحن نزيده الآن تفصيلاً فنقول : القيء الكائن عن سبب حار يسكنه تناول القسب خاصة والرمان والسماق والغبيراء والسفرجل وما يتخذ منها من الأشربة ويشرب حب بهذه الصفة .
ونسخته : أن يؤخذ بزر البنج جزء وبزر ورد وسماق وقسب من كل واحد أربعة أجزاء يجمع برب السفرجل مثلجه ويعطى من مجموعه المعجون من نصف مثقال إلى مثقال بحسب القوة فإنه نافع ينوم ويسكن القيء .
وإذا لم يكن هناك إستمساك من الطبيعة فعليك بالربوب الساذجة المتخذة من الحصرم والريباس ومن حماض الأترج خاصةَ وللكافور خاصية في منع القيء والغثيان الحارين سقياً في الرطب وشماً وطلياً على المعدة .
وأما الذي يخيل له أنه إذا تحرّك على طعامه قذف فأفضل علاج له ولمن يتقيأ طعامه لا مع مرة صفراء بل يكون قيئه بسب سوداء وخلط بارد ما نذكره .


فالذي سببه الخلط البارد علاجه بالمسخنات المجففة ومنها بزر الكرفس أنيسون أفسنتين أجزاء سواء يتخذ منه أقراص والشربة منه مثقال بماء بارد .
وأيضاً يتخذ لهم صباغ من كمّون وفلفل وقليل سذاب يخلط ذلك بخل ومري .
والذي يتقيأ طعامه من وجع معدته فإنه يؤخذ له قسب فيسحق ويقطر عليه شيء من شراب حب الآس قدر ما يعجن به ثم يخلط بذلك خل خمر قليل وعسل قليل ويشرب وأيضاً صفرة من صفر البيض تشوى وتخلط بعسل وخمس عشرة حبة من المصطكي مسحوقة ويؤكل يستعمل ذلك أربعة أيام .
وتنفع الأقراص المذكورة في باب وجع المعدة التي يقع فيها أفسنتين ومرّ وورد ويجب أن يعطى هؤلاء ومن يجري مجراهم إما بعد الطعام فالقوابض وإما قبله فالمزلقات مثل اللبلاب .
وينفعهم أن يتناول على الطعام هذا السفوف وهو أن يؤخذ من الكندر والبلوط والسماق أجزاء مدقوقة فإنه نافع جداً .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه جيد للغثيان : ونسخته : يؤخذ كزبرة يابسة وسذاب يابس بالسوية بشراب إما بخمر ممزوج إن أحسّ بحموضة أو بماء بارد ساذج إن أحسّ بلذع أو بسبب الأخلاط الباردة فهذا الدواء نافع جداً .
ونسخته : يؤخذ زرنباد ودورنج وجندبادستر أجزاء سواء سكر مثل الجميع الشربة إلى درهمين يستعمل أياماً فإن لم يغن هذا التدبير والأقراص المذكورة سقوا دهن الخروع بماء البزور .
وأما العارض عقيب التخمة فيعالج بعلاج التخمة سواء بسواء وأما العارض بسبب خلط صديدي فعلاجه استفراغه بالقيء وتنقية المعدة منه وتعديله بالكيفيات الطيبة الرائحة ويقع فيها من البزور مثل الأفنتين وبزر الكرفس والكمّون والسيساليوس والدوقو والكمون ويجب أن يدبر كما بيّنا بأن يتناول قبل الطعام أغذية مزلقة مليّنة وبعده أغذية قابضة عطرة مثل السفرجل ونحوه لينحدر الطعام عن فم المعدة إلى قعرها وتميل المادة إلى أسفل لا إلى فوق .
وربما احتاج في بعضها إلى أن يسقى كمون وسماق وقد يحتاجون إلى مشي خفيف بعد الطعام .


ودواء المسك نافع لهم جداً وأقراص الكوكب غاية لهم بشراب ديف فيه حبة مسك .
وأما القيء الواقع من السوداء فلا يجب أن يحبس ما أمكن .
فإن كان لصاحبه امتلاء من دم فصد من الباسليق وحجم على الأخدعين أيضاً ليجفف امتلاء الأعالي من الدم والسوداء فربما كفى بعض الامتلاء فإن أفرط إفراطاً غير محتمل جذب إلى أسفل يحقن فيها حدّة ما يتخذه من القرطم والبسفايج والحسك والأفتيمون والحاشا والبابونج بدهن السمسم والعسل ويضمّد الطحال بضماد من إكليل الملك والآس واللاذن والأشنة مع شراب عفص ويسقى أيضاً شراب النعناع بماء الرمان بالأفاويه وإن كان هناك بقية امتلاء فصد من عروق الرجل وحجم الساقين فإذا سكن القيء استفرغ السوداء بأدوية من الهليلج الأسود والأفتيمون والغاريقون والملح الهندي وإن اضطر الأمر إلى سقي دهن الخروع مع أيارج فيقرا وأفتيمون فعلت .
ولو كان بالطحال علّة وجع عولج الطحال .
والذي يعرض لانصباب مادة رقيقة لذّاعة تخالط الطعام فيعثي فينفع منه أقراص الكوكب في أوقات النوبة والنفض بالأيارج في غير أوقات النوبة والإسهال بالسكنجبين الممزوج بالصبر والسكنجبين المتخذ بالسقمونيا للإسهال وبماء الإجاص والتمر الهندي فإنهما يميلان المادة إلى أسفل ويسكّنان القيء بحموضتهما .
ويجب في مثله أن تجذب المادة إلى أسفل بحقنة لينة من البنفسج والعناب والشعير المقشر والحسك والبابونج والسبستان والتربد بدهن البنفسج والسكر الأحمر والبورق أن يستعمل شراب الخشخاش بعد النفض .
وينفع شراب اسكندر بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ سفرجل وسمّاق ونبق وحبّ رمان وتمر هندي يطبخ ثم يجعل فيه كندر وقليل عود .
واعلم أنه إذا كانت الطبيعة يابسة مع القيء فعلاجه متعسّر وجميع الذين بهم قيء الرطوبة ينتفعون بالأسوقة والخبز المجفّف في التنّور والطباشير والعصارات .


وكلما يلصق بتلك الرطوبة وينشفها فينتفع به ويحتاج كثيراً إلى أن يوضع على بطنه المحاجم وعلى ظهره بين الكتفين ويحتاج إلى تنويمه أو ترجيحه في أرجوحة .
وإن كانت الرطوبة صديدية فبالمخدرات العطرة المقاومة لفساد الصديدية وبينها القوابض الناشفة خصوصاً إن كانت عطرة بل كانت مثل غذائية فإن كانت هذه المادة غائصة متشربة وجب أن تكون هناك أيضاً ملطفات .
ومقطّعات كالسكنجبين وكالأفاويه المعروفة .
وكذلك إن كانت لزجة غليظة فيما هو أقوى يسيراً والأيارج بالسكنجبين مشترك للأكثر .
وهؤلاء بعد ذلك يسقون الأدوية المسكنة للقيء مع تسخين مثل شراب العنّاب المتخذ بالرمان وقد جعل فيه العود النيء أو شراب الحمّاض وقد جعل فيه الأفاويه الحارة والعود وورق الأترج وأيضاً دواء المسك المرّ والسفرجلي كل ذلك يطبخ بالأفاويه أيضاً دواء المسك بالميبة وشراب الأفسنتين نافع لهم في كل وقت بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من الرمان الحامض والنعناع والنمام من كل واحد باقة يطبخ في رطلين من الماء إلى النصف ويجعل فيه من المسك دانق ومن العود ربع درهم مسحوقاً كل ذلك ويتجرع ساعة بعد ساعة .
ومن الأدوية المسكّنة لهذا النوع من القيء دواء بهذا الصفة .
ونسخته : وهو أن يؤخذ رب الأترج بالعود والقرنفل وشراب النعناع والرماني وخصوصاً إذا وقع فيه كندر وسك وقشور الفستق والمسك والعود والميبة يسكن القيء البلغمي جداً .
وإذا خفت - من تواتر القيء وكَثرته كيف كان في غير الحمّيات الشديدة الحرارة - سقوط القوة جرّعت العليل ماء اللحم المتخذ من الفراريج وأطراف الجداء والحملان مع الكعك المسحوق مثل الكحل وماء التفاح وقليل شراب وشممه من الفراريج المشوية مشقوقة عند وجهه وكذلك أشممه الماء الحار .


ومن ذلك أن يسلق الفروج في ماء ويصبّ عنه ثم يطبخ في ماء ويهرى فيه ثم يدقّ في هاون ويعتصر فيه ماؤه ويبرد ويداف فيه لباب الخبز السميذ ويمزج بقليل شراب ويجعل فيه عصارة الفقّاح ويحسى منه .
والذي يهرى في الطبخ ثم يدق خير من الذي يدق ثم يطبخ فإن هذا يتحلل عنه رطوبته الغريزية ويتبخّر وذلك يحتقن فيه .
وربما نفع من الغثيان وتقلّب النفس والقذف أغذية تتخذ من القبّاج والفراريج محمّضة بماء الحصرم وحماض الأترج والسماق وماء التفاح الحامض مقلوة بزيت الأنفاق مع ذلك ولا بأس بإطعامهم سويق الشعير بماء بارد وخصوصاً إذا كان من القيء بقية .
ويجب أن يكرّر كل ذلك عليه وإن قذفه وكرهه فتبدل هيئته إن عافه بعينه .
ذكر أدوية مفردة ومركّبة نافعة من الغثيان والقيء : اعلم أن مضغ الكندر والمصطكي والسرو قد ينفع من ذلك وكذلك حبة الخضراء والسذاب اليابس يسقى منه ملعقة فهو عجيب .
والقرنفل إذا سحق سحقاً شديداً كالكحل وذرّ على حشو متخذ من الكعك والعصارات فإنه يسكّن في المكان وكذلك إذا شرب بماء ومن الأدوية المسكّنة للقيء والغثيان ربّ الأترج يسقاه الذي يتقيأ من مرار بحاله والذي يتقيأ من أسباب باردة مخلوطاً بالعود النيء والقرنفل وأيضاً طبيخ قشور الفستق إما ساذجاً وإما بالأفاويه .
وأقوى منه ماء فقاح الكرم مفرداً أو بالأفاويه ومعاً كراويا والميبة والميسوسن مما يحتاج إليه .
والمرضعة إذا تناولت قدراً من القرنفل ينفع الصبي الذي يتقيأ وكذلك إذا دقّ طسوج من الرنفل يحلّ في اللبن ويسقى للصبي يسكن عن القيء ويقطع منه في يومه وهذه من المجرّبات التي جربناها نحن .
تركيب مجرّب وهو أيضاً يعين على الاستمراء : يؤخذ بزر كتان إيرسا كمّون مصطكي من كل واحد جزء يطبخ منه بماء العسل ويستعمل .


وإذا عجز العلاج فلا بد من المخدرات التي ليس في طبعها أن تحرك القيء كما هو في طبع البنج وجوز الماثل اللهم إلا أن يقرن بها أدوية عطرة تحفظ تخديرها ويصلح بقيتها ويقاوم سقيتها بل الأضعف فيها بزر الخشخاش وبزر الخس وأقوى منه قشره وخصوصاً الأسود ويليه قشور أصل اللقاح البري .
وأقوى منه الأفيون والقليل منه نافع مع سلامة وخصوصاً إذا كان معه من الأدوية العطرة الترياقية ما يقاوم سمّيته .
ومن التراكيب الجيدة لنا في ذلك .
نسخته : أن يؤخذ من قشور الفستق ومن السكّ ومن الورد ومن بزر الورد جزء جزء ومن الفاذرزهر نصف جزء وإن لم يحضر جعل فيه من الزرنباد جزء ومن الأفيون ثلثا جزء ومن العود الخام نصف جزء يقرّص والشربة إلى مثقال .
ومن الأشربة الجيدة لذلك أيضاً لنا : أن يؤخذ السفرجل والقسب من كل واحد جزء ومن بزر الخشخاش ثلثا جزء ومن قشور أصل اللفاح ثلثا عشر جزء ومن العود الخام أربع عشر جزء من ماء النعناع ما يغمر الجميع ومن ماء الورد ما يعلوه بإصبع ومن ماء القراح ثلاثة أضعاف الماءين يطبخ بالرفق طبخاً ناعماً حتى ينهري القسب والسفرجل وتصفى المياه ثم يعقد بالرفق ويسقى منه .
وإذا سقي المخدرات فيجب أن يلزم شمّ العطر وينوم ولا يبرح الطيب اللذيذ من عنده فإن كان كره طيباً نحي إلى غيره .
وأقراص إيثاروس على ما شهد به جالينوس نافعة من ذلك فإنها تجمع جميع الأمور الواجبة في علاج القيء وخصوصاً إذا كان الخلط صديدياً فإن ذلك القرص ترياقه .
وعلى ما هو مكتوب في الأقراباذين قال جالينوس : فإنه يقع فيها أنيسون وبزر الكرفس للعطرية والغذائية والأفسنتين للجلاء وإحدار الخلط ولتقوية فم المعدة وشده والدارصيني لمضادته بعطريته للصديد وإحالته إياه إلى صلاح ما وتحليل له وفيه من العطرية ما يلائم كل عضو عصبي والأفيون لينوم ويخدر والجندبادستر ليتلافى فساد الأفيون ومضرته وسمّيته .


وأما أقراص الكوكب فإنها شديدة النفع في مثل هذه الحال .
والغثيان إذا كان لضعف المعدة لم يسكنه القذف فلا يتكلف ذلك بل إن ذرع بنفسه فربما نفع وقد يسكنه سويق الشعير الحلالبي ومن وجد تهوعاً لازماً في الربيع وكان معتاداً للقيء خصوصاً في مثل ذلك الفصل فليأكل مع الخبز قليلاً مقدار أربعة دراهم بصل النرجس ثم ماء حاراً أو سكنجبيناً ولا يكثر من بصل النرجس فإنه يحدث التشنج .
فصل في علاج قيء الدم
إن أحسست بقروح فعالجها بما عرفت وإن أحسست برعاف عائد فامنع السبب وإن أحسست بامتلاء فانقصه فربما احتجت بعد استفراغ رطلين من الدم إلى فصد آخر ضيق .
وإذا أفرط فأربط الأطراف ربطاً شديداً وخصوصاً فيما كان سببه شرب دواء حار وربما سقي في الرعاف بسبب الدواء شراب ممزوج بلبن حليب إلى أربع قوطولات شيئاً بعد شيء ثم يسقى السكنجبين المبرد بالثلج .
وأما الأدوية المجربة في منع قيء الدم فمنها مركب مجرب في منع قيء الدم شديداً أقاقيا وبزر ورد طين مختوم جلنار أفيون بزر البنج صمغ عربي يعجن بعصارة لسان الحمل أو عصارة عصا الراعي إلى درهم وينفع من ذلك سقي الربوب القابضة ومنها ربّ الجوز ومركبات ذكرت في الأقراباذين .
ومن العلاج السهل أن يؤخذ من العفص
فصل في الكرب والقلق المعدي
قد يعرض من المعدة قلق وكرب يجد العليل منه غماً ويحوج إلى انتقال من شكل إلى شكل وربما لزمه خفقان أو عرض معه ولا يمكن صاحبه أن يعرف العلة فيه وربما تبعه سدد ودوار وربما تغير فيه اللون وهو بالحقيقة مبدأ للغثيان وربما كان معه غثيان وربما انتقل إلى الغثيان .
والسبب فيه مادة الغثيان وخصوصاً المتشربة فإنها ما دامت متشربة أحدثت كرباً فإذا اجتمعت في فمّ المعدة أحدثت غثياناً ويصعب على المعدة الدفع للخلط بعد حيرة الطبيعة بها .
وقد تقرب بقية روائح الأخلاط من الأدوية المقيئة والمسهّلة فليعطوا رب السفرجل وربّ الحصرم ونحو ذلك .


وكل ما يغلي في المعدة من الفواكه ومن التفاح الحلو فإنه يكرب والماء البارد إذا شرب في غير وقته يكرب وكثيراً ما يصير في الحميات سبباً لزيادة الحمّى ولا يجب أن يشرب في الحمى إلا الماء الحار .
المعالجات : أما القليل منه فيزيله الخمر الممزوج بالماء مناصفة ممزوجاً بما يقوّي أو بما يغسل وما يعدل الخلط الرديء والكثير منه يحتاج إلى أدوية الغثيان وإن كان عن حرارة وخلط حار وهو الكائن في الأكثر فقد يسكّنه المبردات الرطبة والأطلية المتخذة منها ومن الصندل والكافور ومما جرب في ذلك ضمّاد من قشور القرع والبقلة الحمقاء وسويق الشعير بالخلّ .
والماء يضمد به المعدة والكبد .
وإذا أشرف ضمّد بالصندل والورد الأحمر ونحوهما .
ومما يسقى للكرب المعلي سويق الشعير الجريش خصوصاً بحبّ الرمان ويجب أن يكون غير مغسول والفقاع من حب الرمان بلا أبازير ورب السفرجل .
وإذا لم يكن غشي اجتنب الشراب أصلاً ويكون مزاج مائه التمر هندي وشراب التفاح العتيق الذي يحلّل فضوله وقد وصف لهم ماء خيارة صفراء مقشرة مع جلاب طبرزذ يسير ودرهم طباشير فإنه نافع جداً .
فصل في الدم المحتبس في المعدة والأمعاء
يؤخذ وزن درهمين حُرفاً أبيض باقلا وزن ثلاثة دراهم ويسقى في ماء حار فإن جمد سقي العليل ماء الحاشا وكذلك أنفحة الأرنب وأما جمود اللبن في المعدة فعلاجه سقي أنفحة الأرنب أو ماء النعناع مقدار أوقيتين قد جعل فيه وزن درهمين من ملح جريش فإنه نافع .
فصل في الفواق


الفواق حركة مختلفة مركبة كتشنج انقباضي مع تمدد انبساطي كان في فم المعدة أو جمع جرمها أو المرّيء منها يجتمع إلى ذاتها بالتشنج هرباً من المؤذي إن كان مؤذٍ واستعداداً لحركة دافعة قَوية يتلوها مثل ما يعرض لمن يريد أن يثب فإنه يتأخر ثم يثب و قد يشبه من وجه وأما إن لم يكن مؤذٍ بل كان على سبيل إفراط من اليبس فإن اليبس يحرك إلى شبيه بالتشنج والطبيعة تحرك إلى الانبساط فإنها لا تطاوع ذلك وتتلافاه .
وأكثر ما يعرض يعرض لفم المعدة لسبب مؤذ كما يعرض لفخ المعدة اختلاج لسبب مؤذ خصوصاً إن كانت المعدة يابسة فلا يحتمل فمها أدنى لذع .
وقد يعرض بالمشاركة وقد يحدث الفواق عقيب القيء لنكاية القيء لفم المعدة ولتركه خلطاً قليلاً فيه لم يندفع بالقيء كما أنه قد يكون الفواق عقيب القي لنكاية القيء لفم المعدة ولتركه خلطاً قليلاً فيه لم يندفع بالقيء كما أنه قد يكون الفواق بسبب حبس القيء والمصابرة عليه فهذه الحركة الاختيارية .
وأكثر حركة القيء من حركة المعدة لا حركة فمها لشدة حسه وقوة تأذيه بالمادة الهائجة .
وقد قال بعضهم : إن حركة الفواق أقوى من حركة القيء لأن القيء يدفع شيئاً مصبوباً في تجويف والفواق يدفع شيئاً يابساً وليس كذلك فإنه ليس كل قيء وتهوع يكون عن سبب مصوب .
ولا أيضاً ما دفع شيئاً يجب أن يكون أضعف مما لا يدفع ومما يحاول أن يدفع فلا يقدر بل حركة الفواق أضعف من حركة القيء وكأنه حركة إلى القيء ضعيفة ولذلك في أكثر الأمر قد يبتدئ الفواق ثم يصير قيئاً كأن الحركة عند مسّ سبب الفواق تكون أقل لأن السبب أقل نكاية فإذا استعجل الأمر اشتدت الحركة فصارت قيئاً .
فأما تفصيل ما يحدث الفواق بسبب أذى يلحق فم المعدة فنقول : أنه قد يكون ذلك إما عن شيء مؤذ لفم المعدة ببرده كما يعرض من الفواق والنافض وفي الهواء البارد وفي الأخلاط المبرّدة وعن برد آخر مستحكم في مزاج فم المعدة يقبضه ويشنجه .


وكثيراً ما يعرض هذا للصبيان والأطفال .
والبرد يحدث الفواق من وجوه ثلاثة : أحدها من جهة لزوم مادته والثاني : من جهة أذى برده ومضادته بكيفيته المجاوزة للاعتدال والثالث : من جهة تقبيضة وتكثيفه المسام فيحتبس في خلل الليف ماء من حقه أن يتحلل عنه .
وإما عن شيء مؤذ بحرّه كما يعرض في الحميات المحرقة من التشنّج في فم المعدة وإما عن شيء مؤذ بلذعه مثل ما يعرض من شرب الخردل والفلافلي وانصباب الأخلاط الصديدية وشرب الأدوية اللاذعة كالفلافلي مع شراب وخصوصاً على صحة من حس المعدة أو ضعف من جوهر فم المعدة .
ومن هذا القبيل الغذاء الفاسد المستحيل إلى كيفية لاذعة .
والصبيان يعرض لهم ذلك كثيراً .
وكذلك ما يعرض من انصباب المرار إلى فمّ المعدة وكما يقع عند حركة المرار في البحارين إلى رأس المعدة لتدفعه الطبيعة بالقفف إما عن ريح محتقن في فم المعدة وفي طبقاتها أو في المريء تولد عن حرارة مبخّرة لا تقوى على التحليل وإما عن شيء مؤذٍ بثقله كما يكون عند وأما الكائن عن اليبس فإنه قد يكون عن يبس شديد مشنج كما يعرض في أواخر الحمّيات المحرقة والاستفراغات المجففة والجوع الطويل وهو دليل على خطر .
وقد يكون عن يبس ليس بالمستحكم فينتفع بأدنى ترطب ونزول .
وأما الكائن بالمشاركة فمثل ما يعرض لمن حدث في كبده ورم عظيم وخصوصاً في الجانب المقعر أو في معدته أو في حجب دماغه أو هو تشرف العروض في حجب دماغه كما يعرض عند شجّة الآمة والصكة الموجعة يصكّ بها الرأس ومثل ما يعرض في الحمّيات في تصعّدها وفي علامات البحران فإن ذلك سبب شركة البدن وقد خمّن في استخراج السبب القريب لحدوث الفواق في ورم الكبد فقال بعضهم لأنه تنصبّ منه مرار إلى الاثني عشري ثم إلى المعدة ثم إلى فمها .


وقد قيل أن السبب فيه ضغط الورم وقد قيل السبب فيه مشاركة الكبد فم المعدة في عصبة دقيقة تصل بينهما وإذا كان بإنسان فواق من مادة فعرض له من نفسه العطاس أنحل فواقه .
وكذلك إن قاء وقذف الخلط فإن قاء ولم ينحلّ فواقه دلّ إما على ورم في المعدة أو في أصل العصب الجائي إليها من الدماغ أو الدماغ وقد يتبع ذنيك جميعاً حمرة العين ويفرّق بينهما بأعراض أورام الدماغ وأعراض أورام المعدة .
والفواق الذي يدخل في علامات البحران ربما كان علامة جيدة وربما كان علامة رديئة بحسب ما نوضحه في بابه في كتاب الفصول وأنه إذا لم يسكن القيء الفاق وكان معه حمرة في العين فهو رديء يدل على ورم في المعدة أو في الدماغ .
وقيل في كتاب علامات الموت السريع أنه إذا عرض لصاحب الفواق ورم في الجانب الأيمن خارج عن الطبيعة من غير سبب معروف وكان الفواق شديداً خرجت نفسه من الفواق قبل طلوع الشمس وفي ذلك الكتاب من كان مع الفواق مغص وقيء وكزاز وذهل عقله فإنه يموت قطعاً .
العلامات : كل فواق يسكن بالقيء فسببه شيء مؤذٍ بثقله أو كيفته اللاذعة على أحد الوجوه المذكورة وكل فواق أعقب الاستفراغات والحميات المحرقة ولم يسكّنه القيء بل زاد فيه فهو عن يبوسة .
وأما الكائن بسبب المزاجات بمادة أو بغير مادة فيعلم من الدلائل المذكورة في الأبواب الجامعة والكائن عن الأورام المعدية أو الدماغية أو الكبدية فتدلّ عليه أعراض كل واحد منها المذكورة في بابه .
المعالجات : القيء أنفع علاج فيما كان سببه من الفواق امتلاء كثيراً وشيئاً مؤذياً بالكيفية وكذلك كل تحريك عنيف وهز وصياح وغضب وفز يقع دفعة وغم مفرط ورشق ماء بارد على الوجه حتى يرتعد بغتة والحركة والرياضة والركوب والمصابرة على حبس السعال الهائج والمصابرة على العطش .


وللعطاش في قلع المادة الفاعلة للفواق تأثير عظيم ومما يزيله أيضاً طول إمساك النفس لأن ذلك يثير الحرارة ويحرّكها إلى البروز نحو المسام طلباً للاستنشاق فيحرك الأخلاط اللحجية ويحللها .
والنوم الطويل شديد النفع منه وشد الأطراف ووضع المحاجم على المعدة بلا شرط وعلى ما بين الكتفين وكذلك وضع الأدوية المحمّرة .
ومن المعالجات النافعة للفواق اللحوجي الامتلائي أن يبدأ صاحبه فيتقيأ ثم يشرب أيارج فيقرا وعصارة الأفسنتين يأخذ منهما مثقالاً ومن الملح الهندي دانقين ثم بعد ذلك يستعمل الهليلج المربى .
فإن كان السبب لحوجاً وجب أن يقصد في علاجه تأدية أمور ثلاثة : تحليل المادة وتقطيعها بمثل السكنجبين العنصلي والثاني : تبديل المزاج حتى يعتدل إن كانت إنما تؤذي بالكيفية والثالث : إخدار حسّ فم المعدة قليلاً حتى يقلّ تأذيه باللذع وقد حمد أقراص ما نحن واصفوه : يؤخذ قسط وزعفران وورد ومصطكي وسنبل من كل واحد أربعة مثاقيل أسارون مثقالان صبر مثقال يعجن بعصارة بزرقطونا ويسقى منه نصف مثقال .
البزرقطونا والأفيون يخدران والسنبل يقوّي ويحلّل والأسارون يميل الرطوبات إلى جهة مجاري البول ويخرجها منها والصبر يميلها إلى جهة مجاري الثقل فيخرجها منها والقسط والزعفران منضّجان مقوّيان مسخّنان .
فلهذا صار هذا القرص نافعاً جداً في الفواق الشديد وتقلّب النفس .
وإن عتق وأزمن نفع منه دهن الكلكلانج .
والشربة ملعقة بماء حار .
ومما ينفع منه طبيخ الزنجبيل في ماء الفانيد وإذا اشتدّ وأزمن احتيج إلى المعاجين والجوارشنات مثل الكموني بماء فاتر بل ربما احتيج إلى المعاجين الكبار جداً أو إلى الترياق وللفلونيا منفعة عظيمة في ذلك لما فيه من التخدير مع التقوية والتحليل والدفع .
وينفعه من الحبوب مثل حبّ السكبينج وحبّ الاصطمحيقوق .
وأقراص الكوكب شديدة المنفعة .


والأدوية النافعة في علاج الفواق الكائن عن مادة باردة أو قريبة منها السذاب والنطرون يسقيان بشراب وكذلك ماء الكرفس وخل العنصل وحبق الماء والأسارون والناردين والمرزنجوش والانجدان حتى إن شمه يسكّن الفواق والزراوند والدوقو والأنيسون والزنجبيل والراسن المجفف وعصارة الغافت والساذج والقيصوم مفردة ومركبة ومتخذة منها لعوقات فإنها أوفق على المعدة وألزم لها مما يشرب وينحط إلى القعر دفعة واحدة .
وللجندبادستر خاصية عجيبة فيه وقد يسقى منه نصف درهم في ثلث اسكرجة خل وثلثي اسكرجة ماء .
ومما ينفع منه منفعة شديدة إذا سقي منه سلاقة القيصوم والفوذنج الجبلي والمصطكي يؤخذ أجزاء سواء ويلسق في ماء وشراب وأيضاً يطبخ مصطكي ودارصيني وعنصل ثلاثة أواق في قسط من الخلّ ويسقى منه قليلاً قليلاً أياماً .
وأيضاً للرطب البارد نطرون بماء العسل .
وأيضاً يعجن الخولنجان بعسل ويسقى منه غدوة وعشية مقدار جوزة وأيضاً دواء بهذه الصفة وهو أن يؤخذ قسط وصبر وأذخر ونمام يابس وفوذنج نهري نعنع وسذاب وبزر كرفس وكندر وأسارون من كل واحد درهمان أفيون نطرون ورد يابس من كل واحد نصف درهم .
وقد حمد الكبر المخلل في ذلك .
وقد يعين هذه الأدوية استعمال الأدوية المعطشة فإن كان البرد ساذجاً فالأدوية المذكورة نافعة منه يسقى بخلّ وماء ويطلى بها العنق واللثة وما تحت الشراسيف أو يطلى بها العنق واللثة بزيت عتيق أو بدهن قثاء وكذلك الأدهان الحارة كلها وحدها نافعة وخصوصاً دهن البابونج أو دهن طبخ فيه جندبادستر وكمون وأنجدان أو يؤخذ من الجندبادستر والقسط من كل واحد نصف درهم فطراساليون درهم يسقى بماء الأفسنتين أو بمطبوخ الفوذنج والأنيسون والمصطكي أو يؤخذ القشر الخارج الأحمر من الفستق مع أصل الأذخر ويطبخان في الماء ويشرب من طبيخهما .
وقد ذكر بعضهم أن قشور الطلع إذا جفّفت وسحقت وشرب منها وزن مثقال بماء الرازيانج وبزر السذاب كان نافعاً جداً .


وما أظنه ينفع البارد .
وإن اشتد وأزمن لم يكن بدّ من وضع المحاجم على المعدة بلا شرط واتباعها الأدوية المحمّرة .
وأما الكائن من ريح محتبسة على فم المعدة أو فيها أو فيَ المريء فينفع منه استعمال الحمّام وتناول شيء من الكندر مسحوقاً في ماء ثم يجرع الماء الحار عليه قليلاً قليلاً والراسن المجفف غاية في ذلك .
وأما إن كان لخلط لاذع متولد هناك أو منصبّ إليه حمل صاحبه على القيء إن أمكن بماء يقيء مثله أو يسهل بمثل الأيارج بالسكنجبين ومثل شراب الأفسنتين وربما كفى شرب الخلّ والماء ويجرع الزبد أو يجرع دهن اللوز بالماء الحار ويفزع إلى النوم ويطيله ما أمكن .
وكذلك ماء الشعير ينفعه منفعة شديدة وخصوصاً مع ماء الرمان الحلو أو المزّ إلى الحلاوة وماء الرمانين أيضاً مما ينفع بتنقيته وتقويته معاً .
وأما إن كان السبب هذا يبساً عارضاً فإن العلاج فيه الفزع إلى سقي اللبن الحليب والمياه المفرة مع دهن القرع ثم ماء الشعير وماء القرع وماء الخيار واللعابات الباردة وكذلك يمرخ بها من خارج وتمرخ المفاصل ويستعمل الآبزن ونحوه .
وأما الكائن عقيب القيء فإن أحسّ العليل بتقيئة خلط يلذع ويكون معه قليل غثيان فعطّسه عطسات متواترة بعد أن تعطيه ما يزلق ذلك الخلط مثل رب الإجاص والتمر هندي وخصوصاً إذا كنت أمرته بمبلول التمر هندي فإن لم يحس بذلك بل أحس بتمدد ضمّدت فم المعدة بالمراهم المعتدلة وحسيته الاحساء اللينة التي لا تغثية فيها بل فيها تغرية مثل لباب الحنطة وتسكين ما مثل دهن اللوز وتقوية مثل ماء الفراريج وتطييب مثل الكزبرة وأما الكائن عن ورم الكبد أو غيره فيجب أن يعالج الورم ويفصد إن احتيج إلى فصد وتعدّل المعدة وفمها فمثل ماء الرمان وماء الشعير وماء الهندبا والأضمدة .
فصل في أحوال تعرض للمراق والشراسيف


قد يعرض في هذه النواحي اختلاج بسبب مواد فيها وربما كانت رديئة وتتأدى آفتها إلى الدماغ فيحدث منه المالنخوليا كما قلنا والصرع المراريان وقد يكون من هذا الاختلاف ما يكون بقرب فم المعدة أو فيه بعينه ويشبه الخفقان وقد يحدث لها انتفاخ لازم وثقل فيكون قريب الدلالة من ذلك وقد يدل على أورام باطنة فإن أحس بانجذاب من المراق والشراسيف إلى فوق فربما دل على قيء وفي الحميات الحادة قد يدل على صداع يهيج ورعاف أو قيء على ما سنفصله في موضعه وعلى انتقال مادة إلى فوق وإذا كان انجذابه إلى أسفل ونواحي السرة دل على انتقال إلى أسفل وإسهال . ويؤكده المغص وتمدد الشراسيف إلى فوق مما يكثر في الحميات الوبائية .
وقد يكون بسبب يبس تابع لحر أو برد وقد يكون تابعاً لأورام باطنة وإن كانت في الأسافل أيضاً .
وأما التي في الأعالي فتمددها إلى فوق بالتيبيس وبالمزاحمة معاً .
وهذا الانتفاخ في الأمراض الحارة رديء ويصحب اليرقان الكبدي وقد يحدث بهذه الأعضاء أي الشراسيف والمراق أوجاع لذاعة وأوجاع ممددة بسبب أمراض الكبد وأمراض الطحال وأورام العضل وفي الحميات والبحرانات .


القانون
القانون
( 42 من 70 )

الفن الرابع عشر الكبد وأحوالها
وهو أربعة مقالات
المقالة الأولى كليات أحوال الكبد
فصل في تشريح الكبد
نقول : إن الكبد هو العضو الذي يتمم تكوين الدم وإن كان الماساريقا قد تحيل الكيلوس إلى الدم إحالة ما لما فيه من قوة الكبد والدم بالحقيقة غذاء استحال إلى مشالكة الكبد التي هي لحم أحمر كأنه دم لكنه جامد وهي خالية عن ليف العصب منبثة فيها العروق التي هي أصول لما ينبث منه ومتفرقة فيه كالليف وعلى ما علمته في باب التشريح خصوصاً في تشريح العروق الساكنة وهو يمتص من المعدة والأمعاء بتوسط شعب الباب المسماة ماساريقي من تقعيره وتطبخه هناك دماً وتوجهه إلى البدن بتوسط العرق الأجوف النابت من حدبتها وتوجه المائية إلى الكليتين من طريق الحدبة وتوجه الرغوة الصفراوي إلى المرارة من طريق التقعير فوق الباب وتوجه الرسوب السوداوي إلى الطحال من طريق التقعير أيضاً .
وقعر ما يلي المعدة منه ليحسن هندامه على تحدب المعدة وجذب ما يلي الحجاب منها لئلا يضيق على الحجاب مجال حركته بل يكون كأنه يماسه بقرب من نقطه وهو يتصل بقرب العرق الكبير النابت منها ومماستها قوية وليحسن اشتمال الضلوع المنحنية عليها ويجللها غشاء عصبي يتولد من عصبة صغيرة يأتيها ليفيدها حساً ما كما ذكرناه في الرئة .
وأظهر هذا الحس في الجانب المقعر وليربطها بغيرها من الأحشاء وقد يأتيها عرق ضارب صغير يتفرق فيها فينقل إليها الروح ويحفظ حرارتها الغريزية ويعد لها بالنبض .


وقد أنفذ هذا العرق إلى القعر لأن الحدبة نفسها تتروح بحركة الحجاب ولم يخلق في الكبد للدم فضاء واسع بل شعب متفرقة ليكون اشتمال جميعها على الكيلوس أشدّ وانفعال تفاريق الكيلوس منها أتم وأسرع وما يلي الكبد من العروق أرق صفاقاً ليكون أسرع تأدية لتأثير اللحمية إلى الكيلوس والغشاء الذي يحوي الكبد يربطها بالغشاء المجلل للأمعاء والمعدة الذي ذكرناه ويربطها بالحجاب أيضاً برباط عظيم قوي ويربطها بأضلاع الخلف بربط أخرى دقاق صغيرة ويوصل بينها وبين القلب العرق الواصل بينهما الذي عرفته طلع من القلب إليها وطلع منها إلى القلب بحسب المذهبين .
وقد أحكم ربط هذا العرق بالكبد بغشاء لب ثخين وهو ينفذ وكبد الإنسان أكبر من كبد كل حيوان يقارنه في القدر .
وقد قيل أن كل حيوان أكثر أكلاً وأضعف قلباً فهو أعظم كبداً ويصل بينها وبين المعدة عصب لكنه دقيق فلا يتشاركان إلا لأمر عظيم من أورام الكبد .
وأول ما ينبت من الكبد عرقان أحدهما من الجانب المقعر وأكثر منفعته في جذب الغذاء إلى الكبد ويسمى الباب .
والآخر في الجانب المحدب ومنفعته إيصال الغذاء من الكبد إلى الأعضاء ويسمى الأجوف .
وقد بينا تشريحهما جميعاً في الكتاب الأول .
وللكبد زوائد يحتوي بها على المعدة ويلزمها كما يحتوي على المقبوض عليه بالأصابع .
وأعظم زوائدها هي الزائدة المخصوصة باسم الزائدة وقد وضع عليها المرارة وجعل مدها إلى أسفل .
وجملة زوائدها أربع أو خمس .


واعلم أنه ليس جرم الكبد في جميع الناس مضاماً لأضلاع الخلف شديد الاستناد إليها وإن كان في كثير منهم كذلك وتكون المشاركة بحسب ذلك أعني مشاركة الكبد لأضلاع الخلف والحجاب ولحمة الكبد لا حسّ لها وما يلي منها الغشاء يحسّ بسبب ما يناله قليلاً من أجزاء الغشاء العصبي ولذلك تختلف هذه المشاركة وأحكامها في الناس وقد علمت أن تولد الدم يكون في الكبد وفيها يتميز المرار والسوداء والمائية وقد يختل الأمر في كلتيهما وقد يختل في توليد الدم ولا يختل في التمييز وإذا اختل في التمييز اخِتل أيضاً في توليد الدم الجيد .
وقد يقع الاختلاف في التمييز لا بسبب الكبد بل بسبب الأعضاء الجاذبة منها لما تميز .


وفي الكبد القوي الأربع الطبيعية لكن أكثرها ضميتها في لحميتها وأكثر القوى الأخرى في ليفها ولا يبعد أن يكون في المساريقا جميع هذه القوى وإن كان بعض من جاء من بعد يرد على الأولين فيقول : أخطأ من جعل للماساريقا جاذبة وماسكة فإنها طريق لما يجب ولا يجوز أن يكون فيها جذب وأورد في ذلك حججاً تشبه الاحتجاجات الضعيفة التي في كل شيء فقال : أنه لو كان للماساريقا جاذبة لكان لها هاضمة وكيف يكون لها هاضمة ولا يلبث فيها الغذاء ريثما ينفعل قال ولو كانت لها قوة جاذبة وللكبد أيضاً لاتفقا في الجوهر لاتفاق القوى ولم يعلم هذا الضعيف النظر أن القوة الجاذبة إذا كانت في المجرى التي تجذب الأمعاء كان ذلك أعون كما أن الدافعة إذا كانت في المجرى الذي يدفع فيه كونها في المعاء كان ذلك أعون وينسى حال قوة الجاذبة في المريء وهو مجرى ولم يعلم أنه ليس كثير بأس بأن يكون في بعض المنافذ قوة جاذبة ولا يكون هاضمة يعتدّ بها إذ لا يحتاج بها إلى الهضم بل إلى الجذب ونسي أن الكيلوس قد يستحيل في الماساريقا استحالة ما فما ينكر أن يكون السبب في ذلك قوة هاضمة قي الماساريقا وأن يكون هناك قوة ماسكة تمسكه بقدر ما وإن لم يطل ونسي أن أصناف الليف للأفعال المعلومة مختلفة واستبعد أن يكون فيما يسرع فيها النفوذ هضم ما وليس ذلك ببعيد فإن الأطباء قالوا أن في الفمّ نفسه هضماً ما ولا ينكرون أيضاً أن في الصائم قوة دفع وهضم وهو عضو سريع التخلية عما يحويه ونسي أنه قد يجوز أن تختلف جواهر الأعضاء وتتفق في جذب شيء وإن كان سالكاً في طريق واحد كجميع الأعضاء ونسي أن الجذب للكبد أكثره بليف عروقها وهو مجانس لجوهر الماساريقا غير بعيد منه فكم قد أخطأ هذا الرجل في هذا الحكم .


وأما الذي يذكره جالينوس فيعني به الجذب الأول القوي حيث فيه مبدأ حركة يعتد بها وغرضه أن يصرف المعالج والمقتصر على علاج الماساريقا دون الكبد والدليل على ذلك قوله لمن أقبل في هذه العلة على علاج الماساريقا وترك أن يعالج الكبد أنه كمن أقبل على تضميد الرجل المسترخية من آفة حادثة في النخاع الذي في الظهر وترك علاج المبدأ والأصل والنخاع فهذا قول جالينوس المتصل بذلك القول وأنت تعلم أن الرجل ليس تخلو عن القوى الطبيعية والمحركة والحساسة التي في النخاع والمجاري إنما الفرق بين قوتها وقوة النخاع أن القوة الحساسة والمحركة والحساسة التي في النخاع والمجاري إنما الفرق بين قوتها وقوة النخاع أن القوة الحساسة والمحركة لأحدهما أولاً وللآخر ثانياً .
وكذلك حال الماساريقا فإنها أيضاً ليست تخلو عن قوة وإن كان مبدؤها الكبد وكيف وهي آلة ماء والآلات الطبيعية التي تجذب بها من بعيد لا على سبيل حركة مكانية وكما في العضل فإنها في الأكثر لا تخلو عن قوة ترى فيها وتلاقي المنفعل حتى أن الحديد ينفعل منه عن المغناطيس ما يجذب به حديداً آخر وكذلك الهواء بين الحديد والمغناطيس عند أكثر أهل التحقيق .
فصل في الوجوه التي منها يستدل على أحوال الكبد
قد يستدل على أحوالها بلقاء المس كما يستدل على أورامها أحياناً ويستدلّ أيضاً بالأوجاع التي تخصّها ويستدل بالأفعال الكائنة منها ويستدل بمشاركات الأعضاء القريبة منها مثل المعدة والحجاب والأمعاء والكلية والمرارة ويستدل بمشاركة الأعضاء التي هي أبعد منها مثل نواحي الرأس ومثل الطحال .
ويستدل بأحوال عامة لجميع البدن مثل اللون والسحنة واللمس .
وقد يستدل بما ينبت في نواحيها من الشعر وما ينبت منها من الأوردة ومن هيئة أعضاء أخرى وما يتولد منها وينبعث عنها وبالموافقات والمخالفات ومن الأسنان والعادات وما يتصل بها .


تفصيل هذه الدلائل : أما المثال المأخوذ من اللمس فهو أن حرارة ملمس ناحيتها يدلّ على مزاج حار وبرودته على مزاج بارد وصلابته على جساء الكبد أو ورم صلب فيها وانتفاخه على ورم أو نفخة فيها وهلالية ما يحس من انتفاخه على أنه في نفس الكبد واستطالته وكونه على هيئة أخرى على أنه في غير الكبد وأنه في عضل البطن .
وأما المثال المأخوذ من الأوجاع فمثل أنه إن كان تمدد مع ثقل فهناك ريح سدّة أو ورم أو كان بلا ثقل فهناك ريح وإن كان ثقل بلا ولا نخس فالمادة في جرم الكبد وإن كان ورماً أو سدة أو كان مع نخس فهي عند الغشاء المغشّى لها .
وأما الاستدلال المأخوذ من الأفعال الكائنة عنها فمثل الهضم والجذب والمخ للدم إلى البدن وللمائية إلى الكلية وللمرار إلى المرارة وللسوداء إلى الطحال ومثل حال العطش .
فإذا اختلّ شيء من هذه ولم يكن بسبب عضو مشاركة للكبد فهو من الكبد .
وأما الاستدلالات المأخوذة من المشاركات فمثل العطش فإنه إن كان من المعدة فكثيراً ما يدل أحوال الكبد ومثل الفواق أيضاً ومثل الشهوة أيضاً والهضم ومثل سواء التنفس فإنه كان لسبب الرئة والحجاب فقد يكون بسبب الكبد ومثل أصناف من البراز وأصناف من البول يدل على أحوال الكبد يستعملها ومثل أحوال من الصداع وأمراض الرأس وأحوال من أمراض الطحال يدلّ عليها ومثل أحوال اللسان في ملاسته وخشونته ولونه ولون الشفتين يستدلّ منه عليها .
وقد يجري بين القلب والكبد مخالفة وموافقة ومقاهرة في كيفياتهما سنذكرها في باب أمزجة الكبد .
وأما الاستدلال بسبب أحوال عامة فمثل دلالة اللون على الكبد بأن يكون أحمر وأبيض فيدل على صحتها أو يكون أصفر فيدل على حرارتها أو رصاصياً فيدل على برودتها أو يكون كمداً فيدل على برودتها ويبوستها ومثل دلالة اليرقان عليها .


وأيضاً مثل دلائل السمن اللحمي فيدلّ على حرارتها ورطوبتها والسمن الشحمي فيدل على برودتها ورطوبتها ومثل القضافة فيدلّ على يبوستها ومثل عموم الحرارة في البدن فيدل إن لم يكن بسبب شدّة حرارة القلب على حرارتها .
ويتعرف معه دلائل حرارتها المذكورة .
وأما الاستدلال من هيئة أعضاء أخرى فمثل الاستدلالات من عظم الأوردة وسعتها على عظمها وسعة مجاريها ومن قصر الأصابع وطولها على صغرها وكبرها .
وأما الاستدلال من الشعر النابت عليها فمثل الاستدلال منه في أعضاء أخرى وقد ذكرناه .
وأما الاستدلال مما ينبت منها - وهي الأوردة - فهي أنها إن كانت غليظة عظيمة ظاهرة فالمزاج الأصلي حار وإن كانت رقيقة خفيفة فالمزاج الأصلي بارد .
وأما حرارتها وبرودتها ولينها وصلابتها فقد يكون لمزاج أصلي وقد يكون لعارض .
وأما الاستدلال مما يتولّد فيها فمثل أن تولد الصفراء يدل على حرارتها والسوداء على حرارتها الشديدة أو على بردها اليابس على ما تعلم في موضعه .
وتولد الدم الجيد دليل على صحتها والذي ينتشر منها الدم الجيد دليل على صحتها والذي ينتشر منها دم جيد يتشبه بالبدن جداً فهي صحيحة والتي دمها صفراوي أو سوداوي أو رهل - وتبين ذلك مما ينتشر منه في البدن أو مائي غير قابل للاتصال بالبدن كما في الاستسقاء اللحمي - فهي عليل بحسب ما يدل عليه حال ما ينتشر عنها .
وأما الموافقات والمخالفات فتعلم أن الموافق مشاكل للمزاج الطبيعي مضاد للمزاج العارض .
وأما السن والعادة وما يجري معها فقد عرفت الاستدلال منها في الكليات وأما مخالفة القلب الكبد في الكيفيات فاعلم أن حرارة القلب تقهر حرارتها قهراً ضعيفاً ورطوبته لا تقهر يبوستها ويبوسته ربما قهرت رطوبتها قليلاً .
وحرارة الكبد تقهر برودة القلب قهراً ضعيفاً ورطوبتها تقهر يبوسته قهراً ضعيفاً وبرودتها أقلّ قهراً لحرارته ويبسها قاهر دائماً لرطوبته .


وبرد القلب يقهر حرارة الكبد أكثر من قهر يبوسته لرطوبتها وحرارة القلب تقهر رطوبة الكبد أكثر من قهر يبوستها لرطوبته وتقهر برودتها أيضاً قهراً تاماً .
المزاج الحار الطبيعي علامته سعة الأوردة وظهورها وسخونة الدم والبدن إن لم يقاومه القلب فإن حرارة القلب تغلب برودة الكبد قهراً قوياً وكثرة تول الصفراء في منتهى الشباب والسوداء بعده وكثرة الشعر في الشراسيف وقوة الشهوة للطعام والشراب .
المزاج البارد الطبيعي : علامته أضداد تلك العلامات وبرودة القلب تقهر حرارة الكبد دون قهر حرّه لبردها ولأن دم صاحب هذا المزاج رقيق مائي وقوته ضعيفة فكثيراً ما تعرض فيه الحمّيات .
المزاج اليابس الطبيعي : علامته قلة الدم وغلظه وصلابة الأوردة ويبس جميع البدن وثخن الشعر وجعودته والقلب برطوبته لا يتدارك يبوسة الكبد تداركاً يعتد به .
بل لا يقهرها قهراً أصلاً لكن يبوسة الكبد تقهر رطوبة القلب جداً وحرارة القلب تقهر رطوبة الكبد قهراً بالغاً .
في المزاج الرطب الطبيعي : علامته ضد تلك العلامات والقلب بيبوسته ربما تدارك رطوبة الكبد قليلاً جداً لكن رطوبتها تقهر يبوسة القلب قهراً قوياً .
والمزَاج الحار اليابس الطبيعي : علامته غلظ دم وكثرة شعر أسود عند الشراسيف وسعة أوردة مع امتلاء وصلابة وكثرة تولد الصفراء والسوداء في آخر الشباب وحرارة البدن وصلابته إن لم يخالف القلب .
المزاج الحار الرطب الطبيعي : يدل عليه غزارة الدم جداً وحسن قوامه وسعة الأوردة جداً مع اللين وكون اللون أحمر بلا صفرة والشعر الكثير في الشراسيف دون الذي في الحار اليابس وليس في كثافته وجعودته ونعومة البدن لحرارته ورطوبته .
وإن كانت الحرارة غالبة بقي البدن صحيحاً وإن كانت الرطوبة أغلب أسرع إليه أمراض العفونة .
المزاج البارد اليابس الطبيعي : يدل عليه قلة الدم وقلة حرارة الدم والبدن وضيق العروق وخفاؤها وصلابتها وقلة الشعر في المراق ويبس جميع البدن .


المزاج البارد الرطب : علامته ضد علامات الحار اليابس في جميع ذلك .
فصل في أمراض الكبد
إن الكبد يعرض لها في خاص جوهرها أمراض المزاج وأمراض التركيب والأورام والنفاخات خاصة عند الغشاء ويتفقأ إلى الفضا وغير ذلك مما نذكره باباً باباً .
وقد يحتمل الخرق أكثر من أعضاء أخرى فلا يخاف منه الموت العاجل إلا أن يصحبه انفجار الدم من عرق عظيم . وقد تعرض للكبد أمراض بمشاركة وخصوصاً مع المعدة والطحال والمرارة الكلية والحجاب والرئة والماساريقي والأمعاء فيشاركها أولاً العروق التي تلي تقعير الكبد ثم يتأسّ ضررها إلى الكبد وربما تمكن .
وأما الحجاب والرئة والكلية فتشارك أولاً عروق الحدبة ثم يتأدّى إلى وأكثر ما تكون المشاركة فإنها تكون من قبل المعدة فيفسد الهضم معه ويندفع الطعام غير منهضم إلا أن يكون بسبب آخر والأمراض الحدبية قد يكون اندفاع موادها في الأكثر بإدرار البول وبالرعاف وبالعرق .
وأما الأمراض العقعيرية فيكون ذلك منها بالإسهال والقيء الصفراوي والدموي وبالعرق أيضاً في كثير من الأوقات فاعلم جميع ما قلناه وبيناه .
فصل في العلامات الحالة على سوء مزاج الكبد
سوء المزاج الحار : علامته عطش شديد ولا ينقطع مع شرب الماء وقلة شهوة الطعام والتهاب وصفرة البول وانصباغه وسرعة النبض وتواتره وحميات وتشيط الدم واللحم وتأذ بالحرارات ويتبعه ذوبان يبتدئ من الأخلاط ثم من لحم الكبد ويتبعه سحج قد تيبس معه الطبيعة من غير وجع في الأضلاع أو ثقل ويكثر معه القيء الأصفر والأحمر والأخضر الكراثي ويكون معه البراز المري كثيراً خصوصاً إن كان هناك مع المزاج مادة وإن لم يكن قل الدم وخشن اللسان ونحف البدن .
وقد يستدل على ذلك من العادة والسنّ .
والحرفة والتدبير .
والوسط منه يولد الصفراء والمفرط يولد السوداء وأمراضها عن المالنخوليا والجنون ونحوه .


وإذا ابتدأ الإسهال الغسالي مع سقوط الشهوة فأكثره لضعف الكبد الكائن عن مزاج حار وفي أكثره يكون البراز يابساً محترقاً اللهم إلا أن يبلغ إلى أن يحرق الدم والأخلاط ولحمية الكبد ويسهلها .
وإذا أخذ في إحراق الدم كان البراز كالمردي وإذا كان في الكبد احتراق أو ورم أو دبيلة ثم خرج بالبراز شيء أسود غليظ فذلك لحم الكبد قد تعفن وليس كل شيء أسود يخرج رديئاً وربما أقام الغسالي والصديدي المائي ثم غلظ وصار أسود غليظاً منتناً كما يكون في أصحاب الوباء وربما خرج بعد الصديدي دم ثم سوداء رقيقة .
سوء المزاج البارد : علامته بياض الشفتين واللسان وقلة الحم وعسر جريه وكثرة البلغم وقلة العطش وفساد اللون وذهاب ما به فربما أصفر إلى خضرة وربما أصفر إلى فستقية .
وأيضاً بياض البول وبلغميته وغلظه بسبب الجمود وفتور النبض وشدة الجوع فإن الجوع ليس إنما يكون من المعدة فقط وقلة الاستمراء وإذا بلغ البرد الغاية أعدم الشهوة .
والبراز ربما كان يابساً بلا رائحة وربما كان رطباً لضعف الجذب وكان إلى البياض قليل الرائحة .
وقد يرق معه البراز ويرطب إلا أنه لا يدوم كذلك متصلاً ولا يكثر معه الاختلاف .
وإن كان ابتدائه وعروضه يطول وفي آخره يخرج شيء مثل الدم المتعفن ليس كالدم الذائب وقد يتبع المزاج البارد بعد مدة ما حميات لقبول الدم الرقيق الذي فيه العفونة التي تعرض له وهي حميات صعبة نذكرها في باب الحمّيات .
وربما كان في أولها صديد رقيق ثم يغلظ ويسود وإن كان اختلاف شبيه بغسالة اللحم الطري وذلك مع الشهوة في الابتداء دل على برد .
وإن عرض بعد ذلك سقوط الشهوة فربما كان لفساد الأخلاط أو لسبب آخر من حمّى ونحوها .
وأكثر دلالته هو على ضعف عن برد وفي آخره تعود الشهوة ويفرط في أكثر الأمر ويتشنّج معه المراق .


وقد يدلّ عليه السن والعادة والغذاء والأسباب ماضية مثل شرب ماء بارد على الريق أو في أثر الحمّام أو الجماع لأن الكبد الملتهبة تمتص من الماء حينئذ سريعاً كثيراً وإن كان هناك مادة أحسست بحموضة في الفم ورطوبة في البراز وربما كان إلى السواد الأخضر دون الأصفر والأحمر وقد يتبع المزاج البارد بعد مدة ما حميات ما لقبول الدم الرقيق الذي فيه للعفونة التي تعرض له وهي حميات خبيثة نذكرها في باب الحمّيات بعد هذا .
في سوء المزاج اليابس : علامته يبس الفمّ واللسان وعطش وصلابة النبض ورقة البول وربما إسودّ اللسان .
وإن كان هناك سوداء أو صفراء علمت دلائلهما بسهولة ما علمت في الأصول .
سوء المزاج الرطب : يدل عليه تهيّج الوجه والعين ورهل لحم الشراسيف وقلة العطش إلا أن يكون حرارة تغلي الرطوبة ورطوبة اللسان وبياض اللون وربما كانت معه صفرة يسيرة .
وأما إذا اشتد البرد وغلبت الرطوبة كان إلى الخضرة وربما أضعف البدن لترهيل الرطوبة .
فصل في كلام كلي في معالجات الكبد
إن الكبد يجب فيها من حفظ الصحة بالشبيه ودفع المرض بالضد وفي تدبير مداواة الأورام والقروح وآفات المقدار وفي تفتيح السدد وغير ذلك ما يجب في سائر الأعضاء .
وأجود الأوقات في سقي الأدوية لأمراض الكبد وخصوصاً لأجل سدد الكبد ونحوها الوقت الذي يحدس معه أن ما نفذ من المعدة إلى الكبد وحصل فيها قدر انهضم وتميز ما يجب أن يتميز وبينه وبين الأكل زمان صالح وفي عادة الناس هو الوقت الذي يبن القيام من النوم ومن الاستحمام .
ويجب أيضاً في الكبد أن لا يخلي الأدوية المحللة المفتحة التي ينحى بها نحو أمراض الكبد المادية نحو السدية والورمية عن قوابض مقوية اللهم إلا أن يجد من يبس مفرط ولا يجب أن يبالغ في تبريد الكبد ما أمك فيؤدي إلى الاستسقاء ولا في تسخينها فيؤدي إلى الذبول وكذلك ما يجب أن يكون عالماً بمقدار المزاج الطبيعي للكبد التي تعالجها حتى إذا رددتها إليه وقفت .


واعلم أنك إذا أخطأت على الكبد أعدى خطؤك إلى العروق ثم إلى البدن .
ومن الخطأ أن يدر حيث ينبغي أن يسهل وهو أن تكون المادة في التقعير أو يسهل حيث ينبغي أن يدر وهو أن تكون المادة في الحدبة .
والأدوية الكبدية يجب أن ينعم سحها ويجب أن تكون لطيفة الجوهر ليصل إليها كانت حارة أو باردة أو قابضة .
والملطفات من شأنها أن تحد الدم وإن كانت تفتح فيجب أن يراعى ذلك ومثل ماء الأصول من جملة مفتحاتها وملطفاتها قد تولد في الكبد أخلاطاً مختلفة غير مناسبة فيجب إذاً تواتر سقيها يومين أو ثلاثة أن يتبع بشيء ملين للطبيعة .
وأما الإدرار فماء الأصول نفسه يفعل وجميع أنواع الهندبا وخصوصاً المرة التي تضرب إلى الحرارة نافعة من آلام الكبد .
أما للمبرودين فبالسكنجبين وأما للمبرودين فبماء العسل .
وكبد الذئب نافع بالخاصية ولحوم الحلزونات كذلك نافع .
فصل في الأشياء الضارة للكبد
اعلم أن إدخال الطعام على الطعام وإساءة ترتيبه من أضر الأشياء بالكبد والشرب للماء البارد دفعة على الريق وفي أثر الحمام والجماع والرياضة وربما أدى إلى تبريد شديد للكبد لحرص الكبد الملتهبة على الامتياز السريع .
والكثير منه ربما أدى إلى الاستسقاء ويجب في مثل هذه الحال أن تمزجه بشراب ولا تبرده شديداً ولا تغبّ منه غباً بل تمصّه قليلاً قليلاً .
واللزوجات كلها تضرّ بالكبد من جهة ما يورث السدد .
والحنطة من جملة ما فيه لزوجة بالقياس إلى الكبد وليس فيها ذلك بالقياس إلى ما بعد الكبد من الأعضاء إذا انهضمت في الكبد وليس كل حنطة هكذا بل القلة .
والشراب الحلو يحدث في الكبد سدداً وهو نفسه يجلو ما في الصدر .


والسبب فيه أن الشراب الحلو ينجذب إلى الكبد غير مدرج بحب الكبد له من حيث هو حلو ونفوذه من حيث هو شراب فلا يلبث قدر ما يتميز التفل منه لبث سائر الأشياء الغليظة بل يرد على الكبد بغلظه ويجد المسلك إليها مهيأ لأن طرق ما بين المعدة والكبد واسعة بالقياس إلى ما يتجه إليه من العروق المبثوثة في الكبد .
ثم إذا حصل في الكبد لم يلبث قدر التميز والهضم بل يندفع اللطيف في العروق الضيقة هناك لسرعة نفوفه وخلف الرسوب لضيق مسلكه .
وأما في الرئة فالأمر بالخلاف لأنه يرد عليها الشراب الحلو .
وقد يصفى إما من طريق منافذ المريء على سبيل الرشح من منافذ ضيقة إلى واسعة وإما من طريق الأجوف وقد خلف القفل فما بعده وهو صاف ودار في منافذ ضيقة إلى واسعة فيصفّى مرة أخرى .
وكذلك سائر الأحوال الأخرى لا يوجد له بالقياس إلى الرئة .
فصل في الأشياء الموافقة للكبد
ينفع من الأدوية كل ما فيه مرارة يفتح بها أو قوة أخرى تفتح بها مع قبض يقوي به وعطرية تناسب جوهر الروح وتمنع العفونة كالدارصيني وفقاح الأذخر والمر ونحوه وما فيه غسل وجلاء وتنقية للصديد الرديء إذا لم يبلغ في الإرخاء مبالغة الغسل وما فيه إنضاج وتليين وخصوصاً مع قبض وتقوية كالزعفران وما هو مع ذلك لذيذ كالزبيب وسريع النفوذ كالشراب الريحاني لأكثر الأكباد التي ليس بها حرارة شديدة وإذا جمع الدواء إلى الخواص المذكورة اللذة فبالحري أن يكون صديقاً للكبد حبيباً إليها كالزبيب والتين والبندق وأن يكون بالغ النفع فإن كان غير قابل للفساد والعفونة فهو أبلغ والطرحشقوق والهندبا البستانيِ والبري يوافقانها جداً وينفعان من المرض الحار في الكبد بالخاصية والكيفية المضادة معاً .
على أن قوماً يعدون المر الشديد المرارة منه حاراً فينتفع بتفتيحه السدد لمرارته وبالتقوية لقبضه وينفع من المرض البارد لخاصيته ومما فيه من تفتيح وتقوية .


وإذا أفرط البرد في الكبد خلط أيهما كان بالعسل فيقاوم العسل تبريداً ما إن خيف منه ويعينه على سائر أفعاله .
وقد يخفقان ويسقيان بالعسل ومائه أو يطبخان بالعسل أو بماء العسل فينفعان جداً ويفتح ويخرج الخلط البارد بالبول ويوافق الكبد من الأغذية ما كيموسه جيدة .
والحلاوات توافق الكبد فتسمن بها وتعظم وتقوى لكنها تسرع إلى إحداث السدد لجذب الكبد إياها بعنف مستصحب بأخلاط أخرى .
ولذلك يجب أن يجتنب الحلاوات من به ورم في كبده فإنها تستحيل بسرعة إلى المرار وتحدث أيضاً السدّة .
وأضر الحلاوات غليظها لإحداث السدد وحادها لاستحالته إلى المرار .
والفستق نافع لعطريته وقبضه وتفتيحه وتنقيته مجاري الغذاء لكنه شديد التسخين .
والبندق موافق لجميع الأكباد لأنه ليس بشديد الحرارة وهو مفتح وكيموسه جيد وكبد الذئب ولحوم الحلزونات موافقة للكبد بخاصية فيها فاعلم جميع ذلك .
فصل في علاج سوء المزاج الحار في الكبد
يجب أن يتلطف في تبريده فلا يبلغ الغاية وأن يتوقّى فيها الإرخاء الشديد بالمرطبات المائية ويتوقى .
فيها إحداث السدد بالمبرّدات الغليظة ويجب أن يتوقى فيها التخدير البالغ بل يجب أن تكون مبرّداته تجمع إلى التبريد جلاء وتفتيحاً وتنفيذاً للغذاء وقبضاً مقوياً غير كثير وفي ماء الشعير هذه الخصال والهندبا البري والبستاني غاية في هذا المعنى فإن مزاجهما إلى برد ليسَ بمفرط جداً وفيهما مرارة مفتحة غير مسخنة وقبض معتدل مقو بل يبلغ من منفعتهما أن لا يضرا الكبد الباردة أيضاً ويقعان في أدويته كما ذكرنا في الأدوية المفردة في ألواح الأدوية الكبدية .
وقد يؤكل مسلوقاً وخصوصاً مع الكزبرة اَلرطبة واليابسة ويؤكل بالخل .
وللأمبر باريس خاصية عظيمة والتمر الهندي أيضاً وإذا أحس بسدد في الكبد انتفع بما يضاف إليهما من الكرفس فإنه يفتح السدد من أي الجهتين كانت وهو مما يسرع نفوذه وكذلك السكنجبين .


ومما ينفع ذلك أن يؤخذ من عصارة الهندبا وعصارة الكاكنج وعصارة عنب الثعلب من كل واحد أوقيتان ومن عصارة الكزبرة الرطبة وعصارة الرازيانج من كل واحد أوقية ونصف يخلط بهما نصف درهم زعفران ويسقى وقد يسقى دهن الورد الجيد ودهن التفاح بالماء البارد فيعدّل حرّ الكبد .
ومما ينفع الكبد التي بها سوء مزاج حار أن يؤخذ من الأسفيوس مثقالان بسكّر طبرزذ وماء بارد وأيضاً أن يسقى عصارة القرع المشوي والقثاء وماء الرمان ومخيض البقر وماء التفاح والكمّثري والفرفير وعصارة الورد الطري .
وإذا لم يكن حمّى نفع ماء الجبن بالسكنجبين كل يوم يشرب مع وزن ثلاثة دراهم إهليلج أصفر ووزن درهم لكّ مغسول ونصف درهم بزر كرفس .
وإذا فرغ منه أسبوعين شرب لبن اللقاح يبتدئ من رطل إلى رطلين وتطرح فيه الأدوية المدرّة المفتحة المنفذة مثل شيء من عصارة الغافت أو من بزر الهندبا وبزر الكشوث .
وربما احتيج إلى شرب فقّاح الأذخر وربما احتيج إلى سقي المخدرات والمعاجين الأفينونية والبنجية والفلونيا .
وأنا أكره ذلك ما وجد عنه مذهب .
والشاب القوي ربما كفاه أن يشرب الماء البارد جداً على الريق .
وينفع منها أقراص الطباشير وأقراص الأمبر باريس الباردة وأقراص الكافور .
ومن الأقراص النافعة لهم قرص بهذه الصفة وهو مجرّب .
ونسخته : يؤخذ ورد الخلاف وورد النيلوفر من كل واحد عشرة دراهم ومن الورد الأحمر المنزوع الأقماع اثنا عشر درهماً ومن الكافور وزن درهمين ونصف ومن الصندل الأحمر ومن اللكّ المغسول بالأفاويه كما يغسل الصبر سبعة سبعة ومن الفوفل ثمانية دراهم ومن الزعفران ثلاثة دراهم ومن الراوند خمسة دراهم ومن الطين القبرسي والمصطكي والبرسياوشان من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن بماء عنب الثعلب وماء الهندبا ويتخذ أقراصاً كل قرص مثقال ويسقى منه كل يوم قرص بماء عنب الثعلب .
وقد ينفع من ذلك ضمّاد بهذه الصفة .


ونسخته : يؤخذ الفرفير ويدق ويجعل عليه دهن ورد ويبرد ويضمد به .
أو يؤخذ من الصندلين أوقية ومن الفوفل والبنفسج اليابس نصف أوقية نصف أوقية ومن الورد أوقية نصف ومن الزعفران المغسول نصف أوقية ومن الأفسنتين ربع أوقية ومن الكافور وزن درهمين يجمع إلى قيروطي متخذ بدهن الخلاف ويطلى على شيء عريض وخصوصاً ورق القرع وورق الحماض وورق السلق ويضمّد به .
وقد يضمّد بعصارة البقول الباردة مثل عصارة القرع والقثاء وسائر ما ذكرناه في باب المشروبات ويجعل فيها سويق الشعير وسويق العدس ويصب عليها دهن ورد ويضمّد بها .
وربما جعل فيها شيء من جنس الصندل والفوفل والكافور ولا يبعد أن يجعل فيها شيء من جنس العطريات ومياه الفواكه العطرة وربما رش عليها شيء من ميسوسن فإنه نافع .
في تغذيتهم : وأما الأغذية التي يغذّون بها فمثل ماء الشعير وسلاقات البقول المذكورة ونفس تلك البقول مطبوخة والهندبا مطبوخة بالكزبرة الرطبة والخسّ والسلق المطبوخ والرائب الحامض وماء اللبن الحامض ولحوم الحلزونات ومن الفواكه الزعرور والسفرجل والكمّثري ولا يكثر من ذلك لئلا يفرط في القبض ويولّد السدد أيضاً والتفاح والرَمان المزّ والحصرم الحامض ويكسر قبضه بما فيه تليين والتوت الشامي والريباس مع كسر والخل بزيت المتخذ بماء وحب الرمان قبل الطعام وبعده والبطيخ الذي ليس بمفرط الحلاوة لا سيما الذي يعرف بالرقي والفلسطيني والهندي وما كان من هذه الأدوية فيه مع التبريد قبض فيجب أن لا يواصل تناوله لما فيه من إحداث السدد ولا بأس بالبطيخ الصلب القليل الحلاوة وبالعنب الذي فيه صلابة لحم وقلة وتنفعهم الماشية والقطفية والفرعية والاسفاناخية والعدسية محمّضة وغير محمضة .
ومن الناس من يرخص لهم في الزبيب ويجب أن يكون إلى حموضة .
والبندق ليس فيه تسخين كثير وهو فتاح للسدد جيد للغذاء فيجب أن يخلط بما فيه تبريد ما .


وينفعهم من اللحمان السمك الصغار المطبوخ بأسفيداج أو بالخلّ والمصوصات والقرّيصات المتخذة من اللحمان اللطيفة كلحمان الجداء والطير الخفيفة الانهضام مثل لحم الحجل والورشان الغير المفرط السمن والفاختة وينفعهم بطون طير الماء والأوز والدجاج محمّضة وكذلك العصافير محمضة .
ويضرهم الكبد والطحال والقلب واللحوم الغليظة كلحوم التيوس والكباش والحيوانات العصبية والصلبة اللحم .
وأما لحم البقر الفتي قرّيصاً فينفع قوي المعدة والهضم منهم وينبغي أن يجتنبوا البيض الذي طبخ حتى صلب أو شوي وليجتنبوا الحسومات بإفراط .
ويضرهم الشراب جداً إلا أن يكون لا بد منه لعادة أو ضعف هضم فيجب أن يسقوا القليل الرقيق الذي إلى البياض فإن ذلك ينفعهم .
في تدبير المزاج البارد : مما ينفع هؤلاء شرب شراب الأفسنتين بالسكنجبين العسلي وقد ينفع بارد الكبد أن ينام ليلة على أقراص الأفسنتين والبزور المسخنة المعروفة أشد الانتفاع .
وكذلك ينتفع باستعمال لبن اللقاح الاعرابية لا غير مع وزن خمسة دراهم إلى عشرة دراهم من سكر العشرة فإن هذا يعدّل الكبد ويخرج الأخلاط الباردة إسهالاً وإدراراً ويفتح السدد .
وأقوى من ذلك أن ينام على دواء الكركم أو دواء لك وأثاناسيا وأن يستعمل في الغشي دواء القسط والزنجبيل المربى بماء الكرفس وأقراص القسط واللكّ المذكور في القراباذين ويشرب على الريق من الغافت والأسارون وزن درهمين ثم يشرب عليه الخمر .
ومن المطبوخات مطبوخ القسط والأفسنتين المذكور في القراباذين يشربه بدهن اللوز الحلو وزن درهمين ودهن الفستق وزن درهمين .
وأقوى من ذلك أن يشربه بدهن الناردين .
ودهن اللوز المرّ ودهن الخروع وأيضاً مطبوخ بهذه الصفة .


ونسخته يؤخذ بزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون ومصطكي درهمين درهمين ومن قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج عشرة عشرة ومن حشيش الغافت والأفسنتين الرومي خمسة خمسة ومن اللكّ وقصب الفريرة والقسط الحلو والمر والراوند ثلاثة ثلاثة ومن فقاح الأذخر أربعة يطبخ بأربعة أرطال ماء إلى أن يعود إلى النصف ويشرب منه كل يوم أربع أواق بدهن الفستق مقدار درهم ونصف دهن لوز حلو مقدار درهمين .
وقد ينفعهم أن يضمّدوا بالأضمدة الحارة والمراهم الحارة مثل مرهم الأصطمحيقون وضمّاد فيلغريوس أو ضمّاد إكليل الملك والأضمدة المتخذة من مثل القسط والمر والسنبل والناردين الرومي والوجّ والحلبة والحلتيت ونحو ذلك .
وهذا الضماد مجرب لذلك ونسخته : يؤخذ أشنه أمبر باريس مصطكي إكليل الملك سنبل أصول السوسن الأسمانجوني ورد بالسوية يهرى في دهن المصطكى طبخاً ويضمد به غدوة وعشية وهو فاتر فإنه نافع جداً .
وأيضاً ضمّاد جيد : يؤخذ فقاح الأذخر وحب البان ومصطكي وقردما وحماما من كل واحد ثلاث درخميات صبر وحشيش الأفسنتين وفقاح من كل واحد ست درخميات سنبل الطيب وسليخة من كل واحد درخميان إيرسما وورق المرزنجوش من كل واحد ثمان درخميات أشق أربعة وعشرين درخمي صمغ البطم كندر وصمغ البطم من كل واحد اثنا عشر درخمي شمع رطل ونصف دهن الحناء قدر العجن .
أخرى : يؤخذ حماما أوقية حب البلسان مثل قردمانا حناء مرّ كند زعفران من كل واحد أوقية ونصف سنبل شامي أوقيتان صمغ البطم ستّ أواق يحل الكندر والمقل في شراب ويحلّ الزعفران فيه ويداف صمغ البطم في الناردين وتسحق الأدوية اليابسة وتخلط وأيضاً : يؤخذ السفرجل ودقيق الشعير وشمع ومخ العجل ودهن الأفسنتين والورد والحنّاء والسنبل والزعفران والأسارون والايرسا والقرنفل والأشق والمصطكي وعلك الانباط وتقدر الحار والبارد منها بقدر الحاجة ويتخذ مرهماً .


في تغذيتهم : وأما الأغذية فليتناول لباب الخبز الحار والمثرود في الشراب والمثرود في الخنديقون واللحوم الخفيفة من لحوم العصافير والقنابر والدجاج والحجل وبطون الأوز وخصوصاً جميع ذلك مشوياً والقلايا الباردة والكرنب المطبوخ في الماء ثلاث طبخات المبزر بالأبازير المسخنة كالدارصيني والفلفل والمصطكي والكمون ونحوه ويقطع عليه السذاب والاحساء المتخذ من مثل الحلبة واللبوب الحارة .
وقد يجعل في أغذيته الهندبا وخصوصاً الشديد المرارة ومنهم من قال أن الجاورس الشديد الطبخ ينفعهم وما عندي ذلك بصواب .
وأما النقل من الفواكه ونحوها فمثل الشاهبلوط والزبيب السمين والفستق خاصة ومنهم من قال أنه يجب أن يجتنب الفستق واللوز لثقلهما على المعدة ولا يجب أن يلتفت إلى قوله في الفستق .
ومما ينفعهم لحم الحلزون وخصوصاً مبزراً ويجب أن يجتنب الأسمان والألبان والفواكه الرطبة واللحمان الغليظة .
في تدبير المزاج اليابس : يدبر بالمرطبات المعروفة من الأغذية والبقول والأطلية والأضمدة والأشربة ويمال بها إلى الاعتدال أو الحر والبرد بقدر الحاجة ومع ذلك يجب أن لا يفرط في الترطيب حتى لا يفضي إلى سوء القنية والترقل والاستسقاء اللحمي .
في تدبير المزاج الرطب : يدبر بالمرطبات المعروفة من الأغذية والبقول والأطلية والأضمدة والأشربة ويمال بها إلى الاعتدال أو الحر والبرد بقدر الحاجة ومع ذلك يجب أن لا يفرط في الترطيب حتى لا يفضي إلى سوء القنية والترقل والاستسقاء اللحمي .
في تدبير المزاج الرطب : يدبر بالرياضة وتقليل الغذاء ويتناول ما فيه تلطيف وتنشيف وخصوصاً ما فيه مع التنشيف تجفيف وبتقليل شرب الماء واجتناب الألبان ولا يبالغ في التجفيف الغاية فيؤدي إلى الذبول .
في تدبير المزاج الحار اليابس : يستعمل صاحبه الأغذية الباردة والرطبة والبقول الباردة الرطبة وخصوصاً الهندبا ويجتنب ما فيه برد وقبض شديد .


ومما ينفعه جداً لبن الأتان يشرب الضعيف منه إلى سبعة أساتير مع شيء من السكر الطبرزذ غير كثير والقوي إلى عشرة أساتير ويستعمل المراهم والأضمدة الباردة الرطبة ومع هذا كله فلا يجب أن يبالغ في الترطيب فيبلغ به الارخاء .
وينبغي أن يجتنب الأرز والكمون والتوابل والفستق الكثير .
وأما القليل من الفستق فربما لم يضر للمناسبة ويجتنب اللحمان الغليظة والأعضاء الغليظة من اللحمان الجيدة كالكبد والطحال .
في تدبير المزاج الحار الرطب : يستعمل المبردات التي فيها قبض وتنشق ما من الأغذية والأدوية .
وإن كان هناك مواد استعمل أيضاً ما يلطفها وإن لم يكن فيها نشف مثل ماء الجبن والسكر الطبرزذ أو يؤخذ من عصارة شجرة عنب الثعلب والكاكنج قدر خمسين وزنة إلى أربعين مع مثقالين من صبر للقوي وأقل من ذلك للضعيف أو نصف مثقال أيارج مع استارين خيار شنبر مداف في سكرجة من ماء عنب الثعلب أو ماء الهندبا أو الخيار الشنبر وحده في ماء الهندبا أو ماء الرازيانج أو ماء عنب الثعلب فإنه نافع .
في تدبير المزاج البارد اليابس : يستعمل الأضمدة الحارة الدسمة اللينة من المراهم وغيرها ويستعمل المعاجين الحارة مثل دواء اللك ودواء الكركم معجوا قباذ الملك وأمروسيا وأثاناسيا وقوقا ومن معجون قبداديقون قدر حمص أو باقلاة بماء الأصول الذي يقع فيه الأدهان الرطبة ويستعمل فيه الشراب الرقيق القوي وإذا كان هناك إعتقال استعمل حباً بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من السكبينج والأشق والجاوشير أجزاء سواء ومن بزر الكرفس والأنيسون من كل واحد نصف وربع بم يتخذ منها حب ويقتصر على السكبينج أو السكبينج مع واحد منها بحسب الحاجة ويكون وزن الواحد أو الاثنين وزن
الجملة إذا كانت الأدوية كلها مستعملة والشربة للضعيف مثقال وللقوي مثقالان ويجب أن يراعى كي لا تقع مبالغة في الارخاء .
في تدبير المزاج البارد الرطب : يستعمل من الأغذية والأدوية ما فيه حرارة وقبض وتلطيف ونشف .


وإن كان هناك مادة استفرغتها بمثل ماء الأصول القوي ومثل الكاكنج ومثل أيارج أركاغانيس استفراغاً باللطف ولطف التدبير وسخنه وليكن غذاؤه من اللحمان الخفيفة بالأبازير والشراب القوي الرقيق الصرف القليل واستعمل المعاجين الكبار على ما يوجبه الوقت والحال واستعمل الأضمدة المحللة من خارج .
فصل في صغر الكبد
الكبد تصغر في بعض الناس وربما كانت كالكلية صغرة ويتبع صغرها أن الإنسان إذا تناول حاجته من الغذاء لم تسعه الكبد وأرسلت المعدة إليها ما تضيق عنه فأحدث ذلك سدداً وآلاماً ثقيلة ممددة وأوهن قوة الكبد في أفعالها لانضغاط قوتها الفاعلة تحت قوة المنفعل الوارد عليها فاختلّ أحوال الهضم والجذب والإمساك والتمييز والشفع وربما لزم من ذلك ذوب واختلاف لأن أكثر الكيموس لا ينجذب صفوه إلى الكبد .
العلامات : قد يدل عليه أن يحدث عند الكبد سدد ورياح كثيرة ويثقل عليها الغذاء المعتدل القدر ويضعف البدن لحاجته إلى غذاء أكثر ويدوم ضعف الهضم ويكثر حدوث السدد والأورام ومما يؤكده قصر الأصابع في الخلقة وقد كان الإنسان لا يزرأ بدنه من الطعام شيئاً ولا يصعد إليه شيء يغتذيه فحدس جالينوس أنه ممنو لصغر الكبد وضيق مجاريها فدبره بتدبير مثله .
المعالجات : تدبير هؤلاء المداواة بالأغذية القليلة الحجم الكثيرة الغذاء السريعة النفاذ وأن تتناول متفرّقة في مرات وأن تستعمل الأدوية المدرة والمسهلة المنقّية للكبد والملطّفة والمفتحة .
المقالة الثانية ضعف الكبد وسددها
وجميع ما يتعلق بأوجاعها
فصل في ضعف الكبد
قال جالينوس : المكبود هو الذي في أفعاله ضعف من غير أمر ظاهر من ورم أو دبيلة لكن ضعف الكبد في الحقيقة يتبع أمراض الكبد وذلك إما لسوء مزاج مفرد بلا مادة أو مع مادة مبدة .


وأمن الكبد نفسها أو من الأعضاء الأخرى التي بينها وبينها مجاورة مثل المرارة إذا صارت لا تجذب الصفراء أو الطحال إذا صار لا يجذب السوداء أو الكلية أو المثانة إذا كانتا لا يجذبان المائية أو الرحم لشدة النزف فتبرد الكبد أو لشدة احتباس الطمث فيفسد له دم الكبد أو المعدة إذا لم ينفذ إليها كيموساً جيد الهضم بل كان بعثها إليها كيوساً ضعيف الهضم أو فساده أو بسبب الأمعاء إذا ألمت وإذا كثر فيها خلط لزج فأحدث بينها وبين المرارة سدّة فلا تفصل المرارة عن الكبد وبقيت ممتلئة فلم تقبل ما يتميز إليها من الدم .
وهذا كثيراً ما يحدث في القولنج أو بسبب مشاركة الأعضاء الصدرية أو من البدن كله كما يكون في الحميات .
وقد يكون لا لسبب سوء المزاج وحده .
بل لورم دموي أو حمرة أو صلابة أو سرطان أو ترهّل أو قرحة أو شق أو عفونة تعرض للكبد وضعف الكبد الكلي يجمع ضعف جميع قواها وربما لم يكن الضعف كلّياً بل كان بحسب قوة من قواه الأربع .
وأكثر ما تضعف الجاذبة والهاضمة من البرد والرطوبة وتضعف الماسكة من الرطوبة والدافعة من اليبس .
العلامات : إن اللون من الأشياء التي تدلّ في أكثر الأمر على أحوال الكبد فإن المكبود في أكثر الأمر إلى صفرة وبياض وربما ضرب إلى خضرة وكمودة كما ذكرنا في دلائل الأمزجة .
ومن رأيت لونه على غاية الصحة بلا قلبة بكبده والطبيب المجرب يعرف المكبود والممعود كلاً بلونه ولا يحتاج معه إلى دلالة أخرى مثلاً وليس لذلك اللون اسم يدل عليه مناسب خاص .
والبراز والبول الشبيهان بماء اللحم يدلان في أكثر الأمر على أن الكبد ليست تتصرّف في توليد الدم تصرّفاً قوياً فلا تميز مادته عن الكيلوس ولا صفوه عن المائية .


وهذا في أكثر الأمر دليل على ضعف الكبد وهذا الاختلاف الغسالي في آخره يتنوع إلى أنواع أخر فيصير في الحار المزاج صديدياً ثم يصير كالدردي وكالدم المحترق ويكثر قبله إسهال الصفراء الصرف وفي البارد المزاج يصير كالدم المتعفن ويؤديان جميعاً إلى خروج أشياء مختلفة الكيفيات والقوام وخصوصاً في الباردة ويكون كما يعرض عند ضعف هضم المعدة وأكثر من به ضعف في كبده يلزمه وخصوصاً عند نفوذ الغذاء وجع ليّن يمتد إلى القصيرى .
وأما الأمزجة فيستدلّ عليها من الأصول المذكورة في تعرّف سوء مزاج الكبد .
والحار يجعل الأخلاط متشيطة والبارد يجعل الأخلاط غليظة بطيئة الحركة .
واليابس يجعلها قليلة غليظة .
والرطب يجعلها مائية .
والذي يكون بسبب المرارة فقد يدلّ عليه اللون اليرقاني وربما كان معه براز أبيض إذا كانت السدّة بين المرارة والأمعاء .
وأما المعدي فيستدل عليه بالدلائل آفات المعدة وسوء الهضم .
والمعوي يستدل عليه بالمغص والرياح والقراقر وبالقولنج وما يشبهه .
والكلي المثاني يستدل عليه بتغير حال البول عن الواجب الطبيعي وتميل السحنة إلى سوء القنية والاستسقاء والذي يكون بسبب الأعضاء الصدرية فيدلّ عليه سوء التنفس وسعال يابس وربما وجد صاحبه في المعاليق ثقلا وتمددا .
وأما علامات الأورام والصلابة والقرحة والشق وغير ذلك فسنذكر كلاً في موضعه فيجب أن نرجع إليه .
وأما دلائل ضعف القوة الهاضمة فهو أن الغذاء النافذ إلى الأعضاء يكون غير منهضم أو قليل الهضم أو فاسد الهضم مستحيلاً إلى كيفية رديئة .
وكثيراً ما تتهيج له العين والوجه ويكون الدم الذي يخرج بالفصد ضارباً إلى مائية وبلغمية اللهم إلا أن يكون من ضعف الماسكة فلا يمسك ريث الهضم .
وشرّ الأصناف أن لا ينهضم ثم ينهضم قليلاً ثم ينهضم رديئاً .
قال بعضهم ويتبع الأولين اختلاف مختلف الأجزاء والثالث اختلاف كدمّ عبيط .


وهذا كلام غير محصّل والغسالي من الاختلاف يدل على ضعف الهضم مع هضم قليل .
والأبيض الصرف يدل على أن الجاذبة ضعيفة جداً والهاضمة لست تهضم البتة لا سيما إذا خرجت كما دخلت وإن خرجت أشياء مختلفة دل على فساد هضم والبول في هذه المعاني أدل على الهاضمة والبراز على الجاذبة .
وأما دلائل ضعف الجاذبة فكثرة البراز ولينه وبياضه وإذا كان مع ذلك في البول صبغ دل على أن الآفة في الجاذبة فقط وخصوصاً إذا لم يكن في المعدة آفة ويؤكد ضعف الجاذبة هزال البدن .
وأما دلائل ضعف الماسكة فدلائل ضعف الهاضمة لتقصير الإمساك من حيث يتأدى إلى الأعضاء غذاء غير محمود النضج وعلى ذلك النحو إلا أن ذلك عن الهاضمة أكثر وعن الماسكة أقل .
ويكون الذي يخصّ الماسكة أن الكبد يسرع عنها زوال الامتلاء المحسوس بالثقل القليل بعد نفوذ الغذاء .
وأما علامات ضعف الدافعة فأن يقل تمييز الفضول الثلاثة ويقلّ البول ويقل مع ذلك صبغه وصبغ البراز وتقلّ الحاجة إلى القيام ولا تندفع السوداء إلى الطحال وتقل شهوة الطعام لذلك قطعاً ويجتمع في اللون ترهّل مع صفرة وسواد مخلوطين ببياض .
وكثيراً ما يؤدي إلى الاستسقاء وقد يؤدي أيضاً إلى القولنج البلغمي .
علاج ضعف الكبد : يجب أن يتعرف السبب في ضعف الكبد هل هو لمزاج أو مرض آلي وغير ذلك بالعلامات التي ذكرتها فيعالج كلاً بالعلاج المذكور فيه .
وأكثر ضعف الكبد يكون لبرد ما ولرطوبة أو يبوسة ولمواد رديئة محتبسة فيها فلذلك يكون أكثر علاجه بالتسخين اللطيف مع تفتيح وإنضاج وتليين مخلوطاً بقبض مقوّ ومنع العفونة وأكثر ذلك الأدوية العطرية التي فيها تسخين وإنضاج وقبض مثل الزعفران .
وقد ينفع أيضاً الأشياء المرة التي فيها قليل قبض فإنها بالحموضة تقوّي وتقطع وبالحلاوة تجلو وتفتح مثل حب الرمان ثم تراعي جانب الحرارة والبرودة بحسب ما يقتضيه المزاج فيقرن به ما يسخّن أو يبرّد ومن هذا القبيل الزبيب بعجمه بعد جودة المضغ .


وإذا دعاك داع إلى تحليل فلازمه عن القبض في أورام أو سدد أو غير ذلك إلا أن يكون هناك مزاج يابس جداً وربما افتقرنا باحتباس المواد فيها إلى الفصد والإسهال المقدر بحسب المادة إن كانت باردة لزجة فبمثل الغاريقون وإن كانت إلى رقة قوام وحرارة ما وكان هناك سدد فبمثل عصارة الغافث والأفسنتين مخلوطاً بهما ما يعين .
وربما كثر الإسهال والذرب فبادر الطبيب إلى أدوية قابضة يجلب منها ضرراً عظيماً بل يجب في مثل ذلك أن نستعمل المفتّحة والمقوّية بقبض معتدل وتفتيح صالح وخصوصاً العطرية خصوصاً مطبوخة في شراب ريحاني فيه قبض .
ومن الأدوية المشتركة لأنواع ضعف الكبد ويفعل بالخاصية كبد الذئب مجففاً مسحوقاً يؤخذ منه ملعقة بشراب .
وإذا عولج الكبد بالعلاجات الواجبة فيجب أن يقبل حينئذ على لبن اللقاح العربية .
ومن الأدوية الجيدة لضعف الكبد ما نحن واصفوه .
ونسخته : يؤخذ لك مغسول راوند صيني ثلاثة ثلاثة عصارة الغافت بزر الرازيانج بزر السرمق خمسة خمسة أفسنتين رومي ستة دراهم بزر الهندبا عشرة دراهم بزر كشوث ثمانية درهم بزر كرفس أربعة دراهم يتخذ منه أقراص أو سفوف .
ومن الأدوية المحمودة المقدمة على غيرها هذا الدواء .
ونسخته : يؤخذ زبيب منزوع العجم خمسة وعشرون مثقالاً زعفران مثقال وفي بعض النسخ نصف مثقال سليخة نصف مثقال قصب الذريرة مثقالان مقل اليهود مثقالان ونصف دارصيني مثقال سنبل ثلاثة مثاقيل أذخر مثقالان ونصف مر أربعة مثاقيل صمغ البطم أربعة مثاقيل دار شيشعان مثقالان عسل ستة عشر مثقالاً شراب قدر الكفاية .
وربما جعل فيه أفيون وبزر البنج .
وزعم جالينوس أن هذا الدواء مؤلف من الأدوية الموافقة بخواصها للكبد فمنها ما يقبض قبضاً معتدلاً مع إنضاج ومنها ما يجفف وينقي الصديد الرديء ومنها ما يصلح المزاج الرديء ومنها أدوية تضاد العفونة .


وأكثرها أفاويه عطرية كالدار صيني والسليخة فإنهما يضادان للعفونة ويصلحان المزاج ويدفعان السبب المفسد وينشفان الصديد الرديء ويدفعانه ويقاومان الأدوية القتالة والسموم وإن كان الدارصيني أقوى من السليخة .
وهذان الدواءان أقوى من جميع الأدوية العطرية وأما الدار شيشعان والزعفران فيجمعان إلى القبض إنضاجاً وتلييناً وإصلاحاً للعفونة .
وأما الزبيب فقد جعل وزنه أقل كسراً للحلاوة وليكون أوفق وهو من الأدوية الصديقة للكبد المشاكلة لها وهذه الصداقة من أفضل خواص الدواء النافع وفيه أيضاً إنضاج وتعديل للأخلاط وهو غير سريع إلى الفساد .
والشراب من الأدوية المرافقة ما لم يكن مانع سبق ذكره وفيه مضادة للعفونة والعسل فيه ما علمت والمقل ملين منضج محلل وكذلك علك البطم وفيه تفتيح وجلاء .
والذي يقع فيه الأفيون وبزر البنج فهو أيضاً شديد المنفعة إذا كان ضعف الكبد مقارناً لحرارة .
ولذلك صار الفلونيا مشترك النفع لأصناف ضعف الكبد على نسخته .
ومن الأدوية النافعة التي ليس فيها تسخين أن يؤخذ حن الناردين ثلاثة أجزاء ومن الأفسنتين الرومي جزآن ويسحقان ويعجنان بالعسل ويسقى منه .
ومن الكمادات الأدوية العطرية المعروفة مطبوخة بشراب ريحاني قابض وقد يخلط بها كعك ويجعل فيها دهن الناردين ونحوه ويؤخذ بصوفة ويكمد بها .
والضماد المذكور في الأقراباذين فيه حصرم وعساليج الكرم والورد وجميع ما ذكرنا في باب ضعف المعدة من الضمادات واللخالخ وضمادات مركبة من السعد والمصطكي والسنبل والكندر والسك والمسك وجوز السرو وفقاح الأذخر والبزور المعروفة ممزوجة بالميسوسن وإذا كان ضعف الكبد لسبب الحرارة وهو مما يكون في القليل دون الغالب فيجب أن تأمرهم بكل السفرجل والتفاح الشامي والكمثري الصيني والرمان المر والحامض إن لم يكن سدد كثيرة .
وماء الهندبا وماء عنب الثعلب مما ينفعهم ويؤمرون بتناول مرقة السكباج مصفاة عن دسمها متخذة بالكزبرة .


وإن لم تكن الحرارة شديدة طيبت بالدارصيني والسنبل والمصطكي .
ويوافقهم المصوصات المحشوة كزبرة رطبة مع قليل نعناع .
وإن لم تكن الحرارة شديدة جعل فيها الأبازير المذكورة وإذا رأيت تأثير الضعف في الكبد متوجهاً إلى الهاضمة قويت بما فيه قبض بقدر وعطرية وفيه إنضاج مثل الأدوية التي يقع فيها سنبل وبسباسة وجوزبوا وكندر ومصطكي وقصب الفريرة وسعد ونحوه .
وإن كان متوجهاً إلى الماسكة زدت في التقوية والقبض ونقصت من الاسخان أو قربت بمثل هذه الأدوية أدوية تقابلها في التبريد مثل الجلنار والورد والطراثيث وإن كان الضعف في الجاذبة قويت بما فيه قبض أقل جداً بل بما فيه من القبض قدر ما يحفظ قوة الكبد ولكن يكون فيه عطرية وتسخين واجتهدت في أن تعالج بالضمادات والأطلية والمروخات فإنها أشد موافقة في هذا الموضع واجتهدت أيضاً في تفتيح السدد .
وإن كان الضعف في الدافعة قوّيتها وسخنت الكلية والأحشاء بما تعلم في بابه وفتحت المسام بما تعلم .
واعلم أنه قد يكون كل ضعف من كل سوء مزاج فربما كان الواجب أن تبرد حتى تهضم وحتى تجذب فتأمل سوء المزاج الغالب قبل تأملك للضعف لكن أكثر ما يقع بسببه التقصير في الهضم هو البرد وكذلك في الجذب .
وأوفق الأغذية ما ليس فيه غلظ لزوجة كاللحمان الخفيفة والحنطة الغير العلكة وماء الشعير للمحرور على حاله وللمبرود بالعسل ومخ البيض نيمرشت وما أشبه ذلك .
ومن الباجات النافعة لهم حب رمانية بالزيت إذا طيّب بالدارصيني والفلفل .
والزبيب السمين نافع لهم جداً حتى أنه يمنع الإسهال الشبيه بماء اللحم .
فصل في سدد الكبد
السدد قد تعرض في خلل لحمية الكبد لغلظ الدم الذي يغذوها ولضعف دافعتها أو لشدة جاذبتها .
وقد يعرض في العروق التي فيها إما لضيقها لخلقتها أو يعرض من تقبض ونحوه أو لالتوائها لخلقة وإما لسبب ما يجري فيها .


وأكثر ما يكون من هذا القبيل يكون في شعب الباب لأن المادة السادة يتصل إليها أولاً ثم ينقضي عنها إلى فوهات العروق المتشعبة من العرق الطالع وقد خلفت الثفل هناك فلذلك أكثر السدد إنما تكون في جانب التقعير وربما أدى الأمر إلى أن تحدث سدد في المحدب .
والسدد إذا كثرت وطال زمانها في الكبد أدت إلى عفونات تحدث حمّيات وإلى أورام تؤدي والمادة التي تولّد السدّة أما خلط يسدّ لغلظه أو لزوجته أو لكثرته والامتلاء منه .
وإما ورم وإما ريح وإما كيفية مقبضة وأما ما يذكر من نبات لحم أو ثؤلول أو وقوف شيء على الخلط الغليظ فبعيد أو قليل نادر جداً وذلك لأن فوهات الأوردة عصبية لا ينبت على مثلها شيء وهي كثيرة .
فإن نبت لم يعمّ الجميع على قياس واحد .
وأما الفاعل للسدة فضعف الهضم والتمييز وضعف الدفع لسوء مزاج حار أو بارد وغير ذلك متولد فيه ومتأد إليه من خارج من هواء وغيره .
وأما المنفعل الذي هو مادة السدة فالمتناولات الغليظة من اللحمان ومن الطير خاصة ومثل المشتهيات الفاسدة والفحم والجص والأشنان والفطر وأجناس من الكمثوي ومثل الزعرور وما أشبهه والأصل فيه غلظه فإنه ربما كان بارداً لطيفاً رقيقاً فلم يحدث سدة .
وربما كان حاراً غليظاً حرارته بحسب غلظه فأورث السدة وقد كنا قلنا فيما سلف أن الشيء ربما كان غليظاً بالقياس إلى الكبد وليس غليظاً بالقياس إلى ما بعدها إذا انهضم في الكبد كالحنظة العلكة .
وكثيراً ما تقوى الطبيعة على دفع المواد السادة أو يعينها عليه علاج فيخرج إما في البراز إن كانت السدة في الجانب المقعر وإما في البول .
إن كانت السدة في الجانب المحدب وتظهر أخلاط مختلفة غليظة .
العلامات : جملة علامات السدد أن لا يجذب الكبد الكيلوس لأنه لا يجد منفذاً ولأن القوة الجاذبة لا محالة يصيبها آفة فيِلزِم ذلك أمران أحِدهما فيما يندفع والآخر فيما يحتبس والذي يندفع أن يكون رقيقاً كيلوسياً .
وكثيراً .


أما الرقة فلأن المائية والصفوة لم يجدا طريقاً إلى الكبد وأما الكيلوسية فلأن الكبد لم يكن لها فعل فيها فيحيلها من الكيلوسية إلى الدموية .
وأما الكثرة فلأن ما كان من شأنه أن يندفع إلى البراز ثفلاً قد انضاف إليه ما كان من شأنه أن ينفذ إلى الكبد فيستحيل كثير منه دماً وينفصل كثير منه مائية وينفصل بعض منه صفراء وبعضه سوداء وكل هذا قد انضاف إلى ما كان من شأنه أن يبرز برازاً فكثر ضرورة .
وأما الذي يلزم فيما احتبس فيه فالثقل المحسوس في ناحية الكبد وذلك لأن المندفع إلى الكبد إذا حصل فيها قبل أن يندفع عنها إلى غيرها ولو إلى البراز ثانياً وإن كان لا يندفع إلى غيره أصلاً فإنه يكثر ويمتلئ منه ما ينفذ فيه إلى السدّ الحابس عن النفوذ ويثقل فكيف إذا كان لا يندفع والثقل لا يكون في الورم أيضاً .
لكنه إذا كان هناك ورم كان الثقل في جنبه الورم فقط ولم يكثر ولم يكن شديداً جداً لكن الوجع يكون أشد منه وفي السدد الخالصة التي لا يكون معها سبب آخر لا يكون وجع شديد فإن كان فشيء قليل ولا يكون حمّى .
وقد يدل على الورم دلائل الورم وما يخرج من جانب البول والبراز وغير ذلك مما يقال في باب الأورام .
وصاحب السدد يكون قليل الدم فاسد اللون وإذا كان هناك ريح دل عليه مع الثقل تمدد مثقل .
وأما الذي يكون على سبيل القبض فيدلّ عليه تقدّم الأسباب القابضة مثل شرب المياه القابضة جداً ويدل عليه اليبس الظاهر في البدن وقد يتبع السدد عسر في النفس أيضاً بمشاركة أعضاء النفس للكبد .
علاج السدد : الأدوية المحتاج إليها في علاج سدد الكبد الحادثة عن الأخلاط هي الأدوية الجالية والتي فيها إطلاق معتدل وإدرار بحسب الحاجة وإذا كانت السدد في الجانب المقعر استعمل ما يطلق وإذا كانت في المحدب استعمل ما يحرّ .
والأجود أن يقدم عليها ما يفتح ويقطع ويجلو .


وإذا أزمنت السدد احتيج إلى فصد من الباسليق وإلى مسهّل وأما وقت السقي وما يجب أن يراعى بعد السقي من مثل ماء الأصول ونحوه فقد ذكر في القانون الكلي .
وهذه الأدوية الجالية ربما سقيت في أصول الهندبا ومائه أو في مثل لبن اللقاح العربية المعلومة مثل الرازيانج والهندبا والشيح والبابونج والأقحوان والأذخر والكشوث والشاهترج أو في الشراب أو في طبيخ البزور أو طبيخ الأفسنتين وإن لم ير في البول رسوب ظاهر وعلامة وأما إذا كان السبب ورماً أو ريحاً فيجب أن يعالج السبب بما يذكر في بابه وينتفع في مثله بسقي لبن اللقاح وإعقابه بالإسهال بالبقول والخيار شنبر ونحوه وبإدرار لطيف بماء ليس فيه تهييج وحرارة مما نذكر في بابه .
وإن كان السبب ضيقاً في الخلقة وفساد وضع في هذه العروق دبر بتدبير منبه صغر الكبد وإن كان لتقبض حدث ويبس دبر بالملينات المفتحة من الألبان وغيرها مما ذكر في باب ترطيب الكبد .
والأدوية المفتحة منها باردة ومنها قريبة من الاعتدال ومنها حارة يحتاج إليها في المزمنات .
فأما الباردة فمثل الهندبا البستاني والبري ومثل الطرحشقوق وماء لسان الحمل مع وورقه وأصوله وجميع ما يدرّ مع تبريد .
والكشوث مفتّح جيد وليس ممعناً في الحر والراوند كذلك والأفسنتين أيضاً .
وإن كانت فيه حرارة ما فلا بأس باستعماله في السدد المقاربة للحرارة والبرودة جميعاً فيجب الإدمان عليه أو على طبيخه وخصوصاً في ماء الكشوث وماء الهندبا وأصله والغافت واللوز المرّ فإنها كلها متقاربة ويقرب من هذا عصارة الرازيانج الرطب وعصارة الكرفس بالسكنجبين القوي البزور .
وإن احتيج إلى حرارة أكثر فبالعسل ومائه والسكنجبين العسلي وأما القريبة من الاعتدال فالترمس فإنه أفضل دواء يراد به تفتيح الكبد من في إسخان أو تبريد .


والكمافيطوس يقرب منه إلا أنه أسخن منه قليلاً وإن سقّي بماء الهندبا اعتدل وخلّ العنصل والسكنجبين العنصلي والهليون وأصل السوسن من هذا القبيل .
واللكّ أيضاً وهذه تسقى بحسب الواجب إما بمثل ماء الهندبا أو ماء الكشوث إن كان المزاج إلى حرارة أو بالشراب وماء البزور وماء الترمس وطبيخ الأفسنتين ونحوه والسكنجبينات البزورية على طبقاتها وخل الثوم وخلّ الأنجدان وخلّ الزيز وخل الكبر .
وأما التي إلى الحرارة فالمدرات القوية مثل الأسارون والسليخة وفطر أساليون والزراوند المدحرج والفوّة والإيرسا والفستق والغاريقون والأفتيمون والعنصل والمجعد والقنطوريون الدقيق وعصارته والجنطيانا والترمس والسكنجبين العسلي العنصلي الذي يتخذ بالقوة ونحوه والتين المنقوع في دهن اللوز .
ومن الأدوية المركّبة القوية أقراص عدة ذكرنا نسختها في الأقراباذين مثل أقراص اللك والأفسنتين وأقراص اسقولوقندريون ودواء اللك ودواء الكركم وأمروسيا والأثاناسيا وترياق الأدوية وترياق الأربعة وشجرينا وارسطون ومعجون جنطيانا ومعجون الراوند بسقمونيا أو بغير سقمونيا ومعجون فيحارسطرس ومعجون الانجدن الأسود والشهرياران والمعجون الفلفلي والفودنجي خاصة والفلوبيا ودواء المسك المر ومعجون ذكرناه في الأقرباذين يتخذ من المسك وسفوفات وحبوبات ذكرناها هناك وأدوية ذكرناها في باب صلابة الطحال والكبد .
وهذا المعجون الذي نذكره قوي في تفتيح سدد الكبد والطحال وعجيب في الغاية .
ونسخته : يؤخذ أشق أوقية مصطكي وكندر من كل واحد خمس كرمات قسط وغافث من كل واحد أربع كرمات فلفل ودار فلفل من كل واحد ست درخميات ساذج ثمان كرمات سنبل الطيب وبعر الأرنب من كل وأحد تسع كرمات يعجن بعسل منزوع الرغوة والشربة ملعقة في شراب أنفع فيه بعض الأدوية السددية أو في ماء الأصول .
أخرى : مما هو أخص عن ذلك وهو أن يؤخذ من السنبل الرومي ثلاثة أجزاء ومن الأفسنتين جزء ويدق ويعجن بعسل ويعطي .


وأيضاً : يؤخذ غاريقون مع عصارة الغافت نافعة جداً .
ومن ذلك أن يسقي أصول الفاوانيا مع السكنجبين فإنه نافع وهذه صفة دواء نافع من سدد الكبد والطحال .
ونسخته : يؤخذ العنصل والبرشياوشان واللوز المر والحلبة وأطراف الأفسنتين أجزاء سواء يطبخ ويؤخذ طبيخه مع عسل .
صفة معجون نافع من سدد الكبد القريبة العهد : وهو أن يؤخذ من الفلفل أوقية ونصف ومن السنبل الطيب ثلاث كرمات أو ست بحسب اختلاف النسخ ومن الحلبة ومن القسط ومن الأشق والأسارون ست كرمات ومن العسل ومن الأشربة السكنجبين السكري البزوري وأقوى منه العسلي البزوري والعنصلي وماء العسلي المطبوخ فيه الأفاويه العطرة التي فيها قبض طبخاً قوياً ومطبوخ الترمس المرّ وقد جعل فيه عصارة الغافت ومطبوخ جعل فيه أصل الكبر وأصول الرازيانج وأصل الكرفس والأذخر ولكّ والفوّة والحلبة ومطبوخ الغافت وشراب الأفسنتين ونقيعه والنقيع المتخذ من الصبر والأنيسون واللوز المر .
وأما المسهّلات الموافقة لهذا الباب حين ما يحتاج إلى إسهال فلا يجب أن يستعمل منها القوي إلا عند الضرورة الشديدة بل يجب أن تكون خفيفة لأن المادة في القرب من الدواء ولأن العضو إن كان فيه قوة كفاه أدنى معين على الدفع .
ومن الأدوية الجيدة لهذا الشأن أيارج فيقرا والبسفايج والغاريقون والافسنتين يسقى من أيارج فيقرا للقوي إلى مثقال ونصف وللضعيف إلى مثقال وهو بدهن الخروع أقوى وأجود .
وسفوف التربد مع الجعدة المذكورة في الأقرباذين نافع جيداً فإنه يفتح ويسهّل معاً .
وإذا احتيج إلى مسهّلات أقوى لم يكن بد من مثل حبّ الاصطمخيمّون وحب السكبينج وربما احتيج إلى مثل التيادريطوس واللوغاديا .


وأما الأضمدة النافعة : فمثل الضماد المتخذ من الجعدة ودقيق الترمس والبزور المدرة ومثل الضماد المتخذ من الحلتيت والأشق والأفسنتين وكمافيطوس ومصطكي والزعفران بدهن وأما تدبير الغذاء فيجب أن يجتنب كل غليظ من اللحمان والخبز الفطير والخبز المتخذ من سميذ لزج علك والشراب الغليظ والحلو والأرز والجاورس والأكارع والرؤوس والقلايا المجففة والأدوية المجففة بل المطبوخ أوفق له والتمر والحلاوات كلها خصوصاً ما فيها لزوجة وغلظة كالأخبصة والهبط والفالوذج والقطايف ويجتنب جميع ما ذكرناه مما يولّد السدد ويجب أن لا يعقب طعامه الحمام فتجتلبه الطبيعة ولما ينهضم .
وكذلك يجب أن لا يستعمل عليه حركة ولا رياضة ولا تشرب عليه كثيراً ويبعد من الأكل والشرب خصوصاً شرب الشراب فإنه يدخل الطعام على الكبد غير منهضم ويجب أن يكن عجين خبزه كثير الخمير والملح مدركاً والشعير والخندروس والحمص والحنطة الخفيفة الوزن والباقلى كلها جيدة له ولا بأس بالشراب العتيق الرقيق الصرف ويجب أن يخلط في أغذيته الكرّاث ونحوه والهليون نافع له والكبر وغير ذلك من الأدوية ما أنت تعلمها .
فصل في النفخة والريح في الكبد
قد يجتمع في أجزاء الكبد وتحث أجزاء غشائه بخارات فإذا احتبست وكثفت واستحالت ريحاً نافخة لا تجد منفذاً إما لكثرتها وإما السدد في الكبد فذلك هو النفخة في الكبد .
وقد يحسّ معه بتمدد كثير ولا يكون معه ثفل كثير كما في الورم والسدد ولا حمّى كما يكون في الورم .
ويحدث إما لضعف القوة الهاضمة أو لأن المادة الغذائية أو الخلطية من شأنها أن تهيّج ريحاً وربما كانت هذه الريح محتبسة تحت الكبد كما تحتبس تحت الطحال فيحرّكه الغمز ويحدث القراقر .
وأكثر ما يدلّ على الريح تمدد يبتدئ ثم يزيد وفيه انتقال ما ولا يتبعه تغير حال في السحنة واللون خارج عن المعتاد وربما سكن الغمز والنفخة وحلّلها وبدّد مادتها .


العلاج : يقرب علاجه من علاج السدد وبالأدوية الملطّفة المحللة المذكورة فيه والمعجونات المذكورة وينفع منه الحمّام على الريق والشراب الصوف الرقيق على الريق وقلة شرب الماء البارد والتكميدات بالخرق المسخّنة وبالأفاويه المحللة والضمّاد المتخذ بالمصطكي والأذخر والسنبل وحب البان والمراهم المتخذة من مثل دهن الناردين والمصطكي بالبزور .
فإن كان التكميد يحرك فيجب أن يراعي جانب المشاركة فإنه إن امتد الوجع إلى جانب المعي أسهلت أولاً ثم حلّلت الريح وإن امتدّ الحجاب والشراسيف إلى خلف استعملت المدرات أيضاً ثم محللات الرياح حسبما أنت تعلم ذلك .


القانون
القانون
( 43 من 70 )

فصل في وجع الكبد
الكبد يحدث بها وجع إما من سوء مزاج مختلف في ناحية غشائها إما من ريح ممدة وإما من سدد وإما من أورام حارة أو صلبة إذ كانت الأورام البلغمية قلما تحدث وجعاً وقد يكون لحركة الأخلاط في البحرانات ويعرف جهتها من الدلائل المعلومة في الإنذارات وقد يكون من الضعف فلا تحتمل ما يصير إليها من الغذاء فتتأدى به لفافتها وقد يحدث في حركات المواد البحرانية فيحدث ثقلاً ووجعاً في نواحي الكبد والوجع الشديد جداً إلا أن يكون من ورم حار شديد أو من ريح فلذلك إذا لم تكن حمّى وكان وجع شديد فسببه الريح ولذلك ما كانت الحمّى الطارئة عليها تحللها كما ذكر أبقراط وقد ذكر أبقراط في كتاب منسوب إليه يزعمون أنه وجده في قبره أنه إذا عرض وجع في الكبد مع حكة شديدة في القمحدوة ومؤخر الرأس وإبهامي الرجلين وظهر في القفا شيء شبيه بالباقلا مات العليل في الخامس قبل طلوع الشمس .
ومن عرض له هذا اعتراه عسر البول للسدّة مع تقطير لآفة في العضلة .
أقول أنه يشبه أن تكون المائية الخبيثة إذ لا تندفع في البول ينفذ بوجه من الوجوه النفوذ في الأطراف فيحدث بمرارتها وبورقيتها حكّة شديدة .
العلامات : قد علمت علامة كل شيء مما ذكرناه في بابه .
المعالجات : قد ذكر أيضاً لكل شيء في بابه لكن الناس قد ذكروا لأوجاع الكبد أدوية ذكروا أنها تنفع منها قولاً مطلقاً وأكثر نفعها في النوع الضعفي منها ونحن نورد بعضها .
والمعول على ما ذكرناه قالوا ينفع من ذلك أقراص الراوند بنسخها المختلفة ومعجون الراوند ودواء الكركم ومعجون السذاب المسهل ومعجون قردمانا ومعجون فودبانوس ومعجون قيصر وأثاناسيا الصغير والكبير والتمري قوينا ومعجون أسفلينيارس وأقراص العشرة ومعجون جالينوس المنسوب إلى قومامت .


قالوا : ومما ينفع منه أوقيتان من عصارة ورق الصنوبر العفص بالسكنجبين أو سلاقته مع الراوند وزن نصف درهم والزعفران وزن ثلاثة دراهم ومع شيء من بزر الكرفس والرازيانج .
وأيضاً يؤخذ من الورد أربعة دراهم ومن السنبل والمصطكي درهمان درهمان من عصارة الغافت وعصارة الأفسنتين واللك والراوند والزعفران وفقاح الأذخر وفوة الصبغ والأسارون والبزور الثلاثة والعود الخام من كل واحد وزن درهم ثم عود البلسان وزن نصف درهم وإذا كان وجع مع إسهال فقد وصفوا هذا الدواء .
ونسخته : يؤخذ دردري الخل المطبوخ ولك وراوندصيني وسنبل من كل واحد مثقال خبث الحديد وزن سبعة دراهم يشرب على أوقيتين من ماء الكزبرة ويجب في جميع ذلك هجر الغليظ من الأغذية واللحمان ويقتصر على الخفيف اللطيف من الطيور وغيرها كما علمت وخصوصاً إذا كانت هنا حرارة .
ومن الأضمدة ضماداً لقردمانا وضماد الفربيون وضماد كليل الملك
المقالة الثالثة أورام الكبد وتفرق اتصالها
فصل في قول كلي في أورام الكبد وما يليها
الأورام الحادثة في نواحي الكبد منها ما يحدث في نفس الكبد ومنها ما يحدث في العضلات الموضوعة عليها ومنها ما يحدث في الماساريقا . والذي يحدث في نفس الكبد فمنه ما يحدث في أجزائها العالية وإلى الجانب المحدب ومنه ما يحدث في أجزائها السافلة وإلى الجانب المقعر ومنها ما يحدث في حجبها وأغشيتها وفي عروقها .
وهذا القسم في الأقلّ وربما عم الورم أصنافاً من أجزائها ثم الورم نفسه لا يخلو إما أن يكون فلغمونيا دبيلة وغير دبيلة أو صفراوياً أو بلغمياً أو صلباً سرطانياً وغير سرطاني وإما نفخة ريحية .
وأسباب ذلك مزاج حار مع حميات منهكة أو بغير حميات أو مزاج بارد يمنع الهضم والدفع أو ضعف في المعدة أو سدة تجمع الأخلاط ثم تنفذها في أجزاء الكبد تنفيذاً غير طبيعي .


والصفراء أيضاً نحو ذلك من أسباب هذه السدة وإذا كانت السدة إلى جانب المرارة جعلت الدم يغلي ويتشرب في أجزاء الكبد تشرباً غير طبيعي لكثرة المرار .
وبالجملة فإن كثرة المرار إحدى أسباب ورم الكبد الحار وربما كان لمشاركة المعدة فيفسد الهضم والأغذية المسخنة والغليظة والتي لا تنهضم جيداً معينة على حدوث الأورام في الكبد وكذلك إذا كانت الكبد شديدة الجذب فتجذب فوق الذي ينبغي ويتبعه مما حقه أن يندفع شيء صالح فيهيئ الورم وقد يحدث لضربة أو وثى وكل ورم .
في الكبد متخزّن فإنه إن كان من جانب التحديب كان بحرانه بعرق أو إدرار أو رعاف .
وإن كان من جانب التقعير فبحرانه بعرق أو قيء أو إسهال .
والورم الذي في الحدبة أردأ من الذي عند التقعير وكل ورم يحصل في الكبد حار أو بارد فإنه بما يسد لا يخلي إلى البدن إلا دماً مائياً ومع ذلك يضعف الكبد عن تمييز المائية ومع ذلك فيحتبس كثيراً من المائية في الماساريقا .
وهذه هي سبب الاستسقاء اللحمي والزقي وإذا انتقل الورم الحار من الكبد إلى الطحال فهو سليم وإذا انتقل من الطحال إلى الكبد فهو رديء .
العلامات الكلية لأورام الكبد بالمشاركة : أما العلامات العامة فأن يجد العليل ثقلاً تحت الشراسيف لازماً ويجد هناك وجعاً يشتدّ أحياناً لا كما في السدد فإنها لا تخلو عن وجع قوي وتتغير معه السحنة لا كما في النفخة فلا تتغير ويكون معه انجذاب الترقوة إلى أسفل في كثير من الأوقات ليس دائماً وإنما يكون هذا الانجذاب لتمدد الأجوف والمعاليق ولا يعرض في أورام الكبد الحارة وغيرها ضربان لأن الشريانات تتفرق في غشائها ولا ثقل فيها إلا بقدر غير محسوس وقد يشارك أضلاع الخلف أوجاع الكبد وأورامها العالية والصاعدة وإن لم يكن مشاركة دائمة .


وأصحاب أورام الكبد وخصوصاً الأورام الحارة والعظيمة لا يقدرون أن يناموا على الجانب الأيمن ويثقل أيضاً عليهم النوم على الجانب الأيسر لتمدد الورم إلى أسفل بل أكثر ميلهم إلى النوم المستلقي .
فإن كان الورم في جانب الحدبة وجد الثفل هناك وأحسَ بامتداد عند المعاليق ووقع الحس على الورم وقوعاً أظهر وخصوصاً في القضيف وحدث سعال يابس ضيق نفس وخصوصاً إذا تنفس بقوة لمشاركة الحجاب والرئة إياها في الأذى ويقل بول وربما احتبس أصلاً إذا كان الورم عظيماً لما يحدث من السدّة في الجانب المحدب ومن ضعف الدافعة والثقل فيه أكثر مما في الكائن عند التقعير لأن جانب التقعير يعتمد على المعدة ويكون الثقل أكثر وانجذاب الترقوة إلى أسفل من اليمين أقل وخصوصاً فيمن كانت حدبة كبده غير شديدة الالتصاق والملاقاة للأضلاع .
وأما انجذاب الترقوة إلى أسفل ومشاركة الترقوة في وجع الكبد فهو في متصل الكبد ويقل الفواق في الحدبي ويكثر في التقعيري لبعد الحدبة عن فم المعدة .
وأما إذا كان الورم في التقعير والجانب الأسفل كان الثقل أقل لاعتماده على المعدة ولم يكن سعال وضيف نفس يعتد به ولم يقع تحت المس وقوعاً يعتدّ به ولكن كان الوجع أشدّ للمزاحمة الكائنة هناك وخصوصاً إذا جذبت المراق .
وإذا كانت أورام الكبد عظيمة مال الطبع إلى الاستلقاء عن الاضطجاع فإن أفرط تعذر الاستلقاء عن الاضطجاع أيضاً .
وأورام الجانب المقعر يستصحب أورام الماساريقا كثيراً .
وبالجملة إذا كان الورم في الجانب المقعر كانت المعدة أشدّ مشاركة فيظهر الفواق والغثيان والعطش إن كان الورم حاراً .
زعم بعضهم أن المشاركة بينهما بعصبة رقيقة تصل بين الكبد وبين فمّ المعدة فلذلك يحدث الفواق وقال بعضهم : لا يحدث الفواق إلا عند ورم عظيم بضغط فم المعدة ويرى جالينوس أن السبب فيه ما ينصب إلى المعدة في فمها من الورم الحار من خلط حاد .


وبالجملة أن الفواق عند الجماعة لا يظهر إلا عن ورم عظيم لأن المسافة بعيدة بين الكبد وفمّ المعدة وإن كانت عصبة يتشاركان فيها وتصل بينها فهي رقيقة جداً .
وبالجملة ما لم يكن ورم عظيم لم يكن بين الكبد والمعدة مشاركة في أكثر الأمر .
والكائن من أورام الكبد بقرب الأغشية والعروق أشد وجعاً وأضعف حمّى إن كان حاراً وإذا كان الورم في الجانبين جميعاً ظهرت العلامات التي للجانبين وربما شارك جانب جانباً إلى حدّ غير كثير وقد يؤدي جميع أصناف أورام الكبد الحارة والباردة إلى الاستسقاء واعلم أن ورم الكبد إذا قارنه إسهال فهو مهلك .
فصل في فروق الكبد
وورم العضلات الموضوعة عليه في المراق
يعرف الفرق بينهما من جهة الوضع ومن جهة الشكل ومن جهة الأعراض . أما من جهة الوضع فلأن ورم العضل يظهر دائماً وورم الكبد قد لا يظهر وخصوصاً التقعيري وفي السمين اللهم إلا أن يكون آمراً متفاقماً .
والعضل وضعه إما في عرض أو في طول أو في وراب يأخذ أحد العضلة .
وقد دللنا عليه في التشريح .
وأما في الشكل فإن شكل ما يظهر من أورام الكبد هلالي بحسب وضع الكبد يحسّ بفصل انقطاعه المشترك .
وأما العضلي فهو مستطيل أحد طرفيه غليظ والآخر رقيق وكأنه ذنب الفارة ولذلك لا يحصل بفصل انقطاعه المشترك بل تراه طويلاً يلطف في طوله قليلاً قليلاً وربما لم ينل منه إلا شيئاً في الغور مستطيلاً إذا كان في العضل الغائرة الموربة وهو أشبه بأورام الكبد .
وأما من جهة الأعراض فإن الأعراض الخاصية والمشاركة التي تعرض للأورام التي في الكبد لا يكون منها في أورام العضل شيء يعتدّ به وإذا رأيت المراق يبادر إلى القحل واليبوسة فاحدس أن الورم كبدي .
فصل في الورم الحار
أسبابه من جملة أسباب الورم ما فيه حرارة .


وأما علاماته فالعلامة المذكورة للأورام الجامعة والتي في بعض الأجزاء ويكون هناك حمّى حادة إذا كان الورم في اللحمية ويشتدّ العطش وتقل الشهوة ويحدث الفواق والغثيان وقيء الصفراء أولاً ثم الزنجاري والكرّاثي ثم السوداء ويحدث برد الأطراف واسوداد اللسان والغشي كل ذلك خصوصاً إذا كان الوَرم تقعيرياً ويكون سوء تنفس وألم يمتد إلى خلف وإلى الترقوة ولذع وخصوصاً إذا كان الورم في الحدبة .
وإذا كان في التقعير فإنه يؤثر في أمر التنفس إذا استنشق هواء كثير جداً بتمديد الورم للحجاب وضغطه إياه وضايق الاستنشاق وربما أحدث سعالاً .
ويعرضَ للسان كيف كان اصفرار واحمرار شديد ثم يضرب إلى السواد ثم يتغير لون البدن كله خصوصاً إذا كان الورم في الحدبة .
وإذا كانت القوة قوية وخصوصاً قوة المعدة خصوصاً والورم في التقعير استمسكت الطبيعة وإن كانت القوة في البدن والمعدة ضعيفة استسهلت الطبيعة .
قال أبقراط : البراز الخاثر الأسود في أول المرض الحار دليل على أن في الكبد ورماً حاراً عظيماً .
هذا ويكون النبض موجياً عظيماً متواتراً سريعاً .
والورم الحار إما أن يتحلل فتبطل أعراضه وإما أن يجمع فتكون معه علامات الدبيلة وسنذكرها .
وإما أن تصلب فينتقل أيضاً إلى علامات الورم الصلب وتبطل علامات الحار .
وأكثر سبب انتقاله إلى الصلابة الإفراط في التبريد والتقبض واستعمال المغلظات في الورم الحار .
والفرق بينه وبين ذات الجنب أن السعال لا يعقب نفثاً وأن الوجع يكون في اليمين وثقيلاً ولون اللسان ولون البدن يتغير معه والنبض لا يكون منشارياً جداً ويتناول إن باليد كان عند الحدبة ويدلّ عليه تكلف النفس العظيم والاستنشاق الكثير إن كان في المقعر لضغط الورم الحجاب وتمديده إياه وربما هاج حينئذ سعال وبحران وبحران أورام الكبد الحارة الحديبة .


وأورام عضلها أيضاً الحارة يكون برعاف وخصوصاً من الأيمن أو بعرق أو بول محمودين والتقعيرية تكون بعرق أو اختلاف مراري أو قيء .
فصل في الماشرا الكبدي
الثقل في الماشرا أقلّ واللهيب واللذع واسوداد اللسان وانصباغ البول الشديد أكثر ويكون اللون إلى صفرة ويكون نوائب اشتداد الحمى غباً ويكون انتفاعه بالبارد الرطب أشدّ والنبض أصلب وأشبه بالمنشاري منه بالموجي الصرف وأصغر وأشد تواتراً وسرعة وأنت تعرف فصل في الفلغموني : يدل عليه علامات الورم الحار وبمخالفة ما نسبناه إلى الماشرا في الخواص وحمرة الوجه ودرور العروق .
فصل في الأورام الباردة في الكبد
هذه الأورام يكون فيها ثقل ولكن لا يكون فيها عطش ولا حمى ولا سواد لسان وثقل ويحس معه في المعدة بشبه تشنج ويدل عليه السن والتدبير والمزاج واللون على ما سلف منا بيان ذلك .
فصل في الورم البلغمي
يدل عليه تهيح الجلد ورصاصية اللون وأن لا يحس بصلابة وشدة لين النبض مع سائر علامات الورم البارد المذكور وأنت تعلم جميع ذلك .
فصل في الورم الصلب والسرطاني
أكثر ما يحدث يحدث عن ورم تقدمه وقد يحدث ابتداء وقد يحدث عن ضربة فيبادر إلى الصلابة ويدلّ عليه المسّ فيمن ينال المس ناحية كبده .
ولولا مبادرة الاستسقاء إلى صاحبه لظهر للحس ظهوراً جيداً فإن المراق تهزل معه وتضعف فيشاهد ورم هلالي من غير وجع يعقل بل ربما آذى عند ابتداء تناول الطعام وخف عند الجوع وهو طريق إلى الاستسقاء .
وقد يدل عليه شدة الثقل جداً بلا حمى وهزال البدن وسقوط الشهوة وكمودة اللون وأن يقل البول وربما أعقب الأعراض الورم الحار فإنها إذا زالت ولم يبق إلا الثقل وازداد لذلك عسر النفس دل على أن الورم الحار صلب .
وعسر النفس والثقل بلا حمى يشتركان للصلب والسدد ويفترقان بسائر ما قيل ويتبعه الاستسقاء خصوصاً اللحمي لضعف تميز المائية إلا الرشح الرقيق منه فيجري المائية في الدم في الأعضاء ويحدث اللحمي والتهيج .


والكثيف عن المائية قد يصير أيضاً إلى فضاء البطن على ما نذكره في باب الاستسقاء فيكون الزقيّ ويهلكون في أكثر الأمر بانحلال الطبيعة لانسداد المسالك إلى الكبد فتنحل قواهم وهؤلاء لا يعالجون إلا في الابتداء .
وربما نجع العلاج .
وإذا طالت العلة لم ينفع العلا فإن كان الصلب سرطانياً كان هناك إحساس بالوجع أشد وكان إحداث الآفة في اللون وفي الشهوة وغير ذلك أكثر وربما أحدث فواقاً وغثياناً بلا حمّى وإن لم يحس بالوجع كان في طريق إماتة العضو واعلم أن الكبد سريعة الانسداد والتحجّر وخصوصاً إذا استعملت المغلظة والمقبضة في الورم الحار استعمالاً مفرطاً .
فصل في الدبيلة
أكثرها يكون بعد ورم حار فإن أخذ يجمع صار دبيلة وإذا أخذ يجمع اشتدت الحمّى والوجع والأعراض أولاً ثم حدثت قشعريرات مختلفة وتعقر الاستلقاء فضلاً عن النوم على جانب فإذا جمع لان المغمز وسكنت الأعراض .
وإذا انفجر حدث نافض واستطلق قيحاً ومدة أو شيئاً كالدردي ووجد بذلك خفاً وانحلالاً من الثفل المحسوس .
وانفجاره يكون إما إلى ناحية الأمعاء ويخرج بالبراز وإما إلى ناحية الكلي فيخرج بالبول وإما إلى الفضاء الذي في الجوف فيجد جفافاً وضموراً ولا يشاهد استفراغاً في بول أو برازاً .
والدبيلة قد تكون غائرة في الكبد وقد تكون إلى ظاهرها وغير غائرة .
والمدة تختلف فيهما فتكون في الغائرة سوداء وفي غير الغائرة إلى البياض لتعلم ذلك .
فصل في ورم الماساريقا
يشارك في علاماته علامات ورم الكبد لكن الحمى في الحار منه تكون ضعيفة ليست في شدة حمى الورم الكبدي ويكون الثقل مع تمدد أغور إلى البطن والمعدة وقد يكون فيها التمدد أكثر من الثقل فإذا لم تجد علامات سدد الكبد ولا علامات أورام الكبد ووجدت البراز كيلوسياً رقيقاً ليس لسبب ضعف الهضم في المعدة ودلائله وكان هناك تمدد وحمى خفيفة فاحكم بأن في الماساريقا ورماً حاراً .


وأما الورم الصلب فيعسر التفريق بينه وبين سدد الماساريقا إلا بحدس بعيد فإن خرج شيء صديدي بعد أيام فاعلم أنه عن ورم .
وهذا الصديد يفارق الصديد الكائن عن مثله في الكبد بأن ذلك إلى الحمرة والدموية وهذا إلى القيحية والصفرة .
فصل في المعالجات والأول علاج الورم الحار الدموي
أول ما يجب عليك أن تنظر حال الامتلاء وحال القوة والسن والوقت وغير ذلك مما تعرفه وتطلب منها رخصة في الفصد فتفصد إن أمكنك من الباسليق وإلا فمن الأكحل وإلا فمن القيفال .
وإن كانت القوة قوية أخرج ما يحتاج إليه من الدم في دفعة واحدة وإلا فرقت وشرحته في مرات .
واعلم أنك إذا لم تفصد وتركت المادة في الكبد واستعملت القوابض والرواح أوشك أن يصلب الورم .
وإن استعملت المحللات أوشك أن يهتج الألم والورم فافصد أولاً ولا تقتصر في ذلك إذا لم يكن مانع قوي وأخرج دماً وافراً واعلم أنك تحتاج في ابتدائه إلى ما هو القانون في مثله من الردع والتبريد .
لكن عليك حينئذ بأن تتوقى جانب الصلابة فما أسرع ما تجيب إلى الصلابة فلذلك يجب أن يكون مخلوطاً بالملطفات المفتحات والأطلية الباردة وربما أدى إفراط استعمالها إلى التصليب . وربما كفاها دخول الحمام وربما تفجّرت إلى الكلية .
واعلم أن كثيراً من الأدوية التي فيها قبض ما وبرد وكذلك من الأغذية التي بهذه الصفة مثل الرمان والتفاح والكمثري فإنها تضر من جهة أخرى وذلك لأنها تضيق المنفذ إلى المرارة فلا تتحلب الصفراء ويكون ذلك زيادة في الورم وشراً كثيراً .


فالتقبيض مع أنه لا بد منه في أول العلة وفي آخرها أيضاً عند وجوب التحليل لحفظ القوة وتخاف منه خلتان التحجير وحبس الصفراء في الكبد وأنك تحتاج لذلك أيضاً إلى أن تبادر إلى تدبير التحليل في هذه العلة أكثر من مبادرتك في سائر الأورام خوفاً من التحجّر والصلابة ودفعاً لما عسى يرشح من صديد رديء لا يخلو عن ترشحه الأورام الحارة لكن التحليل والتفتيح ربما أرخى القوة وقرب الموت كما حكى جالينوس من حال طبيب كان يعالج أورام الكبد بالمرخيات التي تعالج بها سائر الأورام مثل أضمدة متخذة من الزيت والحنطة والماء وإطعامه الخدروس .
وكان الواجب أن يطعم ما فيه جلاء بلا لزوجة وغلظ وأن يخلط بالمحللات أدوية فيها قبض وتقوية وعطرية كالسعد وقصب الذريرة والأفسنتين وأن يستعمل من هذه قدر ما يحفظ القوة ولا يفرط ويكون العمدة في أوله الردع بقوة وفي أوسطه التركيب وفي آخره التحليل مع قوابض من هذا القبيل .
وإن كانت الحاجة إلى تقوية التحليل وتعجيل وقته ماسة فلم يقبل من جالينوس وأنذره جالينوس في مريض آخر اجتمعا عليه فإن هذا المريض يموت بانحلال القوّة وبعرق لزج يسير فهذا التحليل هو ذا يحتاج أن يبادر به في وقت وجوب الردع ويحتاج إلى أن لا يخلى عن القبض والتغرية في حال وجوب التحليل الصرف ومراعاة جميع هذا أمر دقيق . واعلم أن هذا العضو كما هو سريع القبول للتحجر كذلك هو سريع القبول للتهلهل وربما كان التفتيح والتحليل سبباً للتفجير .
وإذا استعملت محللاً فلا تستعمله من جنس ما يلذع فيهيّج الورم وماء العسل - وإن كان يجلو بلا لذع - فإنه حلو والحلو يورث السدد فلذلك كان في ماء الشعير مندوحة كافية لأنه يجلو بلا لذع ولا يحدث سدة ثم يمكن أن يقوي تفتيحه وجلاؤه بما يخلط إن احتيج إلى زيادة قوة .


واللذاعة والقابضة أكثر ضرراً بالمقعّر منها بالمحدب لأنها تغافص بقوتها وتحدث السدة في أول المجاري وفي الحدبة تكون مكسورة القوة وتلاقي آخر الفوهات .
ثم يجب أن تعرف الجانب المعتل فإياك أن تمرّ والعلة في المقعر أو تسهل والعلة في الحدبة فتجعل المادة في الحالين جميعاً أغور بل يجب أن يستفرغ من أقرب المواضع فيستفرغ من الورم الذي في الجانب المقعر من جانب الإسهال والذي في المحدب من جانب الإدرار وإياك أن تترك الطبيعة تبقى مستسمكة فإن في ذلك أذى عظيماً وخطراً خطيراً ولا أيضاً أن تتركها تنطلق بإفراط فتسقط القوة وتخور الطبيعة بل عليك أن تحل المستمسك باعتدال وتحبس المستطلق وأما الأدوية الصالحة لأورام الكبد في ابتداء الأمر إذا كانت هناك حرارة مفرطة فماء الهندبا وماء عنب الثعلب مع السكنجبين السكري وماء الشعير وماء عصا الراعي وماء لسان الحمل وماء الكاكنج وماء الكزبرة الرطبة وماء القرع والقثاء وماء الكشوث ويجب أن يخلط بها شيء من مثل الأفسنتين وقصب الذريرة وأقراص من الأقراص التي نحن واصفوها .
ونسختها : يؤخذ لحم الأمبر باريس عشرة دراهم ورد وطباشير من كل واحد خمسة دراهم لب بزر الخيار ولب بزر القرع وبزر البقلة وبزر الهندبا من كل واحد ثلاثة دراهم بزر الرازيانج وزن درهمين يقرص ويسقى منه وزن مثقالين .
وإن احتيج إلى زيادة تطفئة جعل فيه كافور قليل وإن أريد زيادة تقوية الكبد جعل فيه لك وراوند وإن كان هناك سعال جعل فيه رب السوس وشيء من الكثيراء وشيء من الترنجبين .
وأما الأدوية التي هي أقوى وأصلح لما ليس فيها من الحرارة المقدار البالغ في الغاية فماء الرازيانج ولسان الثور والأذخر والكرفس الجبلي واللبلاب كل ذلك بالسنكجبين .


وهذا ونحوها تنفع في التي في الطبقة الأولى إذا أخذت في النضج يسيراً وأقراص الورد أيضاً وخصوصاً الذي يلي التقعير وكثيراً ما كان سبب الورم وابتداؤه وثياً وضربة . ومما يمنع حدوثه بعدهما بعد الفصد أن يسقى من القوة والراوند الصيني كل يوم وزن درهم ثلاثة أيام وإذا علمت أن الورم في الجانب المقعّر فالأولى أن يستعمل ماء اللبلاب مخلوطاً بما يجب خلطه به من المبردات المذكورة وماء السلق وجميع ما ينضج ويردع ويليّن الطبيعة وينفع عند ظهور النضج الخيار شنبر مع ماء الرازيانج وماء عنب الثعلب وماء اللبلاب وأن تجعل في الأغذية شيئاً من بزر القرطم وشمة من الأنجرة والبسفايج وإذا انحط استعمل القوية مثل الصبر والغاريقون والتربد .
وقوم يستعملون الهليلج الأصفر وأنا أكرهه لما فيه من قوة القبض المزمن فأخاف أن يخرج الرقيق ويحجر الغليظ .
وقد يستعمل في هذا الوقت مثل بزر القرطم ومثل الأنجرة والبسفايج في الطعام والأفتيمون بلا احتسام .
وربما أقدمنا على مثل الخربق بحسب الحاجة .
وأما الحقن في أول الأمر وحيث يتفق أن تكون الطبيعة مستمسكة فبمثل عصير ورق السلق بالعسل والملح والبورق أو بالسكر الأحمر وعند الانحطاط يقوي ويجعل فيها البسفايج والقنطوريون والزوفا والصعتر وربما جعل فيها حنظل .
فأما إذا كان في جانب الحدبة فيجب أن يبدأ بالمدرات الباردة ثم المعتدلة .
ثم إذا ظهر النضج استعملت القوية الجيدة وإنما يجب هذا التأخير خوفاً من التحجّر .
وأما هذه الأدوية فمثل القوة والفطراساليون والأسارون والأذخر وأقراص الأمير باريس الكبير وأما الأضمدة فلا يجب أن تستعمل باردة كما على الأورام الأخرى بل فاترة .


والتي يجب أن تبادر بها عندما يحدس أن الورم هو ذا يبتدئ العصارات الباردة القابضة وعصارة بقلة الحمقاء والقرع وحي العالم وماء الورد والصندل والكافور والضمادات المتخذة من عساليج الكرم والورد اليابس والسويق ولا يجب أن يكرر أمثال هذه بل إذا صح أن الورم قد يكون فأجود الضمادات هي الضمّادات المتخذة من السفرجل مع أدوية أخرى .
من ذلك أن يدقّ السفرجل مع دقيق الشعير وماء الورد ويضمّد به .
أو السفرجل المطبوخ بالخلّ والماء حتى ينضج تخلطه مع صندل وتجعل عليه شيئاً من دهن الورد وتستعمله .
أو من ذلك أن يطبخ السفرجل بشراب ريحاني فيه قبض ما ويضاف إليه عصارة عصا الراعي وتقويه بمثل قليل سنبل وأفسنتين وسعد ويقوم بسويق الشعير ويستعمل .
وربما جعل معه دهن السفرجل أو دهن المصطكي ودهن الحناء ومن المياه ماء الآس وماء ورق التفاح وماء السفرجل ونحوه .
وقد يتخذ ضمّاد من السفرجل المطبوخ بطبيخ الأفسنتين .
وإذا أريد أن يرفع إلى درجة من التحليل جعل فيها مصطكي وبابونج وإكليل الملك ودقيق الشعير وحلبة مع أشياء فيها عفوصة وبزر الكتان ودهن الشبث ودهن البابونج والحلبة .
ومن الضمّادات المتخذة ضمّاد بيلبوس وضماد فيلغريوس وضمّاد إكليل الملك وضمّاد ومما جرب هذا الضمّاد : وهو لتسكين الالتهاب .
ونسخته : يؤخذ بسر وعصارة العوسج من كل واحد جزء زعفران ومصطكي من كل واحد نصف جزء ومن دهن الورد أربعة أجزاء شمع مقدار الحاجة إليه وفي آخره يستعمل الأضمدة المفتحة المحللة مخلوطة بقوابض لحفظ القوة مثل الضمادات المتخذة من الايرسا والأسارون والأشنة والجعدة والصعتر والشيح وبزر الكرنب والمقل ونحوه .
وقد زيد فيها مقويات والأضمدة المتخذة من الآس وفوة الصبغ وحب الغار والزعفران والمرّ والمصطكي والشمع ودهن الزنبق .
ومما جرب الأدهان التي ربما خلط بها دهن النرجس ودهن السوسن الأزاذ .


نسخة ضمّاد يحلل أورام الكبد منسوب إلى قابوس محمود مجرب : يؤخذ من الميعة ومن الشمع من كل واحد عشرة درخميات ومن المصطكي والزعفران والحماما من كل واحد أربع درخميات ومن دهن شجر المصطكي ومن دهن الورد من كل واحد وزن درخميين شراب قوطولان ونصف يذاب الشمع والدهن ويخلط به الجميع .
وآخر نافع جداً : يؤخذ سوسن وحماما وساذج من كل واحد درخمي آس ميعة شمع من كل واحد عشرون درخمياً كندر زعفران أسارون من كل واحد درخمي دهن شجر المصطكي مقدار الحاجة ويستعمل .
آخر جيد : يؤخذ صبر ثلاثة أواق مصطكي أوقية بابونج وإكليل الملك من كل واحد أربع أواق زعفران وفوة وقصب فريرة وأسارون من كل واحد أوقيتان شمع وأشق من كل واحد تسعة أواق حماما وسنبل رومي وحبّ البلسان من كل واحد ست أواق دهن السوسن مقدار الكفاية .
آخر محلل قوي : يؤخذ زعفران أوقيتان مقل سبع أواق وسخ الكواير أربع أواق مصطكي ثلاث أواق ميعة وزفت وشمع وأشق من كل واحد سبع أواق حماما وسنبل رومي وحب البلسان من كل واحد ست أواق دهن السوسن مقدار الكفاية يخلط ويستعمل .
وأما إذا كان مع الورم إسهال مضعف يوجب الاحتياط حبسه وجب أن يسقى أقراص الأمير باريس وأقراص الراوند المسك وأما الغذاء فأجوده كشك الشعير فإنه يبرّد ويجلو ولا يورث سدة ويسرع نفوذه .
وأما الخندروس وأشد منه الحنطة فلا بد فيه من غلظ ومزاحمة للورم .
فإن لم يكن بد من خبز فالخبز الخمير الذي ليس بسميذ ولا من حنطة علكة وقد خبز في النور .
ويجب أن يعتني بالغذاء غاية العناية ومن البقول الخس والسرمق ومن الفواكه الرمان الحلو لمن لا تستحيل الحلاوة في معدته إلى الصفراء ويجب أن يجنب الحلاوات ما أمكن .


علاج الحمرة قريب من علاج الفلغموني ولكن يجب أن يكون الإسهال والإدرار أرفق وبما هو أميل إلى البرودة وتوضع عليه الأدوية المبردة بالثلج ولا يزال يجد ذلك حتى يجد العليل غوص البرد ويتخذ أضمدة من النيلوفر وماء الكاكنج وماء السفرجل والصندل والكافور ونحوه ولا يستعمل فيه المسخنات ما أمكن .
في علاج الدبيلة : إن الدبيلة يجب أن يستعمل في أولها وحين ما تبتدئ ورماً حاراً ويحدس أنه يجمع الرادعات من الأضمدة باعتدال والأطلية ويسقى ماء الشعير والسكنجبين .
وإن أوجب الحال الفصد فصد من الباسليق أو يحجم ما يلي الظهر من الكبد وربما احتيج إلى إسهال فإذا لم يكن بدّ من أن يجمع فالواجب أن يستعجل إلى الإنضاج والتفتيح ولا بد أن يعان بالتقطيع والتلطيف إذ لا بدّ من أخلاط غليظة تكون في مثل هذه الأورم قد تشرّبها العضو ولا بد من ملين ليجعل الخلط مستعداً للتحليل .
فإذا ظهر النضج ولم تنفجر أعين على ذلك بالمفتحات القوية شرباً وضمّاداً على ما ذكر ثم أعينت الطبيعة على دفع المادة إن احتاجت إلى المعونة وينظر إلى جهة الميل فإن وجب أن يسهل أو يدرّ فعل ولم يدر بشيء قوي وشيء حاد فيورث ضرراً في المثانة فإن حفظ المثانة في هذه العلة وعند انفجار القيح إليها بنفسه أو بدواء مدرّ واجب فإذا انفجر انفجاراً واندفع القيح اندفاعاً احتيج إلى غسل بقايا القيح بمثل ماء العسل ونحوه ثم احتيج إلى ما يدمل القرحة .
وإن احتملت القوة الإسهال كان فيه معونة كبيرة على الإدمال إذا لم يكن إفراط .
والإسهال يحتاج إليه لأمرين : أحدهما قبل الانفجار لتقلّ المادة وتجف على الطبيعة والثاني بعد الانفجار أو عند قرب الانفجار وتمام النضج إذا علم أن المادة إلى جهة المعي أميل وأن الدبيلة في جانب التقعير .


ومما يستسهل به قبل الانفجار على سبيل المعونة للطبيعة فالخفيف من ذلك الترنجبين والشيرخشك والخيار شنبر والسكر الأحمر وأمثال ذلك في مياه اللبلاب والهندبا مشروباً .
وأقوى من ذلك قليلاً طبيخ البزور والأصول وقد طبخ فيها الغافت وديف فيه الترنجبين والشيرخشك والخيار شنبر ونحوه .
وربما جعل فيه الصبر والأفسنتين ومن الحقن الحقن الخفيفة المعروفة .
وأما المسهّلات التي تكون بعد التقيّح وتعين على النضج أيضاً وعلى التفجير فأن يسقى في طبيخ الأصول والغافت دهن الحسك وزن أربعة دراهم أو الزنبق وزن درهمين مع نصف أوقية سكّر ونصف أوقية خيار شنبر .
فأما إن كانت المادة نحو الحدبة فلا يجب أن تستعمل المسهّلات اللهم إلا على سبيل المعونة .
وأما عند النضج فيجب أن يستعمل المدرات المذكورة على ترتيبها كلما كان النضج أبلغ استعمل الأقوى .
وأما الأدوية المشروبة المعينة على النضج فمثل لبن الأتن بالسكر الأحمر أو بسكر العشر أو مثل ماء الأصول وبالزبيب والتين والبرشياوشان والحلبة بدهن اللوز الحلو أو المرّ ودهن الحلبة أو دهن الحسك .
وإن أريد أقوى من ذلك جعل فيه الثمر ويسقون على الريق طبيخ الجعدة وشراب الزوفا القوي ويطعمون العسل المصفى من رغوته بالطبخ والتين وماء العسل في ماء الشعير أو يؤخذ من الطرحشقوق اليابس وزن درهم ومن بزر المرو درهم ونصف ومن دقيق الحلبة درهم يسقى بثلاث أواق لبن الأتن مع السكر ويستعملون الأدوية التي فيها تفتيح وتلطيف وأيضاً تقوية .
وهي مثل الأفسنتين والزعفران والسنبل وأصول الفاوانيا وأصول الحاشا وأصل القوة والمصطكي والسنبلات حبّ الفقد وعصارة الغافت وأصول القنطوريون .
ومن الأدهان دهن الناردين ودهن شجرة المصطكي ودهن السوسن .
وأما الأضمدة المعينة فمثل الأضمدة التي يقع فيها الدقيق وإكليل الملك والبابونج وأصول السوسن والفوتنج وأصول الخطمي والتين والزبيب والخمير والبصل المشوي ودهن البزر .


فإن احتيج إلى أقوى من ذلك استعمل ضماداً من دقيق الشعير والبورق وذرق حمام والفوذنج وعلك البطم والزفت ودقاق الكندر ونحوه .
ويجب إذا أحس بالنضج أن ينام على كبده ويديم الاستحمام بالماء الحار .
وربما احتاج إلى أن يرتاض ويتمشى إن أمكنه ذلك فإذا انفجر فيجب أن يتناول عليه ماء يغسله وينقّيه مثل ماء العسل الحار ثم يتبع بما ينقيه من جهة ميله إما الإسهال وإما الإدرار إن احتاج إليهما أو يخلط شيء من ذلك بماء العسل .
ولا يجب أن يسقيه المدرات القوية جداً فينكأ مجاري البول فإن اتفق أن يقرّح أو أضر القيح بمجاري البول والمثانة فالصواب أن يغذى بأغذية فيها جلاء من غير لذع بل مع تغرية ماء كماء العسل المطبوخ طبخاً معتدلاً وقد خلط به يسير نشا وبيض ودهن ورد وأيضاً مثل الخبازي بالخندروس .
وبالجملة يجب أن يدبره بتدبير قروح الأعضاء الباطنة وعلى ما يجب أن يجري عليه الأمر في قروح الكلى .
فإذا نقى نقاء بالغاً فيجب أن يسقيه في الغدوات ماء الشعير والسكنجبين فإذا مضى ساعتان أخذت من الكندر ودم الأخوين مثقالا مثقالاً ومن بزر الهندبا وبزر الكرفس والمصطكي من كل واحد مثقالاً وتسقيه في سكنجبين أو جلاب أو ماء العسل .
وبعد ذلك فتقويه بالغذاء وتعالج قرحته بمثل ما يذكر في قروح الكلى .
وإذا اتفق أن تنصب المدة إلى فضاء الجوف فلا بد حينئذ من أن تشرّح الجلد عند الأربية وتنحي العضل حتى يظهر الصفاق الداخل المسمى باريطان ثم تثقب فيه ثقبة وتوضع فيه أنبوبة ويسيل منه القيح ثم يعالج بالمراهم .
وأما الأغذية فيجب أن يستعمل في الابتداء تلطيف الغذاء ويقتصر على كشك الشعير والسكنجبين ثم بعد ذلك يستعمل الأغذية المفتحة التي ذكرناها وصفرة بيض نمبرشت والاحساء الملينة فإذا انفجر وتنقى احتيج إلى ما يقوّي مثل ماء اللحم ولحوم الحملان والدجاج .


والجداء والطيور الناعمة ومرقها الحامضة بالأبازير وصفرة البيض النمبرشت ونحو ذلك وقليل شراب ويستعمل المشمومات المقوية .
علاج الأورام الباردة : يجب أن تستعمل فيها الملطّفات الجالية ويقرّب علاجها من علاج السدد ومن علاج الدبيلات التي تهيأت للإنضاج وقد عرفت الأدوية المنضجة والمدرة والمفتحة والملطّفة .
ويجب أن يكون فيها قوّة قابضة مقوية عطرية ويقع فيها من الأدهان دهن الخروع ودهن الياسمين ودهن الزنبق .
ومن الأضمدة المتخذة لها وأجود أضمدتها ضماد فولارحيون ومرهم فيلغريوس ومرهم الأصطمحيقون ومرهم البزور .
وينفع منها دواء الكركم ودواء اللكّ ونحو ذلك .
وللفستق منفعة عظيمة فيها وأقراص السنبلين .
ومن الأشربة شراب البزور بكمادريوس والجعدة قد طبخا فيه .
ومما ينفع فيها - وخصوصاً فيما يضرب إلى الصلابة وينفع أيضاً من أوجاع الكلى والطحال - الدواء المعمول بالعنصل على هذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ عنصل مشوي وسوسن أسمانجوني وأسارون ومو وفو وبزر كرفس وأنيسون وسنبل الطيب وسليخة وجندبيدستر وفوذنج جبلي وكمون وفوذنج نهري ووج وأشراس وعاقرقرحا ودار فلفل وجزر بري وحماما وأوفربيون وبزر خطمي واسطوخودوس وجعدة وسيساليوس وبزر سذاب وبزر رازيانج وقشور أصل الكبر وزراوند مدحرج وقرفة وزنجبيل وحب غار وأفيون وبزر البنج وقسط ونانخواه وبزر الكراويا الأبيض من كل واحد جزء يعجن بعسل منزوع الركوة ويستعمل .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه يفعل الفعل المذكور بعينه وهو معمول بالثوم البري .


ونسخته : يؤخذ ثوم وجنطيانا أبيض وغافت وقسط وزراوند وكاشم وسيساليوس ودار فلفل من كل واحد ثلاثون درخمياً بزر كرفر وأسارون ومووفو وجزر بري ونانخواه وأنجمان أسود من كل واحد خمسة عشر درخمياً ورق سذاب يابس وفوذنج جبلي وكمون وفوذنج نهري وصعتر بري من كل واحد عشر درخميات جندبادستر وباذاورد من كل واحد اثنا عشر درخمياً تحل هذه بالشراب وتسحق الباقية ويخلط الجميع خلطاً يصير به شيئاً واحداً ثم علاج الورم الصلب في الكبد : أنه لم يبرأ من الورم الصلب المستقر المستحكم أحد .
والذين برؤا منه فهم الذين عولجوا في ابتدائه وكان قانون علاجهم بعد تنقية البدن من الأخلاط الغليظة بأدوية مركبة من عقاقير فيها تليين معتمل وتحليل وتلطيف وإسخان معتدل وتفتيح السدد أغلب من التليين وتقوية وقبض وعطرية بمقدار ما يحتاج إليه دون ما يعاوق الغرضين الآخرين .
وأكثر هذه الأدوية تغلب عليها مرارة وقبض يسير .
وهذه الأدوية تستعمل مشرربات وتستعمل أضمدة وتستعمل نطولات .
ويجب أن تلين الطبيعة إن كانت معتقلة بالأشياء الخفيفة والحقن خاصة وقد يفعل ذلك حبّ الصنوبر الكبار وبزر الكتان وعلك البطم مع نفع للورم .
ويجب أن لا يقدم على إسهال البطن بالأشياء الشديدة الحرارة فتؤلم وتزيد في الأذى .
ويجب أن يكون نومه على الجانب الأيمن فإن ذلك مما يعين على تحليله جداً .
فأما الأدوية المفردة النافعة من ذلك فحب الصنوبر والمخاخ والشحوم المعتدلة وإلى الحرارة ودقيق الحلبة فيه تليين ما مع إنضاج والقسط شديد المنفعة فإنه إذا سقي منه نصف درهم إلى مثقال بطلاء ممزوج أو بشراب نفع نفعاً بيناً .
وقد ينفع منه سقي دهن الناردين أو دهن البلسان أو دهن القسط بماء طبخ فيه السذاب والشبث .
والشربة من دهن الناردين وزن أربعة دراهم .
ويستعمل ذلك أسبوعاً فينفع نفعاً عظيماً .
ومما ينفع من ذلك عصارة الشيح الرطب إذا استعمل أياماً .


ومما ينفع من ذلك بزر الفنجنكشت وزن درهم في بعض الأشربة والغافت وزن درهم بماء الكرفس أو الرازيانج وأما ماء الهندبا ولسان الحمل المجفف وزن مثقال وطبيخ الترمس وقد جعل فيه سنبل إلى نصف درهم أو فلفل أقل من ذلك واللوز المر في الشراب وأصل شجرة دم الأخوين نافع أيضاً .
أو لحاء شجرة الدهمست وحبّ الغار وأصل القوة وأصل اللوف والحمص الأسود والجعدة والكمادريوس .
ومن الأشربة المركبة النافعة من ذلك قرص المقل صفته : يؤخذ ورد مطحون عشرة دراهم سنبل طيب وزن درهمين زعفران درهم قسط درهم ونصف مصطكي درهم لوز مر درهم ونصف مقل ثلاثة دراهم وتدق الأدوية ويحل المقل بالشراب ويعجن به الأدوية ويقرص الشربة ثلاثة دراهم بماء العسل أو بطبيخ البزور .
وإن كانت حرارة فبماء اللبلاب والهندبا .
ومن ذلك دواء اسقلينادوس المتخذ بمرارة الدب فإنه مجرب نافع لما فيه من صنوف الأدوية من ذلك على شرائطها التي ذكرناها .
ونسخته : يؤخذ كمافيطوس وفراسيون وبزر كرفس جبلي والجنطيانا وبزر الفنجنكشت ومرارة الدب وخردل وبزر القثاء واسقولوقندريون وأصل الجاوشير وخواتيم البحيرة وفوة الصبغ وبزر الكرنب والزرواند والفلفل والسنبل الهندي والقسط وبزر الكرفس البستاني وبزر الجرجير والبقلة اليهودية والجعدة والافيون والغافت وحبّ العرعر أجزاء سواء يعجن بعسل .
والشربة منه قدر بندقة بشراب معسل قدر قواثوس .
ومما ينفع من ذلك دواء الكركم والأثاناسيا .
وترياق الأربعة والشجرينا نافعان في ذلك .
ومن المركبات المجربة الخفيفة في ذلك دواء طرحشقوق المذكور في باب الدبيلة وأدوية ذكرناها في باب الأورام الباردة مطلقاً .
وإذا استعمل كل يوم من أقراص الأمير باريس أسبوعاً يشرب في الماء ويبتدأ من وزن درهم ونصف إلى درهمين ونصف كان نافعاً .
وإن جمع شيئاً من الماء استعمل أقراص الصفر والشبرم متدرجاً من ثلث درهم إلى درهم ويجتهد أن لا يوقعه ذلك في قيام .


ومن الأضربة التي تشرب سلاقة القسط وقضبان الغافت والحلبة والزبيب أربع أواق مع أوقية دهن الجوز أو دهن الجوز الطري أو سلاقة تتخذ من الجنطانيا والأفسنتين وإكليل الملك والزبيب والتين أو سلاقة من الراوند والأفسنتين والسذاب وفقاح الأذخر والزبيب والحلبة وسلاقة الترمس والقسط والأفسنتين بدهن الخروع .
ومن الأضمدة الجيدة لذلك أن يضمد بالحماما الرطب أو اليابس المطبوخ في شراب عفص أو السنبل بدهن الفستق مع الفارسيون أو الفراسيون مع الشبث المطبوخ أو ضمّاد يتخذ من دقيق الحلبة والتين والسذاب وإكليل الملك والنطرون أو يؤخذ من الأشق وزن مائة درهم ومن المقل خمسة وعشرون درهماً ومن الزعفران اثنا عشر درهماً يسحق الجميع ويجمع بقيروطي متخذ من الشمع ومن دهن الحناء بحسب المشاهدة .
أو ضماد متخذ من دقيق الحلبة وبعر الماعز وقردمانا وفوذنج وكرنب وأشنة وسذاب .
والذي يكون سببه ضربة - وقد ابتدأ يرم ويصلب - فأوفق الأضمدة له مرهم المورد سفرم .
ومن التدبير الجيد إذا استعملت المشروبات والأضمدة أن يوضع على العضو محجمة مسخنة ولا يشرط بل تعلق على الموضع العليل ثم يستعمل الأدوية التي هي أقوى في التحليل في التلطيف والتحليل .
ويلزم الموضع مثل النطرون والكبريت الأصفر يلزم الموضع في كل خمسة أيام أو أسبوع ثم يستعمل الطلاء بالخردل في كل عشرة أيام ثم يقيأ العليل بالفجل .
فإن استعصى الورم استعمل الخربق الأبيض وإذا صار الورم سرطانياً قل الرجاء فيه .
فإن نفع فيه شيء فدواء الاسقلنيادوس الذي في القراباذين بغير مرارة الدبّ .
وأما الأغذية فما يسرع انهضامه مثل صفرة البيض النمبرشت ومثل كشك الشعير ومثل غذاء من به سدد في كبده والقليل الرقيق من الشراب جداً ويجتنب اللحم .
هي قريبة من علاج أورام الكبد ومن جهة الأدوية إلا أن الجرأة على ردع المادة أولاً وعلى تحليلها ثانياً تكون أقوى ولا يخاف منه من القبض والتحليل ما يخاف في ورم الكبد .


وعلاج أورام الماساريقا هو مثل علاج أورام تقعير الكبد فحسب .
فصل في الضربة والسقطة والصدمة على الكبد
أنه قد تعرض ضربة أو صدمة أو سقطة على الكبد فيحتاج أن تتدارك لئلا يحدث منها نزف أو ورم عظيم .
فإن عرض ورم عولج بما ذكرنا من علاج الورم الذي يعقب الضربة وربما عرض منه أن الزائدة الكبيرة من زوائد الكبد تزول عن موضعها وخصوصاً إن كانت كبيرة فيحدث وجع تحت الشراسيف اليمنى عقيب ضربة أو صدمة أو سقطة . وهذا يصلحه الغمز والنفض مع انتصاب من صدر الذي به ذلك وقيام منه فيسكن الوجع دفعة بعود الزائدة إلى موضعها .
وأما غير ذلك فيحتاج إلى أن تبدأ فتفصد .
وإن كانت حرارة شديدة فيسقى ويطلى من المبردات الرادعة .
وإن خرج دمه فاجعل معها القوابض .
وإن لم يكن حرارة شديدة ولا سيلان دم أو كان قد سكن ما كان من ذلك وانتهى وإنما وكدك أن تحلل دماً إن مات فاستعمل المحلل ولا مثل الطلاء بالمومياي ودهن الرازقي .
وينفع من جميع ذلك الأدوية المذكورة في باب الأورام الحادثة من الصدمة .
يؤخذ من الراوند والجلنار ودم الأخوين والشب اليماني أجزاء سواء .
والشربة من ذلك مثقال بماء السفرجل .
وإن لم يكن هناك حرارة كثيرة وأردت أن تستعمل أدوية فيها ردع مع تحليل ما وتغرية فينفع من ذلك هذا التركيب .
ونسخته : يؤخذ كهربا عشرة دراهم إكليل الملك عشرة دراهم ورد خمسة أقاقيا أربعة سنبل هندي وزعفران من كل واحد ست مصطكي وقشور الكندر من كل واحد أربعة طين أرمني سبعة جوز السرو ثمانية يعجن بماء لسان الحمل ويقرّص كل قرصة مثقال ويستعمل .
دواء آخر جيد : يؤخذ من موريافيليون عشرة ومن اللك المغسول سبعة ومن الراوند الصيني سبعة ومن الزعفران وزن ثلاثة دراهم ونصف حاشا وزن أربعة دراهم حمص أسود سبعة دراهم مر خمسة طين أرمني عشرة يلت بدهن السوسن وقد جعل معه مومياي ويتخذ منه أقراص ويسقى .
والشربة منه إلى ثلاثة دراهم .


والراوند الصيني والطين المختوم إذا خلط بشيء من حبّ الآس كان أنفع الأشياء لهذا فيما جربته أنا .
وأما في آخر الأمر وحين لا يتوقى ما يتوقى من الالتهاب والتورم فيجب أن يسقى من هذا القرص .
ونسخته : يؤخذ راوند ولك زنجبيل يتخذ منها أقراص وربما جعل معها شيء من الزرنيخ الأصفر فإنه عجيب القوّة في الرضّ وتحليل الورم يسقى من هذا ويطلى عليه مثل هذا الطلاء فإنه عجيب القوة .
ونسخته : يؤخذ من العود والزعفران وحبٌ الغار ومقل وذريرة ومصطكي وشمع ودهن الرازقي وميسوسن يجعل ضماداً .
فصل في الشق والقطع في الكبد
زعم أبقراط أن من انخرق كبده مات ويعني به تفرّق اتصال عام فيها لجرمها ولعروقها .
وأما ما دون ذلك فقد يرجى وربما حدث هناك بول دم وإسهاله بحسب جانبي الكبد .
المعالجات : علاج ذلك يكون بالأدوية القابضة والمغرية على ما تعلم وعلى ما قيل في باب نفث الدم وربما نفع سقيه وزن درهمين من الورد بماء بارد أو سقيه جنلنار بماء الورد أو يضمد بهما أو يضمد بالطين المختوم مع الصندلين المحكوك بماء الورد فإنه نافع .
المقالة الرابعة الرطوبات التي تعرض لها
بسبب الكبد أن تندفع بارزة أو تحتقن كامنة
فصل في أصناف اندفاعات الأشياء من الكبد
قد تختلف الاندفاعات في جوهر ما يندفع وقد يختلف بالسبب الذي له يندفع . فأما جوهر ما يندفع فقد يكون شيئاً كيلوسياً وقد يكون مائياً وقد يكون غسالياً وقد يكون مرّياً وقد يكون صديدياً وقد يكون مدياً وقد يكون أسود رقيقاً وأسود كالدردي وأسود سوداوياً وقد يكون منتناً وقد يكون غير منتن وقد يكون دماً خالص ربما اندفع مثله من طريق المعدة بالقيء .
ويدلّ عليه عدم الوجع وقد يكون شيئاً غليظاً أسود هو جوهر لحم الكبد .


وأما السبب الذي يندفع فربما كان ورماً انفجر أو سدّة انفتحت واندفعت أو فتقاً وشقاً عرض في جرمه أو عروقه سببه قطع أو ضربة أو وثي أو قرحة أو تأكل أو ضعف من الماسكة فلا تمسك ما يحصل أو ضعف من الجاذبة فلا تجذب أو ضعف من الهاضمة فلا هضم ما يحصل فيها .
وإذا لم ينهضم لم يقبله البدن ودفعه أو قوة من الدافعة أو سوء مزاج مذيب أو بارد مضعف من أسباب مبرّدة ومنها الاستفراغات الكثيرة أو يكون لامتلاء وفضل تحتاج الطبيعة إلى دفعه وربما كان الامتلاء بحسب البدن كله وربما كان في نفس الكبد إذا أحسّ بتوليد الدم لكن مكث فيها الدم فلم ينفذ في العروق لضيقها أو لضعف الجذب فيها أو لسدد أو أورام وقد يكون سبب الامتلاء الذي يندفع ترك رياضة أو زيادة في الغذاء أو قطع عضو على ما ذكرنا في الكتاب الكلي أو احتباس سيلان معتاد من باسور أو طمث أو غير ذلك وقد يكون السبب لذعاً وحمّة من المادة يحوج الطبيعة إلى الدفع وإن كانت القوى لم تفعل بعد فيها فعلها الذي تفعله لو لم يكن هذا الأذى وربما استصحب ما يجده في الطريق وصار له عنف وعسف .
وقد يكون مثل هذا في البحرانات وربما لم يكن السبب في الكبد نفسها بل في الماساريقا وإن كان ليس يمكن في الماساريقا جميع وجوه هذه الأسباب فيمكن أن يكون من جهة أورام وسدد .
وإن كان يبعد أو لا يمكن أن يكون الكبد يجذب والماساريقا لا يجذب فيعرض منه أمر يعتدّ به فإن الجذب الأول للكبد لا للماساريقا وليس جذب الماساريقا وحده جذباً يعتدّ به .
وكثيراً ما يكون القيام الكبدي لأن البدن لا يقبل الغذاء فيرجع لسدد أو غير ذلك .
وجميع أصناف هذه الاندفاعات تستند في الحقيقة إما إلى ضعف أو إلى قوة فيكون الفتقي والقرحي والمنسوب إلى سوء المزاج وضعف القوى من جنس الضعيف .


وفتح السدد وتفجير الدبيلات ودفع الفضل من جنس القوى فإن القوة ما لم تقو لم تدفع فتح الدبيلة وفضل الدم الفاسد لكثرة الاجتماع وقلة الامتياز منه وفضل الدم الكثير وغير ذلك .
وإذا خرج الدم منتناً فليس يجب أن يظن به أن هناك ضعفاً فإنه قد نتن لطول المكث ثم يندفع وهو كالدردي الأسود إذا فضل ودفعته الطبيعة .
كما ينتن أيضاً في القروح لكن الذي يندفع عن القوة يتبعه خف وتكون معه صحة الأحوال .
وإذا لم يكن المنتن في كل حال رديئاً فالأسود أولى أن لا يكون في كل حال رديئاً .
وكذلك قد يكون في اندفاعات ألوان مختلفة شفاء وخفّ .
ويخطئ من يحبس هذه الألوان المختلفة في كل حال وأشدّ خطأ منه من يحبسها بالمسددات المقبضة .
وليعلم أنه لا يبعد أن القوة كانت ضعيفة لا تميز الفضول ولا تدفع الامتلاء ثم عرض لها أن قويت القوة أو حصل من استعداد المواد للاندفاع وانفتاح السدد ما يسهل معه الدفع المتصعّب فاندفعت الفضول .
والسبب في الإسهال الكيلوسي الذي بسبب الكبد وما يليه إما ضعف القوة الجاذبة التي في الكبد أو السدد والأورام في تقعيرها وفي الماساريقا حتى لا تجذب ولا تغيّر البتّة .
وسنذكر حكم هذا السددي في باب الأمعاء وهو مما إذا أمهل أذبل وأسقط القوة وإذا احتبس نفح في الأعالي وآذاها وضيق النفس وأما كثرة المادة الكيلوسية وكونها أزيد من القوة الجاذبة التي في الكبد فتبقى عامتها غير منجذبة .
وربما كان السبب في ذلك شدة شهوة المعدة وإفراطها .
والسبب في الإسهال الغسالي هو ضعف القوة المغيرة والمميزة التي في الكبد أو زيادة المنفعل عن الفاعل أو لضعف الماسكة ويكون حينئذ نسبة الإسهال الغسالي من الكبد الضعيف نسبة القيء والهيضة عما لا تحتمله المعدة من المعدة الضعيفة فتندفع قبل تمام الفعل لضعف الماسكة .
فإذا لم يكن لضعف الماسكة فهو لضعف المغيرة .
والضعفان يتبعان ضعف كل سوء مزاج لكن أكثر ضعف الماسكة لحرارة ورطوبة .


وأكثر ضعف المغيرة لبرودة فلا يخر من القضية أن الغسالي يكون لحرارة فقط أو لبرودة فقط .
وفي الحالين فإن الغسالي يستحيل إلى ما هو أكثر دموية لشدة الاستنباع من البدن إلى ما هو خاثر .
وللكائن عن الحرارة علامة أخرى وللكائن عن البرودة علامة أخرى سنذكرهما .
والسبب في الإسهال المراري كثرة المرار وقوة الدافعة .
والسبب في الصديدي احتراق دم وأخلاط وذوبها وربما أدت إلى احتراق جرم الكبد نفسه وإخراجه بعد الأخلاط المختلفة وقد يكون الصديدي بسبب ترشح من ورم أو دبيلة وكثيراً ما يكون لترشح من الكبد ويكون للقيام أدوار .
والسبب في الخاثر الذي يشبه الدرديّ إما انفجار من دبيلة وإما سدد انفتحت وأما تأكّل وقروح متعفنة وإما احتراق من الدم وتغيّره في نواحي الكبد لقلة النفوذ مع حرارة الكبد وما يليها أو تغيره في العروق إذا كانت شديدة الحرارة وأفسدته فلم يمتر منها البدن فغلظ وصار كالدردي منتناً شديد النتن وفيه زبدية للغليان والذوبان ومرار لغلبة الحرارة .
وإذا فسد هذا الفساد دفعته الطبيعة القوية ودلت على فساد مزاج في الأعضاء وتكون أصحابه لا محالة نحفاء مهزولين ويفارق السوداء باللون والقوام والنتن فإنه دونها في السواد وأغلظ منها في القوام ونتنه شديد ليس للسوداء مثله وأما برد يخثر الدم ويجمده أو ضعف من الكبد يؤدي الأمر عن الغسالي إلى الدموي وإلى الدردي ولا يكون بغتة إلا في النادر .
وأكثر ما يكون بغتة هو عن سوء مزاج حار محترق فإن البارد يجعله سيالاً غير نضيج والحار المحترق يخثره كالدردي وإما لخروج نفس لحم الكبد محترقاً غليظاً .
والسبب في المنتن عفونة عرضت لتأكل وقرحة أو لكثرة احتباس واحتراق والسبب في الدم النقيج قوة قوية لم تحتج أن تزاول الفضل الدموي مدة يتغير فيها ثم تدفعه .
وقد تكون لانحلال فرد .
قال بقراط : من امتلأت كبده ماء ثم انفجر ذلك إلى الغشاء الباطن فإذا امتلأت بطنه مات .


واعلم أن الإكثار من شرب النبيذ الطري يوقع في القيام الكبدي .
وإذا كان احتباس القيام يكرب وانحلاله بعيد الراحة فهو مهلك .
واعلم أن الشيخ الطويل المرض إذا أعقبه مرضه قياماً وهو نحيف وإذا احتبس قيامه تأذى فقيامه كبدي وبدنه ليس يقبل الغذاء لجفاف المجاري .
العلامات : أما الفرق بين الإسهال الكبدي والمعوي فهو أن الأخلاط الرديئة الخارجة والدم من المعي يكون مع سحج مؤلم ومغص ويكون قليلاً قليلاً على اتصال .
والكبدي يكون بلا ألم ويكون كثيراً ولا يكون دائماً متصلاً بل في كل حين وقد يفرّق بينهما الاختلاط بالبراز والانفراد عنه والتأخر عنه فإن أكثر الكبدي يجيء بعد البراز قليل الاختلاط به .
وأما الفرق بين الإسهال الكبدي والمعدي فهو أن الكبدي يخرج كيلوسياً مستوياً قد قضت المعدة ما عليها فيه وبقي تأثر الكبد فيه .
ولو كان معدياً لسال فيما يسيل شيء غير منهضم ولنقل على المعدة وكان معه آفات المعدة .
وربما خرج الشيء غير منهضم لا بسبب المعدة وحدها بل بسبب مشاركة الكبد أيضاً للمعدة لكنه ينسب إلى المعدة بأن الآفة في فعلها .
والفرق بين الإسهال الكيلوسي الذي من الكبد .
والذي من الماساريقا أن الذي من الماساريقا لا تكون معه علامات ضعف الكبد في اللون وفي البول وغير ذلك .
وأما الفرق بين الصديد الكائن عن قرحة أو رشح ورم وبين الكائن من الجهات الأخرى فهو أن الأول يكون قبله حمى وهذا الآخر يبتدئ بلا حمى .
فإن حمّ بعد ذلك فبسبب آخر .
والصديد الذي ذكرناه أنه من الماساريقا ومن الأورام فيها يكون معه اختلاف كيلوس صرف من غير علامات ضعف في نفس الكبد من ورم أو وجع يحيل اللون وتكون حماه التي تلزمه ضعيفة .
وبالجملة فإن الصديد الكبدي أميل إلى بياض وحمرة وكأنه رشح عن قيح ودم والماساريقائي أميل إلى بياض من صفرة كأنه صديد قرحة .


وأما الفرق بين الخاثر الذي عن قروح وتكّل ودبيلات والذي عن قوة فهو أن هذا الذي عن قوة يوجد معه خف وتخرج معه ألوان مختلفة عجيبة ولا يكون معه علامات أورام وربما كانت قبله سدد .
وكيف كان فلا يتقدمه حمى وذبول ولا يتقدمه إسهال غسالي أو دموي رقيق أو صديدي .
والذي يكون بسبب أورام حبست الدم وأفسدته وليست دبيلات فعلامته أن يكون هناك ورم وليس هناك علامة أجمع ويكون أولاً رقيقاً صديدياً رشحياً ثم يغلظ آخر الأمر .
والذي يكون لضعف الكبد المبتدئ من الغسالي والصائم إلى الدردي فإنه يتقدمه ذلك وقلما يكون بغتة .
فإن كان بغتة مع تغير لون وسقوط شهوة فهو أيضاً عن ضعف .
وإذا كان السبب مزاجاً ما دل عليه علاماته .
والدرديّ الذي سببه حرارة يشبه الدم المحترق ويتقدمه ذوبان الأخلاط والأعضاء واستطلاق صديدي والعطش وقلة الشهوة وشدّة حمرة الماء وربما كانت معه حميّات ويكون برازه كبراز صاحب حمى من وباء في شدة النتن والغلظ وإشباع اللون ثم يخرج في آخره دم أسود .
والذي سببه البرودة فيشبه الدم المتعفن في نفسه ليس كاللحم الذائب ولا يكون شديد النتن جداً بل نتنه أقلّ من نتن الحار ويكون أيضاً أقلّ تواتراً من الحار وأقلّ لوناً وربما كان دماً رقيقاً أسود كأنه دم معتكر تعكر إما ليس بجامد ويكون استمراره غسالياً أكثر ويكون العطش في أوله قليلاً وشهوة الطعام أكثر وربما تأدى في آخره للعفونة إلى حميات فيسقط الشهوة أيضاً ويؤدي إلى الاستسقاء .
وبالجملة هو أطول امتداد حال .
ويستدل على ما يصحب المزاجين من الرطوبة واليبوسة بحال ما يخرج في قوامه وبالعطش .
والذي يكون عن الدبيلة فقد يكون قيحاً غليظاً ودماً عكراً وأخلاطاً كثيرة كما يكون في السدد ولكن العلامات في نضجها وانفجارها تكون كما قد علمت ووقفت عليها من قبل وربما سال من الدبيلي والورمي في أوله صديد رقيق ثم عند الانفجار تخرج المدة وقد يسيل معها دم .


والذي يكون عن قرحة أو آكلة فيكون مع وجع في ناحية الكبد ومع قلة ما يخرج ونتنه وتقدم موجبات القروح والأكال .
والذي يكون الخارج منه نفس لحم الكبد فيكون أسود غليظاً ويصحبه ضعف بقرب من الموت وأوقات سالفة .
والذي يكون لامتلاء من ورم وعن احتباس سيلان أو قطع عضو أو ترك رياضة أو نحوه فيدل عليه سببه ويكون دفعة ومع كثرة وانقطاع سريع ونوائب .
وكل من تأذى أمره في الخلفة الطويلة كان دردياً أو صديدياً أو غير ذلك إلى أن يخلف الأسود قل فيه الرجاء .
وربما نفعته الأدوية القوية القابضة الغذائبة قليلاً ولكن لم يبالغ مبالغة تؤدي إلى العافية .
وأما علاج هذا الباب فقد أخرناه إلى باب الإسهالات فليطلب من هناك .


القانون
القانون
( 44 من 70 )

فصل في سوء القنية
إذا فسد حال الكبد واستولى عليها الضعف حدث أولاً حال تكون مقدمة للاستسقاء تسمى سوء القنية وتخص باسم فساد المزاج .
فأولاً يستحيل لون البدن والوجه إلى البياض والصفرة ويحدث تهيّج في الأجفان والوجه وأطراف اليدين والرجلين .
وربما فشا في البدن كله حتى صار كالعجين ويلزمه فساد الهضم .
وربما اشتدت الشهوة وكانت الطبيعة من استمساكها وانحلالها على غير ترتيب .
وكذلك حال النوم وغشيانه تارة والسهر وطوله أخرى ويقلّ معه البول والعرق وتكثر الرياح ويشتد انتفاخ المراق وربما انتفخت الخصية وإذا عرض لهم قرحة عسر اندمالها لفساد المزاج ويعرض في اللثة حرارة وحكّة بسبب البخار الفاسد المتصعد ويكون البدن كسلاناً مسترخياً وقد تعرض حالة شبيهة بسوء القنية بسبب اجتماع الماء في الرئة وتصير سحنة صاحبه مثل سحنة المستسقي في جميع علاماته .
الاستسقاء مرض مادي سببه مادة غريبة باردة تتخلل الأعضاء وتربو فيها إما الأعضاء الظاهرة كلها وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط .
وأقسامه ثلاثة : لحمي ويكون السبب فيه مادة مائية بلغمية تفشو مع الدم في الأعضاء .
والثاني زقي يكون السبب فيه مادة مائية تنصب إلى فضاء الجوف الأسفل وما يليه .
والثالث طبلي ويكون السبب فيه مادة ريحية تفشو في تلك النواحي .
وللاستسقاء أسباب وأحكام عامة ثم لكل استسقاء سبب وحكم خاص وليس يحدث استسقاء من غير اعتلال الكبد خاصة أو بمشاركة .
وإن كان قد يعتلّ الكبد ولا يحدث استسقاء .
وأسباب الاستسقاء بالجملة إما خاصية كبدية وإما بمشاركة والأسباب الخاصية أولاها وأعمّها ضعف الهضم الكبدي وكأنه هو السبب الواصل .
وأما الأسباب السابقة فجميع أمراض الكبد المزاجية والآلية كالصغر والسدد والأورام الحارة والباردة والرهلة والصلبة المشددة لفم العرق الجالب وصلابة الصفاق المحيط بها .


والمزاجية هي الملتهبة .
ويفعل الاستسقاء أكثر ذلك بتوسّط اليبس أو البرودة .
وكل يفعل ذلك بتدريج من تحليل الغريزية أو بإطفائها دفعة أعني بالتحليل ههنا ما تعارفه الأطباء من أن الغريزة يعرض لها تحليل قليلاً قليلاً أو طفو كانا من حر أو برد كشرب الماء البارد على الريق وعقيب الحمام والرياضة والجماع والمرطبة المفرطة والمجففة بعد الذوبانات والاستفراغات المفرطة بالعرق والبول والإسهال والسحج والطمث والبواسير .
وأضر الاستفراغات استفراغ الدم .
وأما الآلية فقد قيل في باب كل واحد منها أنه كيف يؤدي إلى الاستسقاء .
وأما أسباب الاستسقاء بالمشاركة فإما أن تكون بمشاركة مع البدن كله بأن يسخن دمه جداً أو يبرد جداً بسبب من الأسباب أو يكون بسبب برد المعدة وسوء مزاجها وخصوصاً إذا أعقب ذرباً أو يكون بسبب الماساريقا أو يكون بمشاركة الطحال لعظمه ولأورام فيه صلبة أو لينة أو حارة أو كثرة استفراخ سوداء يؤدي إفراطه إلى نهك الكبد بما ينشر من قوة السوداء المتحركة إلى نهك الكبد وتبريدها أو إيصال أذاها إليه كما يوصل إلى الدماغ فيوسوس .
وعظم الطحال يؤدي إلى الاستسقاء وإلى تضعيف الكبد لسببين : أحدهما كثرة ما يجذب من الكبد فيسلبها قوتها والآخر لانتهاكه قوة الكبد على سبيل معاضدته لها ومنعه إياها عن توليد الدم الجيد وقد يكون بمشاركة الكلية لبرد الكلية أو لحرارتها خاصة أو لسدد فيها وصلابة فلا تجتذب المائية وإن كانت الكبد لا قلبة بها .
وقد تكون بسبب المعي وأمراضها وخصوصاً الصائم لقربه منها أو لأجل المثانة أو الرحم أو الرئة أو الحجاب .
وليس كل ما حدث بسبب مشاركة الكلية كان لمزاجها بل قد يكون لسددها وأورامها فلا يجذب وكذلك الحال فيما يحدث بمشاركة الأمعاء فإنه ليس كله يكون التغير حال الأمعاء في الكيفيات فقط بل قد يكون لأوجاع المعي من المغص والسحج والقولنج الشديد الوجع وغير ذلك فيضعف ذلك الكبد .


وكذلك يكون بمشاركة الرحم لا في كيفيتها بل بسبب أوجاعها واحتباس الطمث فيها .
وربما كان بمشاركة المقعدة لاحتباس دم البواسير وكذلك في الأعضاء الأخرى المذكورة .
وأكثر ما يشارك أعضاء الثفل بالتقعير وأعضاء الإدرار والنفس بالحدبة لكن أكثر المشاركات المؤدية إلى الاستسقاء هي المشاركات مع الكلية والصائم والطحال والماساريقا والمعدة .
قال بعضهم : قد يعرض الاستسقاء بسبب الأورام الحادثة في المواضع الخالية خصوصاً النازلة بسوء مزاجها المتعدّي إلى الكبد والضار بها وللدم السوداوي الذي كثيراً ما يتحقن فيها وتولّد السدد فيما يجاوره بالوصول إليه والذرب .
ويكون الأول مؤدباً إلى الاستسقاء بعد مقاساة ألم راسخ في نواحي الحقو لا يكاد ينحلّ بدواء واستفراغ .
وهذا كلام غير مهذب .
وأردأ الاستسقاء ما كان مع مرض حار .
ومن الناس من يرى أن اللحمي شرّ من غيره لأن الفساد فيه يعم الكبد وجميع عروق البدن واللحم حتى يبطل جمهور الهضم الثالث .
ومنهم من يراه أخف من غيره وحتى من الطبلي لكن الأولى أن يكون الزقي أصعب ذلك كله ثم من اللحمي ما هو أخف الجميع ومنه ما هو رديء جداً وذلك بحسب اعتبار الأسباب الموقعة فيه وفي ظاهر الحال وأكثر ما يخرجه التجربة .
ويجب أن تكون عامة أصناف اللحمي أخفّ وليس يجب أن تكون ضرورة أن يكون الكبد فيها من الضعف على ما هي عليه في سائر ذلك وأشدّ الناس خطراً إذا أصابه الاستسقاء هذا الذي مزاجه الطبيعي يابس فإنه لم يمرض ضد مزاجه إلا لأمر عظيم .
والاستسقاء الواقع بسبب صلابة الطحال أسلم كثيراً من الواقع بسبب صلابة الكبد بل ذلك مرجو العلاج وربما علّت مادة الاستسقاء حتى أحدثت الربو وضيق النفس والسعال .
وذلك يدل على قرب الموت في الأيام الثلاثة وربما غير النفس بالمزاحمة لا للبلة وهذا أسلم .
وربما حدث بهم بقرب الموت قروح الفم واللثة لرداءة البخارات وفي آخره قد تحدث قروح في البدن لسوء مزاج الدم .


وقيل أنه إذا أنزل من المستسقي مثل الفحم أنذر بهلاكه .
ومن عرض له الاستسقاء وبه المالنخوليا انحلّ مالنخوليا بسبب ترطيب الاستسقاء إياه .
واعلم أن الإسهال في الاستسقاء مهلك .
وصاحب الاستسقاء يجب أن يتعرّف أول ما انتفخ منه أهو العانة والرجلان أو الظهر وناحية الكليتين والقطن أو من المعي .
ويجب أن تكون طبيعته في اللين واليبس معلومة فإن كون طبيعته يابسة أجود منها لينة وخصوصاً في المبتدئ من القطن والكليتين والمبتدئ من القطن يكثر معه لين الطبيعة لارتداد رطوبات الغذاء منها إلى المعي واليبس في المبتدئ من قدام أكثر ويجب أن يتعرّف حال مواضع النبتة والعانة هل هي ضعيفة أو لحمية فاللحمية تدل على قوة وعلى احتمال إسهال وينظر أيضاً هل الصفن مشارك في الانتفاخ أو لبس وإذا شارك الصفن خيف الرشح والرشح معنّ معذب موقع في قروح خبيثة عسرة البرء .
سبب الاستسقاء الزّقي بعد الأسباب المشتركة : السبب بالواصل فيه أن تفضل المائية ولا تخرج من ناحية مخرجها فتتراجع ضرورة وتغيض إلى غير مغيضها الضروري إما على سبيل رشح أو انفصال بخار تحيله الحفن ماء لكثرة مادة أو لسدِّة من رفع تدفعه الطبيعة عن ضرره قاهرة في المجاري التي للفضول إلى فضاء البطن والخلاء الباطن فيه الذي فيه الأمعاء .
وأكثر وقوفها إنما هو بين الثرب وبين الصفاق الباطن لا يتخلل الثرب إلا لتأكّل الثرب .
وقد علمت أن الدفع الطبيعي ربما أنفذ القيح في العظام فضلاً عن غيرها .
وأما على سبيل انصداع من بعض المجاري التي للغذاء إلى الكبد فتتحلب المائية عندها دون الكبد وأما على سبيل ما قاله بعض القدماء الأولين وانتحله بعض المتأخرين أن ذلك رجوع في فوهات العروق التي كانت تأتي السرة في الجنين فيأخذ منها الغذاء والفوهات التي كانت تأتيها فيخرج منها البول فإن الصبي يبول في البطن عن سرته والمنفوس قبل أن يسرّ يبول أيضاً عن سرّته .


فإذا امتنع من ذلك الجانب انصرف إلى المثانة فإذا اضطرت السدد ومعاونة القوى الدافعة من الجهات الأخرى نفذت المائية في تلك العروق إلى أن تجيء إلى فوهاتها فإذا لم تجد منفذاً إلى السرة انفتقت البطن وانفتحت وصارت واسعة جداً بالقياس إلى خلقتها الأولى وانضمت المنافذ التي عند الحدبة فإنها ضيقة وأزيد ضيقاً من التي عند التقعر .
ولا يبعد أن يكون استفراغ المائية من البطن واقعاً من هذه الجهات .
والسبل يجذبها الدواء إلى الكبد ثم إلى الأمعاء .
وأسباب هذا السبب الواصل إما في القوّة المميزة وإما في المادة المتميزة وإما في المجاري .
أما السبب الذي في القوة المميزة فلأن التمييز مشترك بين قوة دافعة من الكبد وقوة جاذبة من الكلية فإذا ضعفتا أو إحداهما أو كان في المجاري سدة خصوصاً إذا كان في الكلية ورم صلب لم تتميز المائية ولم يقبلها البدن ولم تحتملها المجاري فوجب أحد وجوه وقوع الاسستقاء الزقي .
ولهذا قد يحدث الاستسقاء لضعف وعلة في الكلية وحدها .
وأما السبب الذي في المتميزة فأن تكون المائية كثيرة جداً فوق ما تقدر القوة على تمييزها أو تكون غير جيدة الانهضام .
والمائية تكون كثيرة جداً لشرب الماء الكثيرِ وذلك لشدة عطش غالب لمزاج في الكبد معطش أو لسبب آخر يعطش أو لسدد لا ينجذب معها إلى الكبد ما يعتد به فيدوم العطش على كثرة الشرب أو لأن الماء نفسه لا ينفع العطش لأنه حار غير بارد أو لأن فيه كيفية معطّشة من ملوحة أو بورقية أو غير ذلك .
وأما القسم الآخر فإذا لم يستو هضم الغذاء الرطب قبل البدن أو الكبد بعض الغذاء الرطب ورد بعضه فملأ المجاري فربما أدى إلى سبب من أسباب الاستسقاء الزقي المذكور إن غلبت المائية أو الطبلي إن غلبت الريحية وذلك في الهضم الثاني .
وأما السبب الذي في المجاري فأن تكون هناك أورام وسدد تمنع المائية أن تسلك مسالكها وتنفذ في جهتها بل تمنعها أو تعكسها إلى غير مجاريها .


وإذا دفعت الطبيعة من المستسقي مائية الاستسقاء بذاتها كان دليل الخلاص .
وفي أكثر الأوقات إذا نزل المستسقي عاد الانتفاخ في مدة ثلاثة أيام .
وفي الأكثر يكون ذلك من ريح .
قال أبقراط : من كان به بلغم كثير بين الحجاب والمعدة يوجعه فإنه إذا جرى في العروق إلى المثانة انحلّت علته عنه .
قال جالينوس : الأولى أن ينحدر البلغم إلى العانة لا إلى جهة المثانة وكيف يرشح إليها وهو بلغم ليس بمائية رقيقة .
وأقول : لا يبعد أن ينحل ويرق ولا يبعد أن يكون اندفاعه على اختيار الطبيعة جهة ما للضرورة أو يكون في الجهات الأخرى سبب حائل كما يدفع فتح الصدر في الأجوف إلى المثانة .
وأما هذا النفوذ فليس هو بأعجب من نفوذ القيح في عظام الصدر والذي قاله بعضهم أنه ربما عني بالبلغم المائية فهو بعيد لا يحتاج إليه .
وقد يعرض أن ينتفخ البطن كالمستسقي فيمن كان به قروح المعي ثم انثقبت ولم يمت إلى أن يموت .
ويكون لأن الثفل ينصبّ إلى بطنه ويعظم .
وهذا - وإن قاله بعضهم - عندي كالبعيد فإن الموت أسبق من ذلك وخصوصاً إذا كان الانخراق في العليا .
أسباب اللحمي بعد الأسباب المشتركة : السبب المقدّم فيه فساد الهضم الثالث إلى الفجاجة والمائية والبلغمية فلا يلتصق الدم بالبدن لصوقه الطبيعي لرداءته .
وربما كان المقدّم في ذلك الهضم الثاني أو الهضم الأول أو فساد ما يتناول أو بلغميته .
وإذا ضعفت الهاضمة والماسكة والمميزة في الكبد وقويت الجاذبية في الأعضاء وضعفت الهاضمة فيها كان هذا الاستسقاء .
وأكثره لبرد في الكبد نفسها أو بمشاركة .
وإن لم تكن أورام أو سدد تمنع نفوذ الغذاء ويكون كثير البرودة عروق البدن وأمراض عرضت لها وسدد كانت فيها من أكل اللزوجات والطين ونحوه .


وقد يكون بسبب تمكن البرد فيها من الهواء البارد الذي قد أثر أثراً قوياً فيها وقد يحدث بسبب حرارة مذيبة للبدن للأخلاط فإذا وقعت سدة لا يمكن معها انتفاض الخلط وأكثر هذا يكون دفعة والاختلاف ربما كان نافعاً جداً في اللحمي والطبيعة قد تجهد في أن تدفع الفضل المائي في المجاري الطبيعية وغير الطبيعية .
لكن ربما عجزت عن ذلك الدفع أو ربما سبق نفوذها الغير الطبيعي في الوجوه المذكورة لسيلان دفع الطبيعة عليها وربما لم تقبلها المجاري وربما كانت الدافعة تدفعها إلى ناحية الكبد لأنها مائية من جنس ما يندفع إلى الكبد فإذا لم يقبلها الكبد وما يليها لضعف أو لكثرة مادة أو لأن البدن لا يقبلها بسبب سدد أو غير ذلك تحيّرت بين الدفعين .
قال أبقراط : من امتلأ كبده ماء ثم انفجر ذلك الماء إلى الغشاء الباطن امتلأ بطنه ومات .
قال جالينوس : يعني به النفّاطات الكثيرة التي تحدث على ظاهر الكبد وتجمع ماء فإنها إذا انفجرت وكانت كثيرة حصلت في الفضاء وقلما ينفذ في الثرب إلا لتأكل من الثرب في تلك الجهة .
قال : وهذا الماء كماء المستسقين وقد يستسقي من لا يموت بل يخرج ماؤه ويعيش إما بطبع أو علاج وكذلك لا يبعد في هذا أن يعيش .
وأنا أظن أنه يندر أو يبعد أن لا يموت لأن هذا الماء يكون أردأ في جوهره فيفسد في الفضاء ويهلك ببخاره ولأن الكبد منه يكون قد فسد صفاقها المحيط بها .
أسباب الطبلي : أكثر أسباب الطبلي فساد الهضم الأول لأجل القوّة أو لأجل المادة فإنها إذا لم تنهضم جيداً وقد عملت فيها الحرارة الضعيفة فعلاً ما غير قوي وكرهها البدن ومجّها كان أولى ما يستحيل إليه هو البخارية والريحية .


وربما كانت هذه المواد مواداً مطيّفة بنواحي المعدة والأمعاء وربما فعلت مغصاً دائماً لأن الحرارة الغير المستعلية فعلت فيها تحليلاً ضعيفاً أحالها رياحاً وخصوصاً إذا كانت المعدة باردة رطبة فلم تهيئ لهضم الكبد ثم كان في الكبد حرارة ما تحاول أن تهضم شيئاً لم يعدّ بعد لهضمها .
وربما كان ذلك لحرارة شديدة غريبة في المعدة .
والكبد تبادر إلى الأغذية الرطبة ورطوبات البدن قبل أن يستولي عليها الهضم الذي يصدر عن الحرارة الغريزية فيفعل فيها فعلاً غير طبيعي فيحللها رياحاً قبل الهضم فيكون سبب الطبلي ضعف الهضم الأول وضعف الحرارة أو لشدة الحرارة المستولية التي لا تمهل ريث الهضم أو للأغذية .
وقد يعرض في الحميات الوبائية وفي كثير من آخر الأمراض الحادة انتفاخ من البطن كأنه طبل يسمع منه صوت الطبل إذا ضرب باليد وهو علامة رديئة جداً .
العلامات المشتركة : جميع أنواع الاستسقاء يتبعها فساد اللون ويكون اللون في الطحالي إلى خضرة وسواد وفي جميعها يحدث تهيج الرجلين أولاً لضعف الحرارة الغريزية ولرطوبة الدم أو بخاريته وتهيج العينين وتهيج الأطراف الأخرى وجميعها لا يخلو من العطش المبرح وضيق النفس .
وأكثره يكون مع قلة شهوة الطعام لشدة شهوة الماء إلا بعض ما يكون عن برد الكبد وخصوصاً عن شرب ماء بارد في غير وقته وفي جميعه وخصوصاً في الزقي ثم اللحمي يقل البول وفي أكثر أحواله يحمر لقلته فيجتمع فيه الصبغ الذي يفشو في الكثير .
وأيضاً لقلّته تميّز الدموية والمرة الحمراء عن البول فلا يجب أن يحكم فيه بسبب صبغ الماء وحمرته على حرارة الاستسقاء وتعرض لهم كثيراً حمّيات فاترة وكثيراً ما يعرض لهم بثور تتفقأ عن ماء أصفر ويكثر الذرب في اللحمي والطبلي .
وإذا كان ابتداء الاستسقاء عن ورم في الكبد اشتدت الطبيعة وورم القدمان وكان سعال بلا نفث وتحدث أورام في الجانب الأيمن والأيسر يغيب ثم يظهر وأكثر ذلك في الزقي .


وإن ابتدأ من الخاصرتين والقطن ابتدأ الورم من القدمين وعرض ذرب طويل لا ينحل ولا يستفرغ معه الماء .
والاستسقاء الذي سببه حار تكون معه علامات الحرارة من الالتهاب والعطش واصفرار اللون ومرارة الفم وشدة يبس البدن وسقوط الشهوة للطعام والقيء الأصفر والأخضر وتشتد حرقة البول في آخره لشدة حرارته والذي كان من جنس ما كثر فيه الذوبان واندفع لا إلى المجريين الطبيعيين دلّ عليه كثرة الصفراء وعلامات الذوبان وتقدم برازاً وبول غسالي وصديدي ويبتدئ من ناحية الخاصرتين والقطن .
وكذلك جميع الاستسقاء الكائن عن أمراض حادة .
والاستسقاء الذي سببه بارد يكون بخلاف ذلك وقد تشتد معه شهوة الطعام جداً كما في برد المعدة ثم إذا أفرط المزاج سقطت .
والاستسقاء الذي سببه ورم صلب فيعرف بعلاماته وبالذرب الذي يتبعه وبقلّة الشهوة للطعام .
والذي يكون سببه ورماً حاراً فإنه يبتدئ من جهة الكبد وتنفعل معه الطبيعة وتكون سائر العلامات التي للورم الحار والطحالي يل عليه لون إلى الخضرة وعلل سابقة في الطحال وقد لا تسقط معه الشهوة .
وكذلك إذا كان السبب في الكلي لم تسقط الشهوة في الوقت ولا في القدر سقوطها في الكبدي ويتقدمه علل الكلي وأوراقها و قروحها .
علامات الزقي : الزقي يكون معه ثقل محسوس في البطن وإذا ضرب البطن لم يكن له صوت بل إذا خضخض سمع منه صوت الماء المخضخض وكذلك إذا انتقل صاحبه من جنب إلى جنب ومسه مس الزق المملوء ليس الزق المنفوخ فيه ولا تعبل معه الأعضاء ولا يكبر حجمها كما في اللحمي بل تذبل ويكون على جلدة البطن صقالة الجلد الرطب الممدد وربما ورم معه الذكر وحدثت قيلة الصفن ويكون نبض صاحبه صغيراً متواتراً مائلاً إلى الصلابة مع شيء من التمدد لتمدد الحجب وربما مال في آخره إلى اللين لكثرة الرطوبة .


وإذا كان الاستسقاء الزقي واقعاً دفعة بعد حصاة خرجت من غير أسباب ظاهرة في الكبد فاعلم أن أحد المجريين الحالبين من الكلية قد انخرق .
علامات اللحمي : يكون معه انتفاخ في البدن كله كما يعرض لجسد الميت وتميل الأعضاء صافية وخصوصاً الوجه إلى العبالة ليس إلى الذبول وإذا غمزت بالإصبع في كل موضع من بدنه انغمر وليس في بطنه من الانتفاخ والتخضخض أو الانتفاخ وخروج السرة والتطبّل ما في بطن الزقي والطبلي .
وفي أكثر الأمر يتبعه ذرب ولين طبيعة إلى البياض ونبض موجي عريض لين .
وقد قيل أنه إذا كان بوجه الإنسان أو بدنه أو يده اليسرى رهل وعرض له في مبدأ هذا العارض حكة في أنفه مات في اليوم الثاني أو الثالث .
علامات الطبلي : الطبلي تخرج فيه السرة خروجاً كثيراً ولا يكون هناك من الثقل ما يكون في الزقّي بل ربما كان فيه من التمدد ما ليس في الزقي بل قد يكون كأنه وتر ممدود ولا يكون فيه من عبالة الأعضاء ما في اللحمي بل تأخذ الأعضاء إلى الذبول .
وإذا ضرب البطن باليد سمع صوت كصوت الزقّ المنفوخ فيه ليس الزق المملوء ماء ويكون مشتاقاً إلى الجشاء دائماً ويستريح إليه وإلى خروج الريح .
ونبضه أطول من نبض غيره من المستسقين وليس بضعيف إذ ليس ينهك القوة بكيفية أو ثقل إنهاك الزقي وهو في الأكثر سريع متواتر مائل إلى الصلابة والتمدد ولا يكون فيه من تهيّج الرجلين ما يكون في غيره .
المعالجات علاج سوء القنية : ينظر هل في أبدانهم أخلاط مختلفة مرارية فيسهلون بمثل أيارج فيقرا فإنه يخرج الفضول دون الرطوبات الغريزية .
وإن علم أن أخلاطهم لزجة غليظة أسهلوا بأريارج الحنظل وبما يقع فيه الصبر والحنظل والبسفايج والغاريقون مع السقمونيا والأوزان في ذلك على قدر ما يحدث من رقة الأخلاط وغلظها وقوة البدن وضعفه .
وربما اضطرّ إلى مثل الخربق إن لم ينجح غيره في التنقية وإخراج الفضل اللزج .


ومع هذا كله فيجب أن يرفق في إسهالهَم ويفرّق عليهم السقي وكلما يخلّ أن مادة قد اجتمعت لم يمكن من الثبات بل عوود الاستفراغ ومع ذلك فيجب أن يراعى أمر معدهم لئلا تتأذى بالمسهلات وتجعل مسهلاتهم عطرة بالعود الخام ونحوه .
وإن كانت القوة قوية فلا تكثر الفكر في ذلك وأرح بالمبلغ الكافي .
وبالجملة يجب أن يكون التدبير مانعاً لتوليد الفضول وذلك بالاستفراغات الرقيقة المواترة وليجنبوا الفصد ما أمكن .
فإن كان لا بدّ منه للامتلاء من دمّ أقدم عليه بحذر وتفاريق في أيام ثلاثة أو أربعة .
وأكثر ما يجب الفصد إذا كان السبب احتباس دم بواسير أو طمث والأولى أن يستفرغ أولاً بما ينقّي الدم مثل الأيارج ونحوه ثم إن لم يكن بد كفى أخذ دم قليل .
وكذلك الأحوال لمن بهم حاجة إلى استفراغ ما يخرج الأخلاط بالإسهال ويفتح السدد ثم بما يدرّ ويفتح السدد .
والحقن الملطّفة الحلّلة للرطوبات المسهلة لها نفعة جداً .
فإن استفرغوا كان أولى ما يعالجون به الرياضة المعتدلة وتقليل شرب الماء والاستحمام بالمياه البورقية والكبريتية والشبّية وأن يقيموا عند قرب البحر والحمّامات .
وأما الحمّامات العذبة فتضرّهم إلا أن يستعملوها جافة ويعرقوا في أهويتها الحارة وأن يستعملوا القيء قبل الطعام فإنه نعم التدبير لهم ويجب أن يكون في أوائل الأمر بفجل ينقع في السكنجبين وفي آخره بالخربق وأن يقبلوا على التجفيف ما أمكن وعلى التفتيح وأن يستعملوا في أضمدتهم ومشروباتهم الأدوية المجففة المفتحة الملطفة العطرة مثل السنبل والسليخة والدارصيني والأدوية الملطّفة مثل الأفنتين والكاشم والعافت وبزر الأنجرة والكمافيطوس والزراوند المحرج وعصارة قثاء الحمار والقنطريون وورق المازريون والجاوشير والكاكنج بالخاصية .
ويقع في أدويتهم الكبريت وعصارة قثاء الحمار وأصل المارزيون وورقه والنظرون ورماد السوسن وزبد البحر .


وهذه وأمثالها تصلح لدلوكاتهم في الحمام وتنفعهم الميبة والخنديقون والشراب الريحاني القليل الرقيق وشراب السوسن .
ومما ينفعهم جداً شراب الأفسنتين على الريق .
ومن المعاجين وخصوصاً بعد التنقية الترياق والمثروديطوس ودواء الكركم ودواء اللك والكلكلانج البزوري وربما سقوا من ألبان الإبل الأعرابية وأبوالها وخصوصاً في الأبدان الجاسية القوية وخصوصاً إذا أزمن سوء القنية وكاد يصير استسقاء .
وربما سقوا أوقيتين من أبوال الإبل من سكنجبين إلى نصف مثقال أو أكثر وكذلك في أبوال المعز .
وربما كان الأصوب أن يخلط بها الهليلج الأصفر إن كانت المواد رقيقة صفراوية .
وينفع من الكمّادات تكميد المعدة والكبد بالسنبل والسليخة ونحوها واتخاذ ضمّاد منها بالميسوسن ونحوه ويدام تمريخ بطونهم بمثل البورق والكبريب بالأدهان الحارة المعروفة .
وينفعهم من الضمادات مرهم الكعك بالسفرجل وإن عصا طلوا بإخثار البقر وبعر الماعز .
وإما غذاء صاحب سوء القنية فما فيه لذة وتقوية الطبيعة مثل الدراج والقبج ومرقهما الزيرباج المطيب جداً بمثل القرنفل والدارصيني والزعفران والمصطكي .
وكذلك المصوصات .
ومن الفواكه الرمان والسفرجل القليل منه لا يضرّهم .
ويجب أن يخلط أيضاً بأطعمتهم مثل الخردل والكراث والثوم وما يجري مجراه من غير أن يكثر جداً .
فصل في علاج الاستسقاء الزقّي
الغرض العام في معالجتهم التجفيف وإخراج الفضول ولو بالقعود في الشمس حيث لا ريح واصطلاء النيران الموقدة من حطب مجفف والأكل بميزان وترك الماء وتفتيح المسام والازدراد المتواتر وإسهال المائية بالرفق وبالتواتر والصابرة على العطش وتدبيره والامتناع من رؤية الماء فضلاً عن شربه ما أمكن .
وإن لم يكن بدّ من شربه شربه بعد الطعام بمدة وممزوجاً بشراب أو غيره وتقليل الغذاء وتلطيفه جداً هو أفضل علاج .


والرياضة التي ذكرناها في باب اللحمي ومراعاة القوة وتقويتها بالطيوب العطرة والمشمومات اللذيذة وروائح الأطعمة القوية وتقويتها بالشراب العطر وليس كثرة شرب السكنجبين فيه بمحمودة .
ومما ينفعهم القذف وخصوصاً قبل الطعام وأيضاً بعده غبّاً وربعاً وخمساً فإنه ينفعهم جداً .
والتعطيس بالأدوية والنفوخات وغير ذلك ينفعهم بما يحدر المائية ويحركها إلى المجاري المستفرغة .
وأما الفصد فيجب أن يجتنبه كل صاحب استسقاء ما أمكن إلا الذين بهم استسقاء احتباس من الدم فإن الفصد يمنع أعضاءهم الغذاء وهي قليلة الغذاء ومع ذلك تبرد أكبادهم .
فالفصد ضار في غالب الأحوال وإن كان هناك ورم اعتني به أول شيء وإذا اشتكى المستسقي الجانب الأيسر الكثير الشرايين فليس اشتكاؤه للتمدد الذي به فإن الجانبين مشتركان في ذلك بل ذلك للدم فليفصد أولاً ثم يعالج الاستسقاء وإن كان ورم صلب فلا يطمع في إبراء الاستسقاء الزقي الذي يتبعه ولو استفرغ الماء أي استفراغ كان ولو مائة مرة عاد وملأ .
واعلم أن الاستفراغ بالأدوية أحمد من البزل ومن الاسترشاح المتعذر إلحامهما .
ويجب أن يقع الاستفراغ رقت أن لا تكون حمّى وإن كان التدبير بما جفف الاستسقاء فإن الورم يعيده ويجب أن يقلل عنه مثل الأقراص القابضة وأن كانت مقوية مثل قرص الأمير باريس خصوصاً عند انعقال الطبيعة ويجب أن يقع التجفيف في الاستسقاء البارد بكل حار ملطّف مفتح وأما في الاستسقاء الحار فعلى وجه آخر سنفرّد له كلاماً .
واعلم أن دهن الفستق واللوز نافعان في جميع أنواع الاستسقاء .


وأما الأدوية المفردة الصالحة لهذا الضرب من الاستسقاء إذا كان بارداً فمثل سلاقة الحندقوقا الشديدة الطبخ يسقى منها كَل يوم أوقيتين أو يطبخ رطل من العنصل في أربعة أقساط شراب في فخار نظيف حتى يذهب ثلث الشراب ويسقى كل يوم أولاً قدر ملعقة كبيرة ثم يزاد إلى أن يبلغ خمس ملاعق ثم ينتقص إلى أن يرجع إلى واحدة وأيضاً يسقى كل يوم من عصارة الفرذنج أوقية .
وقد ذكر بعضهم أنه يجب أن تؤخذ الذراريج فتقطع رؤوسها وأجنحتها ثم تجعل أجسادها في ماء العسل ويدخل العليل الحمّام ثم يسقى ذلك أو يأكل به الخبز وهذا شيء عندي فيه مخاطرة عظيمة .
وأكثر ما أجسر أن أسقي منه قيراطاً في شربة من المياه المعصورة المعلومة .
وقيل أنه إذا نقّى البدن وشرب كل يوم من الترياق قدر حمصة بطبيخ الفودنج أحداً وعشرين يوماً واقتصر على أكلة واحدة خفيفة وجبة برأ .
وزعم بعضهم أن سقي بعر الماعز بالعسل نافع أو بول الشاة أو بول الحمير بالسنبل والعسل أو زراوند مدحرج ثلاثة دراهم في شراب .
وقد حمد لهم بعضهم كل يوم أو كل يومين قدر باقلاة من الشبث الرطب مصفى في الماء .
ومن الأدوية النافعة كذلك الكلكلانج ودواء اللكّ خاصة للزقّي ولكل استسقاء ودواء الكركم ومعجون أبوريطوس خاصة وجوارشن السوسن ودواء الأشقيل وشراب العنصل والترياق .
واعلم أن الترياق ودواء الكركم والكلكلانج نافع جداً في آخر الاستسقاء البارد .
ومن الأدوية العجيبة النفع أقراص شبرم .
وتركيبها : يؤخذ شبرم وإهليلج أصفر بالسواء والشربة متدرّجة من دانق ونصف إلى قرب درهم يشرب في كل أربعة أيام مرة وفيما بينها يشرب أقراص الأمبر باريس .
وقد تركب أدوية من الراوند والقسط وحب الغار والحلبة والترمس والراسن والجنطيانا وصمغ اللوز والقنة وهي أدوية نافعة .


وأما الأدوية المستفرغة للمائية فهي المسهلات والشيافات والحقن خاصة فإنها أقرب إلى الماء وأخف على الطبائع وأبعد عن الرئيسة وأنواع من الاستحامات والحمامات والتنانير المسخنة والمياه التي طبخ فيها الملطفات مثل البابونج والأذخر وأنواع من المروخات والضمادات والكمادات ويدخل في جملة ذلك سقي لبن الماعز ولبن اللقاح .
ومن هذا القبيل البول ولبن اللقاح موافق للزفي إذا أخذ أسبوعاً مع أقراص الصفر أولاً نصف درهم مع نصف درهم طباشير إلى أن يبلغ درهماً .
وبعد الأسبوع أن استفرغ الماء يوزن درهمين كلكلانج ثم عاود أقراص الصفر أسبوعاً ولم تزل تفعل هكذا فربما أبرأ .
والضعيف لا يسقى من أقراص الصفر ابتداء إلا قدر دانق وأقراص الصفر مذكورة في الأقراباذين وكذلك الكلاكلانج .
ومن كان شديد الحرارة لا يلايمه لبن اللقاح ويبتدئ لبن اللقاح وزن أربعين درهماً ويزاد كل يوم عشرة عشرة .
وأما المسهلات فلا يجب أن يكون فيها ما يضر الكبد وإن اضطر إلى مثله مضطر وجب أن يصلح .
ولا يجب أن يكون دفعة بل مرات فإن ما يكون دفعة قاتل وأقل ضرره تضعيف الكبد .
والصبر وحده رديء جداً للكبد فينبغي أن يبعد عن الكبد إلا لضرورة أو مع حيلة إصلاح .
ويجب أن يتبع المسهلات الصوم فلا يأكل المستسهل بعدها يوماً وليلة إن أمكن وأن يتبع بما يقوي ويقبض قليلاً مثل قرص الأمبر باريس ومثل مياه الفواكه التي فيها لذاذة وقبض حتى يقوى الكبد خصوصاً بعد مثل الأوفربيون والمازريون والأشق ونحوه ثم تستعمل مصلحات المزاج كالترياق ودواء الكركم في البارد وماء الهندبا في الحار ويجب إذا كانت حرارة أن لا تسهل الصفراء فإنها مقاومة للمائية بوجه ولأن المائية تحتاج إلى إسهالها فيتضاعف الإسهال وتلحق القوة آفة بل الأوجب أن تطفأ الصفراء وتسهّل المائية إلا أن تكون الصفراء مجاوزة للحد في الكثرة فلتقتصر حينئذ على مثل الهليلج فنعم المسهل هو في مثل هذا الحال .


كما أن السكبينج نعم المسهل في حال البرد .
وكل إفراط في الاستفراغ في الكمية وفي الزمان رديء وهو في الحار أصلح .
ومن الملينات الجيدة مرق القنابر ومرق الديك الهرم خصوصاً بالبسفايج والشبث ونحوه .
وإذا استفرغت عشرة أيام بشيء من المستفرغات الرقيقة وبألبان اللقاح ومياه الجبن وغير ذلك فنقص الماء وخص الورم فمن الصواب أن يكوى على البطن لئلا يقبل الماء بعد ذلك ويكون الكي بعد الحمية وترك المسهل يومين أو ثلاثة وهي ست كيات : ثلاث في الطول تبتدأ من القص إلى العانة وثلاث في العرض من البطن وليصبر بعده على الجوع والعطش .
ومن الصواب أن يسقى فيما بين مسقلين شيئاً من المفتحات للسدد مثل أقراص اللوز المر .
وأما سقي ألبان اللقاح والماعز وخصوصاً الأعرابيات وخصوصاً المعلوفات بالرازيانج والبابونج مما يسهل المائية ويلطّف ويحرّ مثل الشيح والقيسوم والقاقلة وغير ذلك .
وفي المحرورين ما يوافق مع ذلك الكبد مثل الكشوت والهندبا وغير ذلك .
ولا تلتفت إلى ما يقال من أنه دسيس السوفسطائيين وما يقال من أن طبيعة اللبن مضادة للاستسقاء .
بل اعلم أنه دواء نافع لما فيه من الجلاء ويرقق ولما فيه من خاصية وربما كان الدواء المطلق مضاداً لما يطلب في علاج الكيفية لكنه يكون موافقاً لخاصيته أو لأمر آخر كاستفراغ ونحوه كما نفع الهندبا في معالجات الكبد التي بها أمراض باردة وكما يفزع إلى السقمونيا في الأمراض الصفراوية .
واعلم أن هذا اللبن شديد المنفعة فلو أن إنساناً أقام عليه بدل الماء والطعام لشفي به .
وقد جرب ذلك منه قوم دفعوا إلى بلاد العرب .
فقادتهم الضرورة إلى ذلك فعوفوا .
وألبان اللقاح قد تستعمل وحدها وقد تستعمل مخلوطة بغيرها من الأدوية التي بعضها يقصد قصد تدبير غير مسخن جداً مثل الهليلج مع بزر الهندبا وبزر الكشوث والملح النفطي .
وبعضها يقصد فيه قصد تدبير مسخن ملطف مثل السكبينج وحبّه .


وبعضها يقصد فيه قصد منع إفراط الإسهال مثل القرط ونحوه .
وقد يخلط بأبوال الإبل وقد يقتصر عليها طعاماً وشراباً وقد يضاف إليها طعام غيرها .
وفي الحالين يجب أن تتحقق من أمره أنه هل يمتاز منه البدن فلا يطلق أو يطلق قليلاً أو يطلق أكثر من وزنه بقدر محتمل أو يفرط أو يسهل فوق المحتمل أو يتجبن في المعدة أو في المجاري أو يؤدي إلى تبريد أو يخلف خلطاً بلغمياً أو خلطاً محترقاً لعفونة إن قبلها .
واعلم أن أفضل أوقات سقيه الربيع إلى أول الصيف .
ومن التدبير الحسن في سقيه ما جربناه مراراً فنفع وهو أن يشرب لبن اللقاح على خلاء من البطن وطي من أيام وليال قبله لا يتناول فيها إلا قليلاً جداً وإن أمكن طيها فعل ولا بد من طي الليلة التي قبلها ثم يشرب منه الحليب في الوقت والمكان مقدار أوقيتين أو ثلاثة .
وأجوده أوقيتان منه مع أوقية من بول الإبل ويهجر الماء أياماً ثلاثة فيجب ما يخرج بالإدرار قريباً مما يشرب وبعد ذلك ربما استطلق البطن بما يشرب منه وربما لم يستطلق به إلا بثفل قليل وإنما لم يستطلق به لأن البدن يكون قد امتاز منه فإن استطلق بطنه فوق ما شرب كف عنه يوماً أو خلط به ما فيه قبض .
وإن لم يستطلق فيجب أن يخاف شاربه التجبن وكذلك إن استطلق دون ما شرب وحينئذ يجب أن يشرب شيئاً يحدر ما في المعدة منه وأن يعاوده مخلوطاً به سكبينج ونحوه بل من الاحتياط أن يستعمل في كل ثلاثة أيام شيئاً من حبّ السكبينج ونحوه بقدر قليل يخرج ما عسى أن يكون تجبّن من بقاياه أو تولّد منه وخصوصاً ذا تجشأ جشاء حامضاً ووجد ثقلاً .
ومن التدبير النافع في مثل هذه الحال الحقن في الوقت .
ويجب أيضاً في مثل هذه الحال أن يترك سقي اللبن يوماً أو يومين ويفزع إلى الضمّادات أو الكمّادات التي يضمد بها البطن فيحلل فإن كان سقي اللبن لا يحدث شيئاً من ذلك ويخرج كل يوم شيئاً غير مفرط بل إلى قدر كوزين صغيرين مثلاً اقتصر عليه كان وحده أو مع السكبينج .


والحبوب المسهلة الكسنجبينية وغيرها وإن أفرط الإسهال قطع عنه اللبن يوماً أو يومين ثم درج في سقيه فيسقى منه لبن نجيبة قد علفت القوابض وخلط به ساعة يحلب خبث الحديد البَصْرِي المرضوض المغسول على الخمر والخل المقلو قدر عشرين درهماً قرط وطراثيث من كل واحد خمسة دراهم بزر الكشوث وبزر الكرفس ثلاثة دراهم باقات من صعتر وكرفس وسذاب يترك فيه ساعة ثم يصفى ويشرب به ثم يتدرج إلى الصرف ثم إلى المخلوط بما يسهل إن احتيج إليه .
وأما المدرات النافعة في ذلك فيجب أن لا يلزم الواحد منها بل ينتقل من بعضها إلى بعض .
وأدويته مثل فطراساليون ونانخواه وفودنج وأسارون ورازيانج وبزر كرفس وسساليوس وسائر الانجذان وكمافيطوس والوج والسنبلان ودوقو وفوومو وهليون وبزره وأصل الجزر البري والكاكنج .
ويجب أن ينعّم سحقها حتى يصل بسرعة إلى ناحية الحدبة وإذا استعملت المدرات القوية فيجب أن تستعمل بعدها شيئاً من الأمرق الدسمة مثل مرقة دجاجة سمينة .
وأما الأضمدة فالقانون أن لا يكثر فيها مما يجفف ويحلل مع قبض قوي يسد مسام ما يتنفس ويتحلل إلا شيئاً قليلاً قدر ما يحفظ القوة إن احتيج إليه مثل السنبلين والكندر والسعد بقدر قليل جداً فإن ذلك يحفظ قوة المراق وما فيها أيضاً ويجعلها غير قابلة .
وأما الأدوية الضمادية المفردة والضمادات المركبة النافعة في هذه العلة فقد ذكرنا كثيراً منها في الأقراباذين .
والذي نذكره ههنا فمما هو مجرب نافع إخثاء البقر وبعر الماعز الراعيتين للحشيش دون الكلأ .
وهذه نسخة ضمّاد منها : يؤخذ من هذه الأخثاء شيء ويغلى بماء وملح ثم يذر عليه كبريت مسحوق ويجعل على البطن وأيضاً بعر الماعز مع بول الصبي وأيضاً زبل الحمام وحبّ الغار والايرسا .
ومن القوي في هذا الباب إخثاء البقر بعر الماعز يجعل فيه شيء من الخربق وشبرم ويجمع ببول اللقاح ويضمد به .


ومن الضمادات أن يلصق الودع المشقوق ويترك على بطن المستسقي بحاله وبعد الدقّ بصدره ويصبر عليه إلى أن يجف بنفسه .
ومن الضمادات الجيدة ضمّاد يوافق الاستسقاء : ونسخته يطبخ التين اللحيم بماء ويخلط معه مازريون مسحوق جزء نطرون جزآن كمافيطوس جزء ونصف يتخذ ضماداً فإنه نافع .
آخر قوي جداً : يؤخذ صمغ الصنوبر وشمع وزوفا رطب وزفت وصمغ البطم من كل واحد ثلاث درخميات ميعة وهو الإصطرك ومصطكي وصبر وزعفران وأطراف الأفسنتين وأشق من كل واحد درخمي جندبادستر وكبريت وحماما وصدف السمك المعروف بسيفا من كل واحد نصف درخمي ذرق الحمام وحرف بابلي وزهر القصب في البحيرة من كل واحد ثلاث درخميات سوسن أسمانجوني أربع درخميات بورق أحمر درخمي يخلط بدهن البابونج .
وإذا كان في الكبد ورم نفع الضماد المتخذ من حشيش السنبل والزعفران وحب البان والمصطكي وإكليل الملك وعساليج الكرم والبابونج والأدهان المطيبة .
ومن المراهم : مرهم بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ المارقشيتا والكبريت الأصفر والنطرون والأشق من كل واحد جزء ومن الكمون جزآن وثلثا جزء يجمع بشمع وعلك البطم وشراب ويوضع على البطن ومرهم الجندبادستر ومرهم الأفسنتين ومرهم الإيرسا ومرهم الفربيون ومرهم شحم الحنظل والمرهم المتخذ بالخلاف ومرهم حبّ الغار ومرهم البزور ومرهم بولور حيوش .
ومن الذرورات : نطرون وملح مشويان يذرّ على البطن وخصوصاً بعد دهن حار مثل دهن قثاء الحمار ودهن الناردين .
وقد يستعمل لهم الأدوية المحمّرة وربما ضربوا أعضاءهم الطرفية بقضبان دقاق وذلك غير محمود عندي .
وربما علقوا على أحقابهم وما يليها المثانات المفنوخ فيها أو لا أعرف فيها كبير فائدة .
وأما البزل من المراق فاعلم أنه قلما نجع إلا في قوي البدن جداً إذا قدر بعده على رياضة معتدلة وعطش وتقليل غذاء .


ويجب أن لا نقدم عليه ما أمكن علاج غيره والصواب أن لا يكون في دفعة واحدة فيستفرغ الروح دفعة وتسقط القوة بل قليلاً قليلاً وأن لا يتعرض به لمنهوك .
فأما صفة البزل فإن أفطيلوس أمر أن يقام قياماً مستوياً إن قدر عليه أو يجلس جلوساً مستوياً ويغمر الخدم أضلاعه ويدفعونها إلى أسفل السرّة ثم يشتغل بالبزل .
فإن لم يقدر على ذلك فلا يبزله وإن أردت أن تبزله فيجب أن تبزل أسفل السرّة قدر ثلاثة أصابع مضمومة ثم يشقّ إن كان الاستسقاء قد ابتدأ من المعي .
وإن كان من جانب الكبد فلتجعل الشق من الجانب الأيسر من السرّة .
وإن كان السبب من الطحال فلتجعله من الجانب الأيمن من السرة وأرفق كي لا تشقّ الصفاق بل لتسلخ المراق عن الصفاق قليلاً إلى أسفل من موضع شق المراق ثم تثقب المراق ثقباً صغيراً على أن يكون ثقب المراق أسفل من ثقب الصفاق حتى إذا أخرجت الأنبوبة انطبق ذلك الثقب فاحتبس الماء لاختلاف الثقبين ثم لتدخل فيه أنبوبة نحاس فإذا أخذت الماء بقدر أنمة مستلقياً ويجب أن يراعى النبض فإذا أخذ يضعف قليلاً حبست الماء وإذا أخرجت الماء آخر الإخراج بقدر بقيت شيئاً يكفي الخطب فيه الأدوية المسهّلة .
وقد يكون بعد البزل الكي الذي ذكرناه وقد تكوى المعدة والكبد والطحال وأسفل السرّة بمكاوٍ دقيقة .
وربما تلطفوا فأخرجوا الماء إلى الصفن وبزلوا من الصفن قليلاً قليلاً وهو تدبير نجيع نافع وذلك بالتعطيس وبكل ما يجذب المائية إلى أسفل ويجب حينئذ أن يتوقّى لئلا يقع منه الفتق وأن يكون ذلك بما ليس فيه ضرر آخر .
وربما نخسوا الأدرّة بإبر كثيرة ليكون للماء مراشح كثيرة وربما أعقب البزل مغصاً ووجعاً فيجب أن يستعمل صب دهن الشبت ودهن البابونج والأدهان الملينة على المغص وموضع البزل ويوضع عليه الضمّادات المعمولة بالحلبة وبزر الكتان وبزر الخطمي ونحوه .
وربما اقتصر على ماء حار ودهن يصبّ على البزل فإذا سكن المغص أزيل .


وأما الاستفراغات الجزئية لهم بالأدوية فلنورد منها أبواباً .
وهذه الأدوية المسهلة للمائية قد عددناها في الجداول والقوية منها مثل ألبان اليتوعات وشجرها .
وأفضل ما يكسر غائلتها الخلّ والسفرجل والتفاح وحب الرمان وخصوصاً خلّ ربي فيه السفرجل ونحوه أو طبخ فيه أو ترك فيه أياماً أو رش عليه عصارته .
ومما يعجن به اليتّوعات مثل لبن الشبرم ونحوه كالميبختج يعجن به ويحبب .
والسكنجبين أفضل من ذلك إذا حلّ في الأوقية منه دانق من مثل لبن الشبرم وخصوصاً الشجرة التي يتخذ منها الترياق المغراوي والفوشنجي .
وأظن أنه اللاعية والفربيون دواء يسقى منه وزن درهمين في صفرة البيض النيمبرشت فإنه قد ينفع في الأقوياء مراراً مع خطر عظيم فيه والروسختج وتوبال النحاس وخصوصاً معجوناً بلبّ الخبز محبباً وحشيشة تسمى مدرانا وعصارة قثاء الحمار والشراب المنقوع فيه شحم الحنظل .
والمازريون من جملة اليتّوعات قوي في هذا الباب وإصلاحه أن ينقع في الخلّ وقد يتخذ من خله سكنجبين والأشق قد يسقى إلى درهمين بماء العسل .
ومما هو قريب الاعتدال السكبينج والايرسا وبزر الأبخرة مقشّراً من قشرة معجوناً بعسل وماء ورق الفجل .
وأما التي هي أسلم وأضعف فماء القاقلي نصف رطل مع سكر العشر وماء الكاكنج وماء عنب الثعلب وسكنجبين المازريون ولبن اللقاح المدبر وماء الجبن المدبّر بقوة الايرسا والمازريون وتوبالَ النحاس ونحوه .
نسخة جيدة : ماء الجبن يجعل على الرطل منه درهم ملح إندراني وخمسة دراهم تربد مسحوق يغلى برفق وتؤخذ رغوته ويصفى ويبدأ ويسقى منه ثلث رطل ويزاد قليلاً قليلاً إلى رطل فإنه ينقص الماء بلا تسخين .
وأجود ماء الجبن ما اتخذ من لبن اللقاح وأفضله للمحرورين المتخذ من لبن الماعز ولبن الأتن .


ومن الأدوية المقاربة لذلك وينفع الاستسقاء الحار أن ينقع فلق من السفرجل في الخلّ ثلاثة أيام ثم يدق مع وزنه من المازريون الطري دقاً شديداً حتى يخلط ويلقى عليه نصف قدر الخل سكّراً وبطيخ حتى يسير في قوام العسل ويخلط الجميع .
وقد يقرب من هذه الحبوب المتخذة من بور المازريون مع سكّر العشر وهو مما لا خطر فيه للحارة أيضاً .
ومن المعاجين : الكلكلانج ومعجنون لنا بخبث الحديد والمازريون في الأقراباذين ومعجون لبعضهم .
ونسخته : يؤخذ من بزر الهندبا وبزر كشوث عشرة عشرة عصارة الطرحشقوق مجففة وزن عشرين درهماً عصارة الأمبر باريس خمسة عشر درهماً لك مغسول وراوند صيني من كل واحد خمسة دراهم عصارة الأفسنتين سبعة دراهم عصارة قثاء الحمار وشحم الحنظل خمسة خمسة غاريقون سبعة يعجن بالجلاب ويسقى بماء البقول .
هذا دواء جيد ذكره بعض الأولين وانتحله بعض المتأخرين وهذا آمن جانباً من الكلكلانج وفيه تقوية وإسهال قوي .
ومن الأشربة : شراب الايرسا وشراب بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ نحاس محرق جيداً مثقال ويسحق وفرق الحمام مثقال وثلاثة من قضبان السذاب وشيء يسير من ملح العجين يشرب ذلك بشراب .
ومن الحبوب حبّ فيلغريوس وصفته : يؤخذ توبال النحاس وورق المازريون وبزر أنيسون من كل واحد جزء ويتخذ منه حب ويسقى القوي منها مثقالاً والضعيف درهماً .
وأيضاً : حب الشعثا وحب بهرام وحب الخمسة وحبّ السكبينج وحب المازريون وهو غاية للزقي .
كما أن حب الراوند غاية للحمي وحب المقل وحبّ الشبرم وحبوب ذكرناها في الأقراباذين .
وحبّ بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ لبن الشبرم وعصارة الأفسنتين وسنبل وتربد من كل واحد دانق غاريقون ورد من كل واحد نصف درهم يحبب بماء عنب الثعلب ويشرب فإنه نافع جداً .
أخرى : يؤخذ قشر النحاس كمافيطوس وأنيسون أجزاء سواء يحبّب ويبدأ مه بدرخمي واحد ويتصاعد .


وأيضاً : من الأقراص قرص الراوند الكبير المسهل وأقراص المازريون بالبزور وأقراص المازريون نسخة أخرى معروفة .
وأما الاستحمامات : فيكره لهم الرطب منها .
وأجودها لهم اليابس وأجود اليابس تنّور مسجّر بقدر يحتمل المريض أن يدخله وخصوصاً صاحب اللحمي .
وإذا أدخل يترك رأسه خارجاً إلى الهواء البارد ليتأدى الهواء البارد إلى ناحية القلب والرئة فيبرد قلبه ولا يعظم عطشه ويتحلل بدنه عرقاً غزيراً نافعاً .
وإن كان الرطب فمياه الحمّامات الحارة البورقية والكبريتية والشّبية المعروفة المجففة انتفع بها جداً في منتهى العلة خصوصاً صاحب اللحمي يتكرر فيها في اليوم مرات .
فإن لم تسقط القوة وأمكنه أن يقيم فيها يوماً بطوله فعل .
ومن هذا القبيل ماء البحر إذا فتّر وسخّن .
وأما البارد والسباحة فيه فذلك في الأمر شديد الموافقة .
ومن فضائل مياه الحمّامات التمكن من تدبير النفس البارد الذي يعوز مثله في الحمّام فإن لم يحضره مياه الحمامات فاحلل المياه العذبة بما يخلط بها من الأدوية ويطبخ فيها مثل البورق والكبريت والأشنان والخردل والنورة والعقاقير الأخرى المعلومة التي تشاكلها قبل اليأس .
وهذه المياه يجب أن تلقى من صاحب الزقي والطبلي بطنه ومن صاحب اللحمي جميع البدن .
وأما الاستسقاء الحار فهو إما تابع لورم حار أو تابع لمزاج حار بلا ورم لضعف القوة المغيرة وليس حمرة الماء دليلاً على هذا النوع من الاستسقاء لا محالة فربما كان صبغه لقلّته بل اعتمد فيه على سائر الدلائل ثم عالج .
ويجب أن يجتنب هذان جميعاً الأدوية الحارة البتة فتزيد في السبب فتزيد في العلة بل يكون فيها خطر عظيم .
ولا يجب أن تلتفت إلى من يقول أن الاستسقاء لا يبرأ إلا بالأدوية الحارة .
فكثيراً ما برأ فيما شاهدناه وفيما جرب قبلنا بأن عالجنا نحن ومن قبلنا الأورام بعلاجها والمزاج الحار بالتبريد .


ورأيت امرأة نهكها الاستسقاء وعظم عليها فأكبت على شيء كثير من الرمان يستبشع ذكره فبرأت وكانت دبرت بنفسها وشهوتها هذا التدبير .
ومع هذا أيضاً فيجب أن تراعي جهة المائية المجتمعة فإنك إن راعيت جانب الحمى وحدها كان خطراً وإن راعيت جانب المائية كان خطأ فيجب أن تجمع بين التدبيرين برفق ولتفرغ إلى المعتدلات ومقاومة الأغلب .
واعلم أنك إن اجتهدت في إبراء الاستسقاء والورم - والحمى قائم - فإنه لا يمكنك - والتدبير في مثل هذا - أن تستعمل ماء عنب الثعلب وماء الكاكنج وماء الكرفس وماء القاقلي وكذلك ماء الطرحشقوق وهو التصعيد المرّ ويجب أن يخل بهذه شيء من اللكّ والزعفران والراوند مع هليلج أصفر وأن تستعمل أيضاً عند الضرورات ما جعلناه في الطبقة السافلة من المسهلات المازريونية وغيرها .
ويجب أن تتأمل ما قاله جالينوس في علاج مستسقي حار الاستسقاء وكتبناه بلفظه قال جالينوس : ما دبرت به الشيخ صديقنا من استسقاء زقي مع حرارة وقوة ضعيفة غذيته بلحم الجدي مشوياً وبالقبج والطيهوج ونحوها من الطيور والخبز الخشكار والقريص والمصوص والهلام بها والعدس بالخل عدسية صفراء وأوسعت عليه في ذلك لحفظ قوته ولم آذن له في المرق البتة إلا يوم عزمي على سقيه دواء فكنت في ذلك اليوم آذن له في زيرباج قبل الدواء وبعده فكان لا يكثر عطشه وأمرته أن يأكل هذه بخلّ متوسط الثقافة وأسهلته بهذا المطبوخ .
ونسخته : يؤخذ هليلج أصفر سبعة دراهم شاهترج أربعة دراهم حشيش الأفسنتين درهمين حشيش الغافت درهمين هندبا غضّ باقة سنبل الطيب درهمين بزر هندبا درهمين ورد درهمين يطبخ بثلاثة أرطال ماء حتى يصير رطلاً ويمرس فيه عشرة دراهم سكراً ويشرب .


وأيضاً هذا الحب ونسخته : يؤخذ لبن الشبرم ومثله سكر عقدته وكنت أعطيه قبل غذائه وربما عقدته بلحم التين وأعطيته منه حمصتين أو ثلاثاً وسقيته بعده ربّ الحصرم والريباس وضمدت كبده بالباردة وبحب قيرس وبالمازريون المنقع بالخل .
ومن أطليته على البطن : الطين الأرمني بالخل والماورد ودقيق الشعير والجاورس وإخثاء البقر وبعر المعز ورماد البلوط والكرم وفي الأحايين البورق والكبريت كلها بخل وحتى ضمدت كبده بالضماد الصندلي وربما وضعت ضماد الصندل على ناحية الكبد والمحللة على السرة والبطن وقد أسهلته أيضاً بشراب الورد بعد أن أنقعت فيه مازريون ومرة دفت فيه لبن الشبرم وأذنت له من الفواكه في التين اليابس واللوز والسكر وأمرته بمصابرة العطش .
وإن أفرط عليه مزجت له جلاباً بماء وسقيته وقد دققت ورق المازريون ونخلته وعجنته بعسل التين وكنت أعطيته منه قبل الأكل وبعده .
وجملة فلم أدعه يوماً بلا نقص فهذه أقواله .
في أغذيتهم : وأما الغذاء لأصحاب الاستسقاء فيجب أن يكون قليلاً ووجبة ولو أمكنه أن يهجر الخبز من الحنطة للزوجته وتسديده فعل ويقتصر على خبز الشعير بالبزور .
وإن كان لا بدّ فيجب أن يكون من خبز بنوري خشكار نضيج مجفف لئلا يقطن وليكن من حنطة غير علكة .
ومن الناس من يجعل فيه دقيق الحمص وأن يكون دسمهم من مثل زيت الأنفاق ومن أغذيتهم الخلّ بالزيت المبزر والمفوه به فإنه يوافقهم .
ومرق الحجاج نافع لهم فإنه يجمع إلى الإدرار إصلاح الكبد .


والطعام الذي يتخذه النصارى من الزيتون والجزر والثوم ويجب أن يكون مرقهم ماء الحمص ومرقة للقنابر والديك الهرم والدجاج وخصوصاً بحشيش الماهنودانه وتكون اللحوم التي ربما يتناولونها لحرم الطير الخفاف مثل الدراج والدجاج والشفانين والقبج والفواخت والقنابر ولحم القطا والغزلان والجداء وصغار السمك البمزرة الملطفة والحريفة المقطعة وملح الأفعى جيد لهم جداً ولكنه ربما أفرط في العطش وبقولهم مثل أصل الكرفس والسلق والبقلة اليهودية والهندباِ والشاهترج وقليل من السرمق والكرّاث والسذاب وورق الكراويا والفوذنج والثوم والكبر والخردل .
والحبوب كل تضرهم وخاصة أصحاب الطبلي .
وأما اللبوب فالفستق والبندق واللوز المر ينفعهم وربما رخص لهم في وقت مسفوف في التمر والزبيب ولا رخصة لهم في شيء من الفواكه الرطبة اللينة إلا الرمان الحلو .
وأما الشراب فلا يقربن منه صاحب الاستسقاء الحار وأما صاحب الاستسقاء البارد فيجب أن لا يشرب منه إلا الرقيق العتيق القليل لا على الريق ولا على الطعام بل بعد حين .
وإذا علم انحدار الطعام من المعدة .
وأما الحقن والشيافات فالحقن المتخذة من المياه المخرجة للمائية مع مثل السكبينج والايرسا ونحوه .
شياف : يستفرغ الماء استفراغاً جيداً يؤخذ بزر أنجرة خمسين عدداً حب الماهنوندانه ثلاثين عدداً غاريقون سبعة قراريط قشر النحاس ثلاثون درخمي يخلط مع لبوب الخبز ويعمل شيافاً ويتناول معه ستة قراريط أو تسعة .
وأما المدرات فجميع المدرات تنفعهم .
ومما هو جيد لهم دواء يدر البول يؤخذ بزر أنجرة تسعة قراريط خربق أسود مثله كاكنج درخميان سنبل هندي درخمي يخلط ويتناول .
الشربة منه مثقال بشراب الأفاويه .


آخر يدر البول : يؤخذ عيدان البلسان وسنبل الطيب وسليخة وكمون وأصل السوسن وأوفاريقون وفقاح الإذخر ولوف وقسط وجزر بري وحماما وسمربيون وهو صنف من الكرفس البري وفطراساليون وهو بزر الكرفس الجبلي وقصبة الذريرة وفلفل وكاكنج وساليوس وهو الانجذان الرومي من كل واحد درخمي يخلط الجميع والشربة منه درهمان .
فصل في علاج الاستسقاء اللحمي
الأصول الكلية نافعة في الاستسقاء اللحمي ومع ذلك فقد ذكرنا في باب الاستسقاء الزقي إشارات إلى معالجات الاستسقاء اللحمي .
وقد تقع الحاجة فيه إلى الفصد وإن كان السبب فيه احتباس دم الطمث أو البواسير وكان هناك دلائل الامتلاء فإن في الفصد حينئذ إزالة الخانق المطفئ .
والفصد أشد مناسبة للحي منه للزقي وإذا كان مع اللحمي حمى لم يجز إسهال بدواء ولا فصد ما لم يزل .
وأقراص الشبرم وشربها على ما وصفنا في باب الزقي أشد ملائمة للحمي منها لسائر أنواع الاستسقاء ولين الطبيعة منهم صالح لهم جداً .
فلا يجب أن تحبس بل يجب أن تطلق دائماً ولو بالدواء المعتدل وينفع القذف وتنفع الغراغر المنقية للدماغ وينفع الإسهال .
وأفضله ما كان بحبّ الراوند .
وللاستسقاء وخصوصاً اللحمي رياضة تبتدئ أولاً مستلقياً ثم متمكناً على ظهر الدابة ثم ماشياً قليلاً على أرض لينة رملية .
ومنهم من يمسح العرق لئلا يؤثر كبّ الرشح الأول على الثاني سدداً ويتعرض بعد الرياضة للتسخين خصوصاً بالشمس فإنها قوية الغوص وإذا اشتد حر الشمس وقى الرأس لئلا يصيبه علة دماغية ويكشف سائر الأعضاء ويكون مضطجعه الرمل إن وجده فإنه صالح لما ذكرنا بالمدرات المذكورة .
فإذا أدر منه العرق مسحه ودهن بمثل دهن قثاء الحمار ونحوه .


ويتوقى مهاب الرياح الباردة ويجب أن يشرب دواء اللكّ ودواء الكركم وكذلك الكلكلانج أيضاً ويستعمل المدرات المذكورة والمسهّلات التي فيها تلطيف وتجفيف ومنها أقراص الغافت مع الأبهل في ماء الأصول وفي السكنجبين البزوري إن كانت حرارة .
والأدوية المفردة في الزقّي نافعة في هذا كله حتى السكبينج والقسط والمازريون والفربيون .
وطبيخ الابهل نافع جداً .
وإن طبخ وحده بقدر ما يحمّر الماء منه ثم يؤخذ وزن ثلاثة دراهم إبهل ويشرب من ذلك الماء عليه ويسقى أيضاً نانخواه وكمون وملح الطبرزذ .
وأما الذي عن سبب حار فيجب أن يفصد ليخرج الصديد الرديء ويدرّ .
فإذا انتقت العروق أصلح مزاج الكبد بما يرد الكبد عن الالتهاب إلى المزاج الطبيعي وتغذيه اللحمي البارد والحار وتعطيشه كما في الزقي البارد والحار بعينه . فصل في علاج الاستسقاء الطبلي
القانون في علاجه أن يستفرغ الخلط الرطب إن كان هو لاحتباسه سبباً للنفخة وربما احتاج إلى استفراغ المائية وإلى البزل أيضاً كالزقي وأن تقوّي المعدة إن كان السبب ضعفها أو يعدل والفصد لا يدخل في هذا الباب إلا في النادر بل الأولى أن يسهّل الطبيعة برفق ويجب أن لا يكثر من المسهّلات ويجب أيضاً أن يستعمل المدرات ولكن لا يفرط فيها فإن الإفراط فيهما يؤدي إلى تولد أبخرة كثيرة ثم يستعمل المجشئات ومحلّلات الرياح ويدلك بطنه في اليوم مراراً ويكمّد بالجاورس والنخالة إن نفعه وكذلك حبوب مشروبة وحمولات وربما احتاج إلى وضع المحاجم الفارغة على بطنه مراراً .
ويجب أن يجتنب الحبوب والبقول والألبان والفواكه الرطبة .
وإن كان الاستسقاء الطبلي مع سوء مزاج حار فيجب أن يسقى مثل مياه الرازيانج والكرفس وإكليل الملك والبابونج والحسك .
وإن كان الاستسقاء الطبلي من سوء مزاج بارد فيجب أن يسقى الكمون والأنيسون والجندبادستر والنانخواه وأن يمضغ الكمون .


والكندر دائماً ينفعه معجون الوجّ بالشونيز وهو مذكور في القرابادين وأيضاً ينفعه ورق القماري إذا مضغ دائماً وكذلك السعد والدوقو من كل واحد وزن درهمين .
وأيضاً نانخواه وإبهل وكمون ملح طبرزذ والحمولات يؤخذ كمون وبورق وورق سذاب ويستعمل منه شيافة بعد أن تراعى القوة والوقت .
ومن الحقن دهن السذاب نفسه أو مع البزور المحللة وكذلك دهن الكرفس ودهن الدارصيني وكذلك البزور المحللة للرياح مطبوخاً .


القانون
القانون
( 45 من 70 )

الفن الخامس عشر أحوال المرارة والطحال
وهو مقالتان :
المقالة الأولى تشريح المرارة والطحال وفي اليرقان
فصل في تشريح المرارة
اعلم أن المرارة كيس معلّق من الكبد إلى ناحية المعدة من طبقة واحدة عصبانية ولها ضمّ إلى الكبد ومجرى فيه يجذب الخلط الرقيق الموافق لها والمرار الأصفر ويتصل هذا المجرى بنفس الكبد والعروق التي فيها يتكون الدم وله هناك شعب كثيرة غائصة وإن كان مدخل عمودها من التقعير والفم ومجرى إلى ناحية المعدة .
والأمعاء ترسل فيه إلى ناحيتهما فضل الصفراء على ما ذكرناه في الكتاب الأول .
وهذا المجرى يتصل أكثر شعبه بالاثني عشري وربما اتصل شيء صغير منه بأسفل المعدة وربما وقع الأمر بالضد فصار الأكبر المتصل بالوعاء الأغلظ إلى أسفل المعدة والأصغر إلى الاثني عشري .
وفي أكثر الناس هو مجرى واحد متصل بالاثني عشري .
وأما مدخل الأنبوبة المصاصة للمرارة في المرارة فقريب من مدخل أنبوبة المثانة في المثانة .
ومن عادة الأطباء الأقدمين أن يسموا المرار الكيس الأصغر كما أنه من عادتهم أن يسموا المثانة الكيس الأكبر ومن المنافع في خلقة المرارة تنقية الكبد من الفضل الرغوي وأيضاً تسخينها كالوقود تحت القدر وأيضاً تلطيف الدم وتحليل الفضول وأيضاً تحريك البراز وتنظيف الأمعاء وشدّ ما يسترخي من العضل حوله وإنما لم يخلق في الأكثر للمرارة سبيل إلى المعدة لتغسل رطوباتها بالمرة كما تغسل بها في رطوبات الأمعاء لأن المعدة تتأذى بذلك وتغثّي ويفسد الهضم فيها بما يخالط الغذاء من خلط رديء ويأتيها من العرق الضارب .
وللعصبة التي تتصل بالكبد شعبتان صغيرتان جداً والمرارة كالمثانة طبقة واحدة مؤلفة من أصناف الليف الثلاثة وإذا لم تجذب المرارة المرار أو جذبت فلم تستنق عنه حدثت آفات فإن الصفراء إذا احتبست فوق المرارة أو رمت الكبد وأورثت اليرقان وربما عفنت وأحدثت حميات رديئة .


وإذا سالت إلى أعضاء البول بإفراط قرحت وإذا سالت إلى عضو ما أحدثت الحمرة والنملة وإذا دبت في البدن كله ساكنة غير هائجة أحدثت اليرقان وإذا سالت عن المرارة إلى الأمعاء بإفراط أورثت الإسهال المراري والسحج .
فصل في تشريح الطحال
إن الطحال بالجملة مفرغة ثفل الدم وحرافته وهما السوداء الطبيعية والعرضية وله شأن ما وقوة فهو يقاوم القلب من تحت والكبد والمرارة من جانب .
وإذا جذب كدورة الدم هضمها فإذا حمضت أو عفصت وصلحت لدغدغة فم المعدة ودباغته واعتدل حرها أرسلها إليه في وريد عظيم .
وإذا ضعف الطحال عن تنقية الكبد وما يليها من السوداء حدثت في البدن أمراض سوداوية من السرطان والدوالي وداء الفيل والقوباء والبهق الأسود والبرص الأسود بل من المالنخوليا والجذام وغير ذلك وإذا ضعف عن إخراج ما يجب أن يخرج عن نفسه من السوداء وجب أيضاً أن يكبر ويعظم ويرم وأن لا يكون لما يتولّد فيه من السوداء مكان فيه وأن يحتبس ما يدغدغ فم المعدة .
وإذا أرسل بإفراط اشتد الجوع وإن كان حامضاً وكان ليس بمفرط فيغثي ويقيء وربما أحدث في الأمعاء سحجاً سوداوياً قتالاً وإذا سمن الطحال هزل البدن وهزل الكبد فهو أشد ضداً للكبد وربما احترقت السوداء في الطحال لا إلى الحموضة المعتدلة وربما انصب كثيراً فاحشاً إلى المعدة فأحدث القيء السوداوي وربما كان له أدوار وعرض منه المرض المسمى انقلاب المعدة .
وإذا كثر استفراغ السوداء ولم تكن هناك حمى فهو لضعف الماسكة أو القوة الدافعة وإذا كثر احتباسها فبالضد .
والطحال عضو مستطيل لساني متصل بالمعدة من يسارها إلى خلف وحيث الصلب يجذب السوداء بعنق متصل بتقعيرِ الكبد تحت متصل عنق المرارة ويدفعها بعنق نابت من باطنه وتقعيرة يلي المعدة وحسبته تلي الأضلاع وليس تعلقها بالأضلاع برباطات كثيرة وقوية بل بقليلة ليفية منسدة بأغشية الأضلاع .
ومن هذا الجانب يتصل بالعروق الساكنة والضاربة .


وجانبه المقعر المسطوح يقبل على الكبد والمعدة وإن كان موار بالأسفل الكبد .
واقعاً عند أسفل المعدة ويصل بينه وبين المعدة عرق يلتحم بكل واحد منهما وفيه الباسليق أيضاً ويدعمه الصفاق المطوي طاقين بشعب تتفرق منه فيه كثيرة العدد صغيرة المقادير تداخل الطحال والثرب .
وفي الطحال عروق ضوارب وغير ضوارب كثيرة ينضج فيها الدم وتشبه بجوهره ثم تدفع الفضل وجرمه سخيفاً ليسهل قبوله للفضل الغليظ السوداوي الذي يداخله ويغشيه غشاء
فصل في اليرقان الأصفر والأسود
اعلم أن اليرقان تغير فاحش من لون البدن إلى صفرة أو سواد لجريان الخلط الأصفر أو الأسود إلى الجلد وما يليه بلا عفونة لو كانت لصحبها غبّ في الصفراء أو ربع في السوداء . وسبب الأصفر في أكثر الأمر هو من جهة الكبد ومن جهة المرارة .
وسبب الأسود من الطحال .
وقد يكون من الكبد وقد يتفق أن يكون سبب الأصفر والأَسود معاً هو المزاج العام للبدن .
فلنتكلم أولاً في اليرقان الصفراوي فنقول : أن اليرقان الصفراوي إما أن يكون لكثرة تولد الصفراء أو لامتناع استفراغها وكثرة ما يتولد منها إما بسبب العضو المولّد أو بسبب المادة التي منها تتولد أو لأسباب غريبة .
والعضو المولّد في الطبع هو الكبد فإنها إذا سخنت جداً للأسباب المسخنة أو الأورام في الكبد وفي مجاري الصفراء أو لسدد تحتبس المرة أو لمرارة أو لحرارة مزاج المرة فتسخّن الكبد جداً أحدثت الصفراء على ما علمت في مواضعه وأما المولد لا في الطبع فهو جميع البدن إذا سخن سخونة مفرطة أحال جميع ما فيه من الدم إلى الصفراء والمادة هي الأغذية .
وإذا كانت من جنس ما تتولد منها الصفراء إما لحرارة مزاجها وإما لسرعة استحالتها إلى الحرارة كاللبن في المعدة الحارة لم تخل عن توليد الصفراء الكثيرة .
وأما الأسباب الغريبة فمثل حر من خارج يشتمل عليه أو يفشو فيه بسبب مثل لسعة من جرارة أو حية أو ضرب من الزنابير الخبيثة أو عضّ مثل قملة النسر .


وقد تفعله الأدوية المشروبة كمرارة النمر والأفعى إذا كانا بحيث لا يقتلان .
والسمّي في الأكثر يظهر دفعة وما يكون من اليرقان لكثره الصفراء فقد يكون انتشارها من نفسها لشدة الغلبة على الدم وقد يكون على سبيل دفع من الطبيعة وهو اليرقان البحراني وهذه الكثرة قد يتفق أن تتولد دفعة وقد تتولد قليلاً قليلاً وفي الأيام إذا كان ما يتولد لا يتحلل لكثافة الجلد أو غلظ المادة .
ولهذين السببين ما يكثر اليرقان عند هيجان الرياح الشمالية وفي الشتاء البارد وعند احتباس العرق المعتاد .
وكثرة تولد الصفراء قد تكون في الكبد وقد تكون في البدن كله على ما قد علمت وقد تكون بسبب الأورام الحارة حيث كانت لما تغير من المزاج إلى الحرارة فيكثر تولد الصفراء فيحدث اليرقان عن مجاورة أورام حارة لتغيرها المزاج وإن كان قد يحدث ذلك أيضاً على سبيل التسديد ومنع الاستفراغ .
والباردة أولى بتوليد المرار الأسود فهذا هو الكائن بسبب الكثرة .
وأما الكائن بسبب عدم الاستفراغ فإما أن يكون عن الاستفراغ عن الكبد أو عن المرارة أو عن الأمعاء والأعضاء الأخرى وإذا لم تستفرغ عن الكبد فإما أن يكون السبب في الفاعل أو يكون في الآلة .
والسبب الذي في الفاعل هو ضعف القوة المميزة أو ضعف القوة الدافعة .
والسبب الذي في الآلة فهو انسداد المجرى أو ما بين الكبد والمجرى .
ومن هذا القبيل ما يتولّد عن أورام الكبد الحارة والصلبة .
ومن هذا القبيل اليرقان الذي يكون مع برد يصيب قعر الكبد فيقبض مجاريها .
والذي يكون من انضغاط أيضاً وسائر أسباب السدد .
واعلم أنه إذا حصلت سدة تحبس الصفراء في الكبد في أي المواضع كانت من الكبد والمرارة وجب أن يصير الكبد أسخن مما هو فيتولد المرار أيضاً أكثر مما كان يتولّد في حال السلامة .


وأما الكائن بسبب المرارة فإما لضعفها عن الجذب من الكبد لا سيما إذا كان مع ضعف الكبد عن التمييز والدفع أو لشدة قوة جاذبتها فيملأها جذباً دفعة واحدة ولا يسعها غير ما يملأها ويمددها كثيراً فتسقط قوتها فلا تجذب .
وإما لوقوع سدة في مجراها إلى الأمعاء وقد تكون تلك السدة بسبب شدة اكتناز منها لما سال إليها من الصفراء دفعة لكثرة تولّد أو شدة دفع في الكبد أو جذب من المرارة فينطبق على فم المجرى ما يحتبس .
ومع ذلك فإن القوة للأذى تضعف وقد يكون لسائر أسباب السدد .
والذي يكون في القولنج فيكون لأن الخلط اللزج يغري وجه المجرى فلا ينصبّ المرار إلى الأمعاء وهذا هو الذي سببه القولنج .
وقد يكون من اليرقان ما هو مع القولنج وليس سببه القولنج بل هما جميعاً مشتركان في سبب واحد وهو سدة سبقت إلى مجرى المرارة قبل حدوث القولنج فمنعت المرار أن ينصب إلى الأمعاء ويغسلها فلما منعت عرض أن الأمعاء لم تنغسل وكثر فيها الرطوبات وهاج القولنج وعرض أن الصفراء رجعت إلى البدن فهاج اليرقان وكل سدة في مجرى الكبد إلى المرارة أو في مجرى المرارة إلى الأمعاء كانت من إلتحام أو ثؤلول لم يرج برؤها .
وأما الكائن عن الأمعاء فهو ما ظنه قوم من أنه قد يعرض أن يجتمع في الأمعاء .
وخصوصاً قولون صفراء كثيرة قد انصبت إليه وليست تخرج منه لسبب حائل فلا تجد المرة التي في المرارة موضعاً يفرغ فيه وإن كان المجرى مفتوحاً وهذا قليل جداً وكأنه بعيد لأن المرارة إذا كثرت وحصلت في معي أخرجت نفسها وغيرها إلا أن يكون عرض للحس أن بطل وللدافعة أن سقطت .
وأما اليرقان الأسود الطحالي نفسه في وجوه تكونه على اليرقان المراري من حيث تكونه لسدد المجريين ومن حيث كونه لضعف بعض القوى وقوة بعضها .


وأما اليرقان الأسود الكبدي فربما كان لشدة حرارة الكبد فيحرق الدم إلى السوداء وتكثر السوداء في البدن فإن أعانه من الطحال والمجاري معاون تمّ الأمر وربما كان لشدة بردها فيتعكّر لها الدم ويسودّ .
وقد يكون ذلك البرد مع يبس وقد يكون مع رطوبة وقد يكون بسبب أورام باردة وصلبة .
وأما اليرقان الأسود الذي بسبب البدن كله فإما لشدة حرارة البدن فيحرق الدم سوداء أو لشدة بروده فيجمده ويسوده .
وكل يرقان أصفر أو أسود يكون سببه البدن كله فهو بسبب العروق المنبثة في البدن ويكون فساد استحالة الدم إليها على قياس فساد استحالة الدم إلى مادة الاستسقاء اللحمي الكائنة منه إن لم يكن هناك فساد ظاهر في الكبد بل كان في العروق فقط .
وقد يمكنك أن تقدم فتعلم أن اليرقان الأسود قد يكون للكثرة وقد يكون للاحتباس وعلى قياس ما قيل في الأصفر وقد تجتمع اليرقانات معاً إما لأن الصفراء المنتشرة يعرض لها وللمخالطها من الدم الاحتراق فيصير سوداء ويتركّب الخلطان أو لأن في الجانبين جميعاً آفة أعني جانب الكبد والمرارة وجانب الطحال .
وقد ظن قوم أن الأصفر قد يعرض بغتة والأسود لا يعرض بغتة وذهبوا إلى أن سبب تولّد الصفراء أقوى من سبب تولد السوداء والسوداء تتولد قليلاً قليلاً وليس الأمر كذلك وإن كان الأكثر على ما قالوا .
وقد يتفق أيضاً أن يكون اليرقان الأسود بحراناً لأمراض الطحال وما يشبهها إذا لم تهتد الطبيعة إلى جهة النقص لسبب معوّق .
وأكثر أصحاب اليرقان الأصفر تعتقل طبيعتهم لاحتباس المنبه اللذاع الذي ومن كان به يرقان وترك فلم يعالجه ولم تتحلل مادته خيف عليه الخطر .
وكثير منهم يصيبه الموت فجأة .
وشرّ أصناف اليرقان الكبدي ما كان عن ورم وهو الذي ذكره أبقراط فقال : إذا كان الكبد في الماروق صلبة فذلك دليل رديء .


وقد قال أبقراط في بعض ما ينسب إليه : أن من اليرقان ضرباً رديئاً سريع الإهلاك ويكون في بول صاحبه شبيه بالكرسنّة أحمر اللون ويكون معه غرز في البطن وحمى وقشعريرة ضعيفة ويكون ضعف في الكلام من شدة الدوار وهذا يقتل إلى أربعة عشر يوماً .
فصل في علامات اليرقان الأصفر
اعلم أن أكثر اليرقانات الصفر والسود فإن زيد البول يُصبغ فيها وكلما كان البول أكثر صبغاً فهو أحدّ وأدل على سلامة الكبد وقوتها .
وأما الكائن عن سوء مزاج حار في الكبد فعلاماته العلامات المعلومة كانت تلك العلامات مع علامة الورم الحار أو لم تكن إذا لم يبيضّ معه الرجيع ابيضاضه في السددي بل ربما انصبغ أكثر ولا يحسّ بثقل يحس في السددي وتقل الشهوة ويكثر العطش وينحف البدن ويحمرّ البول وقلما يكون دفعة .
وإن كان سببه شدة حرافة المرة في المرارة والتهابها فيها فعلامته دوام اصفرار لون البدن وسواد الوجه وحده وبياض اللسان والهزال واعتقال الطبيعة لشدة تجفيف المرارة للثقل وبياض البول ورقته في الأول لاحتباس المرار في البدن دون الدافع ثم شدة اصفراره ثم اسوداده وغلظه وشدة نتن رائحته في الآخر .
وأما الكائن عن سوء مزاج حار في البدن كله فأن يكون البدن كله حار الملمس وفيه حكة وتكون الشهوة قليلة مع قبول للغليظ والحلو وقد يكون البراز قريباً من المعتاد إلى لين وكذلك البول وأن تكون العروق تحس حارة جيداً متغيرة اللون ولا يكون من بياض الرجيع وثقل ناحية الكبد والمرارة ما يكون في حال السدي بل ربما كان البراز منصبغاً والبدن خفيفاً ولا يختص بالكبد شيء من علاماته المفردة له ولا يكون دفعة كون ضرب من السدي .
وإن كان لورم حار أو صلب علمت علاماته مما ذكر .


وأما السدي فمن علاماتها اللازمة إبيضاض الرجيع في أكثر الأوقات أو قلة صفرته وشدة اصفرار البول في لونه وثقل في المراق والجانب الأيمن ووجع ونفخ عند الغذاء وحكّة في جميع البدن ويخف النوم على الجانب الأيسر لكن المراري منه يبيضّ معه البراز دفعة إبيضاضاً شديداً فيبض البراز أولاً ثم يحدث اليرقان .
والكبدي لا يبيض معه البراز إلا بتدريج فإن المرارة ترسل ما فيها من المرة قليلاً قليلاً إلى أن تفنى ولذلك يبيض البراز قليلاً قليلاً إلى أن يتم بياضه وقد ظهر اليرقان .
وإذا وقعت السدة في مجرى المرارة إلى الأمعاء واحتبس البراز دفعة ولم يكن في أفعال الكبد آفة سالفة ولا في الوقت إلا بعد ما يتأذى به من احتباس المرة فيها ولا يجد سبيلاً إلى المرارة احتبس دفعة وتكون مرارة الفم .
أشد والعطش قوياً .
والمراري كثيراً ما يهيجه القولنج أو يصحبه على الوجه الذي أومأنا إليه وما كان من السدي سببه برد أو تقبض دل عليه الأحوال الماضية ومن جملته حال البدن كله .
وإن كان سببه خلطاً غليظاً دل عليه التدبير المتقدم .
وأما إن كان سببه نبات شيء أو التحاماً دل عليه الدوام من اليرقان ودوام علامات السدد وقلة نفع استعمال المفتحات من الحقن وغيرها .
وما كان السبب فيه ضعف القوة الدافعة من الكبد أو المميزة لم يكن صبغ البول فيه شديداً جداً كما يكون في السقي في حال ما تكون القوة المميزة والدافعة قويتين ولا ابيض البراز ابيضاضاً ناصعاً ولم يحسّ بالثقل الذي يكون من السدة ووجد في سائر أفعال الكبد ضعف وربما صحبه ذرب .
وعلامة ضعف الكبد وما كان السبب فيه ضعفاً من قوى المرارة كان مع غثيان شديد ومرارة فم من غير ثقل وكان تولده قليلاً قليلاً وكان الصبغ في البراز بين الأصفر والأبيض لكنه يكون في البول قوياً جداً يرقانياً إذا لم يكن هناك ضعف من قوى الكبد المميزة والدافعة .


وقد ظن بعضهم أن الذي يكون من المرارة مع صلاح من الكبد فإن البول يكون فيه على لونه وأحواله الطبيعية وهذا محال فإن الكبد الصالحة تدفع المرار أولاً إلى المرارة فإن لم يمكن فإلى البول وتمنع نفوذه في الدم ما أمكن ولكنه إذا كثر بقاء البول ابيض مع اليرقان أو قليل الصبغ فهو أخبث وأخوف أن يقع صاحبه في الاستسقاء لأنه يدل على أن السدد من برد .
وأما السمي فيدل عليه النهشة إن كان عن حيوان وأما إن كان عن سمّ فإنما يدل عليه سوق الصحة وجودة الأخلاط ثم عروض ذلك دفعة من غير تغيّر البراز إلى البياض .
وأما البحراني منه فعلاماته أن يكون في الأمراض الحادة ذوات البحرانات بها ويكون معه علامات أخر للبحران مثل غثيان وتهوعّ وقي مرار وشدة سهر وعطش وقلة شهوة الطعام ومرارة الفم وصغر النفس ويبس الطبيعة .
والبحراني يدلّ على البحراني فقط وأما الجودة والرداءة فتصح بالدلائل المقارنة كما نتكلم فيها في بابها .
والنبض في اليرقان الأصفر في أكثر الأحوال صغير لضعف القوة لكنه ليس شديداً لأن المرة خفيفة حارة لكنه صلب لشدة اليبوسة وليس بذلك السريع لأن القوة ليست بتلك القوية لرداءة المزاج واليرقان الأصفر كثيراً ما يخرج معه عرق أصفر .
فصل في علامات أسباب اليرقان الأسود
أما الكائن عن الطحال وحده فقد يدل عليه بأن لا يكون كان أصفر ثم صار أسود فإن الأصفر لا يكون من الطحال البتة وإن كان الأسود قد يكون من الكبد لكن الأسود الطحالي أشدّ سواداً ويقارنه علامات صلابة الطحال وعظمه وأوجاعه التي في الجانب الأيسر .
وقد يكون البراز والبول فيه أسودين وربما خرج في البراز درديّ أسود وهذا دليل قوي .
وربما سلم البول إذا لم تكن في الكبد آفة بأن لم تتعد إليها الآفة تعدياً مفرطاً فتكون سلامتها حينئذ دليلاً على أن اليرقان طحالي .
وفي هذا اليرقان قد يكون المراق متمدداً مع وجع وثقل .


وفي أكثر الأحوال تكون الطبيعة معتقلة وربما لانت ويكون الهضم رديئاً والقراقر كثيرة ويكون معه خبث نفس وغم ووسواس بلا سبب .
وربما خرج معه عرق أسود . والكائن لسدة في المجاري يدل عليه الثقل الشديد وصعوبة النوم على الجانب الأيسر .
والكائن للورم الحار والصلب يكون معه علاماتهما .
والكائن للضعف لا يكون معه ثفل فإن كان الضعف من الكبد أيضاً دل عليه علاماته .
والكائن عن الكبد فيدل عليه أن لآفات الأولى تظهر في الكبد ويكون الطحال سليماً أو مؤفاً إلا أن معه آفات الكبد الفاعلية للسوداء ولا يكون السواد شديداً خالصاً كما في الطحال .
ويدل عليه الآفة في البول فإن كان الفساد من جهة الحرارة واليبوسة كان السواد إلى الصفرة وإن كان من جانب الحرارة والرطوبة كان هناك صفرة مع حمرة كشقرة ما وإن كان من جانب البرد واليبوسة والبرد أغلب كان إلى الخضرة أو اليبس أغلب كان إلى السواد وإن كان من جانب البرد والرطوبة والرطوبة أغلب كان إلى صفر ما وفستقية وإن كانت البرودة أغلب كان إلى الخضرة وأما الطحالي فلونه واحد .
فصل في المعالجات
وأولاً في معالجات اليرقان الأصفر : اعلم أن الفصد في علاج اليرقان متوجه نحو أمرين : أحدهما إزالة اليرقان نفسه بما يحلله عن الجلد ودهن العين بالأدوية المعرقة والغسالة وبالسعوطات للعين وبالأدوية المسهّلة للمادة الفاعلة لليرقان والثاني ينحو نحو السبب فيقطعه .
وهو إما إصلاح مزاج وإما تقوية قوة وإما تدبير ورم وإما تفتيح سدد وإما استفراغ بفصد باسليق أو أسيلم أو العرق الذي تحت اللسان فيما وصفه بعضهم .
وإن لم يمكن ذلك فحجامة فوق موضع الكبد تحت الكتف الأيمن أو تحته في الفضاء الذي تحت الأضلاع أو استفراغ بإسهال يستفرغ المدد للمادة وإن لم يستفرغ المادة والاستفراغ بالقيء فإنه نافع في كل يرقان لا في كل زمان ولكل شخص وإما معالجة ضرر سمّ ولأن قطع السبب أولى ما ينبغي أن يقدم فيجب أن يشتغل به أولاً .


فاليرقان الذي سببه مزاج حار في الكبد أو في البدن أو في المرارة بسبب من الأسباب غير مشروب ومأكول أو منهما فإن علاجه - إن كان هناك امتلاء دموي أو صفراوي - وجب استفراغهما أول شيء .
أما الدم فبالفصد من مثل الباسليق وأما الصفراء فبالإسهال بمثل الهليلج والشاهترج وبمثل السقمونيا في الرائب .
وبالجملة فبمسهّلات الصفراء وأنواع ماء الجبن المقواة بالهليلج والسقمونيا ونحوه .
نسخة لماء الجبن جيدة : يؤخذ من لبن الماعز ثلاثة أرطال ومن القرطم كفّ يدقّ ويمرس في اللبن ساعة ثم يصفى ويترك اللبن لينعقد في الليل ثم يصفى عن جبنه ويؤخذ ماؤه ويلقى عليه شيء من العسل أو السكّر ومن الملح الهندي وزن درهمين وإن شئت أن تجعله قوياً جعلت فيه من السقمونيا قدر دانق يشرب منه على ما يحتمل ثلاثة أيام .
ومما يجمع تنقية اليرقان مع إسهال المادة دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من ماء ورق الفجل وزن أوقية ومن الخيار الشنبر سبعة دراهم ومن بزر القطونا درهم ومن الصبر دانق ومن الزعفران دانق .
وهذا صالح لما كان مع ورم حار في الكبد أو في المجاري وحمى أيضاً .
ويكون الغذاء مثل ماء الشعير والبقول وعلى ما علمت في باب أورام الكبد ليس في تطويل الكلام فيه فائدة فإذا ظهر للنضج جسرت على ما فيه السقمونيا والصبر ونحوه إذا كسرته بمثل مياه الكشوث وبالجملة ما لم يزل الورم ولم يصلح الخال فلا تطمع في علاج اليرقان نفسه .
وأما إن لم تكن حمّى وكانت القوة قوية وَذلك دليل أن لا ورم ثم كان التهاباً فعليك بالمصوصات وقرّيص السمك وقريص البقر والجداء ومياه الفواكه وعصارتها وخصوصاً ماء الرمانين على الريق وسكباج البقر وسكباج السمك وعصارة البقول الباردة فإن كثيراً من هذه - وإن كانت من الأغذية - فإن لها خاصية أقوى .
وأدوية هذا الباب أقوى في النفع وإصلاح المزاج .


ومن علاج مثل هذه الحال ما نسخِته : عصارة ورق الفجل وعصارة التوث بالسواء يشرب منهما وزن ثلاثين درهماً فإنه أيضاً يقصد قصد نفس اليرقان وكذلك أن كان الالتهاب في المرارة وينفع هؤلاء لبن الأتان يطبخ مع يسير خل ويسقى أو عصارة الأفسنتين بماء بارد .
وقد ينفع أن يطعم العليل خبزاً فطيراً وملحاً جريشاً وهندبا ويغتذي كثيراً سبعة أيام فإن هذا يغسل المرارة ويزيل عفونتها ويغظ ما يكون فيها .
وهؤلاء لا يطلق لهم أن يشربوا شراباً إلا ممزوجاً كثير المزاج ولا أن يتعرّضوا إلا لما خف من اللحم ولمرق لحوم الطير .
ومن كان به يرقان من سبب حار فيجب أن يهجر السهر والغضب والحركة الكثيرة والحمّام وإن كانت الحرارة في البدن كله وبرّدت الكبد والمرارة برّدت العروق وخصوصاً إذا استعملت الاستحمام بمياه فاترة طبخ فيها الأدوية الباردة الرطبة .
وأما الماء البارد بالفعل والذي فيه قوى أدوية قابضة فقد يمنع تحلّل اليرقان وقد يستعمل في علاج الكبد والمرارة الحارتين ضمادات عليهما وقد يسقى منها قرص مؤلف من حبّ الخيار وبزر الهندبا وبزر الخسّ وحب القرع والصندل والطباشير والورد الأحمر أجزاء سواء يطرح على كل درهمين منه قيراط كافور ويقرص ويشرب وقد جرب منفعة تضميد الكبد وما يليها بالعصارات المبردة على الثلج وماء الصندلين والكافور حتى يحس ببرد باطن فإنه يزول اليرقان ويبيض الماء في اليوم وإن كان السبب ضعفاً في الكبد والمرارة عولج بالتدابير المذكورة في ضعف الكبد فإن علاج المرارة نفسها ذلك العلاج أيضاً .
وأما تدبير الورم فقد أشرنا إليه ههنا وأكثرنا القول في باب الكبد .
وأما السدي فالذي يعمّ كل سدة علاج السدد المذكورة في باب الكبد من الفصد ومن الإدرار إن كانت السدة في الحدبة ومن الإسهال إن كانت في التقعير وبحسب الحاجة واجتناب كل ما يقبض ويجفف .
وإن كان حاراً فإنه يضيق المجرى ويقوى السدة .


ومن الصواب أن تقدم تليينها وترطيبها ثم تتبعه التفتيح ويكون الملين تارة حاراً رطباً وتارة بارداً رطباً كما يوجبه الحال .
وإذا فتحت أخيراً أو ابتداء فمن الصواب أن تتبعه إسهالاً بحسب ما يحتمل وبحسب ما سلف من الإسهال .
واعلم أنك إذا بدأت بالإسهال فلم تؤثر أثراً فعليك بالمفتّحات القوية ثم بمسهل قوي ومن شيء قد ثبت في المجرى يسقى دفعة واحدة بحسب القوة فإن كانت السدة فما أقدر أن أذكر له دواء وقد ذكر بعضهم له دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ عصارة بقلة الحمقاء النيئة وعصارة ورق الفجل النيء وماء ورق الحماض كل ذلك مأخوذ بالدق فيغلى الجميع معاً ويصفى ويجعل فيه عصارة الحمّاض مع شيء من الكرسنة مدقوقة وقال يسقى أيضاً منه شيئاً مع بزر الفجل وبزر البطيخ مقشرين مخلوطين بربعهما مر وقسط فإن كانت السدة من يبس وقحل وذلك مما يدل عليه حال البدن فليستعمل من الملينات الملطفة للصفراء مثل اللعابات ومثل السبستان ونحوه بدهن اللوز .
وأما إن كانت السدة من ورم حار فعلاجها علاجه فإذا نضج فأقدم على سقي المدرّات مثل الأنيسون والرازيانج بلا خوف .
وكذلك على إسهال الصفراء .
وإن كان الورم صلباً فالأمر فيه صعب فإنه ينبغي أن يعالج الورم الصلب إلى أن يفعل ذلك فينبغي أن تقصد قصد اليرقان نفسه بما سنذكره في الأدوية المفردة المستعملة في هذا الباب المذكورة في الأقراباذين وفي باب سدد الكبد .
ومن المفتّحات الجيدة الخاصة لهذا الباب العنصل والأسارون وأقراص تتخذ من اللوز المر وكذلك من الأفسنتين والأسارون والأنيسون والغاريقون وما فيه مع التفتيح معانٍ أخر وهو أن يؤخذ حب الصنوبر الكبار ثلاثة دراهم ومن الزبيب المنزوع العجم خمسة دراهم ومن الكبريت الأصفر نصف مثقال ومن الأفتيمون وبزر الكرفس الجبلي والحمص الأسود والكندر الأبيض من كل واحد درهمان درهمان يدق وينخل ويؤخذ من جميعها مثقال بماء الرازيانج يستعمل أياماً .


كذلك فإنه شافٍ معافٍ قد جربناه مراراً .
والشنجار من أجود أدوية اليرقان .
وأصعب هذا ما تكون السدة فيه في المجرى المراري لكن الحقن والمسهلات أوفق فيه ويتخذ مسهلاته من مثل الأفتيمون والبسفايج والغاريقون والقرطم والملح النفطي وما أشبه ذلك .
وكذلك جفنة يجعل فيها هذه الأدوية وهو جيد في معنا ذلك .
نسخة جيدة لذلك : يؤخذ من حب الصنوبر ربع درهم ومن غاريقون ثلثاً درهم ومن عصارة الغافت وزن ثلاثة دراهم ومن السقمونيا وزن ربع درهم يحبب بعصارة الهندبا ويشرب منه درهم ويكرر مراراً .
وإذا أزمن اليرقان السددي فألجأ إلى دواء الكركم والرياق ونحوه ليفتح بقوة .
وكذلك دواه اللك وإذا كان مع السدد حمى فالقطف جيد جدا فإنه مفتح ملطّف .
وكذلك أصل خس الماء يؤخذ منه وزن درهمين بعسل وكذلك ماء الكشوث والهندبا المر بفلوس الخيار الشنبر مع دهن لوز المر والحلو .
وأما المعالجات اليرقانية التي تقصد قصد المرض نفسه وتحليله .
وإن كان فيها تفتيح السدد وسائر المنافع فمنها مشروبة ومنها غسولات ومنها سعوطات وأكثر منافعها في العين والوجه ومنها ما هو تدبير عام مثل استعمال الحمام المتواقر فإن المدار عليه وعلى ما يجري مجراه .
ومن استعمال الأبزن بالمياه المنقية وإذا أخذه للبول بال في الأبزن فإنه علاج وإذا خرج من الحمام تدثر لئلا يصيبه البرد البتة وينام متدثراً وأما ما هو غير الحمام مما استعماله استعمال الدواء فهي التي تخرج من الجلد اليرقان .
والأدوية التي تخرج ذلك فقد تخرجه إما بالإسهال وإما بالإدرار القوي وإما بالعرق .
وأجوده أن يكون على رياضة وتعب وعطش وخصوصاً إذا كان العرق شراباً وكذلك عقيب الحمام .
ومن أريد معالجة يرقانه بالتحليل ضره البرد والشمال إلا أن يراد به مقاومة الدواء الحار وجمعه كما يسقى الفلفل ثم بعد ذلك تقعد في ماء بارد .


وقد قيل أن أصحاب اليرقان يتتفعون بالنظر إلى الأشياء الصفر فإن ذلك يحرك الطبيعة إلى دفع المادة الصفراوية كلها إلى الجلد فتخف مرنة العلاج .
وأما أنا فلست ممن ينكر أمثال هذه المعالجات إنكار كثير ممن يتفلسف لها .
ومن الأدوية المشروبة المعرقة فمنها أن يسقى وهو في الأبزن أوقيتين من عصارة الفجل بنصف درهم بورق وأوقية طلاء فإنه لا يلبث أن يخرج عنه الصفار وأيضاً يؤخذ حزمة من الهليون وكف حمص ويطبخ في برمة مع خمسة أقساط ماء ويسقى منه ممزوجاً بشراب إن لم تكن حمّى .
وإن كانت الحمى سقي وحده ثم يجلس في أبزن ماء طبخ فيه البرشياوشان فيخرج منه الصفار .
وأيضاً زهر النطرون درهمين بشراب عتيق يترك ليلة تحت السماء ويسقى ويفعل من التحميم ما قيل ويسقى من إشقيل مشوي ستة أجزاء ملح محرق والشربة فلنجاران على الريق أو يسقى كرنباً بحرياً درهمين مذروراً على بيض نيمبرشت ويتحسى أو قشور الرمان وزن أربعة دراهم زرنيخ وزن درهمين يؤخذ منه ما تحمله الأورام ويسقى ثلاث أواقي من لبن الإتان أو وزن درهمين فيما فوقه حلبة ويسقى بماء وعسل ويقعد في أبزن ماء بارد أو يؤخذ برشياوشان مدقوق وزن أربعة دراهم بماء طبيخ الأنيسون أو عصارة الحماض بشيء من الشراب أو خرء الكلب الآكل العظام أبيض لا سواد فيه أربعة دراهم بالعسل وزن أو ورق السلق المجفف وزن ستة دراهم بماء العسل أو بعر الشاة بمطبوخ أو عصارة الفجل أوقيتان بنصف درهم بورق أو فودنج مجفف وزن أربعة دراهم بشراب ممزوج يفعل ذلك ثلاثة أيام أو حمّص أسود رطل رطل برشياوشان كف يطبخ حتى يذهب الثلث ويسقى منه أوقيتين أو عصارة الفجل أوقيتين .


الشراب أوقية أو حمّص أسود رطل حبّ البلسان كندر ورازيانج من كل واحد كفّ يطبخ في ستة أقساط من الماء حتى يذهب وإن لم تكن حمى شرب بشراب أو دارصيني مقدار ما يحمل ثلاث أصابع مع شراب وعسل مناصفة قشر أوقية ونصف أو مع ماء وشراب أو حبّ المحلب المقشّر من قشرته يسقى منه وزن درهمين أو فوة الصبغ وزن درهم في بيض نيمبرشت أو يؤخذ من برادة قرن الأيل ثمانية عشر درهماً فيسقى مع شراب فيه فروساطيقون أو يؤخذ حب الصنوبر ونانخواه وميويزج ويسقى العليل منه أو فلفل وخرء الكلب الأبيض الآكل العظام قدر ملعقة بشراب أو تملأ الحنظلة الملقى ما فيها شراباً أو ماء ويشرب أو يسقى من مرارة الذئب في شراب أو يؤخذ - وخصوصاً للسدد - راوند هيوفاريقون وبرشياوشان فوة الصباغين كندس أجزاء سواء والشربة درهم .
والأدوية المفردة التي تدخل في هذا الباب وهي مفتحة أيضاً أفسنتين أنيسون أسارون وج فوة الصباغين جنطيانا عيدان البلسان غاريقون كندس جوز السرو قسط زراوندين .
ومما ذكر - وهو خفيف - أن يسقى دماغ القبجة في شراب صرف أو يؤخذ في مح بيضتين اثنتين فينفعان في نصف أسكرجة في شراب ويشرب .
ومما يمدح مدحاً شديداً أن يشرب من الخراطين المجففة فإنها تنفع في الحال وكذلك مرارة الدبّ .
ومما جرب أيضاً أن يسقى أصول الحماض ويقام في الشمس ويمشي بعد ذلك ساعة حتى يحمّى ويعطش ثم يسقى طبيخ برشياوشان فإنه يعرق في الحال عرقاً شديداً أصفر وخصوصاً إن كان مع برشياوشان فوة الصبغ ونعناع .
وكذلك إن سقي عقيب الحمّام .
ومن المدرّات الخاصة به أن يؤخذ من جوز السرو وزن درهمين ويسقى مع درهم سليخة منقاة بالطلاء العتيق ثم يعد وصاحبه شاداً فإنه يبوّل اليرقان كله وقد ينتفعون بلحم القنفذ لقوة دراره وتنقيته وموافقته للكبد وهو غذاء .
وماء الكشوث إذا سقي منه اسكرجة مع بزر الكرفس والسكر الطبرزد كان نافعاً .


ومن المسهلات الخاصة به أن تقوّر الحنظلة ويرمى بما فيها ويملأ طلاء ويغلى على الجمر ويصفّى ويسقى .
ومما جربناه أيضاً أن يؤخذ من الصبر وزن نصف درهم ومن السقمونيا وزن دانقين ومن الملح النفطي ربع درهم ومن فوة الصباغين والغاريقون من كل واحد نصف درهم ويتخذ منه حب ويسقى في ماء البزور والأدوية التي ذكرناها قبل وقد ذكرنا حقناً في الأقرباذين لهذا الباب .
ومن السعوطات عصارات يسعط بها مثل عصارة قثاء الحمار وعصارة ورق الحرف وعصارة الفراسيون أو عصارة العرطنيثا كما هي أو ترضّ العرطنيثا وتنقع في لبن امرأة ليلة ثم يعصر من الغدو تفير وتقطّر أو عصارة أصل الرطبة يعصر ويغلى مع الزنبق غلية خفيفة وفيه قليل السكر ويسعط به .
أو عصارة فجل مدقوق بورقة .
ومن العصارات التي ليست بحارة جداً عصارة السلق .
ومن العصارات الباردة عصارة حي العالم أو عصارة الأفسنتين عند قوم أو عصارة الأسفيوس النهري عندي والخل نفسه إذا استنشق وأمسكه ساعة والعليل في حوض الحمام فإنه نعم العلاج .
وكذلك إن أنقع فيه الشونيز يوماً وليلة ثم يصفّى ويسعط وشمّ منه وحده وممزوجاً .
ومن غير العصارات يؤخذ من الميويزج ربع درهم يسحق ويداف بماء الكزبرة ودهن اللوز بالسوية عشرة دراهم يسعط به وهو في الابزن أو بركة الحمّام .
وربما مزج به شيء عن سعتر يابس وشيء من خل خمر .
وأما العين نفسها فيدام غسلها بماء الورد وبماء الكزبرة وبماء الثلج .
وأما الغسولات لأصحاب اليرقان فمياه طبخ فيها البرشياوشان والشيح والمرزنجوش والجعدة والبابونج والأقحوان خاصة والحسك والبرشياوشان والشبث أصل فيه يجعل بسبب الحار من اليرقان فيها حمّاض الأترج فإنه شديد الجلاء بتقطيعه لكل صبغ .
وقد يتخذ من هذه الأشياء ضمّادات ويتخذ منها أدهان يمرخ بها مثل دهن الأقحوان ودهن البابونج ودهن الشبث وأيضاً دهن عقيد العنب ودهن السوسن .


وأما اليرقان البحراني فيجب إذا نقصت العلة أن تقصد فيه قصد نفس العلة بالغسولات والمدرات المنقّية .
وربما لم فإن رأيت في أبوالهم وأثفالهم قلة الصباغ فاعلم أن المادة فيها أغلظ فقو ما يعالجه به من المغسولات والمغرّيات ونحوها .
وأما السمي فعلاجه الترياق والمثروديطوس ليقاوم السمّ ثم يشرب مثل ماء التفاح الحامض وماء الرمان وعصارة الهندبا والبقة الحمقاء ولعاب بزر قطونا والأمبر باريس وجميع ما فيه تبريد مع ترياقية وليعدل المزاج ثم يقصد قصد اليرقان نفسه .
وقد جرّب أيضاً في ابتداء عروضه وخصوصاً إن كان السمّ مسقياً أن يشرب اللبن دائماً مع دهن اللوز .
وأما تدبيرهم بالأغذية فقد عرفناه في المزاج الحار بلا ضعف ظاهر ولا سدد .
وأما السددي والضعفي فتعرفه مما قيلَ في باب الكبد .
وغذاء أصحاب اليرقان ما خفّ ولطف وكان فيه تفتيح .
ومرق السمك ينفعهم خصوصاً مع ما يدر أو يلطف مما سنذكره في آخر الأبواب .
فصل في علاجات اليرقان الأسود واجتماع اليرقانين
أما الطحالي منه فتنظر هل هناك امتلاء دموي كثير فتفصد الباسليق الأيسر والأسيلم بعده ثم تشتغل بالطحال وإصلاح سدده وأورامه وضعفه .
وإن كان السبب كثرة السوداء بسبب ما يولّدها من القوي والأغذية على ما قلنا وجب أيضاً استفراغها بما يستفرغها من ذلك طبيخ أسقولوقندريون بالخربق المذكور في الأقرباذين ويستفرغ مراراً ومطبوخ الأفتيمون على هذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من الهليلج الأسود ومن الكابلي من كل واحد عشرة شاهترج سقولوقندريون بسفانج فقاح الكبر خمسة خمسة أصل الكرفس والرازيانج من كل واحد حفنة الخربق الأسود وزن درهمين يطبخ في ثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى الربع ويلقى عليه من الأفتيمون خمسة دراهم ويغلى غلية خفيفة ثم يصفّى ويركب معه أيارج فيقرا ثلثي درهم .
وكذلك الحبوب المتخذة من الهليلج الأسود والأفتيمون والملح الهندي والغاريقون وقشور أصل الكبر .


وإذا استفرغ سقي لبن اللقاح .
وإن لم يوجد فماء الجبن المتخذ بالسكنجبين البزوري والأذخر والجعدة والأدوية الطحالية من سقولوقندريون ومن أصل الكبر ونحوه ومياه طبخ فيها ورق الطرفاء وأصوله وماء ورق الكبر وماء ورق الفجل والسكنجبين وكذلك ماء عنب الثعلب وماء الكرفس إن كانت حرارة .
والسكنجبين المطبوخ فيه سقولوقندريون وورق الكبر وثمرة الطرفاء والجعدة .
وإن كان في الطحال ورم حار فيجب أن لا يفرط في المسخّنات .
وإن كان في سدد فالمفتّحات القوية المذكورة في باب الكبد نافعة فيه أيضاً .
وسنذكر في باب سدد الطحال أدوية تخصّه .
وإن كان بسبب ضعف جذب من الطحال فمن الواجب أن يوضع عليه المحاجم بلا شرط وأن يستعمل الرياضة وضمادات تقوّي الطحال مثل ما يتخذ من الأفسنتين والقردمانا وفقاح الأذخر والحاشا والقنطريون وأصل الكرفس من كل واحد جزء ومن الورد جزءان ومن المقل جزء ونصف ومن الأشق سبعة أجزاء وعشر جزء ويضمّد به وإذا غسل غسل بخل ثقيف يغلى فيه الشبث والبورق والملح والسذاب والفوذنج .
وإن كان السبب في اليرقان الأسود حرارة الكبد عالجت الكبد بالمطفّئات .
وإن كانت برودة عالجتها بالترياق الأكبر خاصة وبالأدوية المعلومة لها .
وإن كان السبب فيه البدن بكليته فعلت أولاً ما يجب بالكبد لتنقية العروق ثم البدن .
وأما نفس اليرقان فتعالجه بما يعالج به نفس اليرقان الأصفر وبالقوية منها .


وإذا اجتمع اليرقانان معاً وكان امتلاء واحتيج إلى الفصد فصد من اليدين جميعاً أو يجعل بينهما أياماً ويجمع بين التدبيرين ويسقى بينهما مطبوخ الأفسنتين والأفتيمون وتجمع مياه أوراق الفجل والطرفاء والخلاف من كل واحد أوقية ونصف ماء عنب الثعلب ثلاث أواق ماء ورق الكبر أوقيتان يجمع ويغلى جميعاً مع وزن عشرة دراهم خيار شنبر ويلقى عليه وزن ثلثي درهم أرياج فيقرا ووزن دانقين زعفران ووزن ثلاثة قراريط سقمونيا مشوي في السفرجل ثم يصبر يومين وبعد ذلك يشرب ماء الجبن والسكنجبين .
وأما الأغذية في جميع ذلك فالأغذية الخفيفة المعلومة والسمك الرضراضي ومرق الفراريخ المسمنة ومن البقول الهندبا والكرفس المربيان خاصة


القانون
القانون
( 46 من 70 )

المقالة الثانية باقي أحوال الطحال
فصل في كلام كلّي في أمراض الطحال
قد يعرض للطحال جميع أصناف الأمراض المذكورة من أمراض سوء المزاج والتركيب كالسدد وتفرّق الاتصال ونحوها والأورام بأصنافها .
واعلم أن الطحال إذا سمن هزل البدن لأنه أولاً يوهن قوة الكبد إيهاناً شديداً بالمضادة فيقل تولّد الدم .
ومع ذلك فإنه يجب من دم ذلك القليل شيئاً كثيراً لعظمه وبالجملة فإن هزال الطحال يدل على جودة الأخلاط وسمنه على رداءة الأخلاط .
وقد تؤول أمراض الطحال إلى حميات مختلطة كما أنها قد تتولد عن تلك الأمراض فإنه قد يتولّد كثيراً من الغبّ الغير الخالصة ومن الحميات الوبائية والحميات المختلطة وأكثر أمراض الطحال خريفية ولون صاحبه إلى صفرة وسواد .
وقد تتعدى أمراض الطحال إلى المعدة فربما زاد في شهوتها وربما أبطل شهوتها وربما أحوجها عند مقاربة الهضم إلى القذف بشيء حامض تغلي منه الأرض بعد أذى وبعد وجع .
والبول الدموي جيد في آخر أمراض الطحال وكذلك الغليظ الذي فيه ثفل يتشبث والذي فيه مثل علق الدم وربما انحل به حمّى من أمراض الطحال وانحل به طحاله .
فصل في علامات أمزجة الطحال
أما الحار فيدل عليه العطش والتهاب في اليسار وفساد قيء وقوة جذب منه للسوداء .
والبارد يدل عليه ضعف جاذبيته وسقوط الشهوة وتكدر الملتحمة وكثرة القراقر والجشاء واليابس يدل عليه صلابته ونحافة البدن وغلظ الدم وشدة اسوداد اللون والرطب يدل عليه لين الجانب الأيسر ورهل البدن وسواد يضرب إلى بياض أسربي أي رصاصية اللون أو إلى كمودة .
المعالجات : هي قريبة من علاجات الكبد ويحتاج إلى أن تكون الأدوية أقوى وأنفذ ويحتال لنفوذها بما ينفذ وبما يحفظ القوة عليها إلى أن يفعل فيها فعلها .


واعلم أن الفرق بين المعالجات الطحالية والكبدية هو في القوة والضعف والعنف والرفق فإن الكبد أولى بأن يرفق به ولا يفرط في تقوية مع يعالج به ولا يورد عليه .
الأدوية الحارة جداً مثل الخل الثقيف إلا في الضرورة .
والطحال بخلاف ذلك والطحال يحتاج أن تعان أدويته بما يحفظ قوة الأدوية وبما ينفذ .
وللطحال أدوية هي أخص به مثل قشور أصل الكبر ومثل سقولوقندريون والأشق والثوم البري وقد تحوج أمراض الطحال إلى فصد الباسليق الكبير وفصد الصافن بل فصد الوداجين .
فصل في أورام الطحال
الحارة والباردة والصلبة وصلابته التي من الورم
اعلم أنه تقل في الطحال عروض الأورام الحارة وإثباتها معاً بل متى حدثت بالطحال أورام حارة أسرعت إلى التصلب لأن الدم الذي يصل إليه لغذائه وهو الدم الغليظ يتراكم في الورم فيصلب .
وأما الباردة فيكثر فيه الصلبة منها وأما الرهلة فقد تكون في بعض الأحيان وأكثر ما تعرض فيه الأورام الحارة هو الدموي .
والصفراوي يعرض فيه أحياناً كما أن أكثر ما يعرض فيه من البارد هو الصلب ويكون في أسفل الطحال لثقل المادة .
وأشكاله أربعة المستدير العريض والطويل الغليظ والطويل الرقيق .
وأما البلغمي فتعرض فيه نادراً .
والمطحول هو الذي به صلابة في طحاله إما لغلظ جوهره - وإن لم يبلغ مبلغ الورم - وإما لورم صلب فيه .
والأول أخفّ .
قال أبقراط : إن وجد المطحول وجعاً باطناً فهو أسلم وذلك لأن به حساً بعد .
قال : وإذا أصابه اختلاف دمّ فهو خير أي يرجى معه انحلال مادة طحاله فإن دام حدث به زلق الأمعاء أو استسقاء وهلك .
والسبب فيه استيلاء البرد على المزاج وقيل من كانت به نوازل لم يعرض له طحال وفي هذا نظر .
وعسى أن تكون كثرة نوازله تدل على رطوبة وفي كتاب أبقراط من كان به وجع في طحاله وورم وسال منه دم أحمر وظهر بيديه قروح بيض لا تؤلم مات في اليوم الثاني .


وأو لا تسقط شهوته وقد تتخزّن أورام الطحال بالرعاف أيضاً وخصوصاً من الجانب الأيسر ويأورام عند الأذنين عسرة التقيح والانفتاح لغلظ المادة .
وأحمد أبوالهم هو الغليظ الدموي والبول الذي فيه ثفل يتشبّث وقد يدل على برء الطحال وإبلاله .
وقالوا إذا كان في البول كعلق الدم وبالمحموم طحال ذبل طحاله .
وقد يتفق في بعض الناس أن يولد عظيم الطحال ويبقى عليه زماناً طويلاً ويكون على سلامة من أحواله الظاهرة مدة عمره .
وإن كان تعرض من عظمه آفات كثيرة أيضاً بحسب المادة الفاعلة وبحسب قوة الطحال .
واعلم أن الطحال قد يرم بعد ورم الكبد على سبيل الانتقال وذلك أفضل من أن ينتقل ورم الطحال إلى الكبد . فصل في العلامات
تشترك أورام الطحال كلها في الثقل وفي العظم من أورامه عند الوجع إلى الحجاب من الجانب الأيسر وربما علا إلى الترقوة وألم المنكب الأيسر بمشاركة الترقوّة وربما جعل النفس مضاعفاً يكون على هيئة نفس بكاء الصبي لأن الورم يعاوق الحجاب على أن يستمر في حركته النفسية فيقف وقفة للأذى ثم يعود .
وما لم يكن الورم عظيماً لم يزاحم الحجاب فإن مشاركة الطحال للحجاب أقل كثيراً من مشاركة الكبد للحجاب وأقل من مشاركة المعدة أيضاً .
وأيضاً فإن الحس يصيب انتفاخ الطحال والبدن ينحف .
وقد يعرض من أورام الطحال وخصوصاً إذا كانت في الناحية السفلى منه أن يرق الدم لأن الطحال يشتد جذبه لثقلية الدم وعكره ويعرض أن تحمّى قدماه وركبتاه وكفّاه وذلك لأن فم المعدة مشارك لأسفل الطحال لأنه يصعد منه الوريد النافض للخلط السوداوي فإن هزم حرارته الغريزية هازم طارت إلى الأطراف القوية .
ويعرض لأطراف أنفه وأذنيه أن تبرد لما يعرض فيها من رقّة الدم وسرعة الانفعال لها وقلته أيضاً .
وهذه الأعضاء شديدة الانفعال من المبرّدات والورم يفارق النفخة بعدم الثقل وأن الورم يوجعه الجسّ والنفخة ربما سكنها الغمز وأزال ألمها .
وأحدث قرقرة وجشاء .


وتشترك أورامه الحارة مع الأعراض المذكورة في الالتهاب والحمى والعطش .
لكن الصفراوي يكون التهابه أشدّ وعطشه أقوى وثقله أقلّ ويكون الوجع إلى الالتهاب أميل منه إلى التمدد ويكون اللون إلى الصفرة .
وأما أورامه الصلبة فيخبث معها التنفس ويهيج الغمّ والوسواس وفي بعض الأوقات يشتد حاله .
وأما اختلاط الذهن القوي فلن يعرض إلا عند كثرة غالبة لأن المادة السوداوية متحركة إلى غير جهة الرأس وإن كان قد يعرض من جهة أخرى هو بمشاركة الطحال للحجاب ثم الحجاب للدماغ وقد يسود اللسان من صلابات الطحال ويسودّ اللون ويحسّ صلابة من غير قريرة عند الغمز اللهم إلا أن تجامعها النفخة ولا يكون معها حمّى لازمة بل ربما كانت لا على نظام وربما كثر معها قروح الساقين وتأكل الأسنان واللثة لغلظ الدم الذي ينزل إلى الساقين وفساد البخار الذي يصعد إلى اللثة والأسنان .
وربما كان في قروح الساقين بحران لذلك فإن كثيراً من الناس الذين بهم طحال إذا عرضت لهم رياضات عنيفة انحدرت المواد إلى الساقين فتبثّرت وتخرج بها البثور التي تسمّى البطم وكثيراً ما تكون قارورة المطحول كالسليمة ولكنه إذا راض نفسه تحلل سوداؤه إلى القارورة فأورثتها سواداً لم يكن .
ولو كان السبب فيه الكلى لدام ولو في وقت الراحة .
والفصد الكثير يورم طحاله أكثر والخريف عدوّه .
وإذا كانت الصلابة في الطحال بعد ورم حار تقدمت أعراض الحار ثم بطلت إلى أعراض الصلب وكثيراً ما يقوى الطحال دفعة بنفسه أو بما يقوّيه فيقدم على جميع ما فيه من المادة الرديئة فيسهلها دردياً كثفل الزيتون .
ويدل على أنه من الطحال دون الكبد براءة الكبد من العلل ومقاساة الطحال لها وضموره لما عرض لها من تلك الأورام .


وأما الأورام الباردة البلغمية فتكون معها علامات الورم مع لين من المسّ ومع بياض من اللون فيه قليل سواد والمطحولون أزيد شهوة للطعام من غيرهم لكن القيء يعسر عليهم جداً وتكن طبائعهم معتقلة في الأكثر ويحتاجون في القيء والإسهال إلى أدوية قوية جداً .
فصل في أورام الطحال الحارة والمعالجة
تقرب معالجتها من معالجات أمثالها في الكبد من غير حاجة إلى تلك المراعاة لجانب القبض لكن مع حذر التسخين الشديد لئلا تسرع المادة إلى الغلظ والصلابة ويشارك في هذا الكبد أيضاً فإنهما مستعدان لأن ينتقلا من الأورام الحارة إلى الصلبة ولكن يجب أن تخلط بها أدوية فيها ثقطيع ما مع حرارة باعتدال وقبض وقوّة باردة مثل الشبّ .
واعلم أن الخل دخال جداً في علاج علل الطحال كلها ويجب أن تستعمل جميع الأدوية في علاجاته ويجب أن يبتدأ أولاً بالفصد من الباسليق ثم يسقى العصارات والمياه المذكورة في علل الكبد .
والذي يخص الطحال أكثر هو ماء ورق الطرفاء وماء ورد الخلاف وماء ورق الغرب وماء بقلة الحمقاء وماء البرشاوشان الرطب .
ومما ينفع فيها أن يسقى وزن درهمين بزر البقلة الحمقاء بالخلّ فإن لها خاصية في تحليل أورام الطحال وصلاباته وأن يستف من لسان الحمل المجفف كل يوم قدر ملعقة .
والغذاء ما ذكرناه في باب الكبد .
وللزرشكية خاصية نفع خصوصاً إذا كسر يبسه بالسكّر أو بالترنجبين .
إذا علمت أن السبب في ذلك مدد من دم كثير سوداوي فيجب أن تفصد الباسليق وتترك الأسليم يحتبس من نفسه إن احتبس قبل سقوط القوة وربما اضطررت إلى أن تفصد الوداج الأيسر وربما احتجت أن تتبعه بالاستفراغ بما تخرج به السوداء مما قيل في باب اليرقان الأسود ويجب أن لا تنسى القانون المذكور في علاج الصلابات من تليين يتبع كل تحليل لئلا يتحجر الخلط .
فإن فرغت من ذلك أو لم تحتج إليه كان الواجب عليك أن تستعمل الأدوية الجلاّءة المقطّعة التي ليس لها كثير حرارة .


وربما وجدت هذه الأعراض في الأدوية المفردة وربما احتجت إلى تركيب .
والأدوية المفردة التي تفعل ذلك هي الأدوية التي تجد فيها مرارة وقبضاً أو حرافة معتدلة وقبضاً وقد تجد أدوية مفردة تفعل ذلك بخاصيات فيها وإن لم يكن ظاهر الحال فيها ما أشرنا إليه فإذا وجدت دواء فيه مرارة فقط فاخلطه بخل وبشيء من الشبّ فإن الشبّ يفيد تقوية وتلطيفاً .
والكي المذكور في أمراض الطحال هو على العرق الذي في باطن الذراع الأيسر وإن لم يكن ظاهر الحال فيما أشرنا إليه .
وربما كفى التدبير الملطف في شفاء الطحال وقد يتفق أن ينفع منه التدبير المخصب للبدن إذا لم يوقع سدداً ولم يكن مغلظاً للدم أو كان كذلك لكن الكبد يقوى على إصلاحه فإن التدبير المخصب بما يرطّب الدم ويعدله ويصلحه يكسر السوداء وقد تبلغ صلابة الطحال إلى أن لا يكفي علاجها الاستعانة بما يشرب دون ما يضمّد به وكل لبن غير لبن اللقاح رديء للطحال .
والأدوية المفردة التي تستعمل لهذا السبب يشبه أن يكون أفضلها قشر أصل الكَبَر فإنه كثيراً ما أخرج بولاً وغائطاً دموياً ودردياً وشفى وخصوصاً إذا شرب مع السكنجبين البزوري الضارب إلى الحموضة وليس هو وحده بل ومثل قنطريون وعصارته وخصوصاً الدقيق وأصل السوسن وزهر الملح والوج معجوناً بالعسل كل يوم ملعقة وحب الفقد والآس وكمافيطوس والكمادريوس والحبة الخضراء مع السكنجبين والفراسيون خصوصاً بماء الحدادين الذي سنذكره .
والبصل جيد غاية والأجود سكنجبينه وسقولوقندريون بعصارة الطرفاء والحرف والشونيز والغاريقون وحده بالسكنجبين أو القنطريون .
والشربة من أيهما كان مثقال إلى درهمين والأفتيمون وزن خمسة دراهم في أوقية من السكنجبين .


فإن هذا إذا كرر أسهل ما في الطحال وأضمره والأشق والترمس لا سيما طبيخه السكنجبين وطبيخ الشوبلا بالماء القراح ويشرب بالسكنجبين أو بماء طبيخ الجعدة والحمّاض البري بخل مع سكنجبين وعصارة الشوك الطري أو الشبث اليابس يؤخذ منه كل يوم درهمان ويتبع ببول والانتفاع بألبان الإبل وأبوالها شديداً جداً .
ويتناول منه الضعيف والقوي كل بحسبه .
وأجودها ما تكون الناقة قد رعت الغرب والشيح والكرفس والرازيانج وإذا ظهر من شربها إنهضام الورم وظهر في الثفل استفراغ سوداوي أقبل بعده بالتقوية أو يأخذ بالبطم المنقوع بالخلّ الثقيف سبعة أيام ثم يتناول من ذلك البطم كل يوم ثلاث معالق ويتحسّى من ذلك الخل على أثره أو يسقى بزر الفجل درهم ونصف بخلّ ثقيف أو طبيخ ورق الجوز الطري مطبوخاً بخلّ الاشقيل أو ماء ورق الكبر بالسكنجبين أو الناردين بخلّ العنصل .
ومما يجري مجراه مما له خاصية وزن درهمين بزر البقلة الحمقاء بالخلّ أو البسد المسحوق جداً وزن مثقال بشيء من الأشربة الطحالية أو جرادة القرع الرخص أو القرع نفسه تدقّ بعد التجفيف ويشرب منه درهمان بالسكنجبين .
وأيضاً بزر القصب وبزر الكشوث وورق الخلاف لمرارته وقبضه وبزر الحمّاض وبزر السرمق وثمرة الطرفا وورقها أو رئة الثعلب أو كبده وزن درهمين في السكنجبين أو من طحال حمار الوحش أو من طحال الفرس والمهر أيهما كان وزن درهمين مجفّفاً .
أو تأخذ الخفافيش وتذبحها وتجففها وتدفنها وتأخذ منها ما تحمله ثلاث أصابع أو تأخذ سبعة خفافيش سمينة وتذبحها وتنقيها وتجعلها في قدر خزف وتغمر بالخل الثقيف وتطين وتترك في تنور مسجر .
فإذا أنضج يترك القدر فيه إلى أن يبرد ثم يخرج ويمرس في الخلّ ويسقى منها كل يوم درهمين .
وهذا علاج مجرّب .
وأمثال هذه الأدوية المفردة المذكورة أولاً وأخيراً يصلح أن يشرب بالسكنجبين والخلّ وأن يتخذ منها أضمدة وتقوّى بالخلّ .


وأما الأدوية المركبة المشروبة فمثل سقولوقندريون والطباشير يشرب منها درهمين بسكنجبين وأقراص الكبر وأقراص الفنجنكشث في السكنجبين وأقراص الزراوند المتخذ بقشور أصل الكبر ويسقى في خلّ شديد الحموضة وذلك إذا لم تكن نفخة .
وأقراص الفوّة وترياق الأربعة جيد جداً إذا لم تكن حمى .
أو يؤخذ من الحرف جزء ومن الشونيز نصف جزء يتخذ بعسل منزوع الرغوة والشربة ثلاثة دراهم بالخل الممزوج أو سفوف من زراوند وهليلج كابلي يؤخذ منه ملعقة ببول الإبل أو بول البقر أو قشور الكبر أربعة دراهم زراوند طويل درهمين بزر الفنجنكشت والفلفل من كل واحد ستة دراهم يتخذ منه أقراص .
ومما جرب له برشياوشان وقشور أصل الكبر وبزر الحمقاء وبزر السذاب وبزر الفنجنكشت والزوفا وأجزاء سواء .
والشربة ثلاثة دراهم في السكنجبين أو تأخذ أصول الكبر والزبيب وبزر السلجم والزوفا يدق كله وينقع في الخل يوماً وليلة وتطبخه في ماء كثير حتى يرجع إلى القليل ويمزج به السكنجبين القوي البزور ويشربه أو يسقى من خل طبخ فيه الأبهل وجوز السرو طبخاً جيداً حتى يبقى القليل ويشرب منه ما يقدر ويضمّد بثفله أو لبن اللقاح على شرطها ويسقى بحب ورق الغرب .
وأيضاً يؤخذ من الفوة اثنا عشر درهماً ومن قشور أصل الكبر ومن الزراوند الطويل ومن الايرسا من كل واحد درهمين يسحق جيداً ويعجن بالسكنجبين الحامض ويقرّص .
والشربة مثقال بماء الأفسنتين وقشور أصل الكبر مطبوخين معاً .
أو يؤخذ ورق العقيق الطري وقشور أصل الكبر وثمرة الطرفاء وسقولوقندريون وعنصل مشوي وفلفل أبيض أجزاء سواء يقرص .
والشربة مثقالان بسكنجبين .
أو يؤخذ طحال حمار الوحش وطحال المهر مجففين ويسحقان ويشرب منهما مثقال إلى درهمين بشراب ممزوج .


وقيل أن أمثال هذه الأدوية إذا سقيتها الخنازير أياماً لم يوجد لها طحال مثاقيل أو يؤخذ قشور أصل الكبر وسقولوقندريون وثمرة الطرفاء ولحاء الخلاف وفوّة وأسارون ووجّ يطبخ بالخلّ الحاذق ثم يصفى ويتخذ منه سكنجبين عسلي ويشرب منه درهم فإنه عجيب .
والمطحول إذا اشتكى قيام لا دم فيه ولا مغص أخذ من سفوف حب الرمان ثلاثة أيام أو أربعة أيام كل يوم وزن ثلاثة دراهم وجعل غذاءه نصف ما كان يغتذي فإن قيامه طحالي .
واعلم أن الأشياء الحارة ليست بكثيرة الموافقة للطحال لما يصلب ويجفف فيمنع من التحليل وإذا كان في القارورة حرارة فالأجود أيضاً أن يسقى أقراص أمير باريس ونحوها .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه نافع من الصلابة المزمنة العارضة في الطحال وهو أن يؤخذ أصل الجاوشير وأشق وقشور أصل الكبر .
والنوع من اللبلاب المعروف بأنطرونيون ولب العنصل المشوي وحب البان والثوم البري من كل واحد جزء يخلط الجميع ويؤخذ منه درخمي واحد بالغداة مع السكنجبين أو خل ممزوج .
آخر مجرب : يؤخذ لب حب البان ثلاث درخميات ثوم بري ست درخميات قشر أصل الكبر أربع درخميات قسط درخمي اسطورفيون ست درخميات جعدة ثلاث درخميات أصل النبات المعروف بقوطوليدون وهو النوع المعروف بالسكرجة درخميين .
وزعموا أن هذا النوع من السكرجات - وهو نبات ورقه يشبه الآس وفي وسطه كخاتمة ماء شبيهة بالعين - شبيه بحي العالم الأكبر وحبّ اللبلاب الأكبر خمسة وعشرون عدداً أشق أربع درخميات بازاورد درخمي بزر شجرة .
مريم درخمي أو أصله ثلاث درخميات قردمانا درخمي ونصف حب الاشقيل وهو العنصل مقلواً ستة عشر درخمياً يخلط معاً ويستعمل مع السكنجبين .
والشربة منه درخمي ونصف وفي الأكثر درخميان اثنان .
وهذه أقراص أخر تفعل تلك الأفعال بعينها بل أجود وهي أن يؤخذ بزر السرمق أربع درخميات فلفل أبيض وسنبل سوري وأشق من كل واحد درخميان يقرص ويستعمل مثل التي قبله .


قرص آخر : نافع للمطحولين منفعة بيّنة وجرب ذلك وهو أن يؤخذ أشق وثمرة العوسج من كل واحد ثمان درخميات قشر أصل الكبر وثمرة الطرفاء وفلفل أبيض وثوم برّي وعنصل منقّى مشوي من كل واحد درخميان يعجن ويقرّص القرص درخمي .
والشربة واحد منها بشراب العسل فإنه نافع .
أخرى : يؤخذ لبّ العنصل المشوي رطلين أصل الكرم ثمانية أرطال فلفل أبيض وفطراساليون وجزر بري ودقيق الكرسنة وحبّ الصنوبر من كل واحد ثمان أواق يعجن .
وإذا استعملت شيئاً من هذه فالأحسن أن يهجر الماء أو يقل شربه ليكون الدواء محفوظ القوة ولا ينجذب إلى نواحي الحدبة من الكبد بمعونة الماء الكثير .
وأما الأضمدة فالأجود في استعمالها أن يستعمل قبلها الحمام الطويل على الريق ويكثر المقام في الابزن وإذا خرج العليل منه يتناول المقطّعات الحريفة المعطّشة مثل السمك المالح والقديد والخردل والصحناء ويسقى شراباً ممزوجاً بماء البحر ويلطف تدبيره يفعل ذلك ثلاثة أيام وفي الرابع يراض حتى يعرق ويتواتر نفسه ثم يضمد بهذا إن كان الأمر قوياً وإن كان أضعف من هذا فاقتصر على ما هو أخفّ من هذا .
وأما ماهية الأضمدة فقد تتخذ من تلك المبردات التي ذكرناها والأشق نفسه وبعر الغنم إذا ضمّد بهما بالخلّ كان ضماداً قوياً أو بعر الشاة محرقاً إذا استعمل بخل ضماد ورماد الأتون ضماد جيد إذا عجن بالخل وضمد به .
وكذلك الضمّاد بأصل الكرمة البيضاء بالخلّ أيضاً أو كبريت بخل أو ورق اليتوع بالخل أو السذاب بالخل .
وإذا أخفت إخثاء البقر الراعية فجففت أولاً ثم يطبخت بالخل كان منها ضماد جيد وربما ذر عليها كبريت أصفر .
والتضميد بزهرة الملح عجيب .
ومن ذلك تجمير حب البان بالخلّ وأيضاً الحرمل مع بزره يطبخ في الخل حتى يتهرى ويضمد به .
ومما هو أقرب إلى الاعتدال السلق المطبوخ بالخل أو أصول الخطمي معجونة بالخل .


ومن المركبات مرهم الباسليقون ومرهم جالينوس ومرهم الحكيم أسقلافيدوس الضماد الذهبي وضمّاد الصبر الجالينوس ومرهم يتخذ من قشور أصل الكبر ينقع في الخلّ ساعات حتى يلين ثم يجفف ويدق ناعماً ويتخذ منه مرهم بالشمع ودهن الحناء أو يؤخذ سواد قدور النحاس فيتخذ منه ومن دقيق الشعير والخلّ والسكنجبين فإنه ضماد نافع بالغ أو يستعمل ضماد الخردل فإنه قوي جداً .
ضمّاد آخر يحلل الصلابة وهو أن يؤخذ أشق وشمع وصمغ الصنوبر من كل واحد ثمانية درخميات علك البطم ومقل وبازاورد من كل واحد ست درخميات كندر ومرّ ودهن قثاء الحمار من كل واحد أربع درخميات تنقع الذائبة في الخل وتخلط وتستعمل .
آخر : يؤخذ حلبة ودقيق الكرسنة من كل واحد أوقيتان أشق وصمغ البطم من كل واحد خمس أواق قشر أصل الكبر وحب الفقد وأصل الثوم البري وفوة من كل واحد درخمي شمع رطلان ينقع في الخل ويخلط في زيت عتيق ويستعمل .
أو دقيق الحلبة وخردل أبيض ونطرون أو تين مطبوخ في الخل يجعل عليه سدسه أشقاً أو يؤخذ عسل الشهد ويطلى على قطعة من طرس بقدر الورم ويذر عليه الخردل ويضمد به الطحال ويترك ما احتمل .
آخر : يؤخذ من التين السمان عشرة وينقع في الخل ساعات ثلاثة ثم يطبخ ويهرى ويصفّى ويؤخذ بوزنه خردل وأصل الكبر مجموعين ويخلط الجميع بالسحق وربما جعلوا فيه أشقاً ومازريون بقدر الحاجة ويتخذ من جميعها طلاء أو ضماد .
آخر : الحلبة والقردمانا والنورة والبورق بالخل ويترك أياماً أو أشق وكور ومر وكندر بالسوية بخل ثقيف يطلى ويصير عليه قطنة ويترك أياماً إلى أن يقع بنفسه .
ومما جرب واختاره الكندي سذاب وقشور أصل الكبر وأفسنتين وفوذنج وصعتر يطبخ بخل حاذق ويوضع على قطع لبود ويضمد بها حارة ويجدد كلما برد إحدى وعشرين مرة على الريق .
ومن الأضمدة الجيدة جداً أن يؤخذ من دقيق البلوط رطلان فيترك على جمر ويلقى عليه رطل نورة ويخلطان ويتخذ منهما ضماد .


آخر : يؤخذ بورق ونورة وعاقر قرحا وخردل يجمع الجميع بالقطران ويطلى ولا يصلح مع الحمى .
آخر : يؤخذ من العاقر قرحا خمس أواق ومن الخردل خمسة عشر درهماً ومن حب المازريون أربع أواق ومن القردمانا ثلاث أواق ومن جوز الطيب أوقية ومن الفلفل أربع أواق يجمع بخل العنصل ويكمد به الطحال ثلاث ساعات بعد أن يغسل الموضع بخردل ونطرون .
وللمزمن طلاء من أشق واللوز المرّ عشرة عشرة ومن ورق السذاب وبعر المعز والخردل الطري معجوناً ببعض العصارات النافعة وقليل خلّ ومن النطولات ما طبخ فيه الترمس والسذاب والفلفل .
ومن الأضمدة الشديدة القوية أن يتخذ من الخربق الأسود ثلاث أواق ومن الخربق الأبيض أربع أواق ومن الأشق ثلاث أواق ومن النطرون ثلاث أواق ومن السقمونيا أوقيتين فلفل ثلاثون حبة يقوّم بالشراب بعلك البطم تقويماً يحتمل الخلط بهذه كالمرهم ويطلى على الموضع بعد تسخينه بالدلك وهذا أيضاً مسهل .
وإذا لم تنفع الأدوية فيجب أن تضع المحاجم وتشرط عليها وربما وجب عند غلبة الخلط السوداوي والدم أن يفصد الوداج الأيسر ويكوى على خمسة مواضع من الطحال أو ستة ثم لا تدعها تبرأ .
فإن لم يصبر على النار استعملت الكاوي من الأدوية مثل ضمّاد التين والخردل ومثل ضمّاد ثافسيا وغير ذلك .
وإن غلبت الحرارة ولم يحتمل العليل الأضمدة القوية بخّر طحاله ببخار خلّ من حجر رخام أو حجر أسود أو يستلقي على الريق ويوضع على طحاله قطعة لبد مغموسة في الخل المسخّن وخصوصاً المطبوخ فيه السذاب أو درديّ الخلّ المسخّن .
وأجود ذلك أن يدخل العليل الحمام الحار على الريق إذا كان محتملاً لذلك ويستلقي فيه ولا يزال توضع عليه اللبود المغموسة في الخلّ واحدة بعد أخرى ما احتمل ويكرّر عليه أياماً فإنه علاج قوي .


ومما يقرب من هذا ويصلح للحار أن يؤخذ من بزر الهندبا وبزر البقلة الحمقاء والقرع المجفّف وبزر الفنجنكشت يسقى من ذلك مثقالين بالسكنجبين الشديد الحموضة ثم يعالج بعد ذلك بعلاج لبود الخلّ وكثير ممن به طحال مع حرارة نسقيه ماء الهندبا بالسكنجبين إذا كرّر عليه .
وأما الأغذية فما خفّ ودسم من المرق المتخذ مما خفّ ولطف وسخن باعتدال كما علمت والكبر المخلل وحبة الخضراء المخلّلة وسائر ما علمته في مواضع أخرى ويجب أن يستعمل مع ذلك الملطّفات مثل الخردل وما أشبه ذلك ومشروباتهم ماء الحدادين أو ماء طفئ فيه الحديد المحمّى مراراً .
فصل في معالجات الورم البلغمي في الطحال
علاجه هو المعتدل : من معالجات الصلب مع استفراغ البلغم والسوداء فإن بلغمه سوداوي والضمّادات المتخذة من إكليل الملك والشبث وقصب الذريرة والسذاب اليابس وغير ذلك .
فصل في سدد الطحال
قد يكون من ريح ويكون من ورم ويكون من أخلاط على ما علمت .
والريحي يكون معه تمدد شديد مع خفة والورمي يكون مع علامات الورم والسدد الأخرى تكون مع ثقل ولا تصحبها أعلام الورم .
المعالجات : هي بعينها القوية من معالجات سدد الكبد وقد أشرنا إليها هناك أيضاً .
فصل في الريح والنفخة في الطحال
النفخة في الطحال هي أن يحسّ فيه تمدّد وصلابة ونتوء ينغمز إلى قرقرة وجشاء من غير ثقل الأورام .
المعالجات : اعلم أن الأدوية الصالحة لعلاج صلابة الطحال مقاربة في القوة الصالحة لعلاج النفخة فإنها تحتاج أيضاً إلى مفتح جلاّء يحلّل مع قوة قابضة قوية أكثر من قوة التحاليل لأن المادة ريحية خفيفة وهذه بخلاف ما في الأورام ومع ذلك فإنها أدوية هي بها أشبه وفيها أعمل ولها أصلح مثل الفنجنكشت والكمّون وبزر السذاب والنانخواه وما أشبه ذلك .


وينفع من ذلك منفعة عظيمة وضع المحاجم بالنار على الطحال ويجب أن يجوع ولا يتناول الغذاء دفعة واحدة بل تفاريق قليلة المقدار جداً ولا يشرب الماء ما قدر بل يشرب نبيذاً عتيقاً رقيقاً مراً قليلاً ولا ينام حتى تجف بطنه .
وإذا هاج على امتلاء بطنه وجع ليلاً أو نهاراً غمزه غمزاً بعد غمز واحتال للبراز ونام .
فإن لم ينفع ذلك كمد .
وإذا علمت أن المادة السوداوية كثيرة وتنفخ بكثرتها استفرغت .
ومن المشروبات أقراص بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ الحرف الأبيض وزن ثلاثين درهماً يدقّ وينخل ويعجن بخل خمر حاذق ويتخذ منه أقراص رقاق صغار ويخبر في تنور أو طابق إلى أن يجف ولا يبلغ أن يحترق ويؤخذ قرص من وزن ثلاثة دراهم في الأصل قبل الخبز ويسحق ويخلط به من حبّ الفقد وثمرة الطرفاء خمسة خمسة ومن الأسقولو قندريون سبعة ويقرص .
والشربة منها ثلاثة دراهم بسكنجبين .
وتنفع أيضاً أقراص الفنجنكش أو يؤخذ كزمازك وزن عشرة دراهم حبّ المرو وزن عشرة دراهم بزر الهندبا وبزر البقلة الحمقاء من كل واحد وزن خمسة دراهم ويقرص .
والشربة منه ثلاثة دراهم بالسكنجبين السكري .
وقد ينفعه أن يستف من الفنجنكشت والنانخواه وقشور أصل الكبر والسذاب اليابس والوج مثقالاً بشراب عتيق أو بطبيخ الأدوية النافعة له .
وأما المروخات والضمادات : فمن الأدهان دهن الأفسنتين ودهن الناردين ودهن القسط .
ومن المراهم موهم يتخذ من الكبريت والشب والنطرون والزفت والجاوشير .
وأما الضمّادات فمثل الضمّادات المذكورة في الأبواب الماضية مثل ضمّادات التين بالخلّ مع السذاب والنطرون وبزر الفنجنكشت وإكليل الملك والبابونج .
وأما النطولات فخل طبخ فيه تلك الأدوية وخاصة على ما ذكرناه في استعمالها بقطع اللبود وخصوصاً الخل المطبوخ فيه الكبر الغضّ والكرنب وثمرة الطرفاء واسقولوقندريون وورق الفنجنكشت وجوز السرو والسذاب .


وإن أريد أن تكون بقوة ولم تكن حمى جعل فيها أشق ومثل ونحوه وأيضاً الفوذنج والسذاب والأشنة والبورق مطبوخاً في الخلّ مع شيء من شبّ .
والغذاء في ذلك ما قيل في غيره .
فصل في وجع الطحال
وجع الطحال إما أن يكون لريح ونفخة أو لورم عظيم أو لتفرّق اتصال أو لسوء مزاج وقد علمت علاماتها محا قد سبق منا بيان جملة ذلك وقدمنا هناك علامة كل صنف منها وأنت واقف على جملة ما بينا وإذا كان الوجع إنما يصيبه الحس في ناحية الطحال عند الجنب الأيسر فهو ريح مستكنة بين الغشاء والصفاق فإن كانت الطبيعة يابسة احتجت إلى التحليل والإسهال حسبما تعلم واستعمل الحمّام ولا تفصد وإن قضى به عامة الأطباء إلا عند الضرورة يسيراً .
الفن السادس عشر أحوال الأمعاء والمقعدة
وهو خمس مقالات :
المقالة الأولى تشريحها الاستطلاق المطلق
فصل في تشريح الأمعاء الستة
إن الخالق تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره لسابق عنايته بالإنسان وسابق علمه بمصالحه خلق أمعاءه التي هي آلات لدفع الفضل اليابس كثيرة العدد والتلافيف والاستدارات ليكون للطعام المتحدر من المعدة مكث صالح في تلك التلافيف والاستدارات ولو خلقت الأمعاء معي واحدة أو قصيرة المقادير لانفصل الغذاء سريعاً عن الجوف واحتاج الإنسان كل وقت إلى تناول الغذاء على الاتصال ومع ذلك إلى التبزز والقيام إلى الحاجة وكان من أحدهما في شغل شاغل عن تصرّفه في واجبات معيشته ومن الثاني في أذى واصب وترصد وكان ممنواً بالشره والمشابهة للبهائم فكثر الخالق تعالى عدد هذه الامعاء وطول مقادير كثير منها لهذا من المنفعة وكثر استداراتها لذلك .
والمنفعة الأخرى هي أن العروق المتصلة بين الكبد وبين آلات هضم الغذاء إنما تجذب اللطيف من الغذاء بفوهاتها النافذة في صفاقات المعدة بل في صفاقات الأمعاء وإنما تجذب من اللطيف ما يماسها .


وأما ما يغيب عنها ويتوغل في عمق الغذاء البعيد عن ملامسته فوهات العروق فإن جذب ما فيها إما غير ممكن وإما عسر فتلطف الخالق تعالى بتكثير التلافيف ليكون ما يحصل متعمقاً في جزء من المعي يعود ملامساً في جزء آخر فتتمكن طائفة أخرى من العروق من امتصاص صفاقاته التي فاتت الطائفة الأولى .
وعدد الامعاء ستة أولها المعروف بالاثني عشري ثم المعروف ثم معي طويل ملتف يعرف بالدقاق واللفائف ثم معي يعرف بالأعور ثم معي يعرف بالقولون ثم معي يعرف بالستقيم وهو السرم .
وهذه الأمعاء كلها مربوطة بالصلب برباطات تشدها على واجب أوضاعها .
وخلقت العليا منها رقيقة الجوهر لأن حاجة ما فيها إلى الإنضاج ونفوذ قوة الكبد إليها أكثر من الحاجة في الأمعاء السفلى ولأن ما يتضمنه لطيف لا يخشى فسخه لجوهر المعي بنفوذه فيه ومروره به ولا خدشه له .
والسفلى مبتدأه من الأعور غليظة ثخينة مشحمة الباطن لتكون مقاومة للثفل الذي إنما يصلب ويكثف أكثره هناك وكذلك إنما يتعفن إذا أخذ يتعفن فيه .
والعليا لا شحم عليها ولكن لم تخل في الخلقة من تغرية سطحها الداخل لزجة مخاطية تقوم لها مقام الشحم والمعي الإثني عشري متصل قعر المعدة وله فم يلي المعدة يسمى البواب .
وهذا بالجملة مقابل للمريء فكما أن المريء إنما هو للجذب إلى المعدة من فوق فكذلك هذا إنما هو للدفع عن المعدة من تحت فهو أضيق من المريء واستغنى في الخلقة عن توسيعه توسيع المريء لأمرين .
أحدهما أن الشيء الذي ينفذ في المريء أخشن وأصلب وأعظم حجماً والذي ينفذ في هذا المعي ألين وأسلس وأرقّ حجماً لانهضامه في المعدة واختلاط الرطوله المائية به .
والثالْي : أن النافذ في المري لا يتعاطاه من القوى الطبيعية إلا قوة واحدة وإن كانت الإرادية تعينها فإنها تعينها من جهة واحدة وهي الجاذبة فأعينت بتفسيح المسيل وتوسيعه .


وأما النافذ في المعي الأول فإنه ينفعل عن قوتين : إحداهما الدافعة التي هي في المعدة والأخرى الجاذبة التي في المعي ويرافدها العقل الذي يحصل بجملة الطعام فيسهل بذلك اندفاعه في المسيل المعتدل السعة وهذه القصبة تخالف المري في أن المريء كجزء من المعدة مشاكل لها في هيئة تأليفها من الطبقات .
وأما هذه القصبة فكشيء غريب ملصق بها مخالف في جوهر طبقاته لطبقتي المعدة إذ كانت المعدة تحتاج إلى جذب قوي لا يحتاج إلى مثله المعي فلذلك الغالب على طبقتي المعي الليف الذاهب في العرض ولكن المعي المستقيم قد ظهر فيه ليف كثير بالطول لأنه منق للأمعاء عظيم النفع يحتاج إلى جذب لما فوقه ليستعين به على جودة العصر والدفع والإخراج فإن القليل عاص على المخ والعصر ولذلك خلق واسعاً عظيم التجويف وخلق للمعي طبقتان للاحتياط في أن لا يفشو الفساد والعفن المهيأ لهما عند أدنى اَفة تلحقه سريعاً ولاختلاف الفعلين في الطبقتين وخلقت هذه القصبة مستقيمة الخلقة ممتدة من المعدة إلى أسفل ليكون أول الاندفاع متيسراً فإن نفوذ الثقيل في الممتد المستقيم إلى أسفل أسرع منه في المعوج أو المضطجع وكانت هذه الخلقة فيها أيضاً نافعة في معنى آخر وهو أنها إذا نفذت مستقيمة خلت يمنتها ويسرتها مكاناً لسائر الأعضاء المكتنفة للمعدة من الجانبين كشطر من الكبد يمنة وكالطحال يسرة وسائر الامعاء ولقبت بالإثني عشري لأن طولها هذا القدر من أصابع صاحبها وسعتها سعة فما المسمى بواباً .
والجزء من الأمعاء الرقيقة التي تلي الإثني عشري يسمى صائماً : وهذا الجزء فيه ابتداء التلفف والانطواء والتلوي وكان فيه مخازن كثيرة .
وقد سمّي هذا المعي صائماً لأنه يوجد في الأكثر فارغاً خالياً .


والسبب في ذلك تعاضد أمرين : أحدهما أن الذي ينجذب إليه من الكيلوس يسرع إليه الانفصال عنه فطائفة تنجذب نحو الكبد لأن العروق الماساريقية أكثرها متصل بهذا المعي لأن هذا ا المعي أقرب الأمعاء من الكبد وليس في شيء من الأمعاء من شعب الماساريقا ما فيه وبعده الإثنا عشري وهذا المعي يضيق ويضمر ويصغر في المرض جداً وطائفة أخرى تنفصل عنه إلى ما تحته من الأمعاء لأن المرة الصفراء تتحلب من المرارة إلى هذا المعي وهي خالصة غير مشوبة فتكون قوية الغسل شديد تهييج القوة باللذع فيما تغسل تعين على الدفع إلى أسفل وبما تهيج المافعة تعين على الدفع إلى الجهتين جميعاً أعني إلى للكبد وإلى أسفل فبعرض بسسبب هذه الأحوال أن يبقى هذا الجزء من الأمعاء خالياً ويسمى لذلك صائماً .
ويتصل بالصائم جزء من المعي طويل متلفف مستدير استدارة بعد أخرى .
والمنفعة في كثرة تلافيفه ووقوع الاستدارات فيه ما قد شرحناه في القصول المتقدمة وهو أن يكون للغذاء فيه مكث ومع المكث اتصال بفوهات العروق الماصة بعد اتصال وهذا المعي آخر الأمعاء العليا التي تسمى دقاقاً والهضم فيها أكثر منه في الأمعاء السفلى التي تسمى غلاظاً فإن الأمعاء السفلى جل فعلها في تهيئة الثفل للإبراز وإن كانت أيضاً لا تخلو عن هضم كما لا تخلو عن عروق كبدية تأتيها .
بمص وجذب .


ويتصل بأسفل الدقاق معي يسمى الأعور وسميَ بذلك لأنه ليس له إلا فم واحد منه يقبل ما وقد خلق لمنافع منها أن يكون للثفل مكان يحصر فيه فلا يحوج إلى القيام كل ساعة وفي كل وقت يصل إلى الأمعاء السفلي قليل منه بل يكون مخزناً يجتمع فيه بكليته ثم يندفع عنه بسهولة إذا تم ثفلاً ومنها أن هذا المعي هو مبدأ فيه ثم استحالة الغذاء إلى الثفلية والتهيئة لامتصاص مستأنف يطرأ عليه من الماساريقا وإن كان ليس فيه ذلك الامتصاص وهو متحرك ومنتقل ومتفرق بل إنما يتم إذا سلم من الكبد وقرب منها ليأتيه منها بالمجاورة هضم بعد هضم المعدة الذي كان بالسكون والمجاورة بعد وهو مجتمع محصور في شيء واحد يبقى فيه زماناً طويلاً وهو ساكن مجتمع فتكون نسبته إلى الأمعاء الغلاظ نسبة المعدة إلى الدقاق .
ولذلك احتيج إلى أن يقرب عن الكبد ليستوفي من الكبد تمام الهضم وإحالة الباقي مما لم ينهضم ولم يصلح لمص الكبد إلى أجود ما يمكن أن يستحيل إليه إذ كان قد عصى في المعدة ولم يصل إليه تمام الهضم لسبب كثرة المادة وسبوق الإنفعال وسبوق الإنفعال إلى ما هو أطوع لغمور ما هو أطوع لما هو أعصى .
والآن فقد تجرد ما هو أعصى فإذا فاتته قوة فاعلة صادفته مهيأ مجرداً لا عن الفضل الذي من حقه أن يستحيل ثفلاً وكان موجوداً في الحالين جميعاً لكنه كان في المعدة مع غامر آخر وفي الأعور كان هو الغامر وحده وكان الذي يخالطه أولى بأن ينفعل خصوصاً ولم يخل في المعدة عن انفعال ما وانهضام واستعداد لتمام الإنفعال والإنهضام إذا خلا لتأثير الفاعل .
فالمعي الأعور معي يتم فيه هضم ما عصي في المعدة وفضل عن المنهضم الطائع وقلما يغمره ويحول بينه وبين ما يمتص من الكيموس الرطب وصار بحيث القليل من القوة يصلحه إذا وجده مستقراً يلبث فيه قدر ما يتم انهضامه ثم ينفصل عنه إلى أمعاء تمتص منها .


وقوم قالوأ أن هذا المعي خلق أعور ليثبت فيه الكيموس فيستنظف الكبد ما بقي فيه من جوهر الغذاء بالتمام وحسبوا أن الماساريقا إنما تأتي الأعور وقد أخطأوا في هذا وإنما المنفعة ما بيناه وهذا المعي كفاه فم واحد إذ لم يكن وضعه وضع المعدة على طول البدن .
ومن منافع عوره أنه مجمع الفضول التي لو سلكت كلها في سائر الأمعاء خيف حدوث القولنج وإذا اجتمعت فيه تنحّت عن المسلك وأمكن لاجتماعها أن تندفع عن الطبيعة جملة واحدة فإن المجتمع أيسر اندفاعاً من المتشبث .
ومن منافعه أنه مأوى لما لا بدّ من تولده في المعي أعني الديدان والحيات فإنه قلما يخلو عنها بدن وفي تولّدها منافع أيضاً إذا كانت قليلة العدد صغيرة الحجم .
وهذا المعي أولى الأمعاء بأن ينحدر في فتق الأربية لأنه مخلى غير مربوط ولا مشدود لما يأتيه من الماساريقا فإنه ليس يأتيه عن المامساريقا شيء فيما يقال ويتصل بالأعور من أسفله المعي المسمى بقولون وهو معي غليظ صفيق كما يبعد عن الأعور يميل ذات اليمين ميلاً جيداً ليقرب من الكبد ثم يأخذ ذات اليسار منحدراً فإذا حاذى الجانب الأيسر مال إلى اليمين وإلى خلف منحدراً أيضاً فهناك يتصل بالمستقيم وهو عند مجازه بالطحال يضيق ولذلك ما كان ورم الطحال يمنع خروج الريح ما لم يغمز عليه .
والمنفعة في هذا المعي جمع الثفل وحصره وتدريجه من الاندفاع بعد استصفاء فضل من الغذاء إن كانت فيه وهذا المعي يعرض فيه القولنج في الأكثر ومنه اشتقّ اسمه .
والمعي المستقيم وهو آخر الأمعاء يتصل بأسفل القولون ثم ينحدر منه على الاستقامة فيتصل بالشرج متكئاً على ظهر القطن متوشعاً يكاد يحكي المعدة وخصوصاً أسفله .


ومنفعة هذا المعي قذف السفل إلى خارج وقد خلق الخالق تعالى له أربع عضلات كما علمته وإنما خلق هذا المعي مستقيماً ليكون اندفاع الثفل عنه أسفل والعضل المعينة له على الدفع ليست فيه بل على المراق وهي ثمان عضلات وهي ثمان عضلات فليكن هذا المقدار كافياً في تشريح الأمعاء وذكر منفعتها .
وليس يتحرك شيء من هذه اّلأعضاء التي هي مجرى الغذاء بعضل إلا الطرفان أعني الرأس وهو المريء والحلقوم والأسفل وهو المقعدة وقد تأتي الأمعاء كلها أوردة وشرايين وعصب أكثر من عصب الكبد لحاجتها إلى حس كبير .
فاعلم جميع ذلك إذ فصل في كلام في استطلاق البطن من جميع الوجوه والأسباب حتى زلق الامعاء والهيضة والذرب واختلاف الدم واندفاعات الأشياء من الكبد والطحال والدماغ ومن البدن وفي الزحير : اعلم أن كل استطلاق إما أن يكون من الأطعمة والأغذية والهواء المحيط وإما أن يكون من الأعضاء .
ولنتكلم أولاً في الكائن من الأعضاء .
فالكائن من الأعضاء إما أن يكون من المعدة وإما من الماساريقا وإما من الكبد وإما من الطحال وإما من الأمعاء وإما من الرأس وإما من جميع البدن .
ويشترك جميع ذلك في أسباب فإنه إما أن يتبع ذلك سوء مزاج يضعف الماسكة أو الهاضمة أو الدافعة أو يقوي الدافعة .
وكل ذلك إما سوء مزاج مفرد وإما أو سوء مزاج مع مادة مستكنة في الأعضاء أو لاطخة لوجوهها أو مرض آليّ من رض أو قرحة أو فتق .
والكائن عن الكبد قد فرغنا منه وذكرنا فيه ما يكون بسبب مزاجها وأورامها وسددها وغير ذلك .
وكذلك ذكرنا ما يكون من الماساريقا .
وأما الكائن عن الدماغ فهو الذي يكون بسبب نوازل تنزل منه إلى المعدة والأمعاء فيفسد الغذاء وتنزله وتنزل هي بنفسها معه لزلقها ولدفع الدافعة .
وأما الكائن عن المعدة فليس كله يكون غير منهضم بل قد يكون منهضماً انهضاماً ما ويكون غير منهضم .


وسبب ذلك ضعف القوة الماسكة في المعدة فلا تطيق حمل الغذاء إلا إلى زمان ما قد ينهضم فيه وقد لا ينهضم ثم لا تقدر على تدريج إرساله وإخراجه .
وذلك لضعف يكون لسوء مزاج بارد في الأكثر ويكون للحار والرطب واليابس .
وأخطأ من ظن أن كل ذلك للبلغم لا غير وللمزاج البارد الرطب وإن كان هذا هو الغالب .
وهذا هو المؤدي بطوله إلى الاستسقاء وهو في
الجملة صعب العلاج إذا استحكم .
وكثيراً ما يكون السبب بقية قوة من أدوية مسهلة لزمت سطح الأمعاء والمعدة وفوهات عروق المعدة والأمعاء وهذه ربما حفظت أدواراً .
وكثيراً ما يؤدي إلى سحج رديء وقروح وقد يكون هذا المعدي بسبب ضعف الهضم فيفسد ويستدعي الدفع وقد يكون لزلق في المعدة من رطوبات فلا يمكنه من الثبات قدر الهضم فيفسد ويستدي الدفع وقد يكون لزلق في المعدة من رطوبات فلا يمكنه من الثبات قدر الهضم .
وليس هذا في الحقيقة خارجاً مما ذكرناه إلا أنا خصصناه بالإيراد في التفصيل للتنبيه .
وهذا أكثر في أنه يؤدي إلى الاستسقاء .
ويحمد أبقراط فيه الجشاء الحامض لأنه يدل على تسوّر حرارة تبخر بخاراً ما .
وإن لم تكن تامة بعدما كانت ميتة ولأن الحموضة ربما قطعت ودبغت المعدة وأورثت إمساكاً ما فتجد ذلك من حيث هو سبب وقد يكون مثل هذا الزلق من قروح فيها أو فيما يجاورها من المعي فتشاركها المعدة للوجع أو لإيذاب قروح .
وذلك في المعدة قليل وقد يكون الإسهال المعدي وإزلاق المعدة لما تحويها من أخلاط رديئة تنصب إليها من البدن فيفسد الطعام .
وإن كان جيد الجوهر فيحوج إلى قذفه أو إنزاله وإن كانت الناحية العليا أقوى لم تندفع إليها ولم تخرج بالقيء بل بالإسهال .


وربما لم يكن إسهال تلك الأخلاط لسبب إفسادها الطعام وإحواج المعدة إلى قذفْه بل قد تكون فيه قوة تكرهها المعدة فتدفعه وما معه أو يكون فيه نفسه قوة مسهلة أو مزلقة أو مقطّعة ساحجة كما يفعله أكثرة انصباب السوداء إلى فمّ المعدة فيصير ذلك سبباً للإسهال المعدي .
وقد يكون ذلك بسبب رياح ونفخ تولّدت فأفسدت الهضم فعرض ما ذكرناه .
وقد يكون الزلق ليس بسب شيء غير المأكول من ضعف ماسكة أو مخالطة مفسد بل بسبب المأكول لا لكيفيته بل لكمّيته فإنه إذا كثر وقهر القوة الماسكة خرج كما دخل وقد يكون بسبب أنه فسد إما لكثرته وإما لقلته كما علمت وإما لسوء ترتيبه ثم استتبع .
وربما كان الإسهال المعدي لسبب أوجاع تكون في المعدة أو ما يجاورها فيعرض ضعف القوة الماسكة منها .
وتلك الأوجاع قد تكون عن رياح وعن أورام وعن سوء مزاج مختلف جميع ذلك منها أو ما يتأذى إليها مما يجاورها .
وأما الكائن عن الطحال فلقوة دافعته وكثرة السوداء أو لضمور صلابة وتحلّل مادتها أو لانفجار أورامه .
وأما الكائن من الأمعاء فلنذكر أولاً ما يكون من الأمعاء الخمس العليا فنقول أن الإسهال الكائن منها إما أن يكون مع سحج وإما أن لا يكون .
والسحج هو وجع الجارد من سحج الأمعاء وذلك الجارد إما من موادّ صفراوية أو دموية حادة .
أو صديدية أو مدية أوّ درردية تنبعث عن نفس الأمعاء أو عما فوقها فتصير إلى الأمعاء والكبد من هذا القبيل وقد سلف كلامنأ المستقصى فيه والكبد الورمي أسلم من الكبد الضعفي وأقبل للعلاج .
والسحج والإسهال الطحالي والمراري والمدّي والذي يكون من قروح في المعدة والمريء كله من قبيل ما يبعث المادة إلى المعي .
وليس كلامنا الآن فيه بل في الذي عن نفس الامعاء .


وذلك إما عن ورم في الأمعاء وإما للذع مرار أو دم انصب من الكبد شديد الحرارة أو انفتاق عرق في الأعالي والأسافل أو لدواء مسهل جرح الأمعاء مثل شحم الحنظل أو من قلاع قروح مع عفونة وتأكل أو قروح بلا تأكل وعفونة أو قروح نقية أو قروح وسخة .
وهي إما أن تكون في الأمعاء الغلاظ وهي أسلم أو في الأمعاء الدقاق وهي أصعب وخصوصاً الواقع في الصائم فإنه يشبه أن لا تبرأ قروحه فضلاَ عن خرقه لكثرة عروقه وعظمها ورقة جسمه وسيلان المرار الصرف إليه من المرارة من غير خلط آخر ولأنه عظيم غائلة الأذى لقربه من عضو رئيس هو الكبد فليس شيء من الأمعاء أقرب إليه من الصائم .
والدواء أيضاً لا يقف عليه بل يزلق عنه .
والقروح تكون من سحج ثفل ومن حدة مرار أو ملوحة خلط أو شدة تشبّثه للزوجته فإذا انقلع خرج أو لانفجار الأورام وسائر الاستفراغات المختلفة المؤذية بمرورها .
وما كان من السحج السوداوي واقعاَ على سبيل الابتداء فهو قتال لأنه يدل على سرطان متعفن .
وما كان في آخر الحميات فهو قتال جداً وإن لم يصر بعد سحجاَ بل كان بعد إسهالاً سإوداوياً خصوصاً الذي يغلي على الأرض وله رائحة حامضة وإن كانت القوة باقية بعد بل وإن كان في الصحة أيضاَ فإن هذا الصنف من السوداوي لا يبرأ صاحبه .
وأما إذا لم تكن له هذه الخاصية ولم يكن يغلي ولا رائحته حامضة فهو فضل سوداوي تدفعه الطبيعة وقد ترجى معه العافية .
والقرحة قد تتولد عقيب الورم وقد تكون عن شيء قاشر وجارد ابتداء مثل دواء مسهل أو غذاء لزج يلزق ثم ينفصل قاشراً جارداً أو غذاء صلب يسحج بمروره وقد يكون عن أخلاط أسهلت ثم قرحت .
وحد زمان تولدِ القرحة عن الإسهال المراري أسبوعان وعن البورقي شهر وعن السوداوي من أربعين يوماً إلى أكثر من ذلك .
وكثيراً ما تنثقب الأمعاء من صاحب القروح فيموت في الأكثر .
وربما كان بعضهم قويأ فيبقى مدة ويجتمع العفل في بطنه وكأنه مستسقي ثم يموت .


وأما في أكثر الأمر فإذا بلغ القرح أن يخرج من جوهر الأمعاء شيئاً له حجم أدى إلى العفونة وإلى إسقاط القوة بمشاركة المعدة وإلى الموت .
فكيف إذا انثقب وخصوصاً بعض الأمعاء العليا .
وقد حكى قوم أنه قد انثقب بعض الأمعاء السفلى لرجل نم انثقب المراق والبطن ورم حدث بها محاذياً للثقب ومشاركاً لتلك العفونة والآفة كأنه ثقب البطن أيضاً هناك وكان يخرج الوجع منه وعاش الرجل .
وهذا وإن كان في جملة الممكن فهو من جملة الممكن البعيد وأبعد منه أن يعيش والثفل ينصب إلى فضاء البطن .
قالوا إذا وقع انثقاب المعي والبطن بإزاء الصائم لم يسكن الجوع ولم يثبت شيء في المعدة وذبل صاحبه .
وانتفخ بطنه ومات .
وأصناف السحج دموي وصديدي ومري ومدي وخراطي ومخاطيّ وزبدي وقشاري .
والمري أسلم ويتدارك .
وكثيراً ما يكون من أمراض حادة وحميات محرقة وغبية وأكثر ما يكون بحراناً لها والمدي إذا ابتدأ مدياً فإما أن يكون سببه انفجار دبيلات وأورام في الأحشاء دفعته الطبيعة إلى الأمعاء وهو أسلم وهذا القسم لا يكون بالحقيقة معوياً وكثيراً ما يؤدي إلى المعوي ويحدث منها فساد في آخر الأمر وكثيراً ما يتبعه اختلاف مدي ولا يحتبس ويكون أكثر ذلك قيحياً مدياً وربما خالطه .
إما أن لا يكون سببه ذلك ولا يكون في الأعضاء الباطنة ورم نضيج ينفجر فيكون من جهة سرطان متعفّن في الأحشاء ولا برء له لكثرة ما يصاك وقلة ما يجد من السكون ولصعوبة العلة في نفسها .
وأما الصديدي فإما عن ذوبان وإما عن رشح من ورم هو في طريق النضج .
وأكثره ليس بمعوي .
وأما المموي فمنه واقع دفعة ومنه واقع يسيراً يسيراً .
والأول سببه انفتاح عرق وانحلال فرد .
وإذا لم يصحبه وجع ما فليس من الأمعاء بل من أحشاء آخرى وخصوصاً إذا اقترن بذلك علامات آخرى .
وقد يكون من الأمعاء أيضاً بلا وجع إذا كان على سبيل انفتاح فوهات عروقها من غير سبب آخر وهو أسلم .


وإذا كان الشتاء يابساً شماليا ثم عقبه ربيع مطير جنويي وصيف مطير أكثر إسهال الدم .
وكذلك إذا كان الشتاء جنوبياً والربيع شمالياً قليل المطر وخصوصاً في الأبدان الرطبة وأبدان النساء .
وإذا جاء صيف ومد بعد الربيع الشمالي والشتاء الجنوبي أكثر الإسهال والسحج وكان سببهما كثرة النوازل .
وقد يكثر إسهال الدمم في البلاد الجنوبية ومع هبوب الجنائب وكثرة الأمطار لتحريكها المواد وإرخائها المسام وخصوصاً عقيب نوازل مالحة .
وأما الذي يكون من إسهال الدم بعد إسهال مراري وسحج مراري ومع وجع فهو أردأ وخصوصاً إذا سبقت الخراطة ثم جاء دم صرف فإن ذلك يدل على أن العلة توغلت في جرم الأمعاء .
وأما الخراطي فهو عن انجراد ما على وجوه الأمعاء .
وأما المخاطي فهو لرطوبة غليظة فربما وقع الاختلاف المخاطي في الحميات المركبة وضرب من الحميات سنذكره في بابه وفي الحميات الوبائية .
وأكثر ما يكون في الوبائية يكون زبدياً .
وأما القشاري فقد يكون عن قروح المعدة ويخرج بالإسهال ولكن لا يكون هناك سحج وإذا كان مع سحج فهو عن نفس طبقات الأمعاء .
ويستدل على الغلاظ دائماً بالغلظ وفي الأكثر بالكبر وعلى الدقاق بالضدّ وهذه القشارات تخرج عند القيام ويكون أكثر خروجها عند الحقن الغسّالة .
قال أبقراط : الخلفة العتيقة السوداوية لا تبرأ وقال أيضاً إذا كان الاستفراغ مثل الماء ثم صار مثل المرهم فهو رديء .
واذا وقع عقيب الاستسقاء إسهال خصوصاً الاستسقاء الحادث عن ورم الكبد كان رديئاً ويكون ذرباً فيسهل عن المائية ولا ينقطع .
قال : كل خلقة تعرض بعد مرض بغتة فهو دليل موت قريب .
كما قال وقد يكون مع الاستسقاء ذرب لاينقطع ولا يفيد لأنه لايسهل المائية بل يسهل ما يضعف به البدن .
وقد يؤدي السحج وقروح الأمعاء إلى الاستسقاء .
ومن كان به مع المغص كزاز وقيء وفواق وذهول عقل دلّ على موته .


وفي كتاب أبقراط : من كان به دوسنطاريا وظهر خلف أذنه اليسرى شيء أسود شبيه بالكرسنة واعتراه مع ذلك عطش شديد مات في العشرين لا يتآخر ولا ينجو .
واعلم أن الحمّى الصعبة الدالة على عظم وأيضاً سقوط الشهوة الدالة على موت القوة التي في فم المعدة والإسهال الأسود في قروح المعي كل ذلك رديء .
وأما الذي يكون من الأمعاء من غير سحج ودم ومن غير سبب من فوقها فيشارك زلق المعدة في الأسباب .
لكن الكائن عن إذابة القروح فيها أكثر مما في المعدة بل كأنه لا يكون إلا فيها فإن كانت قلاعية وكانت المادة الفاعلة لها لا تزال تسيل أدى ذلك لا محالة إلى سحج دموي وإلى إطلاق دم قوي ويشاركها في السبب لزوم قوة من دواء مسهل لفوهات العروق التي لها ولسطحها فيسهّل .
والذي يكون عن ضعف المعي والمعدة فيسمى مادة البطن .
وأكثر السبب في ذلك سعف وقروح وذوبان .
وربما اتفق أن ينفعه شيء من هذا الدم المنصب في البطن فيدل عليه برد الأطراف دفعة بغتة وانتفاخ البطن وسقوط القوة وتأد إلى الغشي .
وأما الذي يكون عن المعي المستقيم وهو المعي السادس فمنها أن يكون مع وجع ويسمى زحيراً وهو وجع تمددي وانجرادي في المعي المستقيم .
ومنه ما يكون بلا وجع .
وسبب الزحير إما ورم حار يسيل منه شيء أو ورم صلب أو ريح أو استرخاء العضلة فتخرج معه المقعدة أو تمدد يعرض وكزاز فيمنع العضلة الحابسة للبراز في نواحي المقعدة عن فعلها أو فضل مالح أو بورقي أو كيموس غليظ أو مرار مداخل أو استتباع لدوسنطاريا أو برد يصيب العضو أو طول جلوس على صلابة أو غلظ ما يخرج من الثفل وصلابته أو أخلاط حادة أو نواصير أو بواسير أو شقاق أو قروح وتأكل أو ثفل محتبس .
وأكثر ما يكون عن خلط مخاطي وبعد أن يكون مخاطياً يصير خراطياً ثم نقط دم وربما خرج بالزحير شيء كالحجر على ما حكاه بعضهم .
و " جالينوس " يستبعده .


وأكثر ما يعرض الزجير لأصحاب البلغم العفن فإنه لعفنه يبقى أثره في المعي المستقيم عند مروره كل وقت ثم يصير لزجاً لازماً مؤذياً وربما أوهم العليل أن في مقعدته ملحاً مذروراً لبورقيته .
وأسهل الزحير ما لم يكن عقيب الدوسنطاريا ومتولّداً عن الدوسنطاريا .
وقد يعرض أن تكز المقعدة والمستقيم أو يتمددا فيعرض لعضلها أن لا تحبس ما يصل إليها كما أنه يعرض لها أن تكز فلا تقدر على استنزال ما فوقها إليها .
وأما الذي يكون عن المقعدة بلا وجع فيكون دماً لا غير ويكون أكثره على سبيل دفع الطبيعة لفضل في البدن حصره في البدن أسباب الفضل من الأغذية أو احتباس سيلان أو قطع لعضو أو ترك رياضة أوسائر ما قيل في موضعه .
وهذا لا يجب أن يحتبس إلا أن يخاف سقوط النبض والقوة .
فهذه أصناف السيلان الزحيري من الأمعاء الستة .
وأما الكائن عن جميع البدن فإما على سبيل البحران وقوة من القوة الدافعة وإما على سبيل سقوط من القوة الماسكة كما يعرض للخائف المذعور والمسلول والمدقوق في آخر عمره وإما على سبيل الذوبان ويبتدىء رقيقاً ثم يصير خائراً ويشتد الجوع والوجع ثم تسقط الشهوة من الجهات وتسقط القوة وتعرض حميات وربما عرض غثيان وعسر البول ورياح وقراقر وكمودة اللون وبرد الأطراف وجفاف اللسان وإما على سبيل استحالة الأخلاط إلى فساد لحميات رديئة وشموم ضارة .
وإما على سبيل انتفاض من امتلاء شديد الماء يعرف من ترك الاستفراغ أو طرو احتباس سيلان معتاد وقطع عضو أو ترك رياضة أو قلة تحلل من البدن .
وسائر ما عرفته أو لتراكم التخم الكثيرة في دفعات فيرجع على سبيل مرض حاد وهو من جملة الهيضة .
وأما على سبيل امتناع من نفوذ الغذاء لسدد في العروق وغير ذلك .


فأما الهيضة فهي حركة من المواد الفاسدة الغير المنهضمة إلى الانفصال من طريق المعي راجعات إليه عن البدن على حدة وعنف من الدافعة فإن الأغذية إذا لم تنهضم جداً استحالت إلى أخلاط غير موافقة للبدن وتحرّكت الطبيعة إلى دفعها إذا ثقلت عليها من الجهات بأصناف من القيء المري الزنجاري والمائي أحياناً وأصناف من الإسهال .
وما كان من الهيضة سببه من فساد طعام واحد فهو أسلم ما يكون بسبب تواتر فساد بعد فساد .
والهيضة الرديئة تبتدىء أولاً ابتداء خفيفاً ثم يحدث وجع ومغص في البطن والأمعاء ويصعد إلى المعدة لكثرة ما تؤديها الأخلاط الحارة المتجهة إليها وفي الأكثر يكون إسهال وقيء معي .
فإذا اندفعت استتبعت أخلاط البدن لما عرفت من السبب فتبدأ بإسهال مراري ثم مائي خالص رهل منتن ثم ربما أدى إلى اختلاف كغسالة اللحم الطري دسم الرائحة وإلى الخراطة ثم يؤدي إلى استرخاء النبض والتشنج والعرق البارد وإلى الموت .
والصبر على العطش نافع لهم وكثيراً ما يعرض لهم بطلان النبض على سبيل الضغط والتأدي ولسبب الأعراض الفاحشة فإذا سكنت الأعراض عاد النبض ومن كان معتاداً للهيضة لم يكن له منها خطر من لم يكن معتاداً لها وهي في الصبيان أكثر .
وأكثر ما تعرض الهيضة فإنما تعرض في الصيف والخريف لضعف الهضم فيهما وتقل في الشتاء والربيع .
وقد يكثر حدوث للهيضة من شرب ماء بارد على الريق يتبع غذاء غليظاً لا سيما في الفطر من الصوم والمشمش والبطيخ مما يهيجان الهيضة .
وكثيراً ما تحتبس الهيضة فيميل نفث مادتها إلى أعضاء البول فتحدث حرقة في البول .
وأما الإسهال الواقع بسبب امتناع نفوذ الغذاء وهو السددي فهو الذي يسمى الإسهال الكائن بأدوار وذلك لأن العروق المنسدة تمتلىء في مدة معلومة إلى أن لا تحتمل ثم تستفرغ راجعة وفيما بينهما حال كالصحة .
وأكثر النوبة عشرون يوماً وربما تقدم أو تآخر لما يعلم من الأسباب .


وأما الكائن لسبب لأغذية فقد ذكرناه مرة في باب المعدة ولا بأس لو أعدنا ذلك وزدناه شرحاً .
فنقول : أن الكائن للأغذية إما لقلتها فتفسد في المعدة الحامية كما علمت فلا تقبلها الطبيعة فتدفعها وإما لكثرتها فتمدّد وتكط أولاً تقبل الهضم وتفسد أو لثقلها أيضاً فتهبط وإما للذعها كالبصل وإما لقوة سمية فيها كالفطر أو لسرعة استحالة إلى فساد كاللبن أو لشدة رقتها فترشح ولا تحتبس عند الباب وإما لرطوبتها أو لزوجتها فتزلق أو لكثرة الحركة عليها أو لكثرة شرب الماء عليها فتكظ وتزلق أو لكثرة ما يجد من الأخلاط المزلقة كالبلغم أو الجالية كالصفراء أو لكونه غذاء كذب وهو الكثير الكمية القليل الغذاء مثل البقول .
أو لترتيب يوجب الإزلاق مثل تقديم الغذاء اللين الخفيف الهضم المزلق وتأخير الغذاء القابض العاصر أو تأخير سريع الاستحالة فيفسد ما تحته وتستدعي الطبيعة إلى الدافع .
وأما الكائن بسبب الهواء المحيط وهو أن الهواء الحار يحلل فيجفف والبارد يجمع ويحصف .
والجنوب وكثرة الأمطار والبلاد الجنوبية تطلق وربما كانت الرياح سبباً للإسهال بما يفسد من الهضم ويحرك من الغذاء .
قال أبقراط : اللثغ يعرض لهم الذرب كثيراً يعني باللثغ الذين لا يفصحون بالراء .
والسبب في ذلك أن الرطوبة مستولية على أعضائهم العصبية وعلى معدهم لمشاركة أدمغتهم أو لسبب عم الدماغ وغيره .
وهؤلاء أيضاً يجب أن يسهلوا برفق .
وقال أيضاً : من كان في شبابه ليّن الطبيعة أو صلبها فهو عند الشيخوخة بالضد ومن كان دائم لين الطبيعة في الشباب لم يوافقه في شيخوخته دوامه وكل خلفة تكون بعد مرض شديد والفواق إذا حدث بصاحب البطن وخصوصاً بصاحب الزحير فذلك دليل شر يدل على اليبس المذبل .
وإذا غذي المبطون الضعيف فلم يزد نبضه فلا تعالجه .
والمبطون يموت وقليلاً قليلاً يسقط نبضه ويصير دودياً ونملياً وهو مع ذلك يعيش ويعقل ثم يبطل نبضه وهو يعيش ثم يموت .


واعلم أن من يختلق أصنافاً مختلفة من المراري ومن الزبدي والفنون السمجة ولا يضعف فلا تحبسه فيؤدي به إلى أمراض صعبة أو أورام خبيثة رديئة .
العلامات : قيل أنه إذا كان البول في الحميات الصفراوية أبيض مع سلامة الدلائل أي ثبات العقل وفقدان الصداع ونحوه فتوقع سحج الأمعاء .
ثم الفرق بين الدماغي والمعدي أن المعدي لا ترتيب له ولا أوقات بأعيانها يثور فيها بل يكون بحسب التدبير وإن كانت الهاضمة ضعيفة خرج بلا هضم وإن كانت الماسكة ضعيفة خرج سريعاً فإن كانت الماسكة والدافعة جميعاً ضعيفتين خرج سريعاً ولم يخرج كثيراً دفعة بل يواتر القيام قليلاً قليلاً وأكثره من برد .
وإن كان الضعف في غير الهاضمة خرج ما يخرج غير عادم للهضم كله بل يخرج وله هضم ما بحسب زمان لبثه في المعدة .
والذي يكون عن زلق رطوبي تخرج معه رطوبات .
والذي يكون عن زلق قروحي أو بثوري فتكون معه علامات قروح المعدة من القيء القشاري والبثور في وقد قال أيضاً من كان به زلق الأمعاء فالقيء له رديء وهذا حكم خفي العلة .
وأما الدماغي فأكثره بعد النوم الطويل محفوظ النوائب ومعه علامات النوازل وفساد مزاج الدماغ وفي الكتاب الغريب إذا ظهر في زلق الأمعاء على الأضلاع بثر بيض تشبه االحمض ودر البول وكثر مات من ساعته .
وأما الكبدي فقد ذكرنا علاماته في باب أمراض الكبد وكذلك الماساريقا .
وأما الطحالي فأكثره سوداوي وقد ذكرناه في بابه ومثل الدردي .
وقد ذكرناه ما في ذلك من العلامات الرديئة والسليمة وفرّقناه من الكبدي ودللنا على أنه يكون عند أوجاعه وأحواله الخارجة عن الطبيعة في باب أمراض الطحال وفي هذا الباب نفسه وعند ذكر الاندفاعات الكبدية .
وأما المعوي فيدل عليه وجع الأمعاء والمغص ويخالف الكبدي بما علمته من أن ذلك أكثر وله نوائب وفترات وكل نوبة أردأ من التي قبلها وأنتن وإضراره بعبالة البدن أشد وعلامات فساد الكبد معه أظهر .


واعلم أن حال الوجع والمغص والخراطة أعظم ما يرجع إليه فيعلم عند وجوده أنه من المعىِ لا محاله وإن كان مع عدمه قد يكون أيضأ من المعي والسحج وإسهال الدم الخاص بالأمعاء يحل عليه أيضاَ الوجع والمغص أيضاَ .
وربما كان إسهال دم عن انفتاح عروق ومعه سحج إذا تقرح وربما كان التقرح أولاً ثم يتبعه إسهال دم .
ويدل على أنه معوي الخراطة والجرادة وربما كانت القرحة قلاعية بعد فلا تظهر الخراطة إلا بعد حين ولكن يكون زلق موجع في موضع معلوم ويكون قدر ما يخرج قليلاً قليلاً ومتصلاً وطويل المدة .
وخروج القشار في الإسهال بلا سحج يدل على أنها من المعدة فما يليها ويدل عليه وجع المعدة وما علم في بابه .
واعلم أن الخراطة والجرادة دليلان قاطعان على القروح وإذا كانت مع ذلك منتنة الريح دلت على تأكل وإن كانت مع ذلك النتن سوداوية خيف أن تكون سرطانية ويعرف مكان القرحة أو الآفة ومبدأ خروج الدم من مكان الوجع هل هو فوق السرة أو تحتها أو من قوة الوجع فإن وجع الدقاق شديد لا يشارك الأعضاء الفوقانية .
ومن القشور هل هي رقيقة أو غليظة فإن الغليظة تكون دائماً من الغلظ والرقيقة تكون في أكثر الأمر من الدقاق والكبيرة تكون في الأكثر من الغلاظ والصغيرة من الدقاق ومن الاختلاط فإن شدة الاختلاط مما يخرج يدل على أن القرحة في المعي العليا والمنحاز عنه يدل على أنها في السفلى .
وكثيراً ما يكون الذي في السفلى وفي المقعدة يخرج دمه قبل البراز ومن زمان ما بين الوجع والقيام فإنه إن كان الزمان أطول فهو في الدقاق .
ومن حال ما يصحبه من البراز فإنه إن كان كيلوسياً أو شبيهاً بماء اللحم فهو في الدقاق ومن النتن فإن ما ينزل من الدقاق أنتن ومن الوجع فإن وجعها أشد ومن الدم الذي ربما خرج فإنه يكون في الدقاق غالباً لا يختلط بالزبل نفسه .


وإعلم أن الماء إذا كان قرحة وكان مزمناً وكان ما يخرج له قدر ثم لم يكن وجع بحسبه فالقرحة كثيرة الوسخ والفرق بين القرحة الوسخة والمتآكلة أن المتأكلة أشد وجعاً وما يخرج منها أشد نتناً وإذا السواد أقل والوسخة يكون صديدها مائياً وإلى البياض والسهوكة وإذا خرج بعد الخراطة دم كثير دل على أن القرحة عادت والعلة قويت وفني ما على وجه الأمعاء ووصل إلى جزء من المعي وكثيراً ما تكون القروح عقيب أورام سبقت فدلت بأوجاعها وبسائر ما نذكر من العلامات على أنها أورام .
وكثيراً ما تكون لأسباب آخر مما ذكرناه .
فإن كان السحج لانفتاح عروق تقدمه استفراغ دم صرف له اختلاط ما وربما كان معه وجع وربما لم يكن وربما كان له أدوار كما يكون أيضاً في غير الحادث من المعي وتقدمته علامات الامتلاء .
وإن كان عن بواسبر وأسباب سرطانية في أعلى الأمعاء كان عفناً ومعه دم أسود ويكون قليلاً متصلاً .
وربما كان له أدوار بحسب امتلاء البدن واستفراغه .
وإن كان عن رطوبات مالحة أو بورقية أو غليظة لزجة دل عليها استفراغها المتقدم وحدوث الرياح والقراقر وعدم الصبغ في البراز وما يحس من شيء انقلع من موضع ويكون الوجع كاللازم لا ينتقل إلى وإن كان عن صفراء سحجتها دل عليها استفراغها المتقدم والمخالط لخراطة إن كانت أو لبراز فيشتد صبغه وكذلك السوداوي الرديء والسليم يدل عليه تقدم ذلك النمط من السوداء ومخالطته لما يخرج حامضاَ في ريحه عالياً على الأرض أو دردياَ أسود غير حامض في ريحه ولا عالٍ ويكون معه كرب شديد .
وربما أدى إلى غشي .
واعلم أن سبب السحج والدوسنطاريا إن كان فإنما بعد يخرج مع الخراطة مثل صفراء أو سوداء أو دم حار أو بلغم عفن أو زجاجي أو ثفل يابس فالعلة في طريق الازدياد لملازمة السبب فإن انقْطع ذلك وبقيت الخراطة والجرادة والدم ونحو ذلك فإن السبب قد انقطع وبقي المسيب والأثر الحاصل عنه .
فيجب أن يقصد هو وحده بالعلاج .


وعلامة الإسهال المعوي الدموي الرديء أن يتبع سحجاً مؤلماً أو إسهالاً متواتراً ثم تبطل معه الشهوة وتنقلب النفس ويؤدي إلى الخراطة والجرادة ويهلك كثيراً .
وأما الكائن دفعة بلا وجع كثير ولا اَفة تتبعه في الشهوة وغيرها فهو سليم .
وإن كان غن غلظ الثفل فيدل عليه حال الثفل وحدوثه مع مرور الثفل وسكون الوجع عند حال لين الطبيعة .
وكثيراً ما يكون ما يخرج عصارة تنفصل عن الثفل عندما يغلظ ويجف السبب الذي يجففه فيظن إسهالاً يحتبس وفيه الهلاك .
وعلامة ذلك أن لا يكون شيء منه وأما القسم الذي قبله فأكثره يخرج بعد الثفل الذي يسحج .
وأما الزلقي منه فيدل على الفرق بينه وبين زلق المعدة هضم يسير يكون في الطعام فإذا انحدر عن المعدة لم يلبث في الأمعاء بل بادر إلى الخروج .
فإن كان سببه قروحاً دل عليه السحج وما يخرج من دلائل القروح .
وإن كان هناك بلغم لزج دل عليه أيضاً البلغم الذي يخرج معه والرياح والقراقر .
وفي البلغمي يحس بزلق شيء ثقيل وفي القروحي بالوجع تحت مكان المعدة فإن كان زلق ليس عن قروح ولا عن بلغم بل لسوء مزاج دل على ذلك عدم خروج علامات القروح والبلغم .
وأما السوداوي ِ والذوباني فيدل عليه سلامة الأحشاء في أنفسها وبراءتها من الدلائل الموجبة للإسهال عنها واشتعال البدن وحرارته وملازمة حمى دقية واختلاف لون وقوام ونتن رائحة .
فما كان من ذوبان الأخلاط كان صديداً مائياً وما كان من ذوبان اللحم الشحمي كان صديداً غليظاً كما في القروح مع دسومة وألوان مختلفة ثم يصير له قوام الشحم من غير اختلاف في قوامه ولا مائيته .
وكذلك حال ذوبان اللحم الأحمر إلا أنه يعدم الدسومة ويكون آخره دردي اللون .


وأما الكائن عن فضل وامتلاء تدفعه الطبيعة من البدن لما ذكر من أسباب إحداث الفضل والامتلاء فتدل عليه الأسباب ويدل عليه أن المستفرغ يكون دماً ضعيفاً صرفاً تقياً مع كثرة دفعة بلا وجع ولا يستتبع استرخاء ولا ضعفاً ويكون له نوائب .
وأما الزحيري فيدل على أقسامه ما يخرج مما يري والأسباب الموجودة من برد واصل أو من جلوس على صلابة أو من بواسير وشقاق وغير ذلك وما تقدم من إسهال وسحج أو لم يتقدم ومما تغلظ فيه أن يكون هناك ثفل محتبس يؤلم ويوجع ويرسل عصارة فيتوهم أنها سيلان زحير .
وربما خرج خراطة كالبلغم فيوهم أن الزحيري بلغمي فلا يجب أن تغتر بذلك بل يجب أن تتأمل السبب من وجهه على ما علمت .
والفرق بين قروحه وقروح الأمعاء التي فوقه أن ما يسيل من المعي المستقيم يقل فيه النتن أو لا يكون فيه نتن .
وإذا عرض لصاحب قروح الأمعاء وصاحب إسهال الدم أن يجمد الدم في بطنه عرضت العلامات التي ذكرناها في باب أسباب هذه العلة من انتفاخ البطن وبرد الأطراف دفعة ومن سقوط القوة والنبض وإذا عرض لصاحب هذه العلة شيء من هذا فاعلم أن الدم عرض له ذلك .
واعلم أن الدم الأسود الكائن للاحتراق إذا اتجه إلى الاخضرار فقد أخذت الطبيعة في التلافي فيخضز ثم يصفر ثم يقف .
واعلم أنه تقام أشياء كالغدد فيتوهم أنها خرط لصهروج الأمعاء وذلك لا يكون إلا مع مغص فذلك ليس بخراطة بل فضول خلط .
واعلم أن من كان به قيام واحتبس وهو باق على حاله لا تثوب إليه قوته فالسبب فيه أن واعلم أن من يقوم بالنهار أكثر منه بالليل بل يعتريه القيام كل ما تناول شهوته نهاراً فالسبب ضعف معدته .
وإذا كان بالليل أكثر فالسبب ضعف كبده وردها للغذاء .
واعلم أنه كثيراً ما أعقب القيام بإخراجه اللطيف وتخليفه الكثيف قولنجاً شديداً فاعلم العلامات والأسباب .


معالجات الإسهال مطلقاً : أقول أولاً أنه يجب أن يشتغل بما قيل في باب إفراط إسهال الأدوية المشروبة ويقرأ ذلك الباب مع هذا الباب ثم نقول أن الإسهال يمنع من حيث هو إسهال بالقابضات والمغلظات المواد وبالمغريات وربما احتيج إلى المخدرات وأيضاَ قد يعالج الإسهال بالمدرّات والمعرفات وبموسعات المسام والمقيآت فإن هذه جميعها تحرك المادة إلى خلاف جهة الإسهال فإن خالط الإسهال حرارة جعل معها مبرّدات أو اختير منها مبرّدات واستعمال الموسعات للمسام والمعرقات من خارج البدن فإن خالطها برد جعل معها مسخّنات أو اختير منها مسخنات .
وأكثر ما يحتاج إلى المسخّنات إذا كانت القوة الهاضمة ضعيفة ثم إذا كانت سدد من أخلاط لزجة ويستعان بما قيل في باب ضعف الهضم وأكثر ما يحتاج إلى المبرّدات إذا كانت الماسكة ضعيفة والجاذبة قد تعين على حبس الظبيعة بما ينفذ الغذاء بسرعة .
وربما تدر وتعرق وربما فعل الشراب الصرف القوي العتيق هذا فإن من به إسهال ربما شرب أقداحاً من شراب بهذه الصفة بعضهما خلف بعض حتى يكون دائماً كالسكران فتحتبس طبيعته .
واعلم أن النوم من أنفع الأشياء لمن به إسهال وإذا كان مع الإسهال سعال ترك ما فيه حموضة شديدة وقبض واقتصر على ما ليس فيه ذلك من الأطعمة والأغذية واختير الباردة المغربية وكذلك كل ما جرمه صلب وفيه تقوية البدن الذي يتغذى به مثل الأسوقة ويضرّهم كل ما يسيل من الإحساء والمراق .
واعلم أن الربوب المحلاة كثيراً ما ضرت بتهييج العطش ومن حوابس الإسهال االحمام والدلك بما يوسع المسام وكثيراً ما تجذب المادة إلى ظاهر البدن من المروخات والدلوكات ومنها الأدهان الحارة كدهن الشبث ونحوه .
ومن حوابس الإسهال وضع المحاجم على البطن .
وقد جرب وضع المحاجم على بطون من بهم إسهال وسحج إذا تركت عليهم إلى أربع ساعات احتبست .
ونحن قد جربنا ذلك .


ومن حوابس الإسهال الأضمدة للمعدة والأمعاء يتخذ من المسخّنات القابضة ومن المبردات القابضة بحسب الحاجة ومن حوابس الإسهال الإسهال وذلك إذا كان سبب الإسهال خلطاً ينصب إلى المعدة والمعي فينزل الطعام ويسيله ويستفرغه ويلزم استفراغه أن تتبعه الأخلاط فإذا استؤصل ذلك واستفرغ وإن وجه التدبير .
وإذا استعملت الأدوية فابدأ بالمفردة فإن لم ينجع فحينئذ تصير إلى المركّبة والحابسة إما مجففة ميبسة وإما مقبضة وإما مبردة مخثرة وإما مغرية مسددة للمسام التي منها ينبعث .
والأدوية المفردة الباردة الحابسة مطلقاً ويحسب قوم أن الحابسة مثل الجلنار والعفص وأقاقيا .
والورد والصمغ العربي والطين الأرمني والطين المختوم والطراثيث والطباشير وخصوصاً المقلي وخصوصاً الذي ربي بالكافور وثمرة الطرفاء والعليق وحب الرمان والسماق والأمبر باريس والزراوند وبزر الحماض وبزر قطونا المقلي والكزبرة وبزر لسان الحمل وعصارة لحية التيس وبزر الورد جيد وثمرة التوت الفج وخصوصاً من السحج وعصارة القوابض مجففة وربوبها وعصارة بزر البقلة الحمقاء أوقية واحدة يشربها فيكون نافعاً والرائب المطبوخ الذي لا زبد فيه أصلا .
والأدوية المفردة الحارة الحابسة فهي مثل الكمون المقلو والنانخواه والأنيسون المقلو وقشار الكندر والمر والميعة اليابسة والدار شيشعان ومثل اللاذن نفسه يسقى منه درهم بمطبوخ والجبن العتيق المقلو يؤخذ كما هو أو يطبخ في عصارة قابضة لكنه يعطش .
وأفضل تدبيره أن يغسل بالماء والملح مرات أو يطبخ طبخاً يخرج ملحه ثم يجفف فإن الدرهم منه يحبس .
وهذا أقوى كل شيء .


والصبيان قد يشوى لهم الجوز المقشر ويدق ويعطى بسكر مقلو وماء بارد قدر جلوزة والزاجات والانفحات عاقلة وأنفحة الجدي قد يسقى منها الصبي ربع درهم في ماء بارد وللكبير فوق ذلك ووزن درهم واحد من أنفحة الأرنب فإنه يجبس البطن في وقت ويجب أن يبتدأ في سقي الأنافح من ذانق فإن لم ينفع زدت منها إلى ما لا تجاوز به في الوزن وزن درهم والجبن العتيق الذي سلف تدبيره إذا سقي منه درهم فهو أقل ضرراً وأقوى فعلاً من الأنفحة .
وقد زعم بعضهم أن المبيختج إذا أحرقت قطعة منه حتى يسود ثم يسقى منه نصف درهم فإنه يجبس البطن .
وقد حدثني صديق لي من المعالجين بتصديق ذلك تجربة له وخرء الكلب الأكل العظام وحده إذا سقي منه درهم ونصف حبس بقوة خصوصاً اليابس المأخوذ في شهر تموز .
ومما لا ينسب إلى أحد الطرفين نسبة كبيرة قوابض النعام مجففة والشربة وزن ثلاثة دراهم يجفف ويبرد بالمبرّد ويسقى منه هذا القدر من كان به ذرب في رب الآس في رب السفرجل بحسب ميل مزاجه وأيضاً لبن المعز المطبوخ حتى يغلظ والمرضوف بالرضف يلقى فيه ثلاث مرار واجعل فيه قليل رز مقلو وأيضاً مح البيض مسلوقاً في الخل ومن المركبات المائلة إلى البرد أقراص الطباشيرالممسك وأقراص العليق المسمى قلنديقون وأقراص الطين المختوم وأقراص الجلنار وأقراص الفيلزهرج وأقراص الطراثيث وأقراص الزعفران وأقراص الأفيون وأقراص الخشخاش الممسك وحب الأفيون وحبً البيروح والمقلياثا وسفوف حب الرمان وحب السندروس .
للإسهال المزمن وزن درهم من الصدف المحرق ومن الطين الأرمني مناصفة وأصناف المقلياثا بالطين المختوم وبغير الطين المختوم .
ولا يجب أن يفرط في قلبها فيذهب قوتها بل يجب أن يحمى القدر فترفع على نار وتترك هي عليها وتحرك حتى تنشوي .


ومن المركبات المائلة إلى الحر قليلاً كان أو كثيراً أقراص الأفاويه والجوارشن الخوزي وجوارشنات ذكرناها في الأقراباذين وجوارشن البزور القابضة وأقراص زعفران وأقراص الكهربا .
وأيضاً يؤخذ عفص غير مثقوب أخضر وقشور الرمان سماق وفلفل من كل واحد نصف درهم يسحق وينخل ويعجن ببياض البيض وتقور رمانة وتلقى هي فيها ويسد بابها بالشحم وتوضع على الجمر .
ومن ذلك أن يؤخذ دقيق الحنطة ويخلط بشيء من نانخواه وثمرة الطرفاء وحرف ويلت بزيت أنفاق ويعجن ويخبز ويجفف في التنور ثم يؤخذ منه وزن عشرة دراهم مدقوقاَ يشرب في ماء بارد وقليل شراب .
ومن هنا القبيل أيضاً مما يعالج به الصبيان إذا عرض لهم إسهال عند نبات أسنانهم .
ونسخته : يؤخذ خشخاش وحب الآس وكندر ذكر وسعد من كل واحد نصف درهم فينعم سحقه فيداف في لبنه الذي يرضعه ويسقى .
ومن هذا القبيل دواء جيد مجرب .
ونسخته : يؤخذ حب الزبيب المجفف وينعم سحقه حتى يصير كالغبار ويؤخذ العظام المحرقة ويؤخذ لب البلوط والأنفحة والكزبرة المقلوة وسماق وخرنوب الشوكا وبزر الكرفس والكمون المنقوع في الخل والخبز الفطير اليابس والكندر والنانخواه أجزاء سواء يسحق جيداً ويرفع ذلك ولك أن تجعل الأنفحة أقلها أو نصف جزء ثم يتنارل كل ساعة منه قميحة بمقدار ما يكون قد تناول في اليوم عشرين درهماً إن كان من الأنفحة جزء أو أقل من ذلك وإن كانت الأنفحة أكثر من جزء فتحتبس الطبيعة في يوم واحد .
ومن هذا القبيل دواء مجرب .
و نسخته : يؤخذ السعد والسنبل والجلنار ودقاق الكندر وشيء من العفص مقدار نصف درهم يطبخ في الماء طبخاَ ثم يصفى ذلك الماء ويذر عليه من السك والمسك والعود الخام الجيد شيء .
بحسب ما يوجبه الحال ويشرب .
وأنت تعلم قوانين الموازين بحسب الأمزجة والأهوية والعلل ويستعمل بحسب ما تأمره .
أخرى : ومن هذا القبيل يؤخذ زنجبيل زاج الأساكفة سماق بالسوية يستف وزن درهمين إلى مثقالين .


أخرى : ومن هذا القبيل وأقرب إلى الاعتدال أن يؤخذ برشياوشان وسنبل الطيب وبزر النيل الأملس ولب الثيل وبزر الفجل والباذاورد وأصل شجرة الصنوبر ويتخذ منه أقراص .
واعلم أن الحاجة إلى الطباشير حبس الدم والحاجة إلى البزور حبس الإسهال المعوي والحاجة إلى البزر القطونا ولسان الحمل المقلي هو المغص وإلا فإن نفس الإسهال تزيله الأسوقة وخصوصاً مكررة القلي .
والغذاء ماذكرناه والبيض المسلوق منفعته في الإسهال الكائن عن عفن الأمعاء وليس بموافق للكبدي والمعدي بل ربما ضر .
وأما المخدرات فإن فيها خطراً وإن كان قد تعرض لها الحاجة فإنها قد تنفع من حيث تغلظ المادة ومن حيث تنوم وتبطل الحاجة إلى القيام بسبب حبس اللذع وكيف كان فلا يجب أن يستعمل ماكان عنها مندوحة وإذا وجب استعمالها لم تستعمل على ما ذكرنا فيمن برد بدنه وضعفت قوته وظهر ذلك في النبض .
فإن كان لا بد خلط بها مثل الجندبيستر والزعفران ونحوه .
وقد شاهدنا من احتمل من الأفيون شيافة فمات .
وإن أمكن أن يستعمل في شياف لم يستعمله مشروباً وإذا أمكن أن يستعمل في ضمادات لم يستعمل حمولاً .
ومن الضمادات المخدّرة أن يؤخذ من الأفيون ومن بزر البنج جزء جزء ومن جفت البلوط والجلّنار والأقاقيا والكندر والمر من كل واحد خمسة أجزاء ويجمع بعصارة البنج أو عصارة قشر الخشخاش أو طبيخهما ويطلى فإنه جيد مخدّر .
مشروب قوي القبض ونسخته : يؤخذ من أنفحة الأرنب وزن .
دانقين ومن الأفيون مثله ومن العفص وزن نصف درهم ومن الكندر نصف درهم تتخذ منه أقراص والشربة نصف مثقال .
آخرى : يؤخذ عفص فجّ جزء كندر أفيون من كل واحد نصف جزء بالسوية الشربة درهم .
وأيضاً يؤخذ بزر البنج وأفيون وخشخاش وطباشير وجلّنار وكندر بالسوية والشربة إلى درهم .


وأيضاً : يؤخذ من السندروس والأفيون ودقاق الكندر ومرّ وزعفران يسقى منه حبتان مثل حمصتين وأصلح من ذلك جندبادستر أفيون ميعة سائلة زرنيخ مرّ زعفرأن أسارون كندر نانخواه بالسوية يعجن بعسل منزوع الرعوة .
والشربة منه مثل النبقة .
آخرى : يؤخذ أيضاً مرداسنج ربع درهم أنفحة نصف درهم عظام محرقة درهم عفص درهم أفيون دانق .
آخرى : وأيضاً أقراص بزر البنج ومعجون البنج نافع جداً .
آخرى : يؤخذ أقاقيا وعفص وأفيون وصمغ من كل واحد جزء تتخذ منه أقراصاً .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه مجرب يحبس في يومين .
ونسخته : يؤخذ نخواه وبزر الكرفس وقشور رمان حامض وعفص وأبهل أجزاء بالسوية أفيون نصف جزء يسحق الجميع كالكحل ومن أدوية الآسهال ما يوافق من به مع الآسهال سعال مثل الآس والمصطكي والصمغ الأعرابي والكندر والبزرقطونا المقلو والطباشير والشاهبلوط والجوز واللوز المشوي .
وبالجملة يجب أن يعطى ما ليس فيه حموضة وعفوصة شديدة بل تسديد وتغرية فإن لم يكن بد أعطوا العفصة ثم اتبعوها باللعوقات الملينة للصدر وكثير من اللعوقات المتخذة من الخشخاش والكثيراء والصمغ والخرنوب وثمرة الآس والنشا المقلو ولعابات أشياء قلبت أولاً ثم احتيل في إخراج لعابها تجمع بين الأمرين .
فصل في أغذيتهم : وأما أغذيتهم فيجب أن لا يكون فيها لذع ولا ملوحة كثيرة ولا حموضة مؤذية فتحرك القوة الدافعة إلى الدفع .
وهذه مثل ما ذكرنا من اللبن المطبوخ والمرضوف وخصرصاً الذي طفىء فيه الحديد مرات .
وأجود من ذلك الرائب المنزوع الزبد البتّة مطبوخاً مع قليل أرزّ وجاورس مقلوين .
ويجرب مبلغ ما يستمر به فإذا لم يستمر شيئاً يتناول تناول أقل منه .
وأشد الألبان المطبوخة تقوية لبن البقر وأوفقها للمحرورين لبن الماعز مع أنه قابض .
والرائب أفضل للمحرورين من غير الرائب ومثل لباب السميد المقلو المبرّد المجفف ومثل الخبز المعجون دقيقه بالخل يخبز جيداً وهو للمحرورين غاية .


ومثل العدس المطبوخ في ماءين ويصفيان عنه ثم يطبخ في الثالث حتى يثخن ويحمض ولا تحميض ومثل الحماضية .
وأما الحوامض فمثل ما يتخذ من السماق وحر الرمان بالكعك والكزبرة وربما جعل فيه أرز .
والباقلا المطبوخ بالخل جيد لهم .
ومن أغذيتهم التي تغذو وتكون في نفسها علاجاً جيداً أن يؤخذ من سويق الشعير حفنتان ومن بزر الخشخاثس حفنة ومن قشر الخشخاش حفنة يطبخ جيداً ويصفى ويتناول .
وإن حمضته بسويق التفاح الحامض أو حبّ الرمان أو السماق كان صواباً .
ويكون ملحهم ملحاَ أندرانياً يدق ثم يقلى قلياً جيداً ثم يخلط به حب الرمان والكزبرة والسماق .
وإن لم تكن حرارة شديدة خلط به جبن عتيق مقلو مدقوق ويجب أن لا يسقوا إلا البارد كيف كان .
فإن البارد يعقل ويجزي والحار يحل ويرخّي ويحوج إلى أكبر اللهم إلا في الهيضة على ما شرط وفي السددي والورمي واللحمان التي تصلح لهم لحمان اللطياهيج والقباج والدراريج والعصافير والقنابر ولحم الأرنب والقطا والشفانين والفواخت ولحم السوداني خاصة والأصوب أن تكون مشوية مبزرة محمضة وأيضاً صفرة البيض مسلوقة فى الخل والمصوصات المتخذة منها بمثل حب الرمان والزبيب الكثير العجم والكزبرة وبمثل السماق وما أشبه ذلك من ثمرة العليق وعساليج الكروم وورق الحماض وورق لسان الحمل والكرنب المكزر الطبخ والسمك الصغار المطبوخ بالخلّ .
ومن الذي يجري مجرى الأبازير زهرة الفستق وزهرة الزعرور والكزبرة وحبّ الآس .
وإذا لم يهضموا اللحمان اتخذت لهم مدقّقة من لحم الفراريج والقباج والكزبرة وحب الآس ونحوها وطبخت بقوة وخلط بها أرز وجاورس قليل ثم يصفى وأعيد على النار حتى يقرب من الانعقاد ثم يحمض بسماق أو حب رمان ونحوه .
والكردنانك نافع لهم إذا لم يفسد الهضم جداً ويجب أن لا يملح إلا قليلاً وأن يسيل منها بالغرز رطوبة كثيرة .
والأكارع شديدة النفع لهم إذا طبخت مع الأرز المقلو .


وليجتنبوا الفواكه أصلاً وإن كانت قابضة إلا عند نفور المعدة من الأطعمة الآخرى .
والشاهبلوط لا يضرهم وكذلك القسب .
وإن كان الطعام اللطيف يفسد في معدهم أطعموا الأطعمة التي فيها غلظ ما مثل الأكارع بالربوب القابضة مثل الاحساء القوية المتخذة من الأرز والجاورس .
وربما انتفع بعضهم بقريص البطون ونحوه والسكباج المتخذ من أطايب البقر يأكل السكباج وحده بالثرائد أو يأخذ معه إن اشتهى من الأطايب شيئاً بقدر قوة هضمه وليس موافقة البطن غاية لجميع أصحاب القيام .
ومن الاحساء المحمودة لهم أن يؤخذ الخشخاش ويقلى قلياً قريباً ثم يتخذ منه ومن الأرزّ والجاورس حسو ويحمض إن شاء بالسماق وحبّ الرمان ونحوه أو يتخذ إحساء من الكعك اليابس والأرز وشحم كلي الماعز أو ينقع السماق في ماء المطر يوماً وليلة ويغلى غلية خفيفة ثم يصفيه تصفية شديحة ثم ينقع فيه الفرة حتى ينتفع ثم يطبخه ثم يمرسه فيه بقوة ثم يصفيه ويرمي الثفل ثم لا يزال يحركه على النار بعود حتى يغدو مثل الغراء ثم يطيّبه بالملح قليلاً ويجعل دسمه شحم الجداء أو اللوز المقلو وقليل زيت ولا يكثر فيه الملح والدسومة وهكذا يكون الغذاء حاراً أو بارداً .
ومن دسوماتهم زيت الأنفاق ويجب أن يكون ماؤهم ماء المطر فإن فيه قبضاً وأظن أن أكثر نفع ذلك لسرعة انجذابه إلى الكبد وسرعة تحلله فلا تبقى في الكيلوس رطوبة ويكره لهم الشراب فإن لم يكن بد وكانت القوة تقتضيه لينتعش به فالآسود القابض الطعم القليل .
والأصوب لهم أن لا يأكلوا الأغذية الكثيرة الأصناف ولا مراراً بل يجب أن يقتصروا على طعام واحد قليل المقدار ويكون مرة واحدة وأن يقدموا على الطعام ما هو أقبض وأن يمتصوا قبله شيئاً من السفرجل والرمان الحامض ولا يشربوا عليه الماء .
وإن صبروا على أن لا يشربوا البتة كان علاجاً جيداً بنفسه وخصوصاً إذا لم يتحركوا عليه البتة .


ويجب أن تغمز أطرافهم العالية ليجذب الغذاء إليها وأن تضمد معدهم بالأضمدة القابضة المممسكة الباردة والحارة والمخلوطة بحسب موجب الحال ويجب أن يقع فيها السنبل والمصطكي والمرّ والكعك .
والميسوسن كثير النفع إذا وقع في هذه ا لأدوية .
وهذه صفة طلاء جيد يطلى به ما بين المعدة والكبد إذا كانا متشاركين في الإسهال : يغلى عشرة أجزاء أفسنتين بشراب ويصفى ويوضع على الموضع بخرقة ثم يؤخذ من الورد والجلنار والآس اليابس والأقاقيا والهيوفا فسطيداس والعفص أجزاء سواء يخلط بماء الآس وثجير الأفسنتين المذكور ويضمد به .
واعلم أن الترياق نافع جداً لكل إسهال يغشي ويسقط القوة ولا يكون سبب ورماً ولاحمى شديدة .
والذي ليس يستقلّ عن ضعفه وقد احتبس قيام كأن به ولكن بدنه ليس لغذاء فالرأي له أكل العصافير والنواهض صدورها دون أطرافها العظيمة البطيئة الانحدار مطجنات ومكردنات .
وكذلك أيضاً من تكثر شهوته ويضعف هضمه يعطى هذه الأشياء واللحم الأحمر مقلواً بالزيت مذروراً عليه الدارصيني وينفع ذلك أيضاً في شراب السفرجل والتفاح .
ومما جربناه في الإسهال الدموي لبن الماعز الملقى فيه جارة المحمّاة .
المقالة الثانية معالجات أصناف الاستطلاقات
المختلفة المذكورة بعد الفراغ من العلاج الكلي
قد علمت أسباب الإسهال الكبدي وعلمت علاج إسهال كل سبب فيجب أن ترجع إلى ذلك فتعالج سوء مزاجه وضعفه وورمه وسدده وامتلاءه كلاً بما قيل في بابه فإنك إذا فعلت ذلك فقد عالجته .
والذي يقع في هذا الباب من الخطأ هو أن يعطى من به إسهال كبدي سدي أدوية مقبضة زائدة في التسديد مقوية لها ليعقلوا الطبيعة فيؤدي ذلك إلى خطر عظيم .


وكثيراً ما طلي الجاهلي الكبدي في هذا القيام بمخثرات للدمّ مطفئات للكبد بما هو بارد وفي ذلك هلاك المريض وإعداد للعفونة بل يجب إذا علمت أن السبب فيه سدد في الكبد أو الماساريقا أن تعتني بتفتيح السدد . وقد مدحوا الزبيب السمين في هذا الباب حتى أن قوماً زعموا أنه يبرىء الإسهال الغسالي الصعب .
وقدجربنا ذلك فكان الأمر غير بعيد مما يقولون .
وفي ابتداء القيام الكبدي الأولى أن لا يقرب الخبز فإن الكبد لا يقبله وإنما الصواب الاقتصار على ماء السويق في اليوم مرتين أو ثلاثاً فإن احتمل في آخره خلط الجاورس به طبخاً ثم يصفّيه فعل وإن احتمل أكل المطبوخ غير مصفّى فعل ويطبخ اسكرجة سويق بعشرين أسكرجة ماء إلى أن يغلظ فإذا لم يكن في القارورة تشويش فشحم الدجاج يبرئه .
وإذا كان القيام دموياً كبدياً فليس يجب أن يحبس من تحت لئلا يحتبس شيء مؤذ من فوق فتحدث آفة بل يجود التدبير والعلاج من فوق وأنعم نظرك في معالجة الإسهال الكبدي لأنه يغلط فيه كثير من الأطباء .
علاج الإسهال المعدي والمعوي بلا سحج
ونبدأ منهما بالزلقي وقد علمت في باب المعدة أنه كيف يعالج زلق المعدة بأصنافه وعلاج زلق الأمعاء قريب من ذلك منامسب له ومع ذلك فإنا نورد أشربة وأضمدة وقوانين هي أولى بهذا الموضع . والقانون لهم فيما ليس قروحياً أن تخلط أدوية من القابضة القوية القبض مع القابضة المسخنة شرباَ وضماداً وأن يستعملوا الأدوية التي تعين الطبيعة وتقوي الروح مثل الترياق الفاروق ومثل الأمروسيا والأثاناسيا .
ويجب أن تستعمل المدرات فإنها قوية النفع من هذه العلة وإذا دلت الدلائل على كثرة البلغم اشتغل ياستفراغه وإن لم تنجح الأدوية القريبة القوة والقوية فقوة معتدلة فربما افتقر إلى مثل الخربق .
وأما استفراغ مادة هذه العلة بالقيء فهو رديء صعب وقلما يستفرغ القيء البلغمٍ النازل إلى الأمعاء ولا يجب أن يشرب الماء ما أمكن .


ثم أن شربه لم يجز أن يشربه حاراً البتة .
والشراب العتيق الرقيق الصرف القليل ينفعهم وما خالف ذلك يضرهم ولينتقلوا إن أحبوا أن ينتقلوا بمثل سويق الشعير أو سويق القسب وسويق الخرنوب وسويق حب الرمان وسويق النبق .
وأما الكزبرة فإنها قوية التأثير في حبس الطعام في المعدة .
ومن المركبات الجيدة لهم بزر لسان الحمل والأنيسون من كل واحد وزن درهم قشور الرمان ودم الأخوين من كل واحد نصف درهم وهو شربة .
ويجب أن تشرب في شراب عفص .
وإن كان هناك حمى فبماء المطر .
ومن المركبات النافعة لهم جوارشن العفص وجوارشن الكندر وجوارشن الخرنوب .
وينفعهم من الأضمدة مثل ضماد بزر الكتان مع التمر ويقوى بمثل عصارة السفرجل والشبث الرطب والطراثيث والأقاقيا والجلنا ر والمصطكي والورد و العوسج والآس أجزاء سواء .
وربما اتخذ من هذه الأدوية مراهم بشمع ودهن المصطكي أو دهن السفرجل أو دهن ورد ومثل ضماد أنطولوس وضماد درورونوس وضماد الفلفل إذا كانت حرارة .
وأما الكائن من قبل قروح الأمعاء فعلاجه علاج القروح وأكثرة استعمال المجففات القابضة من الأدوية الباردة كالحصرمية والسماقية ويعالج بعلاج الدوسنطاريا الذي نذكره وإذا كان هناك سبب مراري هو الذي ينصب فيقرح فالأولى أن تستفرغه في طريق الصيف بالقيء العنيف ولا تستفرغه من طريق القروح .
وإن كان سببه بلغماً احتجت أن تخرج البلغم بحقن البلغم المذكورة في بابه وخفّفت الغداء وسخنته وجعلته من الأشوية والقلايا المتخذة من لحمان خففة وقللت شرب الماء .
ثم إن احتجت إلى أقوى من ذلك فالخربق .
أما أبيصه فللمعدة وأما أسوده فللامعاء السفلى وهو أيضاَ مع ما يستفرغ يبدل المزاج ويسخنه .


وهذه صفة دواء جيد لزلق الأمعاء الرطب وهو كالغذاء وقد جربناه نحن : نسخنه : يؤخذ الزيتون الأسود ويطبخ ويسحق بعجمه ويخلط به قشور الرمان وفلفل أبيض وزيت أنفاق ويؤكل مع الخبز ويجب أن يخلط بما يستعمل فيه من القوابض الباردة مصطكي وكندر .
وإن احتمل الفلفل فالفلفل .
وإذا أزمن الآستطلاق الزلقي وكانت القوة أن تسقط فالواجب في ذلك أن تبدأ بتبديل المزاج وتسخينه وتروض العليل رياضة يحتملها أو تدخله الحمام وتغمزه غمزاً لطيفاً وتدلك ظاهر بدنه ثم تحسيه وهو مضطجع ليس بمنتصب بل وركه أعلى من سائر ما فوقه في نصبه شيئاً من ماء اللحم القوي مخلوطاً به شراب قابض وكعك يابس .
فإن احتملت قوته ومزاجه أن تتبعه بشيء منفذ مثل الفلافلي القليل أو الفوذنجي فعلت ذلك حتى ينففه فإنك إذا فعلت هذا جذبت الكبد شيئاً من ذلك الغذاء وتقوت به .
وأما سائر أصناف الإسهال المِعدِي والمعوي الذي هو دون الزلق فيقرب علاج أكثره من علاج الزلق فما كان سببه المرة الصفراوية الكثيرة الانصباب إلى المعدة والأمعاء فيجب أن يعدل العضو الذي يتولد فيه المرار وينبعث عنه أعني الكبد والمرارة بما عرفت في بابه وتستفرغ الفضل الصفراوي إن كان كثيراً وأصوب ذلك بالقيء إن أمكن وهان أو بالإسهال إن لم يكن في القوة ضعف ولم يخف حدوث القروح أو أنها حاصلة .
وبعد ذلك فيتدارك بالمبرّدات المقبضة المذكورة وكثيراً ما يشفي هذا الأذى سقي الأهليلج الأصفر فإنه يخرج الصفراء ويعقب قوة مبرّدة قابضة .
ومما ينفعهم استعمال الرائب خصوصاً بالطباشير وكذلك ماء السويق الشعيري وإن كان سببه بلغماً عولج بما يخرج البلغم من المشروبات والحقن إن كان كثيراً جداً ثم عولج بما يقبض ويسخن تسخيناً معتدلاً وما يصلح لذلك جوارشن حب الرمان الذي بالكمون والجوارشن الخوزي وأقراص الأفاويه .


وإن كان البلغم زجاجياً لم يكن بد من مثل أقراص أسقليبيادس ومن سفوفات تتخذ من الأنجذان والنانخواه والكمون المخلّل المقلو وبزر الكتان المقلو والسكّ والجلنار والكراويا والمر والكندر مع طباشير على ما يستصوبه من التقدير بالمشاهدة .
وإن كان هناك بلغم ومرة معاً ودلّ عليهما خروج ما يخرج وسائر العلامات اتتفعوا بأن يؤخذ من الهليلج الأصفر جزء ومن الحرف نصف جزء ويخلط به من السكّ وحبّ الآس والسمّاق والكزمازج من كل واحد سدس جزء وإن كان السبب سوداء تنصب إليه فلنفرد له باباً نخصه بباب الإسهال السوداوي وننسبه إلى الطحال .
رأما الذي بحسب الأطعمة والأغذية فإنا أيضاً نفرّد له باباً وإن لم يكن الأضعف القوي وسوء المزاج تأملت سوء المزاج بعلاماته .
وأكثر سوء مزاج المعي يكون مشاركاَ لسوء مزاج المعدة وعلاماته علاماته .
فإن كان الضعف في الهاضمة وحدها وكان لبرد انتفع بالجوارشن الخوزي وانتفع بجوارشن لنا على هذه الصفة .
يؤخذ من العود الخام ومن الكمّون المخلل المقلو ومن النانخواه والكراويا والكندر والمرّ والزنجبيل المقلو .
والقاقلة وعجم الزبيب المدقوق أجزاء سواء يتخذ منها سفوف .
والشربة إلى ثلاثة دراهم .
وإن كانت هناك رياح كثيرة جعلنا فيها بزر الشاهسفرم وبزر السذاب وأيضاً تركيب لبعضها .
في هذا الباب كثير الفائدة .
ونسخته : يؤخذ من الزنجبيل وبزر الرازيانج والأنيسون والدارفلفل والقاقلة من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ومن بزر النانخواه وبزر الكرفس من كل واحد وزن أربعة دراهم ومن السليخة وقصب الذريرة والسعد والعود الخام من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ونصف ومن السكّ وزن خمسة دراهم ومن الزعفران وزن أربعة دراهم ومن القرنفل وأظفار الطيب والخيربوا من كل وأحد ثلاثة دراهم وسدس ومن حب الآس عشرون درهماً يقرص منه أقراص .
والشربة بمقدار المشاهدة وينفع فيها أقراص المرماخوذ خصوصاَ إذا كانت القوة الدافعة ضعيفة أيضأ .


وتنفع فيها أيضاً الأضمدة المذكورة المسخنة .
وإن كان مع ضعف الدافعة خلطتها بالأفسنتين .
وأما إن كان فساد الهضم للحرّ إستعملت الأدوية المبرّدة وفيها قبض ما وغلظت الغذاء وجعلته من جنس البارد الغليظ مما ذكرناه ويجب أن نستعين بما ذكرناه في باب سوء الهضم .
وأما إن كان الضعف في الماسكة لبرد أو حر استعملت القوابض المذكورة في أول الباب الحارة والباردة .
فإن كانت الدافعة أيضاً ضعيفة استعملت سفوف خبث االحديد بجوزبوا في شراب النعناع واستعملت الأضمدة بحسب الواجب كما تعلم .
علاج الإسهال الراري : قد ذكرناه في باب المعدة وهو يتعلق في أكثر الأمر بمعالجات أحوال الكبد والمرارة والمعدة المولدة للصفراء ويجب أن يطلب من هناك .
علاج الإسهال السوداوي وهو الطحالي الذي ليس فيه سحج : يجب أن يقصد فيه قصد علاج الطحال فيتعرّف حاله فيقابل بالواجب فيه فإن كان هناك كثرة من السوداء ووفور من القوة استفرغ بطبيخ الأفتيمون ونحوه وإن كان غليظاً كالدردي ولم يكن عن ورم بل لغلظ السوداء نفسها فاستعمل فيه هذا المسهّل إن كانت القوة قوية .
ونسخته : يؤخذ من الملح الدراني جزء ومن الشوكة المصرية ثلاثة أجزاء ومن الخربق الآسود جزءان واطبخ الشوكة والخربق في الماء طبخاً بقوة وأذب فيه الملح وصفّه واسقه .
وهذا طريق إسهاله وتنقيته بما يسهّل وإن وجب الفصدة فصد وقوّي الكبد وقوي فم المعدة إن كان السبب في الإسهال معدياً سوداوياً لما ينصب إلى المعدة من الأخلاط السوداوية ووضع على الطحال محاجم يحبس فيه ما يفيض منه إلى المعدة والأمعاء .
وبعد ذلك يدبر بما هو لطيف مقو مثل هذا التركيب الذي لنا .
ونسخته : يؤخذ من حب الرمان عشرة دراهم ومن البهمن الأحمر المقلو درهم ومن الزرنباد المقلو درهم ومن الكهربا درهم ومن بزر السذاب ومن بزر الشاهسفرم درهم ويتخذ منه سفوف وأشربة ثلاثة دراهم .


وأيضاً : يؤخذ حب الرمان والزبيب الآسود يدقّ بخلّ وماء ويعصر عنه ويصفّى ويلقى عليه قليل ملح وسعتر ويصطبغ به .
فإن احتيج إلى أقوى من هذا أخذ من الكندر والسعد وجوز السرو والسكّ من كل واحد نصف درهم ومن الكعك درهم يشرب في شراب عتيق علاج إسهال الدم بغير سحج : قد علمت أن هذا يكون من الدن ويكون من الكبد ويكون من المعدة والأمعاء العليا والسفلى ويكون من المقعدة وعرفت علاماتها .
وما كان منه صديدياً أو دردياً أو غسالياً فعلاجه من جهة الكبد وإصلاح مزاجها وتفتيح سددها والتدبير المقدّم في ذلك مراعاة حال البدن في الامتلاء ومراعاة الآسباب الموجبة له .
فما لم يكن له وجع وحدست أنه من البدن أو الكبد ولم تسقط قوة لم تحبسه .
وإن خفت أن سيلانه ربما أورث سحجاً أو أورث ضعفاً فصدت وآخرجته من ضد جهة حركته ثم استعملت الأدوية القابضة الحابسة للدم والذيِ يحدث من فتق في عروق المعي فربما أدى إلى سحج عاجل فيجب أن يصرف الاعتناء إلى حبسه وإمالته إلى ضد الجهة إن كان هناك امتلاء أشد وأكثر .
واعلم أن المشروبات من الحوابس أوفق لما كان من الأمعاء العليا وما يليها وما فوقها والحقن أوفق لما كان من الأمعاء السفلي .
وما بين ذلك فالأصوب أن يجمع فيها بين العلاجين وجميع الأدوية الباردة القابضة والمغرية المذكورة فيما سبق حوابس للدم لا سيما إذا وقع فيها الشبّ والشادنج المسحوق كالغبار ودم الأخوين والْكهربا والبسذ واللؤلؤ مشروبة ومحقوناً بها .
وربما احتيج إلى مخدّرات وربما احتيج إلى تقويتها بما فيه مع القبض قوة .
ولأقراص الجلنار من ولعصارة لسان الحمل وعصارة بزر قطونا وعصارة لحية التيس في هذه الأبواب منفعة عظيمة وخصوصاً إذا جعل فيها الأدوية المفردة المذكورة .
ومن الأقراص المذكورة أولآً .


وأيضاً : يؤخذ تفاح وسفرجل وورد يابس من كل واحد نصف رطل يطبخ بخسمة أرطال ماء حتى يبقى رطل ونصف ثم يصفى ويلقى عليه مثله دهن ورد ويطبخ في إناء مضاعف حتى يذهب الماء ويبقى الدهن وتخرج خاصيته فيستعمل هذا الدهن في المشروبات .
وأما الحقن الحوابس فمن هذه العصارات ومن مياه طبخ فيها القوابض المعروفة وذر عليها مما طبخ فيها وجعل دسمها من شحم كلي ماعز ومن دهن الورد الجيد البالغ وسنذكرها في القراباذين ونذكرها أيضاً في باب السحج وليختر منها السليمة المعتدلة التي ليس فيها أدوية وأقراص حادة ونورد بعضها ههنا .
حقنة جيمد مما ألفناه : يؤخذ من قشور الرمان ومن لسان الحمل ومن عرنوب الشوك ومن سويق النبق وهن سويق الأرز من كل واحد ثمانية دراهم ويؤخذ من العفص الفجّ عفصتان ومن الجلنار والورد من كل واحد أربعة دراهم ويصبِّ عليه من الماء مناً بالصغير وإن كان ذلك الماء ماء عصى الراعي كان جيداً .
ثم يطبخ برفق حتى يبقى قريب من ثلثه ويصفى ويؤخذ من الشب وزن نصف درهم ومن دم الأخوين والأقاقيا والشاذنج والجلّنار وعصارة لحية التيس والصمغ المقلو فى إسفيذاج الرصاص والصدف المحرق والطين الأرمنى من كل واحد درهم ومن دهن الورد ستة دراهم ومن إهالة شحم كلى الماعز ستهْ دراهمْ .
ومن شاء جعل فيه من الأفيون وزن دانق إلى دانق ونصف وحقن به .
وءاذا كان الغرض بالحقنة إمساك الدم لم يحتج إلى أن يغلط بالمغرّيات الأرز والجاورس ونحوه .
وإذا كان الغرض فيه تدبير السحج أو تدبيرهما جميعاً إحتاج إلى ذلك ويجب أن يجتهد حتى لا يدخل في الحقن ريح .
ومن الشيافات القوية في هذا الباب أن يؤخذ من الأقاقيا ومن الصمغ العربي ومن بزر البنج ومن الأفيون ومن أسفيذاج الرصاص ومن الطين الأرمني ومن الكهربا ومن العفص الفج أجزاء سواء تسحقها وتجمعها بالدواء المطبوخ حاراً وتجعلها بلاليط .
وأما من المقعدة فيكَفيه أنه يستعمل هذه الأدوية .


يؤخذ مرداسنج وجلنار وأسفيذاج الرصاص وصدف محرق ويستعمل على الموضع بعد الغسل والتنقية فإذا فعلت كل هذا ولج عليك المرض ولم يحتبس لم تجد بداً من أن تربط اليدين من الإبط بشدّ شديد وتدلك أطرافهم دلكاَ وتجلس العليل في ماء بارد صيفاً وفي هواء بارد شتاءً وتسقيه الماء البارد وتصبّ على أحشائه العصارات الباردة المبرّدة والأشربة الحابسة مثل رب الحصرم وربٌ الريباس علاج السحج وقروح الأمعاء : يجب أن لا يغلط في السحج فربما لم يكن ذلك الذي يحتاج إلى ما فيه قوة شديدة وكان في استعماله فيه هلاك وكان نفس التبريد الشديد وإعطاء مثل البطيخ الهندي والخسّ والبقلة الحمقاء كافيًاً في العلاج فإذا استعملت الحقن التي تقع فيها أدوية كاوية كان الهلاك .
ويجب أن تعالج كما عملمت ما كان في الأمعاء العليا بالمشروبات وما كان في السفلى بالحقن وما كان في الوسط فبالعلاجين .
ثم أول ما يجب أن تراعي حال السبب الفاعل للسحج ولقروح الأمعاء هل هو بعد في الانصباب وهل سببه الأقدم من انفتاق أو امتلأء أو ورم باقٍ أو هو محتبس منقطع قد بطل وبقي أثر من السحج والقرح وقد أعطينا العلامات في ذلك .
فإن كان السبب بعد ينصب فدبر في قطعه وحسمه بما قد عرفته في مواضعه وإن كان لا بد من استفراغ لرداءة الخلط فعلت بحذر وتقية واجتهدت في أن يكون المسهّل ليس بشديد الضرر بالأثر والقرحة بل مثل الهليلج وأصلحته بما يخلط به من مثل الهليلج والكراويا والكثيراء وما يشبهه وإن أمكنك أن تمنعه من الغذاء يومين ليصير البدن نحيلاً بما ينصبّ عنه فعلت .
وإذا أردت أن تغذوه غذوته باللبن المرضوض والمطبوخ على ما مضى في بابه وهذا على سبيل الدواء .
وأما الغذاء نفسه عند الحاجة وظهور الضعف فما ثقل حجمه وتظهر تقويته كأكباد الدجاج السمينة والقليل من خبز السميذ المائل إلى فطوره وخصي الديوك والبيض الذي ارتفع عن النمبرشت وانحط عن المشوي القوي .


وربما انتفع جداً بالسمك المشوي الحار والأكارع مطبوخة في حليب .
والأرز المقلو جيد لهم جداً إذا مصوها ويجب أن تحفظ قوتهم أيضاً بربوب الفواكه والأغذية المذكورة في الباب الأول نافعة لهم .
ويجب أن يكون ملحهم دارانياً مقلواً ويحب أن لا يشرب الشراب إلا إذا لم تكن حرارة فحينئذ يشرب منه قليلاً من الأسود القابض وماؤه الماء البارد وليس يصلح أن يبدأ أولاَ بالأدوية الصرفة المؤذية بكيفياتها المقبضة .
والخشنة .
والخادشة .
وإذا اشتدّ الوجع احتجت ضرورة إلى المغرّيات لتصير كالستارة وتنطلي على وجه المرّض وجميع الأدوية المبردة المقبضة المخلوطة بالمغرية نافعة فيه إلا أن يقع تأكل فربما احتجنا إلي الجالية والكاوية مخلوطة بما يجفف بلا لذع ويجب أن يسقى صاحب السحج ما يسقاه من البزور وغيرها في ماء بارد لا في ماء حار .
والزراوند خاصية عجيبة جداً في قروح الأمعاء وإسهال الأغراس وخصوصاً إذا سقي في مثل ماء لسان الحمل بقليل شراب عتيق .
وللبلوط والمشوي والخرنوب قوة قوية مجموعين ومفردين .
وبزر الورد عجيب جدأً وقد جربناه .
ومما ذكره بعضهم أن المبتدىء إذا سقي أربعة دراهم صمغ بماء بارد زالت علته .
وأما الطين المختوم فإنه نافع جداً من كل سحج حتى للتأكل يسقى منه بعد تنقية التأكّل والوسخ بحقنة من الحقن التي نذكر وكذلك إذا حقن بالطين المختوم في عصارة لسان الحمل وكوكب ساموس أيضاً وعصارة بقلة الحمقاء .
ومما ينفع من ذلك عصارة التوث الذي لم ينضج وكذلك شرب حشيشة ذنب الخيل وعصارة الورد شرباً وحقنة .
وذكر بعضهم في أدوية هذا الباب رجل العقعق .
وأظن أنه رجل الغراب .
وقد قيل أن أبقراط إذا ذكر رجل العقعق عنى به ورق التين وهذا مما لا يصلح في هذا الباب .
وشرب أنفحة الأرنب لهم نافع والجبن المنزوع عنه ملحه على ما ذكرناه في الباب الأول شديد النفع لهم وإن بالغوا في التأكّل .


وإذا وقع السحج بسبب دواء مشروب فمن الأشياء النافعة أن يحتقن بالسمن ودم الأخوين يجعل في وزن ثلاثين درهماً من السمن درهم من دم الأخوين إلى ثلاثة دراهم .
ومن المركّبات النافعة لهم الأقراص والسفوفات الباردة المذكورة .
ومما هو جيد لهم إذا ذرّ على الخبز وسقي وشرب بعد ماء بارد أن يؤخذ من رماد الودع أربعة أجزاء ومن العفص جزاَن ومن الفلفل جزء يسحق وينخل منه وزن درهم على الطعام ويشرب بالماء البارد .
والفلونيا نافع لهم أيضاً إذا شربوه بماء بارد .
وأما الحقن والحمولات الصالحة لهذا فمثل الحقن والحمولات الصالحة لإسهال الدم المطلق مزيداً فيها في أوله المغرّيات القابضة وفي آخره إن أدى إلى تأكل المنقيات والكاويات وإلى أن يذهب ترضيض المعي وينقى ظاهره فلا يجب أن يجاوز المغريات والقا بضة .
وقال بعضهم أن الأقاقيا يجب أن لا تقع في الحقن إذا لم يكن في العلة دم وليس هذا بشيء ثم إذا بقيت القرحة جرّاحة فالمجففة القابضة منع المغرّية والدسمة ثم في آخره إن أدى إلى تأكل فالمنقيات والكاويات .
ومن الناس من يخلط شيئاً قليلاً من الفلديفيون في بعض العصارات والحقن السليمة فنفع منه منفعة عظيمة لكن إذا لم تدعُ الضرورة إلى ما هو حاد وإلى ما هو حامض فالأولى أن لا يستعمل ويجب أن ينتقل أولاً إلى ما هو حامض ثم إلى ما هو حاد .
ثم إذا دعتك الضرورة والتأكل فلا تبال ولا بالفلديفيون وتستعمل حاجتك منه .
وربما كان من الصواب أن تبدأ بشيء مخدر ثم تستعمل الحقن الحادة إذا لم يحتملها العليل وهذه الحادة والزرنيخية يخاف منها عليها أن تكشط جلدة بعد جلدة حتى تنثقب الأمعاء .
ولذلك يجب أن تكون المبادرة إلى استعمالها .
كما تعلم أن القرحة قد فسدت ولا تؤخر إلى وقت يخاف معه أن يحدث ثقباً لاتساع القروح وغورها .


واعلم أن لشحم الماعز فضيلة على كل ما يجمع إلى الحقن من المغريات فإنه يبرد ويسكن اللذع ويجمد على موضع العلة بسرعة وهذا أيضاً إنما يحتاج إليه في أول العلة وإذا تأدى إلىالمدة احتجت إلى التنقية ثم إلى ما هو أقوى منها واحتجت إلى أن تهدر الدسومات والمغرّيات الحائلة بين الدواء والعلة وإذا علمت أن القروح وسخة فنقها بمثله ماء العسل وأقوى من ذلك ماء الملح والماء الذي ربي فيه الزيتون المملح و طبيخ السمك المليح ولا بد لك مع المدة من مثل أقراص الرازيانج تستعملها لا محالة إذا جاوزت العلة الطراءة لا يمنع عنها مانع .
وأعلم أن - الحقن الدسمة المغرّية تسكن وجع من به قرحة في معاه متأكّلة ولكن لايشفى إنما يشفى ما ينال التأكل بالأدوية النافعة من التأكل وهي المنقية الجلآءة مع تجفيف وقبض .
والذيَ يتخذ فيها الأقراص فلا ينبغي أن يكثر عليها المغرّيات والدسومات فتحول بينها وبين التأكل .
والنافعة للتأكّل ربما أوجعت وآلمت ولم يلتفت إلى ذلك .
واعلم أثك إذا نقّيت بالحقن الحادة فيجب أن تتبعها بالمدملة المتخذة من الأدوية والقوابض والمغرّيات وذلك حين تعلم أن اللحم الصحيح ظهر .
واذا اجتمعت الحمى والضعف والتأكّل وكانت حرارة ولم تجسر على استعمال مثل أقراص الزرنيخ وحدها وجب أن تداف في مياه الفواكه القابضة الباردة كالحصرم والسماق والريباس والورد ومما يشبه ذلك ثم تجفف ويكرر عليها ذلك وتستعمل وربما لم يكن بد من خلط البنج والأفيون بها أو تقديم مخدرات عليها وإعطاء المريض طعاماً قليلاً محموداً .
وأكثر مبالغ هذه الأقراص من نصف درهم إلى درهمين وربما كان الأصوب أن تجعل في مثل مياه المبردات القابضة ومنها العدس وجفت البلوط فإن هذا يعين في إحداث الخشكريشة .


ومما يشتد وجعه ومنفعته جميعاً ان يحقن بأقراص الزرنيخ في ماء الملح عند شدة غلظ المدة وربما أغنى المحموم والضعفاء الذين يشتدّ حسهم ولا يحتملون الحادة من الحقن هذا التدبير يتداوون به فيحقنون بماء العسل ثم بعد أربع ساعات بماء الملح ثم يسقون الطين المختوم بخل ممزوج بماء فإنه برؤه .
ومن التدبير في باب الحقن أن يحقن قليلاً قليلاً في مرات وإذا اشتد اللذع فيتدارك بدهن الورد ويحقن به وأما الحقن المستعملة لحبس الدم ومنع إسهاله فهي أحرى وأقرب من حقن منع الإسهال وقد اتخذ لها أقراص أيضاً تستعمل في مائياتها .
ولنذكر الآن نسخ حقن وشيافات وأقراص تقع في الحقن فمن الحقن الخفيفة في هذا وفي الإسهال الحار أن يحقن بماء لسان الحمل وحده أو مع بعض الأقراص التي نذكر أو يحقن بالخبز السميذ والفطير مدوفاً في عصارة .
ومن الحقن الخفيفة أن يؤخذ ماء الشعير ودهن اللوز ومع البيض وماء أرزّ مطبوخ بشحم كلى الماعز الحولي مصفّى ويلقى فيه طين مختوم وكذلك حقنة بسلاقة الأرزّ المقلو المطبوخ بشحم وربما جعل معه قشور الرمان والعفص وكذلك حقنة ماء السويق والطين المختوم وأيضاً حقنة نافعة عند الحرارة الشديدة يؤخذ عصارة جرادة القرع وبقلة الحمقاء ولسان الحمل وعصا الراعي وحبّ الآس والعدس المصبوب عنه الماء مرتين قجمع هذه العصارات ويخلط بها دهن الورد وإسفيذاج وطين أرمني وأقاقيا وتوتيا .
وإن احتيج إلى الأفيون .
جعل فيها بحسب الحاجة والحال .
ومما جرب أيضاً هنه المحقنة للسحج لمدهي أن يؤخذ اللوز وقشور الرمان والعفص والسماق وورق العليق وأصل الينبوت ويسلق بالشراب حتى يثخن ثم يصفى ويسحق مع بعض أقراص الحقن ويجعل فيه دهن الآس .


وأما الشيافات للسحج فإن أمهات أدويتها المر والكندر والزعفران والسندروس والشبّ والميعة وجندبادستر إذا كان أفيون والحضض والقرطاس المحرق ودم الأخوين وقرن الأيل المحرق والقيموليا والأطيان التي تجري معه والأقليميات والمرداسنج وما أشبه ذلك وربما احتيح إلى شياف للسحج والزحير : يؤخذ مر كندر زعفران أفيون يعجن ببياض البيض .
آخر : يؤخذ سندروس ميعة مز زعفران أفيون يعجن بماء لسان حمل فإنه نافع .
آخر : يؤخذ أفيون جندبادستر صمغ حضض يعجن بعصارة لسان الحمل .
وقد يتخذ من أمثال هذه الأدوية مراهم بدهن ورد والآسفيذاج ويستعمل على خرق وقطع من قطن ويدس في المقعدة على ميل فإذا اندس فيها قلب الميل حتى يستوي ذلك وتنقّى .
نسخ الأقراص : وأما الأقراص السحجية فمثل أقراص الكوكب وأقراص الزرنيخ للتأكل ويجب أن يحفظ في ثجير العنب ليحفظ عليه القوة .
وأقراص القرطاس المحرق منها أن يؤخذ قرطاس محرق عشرة دراهم ومن الزرنيخين المحرقين وقشور النحاس والشبّ اليماني والعفص والنورة التي لم تطفأ من كل واحد اثنا عشردرهماً تتخذ منها أقراص بعصارة لسان الحمل كل قرص وزن أربعة دراهم والصغير يستعمل منه وزن درهم والكبير قرصة واحدة بتمامها .
قرصة آخرى : يؤخذ السماق وأقماع الرمان وسقومقوطون وهو نوع من حي العالم وجلّنار وحب الحصرم وقلقنت وقلقطار ورصاص محرق وإثمد من كل واحد جزء وزنجار نصف جزء ويتخذ منه أقراص .
قرصة قوية : يؤخذ النورة والقلي والأقاقيا والعفص والزرنيخ مربى بالخل أياماً ويقرص ومن نسخ الأضمدة والأطلية : وأما الأضمدة والأطلية النافعة من ذلك فالأضمدة المذكورة في باب علاج الإسهال المطلق وقد جرّب طلاء أقراص الكوكب بماء الآس فانتفع به جداً .


وإذا لم يهدأ الوجع فأقعد العليل في آبزن قد طبخ في مائه القوابض المعلومة مع شيء من شبث والحلبة والخطمي وإن اشتد العطش والكرب في السحج الصفراوي إستعملت الرائب المطبوخ وماء سويق الشعير المبردين وإن اشتد الوجع حتى قارب الغشي لم يكن بد من المخدرات .
وقبل ذلك فاحقن بشحم المعز مع ماء السويق الشعيري من غير مدافعة فربما سكن الوجع وانقطع المرض بما يعرض من اعتدال الخلط .
إن لم يسكّن فعالج بما تدري وإن شئت حقنت في مثل ذلك الوقت بهذه الحقنة وهي أن يؤخذ ماء كشك الشعير والأرزّ وشحم كلى الماعز ودهن ورد وصمغ عربي والآسفيذاج ومح البيض تضرب الجميع في مكان واحد .
وإن شئت جعلت فيه أفيوناً واستعملته .
فإن كان السحج بلغمياً فالواجب أن تبدأ في علاجه بما يقطع البلغم ويخرجه ويريح منه ويغتذي بمثله حتى يكون غذاؤ أيضاَ السمك المالح والصباغات والخردل والسلق والمري والكواميخ وتكون صباغاته من مثل حب الرمان والزبيب مع الأبازير والخردل وما يقطع .
وإذا أكثر من البسر المقلو مغتذياً به ويكون قد تناول شيئاً من الأدوية التي إلى الحرارة مثل الخوزي والفلافلي انتفع به .
وقد ذكر بعضهم أن بعض من به قروح الأمعاء انتفع بجاوشير كان يسقى كل يوم مع السذاب ثم يغتذي بالبسر المقلو فعل ذلك أياماً فبرأ .
ويشبه أن يكون ذلك من هذا القبيل .
وقد ذكروا أن رجلاً كان يعالج الدوسنطاريا المتقادم بعلاج يقتل أو يريح في يوم واحد كان يطعم الرجل خبزاَ ببصل حريف ويقلل شربه ذلك اليوم ويحقنه من الغد بماء حار مالح ثم يتبعه بحقنة من دواء أقوى من الحقن المدملة فإن احتمل وجع ما عالجه برأ وإلا مات وتكون حقنتهم مثل هذه الحقنة وهي أن يؤخذ مرزنجوش كمون ملح ورق الدهمست وهو حبّ الغار شب سذاب إكليل ملك من كل واحد أوقية ومن الزيت فسطان يطبخ الزيت حتى يذهب ثلثه ويصفّى ؤيستعمل ذلك الزيت حقنة وأيضاً تنفعهم الحقنة بطبيخ الأرز قد جعل فيه سمك مالح .


نسخه قيروطي موصوف في هذا الصنف من العلة : يؤخذ من التمر اللحيم رطلان نصف ومن المصطكي أوقية ومن الشبث الرطب ستة أواق ومن الصبر أوقية ومن الشمع عشرة أواق ومن الشراب ودهن الورد مقدار الكفاية وقد يجعل في بزوره الحرف وخصوصاً إذا أحس بالبرد والبلغم اللزج وأما السحج السوداوي فبعد تدبير السوداء والطحال على ما ذكرناه في وبعد إصلاح التدبير ينفع منه سفوف الطين .
وتنفعهم الحقن الأرزية وفيها أفاريه عطرة وبزور حارة لينة ومبرّدة قابضة ويجعل فيها من دهن الورد وصفرة البيض .
أغذيتهم ما يحسن تولد الدم عنه .
وإذا كانت القرحة خببثة لم يكن بدّ من - الحقنة بماء الملح الأندراني ثم إتباعها إن احتيج إليه بما ينقي جداً حتى يظهر اللحم الصحيح ثم يعالج بالمدمّلات من الحقن .
والحقن الملينة لهذه مثل حقنة تقع فيها الشوكة المصرية ثلاثة أجزاء ومن الخربق الآسود جزءان يطبخ بماء وملح أندراني .
فإن لم ينفع ذلك فأقراص الزرانيخ .
وأما السحج الثفلي فيعالج بما يلين الطبيعة .
وفيه لين ودسومة وتغرية وإزلاق ويقدم على الطعام مثل صفرة بيض نيمبرشت ومثل مرقة الديك الهرم ومثل مرق الآسفيذباج المتخذ من الفراريج الرخصة المسمّنة وتسْتعمل الحقن الملينة من العصارات المغرية المزلقة مع دهن ورد وصفرة بيض ونحو ذلك .
وقد ينفع - إذا طال هذا السحج - أن يؤخذ بزر كتان وبزر قطونا وبزر مرو وبزر خطمي ويؤخذ لعابه ويسقى قبل الطعام فإنه يجمع إلى الإزلاق إسكاناً للوجع وتغرية ويناول الإجاص قبل الطعام فربما أزال هذا العارض .
وأما السحج الكائن عقيب شرب الدواء فينفع منه شرب الأدوية المبردة المغرية المذكورة وينقع وينفع منه جداَ أن يحقن بسمن البقر الطري الجيد قد جعل فيه شيء من دم أخوين صالح وقد ينتفع بمرقة بطون البقر في بعض السحج المراري وليس هو بدواء جامع .
فصل في علاج الإسهال الكائن بسبب الأغذية


العلاج المعلوم له أولاً أن لا يمنع من إنحدارها ما لم يحدث هيضة قوية مفرطة أما إذا .
كان من كثرة الغذاء فعل ذلك واستعمل الجوع بعده .
فإذا انحدر تناول بعض الربوب القابضة وإن حدث ضعف تناول الخوزي أو سفوف حبّ رمان .
وإن أحسّ بضعف في المعدة مع ما اتفق من الإكثار ودل عليه ما يحدث من القراقر والنفخ أخذ من الجلنار والكندر والنانخواة أجزاء سواء تعجن بزبيب مدقوق بعجمه ويأخذ منه كل غداة مقدار جوزة وأيضاً يأخذ دواء الوج والكزمازج المذكور في الأقراباذين .
وأما إن كان من فساد الأغذية في نفسها ووقتها ولكيفيات رديئة فيها أو سرعة استحالة فيها فيجب أن يتناول بعدها أغذية حسنة الكيموس قابضة وتعالج الأثر الباقي من الحر والبرد بما تعلم من الجوارشنات القابضة الباردة والحارة .
وإن كان السبب لزوجتها وزلقها هجرها إلى ما فيه مع الخفة قبض .
وأما حرها وبردها فعلى ما يوجبه فإن كان السبب تقديم المزلق قدّم القابض .
وإن كان السبب تآخر ما يسرع هضمه غير التدبير وتناول الطباشير ببعض الربوب لتصلح المعدة من أثر ما ضرها فغيرها فإنه في الأكثر يحدث سخونة .
وإن حدثت في الندرة برودة لحموضة الطعام في بعض أحوال مثل هذه التدابير تناول الطباشير بالخوزي .
وإن كان السبب قلة الطعام أو لطافة جوهره تغذى بعده باللحوم الغليظة مصوصات وقرائص ومخلّلات والسمك الممقور ونحوه وإن خاف مع ذلك ضعفاً في الهضم بردها .
فصل في علاج الإسهال الدماغي
يجب أن لا ينام صاحبه البتة على القفا وإذا انتبه من النوم فيجب عليه أن يستعمل القيء ليخرج الخلط المنصبّ إلى المعدة من الرأس الفاعل للإسهال وأن يستعمل ما ذكرناه في باب النزلة من حلق الرأس ودلكه بالأشياء الخشنة من كمادات الرأس واستعمال المحمرة والكاوية عليه ومَن تقويته وإصلاح مزاجه .
وربما احتيج إلى الكي .


ولا يجب أن يشتغل بحبسه عن المعدة بالأدوية القابضة فيعظم خطره بل يجب أن يخرج ما يجتمع من فوق بالقيء وما ينزل من طريق الأمعاء ولو بالحقن ويحبس ما ينزل منه إلى البطن لا بما يقبض فيحبس في البطن بل بمثل ما يحبس به عن الصدر مما ذكرناه في بابه ومما عرفناه في


القانون
القانون
( 47 من 70 )

فصل في علاج الإسهال السددي
الإسهال السددي أكثره كائن بأدوار كان عن البدن كله أو كان عن سدد في الكبد أو بين الكبد والمعدة فمن الخطأ إيقاع الزيادة في السدد بالقوابض بل يجب أن يعان المندفع عن السدّة بالآستفراغ فإذا خلت المسالك عنه سرحت الأدوية المفتحة إلى السدد لتفتحها وربما احتيج في تفتيح السدد إلى مسهل قوي يجذب المواد الغليظة المؤدية للسدد وإلى حقن قوية الجذب .
والتفتيح والقيء من أنفع ما يكون لذلك إذا وقع من تلقاء نفسه كما شهد به أبقراط .
والصواب لصاحب هذه العلة أن يأ " كل غذاءه في مرات لا في مرة واحدة ويأكل في كل مرة القدر الذي يصيبه من غذائه ثم يجب أن يفرق ويجب أن يتبغ غذاءه بما يعين على التنفيذ بسرعة وتفتيح السدد للغذاء .
وأفضل ذلك كله عند جالينوس هو الفوذنجي ويعطى منه قبل الطعام إلى مثقال وءاذا انهضم الطعام أعطى أيضا ًقدر نصف درهم .
والشراب العتيق القوي الرقيق جيد جداً إذا استعمل بعد الطعام .
والترياق أنفع شيء لذلك .
وإذا صح انهضام الطعام استحم .
وأما الدلك فيجب أن لا يفتر فيه قبل الطعام وبعده وإذا ضعف البدن احتيج إلى دلك شديد بالخرق الخشنة للظهر والبطن وربما احتيج إلى أن يطلى بدنه بالزفت بالأدوية المحمّرة .
ويجب أن لا يحجبتك هزال البدن عن ذلك فإنك إذا عالجته وفتحت سدده وأسهلت الأخلاط السادة نفذ الغذاء إلى بدنه ولم يعرض ذرب بعد ذلك وقوي بدنه .
فصل في علاج الإسهال الذوباني
أما في مثل الدق والسل وما يجري هذا المجرى فلا يطمع في معالجته إلاكالطمع في معالجة سببه .


وأما ما كان دون ذلك فيعالج البدن بالمبردات المرطبة والأهوية والنطولات بحسب ذلك ويطفأ بمثل أقراص الطباشير وأقراص الكافور بالأطلية والأشمدة المبرّدة على الصدر والقلب والكبد ويجعل الأغذية من جنس اللحوم الخفيفة هلاملت وقريصات ومصوصات ودم السمك سكباجاً بالحل والخبز السميذ الجيد العجن والتخمير .
والخبز إذا قلي ربما اتخذ منه حسو مخلوط بالصمغ والنشاء وكذلك الحماضية ونحو ذلك .
ولا يحبس الاندفاع دفعة واحدة بل يحبس بالتدريج بمثل هذه المعالجات وبأقراص الطباشير الممسكة خاصة وأقراص على هذه الصفة .
وير أن يؤخذ الطين الأرمني والطباشير والشاهبلوط وبزر الحماض المقشر والأمبر باريس والورد والصمغ المقلو والسرطانات المحرقة يدق الجميع ويعجن بماء السرجل ويستعمل .
فصل في علاج الإسهال الكائن عن التكاثف
قد أشرنا إلى علاجه حيث عرفنا تدبير جذب المواد الامتلائية إلى ظاهر البدن والأولى أن تخرج الأخلاط بالفصد والإسهال المناسب الذي فرغنا منه ويستعمل الحمامات بمياه مفتحة وهي التي طبخ فيها المفتحات وبالغسولات المفتحة ويكثر من آبزنات اليرقان إن كان التكاثف شديداً ويستعمل الدلك بالمناديل الخشنة وبالليف حتى يحمر الجلد ثم يصب عليه الماء الحار والمياه التي فيها قوة مفتحة مما ذكرنا انفاً .
فصل في علاج الهيضة :
للهيضة تدبير في أول ما تتحرك وتدبير في وسط حركتها وتدبير عند هيجانها الرديء وعصيانها الخبيث وحركة أعراضها المخوفة إذا ظهرت علامات الهيضة وأخذ الجشاء يتغير عن حاله ويحس في المعدة بثقل وفي الأمعاء بوخز وربما كان معها غثيان فيجب أن لا يتناول عليه شيء البتة ولا بعد ذلك إلا عندما يخاف سقوط القوة فيدبر بما سنذكره .


فأول ما ينبغي أن يعمل به هو قذفه بالقيء إن كان الطعام يعدّ قريباً من فوق وإن لم يكن كذلك اتبع بما يحدره مما يلين البطن وأن يكون الملين والقيء بقدر ما يخرج ذلك القدر دون أن يخرج فضلاً عليه أو شيئاً غريباً عنه .
ويجب أن يقذفوا بما ليس فيه خلتان إرخاء المعدة وإضعاف قوتها مثل ما في دهن الخل ومثل دهن الزيت والماء الحار ولا فيه تغذية وهم مفتقرون إلى ضد التغذية مثل ماء العسل والسكنجبين الحلو بالماء الحار إلا لضرورة بل مثل الماء الحار وحده أو مع قليل من البورق أو بالملح النفطي أو ماء حارمع قليل كمون .
وكذلك إن كانوا يتقيئون بأنفسهم فيعتريهم تهوع غير محبب فيؤذيهم فهناك أيضاً يجب أن يعالجوا فإن أبقراط ذكر أن القيء قد يمنع بالقيء والإسهال قد يمنع بالإسهال والقيء يمنع بالإسهال والإسهال يمنع بالقيء .
وإسهاله يجب أن يكون محموداً خفيفاً من الترنجبين والسكر والملح أو بحقنة خفيفة من ماء السلق ستين درهماً والبورق عليه مقدار مثقال والسكر الأحمر مقدار عشرة دراهم ودهن الورد أو الخل مقدار سبعة دراهم أو بشيء يشرب مثل الكمون فلإنه نافع جداً في هذا الموضع .
وإذا علمت أن المواد في البدن صفراوية هائجة وأنها ربما كانت من المعاون على حدوث الهيضة وليس الخوف كله من الغذاء لم تجد بدا من تبريد المعدة حينئذ من خارج بما يبرد ولو بالثلج بعد معونة على القيء إن مال إليه بقدر محتمل وفي ذلك التبريد تسكين للعطش إن كان وإذا أمعن القيء فمما يحبسه أيضاً تبريد المعدة بمثل ذلك ووضع المحاجم على البطن بغير شرط .
وإن كان البارد المبرد من عصارة الفواكه كان أيضاً أنفع .
وإن خلط بها صندل وكافور وورد وطلي بها المراق كان نافعاً .


وربما احتيج إلى شد الأطراف وإن لم تكن حرارة قوية عولج بدواء الطين النيسابوري المذكور في الأقراباذين ثم يجب أن يراعى ما يخرج كيلوس وشيء مجانس له وطعام لم يجز حبسه البتة بوجه من الوجوه فإن فيه خطراً عظيماً .
فإذا تغير عن ذلك تغيراً يكاد يفحش وجب حبسه وذلك حين ما يخرج شي خراطي لزج أو مري أو غيرذلك مما يضعف البدن ويؤثر في النبض ويجعله متواتراً على غير اعتدال ومنخفضاً ويظهر في البدن كالهزال وفي المراق كالتشنج وربما حدث حمّى وعطش فدل على أن الآستطلاق انتقل إلى الصحيح .
وينبغي أن يستعان في حبسه بالربوب القابضة رربما طببت بمثل النعناع وإن قذفوها أعيدت عليهم وأعطوها قليلاً قليلاً ولا يجب أن يكف عن سقيهم الأدوية الحابسة والربوب القابضة بسبب قذفهم بل يجب أن يكرر عليهم وينتقل من دواء إلى آخر وتكون كلها معدة وماء الورد المسخن يقوي معدهم وينفع من مرضهم .
وهذه الربوب يجب أن لا تكون من الحموضات بحيث تلذع معدهم أيضاً فتصير معاونة للمادة بل إن كان بها شيء من ذلك كسر بشيء ليس من جنس ما يطلق أوبقيء .
والحموضات موقعات في السحج وكذلك ما كان شديد البرودة من الأشربة بالفعل ربما لم يوافقهم لما يقرع المعدة وأكثر ما يوافق مثله الصفراوي منها فيجب أن يجرب حال قبولهم له .
وشراب النعناع المتخذ من ماء الرمان المعصور بشحمه مع شيء من النعناع الجيد يمنع قيأهم وكذلك ماء الرمان الحامض قد جعل فيه شيء من الطين الطيّب المأكول وكثير منهم إذا شرب الماء الحار القوي الحرارة انتشرت القوة في عروقه فارتدت المواد المنصبة إلى العروق ويجب أن يفزع أيضاً إلى الكمّادات والمروخات من الأدهان التى فيها تقوية وقبض وتسخين لطيف على الشراسيف مثل دهن الناردين والسوسن والنرجس ودهن الورد أيضاً والدهن المغلي فيه المصطكي فإنه نافع جداً .


نسخة مروخ جيد لهم : خصوصاً لمن كانت هيضته عن طعام غليظ وأما المفاصل والعضل فتدهن بمثل دهن الورد الطيب وبمثل دهن البنفسج بشمع قليل وفي الشتاء بدهن الناردين والشمع القليل وتضمد معدهم با لأضمدة القابضة المبردة الشديدة القبض وفيها عطرية مما قد عرفته وإذا أوجب عليك الخوف أن تمنع الهيضة ولم تستفرغ جميع ما يجب استفراغه عن طعام فاسد أو خلطَ رديء هائج فيجب أن تعدله بالأغذية الكاسرة له وتستفرغه بعد أيام بما يليق به وإذا أحسست بأن السبب كله ليس من الغذاء لكن هناك معونة من برد المعدة دبرت لحبس قيئهم بعد قذفهم المقدار الذي يجب قذفه بشراب النعناع ممزوجاً بالميبة القليل أو بفوة من العود وجعلت أضمدتهم أميل إلى التسخين وجعلت ما تنومهم عليه من الغذاء مخلوطاً به فوّه من القراح ومعها أفاويه بقدر ما يحبس والخبز المنقوع في النبيذ أيضاً .
فإذا فعل بصاحب هذا العارض من السقي والتضميد ما ذكرناه فالواجب أن يحتال في تنويمه على فراش وطيء بالخيل المنوّمة والأراجيح والأغاني والغمز الخفيف بحسب ما ينام عليه وبما نذكره في تنويم من يغلب عليه السهر .
ويجب أن يكون موضعه موضعاً لا ضوء فيه كثيراَ ولا برد فإن البرد يدفع أخلاطهم إلى داخل وحاجتنا إلى جذبها إلى خارج ماسة .
فإن أخذ النبض يصغر ورأيت شيئاً من أثر التشنج أو الفواق بادرت فسقيته شيئاً من الشراب الريحاني الذي فيه قبض ما مع ماء السفرجل والكعك أو لباب الخبز السميذ حاراً ما أمكن وإن احتيج إلى ما هو أقوى من ذلك أخذ لحم كثير من اللحم الرخص الناعم من الطير والحملان ودق وجعل كما هو في قدر وطبخ طبخاً ما إلى أن يرسل مائية ويكاد يسترجعها ثم يعصر عصراً قوياً ثم يطبخ ما انعصر منه قليلاً ويحمض بشيء من الفواكه المبردة .
وخيرها الرمان والسفرجل .
ومن الناس من يجعل فيه شيئاً خفياً من الشراب ويحسى وإن مرس فيه خبز قليل لم يكن به بأس ثم ينوم عليه .


ولا بأس لهم بالعنب المعلق الذي أخذ الزمان منه إذا اشتهوه وينالوا منه قليلاً ماضغين له بعجمه مضغاً جيداً .
فإن كان لا يحتبس في معدهم شيء من ذلك وغيره ويميلون إلى القذف فركب على أسفل بطنهم محجمة كبيرة عند السرة بلا شرط فإن لم تقف عليها فعلى ما بين الكتفين مائلاً إلى أسفل وإن أمكن تنويمه كذلك كان صواباً .
وإن كان الميل هو إلى أسفل ربطت تحت إبطه وعضديه ونومته إن أمكن وإذا نبهه وجع المحجمة أو العصابة فأعدهما عليه ولا تفتّرهما إلى أن تأمن ويأخذ الغذاء في الانحدار عن القيء أو .
يسكن حركة الانحدار في الإسهال فحينئذ ترخي أيهما شئت قليلاً قليلاً .
وإن كان لا يقبل شيئاً بل يسهله فاجمع في تغذيته بين القوابض وبين ما فيه تخدير ما مثل النشاء المقلو يجعل في طبيخ قشور الخشخاش ويجعل عليه سكّ مسك ولا يجعل فيه الحلاوة فإن الحلاوة ربما صارت سبباً للكراهة واللين والإسهال وانطلاق الطبيعة فإذا أعطيته مثل هذا نومته عليه فإن كان هناك قيء فاتبع ذلك بملعقة من شراب النعناء أو به .
وإن كان إسهال فقدّم عليه مص ماء السفرجل القابض والزعرور والكمّثري الصيني والتفاح ويجب أن لا تفارقهم الروائح المقوّية ويجرّب عليهم فأيتها حركت منهم - تقلب النفس نحى إلى غيرها وربما كره بعضهم رائحة الخبز وربما إلتذ بها بعضهم وربما كره بعضهم رائحة المرق وربما إلتذّ بها بعضهم .
وكذلك الشراب وكذلك البخور .
وأما رائحة الفواكه فأكثرهم يقبلونها ويجب أن لا تطعمهم شيئاً ما لم يصدق الجوع فإن جاعوا قبل النقاء لم يطعموا بل أدخلوا الحمام وصب على رؤسهم ماء فاتر وآخرجوا ولم يمكثوا .
فإن ظهر التشنّج فاستعمل على المفاصل القيروطيات الملينة حارة غواصة وتكون في الشتاء بدهن الناردين والسوسن .


وفي الصيف بدهن الورد والبنفسج وكذلك ألق عليها خرقاً مغموسة في أدهان مرطبة ملينة وفي الزيت أيضاً ويجب أن تعتني بفكيه فلا يزال يرخى موضع الزرفين والعضل المحرّك للحي الآسفل إلى فوق بالقيروطيات وإذا سكنت ثائرة الهيضة وناموا وانتبهوا فاسقهم شيئاً من الربوب وأدخلهم الحمام برفق ولا يكثرون اللبث فيه بل قدر ما ينالون من رطوبة الحمام ثم تخرجهم وتعطرهم وتغذوهم غذاء قليلاً خفيفاً حسن الكيموس وترفههم ولا تدعهم يشربون كثير ماء أو يقربون الماء والشراب أو ينالون القوابض على الطعام .
وبعد ذلك فتدبر في تقوية معدتهم بمثل أقراص الورد الصغير والكبير وبمثل الجلنجين والطباشير ومثل الخوزي .
وكثيراً ما يصير الحمام سبباً لانتشار الأخلاط ومادة هيضة
فصل في تدبير الإسهال الدوائي
هذا قد أفردنا له باباً حيث ذكرنا تدبير الأدوية المسهلة والمقيئة وتدبير استعمالها ولكن مع ذلك فإنا نقول على اختصار أنه في ابتدائه يجب أن يعالج بالأدهان والألبان وخصوصاً إذا احتيل في الألبان بأن تكون قابضة والأدهان بأن يكون فيها شيء يسير من ذلك فإن هذه تعدّل السبب الفاعل للذع .
وربما اقتصر في أول الابتداء على اللبن والدهن والماء الحار وربما كان الشفا في شرب هذه دفعة على دفعة وشرب الماء الحار وخصوصاً إذا لحج من جوهر الدواء شيء بالمعدة والأمعاء فإنه يزيل عاديته ثم إذا اتبع ذلك بحقنة مغرية معدلة أو غذاء كذلك نفع ودخول الحمام ربما يقطع الإسهال .
فصل في تدبير الإسهال البحراني
لا يجب أن يحبس البحراني إذا لم يؤد إلى خطر فإذا أفرط عولج بقريب مما يعالج به الهيضة إلا أنه لا يجب أن يطعم ماء اللحم إن كانت العلة حادة جداً بل يطعم ما فيه تبريد وتغليظ مثل حسو متخذ من سويق الشعير وسويق التفاح فإن احتمل اللحم غذّي بمثل السمك المطبوخ بحب الرمان أو مائه المبزر بالقوابض من الكزبرة المحللة المجفّفة ونحوها .
فصل في الزحير


أول ما يجب أن تعلم من حال الزحير أنه هل هو زحير حقّ أو زحير باطل .
والزحير الباطل أن يكون وراء المقعدة ثفل يابس محتبس وربما انعصر منه شيء وربما جرد المعي بما يتكلف من تحريكه فربما كان ذلك وظن أن هناك زحيراً .
فإن كان شيء من ذلك فيجب أن تعالجه بالحقن اللينة والشيافات اللذاعة .
فإن لم ينجب بالحقن اللينة حددتها مع لينها ورطوبتها تحديداً ما ليخرج الجاف منه .
ثم إن احتجت في الباقي إلى لين رطوبة ساذجة اقتصرت عليهما .
وربما احتجت إلى شرب حب المقل أو صمغ البطم إن كان هناك غلظ مادة .
وإن كانت هناك حرارة احتجت إلى مثل الخيار شنبر وشراب البنفسج ونحوه وإلى مثل الحبّ المتخذ من الخيار شنبر بربّ السوس والكثيراء .
فأما إن كان زحير حق فإن كان سببه برداً أصاب المقعدة عالجته بالتكميدات بالخرق الحارة أو النخاله المسخّنة يكمّد بها المقعدة والعجزان والعانة والحالبان ويجلس على جاورس وملح مسخنين في صرة أو يكمد بإسفنج وماء جار أو بإسفنج يابس مسخن وتدهنه بقيروطي من بعض الأدهان الحارة القابضة ويدفأ مكانه وأن تطليه بشراب مسخن وبزيت الأنفاق أو تأمره بأن يدخل الحمام الحار ويقعد على أرض حارة .
وأعلم أن البرد يضر بالزحير في أكثر الأحوال .
وكذلك فإن التسخين اللطيف ينفع منه في أكثر الأحوال ولذاك فإن أكثر أنواع الزحير ينفعها التكميد كما وأكثر أنواعه يضرها تناول الأغذية التي تولد كيموساً غليظاَ ولزوجة .
فإن كان سببه صلابة شيء تعاطاه الإنسان أرخاه بقيروطي من دهن الشبث والبابونج بالمقل والشمع أو بزيت حار يجعل فيه إسفنجة ويقرب من الموضع .
وإن كان سببه ورماَ حاراً فاهتم بحبس ما يجري إلى الورم في طريق العروق أو من طريق الإسهال وتدبير الورم وتعديل الخلط الحار .
ويجب أن يعالج في ابتدائه بالفصد إن وجب وبتقليل الغذاء جداً .


بل يصوم إن أمكنه يومين وأن يستعمل عليه في الأول المياه والنطولات التي تميل إلى برد ما مع إرخاء وتمنع ما ينصب إليه وما ينفع من ذلك لبدة مغموسة في ماء الآس والورد مع الحناء القليل ويحقن أيضاً في الأول بمثل ماء الشعير وماء عنب الثعلب وماء الورد ودهن الورد وبياض البيض وإن كان المنصب إسهالاً حبسته بما تدري ثم نطلت وضمدت بالمرخيات من البابونج والشبث مخلوطة بما تعرفه من القوابض ثم تستعمل المنضجات .
وإن كان هناك جمع استعمل المفتحات بعد النضج وقد علمت جميع ذلك في المواضع السالفة .
وقد تنفع الحقنة بالزيت الحلو مطبوخاً بشيء من القوابض وإذا تغذى فأجود ما يغتذي به اللبن الحليب المطبوخ فإنه يحبس السيلان من فوق ويليّن الموضع .
ومن الأدوية الجيدة إذا أردت الإنضاج والتحليل وتسكَين الوجع ضماد الحلبة والخبازي وضماد إكليل الملك وضماد من الكرنب المطبوخ .
فإن احتيج إلى أقوى منه جعل معه قليل بصل مشوي وقليل مقل .
ومن المراهم المجرّبة عندما يكون الورم ملتهباً مؤلماً أن يؤخذ من الرصاص المحرق المصول ومن إسفيذاج الرصاص المعمول بالنارنج ومن المرداسنج المربى أجزاء سواء ويعجن بصفرة بيض ودهن ورد متناهٍ بالغ وإن شئت قطرت عليه ماء عنب الثعلب وماء الكزبرة وإن شئت زدت فيه الأقليميات .
وقد ينفعهم أيضاً القيموليا وحده بصفرة بيض ودهن ورد .
فإن كان سبب الزحير ورماً صلباً عالجته بما تعرفه من علاج الأورام الصلبة .
ومما جرب في ذلك أن يؤخذ المقل والزعفران والحنّاء والخيري الأصفر اليابس وإسفيذاج الرصاص ثم يجمع ذلك بإهال شحوم الدجاج والبط ومخ ساق البقر وخصوصاً الأيل من البقر مخلوطاً بصفرة بيض ودهن ورد ودهن الخيري ويتخذ منه مرهم .
وأما إن كان سببه خلطاً عفناً متسرباً هناك من بلغم أو مرار فإن كان بلغماً لزجاً عّالجته بالعسل .


وأجوده بمثل ماء الزيتون المملوح يحقن بقدر نصف رطل منه حتى يخرج ما يكون هناك أو بحقنة من عصارة ورق السلق مع قوة من بنفسج وتربد ثم عالجته بمسكّنات الأوجاع من شيافات الزحير وربما أحوج البلغمي إلى شرب حب المنتن وإن كان السبب بقية مما كان ينحدر وقيأ فإن كان هناك إسهال حبسته .
وإذا حبست نظرت فإن كان العليل يحتمل وكان الإسهال لا يخشى معه عودة حقنت بأخف ما تقدر عليه أو حملت شيافة من بنفسج مع قليل ملح إن كانت المادة صفراوية أو من عسل الخيارشنبر المعقود مع قليل بورق وتربد .
وإن كانت المادة بلغمية ولم تجسر على ذلك دافعته بما يرخي ويخدر ويسكن الوجع من النطولات ومن الشيافات .
وإذا استصعب الزحير ولم تكن هناك مادة تخرج وأنما هو قيام كثير متواتر فربما كان سببه ورماً صلباً وربما كان برداً لازماً فأدم تكميده بصوف مبلول بدهن مسخن مثل دهن الورد ودهن الآس ودهن البنفسج والبابونج و قليل شراب وأصيب بذلك الدهن الشرج والعانة والخصية .
فإن لم يسكن فاحقنه بدهن الشيرج المفتر وِليمسكه ساعات فإنه شفاء له .
وهذا تدبير ذكره الأولون وانتحله بعض المتآخرين وقد جربناه وهو شديد النفع .
وإن كان عن قروح وتأكل نظرت فإن كانت الطبيعة صلبة لم ترض بيبسها بل اجتهدت في تليينها بمعتدل مزلق لا يحدّ البراز فإن يبس البراز في مثل هذا الموضع رديء جداً .
ويجب أن لا يغتذوا بمز ولا مالح ولا حريف ولا حامض جداً فإن هذا كله يجعل البراز مؤلماً .
لذاعاً ساحجاً .
وبالجملة يجب أن تعالجه بعلاج تأكّل الأمعاء وقلاعها معولاً على الشيافات فإن احتجت إلى تنقية بدأت بحقنة من ماء العسل مع قليل ملح تمزجه به وأن تكون حقنته هذه حقنة لا تعلو في الأمعاء أو اتخذت شيافة من عسل وبورق واستعملتها ثم اشتغلت بعلاج القروح .
وإن كان عن بواسير ونواصير وشقاق عالجت السبب بما نذكره في بابه إن شاء الله .
فصل في الشيافات التي تحتمل للزحير


أما الشيافات التي تحتمل للزحير فأجودها ما كان أشد قبضاً منها شياف الآسكندر المعروف ومنها شياف السندروس ومنها شيافات كثيرة من التي فيها تخدير قد ذكرناها في علاج القروح .
نسخة شياف للزحير : يؤخذ أفيون جندبيدستر كندر زعفران يتخذ منها شياف ويتحمل .
وأيضاً عفص فج أسفيذاج الرصاص كندر دم أخوين أفيون .
وأما الأضمدة فهي أضمدة تتخذ من صفرة بيض ومن لبّ السميذ ومن البابونج أو مائا المعصور من رطبه والشبث اليابس والخطمي ولعاب بزر كتان ونحو ذلك .
ومن جيد ما يضمد به مقعدته الكرّاث الشامي المسلوق مع سمن البقر ودهن الورد وقليل من شمع مصفى .
وأما البخورات فبخورات معمولة لهم يستعملونها إذا اشتدّ الوجع بأن يجلسوا على كرسي مثقوب تسوى عليه المقعدة ويجعل من تحتها قمع يبخر منه فمن ذلك أن يبخر بالكثير عن نوى الزيتون وبعر الإبل وإن تبخر بكبريت كثير دفعة انتفع به . وأما المياه التي يجلس فيها إما لتسكين الوجع فمثل مياه طبخ فيها الخبازي والشبث والبابونج والخطمي وإكليل الملك .
واما لحبس ما يسيل فالمياه المطبخ فيها القوايض .
ويجب أن يجمع بين المياه بحسب الحاجة فإن خرجت المقعدة غسلت بالشراب القابض ونظفت وأعيدت وقعد صاحبها في مياه قابضة جحاً أو ضمدت بعد الإعادة والرد بالقوابض المقوية مسحوقة مجموعة ببعض العصارات القابضه القوية .
المقالة الثالثة أوجاع الأمعاء
فصل في المغص
أسباب المغص إما ريح محتقنة أو فضل حاد لذاع أو بورقي مالح لذاع أو غليظ لحج لا يندفع أو قرحة أو ورم أو حميات أو حب القرع .
ومن المغص ما يكون على سبيل البحران ويكون من علاماته .
وكل مغص شديد فإنه يشبه القولنج وعلاجه علاج القولنج إلا المراري فإنه إن عولج بذلك العلاج كان فيه خطر عظيم بل المغص الذي ليس مع إسهال فإنه إذا اشتد كان قولنجاً أو إيلاوس وإذا تأدى المغص إلى كزاز أو قيء وفواق وذهول عقل دل على الموت .


العلامات : أما الريحي فيكون مع قراقر وانتفاخ وتمدد بلا ثقل وسكون مع خروج الريح .
وأما الكائن عن خلط مراري فيدل عليه قلة الثقل مع شدة اللذع الملتهب والعطش وخروجه في البراز ويشبه القولنج فإن عولج بعلاجه كان خطراً عظيماً وأما علامة الكائن عن خلط بورقي فلذع مع ثقل زائد وخروج البلغم في البراز .
وعلامة الكائن عن خلط غليظ لزج الثقل ولزوم الوجع موضعاً واحداً وخروج أخلاط من هذا القبيل في البراز .
وعلامة الكائن عن القروح علامات السحج المعلومة .
وعلامات الكائن عن الورم علامات الورم المذكورة في باب القولنج .
وعلامة الكائن عن الديدان العلامات لمذكورة في باب الديدان .
العلاج : يجب في كل مغص مادي لمادته سدد أن يقيأ صاحبه ثم يسهل .
أما المغص الريحي فيعالج أولاً بالتدبير الموافق واجتناب ما تتولد منه الرياح وبقلة الأكل وقلة شرب الماء على الطعام وقلة الحركة على الطعام .
ثم إن كانت الريح لازمة فيجب أن يعالج المعي بحقنة ليستفرغ الخلط المنجر إليها ويستعمل فيها شحم الدجاج ودهن الورد وشمع أو بمشروب إن كان المرض فوق مثل الشهرياران والتمري والأيارج في ماء البزور وكذلك السفرجلي ثم يتناول مثل الترياق والشجرينا ونحوه ومثل البزور المحللة للرياح .
صفة حقنة : يطبخ البسفايج والكمون والقنطوريون والشبث والسذاب اليابس والحلبة وبزر الكرفس أجزاء سواء في الماء طبخاً جيداً ثم يؤخذ منه قدر مائة درهم ويحل فيه من السكبينج والمقل من كل واحد وزن نصف درهم أو أقل أو أكثر بحسب الحاجة ويجعل عليه من دهن الناردين وزن عشرة دراهم أو دهن السذاب ومن العسل وزن عشرة .
صفة سفوف : يؤخذ كمّون وحبّ غار سذاب ونانخواه من كل واحد وزن نصف درهم ومن الفانيذ السجزي وزن خمسة دراهم يتخذ منه سفوف وهو شربة .
وأيضاً : يؤخذ من القنطوريون الغليظ وزن مثقال بمطبوخ .


ومما هو عجيب النفع عند المجربين كعب الخنزير يحرق ويسقى صاحب المغص الريحي أو يسقى من حب الغار اليابس وحده ملعقتان .
ومما ينفع منه ومن البلغمي حبّ البان وحب البلسان من كل واحد درهم ويشرب منه في الماء الحار بالغداة وبالعشي .
ومن الضمّادات المشتركة لهما البندق المشوي مع قشره يضمّد به الموضع حامياً وكذلك التكميدات بمثل الشبث والسذاب والمرزنجوش اليابس وتضميد السرة بحبّ الغار مدقوقاً يعجن بالشراب أو بماء السذاب ويحفظه الليل كله نافع جداً .
والغذاء للريحي والبلغمي من مثل مرق القنابر والديوك الهرمة المغذاة بشبث كثير وأفاويه وأبازير ويقتصر على المرق ويكون الخبز خميراً مملوحاً جيد الخبز .
والخشكار أصوب له .
والشراب العتيق الرقيق .
ويجب أن يستعملوا الرياضة اللطيفة قبل الطعام .
والقنفذ المشوي فيما قيل نافع من المغصين جميعاً .
وأما الكائن عن بلغم لزج فيقرب علاجه من علاج الريحي إلا أن العناية يجب أن تكون بالتنقية أكثر إما من تحت وإما من فوق .
ومما ينفع منه إن لم يكن إسهال سفوف الحماما وينفعه سقي الحرف مع الزبيب وأقراص الأفاويه .
وأما الكائن عن بلغم فيجب أن يبادر في استفراغه بحقن تربدية بسفايجية فيها تعليل ما بمثل السبستان والبنفسج وأن يستفرغ أيضاً بمثل أيارج فيقرا والسفرجلي ثم يستعمل الأغذية الحسنة الكيموس الدسمة دسومة جهدة مثل الدسومة الكائنة عن لحوم الحملان الرضع والدجاج والفراريج المسمنة ويقلل الغذاء مع تجويده ويشرب الشراب الرقيق القليل .
ومما ينفع في كل مغص بارد سقي ماء العسل مع حبّ الرشاد والأنيسون والوجّ وحب الغار وورق الغار والزراوند والقنطوريون وعود البلسان مفردة ومركبة .


وأما الكائن عن الصفراء فيجب أن تنظر فإن كان هناك قوة قوية ومادة كثيرة استفرغ ذلك بمقل طبيخ الهليلج أو بمثل ماء الرمانين وقليل سقمونيا أو بغير سقمونيا بل وحده ويتبعه الماء الحار وبمثل طبيخ من التمر الهندي والخيار شنبر والشيرخشت وما أشبه ذلك ثم يعدل المادة بمثل بزر قطونا مع دهن ورد وماء الرمان وعصارة القثاء مع دهن ورد ويضمد البطن بالأضمدة الباردة وفيها عنب الثعلب وفقّاح الكرم ويجب أن يخلط بها أيضاً مثل الأفسنتين .
والأغذية عدسية وسماقية وإسفاناخية وأمبر باريسية ونحو ذلك .
ويجب أن يتحرز عن غلط يقع فيه فيظن أنه قولنج ويعالج بعلاجه فيعطب المريض .
على إنا سنعود إلى تعريف تمام ما يجب أن يعالج به هذا القسم من المغص إذا تكلمنا في أصناف القولنج المراري .
فلينتظر تمام القول فيه هناك .
وأما الكائن عن القروح فعلاجه علاج القروح .
وقد ذكرناه .
وأما الكائن عن الورم فعلاجه علاج الورم .
وأما الكائن عن الديدان فعلاجه علاج الديدان ونحن قد فرغنا من بيان جميع ذلك .
القراقر تتولد عن كثرة الرياح ولدها أغذية نافخة أو سوء هضم بسبب من أسباب سوء الهضم يكون في الأعضاء أو يكون في الأغذية .
وأكثر ما يكون في الأغضاء فإنما يكون بسبب البرودة أو لسقوط القوة كما في آخر السل .
وأكثر ما يكون مع لين من الطبيعة وهيجان الحاجة إلى البروز .
وقد يكون في الأمعاء العالية الدقيقة فيكون صوتها أشدّ وفي الغلاظ فيكون صوتها أثقل .
وإذا خالطها الرطوبة كانت إلى البقبقة وقد تكون القراقر علامة للبحران ومنذرة بالإسهال وقد تكون بمشاركة الطحال وقد تعرض للميروقين للسدة كثيراً بسبب أن معاءهم تبرد وقد تكون إذا كان في الكبد ضعف .
وأما خروج الريح بغير إرادة فقد يكون لاسترخاء المستقيم وقد يكون لاسترخاء الصائم ويفرق بينهما بما يرى من قلة حس المقعدة أو من بروزها .


العلاج : يدير باجتناب الأغذية النافخة والكثيرة وبالصبر على الجوع وتقوية الهضم بما قد علمته وتحليل الرياح بالأدوية التي نذكرها في باب القولنج الريحي .
ومن الجيد في ذلك في أكثر الأوقات الكموني وأيضاً الفلافلي وأيضاً الوجّ المربى .
وإن كان مع إسهال فالخوزي .
وأيضاً يؤخذ من الكمّون ومن النانخواه ومن الكاشم ومن الكراويا من كل واحد جزء ومن الأنيسون جزءان ويستفّ منه بالفانيذ السجزي قدر خمسة دراهم ويعالج خروج الريح بغير إرادة بعلاج فالج المقعدة أو يتناول الترياق ودهن الكلكلانج وتمريخ ما فوق السرّة بدهن القسط ونحوه إن كان بسبب الصائم .
فصل في القولنج واحتباس الثفل
القولنج مرض معوي مؤلم يتعسر معه خروج ما يخرج بالطبع والقولنج بالحقيقه هو إسم لما كان السبب فيه في الأمعاء الغلاظ قولون فما يليها وهو وجع يكثر فيها لبردها وكثافتها ولبردها ما كثر عليها الشحم .
فإن كان في الأمعاء الدقاق فالآسم المخصوص به بحسب التعارف الصحيح هو إيلاوس ولكن ربما سمي إيلاوس في بعض المواضع قولنجاً لشدة مشابهته له .
وأسباب القولنج إما أن تقع خاصة في قولون أو تقع في غيره وتتأدى إليه على سبيل شركة مع غيره .
وأسبابه التي تقع فيه خاصة إما سوء مزاج مفرد حار أوبارد أو يابس .
والحار يفعل بشدة تجفيفه وتوجيهه الغذاء إلى الكبد ودفعه له إليها والبارد بتجميده أو لحدوث سوء المزاج المؤذي .
وأكثره في البلدان الباردة وعند هبوب الشمال .
والبرد قد يفعل ذلك من جهة شدة تسخينه الجوف فيجفف الثفل وشده لعضل المقعدة فيرفع الأثفال وما وأما سوء المزاج الرطب المفرد فلا يكون سبباً ذاتياً للقولنج اللهم إلا أن يعرض منه عارض يكون ذلك سبباً للقولنج بارداً أو رطباً مادياً وأما سوء مزاج مع مادة إما حارة تلهب وتلذع وتفرّق الاتصال وتتجاوز حدّ المغص إلى حد القولنج .


وإما باردة فتوجع إما لسوء المزاج المختلف البارد وإما بما يحدث من تفرق الاتصال أو بممرها وإن كان ذلك غير صميم القولنج .
وقد يحدثه البارد بما يتولد عنه الريح في جرم المعي ساعة بعد ساعة وربما كان الخلط الفاعل لهذا الوجع أو لما تقاربه سوداء وربما كان عروضه بنوائب وعند أكل الطعام وربما سكنه قذف شيء حامض سوداوي .
وإن كان مثل هذا القذف في مثل هذا الألم في الأكثر بلغماً ولّده برد الأعضاء وسوء الهضم والأغذية والفواكه والبقول .
وإما أن يكون سبب القولنج الخاص سدة تمنع البراز والأخلاط والرياح عن النفوذ وهي تندفع فتحدث وجعاً وتمدداً عظيماً .
وأكثر هذه السدّة إذا لم يكن ورم فإنه يقع بعد أن يمتلىء الأعور ثم يتأدى إلى قولون .
وهذه السدّة إما ورم في المعي وأكثره حار وإما من خلط بلغمي لزج يملأ قضاءه ويسده - وهو الكائن في الأكثر وهو الذي ينتفع بالحمى وإما من ريح معترضة وإما الالتواء فاتل للمعي لريح فتلت أوإنهتاك رباط أو قيلة أو فتق واندفاع من المعي إلى نواحي الأربية والخصية أو فتق وهذا الثفل ييبس إما لأنه ثفل أغذية يابسة وإما لأنه بقي زماناً طويلاً فييبس وكان سبب بقائه ضعف القوة الدافعة في الأمعاء فكثيراً ما يكون هذا البقاء بسبب شرب شيء مخدر يخدر القوي الفعالة في الثفل ومع ذلك فيجمد أيضاً أو لضعف القوة العاصرة في عضل البطن كما يعرض لمن يكثر الجماع أو بطلان حسّ المعي أو قلة انصباب المرار الدفاع الغسال وإما لأن الماساريقا تشفت منه رطوبة كثيرة لإدرار عرض مفرط أو رياضيات معرقة أو شدة تخلخل البدن لمزاج فيذعن لجذب الهواء المحيط الحار ولذلك كان الاستحمام بالماء الحار مما يحبس الطبيعة أو لهواء يبلغ من تسخينه أن يجذب الرطوبات ولو من غير تسخينه أن يجذب الرطوبات ولو من غير تخلخل أو لتخلخل ناصوري .


رق يكون بسبب صناعة تحوج إلى مقاساة حرارة مثل الزجاجة والحدادة والسبك أو لمزاج في البطن نفسه حار جداً يجفف بحرارته أو يكون السبب في تلك الحرارة في أقل الأحوال كثرة مرار حار ينصب إلى البطن فيحرق الثفل إذا صادفه متهيئاً لذلك لقلته أو ليبولسة جوهره وهذا في الأقل .
وإما في الأكثر فإنه يطلق الطبيعة .
وإذا عرض هذا القولنج في الأقل آذى وآلم المعي ألماً شديداً غير محتمل .
وربما كان سبب تلك الحرارة شدة برد الهواء الخارج فيحقن الحرارة في داخل ومع ذلك يدر البول ويشد المقعدة فتدفع الثفل إلى فوق أو لمزاج يابس في المعي والبطن ييبس الثفل أو لزحير وورم المستقيم فيحتبس الثفل .
وزعم بعضهم أنه ربما تحجر المحتبس وخرج حصاة .
وأما الذي يعرض بالمشاركة فمثل أن يعرض في الكبد أو في المثانة أو في الكلية أو في الطحال ورم فيشاركه المعي بما يضغط ذلك الورم من جوهره ويقبضه ويشدّه ومثل أن يشارك الكلية في أوجاع الحصاة فيضعف فعله من دفع الأخلاط فتحتبس فيه ويحدث قولنج بمشاركة الحصاة على أن وجع الحصاة مما يشبه وجع القولنج ويخفي الأعلى من له بصيرة وسنذكر الفرق بينهما في العلامات .
وقد يعرض القولنج والإيلاوس على سبيل عروض الأمراض الوبائية الوافدة فيتعدى من بلد إلى بلد ومن إنسان إلى إنسان قد حكى ذلك طبيب من المتقدمين وذكر أنه كان يؤدي في بعضهم إلى الصرع وكان صرعاً قاتلاً وبعضهم إلى انخلاع معي قولون واسترخائه مع سلامة من حسه وكان يرجى في مثله الخلاص وكان أكثره في إيلاوس وكان يصير قولنجان على سبيل الانتقال الشبيه بالحبران .


قال : وكان بعض الأطباء يعالجهم بعلاج عجيب وذلك انه كان يطعمهم الخس والهندبا ولحم السمك الغليظ ولحم كل ذي خف والأكارع كل ذلك مبرداً والماء البارد والحموضات فيشفيهم بذلك حتى شفي جميع من لم يقع به الصرع والفالج المذكور وشفي وقد يعرض القولنج لأصحاب التمدد لعجزهم عن دفع الثفل والأخلاط عن الأمعاء العالية كما أنهم يعجزون عن حبس ما يكون في السافلة وربما كان برد مزاجهم سبباً للقولنج .
وأكثر ما يعرض القولنج يكون عن بلغم غليظ ثم عن ريح يسد أو ينفذ في طبقات المعي وليفها فيفرق اتصالها فإن الريح ينفش في المعدة بسبب سعة المعدة وبسبب حرارة المعدة وقرب الأعضاء الحارة منها وينفش في الأمعاء بسبب رقّتها ويحتبس في الأخرى لأضداد ذلك من بردها و ضيقها وكثرة التعاريج فيها وصفاقة طبقتها .
والقولنج الريحي - وإن لم يخل من مادة تمدّ الريح - فإنما لا ينسب إلى تلك المادة لأن تلك المادة وحدها لا تسد الطريق على ما يخرج ولا توجع بذاتها بل بما يحدث عنها .
والبلغمي يؤلم بذاته ويسد بذاته .
وأما سائر الأقسام فأقل منهما ومما يهيىء الأمعاء للقولنج وخصوصاً الريحي هو الشراب الكثير المزاج والبقول وخصوصاً القرع والفواكه الرطبة وخصوصاً العنب وشرب الماء عليه والحركة عليها والجماع .
والمدافعة بإطلاق الريح ووصول برد شديد إلى المعي فيبردها ويكثفها ومما يهيىء الأمعاء للثفلي أكل البيض المشوي والكمّثري والسفرجل القابض والفتيت والسويق والجاورس والأرز وما يشبه ذلك والمجامعة الكثيرة وخصوصاً على طعام غليظ .
وأيضاَ فإن المدافعة بالتبرز قد توقع فيه .
وكل قولنج من خلط غليظ أو من أثفال فإن الأعور يمتلىء من مادته أولاً في أكثر الأمر ثم يتأدى إلى غيره وما لم يستفرغ المادة التي في الأعور لم يقع تمام البروز وربما كان القولنج مستمداً من فوق فكلما حقن أو كمد نزلت المادة فتضاعف الألم .


والحمى نافعة في كل ما كان من أوجاع القولنج سببه ريح غليظة أو بلغم أو سوء مزاج بارد وهي أجل الأمور النافعة للريحي والقولنج كثيراً ما ينتقل إلى الفالج ويبحرن به وذلك إذا اندفعت المادة الرقيقة إلى الأطراف فتشربها العضل وكذلك قد يبحرن بأوجاع المفاصل وربما انتقل إلى أوجاع الظهر البلغمي أوالدموي النافع منه الفصد لإنضاج الحرارة الوجعية والأدوية القولنجبة المنضجة للمواد الفجة .
وإذا انتقل إلى الوسواس والمالنخوليا والصرع فهو رديء .
وربما أدى إلى الأستسقاء بما يفسد من مزاج الكبد .
وإذا وافق القولنج أوجاع المفاصل ونحوها لم تظهر تلك الأوجاع لأسباب ثلاثة : لأن الوجع الأقوى يغفل عن الأضعف ولأن المواد تكون متجهة إلى جانب الألم المعوي ولأن الألم والجوع والسهر يحلل الفضول .
وإذا طال احتباس الثفل نفخ البطن ثم قتل .
وإذا قويت أعضاء القولنج ولم يقبل الفضول فكثيراً ما ترقى الفضول فيمرض الرأس .
وكثيراً ما يحدث القولنج عقيب استطلاقات تخلف الغليظ وكثيراً ما يوقع علاج القولنج والمغص فواقاً فاعلم جميع ذلك .


علامات القولنج مطلقاً : أما أعراض القولنج الحقيقي الذي لم يسبق استْحكامه فأن يقل ما يخرج من الثفل ويتدافع نوبة البراز وتقل الشهوة بل تزول أصلاً ويعاف صاحبها الدسومات والحلاوات وءانما يميل قليل ميل إلى حامض وحريف أو مالح ويكون مائلاً إلى التهوع والغثيان خصوصاً إذا تناول دسماً أو شم رائحة دسم وحلاوة ويضعف استمراؤه جداً ويجد كل ساعة مغصاً ويميل إلى شرب الماء ميلاً كثيراً ويجد وجعاً في ظهره وفي ساقيه ثم تشتد به هذه الأعراض فيتشد وتحتبس الطبيعة فلا يكاد يخرج و لا ريح وربما احتبس الجشاء أيضاً ويشتد المغص فيصير كأنه يثقب بطنه بمثقب أو كأنما أودع إمعاوه مسلة قائمة كلما تحرك ألم واشتد العطش فلم ير وصاحبه وإن شرب كثيراً لأن المشروب لا ينفذ إلى الكبد لسدد عرضت في فوهات المااساريقا التي تلي البطن وربما أكثر في بعضهم القشعريرة بلا سبب .
فإن احتيل في إخراج شيء من بطن القولنجي خرج رطوبات وبنادق كالبعر الكبير والصغير وشيء يطفو في الماء ويتواتر القيء المراري والبلغمي ويبتدىء في أكثر الأمر بلغمياً ثم مرارياً ثم ربما قذف شيئاً كراثياً وزنجارياً وربما قذف شيئاً من جنس سوداء متقطعاً فإن الأخلاط قد تفسد وتحترق من الوجع والسهر والأدوية الحارة .
وإنما يتواتر القيء لمشاركة المعدة للأمعاء ولكثرة المادة وفقدانها الطريق إلى أسفل ولأن طريق البراز إلى الأمعاء في أكثر الأمر ينسد فيقفف إلى فوق ولذلك يحمر البول فيه لأن جل المرار يتوجه إلى الكلية إذ لا يجد طريقاً إلى المرارة المرتكزة لما أمامها من السدة ولأن الوجع يحمر الماء ولأن الكلية تشارك في الألم .
ولذلك ربما احتبس البول أيضاً وقد يكون البول في أوائله على لون ماء الحمص أو ماء الجبن وربما أصابه خفقان عظيم فاحتاج صدره إلى إمساك باليد وربما اندفع الأمر إلى العرق البارد والغشي وبرد الأطراف واختلاط الذهن .


علامات سلامة القولنج : أسلم القولنج ما لا يكون الاحتباس فيه بشديد أويكون الوجع منتقلاً وربما خف كثيراً وإن كان يعود بعده ويجد صاحبه بخروج الريح والبراز واستعمال الحقن راحة بينة كما أن ضده أصعب القولنج .
العلامات الرديئة في القولنج : شدة الوجع وتدارك القيء والعرق البارد وبرد الأطراف لشدة وجع البطن وميل الدم والروح إليه .
وإذا أدى إلى الفواق المتدارك وإلى الاختلاط والكزاز واحتبس كل ما يخرج فلا يخرج ولا بالحيلة قتل .
وفي غرائب العلامات من كان به وجع البطن فظهر بحاجبه آثار بثر أسود كالباقلا ثم تقرح وبقي إلى اليوم الثاني أو أكثر فإنه يموت .
وهذا الإنسان يصيبه السبات وكثرة النوم في ابتداء مرضه وجودة النفس حينئذ قليلة الدلالة على الخلاص فكيف رداءته .
فرق ما بين القولنج وحصاة الكلى : قد تعرض في حصاة الكلي الأعراض القولنجية المذكورة جلها لأن قولون نفسه يشارك الكلية فيعرض له الوجع لكن الفرق الذي يخصّه ويعرض له أعراض التي تناسب ذلك الوجع بينهما قد يكون من حال الوجع ومن جهة المقارنات الخاصة ومن جهة ما يوافق ولا يوافق ومن جهة ما يخرج ومن جهة مبلغ الأعراض ومن جهة الآسباب والدلائل المتقدمة .
أما حال الوجع فيختلف فيها بالقدر والمكان والزمان والحركة .
أما القدر فلأن الذي للحصاة يكون صغيراً كأنه سلاة والقولنجي كبيراً .
وأما المكان فإن القولنجي يبتدىء من أسفل ومن اليمين ويمتد إلى فوق وإلى اليسار وإذا استقر انبسط يمنة ويسرة وعند قوم أنه لا يبتدىء قولنج البتّة من اليسار وليس ذلك بصحيح فقد جرّبنا خلافه ويكون إلى قدام ونحو العانة أميل منه إلى خلف .
والكلى يبتدىء من أعلى وينزل قليلاً إلى حيث يستقر ويكون أميل إلى خلف .


وأما الزمان فلأن الكلي قد يشتد في وقت الخلو والقولنجي يخص فيه ويشتد عند تناول شيء والقولنجي يبتدىء دفعة وفي زمان قصير والحصوي قليلاً قليلاً ويشتد في آخره ولأن في الكلي يكون أولاً وجع في الظهر وعسر في البول ثم العلامات التي يشارك فيها القولنج .
وفي القولنج تكون تلك العلامات ثم الوجع .
وأما الحركة فلأن القولنجي يتحرّك إلى جهات شتى والكلي ثابت .
وأما من جهة المقارنات الخاصة .
فإن الاقشعرار يكثر في الكلى ولا ينسب لقولنج .
وأما الفرق المأخوذ من جهة ما يوافق وما لا يوافق فلأن الحقن وخروج الريح والثفل يُخفّف من وجع الكلي تخفيفاً يعتد به في أكثر الأحوال .
والأدوية المفتتة للحصاة تخفف وجع الكلية ولا تخفف القولنج .
وأما من جهة ما يخرج فإن الكلي ربما لم يكن معه احتباس شيء إذا خرج كان كالبعر والبنادق وكإخثاء البقر وطافياً وربما لم يكن احتباس أصلاً ولا قراقر ونحوها .
والقولنجي لا يخلو من ذلك .
وأما من جهة مبلغ الأعراض فلأن وجع الساقين والظهر والقشعريرة في الكلي أكثر لكن سقوط الشهوة والقيء المراري والبلغمي .
وقلة الإستمراء وشدّة الألم والتأدى إلى الغشي والعرق البارد والانتفاع بالقيء في الكلي أقل .
وأما من جهة الأسباب .
والدلائل المتقدمة فإن تواتر التخم وتناول الأغذية الرديئة ومزاولة المغص والقراقر واحتباس الثفل يكون سابقاً في القولنج .
والبول الرملي والخلطي في وجع الكلي وأولاً يكون في الكلى بول رقيق ثم خلط غلظ ثم رملي .
علامات تفاصيل القولنج علامات البلغمي منها : قد يدل أن القولنج بلغمي تقدم الآسباب المولدة للمبلغم من التخم ومن أصناف الأغذية والسن والبلد والوقت وسائر ما علمت .
ويدلّ عليه خروج البلغم في الثفل قبل القولنج ومعه عند الحقن وبرودة الأسافل وثقل محسوس وشدّة الاحتباس جداً فلايخرج شيءمن ثفل أوخلط أوريح فإن خرج شيء خرج كإخثاء البقر وكما يخرج في الريحي .


لكن في الريحي يكون أخف ويكون الوجع طويل المدة ولا يجب أن يفتر بما يشتد من العطش والالتهاب ويحمر من الماء فيظن أن العلة حارة فإن ذلك مشترك للجميع .
فصل في علامات الريحي
علامات الريحي لقدم أسبابه المعلومة مثل كثرة شرب الماء البارد وشرب الشراب الممزوج والبقول النفاخة والفواكه واتفاق طعام لم ينهضم وقراقر وإحساس انفتال في الأمعاء وتمدد وتمزّق شديد كأنما تثقب الأمعاء بمثقب وكأنما أوجع الأمعاء مسلة وهذا قد يكون في البلغمي إذا حبس الريح أو ولدها .
لكنه يكون في الريح أشد .
ولا يحس في الريحي بثقل شديد ويكون قد تقدم في الريحي قراقر كثيرة ورياح قد سكنت فلا تقرقر الآن ولا تخرج .
وإنما لعلها أن تقرقر عند التكميد والغمز وربما ثبت الوجع ولم ينتقل وربما عرف الانتفاخ باليد .
وفي الأكثر ينتفع بالغمز وربما نفع التكميد منه وربما لم ينفع .
وذلك إذا كانت المادة الفاعلة للريح ثابتة كلما وجدت حرارة وتسخيناً فعلت ريحاً .
وقد يدل عليه الثفل الحثوي الذي يطفو على الماء لكثرة ما فيه من الريح وربما كان معه البطن ليناً وربما أسهل وأخرج أخلاطاً فلم ينتفع بها لإحتباس الريح الغليظة في الطبقات .
والذي يكون في انتقال وجع أسلم والذي يكون فيه انتفاخ البطن كالطبل رديء .
علامات الثفلي : علامات الثفلي تقدم أشياء هي احتباس الثفل قبل حدوث الألم بمدة ويكون هناك ثفل شديد جداً ويحس كأن المعي ينشقّ عن نفسه وإذا تزخَر لم يخرج شيء بل ربما خرج شيء لزج فيغلظ .
لكن الثفلي المراري يدل عليه صبغ الثفل وكثرة ما يخرج من المرار والحرقة والالتهاب واللذع .
والتأدي السالف بإسهال المرة وجفاف اللسان .
والثفلي الكائن عن تخلخل البدن فيدل عليه سبق قلة الثفل ولين البدن وسرعة تأذيه من الحرّ والبرد الخارج .
والثفلي الكائن عن حرارة البطن أو يبوسته يدل عليه وجود الالتهاب في المراق أو يبس المراق وقحولتها ويبس البراز وسواده إلى حمرة ما .


وأما الثفلي الكائن عن تحليل الهواء والرياضة والتفرق وغير ذلك فيدل عليه سبق قلة الثفل مع وقوع الآسباب المذكورة .
وعلامة الكائن من احتباس الصفراء المنصبّ إلى الأمعاء ثفل وانتفاخ بطن وبياض لون البراز وعسر خروجه مع وجع ممدد للثفل والمزاحمة الكائنة منه فقط وربما قارنه يرقان .
وعلامة الأحتباس الكائن بسبب البرد من الكبد أو غيره أن لا يكون نتن ويكون اللون إلى الخضرة .
وعلامة الكائن من السوداء حموضة الجشاء وسواد البراز وانتفاخ من البطن مع قلّة من الوجع .
فصل في علامات القولنج الورمي
أما علامات الكائن من الورم الحار فوجع متمدّد ثابت في موضع واحد مع ثقل وضربان ومع التهاب وحمى حادة وعطش شديد وحمرة في اللون وتهيج في العين واحتباس من البول وهو علامة قوية وتأذ بالإسهال .
وربما كان هذا الوجع مع لين من الطبيعة وربما تأدى إلى برد الأطراف مع حر شديد في البطن وربما احمر ما يحاذيه من البطن فإن كان الورم صفراوياً كان التمدد والثقل والضربان أقل والحمى والالتهاب .
واللذع أشد .
وأما علامات الكائن من ورم بارد بلغمي وهو قليل فأن يكون وجع قليل متصل يظهر في موضع واحد خصوصاً عند انحدار شيء مما ينحدر عن البطن وينال باليد انتفاخ مع لين وتكون السحنة سحنة المترهلين ويكون قد سبق ما يوجب ذلك من تناول الألبان والسمك واللحوم الغليظة والفواكه والبقول الباردة الرطبة ويكون المني بارداً رقيقاً فإنه علامات موافقة لهذا ويكون البراز بلغمياً .
فصل في علامات الالتوائي والفتقي
علامة الالتوائي حصوله دفعة بعد حركة عنيفة كوثبة شديدة أو سقطة أو ضربة أو ركض أو مصارعة أو حمل ثقل أو انفتاق فتق أو ريح شديدة ويكون الوجع متشابهاً فيه لا يبتدىء ثم يزداد قليلاً قليلاً وقد يدلّ الفتق على الفتقي لتعلم ذلك .
فصل في علامات الأصناف الباقية من القولنج


الخفيف مثل الكائن عن برد أو ضعف حس أو عن ديدان : علامات الكائن عن برد الأمعاء : قلة العطش وطفو البراز وانتفاخه واحتباس برد في الأمعاء وخفة الوجع وربما كان المني معه بارداً .
وعلامة الكائن عن المرة الصفراء : الأسباب المتقدمة والسن والبلد والسحنة والفصل وغير ذلك وما يجده من لذع شديد وتلقب واحتراق وتأذ بالحقن الحادة وتأذ بما يسقل وينزل المرار وتأذٍ بالجوع وانتفاع بالمعدلات الباردة واستفراغ مرار - إن لم تكن المادة متشرّبة - وهيجان في الغب .
وربما صحبته حمى وربما لم تصحبه ولا تكون حمى كحمى الورمي في عظم الأعراض وربما صحبه وجع في العانة كأنه نخس سكين ولا تكن ريح .
وعلامة الكائن من ضعف الدافعة أن يكون قد تقدمه لين من الطبيعة وحاجة إلى قيام متواتر لكنه قليل قليل وتقدم أسبابه مما ينهك القوة من حز أو برد وصل أو متناول .
وكثيراً ما يتفق أن يكون البطن ليناً أو معتدلاً وكمية البراز وكيفيته على المجرى الطبيعي لكنه يحتاج في أن يخرج الثفل إلى استعمال آلة أو حمول .
وربما كان ذلك لناصور .
وعلامة الذي من ضعف الحس أن تكون المتناولات المائلة بكيفية البراز إلى اللذع لا تتقاضى بالقيام .
وهذه مثل الكراث والبصل والجبن والحلبة وأيضاً فأن تكون الحمولات الحادة لا يحس بأذاها إذا احتملها ويكون البطن ينتفخ مما يتناول فيحتبس ولا يوجع وجعاً يعتد به وقد يتفق أن يكون هناك ناصور يفسد الحس .
وعلامة الكائن من الديدان علامات الديدان وتقدّم خروجها .
المقالة الرابعة علاج القولنج
والكلام في إيلاوس وأشياء جزئية من أمراض الإمعاء وأحوالها
فصل في قانون علاج القولنج
يجب أن لا يدافع بتدبير القولنج فإنه إذا ظهرت علامات ابتدائه وجب أن يهجر الامتلأ ويبادر إلى التنقية التي بحسبه وإن كان عقيب طعام أكله قذفه في الحال وقذف معه ما يجيب من الأخلاط حتى يستنقي . والقيء قد يقطع مادة القولنج الرطب والصفراوي .


فإن أفرط حبس بحوابس القيء ومما هو جيد في ذلك أن يجعل في شراب النعناع المتخذ من ماء الرمان شي من كمون وسماق .
ومما لا استصوب فيه أن يسارع إلى سقي المسهّل من فوق فإنه ربما كانتّ السدة قوية وكانت أخلاط وبنادق قوية كبيرة فإذا توجه إليها خلط من فوق فربما لم يجد منفذاً وتأس التدبير إلى خطر عظيم فالواجب أولاً أن يبدأ بتحشي المليّنات المزلقة مثل مرقة الديك الهرم التي سنصفها بعد بل قد وصفناها في ألواح الأدوية المفردة ثم تستعمل الحقنة الملينة فإن كان هناك حمّى فبدل ماء الديك ماء الشعير له ليأخذ الأخلاظ والبنادق من تحت قليلاً قليلاً .
فإذا أحسّ بأن البنادق والأخلاط الغليظة جداً قد خرجت فإن وجب سقي شيء من فوق فعل وإن أمكن أن ينقي من فوق بالقيء المتواتر فعل .
وإنما تشتدّ الحاجة إلى السقي فوق إذا كانت المادة مبدؤها المعدة والأمعاء العليا وعلم أن المعدة كانت ضعيفة وكثيرة الأخلاط ووجد الامتلاء فوق السرة والثفل هناك .
فإن كان كل هذا يستدعي أن يسقل من فوق وكذلك إن عرض القولنج عقيِب السحج فالعلاج من فوق أولى .
وهذا الضرب من القولنج وهو الذي ابتداؤه من المعدة والأعالي وأن يكون فيها مادة مستكنة ثم إنها ترسل إلى المعي المؤفة مادة بعد مادة فكلما وصلت إليه أعادت الوجع واحتاجت إلى تنقية مبتدأة .
فإذا شرب المسهل فإما أن يخرجها ويريح منها وإما أن يحدرها إلى أسفل إلى موضع واحد فتنقيها حقنة واحدة أو أقل عدداً مما يحتاج إليه قبل ذاك .
فإذا لم يجب سقي الدواء من فوق لضرورة بينة فالأحب إلي أن لا يسقي من فوق البتة شيء ويقتصر على الحقن وذلك لأن أكثر القولنج يكون سببه خلطاً غليظاً لحجاً لحوجاً لا يخرج بتمامه بالمستفرغات .
وإذا شرب الدواء من فوق استفرغ لا من المعدة والأمعاء وحدهما بل من مواضع آخرى لا حاجة بها إلى الإستفراغ البتة وذلك يورث ضعفاً لا محالة .


فإذا كان هذا ثم كانت الحاجة إلى تنقية المعي داعية إلى حقن كثيرة واستفراغات متواترة ضعفت القوة جداً فبالحري أن يقتصر ما أمكن على الحقن وما يجري مجراها فإنها ما وجدت في المعي خلطاً لم يجذب من مواضع آخرى ولم يستفرغ من سائر الأعضاء استفراغاً كثيراً .
وإن كررت الحقنة مراراً كثيرة بحسب لحاج الخلط المولد للوجع لم يكن من الخطر فيه ما يكون إذا استفرغ من فوق بأدوية تجذب من البدن كله .
وإذا كانت الحقنة لا تخرج شيئاً والمادة لم تنضج فتصبر ولا تحقن خصوصاً بالحقن الحادة فإن وقتها بعد النضج على أن الحقن الحادة يخاف منها على القلب والدماغ .
وكثيراً ما يحقن فلا يسهل بل يصدع ويثير فيجب أن يعان من فوق .
وربما كان استطلاق من فوق وسدة من أسفل فيحتاج أن يثخن من فوق بالقوابض حتى يصير الجنس واحداً ثم يستفرغ ويجب أن تلين الحقن إذا كانت هناك حمى ويكثر دهنها ليكسر ملوحة الملح الذي ربما احتيج إلى درهمين ونصف منه .
وإذا كانت الحقنة لا تنزل شيئاً فاسقِ أيارج فيقرا المخثر أو اليابس وذلك عقيب تناول مثل الشهرياران والتمري .
ولا يجب أن يقوى أيارجهم بالغاريقون فإنه غواص مقيم في الأحشاء ويجب أن لا يحقن وفي المعدة شيء فيجذب خاماً إلى أسفل ويجب أن لايدارك بالحقن بل يوقع بينها مهلة .
والقولنج الصفراوي تتلقى نوائبه بشرب حب الذهب وربما اتفق إن كانت الأدوية الجاذبة من البدن تجذب إلى الأمعاء أخلاطاً رديئة آخرى وربما جذبت أخلاطاً ساحجة ! فيجتمع السحج والقولنج معاً .
وهذا من الآفات المهلكة .
وأردأ ما يسقى في القولنج من المسهلات أن يكون كثير الحجم متفرزاً منها فلا يبقى في المعدة بل الحبوب والأبارجات وكل ما هو أقل حجماً وأعطر رائحة فهو أولى بالسقي .
ويجب أن تكون العناية بالرأس شديدة جداً حتى لا يقبل أبخرة ما يحتبس في البطن وأبخرة الأدوية الحادة التي لا بد من استعمالها في أكثر العلل القولنجية .


فربما أدى ذلك ! إلى الوسواس واختلاط العقل وكل محذور في القولنج .
ومما يتولد بسببه من المضرة أن الطبيب لا يمكنه أن يتعرف صورة الحال من العليل فيهتدي إلى واجب العلاج .
وهذه العناية تتم بالطيب الباردة وبالأدهان الباردة وسائر ما أشرنا إليه في تبريد مزاج الرأس وربما اتفق أن تكون الحاجة إلى تسخين المعي مقارنة للحاجة إلى تبريد الكبد فيراعى ذلك بالأضمدة المبرّدة للكبد ونحوها وتصان ناحية الكبد عن ضمادات البطن ومروخاتها الحارة وكذلك حال القلب وأوفق ما يبرّد به العصارات الباردة مع الكافور والصندل ويجب حينئذ أن يجعل بين نواحي الأمعاء ونواحي الكبد والقلب حاجز من ثوب أو خمير أو نحوه يمنع أن يسيل مايخص أحدهما إلى الآخر .
والعطش يكثر بهم وليس إلا أن يشرب القليل إذا كان ذلك القليل ممزوجاً بشيء من الجلاب كان أنفع شيء للعطش لمحبة الكبد الشيء الحلو وتنفيذه له .
علاج القولنج البارد : وأما تدبير القولنج البارد على سبيل القانون فأن لا يبادر فيه إلى التخدير فإن المبادرين إلى تسكين الوجع بالمخدرات يركبون أمراً عظيماَ من الخطر ليس هو بعلاج حقيقي في شيء وذلك لأن العلاج الحقيقي هو قطع السبب والتخدير تمكين للسبب وإابطال للحس به وذلك لأن السبب إن كان خلطاً غليظاً صار غلظ أو بارداً أو نفس برد مزاج صار أبرد أو ريحاً ثخينة صارت أثخن أو شدة تكاثف جرم المعي فلا ينحل منها المحتبس فيها صار أشد تكاثفاً ويعود الألم بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أشد مما كان فلا يجب أن يشتغل به ما أمكن وما وجد عنه مندوحة بل يشتغل بتبعيد السبب وتقطيعه وتحليله وتوسيع مسام ما احتبس فيه بإرخائه .


وأكثر ما يمكن هذا بأدوية ملطفة ليست شديدة الآسخان فإن شديد الإسخان إذا طرأ على المادة بغتة لم يؤمن أن يكون ما يهيجه من الريح وما يحلله من المادة أكثر مما يحلله من الريح بل يجب أن يكون قدره المقدار الذي يفعل في الريح تحليلاً قوياً وفي المادة الرطبة تلطيفاً وإنضاجاً لا تحليلاً قوياً ولذلك ربما كفا هجر الطعام والشراب أياماً ولاء وكذلك فإن التكميد ربما هاج وجعاً شديداً فيضطر حينئذ إما إلى ترك التكميد وإما إلى التكرار والاستكرار منه لتحليل ما هيجُه الأول من الريح .
ثم إذا استعملت الحقن المستفرغة فيجب أن كان الثفل محتبساً أن يبتدىء أولاً بما فيه إزلاق للثفل للعابات فيه وأدهان وأدوية ثفلية وهي التي تصلح لعلاج القولنج الثفلي الصرف هذا إن كان ريحياً ثم بعد ذلك يستعمل الحقن المستفرغة للبلغم إن كان بلغمياً أو المحللة للريح المستفرغة ويجب أن تعلم أنه ربما استفرغ كل شيء من الأخلاط وبقي شيء قليل هو المصاقب لناحية الألم والفاعل للألم فيجب أن لا يقال أن العلاج ليس ينفع بل يستفرغ ذلك أيضاً بالحقن وربما كان ذلك ريحاً وحدها ويدل عليه دلائل الريح فيجب أن يستعمل الحقن المقوية للعضو والمحللة للريح بالتسخين اللطيف .
وربما كفى حينئذ شرب معجون قوي حار مثل الترياق ونحوه وربما كفى وضع المحاجم بالنار على موضع الوجع وربما كفاه شرب البزور المحلّلة للرياح وربما كفى شرب الشراب المسخن وربما كفاه الأضمدة المحللة .
والأقوى منها المحمّرة الخردلية فإنها ربما حلّلت وربما جذبت المادة إلى عضل البطن .
ومياه الحمات في الوجع الشديد إذا استحم بها نفعت أيصاً والماء النوشادري عجيب في ذلك مطلقاَ ولو شرباً إن كان بحيث يحتمل شربة .


وكذلك الأبزن المتخذ من ماء طبخ فيه الأدوية المحللة الملطفة وربما كفى الدلك اللطيف للبطن مع ذلك قوي للساق وربما هيج الوجع شرب الماء البارد وهو أضر شيء في هذه العلة مع قلة الغذاء في إسكان العطش .
والنبيذ الصلب القليل خير منه والحار أسكن للوجع .
وأضر شيء بهؤلاء البرد والهواء البارد .
كما أن أنفع الأشياء لهم هو الحر والهواء والماء الحاران .
وإذا كان السبب برد الأمعاء وكانت المراق رقيقة أسرع إلى صاحبه القولنج كل وقت فيجب أن يدفأ بطنه دائماً ويمنع عنه البرد بما يلبس من وبر أو يشدُ عليه منه واستعمال المروخات من الأدهان الحارة والنطولات الحارة التي سنذكرها نافع منه .
وربما احتيج إلى تكميدات وربما احتيج إلى أن يجعل في أدهانه الحارة الجندبيدستر والأوفربيون وما كان من القولنج الباردة سببه ما ذكرناه من تحلب شيء فشيء إلى موضع مؤف فيحدث حينئذ الوجع فعلاجه استفراغ لطيف مفرق متواتر إلا أن يغلم أن هناك مادة كثيرة فتستفرغ .
وأما على سبيل التحلب والتولد فالواجب أن يسقى عند وقت نوبة الوجع وفي ليله شيئاً مثل حب الصبر وحب الأيارج والحب المركب من شحم الحنظل والسقمونيا والسكبينج والصبر يسقى من أيها كان نصف مثقال إلى ثلثي مثقال فإن هذا إذا داموا عليه أياماً وأصلحوا الغذاء عوفوا وخلصوا .
القوانين الخاصة بالريحي من بين القولنج البارد : ويجب أن يستعمل الحقن والحمولات والأضمدة التي نذكرها ويهجر الغذاء أصلاً ولو أياماً ثلاثة وينام ما أمكنه ويجتهد في قلع مادة الريح بالحقنة الجلاّءة وفي تسخين العضو بها ومن خارج على النحو الذي ذكرناه قبل .


فإن لم يخف أن هناك خلطاً فيسخن ما شئت وكمد ما شئت واجتهد أيضاً في وضع المحاجم بالنار من غير شرط وإذا كانت الطبيعة مجيبة فليستعن بالدلك الرقيق لموضع الوجع والتمريخ بمثل دهن الزنبق وهن الناردين ودهن البان مسخّنات والتكميد بالجاورس والملح المسخن على المقدار الذي تراه أوفق وتجرب أشكال الاضجاع .
والآستلقاء والانبطاح أيها أوفق له وأدفع للريح ومما ينفعه من المشروبات أن يسقى الكروايا وبزر السذاب في مياه البزور أو في الشراب العتيق أو في ماء العسل أو مع الفانيذ وربما سقي الفلونيا فخلص .
فصل في صفة المسهّلات لمن به قولنج بارد من ريح أو مادة بلغمية
حقنة تخرج البلغم والثفل : يؤخذ من الحسك والبسفايج والحلبة والقرطم ومن السبستان أجزاء سواء ومن التربد وزن درهمين ومن شحم الحنظل الصحيح الغير المدقوق وزن نصف مثقال ومن التين عشرة عدداً ومن بزر الكتان ومن بزر الكرفس والأنيسون والقنطوريون الدقيق وحبّ الخروع المرضوض والبنفسج من كل واحد خمسة دراهم ومن السذاب باقة ومن ورق الكرنب قبضة يطبخ في ماء كثير برفق حتى يعود إلى قليل ويمرس ويصفى ويؤخذ منه قريب مائة درهم ويداف فيه من الخيار شنبر وزن سبعة دراهم ومن السكر الأحمر وزن سبعة دراهم ومن السكبينج والمقل من كل واحد وزن درهم ومن البورق وزن مثقال ومن دهن الشيرج خمسة عشر درهماً ويحقن به وربما جعل فيه من مرارة الثور .
يؤخذ أخلاط تلك الحقنة ويجعل فيها من الشحم أكثر من ذلك ويؤخذ حب الخروع وزن خمسة دراهم ويحلب في ماء اللبلاب ويصب على ما يصفى عنه الحقنة الأولى يجعل بدل الخيار شنبر والسكر وزن خمسة عشر درهماً عسلاً ويجعل دهنه دهن القرطم ويجعل فيه مثل السكبينج جاوشير أعني نصف درهم ويستعمل .
وربما جعل فيه دهن الخروع .


وكثيراً ما يقتصر على طبيخ البزور والحاشا والصعتر والزوفا والكمون وفطر اسالبون وبزر السذاب والبسفايج والقنطوريون والفوذنج والانجذان ثم يداف فيها عصارة قثاء الحمار قريباً من نصف درهم ويحقن به أو يطبخ معها أصول قثاء الحمار وشيء من شحم الحنظل ويداف فيه سكبينج وجاوشير ومقل من كل واحد وزن درهم ويحقن به .
وكثيراً ما طبخت هذه الأدوية في زيت أو دهن حار وأحتقن به .
وكثيراً ما يحقن بالسكنجبينات المقطعة فاعلم ذلك .
سكنجبين يحقن به أصحاب القولنج : يؤخذ من الخل قسط ومن العسل قسط ومن شحم الحنظل ثلاثة مثاقيل ومن الفلفل آوقية ومن الزنجبيل أوقيتان ومن بزر السذاب البستاني ومن الحماما ومن الكاشم ومن الأنيسون والأفتيمون من كل واحد أربعة مثاقيل ومن الكمّون الكرماني وزن مثقالين ومن بزر الشبث مثقالان ومن البسفايج أوقية يرض ذلك كله ويطبخ في الخل والعسل حتى ينتصف ثم يصفى ويحقن به وربما جعل فيه إنجدان ونشاستج أيضاً وليس أنا شديد الميل إلى مثل هذا من التدبير .
حملان وحقنة نافعة مسكنة للوجع لبعض القدماء جيدة : وذلك أن يؤخذ صبر وجندبادستر وميعة وعلك الأنباط من كل واحد أوقية عصارة بخور مريم طري أوقيتان أفيون أوقية ونصف يحتفظ به ويستعمل منه عند الحاجة قدر باقلاة ويجعل في بعض الحقن وربما جعل في بعض اهال الشحوم والأدهان وحقن به .
حقنةة لا نظير لها في قوتها إذا كان ثفل عاص مع بلاغم شديدة اللزوجة متناهية في القوة والعصيان : وهو أن يحقن بماء الأشنان الرطب يؤخذ منه نصف رطل مع أوقية دهن حلّ وخمسة دراهم بورق .


وأقوى من هذا أن يؤخذ من حب الشبرم وورق المازريون والكردمانا المقشر وبخور مريم وهو عرطنيثا وقشور الحنظل وشحم وقثاء الحمار وتربد وبسفايج يطبخ الجميع في الماء على الرسم في مثله ثم يلقى على سلاقته دهن الخروع والعسل ومرارة البقر ويحقن به أو تجعل هذه الأدوية في دهن حار ويحتقن بها ودهن قثار الحمار إذا احتقن به فربما آخرج بلغماً لزجاً كثيراً إذا صبر على الحقنة ساعات وكذلك دهن الفجل والكلكلانج والخروع وربما احتيج عند شدة الوجع أن يجعل في هذا الحقن حلتيت وأشق وزرق الحمام والقطران خاصة بما يسخن من العضو والأوفربيون في بعض الأوقات وربما احتقن بالقطران مضروباً في ماء العسل الكثير الأفاويه فيسكن الوجع وعصارة بخور مريم عجيبة جداً وربما احتيج إلى سقمونيا وأوفربيون وغيره وقد يمدحون دواء يسمى ذنب الفار إذا وقع في الحقنة انتفع به وربما حقن بوزن درهمين جندباستر في زيت .
وأيضاً يؤخذ من الزفت وزن ثلاثة دراهم يصب عليه من الطلاء ودهن السذاب والسمن من كل واحد اسكرجة ويستعمل .
وربما جعل في الحقنة القوية ورق التين ولبن ولحاء الشجر .
أدوية مشروبة مسهلة للبلغمي : من الحبوب القوية النفع في ذلك حب الشبرم بالسكبينج وأيضاً حب السكبينج بالشقاقل وحبّ السكبينج بالحرمل وأيضاً يؤخذ تربد وصبر سقطري وشحم الحنظل أجزاء سواء سقمونيا ثلث جزء يجمع بعسل منزوع الرغوة ويحبب .
حبّ جيد للبلغمي : يؤخذ من شحم الحنظل وزن دانق ومن التربد وزن درهم ومن عصارة قثاء الحمار وزن نصف دانق ومن الجندبادستر وزن دانق ومن الزنجبيل وزن دانق ومن أيارج وأما المسهلات الآخرى فمثل الأسقفي والتمري والشهرياران والأيارج مقوى بشحم الحنظل ومعه دهن الخروع ومثل السفرجلي .
وإذا اختلط ثفل وبلغم وكان الثفل كثيراً متبندقاً لا يجيب دعت الضرورة إلى استعمال مسلات قوية منها حب بهذه الصفة : يؤخذ أوفربيون وحب المازريون النقي وسقمونيا بالسوية والشربة منه درهم .


مسهّل آخر قوي جداً : يؤخذ قفيز من زبل الحمام وحزمة شبث ودورق ماء فيطبخ إلى النصف ويصفى ويسقى منه أوقيتان وهو شديد القوة والخطر .
وجميع اليتوعات تحل ألبانها القولنج مثل اللاعية ومثل الشبرم ونحوه ويعرف حبه بحب الضراط ومثل ضرب من اليتوعات عليه كآذان الفار يشبه المرزنجوش الكبير الورق ويتعالج به من لدغ العقرب وله لبن كثير وقد ذكرناه في الأدوية المفردة .
صفة حمولات قوية تخرج الثفل الكثير مع البلغم اللزج : منها أن تطلب الملح الحجري فيحمل منه بلوطة ويجب أن يكون طولها ستة أصابع ومنها بلوطة كبيرة تتخذ من خرء الفار أو تتخذ فتيلة من الفجل وتلوث بالعسل وتحتمل أو بلوطة من عسل مخلوط بشحم حنظل وبلوطة من قثاء الحمار وشحم الحنظل ومرارة البقر والنطرون والعسل أو شحم حنظل مع فانيذ سجزي وحده وأيضاً شحم الحنظل عنزروت فانيذ وأيضاً عسل ورجين وشحم الحنظل وملح نفطي أجزاء سواء وأيضاً شيء مشترك للبلغمي والثفلي والريحي .
نسخته : يؤخذ من شحم الحنظل ومن الجندبادستر من كل واحد مثل نواة ومن القطران ملعقتان يستعمل مع شيء من عسل .
وعصارة بخور مريم قوية جداً يحتاج إليها إذا لم ينجع شيء .
وكثيراً ما يحتاج إلى استعمال السقمونيا وبزر الأنجرة بل الأوفربيون .
صفة حقنة جيدة للريحي : تؤخذ الحاشا والزوفا والسذاب اليابس والصعتر والشوصرا والوج وبزر السذاب وبزر الفنجنكشت .
وحبّ الخروع المرضوض والبابونج والحسك والقنطوريون والشبث والبزور الثلاثة يعني بزر الكرفس والرازيانج والكمّون والانجدان والفطراساليون أجزاء سواء يطبخ في عصارة السذاب والفوتنج طبخاً شديداً في عصارة كثيرة حتى يرجع إلى قليل ثم يؤخذ من الزيت جزء ومن العصارة المطبوخة جزءان ويطبخان حتى يبقى الزيت وحح ! ثم يؤخذ منه قدر حقنة ويجعل فيه شحم البط والماعز وشيء من جاوشير وسكبينج ويحقن به .


وإن أخذت العصارة نفسها وحل فيها من الصموغ المذكورة مع شحومها وجعل فيها وزن عشرة درهم عسل واحتقن به كان نافعاً .
وإدخال الجندبادستر والحلتيت في حقنهم نافع جداً .
وربما حقن بوزن عشرين درهماً زيتاً قد أذيب فيه وزن عشرة دراهم ميعة سائلة فكان نافعاً وربما احتقن بالبورق الكثير المحلول في عصارة السذاب والمبلغ إلى عشرة دراهم أو من الملح إلى خمسة عشر درهماً وقد يحقنون بدهن السذاب ودهن الناردين ودهن البابونج ودهن الفجل ودهن الميعة ودهن الخروع .
صفة حمولات للرياح : يسحق السذاب بماء العسل حتى يصير كالخلوق ويجعل معه نصفه كمون وربعه نطرون ويتخذ منه بلوطة طولها ستة أصابع وأيضاً حمول متخذ من بزر السذاب والجندبادستر مع عسل ومرارة البقر وبورق من كل واحد منها نصف مثقال وأيضاً سكبينج ومقل وبورق وحنظل وخطمي يتخذ منها بلوطة .
حقن وحمولات لصاحب برد الأمعاء بلا مادة : أما حقن من به قولنج من مزاج بارد بلا مادة وحمولاته فهي مثل حقن أصحاب القولنج الريحي وحمولاته وربما نفعهم القطران وحده إذا احتقن بوزن درهمين منه في زيت وكذلك ينفعهم فرق الحمام وحده إذا احتقن في عصارة الفوتنج ودهن حبّ الخروع .
الأبزن والحمامات والنطولات : الابزن شديد النفع من أوجاع القولنج وخصوصاً إذا كان ماؤه ماء طبخت فيه الأدوية القولنجية فإنه بحرارته المستفادة من النار وبقوّته المستفادة من الأدوية يحلل سبب الورم وبرطوبته مع حرارته يرخي العضو فيسهل انفشاش السبب الفاعل للوجع ويرخي عضل المقعدة وذلك مما يعينَ على اندفاع المحتبس .
لكن الابزن يحدث الكرب والغشي بما يرخي من القوة فيجب أن يستعمل الضعيف على تحزز ويقرب منه عند استعماله إياه ما يقوي القوة من روائح الفاكهة والعطر والكردياج والخبز الحار وما يستلذه ويسكن إليه ويجتهد حتى لا يغمر الماء صدره وقلبه .


ومياه الحمأة شديدة الموافقة للقولنج البارد إذا جلس فيها كما أن الحمامات العذبة الأولى به أن لا يقربها .
وإذا ملىء بعض الأواني من مياه الحمأة أو مياه طبخ فيها الأدوية القولنجية وفرق في أصله ثقوب كثيرة لا تكاد تحس لضيقها واستلقى العليل ورفع الإناء عنه إلى قدر قامة ويترك يقطر منه على بطنه قطراً متفرقاً متواتراَ كان شديد النفع جداَ .
كلام في كيفية الحقن وآلاته : أما أنبوبة الحقنة فأجود شكل ذكر لها الأوائل أن تكون الأنبوبة قد قسم دائرتها بثلث وثلثين وجعل بينهما حجاب من الجسد المتخذ منه الأنبوبة وقد ألحم بالأنبوبة إلحاماَ شديداً فصار حجاباً بين جزأيه المختلفين ويكون الزق مهندماً في فم الجزء الأكبر من جزأيه ويكون فم الجزء الأصغر مفتوحاً .
وإن كان الزق مهندماً على جملة الأنبوبة سد رأس الجزء الأصغر بلحام قوي لئلا يدخله الهواء ويكون له تحت الزق في موضع لايدخل المقعدة منفذ يخرج منه الريح .
فإذا استعملت الحقنة وحفرت بقوة الريح عادت الريح وخرجت من الجزء الذي لا تدخله الحقنة فاستقرت الحقنة استقراراً جيداً لأن الريح هي التي تعود بها إلى خارج وتخرج إلى القيام بسرعة ثم يجب أن يتأمل فإن كان الوجع مائلاً إلى ناحية الظهر حقنت العليل مستلقيأ وهذا أولى بمن كان قولنجه بمشاركة الكلية وإن كان مائلاً إلى قدام حقنته باركاً .
وبالجملة فإن الحقن باركاً أوصل للحقنة إلى معاطف الأمعاء وقد يحقن مضطجعاً على اليسار وقد وسد الورك بمرفقه وأشال الرجل اليمنى ملصقاً إياها بالصدر وترك الرجل اليسرى مبسوطة فإذا حقن نام على ظهره وكذلك كل من يحقن .
ومن الناس من لا يحتاج إلى ذلك ومن الناس من الأصوب له أن يدخل الخنصر في مقعدته مراراَ وقد مسح بالقيروطي حتى تتسع وتتهندم فيه الأنبوبة .


ومن الناس من لا يحتاج إلى ذلك فإذا أردت أن تحقن فاعمل ما تراه من ذلك ثم امسح الأنبوبة والمقعدة بالقيروطي وأدفعها فيها دفعاً لا يوافي محبساً من الأمعاء بل لا يجاوز المعي المستقيم وإذا وقع كذلك لم تدخل الحقنة وإذا سويت الأنبوبة في موضعها فصب الحقنة الرقيقة ثم أعصرها بكلتا يديك عصراً جيداً متصلاً ليس بدلك العنيف فكثيراً ما يتفق أن تندفع الحقنة فى مثل ذلك إلى بعيد فوق مكان الحاجه .
والصواب عند مثل ذلك وعند اندفاع الحقنة إلى فوق أن يمد شعر الرأس ويرش الماء البارد على الوجع ويعان على جذب الحقنة إلى أسفل .
واعلم أن الحقنة إذا استعملت لم يكن بدّ من استعمال الحمولات لتحدرها مع العلة .
ومع هذا فلا يجب أن يكون زرقك للحقنة بذلك الرقيق فلا تبلغ الحقنة مكان الحاجة وإذا أزعجت الحقنة ومالت إلى الخروج فلا تمنع من ذلك بل أعدها من ساعتها كما هي ويجب أن لا يحقن المريض وهو يعطس أو يسعل .
واعلم أن الحقنة المعتدلة لقدر لا تبلغ منفعتها الأمعاء العالية وإذا كانت كثيرة أكثر ضررها وخيف من إذاتها .
والثخينة تلزم وتفعل مضرة كثيرة والرقيقة لا تنفع وتكون في حكم القليلة .
في تدبير سقي دهن الخروع في علاج القولنج البارد لمن يعتاده : إن سقي دهن الخروع من أنفع الأشياء لهم إذا قدر على واجبه وفي وقته وبماء البزور .
وإنما يسقى بعد أن ينقى البدن بمثل حب السكبينج أو غيره ويسقى في اليوم الأول وزن مثقالين وفي اليوم الثاني يزاد نصف مثقال وكذلك يزاد في كل يوم نصف مثقال إلى مثقال إلى السابع .
ثم لا بأس بأن ينزل قليلاً قليلاً حتى يكون قد وافى مثقالين وله أن يقف عند السابع وكلما صبه على ماء البزور خلطه خلطاً شديداً بالمخوض .
ويجب في كل يوم يشربه أن يؤخر الغذاء ما بين ست صاعات إلى قرب من عشر ساعات وحتى لا يحس بحساء فيه رائحته ثم يتغذى عليه الآسفيذباجات .


وإن اشتهى الحموضة فالزيرباجات ويكون شرابه ماء العسل ويجب أن يحفظ أسنانه بعد شربه بأن يدلكها بالملح المقلو ثم يتبعه دهن الورد الخالص يتدلك به وإذا فرغ من استعماله شرب بعده أيارج فيقرا مقوّى بشحم الحنظل أو نحوه أو غير مقوى إن لم يحتج إليه فإن أيارج فيقرا يدفع مضرته عن الرأس والعين .
صفة أدوية تنفع أصحاب القولنج البارد على سببل الهضم والإصلاح أو الخاصية ليس على سبيل الاستفراغ : وهذه الأدوية مشروبات وضمادات وكماعات ومروخات وحيل آخرى .
فمن المشروبات الثوم فإن الثوم له خاصية عجيبة في تسكين أوجاع القولنج البارد مع أنه ليس له تعطيش كالبصل وربما تناول منه القولنجي عند إحساسه بابتداء القولنج البارد وهجر الطعام أصلاً وأمعن في الرياضة ولا يأكل شيئاً بل يبيت على شربة من الشراب الصرف فيقبل ويعافى .
ومن المشروبات المسكنة لأوجاعهم أن يسقوا أفسنتين وكمّوناً أجزاء سواء أو يسقوا حشيشة الجاوشير وحدها أو مع كمون أو يؤخذ أنيسون وفلفل وجندبادستر أجزاء سواء ويسقى منها وزن درهم ونصف أو يسقوا الشجرينا والكمّوني والترياق إن لم يمنع من ذلك مانع حاضر .
والجندباستر مع الفودنج عجيب جداً .
ومما جرب أن يسقى أصل السوسن أربعة دراهم في ماء طبخ فيه فراسيون أو في ماء الجبن والسوسن نفسه هذا القدر وأيضاً يسقى من الحرف وزن خمسة دراهم في ماء الفانيذ السجزي وأوقية من دهن السمسم وأيضاً لحاء أصل الغرب أربعة دراهم زنجبيل ثلاثة دراهم الجوز والتمر من كل واحد ستة دراهم ومن الماء العذب قسط ترضّ الأدوية وتطبخ في الماء حتى يبقى الثلث ويكون تحريكه بقضبان السذاب ويسقى منه كل يوم أوقيتان .


وأيضاً يؤخذ قشور أصل الغرب وقضبان السذاب والزنجبيل يطبخ في أربعة أمثاله ماء حتى يبقى الثلث يسقى منه في كل يوم أوقيتان ويفعل ذلك ثلاثة أيام ويراح ثلاثة ويجب إذا سقوا ماء العسل أن يكون شديد الطبخ فإن ضعيف الطبخ يورث النفخ والتي لها فعل يصدر عن خاصية مرقة الهدهد وجرمه .
وأيضاً الخراطين المجففة نافعة مما ذكروا في أوجاع القولنج .
وأما خرء الذئب الذي يكون عن عظام أكلها وعلامته أن يكون أبيض لا خلط فيه من لون آخر وخصوصاً ما طرحه على الشوك فإنه أنفع شيء له ويسقى في شراب أو في ماء العسل أو يلعق في عسل ملعقات بعد أن يعجن على الرسم أو يطيب بملح وفلفل وشيء من الأفاويه فإن وجد في خرئه عظم كما هو فهو عجيب أيضاً .
ويدعى أن تعليقها نافع فضلاً عن شربها ويأمرون أن يعلق في جلد نامور أو أيل أو صوف كبش تعلّق به الذئب وانفلت منه .
وجالينوس يشهد بنفعه تعليقاً ولو في فضة .
وقد قيل أن جرم معي الذئب إذا جفف وسحق كان أبلغ في النفع من زبله وليس ذلك ببعيد .
ومما يجري هذا المجرى العقارب المشوية فإنها شديدة المنفغة من القولنج ويجب أن يجرب هذا على القولنج الصحيح حتى لا يكون مجربوه على قولنج كاذب هو تابع لحصاة الكلية فتقع في حصاة الكلي بالذات وفي القولنج بالعرض .
ومما يحمد في أوجاع القولنج واشتداد الوجع أن يسقى قرن أيل محرق فيزعمون أنه يسكن الوجع من ساعته .
في أضمدة القولنج البارد : وأما الأضمدة فمنها أضمدة فيها إسهال ما كأضمدة نتخذ من شحم الحنظل مع لبّ القرطم وأطلية تتخذ من مرارة البقر وشحم الحنظل ونحوه ومنها أضمدة لا يقصد بها الإسهال مثل التضميد ببزر الأنجرة مع لب القرطم والتضميد بالبزور والحشائش المذكورة التي تقع في الحقن ويضمدون بحب الغار وحده .


نسخة ضماد : يؤخذ شمع ثمان كرمات علك البطم ست كرمات تربد ثلاث كرمات ميويزج كرمة ونصف عاقر قرحا مرزنجوش حب غار بزر أنجرة ترمس يابس شحم حنظل من كل واحد كرمة ونصف سقمونيا أوقية وثلاث كرمات مرارة ثور مقدار الكفاية يتخذ منه طلاء ثخين أجود .
وأيضاً خربق بزر أنجرهَ أفسنتين من كل واحد جزء مرارة ثور شمع من كل واحد نصف جزء شحم الأوز ثلائة أجزاء يلطخ من السّرَة إلى أصل القضيب وإن جعل فيه ما هودانه فهو أجود وربما زيد فيه قشر النحاس .
كمادات القولنج البارد : أما الكمادات فمثل الجاورس والدخن المقلو والمتخذ من البزور والحشائش المذكورة في الحقن مسحوقة مسخنة أو مجعولة في زيت مسخن .
وأما المروخات فمنها دهن قثاء الحمار ومنها دهن الخردل ومنها أي دهن شئت من الأدهان الحارة بعد أن يجعل فيه جندبادستر وأوفربيون بحسب الحاجة .
علاج القولنج الصفراوي : هذا بالحقيقة يجب أن يعد من باب المغص إلا أنا جربنا على العادة فيه لأنه جملة أوجاع هذا المعي وقد يغلظ في علاجه غلظط عظيم فيستعمل الملطفات والمسخنات .
وأسهل من هذا أن يكون الخلط منصباً في فضاء المعي ليس بذلك المتشرب كله فيكفي في علاجه تعديل المزاج والأخلاط واستعمال الأغذية الباردة المرطّبة أو الإجاص المغروز بالأبر المنقع في الجلاب يؤخذ منه عشرون عدداً وكذلك إسهال المادة بمثل نقوع الإجاص مع المشمش وبمثل ماء الرمانين ويمثل الترنجبين والشيرخشك وبمثل قليل سقمونيا بالجلاب وبمثل البنفسج وشرابه وقرصه ومرباه وربما كفى الخطب فيه تناول حليب القرطم مع التين أو تناول زيت الماء قبل و الطعام أو تناول السلق المطبوخ المطيب بالزيت والمري .
وقد تدعو الحاجة فيه إلى أن يستعمل حقن من ماء اللبلاب مع بورق وبنفسج ومري ودهن بنفسج أو بماء الشعير بدهن بنفسج وبورق وأما المتشرب فيحتاج فيه إلى مثل أيارج فيقرا فإنه أنفع دواء له والسقمونيا مع حب الصبر ومن الحقن حقنة بهذه الصفة .


يؤخذ من الحسك ثلاثون درهماً ومن ورق السلق قبضة ومنٍ البنفسج وزن سبعة دراهم ومن السبستان ثلاثون عدداً ومن الترنجبين وزن ثلاثين درهماً ومن الخيار شنبر " وزن عشرة دراهم يطبخ الجميع على الرسم في مثله ويصفى ويلقى عليه من المري وزن إثني عشر درهماً ومن السكر الأحمر وزن إثني عشر درهماً ومن الصبر مثقال ومن البورق مثقال ويستعمل .
وقد يوافق في هذا الباب أيضاً سقي خرء الذئب أو جعله في الحقن والمخدرات أوفق في هذا الموضع فإنها مع تسكين الوجع ربما سكنت حدة المادة الفاعلة للوجع وأصلحتها .
علاجه أن تفتح مجاري المرار ويعمل ما أشرنا إليه في باب اليرقان ثم تستعمل الأشياء التي فيها تنفيذ وجلاء مثل لب القرطم بالتين ومثل معجون الخولنجان وربما كفى فيه تقديم السلق المسلوق المطيب بزيت الماء والمري والخردل على الطعام .
علاج القولنج الورمي الحار والبارد : أما الكائن عن ورم حار فيجب أن يستفرغ فيه الدم بالفصد من الباسليق إن كان السن والحال والقوة وسائر الموجبات ترخص فيه أو توجبه .
وإن كان الورم شديد العظم ويبلغ أن يشاركه الكلي فيحتبس البول فيجب أن يفصد من الصافن أيضاً بعد الباسليق ويبدأ أولاً في علاجه بالمتناولات الباردة الرطبة مثل ماء الخيار ولعاب بزر قطونا وما أشبه ذلك غير القرع فإن له خاصية رديئة في أمراض الأمعاء ومن ذلك أن يؤخذ من بزر قطونا وزن أربعة دراهم ومن دهن الورد الجيد وزن أوقية ويشرب بأوقيتين من الماء ويشرب لتليين الطبيعة وماء الرمانين وماء ورق الخطمي وماء الهندبا وماء عنب الثعلب .
وقد يجعل في أمثالها الشيرخشك والخيار شنبر ويشرب .
إذا احتاج في مثل هذه الحال إلى الحقن حقن بمثل ماء الشعير مع شيء من خيار شنبر وشيرخشك .
وإن كان قد طبخ في ماء الشعير سبستان وبنفسج كان أوفق .
وإن خلط بماء الشعير ماء عنب الثعلب والكاكنج كان أشد موافقة .


وأنا أستحب له الحقن بلبن الأتن ممر وساقية الخيار شنبر ودهنه ودهن الورد والشيرج وربما وجدت في المادة الصفراوية والحارة أكثرة فاحتجت حينئذ أن تسهل بمثل السقمونيا وبالصبر على حذر ثم تقبل على التبريد والترطيب والعلاج بحسب الورم ليكون ذلك أنفع وأنجع .
فإذا جاوزت العلة هذا الموضع وظهر لين يسير فالواجب أن يجعل في حقن ماء الشعير ماء ورق الخطمي وبزر كتان وشيء من قوة الحلبة والبابونج والشبت والكرنب أو عصارتهما أو دههنما ويجعل فيه المثلث من عصير العنب والخيار شنبر وكذلك يجعل فيما يشربه للإسهال سكر أحمر ويجعل غذاءه ماء الحمص المطبوخ مع الشعير المقشر ويسقى أيضاً ماء الرازيانج .
وأما الأضمدة بحبس الأوقات فمن نفس ما يتخذ منه الحقن بحسب ذلك الوقت يبتدىء أولاً بالأضمدة المبردة وفيها تليين ما مثل البنفسج ومثل بزر الكتان ثم تميل إلى الميئنات أكثر مثل البابونج وقيروطيات مركبة من مثل دهن الورد مع دهن البابونج والمصطكي والشحوم .
فإذا ارتفع قليلاً جعلت فيها مثل صمغ البطم والحلبة والزفت .
وأما الكائن عن الورم البارد وهو قليل جداً فمن معالجاته الجيدة أن يؤخذ من دهن الغار جزء ومن الزيت وشحم الأوزّ بالسوية جزء فإنه عجيب .
وتنفعه الأضمدة المتخذة من القيسوم والشبث والأذخر وإكليل الملك وسائر الأدوية التي تعالج بها الأورام الباردة مما علمت عِلاج القولنج السوداوي : يجب أن تستفرغ بمثل طبيخ الأفتيمون وحب اللازورد ونحوه ثم يتبع بحبّ الشبرم والسكبينج .
وإن احتيج إلى حقن جعل فيها بسفايج وأفتيمون وأسطوخودوس وجعل في حملان الحقن حجر اللازورد مسحوقاً كالغبار أو حجر أرمني وربما جعل في حقنه قشور أصل التوث ويضمد بطنه ويكمد بمثل الحبة السوداء والحرمل والصعتر والفوذنج مطبوخة في الخل .


علاج القولنج الثفلي : أما الكائن بسبب الأغذية فإن أمكن أن يقذف الباقي منها في المعدة فعل ويمال يالغذاء إلى المزلقات الباردة أو الحارة والمعتدلة بحسب الواجب .
والمزلقات هي مثل المرق الدسمة وخاصة مرقة ديك هرم يغذى حتى يسقط ولا تبقى له قوة ثم يذبح ويقطع وتكسّر عليه عظامه ويطبخ في ماء كثير جداً مع شبث وملح وبسفايج إلى أن يتهرأ في الماء ويبقى ماء قوي فيتحسى ذلك .
وربما جعل عليه دهن القرطم ومثل مرقة الآسفيذباجات بالفراريج المسمنة ومثل المرقة الإجاصية وغير ذلك .
وهذه المزلقات إما أن تخرجها وإما أن تلينها وتجري بينها وبين جرم المعي فيفصل بينهما ويعد الثفل للزلق .
وإذا شرب مسهل أو استعملت حقنة سهل إخراج الثفل به وتستعمل الحقن الخفيفة المذكورة في الصفراوي وحقنة من عصارة السلق والبنفسج المسحوق والمرّي والشيرج والبورق على ما تعلمه .
وحقنة هكذا .
يؤخذ : من السلق قبضة ومن النخالة حفنة ومن التين عشرة عدداً ومن الماء عشرة أرطال ويجعل فيه من الخطمي الأبيض شيء ويطبخ حتى يرجع إلى رطل ويصفى ويلقى عليه من السكر الأحمر وزن عشرة دراهم ومن البورق مثقال ومن المري النبطي نصف أوقية ومن الشيرج نصف أوقية ويحقن به وتعاد الحقنة بعينها حتى تستخرج جميع البنادق .
وأيضاً حقنة مثل هذه الحقنة : يؤخذ من الحسك ومن البسفايج ومن الشبث ومن القرطم المرضرض من كل واحد عشرة دراهم ومن الإجاص عشرة عدداً ومن البنفسج حقنة ومن التربد وزن درهمين من بزر الكتان وبزر الكرفس من كل واحد ثلاثة ! دراهم ومن الترنجبين والتمر هندي من كل واحد ثلاثون د رهماَ ومن الشيرخشك والخيار شنبر من كل واحد اثنا عشر درهماً ومن قضبان السلق وقضبان الكرنب قبضة قبضة يطبخ على الرسم في مثله ماء ويجعل على طبيخه المصفى مري وسكر أحمر من كل واحد خمسة عشر درهماً ومن البورق مثقال ومن الشيرج عشرة مثاقيل ويحقن به .


وإن كان الأمر شديداَ ولم ينتفع بمثل هذه الحقن استعملت الحقنة القوية المذكورة في باب القولنج البلغمي الموصوفة بأنها نافعة من البلغمي الكائن مع ثفل كثير وفيها الحقنة الاشنانية .
وأما المشروبات فمثل التمري والشهرياران والآسقفي والسفرجلي .
وإنما يستعمل بعد أن لا يوجد للمزلقات المذكورة في باب القولنج الصفراوي كثير نفع .
ومما هو بين القوتين أن يؤخذ السكر الأحمر والفانيذ مدافاَ في مثله دهن الحل ويشربه .
وكذلك طبيخ التين مع سبستان يشربه بالمثلث .
فإن لم تنفع هي ولا ما ذكرناه من الجوارشنات المذكورة لم يكن بد من الحبوب والأشربة القوية المذكورة في باب القولنج البلغمي المنسوبة إلى أنها شديدة النفع من الاحتباس الشديد عن البلغم والثفل الكثير .
ومن الجيد القوي في ذلك أن يطبخ الزبيب والسبستان والخيار شنبر كما يوجبه الحال ويصفى ماؤه ويجعل فيه أيارج فيقرا مثفال مع شيء من دهن الخروع .
وأيضاً يؤخذ من أيارج فيقرا وزن درهمين مع وزن سبعة دراهم دهن خروع ويسقى في طبيخ الشبث .
وأيضاً لمن استكثر من أكل مثل السمك البارد والبيض المسلوق بإفراط فيه أن يستفّ شيئاً كثيراً من الملح ويشرب عليه ماء حاراً مقدار ما يمكن ثم يتحرك ويرتاض بعنف ما فربما أسهله .
وأما إن كان السبب شدة تخلخل من البدن وتعريق أو حرارة ويبس من البطن فيجب أن يستعمل العلاجات الخفيفة المذكورة في باب الصفراوي .
ويجب لهم وللذين قبلهم أن يتناولوا قبل الطعام المزلقات من الإجاص والسلق المطيب بالزيت العذب والمري والشيرخشك والنمبرشت والعنب والتين والمشمش ويتناول المري على الريق أو زيتون الماء على الريق ويكثر في طعامه الدسومات ويتحسى قبل الطعام سلاقة الكرنب المطبوخة بلحم الخروف السمين أو الدجج المسمنة .


وإن كان التخلخل في البدن مفرطاً كثفه بمثل دهن الورد ودهن الآس مروخاً وقيروطياً وأقل من الحمام مع استعمال سائر التديير المذكور بل اجعل استحمامه بالماء البارد .
وإن كان السبب كثرة الدرور أخرج الثفل بما تعرفه ثم استكثر من تناول مثل التمر والزبيب والحلواء الرطبة والفانيذ وجميع ما يقلل البول ويلين الطبيعة .
علاج القولنج الكائن من ضعف الدافعة : هذا الضرب ينفع منه استعمال المقويات للطبيعة والترياق والمثروديطوس والياذريطوس و الشجرينا والدحمرثا .
ويستعمل في إسهاله مثل أيارج فيقرا بماء الأفوايه ودهن الخروع ويجب أن يكون غذاؤه من الأغذية الجيدة مثل الآسفيدباج والزيرباج بلحمان خفيفة محمودة .
علاج القولنج الكائن من ضعف الحس وذهابه : هذا الضرب ينفع منه تناول مثل اللوغاذيا ومثل الأنقرديا والفنداديقون والترياق والمثروديطوس .
ومن الأشربة مثل الخنديقون والميسوسن والشراب الصرف .
ومن الأدهان شرباً وحقناً دهن الكلكلانج ودهن الخروع ودهن القسط خاصة والقطران في الزيت والزفت في الزيت على ما علمته في مواضع قد سلفت .
علاج القولنج الالتوائي : أفضل علاجه أن يجلس صاحبه في مكان مطمئن ويدبر بطنه بالمسّ اللطيف والمسح المسوي المعيد لأمعائه إلى الموضع وكذلك يمسح ظهره ويشدّ ساقاه شداً قوياً جداً .
علاج القولنج الكائن عن الدود : يجب أن يتعرف ذلك من كلامنا في الديدان ومعالجاتها .
فإن كان فوق السرة استعملت المشروبات وإن كان عند السرة أو تحتها فالحقن المذكورة هناك .
علاج الفتقي : هو إصلاح الفتق ثم يدبر القولنج في نفسه إن لم يزل بإصلاح الفتق .
فصل في تدبير المخدرات
قد ذكرنا في التدبير الكلّي كيفية وجوب اجتناب المخدرات فإن اشتدّت الضرورة ولم يكن منها بد فأوفقها الفلونيا ومعاجين ذكرناها في القراباذين وكل ما يقع فيه من المخدّر جندبادستر ومنها أقراص أصطيرا .


نسختها : يؤخذ زعفران ميعة سائله زنجبيل دار فلفل بزر البنج من كل واحد درهم أفيون جندبادستر من كل واحد ربع درهم يتخذ منه حبوب صغار والشربة من ثلثي درهم إلى درهم .
دواء جيد : يؤخذ أصل الفاوانيا وزعفران وقردمانا وسعد من كل واحد أوقيتان ورق النعناع اليابس وقسط مرّ ودار فلفل وحماما وسنبل هندي من كل واحد ثلاث أواق بزر كرفس أنجدان زنجبيل سليخة حب بلسان من كل واحد أربع أواقَ أفيون بزر الشوكران قشور اليبروح من كل واحد أوقية عسل مقدار الكفاية يستعمل بعد ستة أشهر .
وأيضاً يستعمل بعض الحقن المعروفة المعتدلة ويجعل فيه جندبادستر نصف درهم أفيون مقدار باقلاة وأقل وربما جعل الأفيون ونحوه في أدهان الحقنة للقولنج وربما جعل مع ذلك سكبينج وحلتيت ودهن بلسان وشيء من مسك وربما اتخذت فتيلة من الأفيون والجندبادستر مدوفين في زيت البزور ويغمز فيه فتيلة وتدسّ في المقعدة ويجعل لها هدب خيطي يبقى من خارج يسلّ كل ساعة ويجدد عليه الدواء .
تغذية المقولنجين : أما أن جميع أصناف القولنج تحتاج إلى غذاء مزلق ملين فهو مما لا شك فيه وأما أنه يحتاج إلى مقو فأمر يكون عند ضعف يظهر لشدّة الوجع وكثرة الاستفراغ .
والمقويات هي مياه اللحم المطبوخة بقوة وصفرة البيض النمبرشت ولبت الخبز المدوف في مرقة والشراب وأما أن ترك الغذاء أصلاً نافع للقولنج البلغمي والريحي وغير ذلك فهو أمر يجري مجرى القانون وربما احتيج إلى أن يجعل التربد والسقمونيا في مرقهم وخبزهم ويجب أن يكون خبزهم خشكاراً مخمراً غير فطير ورخواً غير مكتنز .
وينفع أكثرهم أو لا يضرهم التين والجميز والزبيب والموز الرطب كل ذلك إذا كان حلواً والبطيخ الشديد الحلاوة الشديد النضج .
ثم غذاء الورمي والصفراوي المزلقات الباردة مثل ماء الشعير ومرقة العدس اسفيذباجة ومرقة الآسفاناخ إن لم يخف نفخ الآسفاناخ والإجاصية ونحوها .


وأما مرقة الديك الهرم والقنابر الفراخ فمشتركة للثفلي والبارد بأصنافه ولا رخصة في لحم الديك الهرم .
وأما لحم القبرة فقوم لا يرخّصون فيه لما يتوقع من اللحم المحلوب قوته في السلق من العقل .
وقوم مثل روفس و جالينوس في كتبه وخصوصاً في كتاب الترياق يقضي بأن دمها نافع ولو مشوياً ولحم الهدهد كذلك وتجرع المري النبطي قبل الطعام سبع حسوات نافع في كل ما لاحرارة عظيمة فيه .
وكذلك النمبرشت نافع لهم مثل ما يخص القولنج البارد تناول المري والثوم في طعامهم وتبزير طعامهم با لكراث وتمليحه وتفويهه بالدارصيني والزنجبيل والزعتر والكمون والأنجرة والقرطم ويجب أن يتناولوا الاسفيذباجات برغوة الخردل ويكون ملحهم من الدراني المبرز المخلوط بالقرطم والشونيز والكمون والأنيسون ويجتنبون جميع البقول إلا السذاب السلق .
وفي النعناع أيضاً نفخ ومن أشربتهم الشراب الريحاني الصرف وشراب العسل با لأفاويه .
فصل فيما يضر المقولنجين
الأشياء التي تضرّهم منها أغذية ومنها أفعال .
فأما الأغذية فكل غليظ من لحم الوحش حتى الأرنب والظبي والبقر والجزور والسمك الكبار خاصة كان طرياً أو مالحاً .
وكل مقلو من اللحمان ومشوي كيف كان وجميع بطون الحيوانات بل جميع أجرام اللحوم إلا ما استثنيناه قبل .
ويضرهم السميذ والفطير ويضرهم السكباج والمضيرة والخل بزيت والكشكية والبَهَط واللوزينج .
والقطايف أقل ضرراً .
وكذلك الخشكنانكات كلها ضارة والفتيت والزلابية والألبان والجبن العتيق والطريق وكل ما فيه نفخ من الأغذية والبقول كلها سوى ما ذكرناه من مثل السلق والسذاب البارد والنعنع قد يضرهم بنفخه .
وكذلك الجرجير والطرخون ضار لهم أيضاً ومثل الزيتون وجميع الفواكه إلا المشمش والإجاص الصفراوي والحار والثفلي من حرارة فقط دون غيرهم .
والبطيخ الحلو قبل الطعام في حال الصحة غير ضار لأكثر القولنجين .


وأما القرع خاصة والقثاء والقند والسفرجل وبيض الكرنب وبيض السلجم والقنبيط والكمثري والتفاح وخصوصاً الحامض والقابض والزعرو والنبق والغبيراء والكندس الطبري والتوث الشامي والأمبرباريس والسماق والحصرم والريباس وما يتخذ منها وما يشبهها فأعداء للقولنج لا سبيل له إلى استعمالها .
وكذلك يضرّهم الجوز واللوز الرطبان جداً والباقلا الرطب .
والرمان الحلو أقل ضرراً من الحامض .
وأما الأفعال التي يجب أن يحذروها فمثل حبس الريح وحبس البراز والنوم على براز في البطن وخصوصاً يابس بل يجب أن يعرض نفسه عند كل نوم على الخلاء واعلم أن حبس الريح كثيراً ما يحدث القولنج بإصعاده الثفل وحفزه إياه حتى يجتمع شيء واحد مكتنز وبإحداثه ضعفاً في الأمعاء وربما أدى ذلك إلى الاستسقاء وربما ولد ظلمة البصر والدوار والصداع وربما ارتبك في المفاصل فأحدث التشنّج .
والحركة على الطعام رديء لهم وشرب الماء البارد والشراب الكثير على الطعام .


القانون
القانون
( 48 من 70 )

فصل في إيلاوس
وهو مثل القولنج إذا عرض في المعي الدقاق : إن إيلاوس قد يعرض من جميع الأسباب التي يعرض لها القولنج ويجب أن يرجع في أسبابه وأعرأضه وعلاجاته إلى مثل ما فصل في باب القولنج وقد يعرض بسبب سقي أصناف من السموم تفعل إيلاوس وقد يعرض لشدة قوة المعي الماسكة فيشتمل على ما فيه ويحبسه .
ومما يفارق به القولنج في أحكامه أنه كثيراً ما يكون عن سوء المزاج المفرد أكثر مما يكون منه القولنج .
وأكثره من مزاج بارد وخصوصاً إذا اتفق أن كانت المعدة حارة جداً والتواء المعي وشدة الريح والبلغم .
وربما كان سببه شرب ماء بارد على غير وجهه وأن الريحي منه إيلامه بإيقاع السدة أكثر من إيلامه بتمزيق الطبقات بل كأن جميع مضرّته من ذلك .
وهذا بخلاف ما في القولنج .
والورمي قد يكثر فيه أكثر مما في القولنج وهو رديء جداً ويكثر الفتقي أيضاً .
والثفلي منه شديد الوجع جداً .
وكثيراً ما ينتقل القولنج إلى إيلاوس وهذا شيء كالكائن في الغالب وأكثر ما ينتقل إيلاوس في السابع وهو يعدي من بعضهم إلى بعض ينتقل في الهواء الوبائي ومن بلاد إلى بلاد ومن هواء إلى هواء انتقال الأمراض الوافدة .
قال أبقراط : إذا حدث من القولنج المستعاد منه فواق وقيء واختلاط عقل وتشتج فكل ذلك دليل رديء .
وهذه الأعراض تعرض له بمشاركة المعدة وبمشاركة الدماغ .
قال أبقراط : إذا حدث من تقطير البول إيلاوس مات صاحبه في السابع إلا أن يحدث حمى فيجري منه عرق كثير .
و جالينوس لم يعرف السبب في ذلك والبلغمي والريحي منه ينتفع بالحمى أيضاً .
وإذا اشتدّ تواتر القيء الحثيث والكزاز والفواق قتل .
وجودة القارورة في هذه العلة غير كثيرة الدلالة على الخير فكيف رداءتها .


وأردأ إيلاوس الذي يقذف فيه الزبل من فوق ويسمى المنتن ثم الذي يكون فيه العرق منتناً نتن الزبل ثم الذي يكون فيه النفس منتناً ثم الذي يكون الجشاء فيه منتناً ثم الذي تكون الريح السافلة فيه منتنة .
فصل في العلامات : علامات إيلاوس أن يكون الوجع فوق السرة ولا يخرج شيء البتة من تحت ولا ينتفع بالحقنة كثير انتفاع كما قال أبقراط .
وربما اندفع ثفله إلى فوق فقاء الزبل والدود وحب القرع وأنتن فمه وجشاءه بل ربما أنتن جميع بدنه .
وهذه دلائل لا تخلف واحتباس خروج الشيء من أسفل لازم لهذه العلة .
وأما عظم حال القيء للرجيع فليس بلازم إنما يعظم عند الخطر لكن حركة القيء والتهوّع في هذا أكثر منها في القولنج لأن هذا في معي أقرب إلى المعدة .
وكذلك عروض الكرب والغم والخفقان والغشي والسهر وبرد الأطراف فإن هذه في إيلاوس أكثر منها في القولنج ويكون الثفل في البلغمي والثفلي فيه أشد مما في القولنج لأنه في عضو أشد ارتفاعاً وأضعف جرماً وأشد استقراراً على البدن .
وقد يظهر فيه من تهيج العين أكثر مما في القولنج ثم علامات تفاصيله مثل علامات تفاصيل القولنج مع علامات إيلاوس لكن الكائن من السموم يحل عليه عروض دلالات آخرى قبل اشتداده فإن الذي سببه السمّ قد يؤدي إلى الضعف والاسترخاء والخفقان في أول ما يعرض قبل أن يشتد ويعظم وجعه .
ويدلّ عليه أن لا يعرف سبب آخر ظاهر .
والكائن من قوة الأمعاء يدل عليه شدة صلابة الثفل وسرعة في الزبل ولا يكون هناك حمى ولا سقوط قوة شديد .
العلاج : إن علاج إيلاوس يقرب من علاج القولنج إلا أنه أقوى .
والمشروب فيه أنفع ولا بد أيضاً من الحقن فإنه إذا شرب من فوق وامتنع فحقن من أسفل كان عوناً جيداً لمشروب سواء قدمت الحقنة أو أخرت بحسب الحاجة .
وأيهما قدم وجب أن يجعل الآخر أضعف وكثيراً ما يسكن وجعه بجرع الماء الحار لوصوله إليه بالقرب محللاً لما يؤدي فيه .


وقوم يرون أن من الصواب أن يفتق المعي أولاً بوضع منفاخ فيه بالرفق ثم يحقن حتى تصل الحقنة إلى الموضع البعيد وصولاً سهلاً .
والفصد ههنا أوجب فإنه إن كان ورم لم يكن منه بد وإن كان وجع شديد خيف منه الورم فوجب الاستظهار به .
وهذا قد يعرض منه تفرق الأخلاط الرديئة في البدن لاحتباسها عن الدفع حتى ينتن البدن وإذا تفرقت أخلاط رديئة في البدن وصعب إخراجها بالإسهال كان الفصد من الواجب .
وذلك أيضاً مما يمنع المادة المؤلمة بغورها عن الغور ويكاد أن يكون استعمال المزلقات المائلة إلى الحرارة واللعابات الحارة مع دهن الخروع نافعاً في أكثر إيلاوس اللهم إلا المراري والورمي الشديد الحرارة وكذلك سلاقة الشبث بالملح والزيت المطبوخ معهما وكذلك تمريخ البدن بالزيت المسخّن .
ويعالج البلغمي منه بمثل ما قيل في القولنج من المشروبات وبمثل حب الصبر وحبّ السكبينج حب الأيارج .
وجميع ذلك بدهن الخروع وبحقن معتدلة تجذب إلى أسفل .
والريحي يعالج بمثل ما قيل هناك من المشروبات النافعة من الرياح والحقن ليجعل الحقن عوناً لما يشرب وبالمحاجم الكثيرة توضع في أعلى البطن .
وربما احتيج إلى أن يشرط الذي يلي الوجع فربما جذب المادة إلى المراق .
والمزاجي الساذج يعالج بما تعرفه من تبديل المزاج واستفراغ الخلط على ما قيل في القولنج المادي .
والورمي الحار يعالج بمثل ما رسمناه في القولنج .
والورمي البارد يعالج أيضاً بمثل ما قيل في القولنج .
وأوفق ذلك شرب دهن الخروع في ماء الأصول أو ماء الخيار شنبر وسائر العلاجات المعلومة وأيضاً من السنبلين ومن الشبث ومن حب الغار وبزر الكتان والحلبة وبزر الخطمي وبزر المرو من كل واحد مثقال الأصول الثلاثة من كل واحد سبعة مثاقيل وخمس تينات وعشر سبستانات يطبخ ويسقى بدهن الخروع أو اللوز المرّ .
والمراري منه يعالج بمثل ما عولج به نظيره والفتقي أيضاً يعالج بوضع مناسب لعود ما اندفع في الفتق ويشده .


والذي من شدّة قوة الأمعاء يعالج بالمزلقات الدسمة وبأمراق الدجج المسمنة والفراريج والحملان يتناول أمراقها الدسمة إسفيذباجة وزيرباجة خصوصاً إذا جعل فيها شبث وأصول الكرّاث النبطي ودهن اللوز ويستعمل بعد ذلك حقنة رطبة لينة لطيفة الحرارة .
والثفلي أولاً يعالج بحقن لينة ثم يتمزج إلى القوية ويعقب ذلك بشربة من المسهّلات الخاصة بالثفلي لينحدر ما بقي .
والسفي يبدأ في علاجه بالتنقية بمثل الماء الحار ودهن الشيرج وربما احتيج أن تجعل فيما تقيؤه به قوة من تربد أو بزر فجل وبعد ذلك يسقى الترياق الكبير والبادزهر وما يشبهه ويجعل شرابه ماء السكر وطعامه المرق الدسمة .
وإذا توالى عليهم القيء ولم يقبلوا الطعام سقوا الدواء المذكور في مثل هذا الحال من القولنج وربما احتبس قيؤهم وأمسك الطعام في بطونهم أن يعطوا خبزاً مغموساً في ماء حار يغلي وما يحدث من الأغذية القابضة والعفصة واللزجة فعلاجه قريب من علاج نظيره من القولنج إلا أن الأنفع فيه المتحسيات والمشروبات .
فصل في إبطاء القيام وسرعته
ذلك يتعلق إما بالغذاء بأن يكون قابضاً أو عفصاً أو غليظاً أو لزجاً أو يكون ليناً لزجاً سيالاً .
وإمابالقوة فإن القوة الدافعة إن كانت قوية دفعت وإن كان ضعيفة لم تدفع . وقوة عضل البطن إن كانت قوية نقت وإن كانت ضعيفة لم تنق فاحتبس .
وقوة حس المعي إن كانت قوية تقاضب بالقيام وإن لم تكن قوية لم تتقاض .
وقوة المزاج فإن البارد والحار جميعاً حابسان وأنت تعرف التدبير بحسب معرفتك السبب . فصل في كثرة البراز وقلته
هذان يتعلقان بالغذاء في كيفيته وكميته وبحال ما يندفع إلى الكبد فإن الغذاء الكثير الرطوبة المشروب عليه برازه كثير وضده برازه قليل وإذا اندفع الصفو إلى الكبد اندفاعاً كثيراً قل البراز وإذا لم يندفع أكثر وأنت تعرف مما سلف مقاومة المفرطين منه بحسب مضادة السبب .
المقالة الخامسة الديدان
فصل في الديدان


إذا تحصلت مادة - وليست مزاجاً ما - أوتيت أصلح ما تحتمله من هيئة وصورة ولم يحرم استعدادها الكمال الطبيعي الذي تحسبه من الصانع القدير ولذلك ما تتخلق الديدان والذباب وما يجري مجراها عن المواد العفنة الرديئة الرطبة لأن تلك المواد أصلح ما تحتمل أن تقبله من الصور هو حياة دودية أو حياة ذبابية وذلك خير من بقائها على العفونة الصرفه وهي مع ذلك تتسلط على العفونات المتفرقة في العالم فتغتذي بها للمشاكلة وتأخذها عن مساكن الناس وعن الهواء المحيط بهم .
وديدان البطن من هذا القبيل وليس تولدها من كل خلط فإنها لن تتولد عن المرار الأحمر والأسود لأن أحدهما شديد الحرارة فلا يتولد منه المود الرطب بل هو مضاد لمزاجه والآخر بارد يابس بعيد عن مناسبة الحياة .
وأما الدم فإن الصيانة متسلطة عليه والحاجة للأعضاء شديدة إليه وهو مناسب للحمية الإنسان وعظميته لا للدود ولا هو أيضاً مما ينصبّ إلى الأمعاء ويبقى فيها ويتولد عنه الدود ولا هيئة الدود .
ولونه لا يمل على أنه من مثل المادة الدموية بل مادة الديدان هي البلغم إذا سخن وأكثر وعفن في الأمعاء وبقي فيها .
وأنت تعلم أسباب أكثرة تولد البلغم من المكولات والتخم وضعف الهضم بأي سبب كان ومن مزاج الأعضاء الباردة وما تولده الأغذية اللينة اللزجة مثل الحنطة واللوبيا والباقلا ومن سفّ الدقيق وأكل اللحم الخام والألبان والبقول والفواكه الرطبة والرواصيل والدسم والاغتسال بالماء الحار بعد الأكل وكذلك الاستحمام بعد الأكل والجماع على الامتلاء .
وأصناف الديدان أربعة : طوال عظام ومستديرة ومعترضة وهي حب القرع وصغار .
وإنما اختلف تولّدها بحسب اختلاف ما منه تتولد واختلاف ما فيه تتولد .
أما اختلاف ما منه تتولد فلأن بعضها يتولد عن رطوبة لم يستول عليها الانقسام والتفرق من جهة جذب الكبد ومن جهة شدّة العفونة .


وبعضها يتولد عن رطوبة فرّقها وقللها وصغرها جذب الكبد المتصل والعفونة وكثرة مخاوضة الثفل وإذا تولدت أعان على نقائها صغيرة إخراج الثفل لها قبل أن تعظم لقربها من مخرج ضيق .
وبعضها يتولد عن رطوبة بين الرطوبتين فما كان من الرطوبة في الأمعاء العالية يكون من قبيل الرطوبة المذكورة أولاً وما كان من الرطوبة في المعي المستقيم كان من الرطوبة المذكورة ثانياً وما كان في الأعور ومعي قولون فهو من قبيل الرطوبة المذكورة ثالثاً .
فالطوال من قبيل الأول وربما بلغت قدر ذراع والمستديرة والعراض من قبيل الثالث وإن كانت قد تتولد أيضاً في الأمعاء العليا خصوصاً الغلاظ العظام منها وربما لم تتولد إلا في قولون والأعور ثم انتشرت من جانب إلى المقعدة ومن جانب إلى المعدة .
والصغار من قبيل الثاني .
وهذه العراض والمستديرة كأنها تتولّد من نفس اللزوجات المتشبثة بسطح المعي ويجري عليها غشاء مخاطي يجنها كأنها منه تتولد وفيه تعفن .
وأقلها ضرر الصغار لأنها صغار ولأنها بعيدة عن الأصول ولأنها بعرض الاندفاع بثفل قوي كثيف لكنها - إن عظمت واتفق لها أن بقيت مدة تعظم فيها - كانت شرّ الجميع لأنها من شرّ مادة .
ثم الطوال فإنها ليست في رداءة العراض لأن مادتها أي مادة العراض أشد عفونة .
والعراض والصغار أكثر خروجاً من المقعدة للقرب منها وللضعف فلا تستطيع أن تتشبّث بالمعي تشبّث الطوال .
وكما أن الطوال أشد تشبّثاً فإن الصغار أسهل اندفاعاً .
وِاذا كان بصاحب الديدان حمّى كانت الأعراضى قوية خبيثة لأن الحقى تبيد غذاءها فتتحرك لطلبه وتتشبث بالمعي ولأن الحمى تؤذيها في جوهرها وتقلقها ولأن الحمّى تزيد طبيعتها عفونة وحدة وقلقاً ولأن المرار إذا انصب إليها هي الحمى آذاها فإذا التوت هي في الأمعاء ولذعتها آذت أذى شديداً .
وقد حكى بعضهم أنها ثقبت البطن وخرجت منه وذلك عندي عظيم .


وكذلك يرتفع منها أبخرة رديئة إلى الدماغ فتؤذي وربما كان احتباسها في الأمعاء وإحداثها للعفونات سبباً للحمى وليس حالها في أنها ينتفع بها في تنقية الأمعاء الانتفاع بالديدان ونحوها في تنقية عفونات العالم لأن الأمعاء لها منق دافع من الطباع ولأن نسبة ما يتولّد من هذه إلى العفونات التي في الأمعاء الفاضلة عن دفع الطبيعة أعظم من نسبة الديدان ونحوها إلى هواء العالم وأرضه ولأن هذه تتولد منها آفاات آخرى من سبيلها المحتاج إليه من الغذاء ومن مضاد حركاتها ومن إحداثها القولنج ومن مضادة الكيفية التي تنبت عنها لمزاج البدن وغير ذلك .
وقد يتولّد بسبب الديدان والحيّات صرع وقولنج .
وقد يتولّد جوع كلبي لشدّة خطفها للغذاء وربما ولدت بوليموس وأسقطت القوة من فمّ المعدة بصعودها إليه وتقديرها له .
وربما تبع الحالين خفقان عظيم وأكثر ما تتولّد في سن الصبا والترعرع والحداثة .
وحبّ القرع في الأكثر يتولد فيمن فارق سن الصبا .
وأما المدورة فيكون أكثر ذلك في الصبيان ثم الشباب ويقل في الشيوخ على أن كل ذلك يكون - وفي تتولد في الخريف - أكثر من سائر الفصول لتقدّم تناول الفواكه ونحوها .
وللعفونة وهي تهيج عند المساء ووقت النوم أكثر .
والتعب والرياضة الشديدة قد تسهل الديدان .
وإذا خرجت الديدان من صاحب الحميات الحادة حية لم تكن بشديدة الرداءة ودلت على صحة من القوة واقتدار على الدفع وخصوصاً بعد الانحطاط وإن خرجت ميتة كانت علامة رديئة .
وبالجملة فإن خروجها في الحميات مع البراز ليس بدليل جيد وخصوصاً قبل الانحطاط ولكن الحي أجود .
وأما خروجها لا في حال الحمى إذا كان معها دم فهو رديء أيضاً ومنذر بآفة في البدن أو الأمعاء .
وأما خروجها بالقيء فيدل على أخلاط رديئة في المعدة .
أما العلامات المشتركة فسيلان اللعاب ورطوبة الشفتين بالليل وجفوفهما بالنهار بسبب أن الحرارة تنتشر في النهار وتنحصر في الليل .


فإذا انتشرت الحرارة إنجذبت الرطوبة معها فجاعت الديدان وجذبت من المعدة فجفّفت السطح المتصل بها من سطح الفم والشفة وأعانها على تجفيف الشفة الهواء الخارج فيظلّ المريض يرطب شفتيه بلسانه .
وقد يعرض لصاحب الديدان ضجر واستثقال للكلام ويكون في هيئة المغضب السيىء الخلق وربما تأذى إلى الهذيان لما يرتفع من بخاراته الرديئة ويعرض له أعراض فرانيطس سوى أنه لا يلقط الزئبر ولا يصدع ولا تطن أذنه .
ويعرض له تصريف الأسنان وخصوصاً ليلاً ويكون في كثير من الأوقات كأنه يمضغ شيئاً وكأنه يشتهي دلع اللسان ويعرض له تثويب في النوم وصراخ فيه وتملل واضطراب هيئة وضيق صدر على من ينبّهه .
ويعرض له على الطعام غثيان وكرب وينقطع صوته ويضعف نبضه .
وعند الهيجان يكون كالساقط ويكون برازه في أكثر الأحوال رطباً .
وأما سقوط الشهوة واشتدادها فعلى ما ذكرناه في باب الآسباب وربما عرض لهم عطش لا ريّ معه وكذلك قد تعرض لهم أمراض ذكرناها هناك .
وإذا اشتدّت العلة والوجع سقطوا وتشنجوا والتووا كأنهم مصروعون وربما عرض لهم في مثل هذا الوقت أن يتقيئوها وتختلف ألوانهم وألوان عيونهم فتارة تزول ألوان عيونهم ووجوههم وتارة ترجع .
وربما انتفخوا أو تهيّجوا أو تمددت بطونهم كالمستسقين وكأنما بطونهم جاسية وربما ورمت خصاهم ويعرقون عرقاً بارداً شديداً مع نتن شديد .
وأما العلامات لتفصايلها فمنها مشتركة التفاصيل وهي خروج ذلك الصنف من المخرج ثم الطوال يدل عليها دغدغة فمّ المعدة ولذغها ومغص يليها وعسر بلع وسقوط شهوة في الاأكثر وتقرز من الطعام وفواق .
وربما تأذت الرئة والقلب بمجاورتها فحدث سعال يابس وخفقان واختلاف نبض ويكون النوم والانتباه لا على الترتيب ويكون كسل وبغض للحركة وللنظر وللتحديق وفتح العين بل يميل إلى التغميض .
ويعرض لعيونهم أن تحمر تارة ثم تكمد آخرى .
وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين وربما عرض لهم إسهال .


وأما العراض والمستديرة فإن الشهوة في الأكثر تكثر معها لأنها في الأكثر تبعد عن المعدة فلا تنكأ فيها وتختطف الغذاء وتتحرك عند الجوع حركات مؤذية قارصة منهكة للقوة مرخية مقطعة فيما يلي السرة .
وأما الصغار فيدل عليها حكة المقعدة ولزوم الدغدغة عندها وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي ويجد صاحبها عند اجتماعها في إمعائه ثقلاً تحت شراسيفه وفي صلبه ومما ينفع هؤلاء العلاج : الغرض المقصود من معالجات الديدان أن يمنعوا من المادة المولدة لها من المأكولات المذكورة وأن تنقّى البلاغم التي في الأمعاء التي منها تتولد وأن تقتل بأدوية هي سموم بالقياس إليها وهي المرة الطعم .
فمنها حارة ومنها باردة نذكرها .
والأدوية التي تفعل بالخاصية ثم تسهّل بعد القتل إن لم تدفعها الطبيعة بنفسها .
ولا يجب أن يطول مقامها في البطن بعد الموت والتجفيف فيضر بخارها ضرراً سمياً .
والأدوية الحارة التي إلى الدرجة الثالثة أوفق في تدبيرها كل وقت إلا أن تكون حمى أو ورم فإن الحارة المرة تضاد مزاجها بالحرارة وتضاد الكيفية التي هي آخرص عليها أعني الدسم والحلو وقد يوجد من المشروبات والحقن ما يجمع الخصال الثلاث .
وأما الحمولات فهي أولى بأن تخرج من أن تقتل إلا ما كان في المستقيم من صغار الديدان وربما جعلت من جنس الدسم والحلو لينجذب إليها الدود للمحبة ويخرج معها إذا خرجت .
وأولى ما تعالج بالمشروبات وقت خلاء البطن إذا دسّت السموم القتال لها في الألبان وفي الكباب ونحوه كانت هي على التناول منها أحرص وكان ذلك لها أقتل وربما سقي صاحب الديدان مثل اللبن يومين ثم سقي في اليوم الثالث في اللبن دواء قتالاً لها وربما مص قبله الكباب فإذا وجدت رائحته أقبلت على المص لما ينحدر إليها .
فإذا اتبع ذلك هذه الأدوية كان أقتل لها .


وإذا استعملت الحقن السمّية القاتلة لها فالأولى أن تطلى المعد ة بالقوابض وخصوصاً ما فيه قوة قاتلة للدود مثل السمّاق والطراثيث والأقاقيا مدوفة في شراب وكذلك المغرّة وكذلك الكبر والشبث بالشراب فإن لم يحتملوا قبض مثل هذه فالطين المختوم بالشراب .
.
وإذا شرب الأدوية الدودية فيجب أن يسدّ المنخرين سدُّا شديداً ولا يكثر من إخراج النفس وإدخاله ما أمكنه فإن الأصوب أن لا يختلط في النفس شيء من روائحها .
ومن العلاج المتصل بعلاج الديدان إصلاح الشهوة إذا سقطت وربما وجدت في الضمّادات والمشروبات ما يجمع إلى تقوية الشهوة قتلاً لها وإخراجاً لها مثل الأفسنتين مع الصبر شرباً للحب المتخذ منهما وطلاء منهما وكذلك الصبر مع الربوب الحامضة .
وربما اجتمع مع الديدان إسهال فاحتيج إلى أن تقتل فقط فإن حركة الطبيعة تخرجها وربما اقتضت الحال أن تقتل بالقوابض المرة لتجمع موتها وإمساك الطبيعة إذا اجتمع الديدان والإسهال وخيف سقوط القوة وخصوصاً بالأضمدة القابضة التي فيها قتل للديدان فلا تسقط القوة .
ثم إنها لتخرج بعد ذلك إما بدفع الطبيعة إما بدواء مشروب أو محمول .
وربما كان معها أورام في الأحشاء فاحتيج إلى تدبير لطيف .
والأدوية التي تقتل حب القرع أقوى من التي تقتل الطوال .
فالتي تقتل حب القرع والمستديرة تقتل أيضأ الطوال .
والسبب في ذلك أن حب القرع أبعد مما يشرب وأشد اكتناناً بالرطوبات الواقعة لها .
وربما كانت في كيس ولأنها متولده عن مادة أغلظ وأكثف وأقرب إلى المزاج الحار وأشبه بما هو سمّ فلا تنفعل عن شكلها ما لم تفرط .
فصل في الأدوية الحارة القتالة للديدان وخصوصاً الطوال


أما المفردة فمثل الفراسيون والقردمانا يشرب منه مثقال والشيح والترمس المر والسليخة والفودنج وعصارته وحب الدهمست والقسط المر والأفتيمون والقرطم والنعنع والقنبيل والكمافيطوس والقنطوريون والمشكطرا مشيع والثوم خاصة وربما قتل حبّ القرع وبزر الرازيانج والآس والصعتر والفوفل والأفسنتين وبزر كرنب وقشور الغربَ وأصل الراسن المجفف يشرب منه ثلاث أواق .
أو الكمون المقلو والقيصوم والعزيزن والأنيسون وبزر الكرفس .
والحرف قوي في بابه والشونيز وبزر السرمق يسهلها مع القتل .
وكذلك اللبلاب والبسفايج .
وأولى ما يسهل به بعد القتل الصبر .
وإذا شرب إنسان من الزيت شربة وافرة مقدار ما يمكن شربه قتلها وأخرجها وخصوصاً بزيت الأنفاق وهو يقتل العراض أيضاً ويقتل بمرارته ويزلق بلزوجته .
إن لم يمكن شربه دفعة شرب شرباً بعد شرب ملعقتين ملعقتين .
وحب النيل قتّال للحميات مخرج لها .
وربما نفع في العراض .
وأما المركبة فمنقسمة فأما القتالة لها فكالترياق الفاروق والذي يجمع القتل والإخراج فمثل أيارج فيقرا ومثل أن يؤخذ من الشيح ومن الأفسنتين من كل واحد وزن درهم وثلث ومن شحم الحنظل ربع درهم ومن الملح الهندي دانق ويسقى .
وربمات لها سقي الكمّون والنطرون مناصفة من الجملة وزن مثقالين وأيضاً نطرون فلفل قردمانا أجزاء سواء .
الشربة إلى درهم ونصف وأيضاً فلفل حب الغار كمون هندي مصطكي يعجن بعسل .
والشربة منه بالغداة ملعقة وعند النوم مثلها .
أو راسن وشيح وفلفل وسرجس أجزاء سواء يسقى من درهم ونصف إلى ثلاث دراهم .
وحب الأفسنتين يخرج الطوال .
وأما العراض فيحتاج إلى أقوى من ذلك .
فصل في الأدوية التي هي أخص بحبّ القرع
هي القطران يستعمل في الحقن والأطلية والبرنج ولبه والسرخس والقسطالمر وقشور أصل التوت وعصارته والقنبيل وشحم الحنظل والصبر .
والشنجار عجيب في العراض وقشور اللبخ من الأشجار .


وأظن أنه ضرب من السدر والأزادرخت ومما يخرجها بلا أذى أن يشرب ثلاث أواق من عصارة الراسن الطري فإنه عجيب جداً .
وقد ذكر العلماء أن الأربيان يخرج حب القرع .
ومن الأدوية العجيبة في جميع ضروب الديدان شعر الحيوان المسمى أحريمون .
والقلقديس مما يقتلها مع منفعة إن كان هناك إسهال .
وقد ذكرنا لها في الأقراباذين مطبوخاً منه ومن القنطريون .
وأما المركّبات فإما القتّالة كالترياق .
وإما الجامعة فمثل أن يؤخذ من لبّ البرنج ومن التربد والسرخس من كل واحد أربعة دراهم ملح هندي درهمان قسط مر ستة دراهم .
والشربة خمسة دراهم وأيضاً من لبّ البرنج سرخس قنبيل من كل واحد خمسة دراهم تربد خمسة عشر درهماً .
الشربة منه إلى خمسة دراهم .
وأيضاً يشرب اللبن الحليب ثلاثة أيام بالغداة ويتحسّى بعده الآسفيدباج ثم تؤخذ ستة مثاقيل برنج وثلاثةدراهم سرخس وثلاثةدراهم قنبيل يدقّ ويداف في خل حامض أو سكنجبين ويمص شيئاَ من الكباب لتحرص الديدان عليه ثم يشرب منه مقدار وزن ما يوجبه الحدس والتجربة .
فصل في الأدوية الباردة والقليلة الحرارة
هي مثل بزر الكزبرة إذا شرب ثلاثة أيام بالميبختج وبزر الكرفس فإنه قوي جداً يقتل كل دود ويسقى في سكنجبين أو رائب أو يشرب طبيخها .
والنشاستج قد يقتل أيضاَ .
والفوفل وورق الخوخ وعصارة الشوكة المصرية وهي غير كثيرة الحرارة والعلّيق وسلاقة قشور شجرة الرمان الحامض أو المز يطبخ ليلة جميعاً في الماء ثم يصفّى ويشرب .
فإنه يقتل .
وكذلك ماء طبخ فيه أصله وعصارة لسان الحمل يصلح لمن به دود وإسهال جميعاً .
أو لسان الحمل يابساً .
وأيضاً السماق المغروس في الماء عجيب .
والطراثيث والطين المختوم بالشراب عجيب .
والمغرة عجيب أيضاَ وبزره البقلة الحمقاء إذا استكثر منها قتلها وكذلك الهندبا المر والخس المر والكرفس المخلّل والكبر المخلّل .
وقيل أن البطيخ يقتلها ويسهلها .


والحسك قريب من هذه الأدوية ويبلغ من قوة هذه أنها تخرج العراض أيضاً أعني مثل بزر الخلاف وعصارة الخوخ والكزبرة والهندبا المر والجعدة وغير ذلك .
وهذه تسقى إما مع مخيض أو ماء حار أو سكنجبين .
فصل في تدبير الديدان الصغار
قد يقتلها احتمال الملح والاحتقان بالماء الحار .
والملح يقلع مادتها وأقوى من ذلك حقنة يقع فيها القنطوريون والقرطم والزوفا وقوة من شحم الحنظل . وتستعمل حارة .
وأقوى من ذلك احتمال القطران والحقنة به وخصوصاً في دهن المشمش المر أو لبّ الخوخ المرّ وقد طبخت فيه الأدوية القتّالة لها .
وقد يحقن أيضاً بالقطران ومما يحتمل به العرطنيثا وبخور مريم وقشور أصل اللبخ .
ومما يلقط هذه الصغار أن يدس في المقعدة لحم سمين مملوح وقد شد عليه مجذب من خيط فإنها تجمع عليه بحرص ثم تجذب .
بعد صبر عليه ساعة ما أمكن فتخرجها وتعاود إلى أن تستنقي .
فصل في الحقن لأصحاب الديدان
يحقنون بسلاقات الأدوية المذكورة لهم وقد جعل فيها مسهّلات مثل الشحم والصبر والتربد وقثاء الحمار بحسب القوة والوقت .
ويصلح أن يستعمل القطران في حقنهم فينفعهم نفعاً عظيماَ وتراعى حينئذ المقعدة لئلا تنزحر بالشيافات الزحيرية والمعدة بالأشربة والأضمدة المعدية لئلا تضعف .
وقد عرفت جميع ذلك وربما نفعت الحقنة بالمياه المالحة أو المياه المملحة بالنطرون ونحوه وخصوصاً بالقطران .
وقد يقع في حقنهم عصارة ورق الخوخ وسلاقة أصول التوث وقشور الرمان وخاصة إذا كانت حرارة .
فصل في الضمّادات لأصحاب الديدان
والضمادات أيضاَ تتخذ من الأدوية القوية من هذه وتقوّى بمثل شحم الحنظل ومرارة البقر وعصارة قثاء الحمار وبالقطران والصبر .
وإذا ضمّد بالصبر والأفسنتين أو بالصبر وربّ السفرجل أو ربّ التفاح قتل وفتق الشهوة .
وإذا جمع الجميع فهو أصوب .
ضماد جيد : يسحق الشونيز بماء الحنظل الرطب أو بسلاقة شحمه ويطلى على البطن والسرة .


ويقال أن مخ الأيل إذا ضمّد به السرّة نفع من ذلك .
وكذلك أدهان الأدوية المذكورة إذا طلي بها نفعت ودهن البابونج والأفسنتين خاصة .
فصل في تغذيتهم
وأما الغذاء الذي يجب بحسب مقابلة السبب فأن يكون حاراً يابساً لا لزوجة فيه ويكون فيه جلاء ما يجلوها فيخرجها .
ويدخل في أغذيتهم ماء الحمص وورق الكرنب .
ولحوم الحمام أيضاً نافعة لهم وشرب الماء المالح ينفع جميعهم .
وإذا كان إسهال وحرارة غذّوا بإحساء محمّضة بالسمّاق فإنه قاتل لها حابس .
وكذلك ماء الرمان الحامض .
وإذا أضعف الإسهال احتيج إلى ما يغذو بقوة فإنه لم يهضم جعل من جنس الاحساء ومياه اللحوم .
وأما الوقت والترتيب فيجب أن لا تجاع فتهيج هي وتلذع المعدة وربما أسقطت الشهوة بل يجب أن يتغذّى قبل حركتها في وقت الراحة وأن يفرق غذاؤهم فيطعمون كل قليل .
وإذا خيف الإسهال استعمل على البطن أضمدة قابضة مما تعلمه .
وأما أصحاب الديدان الصغار فالأولى أن تجعل غذاءهم من جنس الحسن الكيموس السريع الانهضام فإن قوّته على سبيل المضادة لا يصل إليها البتّة وإذا كان حسن الكيموس قل الكيموس الفاسد الذي هو مادة لها .
فصل في علاج السقطة والصدمة على البطن
الصواب في جميع ذلك أن يخرج الدم إن أمكن ويسقى بعد ذلك من الكندر ودمّ الأخوين والطين الأرمني والكهربا من كل واحد درهم بمثلث رقيق .
وإن كان حدث نزف دم أو إسهاله أو قيئه جعل فيه قيراط من أفيون وبعد هذا يجب أن تتأمل ما ذكرنا في باب الصدمات في الكتاب الذي بعد هذا .
الفن السابع عشر علل المقعدة
وهو مقالة واحدة :
فصل كلام كلي في علل المقعدة
اعلم أن علل المقعدة عسرة البرء لما اجتمع فيها من أنها ممر وأنها معكوسة نافذة من تحت إلى فوق وأنها شديدة الحسّ وأنها موضوعة في السفل فلأنها ممر يأتيها الثفل في كل وقت ويحركها ويزيد في آلامها ويفقدها السكون الذي به يتمّ قبول منافع الأدوية وبه تتمكن الطبيعة من إصلاح .


ولأنها معكوسة يصعب إلزام الأدوية إياها ولأنها شديدة الحس يكثر وجعها وكثرة الوجع جذّابة .
ولأنها موضوعة في أسفل يسهل انحدار للفضول إليها وخصوصاً إذا أجاب إلى قبولها ضعف بها من آفة فيها .
فصل في البواسير
إعلم أنه كثيراً ما يظن أن الإنسان إن به بواسير وإنما به قروح في المستقيم وفيما فوقه يجب أن تتأمل ذلك .
والبواسير تنقسم بضرب من القسمة المشهورة إلى ثؤلولية وهي أردؤها وإلى عنبية وإلى توثية .
والثؤلولية تشبه الثآليل الصغار .
والعنبية مستعرضة مدوّرة أرجوانية اللون أو إلى أرجوانية .
والتوثية رخوة دموية .
وقد تكون من البواسير بواسير كأنها نفاخات .
وقد تنقسم البواسير بقسمة آخرى إلى ناتئة وإلى غائرة وهي أردؤها .
وخصوصاً التي تلي ناحية القضيب فربما حبست البول بالتوريم .
والناتئة الظاهرة تكون إحدى الثلاثة .
وأما الغائرة فمنها دموية ومنها غير دموية .
وقد تنقسم البواسير أيضاً إلى منتفخة تسيل وربما سالت شيئأ كثيراً لانتفاخ عروق كثيرة وإلى صمّ عمي لا يسيل منها شيء .
وأكثر ما تتولد البواسير تتولّد من السوداء أو الدم السوداوي وقلما تتولد عن البلغم .
وإذا تولّدت عنه فتتولد كأنها نفّاطات وكأنها نفّاخات بطون السمك .
والثؤلولية أقرب إلى صريح السوداء .
والتوثية إلىالدم والعنبية بين بين وليس يمكن أن تحدث البواسير دون أن تنفتح أفواه العروق في المقعدة على ما قال جالينوس ولذلك تكثر مع رياح الجنوب وفي البلاد الجنوبية .
والبواسير المنفتحة السيالة لا يجب أن تحبس الدم السائل منها حتى تنتهي إلى الضعف واسترخاء الركبة واستيلاء الخفقان ويرى دم غير أسود .
وأجوده أن يتحلّب قليلاً قليلاً لا دفعة .
وإذا مال في النساء دم البواسير إلى الرحم فخرج بالطمث انتفعن به .
ويجب أيضاً أن يفعل ذلك بالصناعة يحز طمثهن ولأكثر أصحاب البواسير لون يختصّ بهم وهو صفرة إلى خضرة .


وكثيراً ما عرض لأصحاب البواسير رعاف فزالت البواسير عنه .
العلاج : يجب أن يبدأ فيصلح البدن ويستفرغ دمه الرديء بفصد الصْافن والعرق الذي خلف العقب .
وعرق المأبض أقوى منهما وحجامة ما بين الوركين تنفع منها وتستفرغ أخلاطه السوداوية ويعالج الطحال والكبد إن وجب ذلك لإصلاح ما يتولّد فيهما من الدم الرديء .
ثم إن لم يكن وجع ولا ورم ولا انتفاخ فلا كثير حاجة إلى علاجها فإن علاجها ربما أدى إلى نواصير وإلى شقاق .
ثم يجب أن تجتهد في تليين الطبيعة لئلا تؤدي صلابة الثفل المقعدة فيعظم الخطب .
وأجود ذلك أن تكون المسهّلات والمليّنات من أدوية فيها نفع للبواسير مثل حب المثل ومثل حب ّالفيلزهرج وحب الدادي وحبوب نذكرها فيجب أن تجتهد في تفتيح الصمّ وتسييل الدم منها ما أمكن إلى أن تضعف أو يخرج دم أحمر صاف ليس فيه سواد .
فإن لم يغن فتدبيره إبانة الباسور وإسقاطه بقطعه أو بتجفيفه وإحراقه بما يفعل ذلك .
واعلم أن الدم الذي يسيل من البواسير والمقعدة فيه إما من الآكلة والجنون والمالنخوليا والصرع السوداوي ومن الحمرة والجاورسية والسرطان والتقشر والجرب والقوابي ومن الجذام ومن ذات الجنب وذات الرئة والسرسام .
وإذا احتبس المعتاد منها خيف شيئ من هذه الأمراض وخيف الاستسقاء لما يحدث في الكبد من الورم الرديء والصلب وفساد المزاج وخيف السلّ وأوجاع الرئة لاندفاع الدم الرديء إليها .
وإذا أحدث السيلان غيراً أخذ سويق الشعير بطباشير وطين أرمني وسقي من حاره قليلاً قليلاً .
والأدوية الباسورية منها مفتّحات لها ومنها مدملات ومنها حابسات لإفراط السيلان ومنها قاطعات له ومنها مسكنات لوجعها .
وهي إما مشروبات وإما حمولات وإما أطلية وضمّادات ولطوخات وإما ذرورات وإما بخورات وإما مياه يجلس فيها وإما حوابس .
وجميع ذلك إما مفردة وإما مركّبة .


واعلم أن حبّ المقل منفعته في البواسير ذات الأدوار ظاهرة وليست بكثيرة المنفعة فيما هو ثابت لا دور له وإذا اجتمع شقاف وورم عولجا أولاً ثم البواسير ودهن المشمش المحلول فيه المقل نافع للبواسير والشقاق .
فصل في تدبير قطع البواسير وخزمها
إسقاط البواسير قد يكون بقطع وقد يكون بالأدوية الحادة . وإذا كانت بواسير عدة لم يجب أن يقطع جميعها معاً بل يجب أن تسمع وصية أبقراط ويترك منها واحدة ثم تعالج بل الأصوب أن تعالج بالقطع واحدة بعد واحدة إن صبر على ذلك .
وفي آخر الأمر يترك منها واحدة يسيل منها الدم الفاسد المعتاد في الطبيعة خروجه منها وذلك المقطوع إن كان ظاهراً كان تدبيره أسهل وإن كان غائراً كان تدبيره أصعب .
والظاهر فإن الأصوب أن يشدّ أصله بخيط إبريسم أو كتان أو شعر قوي ويترك .
فإن سقط بذلك وإلا جرب عليه الأدوية المسقّطة .
والأقطع والغائر يجب أن يقلب ثم يقطع .
والقلب قد يكون بالآلة مثل ما يكون بمحجمة بنار أو كيف كان يوضع على المقعدة حتى يخرج ثم يمسك بالقالب .
وإن خيف سرعة الرجوع ترك المحجمة ساعة حتى يرم الموضع فلا يعود وربما شدّت بسرعة بخيط شداً مورماً يبقى له الباسور خارج وقد يكون بأدوية مقلبة مثل أن يؤخذ عصارة القنطوريون والشبث الرطب والميويزج ويعجن جميع ذلك بالعسل ويطلى به المقعدة أو يحتمل في صوفة فإنه يهيّج البراز ويسوق إلى إبراز المقعدة ويسهّله .
أو يستعمل نطرون ومرارة الثور أو يستعمل فلفل ونطرون أو يجمع إلى ما كان من ذلك عصارة بخور مريم أو ميويزج .
ومن الاحتياط فصد الباسليق قبل القطع والخزم وإذا أراد أن يقطعه أمسك ما يقطع وهو بارز أو مبرز بالقالب ومده إلى نفسه ثم قطعه من أصله بأحدّ شيء وأنفذه فلا يجب أن يتعدّى أصله فيقطع مما دونه شيئاً فيؤدي إلى آفات وأورام وأوجاع عظيمة .
وربما أدى إلى أسر وحصر ويترك الدم يسيل إلى أن يخاف الضعف ثم يحبس الدم بالحوابس الذي نذكرها .


فإن لم يسل الدم كثيراً فصد من الباسليق وإن احتمل أن يحمّي بالمفتّحات المذكورة ويسيل الدم بها كان صواباً إن لم يخف أن تسقط القوة من الوجع .
وربما كفى في ذلك مثل عصارة البصل .
وإن أراد أن يخزم خزم الصغير من أصله أو الكبير من نصفه أو على قسمة آخرى ويتدارك لئلا يرم ويوجع وذلك بأن يوضع عليه بصل مسلوق أو كراث مسلوق مخبص بالسمن ويجلس المعالج في المياه القابضة المطبوخة في القمقم لئلا يرم وفي خل وماء طبخ فيهما العفص وقشور الرمان ثم يعالج بما ينبت الدم من المراهم لئلا يرم .
والغرض في الخزم الإعداد لنفوذ قوة الأدوية المسقطة الباسورية .
وإذا رأيت المقعدة ترم وتوجع وجعاً شديداً من أمثال هذه المعالجات فالواجب أن يدخن بالمقل وسنام الجمل ويضمد بالضمادات المذكورة أو يضمد والجلوس في نبيذ الدادي عجيب النفع في تسكين وجع القطع ونحوه .
وكذلك الجلوس في مياه طبخ فيها الملينات والتنطيل بها وهي مياه طبخ فيها بزر الكتان والخطمي وبزره وكرنب ونحو ذلك .
ومما يخصّ أورام المقعدة عن البواسير إسفيداج الصخور الرصاصي ثلاثة أواق سقولوموس أوقية مرداسنج أوقيتان مصطكي ثلاثة دراهم يجمع بعصارة البنج ويجب أن تليّن البطن ولا يترك الثفل يصلب ويعالج احتباس بول إن وقع بتليين الورم .
على أنه يجب أن يمنع من دخول الخلاء يوماً وليلة خصوصاً بعد نزف قوي .
لا وأما إن لم ترد أن يكون قطع الباسور بآلة أو خزم بل بالدواء نثر عليه دواء حاد فإنه يأكله ويفنيه ويظهر اللحم الصحيح .
فإن أوجع أجلس في المياه القابضة وعولج قبل ذلك بالسمن الكثير يوضع عليه ثم يعالج بمثل مرهم الآسفيذاج والمرداسخج ومرهم متخذة منها ومن مياه عنب الثعلب والكاكنج والكزبرة .
وربما حال الوجع دون استعمال الدواء الحاد في مرة واحدة فاحتيج أن يستعمل بالدواء الحاد .
وإذا برح الوجع عولج بالعلاج المذكور ثم عُووِدَ ولأن تكرار الدواء الحاد مراراً مع تجفيف أسهل .


وفي آخر الأمر يسودّ ويسقط .
والدواء الحاد هو الديك يريك والفلدفيون وما أشبه ذلك .
وإذا اسودّت سلق الكرنب بالزيت ووضع عليها وسكن الوجع ثم عوود حتى تسقط .
وأما التوتية وما أشبهها فإن نثر الزاجات عليها يجفّفها ويسقطها وقد يقطع أيضاً .
والفصد والإسهال أوجب فيها والذرورات والبخورات والأطلية أعمل فيها .
فصل في تدبير تفتيح البواسير الصمم وإدرار دمها
يجب أولاً أن تلين بالاستحمامات ويستعان على تفتيحها بفصد الصافن وعرق المأبض وبمروخات من مثل دهن لبّ الخوخ ولمث المشمش المر إهال سنام الجمل ومخ الأيل والمقل وغير ذلك أفراداً ومجموعة ثم يستعمل عليها عصارة البصل القوية وقد جعل فيها عصارة بخور مريم وربما جعل مع ذلك شيء من اليتوعات ومن الميويزج وذرق الحمام فإنها تفتح لا محالة .
وربما عجنت بمرارة البقر والقنة مما ندخل في هذا وكذلك ورق السذاب ودهن الاقحوان .
وأكل الاقحوان نفسه يدر الدم ويوسع المسام ودواء الهليلج بالبزور مع نفعه من البواسير يدر دم البواسير لما فيه من البزور الملطفة .
ومما يدرالدم المحتبس أن يؤخذ من شحم الحنظل ثلاثة دراهم ومن اللوز المر أربعة دراهم ويعمل منه فتيلة طويلة ويمسك في المقعدة ويبدل كل ساعة بحيث تكون خمس فتائل في خمس ساعات فإذا اشتد الوجع يجعل في المقعدة فتيلة من دهن الورد وأمسكت وفصد الصافن
فصل في كلام الأدوية الباسورية والبثورات والذرورات
الأصوب أن يلطخ قبل الذرورات القوية بعنزروت مدوف في ماء وإن كان صبوراً على الوجع لطخ داخل المقعدة بنورة الحمام وصبر يسيراً ثم غسل بشراب قابض ثم ذر الذرور ويذر على البواسير قشور النحاس المسحوقة وحدها ومع الرصاص المحرق وأيضاً الزرنيخ والذراريح والنوشادر يذر عليها ويتدارك بما سلف ذكره من السمن ونحوه وأقوى من هذه أن تكون معجونة ببول الصبيان .


وهذه تجري مجرى الدواء الحاد . وأما ما هو أرفق من ذلك وألين فمثل رماد قشور السرو مغسولاَ بشراب ورماد قيض البيض ورماد نوى التمر المحرق والترمس المر اليابس المحرق .
ومما يجري مجرى الخواص أن يؤخذ رأس سمكة مالحة ويجفف بقرب النار ويخلط بمثله جبناً عتيقاً ويذر على الحلقة وكذلك رماد ذنب سمكة مالحة والشونيز من الذرورات الجيدة العجيبة النفع ومنها البخورات .
والقوي فيها هو البلاذر وحده أو مع سائر الأدوية ومح الزرنيخ خاصة والزرنيخ وحده والكرنب وحده .
وأما سائر الأدوية فمثل أصل الأنجدان وأصل الدفلى والأشترغاز وأصل السوسن وأصل الكبر وأصل الكرفس وأصل الحنظل وأصل الحرمل والقلى والأشنان والقنة وعروق الصباغين وبزر الكراث والخردل وبعر الجمال والعنزروت .
وتستعمل هذه فرادى ومجموعة ويجعل فيها شيء من بلاذر ويعجن بدهن الياسمين وتقرّص وتحفظ ليتبخْر بها .
ومما يقع فيها الأشنان والقلي والعنزروت وبعر الجمال فهو نافع .
والطرفاء ربما كفى التبخّر به مراراً متوالية .
نسخة بخور مركب : يؤخذ أصل الكبر وأصل الكرفس وورق الدفلى وأصل الشوكة التي هي الحاج ومحروث وأصل السوسن والبلاذر بالسوية يتخذ منها بنادق بدهن الزنبق وتستعمل بخوراً .
وقد قيل أن التبخير بورق الآس نافع جداً وكذلك بجلد أسود سالخ مع نوشادر وهذا التبخير قد يكون بقمع مهندم في المقعدة من طرف وعلى المجمرة مكبوبة من طرف ويبخر منه .
وقد يكون بإجانة مثقوبة يجلس عليها وأوفق جمر بعر الجمال .
فصل في السيالات التي توضع عليها وينطل بها
منها مياه حادثة مثل مياه طبخ فيها النورة الحية والقلي والزرنيخ وكرر ذلك ثم عجن بها نورة وقلى والمياه الشبية شرباً وطلاء وعسلاً بها مما يحبس سيلانها .


طلاء وهو جيد مجرب ونسخته : يؤخذ حنظلة رطبة وتشقق أربع فلق وتوضع في إناء ويصب عليها أبوال الأبل الراعية وخصوصاَ الأعرابية غمرها وتوضع في شمس القيظ ومدة بالبول كلما نقص فإنه شديد النفع يسقطها لا محالة .
وقد تطلى بالمرارات فإنه أكال للبواسير وماء الخرنوب الرطب يغمس فيه صوفة ويوضع على البواسير فيذهب بها البتة وإن حك بها دائماً فعل ذلك كما يفعل بالثآليل .
وكذلك قثاء الكبر الرطب والمروخات السمن العتيق ودهن نوى المشمش ودهن نوى الخوخ وودك سنام الجمل ودهن الخيري ودهن الحناء .
فصل في الفتائل والحمولات
تغمس قطنة في عسل ويذرعليها شونيز محرق وتستعمل .
وقد تكون فتائل متخذة من الزرنيخين ونحوهما وجميع الذرورية الفرورية يمكن أن يستعمل منها فتائل بعسل .
ومما هو عجيب لكنه صعب حاد أن يقطع أصل اللوف قطعاً صغاراً وينفع في شراب يوماً وليلة ثم يمسك ما أمكن وقد زعم بعضهم أن النيلوفر إذا اتخذت منه فتيلة نفع وأظنه في تسكين الوجع .
فصل في المشروبات
منها حب المقل على النسخ المعروفة والذي يكون بالصموغ والذي يكون بالودع ومنها حب الدادي ونسخته : يؤخذ هليلج وبليج وأملج وشير أملج أجزاء سواء دادي بصري خمس جزء يلت بدهن المشمش حتى ينعصر ويعجن بعسل .
والشربة من درهمين إلى ثلاثة مثاقيل وحب السندروس .
ونسخت : يؤخذ سندروس وقشور البيض شيطرج بزر كراث أجزاء سواء نوشادر نصف جزء خبث الحديد أربعة أجزاء يحبب كالنبق .
والشربة منه بالغداة ست حبات إلى سبع حبات ويهيّج الباه .
وأيضاً يؤخذ هليلج أسود وبليلج وأملج من كل واحد عشرة قرع محرق سبعة كهرباء ثلاثة زاج درهمان مقل عشروق درهماً ينقع بما الكراث ويحبب ويستعمل .
آخرى : ومما جزب توبال الحديد وبزر الكزاث وبزر النانخواه من كل واحد وزن درهمين ثمرة الكبر اليابس ثلاثة دراهم .
والشربة كفً بماء الكراث .


وأيضاً : يؤخذ هليلج أسود مقلو بسمن البقر وبزر الرازيانج من كل واحد جزء وحرف جزءان يشرب منه كل يوم ملعقة بشراب .
وأيضاً : يؤخذ هليلج أسود مقلو بسمن البقر مع ماء الكرّاث ودهن الجوز والاطريفل الصغير والاطريفل بخبث الحديد .
وأيضاً : يؤخذ خبث الحديد المنخول المدقوق ثلاثة دراهم مع درهمين حرف أبيض يسقى منة على الريق في أوقية من ماء الكراث وزن درهمين من دهن الجوز .
وأيضاً : يؤخذ زراوند طويل وعاقر قرحا وحسك ولوز مر ونانخواه ويلقى عليه كفّ من وأيضاً : يؤخذ الأبهل الحديث النقي وزن عشرة دراهم وينقع في ماء الكراث أياماً ويجفف في الظل ويسحق ويضاف إليه من بزر الحرمل ومن الأنجدان الكرماني ومن الحرف الأبيض ومن الحلبة ومن النانخواه من كل واحد ستة دراهم يقلى الحرف والحرمل بدهن الجوز ودهن المشمش ويدق سائر الباقية ويجمع في برنية زجاج أو مغضرة .
والشربة مثقال إلى مثقالين .
ومما هو مختار مجرّب أن يسقى من القنّة اليابسة درهمين في ماء فإنه يبريه .
وإن سقي ثلاث مرات لم يعد .
والسكبينج والميعة من جملة الأدوية التي تشرب للبواسير .
وإن كانت الطبيعة لينة نفع سفوف الهليلج بالبزور وهو يدر الدم .
ومما ينفعهم إدمان أكل اللوف بالعسل .
وأما الاطريفل بالخبث فهو يحبس الدم وينفع من الباسور .
فصل في مسكنات الوجع
يؤخذ سكبينج ومقل من كل واحد درهمان ميعة درهم أفيون نصف درهم دهن نوى المشمش أوقية ونصف تحل الصموغ فيه ويجعل عليها نصف درهم جندبادستر وأيضاً نيلوفر مجفف جزء خطمي نصف جزء وأيضاً إكليل الملك عدس مقشّر من كل واحد جزء يجمع بمحّ البيض ودهن الورد وأيضاً ورق الخطمي وإكليل الملك معجونين بمخ البيض ودهن الورد وأيضاً إذا وضع عليهم مرهم الدياخلون بدهن الورد وشيء من زعفران والأفيون والميبختج كان نافعاً وشحم البطّ شديد النفع .
وأيضاً سرطان نهري زوفا رطب شحم كلي الماعز شمع أبيض .


وأيضاً خصوصاَ إذا كان تورم أن يؤخذ بابونج وإكليل الملك وقليل زعفران يسحق ويعجن بلعاب بزر كتان ومثلث ويضاف إلى هذا الباب ما نقوله في باب ورم المقعدهَ فإنها تنفع لتسكين أوجاع القطع والخزم والورم .
فصل في الحوابس للسيلان
من ذلك ما يحبس سيلان القطع وهي أقوى وأوجب أن تكون كاوية ومنها ما يحبس سيلان الانفتاح .
واللواتي تحبس دم القطع فالزاجات وأيضاً مثل ذرائر من الصبر وكندر ودم الأخوين والجلّنار وشياف ماميثا ونحوه يذر ويشد شدُّا وثيقاً .
وأيضاً وبر الأرنب أو نسج العنكبوت يبل بياض البيض ويلوّث بذرور جالينوس ويشدّ إلى أن ينختم .
والقوية مثل القلقطار مع الأقاقيا والعفص ثم الشدّ الشديد .
فإن لم يفعل شيء كوي بقطنة تغمس في زيت يغلى فيحبس الدم ثم يذرّ عليه الحابسة اليابسة وفي هذا خطر التشنّج .
وأما ما هو دون ذلك فالقوابض المعروفة ومياه طبخ فيها القوابض أو شراب عفص طبخ فيه قشور الرمان والعفص .
ومما يشرب لذلك الأطريفل الصغير وقد جعل عليه خبث الحديد المنقوع في الخلّ أسبوعاً ثم يصفّى الخلّ عنه ويقلى على مقلى قلياً يشويه ثم تسحق كالهباء .
يجب أن يجتنبوا كل غليظ من اللحمان والأشياء اللبنية وكل محرق للدم من التوابل والأبازير إلا بقدر المنفعة .
ويجب أن يأكلوا مما يسرع هضمه ويجود غذاؤه من اللحمان وصفرة البيض والآسفيدباجات الدسمة والجوزابات والزيرباجات وماء الحمص .
والشيرج العذب ينفعهم .
والجوز الهندي مع الفانيذ ينفعهم .
فإن كان هناك استطلاق وسيلان مفرط من الدم نفع الأرزّ والرمانية بالزبيب .
وأدهانهم دهن الجوز ودهن النارجيل ودهن اللوز ودهن نوى المشمش وودك سنام الجمل والشحوم الفاضلة والعجة من صفرة البيض والكراث وقليل بصل .
ويوافقهم الفانيذ والتين خير لهم من التمر .
فصل في الورم الحار في المقعدة
والحمرة فيها مبتدئين وكائنين بعد أوجاع البواسير وقطعها


أورام المقعدة قد تعرض في الأقل مبتدئة وفي أكثر عقيب الشقاق والحكّة وعقيب انسداد أفواه البواسير وعقيب معالجات البواسير بالقطع والأدوية الحادة .
وإذا كانت الأورام تجمع وتصير خراجات خيف عليها أن تصير نواصير .
فلهذا أمر ببطها قبل النضج ويجب أن يستعمل الفصد في أوائل هذه الأورام وربما سكن الوجع وحده ويستعمل عليها مرهم الآسفيذاج أو يطلى ببياض بيض مسحوقاً بدهن ورد في هاون من رصاص أو آنك حتى يسود فيه أو يؤخذ مرداسنج خمسة دراهم نشا ثمانية إسفيذاج درهمان موم ثلاثة أواق سمن أوقيتان شحم البط أوقية شيرج مقدار الكفاية أو يجعل معها شيء من المثلث والشراب وشحم البط شديد النفع .
وكذلك الخبز المطبوخ بما إذا جعل ضماداً بالصفرة ودهن الورد أو خبز نقي رطل زعفران أوقية أفيون نصف أوقية ويستعمل في الميبختج .
وضماد الكاكنج جيد جداً .
وكذلك ضماد يتخذ من صفرة بيض مشوية يعجن به بشراب قابض ثم يخلط في شمع ودهن ورد .
وإذا جاوز الابتداء ولم يكن عن قطع استعمل عليهم مرهم دياخلون مضررباً بدهن ورد أو قليل مرهم باسليقون مع صفرة بيض النيمبرشت .
وأيضاً البصل والكراث المسلوقين مع بابونج أو مرهم الآسفيذاج بالأشق فإن اشتد الوجع أخذ ورق البنج الرطب وعصر وأخذ من مائه شيء ويمرخ بالماء أيضاً ثم ينقع فيه خبز ويضاف إليه صفرة بيض دون المعقودة بالشيء جداً ودهن الورد ويتخذ مرهم .
وأيضاً قد ينفع التكميد المعتدل والجلوس في مياه طبخ فيها ما يسكن الوجع مثل بزر الكتان .
والخطمي وبزر الخطمي والملوخيا ويصب فيها لعاب الحنطة المهروسة ويجب أن ترجع إلى باب الزحير ففيه علاج جيد لهذا الباب .
وإذا كانت الأورام القريبة في المقعدة من جنس ما يجمع المدّة فبادر إلى البطّ قبل .
النضج لئلا تميل المادة إلى الغور وتصير ناصوراً .
وقد حكي هذا التدبير عن أبقراط .
فصل في شقاق المقعدة


الشقاق في المقعدة قد يكون ليبوسة وحرارة تعرض لها فينشق عن الثفل اليابس وعن أدنى سبب وقد يكون لسبب ورم حار وقد يكون بسبب شدة غلظ الثفل ويبسه وقد يكون لبواسير انشقّت وقد يكون لقوة اندفاع الدم إلى فوهات عروق المقعدة .
فصل في العلاج : أدوية الشقاق منها مدملة مؤلفة ومنها ملينة مرطبة ومنها معالجة للورم ومنها ذاهبة مذهب الخاصية أو مقاربة لها .
فأماالمدملات القابضة المجففة فمثل العفص الغير مثقوب ينعّم سحقاً في ماء وقليل شراب عفص ويستعمل طلاء .
وأقوى من ذلك أن يؤخذ زنجفر وجلنار وإسفيذاج ومرداسنج ودهن الورد وأيضاً مرداسنج ورصاص محرق وخبث الحديد والفضة وإقليميا ويستعمل بدهن الورد وقليل شمع .
وأيضاً مرهم الآسفيذاج المعروف أو إسفيذاج واَنك محرق ودهن الورد وبياض البيض أو خبث الرصاص وبزر ورد تسحق وتستعمل مرهماَ يابساً .
أو لزوقاً .
وأيضاً الحناء يؤخذ منه جزء ومن الشمع الأبيض ثلاثة أجزاء يذاب الشمع بدهن الورد ويخلط .
وكذلك الخيري المجفف .
ومما يجري مجرى الخواص رماد الصدف والنشاستج بالسوية وورق الزيتون نصف الواحد يطلى به .
ومن الأدوية النافعة مرتك هاسفيماج وسحالة الرصاص وزهر البنج الأبيض وشمع أجزاء سواء ودهن ورد مقدار الكفاية وأيضاً شحم البطّ وكندر ومخّ عظام الإبل وبزر الورد والتوتيا والاقليميا لمغسول وأسفيداج الرصاص والآنك المحرق المغسول والأفيون والزوفا الرطب وِعصارة الهندبا وعصارة عنب الثعلب ودهن الورد وشمع قليل يتخذ منه قيروطي وهذا فيه مع إصلاح الجراحة منع من الورم وإصلاحه ودفع الألم .
ومما يجلس فيه ماء القمقم أغلي فيه عنب الثعلب وورد .
وعدس وشعير مقشر .
وإذا لم يكن حكاك نفع القيموليا بدهن الآس .
ومما هو قوي جامع أن يؤخذ من الشيرج واللبان والساذج والشب المدور من كل واحد درهمان ومن الزعفران والمر من كل واحد درهم علك الأنباط والشمع من كل واحد إثنا عشر درهماً يجمع بالطلاء .
ودهن الورد .


ومن أدوية هذا الباب أدوية تنفع بالتعديل والتليين والشحوم والأوعاك واللعابات والعصارات والأدهان والمغريات مثل النشاستج وغبار الرحا والكثيرا ونحوه ويجمع إلى ذلك علاج الشق فمن ذلك .
هذه النسخة : يؤخذ زوفا رطب مخ عجل نشا مغسول شحم البط والدجاج ودهن الورد ومن ذلك أن يؤخذ مخ ساق البقر والنشا بالسوية ويطلى .
وأيضاً مرهم المقل بسنام الجمل وأيضاً مخ ساق البقر وخمير الشعير أجزاء سواء مجرب .
وأيضاً مخّ ساق البقر ومخ ساق الأيل وشحم الأيل من كل واحد أوقية مومياي نصف أوقية نشا أوقية شيرج أوقيتان كثيراء أوقية .
والجمع بالشيرج .
والأدهان النافعة في الشقاق الذي ليس هناك حرارة كثيرة وورم بل يبوسة دهن الخيري ودهن السوسن ودهن نوى المشمش ودهن نوى الخوخ ويحل فيها المقل وينفعهم التبخير بمقل معجون بشحم .
وأما الورميات فقد عرفتها وينفع فيها قيموليا بدهن الآس ويجلس في القوابض وزيت الأنفاق وأيضاً يطبخ العفص بالطلاء ويضمد به .
وأما الباسورية من الشقاف فيحتاج أن يستعمل عليها مرهم .
وأما الثفلية فيجب أن يدام تليين الطبيعة بالأغذية الملينة والأشربة واستعمال حب المقل بالسكبينج يشربه ليلاً ونهاراً وإذا سال من الشقاق شيء أخذ قطنة وغمسها في ماء الشبّ وجففها ومسح بها المقعدة ويجتنب القوابض والأشياء المجففة للزبل .
فصل في الأغذية لأصحاب الشقاق
يجب أن يجتنبوا القوابض والحوامض والمجففات للطبيعة ولتكن أغذيتهم ا لاسفيذباجات والآسفاخات والمسلوخيات وودكها من سنام الجمل وشحوم الدجاج والبطّ .
وينفعهم الكرنبية اسفيذباجة وصفرة البيض النيمبرشت وخصوصاً قبل سائر الطعام وعجة من صفرة بيض وكراث وبصل يسمن البقر غير شديدة العقد والجوز الهندي واللوز والفانيذ ينفعهم وطريق تغذيتهم تغذية أصحاب البواسير .
فصل في استرخاء المقعدة
قد يكون من مزاج فالجي أو برد دون ذلك .


والمزاج الفالجي قد يكون من رطوبة باردة رقيقة متشرِّبة في الأكثر وقد يكون من رطوبة هي إلى حرارة وحرارتها بسبب تشربها وتعرف تلك الحرارة باللمس وقد يكون بسبب ناصور أو خزم باسور وقطعه إذا أصاب العضلة افة عامة وقد يكون بسبب سقطة على الظهر أو ضربة تضر بمبدأ العصب أو تهتكه وهذا يكون دفعة ولا علاج له .
وأما المزاجي فيحدث قليلاَ قليلاً ويقبل العلاج ويعرض من استرخاء المقعدة خروج الثفل بلا إرادة وربما كان هناك تمدّد إلى خارج فشابه الآسترخاء بما يتبعه أيضأ من خروج الثفل بلا إرادة .
وكثيراً ما يتبع القولنج لما يصيب العضلة الحابسة من التمدد ويعرف بلمس الصلابة .
فصل في العلاج
إن كان سببه برداً شديداً مع مادة أو مع غير مادة جلس في مياه القمقم المطبوخ فيها أبهل وقسط وجوز السرو وسنبل وشيء من بزر الأذخر .
وان احتيج إلى أقوى من ذلك حقن بالدواء المسمى أوفربيوني المتخذ من الأوفربيون واستعمل عليه دهن القسط وغيره .
وإن كانت المادة المرخية رطوبة فيها حرارة ما يعرف ذلك باللمس أجلسته في مياه القوابض القوية المائلة إلى البرد ويخلط بها مسخنة .
وإن ظننت أن هناك تمدداً فالمرخيات الملينة من الأدهان والشحوم وغيرها .
وفي آخر ذلك يجب أن تستعمل القابضة والمحرّكة التي فيها تلطيف وتحليل لينبه القوة وتستفرغ المادة مثل الماء المالح والماء الملوح والحنظل وتأمل أيضاً ما قيل في الباب الذي بعد هذا وهو في خروخ المقعدة .
فصل في خروج المقعدة
قد يكون لشدة استرخاء العضلة الماسكة للمقعدة المثيلة إياها إلى فوق وقد يكون بسبب أورام مقلبة .
وعلاج الراجع أسهل من علاج المتورم الذي لا يرجع وعلاج كل .
واحد معلوم .
والأصوب أن يعالج بما يعالج به ويرد ويشد .
وإن كان لا يرجع استعملت المرخيات ويجب أن نذكرالأدوية مشددة للمقعدة مقبضة لها فإن أكثر الحاجة إلى أمثالها فإنها إذا استعملت وردت المقعدة بعدها إن كانت ترتد وشدت نفعت .


فمنها مياه .
يجلس فيها وينطل بها قد طبخ فيها الأدوية القابضة .
وأوفق ذلك أن يكون ذلك الماء شراباً قابضاً .
فمن ذلك أن يؤخذ الورد والعدس وعنب الثعلب والسماق فتطبخ في الماء ويستعمل .
وهذا نافع أيضاَ إن كان هناك ورم .
ومنها ذرورات من ذلك - إذا لم تكن حرارة شديدة أن يؤخذ قشور شجرة البطم ثمانية دراهم جوز السرو وزن درهمين إسفيذاج درهم يبل الخارج بشراب قابض ويغسل به ويذر هذا عليه وأيضاً دقاق الكندر ومرداسنج من كل واحد ثمانية دراهم جوز السرو اليابس إسفيداج الرصاص المتخذ يحك الرصاص بعضه على بعض بشراب قابض وزن درهمين يذر عليه .
وأيضاَ خبث الرصاص وسماق من كل واحد أربعة دراهم مر درهم بزر ورد أربعة دراهم .
وأيضاً يغسل ويدهن بدهن ورد خام ثم يؤخذ الشب والعفص والكحل وأسفيذاج الرصاص ويذر عليه ويردّ إن رجع ويشد .
وإن كانت المقعدة لا ترتد ولا ترجع لورم عظيم فالأولى أن يدبر الورم ويرخى بالجلوس في الماء الحار المطبوخ فيه مسكنات الوجع والمرخيات للورم مما قد ذكر في بابه ويدهن بعد ذلك بدهن الشبث ودهن البابونج فإنه يلين ويرجع .
وحينئذ يعالج بما قيل .
ومما ينفع في هذا الوقت مسكنات الوجع المذكورة وخصوصاً دواء النيلوفر المذكور والذي فيه العدس والحمص والباقلى .
فصل في النواصير في المقعدة
قد تتولد هذه النواصير عن جراحات في المقعدة وخرقها وقد تتولد عن البواسير المتأكلة ونواصير المقعدة منها غير نافذة وهي أسلم ومنها نافذة وهي أردأ .
وما كان قريبأ من التجويف والمدخل فهو أسلم لأنه إن خرق لم تنل العضلة كلها آفة بل بعضها ووفي الباقي بفعلها من الحبس .
وأما البعيد فإنه إذا خرق وهو العلاج قطع العضلة الحابسة كلها أو أكثرها فذهب جل الحبس وتأدى إلى خروج الزبل بغير إرادة وربما كان متصلاً بأوراد وعصب وكان فيه خطر .


ويعرف الفرق بين النافذ وغير النافذ بإدخال ميل في الناصور وإصبع في المقعدة يتجسّس بها مشتهى موضع الميل فيعرف النفوذ وغير النفوذ .
والنافذ قد يدل عليه خروج الزبل منه ويعرف أيضاَ هل الخرق ينال العضلة كلها أو بعضها بتدبير قاله بعض المتقدمين الأولين وانتحله بعض المتأخرين وذلك بأن تدخل الأصبع في المقعدة والميل في الناصور ويؤمر العليل حتى يشد المقعدة ويشيلها إلى فوق فيحسّ بما ينقبض وبما يبرز من العضلة وكم عرضه الذي هو في طول البدن وكم بين طرف الميل وبين أعلى عرضه في طول البدن أقليل أم كثير والنافذ قد تكون له فوهة واحدة وقد يكون أكثر الأفواه .
فصل في العلاج
أما غير النافذ فإن لم يكن منه أذى سيِلان كثير ونتن مفرط فلا بأس بتركه .
وإن كان يؤذي جرب عليه شياف الغرب وما يجري مجراه من أدوية النواصير فإن أَصلحها أو قلل فسادها وإلا استعمل الدواء الحاد لتبين ظاهر الناصور وهو للحم الميت ويظهر اللحم الصحيح ويتدارك الألم بالسمن يجعل عليه ودهن الورد ثم تدمل الجراحة بالمراهم المدملة وخصوصاً مرهم الرسل فإنه يبريه .
وإن كان ناصوراً أيضاً لم يعالج بعدما يقطع بخرق وسببه ولكن برفق وفي مدد .
ومما يدمله المرهم الأسود .
وأما النافذه فعلاجها الخزم وتراعى في الخزم ما قلناه .
ومن جيد خزمه أن يخزم بشعر مفتول ويكون دقيقاً أو بإبريسم مفتول يشد به شداً ويترك .
وإذا أدى إلى وجع شديد وخيف عروض التشنج وغير ذلك من الأعراض الرديئة أخذ عنه الخيط وعولج بما يسكن ثم عوود الشدّ به .
فصل في حكّة المقعدة


قد تكون للديدان الصغار المتولد فيها وقد تكون لأخلاط بورقية ومرارية تلذعها وقد تكون العلاج : أما الكائن عن الديدان فيعالج بعلاج الديدان والكائن عن القروح يعالج بعلاج القروح والكائن عن الأخلاط المحتبسة فيها فإن كانت تسيل من فوق أصلح الغذاء واستفرغ الخلط وإن كان محتبساً هناك استفرغ بالشيافات المعروفة الموصوفة فيما ينقي المعي المسثقيم من الخلط البلغمي والمراري وقد ذكر في باب الزحير ويعالج بحمولات معدًلة وبحمولات مخدرة .
والمسح بخل الخمر نافع من ذلك جداً وكذلك الحجامة على العصص والكائن لقروح وسخة يعالج بالمجففات القوية المذكررة في باب السحج وإن كان لوجع شديد أخدر حسّ الموضع وينفع منها المرهم الآسود ومرهم الزنجار ويحتمل كل في صوفة على رأس ميل ثم يخرج بعد زمان ويستريح ويجدد ثانياً .
الفن الثامن عشر أحوال الكلية
يشتمل على مقالتين :
المقالة الأولى كلّيات أحكام الكلية وتفصيلها
فصل في تشريح الكلية
خلقت الكلية آلة تنقي الدم من المائية الفضلية لمحتاج كان إليها حاجة أوضحناها وتلك الحاجة تبطل عند نضج الدم واستعداده للنفوذ في البدن وقد علمت هذا ولما كانت هذه المائية كثيرة جداً كان الواجب أن يخلق العضو المنقّي إياها الجاذب لها إلى نفسه وإما عضواً كبيراً واحداً وإما عضوين زوجين . لو كان كبيراً واحداً لضيق وزاحم فخلق بدل الواحد إثنان وفي تثنيته المنفعة المعروفة في خلقة الأعضاء زوجين وقسمين وأقساماً أكثر من واحد لتكون الآفة إذا عرضت لواحد منهما قام وتلزيزه لمنافع إحداها ليتلافى بالتكثير تصغير الحجم والثانية ليكون ممتنعاً عن جذب غير الرقيق ونشفه والثائثة ليكون قوي الجوهر غير سريع الانفعال عما يتملى عنه كل وقت من المائية الحادة التي يصحبها أخلاط حادة في أكثر الأوقات .


فلما خلقتا كذلك سهل نفوذ الوتين في مجاورتهما بينهما وانفرج مكانهما لما وضع هناك من الأحشاء وجعلت الكلية اليمنى فوق اليسرى ليكون أقرب من الكبد وأجذب عنها ما أمكن فهي بحيث تمسها بل تماس الزائد التي تليها وجعلت اليسرى نازلة لأنها زوحمت في الجانب الأيسر بالطحال وليكون المتحلب من المائية لا يتحيّر بين قسمة معتدله بل ينجذب إلى الأقرب أولاً وإلى الأبعد ثانياً وهما يتراءيان بمقعرهما ومحدبهما يلي عظم الصلب وجعل في باطن كل كلية تجويف تنجذب إليه المائية من الطالع الذي يأتيه وهو قصير ثم يتحلّب عنها من باطنها إلى المثانة في الحالب الذي ينفصل عنها قليلاً قليلاً بعد أن يستنظف الكلية ما يصحب تلك المائية من فضل الدم استنظافاً أبلغ ما يمكنه فيغتذي بما يستنظف منه ويدفع الفضل فإن المائية لا تأتي الكلية وهي في غاية التصفي والتمييز بل يأتيها وفيها دموية باقية كأنها غسالة لحم غسل غسلاً بليغاً وكذلك إذا ضعفت الكلية لم تستنظف فخرجت المائية مستصحبة للدموية .
وكذلك إذا كانت الكبد ضعيفة فلم تميز المائية عن الدموية تمييزاً بالقدر الذي ينبغي فأنفذت مع المائية دموية أكثر من المحتاج إلى إنفاذه ففصل ما يصحبها من الدموية عن القد رالذي ينبغي وتحتاج إليه الكلية في غذائها كان ما يبرز من ذلك في البول غسالياً أيضاً شبيهاً بالغسالي الذي يبرز عند ضعف الكلية عن الاغتذاء .
وقد تأتي الكلية عصبة صغيرة يتخلّق منها غشاؤها ويأتيها وريد من جانب باب الكبد ويأتيها شريان له قدر من الشريان الذي يأتي الكبد فاعلم ذلك .
فصل في أمراض الكلية
الكلية قد يعرض لها أمراض المزاج ويعرض لها أمراض التركيب من صغر المقدار وكبره ومن السدّة .
ومن جملتها الحصاة وأمراض آلاتصال مثل القروح والأكلة وانقطاع العروق وانفتاحها .


وكل ذلك يعرض لها إما في نفسها وإما في المجاري التي بينهما وبين غيرها وذلك في القليل وإن عرض في تلك المجاري سدة من دم أو خلط أو حصاة شارك الكلية في العلاج .
وإذا كثرت الأمراض في الكلى ضعف الكبد حتى يتأدى إلى الآستسقاء كانت الكلية حارة أو باردة .
وإذا رأيت صاحب أوجاع الكلى يبول بولاً لزجاً وغروياً فاعلم أن ذلك يزيد في أوجاعه بما يجذب من المواد الرديئة وربما ولّد الحصاة وينحل أمراضها أيضاً بالبول الغليظ الراسب الثفل وكثيراً ما أورث شد الهميانات ألماً وحرارة في الكلى .
يستدل من البول في مقداره ورقته ولونه وما لا يخالطه ومن حال العطش ومن حال شهوة الجماع ومن حال الظهر وأوجاعه ومن حال الساقين ومن نفس الوجع ومن الملمس .
ومما يوافق وينافر .
وأمراض الكلية قد يصحبها قلة البول وتفارق ما يشبههما من أمراض الكبد بأن الشهوة لا تكون ساقطة كل السقوط ومن بال بولاً كثير الغبب فوقه فيه علة في كلاه .
وكذلك صاحب الرسوب اللحمي والشعري والكرسني النضيج لأن النضج من قبل الكلية .
لكن النضج إذا كان شديداً جداً ومعه خلط من أشياء آخرى فاحدس أن العلة في المثانة وإن كان نضج دون ذلك ففي الكلية .
وإن لم تر نضجاً فاحدس أن مبدأ المرض في الكبد لأن النضج إنما يكون بسبب الأعالي فلولا صحتها لم يكن نضج ولولا آفة فيها لم يكن عدم نضج .
فصل في دليل حرارة الكلية
يستدلّ على حرارة الكلية بالبول المنصبغ بالحمرة والصفرة وبقلّة شحمها وبما يظهر في لمسها وبأمراض تسرع إليها مثل الأورام الحارة ومثل ديابيطس الحار ومن قوة شهوة المباضعة ومن كثرة العطش .
فصل في دلائل برودة الكلية
برودة الكلية يدل عليها بياض البول وذهاب شهوة المباضعة وضعف الظهر وكون الظهر كظهر المشايخ وقد تكثر في الكلية الأمراض الباردة ويضرها البرد .
علاج سخونة الكلية : تعالج بشرب لبن الأتن والماعز المعلوف بالبقول الباردة وبمخيض البقر إن لم يخف تولد الحصاة .


وإن خيف أخذ ماء المخيض فإنه شديد التطفية للكلية وكذلك جميع العصارات واللعابات التي تعرفها .
وإذا حقن بها كانت أنجع وقد يحقن بالماء البارد ودهن حبّ القثاء فيكون جيداً وكذلك الضمّادات المتخذة منها والتمريخات بالأدهان الباردة .
وللكافور تأثير كثير في تبريد الكلية .
وبالجملة فإن العطش في مثل هذا المزاج يتواتر ولا يجوز .
منع الماء البارد علاج برودة الكلية : ينفع منه الحقن بالأدهان الحارة وبالأدوية الحارة وسمن البقر ودهن السمسم ودهن الجوز والكلكلانج ودهن اللوز المر ودهن القرطم وبماء الحلبة والشبث ومرق الرؤوس والفراخ وغير ذلك .
وبأن يدهن من خارج بشحم الثعلب وشحم الضبع ودهن الغار ودهن الجوز والفستق ودهن القسط خاصة .
وقد يجمع بين هذه المياه وبين الأدهان على ما يجب مناصفة ويحقن .
ويتخذ أيضاً ضمادات من أدوية مسخّنة عرفتها .
وللكموني منفعة عظيمة في علاج برد الكلية خاصة التي سحقت أخلاطه أكثر .
وللحقنة بدهن القسط خاصة قوية جداً .
وتتلوها الحقنة بدهن الحبة الخضراء والفستق ولدهن الألية إذا حقن بها تأثير جيد في تسخينها وتقويتها .
فصل في هزال الكلية
قد يعرض للكلية أن تهزل وتذبل ويقل شحمها بل ربما بطل شحمها بسوء مزاج وكثرة جماع واستفراغ علاماته سقوط شهوة الباه وبياض في البول ودروره وضعف ووجع ليّن فيه وربما كان معه نحافة البدن .
فصل في العلاج
ينفع من ذلك أكل اللبوب مع السكّر مثل لب اللوز والنارجيل والبندق والفستق والخشخاش و الحمص والباقلا واللوبيا .
والشحوم مثل شحم الدجاج والأوز وشحم كلى الماعز والخبز المشحم الحأر وتخلط بها الأدوية المدرة و الأفاويه المقوية لتكون المدرّة موصلة والأفاويه محركة للقوة . وقد يخلط بها مثل اللك وما فيه لزوجة دسمة ليقؤي جوهر اللحم .
وينفع شراب لبن البقر واللبن المطبوخ مع ثلثه أو أربعة ترنجبين .


وإذا دقت الكلية وطبخت وطيبت وجعل عليها ما يسمن ويقوي من الأبازير والأفاويه كان ذلك نافعاً .
وينفعهم الحقن المتخذة من لحوم الحملان والفراخ ورؤوس الغنم مع الأدهان العطرة وأدهان اللبوب المذكورة ودهن الألية خاصة .
وإن جعل فيها كلى سمينة وما أشبه ذلك كان نافعاً .
حقنة جيدة : يؤخذ رأس خروف سمين يجعل في قدر ويصبّ عليه من الماء قسط ونصف وتطين القدر وتوضع في التنور مقدار يوم وليلة حتى ينفصل اللحم من العظم بل يكاد العظم ينفصل ويخلط به سمن وزنبق وشيء من عصارة الكراث .
وإن طبخ معه بزنجان وحسك ومغاث وحلبة وبزر خشخاش المدقوق وقوة من البصل كان أجود .
وإن أحتيج إلى فرط تسخين جعل فيه دهن الخروع ودهن القسط وللاعتدال دهن القرطم .
وأيضاً فإن الحقنة باللبن الحليب الحار كما يحلب نافعة جدا .
وإن احتيج الى تسخين على النار قليلاَ فعل .
وذكرنا في أقراباذين حقناً آخرى ومعجونات من اللبوب .
فصل في ضعف الكلية
قد يكون ضعف الكلية لسوء مزاج ما لارادة المستحكم وقد يكون للهزال وقد يكون لاتساع مجاريه وانفتاحها وتهلهل اكتناز قوامها وهو الضعف الأخص بها وهوالذي يعجز بسببه عن تصفية المائية عما يصحبها إلى الكلية وربما كانت العروق سليمة وربما لم تكن .
وسبب ذلك هو مثل كثرة الجماع وكثرة استعمال المدرات وكثرة البول والتعرض للخيل وركوبها من غير تدريج وأعتياد ومن كل تعب يصيب الكلى ومن كل صدمة من هذا القبيل القيام الكثير والسفر الطويل وخصوصاً ماشياً .
العلامات : ما كان بسبب المزاج فيدل عليه علامات المزاج وما كان بسبب الهزال فيدل عليه علامات الهزال وما كان لاتساع المجاري وتهلهل لحميتها لم يكن معه وجع إلا في أحيان ويقل معه شهوة الطعام ويكون البول قبل الانهضام والتأدي إلى العروق في أكثر الأمر مائياً .


وأما إذا تأدى الغذاء إلى العروق ففي الأكثر يأكثر خروج الدم والرطوبات الغليظة ويكون أكثر بوله كغسالة دم غليظ لأنها لا تغتذي بما يسيل إليها ولا تميز الغلظ من الرقيق ويعرض كثيراً أن ترسب دموية ويطفو شيء يشبه زبد البحر وذلك إذا كانت العروق سليمة .
وأما إذا لم تكن سليمة لم يتميز شيء بل بقي البول بحاله لضعف النضج ويتبع ضعف الكلية كيف كان وهزالها قلة البول والعجز عن الجماع وضعف البصر والجماع .
العلاج : ما كان من المزاج فعلاجه علاج المزاج في تبديله واستفراغ مادته إن كانت .
وما كان بسبب الهزال فعلاجه علاج .
الهزال وما كان بسبب الاتساع وهو الضعف الحقيقي فيجب أن تقصد قصد منع أسباب الاتساع والتلزيز والتقوية ومنع أسباب الاتساع وهو ترك الحركة والجماع وهجر الآستحمام الكثير والالتجاء إلى السكون والقراقر وهجرالمدرّات .
وأما التلزيز فبالأغذية المغرية المقبضة الملزجة .
أما من الأغذية فمثل السويق والقسب والزعرور والسفرجل والرمانية بعجم الزبيب مع شحم الماعز والمصوصات والقرّيصات المتخذة مثل حب الرمان والعصارات الحامضة والمرة والخل الطيب مع الكزبرة وما يشبهها .
ومن الأشربة نبيذ الزبيب العفص .
وأما الأدوية فمثل العصارات القابضة مخلوط بالطين الأرمني والصمغ وأضمدة من السويق والقسب والسفرجل والورد وما يجري مجراها والمراهم المذكورة لضعف الكبد والمعدة .
وأما المقوية فهي الأغذية والحقن والمعجونات المسمّنه المذكورة في باب الهزال ويجب أن يزاد فيها القوابض فيطرح في مثل الحقن المذكورة القسب والسفرجل ويستعمل فيها من ألبان اللقاح والنعاج فإنها تقوي الكلية وتجمعها وتلززها أيضاً وألبان النعاج لا نظير لها في علل الكلية من قبل الضعف وخصوصاً إذا خلط بها مثل الطين الأرمني وكل الكلى مع سائر المأكولات وخلط النوافع بها كثير المنفعة .
فصل في ريح الكلية
قد يتولد في الكلية ريح .


غليظة تمددها ويدل على أنها ريح وجع وتمدد من غير ثفل ولا علامات حصاة ويكون فيه انتقال ما وثقل على الخواء وعلى الهضم الجيد .
العلاج : يجب أن تجتنب الأغذية النافخة وتشرب االمدرات المحللة للرياح مثل البزور بزر السذاب والفقد في ماء العسل أو في الجلاب بحسب الحال ويضمد بمثل الكمون والبابونج والشبث والسذاب اليابس ويكمد بها وبدهن القسط والزنبق ونحوه .


القانون
القانون
( 49 من 70 )

فصل في وجع الكلية وعلاجه
يكون من ورم أو ريح أو حصاة أو ضعف أو قروح .
وقد يتبع أوجاعها ضعف الآستمراء وسقوط الشهوة والغثيان .
وقد علمت علامات الأقسام المذكورة وعلاجاتها .
وإذا اشتدّ الوجع فعليك بمثل الفلونيا وأقراص الكواكب وما يجري ذلك المجرى حتى يسكن الوجع ثم يعاود والأبزنات شديدة المنفعة في أوجاعها خصوصاً إذا طبخت فيها الملينة المسكنة للوجع على ما ذكرناها في الأبواب وإن بنادق البزور مما لا بد منه في معالجات الكلية والمثانة لا سيما ذات القروح لكن استعمال البزور مع الوجع خطر لما يجذب وينزل .
والمخدرات أيضاً يوجب الحزم اجتنابها فليقتصر على الماء الفاتر في التسكين من غير تطويل في الآستعمال يؤدي إلى
المقالة الثانية في أورام الكلية وتفرق اتصالها
فصل في الأورام الحارة في الكلية والدبيلة فيها
الأورام الحارة في الكلية قد تختلف في المادة فبعضها يكون من دم غليظ وبعضها من دم رقيق صفراوي . وقد تختلف بحسب أمكنتها فيكون بعضها في جرم الكلية وبعضها إلى جانب التجويف وبعضها إلى جانب الغشاء المجلل لها وأيضاً بعضها إلى مجرى الحالب وبعضها إلى جهة الأمعاء وبعضها إلى جهة الظهر وبعضها إلى جهة المجرى إلى فوق وأيضاً ربما كانت في كل كلية وربما كانت في كلية واحدة .
وأيضاً ربما جمعت وربما لم تجمع .
وإذا جمعت فإما أن تنفجر عند الانفجار إلى المثانة وهو أجود الجميع أوإلى الأمعاء دفعاً من الطبيعة عنها إلى الأمعاء الملاقيه كما تدفع مادة ذات الجنب في عظام الجنب إلى ظاهر البدن .
وقد يكون على سبيل الرجوع إلى الكبد ثم الماساريقا ثم الأمعاء .
والذي يدفع إلى الأمعاء كيف كان فهو رديء جداً أو يدفع إلى فضاء الجوف والمواضع الخالية فيحتاج إلى بط مخرج لذلك .
أو لا تنفجر بل تبقى فيها وهذا أيضاً قد كان يعالج بالبط .


وجميع أورام الكلية مسرعة إلى التحجر وكيف لا وهي بيت الحصاة .
وإذا كان ورم حار في الكلية وذلك لا يخلو من حمى ثم حدث اختلاط العقل فذلك لسبب مشاركة الحجاب لعظم الورم وهو قتال وخصوصاً إذا رافقه دلائل رديئة فإن رافقه دلائل جيده فيوقع في الانفجار عن سلامة وربما خرج في مثله من شحم الكلية شيء وربما خرج شيء كالشعر الأحمر في طول شبر وأكثر .
وأسباب ورم الكلى امتلاء من جميع البدن أو في أعضاء تشاركها الكلية إما بحسب كمية الدم أو كيفيته أو سحج حصاة أو ألم ضربة أو احتباس بول عند الكلية ممدد وغير ذلك فإن أمثال هذه تورم الكلى .
والأورام الحارة في الكلية قد يسرع إليهما التصلب وحينئذ تظهر علامات الصلب وكثيراً ما أورث الأورام شد الهميان في الوسط .
العلامات : علامة الورم الحار في الكلية حمى لازمة ولها أيضاً كفترات وهيجانات غير منظومة كأنها أوائل الربع ولا يصغر النبض في ابتداء نوبتها صغره في ابتداء سائر نوائب الحميات وتكون حمّاه مع برد من الأطراف خاصة اليدين والرجلين ويكون هناك اقشعرار مخالط لالتهاب وإحساس تمدد وثقل عند ناحية الكلية دائم واستضرار بكل مدر وحريف ومالح وحامض والتهاب بحسب المادة ووجع يهيج ويسكن وخصوصاً إن كانت دبيلة .
وأسكن ما يكون هذا الوجع عندما يكون الورم في حرم الكلية وأما إذا كان عند الغشاء وعند العلآقة عظم الوجع واشتد عظم الانتصاب والسعال والعطاس وصعب النصبة التي لا يكون مستقر الورم فيه على مهاد وإذا استلقوا كان الألم أخف مما يكون عند الانبطاح المعلق للكلية وهو أخص نصباتهم عليهما وربما اشتدت حمى هذه العلة لعظم الورم وتأدت إلى اختلاط الذهن بسبب مشاركة الحجاب وإلى قيء مرة بسبب مشاركة المعدة للكبد وربما اتصل الوجع إلى الوجه والعينين وحسب البطن بضغط المادة للمعي .
وأما البول فيكون فيه أبيض ثم يصير أصفر نارياً غير ممتزج ثم يحمر .


فإن دام بياض الماء آذن بصلابة تكون أو استحالة إلى دبيلة .
وبالجملة إذا كان البول في هذه العلة لزجاً أبيض ودام عليه د هو دليل رديء .
وإذا أخذ الماء يرسب رسوباً محموداً فقد آذن الورم بالنضج من غير استحالة إلى شيء آخر .
وإذا جاوز الورم الأيام الأول وبقي البول صافياً رقيقاً فالورم في طريق الجمع أو طريق التصلب وتعلم أن الورم في جرم الكلية أو بقرب الغشاء بما قلناه فيما سلف وتعلم أن الورم في الكلية اليمنى أو اليسرى بأن الاضطجاع على جانبها أسهل من الاضطجاع على مقابلها لتعلقها .
وأيضاً فإن امتد الوجع إلى ناحية الكبد فالورم في اليمنى وإن امتد إلى ناحية المثانة فالورم في اليسرى وإن كانت العلامتان جميعاً فالورم فيهما جميعاً فإذا صار الورم دبيلة عظم الثقل جداً وأحسّ في الكلية كأن كرة ثقيلة في البطن وحدثت نفخة في المواضع الخالية واشتدت الأعراض جداً وأحس بوجع شديد في البطن .
أما الورم اليساري فيحس فوق الأنثيين ويعظم الوجع في عضل الصلب في جميع ذلك .
وإذا نضج خفت الحمى وزادت القشعريرة وغلظ البول وكثر فيه الرسوب الحسن .
وإذا انفجر الورم زالت الحمى والنافض البتة فإن كانت المدة بيضاء ملساء غير منتنة وخرجت بالبول فهو أجود ما يكون وكذلك إن كان دماً وقيحاً أبيض وما خالف ذلك فهو أردأ بحسب مخالفته .
العلاج : أول العلاج قطع السبب بالفصد مَن الباسليق إن كان الورم غالباً وربما احتيج أن يتبع ذلك بالفصد من مأبض الركبة .
فإن لم يظهر ذلك العرق فمن الصافن وبالإسهال أيضَاً إن كان هناك مع الورم أخلاط حادة بالحقن اللينة اللعابية ما أمكن .
وأفضل ما يسهل به ماء الجبن والخيارشنبر .
وفي ماء الجبن إمالة للمادة إلى الأمعإء وغسل وجلاء وتبريد وإنضاج وإصلاح للقروح .
وفي الخيارشنبر إسهال وإنضاج برفق .
وماء السكر والعسل الكثير المزاج بهذه المنزلة .
وإن أمكن أن يعدل الخلط ثم يسهل فهو أفضل .


ويجب أن لا يكون الإسهال عنيفاً وقوياً فيعظم الضرر بسبب الخلط الكثير المنصب إلى الأمعاء مجاوراً للكلية .
وماء الشعير مما يجب أن يلزم فيه ويجب أن لا يدر البتة ولا يسقى البزور وبنادقها وخصوصاً والبدن غير نقي فإن الأخلاط تنصب حينئذ إلى الكلية حتى إذا أصبح النضج أدررت .
ولذلك ما يجب أن يمنع شرب الماء ما أمكن في مثل هذا الوقت وإن كان من وجه علاجاً إلى أن ينقي وإن كان الماء موافقاً بتبريده وترطيبه للأورام الحارة لكن إذا كان بحيث يزعج الإدرار ويزاحم جوهر المنصب إلى ناحية الورم جوهر الورم ضر بسبب الحركة مضرة فوق منفعته بسبب الكمية مضرة فوق منفعته بسبب الكيفية .
ومع ذلك فإنه يستصحب مع نفسه أخلاطاً إلى الكلية يسهل انحدارها إليها بمرافقة الماء .
فإن كان لا بد فيجب أن يسقى الماء العذب الصافي البارد سقياً بالرشف والمصّ ويجب أن لا يكون من برده بحيث يمنع النضج ويجتنب اللحم والحلاوة .
وأما الماء الحار فيضرهم .
وكذلك كل حار بالفعل قوي الحرارة .
وبالجملة فإن الماء الكثير لا يخلو من أن يتعب الكلية بحركته ومروره وليس للأورام والقروح مثل السكون .
والحمامات لا توافقهم اللهم إلا بعد الانحطاط للأورام الحا رة .
ويجب أن يستعمل في الأول من المشروبات ومن الأطلية والحقن وغير ذلك ما هو نافع ثم يخلط بها مما هو جال ومرخ ومنضج شيء بحسب عظم الورم وصغره ثم يستعمل الجوالي والمرخيات ويجب أن يختار من الجوالي والمرخيات ما لا لذع فيه فإن احتيج إلى قوي له لذع لعظم الورم فالصواب أن يغلب عليه ما لا لذع فيه .


وكذلك إن كان هناك أخلاط لذاعة لم تستفرغ فيجب أن تكسر بأغذية من جنس الاحساء الموافقة للكلية والأورام إلا أنها من جملة ما لا لذع له فإنها تتغلى بها ويجب أن تتعرف حال الأخلاط في رقّتها وغلظها وفي جوهرها هل هي من جنس فاسد أو صحيح أو خلط آخر وفي مبلغها هل هي قليلة أو كثيرة حتى تقابل بكيفية الدواء وكميته وماقدرت أن تعالج بما هو أقل حدة لم تفزع إلى الحاد وإذا نضج الورم نضجاً تاعاً وعرف ذلك في البول سقي المدرات مثل البزور وبنادقها في ماء الشعير ونحوه .
وقبل ذلك لا يسقى المدرّات وخصوصاً إن كانت الأخلاط من البدن رديئة وربما أحدث سقي ذلك ثقلاً فلا تبالين به فإن سقي ذلك بعينه يزيله .
وأولى ما يعالج به في إصلاح الورم وفي الإسهال للخلط الرديء الحقن دون المشروبات فإن الحقن أوصل إليها مع ثبات قوتها ومع ذلك فإنها لا تحدر من فوق شيء إحدارالمشروبات وخصوصاً المسهلة ويجب أن تكون الحقنة بالمحقنه المذكورة في باب القولنج لتكون الحقت سلسة غير مستكرهة ولا مزاحمة فتؤلم وتضر .
والخيار شنبر نعم الشيء في معالجات الكلية فإنه إذا وقع في الحقن والمشروبات استفرغ بغير عنف وإنضج الورم فإذا علمت أن البدن نقي وأن الورم صغير فربما كفاك سقي ماء العسل أو ماء السكر الكثيري المزاج فإن جلاءهما وتلطيفهما وتقطيعهما ربما حلله بلا لذع .
والأشياء النافعة في أول الأمر ماء الشعير مع دهن ما وعصارة الخلاف والعصارات الباردة والتضميدات بالمطفئات وسقي اللعابات مثل بزرقطونا وربما سقي اللبن وإن كان التهاب .
ويجب أن يكون اللبن على ما وصفنا .
و بعد ذلك فليستعمل الحقن من الخطمي والخبازي وبزر الكتان مع شيء من الباردة ودهن الورد .
ولتستعمل الحقن بسويق الشعير وبنفسج وباقلا .
وفي آخره تترك الباردة ويزاد الحلبة والبابونج ونحوه ويكون الدهن الشيرج ودهن القرطم ويضمد من خارج بما هو منضج وأشد تسخيناً .


ومن ذلك أن يكمد بخرقة صوف مغموسه في أدهان مسخنة والتي فيها قوة الشبث والخطمي وتتخذ الضمادات من دقيق الحنطة وماء العسل المطبوخ ومن ورق الحلبة والكرنب وأصل السوسن والشبث والخطمي والبابرنج بالشيرج .
ولك أن تجعل في هذه الأضمدة البنفسج والشحوم الملينة .
وربما احتجت بسبب الوجع أن تجعل فيها شيئاً من الخشخاش .
وقشر اللفاح موافق في ذلك والذي يكون من الورم من قبل الحصا فيجب أن يدبر تدبير ذلك الموضع بما نقوله وأما تدبير الوجع إذا هاج وخصوصاً عند المثانة لعظم الحصاة فيها وكسر حادث أو خشونة ساحجة فربما أمكن الحمام والابزن وإذا أفرط عاود وجع شديد بعد ساعة والنطولات البابونجية والأكليلية والخطمية والنخالية نافعة جيدة .
وإن كان هناك اعتقال ما من الطبيعة فمن الصواب آخراج الثفل بأشيافة أو حقنة غير كبيرة فيضغط ويؤلم بل الاشيافة أحب إليك .
وفي تدبير الطبيعة تجفيف كثير وتسكين للوجع ولا سبيل إلى استعمال المسهل فإنه يؤلم ويؤذي بما ينزل من فوق .
وأما الحقنة فإذا جعل فيها شحوم ودسومات وقوى مرخية وقوى مدرة فعل مع الإسهال ومن الأضمدة الفوية في إنضاج الدبيلة العارضة في الكلية التين المسلوق بماء العسل وإن احتجت أن تقويه بالمأزريون والايرسا فعلت .
ومن المشروبات المجربة بزر كتان مثقالين ونشا مثقال وهي شربتان .
وإذا تم النضج استعملت المدرات مشروبة ومحقونة .
ومن الضمادات ضمادات متخذة من الكمافيطوس والجعدة والفطراساليون وفقاح الأذخر والسنبل .
ويجب أن يتعهد حال الوجع ويسكن المقلق منه بالمسكنات التي ذكرناها مراراً وبالابزنات الموصوفة وربما كانت الحقنة المخرجة للثفل مريحة مسكنة للوجع بما يزيل المزاحم وبما يلين .
فإن لم تفعل ذلك احتجت أن تجفف بمثل الفصد والمحاجم توضع بالرفق بين القطن والصلب ثم يشرط وبتكميد الموضع بصوف مغموس في زيت حار قد طبخ فيه مثل الخطمي والقيصوم والبابونج وأن تضمد بمثل بزر الكتان ونحوه .


وربما احتجت إلى أن تقوي الضماد بمثل الجعدة والكندر والكرسنة والشمع ودهن السوسن .
وربما احتجت إلى أن تجعل للدواء منفذاً بأن تضع محجمة وتشرط شرطاً خفيفاً ثم تكمده بالأكمدة المذكورة .
وربما احتجت أن تسقي البزورالمدرة الباردة مع قليل من الحارة اللطيفة وشيء من المخدرات كالأنيسون مع كرسنة ويسير من أفيون ومثل فلونيا فهو أفضل دواء في مثل هذا الموضع .
وأما العلاج الخاص بالدبيلة - إذا علمت أنه لا بد من جمع - فيجب أن تعين بالمنضجة التي ذكرناها وتزيدها قوة بمثل علك البطم والأنجرة والأفسنتين والايرسا ودقيق الكرسنة .
وربما جعل فيها مثل أصل الفاشرا أو المازريون وزبل الحمام وربما كفى طبيخ التين بالعسل .
ويجب أن يستعمل في الحقن وفي الأشربة ما ينضج هذه بقو ويستعمل الكمادات المذكورة مقواة بما يجب أن تقوى به .
وكثيراً ما كان سبب بطء النضج سوء المزاج الحار الملتهب فإذا عدل نضج .
وذلك بمثل الألبان المشروبة والمحقون بها والأضمدة ويميل بالإنضاج على أشياء باردة بالطبع حارة بالعرض مثل الماء الحار يقعد فيه .
فإن لم ينفجر استعملت المفجّرات والحقن الحادة حتى التي يقع فيها خربق وقثاء الحمار والثوم وظاهرتها بالكمادات والضمادات من خارج والمدرات المقوية مثل الوج وبزر الفنجنكشت ولهما خاصة في ذلك .
ومن المفجّرات الجيدة الدارصيني والحرف .
وإذا انفجر استعملت ما يدر بقوة لينقي ثم استعملت ما يلحم من الأدوية المعدة لقروح الكلية وسنذكرها .
فصل في الورم البلغمي في الكلية
يحدث عن أسباب إحداث البلغم .
العلامات : يكون ثقل وتمدد وقصور في أفعال الكلية ولا يكون هناك التهاب وربما كان معه ترهل في الوجه والعين وفي سائر البدن ويكون المنى رطباً جداً رقياً بارداً مع فقدان العلامات الخاصة بالصلب .


العلاج : هو الأضمدة المسخنة بالمدرات المنقية ويجب أن يقع فيه تعويل كثير على الغار وورقه ودهنه وعلى السذاب في مثل ذلك يستعمل في الحقن والمشروبات والأضمدة .
فصل في الورم الصلب في الكلية
قد يكون مبتدئاً وأكثره بعد حار وسببه كثرة مادة سوداوية جرت إليه أو تحجر من ورم حار لبرد حجره أو حر غلظه وهما السبب في أن لا يقع نضج فإن النضج تابع لحرارة الاعتدال .
العلامات : يدل على الورم الصلب في الكلية ثقل شديد ليس معه وجع يعتد به إلا في الكائن بعد ورم حار فربما هاج فيه وجع .
ومن العلامات الصلب دقة الحقوين وخدرهما وخدر الوركين وربما خدر الساقين لكنهما لا يخلوان عن ضعف .
ويعرض في جميع هذه الأعضاء السافلة هزال ونحافة والبول يكون رقيقاً يسيراً في كميته لقلة جذبهماالمائية لضعف القوة وضعف دفعها ويكون عديم النضج رقيقاً .
والسبب في ذلك السدة فإنها تمنع الكدر أن ينفذ وكثيراً من الرقيق بل السدّة ربما أسرت البول والضعف فإنه يمنع القوة أن تنضج وقد يحدث منه تهيج وكثيراً ما يؤدي إلى الآستسقاء لانسداد الطرق على مائيته ورجوعها إلى البدن فلذلك يجب في مثل هذه العلة أن يدام إدرارها .
العلاجات : تتأمل الأصول في معالجات صلابة الكبد والأدوية فإن ذلك بعينه طريق معالجة صلابة الكلى .
فإن احتيج إلى الفصد لأكثرة الدم السوداوي فعلء وقد ينفع منه شرب البزور التي فيها تليين وتحليل مثل بزر المرو وبزر الكتان وبزر الخطمي والحلبة والقرطم يتخذ منها سفوفات ويخلط بها مدرات بحسب الحاجة ولا يفرط في الأدرار فيبقى الغليظ ويتحجر بل تراعي بوله .
فكلما غلظ أدرّ باعتدال وكلما وقف أنضج .
ومن علامات نضجه أن يكثر البول ويغلظ .
وينفع منه المروخات والكمّادات مثل دهن القسط ودهن الناردين والزنبق ودهن البابونج ودهن الشبث ودهن الغار .
ومن الضمادات المتخذة من البابونج وإكليل الملك وبزر الكتان .


وربما احتيج إلى مثل المقل والأشق والسكبينج وشحم الدب وشحم الآسد ومخ البقر والأيل وغير ذلك يتخذ منه مراهم وضمادات ويستعمل .
وربما احتيج إلى أن يداف مثل المقل والأشج في طبيخ المدرات وكذلك البابونج والحسك والإكليل والبسفايج ويسقى منها .
فصل في قروح الكلية
أسباب قروح الكلية هي بعينها أسباب سائر القروح وهي أسباب تفرق آلاتصال ثم التقيّح .
وبعد ذلك فقد يكون عن انصداع عرق وانفجاره وانقطاعه لأسبابه المعلومة في مثله .
وقد تكون لدبيلة انفجرت وقد تكون لحصاة خرجت وقد تكون لأخلاط مرارية أو بورقية سحجت أو لزجة سحجت بإنقلاعها عن ملتزقها بعنف . وقروح الكلية أقل رداءة من قروح المثانة ومن القروح المجاري بينهما وحال قروح المجاري من الحالين .
والسبب في ذلك أن قروح العضو العصبي أعسر برءاً من قروح العضو اللحمي وكثيراً ما تعرض القروح في المجاري لكون المادة صفراوية ساحجة أو لحصاة خادشة .
وقد تكون هذه القروح متأكلة وقد لا تكون .
وكثيراً ما يحدث من قروح الكلى نواصير لا تبرأ البتة .
وإن كانت مما يكف عن سيلانها مع نقاء البدن ويسيل عند الامتلاء فما كّان جيد المدة فلا كثير خوف منه ولا يخاف منه الاتساع والتأكل - وأما رديء المدة فإنه يعرض الاتساع والتأكل والتأدي إلى العطب ومن انخرق كلاه مات .
وكثيراً ما يكون رأس لورم مائلاً إلى العلامات : علامات قروح الكلية أن تخرج في البول غدة وأجزء شعرية وكرستّية حمر لحمية وربما أحس صاحبه بألم في مواضع الكلية وربما تقدمه بول دم أو دبيلة كلية أو ألم من انقلاع حصاة .
وقد يدل عليه ضربهّ وقعتَ أوصدمة وأما الاتفتاح فقد لا يكون معه وجع ويدل عليه دوام بول الدم قليلاً قليلاً فإن بول الدم إذا كان من انفجار دبيلة أو انصداع عرق من فوق جاز أن يدوم يومين أو ثلاثة فإما إن طال ذلك لانفتاح أو لقرحة .


وإذا طال وكان هناك تغير لون أو مخالطة صديد فليس إلا لقرحة في الكلية أو المثانة وذلك بول دموي مضعف لأنه وإن كان المبلغ كل وقت قليلاً فإن التواتر يؤدي إلى استفراغ مبلغ كبير والفرق بين الكلية والمثانة أن قروح الكلية تكون حمراً وفي قروح المثانة بيضاً إما كباراً غلاظاً إن كانت في المثانة نفسها وإما صغاراً رقيقة إن كانت في المجاري .
ويعرف الفرق أيضاً بموضع الوجع فإن موضع الوجع فيهما يخطف أما في قروح الكلية ففوق وأما في قروح المجاري ففي الوسط وفي مجرى القضيب بعد الجميع .
وربما يصعب الوجع في قروح المجاري ويكون له هيجان كل ساعهّ كالطلق .
وقد يستدل على الفرق المطلوب بقوة الوجع فإن الوجع قي قروحالمثاتة أصعب لأنه عضو عصبي قوي الحس .
وإذا بال صاحب قروح الكلى أو المثانة دماً بعد بول المدة فاستدل منه على التأكل وقد يستدل على صعوبة القروح في الكلية وخبثها بقلة قبول العلاج وطول المدة وكثرة العكر واللون الرديء الأخضر فيما يبول وشدة نتنه .
العلاج : أول ما يجب أن يقصد قي علاج قروح الكلية والمثانة تعديل الأخلاط وإمالتها عن المرارية والبورقية إلى العذوبة لئلا تجرح جرحاً بعد جرح واجتناب كل حريف ومرَ ومالح وحامض وتقليل شرب ماء لتقل الحاجة إلى البول وتقل حركة الكلي عما يسيل إليها وانجرادها به .
فإن قانون علاجالقروح التسكين ومما يعدل الأخلاط الفصد إن وجب والإسهال اللطيف والرقيق بلا عنف البتة ولا إطلاق أخلاط حادة دفعة واحدة فإن مثل ذلك ينقص من البدن تقصاناً لطيفاً مع ميل إلى غير جهة الكلية - وما لم يستعمل مسهلاًالمرار فهو أولى إلاالضرورة والأولى أن يعدل المادة ويخرجها بعد ذلك وخصوصاً بالقيء والقيء أجل ما يعالج به قروح الكلية يما ينقي ويستفرغ وبما يجذب الأخلاط إلى ضدّ جهة الكلية .


وربما كان استعمال القيء المتواتر علاجاً مقتصراً عليه يغني عن غيره والأولى أن تدبر أولاً بالبزور ثم تقبل على القيء ويجب أن يكون القيء على الطعام بما يسهله مثل البطيخ ببزره خاصة مع الشراب الحلو وبمثل السكنجبين بالماء الحار ويجب أن لا يكون بتهييج شديد بعنف .
ومما يعدل الأخلاط تناول مثل البطيخ الرقي والقثاء والكاكنج والخشخاش ومن الأصول التي يجب أن تراعى أنه إذا اشتد الوجع فعالج الوجع أولاً ثم القرحة وإن كانت القرحة طرية وكلما انفجر الورم كان علاجها أسهل .
وربما كفى حب القثاء مع شراب البنفسج وإذا أزمنت عسر الأمر ويجب أن تبادر إلى التنقية .
وأما في الخفيف فبالمدرات الخفيفة مثل بزر الكاكنج والخطمي إلى حد الرازيانج وأما في الرديء الخبيث فمثل البرشاوشان مع اعتدال والإيرسا والفراسيون ودقيق الكرسنة ويحتاج أن يجمع بين السقي والتضميد إذا كانت العلة خبيثة .
وربما تقع فيه الزوفا والسذاب ونحوه .
فإن نقيت فاشتغل بالختم والإلحام لئلا يقع تأكل ويجب أن يلزموا السكون ولا يتعبوا ما أمكنهم بل يجب أن يقتصروا من الرياضة على ذلك الأطراف واستفراغ ما يستفرغ بالرياضة بالتكميد اليابس حتى لا يمكنهم المشي وغير ذلك وخصوصاً إذا كانوا اعتادوا الرياضة ثم إذا عوفي يدرج برياضة خفيفة إلى أن يرجع إلى عادته في حركاته .
فأما علاج نفس القرحة فيجب فيها أولاً أن يهجر الجماع فإن الجماع ضار بها ولا يكثر وأما علاج نفس هؤلاء بالأدوية فيجب أن يكون بالمجففات الجالية بلا لذع فإن كانت القرحة ليست بتلك الرديئة كفى المعتدل في الجلاء والتجفيف .
وإن كانت خبيثة احتيج إلى ما هو أقوى تنقية وغسلاًالوضر وأشد تجفيفاً ليمنع الوضر وبعد ذلك أشذ قبضاً ومنعاً وهو مثل الأقاقيا وعصارة لحية التيس وربما احتيج إلى مثل الشبث ليمنع انصباب الأخلاط الرديئة .
فإذا نقي وجف وحبست عنه المواد كان البرء .


ويجب أن تخلط بأدوية القروح كلها مغريات مثل النشاء والكثيراء والصموغ الباردة فإن التغرية مما تجعل القروح في حرز عن سحج ما يمر عليها .
وما كان منها دسماً كْاللك يجعلالحم العضو وبما يغتذي منه مثانة ولزوماً واستعداداً للانختام ويجب أيضاً أن تخلط بها مدرات وأدوية ملطفة لتوصل الأدوية المصلحة والخاتمة .
وإن كانت هي في نفسها تضر وتهيج .
وربما احتيج أن تخلط بها المخدرات من الخشخاش والبنج واللقاح والأفيون والشوكران وذلك لتسكين الوجع والتّجفيف والردع .
وإذا علمت أن في القروح وضراً فاسق جالياً فيه قوة من إدرار مثل ماء السكر وماء العسل ببعض البزور حتى يدر ويغسل ثم أتبعه بالمجفافات يالأدوية المشروية التي يعالج بها ما ليس بالخبيث جداً من قروح الكليةّ مثل بزر الخطمي وبزر المرو وأصولها بماء العسل وبزر الكاكنج وماء عنب الثعلب خصوصاًالجبلي وأيضاً بزر القثاء والطين الأرمني بالجلاب والبرشاوشان بماء العسل ولأصل السوسن تجفيف وتنقية وإنضاج وتغرية .
وأيضاً بزر كتان وكثيراء جزء جزء تشاستج جزءان بماء العسل وأيضاً حب الصنوير وبزر الخيار يستف منهما راحة .
وأيضاً بزر الخشخاش المقلو المسحوق يؤخذ منه درهم ونصف في ماء أغلي فيه الإذخر وأصل السوسن .
وأقوى مما ذكرناه فطراساليون أو دوقو بشراب ريحاني وقليل طين أرمني وقد ينتفع بسقي المقل محلولاً مع صمغ البطم الطين المختوم أجزاء سواء .
والشربة إلى مثقال في شراب حلو وأيضاً دقيق الكرسنة قوي التنقية والتجفيف معها فإذا جمع محه مثل الطين المختوم والأقاقيا وعصارة لحية التيس تمت فائدته .
والإيرسا أيضاً قوي يفعل به هذا الفعل ونحوه .
وأما المركبات فمثل ما يؤخذ من بزر القثاء المقشًر خمسة وثلاثون حبة ومن حب الصنوير اثنتا عشرة حبة ومن اللوز خمس حبات عدداً ومن الزعفران ما يكون مثل وزن هذه ويشرب على الريق فإن كانت الحرارة شديدة فبدل حب الصنوبر بحب الخيار .


وأيضاً حب الصنوير عشرون حبة حب القثاء أربعون حبة نشاستج درهم ونصف يسقّى قي رطل من ماء أغلي فيه الناردين وبزر الكرفس من كل واحد ثمانية دراهم حتى عاد إلى الربع وأيضاً طين مختوم ودم الأخوين وكندر ونشاء وبزر بطيخ وبزر الكرفس وبزر القثاء وبزر القرع ورب االسوس ولك وراوند صيني ولوز الصنوبر الكبار والخشخاش وبزر البنج أجزاء سواء يسقى على موجب المشاهدة بميبختج .
وأيضآ حب الصنوبر ثلاثون حبة لوز مقشر عشرون التمر اللحيم خمس عشرة تمرة كثيراء أربعة مثاقيل .
رب السوس أربعة مثاقيل زعفران سدس مثقال يعجن بميبختج ويستعمل .
وإذا اشتد الوجع فيجب أن يعرض عن العلاج للقرحة ويعالج بمثل هذا الدواء .
ونسخته : يؤخذ من بزر البنج دانق أفيون قيراط بزر الخيار درهمان بزر الخس درهم بزربقلة الحمقاء درهم فإنه يسكّن الوجع في الحال .
وإذا كان الوجع قليلاً سكنه شرب اللبن مكان الماء وشراب البنفسج .
ومن القوية قوفي وأقراص الكاكنج وأقراص اسقلسادس وأقراص ديسقوريدوس وسفوف اللكّ والزراوند الجبلي ببزر الكاكنج .
وسفوف كمادريوس قوي جداً وكثيراً ما تنفع الحقن الدوسنطارية على سبيل المجاورة وقد تستعمل أضمدة من هذا القبيل تجعل على الظهر وعند شد الوسط والمواضع الخالية مثل دقيق الكرسنّة مطبوخاً بشراب وعسل .
وأيضاً ورد يابس وعدس وعسل وحب آس يضمّد به .
وهذا أيضاً يمنع التعفّن والتوسع .
ومن المروخات دهن الحناء ودهن شجرة المصطكي ودهن السفرجل .
وربما خلط بها مثل الميعة وربما احتيج إلى مثل شحم البط للتليين .
وأما النواصير فلا علاج بها إلا التجفيف ومنع الفساد .
أما التجفيف فبإدامة تنقية البدن واحتراز عن الامتلاء بخشب الكمية والكيفية .
وهذا يكفي في علاج ما ليس بخبيث .
وأما الخبيث فيجب أن يعالج بهذا الدواء وما كان أقوى منه مثل أضمدة وأشربة تمنع التعفن مثل القوابض المعروفة مع جلاء لا لذع فيه وفيه تنقية .
فصل في الغذاء


يجب أن يكون الغذاء حسن الكيموس من لحوم الطير الذي تدري والسمك الرضراضي والبقول الجيده كالسرمق والبقلة اليمانية .
وما دامت القروح رديئة فيجب ن تعطى مشوية .
وأفضلها لحوم الطير والعصافير الجبلية مشوية ومثل صفرة البيض النيمبرشت ويدرج إلى الدجاج السمين والأطرية .
والألبان تنفعهم إذا هضموها فما كان مثل لبن الأتن ولبن الخيل أيضاً ولبن اللقاح فينفعهم لأنها ألبان تصلح مواد القروح وتغسلها وتغزيها بجبنيتها .
وما كان مثل لبن البقر والضأن فيجمع إلى ذلك زيادة في تغرية العضو وتغذيته إلا أن لبن الأتن ولبن الماعز ينفع من جهة إصلاح المزاج والغسل ومن جهة الخاصة نفعاً أكثر من غيرهما وخصوصاً المعلوفة بما يوافق القروح مما علم حاله .
ويجب أن يخلط بألبانهم وأغذيتهم التي يتناولونها شيء من الأدوية الصالحة للقروح مثل الكثيراء .
وهذه الألبان يجب أن تسقى بعد التنقية والنشاء والصمغ والمجففات أيضاً وشيء من المدرات من البزور المعروفة .
وإذا شرب اللبن لم يطعم شيئاَ حتى ينحدر وإن أبطأ انحداره خلط به شيء من الملح وربما جعل فيها ملح وعسل .
واللبن يصلح له مكان الماء والطعام جميعاً .
وعند فيضان القيح ينفعه لبن النعاج بما يختم ويغري ويقوي وله أن يشرب الألبان عند العطش .
وأما النقل .
والفواكه التي توافقه فالبطيخ والخيار النضيج والكمثري والزعرور والرمان الحلو والسفرجل والتفاح .
ومن النقل اليابس لوز وخصوصاً المقلو والفستق والبندق وحبٌ الصنوبر خاصة والقسب .
وليجتنبوا التين اليابس فإنه رديء للقررح يجلوها ويحكها ويهيجها بيتوعية خفيفة ويجب أن يجتنب كل حامض قوي الحموضة وكل حريف ومالح وشديد الحلاوة .
فصل في جرب الكلية والمجاري


هو من جنس قروحها وأسبابه في أكثر بثور تظهر عليها من أخلاط مرارية أو بورقية ثم فصل في علاماته : يكون معه علامات القروح في خروج ما يخرج مع دغدغة وحكة في موضع الكلية يخالطها نخس وربما عرض معها الوجع والذي يكون في المجاري يكون الخارج معه غشائياً .
فصل في العلاج
ينفع منه فصد الباسليق إن كان البدن كله ممتلئاً .
وأتفع منه في كل حال فصد الصافن والحجامة تحت موضع الكلية واستعمال تنقية البدن دائماً وخْصوصاً بالقيء وبنادق الحبوب مع الطين الأرمني ورب السوس أجزاء سواء والغذاء بما يجود هضمه وكيموسه مثل صفرة البيض وما يبرد ويرطب مثل الفراريج بالقطف والبقلة اليمانية والقرع والآسفاناخ والفوكه الرطبة وخصوصاً الرمان الحلو والبقول الرطبة وعلاج جرب المجاري بين علاجي جرب المجاري بين علاجي جرب الكلية وجرب المثانة فانظر فيهما جميعاً .
فصل في حصاة الكلية
تشترك الكلية والمثانة في سبب تولد الحصاة وذلك لأن الحصاة يتم تولدها عن مادة منفعلة ومن قوة فاعلة . فأما المادة فرطوبة لزجة غليظة من البلغم أو المدة أو من دم يجتمع في ورم دملي وهذا نادر .
وأما القوة الفاعلة فحرارة خارجة عن الاعتدال .
وللمادة سببان : أحدهما مادة للمادة والثاني حابس المادة فمادة المادة الأغذية الغليظة من الألبان وخصوصاً الخاثرة والأجبان وخصوصاً الرطبة واللحمان الغليظة كلحمان الطير الآجامية والكبار الجثث ولحم الجمال والبقر والتيوس وما يغلض ين الوحش والسمك الغليظ والمطبخات كلها والخبز اللزج والنيء والفطير والأكشكة والبهط خ والسميذ والحواري اللزج والحلواء اللزجة والفواكه الحامضة والعسرة الهضم والذي يولد خلطاً لزجاً كالتفاح الفج والخوخ الفج ومثل لحم آلاترج ولحمم الكمثري ومن المياه الكدرة وخصوصاً الغير المألوفة المختلفة الأشربة السود الغليظة .


وخصوصاً إن كان الهضم ضعيفاً لضعف القوة الهاضمة أو لكثرة ما يتناول فتهبط القوّة أو لسوء الترتيب والرياضة على الامتلاء .
وربما كانت المادة مدة من قروح فيها أو في غيرها .
وأما حابس المادة فضعف الدافعة في الكلى لمزاج أو ورم حار وحمرة أو قروح في الكلية فتحتبس فيها فضول ورسوبات من كل ما يصل إليها من المائية .
وأما شدة حرارة فترمل الفضل وتحجره قبل أن يندفع وتجذبه إليها قبل الهضم التام في أعالي البدن .
وهذه الحرارة إما لازمة وإما عارضة بسبب تعب أو تناول مسخن .
وإما لسدة من فضول مجتمعة أو برد مقبض أو أورام سادة حارة وهو كثير وباردة وصلبة أو مشاركة أعضاء قريبة من مثل المعي وغيرها إذا ضغطت الكلية فأحدثت فيها سدة .
وهذه الأشياء كلها توجد في المثانة من الحصاة .
وإن اقترن الحصاتان كانت الكلوية ألين يسيراً وأصغر وأضرب إلى الحمرة والمثانية أصلب وأكثر جداً وأضرب إلى الدكنة والرمادية والبياض وإن كان قد يتولد فيها حصاة متفتتة .
وأيضاً فإن الكلوية تتولد في الأكثر بعد انفصال البول فهو عكر الدم لم يصحبه وتخفف عنه .
وأكثر من تصيبه حصاة الكلية سمين وأكثر من تصيبه حصاة المثانة نحيف والمشايخ يصيبهم حصاة الكلية أكثر مما يصيبهم حصاة المثانة .
والصبيان ومن يليهم أمرهم بالعكس .
وأكثر ذلك ما بين منتهى الطفولية إلى أول المراهقة وذلك لأن القوة الدافعة في الصبيان والشبان أقوى فتدفع عن أعالي الأعضاء إلى أسافلها .
وأما المشايخ فإن قوى كلاهم تضعف جداً وأيضاً لأن الصبيان والشبان أرق أخلاطاً ولذلك تنفذ في كلاهم والمشايخ أغلظ أخلاطاً فلا تنفذ في كلاهم .
وأكثر ما تتولد الحصاة في الصبيان لشرههم وحركتهم على الامتلاء وشربهم اللبن ولضيق مجرى مثانتهم وفي المشايخ لضعف هضمهم .


وكذلك حكم أبقراط أنها في المشايخ لا تبرأ وكل بول يكون فيه خلط أكثر فهو أولى بأن تتولد منه الحصاة وهو الذي إذا ترك يتولد منه الملح كان ملحه أكثر فإن الملح يتولد عن مائية فيها أرضية كثيرة قد أحرقتها الحرارة .
وبول الصبيان أكثر ملحاً من بول المشايخ لا لأن أرضيتها ولذلك بولهم كدر لكثرة تخليطهم ولتخلخل أبدانهم قتتحلل عنهم أكثرالمائية بالتحلّل الخفي .
وأولى الصبيان بأن يتولّد فيه الحصاة هو الذي يكون يابس الطييعة في الأكثر حار المعدة وإنما تيبس طبيعته في الأكثر لانجذاب الرطوبات إلى كبده ثم إلى أعضاء بوله وإذا كانت هناك حرارة كان السبب الفاعل حاضراً وبالجملهّ فإن يبس الطبيعة يجعل البول أغلظ وأكثر .
ومن أكثر الرسوب الرملي في بوله لم تجتمع فيه حصاة لأن المادة ليست تحتبس ولعلها أيضاً ليست كثيرة فإنها لوكانت كثيرة لكان أول ما ينعقد عنها حجراً كبيراً صلباً اللهم إلا أن تلكون كبيرة ولكنها رخوة قابلة للتفتت وإلا لما كثر انقصالها في البول وإذا كانت الصورة هذه علم أن المادة لا لسيب في نفسها ولا لسبب شدة الحرارة مما تحجر تحجراً غير قابلاً للتفتت ويدل على قوة الدافعة وهذا حكم أكثري غير ضروري واعلم أنه قلما يعرض للجواري ووالنساء خاصة في المثانة لأن مجرى مثانتهن إلى خارج أقصر وأوسع وأقل تعاريج وللقصر في سهولة الاندفاع فيه ما ليس للطول ومن أصحاب الحصا من تكون له نوائب لتولد حصانه وبوله إياها وإذا اجتمعت وكادت تخرج بالبول يصيبه كالقولنج والمدد في ذلك مختلفة مابين شهر إلى سنة ومن اعتاد مقاساة الحصاة العظيمة استخف بأوجاع أخرى من أوجاع المثانة ودل ذلك على أن عضوه غير قابلاً للتورم سريعاً إذا لم يتورّم بمثل ذلك ولا للوجع المبرح إذا احتمل وجع الحصاة
فصل في علامات حصاة الكلية


أول العلامات في البول هو أنه إذا كان البول في الأول غليظًا ثم أخذ يستحيل إلى اِلرقة ويرق لاحتباس الكدورة في الكلية فاحدس تولدها على أنه ربما بال في أول الأمر رقيقاً .
وكونه في أول الأمر غليظاً أدل على صحة القوة وسعة المجاري وربما كان معه رسوب كثير يشبه الرسوب الذي يكون في أمرض الكبد العليلة وكلما كان البول أشد صفاء وأدوم صفاء وأقل رسوباً دل على أن الحجارة أصلب .
قيل أن الصحيح - خصوصاً الشيخ - إذا بال بولاً أسود بوجع أو بغير وجع أنذر بحصاة تتولد في مثانته .
ويتم الاستدلال في جميع ذلك إن رأيت رملاً يرسب وكان ذلك الرمل إلى الحمرة والصفرة .
ويقوي ذلك إن يجد ثفلاً في قطنه ووجعاً كأنه احتباس شيء إذا تحرك عليه نخس ما يلي القطن وهو أدل على قوة القوة وسعة المجاري .
وأشد ما يكون من الوجع بسبب حصاة الكلية عند أول التولد بما يمزق ليتمكن وعند الحركة والمرور في المجاري وخصوصاً في المجرى إلى المثانة وقد يوجع عندما يتحرك عليه .
وأما في حال انعقاده وسكونه وسكون صاحبه على غير امتلاء شديد ضاغط محرك للحصاة فيوجد إحساس ثقل فقط .
والامتلاء من الطعام يجعلها أشد تهييجاً للأوجاع وخصوصاً إذا نزل وإما علامات حركة الحصاة فهي تسهل وجع واشتداده ونزوله من القطن إلى الأربية والحالب وحينئذ تكون الحصاة قد وافت البربخ فإذا سكن ذلك الوجع فقد حصلت في المثانة .
فصل في المعالجات
لنذكر ههنا المعالجات التي تكون للكلية خاصة والمشتركة بها مع حصاة المثانة ثم نفزد بحصاة المثانة باباً منفرداً وعلاجات مفردة خاصة . والأعراض التي تقصدها الأطباء في علاج الحصاة قطع مادتها ومنع تولدها بقطع السبب وإصلاحه ثم تفتيتها وكسرها وإزعاجها وإبانتها من متعلّقها بالأدوية التي تفعل ذلك ثم إخراجها والتلطف فيه وترتيبه .
وذلك يتم بالأدوية المدرة أو بمعونات من خارج ثم تدبير تسكين ما يتبع ذلك من الأوجاع وإصلاح ما يعرض معها من القروح .


وقد يتصدى قوم لإخراجها من الشق من الخاصرة ومن الظهر وهو خطر عظيم وفعل من لا عقل له .
فأما قطع مادتها فإنما يتهيأ أولاً بالآستفراغ لها أو بالإسهال أو بالقيء ثم بالحمية عن الأغذية الغليظة والمياه الكدرة ثم تعديل المأكول وتقوية المعدة وإجادة الهضم وبالرياضة المعتدلة على الخواء والتدلك مشدود الوسط وبتليين الطبيعة لتميل الأخلاط الغليظة إلى جانب الثفل ولا يكون من الثفل مزاحمة للكلية وسد ومما ينفع من ذلك إدامة الإدرار بما يغسل المثانة من البزور المدرة .
ومما هو جيد في ذلك ماء الحمص وماء الحرشف وماء ورق الفجل والفجل نفسه خصوصاً الدقيق الرطب .
وإذا أتى عليه عدة أيام استعمل مدراً قوياً .
وأما الصبيان فقد يمنع تولد الحصاة فيهم سقيهم الشراب الرقيق الأبيض الممزوج وقد ينتفعون بالحقن المعتدلة لما يخرج من الثفل ويلين الطبيعة وبما يجعل فيها من الأدوية الخصوية فتوصل القوة عن قريب ومن الموانع لتولدها القيء على الطعام والاستكثار منه فإنه يدفع الفضول الغليظة من طريق مضاد لطريق حركتها إلى الكلية ويجعل جانب الكلية جانباً نقياً والحمام والابزن ربما توصل به إلى إزلاقها وربما جذب المواد إلى ظاهر البدن وصرفها عن الكلية .
وإذا استكثر منه أرخى قوة الكلية وكذلك إذا استعمل في غير وقت الحاجة إلى تليين وتسكين وجع فإنه يجعل الكلية قابلة للمواد المنصبة إليها لاسترخائها .
والنوم على الظهر مما ينفع من الحصاة .
فصل في الأدورية المفتتة
وأما الأدوية المفتتة لها فهي أكثر الأدوية المرة التي ليست شديدة الحرارة جداً فتزيد في السبب .
وكلما كان تقطيعها أشد وحرارتها أقل فهي أفضل .
ويجب أن تكون المثانة أشد حراً من الكلية .
وههنا جنس أدوية آخرى لا ينسب فعلها إلى حر وبرد بل إنما تفعل ما تفعله بالخاصية .
والأدوية المفتتة منها ما ليست بتلك المفرطة في القوة وطبعها أن تفتت الحصاة الصغيرة التي ليست بشديده .


ومنها ما هي شديدة القوة بحسب حصاة الكلية إلا أنها قليلة القوة بحسب حصاة المثانة أو لا قوة لها فيها مثل الحجر اليهودي ومنها ما هي قوية بحسب الكلية وقد تفعل في حصاة المثانة ومنها ما قوتها شديدة في الحصاتين جميعاً مثل العصفور المسمى أطراغوليدوس ومثل رماد العقارب .
وإذا ركب من الأدوية الحصوية أدوية فيجب أن تقرن بها ضروب من الأدوية تكون معينة لها على فعلها .
منها أدوية قوية الإدرار وتّخرج البول الغليظ ليخرج ما انقلع من الحصاة ويفتت .
ومنها أوية فيها تفتير ما لحركه الأدويه الآخرى وتلبيث لتعمل بلبثها كمال عملها .
وهذه هي أدوية غير سريعة النفوذ لدسومه فيها ولزوجة وهي مع ذلك منضجة مثل صمغ البسفايج ومنها أدوية سريعة النقوذ والتنقية مثل الفلفل وغيره وأدوية تقوي العضو عند اختلاف التأثيرات فيه والحركات عليه وهي الأدوية الفادزهرية ومثل السنبل والسليخة وغيرها ومنها أدوية فيها قبض لطيف مثل ربوب الفواكه تحفظ قوة العضو وربما خلط به .
الأدوية مسكنة للأوجاع بخاصية أو تخدير .
فإذا ركّبنا الدواء على هذه الصورة تصرقت القوة الطبيعية فاستعملت الحصوية عند الحصاة وعطلت المدرة والمبذرقة عند موافانها بالأدوية الحصاةّ بعد استعمالها تلك المدرة لتوصل الحصوية إلى مكان الحصاة وحينئذ يستعمل المريثة والملينة هناك لتزيث دواء الحصاة وتلبثه فيفعل فعله ولا تحركه المنفذة والمدرة عن لموضع الذي يحتاج أن يقف فيه زماناً ليفعل فعله بما عطلته القوة المستعملة وتكون قبل ذلك قد استعملت تلك المنففة لتستعجل بالحصوية إلى الحصاة قبل أن تنفعل عن الطييعة انفعالاً يوهن القوة التي تفعل في الحصاة .
وإذا استعملت المفتتة والمزعجة عطلت فعلها عطلت الأدوية االمريثة وأعملت المدرة والمتفتتة .
وإذا اشتد الوجع استعملت المخدرة على ما هو القانون المعروف في تركيب الأدوية وربما اجتمع في دواء واحد مفرد كثير من هذه الخصال .


ولنعد الآن الأدوية المفتتة للحصاة المخرجة لها وهي مثل أصل القسط وأصل العليق والمقل وأصل الرطبة وقشور أصل الدهمشت والحمص الأسود وخصوصاً ماؤه وبزر الخطمي وثمرة القراسيا وصمغ الزعرور وفي الزعرور قوة من ذلك والحسك وأصله جيد لذلك وأصل الحناء والعنصل وخله وسكنجينه والكرفس الجبلي والفوذنج والأفسنتين والسليخة وأصل الخيار البري وعود البلسان وحبه ودهنه وأصله قوي جداً وبزر الخيار البري والحرشف وماء أصله واسقولوقندريون وبرشاوشان درهمين في ماء الفجل والكرفس وأصل الثيل وبزر الشاذنج وعصا الراعي وخصوصاً الرومي وكمون بري وأصل بنطافلن وماؤه وكمافيطوس والجعدة وأصل الهليون وبزر السعد المصري وقشور أصل الغار وبزر الفجل والآسقرديون وأطراف الفاشرا والسذاب البري .
وأيضاً البورق الأرمني ويؤخذ منه خمسة دراهم ويعجن بعسل ويسقى في ماء الفجل ثلاثة أيام وأيضاً شواصرا مثقال بماء فاتر .
وذكر بعضهم أنه إذا أخذ سبعين فلفلة وأنعم سحقها واتخذ منها سبعة أقراص ويسقى كل يوم قرصة يبول الحصاة .
وفي الفستق قوة تفتّت بها حصاة الكلية .
ومن القوية بحسب الكلية الحجر اليهودي والمشكطرا مشبيع وكمافيطوس .
ومن القوية مطلقاً رماد العقارب ودهن العقارب وهو زيت شمست فيه العقارب طلاء وزرقاً بالمزرقة في حصاة المثانة .
وأما رماد العقارب فأجود تدبيره أن تطين قارورة ثخينة بطين الحكمة ثم يجعل فيها العقارب وتترك في تنور حار ليلة - أو أقل من غير مبالغة في الإحراق وترفع من الغد .
والزجاج خير من الخزف الناشف الآخذ للقوة ورماد الأرنب المذبوح على هذه الصفة هو قوي والشربة وزن درهمين .
وماؤه شديد الحل .
وفي الزاغة المأخوذ عنها رأسها وأطرافها المجفف خبثها في الشمس في إناء نحاس .
وأيضاً الخراطين المجففة وأيضاً الزجاج المهيأ بالسحق وأيضاً رماد الزجاج .


وأجود ذلك أن يحمى على مغرفة من حديد مغربلة ثم يوضع على ماء الباقلا فينثر فيه ما تكلس منه ويعاد إحماء الباقي حتى يندر كله ثم يسحق الذرور كالهباء .
وقد " يسقى منه مثقال في إثني عشر مثقالاً من ماء حار .
وأجود الزجاج الأبيض الصافي .
ومما هو قوي جداً الحجارة التي توجد في الآسفنج وأيضاَ دم التيس المجفف .
وأجود ما يؤخذ في الوقت الذي يبتدىء فيه العنب بالتلون فاطلب قدراً جديدة وأغل فيها حتى يذهب ما فيها من طبيعة الترمد .
والملوحة .
وإن كان براماً فهو أجود ثم اذبح التيس الذي له أربع سنين على تلك القدر ودع أول دمه وآخره يسيل وخذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى يجمد ثم اقطعه أجزاء صغاراً واتخذ منه أقراصاً واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشرها للشمس تحت السماء وراء حريرة واقية للغبار فتتركها حتى يشتد جوفها في موضع لا يصل إليها نداوة البتة واحفظ القرص .
وإذا أردت أن تسقيها سقيت منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أمرأَ عجيباً .
ومما هو قوي رماد بيض الدجاج بعد انفتاحه عن الفرخ .
ومما هو شديدالقوة وأفضل من الجميع العصفور المسمى باليونانية أطراغوليدويطوس وهو عصفور من جنس الصعو أصغر من جميع العصافير خلا العصفور الملكي ولون بدنه بين الرمادي والأصفر والأخضر وعلى جناحيه ريشات ذهبية وعلى بدنه نقط بيض وأكثر ظهوره فى الشتاء وفي السباخ وعند الحيطان ولا شأو لطيرانه بل يطير قليلاً ويقع ويصفر صفيراً دائماً ويحرك الذنب وهو يؤكل نيئاً كما هو وذلك أفضل .
ويؤكل مطبوخاً ومشوياً ويملح ويقدد وقد يحرق كما هو إما في تنور ليس بذلك الحار بقدر ما لا يستولي عليه الإحراق المعطل للقوة ويكون في زجاجة على الصفة المذكورة للعقرب وغيره .
وربما أحرق في قديرة من برام أو برنيه ويشد رأسها فإذا جاوز حد التسوية إلى احتراق ما أخذ .


وقد يبزر مملوحها ومشويها بالفلفل والساذج ونحوه ويشرب مسحوقها عند تقديد أو احتراق بشراب صاف أو بالعسل أو بماء العسل أو بالحنديقون وكذلك كل واحد من هذه الأدوية .
وزعم قوم أن هذا العصفور هو عصفور الشوك وههنا طائر يسمى بالإفرنجية صفراغون لا أدري هو ذلك أو غيره زعموا أنه إذا جفف وشرب قليلاً قليلاً أخرج الحصاة من كل موضع .
وقد ذكر قوم أن الحصاة نفسها تخرج الحصاة .
وأيضاً ذرق الحمام وذرق الديك .
زعم حنين والكندي أنه إذا سقي منه الكبير درهمين والصغير نصف درهم مع مثله سكّراً طبرزذ أخرج كل حصاة .
وربما جعل معه فلفل وملح وخصوصاً في طبيخ المشكطرا مشيع وأيضاً الخنافس المجففة .
وزعم بعضهم أن تدخين ما تحت الذكر بشوك القنفذ قد يبول الحصاة وهذا مما لا أحقه أنا .
وأما الأدوية التى تخلط بهذه الأدوية لتنفذ فمثل الفلفل والفوذنج والدارصيني ولهذه مع تلك معونة في باب تحريك الحصاة .
وأما الأدوية التي تخلط بها لتدر بقوة وتخرج الفضل الغليظ فمثل البزور المعروفة وخصوصاً الحلبة ومثل الدوقو والمو والفو والأسارون والوج والنانخواة والكاشم والسساليوس وبزر الفنجنكشت والأذخر والقردمانا .
وربما جسر بعض الناس على استعمال الذراريح .
وهذه الأدوية مع شدة إدرارها فليست بعادمة التأثير في الحصاة .
وأما الأدوية التي تخلط لتريث قليلاً قليلاً فمثل الصموغ وربما كانت في أنفسها فعلة في الحصاة كصمغ البسفايج وصمغ الجوز .
وأما الأدوية المسكّنة للوجع فمثل بزر الكتان ولعابه ومثل الجلوز والفندق وبزر الخطمي .
ولها ترييث أيضاً للأدوية الخصوية وموافقة لجرمَ الكلية .
ومن المخدرات ما تعرفه .
وأما الأدوية المقوّية فمثل البهمن والزرنباذ والسوسن اليابس وبزر الفنجنكشت وأيضاً بزر الحسك وأيضاً مثل الورد والجلنار والأذخر والصندل .
فصل في الأدوية المركبة


وأما الأدوية المركبة للحصاة فمثل المثروديطوس فإنه قوي فاضل في حصاة الكلية ومثل الشجرينا ومثل معجون العقارب المعروف للكلية والمثانة .
وأيضاً الدواء المتخذ بدم التيس الذي يسمى يد اللّه لجلالته والدواء المعروف بالخزائني المتخذ بدهن البلسان وهو عجيب .
ومثل دواء قوي جرّبناه نحن ونسخته : يؤخذ من رماد الزجاج ومن رماد العقارب .
ورماد أصل الكرنب النبطي ورماد الأرنب وحجارة الآسفنج ودم التيس المجفف المسحوق ورماد قشر البيض المفرخ والحجر اليهودي وصمغ الجوز والوج أجزاء سواء ومن الفطراساليون والدوقو والمشكطرا مشيع والصمغ وبزر الخطمي والفلفل من كل واحد جزء ونصف يعجن بعسل ويحفظ والشربة منه إلى مثقالين فما فوقه بماء الحسك المطبوخ مع الحمص الآسود .
وهذا صالح أيضاً للمثانة .
وأيضاً رماد أصل الكرنب النبطي ورماد البيض المفرخ وبرادة الحجر اليهودي الذكر والأنثى يجمع ويسقى منه قدر ملعقة في شراب أو ماء الحسك .
وهو أيضاً نافع لحصاة المثانة يخرجها مثل الطين الأبيض .
ومما هو قوي جامع أن يؤخذ بزر البطيخ وزجاج محرق وقلت أجزاء سواء بماء الحمص وأيضاً ذرق الحمام وذرق الديك يعطى منهما شيء بماء الفجل أو بالشراب أو بالماء الحار فهو جامع النفع .
أخرى قوّية : يؤخذ كندس درهم ذرق الحمام درهم خنافس نصف دانق يدق ويعطى بشراب .
وأيضاً حجارة الاسفنج وأسقِولوِقندريون وبرشاوشان وبزر خطمي وفطراساليون أجزاء سواء .
والشربة مقدار الحاجة في ماء الكرفس أو ماء الأصول أو ماء الحسك أو ماء الفجل .
وأيضاً مما هو جامع حبّ ثمرة البلسان وفوذنج برّي يابس وحجر الآسفنج وبزر الخبازي والبادروج اليابس أجزاء سواء يدق ويعطى منه كل يوم ملعقة بشراب ممزوج أربع أواق .
ومما هو أخصّ بالكلية ميسوسن درهمين سموربيون درهمين فلفل أربعة دراهم الشربة مقدار ما يحس بالسكنجبين العنصلي .


وأيضاً سذاب برّي وخبازي بري وأصل الكرفس أجزاء سواء يؤخذ منها ملعقتان ويطبخ في شراب ويصفى ويشرب .
وأيضاً أصل بنطافلن بالسكنجبين العسلي أو ماء العسل .
وأيضاً بزر الفجل والقلت أجزاء سواء يعطى منها مثل بندقة بدهن الياسمين .
وأيضاً دواء مجرب .
نسخته : يؤخذ بزر بطيخ والقرطم والزعفران والقلت يسقى سقياً بعد سقي .
وأيضاً يؤخذ حب المحلب المقشر المدقوق مثقالان زعفران مثقال وراوند نصف مثقال يعجن بعسل .
الشربة أريعة دراهم وأيضاً يؤخذ قردماناً راوند من كل واحد درهمان مع مثله قشور أصل الغار وأيضاً بزر الحرمل والمقل يحسب منهما والشربة كل يوم درهم بماء ورق القجل والراسن الرطب أو بماء الزيتون .
صفة دواء فائق مسكن للآلام ومخرج لها : يؤخذ من السموربيون وهو كرفس بري يعرف بكرفس الفرس أوقية سعد مصري سنبل الطيب بزر خشخاش أييض دارصيني سليخة فلفل أبيض بزر الجزر يبروح من كل أوقية ونصف حجر يهودي نصف أوقّية الحجر المجلوب من بلاد ماقادونيا نصف أوقية يعجن بعسل - والشربه بندقة بشراب وهذا دواء ينفع من تكو ن الحصاة ونسخته يؤخذ بزر صامريوما ومشكطرا مشيع وبزر خطمي من كل واحد درخمي بزر القثاء البستاني بزر البطيخ وكثيراء من كل واحد نصف درهم يخلط الجميع ويتناول .
والشربه درخمي مع شراب لطيف ممزوج .
أخرى : تؤخذ الحجارة الموجودة في الاسفنج وأصل الحسك و بزر الجزر من كل واحد درهمان بزر القثاء وبزر الخطمه ونشاء من كل واحد درخمه بزر الرازيانج أنيسون وجعدة من كل واحد ثلاثة دراهم وقد يسقون مياهاً طبخت فيها لأدويةّ الحصوية ومفتتاتها مثل مياه طبخ فيها كمافيطوس وجعدة والفوذنج والسيساليون وأصل الحسك وثمرته والآسقولو قندريون وأصل الخبازى والبرشاوشان وعصا الراعي وأصل الثيل وأصل الغافت وبزر خطمي وصامريوما وشواصرا وومشكطرا مشيع وغير ذلك مع المدرات .
وإذا استعملوها في أيام الصحة منعت تولد الحصاة .
فصل في المطبوخات


ومن المطبوخات أيضاً الذي ينتفع به من حصاة الكلية إذا أدمن استعماله في أوقات النوبة أن يطبخ ورق الخبازي البري ويجعل في طبيخه سمن وعسل ويسقى منه شيء كثير فإنه يزلق الحصاة ويدر البول ويخرجها بسهولة . قال روفس : إن كثرة الاستحمام بالحمامات الكبريتية تقنتت الحصاة وهذا تطرق إلى أن بعض المياه الحادة التي ربما قرًحت الجلد إذا جعل فيها الأدوية الحصوية وغمس فيها خرق وهي حارة ووضعت على موضع الحصاة حللتها .
وقد جربنا شيئاً من هذا القبيل .
وأما التدبير في تهيئة الحصاة للاندفاع والانفعال من الأدوية وسهولة الزلق والخروج فيجب أن تستعمل الأدهان المرخية مروخات وكذلك النطولات والضمادات والقيروطات المرخية والحمامات و الآيزن بقدر ما يرخي القوة يإفراط فيضعف الدافعة وربما سال بسبب ذلك إلى العضو زيادة ما فحينئذ يشرب الدواء القالع للحصاة ليسهل عليه القلع والإخراج .
ويجب أن يخلط بالمرخّيات المقويات على القانون المعلوم وخصوصاً ما لا يكون فيه مع تقويته كئير مضادة للغرض الذي في التحليل .
وذلك مثل دهن السوسن ودهن السنبل ودهن الحناء و دهن الخيري يجمع معاني كثيرة وأجرامها أيضاً ثم يشدً الوسط والخصر والعانة لتتسع المجارىٍ من فوق أو يدلك باليد ثم يسقى الدواء المفتت .
وإن كان سقي فحينئذ يتبع المدرات ولا بأس بأن يشرب أيِضاً مثل الخيار شنبر بدهن اللوز أو عصارة لزجة من عصارات المدرّات التي فيها لزوجة وإزلاق بدهن اللوز .
ومما ينفع بعد الإرخاء أوعند الآستغناء عن الإرخاء كما تعلم أن الحصاة منقلعة متحركة التكميدات بالإسفنج ونحوه مغموسة في ماء وزيت وبخيربوا والنخالة والضمادات المسخنهَ والمروخات بأدهان حارة مسخّنة مثل دهن السذاب أو بالزيت والجندبادستر ويحتاج أن تحفظ سخونة الضماد .


فإن احتيج إلى أقوى من ذلك وضعت المحجمة الفارغة دوين الحصاة وموضع وجعها لتجذبها ثم تحطّ عن ذلك الموضع إلى ما دونه وتلصق به وكذلك على التدريج ننزل من موضع الكليتين على توريب الحالبين إلى أسفل فإذا انحدرت إلى المثانة سكن الوجع .
وربما كانت الرياضة والحركهً والركوب على الدواب القطف كافية وكذلك النزول على الدرج وخصوصاً وقد استعمل المروخات .
وإذا انحدر من المثانة إلى مجرى القضيب فربما أوجع وحينئذ يجب أن يدبر ذلك الموضع بما نقوله .
وأما تدبير الوجع إذا هاج وخصوصاً عند المثانة لعظم الحصاة أو لأسنان فيها وكسر خادش وخشونة ساحجة فريما أسكن بالحمامء والآبزن .
وإذا أفرطا وأرخيا عاود وجع شديد بعد ساعة والنطولات البابونجية والإكليلية والخطمية والنخاليةء جيده نافعة .
وإن كان اعتقال ما من الطبيعة فمن الصواب إخراج الثفل بشيافة أو حقنة غير كبيرة فتضغط وتؤلم بل الشيافة أحب إلي .
وفي تليين الطبيعة تخفيف كثير وتسكين للوجع ولا سبيل إلى استعمال المسهل فإنه يؤلم ويؤذي بما يزلق وما ينزل من فوق وأما الحقنة فإذا جعل فيِها شحوم ودسومات وقوى مرخية وقوى مدرة فعلت مع الإسهال التليين وكسرت الوجع وأعانت على إخراج الحصاةً .
وإذا كان الوجع شديداً وكان إذا عولج بما ذكرناه يسكن ثم إذا عولج بالأدوية الحصوية يثور فالأصوب أن يمسك عن الأدوية القوية التحريك ويشتغل بحقن لينة ملينة ومروخات وقيروطيات مرخية ملينة مزلقة .
وربما نفع في هذا الوقت استعمال القيء وذلك مما يقلل المواد المزاحمة للحصاة وربما ضر بما يجذب الحصاة إلى فوق .
وإن كان الوجع مما ليس يفتر البتة فلا بد من سقي ما يخدر وأففصله الفلونيا .
وأيضاً الدواء اللفاحي والترياق الذي لم يعتق بل هو إلى الطراوة وقوة الأفيون فيه باقية فإنه ينفع من وجوه كثيرة من جهة الترياقية ومن جهة الإدار وتفتيت الحصاة ومن جهة تخدير الوجع .


وربما أعان في الإيلام ريح في الكلية مزاحمة أيضاً للحصاة وتعرف بعلامات ريح الكلية أو ريح في الأمعاء مزاحمة ويعرف بعلاماته فيجب حينئذ أن يفزع إلى ما يكسر الريح من مثل السذاب وبزره و بزر الكرفس والأنيسون والنانخواه والكراويا والشونيز سقياً في مثل ماء العسل أو تضميد أو اتخاذ قيروطي منها في دهن أو استعمالها في حقنة .
فإن كانت الحصاة لورم حار عولج بعلاج ورم الكلية أولاً ويطفأ بما تعرفه .
وقد سبق منا بيان ذلك من النطولات والضمادات والقيروطات المبردة التي سلفت لك قي أبواب كثيرة مرشوشاً عليها شيء من خل حتى تنفذ وكذلك يحقن بهذه العصارلت وبدهن الورد معها وإن احتيج إلى فصد فعل .
وإن كانت لورم صلب عولج بمثل اللعابات الحارة لعاب بزر كتان والحلبة والخطمي وبزر المر ومخلوطه بماء يبرد .
وكذلك البابونج وإكليل الملك والحسك والشبث وهذه تسعمل مشروبة وتستعمل حقناً وتستعمل أطلية .
وإذا استعملت أطلية فيجب أن يجعل فيها مثل الراتينج والسكبينج والأشق والميعة والجندبادستر ومثل المر وأيضاً الأدهان الحارة مع تقوية ما .
فصل في نسسخة المراهم
ومن المراهم مرهم الدياخيلون ومرهم الشمحوم وغير ذلك فإذا رأيت نضجاً أدررت حينئذ فصل في تغذيتهم
وأما أغذية أصحاب الحصاة فما يخالف الأغذية الضارة لهم ولحوم العصافير المشوية الرمادة وعصافير الدور والفراخ المهراة بالطبخ لا تضرهمء وكذلك ما لطف من اللحمان و لحم السرطان المشوي ينفعهم ويجب أن يقع في طعامهم الحرشف والهليون خصوصاً البري وماء الحمص بالزيت وبدهن القرطم ودهن الزيت وما أشبه ذلك .
الفن التاسع عشر أحوال المثانة والبول
يشتمل على مقالتين :
المقالة الأولى أحوال المثانة
فصل في تشريح المثانة


كما أن الخالق تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره خلق للثفل وعاء جامعاً يستوعبه كله إلى أن يجتمع جملة واحدة ويستغنى بذلك عن مواصلة التبرز يندفع وقتاً بعد وقت كما علمته في موضعه كذلك دبر سبحانه وتعالى فخلق لما يتحلب من فضل المائية المستحقة للدفع والنفض جوبة وعيبة تستوعب كلِّيتها أو أكثرها حتى يقام إلى إخراجها دفعةً واحدةً ولا تكون الحاجة إلى نفضها متصلة كما يعرض لصاحب تقطير البول .
وتلك الجوبة هي المثانة وخلقت عصبية من عصب الرباط لتكون أشد قوة وتكون مع الوثاقة قابلة للتمدد منبسطة مرتكزة لتمتلىء مائية .
فإذا امتلأت أفرغ ما فيها بإرادة تدعو إليها الضرورة .
وفي عنقها لحمية تحبس بها مجاوزة العضلة وهي ذات طبقتين باطنتهما في العمق ضعف الخارجة لأنها هي الملاقية المائية الحادة فتلطّف الخالق بحكمته في جلب المائية إليها وجذب المائية عنها فأوصل إليها الحالبين الأنثيين من الكليتين فلما وافياها فرق للمثانة طبقتين وسلكهما بين الطبقتين يبتدئان أولاً فيفذان في الطبقة الأولى ثاقبين لها ثم يسلكان بين الطبقتين سلوكاً له قدر ثم يغوصان في الطبقة الباطنة مفجرين إياها إلى تجويف المثانة فيصبان فيها الفضلة المائية حتى إذا امتلأت المثانة وارتكزت انطبقت الطبقة الباطنة على الطبقة الظاهرة مندفعة إليها من باطن والقعر انطباقاً يظنان له أنهما كطبقة واحدة لا منفذ فيها ولذلك لا ترجع المائية والبول عند ارتكاز المثانة إلى خلف وإلى الحالبين .


ثم خلق لها البارىء جلّت قدرته عنقاً دفاعاً المائية إلى القضيب معرّجاً كثير التعاريج لأجلها لا تستنظف المائية بالتمام دفعة خصوصاً في الذكران فإنه فيهم ذو ثلاث تعاريج وفي النساء ذو تعريج واحد لقرب مثاناتهن من أرحامهن وحوط مبدأ ذلك العنق بعضلة تطيف بها كالخانقة العاصرة حتى تمنع خروج المائية عنها إلا بالإرادة المرخية لتلك العضلة المستعينة بعضل البطن على ما عرفت في موضعه إلا أن تصيب تلك العضلة اَفة أو عضل البطن ويتصل بكل واحد من جانبيها عصب له قدر وعروق ساكنة ونابضة وكثر عصبها ليكون حسها بما يرتكز فصل في أمراض المثانة
قد يعرض أيضاً في المثانة أمراض المزاج بمادة وغير مادة والأورام والسدد ومنها الحصاة وقد يكون فيها أمراض المقدار في الصغر والكبر ويعرض لها أمراض الوضع من النتوء والانخلاع ويعرض لها أمراض انحلال الفرد بالانشقاق والانفتاح والانقطاع والقروح وقد تشارك المثانة أعضاء أخر رئيسة وشريفة مثل الدماغ فإنه يصدع معها ويصيبها الدوار .
وربما تأدى إلى السرسام بسبب المشاركة لأمراض المثانة الحارة ومثل الكبد أيضاً فكثيراً ما يحدث الآستسقاء لبرد المثانة .
وأمراض المثانة تكثر في الشتاء وقد تعالج أيضاً بمثل ما يعالج به الكلية وبأدوية أقوى وأنقى تكون مشروبة ومزرقة ومروخات وضمادات يضمد بها الحالبان وتحت السرة وفي الدرزين الفردين وأوجاع المثانة وتكثر في الأهوية والرياح والبلدان الشمالية وفي الفصول الباردة .
فصل فيما يسخن المثانة
المدرات الحارة كلها تسخن المثانة والمروخات والزروقات من أدهان حارة وصموغ حارة مثل دهن القسط والناردين واللبان والكمادات والضمادات من الآدوية المذكورة في باب الكلية الحارة يضمد بها حيث يدرك .
قد يبردها شرب حليب الحمقاء والخيار والقرع وشرب الطباشير المكفر بالماء البارد .


ومن الأطلية الصندل والكافور والفوفل بالدوع وكذلك العصارات واللعابات الباردة والأدهان الباردة مثل دهن الورد الجيد ودهن بزر الخس ودهن الخشخاش مع الكافور ونحوه في الزراقات خاصة وبول آلاتن أيضاً .
فصل في حصاة المثانة وعلاماتها
يجب أن تتأمل ما قلناه في حصاة الكلية ثم تنتقل إلى تأمل هذا الباب وقد علمت هنالك الفرق بين حصاة المثانة وحصاة الكلية في الكيفية والمقدار .
وبالفرق بين الحصاتين كانت الكلوية ألين يسيراً وأصغر وأضرب إلى الحمرة والمثانية أصلب وأكبر جداً وأضرب إلى الدكنة والرمادية والبياض وإن كان قد يتولد فيها حصاة متفتته والمثانية تتمتز في الأكثر بعد انفصال .
وأكثر ما تصيبه حصاة المثانة نحيف وفي الكلية بالعكس .
والصبيان - ومن يليهم تصيبهم حصاة المثانة .
ونقول ههنا أيضاً أن البول في حصاة المثانة إلى بياض ورسوب ليس بأحمر بل إلى بياض أو رمادية وربما كان بولاً غليظاً زيتي الثفل وأكثره يكون رقيقاً وخصوصاً في الابتداء .
ولا يكون إيجاع حصاة المثانة كإيجاع حصاة الكلية لأن المثانة مخلاة في فضاء إلا عند حبس الحصاة للبول فإن وجعه يشتد وعند وقوعها في المجرى .
والخشونة في حصاة المثانة أكثر لأنها في فضاء يمكن أن يتركب عليها ما يخشنها ولذلك هي أعظم لأن مكانها أوسع .
وقد يتفق أن يكون في مثانة واحدة حصياتان أو أكثر من ذلك فيتساحج ويكثر تفتّت الرملية .
وقذ يكون مع الرملية ثفل نخالي لانجراد سطحها عن الحصاة الخشنة ويدوم في حصاة المثانة الحكة والوجع في الذكر وفي أصله وفي العانة مشاركة من القضيب للمثانة .
ويكثر صاحبه العبث بقضيبه خصوصاً إن كان صبياً ويدوم منه الانتشار وربما تأدى ذلك إلى خروج المقعدة وإلى الحبس والعسر مع أن ما يخرج بقوة لانحفازه عن ضيق وعن حافز ثقيل وراءه وربما بال في آخره بلا إرادة .


وكلما فرغ من بول يبوله اشتهى أن يبول في الحال والمتقاضي لذلك هي الحصاة المستدفعة استدفاع البول المجتمع .
وكثيراً ما يبو ل الدم لخدش الحصاة خصوصاً إذا كانت خشنة كبيرة وكثيراً ما تحبس فإذا استلقى المحصو أشيل وركاه وهُز زالت الحصاة عن المجرى .
وإذا غمز حينئذ من العانة انزرق البول وهذا دليل قوي على الحصاة .
وربما سهل ذلك بروك المحصو على الركبتين وضمّ أعضائه بعضها إلى بعض وربما سهل بإدخال الإصبع في المقعدة وتنحية الحصاة على مثل هذه النصبة وربما سهل ذلك بأشكال آخرى من الغمز والعصر والآستلقاء والبروك تخرجها التجربة .
فإذا لم ينفع مثل ذلك استعمل القاثاطير لدفع الحصاة فإذا كان هناك شيء تصكّه القاثاطير وتدفعه وينزف البول فهو دليل قوي .
وكذلك إن عسر إدخاله فالأرلى حينئذ أن لا يعنف بتكلف وربما دل ألقاثاطير بما يصحبه على المادة التي منها تكونت الحصاة .
والحصاة الصغيرة أحبس للبول من الكبيرة لأنها تنشب في المجرى وأما الكبيرة فقد تزول عن المجرى بسرعة واعلم أن حصاة المثانة تكثر في البلاد الشمالية وخصوصاً في الصبيان .


القانون
القانون
( 50 من 70 )

فصل في علاج حصاة المثانة
المثانة تحتاج إلى أدوية أقوى لأنها أبرد ولأنها أبعد ولأن حجارتها أشد تمكناً من شدة الانعقاد .
وأدويتها هي الأدوية القوية المذكورة في علاج حصاة الكلية وينفعهم الشجرينا بالمثروديطوس وإذا كانت الحصاة صغيرة أو لينة وكذلك الأثاناسيا وينفعهم أسقولوقندريون مع محلب مقشّر نصف أوقية يطبخ في ماء قدر غمره وأصبع حتى ينطبخ جيداً ويصفى .
وهذا نافع لهم وهو قلت مرضوض خمسة عشر درهماً برشاوشان سبعه دراهم سقولوقندريون ثلاثة دراهم حسك عشرة دراهم دوقو قطراساليون من كل واحد أربعة دراهم تين أبيض سبع عدداً يطبخ بأربعة أرطال ماء حتى يبقى رطل ويشرب بعد الخروج من الحمام والشربة نصف رطل ويحتاج إلى أن تكون الآبزنات التي يستعملونها فيها أقوى ويجعل فيها مع الأدوية المعروفة مثل ورق الفنجنكشت والبرشاوشان والساذج والشواصرا وورد وشيء له قبض لئلا يفرط الإرخاء ويجعل في مروخاتهم القنة والزفت والأشق والفربيون وأفضلها ضمّادالمقل المكي .
وخْير الأدهان دهن العقارب ضماداً وقطوراً وزرقاً ويخلط بها شيء مقو .
وأدوية ضماداتهم أصل سقولوقندريون وأصل الثيل والجعدة والساذج والخطمي والبرشاوشان ويجعل فيها مثل ورق عصا الراعي والعصفور المذكور في باب حصاة الكلية .
وما ذكر معه من طبقته نافع جداَ منه .
ومما يخصهم في معالجاتهم أن يستعملوا أدوية الحصاة في الزراقة فينتفعون به نفعاً شديداً .
وإذا عسر البول أو احتبس بسبب حصاة المثانة ولم يكن سبيل إلى الشق لحائل أو لجبن فمن الناس من يحتال فيشق فيما بين الشرج والخصي شقاً صغيراً ويجعل فيه أنبوباً ليخرج به البول فيدفع الموت وإن كان عيشاً غير هنيء .


واذا لم تنجع الأدوية وأريد الشقّ فيجب أن يختار لشقّه من يعرف تشريح المثانة ويعرف المواضع التي تتصل به من عنقها أوعية المني ويعرف موضع الشريان وموضع اللحمي من المثانة ليتوقّى ما يجب أن يتوقّاه فلا تحدث افة في النسل أو نزفا للدم أو ناصوراً لم يلتحم ويجب أن يكمد المعي والمثانة قبل ذلك متسقلاً ومع هذا فالاشتغال
فصل في التدبير الذي أمر به فيه
وهو أن يهيأ كرسي ويقعد عليه العليل ويحضر خادم ويدخل يده تحت ركبتيه ثم يدبر الشق .
ويجب أن يتقدم بحبس الحصاة وتحصيلها في الموضع الذي يجب أن يشقّ وذلك بإدخال الأصبع الوسطى من الرجال والأبكار في المقعدة ومن النساء المقتضّات في فم الفرج حتى تصاب الحصاة وتعصر باليد الآخرى من فوق منحدراً من المراق والسرة حتى تنزل الحصاة إلى قرب فم المثانة وتجتهد حتى تدفع الحصاة دفعاً يزول عن الدرز بقدر شعيرة .
وإياك أن تشق عن الدرز فإنه رديء .
والدرز بالحقيقة مقتل ويجب أن لا يقع في الدفع تقصير فإنه يقطع الشقّ حينئذ واسعاً لا يبرأ .
فإذا دفعت ورأيت الشق غير نافذ فبط إن لم يؤد عملك هذا القدر إلى ألم شديد والتواء من العنق وسقوط من القوة وبطلان من الحركة والكلام وانكسار من الجفن والعين .
فإن أدى إلى ذلك فحينئذ لا تبطه فإنك إن بططته مات في الحال ثم شق عنها شقا إلى الوراب يسيراً مع تقية من أن تنال العصب مجتهداً أن يقع الشق في عنق المثانة فإنه إن وقع في جرم المثانة لم يلتحم البتة .
واجتهد ما أمكنك أن تصغر الشق فان كانت الحصاة صغيرة فربما انقذفت بالعصر .
وأما الكبيرة فتحتاج إلى شق واسع وربما احتاجت إلى مجر تجر به وربما كانت الحصاة كبيرة جداً فلا يمكن أن تشق لها بحجمها فحينئذ يجب أن تقبض عليها بالكلبتين وتكسر قليلاً قليلاً ويؤخذ ما انكسر ولا يترك منه في المثانة شيء البتّة فإنه إن ترك عظم وحجم .


وقد يتفق كثيراً أن تظهر الحصاة إلى عنق المثانة وما يلي القضيب فحينئذ يجب أن لا تزال تمسح العانة وتغمز عليها ويكون معك معين حتى إذا نشبت الحصاة في موضع شق من تحتها وآخرجت وربما كان الصواب أن يشد وراءها إلى قدام بخيط حتى لا ترج .
وإن نفذت إلى قرب رأس القضيب لم يجب أن يعنف عليها بإخراجها منه فإن ذلك ربما أحدث جراحة ولا تندمل بل يجب أن يسويها ويشد ما وراءها ويشق من تحت رأس القضيب لتخرج .
فإذا فعلت بالحصاة جميع ما قيل من ذلك وآخرجتها فربما حدث من عصر البطن بالقوة ومن وجع الشق ورم وهو الأمر المخوف منه .
ومما يدفع ذلك أن تكون قد حقنت العليل وآخرجت ثفله ثم تسقيه بعد ذلك شيئاً يلين الطبيعة ولا تطعمه إلا شيئاً قليلاً وإلا فمليناً .
وإن احتجت إلى الفصد للاستظهار فعلت وإن أردت أن تستظهر أكثر أو ظهرت .
علامات الورم واشتد الوجع جداً فيجب أن تجلس العليل في آبزن من ماء أو طشت من ماء قد طبخ فيه الملينات مثل الملوخيا وبزَر الكتان والخطمي والنخالة وتكون قد مرخت بذلك الماء دهناً كثيراً ومخضتهما فيكون ذلك الماء فاتراً .
فإذا آخرجته من الآبزن مرخت نواحي العضو بالأدهان الملينة مثل دهن البابونج والشبث ووضعت على الجراحة سمناً مفتراً تصبه فيها ويجعل فوقه قطنة قد غمست في دهن ورد وقليل خل ثم تّستعمل الأدوية المدملة فإن عظم الورم أدمت إجلاسه في الآبزن المذكور في طبيخ الحلبة وبزر الكتان .
فإن اشتدّ الوجع أجلس في اليوم الثاني والثالث في الماء والدهن المفتر .
ومن لم يوجعه الشق والجراحة وجعاً يعتد به حل في اليوم الثالث .
ويجب أن يدام تسخين المثانة بدهن السذاب فإنها إذا سخنت كانت أصلح حالاً و أقل وجعاً وأقلّ بولاً .


والبول مؤذ جداً للمبطوطين ولذلك يجب أن لا يسقوا الماء كثيراً وكَلما بالوا يجب أن يكون الخادم يحفظ بيده موع الرباط ويغمزه لئلا يصيب البول موضع الشقّ ثم لا يخلو إما أن لا يسيل من الدم القدر الذي ينبغي فيكون هناك خوف من الورم من فساد العضو وخصوصاً إذا تغير لونه إلى فساد عن حمرة وإما أن يسيل ويقطر فيخاف نزف الدم .
والأول يجب أن يعالج كما ترى العلامة المذكورة بأن يشرط من ساعته ليسيل دم وأن يوضع عليه ضمّاد من خل وملح في خرقة كتان حتى يمنع من الفساد .
وأما الثاني وهو أن يخاف النزف فالصواب فيه أن يجلس في مياه القوابض المعروفة ويجعل على الموضع كندر وزاج مسحوقين وفوقه قطنة وفوق تلك القطنة آخرى عظيمة مبلولة بخل وماء .
وإن علمت أنّ عِرقاً عظيماً أو شرياناً انبثر دبرت في علاجه بالشد .
وإن عصى الدم ولم يرقأ ولم يكن بثراً فاجلسه في خل حاذق وربما احتجت أن تفصد ليجذب الدم وربما احتجت أن تجعل على العانة والإربيتين المخدرات .
ومما يعرض من الشق وسيلان الدم أن تسيل قطعة من الدم إلى المثانة فتجمد على فمها فيعسر البول وحينئذ لا بد من إدخال الإصبع في البط وتنحية الأذى عن فم المثانة وعنقها وإخراجها ومعالجة الموضع بالخل والماء حتى تتحلل العلق الجامدة وتخرج .
ومما يعرض منه انقطاع النسل .
وأما العلامات الرديئهّ التي إذا عرضت أيقن الطبيب بالهلاك فهي أن يشتد الوجع تحت السرة وتبرد الأطراف وتحتد الحضى ويعرض النافض وتسقط القوة ثم إذا ازدادت شدة وجع الموضع المبطوط وعرض الفواق وتحرك البطن حركة منكرة فقد قرب الموت .
وأما العلامات الجيدة فأن يثوب العقل وتصحّ الشهوة وأن يكون اللون والسحنة صحيحين جداً .
فصل في الورم الحار في المثانة والدبيلة فيها
قد يعرض وإان كان ليس في الكثير ورم حار في المثانة من المادة الدموية والصفراوية أو المركّبة وهي علة رديئة .


وكثيراً ما يعرض ذلك وخصوصاً في الصبيان لسبب الحصاة وإايلامها وشدخها للمثانة .
فصل في العلامات
يدل على أن في المثانة ورماً حاراً الحمى واحتباس البول أو عسره أو تقطيره واحتباسه إذا اضطجعوا وإنما يقدرون على إراقة شيء منه منتصبين رربما كان حبس الغليظ وانتفاخ العانة والخاصرة مع وجع ناخس وضربان .
وربما ظهرت الحمرة من خارج .
ويستدل عليه من استرواح العليل إلى الكماد .
ومن الأعراض التي تعرض معه وهي عطش شديد وقيء المرار الصرف وربو وبرد الأطراف فلا تكاد تسخن وهذيان وسواد اللسان والآستضرار بكل حريف و مدر .
وخصوصاً إذا كانت أخلاط البدن حارة فيدلّ عليه السن والآسباب السالفة والحاضرة مما تعلم .
وأردؤ ما يتصل معه حرارة الحمى الحادة ويشتد الاحتباس من البول و الغائط ويشتدّ الوجع لا يكون في البول نضج وهو قتال .
وأكثر ذلك إذا صار دبيلة وأما إذا ظهر في البول ثفل راسب أبيض أملس فهو أرجى .
و أما الدبيلة فيظهر معها من القشعريرات المختلفة والحميات المختلفة ما قلنا في دبيلات الكلية وكذلك يدل على نضجها اللين وسكون من الأعراض .
ونضج البول ورسوبه ويدل على انفجارها البول القائح .
فإن لم تظهر علامات النضج جر ولم ينفجر قتل في الآسبوع .
وأكثر خراجات المثانة نحو عنقها وقد تميل إلى نواح آخر وقد تتفتّح إلى باطن المثانة وقد تنفتح إلى جهة آخرى .
فصل في معالجات أورام المثانة
يجب في الأول أن يفصد الباسليق الأيسر فصداً بحسب القوة فإنه أول علاجاته وأفضلها ويستعجل إن كانت حرارة شديدة جداً إلى الضمّادات الرادعة مدة قصيرة ولا يفرط فيها ولا يطاول فإن ذلك ضار ومصلب للورم بسرعة .
بل إن ابتدأ بالمرخيات ولم يكن ذلك مانع من حسّ شديد فهو أولى لأن العضو عصبي .


ولذلك يشتدّ استرواح العليل إلى الكمادات بتكميدات باسفنجات وصوفات مغموسة في ماء طبخ فيه المليّنات المحللة ومثانات منفوخ فيها مملوءة ماء حاراً وأدهاناً ملينة ملطّفة ونحوها مما قد عرفت في باب علاج الكلية .
ومع ذلك فليتلطف بأن يزر ق إن احتمل من القاثاطير في الأول مثل لعاب بزر قطونا في لبن الأتان .
أو ماء الشعير في لبن الآتن فإنه أسلم .
وبعد ذلك لبن الأتن والشحوم وبعد ذلك الخيار شنبر في لبن النساء على الترتيب الذي تدري بحسب أوقات الورم .
وربما نفع الحقن بها على مراتبها .
ومنن الأضمدة الجيدة بعد أول الابتداء الخبز السميذ والسمسم المقشّر مع اللبن ودهن البنفسج ودهن البابونج ونحوه .
وأيضاً السلجم المسلوق جيد جداً .
وأيضاً الرطبة المسلوقة ضماد أو كماداً .
فإن جاوز الآسبوع وشارف المنتهى فدقيق الباقلا وبزر الكتان والبابونج بالمثلث .
وكما ينحطّ بفصد من الصافن ويبسط في استعمال المحللات من الأضمدة ومن المراهم المذكورة في باب الكلية وربما احتيج إلى ضماد من الزوفا والجندبادستر والشمع وخصوصاً بعد المخدرات واعلم أن إدامة جلوسهم في الآبزن نافعة جداً حتى إنه إذا جاءهم البول فمن الصواب أن يبولوا فيه .
وأجود مياه آبزاناتهم ما فيه إرخاء مما قد عرف مراراً .
وقد يقع فيها الدارشيشعان والسعد والقردمانا والسنبل والحماما والأذخر مع الحلبة وبزر الكتان فيسكن وجع الورم .
وهذه المياه المرخية التي عرفتها مراراً هي مثل طبيخ بزر الكتان والحلبة وأيضاً ماء طبخ فيه السلجم والحسك والكرنب .
وعلاج دبيلتها قريب من علاج دبيلة الكلية بل يحتاج أن تكون أدويتها أقوى .
وقد مدحوا الخشخاش الأبيض وزن درهم ونصف ويسقى في طبيخ السنبل والأذخر خصوصاً إذا عَسُرَ البول وأوجع .
وإذا اشتد الوجع وخيف الموت لم يكن بد من المخدرات أطلية وحمولات .
أما الأطلية فمثل طلاء متخذ من البنج واليبروح والخشخاش معجونة بزيت .


أو يؤخذ ربع درهم أفيون يداف فيه دهن البنفسج مع قليل زعفران ويشربه خرقة ويحملها في دبره فربما وجد له راحة ونام مكانه .
وربما استعمل منه شيء في القاثاطير إن احتمل .
وطلاء الأفيون من خارج قوي التخدير .
وأما الأشربة وسائر العلاج فعلاج السرسام والبرسام .
فصل في الورم الصلب في المثانة
قد يحدث عن مثل أسباب الورم الصلب في الكلية وأكثره بعقب الحار وبعقب ضربة أو سقطة وربما كان بعقب الشق . فصل في العلامات
يعسر معه البول والغائط جميعاً ويعرض معه أعراض صلابة الكلية من احتباس ثفل وخدر في الساقين واضطراب وضعف وتأد إلى الآستسقاء وإن كان دون تأدي صلابة الكلية وتميز بينهما بالموضع الذي فيه الثفل والذي عرضت له الآسباب أولاً .
فصل في المعالجات
هي بعينها معالجات صلابة الكلية من التمريخ بالأدهان الحارة والتكميد بها وسقي المياه المطبوخ فيها البزور المدرة مع العسل والخيار شنبر وإستعمال الأبزنات على تلك الصفة وعلى التدريجات المذكورة هناك .
ومما يخصه أن يستعمل تلك الأدهان والصموغ والمياه في
فصل في قروح المثانة
قد تكون عن أسباب القروح المعلومة وقد عددناها في باب قروح الكلية .
وأكثر ما تعرض قروح المثانة من سحج الحصاة أو سحج خلط مراري .
وقد تكون بعد ورم انفجر أو بثور تقرحت .
ومن دام له بول حاد أعقب الجراحة والقروح وهي أصعب كثيراً من قروح الكلية لأنها قروح عضو عصبي .
ومن انخرقت مثانته مات في الأكثر وإن شقّ بشق لم تلتحم إلا أن يقع في أجزاء من الجزء اللحمي .
فصل في العلامات
قد ذكرنا في باب قروح الكلية الفرق بين القرحتين وذكرنا أن قروح المثانة تعسر البول وتحبسه وأن وجعها في موضع العانة والخاصرة وأنه تخرج معها قشور بيض وإما غلاظ كبار إن كانت في المثانة أو دقاق صغار إن كانت في المجاري وغير ذلك مما يجب أن تتعرفه من هناك .
وعلامات ما فيه تأكل مثل ما قيل في باب الكلية .


والعلامة العامة لقروح الكلي و المثانة بول الدم والمدة قليلاً قليلاً ليس دفعة ثم يفترقان بما يفترقان به .
وعلامات لإنتفاخ والإنشقاق والتأكل ونحو ذلك واحدة فيهما جميعاً . فصل في المعالجات
يجب أن يجتنب الطعوم الحريفة والمالحة والحامضة والشديدة الحلاوة والمستحيلة إلى المرارة ويتناول الأغذية العذبة الكيموس الحسنة واللواتي تُغرّي .
والرياضة تضرهم بما تحدّر وتلهّب .
فإن لم يفعل ذلك فهي نافعة بما يقوي العضو فليجرب قليلاً قليلاً وينظر في القوانين المعطاة في باب قروح الكلية فلينقل أكثرها إلى هذا الموضع وكذلك ينظر فيما رسمناه من شرب الألبان فإنها على الشرط المذكور نافعة لقروح مجاري البول خصوصاَ ألبان الخيل .
واعلم أن الآستظهار في علاجها هو أن يستعمل أولاً تنقية بماء العسل أو السكّر المطبوخ بالمدرّات شرباً أو زرقاً ثم يتبع سائر الأدوية .
وإن كانت المدة التي تبال كثيرة وجب أن يزرق فيها ماء رُوِّقَ عن رماد شجرة التين أورماد البلوط أورماد الشيح حتى ينقّى تنقية تامة بالغة .
وأما الأدوية المشروبة له فمثل الافسنيوس بدهن الورد ومثل لبن آلاتان والماعز والرماك يشرب على الدوام أياماً بمقدار الهضم .
وأكثره إلى ثلاث أواق وقد علفت بالقوابض المبرّدة وأقراص الخشخاش وأقراص الكاكنج وزن مثقال بماء بارد .
ومن المراهم الجيدة التي يمرّخ بها أن يؤخذ من الميعة السائلة درهم ومن شحم الأوز ثلاثة إلى أربعة ومن الشمع الأبيض إستاران ويضمّد به .
ومرهم نافع وخصوصاً عند التأكّل يتخذ من التمر والزبيب والعفص والأقاقيا والشبّ والطراثيث وقد يجعل معه الزوفا والميعة .
وقد يستعمل قبل ذلك المرهم وفيما ليس فيه تأكّل الشمع وشحم البطّ ودهن الورد واستعمال المجفّفات شرباً وزرقاً .


وقد يستعمل من هذه بعينها حقن وتستعمل والعليل بارك وإذا لم تنفع المشروبات وخصوصاً فيما كان أقرب من المجرى وكان به تأكّل فعلاجه الزراقات بالملحمات مدوفة في لبن النساء ومن جملتها أقراص القراطيس وأقراص أندروبيلس مع شيء من المرداسنج والاسفيذاج والنشاستج والنورة المغسولة .
نسخة جيدة لها : يؤخذ من الطين المختوم ومن قيموليا ومن قرن الأيل المحرق جداً أجزاء سواء ومن الساذنج والشبّ من كل واحد ثلث جزء ومن الأفيون نصف سدس جزء ومرهم الآسفيذاج ثلاثة أجزاء ومن الأنزروت جزء ونصف ومن المرّ والكندر من كل واحد ثلثا جزء يجمع الجميع بشيء من دهن الورد والشمع ويستعمل في الزرق .
وربما زيد فيه زراوند جزء .
وأخفّ من ذلك العنزروت والنشا والإسفيذاج يرزق باللبن فإن قوّيته بالرصاص المحرقَ والكندس كان قوياً .
قرص مجرّب : يؤخذ هيوفا فسطيداس طين مختوم وبسذ كهرباء نشا بزر الخيار بزر الخطمي بزر البطيخ أو منفذ كبزر الكرفس أو دوقو أو فطراساليون وأ قراص الكاكنج .
واحد خمسة دراهم نشا أربعة دراهم ومن رب السوس ثمانية دراهم بزر البقلة الحمقاء ثلاثة دراهم ونصف لوز حلو مقشر بندق مشوي من كل واحد أربعة دراهم حب الصنوبر ثلاثة دراهم ونصف بزر كرفس دوقو بزر الجرجير حب المحلب مقشراً من كل واحد درهمان ونصف بزر الحماض ولوز مقشر من كل واحد ثلاثة دراهم كثيراء وصمغ اللوز وبزر البنج أفيون من كل واحد ثلاثة دراهم حمص أسود عشرة راهم زعفران خمسة يعجن بميبختج ويقرّص درهمين درهمين ويشرب بماء الفجل أو ماء الكرفس أو ماء الحمص الآسود وخصوصاً على نقاء القرحة .
ويجب أن يقل شرب الماء البارد .
وإذا اشتد الوجع أزرق فيه الشياف الأبيض الذي للعين في لبن النساء وأيضاً يقرب منه خشخاش وأفيون وشحم دجاج بحقنة أو حمول أو زرق .
فصل في جرب المثانة


يعلم جرب المثانة من حرقة البول ونتنه ووجع شديد مع حكة ورسوب نخالي وربما سال عن الورم رطوبات وربما سال الدم . فصل في العلاج
يجب أن يستعمل الجوالي المنقية ثم المجففة بغير لذع ويكون جميع ذلك بالجملة أقوى مما في سائر القروم .
وتُستعمل أدوية جرب الكلية مزروقة فيها ومشروبة ويشرب أيضاَ المغريات المبردة مثل لعاب بزر السفرجل وبزرقطونا بدهن اللوز وتنفعه الأغذية العذبة الكيموس اللزجة مثل الأكارع والأمراق الدسمة بدهن اللوز وماء الشعير والهريسة بلحم الطير والألبان مثل لبن آلاتان والماعز والنعاج والبقر وإدامة تنقية البدن .
فصل في جمود الدم في المثانة
يدل عليه عروض كرب ومقارنة غشي وبرد أطراف وصغر نفس ونبض مع التواتر وعرق بارد وغثيان .
وربما كان معه نافض مع سبوق بول دم أو ضربة أو سقطة على المثانة .
فصل في العلاج
علاجه علاج الحصاة وربما كفى الخطب فيه شرب السكنجبين .
وإن تقيأ به جاز وخصوصاً العنصلي وخصوصاً مع شيء من رماد حطب التين أو المطبوخ فيه المقطعات وأدوية الحصاة .
وربما زرق في مثانته أنفحة أرنب والأدوية الحصوية ويجلس في الأبزن المطبوخ فيه الحشائش الحصوية .
ومما مدح له شربة من حب البلسان وزن درهمين أو مثلها عود الفاوانيا أو حبها وخصوصاً مع ماء عودها أو مثله أظفار الطيب اْو مثقال قردمانا بماء حار أو مع خلّ خمر وزيت أنفاق .
والسكنجبين الحامض العنصلي أحب إلي من الخل فإن الخل الذي فيه يقطع والعسل يحلّل ويجلو .
وأيضاً أبهل وحلتيت وأشق وفوة الصبغ أجزاء سواء يتخذ منها بنادق .
والشربة أربع دوانيق بنادق بماء الأصول يزر ق في الزراقات أوغاريقون أوسساليوس أو مثقالان من الحلتيت أو من الزراوند الطويل .
ومن ذوات الخاصية كبد الحمار ومرارة السلحفاة وأنفحة الأرنب وخصوصاً في رماد حطب الكرم .
وحطب القيصوم في ذلك نافع .
ولبن التين المجفف إذا زرق منه شيء يسير أو استعمل منه نطول قدر درهم .


ومن مجففه أيضاً بشيء من المياه وكذلك نطول من وزن مثقالين أنفحة أرنب والمياه التي تشرب فيها هذه الأدوية مثل ماء الحمص الآسود وماء الحسك وماء رماد حطب التين وماء رماد حطب الكرم وحطب القيصوم وطبيخ القيصوم بالسذاب .
فصل في خلع المثانة واسترخائها
يعرف خلعها من زوالها عن موضعها ويعرف استرخاؤها من قبل خروج البول بغير إرادة .
والخلع قد يكون بسبب الرطوبة وبسبب الريح وبسبب ضربة على الظهر أو سقطة .
والآسترخاء يكون لأسباب الآسترخاء المعلومة وقد يتبع الآسترخاء والخلع تارة عسر بول وتارةً سلس بول بحسب ما يعرض للعضلة من التمدد والاتساع .
فصل في العلاج
أما الكائن عن ضربة أو سقطة فإن علاجه يعسر وقد يكون بالبرد والشد بالأدوية المسخنة المجففة التي سنذكرها .
وأما الكائن عن المزاج الفالجي فينفعه استفراغ المواد البلغمية الرقيقة والامتناع عما يولّدها وتدبير أصحاب الفالج في المأكول والمشروب والحركة وغير ذلك .
وينفعه القيء ولو بالخربق الأبيض مع تَوَق وحذر .
وإن كان البول يخرج بلا إرادة وجب أن يستعمل المقتضات أشد ولا يرخي إرخاء كثيراً ة بل يجمع بين التحليل وبين الشدّ .
وعلى قياس معالجات الفالج ويناول كل ما يغلظ المائية ويدسمها ويولد دماً محموداَ حاراً غليظاَ مثل الفالوذج .
وأما إن كان البول بحاله أو إلى عسر فالإقدام على المرخيات بقدر ما مع تحليل جيد وتقطيع بالغ إقدام واجب .
ومن المشروبات النافعة لجميع أصنافه من الصرعي والفالجي .
والترياق و المثروديطوس والسجزنيا و الأمروسيا وذبيدكركم وقوقي .
وأيضاً رّهرة الاقحوان والسعد والكندر معاً وأفراداً والمحلب .
وأيضاً سلاقة بزر السذاب الرطب وزهره مطبوخاً في الشراب وأيضاً الفنجنكشت وبزره والجاوشير والكمون .
وربما نفع وخصوصاً الذي معه عسر أن يشرب من قشور البطيخ اليابسة حفنة مع السكر .
ومما أجري هذا المجرى ونسب إلى الخواص خصي الأرنب اليابسة تشرب مع شراب ريحاني .


أو حنجرة الديك تحرق وتشرب على الريق في ماء فاتر .
وأما الأدوية المزرقة فمثل دهن السذاب ودهن القسط ودهن الغار ودهن الناردين والزئبق ودهن قثاء الحمار ودهن الصنوبر مخلوطاً بها مثل الجندبادستر والحلتيت والقنّة والجاوشير .
وهذه أيضاً تصلح أن تكون مروخات على العانة والمراق وخصوصاً دهن ثافسيا مخلوطاً بالأبازير الطيبة الرائحة .
فصل في الأضمدة
أما الأضمدة فمن الأدوية الحارة وفيها قبض ما كالسعد والدارصيني والسنبل والبسباسة مع البابونج والشيح والعسل .
وقد تعالج أيضاً بحقن مسخنة متخذة من القنطوريون والحنظل والخروع وغير ذلك مع الأدهان الحارة المذكورة .
والسباحة في ماء البحر والآستحمام في مياه الحمامات نافع جداً من ذلك . فصل في أوجاع المثانة
قد تكون من سوء مزاج مختلف ومن الحصاة ومن القروح والجرب ومن الأورام ومن الرياح .
وقد علم كل باب وعلاجه .
وكثيراً ما يكون من دلائل البحران المتوقع ببول .
وأوجاع المثانة تكثر عند هبوب الشمال وإذا كان في المثانة وجع فقد قيل أنه إذا ظهر بصاحب وجعها تحت إبطه الأيسر ورم كسفرجلة واعتراه ذلك في السابع مات في خمسة عشر يوماً خصوصاَ إن اعتراه
فصل في ضعف المثانة
قد يعرض للمثانة أنها تضعف من جهة المزاج .
وأكثره البرد ومن جهة ورم صلب أو استرخاء أو انخلاع .
وعلامات الجميع ظاهرة وعلاجاته معلومة .
وإذا ضعفت المثانة لم تحتمل بولاً كثيراً واشتاقت إلى إفراغها وربما ضعفت عضلتها عن الملعونة على الإفراغ بإطلاقها نفسها فكان من اجتماع الأمرين تقطير غير مضبوط .
فصل في الريح في المثانة
قد تكون محتبسة وقد تكون منتقلة .
والسبب أغذية نافخة أو كثرة رطوبة في المثانة مع ضعف حرارة .
فصل في العلامات
علامة الريح تمدد بلا نقل وخصوصاً إذا انتقل .
فصل في العلاج


أنفع علاجاتها بعد الحمية عن المنفّخات وعن سوء الهضم أن يشرب دهن الخروع على ماء الأصول وتطلى العانة بالأدهان العطرة المحللة والصموغ الحارة وتضمد بالسذاب والفوذنج والشبث مع شيء قوي من جندبيدستر أو الحلتيت أو السك بأن تزرق هذه الأدهان مع شيء من جندبيدستر في الاحليل أو تزرق فيه عصارة السذاب مع المسك أو دهن البان مع المسك أو الغالية في دهن الزئبق .
ونذكر ما قيل لك في باب الكلية من أن الكلية والمثانة إذا كانتا وجعتين أو معتلّتين فلا يقرب بنادق البزور فيزداد الوجع ولا المخدرات بل الماء الفاتر بقدر ما لا يجذب ولا يخدر شيئاً .
المقالة الثانية الأوقات التي تعرض البول
فصل في كيفية خروج البول الطبيعي
والمثانة تمغ البول بأن تنقبض عليه من جميع الجوانب كالعاصرة وتنفتح عضلتها التي على فمها وتعصر عضل المراق .
فصل في آفات البول
هي حرقة البول وعسر البول واحتباسه وسلسه ومن جملتها كثرته وتقطيره وديانيطس في جملة كثرته .
فصل في حرقة البول
حرقة البول سببها إما حدة البول وبورقيته بسبب مزاجي أو بسبب فقدان ما أعدَ لتعديله وهو الرطوبة المغدة في اللحوم الغددية التي هناك فإنها تجري على المجرى وتغريه وتخالط البول أيضاً فتعدّله .
فإذا فنيت فقد الموضع التغرية والبول التلزيج والتعديل فحدثت حرقة البول .
ومما يفنيها كثرة الجماع فإن هذه الرطوبة قد تخرج مع الجماع وبمحاورة المني خروجاً كثيراً وأيضاً العلل المذيبة للبدن .
وإما قروح تكون في مجاري البول القريبة من القضيب وجرب فتحرقَ .
وعلامة الأول حدة البول وأن لا يكون مدّة .
وعلامة الثاني بروز المدة والدم .
وكثيراً ما يؤدي الأو ل إلى الثاني على ما علمت فيما سلف فالأول كالمقدمة للثاني مثل إسهال الصفراء فإنه كالمقدمة لقروح الأمعاء .
فصل في علاج حرقة البول
إن كانت مع مدة ودم فعلاجها علاج قروح المثانة ونواحيها وقد فصل ذلك .


نسخة جيدة لذلك : تتخذ أقراص على هذه الصفة بزر البطيخ والخيار وحب القرع من كل واحد عشرون درهماً كندر وصمغ ودم أخوين من كل واحد عشرة دراهم أفيون ثلاثة دراهم بزر كرفس درهم يسقى بشراب الخشخاش .
والشربة درهمان بعد أن يجعل منها أقراص .
فإن لم تكن قروح ولا مدة فأفضل علاجها تعذيب البول باستفراغ الفضول بإسهال لطيف على ما علمت في أبواب أمراض المثانة وبالقيء والأغذية المبردة المرطبة من الأطعمة والبقول والفواكه واجتناب كل مالح وحريف وشديد الحلاوة واجتناب التعب والجماع .
ومما ينفع شرب اللعابات والزرق بها مثل لعاب بزر مرو ولعاب بزرقطونا وحب السفرجل وشيء من الخشخاش والبزور الباردة المدرة ويسقى ذلك كله في ماء بارد .
واستعمال كشك الشعير ومائه والنيمبرشت والقرعية والماشية إما بمثل دهن اللوز وإما بالفراريج والدجج المسمنة .
وإن كان السبب فيها جفافاً عارضاً للغدد فعلاجه ترطيب البدن وترك ما يجففها من الجماع وغيره .
ومن المزروقات المستعملة في ذلك لعاب بزرقطونا ولعاب بزر مرو ولعاب بزر السفرجل والصمغ والآسفيذاج وبياض البيض الطري ولبن النساء يزرق فيه .
وربما كفى إدامة زرق اللبن لبن آلاتن ولبن النساء عن جارية ولبن الماعز .
وربما جعل فيها شيء من اللعابات الباردة وشيء من الشياف الأبيض وربما كفى زرق بياض البيض وحده أو بشيء من المذكورات مع دهن ورد .
وربما جعل فيها مخدرات فإن اشتد الوجع - وخصوصاً حيث تبال المدة لم يكن بد من أن يجعل فيما يزرق شيء من المخدرات وعلى النسخ المذكورة في باب القروح .
نسخة جيدة : يؤخذ قشنور الخشخاش والنشا ورب السوس يتخذ منها زروق وإن احتيج إلى تقوية جعل فيه شيء من الأفيون ومن بزرالبنج .
فصل في قلة البول


يكون لقلة الشرب أوكثرة التخلخل أو كثرة الإسهال أو لضعف الكلية عن الجذب أو الكبد عن التمييز وإرسال المائية كما في سوء القنية والآستسقاء واعلم أن الحموضات تضرهم والجماع يزيد في علتهم .
فصل في عسر البول واحتباسه
عسر البول إما أن يكون لسبب في المثانة نفسها من ضعف ويتبع مزاجاً رديئأً وخصوصاً بارداً كما يعرض في كثرة هبوب الشمال أو ورماً وغير ذلك فلا يجوز عند اشتمالها على البول لنخرجه عصراً على ما هو الأمر الطبيعي .
وربما كان السبب فيه برداً أو حرا عن خارج أو ضربةً أو حبساً البول كثيراً .
وإما آن يكون لسبب في المجرى الذي هو عنق المثانة والإحليل وإما أن يكون لسبب في القوة أو لسبب في الآلة وهي العضلة أو لسبب العضو الباعث أو لسبب في البول .
والسبب في المجرى إما أولى أو بمشاركة .
والأولى إما سدة فيها نفسها أو سدة بالمشاركة .
والسدة فيها نفسها إما بسبب ورم حار أو صلب فيها أو شيء غليظ كرطوبة أو علقة أو مدة .
فكثيراً ما تكون المدة سبباً للسدة أو لحصاة أو ريح معارضه أو ثؤلول أو التحام من قرحة أو تقبض من برد أو تقبض من حر شديد كما .
يعرض في الحميات المحرقة وفي علل الذويان .
وقد يكون لسبب قرحة فيها وقد يكون بسبب تمدد يعرض لها شديد ساد كما يعرض من عسر البول واحتباسه لمن أفرط في حبس البول فارتكزت المثانة وانطبق المجرى .
والحبس يكون ليلاًالنوم ونهاراً للشغل .
والذي يكون للسدة فيه على المشاركة فمثل أن يكون في المعي والرحم وفي السرة ورم حار أو صلب أو يكون فيه ثفل يابس أو بلغم كثير ممدد أو ريح معارضة أو ممددة أو ورم في المقعدة مبتدأ أو بسبب زحير أو قطع بواسير أو ألم بواسير أو شقاق مؤلم .
ومثل أن يكون في ناحية أسفل الصلب ورم أو التواء .
ومثل أن يعرض للخصية ارتفاع إلى المراق فيزاحم المجرى ويجف إلى فوق ويضيقه ويعسر خروج البول فيوجع ويخرج قليلاً قليلاً .


وقد يكون السبب المعسرالبول أو الحابس له وجعاً بسبب قروح في المجرى بلا سدًة ولا ورم .
وكلما أراد أن يبول أوجع فلا يعصر البائل مثانته بعضل البطن هرباً من الألم وإذا أجهد نفسه بال بوله الطبيعي في الكمً والكيف وسكن الوجع .
وكذلك إذا قهر .
وربما كان صاحب هذا مع عسر بوله مبتلي بتقطيره كأنه إذا خرج قليلاً قليلاً خف واحتمل .
وأما السبب في القوة فإما في قوة حساسة أو محركة أو طبيعية .
فأما الكائن بسبب قوة حساسة فهو أن يكون قد دخل حق المثانة أو عضلها آفة فلا تقتضي من الدافعة الدفع القوي أو الدفع أصلاً أو دخل المبادي هذه الآفة مثل ما يعرض في قرانيطس وليثاغورس من النسيان وقلة الحس .
وأما الكائن بسبب قوة محركة فلا يكون للعضلة أن تطلق نفسها وتتحرك عن انقباضها إلى انبساطها مخلاة عن انقباضها وأن تكون عضل البطن غير مجيبة لقوتها إلى أن يعصر ما في المثانة بسبب ضعف القوة أو بسبب حال ما فيها من تمدد ونحوه .
والكائن بسبب قوة طبيعية فمثل أن تضعف الدافعة لسوء مزاج مختلف حار وهو في الأقل وبارد وهو في الأكثر أو مع مادة كما يكن الحار مع حدة البول والبارد مع رطوبات مرخيه أو ممددة .
وقد يكون سبب هذا الضعف معارضة الإختيار للطبيعة بالحبس فتضعف القوة الدافعة .
وأما السبب في العضلة فإما اَفة مزاجية أو ورم أو اَفة عصبية من تشنج أو استرخاء وبطلان قوة حركة لسقطة أو ضربة أو غير ذلك إما منها نفسها أو في مباديها من شعب العصب أو النخاع أوالدماغ .
وأما الكائن بسبب العضو الباعث فأن يكون في الكلية ورم حار أو صلب أو حصاة أو ضعف جاذبة من فوق أو ضعف دافعة إلى تحت أو يكون الكبد غْير مقتدر على تمييز المائية وإرسالها للأحوال الآستسقائية .
وهذا القسم بشعبه لك أن تجعله باباً مفرداً وتجعله من قبيل قلة البول .


وأما الكائن بسبب البول فأن يكون حاداً يؤلم وقد جرّب في كثير من الأوقات وقيل من كان به عسر بول فأصابه بعقبه زحير مات في السابع إلا أن تعرض حمى ويدر إدراراً كثيراً .
واعلم أنه ربما عرض بعد حرقة البول وزوالها جفاف في غدة يزلق عليها البول ويؤدي إلى تخثير بول واحتباسه .
فيجب أن تستعمل الترطيب لئلا يعرض ذلك .
فصل في العلامات
أما علامات ما سببه برد المزاج فبياض البول مغ غلظ أو رِقَّة وكثرة الحاجة إلى القيام قبل ذلك وكثرة الآستحمام وإحساس البرد والخلو عن سائر العلامات .
وأما علامة ما يكون سببه حرارة فحدة البول والالتهاب المحسوسان .
وإن كان السبب بقبض عن برد دل عليه نفع الإرخاء .
وان كان عن ذوبان وحميات محرقة دل عليه نفع الترطيب .
وأيضاً من علاماته أن القليل لا يخرج والكثير يكون أسهل خروجاً مما يرطب ببلته المجرى ويوسعه .
وأما علامة ما كان بسبب ورم في المثانة أو ما يجاورها من الأعضاء أو خراج فقد علمته مما سلف لك .
وتجد لكل واحد منه باباً مستقلاً بنفسه ثم من الفروق بين العسر الكائن عن الورم والكائن عن غيره أن الورمي يقع قليلاً قليلاً لا دفعة إلا أن يكون أمراً عظيماَ جداً .
وتعلم ما يكون عن سدد المثانة نفسها لمرض فيها أو ضاغط لها بارتكاز المثانة وانتفاخها وتمددها أو ضاغط يكون مع وجع .
والذي يكون بسبب العضو الباعث فلا يكون في المثانة ارتكاز أو انتفاخ وجميع أصناف السدة التي تعرض في المثانة من نفسها أو عن ضاغط يكون مع وجع وتعرف الورم الساد بما علمت .
ويتعرف الشيء السالح من غير ورم بالقاثاطير وما يخرجه من أو خلط أو بما يقف في وجهه فلا تدعه يسلك من ثؤلول أو حصاة أو التحام .
والحصاة تعلمها بعلاماتها أو بمس القاثاطير بشيء صلب جداً .
والخلط قد يعرف أيضاً بالبول السالف .


والدم نفسه قد يعرف بعلامات جمود الدم في المثانة من اصفرار اللون وصغر النفس والنبض وتواترهما والعرق البارد والحمى النافض والغثيان وهو رديء قلما يتخلص عنه .
والخلط الغليظ قد يتعرّف أيضاَ من الثفل المحسوس إن كان له مبلغ يعتد به وأن يخرج في البول خام .
وأما ما كان عن برد مقبض أو برد مستحصف فالآسباب المقارنة والمتقدمة هي الدلائل عليه .
وعلامات ما يكون من الريح تمدّد بلا ثقل وربما كان مع انتقال وربما كان محتبساً في المثانة .
وعلامة ما يكون عن ضعف الحس أن لا يحس بلذع البول .
وعلامة ما يكون عن ضعف الدافعة أن يكون الغمز يخرج بسهولة .
وعلامة استرخاء العضلة ضعف الدرور بغير حفر وأن يحس بأن شيئاً من الباطن لا يجيب إلى العصر ويكون الغمز يخرجه .
وعلامات تشنج العضلة أن يكون القليل الذي يخرج يخرج بحذر .
والكائن لضعف الكلية يدل عليه ما سلف من علامات ذلك وكذلك الكائن بسبب حصاتها وورمها .
وبالجملة فإنه إن كان الثقل والوجع من ناحية الكلى فالعلة هنالك .
فإن كان علامات الورم ففيها .
وان كان هناك ثقل شديد جداً فهنالك بول محتبس أو كان أقل من ذلك فهنالك رطوبة سادّة بورم أو غير ورم .
وإن لم يكن ثقل بل وجع متمدد فهو ريح في الكلية .
وإذا كان البطن ليّناً ولم تكن علامات سدد الكلية والمثانة وضعف المثانة وغير ذلك موجودة فالسبب ضعف جذب الكلية .
والكائن عن ضعف جذب الكلية أو دافعة الكبد تدل عليه الأحوال الآستسقائية .
والكائن بسبب وجع عارض من قرحة أو حدّة بول أن الصبر على الوجع يخرج البول ويسكّن الوجع .
وكذلك القهر عليه .
ويكون القرحي مع علامات القروح .
وعلامات الكائن عن جفاف البلة في الأعضاء الغددية تقدم أسبابها المذكورة وأن الترطيب يسلس البول .
فصل في العلاج لهما جميعاً


إن كان السبب مدة أو خلطاً فيجب أن يعالج بالمفتّحات والمدرّات القوية التي تعرفها إن لم يخف أن الأمر أعظم من أن ينفع فيه مدرّ إذا استعمل أنزل مادة آخرى إلى المثانة وزاد الوجع والتمدّد ولم يخرج شيء .
ولماء الفجل تأثير قوي في هذا الباب حتى يجب أن يكون الإدام هو .
وكذلك لماء الحمص الآسود .
وأماالمدرات فمثل فطراساليون و الأشق و الدوقو و المو والفوة و الحماما و القسط و السساليوس والوج والشبث وبزره .
كل ذلك في ماء الفجل المطبوخ أو ماء الحمص الآسود أو في ماء الحسك أو في عصارة الكرفس والرازيانج خصوصاً البري .
والسكنجبين العنصلي نافع جداً أو الترياق الفاروق والمثروديطوس شديد المنفعة .
ودواء الكركم والأمررسيا ودواء قباذ الملك .
وأما الأطفال فيسقون هذا في لبن الأمهات أو تسقى مرضعاتهم ذلك .
فصل في صفة مدر قوي
يؤخذ الأبهل والأسارون والحماما والنانخواه وفطراساليون وبزر كرفس وفو ة الصبغ واللوز المر والسنبل من كل واحد عشرون درهماً بزر البطيخ عشرة دراهم أجساد الذراريح المقطعة الرؤوس والأجنحة وزن درهم يحل الأشق بمثلث رقيق ويتخذ منه بنادق .
الشربة إلى ثلاثة دراهم .
وأيضاً دواء الأبهل والحلتيت المذكور في باب جمود الم في المثانة شرباً وزرقاً .
وقد تؤلف أدوية يقع فيها الجندبيدستر والفربيون والزنجبيل ودار فلفل ودهن البلسان .
وربما جعل فيه أفيون وبزر بنج لسبب الوجع وأنت تراها في القراباذين .
وجميع الأدوية الحصوية نافعة لهذا ولأكثر الأصناف كانت عن حر أو برد بعد أن لا يكون ورم أو قرحة .
وهي مثل رماد العقارب وحصاة الآسفنج ورماد الزجاج و مما له خاصية فيما يقال مثانة ابن عرس مجففة يشرب منها ثلاثة دراهم في شراب ريحاني .
وأيضاً السرطان النهري المحرق وزن درهمين بشراب وخصوصاً للصبيان .
وقد ذكرنا أدويه آخرى في علاج ما سببه برد المثانة يجب أن يقرأ في هذا الموضع أيضاً .


وأما الكائن بسبب جمود العلقة فيعالج بما ذكرنا في باب جمود العلقة في المثانة .
وقد تستعمل أضمدة من هذه الأدوية مع ماء الفجل وقد يطلى بالترياق والمصطكي والأمروسيا ودواء الكركم ودواء قباذ الملك وربما احتيج إلى نطولات قوية متخذة من مثل الحرمل والمشكطرا مشيع مع ذرق الحمام .
وأيضاً : من البورق و عاقرقرحا والخردل فإنه نافع وهو الضماد الذي نحن واصفوه مجرب جداً .
صفة ضماد جيد : يؤخذ حب الغار والشبث وحماما وإكليل الملك ودقيق الحمص الآسود وبابونج من كل واحد عشرة دراهم دوقو وبزر الفجل وبزر الكرفس البستاني والجبلي من كل واحد سبعة دراهم يتخذ منه ضماد بدهن البلسان أو بدهن السوسن يعجن بماء الكرنب الأرمني .
فصل في صفة مرهم جيد
يؤخذ السكبينج والمقل والجاوشير والوج أجزاء سواء ويتخدْ منها مرهم بشحم البط والشمع الأصفر ودهن السوسن .
ومن الزروقات زروق من القنة والميعة والجاوشير والقلقطار وربما جعل فيه حلتيت .
وإن كان السبب حصاة عولجت الحصاة حيث كانت .
و إن كان السبب ثؤلولاً أو لحماً نابتاً والتحاماً فالعلاج الآبزنات المرخية والأدهان المرخية المعلومة في باب المثانة واجتناب الحوامض والقوابض وربما نجعت وربما لم تنجع .
وإن كان السبب ورماً عولج الورم وأرخي ولين واستعمل التعريق في حمام مائي والملينات المضمد بها والمزروقة والمحتملة في المقعدة ويقل شرب الماء ويهجرالمدرات ويمنع الغذاء ولو يومين وعند لين الورم قد ينزل البول بالغمز والعصر بعد كثرة إرخاء وتليين .
وللكرنب والخطمي والبصل والكراث المسلوقات معونة في هذا الباب كثيرة إذا ضمد بها .
والفصد من أوجب ما تقدم من الباسليق ثم من الصافن فربما درّ معه البول .
وإن كان السبب برداً وقبضاً عولج بعلاج سوء المزاج البارد وإن كان حراً عولج بالأدهان المعتدلة والباردة التي فيها تليين وإرخاء مثل دهن البنفسج ودهن القرع مخلوطة بدهن الشبث والبابونج .


وإن كان هناك يبس أيضاً استعملت الآبزنات والأدهان المرخية والأغذية المرطبة وتدبير الناقهين والحمام .
وإن كان السبب فالجاً عولج بعلاجه .
وإن كان السبب تشنج العضلة عولج بعلاج التشنّج المذكور في بابه ولمن كان مزاجاً بارداً عولج بالأدهان الحارة والمعجونات الحارة التي علمتها .
ومما ينفع من ذلك ومن الفالج أن يؤخذ خرء الحمام البري نصف درهم فيشرب ببول الأطفال فيدر أو يؤخذ خرء الفار مثقال في ماء طبيخ الشبث وربما زرقاً مع الموميا أو وزن د رهم قانصة الرخمة المجففة مع مثله ملح هندي بماء حار .
وينفعه شرب دهن الناردين بالماء الحار أو دانقين حلتيت في لبن الاتن .
وهذه أيضاً تنفع لما كان من خلط غليظ .
وأما الكائن عن حر فيعالج بالبزورالباردة وبزر الخس بشراب ممزوج وبالرمان الحامض .
وإن كان عن سقطة أو ضربة قد آلمت وأورمت أو لم تورم بل أزالت شيئاً فالعلاج الفصد أولاً والمرخيات المعتدلة والأبزنات والاجتهاد في أن يبوّل .
فإن بال دماً كثيراً فاحبسه بأقراص الكهرباء صمغ الجوز .
وإن خفت أن تحدث علقة فعالجه بعلاج العلقة الجامدة .
فإن فعلت العلقة سدة فعالج سدة العلقة وقد ذكر ذلك .
وإن كان السبب ريحاً عولج بعلاج ريح المثانة .
والكائن بسبب الوجه المانع فيعالج باستعمال المخدر في الزرق ثم يروم البول وبعد ذلك يستعمل علاج القرحة أو علاج تعديل البول الحاد بالأغذية والبقول المذكورة وبأن يزرق مغريات تحو ل بين حدة البول وبين صفحة المجرى الحساسة .


والكائن لضعف الحس يعالج المبدأ إن كانت العلة منبعثة عن المبدأ أو نفس العضلة والمثانة بالأدوية الفادزهرية من الترياق والمثروديطوس والمروخات والزروقات الموافقة للروح مثل دهن الياسمين والسوسن والنرجس ودهن الزعفران و دهن البلسان خاصة ويستعملون أضمدة من ورق أشجار الفواكه والبقول المحببة إلى الروح النفساني مثل ورق التفاح والنعناع والسذاب ويخلطون بها أدوية منبهة جداً مثل بزر الحرمل وبزر السذاب الجبلي ثم يضمدون بها العانة .
فإن كان لضعف الدافعة روعي المزاج الغالب والمرض المضعِّف بما تعلم وعولج .
وأكثر ذلك من برد .
وعلاجه بما فيه تسخين وقبض وخصوصاً ما ذكرنا في ضعف الحس .
وإن كان السبب إطالة الحبس فعلاجه بالأبزنات المرخية الملينة المتخذة من بزر الكتان والحلبة والقرطم والرطبة وأضمدة متخذة من هذه ثم تستعمل الشديدة الإدرار والقاثاطير .
ولدهن البلسان وإخوته منفعة عظيمة ههنا .
وأما الكائن بسبب الكلية والكبد والأمعاء والظهر فيجب أن يقصد قصد تلك الأعضاء فإن نجع العلاج فيها نجع في هذه وإلأَ لم ينجع ومع ذلك فلا بد من استعمال المرخّيات من الأبزنات والأضمدة والزروقات ومن استعمال المدرات إلا أن يخاف .
من إنزالها مادة كثيرة .
واعلم أن اللبن أصلح شيء لهم إذا لم تكن حمى وكل وقت تصلح فيه بنادق البزور ولا يكون حمى فالرأي أن يسقى من اللبن .
فصل في ذكر أشياء مبولة نافعة في أكثر الوجوه
قال بعضهم : إن خرء الحمام مع الموميا إذا زرق به بول .
وأيضاً ما ذكر في بال علاج السدّة الغليظة وما ذكر في علاج ما كان عن برد .
وقال بعضهم مما جربناه فنجع أن يؤخذ حمول من ملح طبرزذ ويحتمل في المقعدة فيدرّ البول ويطاق .
وقالوا إن أدخل في الإحليل قملة أو أخذ القراد الذي يسقط من الآسرة وعسى أن يكون المعروف بالفسافس والأنجل وأدخل في الإحليل أدر البول .


وكذلك إن طُلي عليه ثوم أو بصل أدر أو يجعل في إحليل الذكر طاقة من الزعفران وإذا لم يكن ورم بل كانت سدة كيف كانت نفع زرق زيت شمست فيه العقارب البيض التي ليست برديئة جداً بزراقة من فضة وأعين بالنفخ .
فصل في القاثاطير واستعمالها في التبويل والزرق
إذا لم تنجع الأدوية لم يكن بد من حيلة آخرى ومن استعمال القاثاطير والمبنولة .
وإياك وأن تستعملها عند ورم في المثانة أو في ضاغط لها قريب فإن إدخالها يورم ويزيد في الوجع .
وأجود القاثاطيرات ما كان من ألين الأجساد وأقبلها للتثنية .
وقد يوجد كذلك جلود بعض حيوانات البحر وبعض جلود حيوان البر إذا دبغ دباغة ما ثم اتخذ منه آلة وألصقت بغراء الجبن .
وقد يتخذ من الآسرب والرصاص القلعي وهو جيد أيضاً فإن كان شديد اللين قُوًي بقليل شيء يطرح عليه من المسحقونيا أو المارقشيثا أو بأكثرة الإذابة والصب وطرح دم التيس عليه فإن قوة دم التيس ناجعة في هذه الأبواب .
ومع ذلك فإنه يشدّد الرصاصين وحينئذ يجب أن يكون رأسها صلباً مستديراً ويثقب فيها عدة ثقوب حتى إذا حبس في بعضها شيء من دم أو رمل أو خلط غليظ كان لما يزر ق من دواء أو يستدر من بول منفذ آخر ولم وقد يتخذ من الفضة ومن سائر الأجساد وقد يعد جميع ذلك نحو حقن شيء فيه وقد يعد نحو استخراج شيء به فالذي يعد نحو حقن شيء به فقد يشد على طرفه المفتوح الملطف شيء كجريب صغير أو مثانة مفروكة ملدنة ويصب فيها الدواء ثم يزرق على نحو زرق الحقن وقد يمكن أن يتخذ على نحو الحقنة المختارة التي ذكرناها في باب القولنج .
وإن أعدت نحو الآستبالة فتحتاج أن تجري مجرى الجذابات بسبب استحالة وقوع الخلاء وذلك بأن تملأ شيئاً ثم يجذب ذلك الشيء عنها بقوة فيجدب خلفه البول المستدر أو غيره أو يهندم فيها أو عليها شيء يحصر من الهواء قدراً ما فإذا جذب ولم يكن الهواء مدخل وجب ضرورة أن يجذب البول المستدر أو غيره .


والذي يملأ تلك الفرجة الباطنة إما صوف منظوم الخيوط مشدود وسط
الجملة بخيط حتى إذا دس عن طرفيه المخليين في التجويف دساً حصيفاً ثم جذب الخيط استخرج الصوف وتبعه ما يستتبع .
وأما الآخر فعمود نافذ فيه أو غلاف يشتمل عليه مع مقبض ينزع به .
وأما استعمال هذه الآلة فأجوده أن يجلس العليل على طرف عصعصه منزعج المقعدة مضبوطاً من خلف ويرفع ركبتيه قليلأ إلى فوق الأرنبتين مع تفحيج بينهما .
وقد تقدم بإحمامه بالأبزنات المرخية وتضميد بالأضمدة والمروخات المرخية ثم يدخل القاثاطير مبلغاً يكون في والأولى تكون مبولة كل إنسان بحسب طول قضيبه وقصره وسعته وضيقه وط تقدمت وطليت القاثاطير بالقيروطيات وخصوصاً إذا كانت من أدهان مناسبة للغرض فإذا استوى فيه قدر كقدره ينصب الذكر نصباً مستوياً كالقائم مع ميل إلى ناحية السرة ثم يرفق في دفع القاثاطير في مجرى المثانة قدر عقدة أو عقدتين .
وهنالك يفضي إلى خلاء المثانة ويسكن معه الوجع أو يقل أو يحس أنّ نفوفه قد أدى إلى تحريك الشيء .
وبالجملة فالنفوذ محسوس ثم يرد الذكر إلى ناحية الآسفل إلى حالته الأولى في نصبته أو أشذ تسفلاً .
فإذا فعلت ذلك فاجذب شيئاً إن أردته أو ادفع شيئاً بالحقن إن أردت دفعه .
وبالجملة يجب أن تجتهد حتى لا يسحج ويكون على مهل ورفق حتى لا يرجع .
فصل في تقطير البول


تقطير البول إما أن يكون بسبب في البول أو بسبب في آلات البول إما العضلة وإما جرم المثانة نفسها أو لسبب في المبادي . والسبب في البول إما حدته أو كثرته وكون الحدة سبباً لتقطيره إما لما ذكرناه في باب عسر البول من أن يكون استرساله مؤلماً لحدة فيه قوية واجتماعه وثقله غير محتمل فيكون له حال بين الاحتباس والآسترسال وهو التقطير وإما لأن كل قليل منه لشدة إيذائه لحدته يستدعي النفض فتدفعه الدافعة وإن لم يكن إرادة وتكون حدته إما للأغذية والأدوية والتعب والجماع وغير ذلك أو لمزاج الأعضاء المبدآنية مثل الكبد وعروقها والكلية مزاج ساذج أو مع مادة من مدة أو غير مدة أو البدن كله لكثرة فضل حاد فيه فتدفعه الطبيعة .
وإما كون الكثرة سبباً لتقطيره فلتنقيله وإزعاجه العضلة إلى انفتاح يسير وإن لم تستدع الإرادة إليه .
وأما السبب الخاص يالعضلة وبمباديها فمثل استرخاء مفرد أو مع خدر وبطلان حس كما يعرض أيضاً للمقعدة أو لورم أو لسوء مزاج مضعف مبتدأ منها أو صادر إليها عن مباديها .
وأكثره عن برد ولذلك من يصرد يكثر تقطير بوله وإذا حدث بها ضعف ضعف عن انقباضها عن المجرى ومع ذلك يضعف إطلاقها نفسها وخصوصاً إذا شاركها عضل البطن في الضعف .
وأما الكائن بسبب المثانة فإما ضعف فيها من سوء مزاج حار مفرد أو مادة حارة أو من سوء مزاج بارد وهو الأكثر ولذلك كما قلنا من يصرد يتقطّر بوله .
وذلك المزاج وهذا الضعف يولّد تقطير البول من وجهين : أحدهما لما تضعْف له الماسكة فلا تقدر على إمساك كل قليل يحصل حتى يجتمع الكثير فتخلى عنه ليسيل وإن لم تكن إرادة والثاني لما تضعف له الدافعة فلا تعصر البول إلا قليلاً قليلاً وهو من التقطير المخالط للعسر .
وقد يكون هذا الضعف في نفسها وقد يكون بالمشاركة لأعضاء من فوقها بسبب أورام ودبيلات وتقيحات في الكلى وما فوقها تشاركها المثانة وتتأذى بما يسيل إليها .


وقد يكون السبب قروحاً في المثانة وجرباً فلا يقدر على حبس البول للوجع وقد يكون التقطير لسدد مجرى المثانة من ورم فيها أو في الرحم والمعي والصلب أو حصاة أو سدة آخرى إذا لم تكن تامة السدّة وأمكن الطبيعة أن تحتال فيخرج البول قليلاً قليلاً .
وقد يكون بسبب وجع المثانة لقروح فيها على ما ذكرنا في باب العسر فمن تقطير البول ما يكون معه عسر ومنه ما ليس معه عسر ومن تقطير البول ما معه حرقة ووجع ومنه ما ليس معه ذلك ويشبه أن يكون أكثر تقطير البول لأسباب السلس أو لأسباب العسر أو لأسباب الحرقة .
فصل في العلامات
أما الأورام والسدد والآسباب المادية والأوجاع وغير ذلك من أكثر الأبواب والأقسام فقد عرفت علاماتها وعلمت علامة المزاج الحار من لون البول والتهاب الموضع وتقدّم الآسباب وعلامة المزاج البارد من لون البول ووجود البرد وتقدم الآسباب .
وعلامات المشاركات أيضاً معلومة ولا يجب أن نطول الكلام فيها .
فصل في العلاجات
قد علمت أيضاً علاج كل باب في نفسه مفرداً ملخصاً لكن أكثر ما تعرض هذه العلة بسبب البرد وبسبب الفالج .
وأكبر العلاج له العلاج المسخن المقبض وكل من يعجز عن الصبر على البول فانه ينتفع بالأدوية الباهية .
فمن المشروبات النافعة في ذلك الترياق والمثروديطوس وأيارج جالينوس والأنقرديا والاطريفل الكبير وجوارشن الكندر والاطريفل الأصغر مقوى بأنقرديا أو بسجزنيا ومخلوطاً معه بعض المقبضات القوية مثل حب الآس وجفت البلوط وما يشبه ذلك .
و أيضاً الحرف نافع واستعمال الثوم نافع فإنه يدرّ البول المنقطع ويعيده إلى الواجب .
ومن المجربات حب الحاشا بعاقرقرحا .
ومما جربناه أن يؤخذ من الهليلج الكابلي المقلو جزء ومن البهمن الأبيض نصف جزء ومن الفوتنج اليابس وحب الآس والسندروس والمر والكندر والسعد والبسباسه من كل واحد ثلث جزء ومن القرنفل نصف جزء ومن الراس المجفف وحب المحلب جزءان يعجن بعسل الأملج ويحفظ ويشرب .


صفة معجون قوي : يؤخذ هليلج أسود وكابلي وسك من كل واحد خمسة دراهم مر وجندبيدستر من كل واحد درهم ونصف كهرباء وسعد من كل واحد درهمان ونصف كندر وحب المحلب من كل واحد عشرة دراهم يعجن الكل بالعسل ويتناول منه على الدوام وزن مثقال .
آخرى : يؤخذ حب الآس والبلوط وقشار الكندر وكمون كرماني من كل واحد جزء .
الشربة ثلاثة دراهم بشراب عتيق .
آخرى : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وأملج مقلوان من كل واحد سبعة دراهم قشار الكندر خمسة دراهم حبّ الآس عشرة دراهم يُلت كلما جف بماء أطفىء فيه الحديد المحمى مراراً كثيراً ثم يعجن برب الآس .
صفة معجون آخر : يؤخذ حب الآس جزء اللاذن ربع جزء تمر هيرون جزءان يعجن به والشربة منه ستة مثاقيل .
أو ورق الآس وورق الحناء ومر وكندر وجلنار وبلوط أجزاء سواء يشرب مقدار الواجب في شراب .
صفة معجون مجرب نافع : ويصلح للبول في الفراش ونسخته : يؤخذ من كل واحد من الهليلج الكابلي والبليلج والأملج عشرة دراهم ومن البلوط المنقع في الخل يوماً وليلة المقلوّ بعده ومن السندروس والسعد والكندر الذكر والراسن اليابس والميعة اليابسة والبسذ من كل واحد خمسة دراهم مر ثلاثة دراهم ويعجن بعسل .
صفة دواء قوي : يؤخذ من الجندبيدستر ومن القسط المر ومن الحاشا ومن جفت البلوط ومن العاقرقرحا أجزاء سواء تعجن بماء الآس الرطب .
والشربة درهم عند النوم .
أو يشرب الكندر وزهر الحناء من كل واحد درهم .
ومن المعالجات الخفيفة أن يشرب من بزر القاقلة مثقال ودقيق البلوط نافع وخصوصاً إذا أنقع البلوط في خل العسل يوماً وليلة ثم قلي على طابق ويشرب منه والمبلغ عشرة دراهم .
وأيضاً التين المبلول بالزيت وأيضاً السعد والكندر أجزاء سواء يستف منهما على الريق وزن مثقال .
وأيضاً الشونيز وبزر السذاب أجزاء سواء والشربة إلى درهم .
والراسن نعم الدواء له ودهن الخروع أيضاً شرباً ومروخاَ وينفع منه تناول العسل على الريق على الدوام .


وللمشايخ دواء نافع يؤخذ من الجندبيدستر والأفيون وبزر البنج وبزر السذاب يشرب منه مثقال بأوقية طلاء .
وإذا احتمل المومياي المداف في الزنبق في الدبر وقطر في الإحليل صبر على البول وكذلك أكل التين بالزيت .
فصل في سلس البول
سلس البول هو أن يخرج بلا إرادة وقد يكون أكثره لفرط البرد ولاسترخاء العضلة وضعف يعرض لها وللمثانة كما يعرض في آخر الأمراض .
وقد يكون للاستكثار من المدرات ومنها الشراب الرقيق وخصوصاً عند اتساع المجاري في الكلية وقوة القوة الجاذبة .
وقد يكون لحرارة كثيرة جذابة إلى المثانة مرشحة عن البدن .
ومن أسبابه زوال الفقار فتحدث آفة في العضلة لا تقدر لها أن تنقبض وربما كان السلس لا بسبب في المثانة ولا العضلة والبول بل لضاغط مزاحم يضغط كل ساعة ويعصر فيخرج البول مثل ما يصيب الحوامل والذين في بطنهم ثفل كثير وأصحاب الأورام العظيمة في أعضاء فوق المثانة ولا تحتاج بعدما فصل لك إلى أن تعرف العلامات فالوقوف عليها سهل مما سلف .
فصل في العلاج
ما كان من الحرارة وهو في النادر تنفعه أدوية مبردة قابضة ومن ذلك سفوف بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ كزبرة يابسة وورد أحمر منزوع الأقماع من كل واحد خمسة دراهم طباشير عشرة دراهم بزر الخس وبزر الحمقاء من كل واحد خمسة عشر درهماً طين أرمني خمسة دراهم جلّنار درهم كافور نصف درهم صمغ وزن درهمين يعجن بماء الرمان الحامض .
آخرى : يؤخذ كهرباء وطين أرمني وهليلج أسود ولبّ البلوط وعدس مقشر من كل واحد وزن درهمين كزبرة مقلوة مخلّلة وزن درهم والشربة من سفوفه ثلاثة دراهم ويعالج بعلاج ديانيطس ويقطع العطش بماء يمسك في الفم من المصل والسماق ونوى التمر هندي وحدث الرمان .
وأماالبارد فالمعالجات المذكورة في باب التقطير .
آخرى : يؤخذ وج وسعد وراسن مجفف ولب البلوط من كل واحد وزن درهمين مر ثلاثة دراهم وهو سفوف .


والكموني نافع جداً خصوصاً إذا سحقت عقاقيره جداً والكموني أيضاً ينفع من ذلك طلاء .
وبالجملة هو نافع لما كان من برد شديد في أعضاء البول .
ومما ينفع سقي أربعة دراهم كندر فإنه يحبس السلس أو وزن درهمين محلب والأدهان الحارة مفتقاً فيها المسك والحلتيت والجندبيدستر والفربيون ونحوه .
صفة حقنة جيداً : يؤخذ رطل حسك وعشرون درهماً سعداً وعشرة دراهم محلباً يطبخ في أربعة أرطال ماء بالرفق بعد الانقاع يوماً وليلة فإذا بقي من الماء قدر رطل صفي وصب عليه نصفه دهن حل ويطبخ ويستعمل الدهن حقنة .
أو يؤخذ من الماء جزء ومن دهن الغار والبان والبندق والفستق وحبة الخضراء والمحلب أجزاء سواء كما يوجبه الحدس ويفتق فيها قوة من المسك ويحقن به ودهن البان قوي جداً .
فصل في البول في الفراش
سببه استرخاء العضلة وربما أعانه حدة البول .
والصبيان قد يعينهم على ذلك الآستغراق في النوم فإذا تحرك بولهم دفعته الطبيعة والإرادة الخفية الشبيهة بإرادة التنفس قبل انتباههم فإذا اشتدّوا واستولعوا خف النوم واستولع العضو المسترخي ولم يبولوا .
فصل في العلاج
علاجهم علاج من به استرخاء المثانة وتقطير البول وسلس البول وخصوصاً دواء الهليلجات بالراسن والميعة .
ومن المروخات دهن البان غاية ومع ذلك فيجب أن يناموا وقد خففوا الغذاء ليخف نومهم ولا يشربوا ماء كثيراً وأن يعرضوا أنفسهم على البول .
وربما كان الواحد منهم يتخيل له كما تتقاضاه القوة الدافعة والحساسة بالبول وهو نائم أنه يوافق موضعاً من المواضع فيبول فيه ويعتاد ذلك فإن كان ذلك الموضع .


موجوداً وكان يجري مجرى الخلاء والكنيف أو الستر الصحراوية جهد حتى غيرها وبناها مساجد ومساكن آخر وثبت ذلك في خياله فإذا انساق به الحلم إلى ذلك الموضع ثم تذكر في خياله أنه مغيّر عما كان عليه تخيلت القوة الإرادية منه بتلك السماحة الخفية الغير المشعور بها وعرض لها في النوم توقف مانع يقاضي القوة الدافعة فلم يلبث أن يتنبه .
ومما جرب لهم هذا الدواء ونسخته : يؤخذ بلوط وكندر ومر أجزاء سواء يطبخ بشراب قدر ثلاث أواق إلى أن يرجع إلى أوقية ويصفى ويشرب مع درهم من دهن الآس .
وقد زعموا أنه إذا جفف كلية الأرنب وأخذ منها جزء ومن بزر الكرفس والعاقر قرحا من كل واحد نصف جزء ومن بزر الشبث جزء والشربة منه درهمان ونصف في أوقية ماء بارد كان نافعاً من ذلك جداً .
وينفع منه دماغ الأرنب البري بشراب وينفع منه أقراص مخبوزة من عجين قد جعل فيه قوة من خرء الحمام بماء بارد فهو غاية .
أو مر بشراب على الريق وهو برؤه .
وينفع منه الحقن بأدوية حابسة البول و يزرقها في المثانة .
فصل في ديانيطس
ديانيطس هو أن يخرج الماء كما يشرب في زمان قصير ونسبة هذا المرض إلى المشروب وإلى أعضائه نسبة زلق المعدة والأمعاء إلى المطعومات .
وله أسماء باليونانيه غير ديانيطس فإنه قد يقال له أيضاً دياسقومس وقراميس ويسمى بالعربية الدوارة والدولاب وزلق الكلية وزلق المجاز والمعبر .
وصاحبه يعطش فيشرب ولا يروى بل يبول كما يشرب غير قادر على الحبس البتة .
وقال بعضهم أن هذا يعرض بغتة لأنه أمر طبيعي غير كائن بالإرادة وزلق الأمعاء قليلاً قليلاً لأن هناك حس وإرادة .
وهذا كلام غير محصل .
وسبب ديانيطس حال الكلية إما لضعف يعرض لها واتساع وانفتاح في فُوهات المجرى فلا ينضم ريثما تلبث المائيه في الكلية .
وقد يكون ذلك من البرد المستولي على البدن أو على الكبد وربما فعله شرب ماء بارد أو حصر شديد من برد قارس .


وإما لشدة الجاذبة لقوة حارة غير طبيعية مع مادة أو بغير مادة وهو الأكثر فتجذب الكلية من الكبد فوق ما تحتمله فتدفعه ثم تجذب من الكبد والكبد مما قبلها فلا يزال هناك انجذاب متصل المائية واندفاع .
وأنت تعلم أنه إذا اندفع سيال اندفاعاً قوياً استتبع لضرورة الجلاء فتلاحق فوج وفوج .
وهو مرض رديء ربما أدى إلى الذوبان وإلى الدِّق بسبب كثرة جذبه الرطوبات من البدن ومنعه إياه ما يجب أن يناله من فضل الرطوبة بشرب الماء وأنت تعلم وتعرف العلامات مما قرأت إلى هذا الوقت .
فصل في العلاجات
أكثر ما يعرض ديانيطس من الحرارة النارية فلذلك أكثر علاجه التبريد والترطيب بالبقول والفواكه والربوب الباردة مما لا يدر مثل الخس والخشخاش والسكون في الهواء البارد الرطب والجلوس في اَبزن بارد حتى يكاد يخضرّ ويخصر ليسكن عطشه وتبرد كليته وتشتد عضلته .
وينفع فيه شم الكافور والنيلوفر ونحوه من الرياحين الباردة .
ومما ينفع من هذا التنويم والشغل عن العطش وتدبير العطش وهو التدبير المقدم فيجب أن يشتغل به ولو بسقي فضل من الماء .
وأجود ذلك أن يسقى الماء البارد جداً ثم يقيأ ويكرر هذا عليه .
ويجب أن يصرفوا المائية عن الكلية بالقيء وبالتعريق القوي وتخدير ناحية القطن مما ينفع بإنامة القوة عن التقاضي للماء وعجزها عن جذبه أيضاً .
ومما يجب أن يجتنبوه إتعاب الظهر وتناول المدرات وتليين الطبيعة ينفعهم ولو بالحقن اللينة المعتدلة فإن أكثرهم يكونون يابسي الطبيعة وربما احتاجوا إلى الفصد في أوائل العلة .
ومن المشروبات النافعة الدوغ الحامض المبرّد .
وأجوده أخثره وخصوصاً من لبن النعاج وماء القرع المشوي وعصارة الخيار ببزرقطونا وماء الرمان الحامض وماء التوت وماء الإجاص وأمثال هذه وتكون أشربته من هذا القبيل يشربها دون الماء كشربه الماء ماقدر ورب النعناع ينفعهم جداً وماء الورد بل عصير الورد في وقته نافع لهم ومسكن لعطشهم .


والشربة قدر قوطوليين وأيضاً الماء المقطر من دوغ البقر أو دوغ النعاج الحامض ينفعهم ويسكن عطشهم .
ومما ينفعهم فيما يقال أن تنقع ثلاث بيضات في الخل يوماً وليلة ثم تحسى .
ومما جربناه لهم أن يتخذ الففاع لهم من دقيق الشعير وماء الدوغ الحامض المروق بعد تخثير الدوغ يكرر اتخاذ الفقاع منه مراراً وترويقه ثم استعماله من دقيق الشعير فقاعاً وكلما كرر هذا كان أبرد فيشرب مبرداَ ومن الأدوية أقراص الجلنار على هذا الوصف .
ونسخته : يؤخذ أقاقيا وزن درهمين ورد ثلاثة دراهم جلنار أربعة دراهم صمغ درهم كثيراء نصف درهم يشرب بلعاب بزر قطونا وماء بارد أو بماء القرع أو الخيار أو بماء وأيضاً نسخة مجربة : أقراص الطباشير بماء القرع أو الخيار أو بماء الرمان أو يؤخذ من الطباشير والطين المختوم والسرطان النهري المحرق المغسول من كل واحد جزء ومن اللك ثلث جزء ومن بزر الخشخاش وبزر الخس من كل واحد جزء ونصف يجمع بلعاب بزر قطونا ويقرص .
والشربة منه كما ترى .
فصل في الأضمدة
من الأضمدة ما يتخذ من الأدوية التي فيها تبريد ثم تشديد ونسخته : يؤخذ السويق وعساليج الكرم وإن وجد من زهر السفرجل والتفاح والزعرور شيء جمع إليها وكذلك الورد الرطب والريباس والحصرم وعصا الراعي وقشور الرمان يخلط الجميع خلط الضماد ويُستعمل .
نسخة الأطلية : ومن الأطلية ما يتخذ من أقاقيا أربعة دراهم كندُر درهمان عصارة لحية التيس واللاذن والرامك من كل واحد درهمان ومن العفص وزن درهم يدق ويُعجن بماء الآس الرطب ويُطلى به فإنه نافع .
نسخة الحقن : ومن الحقن القوية في هذا المرض الجيدة الحقنة بالدوغ وبالعصارات الباردة القابضة المذكورة في الأضمدة وقد يحقن باللبن الحليب ودهن القرع ودهن اللوز فإنه نافع جداً .
فصل في تغذيتهم


وأما أغذيتهم فما لا يسرع استحالتها للطافته إلى المرارية أو يكون للطافته وقلته بحيث يصير بخاراً ويتحلل ويجف الثفل ويكون جفافه بصرفه للمائية عن الأمعاء إلى الكلية بل إن كان لطيفاً تتحلل مائيته من غير أن يجتمع منها كثير بول ويكون مستصحباً للين الطبيعة فهو فاضل فإن أفضل شيء من خلال الأغذية التي يؤمرون بها أن يكون بحيث يتبعها لين من الطبيعة وكثيرمن العطش .
ومما يوافقهم حساء الخندروس وماء كشك الشعير والمصوصات والهلامات وقد خلط بها ما يدرّ أعقلها للطبيعة والآسفيذباجات الكثيرة الدسومة باللحوم الحولية والدجج المسمنة وأكارع البقر والسمك الطري المحمض وغير المحمض - إن أمن العطش ولبن النعاج المطبوخ بالماء حتى يذهب الماء وشيء من اللبن كل ذلك نافع لهم .
ويجب أن يحذروا من الفواكه التي فيها تبريد وقبض ما فيه إدرار كالسفرجل .
وأما الكائن من البرودة وهو مع ذلك لا يخلو عن العطش ولم يتفق لنا مشاهدته فقد دبر له بعض العلماء المتقدّمين فقال يجب أن يتلطف لتسكين عطشه ثم يسهله بحقنٍ لينةٍ مرات ثم يسهله بحب الصبر أحد عشرة حبة كل حبة كحصة ثم ترفهه ثلاثة أيام ثم يعاود التدبير ثم يقيئه على الطعام بالفجل وما يشبهه ثم يسخّن بدهنه بالمحاجم توضع عليه والكمادات والبخورات وخصوصاً أطرافه .
وربما احتجت أن تستعمل عليها الأدوية المحمرة ثم يراح أياماً ثم يراح بالركوب المعتدل والدلك المعتدل وخاصة في أطرافه ويأمره بالحمام الحار ويسقى الشراب الريحاني .
فصل في كثرة البول
كثرة البول على وجوه من ذلك ما كان على سبيل ديانيطس وليس هذا هو الذي يكو ن معه عطش فقط بل الذي يكون معه عطش لا يروى ويخرج الماء كما يشرب .
ومن ذلك ما لا يكون معه عطش يعتد به فإن هناك حرقة وحدّة فالسبب فيه حدة البول أو قروح كما علمت وإن لم يكن فهناك أسباب سلس البول البارد والبرد يدر كثيراً بما يعقل وبما يسخن الباطن .


ومن كثر برازه ورق قل بوله ومن يبس برازه كثر بوله .
وقد عرفت ما يتصل بهذا فيما سلف وقد مضى علاج جميع ذلك وسنذكر ههنا أيضاً معالجات لما كان من برد فنقول أن جميع الأدوية الباهية نافعة لمن به بول كثير من برد وتحسي ويناول الألبان المطبوخة .
ومما ينفعهم أيضاً طبيخ حب الآس والكمثري اليابس وتمر هيرون كل يوم أوقيتان على الريق .
والمر من أدويته الجيدة وكذلك المحلب وكذلك السعد وكذلك الكندر وكذلك الخولنجان وكذلك خبث الحديد والكزبرة فإنه نافع .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه نافع جداً .
ونسخته : يؤخذ من جندبيدستر وقسط ومر وحاشا وجفت البلوط والعاقر قرحا بالسوية يتخذ منه حب بماء الآس الرطب والشربة منه عند النوم درهم .
حقنة جيدة لذلك وتقوي الكلية : يؤخذ عصارة الحسك المطبوخة حتى تقوى ومخ الضأن وخصاه وشحم كلى الماعز جميع هذا بالسوية ويجمع ويؤخذ من اللبن الحليب ومن السمن ومن دك الألية ومن دهن الحبة الخضراء أجزاء سواء جملتها مثل ما أخذته أولاً ويوجف بعضه ببعض ويحقن به .
فصل في بول الدم
والمدة والبول الغسالي والشعري وما يشبه ذلك من الأبوال الغريبة
أما بول الدم الصرف فيكون إما دماً انبعث من فوق أعضاء البول أعني الكلى والمثانة ومثل الكبد والبدن كله لامتلاء صرف مفرط مفرق اتصال العروق على الأنحاء الثلاثة المعلومة أو ترك عادة أو قطع عضو وسائر ما علمت أو على نحو بحران أو تنقية فضول أو صدمة أو وثبة أو سقطة أو ضربة أزعجت الدم وكذلك كل ما يجري مجراها وهذه في الأقل وإما أن يكون في نواحي أعضاء البول لانقطاع عرق أو انفتاحه أو انصداعه بضربة أو سقطة أو ريح أو برد صادع بالتكثيف أو لتأكل .
وربما تولّد ذلك عن تمدد وكزاز قويين .
وقد يكون ضرب من بول الدم بسبب ذوبان اللحمية دماً رقيقاَ أو بسبب شدة رقة الدم في البدن فإن هذا إذا اتفق مع قوة من الكلية - جذب الدم الكثير .


أما الأول فله معينان في تسهيل السيلان من الدم لأنه يجري مجرى الفضل وأنه لاقوام له فيعصر .
والثاني له معين واحد فإذا جذبتها الكلية بقوة دفعها إلى المثانة .
وأما بول الدم الغسالي فيكون إما بسبب عف الهاضمة والمميزة في الكلية وإما لضعفهما في الكبد وإما بول الدم المشوب بأخلاط غليظة فيكون أكثره لضعف الكلى وكذلك بول شيء يشيه الشعر فإنه ربما كان سببه ضعف هضم الكلى وربما كان سببه ضعف هضم العروق وربما كان طويلاً جداَ نحو شبرين وربما كان إلى بياض وربما كان إلى حمرة .
وإنما يطول بسبب الكلية لكونه في تلافيف عروق أو غيرها .
ومن الأغذية الغليظة والألبان والحبوب مثل الباقلا ونحوها .
وليس في بوله من الخطر بحسب ما يروع القلب بخروجه و يذعره .
وأما بول القيح وبول الدم المخالط للقيح فقد يكون لانفجار دبيلات في الأعضاء العالية من الرئة والصدر والكبد كما علمت كلاً في موضعه أو لورم انفجر في أعضاء البول أو لقروح فيها ذات حكّة وغير ذات حكة .
وأما الأبوال الغليظة فتبال إما بسبب تنقية وبُحران ودفع يتبعه خف وقد تكون لكثرة أخلاط غليظة لضعف هضم .
وأما الأبوال الدسمة السلسلة الخروج قتدل على ذوبان الشحم ويجب أن نرجع في باقي التفصيل إلى كلامنا في البول .
قال أبقراط : إذا بال الدم بلا وجع وكان يسيراً في أوقات فليس به بأس وأما إذا دام فربما حدث حمى وبول قيح .
فصل في العلامات
ما كان من بول الدم الصرف للامتلاء وللأسباب المقرونة به فتدل عليه أسبابه وعلامات أسبابه مما علمت .
وما كان لانفتاح عرق ولانفجاره فيكون بلا وجع ويكون نقياً عبيطاً لكن دم الانفتاح يكون قليلاً قليلاً ودم الانفجار والانشقاق يكون كثيراً .
ولا يكون في المثانة انفتاح وانفجار يبال معه دم كثير كما يكون في الكلية فإن المثانة تأتيها المائية مصفاة .
وأما دم الغذاء فتأخذه في عروق صغار تأتي إليها لغذائها فقط فليس فيها دم غزير .


والكلية يأتيها دم كثير من المائية فتصفى عنها المائية وتأتيها عروق كبار تمتاز منها دماً إلى أعضاء آخر فيكون دمها أكثر من المحتاج إليه لها فيكون كثيراً .
وعروقها غير موثقة ولا جيدة الوضع مستوية وعروق المثانة - محفوظة غير معرضة للتصدع والتفجر بوضعها .
ودم القروح يكون مع وجع ما .
وإان كان تأكل كان قليلاً قليلاً وإلى السواد وربما كان معه مدة وقيح ويتحْلل ذلك خروج دم نقي كما علمت من علامات القروح وعلامات ما يخرج منها .
وأما الذوباني فيدل عليه الذوبان وأن يكون ما يبال من الدم الرقيق كالمحترق وكأنه نش من كباب .
وأما الذي لرقة الدم في البدن فيدل عليه إنما يخرج من الفصد يكون رقيقاً جداً ولا يصاب علامة آخرى وأما موضع المدة والدم فيعرف بالوجع إن كان وجع ويعرف بعلامات أمراض كانت وأنها في أي الأعضاء كانت كعلامات ورم ودبيلة أو قرحة أو امتلاء ويعرف من طريق ا ختلاط فإنه كلما كان أرفع كان أشدّ اختلاطاً بالبول وكلما كان أسفل كان أشدّ تبرأ منه والذي لا يكون لأسباب قريبة من الإحليل فيتقدّم البول والبعيد من الإحليل ربما تآخر عن البول أو خالطه اختلاطا شديداً .
وأما الغسالي الدال على ضعف كلية أو كبد فالكلي منه أشد بياضاً وإلى غلظ والكبدي أضرب إلى الحمرة وأرق وأشبه بالدم .
ويدل على الورمي من ذلك ومن بول المدة علامات الورم المعروفة بحسب كل عضو وملازمة الحمى وما كان قيحاً يخرج عن الورم المنفجر فهو كثير دفعه ولا يؤدي إلى سحج وتقريح وضرر .
وما كان من قروح فهو قليل وبتفاريق وربما أفسد ممره وقيحه وما كان من هذه الاندفاعات بحرانياً كان معه خفة وقوة وكان دفعة والذي يكون بسبب الامتلاء أو بسبب ترك رياضة أو قطع عضو فقد يكون له أدوار .
فصل في المعالجات
أما الكائن عن امتلاء وما ذكر معه فقد علمت علاجاته في الأصول الكلية وبعدها .


وأم الكائن عن القروح فقد تعلم أن علاجها علاج القروح والتأكل وقد بينا جميع ذلك في موضعه .
وعلاج ضعف الهضم في الكلية والكبد والذوبان ورقة الأخلاط كله كما علمت .
وتعلم أن البُحراني والذي على سبيل النقص لا يجب حبسه فإذا احتيج إلى فصد فالصافن أنفع من الباسليق وليلطف الغذاء بعد الفصد ولا يتعرض للقوابض مثل السماقية حتى تدل القارورة على النقاء فإن القوابض تجمد العلق وتضيّق المسالك فربما ارتدت المائية إلى خلف وفيه خطر وكذلك الحامضات .
وأما البول الشعري فيحتاج أن تستعمل فيه الملطفة المقطّعة من المدرات والأدوية الحصوية وأن يكون الغذاء مرطباً ترطيباً غريزياً والذي يجب أن نذكر علاجه الأن علاج بول الدم والعلاجات المشتركة بين ما كان بسبب الكلية والمثانة فهو التبريد والتقبيض بالأدوية التي ذكرنا أكثرها في باب نزف دم الحيض مع مدرات لينفذ الدواء وأن يتقدم بجذب الدم إلى الخلاف بالمحاجم والفصد الدقيق القليل من الباسليق ويناول أغذية تغلظ الدم وتبرده والسكون والراحة وشد الأعضاء الطرفية ويجب أن يهجر الجماع أصلاً ويجب أن يستعمل الأبزنات المطبوخ فيها القوابض من العدس المقشر ومن قشور الرمان والسفرجل والكمّثري والعفص وعصا الراعي ونحو ذلك .
ومن الأ وية القوية في حبسه : الحسك ونشارة خشب النبق وأصل القنطوريون الجليل وحب الفاونيا .
ومن الأطلية حيث كان أصل العوسج والخرنوب النبطي خرنوب الشوك والسماق وأصل الأجاص البري وقشور الرمان يتخذ منه طلاء بماء الريباس أو الحصرم أو عصارة الورد .
وحي العالم وحده طلاء جيد خصوصاً أصله مع كثيراء وشيء من العصارات القابضة .
ومن اللطوخات للظهر والعانة مروّخ بهذه الصفة ونسخته : يؤخذْ مرّ وزاج وعفص وقرطاس محرق وأقاقيا ومن المشروبات : قرص الجلنار بدم الأخوين .


ومن القوية ويحتاج إليه في البول الدموي الكائن من المثانة قرص بهذه الصفة وهو مجرب ونسخنه : يؤخذ الشب اليماني والجلنار ودم الأخوين من كل واحد درهم ومن الكثيراء درهمان صمغ نصف درهم يسقى في شراب عفص حلو أو في عصارة الحمقاء ومما دون ذلك .
وأسلم دواء بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ من الكثيراء أو من بزر الخشخاش والطين المختوم وعصارة لحية التيس وصمغ الإجاص الآسود والكهرباء أجزاء سواء والشربة إلى وزن درهمين أو إلى ثلاثة دراهم بحسب ما ترى .
وأيضاً أصل حي العالم والكهرباء من كل واحد جزء ساذج نصف جزء شب سدس جزء طين أرمني جزء ونصف الشربة إلى مثقال ونصف في بعض العصارات القابضة .
وربما جعل فيها مخدرات مثل هذه النسخة : يؤخذ زعفران حب الحرمل حب الخبازي البري أفيون من كل واحد درهمان لوز منقّى ثلاثة ونصف عدداً والشربة منه مثل جلوزة .
وأيضاً يؤخذ قشور أصل اليبروح المشوي والأنيسون المشوي وحبّ الكرفس المشوي من كل واحد ثلاثة دراهم خشخاش أسود إثنا عشر درهماً يعجن بطلاء الشربة منه وزن درهم .
وأيضاً : يؤخذ سفوف من قرن الأيل المحرق والكثيراء أجزاء سواء ويستف برب الآس فإنه نافع جداَ .
يؤخذ من بزر المغاث منقى ثلاثون حبة عدداً وبزر القثاء مثقال وحب الصنوبر إثنا عشر عدداً لوز مر مقشر تسعة عدداً بزر الخبازي ثلاثة دراهم الشربة منه درخمي على الريق .
وأما الذي يختصّ بالمثانة فأن تجعل الأدوية المشروبة أقوى والمدرات فيها أقوى أيضاً .
ومما ينتفع به أيضاَ أن يضمّد بإسفنجة مغموسة في الخل توضع في جميع جوانبها وفي الحالبين وغير ذلك وأن يستعمل الأدوية فيها مزرقة بعصارات مثل عصارة لسان الحمل وعصارة البطباط وعصارة بقلة الحمقاء .


ومن الأدوية : قرص الشبّ والكثيراء المذكور وقرص المخدراتّ المذكور وقرن الأيل والكهرباء والشاذنج والصمغ والعفص وعصارة لحية التيس وشيء من الشب والرصاص المحرق المغسول وقوة من المخدرات الأفيونية والبنجية .
ومن تدبر حبس سيلان دم المثانة وضع المحاجم على الخواصر والأوراك والعانة فإن ذلك يحبس الدم ثم يدبر بتدبير بتدبير العلق على ما قيل .
ومن الأغذية : خبز مثرود في الدوغ والرمانية والسماقية .
وإن كانت القوة ضعيفة قويت مرق القوابض باللحمم المدقوق وأطعمت الآسفيذباجات من القباج والطياهج والشفانين محمضة بماء الحصرم وحب الرمان واللبن المطبوخ ونحو ذلك .
وإن لم يكن بد من شراب لسقوط قوة أو شد شهوة فالعفص الغليظ الآسود .
وإذا برىء من يبو ل دماً أو مدة فليشرب الممزوج ليجلو ويدر ولا يحبس البول البتة فيعاود العلة .
الفن العشرون أحوال أعضاء التناسل من الذكران دون النسوان
يشتمل على مقالتين :
المقالة الأولى الكليات وفي الباه
فصل في تشربح الأنثببن وأوعية المني
قد خلق الأنثيان كما علمت عضوين رئيسين يتولد فيهما المني من الرطوبة المتحلبة إليهما في العروق كأنها فضل من الغذاء الرابع في البدن كله .
وهو أنضج الدم وألطفه فيتخضخض فيهما بالروح في المجاري التي تأتي البيضتين منٍ العروق النابضة والساكنة المتشعبة من عرق نابض وعرق ساكن هما الأصلان تشعب كثير التعاريج والالتفاف والشعب حتى يكون قطعك لعرق واحد منهما يشبه قطعك لعروق كثيرة لكثرة الفوهات التي تظهر ثم ينصب عنهما في أوعية المني التي نذكرها إلى الإحليل وينزرق في مجامع النساء وهو الجماع الطبيعي إلى الرحم ويتلقاه فم الرحم بالانفتاح والجذب البالغ إذا توافى الدفقان معاً .
والأنثيان مجوفتان وجوهر البيضة من عضو غددي أبيض اللحم أشبه ما يكون بلحم الثدي السمين ويشبه الدم المنصب فيه به في لونه فيبيض وخصوصاً بسبب ما يتخضخض فيه من هوائية الروح .


والمجرى الذي تأتي فيه العروق إلى الأنثيين هو في الصفاق الأعظم الذي هو على العانة .
وأما الغشاء الذي يغشي الشرايين والأوردة الواردة إلى الأنثيين فمنشؤه من الصفاق الأعظم كما علمت في موضعه وبذلك يتصل أيضاً بغشاء النخاع وينحدر على ما ينحدر من العروق والعلائق في بربخي الأربية إلى الأنثيين فيتولد البربخ منه نافذاً .
والغشاء المجلّل لما ينفذ فى البربخ تولده أيضاً منه .
وقد علمت في تشريح العروق أن البيضة اليسرى يأتيها عرق غير الذي يأتي اليمنى بالغذاء وأن الذي يأتي اليمنى يصب إليها دماً أنضج وأنقى من المائية .
والبيضة اليمنى في جمهورور الناس أقوى من اليسرى إلا من هو في حكم الأعسر .
وأوعية المني تبتدىء كبرابخ من كل بيضة بربخ كأنه منفصل عنها غير متكو ن منها وإن كان مماساً ملاقياً ويتسع كل واحد منهما بقرب البيضة اتساعاً له جوبة محسوسة ثم يأخذ إلى ضيق وإن كان قد يتسعان خصوصاً من النساء مرة آخرى عند منتهاهما .
وهذه الأوعية تصعد أولاً ثم تتصل برقبة المثانة أسفل من مجرى وأما القضيب فإنه عضو آلي يتكون من أعضاء مفردة رباطية وعصبية وعروقية ولحمية .
ومبدأ منبته جسم ينبت من عظم العانة رباطي كثير التجاويف واسعها وإن كانت تكون في أكثر الأحوال منطبقة وبامتلائها ريحاً يكون الانتثسار .
وتجري تحت هذا الجرم شرايين : كثيرة واسعة فوق ما يليق بقدر هذا العضو وتأتيه أعصاب من فقار العجز وإن كان ليس غائصاَ كثير غوص في جوهره وإنما عصب جوهره رباطي عديم الحس والأعصاب التي منها تتتشر عند جالينوس غير الأعصاب المرخية التي منها تسترخي .
وقد علمت العضل الخاصة بالقضيب في باب العضل .


وفي القضيب مجار ثلاثة مجرى البول ومجرى المني ومجرى الودي ولتعلم أن القضيب يأتيه قوة الانتشار وريحه من القلب ويأتيه الحس من الدماغ والنخاع ويأتيه الدم المعتدل والشهوة من الكبد والشهوة الطبيعية له وقد تكون بمشاركة الكلية وعندي أن أصلها من القلب .
فصل في سبب الإنتشار : الإنتشار يعرض لامتداد العصبة المجوفة وما يليها مستعرضة ومستطيلة لما ينصب إليها من ريح قوية بسوقها روح شهواني متين فينساق معه كثير وروح غليظة .
ولذلك يعرض انتشار عند النوم من سخونة الشرايين التي في أعضاء المني وانجذاب الريح والروح والدم إليها .
ومما يعين على هذا الإنتشار كل ما فيه رطوبة غريبة متهيئة لأن تستحيل ريحاً تهيأ غير سهل فلا يقوى الهضم الأول على إحالتها ريحاً وعلى إفناء ما أحالة ريحاً وتحليله سريعاً بل يلبث إلى الهضم الثالث فهنالك ينفخ .
واستعمال الجماع يقوي هذا العضو ويغلظه وتركه يذيبه ويذبله فإن العمل كما قال أبقراط مغلظ والعطلة مذيبة .
وسبب الشهوة وحركاتها إما وهمي وإما بسبب كثرة الريح في الدم الذي يتولد منه المني وتغتذي منه آلات القضيب فينتفخ وينتشر ويكون لذلك بما يحرك من الشهوة لاستعداد العضو لذلك ولأن التمدد يطلب لذعاً .
وأيضاً إذا حصل المني في أعضاء الجماع وكثر طلب الانفصال منها وحرك المواد فيها .
وقد يكون الانتشار بسبب اللذع من مادة ذاهبة في الغدد الموضوعة في جانبي فم المثانة أو مادة رقيقة لطيفة تأتيها من الكلية كما تكون لحركة المني نفسه إذا احتد وكثر ولذع ومدد .
فصل في سبب المني : المني هو فضلة الهضم الرابع الذي يكون عند توزع الغذاء في الأعضاء راشحة عن العروق وقد استوفت الهضم الثالث وهو من جملة الرطوبة الغريزية القريبة العهد بالانعقاد ومنها تغتذي الأعضاء الأصلية مثل العروق والشرايين ونحوها .


وربما وجد منها شيء كثير مبثوث في العروق قد سبق إليه الهضم الرابع وبقي أن تغتذي به العروق أو تصل إلى الأعضاء المجانسة فتغتذي به من غير احتياج إلى كثير تغيير ولذلك يؤدي المني منه إليه .
وعند جالينوس والأطباء أن للذكر والأنثى جميعاً زرعاً يقال عليه اسم المني فيهما لا باشتراك الآسم بل بالتواطؤ أو في كل واحد من الزرعين قوة التصوير والتصور معاً لكن زرع الذكر أقوى في القوة التي منها مبدأ التصوير بإذن الله تعالى وزرع الأنثى أكثر في القوة التي عنها مبدأ التصور وأن مني الذكر يندفق في قرن الرحم فيبلغه فم الرحم بجذب شديد وأن مني الأنثى يندفق من داخل رحمها من أوعية وعروق إلى موضع الحبل .
وأما العلماء الحكماء فإذا حصل مذهبهم كان محصوله أن مني الذكر فيه مبدأ التصرير وأن مني الأنثى فيه مبدأ التصور في الأمر الخاص به .
فأما القوة المصورة في مني الذكر فتنزع في التصوير إلى شبه ما انفصلت عنه إلا أن يكون عائق ومنازع والقوة المتصوّرة في مني الأنثى تنزع في قبول الصورة إلى أن تقبلها على شبه بما انفصلت عنه وأن اسم المني إذا قيل عليهما كان بإشتراك الإسم إلا أن يتحمّل معنى جامع ويسمى له الشيء منياً .
وأما في المعنى الذي يسمى به دفق الرجل منياً فليس دفق الأنثى منياً .
وبالحقيقة فإن مني الرجل حار نضيج ثخين ومني المرأة من جنس دم الطمث نضيج يسيراً واستحال قليلاً ولم يبعد عن الدموية بعد مني الرجل فلذلك يسميه الفيلسوف المتقدم طمثاً .
ويقولون أن مني الذكر إذا خالط فعل بقوته ولم يكن لجرميته كبير مدخل : في تقويم جرمية بدن المولود فإن ذلك من مني الأنثى ومن دم الطمث بل أكثر عنائه في جرمية روح المولود وإنما هو كالأنفحة الفاعلة في اللبن .
وأما مني الأنثى فهو الأس لجرمية بدن المولود وكل واحد منهما يغزره ما يولد دماً حاراً رطباً روحياً .
وأما معرفة صحة أحد المذهبين فهو إلى العالم الطبيعي ولا يضر الطبيب الجهل به .


وقد شرحنا الحال فيه في كتبنا الأصلية .
وأبقراط يقول ما معناه أن جمهور مادة المني هو من الدماغ وأنه ينزل في العرقين اللذين خلف الأذنين ولذلك يقطع فصدهما النسل ويورث العقر ويكون دمه لبنًا ووصلا بالنخاع لئلا يبعدا من الدماغ وما يشبهه مسافة طويلة فيتغير مزاج ذلك الدم ويستحيل بل يصبان إلى النخاع ثم إلى الكلية ثم الى العروق التي تأتي الأنثيين .
ولم يعرف جالينوس هل يورث قطع هذين العرقين العقر أم لا وأنا أرى أن المني ليس يجب أن يكون من الدماغ وحده وإن كانت خميرته من الدماغ وصحّ ما يقوله أبقراط من أمر العرقين بل يجب أن يكون له من كل عضو رئيس عين وأن تكون الأعضاء الآخرى ترشح أيضاً إلى هذه الأصول وبذلك يكون الشبه ولذلك يتولد من العضو الناقص عضو ناقص وأن ذلك لا يكون مالم تتسع العروق بالإدراك ولم تنهض الشهوة البالغة بالنضج التام والمني ربما تدفعه ريح تخالطه ولا بد فصل في دلائل أمزجة أعضاء المني الطبيعية : علامات المزاج الحار ظهور العروق في الذكر والصفن وغلظها وخشونتها وسرعة نبات الشعر على العانة وما يليها وخشونته وكثرته وكثافته وسرعة الإدراك .
ومن أحبّ معرفة مزاج منيه فليصلح التدبير ثم ليتأمل لون منيه .
وعلامات المزاج البارد هي خلاف تلك العلامات .
وعلامات المزاج الرطب رقة المني وكثرته وضعف الإنعاظ .
وعلامات المزاج اليابس خلاف ذلك وربما خرج المني فيه متخيطاً .
وعلامات المزاج الحار اليابس متانة جوهر المني وسبوق الشهوة بدفق عند أدنى مباشرة وتذكّر وأن يعلق كثيراً وتكون شهوته شديدة وسريعة وإنعاظه قوياً إلا أنه ينقطع عن الجماع أيضاً بسرعة فإن أفرط الحر واليبس كان قليل الماء قليل الإنزال مع كثرة الإنتشار .
وأما الشعر على العانة والفخذين وما يليها فيكون في الحار اليابس كثيراً كثيفاً .


وعلامات المزاج الحار الرطب يكون أكثر منياً من الحار اليابس لكنه أقل شعراً وأقل إعلاقاً وأشد قوة على كثرة الجماع وليس أكثر شهوة وانتشاراً ويكون متضرراً بترك الجماع المفرط ويكون كثير الاحتلام سريع الإنزال .
وعلامات المزاج البارد الرطب هي زعر نواحي العانة وبطء الشهوة والجماع ورقة المني وقلة الإعلاق وبطء الإنزال وقلته .
وعلامات المزاج البارد اليابس هي غلظ المني وقلته ومخالفة .
الحار الرطب في الوجوه كلها .
وعلامة الأمزجة الغير الطبيعية هي عروض العلامات التي للطبيعة بعد ما لم نكن ويدل على تفاصيلة الحس .
فصل في منافع الجماع : إن الجماع القصد الواقع في وقته يتبعه استفراغ الفضول وتجفيف الجسد وتهيئهْ الجسد للنموّ كأنه إذا أخذ من الغذاء الأخير شيء كالمغصوب تحركت الطبيعة للاستفاضة حركة قوية يتبعها تأئير قوي وأعانها ما في مثل ذلك منه الاستتباع .
وقد يتبعه دفع الفكر الغالب واكتساب البسالة وكظم الغضب المفرط والرزانة وله ينفع من المالنخوليا ومن كثير من الأمراض السوداوية بما ينشط وبما يدف دخان المني المجتمع عن ناحية القلب والدماغ .
وينفع من أوجاع الكلية الامتلائية ومن أمراض البلغم كلها خصوصاً فيمن حرارته الغريزية قوية لا يثلمها خروج المني ولذلك يفتّق شهوة الطعام وربما قطع مواد أورام تحدث في نواحي وكل من أصابه عند ترك الجماع واحتقان المني ظلمة البصر والدوار وثقل الرأس وأوجاع الحالبين والحقوين وأورامهما فإن المعتدل منه يشفيه .
وكثير ممن مزاجه يقتضي الجماع إذا تركه برد بدنه وساءت أحواله وسقطت شهوته للطعام حتى لا يقبله أيضاً ويقذفه .
وكل من في بدنه بخار دخاني كثير فإن الجماع يخفف عنه وينفعه ويزيل عنه ما يخافه من مضار احتقان البخار الدخاني .


وقد يعرض للرجال من ترك الجماع وارتكام المني وبرده واستحالته إلى السمّية أن يرسل المني إلى القلب والدماغ بخاراً رديئاً سمّياً كما يعرض للنساء من اختناق الرحم وأقل أحوال ضرر ذلكْ ر لى أن تفحش سمّيته ثقل البدن وبرودته وعسر الحركات .
فصل في مضار الجماع وأحواله ورداءة أشكاله : إن الجماع يستفرغ من جوهر الغذاء الأخير فيضعف إضعافاً لا يضعف مثله الاستفراغات الآخرى ويستفرغ من جوهر الروح شيئاً كثيراً للذّة .
ولذلك أكثرهم التذاذاً أوقعهم فيَ الضعف وأن الجماع ليسرع بمسكثره إلى تبريد بدنه وتيبسه واستفراغه وتحليل حرارته الغريزية وإنهاك قوته وتهييجه أولاً للحرارة الدخانية الغريبة حتى يكثر عليه الشعر ثم يعقبه التبريد التام وإضعاف حواسه من البصر والسمع ويحدث بساقيه فتورإً ووجعاً فلا يكاد يستقلّ بحمل بدنه وقد يشبه حاله بصرع خفي لذلك .
وربما غلبت عليه السوداء ثم الصفراء ويعرض له دوار عن ضعف وشبيه بدبيب النمل في أعضائه يأخذ من رأسه إلى آخر صلبه ويعرض له طنين .
وكثيراً ما تعرض لهم حميات حادة محرقة فيهلكون فيها وقد تحدث لهم الرعشة وضعف العصب والسهر وجحوظ العين كما يعرض عند النزع ويعرض لهم الصلع والأبردة ووجع الظهر والكلى والمثانة .
والظهر يحمى أولاً فتنجذب مادة الوجع إليه وأن تعتقل منهم الطبيعة .
وقد يورثهم القولنج ويبخرهم وينتن منهم الفم والعمور ويورثهم الغموم .
ومن كانت في بدنه أخلاط رديئة مرارية تحرك منهم بعد الجماع قشعريرة ومن كانت في بدنه أخلاط عفنة فاحت منه بعد الجماع رائحة منتنة ومن كان ضعيف الهضم أحب به الجماع قراقر .
ومن الناس من هو مبتلى بمزاج رديء فإن هجر الجماع كرب وثقل بدنه ورأسه وضجر وكثر احتلامه وإن هو تعاطاه ضعفت معدته ويبست .
وأولى الناس باجتناب الجماع من يصيبه بعده رعدة أو برد أو ضيق نفس خفي وخفقان وغور عين وذهاب شهوة الطعام .


ومن صدره عليل أو ضعيف أوهو ضعيف المعدة فإن ترك الجماع أوفق شيء لمن معدته ضعيفة وليجتنبه من النساء اللواتي يسقطن .
وللجماع أشكال رديئة مثل أن تعلو المرأة الرجل فذلك شكل رديء للجماع يخاف منه الأدرة والانتفاخ وقروح الإحليل والمثانة بعنف انزراق المني ويوشك أن يسيل شيء في الإحليل من جهة المرأة .
واعلم أن حبس المني والمدافعة له ضار جداً وربما أدى إلى تعبيب إحدى البيضتين .
ويجب أن لا يجامع والحاجة الثفلية أو البولية متحركة ولا مع رياضة أو حركة أو عقيب انفعال نفساني قوي .
وإتيان الغلمان قبيح عند الجمهور محرّم في الشريعة وهو من جهة أضر ومن جهة أقل ضرراً .
أما من جهة أن الطبيعة تحتاج فيه إلى حركة أكثر ليخرج المني .
فهو أضرّ .
وأما من جهة أن المني لا يندفق معه دفقاً كثيراً كما يكون في النساء فإنه أقل ضْرراً ويليه في حكمه المباشرة دون الفرج .
فصل في أوقات الجماع : يجب أن لا يجامع على الامتلاء فإنه يمنع الهضم ويوقع في الأمراض التي توجبها الحركة على الامتلاء إيقاعاً أسرع وأصعب .
وإن اتفق لأحد فينبغي أن يتحرك بعده قليلاً ليستقر الطعام في المعدة ولا يطفو ثم ينام ما أمكنه وأن لا يجامع على الخواء أيضاً فإن هذا أضر وأحمل على الطبيعة وأقتل الحار الغريزي وأجلب للذوبان والدق بل يجب أن يكون عند انحدار الطعام عن المعدة واستكمال الهضم الأول والثاني وتوسط الحال في الهضم الثالث .
وهذا يختلف في الناس ولا يلتفت إلى من يقول يجب أن يكون ذلك بعد كمال الهضم من كل وجه فإن ذلك الوقت وقت الخواء عندما يكون البدن يبتدىء في الامتياز وفي الأعضاء كلها بقية من الغذاء في طريق الهضم .
فمن الناس من يكون وقت مثل هذه الحال له في أوائل الليل فيكون ذلك أوفق أوقات جماعه من القبيل المذكور ومن جهة أخرى وهي أن النوم الطويل يعقبه وتثوب معه القوة ويتقرر الماء في الرحم لنوم المرأة .


ويجب أن لا يجامع إلا على شبق صحيح لم يهيجه نظر أو تأمل أو حكّة أو حرقة بل إنما هاجه كثرة مني وامتلاء فإن جميع ذلك يعين على صحة القوة .
ويجب أن يجتنب الجماع بعد التخم وبعد الإستفراغات القوية من القيء والإسهال والهيضة والذرب الكائن دفعة والحركات البدنية والنفسانية وعند حركة البول والغائط والفصد وأما الذرب القديم فربما جفّفه بتجفيفه وجذبه للمادة إلى غير جهة الأمعاء ويجب أن يجتنب في الزمان والبلد الحارين ويجتنبه الرجل وقد سخن بدنه أو برد على أنه بعد السخونة أسلم منه بعد البرودة وكذلك هو بعد الرطوبة خير منه بعد اِلييوسة .
وأجود أوقاته للمعتدلين الوقت الذي قد جرب أنه إذا استعمله فيه بعد مدة هجر الجماع فيها يجد خفاً وصحة نفس وذكاء حواس .
في المني المولد وغير المولد : إن مني السكران والشيخ والصبي والكثير الجماع لا يولّد ومني مؤوف الأغضاء قلما يولد سليماً .
قال وإذا طال القضيب جداً طالت مسافة حركة المني فوافى الرحم وقد انكسرت حرارته الغريزية فلم يولد فى أكثر الأمر .
في علامة من جامع : يكون بوله ذا خطوط وشعب مختلطة بعضها ببعض .
فصل في نقصان الباه : إما أن يكون السبب في القضيب نفسه أو في أعضاء المني أو في الأعضاء الرئيسة وما يليها أو في العضو المتوسط بين الرئيسة وأعضاء الجماع أو بسبب أعضاء مجاورة مخصوصة أو بسبب قلة النفخ في أسافل البدن أو قلته في البدن كله .
فأما الكائن بسبب القضيب نفسه فسوء مزاج فيه واسترخاء مفرط .
وأما الكائن بسبب الآنثيين وأعية المني فإما سوء مزاج مفرد مفرط أو مع يبس وهو أردأ أو يكون المستولي اليبس وحده وقد يكون لقلة حركة المني وفقدانه للذع المهيج حتى إن قوماً ربما كان فيهم مني كثير وإذا جامعوا لم ينزلوه لجموده ويحتلمون مع ذلك الامتلاء ليلاً لأن أوعيه المني تسخن فيهم ليلاً فيسخن المني ويرق .


وأما الكائن بسبب الأعضاء الرئيسة فإما من جهة القلب فتنقطع مادة الروح والريح الناشرة وإما من جهة الكبد فتنقطع مادة المني وإما من جهة الدماغ فتنقطع مادة القوة الحساسة أو من جهة الكلية وبردها وهزالها وأمراضها المعلومة أو من جهة المعدة لسوء الهضم .
وكل ذلك إما بسبب ضعف المبدأ وإما بسبب انسداد المجاري بينه وبين أعضاء الجماع .
وكثيراً ما يكون الضعف الكائن بسبب الدماغ تابعاً لسقطة أو ضربة .
وأما السبب الذي بحسب الآسافل فإما أن تكون باردة وإما حارة جداً أو يابسة المزاج فيعدم فيها النفخ .
والنفخ نعم المعين حتى إن من يكثر النفخ في بطنه من غير إفراط مؤلم فإنه ينعظ وأصحاب السوداء كثيرو الإنعاط لكثرة نفخهم .
وأما السبب في المجاورات فمثل ما يعرض لمن قطعت منه بواسير أو أصاب مقعدته ألم فأضر ذلك بالعصب المشترك بين المقعدة وعضلها وبين القضيب .
ومما يوهن الجماع ويعوقه أمور وهميه مثل بغض المجامع أو احتشامه أو سبوق استشعار إلى القلب عن الجماع وعجزه وخصوصاً إذا اتفق ذلك وقتاً ما اتفاقاً فكلما وقعت المعاودة تمثل ذلك في الوهم .
وقد يكون السبب في ذلك ترك الجماع ونسيان النفس له وانقباض الأعضاء عنه وقلة احتفال من الطبيعة بتوليد المني كما لا يحتفل بتوليد اللبن في الفاطمة .
واعلم أن الإنعاظ سببه ريح تنبعث عن مني أو غير مني والبرد والحر جميعاً مضادان للريح فإن البرد يمنع تولدها والحر يحلل مادتها وليس تولدها كالرطوبة المعتدلة والحرارة التي تكون بقدرها .
ومما يعين في ذلك ركوب الخيل على القصد ولمن اعتاده ولمن كليته وما يليها رطبة أو مع ذلك باردة .
وأما من كان يابس مزاج الكلية حاره ولم يستعمله أيضاً باعتدال فهو له ضار ويورث العقم .


فصل في العلامات : أما الكائن لاسترخاء القضيب أو برد مزاج عصب فيعرف من أن لا يكون انتشار ولا يتقلص في الماء البارد وربما كان مني كزير سهل الخروج وربما كان إنزال بلا انتشار وربما كان معه نحافة البدن وضعفه ولا يكون في الشهوة نقصان .
وأما الكائن بسبب الخصية وأعضاء المني فإن كان لبردها دل عليه عسر خروج المني لا عن قلة وبرد اللمس .
وإن كان ليبسها وقلة المني فإن المني يكون قليلاً عسر الخروج ويكن أكثره مع نحافة البدن وقلة اللحم والدم ويكون الترطيب مما ينفعه أعني من الاستحمامات والأغذية .
وأما الكائن بسبب الأعضاء المتقدمة على أعضاء الجماع فإن كان من الكبد والكلية قلت الشهوة بل لم يكن الهضم والشهوة وتولد الدم على ما ينبغي وإن كان من القلب قل الإنتشار وربما كان إنزال بلا انتشار وكان النبض ضعيفاً ليناً وحرارة البدن ناقصة وإن كان من الدماغ قل حس حركة المني ولم تكن الدغدغة المتقاضية للجماع مما يهيج .
وتدل عليه أحوال الحواس والعين خاصة وخصوصاً إذا كان بعد ضربة أو سقطة تصيب الدماغ ولكل واحد من الكبد والقلب و الدماغ في ضعفه علامة قد سلفت .
وللكلية في أمراضها علامات فلتعرف من هناك .
" ت وأما الكائن لقلة النفخ في الأصافل فأن يرى قوي الأعضاء سليمها ويرى الضعف في الانتشار فقط مع قوة القلب والكلية والشهوة والماء .
هافا استعمل المنفخات انمكع بقأ - وأما الكائن بسبب قلة حركة المني وقتة الحخدغة فعلامته أن يخرج عند الجماع مني كتير جامد .
وأكثر ذلك يتبع المزاج البارد وقد يتفق أن يكون المني كثيراً ولكن سحناً جداً على ما قلناه .
والسمان أعجز عن الباه من المهازيل ومن أرالح أكثرة الجماع حق عليه ح - يققل التعريق والآستحمام المعزق ويترك الفضد ما أمكن وشتعمل تمريخ القمميز بالأعمان الحارة فإن ذلك يقو ي الكلية وأوعية المني .


فصل في المعالجات : إذا عرفت أن السبب في الأعضاء الرئيسة فالواجب أن تقصدها في العلاج فإن كان السبب بردها وهو الأكثر فلا شيء كالمثروديطوس فإنه أقوى دواء لذلك بل وفي كل عجز عن الباه سببه البرد في أي عضو كان ولضعف الكبد مثل دبيدكركم وأمروسيا وسجرنيا .
وإن كان سوء هضم في المعدة قويت المعدة .
وإن كان السبب في الكلية عولجت الكلية أولاً بالعلاج الذي لها وأكثره بالإسخان فإن إسخان الظهر والكلية نافع في الإنعاط .
فإذا فعل ذلك عولج بباقي العلاج والأراييج الطيبة والسعوطات المرطبة نافعة للدماغ والقلب .
وللقلب أيضأ دواء المسك والترياق والمثروديطوس .
وإن كان السبب قلة النفخ في الأسافل فإن كان سببه شدة البرد بها استعمل الدلك اللطيف والمروخات التي سنذكرها واستعمل الدارصيني الكبير واستعمل الحبوب في الأغذية مثل الباقلا واللوبيا والحمص والبصل بالملح الواقع فيه شيء من الحلتيت .
وإن كان سبب قلة النفخ حرا .
استعمل التبريد والتعديل بالأبزنات والمروخات والأطلية والأغذية .
وليتناول ما فيه برد ونفخ مثل الكمثري والتوث الشامي والباقلا والماست واللبن .
وإن كان السبب ضعف البدن فقو البدن بالأغذية المقوية مثل الأسفيذباجات والمطجنات والأشربة والكبابات والهرائس والبيض النمبرشت والسلجم واللبن والسمن والخبز السميذ واللبوب مثل لب اللوز والجوز والنارجيل والفستق والحبة الخضراء وما أشبه ذلك متبلة مبزّرة ومخلوطة بالبصل والنعناع والكراث والحلبة والحندقوقي والجرجير .
وكذلك يقوي البدن بالاستحمامات الواجبة والمروخات المقوّية مثل دهن السوسن ودهن البان احتيج إلى فضل تسخين جعل فيه المسك والجندبيدستر وغير ذلك .


فإن كان السبب برد أعضاء المني عولج بالأدوية المسخنة التي نذكرها وبالمسوحات المسخنة وإن كان مع ذلك يبس أعينت بالمرطبات الحارة مما يؤكل وإن كان السبب حر أعضاء المني بإفراط نفع كل مبرد مرطب باعتدال مثل ماست البقر أو لبن طبخت فيه البقلة الحمقاء .
وإن كان فيه يبس فبترطيب معتدل بالحمامات وصفرة البيض واللبن الحليب مطبوخاً وقد جعل فيه خمساه ترنجبيناً والأغذية الاسفيذباجية والترطيب بالأدهان الباردة حتى دهن الخس والقرع .
وإن كان السبب اليبس رطب البدن بالأغذية والأمان والألبان والحمامات والشراب الرقيق والأحساء اللينة من الحبوب وبالفرح والدعة .
وإن كان السبب برد أعصاب القضيب واسترخاءها عولج بالعلاج الذي للاسترخاء والبرد مثل ما قيل في باب المثانة ويجب أن يجتنب الجماع بعد الاستفراغات والتعب وبطّ الخراج والحركات النفسانية فإن ذلك يضعف .
وكذلك الجماع الكثير المتواتر فإن عرض له ذلك أمسك ملياً فإن كثرة الجماع قد يقطع الباه .
وأن يجتنب التخم فإن عرضت له خفف الغذاء وأجاد الهضم وقوى المعدة ويجب أن يقلّل شرب الماء فإن كثرة شربه أضر شيء ويجتنب كل محلل للرياح مجفف بحره كالسذاب والمرزنجوِش والحرمل والفوفل والمرماحوز والكمون وبزر الفنجنكشت وكل مجفف مع تبريد مثل العدس والخرنوب والجاورس والحوامض والقوابض لتجفيفها وكل مبرّد شديد التبريد مثل المخدرات ومثل الكافور وبزر قطونا والنيلوفر والورد .
على أن بزر الخشخاش وإن كان فيه قليل تخدير فإن دسومته وتهييجه للريح يتلافى ذلك ويزيد عليه ويجب أن يجتنب جماع الحائض وجماع العجوز والمريضة وجماع التي لم تبلغ مبلغ النساء وجماع التي لم تجامع منذ حين وجماع البكر فإن جميع ذلك يضعف قوى أعضاء المني والجماع بخاصية .


ويجب ان يتلى عليه أخبار المجامعين والكتب المصنّفة في أحوال الجماع وأشكاله ويفكر فيها مع ترك الجماع أصلاً إلى أن يقوى ويقرب من هؤلاء العاجزون عن الجماع للترك وضبط النفس .
وهؤلاء يجب أن يمزجوا إليه ويستعملوا المروخات والدلوكات التي تذكر وليذكر بين أيديهم من أسباب الجماع وأحاديثه وما يتصل به ولينظروا إلى تسافد الحيوانات فهذا .
وأما التدبير المخصوص باسم الباه فأكثره متوجه نحو التسخين والترطيب والتفتيح وتسخين الظهر والكلية بما يفعل ذلك من الكمّادات والمروخات مثل دهن البان ودهن حب القطن مسخّنة .
وأما المناولات المخصوصة باسم أنها باهتة فهي الأدوية النافعة من برد والعصب مسحاً وشرباً والأدوية التي فيها نفخ في الهضم الثاني والثالث وتسخين ونفخها لرطوبة غريبة بها تنفخ والأدوية التي تفعل بالخاصية والأغذية التي يتولد منها دم حمار رطب غزير وفيها مع ذلك نفخ ولزوجة ومتانة مثل الحمص واللوبيا وأغذية نذكرها .
وأحسن استعمالها أن يكون عقيب حمام رطب وتمريخ بدهن الزنبق والسوسن والنرجس أو نحوها ويتحسى البيض النمبرشت قبل الطعام مذروراً عليه الملح الاسقنقور أو نحوه .
فإذا أطعم الأطعمة الباهية شرب بعد ذلك شراباً ريحانياً قليلاً ثم أوى إلى فراشه وغسل رجليه بماء حار واستعمل المروخات والمسوحات المنعظة .
ونحن نذكر الآن هذه الأدوية والأغذية ونشير أيضاً إلى مواضعها في الموافقة لأقسام ضعف الباه .
واعلم أن الاعتمالح أكثره على الأغذية ومنها يتوقّع غزارة المادة وانتعاش القوّة ويجب أن يراعي صاحب الرغبة في الباه إذا استكثر من الأدوية الباهيّة بدنه فإن رأى حمَى والتهاباً وامتلاء فصد وعدل الطبيعة ثم عاود ولا يجب أن يبالغ في التسخين فيؤدي إلى التجفيف .
وإذا استعملت الأدوية والأغذية الباهية فليتبعها بقدح من شراب ريحاني .
فصل في الأدوية المفردة الباهية .


أما البزور فمثل بزر السلجم والكرنب والأنجرة والترمس والجرجير والجزر والفوتنج البستاني وهو النعنع وبزر الهليون وبزر الفجل وبزر الرطبة وبزر البطيخ وبزر الكرفس وفطراساليون وقردمانا والفلافل ودار فلفل وهيل بوا والسمسم وبزر الكتان وحب الرشاد وحب البان ودهنه وحبّ القلقل وحب الزلم والحلبة وخصوصاً المطبوخة بعسل ثم يجفف .
وأما الحبوب فمثل الحمص والبا قلا واللوبيا وما يشبهها .
وأما القشور والحشائش فمثل القرفة والدارصيني والبسباسة والحسك والطاليسفر .
وأما اللبوب فمثل لبّ الصنوبر وألسنة العصافير والحبة الخضراء وحب القلقل والفستق والبندق .
وأما الصموغ فمثل الكثيراء والحلتيت فإنه حار منفخ جداً .
فإذا شرب البرود مثقالاً من الحلتيت بالشراب عظم نفعه .
وأما الأصول والخشب فمثل أصل اللوف والبهمنين والزرنباد والقسط الحلو وخصي الثعلب فإنه قويّ في الإنعاظ .
والهليون وأصل الحرشف والبصل خصوصاً المشوي والإشقيل المشوي والشقاقل والزنجبيل وخصوصاً المربيين الخولنجان والعاقرقرحا وأصل الحسك ومو وأسارون وبو زيدان والمغاث والسورنجان واللعبة البربرية خاصة فإنها تهيج وأما الحيوانات فالضبّ والورل والاسقنقور خصوصاً أصل ذنبه وسرتْه وكلاه وملحه .
يؤخذ الورل في أيام الربيع ويذبح وتنقى أحشاؤه ويحشى ملحاً ويعلّق في الظل حتى يجفّ .
فإذا فعلت فخذ ملحه وارمِ بجسده .
ويكفيك من ملحه شيء يسير أقل من ملح السقنقور والجري والمرماهيج والكوسج من نبات الماء والسمك الحار وألبان الإبل يشرب عشرين يوماً كل يوم مقدار ما ينهضم ولا يثقل والسمك الصغار الهازلي والنهرية مجففة .
والشربة سبعة دراهم وبيض السمك وبيض الدجاج وخصوصاً بيض الحجل وبيض الحمام وبيض العصافير وجميع الأدمغة وخصوصاً من الفراخ والعصافير والبط والفراريج و الحملان مع الملح ومما يجري مجرى الخواص يؤخذ ذكر الثور فيجفف ثم يسحق وينثر منه شيء يسير على بيض نمبرشت ويتحسى .


وأيضاً شيء عجيب من الحيوانات أنفحة الفصيل مجففة ويؤخذ منها قبل الحاجة بإ ثنتي عشرة ساعة قدر حمصة تداف في ثلث رطل ماء ويشرب .
فإن آذى اغتسل بالماء البارد وأيضاً العسل المطبوخ يتخذ منه ماء العسل بغير أفاويه ويشرب بالإدمان وإن كان فيه قليل زعفران جاز .
وأما المياه فالماء الحديدي والماء الحدادي والشراب الحديث .
وأما العتيق فتيلطف البخار ويحله ويضره .
وأما الفواكه فالعنب الحلو جيد للباه وخاصة الحديث منه فإنه يملأ الدم وأما البقول وما يشبهها فالحسك وخصوصاً ماؤه بالعسل المطبوخ حتى يقوم لعوقاَ .
وأيضاً الجرجير وخصوصاً إذا شرب كل غداة من عصارته مع رطل من نبيذ صلب ثم يغتذي بما يجب فإنه حاضر النفع .
وأما الأدوية المركبة المشروبة فرأسها المثروديطوس وأيضاً دواء المسك لما كان من ضعف القلب وأيضاً ثلاثة مثاقيل من جوارشن البزور بأوقية من ماء الجرجير الرطب ومنها دواء السقنقور المعروف وأيضاً بزر الجرجير الرطب ثلاثة دراهم بسمن البقر ودواء الحسك ودواء التودريحان ودواء المهدي وأيضاً ملح السقنقور وبزر الجزر المنخول على صفرة البيض .
وأيضاً خصي الديك مجففة مع مثلها ملح السقنقور والشربة كل يوم درهمان وأيضاً بزر الجرجير وبزر الفجل وبزر البطيخ من كل واحد جزء ويشرب بلبن حليب .
وأيضاً يؤخذ حب الصنوبر وبزر الكرفس الجبلي ومرارة ذكر الأيل وعلك الأنباط بالسوية يخلط بعسل ويؤخذ منه مثقال .
وأيضاً يؤخذ شقاقل وبزر الجرجير والتودريحان والزنجبيل والدارفلفل من كل واحد درهمان لسان العصافير وأدمغة العصافير والكُدر من كل واحد درهم يلت بدهن النارجيل ويعجن بعسل وفانيذ ويستعمل .
ومن أفرط به البرد فينتفع جداً يسقى معجون الحرف بعاقرقرحا .
وأيضاً جاوشير ثلاثة دراهم يداف في أوقية ماء طبخ فيه المرزنجوش ويشرب ذلك في ثلاثة أيام .
وأيضاً زنجبيل ثلاثة أجزاء ودار فلفل جزء يعجن بعسل ويعطى منه مثقال بماء حار .


وأيضاً بزر هليون وشقاقل وزنجبيل خمسة دراهم تودرنج أبيض وأحمر وبهمن أبيض وأحمر ثلاثة ثلاثة بزر رطبة وبزر فجل وبزر جرجير وبزر أنجرة درهمان درهمان إشقيل مشوي وسرّة السقنقور ثلاثة ثلاثة ألسنة العصافير درهمان سكر أربعون درهماً الشربة أربعة دراهم بطلاء ثلاثة أيام ويكون طعامه باهياً .
وأيضاً دواء مما لنا قوي جداً يؤخذ من الحلتيت ومن بزر الجرجير ومن القاقلة ومن بزر الجزر ومن لسان العصافير ومن القردمانا من كل واحد جزء وبو زيدان ثلاثة أجزاء ومن المسك سدس جزء يلت بدهن حب الصنوبر الصغار ويعجن بعسل .
صفة دواء آخر شديدة القوة : يؤخذ من عسل البلاذر وعسل النحل وسمن البقر أجزاء سواء ويغلى عليه ثم يشرب منه ما يحتمله الشارب في نبيذ فإنه عجيب .
ومن الأدوية الجيدة التي ليست بشديدة الحرارة المفرطة أن يؤخذ التمر والحلبة ويطبخان حتى ينضجا ثم يؤخذ التمر ويخرج عنه نواه ثم يجفف ويدقّ ويعجن بعسل والشربة منه مثل جلّوزة ويشرب عليه النبيذ .
وأيضاً يُنقع نصف رطل من الحبة الخضراء ورطل تمر مدقوقين في رطلين من لبن الضأن ثم يؤكل المنقع ويشرب عليه اللبن في يومين .
ومن الأدوية الجيدة معجون اللبوب .
ونسخته : يؤخذ لوز وبندق مقشر وفستق ونارجيل مقشّر محكوك ولوز الصنوبر وحبّ الفلفل وحبّ الزلم والحبة الخضراء أجزاء سواء نار مشك ودار فلفل وزنجبيل من كل واحد عشرة أجزاء أو أكثر قليلاً يدق الجميع ويعجن بفانيذ سجري والشربة كالبيضة كل يوم .
المسوحات والقطورات للشرج والعانة والأنثيين والقضيب : عاقرقرحا نصف درهم يخلط بالزنبق الطيّب وربما خلط به الأوفربيون والمسك ويدهن به القضيب والعجان وما يليهما .
أو عاقر قرحا ونصفه مسك يداف مثقال منهما جميعاً في أوقية دهن الزنبق وأيضاً الخردل بالدهن الرازقي وكذلك بزر الأنجرة بدهن الرازقي وأيضاً الحلتيت بدهن الزنبق مسوح قوي .
وأيضاً بزر المازريون بدهن حار .


وأيضاً البورق بالعسل المصفّى ومرارة الثور وبالعسل المصفى .
وأيضاً دواء جيد مجرب : يؤخذ من بصل النرجس شيء يسير مع دهن الزنبق ويدلك به أو حبّ النيل أو عاقر قرحا سواء مع دهن حار أو ميوبزج مع دهن حار .
وأيضاً الحلتيت بعسل .
وأيضاً السعد نفسه يمسح به أو يؤخذ قنطريون وزفت وقيروطي مع دهن السوسن ودهن خيري ومصطكي وشمع وسعد يطلى به الذكر ونواحيه .
وجميع الأدهان المذكورة في باب الحقن عجيبة النفع إذا استعملت مروخات وخصوصاً دهن حب القطن ودهن السعد خاصة وشحم الأسد شديد القوة في ذلك .
مسوح لروفس قوي جداً يؤخذ مرّ وكبريت لم يطفأ وحب القرطم من كل واحد درخمي عاقر قرحا أبولوسان فلفل أسود ثلاثون حبة كرمدانه عشرون حبة يدق مع درخمي بصل العنصل دقاً ناعماً .
وإن دق كل على حدته كان أجود ثم يخلط بقيروطي ويسحق حتى يصير في ثخن العسل ويمسح به القطن والعجان والحلتيت في القضيب منعظ يهيج فإن خيف حرارته الشديدة ديف في دهن بنفسج .
فصل في الحمولات : حمول من شحم البط وحب القطن وعاقر قرحا بدهن النارجيل .
وقيل أنه إن احتمل شيافة من شحم الحمار فهو عجيب .
وأيضاً حمول من مررخ الزفت الذي ذكر .
وأما الحقن فإنها تتخذ من مرق الرؤوس والفراخ مع صفرة البيض .
وخصي كباش الضأن جيدة إذا وقعت في الحقن ولها منفعة في تقوية الدماغ والبدن وأثمانها الألية ودهن الجوز والشيرج وسمن البقر ودهن الفستق والبندق ودهن النارجيل ودهن المحلب ودهن حب القطن عجيب جداً .
وللمحرورين دهن الحسك ودهن الخشخاض ودهن حب القرع ودهن حب البطيخ ونحو ذلك .
حقنة لنا جيدة : يؤخذ من الرؤوس والفراخ المطبوخة بالمغاث والبوزيدان والشقاقل في التنور ليلاً القوية الطبخ جداً جزء ويلقى عليها من اللبن نصف جزء ومن السمن نصف سدس جزء ومن دهن المحلب ودهن النارجيل من كل واحد ثلث سبع جزء ومن شحم كلى السقنقور والضب ما يحضر ويكون كالأبازير فيه ويحقن به .


حقنة أخرى : يؤخذ حسك طري خمس حزم حلبة كف بزر اللفت كف وبزر الجرجير والجزر وبزر الهليون ونخاع التيس وخصيته مرضوضة ودماغه يصب عليه رطلان ماء ورطلان لبن حليب ويطبخ حتى يغلظ ويحقن بأربع أواق منه وبأوقية دهن البطم ويكرر ثلاثة أيام على الريق بعد التبرز .
حقنة أخرى : يؤخذ ألية فتشرّح وتجعل في تشاريحها نصف درهم جندبيدستر مدقوق تقسم فيها بالقسط وتجعل الألية تحت شيء ثفيل أياماً ثلاثة ثم تقطع وتذوب مع ما فيها من الجندبادستر ويؤخذ ودكها فيحفظ ويؤخذ من ذلك الوعد اسكرجة ومن صدر البقر نصف أوقية ومن ماء الكراث نصف سكرجة ومن طبيخ الحلبة نصف اسكرجة ويحقن به عصراً وهو سخن إلى ثلاث ساعات من الليل ثم يجدد عند النوم وينام عليه يفعل ذلك ثلاثة أيام .
حقنة قوية : يؤخذ رأس ضأن وثلاثة أو أربعة من خصاه وقطعة ألية وحمص يطبخ في تنور ويؤخذ ماؤ ه ودهنه بعد طبخ شديد ويجعل عليه د هن الجوز ودهن الحبة الخضراء أو شيء من شحم السقنقور ويحقن به .
وحقن آخرى : مكتوبة في القراباذين .
فصل في الآغذية الصرفة : أغذيته ما يتخذ من لحم الجدي السمين الذكر ولحم الضأن والحمص والبصل من غير قلي للحم فإن القلي يمنع تقوية اللحم .
وكثرة غذائه والمغممات ولو محمضة بالمري جيدة .
وكذلك الدجاج والفراخ المسمنة وخصوصاً الانجذانيات والبيض النمبرشت خصوصاً البزر بالدارصيني والفلفل والخولنجان وملح السقنقور وبيض السمك ولحم السمك الحار .
وإن كان هناك برد تبل بالزنجبيل والفلفل والدار فلفل والقرنفل والدارصيني ونحو ذلك يقويها بها واللفتية والكرنبية وخصوصاً الجزرية بعد طبخ جيد للحمه وما يقع فيه أدمغة العصافير و الحمام والسمن واللبن وكذلك الهرائس والجوذبات والكبوليات والأرز باللبن واللحم بلبن الضأن .
ويقع في نقوله الهليون والجرجير والكراث والحرشف والنعناع خاصة فإنه يقو ي أوعية المني جداً فيشتد اشتمالها على المني فتشتد الشهوة والحندقوقي والحلبة .


ومن الجوذابات الجيدة ما كان بزعفران والسميذ واللبن وماء النارجيل .
وقالوا من أدمن كل العصافير وشرب عليها اللبن مكان الماء لم يزل منتشراً كثير المني أو يقلى البصل بالسمن حتى يحمر ويتهرأ ويفعص عليه البيض .
وأما المحرور فله مثل الماست واللبن والسمك المشوي الحار والبطيخ والخيار والقثاء والقرع والفواكه الرطبة والبقول الرطبة كلها حتى الخس وحتى بزر البقلة الحمقاء يزيد في المني لهم .
وبياض البيض كثير النفع لهم مكثرالمني ودماغ الحيوانات ومخاخها والسرطانات النهرية .
فصل في الأغذية التي فيها شبه بالأدوية : من ذلك أن يؤخذ من اللبن رطل ويطرح عليه من الترنجبين وزن أربعين درهماً للمعتدلين ويطبخ حتى يخثر ويشرب منه قدر قدح كل يوم وهو معتدل للمحرورين .
وأما للمبرودين فيجب أن يسحق لهم عشرة دراهم دارصيني سحقاً جيداً شديداً يخلط برطل لبن ويخضخض ويشرب منه قدح على الريق أو على طعام مكان الماء إلا يشرب عليه ماء وخصوصاً إذا كان غذاؤه طباهيجات وشحم الحنظل ينفع من كان به برد ويبس جميعاً .
ومن ذلك أن يؤخذ من سمن البقر ملء كوز ومن لبن البقر ملء كوز ومن دهن الفستق ملء كوز يطبخ الجميع حتى يبقى الثلث والشربة منه بالغداة ملعقتان بشيء من شراب .
وأيضاً الفانيد رطل عصير البصل رطل اللبن الحليب رطل يطبخ الجميع حتى يغلظ ويخثر ويؤخذ وأيضاً يؤخذ الحمص الأسود الكبار وينقع في ماء الجرجير حتى يربو قليلاً ثم يجفف في الظل ثم يسحق مع فانيذ ويعجن والشربة منه قدر جوزة بالغداة وقدر بندقة عندْ النوم ويشرب عليه قدح .
وإن أنقع في ماء الحسك وربي فيه في الشمس في وقاية ولا يزال يسقاه كلما جفّ ثم يطحنه ويحتفظ به ويتخذ منه أحساء باللبن الحليب الفانيذ .


وأيضاً يؤخذ ثلاثة أرطال لبن حليب ويلقى فيه نصف رطل ترنجبين ونصف رطل من الحبة الخضراء مدقوقة ويغلى ثم يمرس ناعماً ويصفى ويؤخذ منه نصف رطل ويُلقى عليه نصف درهم خولنجان ويشرب منه بمقدار الاستمراء أياماً فإنه عجيب .
وأيضاً يؤخذ ماء البصل ومثله عسل ويطبخ حتى يبقى العسل والشربة منه ملعقة .
و ملعقتان عند النوم بماء حار وأيضاً يؤخذ الدقيق ويخلط بالماء العذب كالحسو ثم يعصر عنه عصراً ويطبخ بلبن حليب ونصف اللبن ماء النارجيل ويدسم بشحم البط ويتخذ منه كالهريسة .
وأيضاً صفرة بيض يتخذ منها نمبرشت وينثر عليها الحلتيت وملح السقنقور وهو قويّ وخصوصاً عقيب الآستحمام ويُدلك بدهن السوسن والياسمين .
وأيضاً يؤخذ صفرة بيض ويضرب بعضها ببعض وإن كان مع بياضها جاز ثم يجعل اليها مثل ربعها عصارة البصل المدقوق وتجعل نمبرشت ويتحسى بشيء من الأملاح والأبازير المذكورة .
وأيضاً يؤخذ الجزر ويدقّ والسلجم ويدقّ أو يطبخ مع الباقلا والحمص والعسل بلحم جيد رخص ويبزر بالأبازير الحارة .
وأيضاً يؤخذ الباقلا والحمص واللوبيا وينقع في الماء الحار ثم يقطع دم الضأن كما تتخذ الطباهيج ويجعل منها شياف ومن البصل والحبوب شياف ويذر على كل شياف منها ملح السقنقور وقليل حلتيت ودارصيني وقرنفل كثير ثم ينثر عليها أدمغة العصافير والحمام شياف ويعمل كذلك .
ويكون الشياف الأغلظ شياف اللحم المجزع ثم يصبّ عليها إما ماء الجزر وحده أو شيء من الماء يتخذ منه مغماة وأيضاً تؤخذ أدمغة ثلاثين عصفورة ويترك في أسكرجة من زجاج ليبطل مائيتها ويصير بحيث تتعجّن ويلقى عليها مثلها شحم كلى الماعز ساعة تذبح وتبزر بالفلفل والقرنفل والزنجبيل وتبندق ويؤكل منها واحدة بعد أخرى في حال ما يريد أن يجامع .


عجّة جيدة لنا مجرّبة : يؤخذ من أدمغة العصافير والحمام خمسون عدداً ومن صفرة بيض العصافير عشرون ومن صفرة بيض الدجاج إثنا عشر ومن ماء لحم الضأن المدقوق المطبوخ جداً المعصور قصعة ومن ماء البصل المعصور ثلاث أواق ومن ماء الجزر خمس أواق ومن الملح والتوابل الحارة قدر الحاجة ومن السمن وزن خمسين درهماً يتخذ منه عجة فتؤكل ويشرب عليها عند انهضامها شراب قوي ريحاني إلى الحلاوة .
ترتيب مجرب لنا : يؤخذ من حبّ القلقل واللوز والفندق والبندق من كل واحد خمسة يقشر الجميع ومن النارجيل والجلوز من كل واحد سبعة يدقّ الجميع كل على انفراده ويعجن بمثليه فانيذ محلول بالماء المداف فيه قدر حبة من المسك وقدر نصف دانق من الزعفران والشربة خمسة دراهم في الباكر فإنه نافع .
ترتيب جيَد لهم : يؤخذ من حب الصنوبر المنقّى جزءان ومن بزر الجرجير وبزر البطيخ جزء جزء ويقلى بالسمن ويلقى عليه يسير من فلفل ودار فلفل ودارصيني ثم يطرح عليه من العسل مقدار الكفاية ويتخذ حَلواً .
آخر : يؤخذ من الحمص وينقع في الماء أو في ماء الجرجير أو في ماء الحسك حتى ينتفخ ثم يقلى بسمن البقر قلياً خفيفاً غير محرق ومن حبّ الصنوبر الصغار مثله ويلقى عليه عسل بقدر ما يعجن ويخلط بقليل مصطكى ودارصيني ويرفع ويقطّع تقطيع الحلوى .
أخر : يغلظ العسل بالطبخ وينثر عليه حب الصنوبر الكبار وبزر الجزر دارفلفل وشقاقل ودارصيني وبزر الجرجير ويتخذ منه كالجوارشن .
فإن كره بزر جرجير والجزر جعل بدله الحبة الخضراء أو قليل مسك .
الأشربة لهم : هي الأشربة الحلوة الزبيبية المتخذة من زبيب صادق الحلاوة والتي لها غلظ ما صفة شراب يوافقهم جداً : يؤخذ الجرجير والسلجم والتين فطبخ بماء يصفى ويؤخذ نقيع الزبيب المطبوخ المصفى ويخلط الجميع على السواء ويزاد حلاوته بالفانيذ ونبيذ حتى يدرك .


شراب آخر لنا : يؤخذ الحسك والجرجير والجزر والسلجم ويطبخ في الماء طبخاً شديداً ويصفى ماؤه ثم يجعل في كل جزء من الماء ربع سدس جزء وفانيذ أو سكّر أحمر وربع سدس جزء تين بستي ونصف سدس جزء من زبيب طائفي حلو جيد وسدس السبع نارجيل مدقوق .
ونبيذ حتى يدرك .
آخر لنا : يؤخذ عصير العنب ويجعل في كل عشرة أمناء منه ثلاثة أمناء من هذا الدواء الذي نصفه ونسخته : يؤخذ بزر الجرجير وبزر الجزر وبزر السلجم وبو زيدان وبزر الهليون ولسان العصافير وحب الفلفل واللعبة البربرية والبهمنان أجزاء سواء يسحق ويجعل في صرّة يصرّ فيها صراً مسترخياً ويجعل مع العصير في الحبّ ويحرك كل وقت حتى يدرك .
آخر : يطبخ الجزر والتين في ماء كثير ويصفّى ويطبخ في مائه زبيب منزوع العجم ويصفى ويُلقى عليه الفانيذ ويترك حتى يغلي والماء الحديدي والماء المطفأ فيه الحديد مقوي .
فصل في كثرة الشهوة : إن كثرة الشهوة إذا كانت مع قوة البدن وعمويته وصحة المزاج وشبيبته واقتدار على الباه من غير استعقاب ضعف فلا يجب أن يشتغل بتدبيره وكسره فإن كسره إيهان المزاج وإنهاك القوة وصحة المزاج لا لشدّة ضرورة .
واعلم أن كثرة تولّد المني مقو البدن والقلب وقلة تولده مفسد للون مضعف للذكر والفهم .
فإن أصابهم تخلخل البدن وسهولة العرق استعملوا رياضة الاستعداد واستحموا إن أمكنهم بالماء البارد وإنما يجب أن يكسر من الشهوة ما كان لفرط امتلاء من حرارة أو رطوبة فيعدل بالاستفراغ .
وما كان سببه إما حدة من المني وإما كثرته مع ضعف البدن لقوّة أوعية المني وجذبها مادة المني إليها .
وإن كانت بالبدن فاقة كما يتفق أن يتخلق بعض الأعضاء أقوى من بعض فيعقبه خفة أو لحكة وبثور في أوعية المني وكما يعرض للنساء حكَة في فم الرحم فلا تهدأ فيهن شهوة الجماع أو لكثرة النفخ .


ولذلك قّد يقع من القراقر التي لا تؤلم إنعاظ شديد ويشتد إنعاظ صاحب السوداء من الرجال وتشتد شهوتهم في البلدان والأهوية والفصول الباردة لما يجتمع في ذلك من قوتهم .
وحال النساء بالضدّ لما يثير ذلك من قوتهنّ الجاممة وأمنيتهن الباردة جداً والنوم على الظهر من المنعظات .
العلامات : علامة صحة البدن وعلامات الامتلاء مما ليس يخفى عليك وعلامة حدة المني أن يخرج سريعاً مع حدة وحرقة ويحدث في البول حرقة ويتبعه ضعف .
وعلامة الكثرة من المني وحده أن لا يكون في البدن من أحوال القوة وكثرة الدم شيء يعتد به وربما كان معه ضعف إلا أن المني يأكثر والاحتلام يتواتر .
وما يخرج يكون كثيراً ويضعف البدن .
وعلامة الحكة أن يكون الجماع يزيد في الشهوة وربما كانت شهوة كثيرة ولا ماء ويتبع الجماع ألم .
وعلامة النفخة شدة الانعاظ وتقدّم تناول المنفخات والمزاج المنفخ كالسوداوي .
العلاجات : ما كان عن الامتلاء الحار فعلاجه الفصد وتخفيف الغذاء وتناول المبردات .
وما كان عن الامتلاء الرطب فعلاجه ما نورده من المجففات الحارة للمني مع أدوية باهية لتوصل الأدوية إلى الأوعية .
وما كان من حدة المني فعلاجه تعديل الأخلاط وتبريدها بتناول مثل الخس والبقلة الحمقاء وبزرها والهندبا والقرع والقثا والفواكه والكزبرة الرطبة والتضميد بمثل النيلوفر والمحلب والقيروطيات المتخذة من الأدهان الباردة وبعصارة القصب الرطب والكافور طلاء وشرباً واستعمال صفائح الآسرب على الظهر وشرب الماء البارد والنوم على فرش كتانية وما يشبهها والغذاء من العدس والبقلة الحمقاء ولمن هو قويّ الهضم من قرّيص البطون .
وما كان من كثرة توليد المني فعلاجه أيضاً تبريد أوعية المني بما ذكرناه من المبردات .


وما كان من الحكة والبثور فعلاجه الفصد والإسهال للمادة الحارة وتعديل المزاج والأطلية المبرّدة المذكورة وربما احتيج إلى المخدرات والطلاء بمثل البنج وورق الشوكران والآستنقاع في الماء البارد جداً ما كان من المنفّخات فعلاجه المبردات إن كانت حرارة شديدة حتى يطفىء حرارته المنقخة أو المجففات بقوة والمحللات للرياح إن كان مع برودة شديدة واستفراغ سودائهم إن كا نوا سوداويين .
مجففات المني الباردة : العمس وماؤه خصوصاً المطبوخ بالشهدانج وإن كان حاراً والنيلوفر والكزبرة وبزر البقلة وعصارة القصب الرطب وماء الدوغ الشديد الحموضة ودقيق البلوط والخل والشهدانج وبزر الخس وربما قطع الباه إذا استكثر منه ومن الأدهان فإن الزيت مقلل للمني والتضميد بالطحلب وحشيش الشوكران البنج وغير ذلك يجعل على الأنثيين والمقعدة وكذلك التلطيخ بالآسفيداج المغسول والمرداستج والقيموليا والخل .
وأيضاً مركّب مبرّد : يؤخذ بزر الخس وبزر البنج وبزر خيار وبزر هندبا وبزر قطونا وكزبرة يابسة ونيلوفر مجفف يدق الجميع إلا بزر قطونا ويتخذ منه سفوف .
ومما قد جرّبه المجربون أن المشي حافياً يسقط شهوة الجماع .
مجففات المني الحارة : الشونيز المقلو وغير المقلو وبزر الشبت وبزر السذاب وبزر الفنجنكشت والفودنج والفربيون والحندقوقا والحزا والمرّ والأبيض والكمون .
ومن المركبات الكمّوني مجفف جداً للمني فإن كان صاحبه محرور أسقي بالخل وهو نافع جداً مجرّب ونسخته : يؤخذ الصنوبر مقشّراً مقْلواً وغير مقلو من كل واحد عشرة دراهم جلَنار وورد من كل واحد خمسة دراهم بزر السذاب سبعة دراهم وبزر الفنجنكشت خمسة دراهم يدقّ وينخل ويستفّ بقدر ما يراه والغرض في الصنوبر إيصال سائر الأدوية ويقلى ليكسر من قوته على الباه .
وأيضاً : يؤخذ بزر الشبت ثلاثة دراهم وبزر الخسّ وبزر البقلة الحمقاء من كل واحد أربعة دراهم يشرب في ماء العدس .


وأيضاً : يؤخذ بزر السذاب والجندبيدستر وبزر البنج أجزاء سواء الشربة درهم بشراب ممزوج .
وأيضاً : يؤخذ بزر السذاب درهم أنيسون درهم جندبيدستر بنج أبيض من كل واحد درهمين ورد أحمر جلنار من كل واحد ثلاثة دراهم يدق أوينخل والشربة درهمان بماء بارد أو شراب ممزوج .
وأيضاً : يؤخذ أصل السوسن درهمين بزر السذاب ثلاثة دراهم جلنار خمسة دراهم يؤخذ منه درهمان بالسكنجبين .
وأيضاً : يؤخذ بزر الخسّ ثلاثة درام ونصف بزر السذاب درهمين ونصف يشرب منه وزن درهمين بسكنجبين .
وأيضأً مركب حار : يؤخذ أصل القصب اليابس والحبق الجبلي من كل واحد درهمان فربيون نصف درهم بزر السذاب والمر والحزا والفنجنكشت والمرزنجوش درهم درهم ويجمع الجميع والشربة درهم .
وأيضاً : يؤخذ أصل النبات المعروف بخصي الكلب وبزر الشهدانج البري من كل واحد ثمانية مثاقيل بزر الفنجنكشت المحمص مثقالان بزر كرنب الماء مثقال والشربة من
الجملة مثقال بشراب أسود قابض قد مدحه القدماء .
فصل في كثرة درور المني والمني والودي : السبب في ذلك إما في المني وإما في أوعية المني وإما في الكلية وإما في العضلة الحافظة له أو في المبادي .
والسبب الذي في المني إما كثرته لقلة الجماع وكثرة تناوله مولدات المني فإن كثر وغصَت به أوعية المني أحوج إلى حركة دافعة من الأوعية بانضمامها عليه ويؤدي ذلك إلى انفتاح المجرى الذي هو مدفع الفضل .
وإما لرقته فيرشح رشح كل رقيق وإما لحدته وحرافته فيلذع ويحوج الطبيعة إلى دفعه .
والسبب الذي في أوعية المني إما لضعف الماسكة لسوء مزاج أو لشدة قو ة الدافعة أو لمرض آلي من تشنّج أو تمدد يضطر إلى حركات منكرة فتتحرك الدافعة لذلك وتدفع المني كأنها تدفع المؤذي الآخر كما يعرض القيء عند مؤذ للمعدة غير وبالجملة فان التشنج نفسه عاصر والعصر زراق .
واعلم أن تشنج أوعية المني مسيل وتشنّج عضل المقعدة حابس لأن عضل المقعدة خلقت للحبس وتلك للعصر .


وأما أن يكون الاسترخاء فيها فلا تمسك أو لإتساع يعرض للمجاري .
وأما السبب في العضل الحافظ فتشنج أيضاَ أو استرخاء .
وأما السبب في الكلية فإنها ربما عرض لشحمها ذوبان من شدة شهوة الجماع أو كثرة جماع فيخرج من المجامعين بعد البول منها شيء كثير يعلق بالثوب وهو رديئ منهك للبدن .
وأما السبب في المبادي فمثل أن يكثر الفكر في الجماع والسماع من حديثه أو تعرض لمن يشتهي في الطبع جماع مثله فتتحرك أعضاء المني إلى فعلها نحواً من التحريك ضعيفاً فيمذي أو قو ة فينزل .
وقد يعرض للنساء إمذاء كثير لاسترخاء فم الرحم وضعف أوعية المني أيضاً منهن ولهذه الأسباب المذكورة .
العلامات : ما كان السبب فيه كثرة المني لم يتبعه ضعف ونقص مع كثرة الجماع إلا أن يكون البدن ضعيفاَ وأوعية المني قوية فيدل عليه كثرة ما يخرج واستواؤه مع ضعف ينال البدن منه وما كان لرفته دلّت عليه رقة المني بالمشاهدة وما كان لحدته وحرافته أحس به في الخروج وربما كان معه حرقة بول وكان لونه إلى الصفرة وتدل عليه الأسباب السالفة من الأغذية والحركات .
وما كان بسبب ضعف في الآلات وفي قو تها الممسكة فينزل بلا إنعاظ .
وكذلك إن كان هناك استرخاء وما كان من تشنج كان مع إنعاظ وكذلك ما كان سببه شدّة القوة الدافعة ثم الاسترخاء والتشنّج له علامة .
العلاج : يقلل الغذاء ويستفرغ ويستعمل ما قد ذكرناه مما يجفف المني ويقلله .
ومما قد ذكرناه مما يعدل حرافته وقد ذكرنا علاج التشنج والاسترخاء وعرفته أما تعديل رقته فما فيه قبض وتسخين مخلوطات بالمجففات وقد عرفتها .
ومن الأغذية المغلظة مثل البَهَط والهريسة .
وأما القويةالممسكة فالمقبضات التي قد عرفتها شرباً وطلاء .
وأما تسكين القوة الدافعة فالمبردات والمخدرات يسيراَ .
والنعنع دواء فاضل في تغليظ المني وتقوية أعضائه على ضبطه وفي كتب القوم مركبات تحبس الدرور أخاف كثيراَ منها أن يزيد في المني .


فصل في كثرة الاحتلام أسبابه وعلاجه : أسبابه أسباب المرور وحركة المني وربما كان لا يتحرك إلا عند النوم وخصوصاَ على القفا وعلى نحو ما قد فرغنا من علته .
وعلاجه ذلك العلاج ولشد صفائح الأسرب على الظهر تأثير كبير ولكنه ربما أضر بالكلية فيجب أن يُراعى هذا أيضاً وكذلك افتراش الفرش المبردة والنوم على ورق الخلاف ونحوه .
فصل في قلة المني وخروجه متخطاً : يكون لأسباب هي ضد أسباب الدرور ويكثر في أصحاب التعب والرياضة ومعالجته معالجة الباه وعلاج الخروج متخيطاً بما يرطب .
فصل في تدبير من يضره .
الجماع وتركه : مثل هذا الإنسان يجب أن يقبل على تقوية معدته وإجادة هضمه بالمشروبات والأطلية والأضمدة المذكورة في باب المعدة ليقع به يتدارك الضعف الواقع بما يقع من الجماع للضرورة وبالأدوية القلبية ويستعمل على أعضاء الباه منه الادوية المبردة القابضة للمني مما سنذكره ويشرب المبردات المضادة للمني ويستعمل في فراشه وفي مروخاته ما يفعله أصحاب فريافيسيموس ويهجرون كل ما يولد المني ويديمون رياضة أعالي البدن بمثل ضرب الطبطاب والصولجان ورفع الحجارة ويجب أن يتدرجوا في تقليل الجماع وإذا جامعوا في أول ليلة تركوه يومأ أو يومين إلى وقت النوم من الليلة القابلة أو بعدها وأصلحوا الغداء فما بين ذلك وناموا عقيب الجماع ثم تدرجوا في تركه عدة أيام أكَثر بالتشاغل باللهو .
ومن أغذيتهم التي تتدارك تدبير من استكثر من الجماع فأضر به وأضعفه أو من أضر ببصره .
وحواسه ورأسه وبعصبه فحدثت به رعشة : يجب أن يشتغل بتسخينه وترطيبه بالأغذية الجيدة التي يغذو قليلها كثيراً والحمامات والعطر والتنويم والتوديع والتفريح بالملاهي المطربة ولبن الضأن والبقر شديد النفع والمعونة على تقويته ونعشه إذا تناول منه على الريق وبقدر ما يستمربه وينام عليه .
ويجب أن يستعمل رياضة الاستعداد وإذا إستعمل المثروديطوس أو دواء المسك مع الإفراط في الترطيب انتعش .


فإن ظهر ضعف البصر فسببه الدماغ فيجب أن يدام تدهين رأسه بمثل دهن البنفسج والتسعط به أو تقطيره في الأذن ويستعمل دخول الماء العذب وفتح بصره فيه .
! وأما إن حصلت الرعشة منه فان كانت المادة كثيرة رطبة أسهل بمثل شحم الحنظل أو قثاء الحمار والقنطوريون وبعد ذلك يعالج العصب بمروخات قوية فيها مسك وعنبر وبان وبدهن القسط والناردين والسوسن ود هن السعد والمحلب ودهن الأبهل وكل دهن حار فيه قبض .
وإن لم تكن مادة عولج بمروخات الرعشة ومن عرضت له بعده رعشة سقي الجاوشير في ماء المرزنجوش الجاوشير بمقدار ما يحتملى وماء المرزنجوش أوقية .
فصل في كثرة الإنعاط لا بسبب الشهوة وفي فريافيسيموس : السبب القريب لكثرة توتر القضيب هو كثرة الريح الغليظه في ناحية أعضاء الجماع فإما أن تكون كثرة هذا بسبب ريح نافخة في نفس العصبة المجوفة أو وارثة عليها من الشرايين وأوعية المني أو الأمرين جميعاً .
ومادة هذه الريح رطوبة كثيرة وفاعلها حرارة قليلة .
وهذه المادة إما راسخة ثابتة في أوعية المني وحيث تتولد فيها أو غير راسخة .
وكيف كان فإن ثبات هذه الريح وقوتها إما لبردها وإما لغلظها .
وقد يعين السبب المادي والفاعلي الأسباب الالية مثل أن يكون في جلدة القضيب وما يليه تكاثف يمنع التحلل أو تتسع أفواه العروق المتجهة إليه كما يعرض لمن شدحقوه كثيراً ولمن هجر الجماع مدة فتحرك فيه المني والريح بقوة .
فربما أدى إلى فريافيسيموس وقد يعين جميع ذلك الأسباب المتقدمة إما من الأغذية الحارة الحريفة أو النافخة مثل الحمص والعنب ومح البيض والتي تجمع الأمرين كالجرجير والتي لها خاصية تولد المنْي كالشراب ا لحديث .
وأما من الحالات والأشكال مثل كثرة النوم على القفا فيذوب المني ريحاً أوشد الحقوين بالمناطق والعمائم فتتسمع أفواه العروق .
فأما فريافيسيموس فهو أن يقرى شيء من هذه الأسباب فيشتد الإنعاظ ويقوى ويشتد القضيب وإن لم تكن شهوة وحاجة .


وبعد قضاء الحاجة ربما أخذ يعظم وينمو أو يطول بكثرة ما ينصب إليه من المواد الكثيرة .
وكثر أسبابه الحرّ وهذا الإسم منقول إلى هذه العلة من صورة تصوّر قائم الذكربلعب بها .
وهذا المرض إذا لم يعالج فربما أدى إلى تمدد أوعية المني وحدوث ا لعلامات : أنت تقف على علامات أكثر مما عددناه برجوعك إلى ما أخذته إلى هذه الغاية من الأصول .
وأعلم أنه إن كانت الريح تتولّد في نفس القضيب كان هناك اختلاج للقضيب متقدّم كثير .
وإن لم يكن كذلك فالسبب من قبل القضيب وقد صار إليه من الشرايين ومن أوعية المني .
العلاج : علاج التوتّر الدائم استعمال ما ذكرناه من موانع النفخ من المشروبات ومن الأطلية .
وأما فريافيسيموس فقانون علاجه الاستفراغ بالقيء والفصد دون الإسهال البتة لما يخاف من إحدار الإسهال مواد من فوق .
ولفلك يجب أن يكون لا بد من رياضة الأعضاء العالية باللعب بالطبطاب ونحوه ويهجر الجماع إلا لضرورة من مضرّات تركه ثم للتبريد في الماء وفي المغارس الوردية والخلافية والأطلية والقيروطيات القوية التبريد المذكورة واستعمال صفائح الأسرب على العانة والمشروبات المبرَّدة والنيلوفر والكافور والخسّ غناء كثير .
وفيما بين ذلك وبعده تقليل لمادة الريح فبالحري أن تستعمل ما يلطف بلا تسخين شديد مثل النطولات البابونجية والفنجنكشتية ويستعمل حينئذ مثل السذاب وبزر الفنجنكشت ونحوه بعد أن يحسم المادة ويشرب حينئذ الشراب الأبيض الرقيق ويجب أن يهجر الجماع أصلاً والفكر فيه والنظر إلى ما يحرك الشهوة إلا من عرض له فريافيسموس لترك الجماع على ما قلناه فحينئذ علاجه الجماع وليغتذ بمثل العدس وما يجري مجراه ولا يكثر من الحوضات فإنها ربما نفخت .
فصل في العذيوط : العَذَيْوِط هو الذي إذا جامع ألقى زبلة عند الإنزال ولم يملك مقعدته .
وأكثرهم يغلب عليه الشبق جداً وتكثر فهم اللذة ويستريحون جداً لتحفل روحهم وأكثرهم مترهلو الأبدان .


المعالجات : يجب أن يستعمل المراهم والأضمدة القابضة المقوية للعضل مثل دهن الناردين خاصة ودهن السرو ودهن الأبهل ونحن نذكرها ههنا مرهماً جيداً نافعاً مجزباً ونسخته : يؤخذ دهن السفرجل ودهن الحناء ويسحق الكهربا والأقافيا والسوسن اليابس والحناء ويتخذ منها ومن دهن السفرجل والحناء مرهم ويستعمل قائماً على عضو المقعدة وتتخذ حمولات يابسة وخصوصاً عند الجماع مثل أن تحتمل شيافة من رامك وعفص وكندر وجلنار وأيضاً تحتمل الأدهان القابضة .
وأما ما يقال من إجادة تغذيتهم وتلطيفها فالأمر لا مدخل له في هذا المعنى اللهم لا أن يكون يعني بأغذية قابضة يطعمونها وكذلك الحقن المسمة المبردة التي يذكرونها لا فائحة فيها عندي بل يجب أن يُعنى بما قلناه وأن يعنى بكسر حدة منيهم وتقوية قلوبهم وأدمغتهم .
فصل في الأبنة : الأبنة في الحقيقة علة تحدث لمن اعتاد أن تطأه الرجال وبه شهوة كثيرة وهمية ومني كثير غير متحرك وقلبه ضعيف وانتشاره ضعيف في الأصل أو قد ضعف الان فكان قد اعتاد الجماع فهو يشتهيه ولا يقدر عليه أو يقدر عليه قدرة واهية فهو يشتهي أن يرى مجامعة تجري بين إثنين .
وأقربة ما كان معه فحينئذ تتحرك شهوته فإما أن ينزل إذا جومع أو ينهض معه قوة عضوه فيتمكن من قضاء شهوته .
ففريق منهم إنما تنهض شهوته وتتحرَك إذا جومع وحينئذ يشغاه لذة الإنزال بفعل منه لذلك أو بغير فعل وفريق إذا عوملوا بذلك لم ينزلوا حينئذ بل يمكن أن يعاملوا غيرهم .
وهو بالجملة من سقوط النفس وخبث الطبع ورداءة العادة والمزاج الأنثوي وربما كانت أعضاؤهم أجمل من أعضاء الذكران .
واعلم أن جميع ما يقال غير هذا باطل .
وأجهل الناس من يريد أن يعالجهم بعلاج وإنما مرضهم وهمي لا طبعي .
فإن نفعهم علاج فيما يكسر الشهوة من الغموم والجوع والسهر والحبس والضرب .


وقال بعضهم أن سبب الابنة هو أن العصب الحساس الذي يأتي القضيب يتشعب بأولئك شعبتين تتصل دقيقتهما بأصل القضيب والغليظة تنحو نحو الكمرة فتحتاج الدقيقة إلى حك شديد حتى يحس فيتحرك على الإنسان وحينئذ يتأتى له المعاملة وهذا شيء كالعبيد .
والأول هو المعتمد عليه .
وقد سمع من قوم كان لهم من العلم حظ وفي الصناعة الخبيثة مدخل وتصادفت حكايات جماعة منهم على ما ذكر .
.
فصل في الخنثى : ممن هو خنثى من لا عضو الرجال له ولا عضو النساء ومنهم من له كلاهما لكن أحدهما أخفى وأضعف أو خفي والاخر بالخلاف ويبول من أحدهما دون الآخر .
ومنهم من كلاهما فيه سواء .
وقد بلغني أن منهم من يأتي ويؤتى وقلما أصدق هذا البلاغ .
وكثيراً ما يعالجون بقطع العضو الأخفى وتدبير جراحته .
فصل في عذر الطبيب فيما يعلم من التلذيذ وتضييق القبل وتسخينه : إنه لا عار على الطبيب إذا تكلم في تعظيم الذكر وفي تضييق القبل وتلذيذ الأنثى وذلك لأنهما من الأسباب التي يتوصل بها إلى نسله .
وكثيراً ما يكون صغر القضيب سبباً لأن لا تلتذ المرأة به لأنه خلاف ما اعتادته فلا تنزل .
وإذا لم تنزل لم يكن ولد وربما كان ذلك سبباً لأن تنفر عن زوجها وتطلب غيره .
وكذلك إذا لم تكن ضيّقة لم يوافقها زوجها ولم توافق هي أيضاً الزوج ويحتاج كل إلى بدل .
وكذلك التلذذ يدعو إلى الإنزال المعاجل فإن في النساء في أ كثر الأمر من يتأخر إنزالهن وتبقين غير قاضيات للوطر فلا يكون نسل .
وأيضاً فإنها تبقى على شبقها والتي لا حفاظ لها منهن ترسل في تلك الحال على نفسها من تجد وبسبب هذا فرغن إلى المساحقة ليصادفن فيما بينهن قضاء الوطر .


فصل في ملذذات الرجال والنساء : مما يلذذهما جميعاً ريق من آخذ في فمه الحلتيت وريق الكبابة وعسل الأملج وعسل عجن به سقمونيا والزنجبيل والفلفل بالعسل وأن يستعملوا ذلك لطوخاً خصوصاً على النصف الأخير من القضيب فإنه لا كثير فائدة في استعمال ذلك في الكمرة وحدها .
فصل فبما يعظم الذكر : يعظمه الدلك بالشحوم والأدهان الحارة بعد الخرق الخشنة المسخمة وصب الألبان عليها وخصوصاَ ألبان الضأن ثم إلصاق الزفت عليه لينجذب الدم ويحتبس للزوجته وينعقد بدسومته يدام على هذا في طرفي النهار وليعلم كيفية إلصاق الزفت في كلامنا في الفن الذي فيه الزينة من الكتاب الرابع حيث تعلم تسمين الأعضاء .
مما يفعل ذلك العلق إذا جفت وطلي بها والخراطين والجلباب وهو ضرب من اللبلاب له لبن وماء الباذروج يؤخذ العلق فيجعل فصل في المضّيقات : يؤ خذ عود وسعد وراسن وفرنفل ورامك وقليل مسك يسحق الجميع ويلوث بصوفة مغموسة في الميسوسن وتتحمل .
وأيضاً عفص فج جزءان فقاح الأذخر جزء ينخل بمنخل ضيق ويتحمر بخرق مبلولة في الشراب واحدة بعد واحدة فإنه يعيد البكارة .
وأيضاً قشور الصنوبر المدقوق أربعة أجزاء شب جزءان سعد جزء ويطبخ بشراب ريحاني وتبل فيه خرقة كتان ويتحمل .
ويجب أن تحفظ في إناء مشدود الرأس ويستعمل منها واحدة بعد أخرى فهي جيدة جداً وهو مجرب مراراً .
فصل في المسخنات للقبل : يغلى مسك وسك وزعفران في شراب ريحاني ويشرب فيه خرقة كتان ويستعمل فإنه مطيب والكرمدانة عجيبة في ذلك جداً .


القانون
القانون
( 51 من 70 )

المقالة الثانية أحوال هذه الأعضاء
مما لا يتصل بالباه
الورم قد يكونْ في نفس الخصية وقد يكون في الصفن والذي فْي الصفن يمكن لمسه ويعرف حال صلابته ولونه ولينه . والذي في الخصية يعسر ذلك فيه ويحس بذلك وهو داخل في الصفن .
وربما كان معها حمى فإن العضو شريف متصل بالقلب وكثيراً ما يسقط الصفن ثم يعود وتبقى الخصيتان متعلقتين ثم ينبت الصفن ويلتحم ويتخلق له كيس صلب ليس كما كان أولاً .
وكثيراً ما تتأكّل الخصية فتحتاج إلى خصي ضرورة لئلا يفشو التأكل وكثيراً ما يذهب ورم الخصية بسعال يعرض فتنتقل المادة إلى جهة الصدر .
العلاج : يجب أن يفصد ويطلق الطبيعة وخصوصاً بما يستعمل من تحت فإنه إذا استعملت الحمولات نفعه نفعاً عظيماً وجذبت المادة إلى المقعدة وربما احتيج إلى أن يثني بعد فصد عرق اليد بفصد عرق الصافن .
ويجب أن يراعى جانب الوجع فيفصد من جانبه وإن كان في الخصيتين جميعاً أخذ ما يجب أخذه من الدم من اليدين .
ويجب أن يخفف الغذاء ويهجر اللحم وما أشبهه ويدبر بالتدبير اللطيف ويستعمل أولاً على العضو خرق مشربة بالخلّ وماء الورد وماء اللعابات والعصارات الباردة .
وكما يأخذ في الازدياد يستعمل هذه الأضمدة والأطلية وهي أن يؤخذ ماء عنب الثعلب وماء القرع وماء القصب الرطب خاصة وماء الهندبا ودقيق الشعير والباقلا وشيء من الزعفران ودهن الورد .
ومما جرّبناه أيضاً ورق الكاكنج ودقيق الشعير ودقيق العدس .
وأيضاً ورق القصب ودقيق الباقلا ودهن الورد .
ومما جربناه دقيق الباقلا والبنفسج المسحوق أجزاء سواء يخبص ويضمد به وإن كان الحرارة والوجع مفرطين احتيج إلى أن يخلط بالرادعات مثل ورق البنج وإن كانت فيه صلابة ما أو جاوز حدّ الابتداء مجاوزة بينة فيجب أن يدبّر بما فيه إنضاج .
وأقرب المنضجات من درجة الابتداء دقيق الباقلا والبابونج والخطمي بلعاب بزر كتان والميبختج .


وأيضاً دقيق الشعير بعسل وماء .
وأيضاَ ورق الكرنب بدقيق الشعير ومح البيض ودهن الورد .
وأما إذا احتيج إلى التحليل ووقف التزيد فمن المجرب الجيد زبيب منزوع العجم وكمون يسحقان ويتخذ منهما ضمّاد بطلاء .
أو ورق الكرنب والحلبة مطبوخين أو دقيق الباقلا وزبيب دسم منزوع العجم وكمون يطبخ الجميع في شراب ممزوج ويطلى أو دقيق الشعير بإخثاء البقر منقوعاً في الخلّ مع شيء يسير من الكمّون وشيء من ماء عنب الثعلب .
أو رماد نوى التمر وبزر الخطمي أجزاء سواء يعجن بالخلّ ورماد الكرنب ببياض البيض أو صفرته .
أو أصل القنا البري مع شراب العسل مع دقيق أصل السوسن من مسحوقاً كالمرهم .
أو الزبيب المنقى خمسة أجزاء والحبة الخضراء المسلوقة جزء ونصف كمون جزء كرنب تسعة أجزاء علك الصنوبر ثلاثة يعجن بعسل .
وأيضاً للورم مع القروح خبث الفضة يطبخ في الزيت حتى يصير له قوام ثم يجعل عليه الشمع والراتينج ويرفع .
وأيضاً علك الأنباط أشق سواء دهن السوسن وسمن البقر مقدار الكفاية .
وأيضاً أصل الحبق مع السويق .
وأيضاً الحلبة وبزر كتان مع ماء وعسل .
وأيضاَ دردي الشراب العتيق مع سويق .
وأيضاً ما ذكرناه في باب الأورام الباردة .
وأيضاً وهو قوي للورم الذي يحتاج أن ينضج وللباردة والريح في الخصية يؤخذ حمص أسود ميويزج من كل واحد جزء عقارب محرقة جزء يضمد به ويصب قليل من دهن الزنبق في الإحليل نافع من ذلك وللبارد خاصة وكذلك تعليق فوة الصبغ عليه .
واذا كان الورم دبيلة فمن الجائز أن تفتح عند الصفن ولا يجوز أن تفتح ما يلي المقعدة فربما صار ناصوراً رديئاَ بل يجب أن يدام وضع دقيق الأرز معجوناً بالماء عليه ليمنع تقيّحه وفي آخره يزرق في الإحليل مسك بدهن الزنبق وهو غاية أو دهن الزنبق مرات فإنه كافٍ .
علاج الورم البارد في الخصية : كثيراً ما تعرض هذه الأورام في حال سوء القنية والاستسقاء وعلاجه المنضجات المذكورة فى الورم الحار .


ومن ذلك دقيق الباقلا ودقيق الحلبة بمثلث .
و أيضا كرنب قبضة ومن التين خمسة عدداً يطبخ في الماء حتى يتهرى ويضمّد به .
وأقوى من ذلك دقيق الحمص وفى دقيق الباقلا والكمّون وشحم الكلى والبابونج وإكليل الملك والشمع تتخذ منها مرهماً .
وأيضاً المقل يذاب في الميبختج ويستعمل ويقطر الزنبق في الاحليل مرات فإنه نافع عجيب .
وأيضاً يؤخذ مصطكي وأنزروت فينقع في طلاء وفي زنبق وتطليه على البيضة .
ولدهن الخروع تأثير في أورامه بالخاصة ويقطر في الإحليل مسك بدهن زنبق فهو غاية جداً .
علاج الورم الصلب في الخصية : يؤخذ التين وشحم البطّ من كل واحد جزء ورق الزيتون وورق السرو والأشج من كل واحد نصف جزء يجمع بطلاء وسمن البقر .
وأيضاً قلقطار وزوفا رطب وشمع ودهن ورد ومخّ ساق الأيل وورق العليق أجزاء سواء يتخذ منها لطوخ .
وأيضاً يؤخذ مقل وأشج يحلآن في مثلث ويجمعان بقليل دقيق باقلا علاج جيد مجرب لذلك : تؤخذ النخالة ولا تزال تدق وتنخل في منخل صفيق حتى تنتخل ويحل الأشق بالسكنجبين ويعجن به ويلزم الموضع وهو حار معتدل الحرارة ويعاد عليه دائماً وهو نافع من كل صلابة .
وأيضاً للصلب بابونج وحلتيت وحلبة وباقلا وسمن وعقيد العنب والتين المهري يضمد به .
وأيضاً رماد نوى التمر المعروف جزءأن خطمي جزء ويسحقان بخل ويضمد به فإنه نافع .
فصل في عافو نار ارساطون : هي علة نادرة وهي في النساء أندر وهو اختلاج في الذكر من الرجال وفي فم الرحم من النساء وتمدّد يعرض في أوعية المني لورم حار بها إن لم تعاف منه يؤدي إلى خلع أوعية المني واسترخاؤها وتمددها وتشنُّجها .
وقيل حينئذ تنتفخ بطن العليل مع عرق بارد .


العلاج : إذا ظهر هذا المرض فيجب أن يفصد ويحجم ويرسل العلق ثم يسهل لا دفعة واحدة فينزل شيء إلى الأعضاء العليلة بل قليلاً قليلاً برفق وذلك بمثل ماء اللبلاب بخيار شنبر وماء النيلوفر وماء عنب الثعلب بخيار شنبر وبمرق الحلزون وبمرق البقول الباردة اللينة للطبع .
وهي مثل الاسفاناخية والقطفية وما يشبهها وبحقن من السبستان والإجاص والخطمي والسلق والشيرخشت ويبالغ في الأطلية المبردة جداً على أعضاء الجماع وعلى الظهر حتى الشوكران والقيموليا .
وجميع ما عرفت في فريافيسيموس الحار وفي أورام الأنثيين الحارة .
ولأصل النيلوفر وأصل السوسن موافقة لصاحب هذه العلة .
فصل في وجع الأنثيين والقضيب : يكون من سوء مزاج مختلف بارد أو حار أو من ريح ومن ورم ومن ضربة ومن صدمة .
ا لعلامات : ما كان من سوء المزاج لم يكن هناك تمدد شديد وعرف المزاج بالحسن فكان الحار ملتهباً والبارد خدرياً ولم يكن الوجع كثيراً .
والريحي يكون معه تمدد وانتقال وسائر ذلك يكون معه سببه وعلاماته .
العلاج : هي ظاهرة مما قيل في تسخين الخصية وتبريدها وعلاج ورمها وتحليل ريحها .
وإذا إشتد البرد فعلاجه دهن الخروع مدافاً فيه فربيون وإن اشتدّ الالتهاب والحرقة فعلاجه العصارات الباردة قد جعل فيها شوكران وأفيون .
وأما الكائن عنْ ضربة أو صدمة فيجب أن يفصد ويؤخذ العضو بالمبردات الرادعة من غير قبض شديد فيؤلم بل تكون معه قوة ملينة مثل البنفسج والنيلوفر والقرع ونحوه ثم بعد ذلك يستعمل لعاب الخطمي والبابونج ونحوه .
وأيضاً الراتينج والمر بماء بارد وبزر كتان معجون بماء بارد والسمن وعلك الأنباط سواء .
فصل في عظم الخصيتين : قد يعرض للخصيتين أن تعظما لا على سبيل التورّم بل على سبيل السمن والخصب كما يعرض للثدين .


فصل في العلاج : تعالج بالأدوية المبردة التي تعالج بها أثداء الأبكار والنواهد لئلا تسقط مثل الطلاء بالشوكران والبنج وكل ما يضعف القوة الغاذية وحكاكة الاسرب المحكوك بعضه على بعض بماء الكزبرة الرطبة وحكاكة المسن وحجر الرحى .
ومما ينفع من ذلك ويعدّ له أن يدام زرق دهن الزئبق في الإحليل .
فصل في ارتفاع الخصية وصغرها : قد يعرض للخصية أو تتقلص وتصغر لاستيلاء المزاج البارد والضعف وربما غابت وارتفعت إلى مراق البطن حتى يعسر البول ويوجع عند البول ويحدث تقطيره .
فصل في العلاج : المروخات والأضدمة المسخنة والمقوية والجذابة التي ذكرت في باب الانعاظ .
وإذا غابت وهربت فالعلاج إدامة الاستحمام والآبزنات المتوالية وربما احتيج على ما رسمه الأقدمون إلى أن يدخل في الإحليل أنبوب وينفخ حتى يترقرق وتنزل البيضة .
فصل في دوالي الصفن وصلابته : قد يظهر على الصفن وما يليه دوالٍ ملتوية كثيرة وربما احتقن فيها ريح وتواتر عليها اختلاج .
وكثيراً ما يتولد عليها ورم صلب وهو من جنس الأورام الباردة .
وأكثر ما يعرض في الجانب العلاج : علاجه علاج الأورام الصلبة .
فصل في اسنرخاء الصفن : قد يطول الصفن ويسترخي ويكون منه أمر سمج .
فصل فيالعلاج : يجب أن يدام تنطيله بالمبردات المقبضة وتضميده بها ويقلّل الجماع .
ومن الأطباء من يقطع بعض السفن والفضل منه ويخَيط الباقي ليعتدل ويعتدل حجمه .
والأجود والأحوط أن يخيط أولاً ثم يقطع الفضل .
فصل في الأدروالفتوق : إنا قد اخترنا للادر والفترق باباً يأتي في آخر المقالات التي لهذا الكتاب الثالث .
فصل في تقلص الخصيتين : يكون ذلك بسبب برد شديد وسقوط قوة تعرض في العلامات الرديئة لأصحاب لأمراض الحادة وسنذكرها هناك .
فصل في قروح الخصية والذكر ومبدأ المقعدة : تسرع إلى نواحيها العفونة لأنها في كن من الهواء والى حرارة ورطوبة وتقارب مجاري الفضول وتشبه من وجه قروح الأحشاء والفم .


وأردؤها ما يكون في العضل التي في أصل القضيب وفي المقعدة .
وذلك لأنها تحتاج إلى تجفيف قوي وحسها مع ذلك شديد قوي .
وربما احتيج إلى قطع القضيب نفسه إذا تعفنت عليه القروح وسعت .
فصل في العلاج : ما كان من القروح على الكمرة يحتاج إلى ما هو أشد تجفيفاَ من الكائنة على القلفة والجلدة لأن الكمرة أشد يبساً في مزاجها .
وهذه القروح إما طرية وإما متقادمة ومنها ما هي خبيثة .
فالطرية ليس شيء أجود لها من الصبر ويشبه الصبر المرداسنج والاقليميا المغسول بالشراب والتوتيا ويقرب من ذلك اللؤلؤ .
والقرع المحرق عجيب في ذلك .
ورماد الشبث وللتوتيا ذرورات وأطلية بماء بارد .
وإن كانت أرطب من ذلك - وقد تقتحت - فتحتاج إلى ما هو أقوى مثل النحاس المحرق وقشور شجرة الصنوبر الصغار الحب محرقة وإن احتيج إلى إنبات اللحم خلط بها الكندر .
فصل في صفة دواء مركّب : لما يحتاج إلى تجفيف شديد مع إلحام ونسخته : يؤخذ من التوتيا والصبر والأنزروت والكندر والساذنج ولحاء الغرب المحرق والشبّ اليماني والزاج المحرق والعفص والجلّنار والأقاقيا أجزاء سواء ومن الزنجار جزء ونصف ومن أقماع الرمان الحامض جزء يتخذ منه مرهم بدهن الورد .
أخرى : يؤخذ خبث الحديد مرداسنج دمّ الأخوين قرطاس محرق شب محرق بدهن الورد يتخذ منه ضمّاد أو مرهم أو أقراص .
وإن كانت عتيقة جعل فيها كندر ودقاقه والصبر أجزاء سواء .
وأما إن كان هناك أكّال فمما ينفعه أن يؤخدْ رماد شعر الإنسان وإنجذان وعدس جبلي ويتخذ منه ذرور وضمّاد .
وأيضاً : أقوى من ذلك أن يؤخذ من كل واحد من الزرنيخين سبعة ومن النورة عشرون حجارة غير مطفأة ومن الأقاقيا إثنا عشر يعجن بالخلّ وعصير الأسفيوس الرطب ويقرّص منه في الظل ويستعمل .
وهذا أقوى من الأول .
وأقوى من ذلك الزرنيخان والأقا قيا والزنجار والميويزج ورما د ا لشبّ والفلفل يتخذ منه أقراص .


فإن خبث واسودّ فالأجود أن يبان ويقطع الموضع الفاسد ويعالج بالمراهم المنبتة حتى ينبت .
فصل في قروح القضيب الداخلة : علاجها علاج قروح المثانة وربما احتيج إلى مثل دواء القرطاس المحرق .
ونسخته : يؤخذ القرطاس المحرق والشب المحرق وإقليميا مغسول بعد الإحراق وقشورمن شجر الصنوبر فصل في الحكة في القضيب : تكون من مادة حادة تنصب إليه وعرق حاد يرشح من نواحيه فيحكه .
فصل في العلاج : ينقص الخلط بالفصد والإسهال ثم يؤخذ أفاقيا وماميثا من كل واحد نصف درهم ومن النوشادر دانق ومن الصبر دانق ومن الزعفران نصف دانق ومثل الجميع أشنان ويدقّ وينخل ويعجن بالزنبق فإنه عجيب مجرب .
وربما سكن بأن يطلى عليه في الحمام خلّ ودهن ورد وفيه نطرون وشب .
فإن كان أردأ جعل فيه شيء من ميويزج فاذا خرج من الحمّام طُلي ببياض البيض مع العسل وإن لم ينفع شيء وكان قد فصد واستفرغ فليحتجم من باطن الفخذ بالقرب من ذلك إلموضع أو ليرسل عليه العلق .
فصل في أورام القضيب الحارة : معالجاتها قريبة من معالجات أورام الأنثيين الحارة لكنها أحمل للقوابض في أول الأمر ومن نسخها الخاصة بها دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ قشور الرمان اليابس ورد يابس وعدس يطبخ الجميع بالماء .
إذا تهرى سُحق مع دهن الورد واستعمل .
وأيضاً : يؤخذ قيموليا بماء عنب الثعلب وكذك الطين الأرمني والعدس وورق الكاكنج .
القول فيها قريب من القول في أورام الأنثيين الباردة وتكثر في حال سوء القنية والاستسقاء .
ومما جرب لها دقيق نوى التمر جزءان خطمي جزء يطبخ بالخل ويضمد به .
والدواء المتخذ من النخالة والأشق المذكور في باب الورم الصلب في الأنثيين وأوفق مواضع ذلك الدواء هو القضيب إذا ورم ورماً صلباً .
فصل في الشقاق على القضيب ونواحيه : يعالج بعلاج شقاق المقعدة .


ومما يقرب نفعه أن يؤخذ قيموليا وتوتياء وحناء مسحوق وكثيراء أجزاء سواء ويتخذ منها ومن الشمع ومن صفرة البيضْ ودهن الزنبق مرهم .
فصل في وجع القضيب : يحدث وجع القضيب من أسباب مختلفة وكثيراً ما يحدث عن حبس البول ويشفيه الحقن اللينة والاقتصار على ماء الشعير بالجلآب ولا يقرب البزور لئلأ تجذب الفضول ثم بعد الحقنة يكمد حول العانة والقضيب مقدار ما يلين الجلد ويصب عليه ماء فاتر ويطلى بدهن بنفسج فإنه نافع .
فصل في الثآليل على الذكر : تقطع ويوضع عليها دواء حابس للدم وتعالج بعلاج سائر الثآليل جميعها .
صفة دواء : للبثر الشبيهة بالتوت واللحم الزائد على هذه النواحي .
ونسخته : يؤخذ بورق محرق ورماد حطب الكرم يسحقان بالماء ناعماً ويجعلان على التوت وما يشبهه لماذا لم ينجع قطع وينثر عليه الزنجار والزاج فإن كان رديئاً لم يكن بد من الكي .
فصل في إعوجاج الذكر : يلين الذكر بالملينات من الأدهان مثل الشيرج ودهن السوسن ودهن النرجس والشحوم اللطيفة المعلومة مثل شحم الدجاج والبط ومخ ساق البقر والأيل والشمع والراتينج في الحمام وغير الحمّام ويحقن من هذا القبيل بزراقات ويحمل على أن يستوي ويمدّ على لوح ويسوى ويمد علي لوح ويستوى برفق
الفن الحادي والعشرون أحوال أعضاء التناسل
وهي أربع مقالات :
المقالة الأولى الأصول والعلوق والوضع
فصل في تشريح الرحم


نقول أن آلة التوليد التي للأناث هي الرحم وهي في أصل الخلقة مشاكلة لالة التوليد التي للذكران وهي الذكر وما معه لكن أحداهما تامة متوجهة إلى خارج والأخرى ناقصة محتبسة في الباطن فكأنها مقلوب الة الذكران وكأن الصفن صفاق الرحم وكأن القضيب عنق الرحم والبيضتان للنساء كما للرجال لكنهما في الرجال كبيرتان بارزتان متطاولتان إلى استدارة وفي النساء صغيرتان مستديرتان إلى شدة تفرطح باطنتان في الفرج موضوعتان عن جنبيه في كل جانب من قعره واحدة متمايزتان يختص بكل واحدة منهما غشاء لا يجمعهما كيس واحد وغشاء كل واحدة منهما عصبي .
وكما أن للرجال أوعية للمني بين البيضتين وبين المستفرغ من أصل القضيب كذلك للنساء أوعية المني بين الخصيتين وبين المقذف إلى داخل الرحم لكن المذى للرجال يبتدىء من البيضة ويرتفع إلى فوق ويندس في النقرة التي تنحط منها علاقة البيضة محرزة موثقة ثم ينثني هابطاً متعرّجاً مثوربا " ذا التفافات يتم فيها بينهما نضج المني حتى يعود ويفضي إلى المجرى التي في الذكر من أصله من الجانبين وبالقرب منه ما يقضي إليه أيضاً طرف عنق المثانة وهو طويل في الرجال قصير في النساء .
وأما في النساء فيميل من البيضتين إلى الخاصرتين كالقرنين مقوسين شاخصين إلى الحالبين يتصل طرفاهما بالأربيتين ويتواتران عند الجماع فيسويان عنق الرحم للقبول بأن يجذباه إلى الجانبين فيتوسع وينفتح ويبلع المني .
وهما أقصر من مرسل زرقه مما في الرجال ويختلفان في أن أوعية المني في النساء تتصل بالبيضتين وينفذ في الزائدتين القرنيتين شيء ينبت من كل بيضة يقفف المني إلى الوعاء ويسميان قاذفي المني .
وإنما اتصلت أوعية المني في النساء بالبيضتين لأن أوعية المني في النساء قريبة في اللين من البيضتين ولم يحتج إلى تصليبهما وتصليب غشائهما لأنهما في كن ولا يحتاج إلى زرق بعيد .


وأما في الرجال فلم يحسن وصلها بالبيضتين فلم تختلط بهما ولو فعل ذلك لكانت تؤذيهما إذا توترت لصلابتها بل جعل بينهما واسطة تسمى أفيديذومس تأتي المقذف عند الأطباء إلى باطنه وفي داخل الرحم طوق عصبي مستدير في وسطه كالسير وعليه زوائد كثيرة .
وخلقت الرحم ذات عروق كثيرة تشعب من العروق التي ذكرناها لتكون هناك عدة للجنين وتكون للفضل الطمثي مدرة وربطت الرحم بالصلب برباطات قوية كثيرة إلى ناحية ة السرة والمثانة والعظم العريض فما فوقه لكنها سلسلة .
ومن رباطاتها ما يتصل بها من العصب والعروق المذكورة في تشريح العصب والعروق وجعلت من جوهر عصبي له أن يتمدد كثيراً عند أ الاستعمال وأن يجتمع إلى حجم يسير عند الوضع وليس يستتتم تجويفها إلا عند إستتمام النمو كالثديين لا يستتم حجمهما إلا مع استتمام النمو لأنه يكون قبل ذلك معطلاً لا يحتاج إليه ولذلك الرحم في الجواري أصغر من الثيبات بكثير ولها في الناس تجويفان وفي غيرهم تجاويف بعدد حلم الأثداء وموضعها خلف المثانة وتفضل عليها من فوق كما تفضل المثانة عليها بعنقها من تحت ومن قدام المعي ليكون لها في الجانبين مهاد ومفرش لين وتكون في حرز .
وليس الغرض الأول في ذلك متوجهاَ إلى الرحم نفسها بل إلى الجنين وهو يشغل ما بين قرب السرة إلى اَخر منفذ الفرج وهو رقبتها وطولها المعتدل في النساء ما بين ستّ أصابع إلى إحدى عشرة إصبعاً وما بين ذلك .
وقد تقصر وتطول باستعمال الجماع وتركه وقد يتشكل مقدارها بشكل مقدار من يعتاد مجامعتها ويقرب من ذلك طول الرحم نفسها وربما ماست المعي العليا .
وخلقت الرحم من طبقتين باطنتهما أقرب إلى أن تكون عرقية وخشونتها كذلك وفوهات هذه العروق هي التي تتنقر في الرحم وتسمى نقر الرحم وبها تتصلىأغشية الجنين ومنها يسيل الطمث ومنها يغتذي الجنين وظاهرتهما أقرب إلى أن تكون عصبية .
وكل طبقة منهما قد تنقبض وتنبسط باستعداد طباعها .


والطبقة الخارجة ساذجة واحدة والداخلة كالمنقسمة قسمين كمتجاورين لا كملتحمين لو سلخت الطبقة الظاهرة عنهما انسلخت عن مثل رحمين لهما عنق واحد لا كرحم واحدة وتجد أصناف الليف كلها في الطبقة الداخلة .
والرحم تغلظ وتثخن كأنها تسمن وذلك في وقت الطمث .
ثم إذا ظهرت ذبلت ويبست ولها أيضاَ ترفق مع عظم الجنين وانبساطها بحسب كانبساط جثة الجنين .
واذا جومعت المرأة تدافعت الرحم إلى فم الفرج كأنها تبرز شوقاَ لى جذب المني بالطبع .
وإذا قيل الرحم عصبانية فليس نعني بها أن خلقها من عصب دماغي بل أن خلقها من جوهر يشبه العصب أبيض عديم الدم لدن ممتد .
وإنما يأيها من الدماغ عصب يسير يحس به .
ولو كانت أشد عصبانية لكانْت أشد مشاركة للدماغ .
ورقبة الرحم عضلية اللحم كلها غضروفية كأنها غصن على غصن يزيمدها السمن صلابة وتغضرفاً والحمل أيضاً في وقت الحمل وفيها مجرى محاذية لفم الفرج الخارج ومنها تبلغ المني وتقذف الطمث وتلد الجنين وتكون في حال العلوق في غاية الضيق لا يكاد يدخلها طرف ميل ثم تتسع بإذن الله تعالى فيخرج منها الجنين .
وأما مجرى البول ففي موضع آخر وهو أقرب إلى فم الرحم مما يلي أعاليها .
ومن النساء من رقبة رحمها إلى اليسار ومنهن من هي منها إلى اليمين .
وقبل افتضاض الجارية البكر يكون في رقبة الرحم أغشية تنتسج من عروق ومن رباطات رقيقة جداً ينبت من كل غصن منها شيء يهتكها الافتضاض ويسيل ما فيها من الدم فاعلم جميع ما قلناه .
فصل في تولّد الجنين
إذا اشتملت الرحم على المني فإن أول الأحوال أن تحدث هناك زبدية المني وهو من فعل القوة المصورة .


والحقيقة من حال تلك الزبدية تحريك من القوة المصورة لما كان في المني من الروح النفساني والطبيعي والحيواني إلى معدن كل واحد منها ليستقرٌ فيه ويتخلّق ذلك العضو منه على الوجه الذي أوضحناه وبيناه في كتب الأصول ولذلك يوجد النفخ كله يندفع إلى وسط الرطوبة إعداداً لمكان القلب ثم يكون عن جانبه الأيمن وجانبه الأعلى نفخان كالمتسعين منه يماسانه إلى حين ثم يتنحيان عنه ويتميزان ويصير الأولى علقة للقلب والأيمن علقة للكبد ويمتلىء الاخر من دم إلى بياض وينفذ إلى ظاهر الرطوبة المبثوثة نفذ نفخ ريحي يثقبه لينال منه المدد من الرحم من الروح والدم وتتخلق السرة .
وأول ما تتخلّق السرّة تتبين إلا أن نفخات القلب والكبد والدماغ تتقدم خلق السرة لمان كان استمام هذه الئلاثة يتأخر عن استمام جوهر السرة .
وهذا شيء قد حققناه وبينا الخلاف فيه في كتب الأصول من العلم الطبيعى .
وكما يستقر المني ويزبد وينفذ الزبد إلى الغور نفخاً للقلب يتولد الغشاء من حركة مني الأنثى إلى مني الذكر ويكون متبرئاً ثم لا يتعلق من الرحم إلا بالنقر لجذب الغذاء وانما يغتذي الجنين بهذا الغشاء ما دام الغشاء رقيقاً فيها فكانت الحاجة إلى قليل من الغذاء .
وأما إذا صلب فيكون الاغتذاء بما توتد في مسامه من المنافذ الواضحة العرقية ثم ينقسم بعد مدة أغشية .
والحق أن أول عضو يتكون هو القلب لمان كان يحكى عن " أبقراط " أنه قال أول عضو يتكون هو الدماغ والعينان بسبب ما يشاهد عليه حال فراخ البيض لكن القلب لا يكون في أول ما يتخفق في كل شيء ظاهراً جليُّا .
وقد نبغ فضولي من بعد يقول أن الصواب أن يكون أول ما يتخلّق هو الكبد لأن أول فعل البدن هو التغذّي كأن الأمر على شهوته واستصو ا به .
وقوله هذا فاسد من طريق التجربة فإن أصحاب العناية بهذا الشأن لم يشاهدوا الأمر على ما يزعم البتة .


ومن القياس وهو أنه إن كان الأمر على ما يزعم من أنه يخلق أولاً ما يحتاج إلى سبوق فعله أولاَ فليعلم أنه لا يغتذي عضو حيواني ليس فيه تمهيد الحياة بالحرارة الغريزية وإذا كان كذلك كانت الحاجة إلى أن يخلق العضو الذي ينبعث منه الحار الغريزي والروح الحيواني قبل أن يخلق الغاذي والقوة المصوّرة لا تحتاج في حال التصوير إلى تغذية ما لم يقع تحلّل محسوس يضر ضرراً محسوساً فيحتاج إلى بدله ويحتاج إلى الروح الحيواني والحار الغريزي ليقوم به فإن قال أنه حاصل للمصورة من الأب فكذلك القوة الغاذية أيضاً مصاحبة للمصورة المولدة من جهة الأب وكيف لا وتلك أسبق في الوجود .
هذا والحال الأخرى ظهور النقطة الدموية في الصفاق وامتدادها في الصفاق امتداد ما وفي هذه الحال تكون النفّاخات قد استحال الرغوي منها إلى دموية ما واستحالت السرة إلى هيئة السرة استحالة محسوسة وثالث الأحوال إستحالة المني إلى العلقة وبعدها استحالته إلى المضغة وهناك تكون الأعضاء الرئيسة قد ظهر لها انفصال محسوس وقدر محسوس وبعدها استحالته إلى أن يتم تكون القلب والأعضاء الأولى ويبتدىء تنحي الأعضاء بعضها عن بعض وتليها الوشائح العلوية وتكون الأطراف قد تخططت ولم تنفصل تمام الانفصال وأوعيتها ثم إلى أن تتكون الأطراف ولكل استحالة أو استحالتين مدة موقوف عليها وليس ذلك مما لايختلف ومع ذلك فإنها تختلف في الذكران والإناث من الأجنة وهى في الإناث أبطأ .
ولأهل التجربة والامتحان في ذلك آراء ليس بينهما بالحقيقة خلاف فإن كل واحد منهم إنما حكم بما صادف الأمر عليه بحسب امتحانه وليس يمنع أن يكون الذي امتحنه الآخر واقعاً على ما يخالفه فإن جميع ذلك إنما هو أكثري لا محالة والأكثري فيمن تولد في الأكثر .
أما مدة الرغوة فستة أيام أو سبعة وفي هذه الأيام تتصرف المصورة في النطفة من غير استمداد من الرحم وبعد ذلك تستمد .


وابتداء الخطوط والنقط بعد بثلاثة أيام أخرى فتكون تسعة أيام من الابتداء وقد يتقدم يوماً أو يتأخر يوماً ثم بعد ستة أيام أخرى يكون الخامس عشر من العلوق تنفذ الدموية في الجميع فتصير علقة وربما تقدّم يوماً أو يومبن وبعد ذلك بإثني عشر يوماً تصير الرطوبة لحماً وقد تميزت قطع لحم وتميزت الأعضاء الثلاثة تميزاً ظاهراً وقد تنحى بعضها عن مماسة بعض وامتدت رطوبة النخاع وربما تأخر أو تقدم بيومين أو ثلاثة ثم بعد تسعة أيام تنفصل الرأس عن المنكبين والأطراف عن الضلوع والبطن تميزاً يحس في بعضهم ويخفى في بعض حتى يحسّ بعد ذلك بأربعهَ أيام تكملة الأربعين يوماً ويتأخر في النادر إلى خمسة وأربعين يوماً والأقلّ في ذلك ثلاثون يوماً .
وذكر في التعليم الأول أن السقط بعد الأربعين إذ شق عنه السلاء ووضع في الماء البارد يظهر شيئاً صغيراً متميّز الأطراف .
والذكر أسرع في ذلك كله من الأنثى ويشبه أن يكون أقلّ مدة تصوّر الذكران ثلاثين يوماً وأقلّ الوضع نصف سنة وبيانه نذكره عن قريب .
وأما تحديد حال الذكر والأنثى في تفاصيل المدمد فأمر يحكم به طائفة من الأطباء بالتهور والمجازفة فأول ما يجد المني متنقساً يتنفّس وأول ما تعمل المصورة تعمل مجمع الحار الغريزي ثم المخارج والمنافذ ثم بعد ذلك تأخذ الغاذية في العمل .
وعند بعضهم أن الجنين قد يتنفس من الفم ثم يتنفّس به أكثر التنفّس إذا أدرك في الرحم وليس عليه دليل .
وعند بعضهم أن الجينن إذا أتى على تصوره ضعف ما تصور فيه تحرك وإذا أتى على تحركه ضعف ما تحرك فيه حتى يكون الابتداء من الأولى ومن ابتداء العلوق ثلاثة أضعاف المدة إلى الحركة ولد .
واللبن يحدث مع تحريك الجنين .


وقد قيل أن الزمان العدل الوسط لتصوره خمسة وثلاثون يوماً ويتحرك في سبعين يوماً ويولد في مائتين وعشرة أيام وذلك سبعة أشهر وربما يتقدم أياماً وربما يتأخر لأنه ربما يقع في خمسة وثلاثين يوماً تفاوت قليل فيكثر في التضعيف .
وإذا كان الأكثر لخمسة وأربعين يوماً فيتحرك في تسعين يوماً ويولد في مائتين وسبعين يوماً وذلك تسعة أشهر وقد يقع في هذا أيضاً اختلاف في أيام بمثل ما قيل وهذا شيء لا يثبت المحصّل فيه حكماً والمولود لثمانية أشهر - إن لم يكن ممن أكثر - حكمه أن لا يعيش على ما ستعلمه من بعد إنما يكون قد تم تمامه على النسبة المذكورة وولد عنه تمامه فإنه تكون مدده أربعين يوماً ثم ثمانين ثم مائة وعشرين يوماً وينصق ويزيد على ما علمت .
قالوا ولم يوجد في الإسقاط ذكر تمٌ قبل الثلاثين يوماً ولا أنثى تمت قبل الأربعين وقالوا أن المولود لسبعة أشهر تدخله قوة واشتداد بعد أن تأتي على مولده سبعة أشهر والمولود لتسعة أشهر بعد تسعة أشهر والمولد لعشرة أشهر بعد عشرة أشهر .
ونحن نورد في مدة الحمل والوضع باباً في المقالة التي تتلو هذه المقالة .
واعلم أن دم الطمث في الحامل ينقسم ثلاثة أقسام : قسم ينصرف في الغذاء وقسم يصعد إلى الثدي وقسم هو فضل يتوقف إلى أن يأتي وقت النفاس فينتقص .
والجنين تحيط به أغشية ثلاثة المشيمة وهو الغشاء المحيط به وفيه تنتسج العروق المتأدية ضواربها إلى عرقين وسواكنها إلى عرقين والثاني يسمى فلاس وهو اللفائفي وينصب إليه بول الجنين والثالث يقال له أنفس وهو مفيض العرق ولم يحتج إلى وعاء آخر لفضل البراز إذ كان ما يغتذى به رقيقاً لا صلابة له ولا ثفل إنما تنفصل منه مائية بول أو عرق .
وأقرب الغكشية إليه الغشاء الثالث وهو أرقها ليجمع الرطوبة الراسخة من الجنين .


وفي جمع تلك الرطوبة فائدة في إقلاله ير لا يثقل على نفسه وعلى الرحم وكذلك في تبعيد ما بين بشرته والرحم فإن الغشاء الصلب يؤلمه بمماسته كما يؤلم المماسات ما كان من الجلد قريب العهد من النبات على القروح ولم يستوكع بعد .
وأما الغشاء الذي يلي هذا الغشاء إلى خارج فهو اللفائفي لأنه يشبه اللفائف وينفذ إليه من السرة عصب للبول ليس من الإحليل لأن مجرى الإحليل ضيق وتحيط به عضلة مؤكلة تطلق بالإرادة وإلى آخره تعاريج .
ووقت استعمال مثله هو وقت الولادة والتصرّف .
وأما هذا فهو واسع مستقيم المأخذ وجعل للبول مفيض خاص به لأنه لو لاقى البدن لم يحتمله البدن لحرافته وحدته وذلك ظاهر فيه .
والفرق بينه وبين رطوبة العرق في الرائحة وحمرة اللون بين ولو لاقى أيضاً المشيمة لكان ربما أفسد ما تحتوي عليه العروق المشيمة .
والمشيمة ذات صفاقين رقيقين وتنتسج فيما بينهما العروق ويتأدى كل جنس منها إلى عرقين أعني الشرايين والأوردة .
فأما عرقا الأوردة فإذا دخلا استقصرا المسافة إلى الكبد فاتحدا عرقاَ واحداً ليكون أسلم وبعداً إلى تحديب الكبد لئلا يزاحم مفرغة المرار من تقعيرها وبالحقيقة فإن هذا العرق إنما ينبت من الكبد وينحدر إلى السرة من المشيمة ويفترق هناك فيصير عرقين ويخرج ويتحرك في المشيمة إلى فوهات العروق التي في الرحم .
وهذه العروق يعرض لها شيئان : أحدهما أنها تكون عند فوهات التلاقي أدق فكأنها أطراف الفروع وأيضاً فانها تحمر أولاً من هناك لأنها تأخذ الدم من هناك فيظن أنها نبتت من هناك فاذا اعتبرت سعة الثقب أوهم أن الأصل من الكبد وإن اعتبرت الاستحالة إلى الدموية أوهم أن الأصل من المشيمة لكن الاعتبار الأول هو اعتبار الثقب والمنافذ .


وأما الاستحالات فهي كمالات للسطوج المحيطة بالثقب وكذلك فإن الشرايين تجتمع إلى شريانين إن أخذت الابتداء من المشيمة وجدتهما ينفذان من السرّة إلى الشريان الكبير الذي على الصلب متركبين على المثانة فإنها أقرب الأعضاء التي يمكن أن يستند اليها هناك مشدودين بأغشية للسلامة ثم ينفذان في الشريان الدائم الذي لا ينفسخ في الحيوان إلى آخر حياته فهذا هو ظاهر قول الأطباء .
وأما في الحقيقة فهما شعبتان منبتهما الحقيقي من الشريان وعلى القياس المذكور .
ويقول الأطباء إنما لم يصلح لهما أن يتحدا ويمتدا إلى القلب لطول المسافة واستقبال الحواجز ولما قربت مسافتهما من المتصل به لم يحتاجا إلى الاتحاد .
ويذكرون أن الشريان والوريد النافذين من القلب والرئة لما كان لا ينتفع بهما في ذلك الوقت في التنفس منفعة عظيمة صرف نفعهما إلى الغذاء فجعل لأحدهما إلى الآخر منفذ ينسد عند الولادة .
وأن الرئة إنما تكون حمراء في الأجنة لأنها لا تتنقس هناك بل تغتذي بدم أحمر لطيف وإنما تبيضها مخالطة الهوائية فتبيضّ .
وتقول الأطباء أن الغشاء اللفائفي خلق من مني الأنثى وهو قليل وأقل من مني الرجل فلم يمكن أن يكون واسعاً فجعل طويلاً ليصل الجنين بأسافل الرحم وضاق عن الرطوبات كلها فلم يكن بد من أن يفزد للعرق مصب واسع وهذا من متكلفاتهم والجنين إذا سبق إلى قلبه مزاج ذكوري فاض في جميع الأعضاء وهو بالذكورية ينزع إلى أبيه .
وربما كان سبب ذكوريته غير مزاج أبيه بل حال من الرحم أو من مزاج عرضي للمني خاصة فكذلك لا يجب إذا أشبه الأب في أنه ذكر أن يشبهه في سائر الأعضاء بل ربما يشبه الأم .
والشبه الشخصي يتبع الشكل .
والذكورة لا تتبع الشكل بل المزاج .
وربما يعرض للقلب وحده مزاج كمزاج الأب يفيض في الأعضاء .


وأما من جهة الاستعداد الشكلي فيكون القبول من المادة في الأطراف مائلاً إلى شكل الأم وربما قدرت المصورة على أن تغلب المني وتشكله من جهة التخطيط بشكل الأب ولكن تعجز من جهة المزاج أن تجعله مثله في المزاج .
وقد قال قوم من العلماء - ولم يبعدوا عن حكم الجواز - أن من أسباب الشبه ما يتمثل عند حال العلوق في وهم المرأة أو الرجل من صورة إنسانية تمثلاً متمكناَ .
وأما السبب في القدود فقد يكون النقصان فيها من قبل المادة القليلة في الأول أو من قبل قلّة الغذاء عند التخلق أو من قبل صغر الرحم فلا يجد الجنين متسعاً فيه كما يعرض للفواكه التي تخزن في قوالب وهي بعد فجة فلا يزيد عليها .
والسبب في التوأم كثرة المني حتى يفيض إلى بطني الرحم فيضاً يملأ كلاً على حدة وربما اتفق لاختلاف مدفع الزرقين إذا وافى ذلك اختلاف حركة من الرحم في الجذب فإن الرحم عند الجذب يعرض لها حركات متتابعة كمن يلتقم لقمة بعد لقمة وكما تتنفّس السمكة تنفساً بعد تنفسٍ لأنها أيضاً تدفع المني إلى قعر الرحم دفعات كل دفعة يكون معها جذبة المني من خارج طلباً من الرحم للجمع بين المنيين وذلك شيء يحسه المتفقة من المجامعين ويعرفن أيضاً أنفسهن .
وتلك الدفعات والجذبات لا تكون صرفة بل اختلاجية كأن كل واحدة منها مركبة من حركات لكنها لا تتم إلا عند عدة اختلاجات بل يحس بعد كل جملة اختلاجات سكون ما ثم يعود في مثل السكون الذي بين زرقات القضيب للمني ويكون كل مرة وثانية أضعف قوة وأقل عدد اختلاجات .


وربما كانت المرار فوق ثلاث أو أربع ولذلك تتضاعف لذتهن فإنهن يتلذذن من حركة المني الذي لهن ويلتذذن من حركة مني الرجل في رحمهن إلى باطن الرحم بل يلتذذن بنفس الحركة التي تعرض للرحم ولا يصدق قول من يقول أن لذتهن وتمامها موقوفان على إنزال الرجل كأنه إن لم ينزل الرجل لم تلتذ بإنزال نفسها وإن أنزل الرجل ولم تحدث لرحمها هذه الحركات ولم تسكن منها فإنها تجد لذة قليلة يكون للرجل أيضاً مثلها قبل حركة منيهم تشبه بالحكة والدغدغة الودية ولا قوك من يقول أن مني الرجل إذا انصب على الرحم أطفأ حرارتها وسكن لهيبها كماء بارد ينصب على ماء حار يغلي فإن هذا لا يكون إلا على الوجه الذي ذكرناه عند إنزالها وبلعها مني الرجل كما ينزل وفي غير ذلك الوقت لا يكون قوة يعتد بها وربما وافق زرقه ذكورية صبه إنثاوية فاختلطا ويليها زرقات مثل ذلك مرة بعد مرة فحملت المرأة ببطون عدة إذ كل اختلاط ينحاز بنفسه .
وربما كان اختلاط المنيين معاً ثم تقطعا وانقطعت الواحدة السابقة بسبب ريحي أو اختلاجي أو غير ذلك من الأسباب المفرقة فينحاز كل على حدة وربما كان ذلك بعد اتساع الغشاء فتكون كبيرة في شيء واحد فهذا مما لا يتم تكوّنه ولا يبلغ الحياة .
وربما كان قبل ذلك وما يجري هذا المجرى فيشبه أن يكون قليل الإفلاح .
وإنما المفلح هو الذي وقع في الأصل متميزاً والمني الذكوري وحده يكون بعد غير غزير ولا مالىء للرحم ولا واصل إلى الجهات الأربع حتى يتصل به مني الأنثى من الزائدتين القرنيتين الشبيهتين بالنواة .
وكما يختلطان يكون الغليان المذكور ويتخلّق بالنفخ والغشاء الأول ويتعلق المني كله حينئذ بالزائدتين القرنيتين ويجد هناك ما يمده ما دام منياً إلى أن يأخذ من دم الطمث ومن النقر التي يتصل بها الغشاء المتولّد .
وعند جالينوس أن هذا الغشاء كلطخ يخلقه مني الأنثى عند انصبابه إلى حيث ينصت إليه مني الذكر وإن لم يخالطه معه فيمازجه عند المخالطة .


وقد تقبل المرأة وأما الولادة فإنما تكون إذا لم يكف الجنين ما تؤديه إليه المشيمة من الدم وما يتأدى إليه من النسيم وتكون قد صارت أعضاؤه تامة فيتحرّك حينئذ عند السابع إلى الخررج كما تتم فيه القوة .
وإذا عجز أصابه ضعف ما لا تثوب إليه معه القوة إلى التاسع فإن خرج في الثامن خرج وهو ضعيف لم ينزعج عن قوة مولّدة بل عن سبب آخر مزعج مؤذٍ ضعيف .
وخروج الجنين إنما يتم بانشقاق الأغشية الرطبة وانصباب رطوبتها وإزلاقها إياه وقد انقلب على رأسه في الولادة الطبيعية لتكون أسهل للإنفصال .
وأما الولادة على الرجلين فهو لضعف الولد فلا يقدر على انقلاب وهو خطر ولا يفلح في الأكثر .
والجنين قبل حركته إلى الخروج فقد يكون معتمداً بوجهه على رجليه وبراحتيه على ركبتيه وأنفه بين الركبتين والعينان عليهما وقد ضمهما إلى قدّامه وهو راكن عنقه ووجهه إلى ظهر أمه حماية للقلب وهذه النصبة أوفق للانقلاب .
على أن قوماً قالوا : إن الأنثى تكون نصبته وجهها على خلاف هذه النصبة وإنما هذا للذكر ويعين على الإنقلاب ثقل الأعالي من الجنين وعظم الرأس منه خاصة وإذا انفصل انفتح الرحم الانفتاح ااذي ل يقدر في مثله مثله ولا بد من انفصال يعرض للمفاصل ومدد عناية من اللّه تعالى معدة لذلك فترده عن قريب إلى الإتصال الطبيعي ويكون ذلك فعلاً من الأفعال القورة الطبيعية والمصورة .
وبخاص أمر متصل من الخالق لاستعداد لا يزال يحصل مع نمو الجنين لا يشعر به وهذا من سرّ الله فتعالى الله الملك الحق المبين وتبارك اللّه أحسن الخالقين .
فحاصل هذا أن سبب ولادة الجنين الطبيعية احتياجه إلى هواء أكثر وغذاءً أكثر وعند انتباه قوى نفسه لطلب سعة المجمال والنسيم الرغد والغذاء الأوفر هرب عن الضيق وعن عوز النسيم وقلة الغذاء .
وإذا ولد لم يكن يحصل النوم والانتباه .
فإذا تحصلا منه ضحك بعد الأربعين يوماً .
فصل في أمراض الرحم


تعرض للرحم جميع الأمراض المزاجية واللي ! ة والمشتركة وتعرض لها أمراض الحمل مثل أن لا تحبل وأن تحبل فتسقط أو لا تسقط بل يعسر ويعضل ويموت فيها الولد ويعرض لها أمراض الطمث من أن لا تطمث أو ظمث قليلاً أو رديئاً أو في غير وقته أو أن يفرط طمثها وتكون لها أمراض خاصية وأمراض بالشركة بأن تشارك هي أعضاء أخرى وقد تكون عنها أمراض أعضاء أخرى بالشركة بأن تشاركها الأعضاء الأخرى كما يكون في اختناق الرحم .
وإذا كثرت الأمراض في الرحم ضعفت الكبد واستعدت لأن يتولّد عنها الإستسقاء .
دلائل الحرارة أما حرارة فم الرحم فيدل عليهما مشاركة البدن وقلة الطمث ويدلّ عليها لون الطمث وخصوصاً إذا أخذت خرقة تحان فاحتملته ليلة ثم جقفت في الظل ونظر هل هو أحمر أو أصفر فيدلّ على حرارة وعلى صفراء أو دم أو هو أسود أو أبيض فيدل على ضد ذلك .
لكن الأسود مع اليبس العفن يدل على حرارة وما سواه يدل على برودة .
وقد يستدل على حرارتها من أوجاع في نواحي الكبد وخرّاجات وقروح تحدث في الرحم وجفاف في شفتي المرأة وكثرة الشعر وانصباغ الماء في الأكثر وسرعة النبض أيضاً .
فصل في دلائل البرد في الرحم
احتباس الطمث أو قلته أو رقته أو بياضه أو سواده الشديد السوداوي وتطاول الظهر وتقدّم أغذية غليظة أو باردة وتقدم جماع كثير وخدر في أعالي الرحم وقلة الشعر في العانة وقلة صبغ الماء وفساد لونه .
فصل في دلائل الرطوبة
رقة الحيض وكثرة سيلان الرطوبة وإسقاط الجنين كما يعظم .
فصل في دلائل اليبوسة
الجفاف وقلة السيلان .
سبب العقر إما في مني الرجل أو في مني المرأة وإما في أعضاء الرحم وإما في أعضاء القضيب وآلات المني أو السبب في المبادي كالغتم والخوف والفزع وأوجاع الرأس وضعف الهضم والتخمة وإما لخلط طارىء .
أما السبب الذي في المني فهو مثل سوء مزاج مخالف لقوة التوليد حار أو بارد من برد طبيعي أو برد وطول احتباس وأسر أو رطوبة أو يبوسة .


وسبب ذلك الأغذية الغير الموافقة والحموضات أيضاً فإنها في جملة ما يبرد وييبس .
وقد يكون السبب الذي في المني سوء مزاج ليس مانعاً للتوليد بل معسراً له أو مفسداً لما يأتي الرحم من غذاء الصبي .
وقد يكون السبب في المني أن يكون مني الرجل مخالف التأثير لما في مني المرأة مستعدا لقبوله أو مشاركاً على أحد المذهبين فلا يحدث بينهما ولد ولو بدل كل مصاحبه أوشك أن يكون لهما ولد .
وربما كان تخالف المنيين لسبب سوء مزاج في كل واحد منهما لا يعتدل بالآخر بل يزيد به فساداً .
فإذا بدلا صادف كل واحد منهما ما يعدله بالتضاد فاعتدلا .
ومن جنس المني الذي لا يولد مني الصبي والسكران وصاحب التخمة والشيخ ومني من يكثر الباه ومن ليس بدنه بصحيح فإن المني يسيل من كل عضو ويكون من السليم سليماً ومن السقيم سقيماً على ما قاله أبقراط وهذه الأحوال كلها قد تكون موجودة في المنيين جميعاً .
وقد قالوا أن من أسباب وأما السبب الذي في الرحم فإما سوء مفسد للمني وأكثره برد مجمد له كما يعرض من شرب الماء البارد للنساء بما يبرد وكذلك للرجال وربما يغير أجزاء الطمث وربما يضيق من مسام الطمث فلا ينصبّ الطمث إلى الجنين وربما كان مع مادة أو رطوبات تفسد المني أيضاً لمخالطته أو مجقف أو محلل أو مرطب أو مزلق مضعف للمامسكة فهو كثير أو مضعف للقوة الجاذبة للمني فلا يجذب المني بقوة أو مضيق لمجاري الغذاء من حر أو يبس أو برد أو مفسد لغذاء الصبي أو مانع إياه عن الوصول لانضمام من الرحم شديد اليبس أو برد أو التحام من قروح أو لحم زائد ثؤلولي أو ليبس يستولي على الرحم فيفسد منافذ الغذاء فربما بلغ من يبسها أن تشبه الجلود اليابسة أو يعرض للمني في الرحم الباردة الرطبة ما يعرض للبزر في الأراضي النزة وفي المزاج الحار اليابس ما يعرض في الأراضي التي فيها نورة مبثوثة .
وإما لانقطاع المادة وهو دم الطمث إذا كان الرحم يعجز عن جذبه وإيصاله .


وإما لميلان فيه أو انقلاب أو لسدّة أو انضمام من فم الرحم قبل الحبل لسدة أو صلابة أو لحم زائد ثؤلولي أو غير ثؤلولي أو التحام قروح أو برد مقبض وغير ذلك من أسباب السدة أو يبس فلا ينفذ فيه المني أو صْعف أو انضمام بعد الحبل فلا يمسكه أو كثرة شحم مزلق .
وقد يكون بشركة البدن كله وقد يكون في الرحم خاصة والثرب أو في الرحم وحدها .
وإذا كثر الشحم على الثرب عصر وضيق على المني وأخرجه بعصره وفعله هذا أو لشدة هزال في البدن كله أو في الرحم أو آَفة في الرحم من ورم وقروح وبواسير وزوائد لحمية مانعة .
وربما كان في فمه شيء صلب كالقضيب يمنع دخول الذكر والمني أو قروح اندملت فملأت الرحم وسدّت فوهات العروق الطوامث أو خشونة فم الرحم .
وأما السبب الكائن في أعضاء التوليد فإما ضعف أوعية المني أو فساد عارض لمزاجها كمن يقطع أوردة أذنه من خلف أو تبطُّ منه المثانة عن حصاة فيشارك الضرر أعضاء التولد .
وربما قطع شيء من عصبها ويورث ضعفاً في أوعية المني وفي قوتها المولدة للمني والزراقة له .
وكذلك من يرض خصيته أو تضمّد بالشوكران أو يشرب الكافور الكثير وأما الكائن بسبب القضيب فمثل أن يكون قصيراً في الخلقة أو لسبب السمن من الرجال فيأخذ اللحم أكثره أو منها فيبعد من الرحم ولا يستوي فيه القضيب أو منهما جميعاً أو لاعوجاجه أو لقصر الوترة فيتخلى القضيب عن المحاذاة فلا يزرق المني إلى حلق فم الرحم .
وأما السبب في المبادي فقد عددناه بأنه لا بد من أن تكون أعضاء الهضم أو أعضاء الروح قوية حتى يسهل العلوق .
وأما الخطا الطارىء فإما عند الإنزال قبل الاشتمال أو بعد الاشتمال .
فأما عند الإنزال فأن فإن كان السابق الرجل تركها ولم تنزل وإن كانت السابقة المرأة أنزل الرجل بعد ما أنزلت المرأة فوقف فم رحمها عن حركات جذب المني فاغرة إليه فغراً بعد فغر مع جذب شديد الحس يحس بذلك عند إنزالها .


وإنما يفعل ذلك عند إنزالها إما لتجذب ماء الرجل مع ما يسيل إليها من أوعية منيها الباطنة في الرحم الصابة إلى داخله عند قوم وإما لتجذب ماء نفسها إن كان الحق ما يقوله قوم اخرون أن منيها - وإن تولد داخلاً - فإنه ينصب إلى خارج فم الرحم ثم يبلغه فم الرحم لتكون حركتها إلى جذب مني نفسها من خارج .
منبهاً لها عند حركة منيها فيجذب مع ذلك مني الرجل فإنها لا تخص بإنزال الرجل .
وأما الخطأ الطارىء بعد الاشتمال فمثل حركة عنيفة من وثبة أو صدمة وسرعة قيام بعد الإنزال ونحو ذلك بعد العلوق فيزلق أو مثل خوف يطرأ أو شيء من سائر أسباب الإسقاط التي تذكرها في بابها .
قال أبقراط : لا يكون رجل البتة أبرد من امرأة أي في مزاج أعضائه الرئيسة ومزاجه الأول ومزاج منيه الصحي دون ما يعرض من أمزجة طارئة .
واعلم أن المرأة التي تلد وتحبل أقل أمراضاً من العاقر إلا أنها تكون أضعف منها بدناً وأسرع تعجيزاً .
وأما العاقر فتكثر أمراضها ويبطؤ تعجزها وتكون كالشابة في أكثر عمرها .
أما علامات أن العقر من أي المنيين كان فقد قيل أشياء لا يحق صحتها ولا نقضي فيها شيئاً مثل ما قالوا أنه يجب أن يجرب المنيان فأيهما طفا في الماء فالتقصير من جهته .
قالوا ويصبّ البولان على أصل الخسّ فأيهما جفف فمنه التقصير .
ومن ذلك قالوا أنه يؤخذ سبع حبات من حنطة وسبع حبات من شعير وسبع باقلات وتصير في إناء خزف ويبول عليه أحدهما ويترك سبعة أيام فإن نبت الحب فلا عقر من جهته .
وقالوا ما هو أبعد من هذا أيضاً .
وأحسن ما قالوا في تجربة المرأة أنه يجب أن يبخر رحم المرأة في قمع بخور رطيب فإن نفذت منه الرائحة إلى فيها ومنخريها فالسبب ليس منها وإن لم ينفذ فهناك سدد وأخلاط رديئة تمنع أن تصل رائحة البخور والطيب .
وقالوا تحتمل ثومة وتنظر هل تجد رائحتها وطعمها من فوق وأكثر دلالة هذا على أن بها سدداً أو ليست .


فإن كان بها سدد فهو دليل عقر وإن لم يكن بها سدد فلا يبعد أن يكون للعقر أسباب أخر .
وللحبل موانع أخر وكل امرأة تظهر ويبقى فم رحمها رطباً فهي مزلقة .
وأما علامات المني وأعضائه في مزاجه ومزاجها فيعرف كما علمت حرارته وبرودته من منيّه وإحساس المرأة بلمسه ومن خثورته ورقته ومن حال شعر العانة ومن لونه ورائحته ومن سرعة النبض وبطئه ومن صبغ القارورة وقلة صبغها ومن مشاركة الجسد .
أما الرطوبة واليبوسة فتعرف من القلة مع الغلظ والكثرة مع الرقة .
والمني الصحيح هو الأبيض اللزج البراق الذي يقع عليه الذباب ويكل منه وريحه ريح الطلع أو الياسمين .
وأما علامات الطمث وأعضائه في مزاجها فيستدل عليه كما علمت أما على الحرارة والبرودة فمن الملمس ولون الطمث وهو إلى صفرة وسواد أو كدورة أو بياض ومن أحوال شعر العانة .
ويستدل على الرطوبة واليبوسة من الكثرة مع الرقة ومن كون العينين وارمتين كمدتين فإن العين تدل على الرحم عند أبقراط أو للقلة مع الغلظ .
وأية امرأة طهرت فلم يجف فم رحمها بل كان رطباً فإنها لا تحبل .
وأما السمن والهزال والشحم وقصر القضيب واعوجاجه وقصر الوترة وانقلاب الرحم وحال الإنزالين فأمور تعرف بالإختبار .
والفروج الشحمية الثرب تكون ضيقة المداخل بعيدته قصيرة القرون ناتئة البطون تنهز عند كل حركة وتتأذى بأدنى رائحة .
ويدل على ميلان الرحم أن يحس داخل الفرج فإن لم يكن فم الرحم محاذياً فهو مائل .
وصاحب الميلان والانقلاب يحسّ وجعاً عند المباضعة .
التدبير والعلاج : تدبير هذا الباب ينقسم إلى وجهين : أحدهما التأني لإحبال والتلطف فيه والثاني معالجات وأما العاقر والعقيم خلقة والمنافي المزاج لصاحبه المحتاج إلى تبديله وقصر اَلته فلا دواء له .
وكذلك الذي انسدّت فوهات طمثها من قروح اندملت فملست والتي تحتاج إلى تبديل الزوج فليس يتعلق بالطبيب علاجها .
وأما سائر ذلك فله تدبير .


أما تفصيل الوجه الأول فهو أنه يجب أن يختار أوفق الأوقات للجماع وقد ذكرناه ويختار منها أن يكون في آخر الحيض وفي وقت مثل الوقت الذي يجب أن يجامع فيه لما ذكرناه ويجب أن يتطاولا ترك الجماع مطاولة لا يبلغ أن يفسد له المنيان إلى البرد فإن عرض ذلك استعمل الجماع على جهة لا يعلق ثم تركاه ريثما يعلم أن المني الجيد قد اجتمع فيراعي منها أن يكون ذلك في وقت أول طهرها وكذلك في كل بدن مدة أخرى ثم يطاولان اللعب وخصوصاً مع النساء اللواتي لا يكون مزاجهن رديئاً فيمس الرجل ثدييها برفق ويدغدع عانتها ويلقاها غير مخالطٍ إياها الخلاط الحقيقي فإذا شبقت ونشطت خالطها محاكاً منها ما بين بظريها من فوق فإن ذلك موضع لذتها فيراعي منها الساعة التي يشتد منها اللنروم وتأخذ عيناها في الاحمرار ونفسها في الارتفاع وكلامها في التبلبل فيرسل هناك المني محاذياً لفم الرحم موسعاً لمكانه هناك قليلاَ قدر ما لا يبلغه أثر عن الهواء الخارج البتة فإنه في الحال يفسد ولا يصلح للإيلاد .
واعلم أنه إذا أرسل المني في شعبة قليلة أو كان قضيبه لازماً للجدار المقابل فربما ضاع المني بل يجب أن ينال فم الرحم بوزن ما ولا ينسد على الإحليل المخرج بل يلزمها ساعة وقد خالط بعد ذلك الخلاط الذي هو أشد استقصاء حتى يرى أن فغرات فم الرحم ومتنفّساته قد هدأت كل الهدء وبعد ذلك فيهدأ يسيراً وهي فاحجة شائلة الوركين نازلة الظهر ثم يقوم عنها ويتركها كذلك هنية ضامة الرجلين حابسة النفس وإن نامت بعد ذلك فهو آكد للإعلاق وإن سبق فاستعمل عليها بخورات موافقة لهذا الشأن كان ذلك أوفق وحمولات وخصوصاً الصموغ التي ليست بشديدة الحرارة مثل المقل وما يشبهه تحتمله قبل ذلك .


ومما هو عجيب أن تكون المرأة تتبخر من تحت الرحم بالطيوب الحارة ولا تشمها من فوق ثم تأخذ أنبوبة طويلة فتضع أحد طرفيها في رماد حار والاخر في فم الرحم قدر ما تتأدى حرارتها إلى الرحم تأدياً محتملاً فتنام على تلك الهيئة أو يجلس إلى حين ما تقدر عليه ثم تجامع .
وأما الوجه الآخر فإنه إن كان السبب لحر الأخلاط الحارة اسفرغها وعدل المزاج بالأغذية والأشربة المعلومة واستعمل على الرحم قيروطيات معدّلة للحرارة من العصارات المعلومة واللعابات والأدهان الباردة .
وإن كان السبب البرودة والرطوبة فيعالج بما سنقوله بعد - وهو الكائن في الأكثر - وإن كان السبب زوال فم الرحم عولج بعلاج الزوال وبالمحاجم المذكورة في بابه وفصد الصافن من الجهة وإن كان السبب كثرة الشحم استعملت الرياضة وتلطيف الغذاء وهجر الاستحمام الرطب إلا بمياه الحمّامات والاستفراغ بالفصد وبالحقن الحارة والمجففات المسخنة مثل الترياق والتيادريطوس .
ويجب أن تهجر الشراب الرقيق الأبيض ويستعمل الأحمر القوي اصرف القليل .
ومن الفرزجات الجيدة لهن عسل ماذي ودهن السوسن ومر .
وإن كان السبب رياحاً مانعة عن جودة التمكن للمني عولج بمثلى الكمّوني ويشرب الأنيسون وبزر الكرفس وبزر السذاب لا سيما بزر السذاب في ماء الأصول وبفراريج متخذة منها .
ومن المحللات للرياح مثل الجندبيدستر وبزر السذاب وبزر الفنجنكشت .
وإن كان السبب شدة اليبس استعمل عليها الحقن المرطبات واحتمالات الشحوم اللينة وسقي اللبن خصوصاً لبن الماعز والاسفيذباجات المرطّبات .
وإن كان السبب ضيق فم الرحم فيجب أن يستعمل فيها دائمأ ميل من أسرب ويغلظ على تدريج ويمسح بالمراهم الملينة ويستكثر من الجماع .
وينفعها أكل الكرنب ويستعمل الكرفس والكمون والأنيسون ونحوه .


وأكثر أسباب امتناع الحبل القابل للعلاج هو البرد والرطوبة وأكثر الأدوية المحبلة موجهة نحو تلافي ذلك ولا بد من الاستفراغات للرطوبة - إن كانت رطوبة - بالإيارجات وبالحمولات والحقن .
فمن المشروبات المعجونات الحارة مثل المثروذيطوس والترياق والتياذريطوس ودواء الكاكبينج .
ومن المشروبات ذوات الخواص أن تسقى المرأة بول الفيل فإنه عجيب في الإحبال .
ولتفعل ذلك بقرب الجماع وحينما تجامع وأيضاً تشرب نشارة العاج فإنه حاضر النفع وبزر سيساليوس جيد مجرب .
وقد يسقى منه المواشي الإناث ليكثر النتاج .
ومن الفرزجات ما يتخذ من دهن البلسان ودهن البان ودهن السوسن والفرزجات من النفط الأسود وأيضاً شحم الأوز في صوفة ومن أظفار الطيب والمسك والسنبل والسعد والشبث والصعتر والنانخواه والزوفا والمقل وخصي ا لثعلب والدار شيشعان وجوز السرو وحب الغار والسك والحماما والساذج والقردمانا ومن كل مسخن قابض خصوصاً المزلق واحتمال الأنفحة وخصوصاً أنفحة الأرنب مع الزبد بعد الطهر تعين على الحبل أو مع دهن البنفسج وكذلك احتمال البعرة واحتمال مرارة الظبي الذكر على ما يقال وخصوصاً إن جعل معها شيء من خصي ثعلب وكذلك احتمال بعرة واحتمال مرارة الذئب والأسد قدر دانقين .
شيافة جيدة : يؤخذ سنبل وزعفران ومر وسكّ ومصطكي وجندباستر بدهن الناردين .
وأيضاً يؤخذ من المرّ أربعة دراهم ومن الايرسا وبعر الأرنب درهمان يهيأ منها فرزجة بلوطية وتحتمل وتغيّر في كل ثلاثة أيام .
وأيضاَ يؤخذ عسل مصفى وسكبينج ومقل ودهن السوسن .
فرزجة جيدة : يؤخذ زعفران حماما سنبل إكليل الملك من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف ساذج وقردمانا من كل واحد أوقية شحم الأوز وصفرة البيض أوقيتان ودهن الناردين نصف أوقية يحتمل بعد الظهر في صوفة إسمانجونية ثلاثة أيام يجدد كل يوم .


وأيضاً يؤخذ الثوم اليابس أو الرطب ويصبّ عليه مثله دهن الحل ويطبخ حتى يتهرى وتذهب المائية ويحتمل في صوفة فإنه جيد .
وربما احتيج قبل احتمال الفرزجات إلى الحقن بشيء فيه قوة من شحم الحنظل فيخرج الرطوبات أو تحتمل في فرجها مثل صمغ الكندر فيخرج منه الرطوبات ومن البخورات أقراص تتخذ من المر والميعة وحب الغار ويبخر منها كل يوم .
وأيضاً يؤخذ زرنيخ أحمر وجوز السرو يعجن بميعة سائلة ويبخر به في قمع بعد الظهر ثلاثة أيام ولاء وكذلك مر وميعة سائلة وقنة وحب غار والشونيز والمقل والزوفا .
علامات الحبل وأحكامه : يدل عليه ما سبق من توافي الإنزالين وحاله كالفتور عقيب الجماع وتكون الكمرة كأنها تمص عند إنزالها وتخرج وهي إلى اليبوسة ما هي ويعقبه شدة انضمام فم الرحم حتى لا يدخله المرود وكذلك ارتفاعه إلى فوق وقدام وتقلصه من غير صلابة ومن شدة يبس تلك الناحية ويحتبس الطمث فلا تطمث إلى حين أو تطمث قليلاَ ويحدث وجع قليل فيما بين السرة والقبل وربما عسر البول .
ويعرض لها أن تكره الجماع بعد ذلك وتبغضه فإذا جومعت لم تنزل وحدث بها عند الجماع وجع تحت السرة وغثيان .
والحبلى بالذكر أشد بغضاَ للجماع من الحبلى بالأنثى فإنها ربما لم تكره الجماع ثم ما يعقبه من كرب وكسل وثقل بدن وخبث نفس وقيل غثيان وجشاء حامض وقشعريرة وصداع ودوار وظلمة عين وخفقان ثم تهيج شهوات رديئة بعد شهر أو شهرين ويصفر بياض عينها ويخضر وربما غارت عينها واسترخى جفنها ويحتد نظرها وتصفر حدقتها ويغلظ بياضها ولم يصفر في الأكثر .
ولا بد من تغيّر لون وحدوث آثار خارجة عن الطبيعة وإن كان في حمل الذكر أقل وفي حمل الأنثى أكثر .
وربما سكن الحبل أوجاع الظهر والورك بتسخينه للرحم .
فإذا وضعت عاد وربما تغير بدنها عما كان عليه فانبسط واصفرت عليه عروقه واخضرت .


وفي أكثر الأحوال يعرض للحبالى أن تستزخي أبدانهن في الابتداء لاحتباس الطمث وزيادة ما يحبس منه على ما يحتاج إليه الجنين لصغره وضعفه عن التغذي .
ثم إذا عظم الجنين يغتذي بذلك الفضل فانتعش وسكنت أعرض احتباسه فإذا علقت الجارية ولم تبلغ بعد خمس عشرة سنةخيف عليها الموت لصغر الرحم وكذلك حال من يصيبها من الكبار منهن حمى حادة فتقتل من جهة ما تورث من سوء المزاج للجنين وهو ضعيف لا يحتمله .
ومن جهة أن غذاءه يفسد مزاجه ومن جهة أن الأم إذا لم تغتذ ضعف الجنين وإن اغتذي ضعفت هي وكذلك إذا عرض في رحمها ورم حار فإن كان فلغمونيا فربما رجى معه في الأقل خلاص الجنين والأم .
والماشرا رديء جداً .
وقد يعرف الحبل بتجارب منها أن تسقى المرأة ماء العسل عند النوم أوقيتين بمثله ماء المطر ممزوجاً وتنظر هل يمغص أم لا والعلة فيه احتباس النفخ بمشاركة المعي .
على أن الأطباء يتعجبون من هذا وهو مجرب صحيح إلا في المعتادات لشرب ذلك .
وأيضاً تكلّف الصوم يوماً وعند المساء تزمل في ثياب وتتدخن على إجانة مثقوبة وقمع ببخور فإن خرج الدخان والرائحة من الفم والأنف فليس يها حبل .
وكذلك مجرب على الخواء احتمال الثومة والنوم عليها وهل تجد ريحها وطعمها في الفم أم لا .
وما قلناه في باب الإذكار والإيناث من تجربة احتمال الزراوند بالعسل .
وبول الحبالى في أول الحال أصفر إلى زرقة كأن في وسطه قطناً منفوشاً وقد يدل على الحبل بول صافي القوام عليه شيء كالهضاب وخصوصاَ إذا كان فيه مثل الحب يصعد وينزل .
وأما في اخر الحبل فقد يظهر في قواريرهن حمرة بدل ما كان في أول الحبل زرقة .
واذا حركت قارورة الحبلى فتكدرت فهو آخر الحبل وان لم يتكدّر فهو أول الحبل .


فصبل في سبب الإذكار والايناث : إن سبب الإذكار هو مني الذكر وحرارته وغزازته وموافقة الجماع في وقت طهرها ودرور المني من اليمين فهو أسخن وأثخن قواماً ويأخذ من الكلية اليمنى وهي أسخن وأرفع وأقرب إلى الكبد وكذلك إذا وقع في يمنى الرحم وكذلك مني المرأة في خواصه وفي جهته والبلد البارد والفصل البارد والريح الشمالية تعين على الإذكار والضدعلى الضد وكذلك سن الشباب دون الصبا والشيخوخة .
وقال بعضهم أنه إن جرى من يمين الرجل إلى يمينها أذكر ومن اليسار أنث .
وإن جرى من يساره إلى يمينها كان أنثى مذكّرة ومن يمنيه إلى يسارها كان ذكراً مخنثاً .
وقال بعض من تجازف أن الحبل يوم الغسل يكون بذكر إلى الخامس ويكون بجارية إلى الثامن ثم يكون بغلام إلى الحادي عشر ثم يكون خنثى ودم الحبلى بذكر أسخن كثيراً من دم الحبلى بأنثى .
علامات الإذكار والإيناث : الحامل للذكر أحسن لوناً وأكثر نشاطاً وأنقى بشرة وأصح شهوة وأسكن أعراضاً وتحسّ بثقل من الجانب الأيمن فإن أكثر ما يتولد الذكر يكون من مني اندفق إلى اليمين من جنبي الرحم .
وإنما يكون ذلك إما لشوق ذلك الجانب إلى القبول أو لأن الدفق كان من البيضة اليمنى .
وإذا تحرك الجنين الذكر تحرك من الجانب الأيمن .
وأول ما يأخذ الثدي في الازدياد وتغير اللون يكون من صاحبة الذكر من الجانب الأيمن وخصوصاً الحلمة اليمنى وإليها يجري اللبن أولاً ويدر أولاً ويكون اللبن الذي يحلب من ضرعها غليظاً لزجاً رقيقاً مائياً حتى إن لبن الذكر يقطر على المراَة وينظر إليه في الشمس فيبقى كأنه قطرة زئبق أو قطرة لؤلؤ يسيل ولا يتطامن وتزداد الحلمة في ذات الذكر حمرة لا سواداً شديداً وتكون عروق رجليها حمراء لا سوداء ويكون النبض الأيمن منها أشد امتلاء وتواتراً .


قالوا : وإذا تحرّكت عن وقوف حركت أولاً رجلها اليمنى وهو مجرّب وإذا قامت اعتمدت على اليد اليمنى وتكون عينها اليمين أخف حركة وأسرع والذكر يتحرك بعد ثلاثة أشهر والأنثى بعد أربعة .
قالوا ومن الحبل في معرفة ذلك أن يؤخذ من الزراوند مثقال فيسحق ويعجن بعسل وتحتمله بصوفة خضراء من غدوة إلى نصف النهار على الريق فإن حلا ريقها فهي حبلى بذكر وإن أمرَه فهي حبلى بأنثى وإن لم يتغير فليست بحبلى .
وفي هذه الحيلة نظر ويحتاج إلى تجربة أو فضل بحث عن علتها في علامات حبل الأنثى وأضداد ذلك .
ومما يؤكده كثرة قروح الرجلين خصوصاً في الساقين وكثرة أورامهما .
وربما كان الحمل بذكر إنما هو بذكر ضعيف مهين فكان أسوأ حالاً وأردأ من .
علامات الحمل بأنثى قوية .
والنفساء عن الذكر ينقضي نفاسها في خمسة وعشرين يوماً إلى ثلاثين يوماً إلا اْن يكون بها سقم .
والأنثى من خمسة وثلاثين إلى أربعين ودْلك أكثر الأمر .
ومن مجربات القوم أنهم قالوا أن لبن المرأة إذا حلب في الماء ويطفو فوق الماء ولا ينزل فالولد ذكر .
وإن نزل ولا يطفو فوق الماء فالولد أنثى
فصل في تدبير الإذكار
يجب أن يسخن المرأة والرجل بالعطر والبخور والأغذية ويشرب المثروديطوس والفرزجات المذكورة إن احتيج إليها وبالحقن المسخنة والمروخات كلها ولا يلتفت إلى من يقول أن المرأة يجب أن تكون ضعيفة المني ليتولد منها الذكر بل يجب أن تكون ثخينة المني قويته حارته فمثل هذا المني أولى بأن يقبل الذكور ولكن لا يجب أن يعجز عن منيها مني الذكَر بل يجب أن يكون مني الذكر أقوى في هذا الباب ويجب أن يهجر الجماع مدة ليس بإعراض عن الجماع أصلاً فيفسد المني على ما قلنا وأن لا يكثرا شرب الماء بل يشربان منه قليلاً قليلاً ويتغذيان بالأغذية القوية المسخنة ثم يجرب الرجل منه فما دام رقيقاً علم أن الحاجة إلى العلاج باقية .
وإذا غلظ المني صبر بعد ذلك أياماَ .


ويستمر على تدبيره حتى يقوى المني ويجتمع على الوجه المشار به ثم يواقعها المواقعة المشار بها في أعطر موضع بالعطر الحار مثل الند الأول الممسك والزعفران والعود الهندى الخام ويجتنب الكافور ويكون في أسر حال وأطيب نفس وأبهج مثوى ويفكر في الإذكار ويحضر ذهنه الذكران الأقوياء المشار ذوي البطش علامات القبيس والمذكر : إن القبيس والمذكر هو الرجل القوي البدن المعتدل اللحم في الصلابة والرخاوة الكثير المني الغليظه الحاره وهو عظيم الأنثيين بادي العروق قوي الشبق لا يضعفه الجماع .
ومن يرزق المني من يمينه فإن الملقحين أيضاً يشدون البيضة اليسرى من الفحل ليصب على اليمنى فإذا كان الغلام أولاً تنتفخ بيضته اليمنى فهو مذكر أو اليسرى فهو مؤنث وكذلك الذي يسرع إليه الاحتلام لا عن اَفة في المني فإنه مذكر فيما يقال .
علامات اللقوة والمذكار : اللقوة والمذكار منهن هي المرأة المعتدلة اللون والسحنة ليست بجاسية البدن ولا رخوته ولا طمثها رقيق قيحي ولا قليل مائي محترق جداً وفم رحمها محاذ للفرج وهضمها جيد وعروقها ظاهرة دارة وحواسها وحركاتها على ما ينبغي وليس بها استطلاق بطن دائم ولا اعتقاله الدائم وعينها إلى الكحل دون الشهل وهي فرحة الطبع بهجة النفس والعمالات من الجواري المراهقات وأول ما يدركن سريعات الحبل لقوة حرارتهن وقلة شحوم أرحامهن ورطوباتهن واللاتي يسرع هضمهن أولى بأن يذكرن واللاتي مدة طهرهن قصيرة إلى اثنين وعشرين يوماً لا إلى نحو من أربعين .


سببه كثرة المني وانقسامه إلى اثنين فما بعده ووقوعه في التجويفين وسلامة ولدى المتئم غير كثيرة وقلما يكون بين التوأمين أيام كثيرة فإنهما في الأكثر من جماع واحد وفي القليل ما يعلق جماع على حبل وإن أعلق أعلق في نساء خصبات الأبدان كثيرات الشعور والدم لقوة حرارتهن وهن اللاتي ربما رأين الدم في الحبل فلم يبالين به لقوة منيهن وقوة أرحامهن ولم يسقطن مع الحيض ومع انتفاخ ما من فم الرحم وربما حضن على الحبل عدة حيض اثنتين فما فوقهما فإن وقع حبل في غير القوية جداً وفي التي إنما حبلت لانفتاح فم رحمها لا لقوة رحمها خيف أن يكون المولود الأول قد ضعف فيفسد في الثاني .
وأيضاً في القويات قد يخاف جانب وقوع التعلق والتزاحم بين الولدين وأكثر ما يتأدي ذلك إلى حمّى وتهيج في الوجه وحدوث أمراض إلى أن يسقط أحدهما .
ومن علامات " التوأم وما فوقه على ما قالوا وجرب أن يراعى سرة المولود الأول المتصلة بالجنين فإن لم يكن فيها تعجر ولا عقد فليس غير المولود الأول ولد فإن كان فيها تعجر فالحمل بعدد التعجر .
علامات الاقراب : إذا دخلت الحامل في مدة قريبة من أجل الولادة وأحست بثقل في أسفل البطن تحت السرة وفي الصلب ووجع في الأربية وحرارة في البطن وانتفاخ في فم الرحم شديد محسوس وترطب منه فقد أقربت فإذا استرخت عجيزتها وانتفخت إربيتها واشتدّ انتفاخ الأربية فما بينها وبين الطلق إلا قريب .
علامات ضعف الجنين : يدل على ضعفه أمراض والدته واستفراغات عرضت لها وخصوصاً اتصال درور الحيض المجاوز لما يكون على سبيل الندرة والقلة وعلى سبيل فضل من الغذاء وكذلك ظهور واللبن في أول شهر حملت فيه وتحلبه إذا عصر الثدي ويدل عليه أن لا يتحرك الجنين تحركاً يعتدّ به أو يتحرك في غير وقته .
علامات ضعف المولود : إن الجنين إذا ولد ولم تنتفخ سرّته ولم يعطس ولم يتحرّك ولم يستهل إلى زمان فإنه ضعيف ولا يعيش .
المقالة الثانية الحمل والوضع


أما مدد التحرك والتخلق والولادة فقد ذكرناها في التشريح وما بعده ويعلم من هناك أن الشهر السابع أول شهر يولد فيه الجنين القوي الخلقة والمزاج الذي أسرع تخقله وتحركه وأسرع طلبه للخروج .
وأكثر ما يموت المولودن لهذه المدة لأنهم يقاسون حركات شديدة في ضعف من الخلقة فإن مثل هذا المولود وإن كان قوياً في الأصل فهو قريب العهد بالتكون لكن المولود في الثامن هوأ كثر المولودين هلاكأ وقلما يعيش فإن عاش من المولودين لثمانية أشهر واحد فذلك هو النادر جدأ وقلما يعيش مولود أنثى لهذه المدة .
وفي بعض البلاد لا يعيش مولود لثمانية أشهر البتة لأنهم لا يخلو حالهم من أن يكونوا تأخروا في التخلق والتحرك والشوق إلى الولاد إلى هذا الوقت فيدل على أن قوتهم لم تكن قوية في الأصل فإن حاولوا بحركات التفصي في أول عهد الاستتمام ضعفوا أكثر من ضعف من يحاول التفصي في أول عهد الاستتمام وكانت قوته الأصلية قوية كالمولودين في السابع وإن لم يكونوا كذلك بل كانت خلقتهم وحركتهم ونيتهم إلى الشوق إلى الولادة وحركتهم إليه قد تمت قبل ذلك فيكون مثل هذا الجنين قد رام التفصي عن مأواه وانقلب وأحدث انقلابه الذي لم يبلغ به غرضه وصباً وبقي كذلك منقلباً إلى أن تثوب إليه القوة فأعجزه ضعف قوته وعرض له لا محالة ما يعرض للضعيف المحاول للحركات المخلصة إذا انبثّ دون متوجهه إعياء وعجز فيمرض لا محالة ويضعف وتنحلّ قوته فإذا ولد في مثل تلك الحال كان حكمه حكم المولود المريض الضعيف ومن حكمه أن لا يرجى له الحياة .
وأما المولود في التاسع فإن كانت قد تمت خلقته واشتاق إلى الحركة في السابع لم يمكنه أن يتفصى بل بقي في الرحم وعرض له في الثامن ما قلناه انتعش في مدة شهر إنتعاشاً يرد إليه القوة عن انقلابه واستوى إلى أن لا يعود منقلباً واستحكم وتحنك فإذا ولد سلم .
وإذا لم يكن كذلك بل اشتاق إلى الحركة في ذلك الوقت فحكمه حكم كل ضعيف البتة .


وأكثر ما يولد في العاشر يكون قد عرض له إن اشتهى الولادة في التاسع فلم يتيسرله وعرض له ما يعرض للمولود في الثامن وقليلاً ما يتفق أن يكون ورم الانفصالي واقعاً في السابع ثم يمتد الأنتعاش إلى العاشر حتى يقع له انتعاش تام في العاشر فهذا نادر .
ومع ذلك فهو دليل على ضعف القوة إذ أخرت التدارك من السابع إلى العاشر .
تدبير كلي للحوامل : يجب أن يعتنى بتليين طبيعتهن دائماً بما يلين باعتدال مثل الإسفيذباجات الدسمة ومثلا الشيرخشت ونحوه إذا اعتقلت الطبيعة جداً وأن يكلفن الرياضه المعتدلة والمشي الرفيق من غير إفراط فإن المفرط يسقط وذلك لأنهن يبتلين بما عرض لهن من احتباس الطمث بأن تكثر فيهن الفضول ويجب أن لا يدمن الحمام بل الحمام كالحرام عليهن إلا عند الإقراب ويجب أن لا تدهن رؤوسهن فربما عرض من ذلك نزلة فيعرض السعال فيزعزع الجنين ويعده للاسقاط .
ويجب أن يجتنبن الحركة المفرطة والوثبة والضربة والسقطة والجماع خاصة والامتلاء من الغذاء والغضب ولا يورد عليهن ما يغمهن ويحزنهن ويبعد عنهن جميع أسباب الإسقاط وخصوصاً في الشهر الأول والى عشرين يوماً وخصوصاً في الاسبوع الاول والى ثلاثة أيام من العلوق فهناك يحرم عليهن كل مزعزع وينظر فيما كتبناه من حفظ الجنين ويجب أن يدثر عا تحت الشراسيف منهن بصوف ليّن .
وأغذيتهن : الخبز النقي بالإسفيذباجات والزيرباجات ويجتنبن كل حريف ومر كالكبر والترمس والزيتون الفج وكل محر للطمث كاللوبيا والحمص والسمسم .
وإن اشتهين الطعام في يوم العلوق فإن أبقراط يأمر بسقيهن السويق في الماء فإنه - وإن نفخ - فهو سريع الغذاء .
وشرابهن هو الريحاني الرقيق العتيق .
وقد قال ) أبقراط ( يسقين شراباَ أسود ويشبه أن يكون عنى به الرقيق الأسود فيكون سواده لقوته لا لعكره ونقلهن الزبيب والسفرجل الحلو والكمثري المنبه للشهوة والتفاح المز والرمان المز .
وأما أدويتهن فمثل جوارشن اللؤلؤ .


ونسخته : يؤخذ لؤلؤ غير مثقوب درهم عاقرقرحا درهم زنجبيل ومصطكي من كل واحد أربعة دراهم زرنباد ودرونج وبزر كرفس وشيطرج وقاقلة وجوز بوا وبسباسة وقرفة من كل واحد لدرهمان بهمن أبيض وبهمن أحمر وفلفل ودار فلفل من كل واحد ثلاثة دراهم دار صيني خمسة دراهم سكر سليماني مثل الجميع أو أكثر الشربة منه مثل ملعقة فإنه يصلح حال رحمها رحال معدتها ويجب أن تشتدّ العناية بمعدتهن فتقوى بمثل الجلنجبين مع العود والمصطكي ونحوه .
ومن الجوارشنات المتخذة من السكر الكثير بأفاويه ليست بحادة جداً وبالأضمدة القابضة المسخنة العطرة .
تدبير النفساء : يجب إذا وضعت أن تدثر وتجتهد في درور طمث كافٍ وتصلح الغذاء ولا تنتقل دفعة إلى التدبير الغليظ فيحمها ويضعف القوة المغيرة في كبدها ويكثر عطشها وربما استسقت فإن صلبت مع ذلك كبدها لم يرج لها برء .
وأيام النفاس لها حركات وأدوار وابتداؤها أول حدوث الاضطراب والوجع وإذا جاوز المريض عشرِين يوماً إلى الرابع والعشرين والمرض قائم أو معاود دل على بطء الانقضاء ولا بدّ من استفراغ في غير يوم البحران إن لم يكن ضعف وإن كان ضعف فتترك الإسهال أولى .
شهوة الحوامل : إذا سقطت شهوة الحوامل انتفعن بترك الدسم الشديد الدسومة والحلو الشديد الحلاوة واستعمال مشي رقيق وبالقصد في شرب الماء والاقتصار من الشراب على الريحاني القليل الرقيق فإنه نافع مصلح للشهوة ولما يعرض من الغثيان والقيء الكثير .
ومن الأدوية المعيدة للشهوة المقوية لها كل ما فيه قبض مع حرارة لطيفة مثل عصا الراعي مطبوخاً بالشبث تشرب وسلاقته والزراوند قبل الطعام وبعده يتناول منه قليل والضمّادات المعروفة المقوية للمعدة المتخذة من السفرجل والقسب وقصب الذريرة والسنبل بالشراب الريحاني العتيق وربما جعل فيه بزر الكرفس والأنيسون والرازيانج وخصوصاً إن كان هناك وجع ونفخة .


وإذا ساءت شهوتها بإفراط اجتهد في تنقية معدتها بمثل ماء الجلنجبين المتخذ بالورد الفارسي ثم يصلح بالحموضات .
ولرب الحصرم وشرابه المتخذ بالعسل أو بماء السكر منفعة جيدة في ذلك وموافقة للجنين .
والنشاستج المجفف يوافق مشهيات الطين منهن وربما انتفعن بالحريفات مثل الخردل ونحوه فإنه يقطع الخلط الرديء وينبه الشهوة وهو غاية في رد شهوتهن .
وإذا صدقت شهوتهن للجبن شوى لهن الرطب على جمر حتى يجف فإن ذلك أفضل من اليابس بالحريف فإن الأول أقل فضلاً والثاني أفتق للشهوة وأما رياح معدتهن ووجعها فيستعمل لها هذا الجوارشن .
ونسخته : يؤخذ من الكقون الكرماني المنقوع في الخل يوماً وليلة المقلو بعد ذلك ومن الكندر والسعتر الفارسي من كل واحد جزء ومن الجندبيدستر ثلث جزء يستفّ منه من نصف مثقال إلى مثقال وإن عجن بشراب السكر أخذ منه أكثر .
وأما قيئهن على الطعام فيجب أن يعطين بعد الطعام ما له عطرية وقبض كالسفرجل المشوي وخصوصاً وقد غرزت فيه شظايا العود الهندي ويدام غمز أيديهن وأرجلهن ويستعمل على معدهن الأضمدة المعلومة ويمسكن في أفواههن حبّ الرمان مع ورق النعنع ويلحسن شيئاَ من الميبة والطين الأرمني مما يسكّن غثيهن .
خفقان الحوامل : أكثر ما يعرض ذلك لهن يكون بمشاركة فم المعدة وبسبب خلط فيه وكثيراً ما يخففه تجرعّ الماء الحار والرياضة الخفيفة الحادرة لما في المعدة .
تدبير سيلان طمث الحوامل : تطبخ القوابض التى لا طيب فيها في الماء ويستعمل منه الآبزن مثل العدس وقشور الرمان والجلنار والعفص والبلوط ونحوه وقد يتخذ من العفص والجلنار وقشور الرمان والتين اليابس ضماد ويوضع على العانة بالخلّ .
تورّم أقدام الحوامل وتربلها : تضمد أقدامهن بورق الكرنب وتطلى بنبيد ممزوج بخل ويطبخ الأترج وينطل به أو يلطخ بقيموليا وقد يجبل القضب ضماداً بالخل والشبث أيضاً بالخل .


أسباب الإسقاط إما بادية من سقطة أو ضربة أو رياضة مفرطة أو وثبة شديدة وخصوصاً إلى خلف فإنها كثيراً ما تنزل المني العالق بحاله أو شيء من الآلام النفسانية 5 مثل غضب شديد أو خوف أو حزن ومن برد الأهوية وحرّها المفرطين .
ومن هذا القبيل يكره للحبالى مطاولة الحمام بحيث يعظم نفسها فإن الحمام - لان أسقط بالإزلاق - فقد يسقط بإحواج الجنين إلى هواء بارد وربما يحدث من ضعفه لفقدانه القوة واسترخائه بسبب التحلل ومن آلام بدنية وأمراض وأسقام وجوع شديد أو استفراغ خلط أو دم كثير بدواء أو فصد أو من تلقاء نفسه ومثل نزف من حيض كثير وكلما كان الولد أكبر كان الضرر فيه بالفصد أكثر .
أو من امتلاء شديد أو تخمة كثيرة مفسدة لغذاء الولد أو سادة للطريق إليه ومن كثرة جماع يحرك الرحم إلى خارج وخصوصاً بعد السابع وكثرة الاستحمام والاغتسال مزلق مرخّ للرحم ومسقط على أن الحمام يسقط بسبب استرخاء القوة واحتياج الجنين إلى هواء بارد على ما قلناه .
فهذه طبقة الأسباب .
وقد يكون عن أسباب من قبل الجنين مثل موته لشيء من أسباب موته فتكرهه الطبيعة وخصوصاً إذا جرى منه صديد فلذع الرحم وآذاها أو مثل ضعفه فلا يثبت أو بسبب ما يحيط به من الأغشية واللفائف فإنها إذا تخرقت أو استرخت فانصبّت منها رطوبات آذت الرحم فتحرّكت الدافعة وأعانت أيضاَ على الإزلاق أو لسبب في الرحم من سعة فمه أو قلة انضمامه أو رطوبات في الرحم أو أفواه الأوردة فيزلق ويثقل وقد يكون أيضاً لسائر أصناف سوء مزاج الرحم من حر أو برد أو يبس وقلة غذاء الجنين .
وقد يكون من ريح في الرحم ومن ورم وماشرا أو صلابة وسرطان وقد يكون من قروح في الرحم .
وأكثر الإسقاط الكائن في الشهر الثاني والثالث يكون من الريح ومن رطوبات على فوهات العروق التي للرحم التي تسمى النقر ومنها ينتسج عروق المشيمة فإذا رطبت استرخى وما ينتسج منها فيسقط الجنين بأدنى محرك من ريح أو ثقل .


وقد يكون بسبب سوء مزاج حار مجفف أو بارد مجمّد .
وأيضاً مما يسقط في أول الأمر رقة المني في الأصل فلا يتخلق منه الغشاء الأول إلا ضعيفاً مهيئاً للانخراق مع اجتذابه للدم وفي السادس وما بعده من الرطوبات المفرعة في الرحم المزلقة للجنين .
وقد قال قوم أنه قد يكون أكثر ذلك من الريح والصحيح هو هذا القول .
وأما بعد المدة المعلومة فأكثر الإسقاط إنما يكون من ضعف بردي .
وقيل أن الشديدة الهزال إذا حملت أسقطت قبل أن تسمن لأن البدن ينال من الغذاء لصلاح نفسه وعود قوته ما لا يفضل للجنين ما يغذوه فيضعف .
والبلدان الباردة جدا لا باعتدال والقصول الباردة جدأ يكثر الإسقاط فيها وكذلك الجبال والبلاد الجنوبية يكثر فيها الاسقاط وكذلك الأهوية الجنوبية ويقل في الشمالي منها إلا أن يكون البرد شديداً مؤذياً للجنين .
وإذا سلف شتاء جنوبي حار وربيع شمالي قليل المطر أسقطت الحبالى اللواتي يضعن عند الربيع بأدنى سبب وولدن ضعافاً .
والأوجاع العارضة عند الإسقاط أشد من الأوجاع العارضة عند الولادة لأن ذلك أمر غير طبيعي .
العلامات : أما علامات الإسقاط نفسه فأن يأخذ الثدي في الضمور بعد الاكتناز الصحي .
وأما الاكتناز المرضي فقد تصلحه الطبيعة إلى إضمارِ من غير خوف إسقاط .
وأي الثديين ضمر عن الاكتناز الصحي فإن صاحبته تسقط من التوأم ولد من ذلك الجانب لماذا أفرط درور اللبن وتواتر حتى ضمر الثدي فهو منذر بأن الجنين ضعيف وأنه يعرض السقوط .
وكذلك كثرة الأوجاع في الرحم وإذا احمر الوجه جداً في الحمّى وحدث نافض أو ثقل رأس واستولى الإعياء وأحسّ بوجع في قعر العين دلّ على أن أسباب الإسقاط متوافية وأنها تطمث ثم تسقط .
وكذلك الأسباب القوية للاسقاط إذا توافت دلت عليها أما المزاجات والقروح والأورام والرطوبات فتعرف بما قيل مراراً .


وأما الكائن بسبب ريح فيعرف بعلامات الريح من تمدد من غير ثقل ومن انتقال ومن ازدياد مع تناول المنفخات والأسباب البادية أيضاً يعرف تبدؤها .
وأما موت الجنين فيدل عليه تحرك شيء مخلي فْي الجوف ثقيل كالحجر ينتقْل من جانب إلى جانب وخصوصاً إذا اضطجعت على جنبها وتبرد ا ! سرة وكانت قبل ذلك حارة ويبرد الثدي وربما سالت رطوبات منتنة صديدية ويؤكد ذلك أن يكون قد عرض للحوامل أمراض صعبة أخرى .
وقد يعرض عند موت الجنين وقبله - وهو من المنذرات به - أن تغور عين الحبلى إلى عمق ويكون بياض العين كمداً وقد ابيض منها الأذن وطرف الأنف مع حمرة الشفة وحالة شبيهة بالاستسقاء اللحمي .
حفظ الجنين والتحرّز من الاسقاط : الجنين تعلقه من الرحم كتعلق الثمرة من الشجرة فإن أخوف ما يخاف على الثمرة أن تسقط هو إما عند ابتداء ظهورها وإما عند إدراكها كذلك أشد ما يخاف على الجنين أن يسقط هو عند أول العلوق وقبيل الإقراب فيجب أن يتوقى في هذين الوقتين الاسباب المذكورة للإسقاط والدواء المسهل من جملة تلك الأسباب فيجب أن يتوقى جانبه إلى الشهر الرابع وبعد السابع وفيما بين ذلك أيضاً إلا أنه فيما بين ذلك أسلم وإليه يصار عند الضرورة .
وربما لم يكن بد في بعض هذه الأوقات من إسهالها وتنقية دمها لئلا يفسد الجنين بسوء المزاج فيجب أن يكون برفق وتلطف وربما لم تكن طمثت أيضاً قبل العلوق طمثاَ واجبأ وبقي فيها فضول من طمثها يحتاج أن ينقى وحينئذ إن لم ينقّ قبل إفسادها الجنين فيجب أن ينقى ذلك باللطف بمنقيات رقيقة لا تشرب ولكن تحتمل ولا تحتمل وراء فم الرحم بل تحتمل في عنق الرحم ولا ينقّى بها ما ينقي دفعة واحدة بل دفعات كثيرة .
وإذا كانت المرأة يخاف عليها أن تسقط بسبب أمزجة وأورام وقروح وريح وغير ذلك عولج كل بما في بابه .
وإذا كانت تسقط من سبب بادٍ فإن كان مما يحرك المزاج أيضاً عدل وبموانع الأورام وبما يمكن من الإسهال .


وإذا لم يكن كذلك بل إنما يخاف منه أن يلحق الجنين بسببه أذى وألم يسقطه أو يقتله فيجب أن يعالج بالأدوية الحافظة للجنين التي نذكرها وأما الزلق عن الرطربات - وهو أكثر الزلق - فيجب أن تستعمل لأجله في وقت الحبل الحقن الملينة المفرغة للزبل ثم تستعمل الزرا قات والمدرات للبول والحقن المنقية للرحم .
تدبير جيد لذلك : هو أن تسقى ماء الأصول بدهن الخروع أو طبيخ الحسك والحلبة بدهن الخروع وتسقى في كل عشرة أيام شيئاً من حب المنتن وتسقى أيارج " جالينوس " فإنه ينفع في ذلك جداً .
حفنة جيدة لذلك وللرياح : يؤخذ صعتر وأبهل ونانخواه وكاشم وعيدان الشبث وبابونج وسذاب وحسك وحلبة من كل واحد حقنة يطبخ في ثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى النصف وخذ منه أقلّ من رطل واحمل عليه إستاراً من دهن الرازقي وسكرجة من دهن سمسم واستعمله حقنة واحقنها في كل أربعة أيام بمثله .
أخرى : يؤخذ حنظلة فتقوّر ويخرج منها حبّها وتملأ بدهن السوسن وتترك يوماً وليلة ثم تهيأ من الغد على رماد حار حتى يغلي الدهن غلياناً تاماً ثم يصفى ويحقن به القبل وهو فاتر فإن هذا عجيب للإزلاق الرطب وبعد مثل هذا الاستفراغ يجب أن تستعمل الأدهان العطرة الحرة مروخات ومزروقات ومحتملات في صوفات والمعاجين الكبار ودواء الكاسكبيتج والدحمرثا والسجرنيا في كل ثلاثة أيام أو خمسة وكذلك من دواء المسك ودواء البزور .
وأيضاً : يؤخذ قشور الكندر والسعد مرضوضين من كل واحد جزء ومن المر نصف جزء تطبخ بستة أمثالها ماء حتى يبقى الربع ويصفّى ويحقن منه بأربع أواقي في كل ثلاثة أيام بعد أن يكون قد استفرغت الرطوبة قبلها ومن البخورات الجيدة مقل وعلك الأنباط وأشق وشونيز مجموعة أو مفردة تستعمل بعد التنقية وتحتمل السنبل والزعفران والمصطكي والمرّ والمسك والجندبيدستر والقمل ونحوه في دهن الناردين أو شحم الأوزّ على صوفة خضراء وتحتمل عقيب ما يجب تقديمه أنفحة الأرنب .


والأدوية الحافظة للجنين في بطن الأم إذا لم تكنٍ اَفة من مزاج حار أو ورم حار ونحوه هي الأدوية القلبية مثل الزرنباد والدرونج والبهمنين والمفرح ودواء المسك وا لمثروذ يطوس .
صفة لدواء يمنع الإسقاط : يؤخذ درونج وزرنباد وجندبيدستر وحلتيت وسكّ ومسك وهيل بوا وعفص وطباشير من كل واحد درهم زنجبيل عشرة دراهم الشربة كل يوم مثقال بماء بارد وحقن مسخّن من قبيل هذه .
ومما ينفع فيه الصعتر والبابونج والحلبة والشبث وا لنا نخواه .
تدبير الإسقاط وإخراج الجنين الميت : إنه قد يحتاج إلى الإسقاط في أوقات منها عندما تكون الحبلى صبية صغيرة يخاف عليها من الولادة الهلاك ومنها عندما تكون في الرحم آفة وزيادة لحم يضيق على الولد الخروج فيقتل ومنها عند موت الجنين في بطن الحامل .
واعلم أنه إذا تعسرت الولادة أربعة أيام فقد مات الجنين فاشتغل بحياة الوالدة ولا تشتغل بحياة الجنين بل اجتهد في إخراجه .
والإسقاط قد تفعله حركات وقد تفعله أدوية .
والأدوية تفعل بأن يقتل الجنين وبأن تدر الحيض بقوة وقد تفعله بالإزلاق .
والقاتلة للجنين هي المرة .
والمدرة للحيض أيضاً هي المرة والحريفة والمزلقات هي الرطبة اللزجة تستعمل مشروبات وحمولات .
ومن الحركات الفصد وخصوصاَ من الصافن بعد الباسليق وخصوصاَ على كبر من الصبي والإجاعة والرياضة والوثبات الكثيرة وحمل الحمل الثقيل والتقيئة والتعطيس .
ومن التدبير الجيد في ذلك أن يدخل في فم الرحم من الحبلى كاغد مفتول أو ريشة أو خشبة مبرية بقدر حجم الريشة من أشنان أو سذاب أو عرطنيثا أو سرخس فإنها تسقط لا محالة وخصوصاً إذا لطخت بشيء من الأدوية المسقطة كالقطران وماء شحم الحنظل ونحوه .
والأدوية المسقطة منها مفردة ومنها مركبة .
وقد ذكرنا المفردة في جداول الأدوية المفردة والمركبة في القراباذين لكنا نذكر ههنا من الطبقتين ما هو أعمل في الغرض .


أما من الأدوية المفردة التي هي أبعد من شدة الحرارة فهي مثل الأفسنتين والشاهترج .
وأما الأدوية المفردة الحارة فبزر الشيطرج وهو يشبه الحرف وله رائحة حريفة إذأ احتمل أسقط وحبّ الحرمل أيضاً مشروباً ومحمولاً ودهن البلسان إذا احتمل أخرج الجنين والمشيمة والحلتيت والقتة قوي أيضاَ .
وبخور مريم قوي في هذا الباب جداً شرباً وحمولاً حتى إن قوماً زعموا أن وطء الحامل إياه يؤدى إلى الإسقاط .
وعصارته تفسد الجنين طلاء على البطن فكيف حمولاً على قطنة وكذلك عصارة سائر العرطنيثات وإن سقي من الأشنان الفارسي ثلاثة دراهم ألقت الجنين من يومه .
وإذا تناولت من الكرمدانة دانقين ألقت الجنين وأورثت حرارة وحرقة وأيضاً إن زرق طبيخ شحم الحنظل في الزراقة الموصوفة على شرطها أو احتمل في صوفة احتمالاَ جيداً صاعدأ فعل ذلك .
ومن الأدوية الجيدة الدارصيني إذا خلط بالقوة فإنه يسقط الجنين شرب أو احتمل ومع ذلك فإنه يسقط الجنين شرب أو احتمل ومع ذلك فإنه يسكن الغثي ومما له خاصية : حافر الحمار فيما يزعمون أنه إن تبخر به الجنين الحي والميت أخرجه وزبله إذا تدخن به في قمع أخرج الجنين الميت بسرعة وكذلك التدخين بعين سمكة مالحة .
ومن الادوية المركبة المشروبة في ذلك دواء قوي في الإسقاط واخراج الجنين الميت .
يؤخذ عن الحلتيت نصف درهم ومن ورق السذاب اليابس ثلاثة دراهم ومن المردرهم وهو شربة تسقى في سلاقة بالأبهل شربة بالغداة وشربة بالعشي .
أخرى : يؤخذ من الزراوند الطويل ومن الجنطيانا ومن حب الغار والمر والقسط البحري والسليخة السوداء وفوة الصبغ وعصارة الأفنستين وقردمانا طريق حريف وفلفل ومشكطرا مشيع بالسوية يشرب منه كل يوم مثقالان عشرة أيام .
ومن الادوية الجيدة المسقطة بسهولة مع تسكين الغثيان دواء بهذه الصفة .


ونسخته : يؤخذ دارصيني وقردمانا أبهل عشرة دراهم مر خمسة دراهم الشربة ثلاثة دراهم كل يوم وقد يسهّل مع ذلك تنقية النفساء وإخراج المشيمة وترياق الأربعة قوي في الإسقاط وإخراج الميت وللطفل الميت .
أخرى : يؤخذ ثلاث أواقي من ماء السذاب ومثله من ماء الحلبة المطبوخة مِع التين طبخاً ناعماً وثلاثة دراهم صعتر وتسقى فإنه يزلق الميت وقد تسقى ماء باردا مصفى مقدار رطل ويمر عليه أوقية خطمي وتسقى وتقيأ وتعطش وتسقى ماء السذاب الكثير مع دهن الحلبة مطبوخة بالتمر وتصلح للمشيمة .
ومن الفرزجات لمث الكرمدانة يتخذ منه ومن الأشق فرزجة وتحتمل .
وكذلك يسقى من ماء السذاب قدر أربع أواق ومن دهن الجوز الخالص قدر أوقية واحدة فإن ذلك يسقط .
وهذا قد جربناه نحن مراراً وقد زعم قوم أن الرجل إذا طلى القضيب - سيما الكمرة - بالمرّ أو الصبر أو شحم الحنظل المحلول بماء السذاب فرداً أو مجموعاً ويجامع الرجل بعد أن يجف ذلك ويبطىء بالإنزال فإذا أنزل صبر ساعة فإن هذا الترتيب يسقط حسب ما زعموا .
فرزجة قوية : يؤخذ من عصارة قثاء الحمار تسعة قراريط معجونة بمرارة الثور وتحتمل فإنه يخرج الجنين حئا أو ميتاَ .
فرزجة " لبولس " : يؤخذ خربق أسود وميويزج وزراوند مدحرج وبخور مريم وحبّ المازريون وشحم الحنظل والأشق يسحق الجميع خلا الأشق فإنه يحل في ماء ويجمع به الباقية وربما جعل معه مرارة الثور مجففة جزء يتخذ منه فرازج .
فرزجة قوية جداً : يؤخذ نوشادر مسحوق عشرة دراهم أشق ثلاثة دراهم يعجن النوشادر بمحلول الأشق ويتخذ منه فرازج وتحتمل الليل كله رافعة الرجلين على مخاد وتزرق فيها وأيضاً بمثل طبيخ الأفسنتين ومثل عصارة السذاب ومثل طبيخ ا لأبهل ودهن الخروع .


زراقة الرحم : يجب أن تكون الزراقة مثلثة الطرف طويلة العنق بقدر طول قرن الرحم من المرأة المعالجة وبحيث تدخل فم الرحم وتحسق المرأة أنها قد صارت في فضاء داخل الرحم فيزرق فيها ما يقتل وما يزلق وما يخرج .
تدبير لبعض القدماء في إخراج الجنين الميت : إن إخراج الجنين الميت وقطعه بالحديد إذا عسر ولاد المرأة فينظر هل تسلم أو هي غير سليمة فإن كانت ممن تسلم أقدمنا على علاجها وإلا فينبغي أن يمنع عن ذلك فإن المرأة التي حالها رديء يعرض لها غشي وسهر ونسيان واسترخاء وخلع وإذا صوت بها لا تكاد تجيب وإذا نوديت بصوت رفيع أجابت جواباً ضعيفاً ثم يغشى عليها أيضاً .
ومنهن من تتشنّج مع تمدد ويضطرب عصبها وتمتنع من الغذاء ويكون نبضها صغيراً متواتراً .
وأما التي تسم فلا يعرض لها شيء من ذلك فينبغي أن تستلقي المرأة على سرير على ظهرها ويكون رأسمها مائلاً إلى أسفل وساقاها مرتفعتين وتضبطها نساء أو خدم من كلا الجانبين فإن لم يحضر هؤلاء ربط صدرها بالسريرة بالرباطات لئلا ينجذب جسدها عند المد ثم تفتح القابلة سقف عنق الرحم وتمسح اليد اليسرى بدهن وتجمع الأصابع جمعاً مستطيلاً وتدخل بها إلى فم الرحم وتوسع بها ويصب عليها من الدهن وتطلب أين ينبغي أن تغرز الصنارات التي تجذب بها الجنين والمواضع المرتفعة لتغزر فيها الصنارات .
وهذه المواضع هي في الجنين الذي ينزل على الرأس العينان والفم والقفا والحنك وتحت اللحي والترقوة والمواضع القريبة من الأضلاع وتحت الشراسيف .


وأما في الجنين الذي ينزل على الرجلين فالعظام التي فوق العانة والأضلاع المتوسطة والترقوة ثم تمسك الالة التي تبب بها الجنين باليد اليمنى وتدخل اليد اليسرى تحت الصنارة فيما بين أصابعها وتغرز في أحد المواضع التي ذكرناها حتى تصل إلى شيء فارغ ويغرز بحذائها صنارة أخرى ليكون المجذب مستوياً ولا يميل في ناحية ثم يمد ولا يكون المد مستوياً بالحذاء فقط بل فى الجوانب أيضاً كما يكون انتزاع الأسنان .
وينبغي في خلال ذلك أن يرخّي المد ثم تدخل السبابة مدهونة وأصابع كثيرة فيما بين الرحم والجسم الذي قد احتبس وتدار الأصابع حوله فإذا اتبع الجنين على ما ينبغي .
فلتنقل الصنارة الأولى إلى موضع اَخر وهكذا تفعل بالصنارات الأخرى حتى يخْرج الجنين كله بالجذب .
فإن خرجت يد قبل أختها ولم يمكن ردها لانضغاطها .
فينبغي أن تلف عليها خرقة لئلا تزلق وتجذْب حتى إذا خرجت كلها يقطع من الكف .
وهكذا تفعل إن خرجت اليدان قبل عضديهما ولم يمكن ردهما .
وكذلك يفعل بالرجلين إذا لم يتبعهما سائر الجسد يقطعان من الأربية فإن كان رأس الجنين كبيراً وعرض له ضغط في الخروج وكان في الرأس ماء مجتمع فيجب أن يدخل فيما بين الأصابع مبضع أو سكين شوكي أو السكين الذي يقطع به بواسير الأنف ويشقّ به الرأس لينصب الماء فيضمر .
وإن لم يكن ماء واحتجت إلى إخراج دماغه فعلت .
فإن كان الجنين عظيم الرأس بالطبع فينبغي أن تشق الجمجمة وتؤخذ بالكلبتين التي تنزع بها الأسنان والعظام وتخرج .
فإن خرج الرأس وانضغط الصدر فليشق بهذه الالة المواضع التي تلي الترقوة حتى يوصل إلى عظام فارغة فتنصب الرطوبة التي في الصدر وينضم الصدر .
فإن لم ينضم فينبغي حينئذ أن يقطع وتنزع التراقي فإنها إذا انتزعت أجاب حينئذ الصدر .
لان كان أسفل البطن وارماً والجنين ميت أو حي فينبغي أن يفرغ أيضاً بما ذكرناه مع ما في جوفه .


وأما الجنين الذي يخرج على الرجلين فإن جذبه يسهل وتسويته إلى فم الرحم يهون .
وإن انضغط عند البطن أو الصدر فينبغي حينئذ أن يجذب بخرقة ويشق على ما وصفنا حتى ينصب ما في داخله .
فإن انتزعت سائر الأعضاء وارتجع الرأس واحتبس فلتدخل اليد اليسرى ويطلب بها الرأس ويخرج الأصابع إلى فم الرحم ثم تدخل فيه صنارة أو صنارتين من التي يجذب بها الجنين ويجذب وإن كان فم الرحم قد انضم لورم حار عرض له فلا ينبغي أن يعنف به بل يتبغي حينئذ أن يستعمل صب الأشياء الدسمة كثيراً والترطيب والجلوس في الابزن واستعمال الأضمدة لينفتح فم الرحم وينتزع الرأس كما قلنا .
وأما ما يخرج من الأجنة على جانب فإن أمكن أن يسوى فليستعمل المذاهب التي ذكرناها وإن لم يمكن ذلك فليقطع الجنين كله داخلاً وينبغي بعد استعمال هذه الأشياء استعمال أنواع العلاج للأورام الحارة التي تحدث للرحم فإن عرض نزف دم عولج بما قيل في بابه .
فصل في تدبير الحوامل بعد الإسقاط
إذا أسقطت المرأة الجنين فينبغي أن تُدخن بالمقل والزوفا والحرمل وعلك البطم والصعتر والخردل الأبيض ليسيل الدم ولا يغلظ هناك فيحتبس ولا يرجع فيؤذي .
فصل في إخراج المشيمة
أما الحيلة في إخراج المشيمة التي تستعمل فيه من غير دواء فأن تعطس بشيء من المعطسات ثم تمسك المنخرين والفم كظما فيتوتر البطن ويتمدد ويزلق المشيمة .
وإذا ظهرت المشيمة فلتمدد قليلاً قليلاً برفق لا عنف فيه لئلا تنقطع .
فإن خفت الانقطاع فشد ما تناله اليد بفخذ المرأة شداً معتدلاً واشتغل بالتعطيس .
لهاذا أبطأ سقوط المشيمة فلا تمدها مدًا بل شدها إلى الفخذين شدا من فوق بحيث لا تصعد .
وإن كانت ملتصقة بقعر الرحم فتلطف في إبانتها بتحريك خفيف إلى الجوانب لتسترخي الرباطات ويجب أن لا يقع في ذلك عنف أصلاً .


وإن كان احتباسها لشدة انسداد أو انقباض فم الرحم احتيل لتوسيعه إما بالأصابع وإما بصب قيروطيات حادة مرخية فيه على أقرب هيئة من نصبة المرأة يمكن فيها وربما كان اضطجاعها أوفق لذلك وقد يعين على ذلك ضمادات ومروخات ملينة من خارج تحت السرة والقطن .
وربما كفى لطخ إصبع القابلة ثم دبر بالتدابير المعطسة والبخورات والأبزنات والمشروبات واحتيل بكل حيلة فإنها في أدنى مدة تعفن وتنتن وتسقط .
واستعن بالمدرات القوية واستعمل لها آبزن طبيخ الأشنان فإنه يسقطها .
ومما يسقطها أن يصبّ في الرحم مرهم الباسليقون فإنه يعفنها ويخرجها .
وإذا خرجت استعمل دهن الورد ونحوه .
.
ومما يعين على إزلاقها أن تسقى ماء الورد مذروراً عليه الخطمي وأن تسقى أو تحتمل شيئاً من فرق البازي واستعمل عليها ما ذكر من الأدوية المسقطة للجنين والفرزجات و البخور ات .
ومن البخورات الجيدة خربق أيبض يتبخر به وزبل حمام يتبخّر به والزراوند يتبخر به .
ومن القدماء من أمر القابلة بأن تلف يدها بخرق وتدخلها وتأخذ المشيمة .
وهذا علاج يؤلم فإذا لم تخرج المشيمة فإنها تعفن وتخرج بعد أيام .
إلا أن النفساء تعرض لها حالة خبيثة لأبخرة رديئة تصعد من المشيمة إلى الدماغ والقلب والمعدة فيجب أن تستعان على ردّ أذاها بالبخورات العطرة وبشرب الميسوسن ودواء المسك وتستعمل الطلاء على القلب والمعدة والأدوية القلبية العطرة .
وقال بعض الحكماء في إخراج المشيمة قولاً حكيناه بلفظه .


قال الاوبيحوس " : فإن بقيت المشيمة في الرحم بعد إخراج الجنين فإن كان فم الرحم مفتوحاً وكانت المشيمة مطلقة قد التفت وصارت مثل الكرة في جانب الرحم فخروجها أسهل وينبغي أن تسخن اليد اليسرى وتدهن وتدخل في العمق وينتش بها حتى توجد المشيمة لاصقة في عمق الرحم وينبغي أن لا تجذب على الحذاء لأننا نخاف من ذلك انقلاب الرحم ولا تجذب شديداً بل ينبغي أولاً أن تنقل إلى الجوانب يمنة ويسرة ثم يزاد في كمية الجذب فإنها تجيب حينئذ وتتخلص من الالتصاق .
وإن كان فم الرحم منضماً استعمل أنواع العلاج التي ذكرناها .
وإن لم تكن القوة ضعيفة فلتستعمل أشياء تحرك العطاس والبخورات بالأفاويه في قدر فإن انفتح فم الرحم فإنك تدخل اليد وتخرجها على ما ذكرنا وإان لم تخرج المشيمة بهذه الأشياء فلا تقلق من ذلك فإنها بعد أيام قليلة تتحرك وتسيل كمثل مائية الدم لكن رداءة رائحتها تصدع الرأس وتفسد المعدة وتكرب .
فبالحري أن تستعجل وينبغي أن لا يقتصر في استعمال الدخنة بالأشياء الموافقة لذلك .
قال : وقد جرّبنا في ذلك دخنة الحرف والتين اليابس وقال غيره قولاً كتبناه على وجهه أيضاً .
وهو هذا : أن تجعل أدوية حريفة نحو السذاب والفراسيون والقيصوم ودهن السوسن ودهن الحناء قدر ما يبل الأدوية اليابسة تجمع ذلك كله في قدر جديدة وتغطي رأسها وتثقب فيها ثقباً صغيراً وتدخل في الثقب أنبوبة وتدخل النار تحتها فإذا غلت غلية واحدة فارفعها وضعها على جمر وقرّبها إلى الكرسي الذي تجلس عليه المرأة وتوضع الأنبوبة في فرجها وتغطي بثياب كثيرة من نواحيها لئلا يخرج من البخار شيء وتترك على تلك الهيئة ساعتين حتى تستقل المشيمة .
وإن لم يكف ذلك وضعف البخار عن إخراجها فعليك بالضمادات التي تسقط الأجنة فإن إستعمالها بعد
فصل في منع الحبل


الطبيب قد يفتقر في منع الحبل في الصغيرة المخوف عليها من الولادة التي في رحمها علة والتي في مثانتها ضعف فإن ثقل الجنين ربما أورث شقاق المثانة فيسلس البول ولم يقدر على حبسه إلى اخر العمر .
ومن التدبير في ذلك أن يؤمر عند الجماع أن يتوقى الهيئة المحبلة التي ذكرناها ويخالف بين الإنزالين ويفارق بسرعة ويؤمر أن تقوم المرأة عند الفراغ وتثب إلى خلف وثبات إلى سبع وتسع فربما خرج المني وأما الوثب والطفر إلى قدام فربما سكن المني .
وقد يعين على إزلاق المني أن تعطس .
ومما يجب أن تراعيه أن تحتمل قبل الجماع وبعده بالقطران وتمسح به الذكر وكذلك بدهن البلسان والاسفيداج وأن تتحمل قبل وبعد بشحم الرمان والشب .
واحتمال فقاح الكرنب وبزره عند الطهر وقبل الجماع وبعده قوي في ذلك وخصوصاً إذا جعل في قطران أو غمس في طبيخ أو عصارة الفوتنج واحتمال ورق الغرب بعد الطهر في صوفة وخصوصاً إذا كان مع ذلك مغموساً في ماء ورق الغرب وكذلك شحم الحنظل والهزارجشان وخبث الحديد والكبريت والسقمونيا وبزر الكرنب أجزاء سواء جمع بالقطران ويحتمل واحتمال الفلفل بعد الجماع يمنع الحبل وكذلك احتمال زبل الفيل وحده أو مع التبخّر به في الأوقات المذكورة .
ومن المشروبات أن يسقى من ماء الباذروج ثلاث أواقي فيمنع الحبل وكذلك دهن الحل إذا طلي به القضيب سيما الكمرة ويجامع فإنه يمنع الحبل وكذلك ورق اللبلاب إذا احتملته المرأة بعد الطهر منع الحبل .
فصل في الرحا


إنه ربما تعرض للمرأة أحوال تشبه أحوال الحبالى من احتباس دم الطمث وتغيّر اللون وسقوط الشهوة وانضمام فم الرحم وربما كان مع صلابة ما وربما كان فيه شيء من الصلابة في الرحم كلها ويعرض انتفاخ الثديين وامتلاؤهما وربما عرض تورمهما وتحس في بطنها بحركة كحركة الجنين وحجم كحجم الجنين ينتقل بالغمز يمنة ويسرة وربما بقيت الصورة كذلك سنين أربعاً أو خمساً وربما امتدت إلى آخر العمر ولم تقبل العلاج وربما عرض لها كالاستسقاء وانتفاخ البطن ولكن إلى صلابة لا إلى طبلية تصوت صوت الطبل وربما عرض طلق ومخاض ولا يكون مع ذلك ولد بل ربما كان السبب فيه تمدداً وانتفاخاً في عروق الطمث فلا تضع شيئاً وربما وضعت قطعة لحم لها صور لا تضبط أصنافها وربما كان ما يخرج ريحا فقط وربما كان فضولاً اجتمعت فتخرج مع دم كثير مما احتبس .
والرحا من جميع هذا هو القسم الثاني وهو بعينه المسمى مولَى ولا يقال لغير ذلك مُولَى ويسمى بالفارسية باذدروغين .
والسبب في تولد هذه القطعة من اللحم على ما يحدس سببان : أحدهما كثرة مواد تنصبّ إليها مع شدة حرارة والثاني جماع يشتمل فيه الرحم على ماء المرأة وتمده بالغذاء ولفقدان القوة الذكرية لا يتخلق .
العلامات .
من العلامات المميزة بين الرحا من هذه الأصناف وبين الحبل الحق أن ذلك الشيء إنما يتحرك وقتأ ما ثم بعد ذلك لا يتحرك وتكون صلابة البطن معه أشد من صلابة بطن الحبلى بالولد الحق وتكون المرأة يداها ورجلاها مترهلتين جداً مع دقة .
وأما العلامات المميزة بين هذه الأصناف الأخرى وبين الرحا أن الرحا يوهم أنه جنين ويحسب بجسم مضمون في الرحم .
وكثيراً ما يعرض من الرحا ما يعرض من ورم الرحم من أعراض القولنج لتضييقه على الأعور فيحدث وجعاً شديداً حتى أنه كثيراً ما صحب الرحا شيء من آلام القولنج وقد ينتفع في القولنج الرحائي بالتمري والشهرياران ونحوه فإنه يحل ذلك الوجع ومع ذلك فإنه يخرج الرحا .


العلاج : التدبير فيه قلة الحركة وترك الرياضة والاستلقاء نائماً مقلاً للأسافل ومنع المواد عن الجانب الأسفل فإن احتيج إلى فصد واستفراغ وقيء فعل ويعالج بسائر العلاج أعني علاج الأورام الحابسة وبالمرخيات أضمدة وكمادات ونطولات وآبزنات وبما يسقط بعد ذلك فربما تحللت المادة الفاعلة للرحا وما يشبهها وربما أسقطها .
وكثيراً ما يكفي المهم فيه سقي لوغاذيا ودهن الكلكلانج شديد المنفعة في ذلك .
فصل في الأشكال الطبيعية وغير الطبيعية للولادة
الشكل الطبيعي للولاد أن يخرج على رأسه محاذياَ به فم الرحم من غير ميل ويداه مبسوطتان على فخذيه وما سوى ذلك غير طبيعي .
وأقربه منه أن يخرج على رجله ويخرج يداه مبسوطتين على فخذيه فإن مال الرأس عن المحاذاة أو زالت اليدان عن الفخذين وخرج الرجلان واحتبس اليدان فهو رديء .
وهيئات الخروج الرديء ربما قتلت الجنين والأم وربما تخلص منه الأم ومات الجنين لما يصيبه من المشقه ويعرض له من التورم خارجاً إذا طال ولم يسكن في ثلاثة أيام وقد يؤدي إلى أورام الرحم قاتلة فيخلص الجنين وتموت الأم وربما اختنق في أمثالها الصبي ومات اختناقاً .


القانون
القانون
( 52 من 70 )

فصل في عسر الولادة
عسر الولالدة إما أن يكون بسبب الحبلى أو بسبب الجنين أو بسبب الرحم أو بسبب المشيمة أو بسبب المجاورات والمشاركات وإما بسبب وقت الولادة وإما بسبب القابلة وإما أما الكائن بسبب الحبلى فأن تكون ضعيفة قاست أمراضاً وجوعاً أو كانت جبانة أو غير معتادة للحمل والوضع بل هو أول ما تلد فيكون فزعها أكثر ووجعها أشد أو عجوزاَ ضعيفة أو تكون كثيرة اللحم أو شديدة السمن ضيقة المأزم لا ينبسظ مأزمها ولا تقوى على تزخر وعصر شديد للرحم بعضلات البطن أو تكون قليلة الصبر على الرجع أو تكون كثيرة التقلب والتململ فيؤدي ذلك إلى سبب آخر وهو تغير شكل الصبي عن الموافقة .
وأما الكائن بسبب المولود فإما بجنسه فإن الأنثى بالجملة أعسر ولادة من الذكر وإما لكبره أو كبر رأسه أو غلظ جرمه أو لصغره جداً وخفته فلا يرسب بقوة أو لتغير خلقته عن الاستواء السهل الزلوق مثل الذي له رأسان أو لمزاحمة عدة من الأجنة له فإنه ربما كان في بطن واحد خمسة بل ربما كان عدة أكثر من ذلك صغاراً مختلفة وربما كان عدة كثيرة جداً في كيس .
وقد يكون العسر بسبب أنه ميت فلا معونة من قبل حركاته أو ضعيف قليل المعونة من قبل حركاته وقد يكون العسر بسبب أن شكل خروجه غير طبيعي مثل أن يخرج على رجله أو على جنبه ويده أو منطوياً أو على ركبتيه وفخذيه وذلك لفساد حركة الجنين أو لكثرة تقلب الوالدة .
ومما يؤمنَ عنه أن يكون الطلق والوجع مائلاً إلى أسفل ويكون التنفس حسناً .


وأما الكائن بسبب الرحم فأن يكون الرحم صغيراً يضيق فيه المجال أو يكون يابساً جداً لا مزلق فيه أو يكون فمه ضيقاً جداً في الخلقة أو لالتحام عن قروح وسائر أسباب الضيق أو يكون به مرض من الأمراض الرديئة كالفلغموني أو قروح أو شقاق أو بواسير في الرحم أو تكون قد كانت رتقاء فشق الصفاق عن فم الرحم شقاً غير مستوفي فيكون حالها كحال ضيقة الرحم في الخلقة .
وأما الكائن بسبب المشيمة فهو أن تكون المشيمة لا تنخرق لغلظها فلا يجد الجنين مخلصاً أو ينخرق بسرعة وتخرج الرطوبات قبل موافاة الجنين المخلص فلا يجد مزلقاً .
وأما الكائن بسبب المجاورات فأن يكون في المثانة ورم أو آفة أخرى من ارتكاز بول وغير ذلك أو يكون في المعي ثقل يابس كثيراً أو ورم أو قولنج من جنس آخر أو بواسير أو شقاق مقعدة ومثل أن يكون الخصر من المرأة دقيقاً .
وأما الكائن بسبب وقت الولاد فهو أن يكون الجنين قد أسرع في محاولة الولادة وشدد فيها ولم يزعه أذى يصعب عليه الأمر كما يكون ذلك كثيراً بل ألح فعرض له أن تعسرت الولادة لأن قوته - وإن كانت قوية بحسب الحاجة - فهي ضعيفة بحسب الحاجة .
ولما الكائن لأسباب بادية فمثل أن يشتد البرد فيشتد انقباض أعضاء الولادة ولذلك يكثر في البلاد الشمالية والرياح الشمالية ويكون في البلدان والفصول الباردة أعسر .
وربما أشد مثل هذا العسر إلى انبقار البطن وانبعاج المراق أو يشتد الحر فيشتدّ استرخاء القوة أو يصيبها غم ومثل أن تكون المرأة كثيرة التعطر وشم الطيب فيكون رحمها دائم الإنجذاب إلى فوق فلذلك لا يجب عند تعسر الولادة وسقوط القوة أن تشمم الطيب فوق إمساس الحاجة في استرداد القوة إن سقطت .


وكثيراً ما يؤدي عسر الولادة من الأسباب المذكورة ومن البرد المقبض المكثف أن تنقطع العروق في الصدر والرئة فيؤدي إلى نفث الدم والسعال السلبي وربما أدى إلى انقطاع الأعصاب والعضل لشدة ما يعرض من التمدد مع قلة المواتاة لفقدان اللين واللدونة فيؤدي إلى الكزاز وقد يبلغ الأمر في بعضهن إلى أن تنشق منها مراق البطن وذلك إذا أفرط التكاثف .
علامة العسر والسهولة : إن مال الوجع قبل الولادة وبعده إلى قدّام وإلى البطن والعانة سهلت الولادة وإن مال إلى خلف وإلى الصلب صعبت .
تدبير من ضَرَبها المخاض : إذا أقربت الحبلى فالواجب أن تديم الاستحمام والابزن .
وأفضله أن تكون خارج الحمام لئلا تضعف وترخى وأن تستعمل تمريخ العانة والظهر والعجان بمثل دهن الشبث والبابونج والخيري وغير ذلك وتديم احتمال الطيب وتصبّ في عجانها القيروطيات الرقيقة والأدهان المرخية " واللعابات المرخية وإهال مثل شحوم الدجج والأوز المسمنة مفترة غير باردة وهي إلى الحرارة أقرب خصوصاَ إذا كانت يابسة الفرج أو البدن كله مع الفرج ويجب أن تسقى العسرة الولادة شهراً واحداً كل يوم على الريق من اللعابات مثل لعاب حب السفرجل مع لعاب بزر الكتان وكذلك سقيها من أيام المخاض ماء الحلبة ويجعل غذاؤها من البقول الملينة والإسفيدباجات واللحوم السمينة والدجج المسمنة ويحرم عليها القوابض .
ويجب أن يبخر فرجها بالمسك والعطر فإذا حضرت الولادة وأخذ المخاض وأكلت شيئاً قليل القدر كثير الغذاء وشربت عليه شراباً ريحانياً ثم يجب أن تجلس المرأة ساعة وتمد رجليها ثم تستلقي على ظهرها ساعة ثم تقوم دفعة وتصعد في المرج وتنزل وتصيح فإذا انفتح فم الرحم قليلاً وأخذ يزداد وينفتح فيجب أن تتزحّر ما أمكنها وخصوصاً عند انشفاق الصفاق وتتكلف العطاس وتفتح فمها ما أمكن وتستدخل هواء كثيراً تستنشقه أكثر ما يمكنها فإن هذا يخرج الجنين والمشيمة .


وأفضل ما تجلس عليه عند الوضع الكرسي والمسند من خلفها وذلك عند انفتاح الرحم .
فإن كانت المرأة سمينة انبطحت وطأطأت رأسها وأدخلت ركبتها تحت بطنها ليستوي فم رحمها مع فرجها ثم تمسح فرجها بالملينات المذكورة ويجب أن يوسع ويفتح بالأصابع فإذا فعل ذلك وضغط بطنها ولدت بسرعة ولادة ذوات الأربع فإذا ظهرت المشيمة وعلم أن الجنين قرب - فإن لم تنشقّ لغلظها ! فيجب أن يشق بالأظفار أو بالالة الآسية مأخوذاً بين الأصابع برفق لا يصيبن الجنين فيؤذيه حتى تنشق وتسيل الرطوبة ويزلق الجنين فإن استعجل انشقاق المشيمة - والجنين غير مواف منكبا على المخلص وطالت المدة ويبس الفرج - اتبع ذلك بصب المزلقات والقيروطيات الرقيقة واللعابات في الفرج والشحوم المذابة وبياض البيض وصفرته .
المعا لجات : نذكر ههنا تدبير من تعسر عليها الولادة من غير سبيل الأدوية فنقول إذا عسرت الولادة فأشقها الروائح اللذيذة بقدر قليل إن كانت القوة ضعيفة وحسها ماء اللحم والأغذية الجيدة قليلة القدر مثل النيمبرشت ونحو ذلك وتسقيها أقداحاً من الشراب الريحاني الطيب ثم تجلسها وعدّل مجلسها إن كان شتاء فأوقد ناراً كثيراً وإن كان صيفاً فروحها وأجلسها إلى شراسيفها في الماء الحار إلى الفاتر ما هو وخصوصاً قمقة ماء طبخ فيه عشر حزم من فوتنج وحملها شيافة من مثل المر ومرخها وأعضاء ولادها وصلبها بالقيروطي والشحم مفتّرة وخصوصاً إن كان السبب البرد .
وكذلك اللعابات استعملها والمزلقات وربما احتجت إلى أن تحقنها به في فرجها بأن تأمر أن توضع تحت وركها وهي مستلقية وسادة ويشال رجلاها وتفحج بين فخذيها ما أمكن ويصب فيها المزلقات وغيرها بزرق بالغ في أنبوبة طولها طول الرحم وزيادة وتدعها ساعة إلى أن تشهد النساء بأن فم رحمها قد انفتح وأن الرطوبات قد أخفت تسيل فحينئذ عطسها وأصعدها وأجلسها على الكرسي وأمر بأن يعصر أسفل بطنها وكلفها التزحر وأغمز خاصرتيها فإنها ستلد .


وربما احتيج إلى أن تفتح فرجها باللولب ليظهر فم رحمها وينفتح ويجب أن تجرب عليها الأشكال من الانبطاح والبروك والاستلقاء وغير ذلك وتأمل أي ذلك يقرب رأس الولد من الفرج ويسهل الولادة وإياك أن تمكّن قابلة أن تعنف في القبول وفي إيداع فرجها المزلقات فإن لم يغن هذا التدبير إستعنت بالأدوية والبخورات والحمولات .
وإذا أسقيت من الصباح الأدوية المسهلة للولادة من الحبوب وغيرها ولم تلد فيجب أن تحسى وقت نصف النهار مرق اللوبيا والحمص بدهن الشيرج ثم إذا أمست أمرتها أن تتحمل شيئاً من الحمولات التي نذكرها وتنام عليه فاذا أصبحت بخرتها ببعض البخورات التي نذكرها ثم عاودت سقي الدواء فإن لم ينفع استعملت طلاء على الظهر والسرة بماء السذاب بدقيق الشيلم وإذا اشتدّ الوجع - وخصوصاً البرد - جعلت في الفرزج دهناً مسخّناً وقد ذكر في الأقرباذين وقد ذكر الحكماء الأقدمون في إخراج الجنين حيلة في باب الحركات نحن تركناها لقلة الرجاء معها .
تدبير من خرج من جنينها الرجل قبل الرأس : يجب أن تتلطّف وترد الرجل وتقلبه باللطف حتى يستوي قاعداً وتشيل ساقيه قليلاً قليلاً حتى ينزل رأسه .
فإن لم يمكن شيء من ذلك شدّ الجنين بعصابات وأخرج .
فإن لم يمكن إلا القطع فعل ذلك على قياس ما قيل في الجنين الميت .
تدبيرمن يخرج جنينها على جنبه : هو قريب من ذلك ويسوى بالرفع إلى فوق وبالإجلاس والنكس بالرفق .
تدبير من تلد وفي رحمها ورم : يستعمل عليها القيروطيات وإلأدهان وتعمل بها ما رسم أن يعمل بالسمان من هيئة الولادة وغيرها .
تدبير من تعسر ولادها بسبب عظم الصبي : يجب أن تجيد القابلة التمكّن من مثل هذا الجنين فتتلطّف في جذبه قليلاً قليلاً فإن أنجح في ذلك وإلا ربطته بحاشية ثوب وجذبته جذباً رفيقاً بعد جذب .
فإن لم ينجع ذلك استعملت الكلاليب وإستخْرج بها .


فإن لم ينجع ذلك أخْرج بالقطع على ما يسهل ويدبّر تدبير الجنين الميت تدبير من تعسر ولادها بسبب موت الجنين أو سوء شكله النذى لا يرجى معه حياته : تستعمل الأدوية المخرجة للجنين الميت مما قيل ويقال .
فإن لم ينجع ذلك علق بصنانير وقطع إرباً إرباَ وأخرج واستعجل في ذلك قبل أن ينتفخ .
فإن كان رأسه عظيماً وأمكن شدخه أو قطعه ليسيل ما فيه فعل ذلك .
تدبيرغشيها : يجب أن يرشّ الماء على وجهها إن لم يخف رجوع الولد وتنعش قوتها بالتعطير وإيجارها ماء اللحم بالشراب والأفاويه .
الأدوية المسهلة للولادة : جميع الأدوية التي تخرج الديدان وحب القرع فإنها تخرج الجنين .
وإذا سقيت المرأة من قشور الخيار شنبر أربع مثاقيل ولدت مكانها .
وسقي الحلتيت والجندبيدستر جيد بالغ وسقي الدارصيني جيد جداً فإنه يسهل الطلق والولادة وأيضاً طبيخ ورق الخطمي الرومي بماء وعسل مما يسهّل الولادة جداَ .
وأيضاً ماء الحلبة يسهّل الولادة وأيضاً دواء بالغ النفع وهو أن يؤخذ برشاوشان فيداف مسحوقاً بشراب وشيء من دهن ويسقى .
وذلك من المجرّبات وكذلك المشكطرا مشيع .
حب جيد : هو لبعض مبتدىء الأحداث وأدعاه بعض المتأخرين .
يؤخذ الدارصيني والأبهل من كل واحد عشرة دراهم السليخة الجيدة سبعة دراهم القرفة والمر وا لزراوند المدحرج والقسط المر من كل واحد خمسة دراهم الميعة والأفيون من كل وا حد درهمين المسك ربع درهم يتخذ منه حب ويسقى ثلاثة مثاقيل في أوقيتين من الشراب العتيق والأحبّ إلي أن يقلل الأفيون ويقتصر منه على وزن درهم .
حب آخر جيد : يؤخذ عن الأبهل عشرة دراهم ومن السذاب خمسة دراهم ومن حب الحرمل أربعة دراهم ومن الحلتيت والأشق والفوّة من كل واحد ثلاثة دراهم يتخذ منهحب ويشرب منه ثلاثة دراهم في طبيخ مدر للطمث مثل طبيخ الأبهل والمشكطرا مشيع والفوة أو فى طبيخ اللوبيا الأحمر وفي طبيخ عصارة السذاب .


حب آخر قوي : يؤخذ أبهل درهمين حلتيت نصف درهم أشق نصف درهم فوّة نصف درهم وهو شربة .
اَخر قوي : يؤخذ زراوند طويل مر فلفل بالسوية يتخذ منه حب والشربة ثلاثة دراهم كل يوم بأوقية من ماء الترمس وهو مسقط مسهّل للولادة منق للرحم بقوة .
آخر مثله : يؤخذ مقل أزرق مرّ أبهل يتخذ منه بنادق ويشرب فيسقط ويسهل ا لولاد ة .
صفة معجون جيد جداً : قيل أنه لا يعاد له شيء .
يؤخذ مر وجندبادستر وميعة من كل واحد مثقال دارصيني نصف مثقال أبهل نصف مثقال يعجن بعسل والشربة منه مثقالان .
وأجوده أن يسقى من في شراب فإنه غاية .
صفة ضماد وأطلية : يؤخذ طبيخ شحم الحنظل وعصارته الرطبة أجود ويخلط بها عصارة السذاب ويجعل فيها شيء من المرّ ويطلى به العانة إلى السرّة .
تغمس صوفة في عصارة شحم الحنظل وعصارة السذاب وتحتمل أو يحتمل الزراوند في صوفة أو يحتمل بخور مريم أو ميويزج أو قثاء الحمار أو كندس أو تحتمل شيافة من الخربق والجاوشير ومرارة الثور فإنها تنزله حيا أو ميتاً .
أدوية ثفعل ذلك بالخاصية : يقال يجب على المعسرة اْن تمسك في يدها اليسرى مغناطيس أو تطلى برماد حافر الحقار فإنه غاية جداً أو تبخّر به .
وكذلك حافر الفرس وكذلك التبخير بعين السمكة المملوحة .
قيل وإن علق البسد على الفخذ الأيمن نفع من عسر الولادة .
وقيل إن علق على فخذها الإصطرك الأفريقي لم يصبها وجع .
وقيل إن سحق الزعفران وعجن واتخذت منه خرزة وعلقت عليها طرحت المشيمة .
الدخن : دخنها بالمر فإنه غاية جداً وأيضاً بمرّ وقنّة وجاوشير ومرارة البقر يبخّر منه بمثقال أو يؤخذ كبريت أصفر ومرّ أحمر ومرارة البقر وجاوشير وقنة يبخر بها .
والتبخير بسلخ الحية أو جزء الحمام مسهل وربما قيل التبخير بسلخ الحية الجنين والتبخير بالجاوشير وحده مسهل وبذرق البازي فإنه ينفع منفعة جيدة .
هذا شيء قد فرغنا منه في الكتاب الكلي فليطلب من هناك .
فصل في أحوال النفساء


النفاس لا يمتد في الذكران إلى أكثر من ثلاثين يوماً وفي الإناث إلى أربعين فما فوقها بقليل .
وتعرض للنفساء أمراض كثيرة كالنزف واحتباس الدم فيؤدي النزف إلى إسقاط الشهوة ويؤدي احتباس الطمث إلى حمّيات صعبة والى أورام صعبة وقد يعرض لها كثيراً خرّاج من الولادة العسرة وقد يعرض لها انتفاخ بطن وربما هلكت ودم النفاس أشد سواداَ من دم الطمث لأنه أطول مدة احتباس .
تدبير كثرة دمها : إذا كثر نزف دمها يجب أن تعصب يداها ويوضع على بطنها خرق مبلولة بخل وتحمل شيافات من مثل الجلنار والكهرباء والورد والكندر بالشراب العفص وينبغي أن تجتنب الأدوية الكاوية فإنها رديئة للرحم لعصبانيتها ومما له خاصية في ذلك على ما قيل تعليق زبل الخنزير في صوفة وتعلق على فخذها .
تدبير قلة دمها : إذا وضعت أو أسقطت وخفت أن دمها يقلّ أو ظهر ذلك فالصواب أن تجتهد في إدرار دمها وترقيقه فإنه إن احتبس أحدث أوراماَ والتعطيس في ذلك نافع أيضاً ومن الأدوية الدخانية أن يبخر بالخردل والحرمل والمقل والمر .
وأيضاً التدخين بعين سمكة مملوحة أو بحافر فرس أو حمار .
فإن يغن ذلك شيئاً فلا بد من فصد الصافن ليخرج الدم ويمنع ضرر الامتلاء وتوريمه وربما أدر وفصد عرق مأبض الركبة أقوى من غيره .
تدبير حمّياتها : ماء الشعير نافع لها فإنه مع ذلك لا يحبس الطمث وكذلك الرمان الحلو وأكثر حمّياتها لاحتباس الطمث وإذا عولجت بفصد الصافن انتفعت به .
تدبير انتفاخ بطنها : تسقى الدحمرثا والكلكلانج وتسقى السكبينج والصعتر والمصطكي بالسوية .
تدبير أوجاع رحمها : تجلس في الماء الفاتر وتمرخ مواضعها بدهن البنفسج العذب مفتراً .
تدبيرجراحها : تعالج بالمرهم الأبيض ونحوه من المراهم الصالحة للجراحات على الأعضاء العصبية .
سائر أمراض الرحم سوى الأورام وما يجري مجراها
فصل في أحكام الطمث


الطمث المعتدل في قدره وفي كيفيته وفي زمانه الجاري على عادته الطبيعية في كل مرة هو سبب لصحة المرأة ونقاء بدنها من كل ضار بالكمّ والكيف .
ويفيدها العفة وقلة الشبق .
والتقدير المعتدل للاقراء أن تطمث المرأة في كل عشرين يوماً إلى ثلاثين يوماً وأما ما فوق ذلك وما دونه الذي يقع في الخامس عشر والسادس عشر والتاسع عشر فغيرطبيعي وإذا تغيّر الطمث على التقدير عن حالته الطبيعية كان سبباً للأمراض الكثيرة وقلما يتفق أن يتغير في زمانه .
ومن مضار تغيّر الطمث إلى الزيادة ضعف المرأة أو تغيّر سحنتها وقلة اشتمالها وكثرة إسقاطها أو ولادها الضعيف الخسيس إذا ولدت .
وأما احتباس الطمث وقلته فإنه يهيّج فيها أمراض الامتلاء كلها ويهيئها للأورام وأوجاع الرأس وسائر الأعضاء وظلمة البصر والحواس وكدر الحس والحميات ويكثر معه امتلاء أوعية منيها فتكون شبقة غير عفيفة وغير قابلة للولد من الحبل لفساد رحمها ومنيّها ويؤدي بها الأمر إلى اختناق الرحم وضيق النفس واحتباسه والخفقان والغشي وربما ماتت .
ويعرض لها الأسر والتقطير لتسديد المواد وقد يعرض لها نفث الدم وقيؤه وخصوصاً في الأبكار وإسهاله .
وتختلف فيها هذه الأدواء بحسب اختلاف مزاجها فإن كانت صفراوية تولّدت فيها أمراض الصفراء وإن كانت سوداوية تولّدت فيها اْمراض السوداء وإن كانت بلغمية تولدت فيها أمراض البلغم وإن كانت دموية تولدت فيها أمراض الدم .
ومن النساء من يعجل ارتفاع طمثها فيرتفع في خمس وثلاثين سنة أو أربعين من عمرها ومنهن من يتأخر ذلكفيها إلى أن توافي خمسين سنة وربما أدى احتباس الطمث إلى تغيّر حال المرأة إلى الرجولية على ما قلناه في باب احتباس الطمث وربما ظهر لمن ينقطع طمثها لبن فيدل على ذلك وقد يقع احتباس الطمث لاتصال الرحم .
فصل في إفراط سيلان الرحم
الإفراط في ذلك قد يكون على سبيل دفع الطبيعة للفضول وذلك محمود إذا لم يؤد إلي فحش إفراط وسيلان غير محتاج إليه .


وقد يكون على سبيل المرض إما لحال في للرحم أو لحال في الدم .
فالكائن في الرحم إما ضعف الرحم وأوردته لسوء مزاج أو قروح وأكلة وبواسير وحكة وشقاق وإما انفتاح أفواه العروق وانقطاعها أو انصداعها ! لسبب بدني أو خارجي من ضْربة أو سقطة أو نحو ذلك اْو سوء ولادة أو عسرها أو لشدة الحمل .
والكائن بسبب الدم إما لغلبته وكثرته وخروجه بقوته لا بقوة الطبيعة وإصلاحها .
فقد ذكرنا الذي يكون بتدبير الطبيعة وهما مختلفان وإن تقاربا في أنهما لا يحتبسان إلا عند الإضعاف وإما لم على البدن لضعف في البدن وإن لم يكن الدم جاوز الاعتدال في ! كميته وكيفته وأما لحدة الدم أو رقّته ولطافته وأما لحرارته أو لكثرة المائية وا لر طوبة على أن كل نزف يبتدىء قليلاً رقيقاً ثم يأخذ لا محالة إلى غلظ مستمر غلظه ثم ينحدبر فيصير إلى الرقة والقلّة للمائية .
وِهذه هي الحال في كل نزف دم بأي سبب كانْ و ! لسبب في ذلك أن أفواه العروق ومسالك الدم تكون أولاً ضيقة وفي الآخر تضيق أيضاً وتنضمم - لليبس وإذا فرط النزف تبعه ضعف الشهوة وضعفة الاستمراء وتهيج الأطراف والبدن ورداءة اللون وربما أدى ذلك إلى الاستسقاء .
وربما أدى كثرة خروج الدم إلى غلبة الصفراء فتعرض حميات صفراوية لذاعة والاشتغال الحرارة اللذاعة التي كانت تتعدل بالدم يعرض لها أيضاً فشعريرات .
فإذا عرضت هذه الحرارة زادت في سقوط الشهوة للطعام الذي أوجده ضعف المعدة لفقدان الدم ويعرض وجع في الصلب لتمتد الأعصاب الموضوعة في ذلك المكان وقد يكثر نزف الدم من الأرحام مع كثرة الأمطار .
فصل في العلامات


أما ما كان على سبيل دفع الطبيعة فعلامته أن لا يلحقه ضرر بل يؤدي إلى المنفعة ولا يصحبه أذى ولا تغيّر من القوة وأكثر ما يعرض في المنعمات وأما ما كان سببه الامتلاء العام - سواء دفعته الطبيعة أو غلب فاندفع - فعلامته امتلاء الجسد والوجه ودرور العروق وغير ذلك من علامات الامتلاء وقد يكون معه وجع وقد لا يكون وما لم يضعف لم يحتبس .
ويعرف الغالب مع الدم بأن يجفف الدم في خرقة بيضاء ثم يتأمل هل لونه إلى بيا .
ض أو صفرة أو سواد أو قرمزية فيستفرغ الخلط الذي غلب معه أيضا وأما الكائن بسبب ضعف الرحم وانفتاح عروقه فيدلّ عليه خروج الدم صافياً غير موجع وإن كان السبب حدّة الدم عرف بلونه وحرقته وسرعة خروجه وقلة انقطاع خروجه .
وأما الكائن لرقة الدم عن مادة مائية ورطوبة فيكون الدم مائياً غير حاد ويتضرّر بالقوابض وربما ظهر عليها كالحبل وربما ظهر عليها كالطلق فتضع رطوبة ويكون عضل بطنها شديد الترهل كأنها لبن بعد يريد أن ينعقد جبناً وربما أضر بها المعالجات المذيبة لحرارتها فتزيد في مائية الدم وأما الكائن عن قروح فيكون مع مدّة ووجع .
وأما الكائن عن الآكلة فيخرج قليلاً قليلاً كالدردي وخصوصاً إذا كان عن الأوردة دون الشرايين وإذا كانت الآكلة في عنق الرحم كان اللون أقل سواداً لماذا كان هناك وعند فم الرحم أمكن أن يمس .
وأما الكائن عن البواسير فيكون له أدوار غير أدوار الحيض وربما لم يكن له بل كأنه يتبع الامتلاء وتكون علامات بواسير الرحم ظاهرة ويكون الدم في اللأكثر أسود إلا أن يكون عن الشرايين .
وربما كان الباسوري قطرة قطرة وكثيراً ما يصحب البواسير في الرحم صداع وثقل رأس ووجع في الأحشاء والكبد والطحال وإذا سال الدم من تلك البواسير زال ذلك العرض .
فصل في علاج نزف الدم


نذكر ههنا معالجات نزف الدم وفي آخره علاج المستحاضة أما الكائن على سبيل دفع الطبيعة والكائن عن الامتلاء وثقل الدم على البدن فينبغي أن لا يحبس حتى يخاف الضعف .
وربما أغنى الفصد عن انتظار ذلك لدفعه الامتلاء وجذبه المادة إلى الخَلاف إذا كان السبب المرّة الصفراوية استفرغ الصفراء وخصرصاً بمثل الشاهترج والهليلج بما فيه من قوة قابضة .
وإن كان السبب المائية فبإحدارها وجذبها إلي الخلاف ويسقى من الصمغ العربي والكثيراء .
وإن كان السبب ضعف الرحم جمع إلى الأدوية القابضة أدوية مقطعة مقوّية بعطريتها وخاصيتها .
وإن كان السبب قروحها عولجت بأدوية مركبة من مغرية .
قابضة ومحدرة .
والبواسير تعالج بعلاج البواسير وبزر الكتان بالماء الحار ويجب أن يراعى أوقات الرحة - إن كانت هناك أدوار - فيعالج حينئذ وفي أوقات الأدوار يعتمد على التسكين .
وإذا أفرط النزف وجب أن تربط اليدان مع أصل العضدين والرجلان مع أصل الفخذين عند الأربيتين ثم توضع المحاجم في أسفل الثدى وحيث تسلك العروق الصاعدة من الرحم إلى الثدي وتمص ويختار محاجم عظام فإنها تحبس الدم في الوقت ثم يجب أن تتبع بسائر العلاج وربما حبس النزف وضع المحاجم على ما بين الوركين .
ويجب أن تغذى المنزوفة مثل صفرة البيض النيمبرشت وكل سريع هضم مقو .
وربما احتيج إلى أن تغذى بماء اللحم القوي وقد حمض بالسماق .
وأما الكباب والأشوية الطيبة من اللحم الجيد فلا بد منه .
وكذلك الأخبصة الرطبة من السويق والنشا والشراب الحديث الغليظ الحلو القليل وتجتنب العتيق والرقيق .
وربما وافقها نبيذ العسل الطري .
وأما الأدوية المشتركة - وخصوصاً للنزف الحاد الحار - فإن لسان الحمل من أجودها بل لا نظير له وربما قطع النزف البتة شرباً وزرقاً وهو ينفع من المزمن وغير المزمن .
وشرب الخل أيضاً .
واستعمال الكافور شرباً واحتمالاً .


ومما ينفع من ذلك سقي اللبن المطبوخ بالحديد المحمى وفيه خبث الحديد طبخاً جيداً يسقى مع بعض القوابض كل يوم ثلاث أواق ورب حماض الأترج جيد جداً .
وكذلك سقي الصمغ العربي مع الكثيراء أو بزر الكتان بماء حار وأقراص الطباشير بالكافور نافع لهم جداً وأقراص الجلنار .
يؤخذ مومياي وطين مختوم وطين أرمني وشمث وعفص ودم الأخوين بالسوية يؤخذ من جملتها درهم ومن الكافور حبتان .
ومن المسك دانق يداف في أوقية من شراب الآس .
أخرى : يؤخذ أقاقيا جلنار وعفص هيوفسطيداس ساذج سماق منقى مر كندر أفيون يعجن بخل ثقيف قوي والشربة منه نصف درهم .
أخرى : يؤخذ زاج الأساكفة جفت البلوط مر كندر أفيون يعجن ويجعل حبًا ويسقى منه درهم جيد جداً .
أخرى : يشرب الودع المحرق وزن درهمين بماء السمّاق والسفرجل والبلح .
وأغذية هؤلاء قبل أن يحتاجوا إلى إنعاش القوة الهلام والقريص والمصوص من لحوم الجداء والطير الجبلي والمطجنات والعدسيات الحامضية يأكلها باردة ويجتنب كل طعام حار بالفعل أو بالقوة ومن الحمولات المشتركة حمولات تتخذ من المرتك والزاج والجلنار والطين المختوم الأرمني والكحل أو غير ذلك ونسخته : يؤخذ قلقطار وأقاقيا وقشور الكندر وكحل يتخذ منها أقراص ثم يؤخذ منها مثقال ومن الطين الأرمني والصمغ العربي والكهرباء من كل واحد مثقال يعجن في أوقيتين عصارة قابضة أو ماء ويحقن بها الرحم على ما علمت من صفة حقنة الرحم .
أخرى : يؤخذ نصف درهم شب وبزر البنج دانق أفيون دانق ويحتمل .
نسخة مجربة لنا : يؤخذ من بزر البقلة والكهرباء والصمغ وقشر البيض المحرق والقرطاس المحرق من كل واحد درهمان والعظم المحرق والكثيراء من كل واحد ثلاثة دراهم يخلط الجميع والشربة منها ثلاثة دراهم برب السفرجل .
فرزجة جيدة وخصوصأ للتأكل والقروح : وذلك بأن يؤخذ خزف التنّور عصارة لحية التيس أقاقيا يجمع ويتخذ منه فرزجة بماء العفص الفبئ .


أخرى : يؤخذ عفص فجّ جلنار نشا أفيون شب رواند صيني ورد حب الآس الأخضر سمّاق عصارة لحية التيس حبّ الحصرم قرطاس محرق صندل أبيض قشور الكندر طين المختوم أقماع الرمان شاذنج خزف جديد كزبرة يابسة يحتمل منه أربعة دراهم في صوفة خضراء مشرّبة بماء الآس وتمسكها الليل كله وربما عمل ذلك أقراصاً ويسقط القرطاس المحرق منها ويشرب منها مثقال بماء لسان الحمل .
وأيضاً جلّنار ووسخ السفود والقراطيس المحرقة وشبّ وزاج وكمّون منقع في خل وطين أرمني وربّ القرظ يعجن بماء الخلاف والكزبرة الخضراء ويحتمل الليل كله .
فصل في الآبزن
ومن الآبزنات النافعة لهم القعود في طبيخْ الفوتنج وورقه وأصله مطبوخاً مع اَس والورد با لأقماع وقشور الرمان والخرنوب النبطي والجلّنار ولحية التيس والعفص ا لأخضر والطرفاء .
فصل في الأطلية
ومن الأطلية والمروخات النافعة لهن طلاء الجبسين على السرّة وتمريخ نواحي الرحم بأدهان قابضة قوية القبض .
ولنعاود تفصيل علاج النزف الكائن لرقة الدم ومائيته فنقول أن الوجه في ذلك أن يسهل مائيتها ويحمل عليها بالادرار والتعريق بمثل طبيخ الأسارون والكرفس والفوّة وما أشبه ذلك ويسقل مرة ويدرّ أخرى برفق ومداراة وتعرق ويدلك بدنها بالخرق اللينة ثم الخشنة ويطلى بدنها بماء العسل وبأضمدة ! المستسقين .
وقد ينفعهن القيء الذريع ويجب بالجملة أن يمال بدوائهن وغذائهن إلى ما يجفف ويغلظ الدم وإن كان السبب قروحاً فينفع هذا المرهم .
ونسخته : يؤخذ من الجلنار والمرداسنج ويتخذ منهما ومن الشمع قيروطي بدهن الورد ويحتمل .


علاج : قد أوجب قوم في علاج المستحاضة باباً واحداً وهو علاج مركّب من تنقية وقبض وتقوية وهو أن يدر طمثها في الوقت لئلا يتأخر ثم تضطرب حركته وينقّى رحمها ويقوّى لئلا يقبل الفضول الخارجة عن الواجب فقالوا يجب أن تسقى من الأبهل عشرة دراهم من بزر النعنع درهماً وبزر الرازيانج وزن ! درهمين يجعل في قدر ويصب عليه من الشراب الصرف رطلان ويطبخ حتى ينتصف ويلقى عليه من الأنزروت والحضض من كل واحد وزن درهمين ومن سمن البقر والعسل من كل واحد ملعقة ويسقى منه على الريق قدر ملعقة ويؤخر الغذاء إلى العصر يفعل ذلك ثلاثة أيام .
وأنا أقول أن هذا - وإن كان نافعاً في أكثر الاوقات - فربما كانت الاستحاضة من أسباب أخرى توجب القبض الصرف وأنت تعلم ذلك مما سلف .
فصل في قروح الرحم وتعفنها
قد دللنا فيما سلف على ذلك وأنت تعلم أن أسبابها أسباب القروح من أسباب باطنة وسيلانات حارة وخراجات متقرحة أو عارضة من خارج لضربة أو لصدمة أو ولادة أو غير ذلك أو جراحة من لواء متحمل أو آلة تقطعها وربما كان مع ذلك تعفن .
وقد يكون جميع ذلك مع وضر ووسخ أو مع نقاء بلا وسخ .
وقد يكون في العمق وفي غير العمق وقد يكون مع آكال وبلا آكال ومع ورم وبغير ورمٍ .
فصل في العلامات
يدل على ذلك الوجع خصوصاً إن كانت القروح على فم الرحم وتقرب منه ويدلّ عليه سيلان المدة والرطوبات المختلفة اللون والرائحة والتضرر بما يرخي من الأدوية والانتفاع بما يقبض .
وعلامة التنقية من قروح الرحم أن يكون الذي يخرج إلى غلظ وبياض وملاسة بلا وجع شديد ونتن ولذع .
وعلامة كونها وضرة وسخة كثرة الرطوبات الصديدية وما يسيل من غير النقي إن كان هناك عفونة َ تكون مثل ماء اللحم وإن كان توسخ كان منتناً رديئاً وإن كان مع آكال كان الخارج أسود مع وجع شديد وضربان .
وعلامة أنها مع ورم لزوم الحمى والقشعريرة وما نذكره من علامات الورم وتعفنه وأكاله .
فصل في تعفن الرحم


هذا أيضاَ شعبة من باب قروح الرحم ويكون السبب فيه عسر الولادة أو هلاك الجنين أو أدوية حريفة تستعمل أو سيلان حاد حريف أو جراحات تعفنت ويكون في القرب ويكون في العمق مع وسخ وعدم وسخ والكائن في العمق لا يخلو من رطوبات مختلفة تخرج وربما أشبهت الدردي كثيراً .
فصل في أكالة الرحم
قد ذكرنا علامة التأكل فيما يخرج وفي حال الوجع في باب النزف .
والفرق بين أكلة الرحم وبين السرطان إن التأكل لا جساوة معه ولا صلابة ويتبعه سكون في الأوقات وخصوصاً بعد خروج ما يخرج وليس طول مدّته على العلاج الصواب بكثير وأما .
السرطان فدائم الوجع والضربان طويل المدة وعسر العلاج .
فصل في العلاج
يجب أن تنظر هل القرحة وضرة أو غير وضرة فإن كانت وضرة نقّيت أولاً بماء العسل ونحوه مزروقاً فيها بالزراقة وبطبيخ الإيرسا وبالمراهم المنقية .
وإن كان أكّال زرى فيها المراهم المصلحة للأكال مع تنقية البدن واستعمال الأغذية الموافقة وينظر أيضاً هل هي مع ورم أو ليست مع ورم .
فإن كانت مع ورم عولج أولاً وسكن بعلاجات الورم التي سنذكرها وأنقيت الرحم فحينئذ تعالج با لمدملات .
ومن المراهم المذكورة مرهم ينفع في أول الأمر إذا كان الخراج لم ينبت فيها اللحم .
وفسخته : يؤخذ من المرتك والإسفيذاج والأنزروت أجزاء سواء ويتخذ منه قيروطي بإلشمع ودهن الورد .
وإذا كان هناك وضر جعل فيه زنجار قليل وإذا أخذ اللحم ينبت وحدس ذلك عولج بمرهم بهذه الصفة يؤخذ توتيا مغسول جزءان إقليميا الفضة إسفيذاج أنزروت من كل واحد جزء يتخذ منه قيروطي بدهن الورد والشمع .
فصل في تدبير المفتضة من النساء
من النساء من يعرض لها عند الافتضاض أوجاع عظيمة خصوصاً إذا كانت أعناق رحمهن ضيقة وأغشية البكارة صفيقة وقضيب المبتكر غليظاً .


فإذا عرض لهن نزف وأوجاع وجب لهن أن يجلسن في المياه القابضة وفي الشراب والزيت ثم يستعمل عليهن قيروطيات في صوف ملفوف على أنبوب مانع من الالتحام ويخفف عليهن المجامعة وعلاجه أن تقرّح أن يستعمل الأدوية المنقّية ثم بعد ذلك المرهم المذكور القروح وقد خلط به الطين المختوم وما أشبهه .
فصل في شقاق الرحم
الشقاق يعرض في الرحم إما ليبس يطرأ عليه عنيف - وخصوصاً عند الولادة - وإما لورم يكون في أول عروضه خفيفاً يسير الوجع عقب وجع الولادة وبقاياه ثم يظهر وخصوصاً إذا علامات الشقاق : قد يمكن أن يتوصّل إلى مشاهدة الشقاق بمرآة توضع من المرأة بحذاء فرجها ثم تفتح فرجها ويطلع على ما يتشنج في المرأة منها ومما يدل عليه الوجع عند الجماع وخروج الذكر دامياً .
العلاج : لا يخلو الشقاق إما أن يكون داخلاً وإما أن يكون في العنق وما يليه .
والداخل يعالج بحمولات نافذة وقطورات مزروقة من المياه القابضة مخلوطة بالمراهم المصلحة مثل المراهم المتخذة من القليميا والمرداسنج ومرهم شقاق المقعدة .
وعلى حسب علاجه يجتنب كل لاذع فإن احتيج إلى إنضاج ما خلط بها مثل مرهم باسليقون بالشحوم .
وإن كان مع الشقاق غلظ شديد - ويدلّ عليه طول المدة وقلة قبول العلاج - استعمل مرهم القراطيس مع دهن الورد فإن لم يحتمل ذلك صير معه دهن السوسن وعلك الأنباط فإذا سكن عولج بعلاج الشقاق الساذج وخصوصاً إذا تقرح .
وربما احتيج إلى مثل قشور النحاس منعمة السحق أو الزاج والعفص أو مجموع ذلك .
وأما الخارج فربما كفى الخطب فيه استعمال التوتيا المسحوق جداً مع صفرة البيض أو مجموع ذلك ولا يزاد يلزم ذلك ومرهم الإسفيذاج أيضاً نافع جداً .
فصل في حكة الرحم وفريسيموس النساء
قد تعرض في الرحم حكّة لأخلاط حادة صفراوية أو مالحة بورقية أو أكالة سوداوية بحسب ما يظهر من أحوال لون الطمث المجفف أو بثور متولدة منها أو مني حار حاد جداً فربما أفرط حتى يسقط القوة .


وقد يعرض لتلك المرأة أن لا تشبع من الجماع ويصيبها فريسيموس النساء وكلما جومعت إزدادت شرهاً .
العلاج : .
يجب أن ينقّي الرحم خاصة ويقى البدن عاماً بالفصد من الأكحل وإن احتيج ثني من الباسليق واستفراغ الخلط الحاد كل خلط بما يستفرغه مثل الصفراء بحبوب السقمونيا والبلغم بحب الأسطمحيقون والسوداء بحب الأفتيمون وطبيخه وكسره من سورة المني بالأدوية المفردة له مما يبرد وبالأدوية المحركة له بحسب الحاجة والمشاهدة للمزاج ولطخ فم الرحم بمثل الأقاقيا والهيوفسطيداس والولد والصندل ه وأشياف ماميثا أو البورس الذرنبذي والخل ودهن الورد وأيضاً مثل عصارة البقلة الحمقاء وربما خلط مع الأدوية بزر الكتان وينطل بمياه طبخت فيها القوابض ويضمد بثفلها وإن احتيج إلى منق شرب العسل بالماء البارد جداً وهذا الدواء الذي نذكر ههنا مجرب للحكّة .
ونسخته : يؤخذ ورق النعناع وقشور .
الرمان والعدس المقشر مطبوخاً بنبيذ ويحتمل .
يؤخذ زعفران وكافور من كل واحد دانق مرداسنج لحانقين حب الغار نصف درهم يحق وينخل ويعجن ببياض البيض ودهن الورد وشيء من الشراب ويحتمل .
وأيضاً يؤخذ إهليلج وجلنار من كل واحد درهمان حضض ونوشادر وسذاب عتيق يسحق وينخل ويلطخ الموضع بدهن الورد ويذر هذا عليه .
ومن البخورات الحضض ولمب حبّ الأترج يبخر بهما أو بأحدهما فإنه نافع .
فصل في باسور الرحم
قد يعرض في الرحم باسور وربما جاوز الرحم وظهر فيما يجاوره من الأعضاء حتى يفسد عظم العانة ويعفنه وعنق الرحم .
وربما أدى إلى حلق شعر العانة فربما ثقبه ثقباً صغاراً وربما أخذ عن جهة العانة فاتجه إلى ناحية المقعدة وعضلها فبعضه يكون حينئذ يدرك من ظاهر الرحم وبعضه يكون في باطن الرحم وقد يكون في كل جانب من جوانب الرحم .
وما كان منه في عنق الرحم لا يمكن أن يعالج وكذلك المنتهي إلى المثانة وفقها والى كل عضو عصبي .


والمنتهي إلى عضلة المثانة وسائر ذلك فله علاج - إن عسر - وأعسره المنتهي إلى حلق شعر العانة وخصوصاً إذا ثقب العظم ثقباً صغاراً .
العلامات : علاماته طول التعفن ولزوم الوجع وتقدم قروح لا تبرأ بالمعالجات وقد طالت المدة وصال الصديد ثم أوجاع كأوجاع السرطان ويعرف مكانه بالمرود حيث يصاب فيه ويعرض منتهاه أنه هل هو في اللحم بعد أو جاوز إلى العظم بما يحبسه طرف المرود من لين وملاسة وصلابة وخشونة .
المعا لجات : من معالجاته البط وكثيراً ما يؤدي ذلك - لعصبية العضو - إلى الكزاز وانقطاع الصوت واختلاط الذهن والبط أيضاً لا يمكن إلا لما يرى ويتمكن من قطع اللحم الميت منه ولكن الاحتياط أن تستعمل أدوية مجففة عليه وينقى البدن ويقوي الرحم ويداوي .
فصل في ضعف الرحم
ضعف الرحم سببه سوء مزاج وتهلهل نسج ومقاساة أمراض سالفة وقد يعرض من ضعف الرحم قلة شهوة الباه وكثرة سيلان الطمث والمني وغيرهما وعدم الحبل وعلاجه علاج سوء المزاج وتدارك ما يعرض له من الآفات المعروفة بما عرفت .
فصل في أوجاع الرحم
يكون سبب أوجاع الرحم من سوء المزاج المختلف ومن الرياح الممددة والرطوبات المحدثة لها حتى ربما عرض فيها ما يعرض في الأمعاء من القولنج .
وقد يحدث وجع الرحم من الأورام والسرطانات ومن القروح ويشاركها الخواصر وإلأربيتان والساقان والظهر والعانة والحجاب والمعدة والرأس وخصوصاً وسط اليافوخ وربما انتقلتَ الأوجاع منها إلى الوركين بعد مدة إلى عشرة أشهر واستقرت فيها .
وأن تعرف معالجات جميع هذه بما قد مرّ لك وليس في تكرير القول فيها فائدة .
فصل في سيلان الرحم
إنه قد يعرض للنساء أن تسيل من أرحامهن رطوبات عفْنة ويسيل منها أيضْاً المني أما الأول فلكثرة الفضول ولضعف الهضم في عروق الطمث إذا تعفّنت الرحم وله باب - مفرد ويعرف جوهره من لون الطمث المجفف في الخرقة ومن لون الطمث في نفسه .


وأما الثاني فلمثل أسباب سيلان مني الرجل فإن كان بلا شهوة فالسبب فيه ضعف الرحم والأوعية واسترخاؤها وإن كان بشهوة ما ولذع ودغدغة فسببه رقة المني وحدّته ؤربما كان السبب فيه حكة الرحم فتؤدي دغدغته إلى الإنزال .
وصاحبة السيلان تعسر نفسها وتسقط شهوتها للطعام ويستحيل لونها أو يصيبها ورم ونفخة فْي العين بلا وجع في أكثر وربما كان مع وجع في الرحم .
العلاج : أما سيلان المني منهن فيعالج بمثل ما يعالج ذلك في الرجال وأما السيلانات الأخرى فيجب أن يبتدأ فيها بتنقية البدن بالفصد والإسهال إن احتيج إليها ثم بحقن الرحم اْولاً بالمنقّيات المجففة مثل طبيخ الإيرسا وطبيخ الفراسيون وبدلك الساقين بأدهان ملطفة مع أدوية حادة مثل دهن الإذخر بالعاقرقرحا والفلفل ثم يتبع بعد ذلك بالقوابض محقونة ومشروبة .
والمحقونة أعمل بعد الاستفراغ وهي مياه طبخ فيها مثل العفص وقشور الرمان والأذخر والآس والجلّنار .


القانون
القانون
( 53 من 70 )

فصل في احتباس الطمث وقلته
الطمث يحتبس إما بسبب خاص بالرحم وإما بسبب المشاركة .
والذي بسبب خاص إما بسبب غريزي وإما بسبب حادث من وجه أخر .
والطمث يحتبس إما لسبب في القوة وإما لسبب في المادة أو لسبب في الآلة وحدها .
- أما السبب في القوة فمثل ضعف لسوء مزاج بارد أو يابس أو حار يابس أو بارد يابس .
والبارد إما مع مادة أو بغير مادة .
وأما السبب في المادة فإما الكمية وإما الكيفية وإما مجموعهما .
أما الذي في الكمية فهو القلة وذلك إما لعدم الأغذية وقلتها أو لشدة القوة المستعلية على الأغذية .
وإن كثرت فلا تبقي فضولاَ للطمث .
ومئل هذه المرأة يشبه طبعها طبع الرجال وتقدر على الهضم البالغ وإنفاق الواجب ودفع ! لفضول على جهة ما تدفعه الرجال وهؤلاء من السمان العصبيات العضليات منهن القويات المذكرات اللاتي تضيق أوراكهن عن صدورهن وأطرافهن جاسية أكثر .
أو لكثرة الاستفراغات بالأدوية والرياضات وخصوصاً الدم من رعاف أو بواسير أو جراحة أو غير ذلك .
وأما الذي في كيفية المادة فأن يكون الدم غليظاً للبرد أو لكثرة ما يخالطه من الأخلاط الغليظة وأكثره للدعة وما يجري مجراها مما علمت .
وأما السبب الذي من جهة الآلة : فالسدّة : وتلك إما لحرّ مجفف مقبض أو لبرد محصف وكثيراً ما يورث كثرة شرب الماء ويؤدي إلى العقر أو ليبس مكثف أو لكثرة شحم أو خلط غليظ لزج أو لأورام أو للرتق وزيادة .
اللحم أو لقروح عرضت في الرحم فاندملت وفسد باندمالها فوهات العروق للظاهرة أو لاعوجاج فيها مفرط أو انقلاب أو لقصر عنق الرحم أو لضربة أو سقطة أغلقت أبواب العروق أو عقيب إسقاط .
وأما الكائن من احتباس الطمث بسبب المشاركة لأعضاء أخرى .


فمثل الكائن بسبب ضعف الكبد فلا ينبعث الدم ولا تميزه أو لسدد فيها وفي البدن كله والسمن يحدث السدد بتضييق المسالك تضييقاً عن مزاحمة والهزال يضيقها تضييقاَ عن جفاف أو لقفة الدم والدم يجمد على الرحم بالخروج فإذا لم يجد منفذاً عاد فإذا تكرر ذلك انبسط في البدن وأورث أمراضاً
فصل في أعراض ذلك
قد يعرض لمن احتبس طمثها أمراض منها اختناق الرحم لتشمرها وميلها إلى جانب ويعرض لهن أيضاً أورام الرحم الحارة والصلبة وأورام الأحشاء وأمراض في المعدة من ضعف الهضم وسقوط الشهوة وفسادها والغثيان والعطش الشديد واللذع في المعدة وتعرض منه أمراض الرأس والعصب من الصرع والفالج وأمراض الصدر من السعال وسوء النفس وكثير من أمراض الكبد من الاستسقاء .
وغيره وتتغير منه السمنة وتقل الشهوة ويعرض لهن أيضا عسر البول وخصوصا الحصر واوجاع القطن والعنق وثقل البدن وتهزل وتكرب وتصيبها قشعريرات وحميات محرقة وربما عسر الكلام لجفاف عضل اللسان من البخار الحار وربما كان الثقل لسبب وجع الرأس .
ويعرض لها قلق وكرب لأوجاع العفن والبخار الحار .
وربما تورم جميع بدنها وبطنها أيضاً لتحلب الورم الصديدي من الدم إليه وربما عرض لها في مزاجها عند احتباس طمثها إذا كانت قوية الخلقة فتقدّر قوتها على استعمال الفضل المحتبس أن تتشبه بالرجال ويكثر شعرها وينبت لها كاللحية ويخشن صوتها ويغلظ ثم تموت .
وربما صارت قبل الموت إلى حال لا يمكن مع ذلك أن يدرّ طمثها .
وأكثر هؤلاء من اللاتي يلدن كثيراً فإذا لم يجامعن وغاب عنهن أزواجهن أو احتبس طمثهن وزال عنهن الحصر الذي يوجبه الاستفراغ من الدم وأخذ الحبل وأخذ الجماع يعرض لهن أن يصير بولهن أسود فيه شوب صديدي كماء اللحم وربما بلن دماً .
العلامات : ما يتعلق بالبرد فعلامته ثقل النوم والتخثر فيه وبياض لون الجسد وخضرة الأوراد وتفاوت النفض وبرد العرق وكثرة البول وبلغمية البراز .


وما يتعلق بالحرارة دل عليه الالتهاب وجفاف الرحم وسائر علامات حرارته المعلومة فيما سلف .
وما يتعلق باليبس دل عليه علامات اليبس فيها المعلومات فيما سلف ويؤكده هزال البدن وخلاء المروق .
وأما الورم والرتق وغير ذلك فهي معلومات العلامات مما قد علمت إلى هذا الموضع ولا حاجة بنا أن نكرر ذلك المعالجات : أما المتعلق بالتسخين والتبريد وتوليد الدم وترطيب البدن وعلاج الأورام وعلاج الرتق ونحو ذلك فهو معلوم من الأصول المتكررة .
والكائن عن الرتق الذي لا يعالج وعن انسداد أفواه العروق عن التحام قروح وغير ذلك فهو كالميئوس منه .
وعلاجه إخراج الدم لئلا يكثر وتنقية البدن واستعمال الرياضة وإنما يجب أن نْورد الآن ذكر العلاجات المدرّة للطمث وهي التي تحرك الدم إلى الرحم وتجعمله نافذاً في المسام وتجعل المسام متفتحة .
وقد ذكرنا هذه الأدوية في المفردات في جداولها وذكرنا أيضاً في الأقرباذين وأما ههنا فنريد أن نذكر من التدبير والمداواة ما هو أليق بهذا الموضع والتدبير في ذلك تحريك الدم بالقوة إلى الطمث .
ومما يفعل هذا فصد الصافن والعرق الذي خلف العقب فصد عرق الركبة والمأبض أقوى منه والحجامة على الساق والكعب وخصوصاَ للسمان فإنه أوفق .
وربما احتيج إلى تكرير الفصد على الصافن من رجل أخرى وإدامة عصب الأعضاء السافلة وربطها وتركها كذلك أياماً ثم استعمال الأدوية التي تفتح المسام وتسهل الرطوبات اللزجة إن كان السبب الرطوبة ثم استعمال الأدوية الخاصة بالإدرار وهي الملطفة المفتحة للسدد ومنها مشروبة مثل الفوتنج وطبيخه بماء العسل ومنثوره على ماء العسل .
والأبهل أقوى منه والمشكطرامشيع قوي جداً .
والدارصيني وأيارج فيقرا والسكبينج وا لجاوشير وثمرته والجنديادستر والقردمانا وطبيخ الراسن وطبيخ الأشنان وطبيخ اللوبيا الأحمر والمحروث والأشتر غاز وبزر المرزنجوش .


ومنها حمولات وهي مثل الخربق الأبيض وشحم الحنظل واللبنى والقنطوريون وصمغ الزيتون البري والجاوشير والجندبيدستر والحلتيت والسكبينج والقردمانا وعصارة الأفسنتين وقد يحتمل الأوفربيون على قطنة ويصير عليه ساعة يسيرة من غير إفراط .
وهذا الحمول الذي نذكره هنا قد جربناه نحن .
ونسخته : يؤخذ مر فوتنج من كل واحد أربعة دراهم أبهل ثمانية دراهم سذاب يابس عشرة دراهم زبيب منقى عشرون درهماَ يعجن بمرارة للبقر ويتخذ منها فرزجات .
أخرى : يؤخذ جندبيدستر ومر ومسك فيجعل بلوطة بدهن البان ويحتمل .
ودهن الأقحوان مدر للطمث إذا احتمل وعصارة الشقائق والنسرين .
أخرى : يؤخذ أشنان فارسي عاقرقرحا شونيز سذاب رطب فربيون بالسوية وينعم سحقه ويعجن بالقنة ويجعل في جوف صوفة مغموسة في الزنبق ويحتمل في داخل الرحم .
ومنها ضمادات وكمادات .
والتكميد بالأفاويه مدر للطمث .
ومنها بخورات مثل الحنظل وحده فإنه يمر في الحال وكذلك الجاوشير والحلتيت والسكبينج والقردمانا .
ومنها أبزنات من مياه طبخ فيها الملطفات المدرة للطمث الفوتنج والسذاب والمشكطرا مشيع ونحو ذلك .
المقالة الرابعة آفات وضح الرحم وأورامها وما يشبه ذلك
فصل في الرتقاء
هي التي إما على فم فرجها ما يمنع الجماع من كل شيء زائد عضلي لو غشاء قوي أو يكون هناك التحام عن قروح أو عن خلقة .
وإما نتن فم الرحم وفم القرج على أحد هذه الوجوه بأعيانها .
وإما على فم فرجها ما يمنع الحبل وخروج الطمث من غشاء أو التحام قرحة وما يشبه ذلك أو يكون المنفذ غير موجود في الخلقه حتى يعرض للجارية عند إبتداء الحيض أن لا يجد الطمث منفذاً لأحد هذه الأسباب فيعرض لها أوجاع شديدة وبلاء عظيم .
فإن لم يحتل لها رجع الدم فاسودت المرأة واختنقت فهلكت .
وقد يتفق أن تستمسك الرتقاء بإتفاق بحبل فتموت هي وجنينها لا محاله إن لم تدبر .
وهذا إنما يمكن على أحد وجوه .


أما أن يكون ما يحاذي فم للرحم عن للرتق متهلهل النسيج أو ذا ثقب كثير بحيث يمكن للرحم أن يجذب من المني شيئاً وإن قل فذلك القليل يتولد منه أو يكون الحق بعضه رأي الفيلسوف وبعضه رأي جالينوس الطبيب فيكون المحتاج إليه في تخلق الأعضاء هو مني الأنثى على حسب قول الفيلسوف ويكون ذلك مما يدر إلى الرحم من داخل للرحم على قول جالينوس .
ويكون مني الرجل تتلقى عنه للقوة والرائحة على قول الفيلسوف فلإنه قال إن بيض الريح إذا أصاب نزواً يلقى منه رائحة منه للذكر إستحال بيض الولاد .
M0 المعالجات علاج الرتقاء بالحديد لا غير فإن كان الرتق ظاهراً فالوجه أن يخرق شفر الفرج عن الرتق بأن يجعل على كل شفر رفادة ويقي الإبهامين بخرقة ويمد الشفران حتى ينخرق عما بينهما ويستعان بمبضع مخفي فيشق الصفاق ويقطع اللحم الزائد - إن كان تحت الصفاق - قليلاً قليلاً حتى لا يبقى من الزائد شيء ولا يأخذ من الأصلي شيئاً وذلك بالقالب .
والفرق بين الصفاق وبين اللحم الزائد إن الصفاق لا يدمي واللحم يدمي ثم يجعل بين الشفرين صوفة مغموسة في زيت وخمر وتترك ثلاثة أيام ويستعمل عليها ماء العسل - إن احتيج إليه ويستعمل عليها المراهم المزينة مع تَوَق عن التحام والتصاق وتضييق وخصوصاً إن كان المقطوع لحماَ .
.
وأما الصفاق فقلما يقبل الإلتحام بعد الشق .
وأما إن كان الرتق غائراً فالوجه أن يوصل إليه الصنارة ويشق إن كان صفاقاً شقاً واحداً ليس بذلك المستوى فربما ينال المثانة وغيرها بل يجب أن يورب عن مكان المثانة ويقطع - إن كان لحماً - قليلاً قليلاً ويلزم القطع صوفة مغموسة في شراب قابض عفص ثم بعد ذلك يجلس في المياه المطبوخة فيها الأدوية المرخية ثم يعالج بالمراهم الصالحة للجراح حملاً وزرقاً ثم بإلحامه .


وكما يظهر البرء فيجب أن يلح عليها بالجماع ويجب أن يتوقّى عند هذا الشقّ والقطع شيئان : التقصير في البضع والشقّ للقدر الزائد فإن ذلك يكون ممكناً من الحبل عند جماع يقع معسراً للولادة معرضاَ الجنين والحامل للهلاك .
ويتوقّى أيضاً أن يجاوز القدر الزائد ويصاب من جوهر الرحم شيء فيرم الرحم ويوجع ويورث الكزاز والتشنّج والأمراض القاتلة .
وإذا فعلت هذا فيجب أن تجنبها البرد البتة وأن لا تقرب منها دواء بارداً بالفعل البتة بل يجب أن تكون جميع القطورات والزروقات والحمولات مسلوبة البرد . فصل في كيفية محاولة هذا الشقّ والقطع
يهيأ للمرأة كرسي بحذاء الضوء وتجلس عليه مع قليل استناداً إلى خلف وإاذا استوت ألصق ساقاها بفخذيها مفحجتين وجميع ذلك ببطنها وتجعل يداها تحت مأبضيها وتشد على هذه الهيئة وثاقاً ثم يحاول الطبيب الشق للصفاق والقطع للحم . وربما احتاج الطبيب إلى استعمال مرارة خصوصاً فيما هو داخل .
وإذا مدت الصفاق بالمراود والصنارات مدًا لا ينزعج معه الرحم وعنق المثانة وصفاقها إنزعاجاَ يؤذي هذه الأعضاء أولاً بالمد وثانياً بما لا يبعد مع إبرازها بالمدّ أن يصيبها من حد الحديد .
والمرأة تريك ما تصنع من ذلك وتعرفك ما صحب الصفاق الراتق من الأعضاء التي تجاوز هذا العضو من المثانة وغيرها فإن أفرطتَ فأرسل ما مددته ليرجع ما امتد إليك مما لا يحتاج إليه ثم أعد مد الصفاق الراتق بلطف ثم شقه على تأريب لا ينال المثانة ثم انظر في أول ما .
يشق فإن خرج الدم يسيراً فانفذ في عملك بلا وجل وإن كثر سيلان الدم فشق قليلاً قليلاً يسيراً يسيراً لئلآ يعرض غشي وصغر نفس .
وربما إحتيج إلى أن تترك الآلة الباضعة المسماة بالقالب فيها إلى الغد ملفوفة في صوفة مربوطة بخرق .


وإذا كان الغد نظر في قوتها فإن كانت قوية عولجت تمام العلاج وإلا أمهلت إلى اليوم الثالث ونزعت حينئذ الآلة وتأملت حال الشق بالإصبع تجعل تحت موضمه لتدلك على مبلغ ما يحتاج أن يشق من بعد .
وإذا حللت المرأة عما يعالج به فيجب أن تجلس في ماء طبخ فيه الملينات - وهو حار - وخصوصاً إن ظهر ورم .
والأجود أن يستعمل عليها المراهم في قالب يمنع الإنضمام .
وأجوده المجوف ذو الثقب ليخرج فيها الفضول والرياح وإذا أصاب القاطع اللحم للطبيعي فربما حدث سيلان بول لا يعالج .
فصل في انغلاق الرحم
قد يعرض ذلك للرتق وقد يعرض لأورام حارة وصلبة وعلاجها علاجه .
فصل في نتوء الرحم
وخروجها وإنقلابها وهو العفل الرحم
ينتأ إما لسبب بادٍ من سقطة أو عدو شديد أو صيحة تصيح بها هي أو عطسة عظيمة أو هدة وصيحة تسمعها هي فتذعر أو ضربة ترخي رباطات الرحم أو لسبب ولاد عسر أو ولد ثقيل أو عنف من القابلة في إخراج الولد والمشيمة أو خروج من الولد دفعة .
وإما لرطوبات مرخية للرباطات أو لعفونات تحدث بالرباطات وربما خرجت بأسرها وربما انقلبت وربما سقطت أصلاً .
فصل في أعراض ذلك وعلاماته
يعرض للمرأة من ذلك وجع في العانة عظيم وفي المعدة والقطن والظهر وربما كان مع ذلك حمّيات ويعرض لها كثيراً حصر وأسر يعصر الرحم مجرى الثفل والبول وقد يعرض كزاز ورعشة وخوف بلا سبب ويحسّ بشيء مستدير في العانة ويحس عند الفرج بشيء نازل ليّن المجس وخصوصاً إذا تم الانقلاب فخرج باطنها ظاهراً .
وإذا لم تحس الثقبة وعلم إن أصلها قد إنقلب وخرج وإن وجدت الثقبة قد خرجت كما هي غير منقلبة فإنما سقطت الرقبة . المعالجات
إنما يرجي علاج الحديث من ذلك في الشابة ويبدأ أولاً بإطلاق الطبيعة بالحقن وإدرار البول بالمدرات .


وإذا فرغ من ذلك إستلقت المرأة وفحج بين ساقيها وتأخذ صوفاً من المرعزي ليناً وتلزمه الرحم ثم تأخذ صوفاً اَخر وتبله بعصارة أقاقيا أو بشراب ديف فيه شيء قابض ويوضع على فم الرحم ويردّ بالرفق إلى داخل حتى يرجع الصوف كله إلى داخل ثم تأخذ صوفاً آخر وتبله بخلّ وماء وتضعه على الفرج وتكلف المرأة أن تضطجع على جنبها وتضم ساقيها وتحتفظ بالصوف حيث هو مهيأ فيها لا يسقطه وهندم المحاجم على أسفل سرتها وعلى صلبها وأشمها الروائح الطيبة ليصعد الرحم بسببها إلى فوق وإياك أن تقرب منها قذراً فيهرب الرحم إلى أسفل .
فإذا كان اليوم الثالث فبدل صوفها واجعل صوفاً مبلولاً بشراب طبخ فيه الآس والورد والأقاقيا وقشور الرمان وغيره مفتراً وانطل من ذلك على سرّتها وعانتها واستعمل عليها اللصوقات المتخذة من السويق والمتخذة من الطحلب والمتخذة من العدس بالقوابض - فإن هذا التدبير ربما أبرأها وتجلسها بعد ذلك في طبيخ الأذخر والآس والورد ويجب أن تجنبها الصياح والمعطّسات والمسعلات وتودعها وتريحها .
فصل في ميلان الرحم واعوجاجها
إن الرحم قد يعرض لها أن تميل إلى أحد شقي المرأة ويزول فم الرحم عن المحاذاة التي ينزلق إليه المني فربما كان السبب فيه صلابة من أحد الشقين أو تكاثفاً وتقبّضاً فاختلف الجانبان في الرطوبة والسصترخاء واليبس والتشتج وربما كان السبب فيه امتلاء في أحد عروق الشقين خاصة وربما كان السبب فيه أخلاطاً غليظة لزجة في أحط الشقين تثقله فيجذب الثاني إليه .
وكثيراً ما يعرض منه اختناق الرحم .
والقوابل يعرفن جهة الميل باللمس بالأصابع ويعرفن أنه هل هو عن صلابة أو عن امتلاء بسهولة وتمدّد العروق وصلابتها واحتياجها إلى الاستفراغ .


العلاج يجب أن يفصد الصافن من الجهة المحاذية للشق المميل إليه إن أحس بامتلاء وزعمت القابلة أن العروق في تلك الجهة ممتدة ممتلئة وهناك غلظ . لمان كان هناك تقبض وتشمر ولم يكن غلظ استعملت الملينات من الحقن والحمولات والمروخات واستعملت الحمام وأحسنت الغذاء .
وإن كان هناك رطوبات استفرغت بما يستفرغها وتسقيها دهن الخروع واستعمل أيضاً الحمولات وكذلك تمرخ عجانها وتزرق في رحمها دهن البلسان والرازقي ونحوه .
وحينئذ ربما أمكن القابلة أن تدخل الأصبع ممسوحة بقيروطي أو شحم البط أو الدجج وتسوّي الرحم وتمد المائل حتى يقع إلى محافاة من فم الرحم للفرج فاعلم ذلك .
فصل فى الورم الحار في الرحم
قد تعرض للرحم أورام حارة .
والسبب فيه إما بادٍ مثلى سقطة أو ضربة أو كثرة جماع أو إسقاط أو خرق من القابلة عند قبول الولد .
وقد يكون السبب فيه احتباس طمث وامتلاء أو كثرة رطوبة ونفخ متكاثف لا يتحلل .
وقد يكون لارتفاع المني وقد يكون في فم الرحم وقد يكون في قعرها وقد يكون إلى بعض الجهات من الجانبين والقدام والخلف .
والرديء منه العام لجهات كثيرة وقد يصير دبيلة وقد يستحيل إلى صلابة أو سرطان .
M0 العلا مات : قد تدل عليه بالمشاركات فإن المعدة تشاركها فتوجع ويحدث فيها غم وكرب وغثي وفواق ويفسد الإستمراء والشهوة أو يضعف .
والدماغ يشاركه فيحدث صداع في اليافوخ ووجع في العنق وأصل العينين وعمقهما مع ثقل ويتفشى الوجع حتى يبلغ الأطراف والأصابع والزندين والساقين والمفاصل مع إسترخاء فيها وتؤلم المأنتان والإربيتان والعانة وتنتفخ والمراق أيضاً تنتفخ ويحسّ في جميع ذلك ثقل ويعرض حصر أو أسر حتى لا يكون للريح منفذ إلى خارج وذلك لضغط الورم .
وحيث يضغط من المجرى أكثر فهناك يكون الاحتباس أشد .
وربمأ كان حصر دون أسر وأسر دون حصر .
ويعرض فيهن أن يضعف النبض ويصغر ويتواتر .


فإن كان الورم حاراً كانت هذه الأعراض كلها شديدة مع حمى ملتهبة مع قشعريرات ومع اسوداد اللسان ويشتد الوجع والضربان ويكثر العرق في الأطراف وربما أدى إلى انقطاع الصوت والتشتج والغشي .
ويدل على جهة الورم موضع الضربان والمشاركة أيضاً أنه هل الوجع إلى السرة أو إلى الظهر أو إلى الحقوين .
وما كان بقرب فم الرحم فهو أشد وأصلب مما يكون في القعر لأن فم الرحم عصباني وهو ملموس .
والذي في القعر يصعب لمسه .
وفي أي جهة كان الورم مال الرحم إلى خلافها وصعب النوم على خلافها وصعب الانتقال والقيام ويلزم العليلة أن تعرج عند المشي .
وعلامة أنه يستحيل إلى الدبيلة أن يكون الوجع يزداد جداً والأعراض تشتد وتختلف الحميات وتختلط وتجد استراحة عند اختلاف البطن وإخراج البول .
وعلامة النضج التام أن تسكن الحمى والضربان ويتحرك النافض وورم الرحم ودبيلته إذا كانا في الرحم أمكن أن ترى وإن كان غائصاَ لم يمكن أن ترى .
معالجات الأورام الحارة : يحتاج فيها إلى استفراغ الدم إذا أعانت الدلائل المشهورة والفصد من الباسليق .
وإن نفع ذلك ففيه أن يحبس الطمث ويجذب الدم إلى فوق .
والفصد من الصافن أشدّ مشاركة وأجذب للدم منها وأولى بأن يدرّ الطمث وأنفع وخصوصاً لما كان السبب فيه احتباس الطمث والأصوب في الابتداء أن يفصد الباسليق ليمنع انصباب المادة ثم يتبع ذلك الفصد من الصافن فيجذب المادة من الموضع ويتلافى ما يورثه فصد الباسليق من المضرة المشار إليها .
ويجب أن يكون الفصد ورجلاها إلى فوق وهي مضطجعة ويبالغ في إخراج الدم ويجب أن يمنع الغذاء أو يقلّله في الأيام الأول إلى ثلاثة أيام ويمنع الماء أصلاً خصوصاً في اليوم الأول وتسكن في بيت طيب الريح وتكلف السهر ما قدرت .
والقيء شديد النفع لها .


وربما احتيج إلى استعمال مسهّل يخرج الأخلاط ويجب أن يكون في أدويتها ما يسكن الغثيان ويقل الغذاء عند الحاجة ويجلس في الابتداء في ماء عذب ممزوج بدهن الورد الجيد وينطل بالقوابض من المياه ثم لا يلحّ عليها بالقوابض لئلا يصلب الورم .
ومما يصلح استعماله عليه في هذا الوقت الخشخاش المهري بالطبخ يضمد به بزيت الأنفاق أو دهن الورد أو دهن التفاح ثم يعجل إلى الملينات فينطل بشراب مع دهن ورد مفتّرين ويحتمل صوفاً مبلولاً بمياه طبخ فيها مثل الخطمي وبزر الكتان والحسك والحرمل الكثير مع قوة قابضة من لسان الحمل أو البقلة .
وكذلك المرهم المتخذ من البيض وإكليل الملك مطبوخاً مهري وربما جعل عليه دهن الزعفران ودهن الناردين ثم يقبل على الإنضاج .
ومما ينضجه التمر المهري المطبوخ بالسويق مع دهن ورد ودهن حناء وخصوصاً في منتهاه وضمّادات من زوفا وشحم الأوز وسمن ومخّ الأيل ونحو ذلك .
وإذا انحطت العلة فعالجها حينئذ بالمحللات الصرفة وفيها النمام والمرزنجوش وآذان الفار وإذا وضع عليها الضمّادات وجب أن لا تربط فإن الربط يضر بالورم .
وأما الدبيلة فيجب أن تشتغل بإنضاجها وإن كانت قريبة من فم الرحم وأمكن شقها على نحو تدبير الرتقاء .
وأما الداخلة فما أمكن أن ينتظر نضجها من نفسها واقتصر على ما يدرّ إدراراً رقيقاً مثل اللبن وبزر البطيخ مع شيء من اللعابات وانفجارها من نفسها أفضل وإن أمكن التبديد والتحليل فهو أولى .
وإذا انفجرت الدبيلة فربما خرج قيحها من الفرج .
ويجب أن يعان على التنقية والتحليل للبواقي بمثل مرهم الباسليقون الصغير يزرق فيه .
وربما خرج من المثانة وحينئذ لا يجب أن تعان في تنقيتها بالمدرّات القوية فتنصب مواد أخرى إلى المثانة ويتظاهران على إحداث قروح المثانة بل تلطف فيذفلك .
واقصر على ما يدر إدراراً رقيقاً مثل اللبن وبزره البطيخ مع شيء من اللعابات .
وربما خرج من طريق البراز .


وربما احتجت أنا تفجّر بالأدوية المذكورة في دبيلات الرحم وغيرها مثل أضمدة متخذة من التين والخردل وزبل الحمام .
وبعد ذلك فيجب أن تنقى القرحة بمثل ماء العسل ويعيد ذلك مراراً ما وجدت قيحاً غليظاً .
وإذا أنقيت فعالج بعلاج القروح وإذا عظمت الأعراض في الدبيلة لم يكن بد من استعمال الضمّادات الملينة المتخذة من دقيق الشعير ومن التين ومن الحلبة ومن بزر الكتان وإكليل الملك والآبزنات التي بهذه الصفة ويجب أن تراعى أشياء قلناها في أبواب أورام حارة ودبيلات في أبواب أخرى غير الرحم ويتمم ما اختصرنا ههنا من هناك إذ قد استوفينا الكلام فيها .
فصل في الورم البلغمي في الرحم
الورم البلغمي في الرحم يدل عليه من دلائل الورم المذكورة ما يتعلق بالثقل والانتفاخ ولكن لا يكون مع وجع يعتد به - ويكون هناك ترهل الأطراف والعانة وتكون سحنة صاحبه كسحنة أصحاب الاستسقاء اللحمي .
وعلاجه علاج الأورام البلغمية للأحشاء مما ذكرنا في أبواب كثيرة . فصل في الورم الصلب في الرحم
يدل على الورم الصلب إدراكه باللمس وأن يكون هناك عسر من خروج البول والثفل أو أحدهما وأما الوجع فتقل عروضه معها ما لم يصر سرطاناً وإن كان شيئاً خفياً ويضعف معه البدن ويضعف وخصوصاً الساقان وترم القدمان وتهزل الساقان . وربما عظم البطن وعرضت حالة كحالة الاستسقاء خصوصاً إذا كانت الصلابة فاشية وربما عرض منها الاستسقاء بالحقيقة فإذا لم ينحل الصلابة أسرعت إلى السرطانية .
وعلامته أن الورم الصلب سرطان أو صار سرطاناً .
أما إذا كان بحيث يظهر للحس فأن يرى ورم صلب غير مستوي الشكل غير متفرع عنه كالدوالي يؤلمه اللمس شديداً رويء اللون عكره إلى حمرة كحمرة الدردي .
وربما ضرب إلى الرصاصية والخضرة .
وإن لم يظهر فيدل عليه الثقل وما بطن من ألم ونخس ويشارك فيه العانة والحلبان والحقوان والأربيتان ويتأذى إيلامه إلى الحجاب والصلب .


وكثيراَ ما يعرض معه وجع في العينين والصدغين وبرد الأطراف .
وربما كان مع عرق كثير وربما تبعها حتى تأخذ بلبن ثم تحتد وتشتد مع اشتداد الوجع .
وأما عسر البول وتقطيره واحتباسه واحتباس الرجيع أو أحدهما دون الاخر فهو علامة يشارك فيها الصلابة والفلغموني .
وإن كان متقرحاً ظهر قيح غير مستوٍ له وسخ ويكون الوسخ في الأكثر رديء اللون أسود .
وربما كان أحمر وأخضر وفي النادر أبيض وتسيل منه رطوبات حريفة ومدة صديدة بادٍ إلى الخضرة منتن .
وربما سال دم صرف لما يصحب ذلك من التآكل حتى يظن أن ذلك حيض وكلما سال شيء سكنت به الحمى وسكن الوجع وقد تصحبه علامات الورم الحار ولا علاج له بتة .
المعالجات : أما الورم الصلب فيجب أن يداوى ويستفرغ معه البدن عن الأخلاط الغليظة والسوداوية ويستعمل مراهم مثل الدياخيلون وكذلك الباسليقون وما يتخذ من المقل وشحم الأوز ومخ الأيل وزبد الغنم قيروطياً بده ن السوسن والرازقي والنرجس ودهن الشبث ودهن البابونج ودهن الحلبة ودهن الخروع ودهن الحناء ودهن الأقحوان وليكن شمعها الشمع الأصفر وربما جعل فيها صفرة البيض .
وربما احتيج إلى أن يكون أقوى جعل فيها جندبيدستر والصبر السمنجاني وأنفحة الأرنب والايرسا والتياست والأقحوان والزعفران وعلك الأنباط وصمغ اللوز .
فصل في المراهم
ومن المراهم المجربة مرهم بهذه الصفة .
ونسخته : ينقع ورق الكبر بماء حتى يلين ويسحق معه جبن بماء العسل ويتخذ منه مرهم أو تستعمل زهرة الكرم بالجبن وماء العسل وورق الكرنب وزهرته موافقة عندي لهذا .
أخرى : إن احتمال وسخ الأذن فيما قيل نافع ويجب أن يجلس في مياه فيها قوى الملينات ويضمد بورق الخطمي الغض مدقوقاً مع صمغ اللوز وشحم الأوز وضمادات تتخذ من المرزنجوش وإكليل الملك والحلبة والبابونج والخطّمي .


وأما السرطان فيجب أن يداوى بالمراهم المسكنة وبترطيب البدن واستفراغ الدم من البامسليق دائماً والصافن بعده في أحيان واسهال السوداء .
ولمرهم الرسل خاصة عجيبة فيه ويسكّن وجعه .
وإذا اشتد الوجع فصدت وجربت في تسكين الوجع الأدوية الحارة والباردة معاً لتعتمد على أوفقها وخصوصاً للمتقرح والحارة المسكنة للوجع طبيخ الحلبة ونحوه وقيروطي يتخذ منه درديّ الزيت المتروك في إناء نحاس ليأخذ من زنجاره قليلاً بالشمع الأصفر يطلى من خارج والأضمدة الباردة الخشخاشية مع الكزبرة وعنب الثعلب ودهن الورد وبياض البيض وما يتحلل من الأسرب المحكوك بعضه ببعض بماء الكزبرة .
وأيضاً طبيخ العدس يحقن به .
وأيضاً ألبان الإتن وعصارة لسان الحمل مجموعين ومفردين .
وإذا حدث من المتقرح نزف استعملت مراهم النزف .
فصل في اختناق الرحم
هذه علة شبيهة بالصرع والغشي ويكون مبدؤها من الرحم وتتأدّى إلى مشاركة قوية من القلب والدماغ يتوسّط الحجاب والشبكة والعروق الضاربة والساكنة .
وقد قال بعض علماء الأطباء أنه لا يعرف سبب الاختناق ولكن السبب فيه - إذا حصل - وهو أن يعرض احتباس من الطمث أو من المني في المغتلمات والمدركات أول الإدراك والأبكار والأيامى واستحالة ما يحتبس من ذلك إلى البرد في أكثر وخصوصاً إذا وقع في الأصل بارداً ويزيده الارتكام والاستحصاف برداً أو إلى الحرارة والعفونة وهو قليل .
ويعرف من لون كل ما مال إليه في مزاجه فإذا ارتكم أحد هذين قبل الطمث وفسد الفساد المذكور ومال إلى الطبيعة السمّية أحدث نوعين من المرض : أحدهما : مرض آلي يلحق أولاً بالرحم فيتشنج ويتقلّص إلى فوق أو إلى جانب يمنة ويسرة وقدّاماً وخلفاً بحسب إيجاب المادة المحتبسة في العروق فلا تجد منفذاً بل توسع العروق وتشنّجها بالتوسيع فيتألم .
وربما فشا في جوهر الرحم فغلّظه ثم قلصه أو لم يفش فيه بل أورمه ثم قلصه .


ويزيده شراً أن يرد عليه طمث آخر فلا يجد سبيلاً فيؤدي ضرراً إلى الأعضاء الرئيسة فوق الضرر الأول وربما تقدم التقلص بسبب ورم أو سوء مزاج مجفف فيعرض انسداد فم الرحم وفوهات العروق ثم يعرض الاحتباس وكذلك الميلان إلى جانب .
والثاني : مرض مادي بما تبعثه المادة المحتبسة إلى العضوين الرئيسين من البخار الرديء السمي فيحدث شيء كالصرع والغشي ولأن هذه العلة أقوى من الغشي الساذج فيتقدمها الغشي تقدم الأضعف للاقوى .
والطمثي منها أسلم من المنوي فإن المني - لمان كان تولده عن الدم وخصوصاً في النساء قبل الاستحالة - فإنه أقبل للإستحالة الرديئة من الدم كما أن اللبن المتولد عن الدم أقبل للإستحالة من الدم .
وقد تكون لهذه العلة أدوار وقد يعرض كثيراَ في الخريف وربما كانت أيضاً أدوارها متباطئة وربما عرضت كل يوم وتواترت قليلاٌ قليلاً وإنما لا يعرض مثله عند الولادة .
وتلك حركة عنيفة لأن حركة الرحم حينئذ متشابهة من جميع الأقطار وهي مدرّجة لا دفعة وهي إلى أسفل وهي فعل من الطبيعة وليس فيها ينبعث بخار سمي إلى الأعضاء الرئيسة .
وأصعب اختناق الرحم ما أبطل النفس في الظاهر .
وإن كان لا بد من نفس ما ربما يظهر في مثل الصوف المنفوش المعلق أمام التنفس فيبطل أيضاً الحس والحركة ويشبه الموت .
وأكثر ذلك بسبب المني وبسبب البارد منه ويتلوه في الصعوبة ما لا يبطل النفس بل أصغره وأضعفه والدرجة الثالثة ما يحدث تشئجاً وتمدداً وغثياناً من غير أذى في العقل والحس لتعلم ذلك .
العلامات : إذا قرب دور هذه العلة عرض ربو وعسر نفس وخفقان وصداع وخبث نفس وضعف رأي وبهتة وكسل وضعف في الساقين وصفرة لون وتغيره مع قلة ثبات على حالة .
وربما حدث من عفونة البخار الحاد عطش فإذا ازداد فيها حدث سبات أو اختلاط واحمر الوجه والعين والشفة وشخصت العينان وربما تغمضتا فلم تنفتحا وضعف النفس جداً ثم انقطع في .


الأكثر وتتوهّم المريضة كأن شيئاً يرتفع من عانتها ويعرض تحريق الأسنان وقعقعتها وحركات غير إرادية لفساد العضل وتغير حالها وينقطع الكلام ويعسر فهم ما يقال ثم يعرض - لا سيما من المنوي منه - غشي وانقطاع صوت وانجذاب من الساق إلى فوق وتظهر على البدن نداوة غير عامة بل يسيرة وربما انحل إلى قيء بلغمي صرف وصداع ووجع ركبة وظهر والى قراقر وإلى قذف رطوبة من الرحم وربما أدت إلى ذات الرئة وإلى الخناق وأورام الرقبة والصدر والنبض يكون أولاً فيه متمدّداً متشتجاً متفاوتاً ثم يتواتر من غير نظام وخصوصاً عند سقوط القوة وقرب الموت ويكون البول مثل غسالة اللحم ويكون دموياً .
والطمثي يدل عليه احتباس الطمث .
والمنوي يدلّ عليه بعد العهد بالجماع مع شهوة وتعفف .
والطمثي ربما تبعه درور اللبن ويكون البدن أثقل والحواس أضعف وأوجاع العينين والرقبة والحمّيات والأعراض التي تتبع احتباس الطمث المذكورة أظهر .
ومع ذلك فإن الخلط الغالب في الدم يظهر سلطانه وشره السوداوي فإنه يحدث وسواساً بشركة الدماغ وغشياً قوياً بشركة القلب ويعطل النفس لشركتهما جميعاً وشركة الحجاب .
والبلغمي أثقل وأسكن أعراضاً وكذلك الصفراوي أحد وأسلم .
وأما المنوي فيبادر إلى المضرة بالنفس ويعظم الخطب فيه أعظم من الطمثي .
وأما سائر الأعراض فلا تظهر فيه وكثيراً ما يعرض من مس القابلة لرحمها المتشنّج دغدغة وشهوة فتنزل منياً غليظاً وتستريح .
وربما قذفت ذلك من تلقاء نفسها فتجد راحة .
وأما الفرق بينه وبين الصرع - وإن تشابها في كثير من الأحكام وفي العروض دفعة - فقد يفرق بينه وبين الصرع احتباس ما يصعد من الرحم والعانة وأن العقل لا يفقد جداً ودائماً بل في أحوال شدته جداً .
وإذا قامت المختنقة حدثت بأكثر ما كان بها إلا أن يكون أمر عظيماً متفاقماً والزبد لا يسيل سيلانه في الصرع الصعب الدماغي فإن سال سكنت العلة في المكان ولا يحتاج إلى ما يفعل غيره .


ولنرجع إلى ما بيناه في باب الصرع من الفرق .
وأما الفرق بينْه وبين السكتة فذلك أظهر فيكف والحس لا يبطل فيها في الأكثر بطلاناً تاماً ولا يكون غطيط وأما الفرق بينه وبين ليثرغس فإنه ليس معه حمى ولا نبض ممتلىء موجي وابتداء وجعه في الرأس ويكون اللون مختلف التغير وفي ليثرغس يكون ثابتاً على حالة واحدة .
M0 المعالجات : أما ما كان سببه احتباس الطمث فيجب أن تدبر أمره إن لم يكن هناك بياض مفرط ولم يكن سبب الاحتباس كثرة الرطوبة اللزجة بالفصد من الباسليق ومن الصافن ولا بد في كل حال من استعمال المدرّات للحيض وخصوصاً الحمولات الحادة المدغدغة لفم الرحم مثل الكرمدانة والفلفل .
فأما الأوفربيون فقوي في ذلك جداً ينزل الطمث في الوقت .
والدغدغة لفم رحمها ونواحي فرجها نافعة لها كان المحتبس طمثاً أو متياً فإنه يميل بالرحم إلى أسفل وإلى الاستواء ويهيىء الطمث للدرور .
والغالبة عجيبة في ذلك والآبزنات من المدرّات نافعة وخصوصاً ما اتخذ من الكاشم والحلبة وبزر الكتان والمرزنجوش والقيسوم .
ومياه الحمّامات نافعة لها أيضاَ .
ويجب أن يكون الفصد من الباسليق الذي يلي ناحية ميل الرحم فإن لم يمل إلى جانب - بل تقلص إلى فوق - فلك أن تفصد أيهما شئت أو كلاهما .
فإن أحسست برطوبات كثيرة فاستعمل المستفرغات لها مثل أيارج روفس أ وبيادريطوس فإنك إذا فصدت واستفرغت الدم فربما احتيج بعد ألسابع إلى إسهال بأيارج الحنظل وأيارج فيقرا وربما احتيج إلى أن يكرر عليها وربما احتيج أن تسقى حبّ الشيطرج والحب المنتن ثم تحجم بعد ثلاثة أيام على الصلب والمراق وتارة على الفخذين والأربية وتلطّف التدبير وتسخّن الأسافل بالدلك والكمادات والمروخات ثم تسقى مثل جندبيدستر أو المرّ بماء أو بماء العسل والسجزنيا ودحمرتا والفلافلي والكموني والكاسكبينج بماء الأنيسون أو بماء اللوبيا الأحمر والقرنفل نافع أيضاً .


ومن المشروبات الجيدة أن يؤخذ من الكمون مقدار عفصة ويسقى بماء السذاب أو بماء طبيخ الفنجنكشت والغاريقون جيد جداً في هذه العلة إذا سقي بشراب .
والجندبيدستر ربما عافى بالتمام وكذلك أظفار الطيب وكذلك العنصل وخله إذا تجرع أو سكنجبينه الحامض وماء الشواصر إذا سقي كان فيه البرء .
وأيضاً : يسقى وزن درهمين من الدادي في نبيذ قوي وشرب دهن الخروع نافع جداً .
وأيضاً يسقى عصارة ورق الفنجنكشت بالشراب ودهن .
وأيضاً يؤخذ وزن درهم واحد جاوشير ودانقين جندبيدستر يسقى في شراب فإنه نافع جداً مدر وهو مجرّب .
ومن الضمادات والكمادات كل ما يلطف الدم ويجعله مرارياً ومن الحمولات الجيده السجزنيا - بدهن الغار أو دهن السوسن قدر بندقة أو احتمال شيافة من الداي بالشراب .
وأيضاً يؤخذ ميعة سائلة ثلاث أواق فلفل وكأر من كندر واحد أوقية شحم البط أربع أواق بزر الأنجرة أربعة مثاقيل يجعل فتيلة ويحتمل .
وأيضاَ يستعمل من الحقن والشيافات المتخذة عما يسخن ويدر ويسهل الأخلاط الغليظة ويحلل الرياح .
وإن كان سببه احتباس المني فيجب أن يفزع إلى التروّج وإلى ذلك الوقت فيجب أن تستعمل رياضه ومجففات المني كالسذاب والفوتنج وبزر الفقد والجوارشن الكموني بمثل طبيخ الأصول .
ويجب أن تدخل القابلة يدها في الفرج ممرخة بدهن السوسن أو الناردين أو الغار وتدغدغ باب الفرج و .
باب الرحم فى دغدغة كثيرة لينة ولا بد من أن يصحبها مع اللذه وجع ويكون كحال الجماع فإنها ربما تقذف منياً بارداً وتسلم وكذلك إذا حملتها الأشياء اللذّاعة المدغدغة مثل السجزنيا بدهن الغار ومثل الزنجبيل والفلفل والكرمدانة عجيبة في ذلك .
وإياك في مثل هذه الحال الفصد بل استعمل في هذا القسم ما ينبه الحرارة وعالج بعلاج الغشي .
وينفع من ذلك ومن أعراف الرديئة المعجون المعروف بمعجون النجاح منفعة عجيبة شديدة والسجزنيا والمثروديطوس ودواء المسك والترياق .


وإن خيف من دواء المسك والمثروديطوس تحريك المني فإن تقويها للقلب والطبيعة على الدفع تقاوم ذلك وتغلبه .
والكاسكبينج والقرنفلي عجيبان في ذلك أيضاً .
-
M0 تدبيرهن عند الهيجان : يجب أن يصبّ على رأسها الدهن العطر القوي المسخن جداً مثل دهن الناردين أو دهن البان وتبادر إلى الدغدغة المذكورة وخصوصاً .
بالحكاكات اللاذعة وتحمل الشيافات المدرة والحمولات الجاذبة للرحم إلى أسفل مثل الغالية والأدهان العطرة مثل دهن البان والياسمين ومثل دهن الأقحوان ودهن الساذج وسائر العطر الحار الذي تميل إليه الرحم .
ومع ذلك ففيه تلطيف وإدرار وكذلك تبخرها من تحت بالمسك والعود وبدخان الميسوسن المنضوج على حجارة محماة وتطلى بالخلوق والغالية وتمسك نفسها ومنخرها وتحرك القيء بريشة تدخل في حلقها فإنها تجد بالقيء خفة وتعطس وتشم التين وتلزم أسافلها محاجم كثيرة تجذب الدم والرحم إلى أسفل خصوصاً على الحالبين والفخذين أو على ما يحاذي جهة الميل - إن كان ميل - لينجذب الرحم والدم إلى أسفل وتدلك رجلاها بقوة وتلزم أوراكها وعانتها وفخذاها وساقاها وتشدّان من فوق إلى أسفل وتمرخان بمثل دهن الرازقي والأدوية الحارة المحمّرة وفيها مثل الأوفربيون ويجعل في مقعدتها مثل ما يحلل الرياح وتطلى المعدة أيضاً بها ويصاح بها وتهز .
وإذا فعل جميع ذلك بها ولم ترجع إليها نفسها فلا بد من صبّ الدهن المغلي الحار على رأسها أو يكوى يافوخها لا بد من ذلك .
وربما أفاقت بالفصد وإياك أن تسقيهن الشراب فإن الماء أوفق لهن واللحمان الغليظة وما يزيد في اللحم والمني وغير ذلك من المعالجات حسب ما تعلم ذلك .
فصل في البواسير والتوث والبثور التي تظهر في الرحم والمسامير


قد تحدث في الرحم بواسير ويحدث فيها كالتوث مثل ما قيل في الذكر وقد تظهر عليها بثور مختلفة يقال لبعضها الحاشا لأنها - لشبه رؤوس الحاشا وربما كانت بيضاء وقد تظهر عليها بواسير كالثآليل المسمارية عقيب الشقاق وعقيب الأورام الصلبة وإنما يمكن أن يبرأ من البواسير ما يكون في الظاهر خارج الرحم وقلّما يبرأ الكائن في العمق .
وقد تنتفع التي يحتبس طمثها بظهور البواسير في مقعدتها وظاهر رحمها لأنها ترجو أن تنفتح وتستنقي ويكون بها أمان من الأمراض الصعبة التي يوجبها احتباس الطمث .
وقد يمكن أن تستلاح البواسير ونحوها في المرآة المقابل بها الفرج على نحو ما ذكرناه في باب الشقاق .
وإذا استليحت بالمرأة لم يخل أما أن تستلاح في وقت الوجع - وهو وقت احتباس الدم منها - فترى حمراء متصلبة وأما في وقت السكون فترى ضامرة وذلك عند سيلان ما يسيل منها من شيء أسود كالدردي .
المعالجات : هذ البواسير إنما توجع بشدة وقت انتفاخها وتأززها فيجب أن تليّن وتهيأ للإسالة فإن لم ينفع ذلك - ولم تكن البواسير عريضة واسعة - لم يكن بد من استعمال الحديد على نحو ما ذكرنا في استعمال البواسير المقعمية وبالقالب المعلوم وذلك إذا كانت خارج الرحم فإذا أقطعت جعل على القطع الزاج والشب وقشور الكندر وما يشبه ذلك .
فإذا أريد ذلك أدخلت المرأة بيتاَ بارداً ويقطع ذلك منها ويرسم لها أن تشيل رجليها إلى الحائط ساعتين وتلزم عانتها وصلبها وعجانها خرقاً مبلولةً بمياه القابضات مبردة بالثلج فإن لم يكد الدم ينقطع وضع على العانة وعلى الصلب وما يليه محاجم لازمة وحملت صوفة مغموسة في ماء طبيخ القوابض وقد حل فيه أقاقيا وحضض وهيوفسطيداس ونحوه وأجلست في المياه القابضة .


فإن كانت البواسير عريضة واسعة فلا تتعرض لقطعها ولكن استعمل عليها المجففات القوية الحابسة للدم مثل خرق مبلولة بعصارة الأمبرباريس أو الحماض وقد ذر عليها الحضض والأقاقيا ونحوه ولتربط أطرافها بشدة ولتؤمر أن تنام على شكل حافظ لما تحملت ولتدبر بتدبير النزف ولترض البواسير بأن لا توجع لإسالتها الدم المعتدل وأن لا تسقط القوة بمنعك النزف المفرط ومن تليينها أن تجلس المرأة في مياه طبخ فيها الملينات مثل الخطمي والبابونج وبزر الكتان والحلبة وإكليل الملك ويستعمل عليها من الأدهان مثل دهن الزيت والسوسن ودهن إكليل الملك .
علاج المسامير : أما علاج المسامير فيجب أن تجلس صاحبتها في طبيخ الحلبة والملينات مع الدهن وتحتمل الفرازج المتخذة من الزوفا والنطرون والراتينج .
فصل في اللحم الزائد وطول البظر وظهور شيء كالقضيب والشيء المسمى قرقس
قد ينبت عند فم الرحم لحم زائد وقد يظهر على المرأة شيء كالقضيب يحول دون الجماع وربما يتأتى لها أن تفعل بالنساء شبه المجامعة وربما كان ذلك بظراً عظيماً .
والقرقس هو لحم نابت في فم الرحم وقد يطول وقد يقصر وإنما يطول صيفاً ويقصر شتاء وقد شهد به جماعة من الأطباء . كأرحنحانس وجالينوس وأنكره أنبادقلس الطبيب .
المعالجات
أما القضيب والبظر العظيم فعلاجه القطع بعد إلقائها على قفاها وإمساك بظرها وقطع ذلك من العمق ومن الأصل لئلا يقع نزف .
وأما اللحم الآخر فربما أمكن علاجه بالأدوية آكالة للحم مما ستعلمه في بابه وربما لم يكن بد من القطع وحينئذ يجري مجرى البواسير .
وقرقس قد يربط بخيط ربطاً شديداَ ويترك يومين أو ثلاثة ثم يقطع .
وربما أشير بتركه كذلك حتى يعفن ثم يقطع ليقل سيلان الدم .
فصل في الماء الحاصل في الرحم
قد يجتمع في أرحام النساء ماء ويحتقن فيها .
العلامات


علاماته أن يتقدم احتباس الطمث وتكثر القرقرة في البطن وخصوصاً عند الحركة والمشي ويعرض في أسفل البطن ورم رخو وربما صارت كالمستسقية ويكثر سيلان الرطوبة المائية وربما توهم أن بها حبلاً وربما كان فرجها في أن يدر عنها ماء كثير دفعة في ضمّادة .
علاجها أن تستعمل الفصد إن احتيج إليه والرياضة وأن تقعد في الأشياء المدرة للمائية القوية الإدرار والأشياء التي تستعمل في ضمادات الاستسقاء حتى تنضْج ثم يقرب منها مدرات الطمث بالقوة وتسقى مدرات البول ولا بأس بأن تحتقن بحقن المستسقين وبالشيافات المدرة للماء والطمث واحتمال الخربق الأبيض نافع لها ويخرج ماء كثيراً .
فصل في النفخة في الرحم ومعرفتها
ربما كان السبب الأول في حدوث النفخة والريح في الرحم ضربة أو سقطة ونحو ذلك فيضعف مزاجها وربما كان عسر الولادة أو انقلاب فمّ الرحم أو شدة غلبة برد ساد لفم الرحم حاقن فيه الرياح في فضائه أو في خلل ليفه أو في زواياه . وما كان في الخلل فهو أصعب ثم ما كان في الزوايا ثم ما كان في التجويف .
العلامات : قد تشتدّ قوة احتباس الريح في الرحم وفي ليفها إلى أن يبلغ وجع تمديدها العانة وينبسط في الأربيتين ويرتقي إلى الفخذين وإلى الحجاب والمعدة ويكون لها صوت كصوت الطبل والاستسقاء الطبلي .
وربما كانت منتقلة ويصحبها مغص وضربان ونخس تسكنه الكمادات بالقوقى الحارة وتعود مع عود البرد ويفصلها الغمز قراقر وتنتأ معه العانة وربما بقيت هذه المعالجات : ينفع من ذلك شرب اللوغاذيا والسجزنيا في ماء الأصول بعد الاستفراغ للمادة الفاعلة لذلك عن البدن وعن الرحم بمثل أيارج فيقرا خصوصاً .
وإن أزمنت العلة فبمثل أيارج أركيغانس ودهن الكلكلانج نافع في ذلك جداً .


وقد تحتمل شيافات من مثل المقل وعود البلسان وحبه بدهن الناردين ودهن السذاب وقد ينطل بدهن السذاب ودهن الشبث وقد يوضع على الرحم أضمدة متخذة من مثل السذاب وبزر الفنجنكشت و الكمّون و القنطوريون و البرنجاست والمرزنجوش والأنيسون والفوتنج - والسليخة والنانخواه وسائر البذور وقد تجلس في مياه طبخ فيها أدوية الضفاد المذكورة وقد تبخر بالأفاويه الحارة وقد تلزم العانة والرحم محاجم بالنار .
فصل في رياح الرحم
تحس صاحبتها في جميع الأوقات سيما في الأزمنة الباردة كأن شيئاً مدلى معلّق وترى تفاريق ألم ينتقل يمنة ويسرة .
المعالجات : يجب على الطبيب الماهر أن يسقيها كل يوم درهماً ونصفاً دحمرتا في عشرة دراهم ماء
الفن الثاني والعشرون أمراض ظاهرة وطرفية الأعضاء
يشتمل على مقالتين :
المقالة الأولى آفات المقدار والوضع
فصل في هيئة الئرب والصفاقين
يجب أن تعلم أن على البطن بعد الجلد غشاءين : أحدهما يسمى الطافي ويحوي الأمعاء ويسخنها بكثافته ودسومته ويحوي العضل .
الثاني هو الباطن ويسمى باريطون ويسمى المدوّر لأنه إذا أفرد عما يغشيه كان ككرة عليها خمل وزوائد رخوة وثقب ويتصل من فوق بالحجاب ويباينه من علو وهو رقيق تحت جلد البطن وغشائه ويلزمه عضلتان من عضل البطن يميناً ويساراً لزوماً شديداً ثم يتصل بعدهما بالحجاب وأجزائه اللحمية اتصال اتحاد .
واتصاله بالمعدة بعد استحكام واستحصاف من جوهره وذلك الاتصال اتصال منبسط لكنه عند اتصاله بالكبد رقيق جداً وله في صعوده إلى المعدة وانعطافه نازلاَ عنها تمكين لمجاز عرق وقد يجري على أكثر الباريطون من رقيق العضل المستعرض على البطن صفاق يكاد أن يظن جزءاً منه لاتصاله ومشابهته إياه في العصبية وإذا أفرد عنه الباريطون كان رقيق النسج جداَ وذلك هو الباريطون بالحقيقة .
وأرقّه وأخلصه عند الخصرين ونبات الغشاء - المستبطن للأضلاع من هذا الغشاء .


ومنفعه هذا الصفاق أن يملأ ما بين عضل البطن والأمعاء ويشد الموضع والأمعاء ويمنع العضل أن تقع في المواضع الخالية مع معونة من ديافراغما من خلف ويعصر من خلف الأمعاء والأحشاء الفراغة للفضول عصراً مستوفي إلى دفع ما فيها من الثفل والبوّل والجنين ويمنع الانتفاخ الشديد ويربط الأحشاء برباطات قوية .
وهو في الصلب كشيء واحد وتتصل كلها من خلف على لحم غددي كالوطاء نها وللعروق الكبار وللجداول المتصلة ما بين الأمعاء والمعدة .
قال قوم : ولا يجوز أن يقال أن للصفاقَ أجناساً من الليف منسوجة على الجهات المعلومة لليف التي هي آلة القوىالثلاث الطبيعية وهؤلاء القوم لا يمكنهم أن يقولوا هذا في طبقات العروق والمثانة والرحم إلا لشيء من الأغشية بل هو جسم مفرد وهذان الحجابان يقيان أحشاء الجوف الأسفل وإذا انتهيا إلى العانة حصل فيهما ثقبان ضيقان كأنهما حجران يمنة ويسرة فينزلان منة حتى يصيرا كالكيسين للبيضتين .
وتحت الحجابين الثرب والثرب مؤلف من غشاءين مطبق أحدهما على الاخر بينهما شريانات كثيرة وعروق دونها .
وشكله كالكيس وهو مربوط بالمعدة وبالماساريقا وبالقولون ومنشؤه مما ينزل من فضلة باريطون عند المعدة والاثنا عشري .
ومما يصعد من فضلته وعند العانة فأول ما يلقى من البطن الجلد ثم تحته الغشاء الأول ويسمى مجموعهما مراقاَ ثم العضل ثم باريطونْ ثم الثرب ثم الأمعاء .
فصل في الفتق وما يشبهه : الفتق يكون بانحلال الغشاء عن فردتيه ووقوع شق فيه ينذه جسم غْريب كان محصوراً فيه قبل الشقّ أو لاتساع ضيق في مجاريه أو انحلال .
فإذا وقع ذلك بحيث إذا سلك النافذ تأدى إلى الخصيتين سمّي أدرة وقيلة وما سوى ذلك يسمى باسم العام .


وأكثر أدرة الخصية ودواليها وصلابتها وصلابات الصفن يقع في الثربي فإنه قد يعرض أن يتسع الثقبان المذكوران لضعفهما أو يخرق ما يليهما من رطوبة مغرية أو بآلة ومرخية أو لمعونة من صرخة أو حركة أو سقطة أو إمساك مني متحرك ومنعه عن الدفق أو صعود المرأة على الرجل أو إتعاب نفس في الجماع وخصوصاً على الامتلاء .
وكذلك الجماع على التخمة واجتماع الريح والبراز في البطن فينزل إما ثرب وإما حجاب أو هما والمعي - وخصوصاَ الأعور - لأنه مخلي غير مربوط أو رطوبات تنصب إليها عن دفع الطبيعة أو تتولد فيها لبردها وإحالتها الدم إلى المائية وربما حدث لها غشاء خاص وربما كانت الرطوبة دماَ ودموية ودودية حين يكون سببه الضربة والسقطة أو رياحاَ فخة .
وربما نفع علاج الحديد وربما نبت هناك لحم زائد وربما غلظ الصفن أو صلب من ورم أو سمن فأشبه الأدرة ويسمى أدرة للحم .
وربما كان ذلك في الأربية .
وربما انتفخت عروقه ويسمى أدرة الدوالي .
وربما استرخى استرخاء شديداً من غير فتق فطال وأشبه الأدرة أيضآ .
وربما وقع الفتق فوق الخصيتين وحصل عند الأربية وما فوقها وفي السرة وفوق السرة وفي الحالبين .
والذي يقع فوق السرة قليل نادر بالقياس إلى غيره لأن ذلك الموضع مدعوم بالعضل وما تحته يوافي أطراف العضل .
وقد يعرض للسرة نتوء وهو من قبيل الفتق أيضاً .
وما كان من الفتق فوق السرّة فهو رديء الأعراض وإن كان قليل التزيد ولم يؤلم في الأول لأن المندفع فيه يكون الأمعاء الدقاق وهي متزاحمة متضاغطة ويحتبس الثقل ويتقيؤه ويكون من جنيس إيلاوس وقلقة وكربه لكن ما كان تحت أشد قبولأ للاتساع وأذهب في الازدياد ولا يؤلم في الأول .
واعلم أن قيلة الأمعاء والثرب مرض قوي عسر وإن كانت صغيرة وقيلة الماء مرض العلامات : أما العلامة المشتركة للفتوق فزيادة تظهر وتُحَس بين الصفاق الداخل وبين المراق ويزداد ظهورها عند الحركة وحصر النفس .


وما كان لاتساع من المجرى فعلامته أنه تظهر قليلاً قليلاَ في الصفن من غير حركة عنيفة وصيحة وغير ذلك وتكون أدرة الخصية .
وأما من فوق ذلك فهو لانخراق لا محالة ولا ينفع فيه التجفيف .
وعلامة المعوي النافذ في الشق عوده بسرعة عندما يستلقي وإحساس قراقر وخصوصاً عند الغمز .
وأما الثربي الصفاقي فيدل عليه حدوثه قليلاً قليلاً ويكون إلى العمق مع الاستواء في الوضع ولا يحس في تلك الأثرة بقرقرة وفي الأكثر يكون صغير الحجم في العمق وربما خرج بأسره وكان له حجم كبير وكان عسر البرء وليس كقيلة الأمعاء لكن مسّه يكون مخالفاً لمس قيلة الأمعاء .
والماء والريح والمعوي والثربي رجوعهما أعسر من الريحي .
وقيلة الماء تعرف بالمس وبتمدد الصفن وبالبريق والملاسة وهذا أيضاً لا يرجع ولا يدخل .
وقيلة الريح معروفة فإن الانتفاخ الريحي معروف ظاهر والريحي يعود من غير مزاحمة كثيرة ووجع وقد يرجع في الحال .
والاستلقاء لا يجعله أسرع رجوعاً من وقت اَخر فإن حكمه في الاستلقاء وغير الاستلقاء متشابه إذ لا ثقل له ولا زلوف .
وفي المعوي مختلف وهو عند الاستلقاء أسهل يسيراً وقد يعرض منه أوجاع شديدة بما يمدد الصفن وربما يعصر الخصي - .
واللحمي علامته أن يكون في نفس الصفن لا في داخله ويكون مع صلابة وغلظ واختلاف شكل وربما تحجر من ورم صلب ويسمى بورس وأما أدرّة الدوالي فتعرف من العروق الممتلئة ومن الالتواء العنقودي فيها من استرخاء من الانثيين وممانعة عن الإحصار والحركات .
وما كان في الشرايين فإن الكبس بالأصابع يبدّده وما لم يكن فيها بل في الأوردة الغاذية لتلك الأعضاء لم يبدده الكبس .
المعالجات : أما التدبير الكلي لأصحاب الفتق فهو ترك الامتلاء وترك الحركة الكبيرة والوثبة والنهوض دفعة والجماع .


وشرّ هذه الأحوال ما كان على امتلاء ويجب أن يترك الأغذية النافخة ولا يستكثر من شربَ الماء ويهجر جميع الأشياء المرخية حتى الحمامات وإذا أكل استلقى ويكون عند الجلوس مشدود الفتق وعند الجماع خاصة .
وليكن جماعه على خفة من بطنه وليعلم أن الغرض في علاج الفتق هو إلحام الشق - إن أمكن - أو حفظه لئلا يزداد وتجفيف ما أرخى ووسع ورد النازل فيه - إن كان ثرباً أو معي وتحليل المجتمع فيه إن كان ماء أو ريحاً ومنع مادته التي تمده .
وإن لم يتحلل دبر في إخراجه ثم أن إلحام الشق أو حفظه لئلا يزداد يكون بالأدوية المقوّية والمغرية التي فيها قبض وكل ما كان الشق أقلّ كان الإلحام أسهل وربما استعين فيه بالكي .
وتجفيفه يكون بالأدوية المحللة وربما أستعين فيه بالكي ورد النازل يكون بالشد والرباط .
وأما تحليل المجتمع فيكون بالضمادات الاستسقائية وما يشبهها ومنع مادته يكون بالاستفراغ وتعديل الغذاء واخراجه يكون بالأدوية المعرفة بقوة وبعمل الحديد .
علاج فتق الأمعاء والثرب : إن كان نزولهما إلى الصفن أمكن ردهما وإن كان يعسر بالقياس إلى ردهما من فتق من فوق فإن ذلك يسهّل مع الاستلقاء وأدنى غمز باليد فإذا زاد الفتق أخذ في تجفيف ما اتسع لرطوبته وضم ما انشق ويحتال في إلحامه .
وإذا استعصي الرد أجلس العليل في ماء حار وضمد الفتق بالملينات أو كمد بخرق حارة حتى يرجع ثم يشد موضوعاً عليه الأدوية الجامعة ويترك ثلاثاً وهو مستلق ويكون الشد بالرفاثد المربعة والرفائد المهيئة لجمع شفتي الشق وربما كوى على هذا الشد والنصبة .
ولا تستعمل الرفائد الكزية فإنها توسع .


وأما العظيم فلا بد له من الإلحام ولا يجب أن يقرب هنا الفتق الحديد أصلاً والأدوية المشروبة التي ينتفع بها صاحب الفتق السجزنيا وطبيخ جوز السرو وخصوصاً مدوفاَ فيه والأضمدة التي تستعمل على الشق يجب أن يستعمل فيه وقد جمع شفتا الشق وقلصت البيضتان إلى فوق وفرغ من رد ما نزل بشيء من هذه الأضمدة التي تتخذ من الابهل ومن جوز السرو ومن ورق السرو فإنها أصول الأضمدة المجمع على كثرة نفعها ومن المقل والكثيراء والصمغ الأعرابي وغراء السمك وغراء الجلود والدبق والكمأة والكمأة اليابسة ولحوم السرطانات والورد بأقماعه وجميع القوابض والمصطكي والآس اليابس والماش المقشر والمداد وورق الحضض المكي والشب اليماني والسماق وثمرة الطرفاء والمغرة والقنطوريون والصبر السمجا ني والمرّ .
وهذه نسخة ضمّاد مجرّب في ذلك : يؤخذ أشق وكندر وصبر سمجاني ودابق من كل واحد وزن ثلاثة دراهم مقل أزرق وزن درهمين أقاقيا وأنزروت من كل واحد درهم يرض في الهاون ويبل في أول الليل بالخل ثم يسحق من الغد بشيء من الأبهل ويشرب منه قطنة ويوضع على الموضع ويشد .
صفة ضماد آخر خفيف : يؤخذ مصطكي وأنزروت وكندر بالسوية وتجمع بغراء محلول إذابة في نبيذ الزبيب ويطلى فوق كاغذ ويشد ومثل ذلك صبر وغراء وكندر .
وأيضاً يؤخذ جوز السرو وكندر وأقاقيا وجلنار وأنزروت ودم الأخوين ومر وحضض وأبهل سواء صفة ضماد جيد وربما ألحم فتق الصبيان : يؤخذ قشور الرمان وزن عشرة دراهم عفص فج خمسة دراهم يطبخ بشراب قابض وزن خمسة أواق طبخاً شديداً ثم ترد الأمعاء إلى فوق وينطل الموضع بماء بارد ويلزم هذا الضماد ولا يحل إلا في الأسبوع أو في كل عشرة أيام مرة .


صفة آخر جيد عجيب : يؤخذ مصطكي قشور الكندر جوز السرو مر غراء السمك عنزروت أجزاء سواء يذاب الغراء بخل خمر وتجمع به الأدوية ويتخذ منه ضماد وربما كفى الصبيان ضماد من الجلنار ومن بزر قطونا وأصل السوسن البري وربما كفاهم التضميد بعدس الماء وهو من جملة الطحلب وربما كفى أن يطلى فتقهم بالمقل المحلول في شراب ودهن الزنبق أو مع جندبيدستر وخصوصاً لما كان مائياً وأيضاً ربما كفى الأشراس مع سويق الشعير .
علاج فتق الماء : قد تستفرغ المائية منه بالبزل المدرج وقد تستفرغ بالأضمدة المخرجة للمائية وبعد ذلك قد يكون بالحديد أو بالأدوية الحارة المشنجة لما يلي الفتق من الصفاق فيضيق ولا تنزل المائية .
وأما بالبزل والبضع فيجب أن ترفع الخصيتان إلى فوق ويبعد جداً من الصفن وقد نورت العانة وجردتها من الشعر عن العليل وأن يستلقي على سرير أو دكان ويجلس خادماً عن يمينه يمدد ذكره إلى فوق ثم يضع بمبضع عريض .
واتق أن تبضع من الدرز ولكن تيامن أو تياسر ثم شق موازياً للمرز واجتهد حتى تنزل جميع المائية وتستفرغها ثم لك الخيار إن شئت جورت عوده وامتلاءه بعد حين لتعاود العلاج إن شئت بالبزل وإن شئت كويت .
والكي أن تؤخذ حديدة دقيقة فيها تعقّف وتحمي حمي المكاوي وتربط الخصيتان أبعد ما يمكن من المواضع وتدار المكوى على الصفن حتى لا تصيب الخصية وتصيب الصفن والباريطون فيقبضه ويشنجه فلا يدخله الماء بعد ذلك .
وما وسع المدخل فهو أجود ثم تعالج الخشكريشات وتدمل وربما قطعوا من الباريطون شيئاً ثم كووه ويجعل على الشق القوابض ويمنع العليل شرب الماء وأما الأضمدة لقيلة الماء فمن جنس أضمدة الاستسقاء والطحال .
ونسخة ذلك : أن يؤخذ ميوبزج وكمون ويجمع بزبيب منزوع العجم جمعاً بالدقّ ويصير كالمرهم ويضمد به .
أخرى : يؤخذ فلفل وحب الغار وبورق وشمع .
وزيتب عتيق يجعل منه مرهم ويوضع عليه .
.


أخرى : يؤخذ رماد البلوط ويعجن بزيت مقوم بالطبخ ويضمد به فهو نافع جداً .
أخرى : يؤخذ من النطرون ثلاثون درهماً ومن الشمع ست أواق ومن الزيت ست أواقْ ومن الفلفل مائة حبة ومن حبّ الغار ثمانون حبة يتخذ منه ضماد لازم والمقل العربي بريق الإنسان بما حلل قيلة الماء من الصبيان .
علاج فتق الريح .
التدبير في ذلك أن يهجر النوافخ من البقول والحبوب والامتلاء المفرط المؤدي إلى القراقر وسوء الهضم ومن شرب الشراب الممزوج والشراب النيء النفّاخ ويسقى الأدوية المحللة للرياح مثل الكموني والسجزنيا والأطريف الكبير كل ذلك بطبيخ الخولنجان .
صفة معجون جيد لهم : وذلك أن يؤخذ ورق السذاب اليابس وزوفرا وكمّون ونانخواه وبزر الفنجنكشت وبورق وفوتنج أجزاء سواء ومن الأفتيمون مثلها أجمع يجمع بعسل ويضمد بالسذاب والكمون والفنجنكشت والفوذنج والوج وحب الغار والمرزنجوش خاصة ويكمّد بمحللات الرياح المذكورة .
وإذا اشتد الوجع استعملت شيافات مصلحة من العسل والنطرون والسكنبِج والجاوشير والكمون وبزر السذاب وورق السذاب وجندبيدستر كلها أو بعضها بحسب الحاجة .
علاج قيلة اللحم والدوالي : علاجها علاج الأورام الصلبة وكثيراَ ما يكفي في قيلة الدوالي التمريخ بمرهم البامسليقون فصل في نتوء السرّة : قد يعرض في السرة نتوء فتارة يكون على سبيل الفتق المعلوم وتارة يكون على سبيل الاستسقاء بأن تجتمع في ذلك الموضوع وحده رطوبة أو ريح وتارة يكون بسبب وريد أو شريان أسال إليه دماَ وتارة بسبب ورم صلب أو زيادة لحم تحت الجلد .
العلامات ما كان بسبب خروج ثرب أو معي فإن اللون يكون لون الجسد بعينه ويكون الوضع مختلفاً وخصوصاً فتق الأمعاء ويصحب فتق الأمعاء وجع ما ويغيب بالكبس وربما غاب بقرقرة ويزيده استعمال المرخّيات من الحمام والتمريخ والحركة عظماً .
وما كان من رطوبة لا يرده الغمز ويكون ليناً لا يغير من قدره الكبس ويكن لونه لون البدن .


وما كان من ريح كان ألين وأقل مدافعة من الرطوبة ويكون له طبلية صوت .
وما كان من دم فإنه يكون دموي اللون وأسود وما كان من نبات لحم أو صلابة فيكوق جاسياً صلباً غير منكبس انكباس وغيره .
المعالجات : ما كان من انفتاح عرق نابض أو غير نابض أو من ريح فلا يجب أن يتعرض لعلاجه فإن تعرضت لذلك لزمك أن تتعرض لقطع وخياطة أيضاً .
وأما غيره فعلاجه أن تقيم المريض وتكلفه بأن يمدد بطنه ويحبس نفسه حتى يظهر النتوء فإذا ظهر فأدر حوله دائرة بلون متميز ثم تستلقيه ثم تحيز على الدائرة بعد حيزها صنارة تمر على المراق وحدها من غير أن تأخذ ما تحته وتدخل فيها إبرة تخيط من حيث لا تلقى جسماً تحتها ثم تبط بطاَ يكشف عما تحت المراق وحده فإن كان تحته معي دفْعت المعي إلى أسفل وإذ كان ثرب ممدته وقطعت العضل ثم خطت الموضع المنفتق بخيوط متقابلة صلبة تمد بعضها إلى بعض وتشدها على القطن وتخيطه وتجعل للخيوط أربعة رؤوس وتراعي أن تسقط الفضل وتدمل الباقي وتجتهد في أن يندمل غائراً غير بارز حتى يكون غير قبيح .
وأما الريحي فتدبيره أيضاً البزل والقطع والخياطة بعد ذلك على نحو ما قيل .
فصل في الحدبة ورياح الأفرسة الحدبة زوال من الفقرات إما إلى داخل الظهر أو إلى قدام وهو حدبة المقدم .
وقوم يسمونه التقصيع وإذا وقع بشركة من عظام القص سمي القعس والتقصع .
وإما إلى خارج الظهر وإلى خلف وهو حدبة المؤخر .
وإما إلى جانب ويقال له الالتواء .
وأسبابه : إما بادية كضربة أو سقطة وما يجري معها وإما بدنية من رطوبة مائية فالجية مزلقة مرخية للرباطات أو رطوبة مشنجة .
وأكثر ما يمكن عن رطوبة فالجية يكون التوائياً ليس إلى وكثيراً ما يبرأ الورمي باختلاف المدة الدال على نضج الورم وانفجاره وكثيراً ما يكون ذلك الورم صلباً وقد يكون لتشنج الرباطات وهر قليل الوقع سريع القتل .
وكل ذلك إما على اشتراك بين فقرات عدة وعلى تدريج وإما على أن لا يكون كذلك .


والحدبة - وخصوصاً التي إلى داخل - تضيق على الرئة المكان فيحدث سوء التنفس .
وإذا حدث في الصبي منع الصدر أن يمعن في البساطة واتساعه فتختلف أعضاء النفس مؤفة يضيق عليها النفس ولذلك قال أبقراط من أصابته حدبة من ربو أو سعال قبل أن ينبت فإنه يهلك وذلك لأنه يدل على انتقال المادة الفاعلة لهما إلى الفقرات وإحداثها فيها خرّاجاً قوياً مائياً حادثاً عن مادة غليظة لولا غلظها لما حدث منها الحدبة .
وإذا كان كذلك لم يتهيأ للصدر أن يتسع لرئته فيحسن التنفس بل لا بد من أن يسوء التنفس ويؤدي ذلك إلى العطب .
والصبيان تحدث فيهم الحدبة ورياح الأفرسة وإذا أطعموا قبل الوقت فغلظت أخلاطهم ومالت إلى الفقار ويدق الساق من صاحب الحدبة لما توجبه الحدبة من سدد بعض المجاري والمنافذ التي ينفذ فيها الغذاء .
العلامات : علامة الكائن عن الأسباب البادية وقوعها .
وعلامة الكائن عن الرطوبة علامة السحنة والملمس قلة انتشاف الموضع للدهن يمرخ به وبطء انتشافه إياه وتقدّم التدبير المرطب .
وعلامة الكائن على الورم لمس الموضع ووجعه الناخس خاصة والحمّيات التي تعرض لصاحبه .
وعلامة الكائن عن اليبوسة دلائل يبوسة البدن ومقاساة حمّيات حادة واستفراغات وسرعة نشف الدهن .
علاج الحمية ورياح الأفرسة : أما الرطب واليابس فعلاجهما علاج الفالج والتشنّج الرطب والتشنّج اليابس في وجوب الاستفراغ وتركه وكيفية الضمادات والنطولات وما يشبه ذلك .
وقانون أدوية ما ليس بيابس منها أن تكون قابضة لتشد الرباطات التي استرخت فميلت الفقار ومسخّنة لتقويها ومحللة لتبدد الرطوبات المرخية أو المعينة على الإرخاء فإنه إذا وقع الاقتصار على القوابض أمكن أن تقوي الروابط لكن إذا لم تحلل المادة جاز أن تنتقل إلى عضو اَخر .
وأكثر ما ينتقل إلى أسفل كالرجلين فيحدث به فالج أو نحوه بحسب المادة في رقتها وغلظها وبحسب مخالطتها من تشرّب أو اندساس .


فإن سبقت التنقية لم يكن بأس باستعمال القوابض وربما اجتمع القبض والتسخين والتحليل في شيء واحد كما يجتمع في جوز السرو وورقه وفي ورق الغار وقصب الذريرة والأشنة والراسن وربما ألفت دواء من القوابض الباردة مثل الورد والأقافيا والجلنار ومن الحادة االمسخنة المحللة مثل حبّ الغار والجندبيدستر وورق الدفلى والوج .
وأما الأدهان النافعة للرطب منها فدهن الأشياء الحارة القابضة مثل دهن السرو ومثل دهن السذاب ويضاف إلى أضمدته أدوية محلّلة قوية التحليل كورق الدفلى والوج وكذلك الجندبيدستر والسذاب .
ومن الأدهان دهن السذاب ودهن الجندبيدستر ودهن العاقرقرحا والفربيون المتخذة على هذه الصورة .
يؤخذ الفلفل والجندبيدستر والعاقرقرحا وشحم الحنظل والفربيون والحلتيت يفتق في دهن السذاب وللأوقية من الأدوية رطل ثم يشمس ويصفى بعد أسبوعين ويجدد عليه الأدوية يفعل ذلك مراراً وأقلها ثلاثة ويستعمل .
وهذا الدهن الذي نحن واصفوه قوي للرطوبي وللريحي معأ .
ونسخته : يؤخذ أبهل شويح وآس وجوز السرو وعاقرقرحا ومرزنجوش وإكليل الملك وقردمانا وإذخر وسليخة يطبخ بالماء ناعماً ويصفّى ويصب عليه نصف الماء دهناً ويطبخ يكرر مرات يطرح فيه جندبيدستر وفربيون وأبهل مسحوقين ويستعمل .
وفيه تقوية للعضو وتفشيش للرياح وتحليل للرطوبات الغريبة الغليظة .
صفة ضمّاد للحدبة الريحية : يؤخذ من الميعة السائلة ومن القسط ومن قصب الفريرة ومن الأبهل أوقية أوقية أو فربيون وزن درهم دهن الناردين قدر الحاجة .
وأما الورمي فعلاجه علاج الأورام العسرة النضج والانفجار أو التحليل الخاص بالأورام الصلبة .
صفة ضماد جيد للحدبة الرطبة : يرض الوج والراسن ويطبخان في ماء السرو ويضمد به المبضع .
صفة ضماد ناف للريحي والرطب جميعاً : يؤخذ راسن وأبهل ووج ويهرى في الشراب طبخاً فيه ويحلّ معه المقل حتى تصير كالمرهم وتستعمل .


وإذا لم تنجع المعالجات بالمشروبات والضمّادات ونحوها فاستعمل الكيّ ليزول الاسترخاء ويصلب الموضع .
فصل في الدوالي : هو اتساع من عروق الساقين والقدم لكثرة ما ينزل إليها من الدم .
وكثره الدم السوداوي وقد يكون دماً نقياً غير سوداوي وقد يكون دماً غليظاً بلغمياَ وكيف كان يكون دماً لا عفونة فيه وإلا لما سلمت عليه الرجل من التقرح والأورام الخبيثة .
وأكثر ما يعرض يعرض للشيوخ والمشاة والحمالين والقوامين بين أيدي الملوك وأكثر ما يعرض يعرض بعثب الأمراض الحادة فتندفع المادة إلى هناك من المستعدين لها من المذكورين وقد يعرض ابتداء كما تعرض أوجاع المفاصل ابتداء .
وقد يعرض لأصحاب الطحال من المذكورين كثيراً .
وهذه الدوالي قد لا تقبل العلاج وقد ثقطع فيعرض من قطعها هزال العضو لعدم سواقي الغذاء ويعرض في الدوالي منه إذا قطع ومنه أمراض السوداء والمالنخوليا وإذا كان دمها نقياً فقلعت ونزعت لم يخف عروض المالنخوليا وكثيراً ما يتعفّن ما في الدوالي فيضدس إلى القروح .
فصل في داء الفيل : هو زيادة في القدم وسائر الرجل على نحو ما يعرض في عروض الدوالي فيغلظ القدم ويكثفه وقد يكون لخلط سوداوي - وهو الأكثر وقد يكون لخلط بلغمي غليظ وقد يعرض من أسباب عروض الدوالي ومن الدم الجيد - إذا نزل كثيراً واغتذت به الرجل اغتذاء ما ويكون أولاً أحمر ثم يسود .
ويسببه شدة الامتلاء وضعف العضو لكثرة الحرارة وشدة جذبه لشدة الحرارة الهائجة من الحركة وتعين عليه الأحوال المعينة على الدوالي .
العلامات : يميز كل واحد من سببه باللون وبالتدبير المتقدم فالسوداوي جالس إلى حرارة والأحمر منه أسلم من الأسود والبلغمي إلى لين وربما أسرع السوداوي إلى التشقق والتقرح والدموي معلوم .


علاج الدوالي وداء الفيل - أما داء الفيل فخبيث قلما يبرأ ويجب أن يترك بحاله إن لم يؤذ فإن أدى إلى تقرح وخيفت الآكلة لم يكن إلا القطع من الأصل وإذا تدورك في ابتدائه أمكن أن يمنع بالاستفراغات وخصوصاً بالقيء - العنيف وبما يخرج البلغم والسوداء وبالفصد إذا احتيج إليه ثم تستعمل القوابض على الرجل .
وأما إذا استحكم فقلما يرجى علاجه أن ينفع وإن رجي فليعلم أن جملة علاج المرجو من هذه العلة وهو المبالغة في علاج الدوالي واستعمال المحللات القوية .
وقيل أن القطران ينفع منه لعوقاً أو لطوخاً .
وأما تدبير الدوالي فيجب أن يستفرغ الدم من عروق اليد ويستفرغ السوداء والأخلاط الغليظة ويصلحْ التدبير ويهجر كل مغلظ ويهجر كل الحركات المتعبة والقيام الطويل ثم يقبل على هذه العروق فيفصدها ويخرج جميع ما فيها من الدم السوداوي ويفصد في آخره الصافن ثم يتعاهد في كل قليل تنقية البدن بمثل أيارج فيقرا مع شيء من حجر اللازورد ليمنع ويداوم ما أمكن ويتعاهد شرب الأفتيمون في ماء الجبن ويترك الحركة أصلاً ويستعمل الرباط على الرجلين يصبه من أسفل إلى فوق ومن العقب إلى الركبة ومع ذلك فيستعمل الأطليه القابضة خصوصاً تحت الرباط .
والأولى به أن لا ينهض ولا يمشي إلا وهو معصوب الرجل .
وإما يطلى على الموضع - خصوصاً بعد التنقية بالفصد من اليدين والعروق نفسها - فرماد الكرنب ودهن زين مذروراً عليه الطرفاء والترمس المطبوخ طلاء ونطولأً بمائه وبعر المعز ودقيق الحلبة وبزر الفجل وبزر الجرجير من هذا القبيل .
فإن لم ينجع إلا القطع شققت اللحم وأظهرت الدالية وشققتها في طولها واتقيت أن تشقها عرضاً أو وراباً فتهرب وتؤذي .
وإذا فعلت ذلك فاخرج جميع ما فيها من الدم ويجب أن يسيل منها ما أمكن تسييله ثم تنقيها بالشق طويلاً وربما سلت سلا وفطعت أصلاً .
ويجب حيمئذ أن تستأصل وإلا ضرت .


وأفضل السل بالكي فإن الكي خير من البثر وإنما يجوز أن يسل الحمر دون السود وأما السود فيفعل بها ما رسمنا أولاً من التنقية .
وقد يعرض أن لا تبرأ القرحة ما لم تبالغ في التنقية وإن لم تسهل بعده الأخلاط السوداوية والغليظة ويجب بعد القطع والسل أو الكيّ أن يهجر ما يولد الخلط السوداوي ويداوم تنقية البدن حتى لا يتولد الفضل السوداوي فيعاود الماء إن كان وجه المادة إليه غير مسدود أو يتحرك ما كان معتاد الحركة عن الرجل إلى أعضاء هي أشرف على أن للبط والشق خطر رد المندفع إلى العضو الحسيس فيصير إلى الأعضاء العالية .
فلذلك الصواب أن لا يبط ولا يعمل به شيء إلا بعد التنقية البالغة وربما كانت أشبهت السلعة داء الفيل فيغلط فيه ولكن السلعة تمس مائحة تحت اليد وأما داء الفيل فهو كما قلنا .
أوجاع هذه الأعضاء فصل في وجع الظهر : وجع الظهر يكون في العضل والأوتار الداخلة والخارجة المطيفة بالصلب .
وكيف كان فأما أن يحدث لبرد مزاج وبلغم خام أو لكثرة تعب أو لكثرة جماع .
وقد يكون لأسباب الحمية إذا لم يستحكم بعد وبمشاركة بعض الأحشاء كما يكون لضعف الكلية وهزالها ولامتلاء شديد من العرق العظيم الموضوع على الصلب أو لسبب ورم وجراحة في قصبة الرئة ويكون في وسط الظهر وقد يكون بمشاركة الرحم كما يكون عند قرب نزول الطمث أو اختناق الرحم وعند الطلق .
ووجع الظهر أيضاً قد يكوق من علامات البحران .
العلامات : أما البارد والذي من الخام فإن المشي والرياضة يسكنه في الأكثر ويكون ابتداؤه قليلاً قليلاً وربما أحس معه بالبرد .
والكائن عن التعب وحمل الشيء الثقيل ونحو ذلك وعن الجماع فيدل عليه تقدم شيء من ذلك .
والكائن بسبب الكلية يكن عند القطن ويضعف معه الباه فيكون مع أحد أسباب ضعف الكلية المعلوم .
والكائن بسبب الحرارة الساذجة يدل عليه الالتهاب واللذع مع خفة وعدم ضربان .


والكائن بسبب امتلاء العروق يدل عليه امتداد الوجع في الظهر مع حرارة والتهاب وضربان وامتلاء من البدن .
والكائن لأسباب الحدبة قد يدل عليه ما علمناه في بابه .
وأوجاع الظهر إما محوجة إلى الانحناء وإما إلى الانتصاب .
والمحوجة إلى الانحناء هي التي فيها سبب محن من ورم صلب أو غير ذلك من أسباب الحدبة .
والمحوجة إلى الانتصاب هي التي يضطر فيها إلى ما يخالف مواد النفس من تسليم العضل عن العطف والكي الموجعين فإذا أصاب الوجع فالسبب في الظاهرة فإن لم يصب فالسبب في الباطنة .
علاج وجع الظهر : يجب أن يرجع فيه إلى معالجات أوجاع المفاصل التي نذكرها ومعالجات الحدبة ورياح الأفرسة فإن الطريق واحدة .
وأما البارد من حيث هو بارد فيجب أن يعالج بالمشروبات والضمودات والمروخات المذكورة في الأبواب الماضية ومن جهة ما هناك خام فيجب أن يستفرغ بمثل أيارج شحم الحنظل وحب المنتن والكائن عن التعب ونحوه يجب أن يعالج بالغذاء الجيد والمروخات المعتدلة والأدهان المفترة .
والكائن عن الجماع علاجه علاج من ضعف عن الجماع والكائن بسبب الكلية علاجه علاج ضعف الكلية والكائن بسبب امتلاء العروق الكبيرة فعلاجه الفصد من الباسليق ومن مأبض المركبة أيضاً وهو في الحال يسكنه خصوصاً إذا اتبع بمروخات من دهن الورد ونحوه .
والكائن بسبب الحدبة علاجه علاج الحدبة .
ولأن أكثر ما يعرض من وجع الظهر فإنما يعرض لبرد الصلب أو لضعف الكلي فيجب أن يكون أكثر العلاج من جهتهما وقد استوفينا الكلام في علاج الكلى واستوفينا أيضاً الكلام في تسخين الصلب في باب الحدبة لكن من المعالجات الخاصة لوجع الظهر البارد استعمال دهن الفربيون وحده .


ومن المشروبات المجربة ترياق الأربع أو دهن الخروع بماء الكرفس وأن يشرب نقيع - الحمص الأسود ووج كثير من أربعة دراهم سمن ودرهم عسل يستعمل هذا أربعة عشر يوماً وأكل الهليون وإدمانه نافع جداً والحبوب المسهلة للبارد المزاج من أصحاب هذا الوجع هو حب المنتن .
وأما الضمادات فإن التضميد الدفلي يبرىء العتيق منه والتضميد بمثل الجاوشير والمقل والأشق وا لسكبينج والجندبيمستر والفربيون مفردة ومركبة مع دهن الغار ودهن السذاب ودهن الميعة .
ودهن الخروع نافع جداً .
ومن المروخات دهن الفربيون ودهن القسط .
ولدهن السوسن خاصية عجيبة والأولى أن يسخن الظهر أولاً ثم تدلكه بخرقة خشنة ثم تمرخ فصل في وجع الخاصرة : هو قريب من هذا الباب وأكثره ريحي وبلغمي ويقرب منه علاجه .
ومن علاج الخاصرة أن يؤخذ حلبة حب الرشاد بزر الكرفس نانخواه زنجبيل دارصيني أجزاء سواء سكبينج مثل الجميع يتخذ منه بنادق ويستعمل .
فإن كان الورم في العضو أو فيما يشاركه فعلاجه ذلك العلاج وقلما يكون لسوء مزاج حار يابس أو مع مادة إلا على سبيل المشاركة لأعضاء البول والأمعاء .
والعلامة والعلاج في ذلك ظاهران .
فصل في أوجاع المفاصل وما يعم النقرس وعرق النسا وغير ذلك : السبب المنفعل في هذه الأمراض هو اَلعضو القابل والسبب الفاعل هو الأمزجة والمواد الرديئة والسبب الآلي هو سعة المجاري الطبيعية لعارض أو خلفة أو حدوث مجار غير طبيعية أحدثتها الحركة والتهلهل والتخلخل لعارض أو خلفة كما في اللحوم الغمدية ثم ينفصل كل واحد من هذه الأقسام بفاصل .
فالعضو القابل يصير سبباً لحدوث هذه الأمراض إما لضعفه بسبب سوء مزاج مستحكم وخصوصاً البارد أو ضعفه في خلقته لا من جهة مزاجه أو لشدة جذب حرارته وخصوصاً إذا أعينت بالحركة والأوجاع بأسباب من خارج .


وإن كان هذا القسم ليس ببعيد على القسم المزاجي أو بسبب وضعه تحت الأعضاء الأخرى وحيث تتحرك إليه المواد بالطبع ولهذا ما يكثر في الرجلين والورك .
وأما السبب الفاعل فإما سوء مزاج في البدن كله أو في الرئيسة من أعضائه ملتهب مبرد مجمد أو ميبس مقبض وخصوصاً إذا خالطته رطوبة غريبة .
وأما المواد فإما أن تكون دماً مفرداً أو دماً بلغمياً أو دماً صفراوياً أو دماً سوداوياَ أو يكون دماً مفرداً أو سدة الخام أو مرة مفردة أو خلطاً مركباَ من بلغم ومرة أو شيء من جنس المدة أو رياح مشبكة .
وأكثر ما يكون عن بلغم مع مرة ثم عن خام ثم عن دم ثم عن صفراء وفي النادر يكون عن سوداء .
وأسباب أقسام هذا السبب بعض الأسباب الماضية والنوازل والأزكمة من أسبابها ومعالجة القولنج على النحو الذي تقوى فيه الأمعاء وتدفع الفضول المعتادة ولا يقبلها فتندفع إلى الأطراف .
ومن أسبابها أيضاً الأغذية المولدة للجنس المحدثة لذلك الوجع ومن المواد وقلة الهضم والدعة والسكون وترك الرياضة والجماع الكثير وتواتر السكر واحتباس الاستفراغات المعتادة من دم الحيض والمقعدة وغير ذلك ومما كانت العادة قد جرت به من قصد أوإسهال فترك .
وأيضاَ الرياضة على الإمتلاء والجماع على الامتلاء والحمام على الامتلاء من الطعام والشراب الكثير على الريق قبل الطعام فإنه ينكأ العصب والأخلاط النية إذا اجتمعت في البدن ثم لم يستفرغ بالطبع في البراز ولا بالصنعة لم يكن بد من تأدّيها إلى أوجاع المفاصل إن اندفعت إليها أو إلى حمّيات إن بقيت وعفنت .
فأما إذا كانت الطبيعة تدفعها في براز أو بول فتجد البول معها غليظاً دائماً غير رقيق فج فبالحري أن تؤمن غائلتها .
فإن لم يكن كذلك كان أحد ما قلناه وإن أعان هذه المواد النية حركة إلى المفاصل متعبة أو ضربة أو سقطة أو زاد في ضعف القوى عطب وسهر يضعفان القوى ويجذبان المواد إليه فتصير نافذة غواصة حدثت أوجاع المفاصل .


وهذه الأخلاط أكثرها فضل الهضم الثاني والثالث .
وأولى من تكثر - فيه هذه المشايخ أصحاب الأمراض المزمنة والناقهون إذا لم يدبروا أنفسهم بالصواب في ذلك لأنه يضعف قواهم عن الهضم الجيد وخصوصاً إذا كانوا عولجوا بالتسكين دون الاستفراغ الوافي والدفع البالغ .
وإنما تكثر الأوجاع في المفاصل لأنها أخلى من سائر الأعضاء وأكثر حركة وأضعف مزاجاً وأبرد .
ووضعها في الأطراف يبعد عن التدبير الأول وكثيراً ما تتحجر المواد في المفاصل وتصير كالجص وخصوصاً الخام منها وكثيراً ما ينبت اللحم بين مفاصلهم وخصوصاً بين الأصابع فتلوي الأصابع وتتقفع ويشتد الوجع حيناً ويسكن حيناً .
وأكثر هذا إنما يكون في أصحاب الأمزجة الحارة وأكثر ما ينبت عليه اللحم بين مفاصلهم وإذا كانت المادة دموية .
وأكثر من تعرض له أوجاع المفاصل يعرض له أولاً النقرس .
وأوجاع المفاصل من جملة الأمراض التي تورث لأن المني يكون على مزاج الوالد وكثيراً ما تصير معالجة وجع المفاصل وتقويتها ودفع المواد عنها سبباً للهلاك لأن تلك الفضول التي اعتادت أن تنفصل وتصير إلى المفاصل تصير إلى الأعضاء الرئيسة .
فإن لم تنحدر إلى المفاصل كرة أخرى أوقعت صاحبها في خطر .
وأولى الأزمنة بأن تحدث فيها أوجاع المفاصل والنقرس هو الربيع لحركة الدم والأخلاط فيه .
والخريف أردأ لرداءة الأخلاط والهضم وسبوق توسع المسام في الصيف ومن الحر الذي يشتد نهاراً في الصيف .
وإذا تدوركت أوجاع المفاصل في أول ما تظهر سهل علاجها وإن تمكنت واعتادت خصوصاً المتولدة من الأخلاط المختلفة لم تعالج .
وإذا ظهرت الدوالي بأصحاب المفاصل والنقرس كان برؤهم بها والملينات بأوجاع المفاصل منهم من يجلبها على نفسه بسوء تدبيره ومنهم من يجلبها على نفسه بفساد هيئة أعضائه وسعة مجاري عروقه وتولد الأخلاط الرديئة فيه لسوء مزاج أعضائه الأصلية .


وقد تهيج أوجاع المفاصل في الحميات وصعودها كما ذكرنا أنها قد تحدث في الحميات .
وأما عرق النسا من جملة أوجاع المفاصل فهو وجع يبتدئ من مفصل الورك وينزّل من خلف على الفخذ وربما امتد إلى الركبة وإلى الكعب وكلما طالت مدته زاد نزوله بحسب المادة في قلتها أو كثرتها وربما امتد إلى الأصابع وتهزل منه الرجل والفخذ وفي آخره تلتذ بالغمز وبالمشي اليسير على أطراف أصابعه ويصعب عليه الانكباب وتسوية القامة وربما استطلقت فيه الطبيعة وانتفع به وقد يؤدي إلى انخلاع طرف فخذه وهو رمانته عن الحق .
وأما وجع الورك فهو الذي يكون فيه الوجع ثابتاً في الورك لا ينزل إلا إذا انتقل إلى عرق النسا .
وكثيراً ما يعرض عن ضعف يلحق الورك بسبب الجلوس على الصلابات وبسبب ضربة تلحقه وبسبب إدمان الركرب .
وأسبابه تلك الأسباب إلا أن أكثر ما يكون عن خام وكثيراً ما ينتقل عن أوجاع الرحم المزمنة الباقية مدة طويلة قرب عشرة أشهر .
وقد يكون عن المواد الحارة والمختلطة أيضاً وعن امتلاء عروق الورك دماً وعن الأورام الباطنة في غور المواضع إلا أنها لا تظهر لغورها ظهور أورام سائر المفاصل .
وقد قيل من كان به وجع الورك فظهر بفخذه حمرة شديدة قدر ثلاثة أصابع لا توجعه واعتراه فيه حكة شديدة واشتهى البقول المسلوقة مات في الخامس و العشرين .
وكل عضو فيه وجع مفاصل فإنه يضعف ويهزل وأوجاع المفاصل التي هي غير عرق النسا والنقرس إذا عولجت واستؤصلت مادتها لم تعد بسرعة .
وأما عرق النسا والنقرس إذا عولجت واستؤصلت مادتها فهو مما يعود سريعاً بأدنى سبب وذلك لوضع العضو .
وهذه العلة مما تورث خصوصاً النقرس .
ومادة عرق النسا أكثر ما يكون في المفصل فيتحلل منه في العصبة العريضة وإذا أوجع تهيأ لانصباب المواد من جميع الجسد من فوق إليه غير المواد المحتقنة في أول الأمر .
وفد يتفق أن لا يكون في المفصل بل في العصبة العريضة .


وكثيراً ما تكثر الرطوبة المخاطية في الحق فيرخي الرباط الذي بين الزائدة والحق فينخلع الورك قبل ومع ذلك تعرض حالة بين الارتكاز والانخلاع وهي أن تكون سريعة الخروج سريعة العود قلقة جداً .
وعرق النسا من أشد أوجاع المفاصل والكي يؤمن منه .
وأما النقرس من جملة أوجاع المفاصل فقد يبتدئ من الأصابع من الإبهام وقد يبتدئ من العقب وقد يبتدئ من أسفل القدم وقد يبتدئ من جانب القدم ثم يعم وربما صعد إلى الفخذ وقد يتورم ويشبه أن لا يكون ذلك في الأوتار والعصبة بل في الرباطات والأجسام التي تحيط بالمفاصل من خارج على ما قاله " جالينوس " ولذلك لم يتفق أن يتأدى حال المنقرسين في أورامهم وأوجاعهم إلى التشنج البتة .
ومما يعرض لأصحاب النقرس أن تطول أصفان خصاهم .
العلامات : الذي يحتاج أن تعرفه من أسباب هذه الأمراض بعلاماته أولاً هو حال ساذجية المزاج أو تركيبيته مع مادة .
والساذج يكون قليلاً ونادراً ويكون فيه وجع بلا ثقل ولا انتفاخ ولا تغير لون ولا علامة مادة .
وأما المادي فأول ما يجب أن تعرف منه حال جنس المادة وسبيل تعرفه يكون إما من لون الموضع وإما من لون ورمه مع الوجع كما يكون في الخام ومن الملمس هل هو بارد أو حار وملتهب أو على العادة .
وإما من أعراض الوجع هل هو مع التهاب شديد وضربان أو مع التهاب معتدل وتمدد أو مع تمدّد فقط وأما مما ينتفع به ويسكن معه الوجع إذا لم يغلظ التخدير فيظن لأجل موافقته للبارد أن المادة حادة وإنما يكون قد وافق بتخديره أو لم يغلظ ازدياد الوجع عند التبريد المكثف فيظن أن المادة مكثفة باردة أو لم يغلظ بسكون الوجع عن التحليل فيظن أن المادة باردة وقد تكون حارة فتحللت وسكن إيجاعها بل يجب أن يراعى جميع ذلك .


وأما من وقت الوجع وازدياده هل هو في الخلاء أو الامتلاء أو في حال المبادرة إلى الورم والإبطاء فيه أو عدم الورم البتة فيدل على أخلاط رديئة رقيقة حارة أو مركبة وبين بين وخام وصرف ومن حال الثقل فإن الثقل في المواد الرقيقة التي يمكن أن يجتمع منها الكثير دفعة واحدة أكثر .
وقد يتعرف في كثير من الأوقات من القارورة ما يغلب عليه من البراز هل الغالب عليه شيء صفراوي أو مخاطي وما لونه وفي أوجاع الورك وعرق النسا يغلب على البراز شيء مخاطيّ .
وقد يتعرف من السنّ ومن العادة ومن .
التدبير المتقدم في المأكول والمشروب والرياضة والدعة وخلافها ومشاركة مزاج سائر البدن .
فالمادة الدموية تدل عليها حمرة الموضع إن لم تكن شديدة الغور أو لم تكن تظهر بعد ويدل عليها التمدد الشديد والمدافعة والضربان والثقل أيضاً وسالف التدبير وما علم من أحوال البدن الدموي .
وربما كان البدن عظيماً لحيماً شحيماً ويكون في عرق النسا الدموي الوجع ممتداً طويلاً متشابه الطول يسكّنه الفصد في الحال .
والمادة الصفراوية تدل عليها الحرارة الشديدة التي تؤذي اللامس مع صغر حجم العلة وقلة ثقل وتمدد وقلة حمرة وميل من الوجع إلى الظاهر من الجلد واستراحة شديدة إلى البرد وما سلف من التدبير وسائر الدلائل التي ذكرناها وحال البدن الصفراوي والمادة البلغمية يدل عليها أن لا يتغيّر اللون أو يتغير إلى الرصاصية ويكون هناك قلة الالتهاب ولزوم الوجع وفقدان علامات الدم والمرة وأن يشتد ذهاب الوجع في العرض وأن يكون البدن عبلاً ليس بلحيم بل هو شحيم .
والدلائل المعلومة لهذا المزاج ما سلف .
والمادة السوداوية قد يدل عليها خفاء الوجع وقلة التمدد وقلة الانتفاع بالعلاج وقشف الموضع فلا يكون فيه ترهّل ولا إشراق لون وربما ضرب إلى الكمودة .
وقد يدل عليه مزاج الرجل وحال طحاله وشهوته المفرطة وتدبيره السالف وسائر الدلائل التي أشرنا إليها في تعرف المزاج السوداوي .


وأما المادة المرية فتدل عليها حرارة شديدة مع شيء كالحكة ومع تضرر شديد بما فيه تسخين وانتفاع شديد بما فيه تبريد وقبض ما .
وأما المادة الريحية فيدل عليها التمدد الشديد من غير ثقل ويدل عليها انتقال الوجع والتدبير المولد للرياح .
وأما المواد المختلطة فيدل عليها قلة الانتفاع بالمعالجات الحارة والباردة واختلاف أوقات الانتفاع بها فينتفع وقتاً بدواء ووقتاً آخر بمضاده .
وأكثر ما يعرض هذا يعرض لأبدان حارة المزاج مرارية في الطبع استعملت تدبيراً مرطباً مبرداً مولداً للبلغم والخام من الأغذية والحركات على الامتلاء فيختلط الخلطان ويندفع الغليظ منهما ببذرقة اللطيف الدموي والمراري إلى المفاصل .
وهؤلاء كثيراً ما ينتفعون وتسكن أوجاعهم بالغمز الرقيق بالأيدي الكبيرة لأن الخلط اللبني يتحلل وينضج بها .
وينتفعون بالمروخات المعتدلة الحرارة مع سكون فإن الحركة مانعة من النضج .
معالجات أوجاع المفاصل والنقرس ووجع النسا : إنه إذا عرف أن السبب مزاج ساذج سهل تدبيره فإنه كثيراً ما يكون التهاب ساذج بلا ورم فيكفي تبديل المزاج .
وأعظم ما يحتاج إليه استفراغ الصفراوية والدم وكذلك قد يكون جمود وبرد مؤلم فيكفي تبديل المزاج .
وأعظم ما يحتاج إليه استفراغ البلغم بتسخين الدم .
وكثيراً ما تكون يبوسة مسخنة فتحتاج إلى ترطيب كما تعلم .
وأما إذا كان السبب المادة فيجب أن يمنع ما ينصب بالجذب إلى الخلاف وبالتقليل ويقوي العضو لئلا يقبل الدم ويحلل الموجود ليعدم ويرجع في جميع ذلك إلى القوانين الكلية .
وإن كانت دموية أو مع غلبة من الدم وجب أن يشتغل بالفصد من الجهة المضادة وإن كان عاماً لمفاصل البدن فمن الجهتين جميعاً ثم يشتغل بالقيء وخصوصاً إذا كان الوجع في الأسافل فإن القيء أنفع له من الإسهال ثم يشتغل بالإسهال ويبدأ بشيء قوي إن لم يمنع عدم النضج وغلظ المادة .
على أن الرفق أسلم والتدريج أوفق ثم يتبع بمسهلات تنقي على التدريج .


ومن الناس من رسم الابتداء برفق بعد رفق والختم بالقوي بعد النضج .
والصواب في ذلك أنه إن كانت المادة رقيقة صفراوية يعجل الاستفراغ إذا رأى نضجاً وإن كانت غليظة فلا بأس بأن يتقدم بما يرققها وينضجها ويهيئها للاندفاع إلى جهة الاستفراغ وأنت فيما بين ذلك مجفف بإطلاق رقيق .
وإن كانت المادة مركبة فاجعل المسهل والضماد مركبين على أن الأحزم أن لا يداوي في الابتداء ولا يفصد فيثير الفصد الأخلاط ويديرها في البدن ولا يخرج المحتاج إليه وكذلك الاستفراغ ويلزم ماء الشعير إلى أن يظهر نضج .
فإن أوجب الامتلاء نفضاً فليكن بما يقيم مجلساً أو مجلسين من مشروب كماء الهندبا وعنب الثعلب مع خيار شنبر أو حقنة وهي أصوب .
وإذا ابتدأ ينحط بالاستفراغ فلا .
تتخذه باستفراغ غير مدبر فربما حركت الأخلاط منمواضعها إلى العلة وراع البحرانات وما يكون في اليوم الرابع وللسابع والحادي عشر .
ووقت البحران الفاضل لهم هو الرابع عشر فإن أمكن أن يدافع بالاستفراغ إلى النضج ويقتصر على التنطيلات بالماء البارد والحار والفاتر وعلى الفانون المذكور في ذلك في باب التنطيلات فعل وابتدئ بالماء البارد .
الأطلية : وأما الأطلية الحارة والمخدرات فكلها ضارة .
أما الحارة فبالجذب وأما المخدرة فبالحبس والتفجيج وأما الأطلية المبردة فتفجج الغليظ وتحلل الرقيق وتطيل العلة .
والماء الحار ضار لهم لأنه يرطب المفاصل .
والسكنجبين لحموضته غير كثير الموافقة .
والبزور القوية كبزر الرازيانج ربما أحرقت الفضل وحجرته .
وإذا تم النضج فيستفرغ بمثل السورنجان والبوزندان وحبوبهما وافتصد برفق وحينئذ فاطلِ بمثل الطحلب ونحوه وإياك أن تسقي في أول الأمر دواء ضعيفاً فإنه يحرّك المادة ولا يسهل شيئاً يعتدّ به بل ربما رقّق مواد جامدة أخرى وسيلها إلى العضو .


ويجب لمن أراد أن يتناول الدواء أن يبكر ويؤخذ الغذاء ثم يتناول بعد ثلاث ساعات عشرة مثاقيل خبز بشراب وماء قليل وبعد ست ساعات يدخل الحمام ويغتسل ثم يغتذي بما يوافق ثم يستعمل الإدرار فإن الإدرار بجسم مادة أوجاع المفاصل لأنها كما علمت من فضل الهضم الذي من الكبد والعروق وخصوصاً في النقرس الحار .
على أن كثيراً من أهل أوجاع المفاصل الباردة والأمزجة الرطبة لا ينتفعون بالإسهال الكثير شرباً وحقنة فإذا عولجوا بالمدرّات عوفوا .
ومن الأبدان النحيفة أبدان لا تحتمل الإسهالات والإدرارات الكثيرة ويتولّد منها فيهم احتراق الدم فليراعَ جميع ذلك .
والترياق أيضاً نافع في البارد وخصوصاً بعد الاستفراغ فإنه ينقي بقايا المواد بالرفق ويحلْلها وأما ردع المادة عن العضو فليس يجب أن يقع والمادة قوية الانصباب كثيرة المقدار فإن ذلك يفعل أمرين رديئين : أحدهما أنه يعصر المادة ويعارض حركتها فيحدث وجع عظيم وإذا وقع مثل ذلك فكف واستعمل الملينات .
والثاني أنه ربما صرف المادة إلى الأعضاء الرئيسة فأوقع في خطر وأما إذا لم تكن المادة كثيرة أو كانت قليلة المدد فلا بأس بردعها أول ما يكون إلا في عرق النسا فإن الردع فيه حابس للمادة في العنق فيجب أن يكون قليلاً ضعيفاً أو يترك ويشتغل بالاستفراغ .
وأما في آخره فيجب أن يشتغل بما يحلل ويلطّف ويخرج المادة من الغور إلى الظاهر ولو بالمحاجم بالشرط أو المص وبالكي وبالمحمّرات وبالمنفّطات يسيل بها المواد ولا يدمل إلى حين .
ومن المنفطات الثوم والبصل ولا " علاج " كعسل البلاذر وبعده ألبان اليتّوع ولبن التين ويجب أن يخلط بالمحلل والمنفط مليّن وإلا أدى إلى تحجير المفاصل فإن التنفيط أيضاً كالتحليل بما يخلف من الغليظ .


وينفع أن يخلط بالمحللة والمنفطة والشحوم ويجتنب المبرّد ولا يجب أن يقرب منها المحللات القوية في أول الأمر قبل الاستفراغ فيجذب مواد كثيرة ثم يحلل لطيفها ويكثف الباقي ويحبسه ويجب أن يراعى ذلك في أول الأمر أيضاً وخصوصاً إذا كانت المادة لزجة أو سوداوية فإذا اشتدّت الأوجاع ولم يحتمل لم يكن بدّ من مسكنات الوجع مشروبة ومطلية .
والمطلية إما ولا يستعمل المخدر إلا عند الضرورة وبقدر ما سكن سورة الوجع .
واستعملها في الحار بجرأة وإقدام أكثر .
وكثيراً ما يقع التخدير من حيث تغليظ المادة المتوجهة فتحتبس .
ولتعلم أن الصواب التنقل في الأدوية فربما كان دواء ينفع عضواً دون عضو وربما كان ينفع في وقت .
وبعد ذلك يضر ويحرك الوجع ويجب أن يهجروا الشراب أصلاً إلا أن يُعافوا منه معافاة تامة ويأتي عليها أربعة فصول ويجب أن يترك المعتاد على تدريج ويستعمل عند تركه المدرات .
والشراب المعسل بالمدرات ينفعهم .
والسوداوي من أصحاب المفاصل يجب أن يصلح طحاله ويستفرغ سوداء ويرطب بدنه .
ويلين بالأغذية والمروخات ونحو ذلك ولا يلحّ عليه بصرف التحلل دون التليين الكثير كما علمت في الأصول الكلية ويجب أن يهجروا اللحم في البارد من هذه العلة .
وإن كان ولا بدّ فلحم الطير الجبلي والأرنب والغزال وكل لحم قليل الفضل .
وإن وجدت الوجع في الظهر أولاً ثم انتقل إلى اليدين فصدت من اليد ليخرج الدم والخلط من جهة ميله .
الإسهال لهم : بجب أن لا يسهلوا بلغماً وحده بل مع صفراء فإنهم إذا أسهلوا البلغم وحده انتفعوا في الوقت وعادت الصفراء تسيل البلغم إلى العضو مرة أخرى .


ويجب أن لا تكون مسهلاتهم شديدة والسورنجان معتقد فيه كثرة النفع لإسهاله في الحال الخلط البارد وفيه شيء آخر وهو أنه يعقب الإسهال قبضاً وتقوية فلا يمكن معهما أن ترجع الفضول المنجذبة بالدواء التي لم يتفق لها أن تستفرغ ويمنع ما رق أيضاً بقوة الدواء المسهل من السيلان في المجاري وهذا من فعل السورنجان خلافاً لسائر المحللات والمستفرغات الحارة وأكثرها التي توسع المنافذ وتتركها واسعة .
لكن السورنجان ضارّ بالمعدة فيجب أن يخلط بمثل الفلفل والزنجبيل والكمون وقد يخلط به مثل الصبر والسقمونيا ليقوي إسهاله وذكر بعضهم أن رجل الغراب له فعل السورنجان وليس له ضرر بالمعدة .
والحجر الأرمني نافع لأوجاع المفاصل .
ومن المعروفات حب النجاح وحبّ المنتن .
وأيارج " روفس " عظيم النفع من عرق النسا والنقرس .
وحب " الني أيضاً " نافع .
وحب الملوك والبوزيدان والشاهترج ورعي الحمام والقنطريون والحنظل والصبر والفاشرستين والخردل يجعل معها والأشق والأنزروت والمقل والتربد والعاقرقرحا .
وهذا الدواء الذي نحن واصفوه مسهل رقيق نافع جداً .
ونسخته : يؤخذ زنجبيل درهم فلفل نصف درهم غاريقون نصف درهم لبّ القرطم درهمان أصل رجل الغراب ثلاثة دراهم الشربة ثلاثة عشر قيراطاً إلى أربعة وعشرين قيراط يجلس مجالس ستة أو سبعة نافعة .
وأيضاً دواء بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ كمون كرماني زنجبيل سورنجان من كل واحد درهم صبر درهمين يستف منه وزن درهمين ونصف بطبيخ الشبت فإنه نافع في الوقت .
أخرى : يؤخذ دهن الجوز وأنزروت أو دهن الخروع وأنزروت يوماً مع أيارج فيقرا ويوماً وحده سبعة أيام دائماً يأخذه بماء الشكوهج والشبت مطبوخين .
أخرى : يؤخذ سورنجان وبو زيدان وشاهترج وفلفل وزنجبيل وأنيسونْ وجلّوذ ودوقوا يعجن بعسل ويشرب منه كل يوم .


أخرى : يؤخذ السورنجان ثلاثين درهماً شحم الحنظل عشرة دراهم يطبخان بخمسة عشر رطلاً من الماء حتى يبقى ثلاثة أرطال ماء والشربة .
منه كل يوم نصف رطل مع ثلاث أواق سكر فهو عجيب جداً .
صفة مسهّل مجرب خفيف نافع : يؤخذ أنزروت أحمر ثلاثة دراهم سورنجان ثلاثة دراهم يسحقان ويخلطان بدهن مائة جوزة ويسقى على ماء الشبث فإنه عجيب يسهل من غير عناء ويجفف .
صفة مقيء قوي جداً : ينفع أصحاب الرطوبة والسوداء من أصحاب أوجاع المفاصل وعرق النسا .
ونسخته : يؤخذ من الصبر أوقية ومن بزر الخربق الأسود أوقية ومن السقمونيا أوقية ومن الفربيون نصف أوقية ومن القنطوريون نصف أوقية يعجن بعصارةْ الكرنب وإذا قيء به قلع أصل العلة .
صفة المشروبات للإسهال : ومما ينفعهم دواء البسّد بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من البسد وقد قال قوم هو الخيري مثقال ونصف ومن القرنفل خمسة دراهم ومن المر والفاواينا وحب الشبث من كل واحد أوقية ومن الجعدة إثنا عشر نواة راوند من كل واحد أوقيتان تسقى منه نواة بماء العسل ولا يطعم تسع ساعات يفعل ذلك عشرة أيام .
وأيضاً : دواء يستعمل كل وقت فينقي بالإدرار يؤخذ كمافيطوس وكمادريوس جنطيانا من كل واحد تسع أواق بزر السذاب اليابس تسع أواق .
يدق وينخل والشربة كل يوم ملعقة على الريق بعد هضم الطعام السالف في ثلاث أواق ماء بارد .
وأيضاً : دواء البسّد على قول من يزعم أنه الخيري الأحمر الزهرة وهو قريب من النسخة الأولى يؤخذ راوند صيني فوانيا مرّ سنبل من كل واحد أوقيتان ساذج هندي أوقية قرنفل خمسة عشر حبة البسد الذي هو الخيري المذكور نصف أوقية الزراوندان من كل واحد أربع أواق الثمرية كل يوم ثلاثة قراريط يبدأ بشربه عند الاستواء الربيعي خمسين يوماً ويترك خمسة عشر يوماً ثم يعاود على هذا النسق السنة كلها إلا مع طلوع الشعري إلى شهر ونصف وبحسب البلاد فإن لم يقدر على أن يشربه السنة كلها شربه في النصف البارد .


وإذا شربه السنة فإذا جاوز مائتي يوم لم يكن بأس بأن يشرب يوماً ويوماً لا أو يوماً ويومين لا ويجب أن يبعد عنه الأكل ما أمكن ولو إلى العصر ويصلح سائر التدبير ويجب أن يجتنب ما يضرّ بأصحاب أوجاع المفاصل .
وزعم قوم أن من المجرب الذي لا يخلف البتة أن يسقى عظام الناس محرقة وقد كان يستعمله قوم من المتهوّدين فينشفون به من النقرس وأوجاع المفاصل البتة .
وأيارج " هرمس " عظيم النفع من شربه في الربيع أياماً تقوّت مفاصله وهو يخرج الفضول أكثر ذلك بالإدرار والتعريق فيبرأ من عرق النسا .
وإذا أزمنت الأورام وأوجاع المفاصل انتفعوا بهذا التدبير المسنوب " لحنين " .
ونسخته : يؤخذ من الأبهل اليابس ربع كيلجة فيطبخ بغمرة ماء على نار لينة حتى يسودّ الماء ويؤخذ من مصفاه رطل ويصبّ عليه ثلاث أواق من دهن الشيرج ويشربه العليل ويأكل عليه حصرمية .
ولوجع الورك تدبير خفيف إن لم يسكنه الحمّام والماء الحار والبزور عشاء خصوصاً بعد طعام رديء سكنه القيء على ماء الحمص والاستسهال بمياه البقول والخيار شنبر .
الضمادات النافعة : من أوجاع المفاصل الغليظة الخلط واللاتي في طريق التحجر ضمّاد جيد : يؤخذ من حب الخروع المنقى ثلاث .
أواق يسحق بأوقية من سمن البقر ناعماً ويلقى عليه أوقية من العسل ليلزجه ويضمد به خصوصاً على المفاصل الميبّسة وربما جعل معه من الخل الثقيف أوقية .
والتضميد بزبل البقر قوي جداً في أوجاع المفاصل والظهر والركبة وكأنه أفضل من كثير من غيره .
ضماد قوي : يؤخذ من الزيت العتيق رطل ونْصف ومن النطرون الاسكندراني رطل ومن علك البطم رطل ومن الفربيون أوقية ومن الإيرسا أوقيتان ومن دقيق الحلبة رطل ونصف يتخذ منه ضماداً .
آخر : يؤخذ مقل وجاوشير وشحم مذاب نافع جداً لما يكون من الخام في الركبة والمفاصل .


ضمَاد مصاص محلل : يؤخذ نطرون دانق أشق نورة مثله يتخذ منه ضماد أو يؤخذ بورق وسكّ وعاقرقرحا وميويزج ونورة يخلط الجميع ويطلى على المفاصل به بالعسل بشراب عتيق وشيء من الخل .
ضماد جيد محلل : يؤخذ أشق وحضض بالسوية يسحق وزيت أنفاق ودقيق باقلا ويضمد به حاراً والضمّاد برماد العرطنيثا بخل وعسل عجيب جداً .
ومن الأضمدة ضروب يحتاج إليها لتقوية العضو وتحليل البقايا وإنما يحتاج إليها بعد الاستفراغ التام .
منها هذا الضماد : يؤخذ من الأبهل ومن جوز السرو ومن العظام المحرقة أجزاء سواء ومن الشب سدس جزء ومن الزاج سدس جزء ومن غراء السمك قدر الكفاية للجميع .
آخر : يفعل في أمراض كثيرة وذلك أنه يفتح ويجذب الشوك والعظام العفنة من العمق وينفع من الاسترخاء منفعة بينة .
ونسخته : يؤخذ بزر الأنجرة منقّى وزبد البورق ونوشادر وزراوند مدحرج وأصل الحنظل وعلك الأنباط من كل واحد عشرون مثقالاً حلية وفلفل ودار فلفل من كل واحد عشرة مثاقيل أشق إثنا عشر مثقالاً مقل وقردمانا وعيدان البلسان ومر وكندر وشحم المعز وراتينج من كل واحد عشرة مثاقيل شمع ثلاثة أرطال دبق ثمانية أرطال لبن التين البري ثمانية مثاقيل دهن السوسن مقدار ما يكفي في إذابة الأدوية الرطبة وشراب فائق القدر يكفي في عجن الأدوية اليابسة يخلط الجميع ويدعك ويستعمل .
آخر : ينفع في الوقت من عرق النسا وألم اليد والرجل ووجع سائر المفاصل .
يؤخذ حلبة يمزج في إناء خزف ويطرح عليها من الخل الممزوج مقدار الكفاية ويطبخ الجميع على الجمر إلى أن يتهرى ثم يطرح عليها عسل مقدار الكفاية ويغلى ثانياً على الجمر ويهدأ ويعسل ويغلى ثالثاً ويحفظ .
آخر مثل ذلك : يؤخذ زفت معدني ثلاثة أرطال درديّ الخلّ اليابس محرقاً رطلان بورق رطل ونصف صمغ الصنوبر وشمع وكبريت غير محرق وميويزج من كل واحد رطل عاقرقرحا نصف رطل قردمانا قسط واحد .


المروخات : وأما المروخات في مثل هذا المعنى المذكور دهن الحنظل ودهن الجندبيدستر ودهن الخردل ودهن الجوز الرومي وخصوصاً إذا أحرق فسال ودهن القسط غاية وخصوصاً مع الميعة ودهن الحنظل المأخوذ من طبيخ عصارته بدهن الورد حتى يذهب الماء أو دهن القسط مع الحلتيت .
ومن المروخات الجيدة النافعة الزيت الذي طبخت فيه الأفعى وهو مما يبرئ إبراء تاماً ومنها دهن الخفافيش .
وصفته : يؤخذ إثنا عشر خفاشاً مذبوحاً ويؤخذ من عصير ورق المرماحوزْ ومن الزيت العتيق رطل ومن الزراوند أربعة دراهم ومن الجندبيدستر ثلاثة دراهم ومن القسط ثلاثة دراهم يطبخ الجميع معاً حتى يذهب الماء ويبقى الدهن .
النطولات : ومن النطولات في ذلك المعنى نطول مسكن نافع بهذه الصفة .
ونسخته يؤخذ سعتر وخس يطبخ بالخلٌ حتى ينضج ويتهرأ وينطل به ويصلح للحار أيضاً .
وأيضاً يؤخذ مرزنجوش وشب وورق الغار وسذاب وكمون يطبخ وينطل به .
وأيضاً مما ينفع تبخير المفاصل والركبة ببخار خل جعل في كل جزء منه سدس جزء حرمل مدقوق وتطرح فيه الحجارة المحماة ويتخذ بخوراً يبخر به تحت كساء أو نحوه ويجلس في .
طبيخ حمار الوحش الذي جمع فيه جميع أعضائه مطبوخاً بشبث وملح والبزور والكراث ونحوه وطبيخ الضبع والثعلب .
وصفة ذلك : أن يغلي غلياناً شديداً قدر ما ينقص ثلثاه ويطرح عليه ضبع وثعلب حيان أو مذبوحان بدمهما ويطبخان حتى يتفسّخا ويصفى الماء ويجلس فَيه أو يطرح على ذلك الماء زيت ويطبخ حتى يمتزجا أو حتى يذهب الماء ويبقى الزيت ويجلس فيه وقد يطبخ في الدهن كما هو .
الاستحمامات لأمثالهم : أما الاستحمامات الحارة الرطبة فإنها تضرّهم بما تذيب من الأخلاط وتوسع من المسام اللهم إلا في مياه الحمآت وأما الاستحمامات اليابسة مع التدلك بالنطرون والملح والاندفان في الرمل الحار والتعريق فهو نافع لهم .


مسكنات الوجع الحارة اللينة : تؤخذ الحلبة وتسحق بخل ممزوج سحقاً مهرياً ثم يصب عليها العسل ويطبخ حتى ينعقد ويطلى بعد أن يسحق على صلاية كالغالية ويلزم الموضع بخرقة كتان ويترك يومين أو ثلاثة ويتدارك جفافه بدهن الورد .
وهذا صالح في أوائل العلة وتصاعدها .
وأيضاً يؤخذ في الأوائل وفي البقايا لعاب الحلبة وبزر كتان يضرب بالشيرج حتى يغلظ كالعسل .
وأيضاً إذا لم يكن وجع شديد جداً يضمّد بالكرنب الطري والكرفس وإن كان أقوى ضمّد بدهن الايرسا ودقيق الحلبة ودقيق الحمص بشراب العسل مع قليل شراب ومع شيء من دهن الحناء .
وأيضاً رماد الكرنب مع شحم والقيروطي المتخذ بدهن البابونج جيد لهم جداً .
مسكنات للوجع المخدرة : يؤخذ من الأفيون أربعة مثاقيل ومن الزعفران مثقال يسحق بلبن البقر ويلقى عليه .
لباب الخبز السميذ ويلين ويتخذ منه ضمّاد ويغشّى بورق السلق أو الخس أو يجعل مذاب لباب الخبز السميذ قيروطياً .
وأيضاً بزر الشوكران ستة دراهم أفيون درهم زعفران درهم شراب حلو ما يعجن به وبخلط بقيروطي .
وأيضاً بزر البنج والأفيون وبزر قطونا وأقاقيا ومغاث يقرص ويطلى بلبن البقر ويخلط بورقه .
أخرى : يؤخذ صبر عشرة دراهم أفيون عشرة دراهم عصارة البنج ستة دراهم شوكران أربعة دراهم هيوفا قسطيداس ستة دراهم لفاح عشرون مثقالاً زعفران أربعة مثاقيل يطبخ أخرى : يؤخذ اليبروح يلقى في سمن البقر مسحوقاً ثم يمرخ به الوجع .
أخرى : يؤخذ ميعة وأفيون يتخذ منهما طلاء ومما يخدر صب الماء الكثير إذا لم تكن قروح .
أخرى : يؤخذ بزر قطونا ينقع في ماء حار فإذا ربا ضرب بدهن الورد وبرد وطلي به .
ومما يشرب اليبروح وزن دانقين بطلاء وعسل .
علاج الريحي يجري مجرى علاج الحدبة الريحية .


ما فيه من المنافع تسكين الوجع بالتخدير : يؤخذ جنطيانا وفوة ونانخوة وزراوند وفوذنج وبزر الخيار والسورنجان والبوزيدان والماهيزهره والمغاث أجزاء سواء الأفيون نصف جزء الشربة إلى درهمين .
تدبير الكي لهم : ومن الكي الجيد لهم أو مما يقوم مقام الكي أن تضجع العليل على الشكل الذي ينبغي وتمنعه الحركة وتحوط حول الوجع بعجين وتملأ وسطه بملح وتجعل عليه قليل زيت وتوضع عليه خرق واستحضر مكاوي مختلفة واحم المكاوي واستعملها بحيث لا يحسّ أولاً بالحرارة ثم يحس بها ثم تشتد حتى لا يطيق فإذا جاوز الطاقة نقيت العجين ورسمت له أن يميل قليلاً ليخرج الملح والزيت ثم يغطى بصوف ويربط ويجب أن يكون على رأس العليل إناء مملوء من الماء وماء الورد ويمسح به وجهه إذا عرق واحترز لئلا تحرق اللحم وتقرحه .
يجب أن يعالج بما يبرد ويرطب من البقول واللحمان والأغذية والفواكه واللطوخات والنطولات والقيروطيات ويرتاضوا باعتدال ويستحموا بالماء العذب بعد أن يصب على أطرافهم ماء بارد في البيت الأول ويستعملوا الآبزن الفاتر ثم يغمسون في الماء البارد دفعة ويصبّ على أرجلهم ماء بارد ويجب أن يسهلوا ويدرّوا بما ليس فيه تسخين كثير مثل شراب الورد والسفرجلي المسهل .
دواء جيد فيه إدرار وإطلاق وتسكين للوجع : يؤخذ بزر البطيخ وبزر الخيار والسورنجان الأبيض والمغاث من كل واحد جزء الأفيون ثلث جزء يجمع الجميع والشربة أربعة دراهم سكّر وهو حاضر النفع .
الأطلية : إعلم أن الأطلية إذا كانت باردة قابضة كالصندل فربما آلمت بل يحتاج أن تفتّر وتلين وإذا تأذى بالمبردات لتمديدها استعملت ما يرخي كالميبختج ودهن الورد وقيروطي وربما جعل على ذلك خرق مبلولة بماء وخلّ .
ومما جرب عصارة أطرافْ القصب الرطب فإنه إذا طلي بها سكن الوجع من ساعته .


أخرى : يدقّ البلوط ناعماً ويطبخ طبخاً شديداً وينطل به ساعة طويلة وإذا احتمل المبردات ولم توجعه بالتكثيف والتمديد فليس مثل الهندبا وماء عنب الثعلب وماء حي العالم وماء البقلة اليمانية والقثاء والقرع ونحو ذلك وكذلك التضميد بالشحوم وأمثالها وبالبطيخ فإنه يبرد ويلين معاً ولعاب بزر قطونا قوي في التبريد .
أخرى : يؤخذ الصندل والماميثا ونحوه يسكّن الوجع فيجب أن يرفع ويزال .
ومما هو نافع في آخر بقايا أوجاع المفاصل والنقرس الحارين أن يؤخذ من الصبر والزعفران والمر أجزاء سواء ويطلى بماء الكرنب أو بماء الهندبا بحسب مقدار الحرارة .
وأيضاً قيروطي بدهن البابونج .
وأيضاً دياخيلون مداف في دهن البابونج .
وأما الاستحمامات التي تضرّهم فهي الاستحمامات الحارة وأما الباردة فربما نفعت وردعت وقوّت وسكنت الوجع .
المسهلات : يؤخذ من الهليلج الأصفر عشرة دراهم ومن السورنجان والبوزيدان ثلاثة دراهم ثلاثة دراهم وبزر الكرفس والأنيسون درهمان درهمان يعجن بسكر مذاب الشربة كل يوم درهمان .
أخرى : يؤخذ من عصير السفرجل رطل ومن خل الخمر ثلاثة أواق ومن السكّر رطل ومن السقمونيا لكل رطل من المفروغ منه ثلاثة دراهم والشربة منه من نصف أوقية إلى أوقية ونصف .
أخْرى : يؤخذ سورنجان عشرة دراهم سقمونيا درهم ودانقان كبابة ثلاثة دراهم سكر طبرزذ ثلاثون درهماً الشربة ثلاثة دراهم .
أخرى : يؤخذ سقمونيا مشوي مطبوخ في مثله ماء السفرجل الحامض أو التفاح طبخاً يراعى فيه قوامه .
فإذا أخذ يغلظ سد فم ما هو فيه وترك حتى يجف ويؤخذ منه عشرة دراهم ويؤخذ من الطبرزذ عشرون درهماً ومن الكبابة المسحوقة كالكحل درهمان يجمع الجميع بجلاب ويحبب ويجفف في الظلّ والشربة منه حبتان أو ثلاث في كل وقت .
وإذا كان هناك تركيب ما استعمل فيه أيارج فيقرا .


ومما ينفعهم شراب الورد على هذه الصفة : يؤخذ من عصارة الورد رطلان ومن العسل أربعة أرطال ومن السقمونيا المشوي أوقية يطبخ إلى أن يتقوم والشربة من فلنجارين إلى خمس فلنجارات .
صفة دواء جيد أيضاً : نقيع التمر هندي مع خيار شنبر فيْ ماء الهندبا والرازيانج .
وإن لم تكن حمى اتخذت مطبوخاً من الهليلج والشاهترج والإجاص والتمر هندي والأفسنتين على ما ترى .
أخرى : يؤخذ بوزيدان سورنجان وورد أحمر بالسوية الشربة منه مثقال ونصف وفيه تسكين وتبريد .
وهؤلاء ينتفعون كثيراً بأغذية باردة غليظة كالعدسية بالخل وسائر الأغذية المبردة المغلظة للدم كالحمّاضية والبطون المحمضة وسكباج لحم البقر وقد ينتفعون بالأغذية المجففة مثل الكبريتية ولا يجب أن يجوعوا كثيراً وقد رخصوا لهم من الفواكه في الكمثري خاصة وفي الإجاص والتفاح والرمان والخوخ .
فأما أنا فأكره مثل الخوخ والمشمش وما يملأ الدم مائية كثيرة .
علاج المفاصل المتحجرة والمتجففة : هؤلاء هم أصحاب الأمزجة الحارة والمواد الغليظة وهؤلاء لا يجب أن يحللوا بلا تليين بل يجب أن يحللوا أو يلينوا معاً .
ومما يحترس به عن التحجر أضمدة تتخذ من دقيق الكرسنة والترمس مع السكنجبين ومع الأنجذان والفاشرا مع جزء من الحضض والأشق بشراب عتيق وزيت أنفاق وربما جعل فيه دقيق الباقلا .
ومما ينفع من تحجرت مفاصله أو هي في طريق التحجر والأضمدة التي ذكرناها في البارد من أوجاع المفاصل الغليظة الأخلاط والمروخات والنطولات التي ذكرنا معها .
ومما ينفعهم دقيق الكرسنّة والترمس بالسكنجبين أو الخل الممزوج وأيضاً أصل المحروث وأيضاً يضمد بالبلبوس مدوفاً بالماء فإنه يمنع التحجر المبتدئ وكذلك نطولات من مياه طبخ فيها الفوتنج والحاشا أو خل طبخ فيه هذه الأدوية والجبن العتيق خاصة في مرق الخيار شنبر والنطرون والفربيون وماء الرماد والكرنب المحرق .


إعلم أن دهن الحندقوقي شرباً منه وتمريخاً أنفع شيء لهم واتخاذ هذا الدهن أن يطبخ الحندقوقي المبزر في مثله شراباً وزيتاً حتى تذهب المائية .
والشربة إلى ثلاثة دراهم وأقلّ والريحي منه يجري علاجه مجرى علاج رياح الأفرسة .
ومما هو مجرب للإقعاد ترتيب بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ سلخ شاة ساعة تسلخ ويترك عليِه ويلطخ بلبن البقر الحليب فينتفع به واستعمال الحمّام اليابس والتعرق في تنور أو حفرة محماة أو حفرة رمل في وسط النهار في الصيف .
التحرّز من أوجاع المفاصل : يجب أن يستعمل من يعتاد هذه الأوجاع الفصد والإسهال عند الربيع وعند قرب النوبة واستعمال التدبير المعتدل في اللطافة .
وبالجملة يجب إن كان السبب فيما يعرض له كثرة الأخلاط أن لا يدعها تكثر بما يستفرغ وبما يقفل من الغذاء وبما يستعمل من الرياضة الجيدة .
وإن كان السبب فسادها فقابل ذلك باستفراغ ما يجتمع ومضادة التدبير الذي به يتولّد فإن البلغم يتولد بمعونة من المبردات .
وأنت تعلمها وتعلم مقابلاتها .
والمرار بمعونة من المسخنات وأنت تعلمها وتعلم مقابلاتها .
وكذلك السوداء تتولد مما تعلم وتقابل ما تولد بما تعلم .
وإذا وقع الاستفراغ فمن الصواب تقوية العضو بالقوابض لئلا يقبل العضو الفضول وخصوصاً إذا لم تخف انصرافها إلى الأعضاء الرئيسة بسبب تقدم التنقية .
وهذه مثل الأقاقيا والجلنار وعصارة عصا الراعي والحضض والماميثا .
وأيضاً دلك الموضع بالملح المسحوق بالزيت إلا أن يكون يبس شديد وإن كان الورم بلغمياً وشرب صاحبه الزراوند المدحرج درهمين مرات في الربيع والشتاء فربما نفع ومنع دوره ويستعمل الرياضة المعتدلة والركوب ولا يفرط فيهما فيهيج النقرس والأوجاع ولا يتعاطى ما لم يتعوده منهما دفعة واحدة بلا تدريج .
فإن اتفق ذلك استعملت الأدهان المقوية مروخات .
ويجب أن يجتنبوا اللحوم الغليظة والموالح كلها والنمكسود ويجتنب من البقول مثل السلق والجزر والخيار .


وأما البطيخ فيضر بتوليد الخلط المائي وينفع بالإدرار ويختلف حاله في الأبدان ويجتنب شرب الشراب الكثير والغليظ بل كل شراب .
ويغتذون بما هو جيد الهضم سريعه ويجب أن يجتنبوا الامتلاء والبطالة عن الرياضة ويجتنبوا مع ذلك الإفراط في التعب والرياضة وخصوصاً على الامتلاء ويجتنبوا الجماع ويقلوا من الاستحمامات فإنها تذيب الأخلاط وتسيلها إلى المفاصل .
وأما مياه الحميات فنافعة لهم في وقت المرض .
ومما ينفعهم في ابتداء الحمامات وبعد الفراغ منها وفي وسط دخولهم فيها صب الماء البارد على المفاصل إن لم يكن مانع من ضعف العصب وقد يدفع هذا ضرر الحمامات ويجب أن لا يناموا على الطعام البتة فإنه أضر الأشياء لهم .
علاج عرق النسا : العلاج الذي هو أخص بعرق النسا وأوجاع الورك والركبة الراسخة يجب أن يرجع فيه إلى القوانين المعطاة في باب أوجاع المفاصل .
وأنت تعلم أنها تفارق سائر أوجاع المفاصل بأن الردع في الابتداء ربما أضر بها ضرراً شديداً لأن المادة عميقة والردع يحبسها هناك ويجعلها بحيث يعسر تحللها ويهيئ لخلع المفاصل إذ هي بغير ردع كذلك بل يجب إن أردت تسكين الوجع في الابتداء أن تسكنه بالمرخيات الملينات اللهم إلا أن يتفق أن تكون المادة رقيقة جداً وقد يصعب علاجه في البلد البارد والزمان البارد وفي السمان وفي الشق الأيسر أغيب .
وأما الدموي منه فأنفع الأشياء له الفصد وينتفع .
في الحال بالفصد أولاً من اليد ثم من الرجل ولا يفصد من الرجل إلا بعد الفصد من اليد وينتفع فيه بالقيء .
وأما الإسهال فربما أخر واقتصر على القيء القوي لئلا يجذب الإسهال المادة إلى أسفل إلا أن تعلم أن المادة قليلة .
ومن الجيد أن يصوم يومين ثم يفصد .


واعلم أن فصد عرق النسا أنفع في عرق النسا من الصافن بكثير اللهم إلا أن يكون الوجع ليس ممتداً في الوحشي بل يكون ضرباً آخر امتداده في الأنسي فيكون الصافن أحمد فيه من عرق النسا على أنهما شعبتا عرق واحد ليستا كالباسليق والقيفال في اليدين .
لكن " جالينوس " يذكر الصافن وعرق المأبض فقط .
وفصد عرق المأبض أنفع من عرق النسا .
وقيل : أن هذا لعرق أنفع من عرق النسا كما أن الأسيلم أنفع من عرق الباسليق في علل الكبد والطحال .
وأما البلغمي منه فيجري مجرى الأورام الغليظة في استحقاق العلاج ولذلك لا يجب أن يقدم على استعمال المحللات القوية قبل الاستفراغ لما علمت مما ذكرناه .
وقد ذكرنا أن القيء أنفع من الإسهال لأن الإسهال يحرّك المادة الرديئة إلى جهة الوجع والقيء يحركها عنه .
ومن الجيد فيه أن يكون بالبورق والخل وإذا قيئوا بالمقيئات القوية المحتاج إليها في أخلاطهم الباردة الغليظة فيجب أن يتبع ذلك بالملطفة المسخنة وقد يحتاج في البلغمي أيضاً أحياناً بل مراراً كثيرة إلى الفصد بعد الاستفراغ بما ذكرنا من المدرات والمشروبات النافعة لأوجاع المفاصل ودواء هرمس خاصة وهذه صفة دواء عجيب جداً .
يؤخذ كمادريوس جنطيانا من كل واحد تسع أواق زراوند مدحرج أوقيتان بزر السذاب اليابس رطل يدق وينخل بمنخل صفيق ويعجن والشربة منه ملعقة ويستعمل أيضاً الضمادات والنطولات المحللة ومياه الحمآت .
فإن لم يغن فالحقن ثم تستعمل المحاجم على الورك بشرط وبغير شرط وتوضع المحمرات والمنفطات ولا يدمل حتى يعافى .
والضمادات المستعملة فيها تراد حدّتها لغرضين : أحدهما التحليل والآخر الجذب إلى خارج .
وتكره حدتها الغرض وهو أنها ربما جففت المادة وحجرتها وتركتها لا تقبل الدواء فلذلك يجب أن لا يغفل أمر التليين وربما احتجت إلى المحاجم ووضعها لتجذب .


فصل في النطولات والآبزنات : يؤخذ من ثمن الحناء رطل ومن الخل نصف رطل ومن النطرون ربع رطل ومن القاقلة أوقية ونصف ومن الزوفا أوقية ونصف يغمس فيه صوف ويكمد به الموضع وتستعمل الآبزنات من مياه الأدوية المفردة المحللة المذكورة في هذا الباب .
فصل في المروخات : مثل دهن القسط ودهن الفربيون وثمن العاقرقرحا ودهن الحناء ودهن الجندبادستر يستعمل بعد التنقية وقيروطيات بالجاوشير والفربيون والأدهان المذكورة .
فصل في الأطلية والضمادات : منها ضمّاد محلل جذاب جداً للمادة إلى الظاهر من العمق .
ونسخته : يؤخذ بزر السذاب البري وحب الغار إنجذان نطرون شيح أرمني قردمانا شحم الحنظل نانخواة من كل واحد أربعة مثاقيل سذاب طري ثمن مناً شمع ثمن مناً أشق مناً زفت ثمن مناً باذاورد خمسة مثاقيل جاوشير أربعة مثاقيل كبريت لم تصبه النار أربعة مثاقيل يتخذ ذلك مرهماً .
وإن طلي عرق النسا ببعر المعز والخل الثقيف كان مثل دواء الخردل وأفضل منه .
فصل في المراهم : المراهم المحمرة والمنفطة جيدة جداً ويجب أن تفقأ النقاطات ثم يذر عليها دواء مجفف ثم تعيد التنفيط إلى أن يقع البرء .
أخرى : يؤخذ رطل بورق ورطل زيت يتخذ منه طلاء وأيضاً ضماد نافع : يؤخذْ ميويزج رطل درديّ محرق رطلان عاقرقرحا نصف رطل حرف رطل ونصف باذاورد نصف رطل كبريت رطل بورق مثله زيت ثلاث قطولات صمغ الصنوبر يشوى مع الباذاورد ويجعل الجميع مرهماً ويستعمل .
أخرى : وأيضاً يؤخذ جزء زفت جزء كبريت يسحق مثل الكحل ويطلى على الورك ويجعل فوقه قرطاس ويترك إلى أن يسقط من نفسه .
أخرى : ومما جرب أن يلتقط نبات الشيطرج في الصيف وهو ناضر وينعم دقه فإنه عسر الدق ثم يجمعه بشحم .


ويلزمه الورك وموضع الوجع ثم يربط عليه ويترك أربع ساعات إلى ست ساعات ثم يدخل الحمّام فإذا تندى يسيراً أدخل الآبزن وأخذ منه الضماد ووضع على الموضع صوف ويراح أسبوعاً أو عشرة أيام ويعاود فإنه يغني عن الخردل والثافسيا .
وأيضاً يؤخذ الميويزج والذراريح وأيضاً ثافسيا وشمع ودهن السذاب وأيضاً عاقرقرحا ودبق وزهرة حجر آسيوس وبورق وميويزج يتخذ منها مرهم وقد يزاد فيها الحرف .
ومما ينفع من ذلك ومن أوجاع الركبة قيروطي من فربيون .
أخرى : يؤخ دهن الحناء ثمان أواق ومن الخل أربعة أواق ومن النطرون أوقيتان ومن عاقر قرحا أوقية تنقع العاقر قرحا بدهن الحناء بعد أن ترضه وتجعله في الدهن ثلاثة أيام وتغليه غلية خفيفة ثم تطرح عليها الخل والنطرون ثم يشرّب فيه الصوف الوسخ ويضعه على الموضع الألم من الحقو .
صفة طلاء آخر مثل ذلك : يؤخذ من الشمع المصفى مائة مثقال ومن علك الأنباط خمسة وعشرون مثقالاً ومن الزنجار ستة مثاقيل ومن السوسن والباذاورد والمر من كل واحد ستة مثاقيل ومن القطرانخمسة مثاقيل تجمع هذه ويصير منها مرهم ويطلى به الموضع الألم من الحقو لا سيما إن كانت المادة صفة مرسم يسكن عرق النسا : يؤخذ زيت عتيق ثمان عشرة أوقية برادة الأسرب وملح العجين وعلك الأنباط من كل واحد مائة مثقال برادة النحاس الأحمر ثلاث أواق زنجار مجرود وكندس وأصل المازريون الأسود وراوند وخردل من كل واحد أوقيتان وقد يطرح عليها أحياناً عاقر قرحا أوقية .
أخرى : يؤخذ الانجذان وبزر السذاب البرّي وحبّ الغار وبورق وحنظل وشيح ونانخواة وقردمانا من كل واحد أربعة مثاقيل سذاب رطب بستاني وزفت يابس وعلك الأنباط وريتيانج وأشق وشحم العجاجيل من كل واحد ستة عشر مثقالاً جاوشير ستة مثاقيل كبريت غير محرق أربعة مثاقيل دهن الحناء ثمان عشرة أوقية .


أخرى : يؤخذ وقت رطب ثمان أواق زراوند أوقية ونصف شمع رطل صمغ الصنوبر أربعون مثقالاً كبريت غير محرق رطل بورق رطل ونصف ميويزج قسط واحد ويكون قوطولين عاقر قرحا نصف رطل قردمانا قسط واحد باذاورد نصف رطل .
أذب الذائبة واسحق اليابسة وأخلط الجميع وأذبها وادلكها على النحو المذكور فيما تقدم .
وعلى ما يقال من بعد .
فصل في المسهلات : أما الجيدة البالغة فحبّ السورنجان وحبّ المنتن وحبّ الشيطرج وحب اللبني ولا كحب النجاح ولا كأيارج " هرمس " يشرب في الربيع ومن شربه أخذت مفاصله الوجعة تندي وتعرق وليس فيه إسهال كثير بل ينقي بالتلطيف وعناصر أدويته المسهلة شحم الحنظل والقنطوريون والصموغ والماهيز هره والشيطرج وعصارة قثاء الحمار يؤخذ حنظلتان ويثقبان ويخرج ما في جوفهما من اللحم والشحم ويملآن من دهن الشيرج ويغطي أفواههما ويتركان ليلة واحدة ثم يطرح الحنظلتان من غدوة تلك الليلة مع الدهن الذي فيهما في قدر ويصب عليهما مثل الدهن مرة ونصفاً ماء ويطبخ معاً إلى أن تنضج الحنظلتان .
فإذا انضجتا أخرجتا ورمي بهما وطبخ الماء والدهن زماناً كافياً ثم يطرح عليه خبز نقي مدقوق منخول بمقدار ما ينعقد به الماء ويصير كالخبيص ويعمل منه بنادق على مقدار البندقة ويؤخذ من تلك البنادق ثمانية عشر عدداً ويتناول المريض بعد الاستحمام .
والوجه الآخر طبيخ الدهن بالعصارة وإذا وقعت التنقية بالإسهال والقيء وطالت العلة فعليك بالحمولات من الأدوية السحجة المسهّلة للدم مثل طبيخ قثاء الحمار والحنظل ومرارة البقر والعاقر قرحا والقنطوريون والحرف والشيطرج وسلاقة السمك كل ذلك نافع لهم في هذا الوقت وربما أبرأ وربما جعل في الحقن فربيون وقيل ذلك ضار جداً يمنع من سائر التصرف .
وأما في آخره فنافع وخصوصاً إذا اتبع حقنة جيدة خفيفة مسحجة : يطبخ الحنظل والحرف وأصل الكبر والقنطوريون وقثاء الحمار والشيطرج والفوة ويحقن بالماء ويضمد الورك بالثفل .


وأيضاً يضمد بخل ونخالة مسحجين فإن كان ثم دم يموت فيه كوي بالذهب الأحمر موضع الدم كياً شديداً ليجري الدم منه .
أخرى : وكذلك البابونج والغاريقون والحنظل مطبوخة مجربة .
فصل في البثور المعروفة بالبطم : هذه بثور قد تظهر في الساق سوداوية كأنها ثمرة الطرفاء والحبة الخضراء الكبيرة ومادتها مادة الدوالي وعلاجها من جهة التنقية علاج الدوالي والقروح السوداوية التي نذكر قانونها في الكتاب الرابع .
فصل في وجع العقب : قد يعرض في العقب وجع من سقطة أو صدمة أو ضغطة خفّ أو غير ذلك ويشفيه التنطيل الكثير بالماء البارد وطلاء الماميثا وطين أرمني محكوك .
فصل في ضعف الرجل : ضعف الرجل قد يكون في الخلقة وقد يكون من تعب كثير ومن استرخاء سابق ومن القول في الداحس : الداحس هو ورم حار يعرض عند الأظفار مع شدة ألم وضربان وربما يبلغ ألمه الإبط وربما اشتدّت معه الحمى .
فإذا عرض في أصل الظفر عرض منه انقلاع الظفر .
وأكثر ما يعرض يعرض في اليدين وكثيراً ما يتقرّح وربما تأدى من التقرّح إلى التآكل وإفساد الإصبع وذلك عندما يسيل منه مدة منتنة .
العلاج : يجب أن يفصد ويسهّل ويلطف التدبير ويمنع في الابتداء مما فيه قبض ثم يفنى اللحم الزائد بما لا يلذع شديداً والصغير والمبتدئ يبرئه العسل المعجون به العفص ويمنعه أن يزيد ويجمع .
ومما ينفعه في الابتداء أن يضمّد بخل ونخالة مسخّنين وأيضاً المرهم الكافوري بالحقيقة لا بالاسم فقط وهو المتخذ مع ما يتخذ به بالكافور أيضاً وأيضاً الأفيون مع لعاب بزر قطونا المنقع في الخلّ والصبر العربي المغسول بماء الأفاوية ينفعه والصبر الهندي وكذلك أصل السوسن والكندر المسحوق وحده ومع غيره نافع لهم .
دواء جيد له : يؤخذ الصبر والجلّنار والكندر والعفص يتخذ منه ضمّاد فيبرئ الداحس ويمنعه أن يجمّع .
وأيضاً وسخ الأذن والحضض إذا طلي به قبل الجمع نفع ومنع .
وأيضاً حب الآس مطبوخاً بعقيد العنب .


ومما ينفعه بالخاصية برادة ناب الفيل وإذا أشتد إيجاعه غمس في دهن مسخّن مراراً ثم يضمّد ببعض الأضمدة .
وإذا فعل ذلك في الأول منع ونفع وإذا أخذ في النضج وضعت عليه بزر المرو وبزر قطونا باللبن .
وإذا جمع فيجب أن يبط بطاً إلى الصغر ما هو غير معمق شديداً وينقى ثم يضمد بسويق التفاح أو سويق الزعرور وبالعدس والجلنار والورد ونحوه .
إن انفتح بنفسه عولج أيضاً بقريب من ذلك وإن أخذ يتقرح صلح له دقيق الترمس بالعسل وإن تقرح شديداً عولج بمرهم الزنجار وحده أو مخلوطاً بالمرهم الأبيض مرهم الاسفيذاج ويغلى بخرقة مبلولة بشراب .
وأيضاً زاج محرق كندر من كل واحد جزء زنجار نصف جزء يسحق بالعسل ويوضع عليه .
وأيضاً قشور الرمان الحامض وعفص وتوبال النحاس يجمع بالعسل ويتخذ منه لطوخ .
ومرهم الجلنار نافع جداً في هذا الوقت .
ويجب إن تقرح أن يبرأ اللحم من الظفر فإن بالغت القرحة في الترطيب والتوسخ اتخذ " قلقدريون " من الزاج والزنجار والزرنيخ والنورة فإنه مجفف بالغ .
وأيضاً يستعمل عليه نثور من كندر وزرنيخ أحمر بالسوية يكبس عليه بالإصبع كبساً وإذا رأيت الداحس يسيل منه مدة رقيقة منتنة فقد أخذ في أكال الإصبع فبادر إلى القطع والكي وربما يتفق لنا معاودة لأمر الداحس في غير هذا الموضع .
قد يقرب علاجها من علاج الرهصة ومما ينفع فيها الضماد بورق الآس وبورق السرو ومرهم لشحوم مع بعر الماعز وإخثاء البقر وينفع منه جوز السرو والأبهل ضماداً وينفع منه الفستق المطبوخ ضماداً ومما يذيب الدم المائت تحت الرض دقيق الشعير بالزفت ويوضع عليه فإنه نافع .
فصل في انتفاخ الأظفار والحكة فيها : تعالج بماء البحر غسلاً دائماً فيزول به أو بطبيخ العدس أو الكرسنة أو بطبيخ الخنثى ومن أضمدته البلبوس والزفت والتين الأصفر المطبوخ مجموعة وفرادى .


الكتاب الرابع الأمراض التي لا تختص بعضو بعينه
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده المؤمنين وإذ قد وفينا بما وعدنا من تصنيف كتبنا في الطب التي الأول منها في الأصول الكلية والثاني منها المجموع في الأدوية المفردة والثالث منها في الأمراض الجزئية وحان لنا أن نذكر في هذا الكتاب الرابع الأمراض التي لا تختصّ بعضو بعينه والزينة ونستوفي الكلام في ذلك وقسمنا هذا الكتاب على سبعة فنون وكل فنّ يشتمل على عدة مقالات وكل مقالة تشتمل على فصول .
الفن الأول الحميات
يشتمل هذا الفن على مقالتين :
المقالة الأولى فصل في ماهية الحمَّى
فنقول الحُمَّى حرارة غريبة تشتعل في القلب وتنبت منه بتوسط الروح والدم في الشرايين والعروق في جميع البدن فنشتعل فيه اشتعالاً لا يضر بالأفعال الطبيعية لا كحرارة الغضب والتعب .
إذا لم تبلغ أن تتشبث وتؤف بالفعل ومن الناس من قسّم الحُمّى إلى قسمين أوّلين : إلى حُمَّى مرض وإلى حُمَّى عرض وجعل حُمِّيات الأورام من جنس حمى العرض ومعنى قولهم هذا أن الحُمَّى المرضيّة ما ليس بينها وبين السبب الذي ليس بمرض واسطة كحمّى العفونة فإن العفونة سببها بلا واسطة وليست العفونة في نفسها مرضاً بل هو سبب مرض .
وأما حمَى الورم فإنه عارض للورم يكون مع كون الورم تابعاً له والورم مرض في نفسه ولمناقش أن يقول : أنه إن كانْ حُمَّى الورم يتبع حرارته ويلزم من وجعه فيشبه أن يكون حُمى عرض وحينئذ يشبه أن يكون كثيراً من حُمَّيات اليوم حميات عرض وإن كان يتبع العفونة التي في الورم فالورم ليس بسبب لها أولى من حيث هو ورم بل من حيث العفونة التي فيه فسببها الذي بالذات هو العفونة والورم ليس بسبب لها إلا بالعرض وتقول : إن لم يعن بحُمى عرض هذا بل عنى أنها تابعة للورم وجودها بوجود الورم .


فكذلك حال حُمِّيات العفونة بالقياس إلى العفونة لكن الاشتغال بأمثال هذه المناقشات مما لا يجدي في علم الطب شيئاً ويجعل الطبيب متخطياً من صناعته إلى مباحث ربما شغلته عن صناعته فلنجر على ما اعتيد من ذلك فنقول : لتكن حميات الأورام والسدد حمّيات العرض ولنقل أنه لما كان جميع ما في بدن الإنسان ثلاثة أجناس أعضاء حاوية لما فيه من الرطوبات والأرواح قياسها قياس حيطان الحمام ورطوبات محوّية وقياسها قياس مياه الحمام وأرواح نفسانية وحيوانية وطبيعية وأبخرة مبثوثة وقياسها قياس هواء الحمام فالمشتعل بالحرارة الغريبة اشتعالاً أولياً وهو الذي إذا طفئ هو برد ما يجاوره وإذا برد ما يجاوره لم يجب أن يطفأ هو بل يمكن أن يبقى وأن يعود فيسخن ما يجاوره .
يكون أحد هذه الأجسام الثلاثة التي لا توجد في الإنسان جنساً جسمانياً خارجاً عنها فإن تشبّث الحُمَى بالأعضاء الأصلية التشبث الأول كما يتشبث الحريق مثلاً بحيطان الحمام أو بزق الحداد أو بقدر الطباخ فذلك جنس من الحميات يسمى : حمى دق .
وإن تشبَّثت الحمى تشبّثها الأولي بالأخلاط ثم فشت منها في الأعضاء كما يتفق أن يصبّ الماء الحار في الحمّامات فتحمى جدرانه بسببه أو مرقة حارة في القدر فتحمى القدر بسببها فذلك جنس من الحمّيات تسمى : حمى خلط وإن تشبّثت الحمّى تشبثها الأولي بالأرواح والأبخرة ثم فشت منها في الأعضاء والأخلاط كما يتفق أن يصير إلى الحمام هواء حار ويوقد فيه فيسخن هواؤه ثم فشت منها في الأعضاء والأخلاط كما يتفق أن يصير إلى الحمام هواء حار ويوقد فيه فيسخن هواؤه فيتأدى إلى الماء وإلى الحيطان فذلك جنس من الحميات تسمى : حمى يوم لأنها متشبّثة بشيء لطيف يتحلل بسرعة وقلّما تجاوزت يوماً بليلته إن لم تستحل إلى جنس آخر من الحميات فهذه قسمة للحمّيات بالوجه القريب من القسمة الواقعة بالفصول .


وقد تقسم الحميات من جهات أخرى فيقال : إن من الحميات حمّيات حادة ومنها غير حادة ومنها مزمنة ومنها غير مزمنة ومنها ليليّة ومنها نهارية ومنها سليمة مستقيمة ومنها ذات أعراض منكرة ومنها مفترة ومنها لازمة .
ومن اللازمة ما لها إشتدادات وسورات ومنها ما هي متشابهة ومنها حارة ومنها باردة ذات نافض أو قُشَعريرة ومنها بسيطة ومنها مركّبة .
فصل في المستعدّين للحميات قالوا : إن أشدَ الأبدان استعداداً للحميّات هي : الأبدان الحارة الرطبة وخصوصاً إذا كانت الرطوبة أقوى من الحرارة وهؤلاء يكونون منتني العرق والبول والبراز والأبدان الحارة اليابسة أيضاً مستعدة للحمّيات الحادة تبتدئ يوميّة ثم تسرع إلى العفن والاحتراق وربما أوقعت في الدق .
ويتلوهما التي يتساوى فيها الرطوبة واليبوسة وتستولي الحرارة وهذان من جنس ما يبتدئ فيه حمى البخار الحار ثم تنتقل إلى حُمى الخلط ثم التي يتساوى فيها الحرّ والبرد وتكثر الرطوبة وهذه إنما تعرض لها حميات العفونة في أكثر الأمر ابتداء والأبدان الباردة الرطبة والأبدان اليابسة أبعد الأبدان من الحميات وخصوصاً اليومية .
فصل في أوقات الحميات إنَ للحمّيات أوقاتاً كما لسائر الأمراض من ابتداء وصعود ووقوف عند المنتهى وانحطاط وقد تكون هذه الأوقات كلّية وقد تكون جزئية بحسب نوبة نوبة والمخاطرة من الابتداء إلى الانتهاء .


وأما عند الانحطاط فلا يهلك عليل من نفس الحمّى إلا لما نذكره من السبب والابتداء هو وقت اختناق الحرارة الغريزية عن الماءة الغامرة في العضو وقت ما لا يكون يظهر للنضج أو خلافه المفاد للنضج أثر والابتداء موجود في كلِّ مرض ولكن ربما خفي خفاءة في سونوخس والصرع والسكتة وإذا كان الابتداء خفياً قليل الأعراض ظن أنه لا ابتداء فيه وكذلك ربما رؤي في اليوم الأول من الحمِّيات الحادة غمامة أو علامة نضج فيظن أنه لم يكن لها ابتداء وليس كذلك والتزيّد هو وقت ما تتحرك فيه الحرارة الغريزية لمقاومة المادة حركة ظاهرة فتظهر علامات النضج أو علامات المضاد للنضج والانتهاء هو الوقت الذي يشتدّ القتال فيه بين الطبيعة والمادة ة ويظهر حال استعلاء أحدهما على الآخر وهو وقت الملحمة ومدتها في ذوات النوائب الحارة نوبة واحدة ولا يعرف إلا بالتي يليها أو نوبتان ويعرف في الثالثة منها لا يزيد عليهما في الأكثر إلا في الأمراض المزمنة فربما تشابهت نوائب كثيرة في جميع أحكامها وهناك عند المنتهى يتم آثار النضج وضده .
والانحطاط هو وقت ما تكون الحرارة الغريزية قد استولت على المادة فقهرتها فهي في تفريق شملها شيئاً بعد شيء وحينئذ تجف حرارة الباطن وتنتقص إلى الأطراف حتى تحلل .
وكثيراً ما تغلظ فالمنتهى يختلف في الأمراض فالأمراض الحادة جداً أبعد منتهاها إلى أربعة أيام وحميات اليوم من هذه
الجملة إلا أنها لا تعد حادة فإنه لا يكفي في حدة المرض أن يكون منتهاه قريباً بل يكون من الأمراض ذوات الخطر ويتلوها الأمراض الحادة مطلقاً لا جداً وهي التي منتهاها إلى سبعة أيام مثل : المحرقة والغب اللازمة ومنها ما هي أقلّ حدّة من ذلك وهي التي منتهاها إلى أربعة عشر يوماً وما بعد ذلك فهي حادة المزمنات إلى الحادي والعشرين ثم المزمنات إلى أربعين وستين وما فوق ذلك .


ومعرفة الأمراض الحادة في مراتبها والمزمنة نافعة في تدبير غذاء المرضى على ما سنذكره وكثير من الحميات يستوفي الابتداء والتزيد والانتهاء في نوبة واحدة وتنوب الأخرى منحطة والحميات أيضاً تختلف في هذه الأزمنة فمنها ما يطول تزيدها ومنها ما يطول انحطاطها .
فصل في تعرف أوقات المرض وخصوصاً المنتهى تتعرف أوقات المرض الكلية مَرة من نوع المرض فإن التشنج اليابس والصرع والسكتة والخناق من الحادة جداً والغب الخالصة والمحرقة حادة لا جداً والربع والفالج من المزمنة .
ومَرة من حركة المرض فإنه إن كانت النوائب قصيرة دل على أن المنتهى قريب كالغب الخالصة .
فإن زمان نوائبها من ثلاث ساعات إلى أربع عشرة ساعة وإن كانت طويلة دلت على أن المادة غليظة والمنتهى بعيد كالغب غير الخالصة وإن لم يكن هناك نوائب بل كانت مادتها حارة كسونوخس فالمرض حاد وإن كانت مادتها غليظة باردة وإلى غلظ فالمرض غير حاد .
ومرة من السحنة فإنها إذا تحركت بسرعة وضمر الوجه والشراسيف فالمرض حاد وإن بقيت بحالها فالمرض ليس بذلك الحاد .
ومرة من القوة هل أسرع إليها الضعف فيكون المرض حاداً أو لم يظهر ذلك فيكون المرض غير حاد .
ومرة من السن والفصل فإن السن الحار والفصلين الحارين يسرع فيها منتهى الأمراض وفي الأسنان الباردة والفصلين الباردين يبطئ منتهى الأمراض وكذلك حال البلدان .
ومن النبض فإنه إذا كان سريعاً متواتراً عظيماً فالمرض حاد وإلا فهو غير حاد ومن النافض فإنه إذا كان طويل المدة فالمرض إلى زمان وإن كان قصر المدة فالمرض إلى حدة وإذا لم يكن نافض البتة فهو أقصر جنسه .


وقد تتعرف أوقات المرض من جهة أوقات النوائب فإنها إذا كانت مستمرة على التقدم متفاضلة فإنه يتقدم تفاضلاً آخذاً إلى الازدياد فالمرض في التزيّد وذلك أن من الأمراض ما يجري إلى أخر أوقاتها على التزيد وقد يكون من جنس الغب ومن جنس المواظبة وإن كانت قد وقفت بعد التقدم ووقفت الفضول فيوشك أن يكون المرض في المنتهى وإن تأخرت فالمرض في الانحطاط والحافظة لساعة واحدة طويلة المدة وكذلك يتعرف حال الأوقات من تزايد أعراض الحمى ووقوفها ونقصانها ومن تزيد نوبتها في طولها وقصرها وربما تخالفت ولم تتشابه .
وقد تتعرف من حال الاستفراغات فإنه إذا عرض في نوبة ما عرق أو إسهال وكانت النوبة التي بعدها في مثل شدة الأولى أو فوقها فالاستفراغ للكثرة لا للقوة والمرض يؤذن بطول وقد تتعرف من جهة النضج وضد النضج على ما ذكرناه .
مثلاً : إذا ظهر نفث مع نضج ماء أو بول فيه غمامة ما فهو أول التزيد ثم إذا كثر ذلك وظهر أو ضده فهو المنتهى وأيضاً إذا ظهر النضج أو خلافه سريعاً من نفث أو غمامة فاعلم أن المنتهى قريب وإن تأخر فاعلم أن المنتهى بعيد .
وأما تعرف الأوقات الجزئية فإن وقت النوبة هو الوقت الذي ينضغط فيه النبض وقد علمت معناه ويكمد لون الأطراف ويبرد الأطراف خاصة طرف الأذن والأنف إلى الوقت الذي يحس فيه بانتشاره الحرارة وربما صحب الابتداء تغير لون وكسل وغم وإبطاء حركات وسبات واسترخاء جفن وثقل كلام وقشعريرة بين الكتفين والصلب وربما عرض له فيه نافض قوي وربما عرض سيلان الريق واختلاج الصدغين وطنين الأذنين وعطاس وتمدد أعضاء البدن وأشد ما تضعف القوة تضعف في الابتداء وفي الانتهاء ووقت التزيد نصفه الأول هو الوقت الذي يأخذ النبض في الظهور والعظم وفي السرعة وتنتشر الحرارة في جميع البدن على السواء ونصفه الأخير هو الوقت الذي لا تزال هذه الحرارة المنتشرة بالاستواء تتزيّد ووقت الانتهاء هو الوقت الذي تبقى فيه الحرارة والأعراض بحالها .


ويكون النبض أعظم ما يكون وأشد سرعة وتوتراً ووقت الانحطاط هو الوقت الذي يبتدي فيه النقصان ويأخذ النبض يعتدل ويستوي ثم الذي يأخذ فيه البدن يعرق ويؤدي إلى الإقلاع وكثيراً ما يعرض عند الموت حال كالانحطاط وكان المريض قد أقبل ويجب أن لا يشتغل بذلك بل يتعرف حال النبض هل عظم وقوي وإذا رأيت أن تضرب لك مثلاً من الغب في أكثر الأحوال يبتدئ فيه قشعريرة ثم برد ونافض ثم يسكن النافض ويقلّ البرد ويأخذ في التسخّن ثم يستوي التسخّن ثم يتزيّد ثم يقف ثم يأخذ ينتقص إلى أن يقلع واعلم أن المرض تطول مدته إما لكثرة المادة وإما لغلظها وإما لبردها وقد يعين عليه الزمان والبلد البارد وضعف الحرارة الغريزية واستحصاف الجلد .
فصل كلام كلّي في حميات اليوم إن أسباب كلّ أصناف حمّى يوم هي الأسباب البادية المسخنة بالذات أو المسخّنة بالعرض من جملة الملاقيات والمتناولات والانفعالات البدنية والنفسانية ومن الأوجاع والأورام الظاهرة وقد يكون منها من السدد ما ليس سببه ببادٍ ولا يبلغ أسبابها باشتدادها إلى أن تجاوز ما يشعل الروح فإنها إن جاوزت ذلك أوقعت في الدق أو في ضرب من حميات الأخلاط نذكره فإن الأسباب البادية قد تحرك كثيراً المتقادمة فإن حركتها إلى العفونة كانت حمّيات عفونة ومن الناس من زعم أن حُمى يوم لا يكون إلا من بعد تعب البدن أو الروح وذلك غلط وهذه الحمّيات في أكثر الأمر تزول في يوم واحد وقلّما تجاوز ثلاثة أيام فان جاوزت ذلك القدر حدث من أمرها أنها انتقلت ومعنى الانتقال أن تشبث الحرارة جاوز الروح إلى بدن أو خلط على أن من الناس من ذكر أنها ربما بقيت ستة أيام وانقضت انقضاءً تاماً لا يكون مثله لو كان قد انتقل إلى جنس آخر وهذه الحُمَى سهلة العلاج صعبة المعرفة وكذلك ابتداء الدِق وأسرع الناس وقوعاً في حميات اليوم وأشدَّهم تضرراً بها أن غلظ عليه فيها من كان الحار اليابس أغلب .


عليه فيتأدى بسرعة إلى الدق والغبّ ثم الحار الذي الرطب أغلب عليه فيتأدى بسرعة إلى حُمَى العفونة ثم الذي الحار فيه أكثر ثم الذي اليابس فيه أكثر ومن كان حار المزاج يابسه فإنه إذا عرض له جوع وقارنه سهر أو تعب نفساني أو تعب بدني أسرع إليه حُمى يوم مع قشعريرة ما فإن لم يتدارك ويطعم فيالحال أسرع إليه حمّى العفونة .
العلامات : أما العلامات الخاصية بحميات اليوم المميزة لها عن الحميات الأخرى فنقول : من خواصها أنها لا تكون من الأسباب المتقادمة ولا تبتدئ بتضاغط وهو أنها لا تبتدئ في أكثر الأمر بنافض وبرد أطراف وغؤر حرارة وميل إلى الكسل والنوم وغؤر نبض واختلافه وصغره بل ربما عرض في ابتدائها شبيه بالبرد أو قشعريرة ونخس بسبب بخار كيموس رديء وتزول بسرعة .
وقد يعرض في الندرة نافض لكثرة الأبخرة المؤذية للعضل بنخسها كثرة مفرطة ويكون اشتعاله غير لاذع قشف بل طيباً كحرارة بدن المتعب والسكران .
وإذا كان البول في اليوم الأول نضيجاً والنبض حسناً فاحكم أنه حُمًى يوم وذلك لأنَّ البول لا يتغير فيه من حيث هي حُمَى يوم ويكون فعله نضيجاً غير مائل إلى لون خلط وربما كانت غمامة متعلقة وربما كانت طافية حسنة اللون فإذا اتفق أن لا يعتدل لونه فإن قوامه يكون وإن لم يكن هناك حُمَى مما سنذكر في التعبية ونحوها والنبض يكون إلى توتر وقوة وعظم إلا فيما يكون عن الانفعالات المضعفة وإلا أن يكون في فم المعدة خلط يلذع أو برد أو سبب آخر مما يصغر النبض عن الحُمى وقلّما يختلف .
فإن اختلف كان له نظام فإن خالف في ذلك فلسبب آخر تقدم الحمّي أو قارنها مثل التعب الشديد أو اللاذع الشديد في الأحشاء ونحو ذلك .


وقد يعرض أن يصلب لبرد شديد مكثف مبرِّد أو حرارة شمس شديدة مجففة أو لتعب شديد مجفف أو جوع أو سهر أو غمّ أو استفراغ وقد يسرع فيه الانبساط ويبطؤ الانقباض ولا يسرع أكثر من الطبيعي إلا في الندرة وسرعة قليلة لأن الحاجة إلى الترويح فيه أشدّ من الحاجة إلى إخراج البخار الفاسد فإن البخار فيها ليس فاسداً بقياسه إلى المعتدل بل سخيفاً بقياسه إليه .
وإذا أشكل علي .
النبض وانقباضه فتعرف من التنفس والنبض يعود بعد إقلاعها إلى العادة الطبيعية له في ذلك البدن وهذه علامة جيدة واعلم بالجملة أنه كلما كان البول والنبض جيداً دل على أن الحمّى يومية وإذا لم يكن لم يجب أن لا تكون يومية فإنه كثيراً ما يكون فيها البول منصبغإً والنبض مختلفاً وضعيفاً وصغيراً .
ومما يدلّ على أنها حمّى يوم أن يكون ابتداؤها هيّناً ليّناً ويكون تزيّدها لا يزيد على ساعتين ولا يصحب منتهاها أعراض شديدة وحمّى العفونة بالضدّ وأن لا يعرض فيها الأعراض الصعبة ولا سورة حرارة شديدة ويقلّ معها الأوجاع فإذا كان معها صداع أو وجع لم يكن ثابتاً لازماً بعد إقلاعها وهذا يدلّ على أنها يومية وأكثر إقلاعها يكون بعرق وبنداوة وتشبه العرق الطبيعي ليس الخلطي وليس بشديد الإفراط في الكمية بل قريب من العرق الطبيعي في قدره كما هو قريب منه في كيفيته .
فإن رأيت عَرَقاً كثيراً فالحُمى غير يومية ومما يجرّب به حُمّى يوم أن يدخل صاحبها الحمّام فإذا أحدث فيه المكث كالقشعريرة الغير المعتادة علم أن الحمّى حمّى عفونة وأخرج صاحبها من الحمّام في الحال وإن لم يغير من حاله شيئاً فهي حمّى يوم .
علامات انتقال حمّى يوم : حمّى يوم إذا كانت تقتضي أن يغذّى صاحبها فأخطأ الطبيب عليه فلم يغذه انتقلت في الأبدان المرارية إلى الدق والمحرقة وفي الأبدان اللحمية إلى سونوخس التي بلا عفونة .


وربما انتقلت إلى التي بالعفونة وكذلك إذا كانت تحتاج إلى معونة في تفتيح المسام وتخلخل الجسم فلم يفعل اشتعلت في الأخلاط المحتبسة في البدن اشتعال ما يسخّن بقوة وما يعفن .
دليل ذلك أن ينحط من غير عَرَق أو نداوة أو مع عَرَق من غير نقاء بالعَرَق ويكون الانحطاط متطاولاَ متعشراً من غير نقاء النبض بل يبقى في النبض شيء ويبقى الصداع إن كان وهذا كله يدل على انتقالها إلى حمى عفونة الخلط أو الدق وإن كانت الأسباب شديدة وطال لبثها انتقلت إلى الدقية فإن انتقلت إلى الدق رأيت مِجس الشريان حاراً جداً ورأيت الحمّى متشابهة في الأعضاء كلها تزداد على الامتلاء .
وعند أخذ الطعام حاراً ورأيت النبض حافظاً للإستواء مع صلابة وصغر ورأيت سائر ما نقوله من علامات الدق وإذا انتقلت إلى جنس من حميات الدم يسمى : سونوخس غير عفنية رأيت الامتلاء وازدياد الحرارة وانتفخ الوجه وإذا انتقلت إلى حميات العفونة ظهر الاقشعرار واختلف النبض وصغر وظهر التضاغط وكانت الحرارة لاذعة يابسة واشتدت الأعراض .
وأما البول فربما بقي فيه نضج من القديم وفي الأكثر لا يظهر نضج .
فصل في معالجات حمّى يوم بضرب كلي جميع أصحاب الحميات اليومية يجب أن يورد على أبدانهم ما يغذو غذاء جيداً مع سرعة الهضم لأن المحموم عليل والعليل مؤف لكن بعضهم يرخص له في الترفّه فيه كصاحب التعبي والغمي والجوعي والذين في أبدانهم مرار كثيرة ومن يشكو قشعريرة في الابتداء ويعلل بلقم طعام مغموس في ماء أو في شراب ليكون أنفذ وهؤلاء يغذون ولو في ابتداء الحمّى وبعضهم يمنع الترفه فيه ويشار عليه بالتلطيف مثل : السدي والاستحصافي والورمي والأولى أن يؤخر التغذية إلى الانحطاط خلا من استثنيناه والماء البارد يجب أن لا يمنع في أول الأمر لأن القوة قوية فلا يخاف ضعفها وهو أفضل علاج في التبريد لكن إن كان هناك ضعف في الأحشاء أو كانت الحمى قد امتدت أو كانت سدية فالأولى أن لا يكثر منه .


والحمام يكثر المشورة به عليهم عند انقضاء نوبتهم في حمّيات اليوم لأغراض منها الترطيب ومنها التعريق وخلخلة المسام ومنها التبريد في ثاني الحال ويمنع حيث يخاف وقوع العفونة .
وإنما ينبغي أن يجنب الحمام صاحب السدد منها فربما ثوّر الحمام مرضاً عفونياً وكذلك التخمي إلا في آخر الأمر .
وعند اتساع المسام وانحدار التخمة فهنالك أيضاً يجب أن يحمّم وصاحب الزكام لا يحمم إلا أن يكون احتراقياً وجميع أصحاب حمّيات اليوم يجب أن لا يطيلوا اللبث في هواء الحمام بل في مائه ما أحبوا إلا صاحب الاستحصاف والتكاثف فله أن يطيل اللبث في هواء الحمام حتى يعرق وأما التمريخ فإذا كان صباً وطلاء فقط سدد المسام وأخر كل حمى يوم كائنة عن سدة ظاهرة أو باطنة فإن قدم صاحبها الدلك فتحها ثم إن صادف رطوبة كثيرة حللها وإن صادف رطوبة قليلة جفّف البدن وأما الاستفراغ فلا يحتاج إليه منهم إلا صاحب السدد الامتلائي فصل في أصناف حمى يوم حُميات اليوم منها ما ينسب إلى أحوال نفسانية ومنها ما ينسب إلى أحوال بدنية ومنها ما ينسب إلى أمور تطرأ من خارج والمنسوبة إلى الأحوال النفسانية منها الغمية والهمية والفكرية والغضبية والسهرية والنومية والفرحية والفزعية والتعبية والمنسوبة إلى الأحوال البدنية منها ما ينسب إلى أمور هي أفعال وحركات وأضدادها ومنها ما ينسب إلى غير أفعال وحركات وأضدادها .
والمنسوبة إلى أمور هي حركات وأضدادها هي التعبية والراحية والاستفراغية ومنها حُمى يوم وجعية وحمى يوم غشيية ومنها الجوعية ومنها العطشية والمنسوبة إلى غير الأفعال منها السددية ومنها التخمية ومنها الورمية ومنها القشفية وأما المنسوبة إلى أمور تطرأ من خارج فمثل الاحتراقية احتراق الشمس ومثل البردية والاستحصافية والاغتسالية فلنذكر واحداً واحداً منها بعلاجه .


فصل في حمى غمية قد يعرض من حركة الروح إلى داخل واحتقانها فيه لفرط الغم حمّى روحية علاماتها نارية البول وحدته حتى إن صاحبه يحس بحدته بسبب غلبة اليبس وتكون حركة العين إلى غموض وتكون العين غائرة للتحلل مع سكون وفتور ويكون الوجه إلى الصفرة لغؤر الحرارة والنبض إلى صغر وضعف وربما مال إلى صلابة .
علاجاتها : يجب أن يكثر دخول الآبزن ويجعل أكثر قصده في الاستحمام ماء الحمّام دون هوائه ويكثر التمريخ بعد ذلك فإن الدهن أنفع له من الحمام ويشتغل بالمفرِّجات والعطر البارد وليوضع على صدره أطلية مبرِّدة من اللعابات والعصارات والمياه الطيبة وليسقوا شراباً كثير المزاج فإنه نِعم الدواء لهم .
فصل في حمَى يوم همّية قد يعرض من كثرة الاهتمام بشيء مطلوب حركة عنيفة للروح مسخّنة موقعة في حُمى .
علاماتها تشبه علامة الغمّية إلاَ أن حركة العين مع غؤرها للتحلّل تكون نحو الخارج ولا يكون النبض خاملاً منخفضاً بل يكون فيه مع ضعف إن كان به شهوق ما وعلاجها نحو علاج الغمية .
فصل في حُّمَى يوم فكريّة قد يعرض من كثرة الفكرة في الأمور حمّى تشبه الهمّية والغمّية إلا أن حركة العين تكون معتدلة لا إلى غموض ولا إلى خروج وتكون مائلة إلى الغؤر ويكون النبض مختلفاً في الشهوق والغموض وأكثر ما يكون يكون معتدلاً ويكون الوجه إلى الصفرة وعلاجها علاج الهمّية .
فصل في حمى يوم غضبية قد يعرض لفرط حركة الروح إلى خارج في حال الغضب سخونة مفرطة ويتشبث بالروح حمى .
العلامة احمرار الوجه إلا أن يخالطه فزع فيصفر وانتفاخ الوجه شبيه بما ينتفخ في " الرقبة " وتكون العينان محمرتين جاحظتين لشدة حركة الروح إلى خارج وربما عرض لبعضهم رعدة بحركة خلطٍ أو لضعف طباع ويكون الماء أحمر حاداً يحس بحدته وله أدنى بصيص ويكون النبض ضخماً ممتلئاً شاهقاً متواتراً .


المعالجات : هو تسكينهم وشغلهم بالمفرحات من الحكايات والسماع الطيب واللعب والمناظر العجيبة وإدخالهم الحمام في ماء فاتر غير كثير الحرارة وتمرخهم تمريخاً كثيراً بدهن كثير فذلك أوفق لهم من الماء الحار وتغذيتهم بما يبرد ويرطب ومنعهم الشراب أصلاً فلا سبيل لهم إليه .
فصل في حمى يوم سهرية قد يعرض أيضاً من السهر حمى يوم وعلاماتها تقدم السهر وثقل الأجفان فلا يكاد يفتحها وغؤور العين للتحلل وتهيج الجفن لفساد الغذاء ولكثرة البخار وكدورة البول لعدم الهضم وضعف النبض وصفرة الوجه لسوء الهضم وانتفاخه للتهيج وسوء الهضم لكنه ليس مع حمرة كما للغضبية .
العلاج : علاجها التوديع والتسكين والتنويم وتنطيل الرأس بما يبرد ويرطب والحمام الرطب والأغذية الجيدة الكيموس والمروخات المرطبة والشراب من أنفع الأشياء لهم يسقونه بلا توق إلا أن يكون صداع .
فصل في حمي يوم نومية وراحية إن الروح قد يتحلل عنها بخارات حارة باليقظة والحركة فإذا طال النوم والراحة لم يتحلل وعرض منها تسخن الروح وحماه .
العلامة : يدل عليها سبوق النوم والراحة الكثيرة وخصوصاً ما لم يكن في العادة ووقع خلاف العادة ويدل عليه امتلاء بخاري من النبض .
العلاج : علاجه التعريق في هواء الحمام والاغتسال المعتدل بالماء الحار وقلة الغذاء وإمالته إلى ما يبرد ويرطب والرياضة المعتدلة ولا يجب أن يشربوا .
فصل في حمى يوم فرحية قد يعرض من الفرح المفرط الحمى مثل ما يعرض من الغضب وعلاماتها قريبة من علامات الغضبية إلا أن العين تكون سخنتها سخنة الفرحان غير سخنة الغضبان ويكون التواتر في النبض أقل .
العلاج : - علاجها قريب من علاج الغضبية وقد فرغنا من بيان ذلك .
فصل في حمى يوم فزعيًة قد يعرض من الفزع حمى يوم على سبيل ما يعرض من الغمّ فإن نسبة الفزع إلى الغم نسبة الغضب إلى الفرح من جهة أن حركة الفزع إلى داخل والغضب إلى خارج ويكون دفعة والآخران بتدريج .


العلامة : قريبة من علامة الغمية إلا أن الاختلاف في النبض أشد وسخنة العين سخنة مرعوب .
يقرب علاجها من علاج الغميّة ويجب أن يؤمن الخوف ويؤتى بالبشائر والشراب نافع له .
فصل في حمّى يوم تعبيّة إن التعب قد يبالغ في تسخين الروح حتى تصير حمّى ضارة بالأفعال وأكثر مضرته وحمله هو على الحيوانية والنفسانية .
العلامات : علامات التعبيّة تقدم التعب وزيادة سخونة المفاصل على غيرها ومسّ إعياء ويبس في البدن وربما عرض في آخرها نداوة إن كان التعب معتدلاً ولم يكن فيه حرّ مجفف أو برد مانع للعرق وإن كان التعب مفرطاً قل التَنَدِّي والتعرُّق وربما تبعه سعال يابس بمشاركة الرئة ويكون نبضه صغيراً ضعيفاً وربما مال إلى صلابة والبول أصفر حاداً حاراً بسبب الحركة رقيقاً بسبب التحلل .
العلاج : علاجهم الراحة أو الاستحمام والإبزن والتمريخ بعده خصوصاً على المفاصل والتناول من الطعام الحسن الكيموس المرطّب مقدار ما يهضمونه من جنس لحوم الفراريج والجداء والسمك الرضراضي ولأن قوتهم ضعيفة فلا يجب أن يتوقعوا أن يهضموا ما يهضمونه في حال الصحة بل دونه ولذلك إن اغتذوا بما يغذو قليله كثيراً مثل ما ذكرناه ومثل صفرة البيض النيمبرشت وخصي الديوك كان جيداً وزعم بعضهم أن صاحب الإعياء يجب أن يلطف تدبيره أكثر من غيره وليس ذلك صواب ويجب أن يتناولوا من الفواكه الرطبة ويشربوا الشراب الكثير المزاج إن كانوا معتادين والجلاّب ونحوه .
وإن لم يكونوا معتادين ويجب أن يكون تمريخهم أكثر من تمريخ غيرهم بالدهن ليرطب أعضاءهم ومفاصلهم المجففة وأيضاً ليرخّي ما لحقها من التمدّد ودهن البنفسج من أفضل الأدهان لهم ويحب أن يعمّ تمريخه البدن وخصوصاً الرأس والعنق وخرز الصلب والمفاصل كلها وخصوصاً بعد الاستحمام ويجب أن يوطأ مفرشهم ويعطر ثيابهم ومجلسهم وإن احتاج إلى معاودة الحمّام لبقية ما عاودوا جميع ما رسم في بابه .


فصل في حمى يوم استفراغية أنه قد يعرض من اضطراب الأخلاط عند الإسهال حركة للروح مفرطة تشعل فيها حمى وأكثره الإعياء الذي يتبعه وقد يفعله بالأدوية المسهلة بما يسخن وقد يتبع الفصد بما يزيل من رطوبة الأبخرة ودمويتها إلى صيرورتها دخانية مرارية .
العلاج : يجب أن يتلطف في حبس الطبيعة بما هو معلوم في أبوابه وأن يغذى العليل بما يقوي أكثر مقدار ما يهضم بما يبرد ويرطب وقد جعل فيه قوابض ويجعل على المعدة الضمادات والنطولات المقومة مسخنة غير مفترة فإن كل فاتر يرخّي ويحلل القوة ومن هذه
الجملة صوفة مغموسة في دهن الناردين أو دهن أبرد منه مطيب ويعصر حتى يفارقه أثر الدهن ويجعل على القلب والكبد ما يبرد .
فصل في حمى يوم وجعية إن الوجع قد يسخن الروح حتى تشتعل حمى .
علاماتها : الوجع في الرأس والعين أو الأذن أو السن المفاصل أو الأطراف والقولنج والبواسير أو غير ذلك من أوجاع الدماميل .
العلاج : تدبير الوجع بما يجب في بابه ثم يعالج بعلاج التعبية وإن خيف من سقي الشراب حركة من الوجع لم يسق .
فصل في حمى يوم غشيية قد تعرض لمن يُغشى عليه لاضطراب حركات الروح سخونة تنقلب حمى وربما بقيت منها العلامة : مقاربة الغشي وسقوط القوة من غير علامات الحمّيات الأخرى الخارجة عن حمّيات اليوم ويكون النبض فيها مختلف الأحوال فتارة تسقط وتبطل حين ما يغلب البرد وتارة تسرع وتظهر عند استيلاء الحرارة وتشبه نبض أصحاب الذبول المخشف في صلابته مع دورية .
العلاج : علاجها علاج الغشي وإطعام أغذية سريعة الهضم حسنة الكيموس مما علمت وإن احتجت أن تسقيه شراباً فعلت ولم تبال من الحمى فإذا تخلص من الغشي وبقيت الحمى الشبيهة بالذبولية عولج بما هو القانون من التبريد والترطيب .
فصل في حمّى يوم جوعية قد تحتد البخارات في البدن إذا لم يجد الغذاء فتولد الحمى ويكون نبضه ضعيفاً صغيراً وربما مال إلى صلابة .


العلاج : الإطعام أما في الحمى فمثل حسو متخذ من كشك الشعير مع البقول وبعده الأغذية الجيدة المقوّية ويحمّم ويصبّ على رأسه ماء فاتر كثير ويجلس فيه ويرطب بدنه بمثل دهن البنفسج فصل في حمى يوم عطشية هذه قريبة من الجوعية وهي أولى بأن يحدث لفقدان ما تسكن به من الماء حرارة قوية في الأبخرة .
العلاج : سقي الماء البارد ومياه الفواكه الباردة وخصوصاً ماء الرمان وترطيب البدن بالإبزن فإن أمكنه الاستحمام بالماء البارد فعل .
فصل في حمى يوم سددية السدد قد تكون في مسام الجلد لقشفه وقفة اغتساله وكثرة اغبرار ولبرد ولاغتسال بمياه مقبضة ولإحراق شمس وقد يكون في ليف العروق وسواقيها وفوّهاتها ومجاريها وإذا قل حمى يوم سددية فإنما يشار إلى هذا الصنف فإنه يعرض أن يقلل التحلل ويكثر الامتلاء والاحتقان ويعدم التنفّس ويجتمع بخار كثير حار لا يتحلّل فيحدث حرارة مفرطة .
فما دام اشتعالها في أضعف الأجرام وهو الروح كان حمّى يوم فإن اشتعلت في الدم كان الضرب المشهور من سونوخس وسنذكره وهو الذي يكون من جملة حميات الأخلاط ليس للعفونة بل للاشتعال والغليان والسخونة .
فإن أدى ذلك إلى عفونة توجبها السدّة وعدم التنفس انتقل إلى حمّيات العفونة ومثل هذه السلّة إما أن يكون من كثرة الأخلاط والدم وإما من غلظها وإما من لزوجتها وإما لوقوع شيء من أسباب السدّة في الآلة لا في المجرى مثل : برد يقبض أو ورم يضغط أو نبات شيء أو غير ذلك مما عليك أن تتذكّره .


وهذه الحمّى من بين حمّيات اليوم قلّما تنتقل إلى الدِّق لأن البدن فيها كثير المادة وهذه الحمى أيضاً يكون فيها عطش والتهاب ولزوم حرارة وقارورة متوسطة بين الناريّة والقُتمة وهذه الحمّى صعبة التفرق قريبة الشبه من حميات الأخلاط وهذه الحمى قد تبقى إلى الثالث فما بعده إن كانت السدة كثيرة قوية وليست بتكاثفية واستحصافية من خارج وإن كانت قليلة أسرع إقلاعها إن لم يقع خطأ وهذه الحمّى من بين حميات اليوم قد تتعرض وتعاود لثبات السدّة التي هي العلة فيكون كأن لها نوائب وهذه الحمّى كثيراً ما تنتقل إلى البرد والاقشعرار فيدلّ على أنها قد صارت عفونية والسدية إذا أحدثت وجعاً بعد الفصد في جانب البدن الأيسر لم يكن بدّ من إعادة الفصد لا سيما إذا سكنت الحمى ودام الوجع .
العلامات : إذا عرض حمّى يوم لا عن سبب بادٍ وكانت طويلة الانحطاط فأحدس أنها سدديّة وخصوصاً إذا انحطت بلا استفراغ نداوة ويؤكد حدسك علامات الامتلاء .
وفي الأبدان الكثيرة الدم والمولّدة له أو غليظة الأخلاط لزجتها ويفرق بينها أما إن كانت السدد فيه بسبب غلظ الأخلاط ولزوجتها دلت عليه العلامات المعلومة لهما ولم يكن هناك انتفاخ من البدن وتمدد وحمرة وبالجملة علامات الكثرة وما كان السبب فيه الامتلاء كانت علامات الامتلاء من حمرة الوجه ودرور العروق والانتفاخ والتمدد وغير ذلك ظاهرة في البدن وإن أفرطت السدد كان النبض صغيراً وإن لم يفرط لم يجب أن يصغر النبض .
العلاج : إن كان السبب كثرة الأخلاط والامتلاء فيجب أن تبادر إلى الفصد والاستفراغ وإن لم يفصد ولم يحم بعد فهو خير وإذا حم فالتوقف أوفق إلا أن تكون ضرورة فإن الفصد قد يجري الأخلاط ويخلط بينها فإن لم يكن بد فلا يجب أن تؤخر الفصد والاستفراغ ثم يشتغل بما يفتح السدد وينقي المجاري ولا تبادر قبل الاستفراغ إلى التفتيح وتنقية المجاري فإن ذلك ربما صار سبباً لانجذاب الأخلاط دفعة إلى بعض المجاري واللجوج .


فيها وذلك مما فيه أخطار كثيرة وربما زادت في السدد إن كانت غليظة وخاصة إن كانت المنافذ في خلقتها ضيقة .
على أنَ الفصد أيضاً والاستفراغ قد يُخرج الفضول الدخانية الفاعلة وباحتقانها هذه الحمّى وإن لم تحس بكثرة الأخلاط بل أحسست بالسدد وأنها حادثة عن غلظها ولزوجتها فربما لم تحتج إلى فضل .
فصد واستفراغ بل احتجت إلى التفتيح .
والتفتيح هو بالجوالي من الأغذية والأدوية ولما كانت العلة حمى فليس يمكن أن يرجع في التفتيح إلى الجوالي الحارة بل ما بين السكنجبين الساذج إلى السكنجبين البزوري ومن ماء الهندبا إلى ماء الرازيانج والغذاء مما فيه غسل وليس فيه لزوجة مثل : كشك الشعير والسكر مع أنه قريب من الغذاء ففيه تفتيح وجلاء فلا بأس بأن يخلط بكشك الشعير .
ثم يجب أن تنظر إذا استفرغت إن وجب استفراغه وفتحت بمثل ما ذكرناه هل نقصت الحمى ووهنت وهل إن كانت قد تنوب ضعفت نوبتها الثانية عن الأولى ونظرت إلى البول فوجدته ليس عديم النضج وفي النبض فوجدته لا يدلّ على عفونة استمررت على هذا التدبير وأدخلت العليل في اليوم الثالث بعد النوبة في الحمّام وقت تراخي النوبة المنتظرة إن كانت إلى خمس ساعات ومرخته ودلكته بأشياء فيها جلاء معتدل مثل ما بين دقيق الباقلا إلى دقيق الكرسنة ودقيق أصل السوسن والزراوند المعجون بشيء من العسل والماء .
وإن جسرت على أقوى من ذلك فرغوة البورق وإن حدس أن الحمّام يغير من طبعه شيئاً ويحدث كقشعريرة لم يلبث فيه طرفة عين فإن هذه السدة ليست من جنس ما يفتحها الحمام فإذا خرج من الحمّام فلا يجب أن يقرب طعاماً ولا شراباً إلا بعد أمن من النوبة .


فإن أوجب الحال أن يطعم شيئاً ولم يضر سقي ما فيه تفتيح مثل : ماء الشعير الرقيق الكثير الماء القليل الشعير الكثير الطبخ مطبوخاً مع كرفس فإن لم تعاوده النوبة فحمّمه ثانياً إن اشتهى ذلك واغذه وإن نابت ناقصة من النوبة الأولى وكان البول جيداً فثق بصحة العلاج وقلّة السدد وعالجه بعد إقلاعها بمثل ما عالجت واغذه وإن جاءت التوبة كما كانت أو أقوى من ذلك والبول ليس كما يجب فالعلة إلى العفن والعلاج علاج العفن حسبما تعلم ذلك .
فصل في حمى يومٍ تخمية امتلائية قد يحدث من التخم أبخرة رديئة تشتعل حرارة وتلتهب الروح حتى وخصوصاً في الأبدان المرارية والتي ليست بواسعة المسام فإن أكثر فضولها يبخر أبخرة دخانية ويقل فيها الجشاء الحامض وأقل الناس استعداداً لها هم الذين يأخذون بعد التخمة في الرياضة والحركة والتشمس والاستحمام بعدما عرض لهم من هذا فتكثر فيهم البخارات الدخانية وخصوصاً إذا كان بأبدانهم وجع ولذع وخصوصاً في أحشائهم .
وأما عن مادة الجشاء الحامض فقلما تتفق أن تتولد حمى وإن تولدت كانت ضعيفة بل لن تتولد ويظن المتولد مع الجشاء الحامض أنه لسبب غير التخمة وهؤلاء إذا انطلقت طبائعهم انتفعوا جداً وزالت حُماهم لانتقاص العضل الدخاني .
ويختلف علاج من تحتبس طبيعته منهم ومن تستطلق ومن حُم من تخمة ولانت طبيعته مجلسين ثلاثة ثم افتصد قوي عليه الإسهال وربما صار كبدياً يحد عليه الخفقان وسواد اللسان ويشبه أعراض حمى الامتلاء اليومية أعراض الحمى المطبقة فيحمر العينان والوجه جداً ويكون التهاب شديد ويعظم النبض ويسرع وتحمر القارورة ثم أكثر ما تبقى ثلاثة أيام .
واعلم أن حمى التخمية قد تأتي بأدوار أربعة أو سبعة ومع ذلك تكون حُمى يوم ولكن نبضه يكون صحيحاً .
العلامات : علاماته تغير الجشاء إلى حموضة أو دخانية فإذا تغير الجشاء إلى الصحة آذن بالبرد وبول هؤلاء عديم النضج مائي وإذا سبب التخمة سهراً كان في وجوههم تهيج .


وفي أجفانهم ثقل .
العلاج : صاحب هذه التخمة لا يخلو إما أن تكون طبيعته غير منطلقه وإما أن تكون طبيعته منطلقة فإن كانت طبيعته غير منطلقة فبالحري أن يطلقها وإن كان شيء من الطعام والثقل باقياً في المعدة فيجب أن يقيئه ثم يطلقه وينظر أين يجد الثقل فيعرف هل الأصوب استفراغها بالحقن والحمولات أو بأشياء تشرب من فوق ليسهل أو ليحط أو ليهضم ويدل على الصواب من جميع ذلك حال الجشاء فربما احتجت إن كان الطعام واقفاً من فوق ويتعذر القيء أن لا يلتفت إلى الحمى ويستعمل الفلافلي ليحدر ويحط مع الهضم أو يستعمل ما هو أضعف منه ويستعمل النطولات والأضمدة الهاضمة المعروفة في باب الهضم والمطلقة المعروفة في باب الإطلاق .
فإذا انحدر فإما أن يخرج بنفسه وإما أن يعان بحمول ويجاع عليه حتى لا يبقى شبهه في بطلان التخمة ثم يتناول الغذاء الخفيف السريع الهضم الجيد الكيموس والفزع إلى النوم والجوع مما يكفي المؤنة في الخفيف من الامتلائي .
فإن كانت الطبيعة منطلقة نظرت هل الشيء الذي يستفرغ هو الشيء الذي فسد فإن كان ذلك فلا يحبس حتى يستفرغه عن آخره وانتظر انحطاط النوبة وأدخله حينئذ الحمّام وغذه إلا أن يكون هناك إفراط " يجحف " بالقوة فلا تدخله الحمام بل غذه وقو معدته بالأشياء التي تعلمها ورسم لك بعضها في باب الإسهالية .
ومن ذلك صوف مغموس في زيت فيه قوة الافسنتين أو في دهن ناردين بعد أن يكون قد عصر وفارَقهُ جلّ الدهن وإن دام الانطلاق ووجدت ما يخرج من غير جنس ما فسد استعملت دهن السفرجل الفاتر الطري على هذه الصفة ودهن المصطكي وليس أيضاً في دهن الناردين مضادة له وربما استعملناها قيروطيات وخصوصاً إذا لم يحتمل الحال شدها على بطونهم .


وربما احتجنا إلى أضمدة أقوى من هذا عن الأضمدة المذكورة في الهيضة وتسقيه مياه الفواكه إن نشط لها وتغذوه بما يخفّ غذاؤه ويسهل هضمه كخصي الديوك والسمك الرضراضي ويقدم عليه شيء من الفواكه والعصارات والربوب القابضة .
وإن انقطعت شهوته حركتها بما علمت وخصوصاً بالسفرجليات وإذا فرغت لم يكن بأس بأن يستعمل عليه جوارشناً قوياً مما يهضم ويقوي المعدة ويفتح السدد وذلك بعد زوال الحمى والأعراض والفصد سبيله أن لا يستعمل فيه حتى ينحط فيستعمل وأولى ما يسقاه ماء الشعير والغذاء مثل حصرميّة بقرع ولوز قليل ويبرد مضجعه ومشمومه وأقراص الكافور لا يجعل فيها ريوند فيضلك تسويده اللسان فتظن أن السواد عن حرارة في عروق اللسان كما يكون في أصحاب البرسام والأمراض الحادّة .
فصل في حمّى يوم ورمية الحميات التابعة للأورام الباطنة تكون عفونية وربما صحبها دِق وليست من عدد حميات اليوم وأما الأورام الظاهرة كالدماميل والخراجات التي تقع في الأعضاء الغددية وفي اللحوم التي تسمى رخوة مثل التي تقع في الأربية عن فضول الكبد والإبط عن فضول القلب وتحت الأذن عن فضول الدماغ فإنها قد تتبعها حمّيات ولا يخلو إما أن يكون الذي يتأدى منها إلى القلب حتى يحمّيه سخونة وحدها أو مع عفونة فإن كانت سخونة وحدها فهي من جنس حميات اليوم وإن كانت سخونة مع عفونة فهي من جنس حمّيات الأورام الباطنة .
وأكثر ما يعرض من هذه الحمّيات تابعة لأورام تتبع أسباباً بادية من قروح وجرب وأوجاع وضربات وسقطات تندفع إليها المواد فتحتبس في طريقها عند اللحوم الرخوة فهي من جنس حمى يوم وأكثر ما يعرض من هذه الحميات تابعة لأورام أسبابها متقادمة مثل : امتلاءات وسدد سلفت فهي عفونية وأكثر ما تكون الحمّيات التابعة لها يومية .


إذا كانت الحميات تابعة والأورام أصولاً وأكثر ما تكون عفونية إذا كانت الحميات أصولاً والأورام تابعة على أنه قد يكون بالخلاف " وبقراط " يسمي هذه الحميات خبيثة ما كان منها يومية وغير يومية وأكثر هذه تتبع الأورام الدموية وقد تعرض تبعاً للحمرة ونحوها .
العلامات : علاماتها ما ذكرنا من تقدّم الأورام عليها وأن يكون الوجه أحمر منتفخاً زائداً فيهما على حال الصحة ولا تكون شديدة لذع الحرارة وإن كانت كثيرتها لأنَ أمثال هذه الأورام دموية اللهم إلا أن حميات تتبع الحمرة وهذه الحمّيات تتعقبها نداوة تنثر عن البدن ويكون النبض فيها عظيماً سريعاً متواتراً للامتلاء والحرارة ويكون البول مائياً أبيض لميلان المواد إلى الأورام والقروح .
يجب أن يتقدم فيها بالفصد والإسهال ويداوى الورم بما يجب في بابه ويلطف التدبير ولا يشرب الشراب البتة ولا يغذى إلا بعد الانحطاط التام ولا بد له من المطفّئات المبرًدة المرطبة والأضمدة المبردة بالثلج على العضو العليل الوارم حيث لا يضر بالورم ولا يفجعه بل يبرد الطرق بينه وبين القلب تبريداً ينفذ في القعر .
فصل في حمى يوم قشفية هذه الحمى أيضاً تتبع عدم التحلل لسدد غير غائصة وكثير من الناس إذا تركوا عادتهم من الحمّام حموا وأكثرهم الذين يتولد في أبدانهم البخار المراري لمزاج أبدانهم أو أغذيتهم ومياههم الرديئة ولأحوالهم العارضة من السهر والتعب .
علاجها : التنظيف واستعمال الحمام والتعرق فيه بعد الانحطاط والتدلّك بمثل النخالة ودقيق الباقلى واللوز المرٌ وبزر البطيخ وشيء من الأشنان والبورق ويجعل غذاؤه مطفئاً مرطباً وشرابه كثير المزاج ويعاود الحمام مرارا .


فصل في حمى يوم حرية قد يعرض من حرارة الهواء ومن حرارة الحمام ونحوه حمى وأكثر ذلك إنما يعرض من شدة حر الشمس ويكون أول تعلّقها بالروح النفساني إذا كان أول ما يتأذى به الرأس فيسخن هواؤه فيتأدى - إلى القلب فيصير حمى ثم ينتشر في البدن وقد يكون أول .
تعلقها بالقلب لحرارة النسيم وحين يصان الرأس عن الحر لكن أكثر ما تقع الشمسية تؤثر في الدماغ والرأس ولذلك إن لم يكن نقياً امتلأ رأسه وغير الشمسية من الغضبية والحمّامية وغيرها يؤثر في القلب .
العلامات : العلامة السبب الواقع وشدة التهاب الرأس في القسم الشمسي الدماغي وربما كان مع ثقل وامتلاء إن لم يكن البدن نقياً وعظم النفس في القسم القلبي ويكون ظاهر البدن شديد السخونة أسخن من داخله ومما يعرف به ذلك أن عطشه يكون قليلاً أقل من عطش من حرارته تلك الحرارة وهي في هذه
الجملة بخلاف الاستحصافية .
العلاج : يحتاج أن يبدأ من علاجه بما يبرد من النطولات على الرأس والصدر ومن الأدهان الباردة وخصوصاً دهن الورد مبرداً على الثلج يُصب على الرأس والصدر من موضع بعيد ويسقى الماء البارد وما يجري مجراه لا يزال يفعل ذلك إلى أن تنحط الحمّى فإذا فارقت أدخل الحمّام ولا تبال من تنزله إن كانت به وحَمِّمْهُ بالماء الفاتر ولا تدع هواءه يسخِّنه ولا تخف من صبّ الماء الحار على رأسه فإنه يرطب ويحلّل الحمّى وحاجته إلى الاستحمام أكثر من حاجته إلى التمريخ فإذا خرج فعرِّق رأسه في الأدهان الباردة مثل دهن الورد والنيلوفر .
فصل في حمى يوم استحصافية من البرد إنه قد يعرض من البرد والاستحمام بالمياه الباردة القابضة أن تكثف المسام الظاهرة ويحتقن البخار الدخاني على ما قيل في القشفية فتحدث الحمى وكثيراً ما يؤدي إلى العفونة وإنما يؤدي ذلك إلى الحمّى إذا كان البخار المحتقن حاداً ليس بعذب فإن العذب لا يولّدها .


العلامات : السبب وأن يكون البدن فيها أول ما يلمس غير شديد الحرارة فإذا لبثت اليد أحست بحرارة ترتفع ولا يكون النبض في صغر الغمّية والهمية والجوعيّة لأنه ليس ههنا تحلّل بل يكون سريعاً للحاجة إلا أن يكون البرد شديداً فربما مال إلى الصلابة ولا تكون العين غائرة بل ربما كانت منتفخة بسبب البخار المحتقن والماء قد يكون أبيض لأن الحرارة محتقنة قد يكون منصبغاً لأن الحرارة التي كانت تتحلل من المسام اندفعت إلى طريق البول .
العلاج : يدثرون في الحمّى حتى يعرقوا فإذا انحطت يدخلون الحمام ويستحمون بماء إلى الحرارة وبالهواء الحار وينطلون على أنفسهم مياهاً طبخ فيها مثل المرزنجوش والشبث والنمَام ويدلكون بما ذكرنا مما يجلو المسام ويرخيها ويؤخرون التمريخ إلى أن يتعرقوا أو يتدلكوا ويستحموا بالماء الحار جداً ويجب أن يتقدم الاستحمام بالماء .
الاستحمام بالهواء ثم يتمرّخون بأدهان موسعة للمسام ويُصَب على رؤوسهم أيضاً مثل دهن الشبث والخيري والبابونج ويغذون بأغذية خفيفة ويعطرون ويسقون شراباً أبيض رقيقاً أو ممزوجاً وهو خير لهم من الماء لما فيه من التعريق والإدرار والتمريخ بالدهن لأصحاب التعب أنفع منه لأصحاب الاستحصاف .
فصل في حمى يوم استحصافية من المياه القابضة إنه قد يعرض لمن يستحمّ من المياه القابضة مثل ما يغلب عليه قوة الشب أو الزاج أن يشتدّ تكاثف مسامهم الظاهرة فتحتقن أبخرتهم ويعرض لهم ما قلنا مراراً وكثيراً ما يؤدي إلى العفونة .
العلامة : يدل عليها السبب وما يشاهد من قحولة الجلد كأنه مقدد أو مدبوغ وكما يمس جلداً مغموساً في ماء الزاج ويكون الحال في تزيد الحرارة بعد زمان من مس اليد كما في غيره مما يعرض من سدد المسام والنبض يكون أضعف وأصغر وأشدّ سرعة والبول أشد بياضاً ورقة كبول الشاة ولا يكون في أبدانهم ضمور ولا في أعينهم غؤر .


العلاج : يجب أن يعالجوا بقريب من علاج من قبلهم إلا أنهم لا يسقون الشراب إلا بعد ثقة من شدة توسع المسام إلا أن يكون الاستحصاف قليلاً فربما فتحه الشراب ويجب أن يكون تلطيف تدبيرهم أكثر ولبثهم في هواء الحمام واستحماماتهم بالماء الحار أكثر ويجب أن يؤخر تمريخهم أكثر .
فصل في حمى يوم شربية قد يحدث من الشرب حمى يوم وعلاجهم علاج الخمار وربما احتيج إلى إطلاق بماء الفواكه ونحوه وإلى فصد وقيء ويتجنبوا الشراب أسبوعاً وخصوصاً إذا دام صداعهم ويجب أن يدخلوا الحمام بعد الانحطاط .
فصل في حمى يوم غذائية الأغذية الحارة قد تفعل حمى يوم وكما أن الشمسية في أكثر الأمر دماغية وفي روح نفساني والحمّامية قلبية وفي روح حيواني فإن الغذائية كبدية وفي روح طبيعي وعلاجها الإدرار بالمبردات المعروفة .
ولا حاجة بنا أن نكرر ذلك وإطلاق الطبيعة بمثل الشيرخشت والتمر الهندي وإصلاح الكبد أول شيء بمثل ماء الهندبا والبقول والسكنجبين والأضمدة المبرّدة من الصندل والكافور وماء الورد وعصارته وعصارات البقول الباردة مبردة بالفعل والتطفئة بالأغذية الباردة الرطبة .
تم القول في حميات اليوم فلنبدأ الكلام في حمّيات العفونة وتمام القول في الحميات الدموية والصفراوية .
المقالة الثانية حميات العفونة


العفونة تحدث إما بسبب الغذاء الرديء إذا كان متهيئاً لأن يعفن ما يتولد عنه لرداءة جوهره أو لسرعة قبوله للفساد وإن كان جيد الجوهر مثل اللبن أو لأنه مائي الغذاء يسلب الدم متانته مثل ما يتولّد عن الفواكه الرطبة جداً أو لأنه مما لا يستحيل إلى دم جيد بل يبقى خلطاً رديئاً بارداً يأباه الحار الغريزي ويعفنه الغريب مثل ما يتولد عن القثاء والقند والكمثري ونحوه أو رداءة صنعته أو وقته وترتيبه على ما علمت وإما بسبب السدّة المانعة للتنفس والتروّح بسبب مزاج البدن الرديء إذا لم يطق الهضم الجيد وكان أيضاً أقوى مما لا يفعل في الغذاء والخلط شيئاً فيتركه فجاً ومثل هذا المزاج إما أن يولد أخلاطاً رديئة وإما أن يفسد ما يولّده لتقصيره في الهضم ولتحريكه إياه التحريك القاصر وهذه أسباب معينة في تولّد السدد المولّدة للعفونة .
وإما بسبب أحوال خارجة من الأهوية الرديئة كهواء الوباء وهواء البطائح والمستنقعات وقد يجتمع منها عدة أمور وأكثر أسباب العفونة السدّة والسدّة إما لكثرة الخلط أو غلظه أو لزوجته .


وأسباب كثرة الأخلاط وغلظها ولزوجتها معلومة وإيراثها السدٌة معلوم فإذا حدثت السدّة حدثت العفونة لعدم التروح وخاصة إذا كانت معقبة بحركات في غير وقتها على امتلاء وتخمة واستحمامات مثل ذلك أو تشمس أو تناول مسخنات على الامتلاء وترك مراعاة الهضم في المعدة والكبد وتلافي تقصير إن وقع بتسخينهما بالأطلية والكمادات والعفونة قد تكون عامة للبدن كله وقد تكون في عضو لضعفه أو لشدة حرارته الغريبة وحدتها أو وجعه والخلط القابل للعفونة إما صفراء يكون حق ما يتبخر عنها أن يكون دخانياً لطيفاً حاداً وإما دم حق ما يتبخر عنه أن يكون بخارياً لطيفاً وإما بلغم يكون حقٌ ما يتبخر عنه أن يكون بخارياً كثيفاً وأما سوداء حق ما يتبخر عنها أن يكون دخانياً كثيفاً غبارياً وعفونة الصفراء توجب الغب وما يجري مجراها وعفونة الدم توجب المطبقة وعفونة البلغم في أكثر الأمر توجب النائبة كل يوم وما يجري مجراها وعفونة السواء توجب الربع وما يجري مجراها والدم مكانه داخل وأما الصفراء والبلغم والسوداء فقد تعفن داخل العروق وقد تعفن خارج العروق وإذا عفنت خارج العروق ولم يكن سبب آخر ولا كانت العفونة في ورم باطن يمد القلب عفونة متصلة أوجبت الدور الذي ذكرنا لكل واحدة فعرض وأقلع وإن كانت البلغمية لا يقلع إلا وهناك بقية خفية .
وإذا عفنت داخل العروق أوجبت لزوم الحمى ولم تكن مقلعة ولا قريبة من المقلعة بل كانت لازمة دائمة لكن لها اشتدادات تتعرف بها النوبة التي لها .


وإذا كانت العفونة الداخلة مشتملة على العروق كلها أو على أكثر ما يلي القلب منها لم تكد الاشتدادات والنقصانات تظهر وإذا كانت على خلاف ذلك ظهرت التغيرات ظهوراً بيِّناً وإنما كانت العفونة الخارجة تقلع ثم تنوب لأن المادة التي تعفن تأتي عليها العفونة في مدة النوبة فتفني رطوباتها التي بها تتعلق الحرارة وتتحلل وتخرج من البدن لأنها غير محبوسة في العروق فيمنعها ذلك عن تمام التحلل وتبقى رماديتها وأرضيتها التي ليست مظنة للحمى والحرارة كما يرى من حال عفونة الأكداس والمزابل قليلاً قليلاً حتى يترمد الجميع ثم لا يبقى حرارة .
وإذا لم تبق في الخلط المحترق بالعفونة حرارة بطلت الحمّى إلى أن تجتمع مادة أخرى إلى موضع العفونة وقد بقيت فيها بقية حرارة من العفونة الأولى .
وإن لم تبق مادة أو لوجود علة التعفّن من الأول في المادة الأولى فتشتعل في المادة الثانية على سبيل التعفين فأمر العفونة يدور على وجود حرارة مقصرة تعفن وتحلّل وترمّد وتتعدى إلى المجاور حتى تقطع الحد وتفني المادة ولا تجد مجاوراً آخر وتبقى بقية حمى تنتظر مادة أخرق تتحلّب إلى موضعها .
وأما إذا كانت العفونة داخل العروق فقد يعرض أن يكون التحلل التام متعذّراً وأن تدور العفونة لاتصال بعض ما في العروق ببعض فتعفن كل شيء ما يجاورهم تدور المجاور الآخر وأيضاً فإن المحصورة في العروق شديدة المواصلة للقلب وهذه الحميات التي لها نوائب إقلاع وتفتير قد يترك نظامها لاختلاف المواد في الكثرة والقلة والغلظ والرقة ولاختلافها في الجنس بأن ينتقل بعض المواد فيصير من جنس مادة أخرى يخالفها في النوع لا في الكثرة والقلة والغلظ والرقة فقط .


وقد يكون من سوء تدبير العليل أو لضعفه أو لكثرة حسه ونوائب المقلعة تبتدئ في أكثر الأمر بقشعريرة أو برد أو نافض وتتحلل بالعرق وإنما صارت تبتدئ بالبرد أو بالقشعريرة في الأكثر أما لسبب برد الخلط وأما للدغ الخلط للعضل بحدتهَ وأما لغور الحرارة إلى الباطن متجهة نحو المادة وأما لضعف القوة وأما لبرد الهواء والذي يكون من لذع الحرارة فهو أولى بأن ينسب إلى القشعريرة منه إلى البرد .
وأكثر ما يعرض منه أن يكون كنخس الأبر في كل عضو وأما تحلل المادة بالعرق فإن الحرارة المعفنة تحلل الرطوبة وتبقى الرمادية وإذا كانت تلك الرطوبة غير محصورة في العروق سهل اندفاعها في المسام عرقاً ونوائب اللازمة التي لا تفتر ولا تقلع لا تبتدئ ببرد إلا لضعف القوهَ أو لغور الحرارة الغريزية فتبرد الأطراف وذلك علامة رديئة .
وقد يتركب في بعض الحميات برد وقشعريرة معاً لأن المادة التي تعفن تكون مركبة من بارد ومن لاذع وقد تتركب بعض حميات العفونة تركيباً تصير في هيئة اللازمة وذلك مثلاً إذا كان قد ابتدأ خلط يعفن في موضع فكما أتت عيه العفونة ابتدأ خلط من جنسه أو من غير جنسه يعفن فصادفت عفونة الثاني زمان إقلاع نوبة الأول ثم اتصل الأمر كذلك وقد .
تتركب الحميات العفنية ضروباً أخرى من التراكيب سنفصلها فيِ بابها .
وأدوار الحميات قد تطول وقد تقصر فطولها لغلظ المادة أو لزوجتها أو لكثرتها أو سكونها أو لضعف القوة أو لضعف الحس أو لتكاثف المسام فلا يتحلل الخلط وقصرها لأضداد ذلك والنوائب تسرع وتبطئ وبطؤها أما بسبب أن المادة قليلة أو بطيئة الحركة إلى معدن العفونة لغلظها وهذه كمادة الربع وسرعتها لأنها كثيرة كالبلغم إلا الزجاجي فنوائبه ربما تباطأت أو لطيفة كالصفراء .
وأردأ الحميات هي : اللازمة التي تكون العفونة فيها داخلة العروق ثم المقلعة التي تكون العفونة فيها في جميع البدن أو في نواحي القلب وقلما يعرض .


للمشايخ حمى صالب لبرد مزاجهم وقلة التخم فيهم .
وأما النبض فإنه تختلف أحواله في الحميات العفنية بحسب اختلافها في أجناسها أو بحسب اختلاف النوع الواحد منها في الشدة والضعف وفي قوة الأعراض وضعفها وقد يعرض له الصلابة فيها إما لورم حار شديد التمديد أو ورم حار في عضو عصبي أو ورم صلب أو لشدّة اليبس أو عند استيلاء البرد في الابتداءات وقد تكون لينة بسبب المادة الرطبة اللينة البلغمية والدموية وبسبب أن الورم في عضو لين مثل : ذات الكبد وذات الرئة وليثرغش أو لسبب التندي المتوقّع عندما يريد أن يعرق والنبض يكون في ابتداء النوائب ضعيفاً منضغطاً بسبب إقبال القوة على المادة واستشغالها بالتنقية والترويح .
فصل قول كلّي في علامات حمّيات العفونة قد يدل على حميات العفونة توافي الأسباب السابقة لها وخصوصاً إذا لم يكن لها سبب بادٍ والنبض أو النفس الذي يسرع انقباضه لأن الحاجة إلى التنقية شديدة جداً وتكون الحرارة لذاعة غير عذبة كحرارة حمى يوم .
وأكثر حمّيات العفونة تتقدّمها المليلة والمليلة حالة تخالطها حرارة لا تبلغ أن تكون حمى ويصحبها إعياء وتوصيم وكسل وتمطّ وتثاؤب واضطراب نوم وسهر وضيق نفس وتمدّد عروق وشراسيف وصداع وضربان رأس فإذا طالت أوقعت في الحميات العفنية وأحدثت ضعفاً وصفرة لون وربما صحب المليلة المتقدمة على الحمّيات كثرة فضل ومخاط وغثيان وبول كثير وبراز كثير عفن وثقل رأس وتهيج ويعرض تواتر في النبض لا عن سبب من خارج من تعب أو غضب أو غيره وإذا عرض الانضغاط فيه فقد جاءت النوبة والانضغاط غور من النبض وصغر مختلف يقع فيه نبضات كبار قوية ولا تكون سرعته قوية .


وأما الاختلاف في الابتداء والتزيد فهو من خواص دلائل حمّى العفونة وإن كان لا يظهر في الغبّ ظهوراً كثيراً لخفة مادته ومن علامات أن الحمى عفنية خلو الدور الأول من العرق والنداوة فإن اليومية بخلاف ذلك وإن كان الابتداء في الغبّ لخفة المذكورة يشبه يومية لم ينتقل إلى العفونة وأن يكون تزيدها مختلطاً غير متناسب متشابه وطول التزيد أيضاً يدل على أنها عفنية وازدياد النبض عظماً على الاستمرار يدل على التزيّد .
ثم إنها تكون إما مقلعة تبتدئ بنافض أو قشعريرة وتترك في أكثر الأمر بعرق أو نداوة أو تدور بنوائب أو تكون لازمة مع تفتير أو غير تفتير لا يشبه اليومية في النبض والبول وتمام النقاء وسكون الأعراض وأكثر العفنية معها أعراض كثيرة من عطش وصداع وسواد لسان وخصوصاً عند المنتهى ويكثر القلق من كرب واضطراب شديد يوجبه مقابلة المادة والقوة فتارة تستعلي المادة وتارة تستعلي القوة والنبض لذلك يكون تارة آخذاً إلى العظم والقوة وتارة إلى الصغر والضعف .
وأما الصلابة فقد تكون ولا يجب دائماً أن تكون إلا أن يكون مع الحمى ورم صلب في أي عضو كان أو ورم في عضو صلب وإن لم يكن الورم صلباً أو يكون قد اتفق شرب ماء بارد أو شيء آخر مما يصلب البدن مما قيل في كتاب النبض .
وأما الاختلاف في الابتداء والتزيد فهو من الخواص بالحمى العفنة ومن دلائلها القوة وإن كان لا يظهر في الغب كثيراً لخفة مادته وما لم يصر النبض قوياً ولم يسرع السرعة المذكورة فالحمّى بعد يومية لم تنتقل إلى العفونة ويكون البول في الابتداء غير نضيج أو قليل النضج وربما كان حاداً جداً .
واعلم أن الحميات الحادة المزمنة المهلكة قلما يتخلص عنها إلا بزمانة عضو وإذا بقيت الحمى بعد سكون الورم في ذات الجنب ونحوه فاعلم أن بقية المادة باقية وأن المادة قد مالت إلى حيث يظهر وجع .


فصل في علامات اللازمة إن الدائمة تكون اختلاف النبض الذي بحسب الحمّى فيها ظاهراً جداً ويكون في أكثره غير ذي نظم ولا وزن وتدوم الحمّى ولا تقلع بعد أربع وعشرين ساعة ولا يصحبها ما ذكرنا من أحوال المقلعة من تقدم النافض وغيره ومما يدل عليها لزومها وشدة اختلاف حالها عند التزيّد فتنقص مرة وتشتد أخرى .
فصل في أمور تفترق ببعضها حمّيات العفونة وتشترك في بعض ما كان من الحمّى لعفونة الصفراء فتكون حركتها غباً سواء كانت الحركة ابتداء نوبة أو ابتداء اشتداد إلا ضرباً منها يعرف بالمحرقة تخفي حركاتها جداً وهي : كاللازمة المطبقة والغبّ الصرف حادة للطافة المادة وحرارتها عظيمة لذّاعة لقوة المرة لكنها سليمة بسبب أن الصفراء خفيفة على الطبيعة ولأنها تريح والغب الغير الخالصة أطول مدة من الخالصة والخالصة قلما تجاوز تسع نوائب إلا عن خطأ .
والدائمة ربما انقضت في أسبوع وما كانت من عفونة الدم فإنها دائمة لازمة وحرارتها كثيرة عامة مع لين ليس في لذع الصفراوية وربما انتهت في أربعة أيام وأما البلغمية المواظبة كل يوم فإنها لينة الحرارة بالقياس إلى الصفراوية طويلة للزوجة المادة وبردها وكثرتها عظيمة الخطر لأنها قليلة مدة الإقلاع أو التفتير ولأنها تصحب فساداً وضعفاً في فم المعدة لا بد منه وذلك مما يجلب أعراضاً رديئة من الغشي والخفقان وسقوط الشهوة .
واللازمة منها أشبه شيء بالدقّ لولا لين النبض على أنه قد يصلب أيضاً وكلما كانت أقلّ خلوصاً كانت أقصر نوبة إلا أن تميل بقلة خلاصها إلى السوداوية وأما الربع فإنها غير حادة لبرد المادة طويلة لذلك وربما امتدت الخالصة منها سنة وغير الخالصة أقصر مدة لكنها لا خطر فيها لأنها تريح مدة طويلة ولأنها ليست من الحدة بحيث تتبعها أعراض شديدة والربع والغبّ الدائمة والمفترة تنقضي بقيء أو استطلاق أو عرق أو درور بول .


وأما المحرقة فتنقضي بمثل ذلك وبالرعاف واعلم أن الابتداء يطول في الغبّ والانتهاء في المطبقة والانحطاط في المحرقة والانتهاء والانحطاط في المواظبة على أنه قلما توجد ربع دائمة ومواظبة تامة الإقلاع والحميات إذا لم تعالج على ما ينبغي وخصوصاً الورمية آلت إلى الذبول وخصوصاً في الحميات الحادة التي يجب أن يغذى فيها صاحبها فلا يغذّى لغرض أن تقبل الطبيعة على المادة أو يجب أن يسقى الماء البارد فلا يسقى لغرض أن لا يفحج ولا يتدارك بتطفية أخرى فإنه إذا كان الغرض الذي سنذكره في التغذية وسقي الماء البارد أقوى من الغرضين المذكورين قدم عليهما وأغفل مراعاة ذينك الغرضين .
فصل في دلائل أعراض الحميات إعلم أن مأخذ دلائل الحميات هو من التدبير المتقدم وأنه كيف كان ومن الأحوال والأعراض الحاضرة مما نذكرها ومن البلدان والفصول ومن السن والمزاج ومن النبض والبول والقيء والبراز والرعاف ومن حال الحمى في النافض والعرق وكيفية الحرارة ومن النوائب ومن حال الشهوة والعطش ومن حال التنفس ومن المقارنات مثل : الصداع والسهر والهذيان والقلق وغير ذلك فإن للحمّيات أعراضاً منها تستدل على أحوالها فمنها : أعراض تدل على عظمها وصغرها مثل : كيفية الحرارة وكميتها فمنها ما يكون لذّاعاً شديداً من أول ما يأخذ إلى آخره ومنها ما يلذع أولاً ثم يخور لتحلل المادة وتلين ومنها ما لا يلذع ومنها ما حرارته رطبة ومنها ما حرارته يابسة .
وأعراض تدل على جنسها كالأعراض الخاصية بالغب مثل : ابتداء النوبة بنخس وقشعريرة ولذع الحرارة فيه .
وأعراض تدلّ على خبثها مثل : القلق والهذيان والسهر وأعراض تدلّ على النضج وغير النضج مثل ما نذكر من أحوال البول وأعراض تدلّ على البحران سنذكرها وأعراض تدلّ على السلامة أو ضدها وسنذكر جميع ذلك .


وللسخنة أحكام كثيرة مثل : ما يتغير لونه إلى الرصاصية من بياض وخضرة فيدل على برودة الأخلاط وقفة الحار الغريزي أو إلى التهيج والانتفاخ كما يعرض لمن سبب حمّياته تخمة ومثل سرعة ضمور الوجه وانخراطه ودقة الأنف فيدل إما على شدة الحرارة وإما على رقة الأخلاط وسرعة تحللها لسعة المسام وللحركات في نفسها وخروجها عن العادة أو سقوطها دلائل ولا شيئاً آخر مما سنذكره .
ومن أعراض الحمّيات ما وقته المنتهى مثل : الهذيان واختلاط الذهن لتلهّب الرأس ومنها ما وقته الابتداء مثل القشعريرة والبرد ومثل السبات الذي يلحق أكثر أوائل الحميات لضعف الدماغ وميل الحرارة إلى الباطن ولأجل خبث المادة وكثرة بخارات تتصعّد عن الاضطراب المبتدي في البدن إلى أن يحلّلها الاشتعال ويعين ذلك برد الدماغ في نفسه وبرد الخلط الذي يريد أن يعفن ويسخن والأشياء التي يتعرّف منها حال الحمّى وأنها من أي صنف هي حال الحمى في حدّتها أو لينها وحال الحمّى في وقوعها عن الأسباب البادية أو السابقة على الشرط المذكور وحال الحمى في لزومها وإقلاعها وفتراتها وحال الحمى في أخذها بنافض وبرد وقشعريرة أو خلافها .
ومتى كان ما كان منه وحال الحمّى في تركها بعرق كثير وقليل أو خلافه وحال سالف التدبير والسن والسخنة والزمان والصناعة وحال النبض والبول .
فصل كلام في النافض والبرد والقشعريرة والتكسر القشعريرة : هي حالة يجد البدن فيها اختلافاً في برد ونخس في الجلد والعضل ويتقدّمها التكسّر .
وكأن التكسّر ضعيف منها وأما البرد فهو أن يحسّ في أعضائه ومتون عضله برداً صرفاً وأما النافض فهو أن لا يملك أعضاءه عن اهتزاز وارتعاد يقع فيها وحركات غير إرادية وربما كان برد قوي ولم يكن نافض قوي مثل حميات البلغم والربع .
ومن أسباب اشتداد النافض شدة القوة الدافعة التي في العضل ولذلك كلما كان السبب المنفض ألزج كان النافض أشد والدم يغور مع النافض إلى داخل .


واعلم أن الخلط البارد يكون ساكناً قد ألفه العضو الذي هو فيه واستقر انفعاله عنه فلا يحس برده .
فإذا تحرك وتبدّد تبدداً كثيراً أو قليلاً بسبب من الأسباب من حرارة مفرقة أو غير ذلك انفعل عنه العضو الذي كان غير ملاق له وأحس ببرده بسبب المزاج المختلف .
وقد علمت في الأصول الكلية من علم الطب .
وكثيراً ما يعرض عن البلغم الزجاجي المنتشر في البدن نافض لا يؤدي إلى حمى وربما كان له أدوار ولا تكون قوته قوة النافض المؤدي إلى الحمّى والمادة التي تفعل الإعياء بقلتها تفعل النافض بكثرتها قبل أن تعفن فإن لم تعفن لم تؤد إلى الحمى وقد يعرض البرد والنافض لغور الحرارة بسبب الغذاء وما يشبهه .
والنافض والبرد يتقدم الحميات لأن الخلط الخام ينصب إلى العضل أولاً وهو مؤذ ببرده بالقياس إلى العضل ثم إذا أخذ يعفن أخذ في السخن وقد يتقدم النافض الحميات للذع الخلط وقوة القوة الدافعة التي في العضل كما ينتفض الإنسان من صب الماء الحار جداً على جلده وخصوصاً إذا كان مالحاً وربما صار أذى ما يلذع سبباً لهرب الحار الغريزي إلى باطن ويستولي البرد فيكون مع لذع الحار برد كأن البرد يشتمل .
واللذع الحار عند الغشاء والباطن .
وقد يقع النافض لهرب الحرارة إلى الباطن كما يكون في الأورام الباطنة وربما دل النافض والقشعريرة على البرء في الحمّيات اللازمة لأنه يدل على أن المادة انتفضت من العروق وخرجت لكنه إذا لم يكن مع نضج وفي وقت بحراني ولم يتبعه خف دل على أن انتفاض ذلك المقدار ليس لأن القوة غلبت بل لأن المادة كثيرة تفيض لكثرتها .
ومن النافض ما يدلّ على الموت وهو الذي يتبع ضعف القوة وسقوط الحار الغريزي والنفس .


وأما القشعريرة فتكون من أسباب أقل من أسباب النافض وهيجان الدهش والدوار ينذر بدور والمشايخ تكون حمياتهم مدفونة وربما كانالسبب في طول الحمى غلظاً في الأحشاء فليستلق المحموم ولتمد رجلاه ولتجس أحشاؤه وإذا اسود لسان المحموم مع خفة فحماه مدفونة وقد يصحب الحمّى فالج فيعالج الحمى أولاً ومما يصلح لهم السكنجبين ممروساً فيه الخلنجبين وماء الحمص بالزيت إن احتملت الحمى وحلق الرأس مما يكثف جلده فتنعطف فصل في الإشارة إلى معالجات كلية لحمى العفونة إعلم أن الغرض في مداواة هذه الحميات تارة يتجه نحو الحمى فتحتاج أن تبرد وترطّب وتارةً نحو المادة حتى تحتاج أن تنضج أو تحتاج أن تستفرغ .
والإنضاج في الغليظ تعديله بالترقيق وفي الرقيق تعديله بالغليظ وربما تناقض ما تستدعيه الحمّى من البريد ويستدعيه الخلط من الإنضاج والاستفراخ والتحليل فربما كان المنضج والمستفرغ حاراً بل هو في أكثر الأمر كذلك وحينئذ يجب أن يراعى الأهم من الأمرين وربما تناقض مقتضى الحمى من التبريد بمثل ماء البطيخ الهندي وسائر البقول .
ومقتضى المادة من التقليل فيمنع ذلك سقيها إلا حيث لا مادة وبالجملة الحزم أن يؤخر ماء الفواكه إلى أسبوع ويقتصر على ماء الشعير وجميع الفواكه تضر المحموم لغليانها وفسادها في المعدة .
وكثيراً ما يوجد الشيء الذي ينضج ويلطف ويستفرغ مبرداً أيضاً مثل : السكنجبين واعلم أنه ربما كانت الحمى من الشدة والحمة بحيث لا يرخص في تدبير السبب بل يقتضي التبريد البليغ وخصوصاً إذا لم تجد القوة قوية مقاومة صابرة فإن وجدتها مقاومة صابرة قطعت السبب ودبرت للخلط وقطعت الغذاء ولم تبرد تبريداً يمنع التحلل وإن وجدت القوة قاصرة اشتغلت بتعديل المزاج المضاد لها فبردته ونعشت القوة بالغذاء .
فإذا قويت القوة بنعشها وقهر مضادها عدت إلى العلة وإذا بردت في هذه الحميات فلا تبرد بما فيه قبض وتكثيف مثل الأقراص المبردة إلا بعد النضج والاستفراغ .


واعلم أن علاج حمى العفونة بخلاف علاج الدقً فإن علاج الدق مقصور على مضادة المرض وعلاج حمى العفونة ليس مقصوراً على مضادة المرض وحده بل عليه وعلى قطع سببه وإن كان بمشاكل المرض والتغذية صديقة القوة من جهة نفسها وعدوة للقوة من جهة أنها صديقة عدوّها وهو المادة في معينة لكلاهما فلذلك يحتاج في تدبيرها إلى قانون ولنفرد له باباً واعلم أنه لا يمكنك أن تعالج الحمى إلا بعد أن تعرفها فإن جهلت فلطّف التدبير واجتهد أن لا تلقاك النوبة إلا وأنت خالي البطن ولا تحرك في يوم النوبة شيئاً ما أمكنك ولا تعالج ويجب أن تراعي في جميع ذلك حال القوة .
فإن كانت القوة قوية وكان الغالب الدم أو كان مع الخلط الغالب دم فالفصد أوجب شيء وخصوصاً إذا كان البول أحمر غليظاً ليس أصفر نارياً يخاف عند الفصد غلبة المرَار وحدته ثم أتبع فصده إسهالاً لطيفاً خصوصاً إن كان هناك يبس بمثل ماء الشعير والشيرخثست القليل وماء الشعير والسكنجبين فإن لم لكن الطبيعة زدت في مثل الشيرخشت مثل شراب البنفسج وتكون الغاية التليين لا الإسهال والإطلاق العنيف .
والأحب إلى استعمال الحقن على المبلغ الذي يحتاج إليه في القوة ومن الحقن المشتركة النفع الخفيفة حقنة تتخذ من دهن البنفسج وعصارة ورق السلق وصفرة البيض والسكر الأحمر والبورق فهذا التليين ربما احتجت إليه في الانتهاء أضعف مما تحتاج إليه في الابتداء وذلك إذا كانت الطبيعة محتبسة ثم تتبعه بإدرار بمثل : السكنجبين المطبوخ بأصل الكرفس ونحوه ثم تعرقه وتفتح مسامه بما ليس له حر قوي مثل : التمريخ بدهن البابونج والدلك بالشراب الأبيض وبالماء العذب الفاتر .


فإن كانت الحمى محتدة جداً لم يجز شيء من التمريخ والتنطيل فإن وجدت الخلط في الأول يميل إلى المعدة فقيء بما ليس فيه مخالفة للعادة بل بمثل السكنجبين بالماء الحار إن كان الخلط تحركه الطبيعة إلى القيء ولا يخالفها إن كان هناك ميل إلى الأمعاء وأحسست بقراقر وانحدار ثقل أو ما يشبهه وامنعه النوم في ابتداء الحميات خصوصاً إذا كانت قشبعريرة أو برد أو نافض فيطول عليه البرد .
والنافض فإنه يعين المواد إن كانت متجهة إلى بعض الأحشاء ويمنع نضج الأخلاط وأما عند الانحطاط فهو نافع جداً وربما لم يضرّ عند المنتهى ولا يمنعه الماء البارد إلا أن يكون الخلط فيه فجاجة وغِلظ يمنع النضج .
واعلم أن الفصد إذا نفع ثم استعملت طريقة رديئة ولم تكن تنقى نكس وأما الخلط الصفراوي فنضجه أن يصير خاثراً عن رِقته والماء البارد يفعل ذلك إلا أن تكون المعدة أو الكبد ضعيفة أو باردة أو يكون في الأحشاء ورم أو يكون في أعضائه وجع أو يكون مزاجه قليل الدم أو حرارته الغريزية ضعيفة فيضعف بعد شرب الماء البارد أو يكون غير معتاد لشرب البارد مثل : أهل بلاد الحز وهؤلاء يتشنجون بسرعة ويصيبهم فواق والمهزول من هذه
الجملة .
وأما حيث المادة حارة أو غليظة قد نضجت والبدن عبلاً والحرارة الغويزية موفورة وتكون القوة قوية والأحشاء سالمة ليست باردة المزاج الأصلي ولم يكن غير معتاد للماء البارد بل هو معتاد للبارد جداً فالماء البارد أفضل شيء فإنه كثيراً ما أعان على نفض المادة بإطلاق الطبيعة أو بالقيء أو بالبول أو بالتعريق أو بجميع ذلك فيكون في الوقت يعافى .
وربما سقى الطبيب العليل من الماء البارد قدراً كثيراً حتى يخضر لونه ويرتعد ولو إلى من ونصف فربما استحالت الحمًى إلى البلغمية وربما قوي الطبع ودفع المادة بعرق وبول وإسهال وكانت عافيته وإذا كان بعض المواضع وارماً ثم خفت مضرة الحرارة والعطش وظننت أنه يؤدي إلى الذبول لم يمنع الماء البارد .


فإن ازدياد الورم أو فجاجته ربما كان خيراً من الذبول والسكنجبين ربما سكن العطش وقطع وأطلق وليست مضرته بالورم كثيرة كمضرة الماء وليس له جمع المادة وتكثيفها .
وكذلك الجلاّب الكثير المزاج وإذا لم يجز أن يشرب الماء البارد فأقدم عليه خيف أن يحدث تقبّضاً من المسام فيصير سبباً لحمى أخرى لحدوث سدّة أخرى وربما كانت أشدّ من الأولى .
وإذا صادف عضواً ضعيفاً أفسد فعله فكثيراً ما عَسُر الازدراد وعسر النفس وأحدث رعشة وتشنّجاً وضعف مثانة أو كلية أو قولون وأكثر من يجب أن يمنعه منهم الماء البارد من يتضرر به في صحته بل إذا رأيت السخنة قوية والعضل غليظة والمزاج حاراً يابساً واستفرغت فرخص أحياناً في الاستنقاع في الماء البارد .
وعند الانحطاط وظهور علامات النضج والاستفراغ للأخلاط فلا بأس أن يستعمل الحمام وشرب الشراب الرقيق الممزوج والتمريخ بالأدهان المحلّلة فإذا استعملت القوانين المذكورة في أول عروض الحمّى فيجب بعد ذلك أن تشتغل بالإنضاج والاستفراغ الذي ليس على سبيل التقليل والتجفيف وقد ذكرناه بل على سبيل قطع السبب ولا تستفرغ المادة غير نضيجة في حار أو بارد إلا لضرورة فربما كثر الاستفراغ من غير الخلط الغير المتهيىء للاستفراغ بالنضج .
وربما خلط الخبيث بالطيب لتحريك الخبيث من غير إنضاجه ولا تصغ إلى الرجل الذي زعم أن الغرض في الإنضاج الترقيق والخلط الحاد رقيق لا حاجة إلى ترقيقه فليس الأمر كما يقوله بل الغرض في الإنضاج تعديل قوام المادة حتى تصير متهيئة للدفع السهل والرقيق المتسرب والغليظ الناشب واللزج اللحج كل ذلك غير مستعد للدفع السهل بل يحتاج أن يثخن الرقيق قليلاً ويرقّق الثخين قليلاً ويقطع اللزج .


ولو أن هذا الرجل لم يسمع في كلام المتقدمين في النضج شيئاً من قبيل ما قلناه وتأمل حال نضج الأخلاط المنفوثة أن الرقيت ! منها يحتاج أن يخثر والخاثر يحتاج أن يرقّق لكان يجب أن يهتدي منه ولِمَ ليس يتأمل في نفسه فيقول ما بال القوارير في الحمّيات الحادة لا تكون في ابتدائها ذات رسوب ثم تصير ذات رسوب وهل الراسب المحمود شيء غير الخلط الفاعل للمرض وقد نضج فلم ليس يندفع في أوائل الأمر أن كانت الرقّة هي الغاية المقصودة في النضج فمن الواجب أن يكون في أوائل حميات الدم والصفراء رسوب محمود .
فإن كانت الطبيعة لا يمكنها دفع ذلك الفضل إلا بعد وقت يصير فيه مستعداً للدفع في البول فكذلك الصناعة يجب أن يعلم أن استفراغها للخلط قبل مثل ذلك الوقت الذي يظهر فيه النضج في القارورة ممتنع أو متعسر مستصعب وربما حرك ولم يفعل بلاغاً وربما خلط الخبيث بالطيب وكان الأولى بهذا الإنسان أن يحسن الظن بمثل " جالينوس " و " أبقراط " في رسمه من هذا أو يتأمل فضل تأمل ثم يرجع إلى المناقضة فإن مناقض الأولين وهو على الحق معذور ولكن الأولى وأظن أن هذا الرجل اتفقت له تجارب أنجحت في هذا الباب فركن إليها وأمثال هذه التجارب التي ليست على القوانين قد يتفق لها أن لا تنجح ولا واحد ويتفق لها أن لا تتحقق ولا واحد فهذا هو الواجب فأما إن كانت المادة كثيرة متحركة منتقلة من عضو إلى عضو وظننت أنه لا مهلة إلى نضجها أو ربفا حدثت منها أورام سرسامية وغير ذلك ولو تركت أوقعت في خطر قبل الزمان الذي يتوقع فيه نضجها .
وذلك أطول من الزمان الذي يتوقع فيه نضج المعتدل لا محالة فلا بد من استفراغها فإن الخطر في ذلك أقل من الخطر فيها .


ومع ذلك فإن الطبيعة تكون متحركة إلى دفعها لكثرة أذاها فإذا أعينت وافقها الإعانة فلا بد منه واعلم أن الفصد ليس من قبيل ما ينتظر فيه النضج انتظاره في المسهلات وإنما ينتظر النضج في الأخلاط الأخرى وإذا تأخر الفصد عن ابتداء العلة فلا تفصد في انتهائها إذ لا معنى له وربما أهلك بموافاته ضعيف القوة وكذلك إن خفت غلبة من الخلط وأوجب الاحتياط الاستفراغ وإن لم يكن نضج فلا تحرك إلا في الابتداء .
وأما عند الانتهاء فلا تحرك شيئاً حتى يغلب الطبيعة وينضج فإن لم تتحرك هي حركت أنت وفق تحريكها وإن كانت هي تتحرك أو تحركت فدعها وفعلها وهذا هو الذي يسميه " أبقراط " هائجاً حين قال ينبغي أن يستعمل الدواء المسهل بعد أن ينضج المرض فأما في أول المرض فلا ومثل هذا الاستفراغ الضروري الذي ليس في وقته مثل : التغذية الضرورية التي ليس في وقتها ونسبة هذا الاستفراغ إلى الكف من عادية المادة نسبة تلك التغذية إلى منع القوة عن سقوطها وإذا استعملت استفراغاً فراعِ وقت الإقلاع أو وقت الفترة أو أبرد وقت يكون ولا تستفرغ بالإسهال يوم الدور ولا تفصد ولا تضاد باستفراغ الصناعة جهة ميل استفراغ الطبيعة ولا تثيرنّ الأخلاط بما تفعله في الحال حال حركة دور وبالجملة تتوقى التدبير في وقت الدور حتى لا يسقى في ماء الشعير سكر ولا جُلاَب لئلا تثير الدور بتضييق المجاري فإنه خطر بل أعن إلى أن يفرط فإن الطبيب معين الطبيعة لا منازع لها .
واعلم أن كثيراً ما يحتاج إلى دواء قوي ضعيف أما قوته فمن حيث يسهّل الخلط الغليظ اللزج وأما ضعفه فمن حيث يسهل مجلساً أو مجلسين ولا يستفرغ الكثير معاً حتى لا تسقط القوة .


والرأي في الفصد أن يدافع به ما أمكن فإن لم يكن فتكثير العدد خير من تكثير المقدار ويجب أْن لا يستفرغ دم كثير دفعة فيستفرغ كثير مما لا يحتاج إلى استفراغه ولا يكون في الدم عدة لاستفراغات ربما احتيج إليها وتضعف القوة عن مقارعة بحرانات منتظرة واعلم أنه إذا اجتمع الصرع والحمى فعلاج الحمى أولى .
واعلم أن الصداع ربما رد الحمى المنحطة إلى التزيد فيجب أن يسكن والصبي الراضع إذا حمّ فيجب أن يصلح لبن أمه وإذا كانت القارورة اليرقانية في الحمّى تدل على ورم فيكون العلاج سقي ماء الشعير والسكنجبين .
فإذا هدأت الحمّى فصد للورم وإذا كان مع الحمى قولنج فما لم تنفتح الطريق لا يسقى ماء الشعير بل ماء الديك إن وجب ولين الحقنة ويكثر دهنها ثم يسقى ماء الشعير إن وجب وأما المسهّلات فمنها أشربة تتخذ من التمر الهندي والترنجبين والشيرخشت وربما جعل فيها ماء اللبلاب وربما جعل فيها الخيارشنبر وربما طرح عليها السقمونيا وربما سقي السقمونيا وحده في الجلاب وربما احتيج إلى استعمال مثل الصبر إذا كانت المادة غليظة .
والأجود أن يغسل ويربى في ماء الهندبا وماء التعصيد ثم يحبّب .
وأما الهليليج الأصفر فقد يستعمله قوم وما وجد عنه مذهب فعل فإنه يقبض المسام بعد الإسهال ويخشن الأحشاء فإن كان ولا بد فبعد النضج التام وماء الرمانين عظيم النفع وخاصة المعتصرة بشحمهما في أوقات ومن المسهّلات ما يتخذ من البنفسج والسقمونيا ويكون من البنفسج قدر مثقال ومن السقمونيا إلى قيراط وربما جعل فيه قليل نعناع وقد يتخذ من المبردات الملطفة دواء يجعل فيه سقمونيا مثل حبّ بهذه الصفة .


ونسخته : يؤخذ من الكزبرة ومن الطباشير ومن الورد من كل واحد نصف درهم ومن الكافور طسوج ومن السقمونيا إلى نصف دانق ودانق يسقى منه أو يؤخذ من الشيرخشت خمسة دراهم ومن الترنجبين وزن خمسة دراهم ومن عصارة التفاح الشامي وعصارة السفرجل بالسواء وعصارة الكزبرة الرطبة سدس جزء تجمع العصارات ويغمر بها الشيرخشت والترنجبين ويقوّم بهما حتى يكاد ينعقد ثم يؤخذ من الكافور وزني دانق ونصف ومن السقمونيا وزن درهم ويرفع عن النار ويذرّ عليه الكافور والسقمونيا ويحفظ لئلا يتحلل بالبخار ثم يترك حتى يتعقد من تلقاء نفسه بالرفق والشربة منه من درهمين إلى درهمين ونصف .
وقد يمكن أن يتخذ من الشيرخشت والترنجبين والسكر الطبرزد ناطف ويجعل فيه السقمونيا والكافور على قدر أن يقع في الشربة منه من الكافور إلى طسوج ومن السقمونيا إلى دانق ويكون حبيباً إلى النفس غير كريه والمحموم في الصيف حمّى باردة لا يدخل في الخيشْ خاصة إذا عرق لئلا تنعكس المادة عن تحلّلها والأقراص لا توافق أوائل هذه الحمى إلا بعد النضج والاستفراغ وأوفق ما تكون الأقراص لمن حمّاه متشبثة بمعدته كأنها دقية وتارك عادته في تدبيره قد يحس أحياناً بحمى وليس ذلك بالضار لأن السبب ترك العادة في التدبير فاعلم جميع ما فصل في تغذية هؤلاء المحمومين إعلم أن أوفق الأغذية للمحمومين هي الأغذية الرطبة .
وخصوصاً لمن مزاجه رطب من الصبيان والمتدعين فيوافق من حيث هو شبيه المزاج ومن حيث هو ضد المرض وإذا أخذت الحمّى والطبيعة يابسة فلا تغذ ألبتة ما لم يخرج الثقل " بتمامه " ويجب أن تلقماهم النوائب الدائرة أو النوائب المشتدة وأجوافهم خالية لا غذاء فيها البتة فإنهم إن كانوا مغتذين في ذلك الوقت اشتغلت الطبيعة بالهضم عن النضج والدفع واستحكم المرض وطال ولذلك يجب أن تؤخر التغذية إلى الانحطاط فما بعده وإن اتفق أنه وافق وقت الانحطاط وقت العادة في الغذاء فهو أجود ما يكون .


واعلم أن من التغذية والتدبير ما هو لطيف جداً ومنه ما هو غليظ جداً ومنه ما بين ذلك فبعضه يميل إلى اللطافة أكثر وبعضه يميل إلى الكثافة أكثر واللطيف البالغ في اللطافة هو : منع الغذاء والغليظ جداً هو استعمال أغذية الأصحاء واللواتي تلي جانب اللطافة مما هو متوسط أن يقتصر من الغذاء على عصارة الرمان والجلاب الرقيق جداً وبعده ماء الشعير الرقيق وبعده ماء الشعير الغليظ والبقول الباردة الرطبة مثل السرمق والاسفاناخ واليمانية ونحوها وبعدها كشك الشعير كما هو وهو الوسط واللواتي تلي جانب الغلظ فالدجج والأطراف وألطف منها القباج والفراريج وألطف منها الطباهيج والسمك وألطف منها أجنحة الفراريج والطباهيج والنيمبرشت القليل الرقيق والسمك الصغار جداً وألطف منها كشك الشعير كما هو وألطف منه محلول الخبر السميذ في الماء البارد حلاً رقيقاً فأما الغليظ فهو غذاء قوي وكشك الشعير نعم الغذاء للمحمومين فإنه يجمع إلى ثخونته واتصاله ملاسة وزلقاً وحلاء وترطيباً وليناً ومضادة للحمى وتسكيناً للعطش وسرعة نفوذ وانغسال ولا قبض فيه فلذلك لا يرسب ولا يتشبث في المنافذ .
وإن ضاقت وليس فيه لصوق بالمعدة وبالمريء وربما جلا مثل : البلغم وإذا أجيد طبخه لم ينفخ البتة وقد كان القدماء يستعملون حيث يحتاج إلى تلطيف تدبير ألطف من التدبير بالكشك ومائه ماء العسل الكثير الماء فإن غذاءه قليل وتنفيذه للماء وترطيبه به وجلائه وتفتيحه وإدراره كثير وحرارته مكسورة وإنه لا محالةٍ قد يزيد في القوة زيادة ما وإن قلت ويتلوه السكنجبين العسلي فهو أغلظ وأغذى وأقوى تقطيعاً وجلاء وليس فيه من التسخين ومضرّة الأحشاء الحارة ما في العسل .


وأما الآن فإن عسل القصب وهو السكر خصوصاٌ المنقّى أفضل من عسل النحل وإن كان جلاؤه أقل من جلاء العسل وكذلك السكنجبين السكّري ولكن الاقتصار على السكنجبين ربما أورث سحجاٌ وهذا مخوف في الأمراض الحادة ونحن نجعل لسقي ماء الشعير والسكنجبين كلاماً مفرداً وتلطيف التدبير يقتضيه طبع مادة المرض وتمكين الطبيعة من إنضاجها وتحليلها واستفراغها وأولى الأوقات بالتلطيف المنتهى فهنالك يشتد اشتغال الطبيعة بقتال المادة فلا ينبغي أن تشغل عنها بشيء آخر وخصوصاً عند البحران وأما قبل ذلك فإن القتال لا يكون استحكم ومما يقتضي التلطيف أن يكون إلى فصد أو إطلاق بطن وحقنة أو تسكين وجع حاجة فحينئذ يجب أن يفرغ من قضاء تلك الحاجة ثم يغذَى إن وجب الغذاء ولم يكن مانع آخر وتغليظ التدبير تقتضيه القوة وأولى الأوقات بالتغليظ الوقت الذي لا تكون القوة مشتغلة فيه جداً بالمادة وهو أوائل العلة ويجب أن يتدارك ضرر التغليظ بالتفريق فإنه أيضاً أخف على القوة والصيف لتحليله يحوج إلى زيادة تغذية وتفريق فإن القوة لا تفي بهضم الكثير دفعة ولأن التحليل فيه بالتفاريق فيجب أن يكون البدل بالتفاريق .
وفي الشتاء الأمر بالعكس فإنه لقلة تحليله لا يحوج إلى بدل كثير ثم إن أعطي البدل دفعة كانت القوة وافية به ففزعت عنه دفعة والخريف زمان رديء ولهذا ينبغي أن يتلطف فيه بين حفظ القوة وبين قهر المادة والتفريق قليلاً قليلاً أولى فيه وبالجملة التفريق مع ضعف القوة أولى .


واعلم أنه لولا تقاضي القوة لكان الأوجب أن يلطف الغذاء أبلغ تلطيف لكن القوة لا تحتمل ذلك وتخور وإذا خارت لم ينفع علاج فإن المعالج كما علمت هو القوة لا الطبيب أما الطبيب فخادم يوصل الآلات إلى القوة وإذا تصورت هذا فيجب أن ينظر فإن كانت العلة حادة جداً وذلك أن يكون منتهاها قريباً وحدست أن القوة لا تخور في مثل مدة ما بين ابتدائها إلى منتهاها خففت الشغل على القوة وسلطتها على المادة ولم تشغلها بالغذاء الكثيف بل لطفت التدبير ولو بترك الطعام أصلاً وخصوصاً في يوم البحران .
وإن رأيت المرض حاداً ليس جداً بل حاداً مطلقاً فيجب أن يلطف لا في الغاية إلا عند المنتهى وفي يوم البحران خاصة إلا بسبب عظيم وإن رأيت المرض مزمناً أو قريباً منَ المزمن لم تلطف التدبير فإن القوة لا تسلم إلى المنتهى مع تلطيف التدبير لكنه يلزمك مع ذلك في جميع الأصناف أن يكون أول تدبيرك أغلظ وآخر تدبيرك الموافي للمنتهى ألطف وتتدرّج فيما بين ذلك حتى تكون القوة محفوظة إلى قرب المنتهى فهناك ترسل على المادة ولا تشغل بغيرها .
وإذا علمت أن القوة قوية في بما أوجب الحال أن يقتصر على الجلاب ونحوه ولو أسبوعاً وخصوصاً في حمّيات الأورام فإن خفت ضعفاً اقتصرت على ماء الشعير وإذا أشكل عليك الحال في المرض فلم تعرفه فلأن تميل إلى التلطيف أولى من أن تميل إلى الزيادة مع مراعاتك للقوة والاحتمال .


والذي زعم أن التغذية والتقوية في المرض الحاد أولى لأنه لا معين للنضج وفي يدك الاستفراغ متى شئت فعلته الطبيعة أو لم تفعل فقد عرفناك خطأه بل إذا خفت سقوط القوة فالتغذية أولى ومن الأبدان أبدان مرارية تقتضي تدبيراً مخالفاً لما قلنا وخصوصاً إذا كانت معتادة للأكل الكثير فإنهم إذا لم يغذوا ولو في نفس ابتداء الحمى بل في أصعب منه وهو وقت المنتهى لم يخل حالهم من أمرين لأنهم إن كانوا ضعاف القوى غشي عليهم فماتوا قريباً وإن كانوا أقوياء وقعوا في الذبول وظهرت عليهم علامات الذبول من استدقاق الأنف وغور العين ولطوء الصدع وربما غشي عليهم قبل ذلك لما ينصب إلى معدهم من المرار اللاذع .
ومن الناس من هو موفور اللحم لكنه إذا انقطع عنه الغذاء ضعف وهزل فلا يحتمل منع الغذاء وكل من حرارته الغريزية قوية جداً كثيرة أو حرارته الغريزية ضعيفة جداً قليلة فلا يصبر على ترك الغذاء .
ومنهم من يصيبه وجع وألم في معدته وصداع بالمشاركة وهؤلاء من هنا القبيل وهؤلاء ربما اقتنعوا بماء الشعير وربما احتاجوا أن يخلطوا به عصارة الرمان ونحو ذلك ليقوي فم المعدة وربما احتجت أن تقيئه بالرفق قبل الطعام وكثير من هؤلاء إذا ضعفوا وكاد يغشى عليهم فالسبب ليس شدة الضعف بل انصباب المرار إلى فم المعدة .
فإذا سقوا سكنجبيناً ممزوجاً بماء حار كثيراً وشراباً ممزوجاً بماء كثير قذف في القذف أخلاطاًَ صفراوية واستوت قوته فإذا تطعم شيئاً من الربوب القوابض سكن والمشايخ والضعفاء والصبيان من قبيل من لا يصبر على الجوع .


وأما الكهول فهم شديدو الصبر ويليهم الشبان وخصوصاً المتلززو الأعضاء الواسعو العروق في الهواء البارد وكثيراً ما يخطئ الأطباء في أمثال هؤلاء المرضى من وجه آخر وذلك لأنهم يمنعونهم الغذاء في أول الأمر فإذا شارفوا المنتهى وعلموا أن القوة تسقط غذوه في ذلك الوقت ضرورة فيكونون قد أخطأوا من جهتين ولو أنهم غذوه في الابتداء وكان دلك خطأ وغلطاً كان غلطاً دون هذا الغلط ويعرض لأولئك المرضى أن يصيبهم نزلات فجة ومرارية وسهر لإقلاق عدم النضج ويتقلقلون ويتململون ويهدون وتضغط المواد قواهم وتكثر بخاراتهم فيسمعون ما ليس ويتقلبون في الفراش ويتخيل لهم ما ليس وترتعش وتختلج شفاههم السفلانية لوجع فم المعدة وتحزن نفوسهم لثقل المعدة .
فصل في القانون في سقي السكنجبين وماء الشعير إن ماء الشعير منه ما ليس فيه من جرم الشعير إلا كالقوة والصورة وإنما يكون له مدخل في العلاج ومطمع في النفع إذا كان قد استوفى الطبخ وأجوده أن يكون الماء قدر عشرين سكرجة .
والشعير سكرجة واحدة وقد رجع إلى قريب من الخمسين ويؤخذ الأحمر الرقيق منه فهذا هو الرقيق الني غذاؤه أقل وترطيبه كثير وغسله وإخراجه الفضول وإنضاجه كثير معتدل ومنه ما فيه شيء من جرم الشعير ودقيقه والأحب إلى في مثل هذا أن لا يكون كثير الطبخ جداً بل يكون طبخه بقدر ما يسلبه النفخ ولا يبلغ أن يلزجه شديداً ومثل هذا أكثر غذاء وأقل غسلاً وإنضاجاً ويعرض له كثيراً أن يحمض في المعدة الباردة في جوهرها .


وإن كان بها حر غريب من باب سوء المزاج كثير وماء الشعير قد يكون مطبوخاً من الشعير بقشره وقد يكون مقشراً وأجود السكنجبين عندي الذي يسوًى السكر فيه في القدر ثم يصب عليه من الخل الثقيف خل الخمر قدر ما لا يعلو متون السكر بل يتركها مكشوفة ثم يجعل تحت القدر جمر هادئ أو رماد حار حتى يذوب السكر في الخل بغير غليان ثم تلقط الرغوة ويترك ساعة ولا تكثر الحرارة حتى يمتزج السكر والخل ثم يصت عليه الماء قدر أصبعين ويغلى إلى القوام والجمع بين السكنجبين وماء الشعير معاً مكرب مفسد في الأكثر لماء الشعير ولا يجب أن يسقى ماء الشعير على يبس الطبيعة بل يحقن قبلها فإن حمض في المعدة سقي الأرق منه فإن حمض طبخ معه أصل الكرفس ونحوه فإن حمض أيضاً فلا بد من " مزج " شيء من الفلفل به خصوصاً إذا لم تكن المادة شديدة الرقة والحرارة وإذا كثر نفعها فقد يمزج به للمحرورين قليل خل خمر ولكن إذا سقي السكنجبين بكرة فقطع الأخلاط وهيأ الفضول للدفع اتبع بعد ساعتين ماء الكشك الرقيق المذكور أولاً ليغسل ما قطعه ويجلوه ويخرجه بعرق وإدرار ولا ضير إن سقي السكتجبين عند العشي وقد فارق الغذاء المعدة وربما احتيج إلى تقديم الجلاب على ماء الشعير ليزيد في الترطيب .
وذلك إذا رأيت يبساً غالباً على البدن واللسان وربما احتيج أن يقدم قبلهما لتليين الطبيعة شيئاً من ماء التمر الهندي كل ذلك بساعتين .
فصل في المعالجات وأولاً في معالجات الحميات الحادّة أما ما قيل من تدبير التليين والإدرار والتعريق والإنضاج ثم الاستفراغ بالدواء من بعد ذلك وما قيل في التغذية من ذلك فذلك مما يجب أن تتذكره ههنا .


وأما وجوه تطفئة شدة الحرارة فتكون بتبريد الهواء وتبريد الغذاء والأطلية والضمادات وبالأدوية بإمساك مثل لعاب بزرقطونا ولعاب حب السفرجل وعصارة بقلة الحمقاء ورب السوس في الفم ليسكن العطش فإن تّعاهد حلق صاحب المرض الحاد ليبقى رطباً ولا يجف من المهمات النافعة جداً وربما انتفعوا باستعمال الحقن المتخذة من عصارة البطيخ الهندي والقثاء والقرع والحمقاء بدهن الورد مع شيء من الكافور انتفاعاً عظيماً فيجب أن يكون الهواء مبرداً ما أمكن وتبريده يمنع الزحمة وبتعليق المراوح الكثيرة وينضد الجمد الكثير وإن كان بيتاً قريب العهد بالتطيين بالطين الحر وخصوصاً الذي يجعل فيه مكان التبن قطن البردي فهو أجود وإذا انصبّت فيه الفوارات الرشاشات وسال فيه ماء عذب أو كان المضجع على بركة مغطاة بشباك وكان الفرش الذي ينام عليه من الطبري ونحوه وكان سائر الفرش من أطراف الخلاف والسفرجل والريحان المرشوش عليه ماء الورد والتفاح والنيلوفر والورد والبنفسج وقد وضعت أطباق فيها فضوخات من فلق الفواكه الطيبة الريح الباردة مثل التفاح والسفرجل وضروب من الكمثري الطيب الريح مرشوشة بماء الورد والنيلوفر والخلاف مذروراً عليها الصندل والكافور وقد قطر عليها شيء يسير من الشراب العطر فهو غاية ما يكون فهذا تدبير الهواء .
وأما تدبير الغذاء فما قد علمت وإن أريد مع التبريد التليين فبماء القرع وماء البطيخ الهندي خاصة وماء القثاء " والقثد " والخس بالخلّ غاية ومما يصلح لتسكين عطشهم فقاع يتخذ من خبز السميذ بماء الجبن المتخذ من الدوغ بعد تصفية شديدة وإن أريد مع التبريد الحبس فعصارة الرمان المز والحامض ماء الحصرم وماء التوت الشامي وماء حماض الليمون الغير المملوح وماء حماض الأترج وما أشبه ذلك وماء الزرشك أي الأمبر باريس .


وأما الأطلية والضمادات فمن العصارات المعلومة وخصوصاً ماء الورد أو عصارة الورد الطري بالصندل والكافور ولماء الكزبرة والهندبا مع هذا تبريد كثير ولعاب بزر قطونا بالخلّ وماء الورد من هذا القبيل وتنطيل الكبد بالمبردات أعظم شيء وأنفعه فإنه إذا اعتدل كان فيه جل الصلاح وربما صلح الماء وإذا كانت هناك نزلة وسعال أو في رأسه ثقل أو تمدد يدل على كثرة البخارات فيجب أن لا يصب على الرأس ماء أو خل بل يشغل بالإكباب على بخار المياه بحسب ما يوجبه الحال فإن لم تكن نزلة ولا شيء مما ذكرناه فاستعمل من النطولات والطلاء ما شئت وأضرّ نطول في مثل حال امتلاء الرأس حلب اللبن على الرأس فإنه ربما أحدث ورماً في الرأس وأهلك وأسلم أوقات تنطيل الرأس مع امتلائه أن يكون البخار مرارياً ليس برطب بل في مثل هذا الوقت ربما لم يضر بل نفع ويتعرف من حال النوم والسهر ورطوبة الخيشوم ويبسه .
وإذا رأيت حمرة في الأنف والوجه شديدة فلا بأس بأن يسيل الدم من المنخرين وبرد الكبد بالأضمدة وإذا برّدت فإياك أن تصادف بالتبريد الشديد وقت التعرق والتحلل بل يجب أن تراعي ذلك فربما صار السبب في طول العلة على أنه ربما كان طول العلة أسلم من حدته ويجب أن يحذر في الحميات الحادة وقوع السحج فإنه يزيد في ضعف القوة وتشمئز الطبيعة عن قبول الفضل إلى الأمعاء ودفعها عنها إلا بغلبة من الفضول وربما رجعت الفضول إلى الأعالي فآلمت الشراسيف ونفخت فيها وآلمت الرأس وربما كان لشراب الخشخاش موقع عجيب في تخثير المادة الرقيقة فتنضج وفي التنويم .


فصل في ذكر أعراض تصعب في الحميات الحادة نتكلم أولاً في الأعراض التي تشتد في الحمّيات وفي علاجاتها ثم نشرع في تفصيل الحميات الحادة وهذه الأعراض مثل النافض والبرد والقشعريرة ومثل العرق الكثير ومثل الرعاف المفرط ومثل القيء العنيف والإسهال المضعف ومثل العطش الذي لا يطاق ومثل السبات الكثير ومثل الأرق اللازم ومثل خشونة اللسان وقحل الفم ومثل العطاس الملح والصداع الصعب والسعال المتواتر ومثل سقوط الشهوة والبوليموس ومثل الشهوة الكلبية والرديئة والفواق .
فصل في تدبير النافض والقشعريرة والبرد إذا أفرطت ما كان من ذلك تابعاً للعرق فإنه يصلح سريعاً ولا يحتاج إلى تدبير والبحراني لا يجب أن يعارض بالدفع ولا هو مما يضعف وغير ذلك وربما سكنه ربط الأطراف والدلك الرقيق وسخين الدثار والتمريخ بدهن الشبث أو البابونج إن احتيج إليه وأما القوي إذا دام كان في الحميات أو في غيرها فيجب أن تربط الأطراف في مواضع كثيرة وتمرخ بحصن البابونج وأصل السوسن ومن الناس من يقوي ذلك بمثل القاقلة والجندبيدستر والسذاب والشيح والفوذنج والبورق والفلفل والعاقر قرحا وربما جاوز ذلك إلى استعمال لطوخات الخردل والحلتيت وربما طبخت هذه الأدوية في ماء ثم طبخ فيه دهن وماء الجرجير قوي في هذا الباب نفسه وحده أو مع دهن يطبخ فيه وكذلك طبيخ الحبق وماؤه .


صفة دهن جيد : يؤخذ شبث يابس ومر وسذاب وفوذنج وفلفل وعاقرقرحا وتطبخ في شراب طبخاً نعماً ثم يطبخ المصفّى في نصفه دهن السمسم إلى أن يفنى الماء ويبقى الدهن ويستعمل مروخاً ومن الأدهان القوية في مثل نافض الربع دهن القسط ودهن الشيح ودهن القيصوم ودهن السوسن ودهن المرّ ويجعل في أوقية دهن وزن ثلاثة دراهم فلفل ودانق عاقرقرحا مسحوقاً ويستعمل الأفسنتين مطبوخاً في الدهن أو الزيت المطبوخ فيه الكرفس والدخول في الزيت الحار نافع جداً وربما احتيج إلى مشروبات وكثيراً ما يسكّنه شرب الماء الحار الكثير الحارة والإكباب على بخاره وإذا لم يسكن بذلك وكانت المادة أغلظ طبخ في الماء أنيسون وفوتنج وبزر الكرفس والمصطكي والجرجير والشبث ونحوه وبخر بمياه طبخ فيها مثل الشيح والقيصوم والفوذنج والشبث والأذخر والسذاب والمرزنجوش والقسط والبزور الحارة وجميع الأدوية القوية الإدرار تسكن النافض .
ومن الأدوية المسكّنة للنافض العظيم في الربع ونحوه أن يشرب من القسط مثقال بماء حار ومن الغاريقون مثله في ماء حار وللغاريقون منافع وربما جعل معه قليل أفيون فنوّم وعرّق ومنع شدة النافض وغير ذلك .
وأيضاً من الايرسا مقدار مثقال في ماء حار وأيضاً الابهل وزن مثقال بماء حار أو الفرطاساليون مثقال بماء حار ومن المركبات ترياق الأربعة وترياق عزرةوالكموني والفوذنجي والفلافلي وشراب العسل مغلي فيه مثل السذاب والحلتيت والعاقرقرحا والفلفل .
وهذا الحب المجرب الذي نحن واصفوه يسقى قبل النافض بساعة والعليل مستوٍ على مرقده وهواؤه مسخن بالنار والدثر فيعدله أويمنعه .
وصفته : تؤخذ ميعة ومر وأفيون وجاوشير وفلفل من كل واحد جزء يعجن بالسمن والشربة منه مقدار باقلات .
وأيضاً : يؤخذ الجاوشير والجندبيدستر والدوقو والحلتيت والعاقرقرحا والأفيون أجزاء سواء يعمل به كما عمل بالأول .


نسخة أخرى جيدة : يؤخذ من الجاوشير والسكبينج والأنجذان وكمون كرماني وبزر الكرفس والفلفل من كل واحد ثقال ونصف بزر البنج وزعفران وزراوند وجندبيدستر وفربيون ومرّ ونانخواه وزنجبيل من كل واحد دانقين بزر الحرمل وعاقرقرحاً من كل واحد مثقال يعجن بعسل والشربة منه مثل بعرة أو بندقة بماء حار جداً وربما احتيج في إلى سقي الشراب المسخّن والأغذية المسخنة وإلى الإسهال بمثل الأيارج والسفرجلي والتمري بل إذا كان النافض متعباً وخصوصاً بلا حمى سقيت حبّ المنتن فإنه شفاؤه .
البحراني لا يجب أن يحبس ما أمكن فإذا وقعت الضرورة وجاوز الحدّ فيجب أن يروح ويبرد الموضع فإن لم يغن فيجب أن يرجح في موضع بارد ولا يجب أن يشتغل بنشف ما تندّى نشفاً بعد نشف فذلك سبب لإدراره وتكثيره وربما جلب الغشي .
فإن مسحه يزيد فيه وتركه يحبسه ويجب أن يمرخ البدن بدهن الورد القوي وبدهن الآس بدهن الخلاف وبدهن الجلنار أو يتخذ دهن من مياه طبخ فيها السفرجل العفص التفاح العفص والورد الجلنار ونحوه ويصفى ويطبخ فيها الدهن على ما تعلمه وقد يذر حب الآس المدقوق والجلّنار والكهرباء ونحوه مسحوقاً كالهباء فيحبس وربما كبس الخل الممزوج بالماء وعصارة الحصرم وطبيخ الجلنار وطبيخ العفص وطبيخ الآس وعصارة الخلاف عجيبة وكذا ماء حي العالم وإذا اشتدّ الأمر طلي بالألعبة الباردة وبالصمغ وخصوصاً إذا جعل في أمثال هذه صندل وكافور وخصوصاً إذا صندل بهذين وروح وإذا اشتد الأمر وجب أن يوضع الثلج على الأطراف ويدخل فيه الأطراف أو يستحم بماء بارد إن صبر عليه .


فصل في تدبير الرعاف المفرط يجب أن لا يبادر إلى منع البحراني منه ما أمكن وإذا وجب منع الرعاف في الحميات الحادة رطبت الأطرافَ ووضعت المحجمة على الجانب الذي يلي المنخر الراعف ثم اتبع بتبريد ذلك الموضع وما أمكنك أن تبرده فتحبس به فلا تضع المحاجم وقطر في الأنف بعض القطورات المذكورة في باب الرعاف وإذا لم يكن مانع فبرد الرأس بالمبردات المذكورة فيه وقد يصيب أصحاب الربع رعاف فتحتاج أن تعين بالمرعفات المعلومة فإن فيه شفاء الربع فإن خفنا الإفراط فعلنا مثل ما فعلناه وأنت تعلم جميع ذلك .
فصل في تدبير القيء الذي يعرض لهم بالإفراط البحراني أيضاً لا يقطع إلا عند الضرورة وفي بعض الأوقات يقطع قيئهم وغثيانهم بالقيء وبمعونة ما يستخرج به الخلط المؤذي مثل السكنجبين الساذج والماء الحار وربما احتيج أن يقوَى فيجعل بدل السكنجبين الساذج السكنجبين البزوري .
فإن كان الخلط متشرباً وغليظاً فيصلح أن يسهلوا بمثل الصبر والأيارج وإذا لم يكن متشرّباً فربما نفع الأيارج والصبر .
وإن كان متشرّباً غير غليظ كفاه السكنجبين بالماء الحار ثم يعدله بعد ذلك ماء الرمانين يشرب فإن قاءه شرب مرة أخرى حتى يعتدل ويهدأ وكذا شراب النعناع بحب الرمان وربما سكنه تبريد المعدة ولا يجب أن يقرب الأشياء العفصة والمسكنة للقيء بعفوصتها وحموضتها القابضة المتشرب فإنه رديء يزيده تشرباً وأما غير المتشرب فربما قذفه وإن كان غليظاً إلى أسفل وربما قوى المعدة على قذفه من فوق فأما إذا دام القذف من الصفراء ولم يكن من قبيل المتشرب فاستعمال القوابض وخصوصاً أضمدة نافع مثل : ضماد يتخذ من قشور الرمان والعفص ونحوهما بشراب ممزوج أو بخل ممزوج ولقذف السوداء المفرط يغمس إسفنج في خلّ ويوضع على المعدة فإن احتيج إلى أقوى استعملت الأدوية المذكورة في باب حبس القيء .


فصل في تدبير الإسهال الذي يعرض لهم قد أفردنا في باب الإسهال كلاماً في هذا الغرض فلترجع إليه ومما ينفع من طريق الأغذية الماش المقلو والعدس المقلو والكسفرة أيهما كان بعد السلق وصبّ الماء عنه وخصوصاً إذا حمضا بحبّ الرمان .
فصل في تدبير عدشهم المفرط يجب أن يدهن الرأس بدهن بارد مبرد جداً يصب عليه ويوضع على الرأس إن لم يكن مانع وبالمياه المبردة وإمساك لعاب حب السفرجل مخلوطاً بدهن الورد البالغ أو نقيع الإجاص ولبوب القثاء والقند والقرع وبزر الخشخاش الأسود وأصل السوسن والحب المكتوب في القراباذين للعطش ومن المضوغات والمصوصات التمر الهندي والعطش قد يكون من اليبس فيقطعه النوم وقد يكون من الحر فيقطعه السهر .
فصل في السباب الذي يعرض لهم يجب أن يؤخذ عن سباته بالحديث ونحوه من الأصوات وتربط أعضاؤه السافلة ربطاً مؤلماً يقدر عليه إن لم يكن مانع ويحمل شيافة لطيفة إن كانت الطبيعة معتقلة وفي أوقات الراحة أو فترة اللزوم يحجم ما بين الكتفين والقفا .
فصل في تدبير ثقل رؤوسهم يجب أن يجتنب حلب اللبن على رؤوسهم أو صب دهن عليه أو نطول أو سعوط بل اقتصر على التبخيرات بالنطولات البابونجية وفيها بنفسخ ونخالة ونحو ذلك .
فصل في أرق أصحاب الحمَيات وغيرهم أما دهن الخشخاش واستنشاقه مع دهن بزر الخس ودهن النيلوفر والقرع وإلصاق شيء من المخدرات المشهورة بالصدغ والإكباب على الأبخرة المرطبة وإشمام النيلوفر واللفاح والشاهسقرم المرشوش من بعيد والنطولات المرطبة فأمر تعلمه وكذلك إن لم يكن مانع يسقى شراب الخشخاش ولعوقه ثم يكثر بين يديه السرج ورفع الأدوات بالحديث ويعصب أطرافه عصباً يؤلم قليلأ بإناشيط تنحل بسرعة وتكلف التناوم وتغميض العين فإذا كرى يسيراَ أطفئت السرج وكفت الأصوات وأنشطت الأناشيط فإنه ينام وإذا وجد خفا وسكوناَ من النوبة أو من الشدة أدام كسل الوجه بماء طبخ فيه الخشخاش الأسود مع .


شيء من اليبروح أصله وإن كان هناك خلط بورقي نفع الماء المطبوخ فيه النمام وأكليل الملك والأقحوان والخشخاش غسولاً للوجه وإكبابأ على بخاره .
فصل في وجع الجوف الذي يعرض لهم يكون من إنصباب مراراَ إلى المعدة فإن عرض في ابتداء دور سقي قليل شراب تفاح مع سكنجبين .
فصل في خشونة ألسنتهم أو لزوجتها أما ما يكون عن اللزوجة فتحك بخيزران أو بقضيب خلاف بدهن اللوز والطبرزد حتى تنتقي أو بإسفنج وقليل ملح .
ودهن ورد فإن فيه تخفيفاً كثيراَ على العليل بعد ذلك .
وعند خشونته لا عن لزرجة بل عن يبوسة فيجب أن يمسك في فمه السبستان أو نوى الإجاص أو ملح يجلب من الهند هو في لون الملح وحلاوة العسل يؤخذ منه على ما زعم أرخيجانس قدر باقلاة وحب السفرجل مما يرطب اللسان ويمنع تقحله ويجب أن لا يفغر كثيراَ ولا يستلقي نائماَ فإن هذين يجففان اللسان .
فصل في العطاس الملح الذي يعرض لهم قد يعظم ضرر العطاس الملح بهم فإنه يؤذيهم ريملأ رؤوسهم ويضعف قواهم وربما أرعفهم ويجب أن يدلك منهم الجبهة والعين والأنف وتفتح أفواههم وتدلك أحناكهم بشدة وتمدّد رؤوسهم ويقلبوا أو تغمر أطرافهم ويصمت في اَذانهم أدهان فاترة إلى حرارة يسيرة ويرطب عضلهم وفكوكهم ويوضع تحت أقفائهم مرافق مسخنة ولا يوقظون عن نومهم دفعة ويوقون الغبار والدخان وكل ما في رائحته حدّة ويشمّمون السويق وطين النجاح والأسفنج البحري .
فصل في الصداع الذي يعرض لهم تربط أطرافهم وخصوصاً الفخذ وتعصب وتدلك أقدامهم ويحملون شيافة تجذب المادة إلى أسفل وتقوّى رؤوسهم بالمبرّدات المعلومة وإن لم يكن مانع من نزلة أو سعال نطلت رؤوسهم بطبيخ الورد والبنفسج والشعير وورق الخلاف ونحو ذلك .
وكذلك دهن الورد ودهن الخلاف .
وإذا لم يغن ذلك فأخلط بالنطولات المبرّدة مليّنات مثل البابونج ومخدّرات مثل الخشخاش .


ولا يحلب اللبن إلا عند زوال الحمّى فإن كانت القوة قوية حلبت لبن ا - لماعز وإن كانت ضعيفة حلبت لبن النساء .
واحذر اللبن عند الامتلاء الرطب البدني السباتي .
وكذلك احذر جميع المرطبات وإنما تستعمل المرطّبات حين ما يكون البخار دخانياً والرأس يابس قليل النوم وإذا كثر الامتلاء في الرأس من البخار الرطب فاجذبه إلى أسفل بالشيافات والحقن وبشد الأعضاء السافلة حتى الخصيتين .
إن السعال كثيراً ما يعرض لهم من حرّ أو يبس فيجب أن يمسكوا في أفواههم حب السعال واللعوقات كلعوق الخشخاش المتخذ باللبوب الباردة والنشاء ونحوه .
ويستعملوا القيروطيات المبردة المرطّبة المتخذة من دهن الورد الخالص ومن لعاب بزر قطونا وعصارة الحمقاء ونحو ذلك .
فصل في بطلان شهوتهم ربما كان سببه خلطاً في فم المعدة يعرف مما قد قيل في بطلان الشهوة ويستفرغ بقيء أو إطلاق وكثيراً ما ينتفعون بإدخال الاصبع في الحلق وتهييج المعدة وخصوصاً أذا قذفت شيئاً مرياً أو حامضاً .
وربما كان من شدة ضعف فيعالج المزاج الذي أوجبه بما - علم ويجب أن يقرب إليهم الروائح المنبهة للشهوة مثل : رائحة السويق المبلول بالماء البارد أو بالماء والخل ويعطون الجوارشن المنسوب إلى المحمومين وقليل شراب - وبسلافات الفواكه العفصة الطيبة الرائحة وأن يلعقوا شيئاً من خل القرّيص وقريص السمك أو الجدي أو نحو ذلك .
ويجعل على المعدة بعد الأيام الأول أضمدة متخذة من الفواكه وفيها أفسنتين وصبر على ما علمت وتمرخها بالأدهان الطيبة نافع .
فصل في بوليموسهم يجب أن يعالجوا بالمشمومات وبالطين النجاحي أو الأرمني مبلولاً بخلّ ويشمموا المصوصات والخبز النقي الحار واللحوم المشوية وتشد أطرافهم وتمدّ آذانهم وشعورهم وتقوى أدمغتهم بالنطولات المبردة المرطبة - فإن أكثر بوليموسهم لبطلان حس فم المعدة بسبب مشاركة الشعب التي تأتيه بالحس .
ويكون البدن يقتضي ويطلب لكن الحسق لا يتقاضى به .


فصل في سواد لسانهم يجب أن لا يترك على لسانهم السواد بل يحكّ بما تدري وإلا صعد إلى الرأس بخارات خبيثة فأوقعت في السرسام .
وأما شهوتهم الكلبية فيعالجون بالدسومات الباردة والحلاوات .
فصل في الغشي الذي يعرض لهم قد يعرض لهم الغشي في ابتداء الحمّيات لانصباب المرار إلى أفواه معدهم فيجب أن يعطوا قبل النوبة أو عند النوبة قطعة خبز سميذ بماء الرمان وماء الحصرم .
واعلم أنا إذا اجتمع الغشي والحمى فالغشي أولى بالعلاج وإن أحوج إلى الطعام .
فقليل خبز ممزوج بثلاثة دراهم شراب عتيق وإلا شراب التفاح العتيق الذي يحلّل فضوله .
والفصد كثيراً ما يزيد في الغشي .
والحقنة اللينة أوفق والقذف نافع لهم وشد الساقين ووضع اليدين والرجلين في ماء حار .
وكلما يفيق فمن الحزم أن يطعمه سويق الشعير مبرّد فيا حبّ الرمان فإنه نافع لهم .
ضيق النفس يعرض لهم إما لتشنُّج ويبس يعرض لعضل النفس أو لمادة خانقة تنزل إلى حلوقهم .
وأما لضعف يستولي على العصب الجائي إلى أعضاء التنفس والأول يعالج بالمراهم المرطبة والثاني بما يمنع الخوانيق والثالث بتعديل مزاج الدماغ وتمريخ العنق بما يبرّد ويرّطب وبما يوضع على المعدة أيضاً من مثل جرادة القرع والحمقا والصندل بدهن الورد ونحوه .
فصل في شدة كربهم إذا كثر الكرب بسبب فم المعدة وحصول خلط لاذع فيه فبرّد معدتهم بما علمت من الأغذية ويجب أن يروّحوا ويضجعوا في موضع بقرب حركات الماء مفروش بالأطراف والأغصان الباردة والرياحين الباردة من النيلوفر والورد والنضوجات الباردة المتخذة من الفواكه العطرة الباردة والصندل وكثيراً ما ينفعهم من كربهم الحقن الباردة المتخفة من ماء القرع والخيار وعصارة الحمقا وحي العالم بدهن الورد .
فصل في عسر الازدراد يعرض لهم إن كان عسر الازدراد يعرض لهم وكانت الحمى مطبقة فليفصد ويخرج الدم قليلاً وليغذ للمعاودة بالخل والخس .


إن كانت الشهوة فيها بعض الفتق والا فليقتصر على ماء - الشعير وليحذر المعاملة وإن كان به إعتقال فالحمول والحقن خير من المسقل من فوق بكثير .
كثيراً ما تغور حرارتهم وتبرد أطرافهم وتبخر الحرارة الغائرة إلى الرأس فلتوضع الأطراف في الماء الحار ولا يشربن الماء البارد فهذا القدر كاف في معالجاتهم .
فصل كلام كلي في الحمًى الصفراوية الحميات الصفراوية ثلاث : غب دائرة وغب لازمة ومحرقة .
فالغب الدائرة إما خالصة وتكون عن صفراء خالصة .
وإما غير خالصة وتكون عن عفونة صفراء غليظة الجوهر لاختلاط صفراء مع بلغم اختلاطاً مازجاً موحداً وبذلك يخالف شطر الغبّ إذ كان شطر الغب يوجبه مادتان متمايزتان وهذا يوجبه مادة واحدة هي في نفسها ممزوجة يمتزج بخارها بشيء من البارد يثقل عفونته ! وانحلاله ونضجه .
فلذلك يكون لشطر الغب نوبتان .
وللغب الغير الخالصة نوبة واحدة وهذه الغير الخالصة ربما طالت مدة طويلة وقريباً من نصف سنة وربما أدت إلى الترهل وإلى عظم الطحال .
وأما المحرقة فمانها من جنس اللازمة إلا أن تفاوت اشتدادها وفتورها غير محسوس وأعراضها شديدة والسبب حمة المادة وكثرتها إذ وقوعها بقرب القلب .
وفي عروق فم المعدة أو في نواحي الكبد خاصة وبالجملة الأعضاء الشريفة المقاربة للقلب .
وأما في الغب فإن الصفراء تكون في اللحم وإلى الجلد وفي الدائمة تكون مبثوثة في عروق البدن التي تبعد عن القلب .
وشدة العطش والكرب والقلق والأرق والهذيان والغثيان ومرارة الفم وتبثر الشفاه وتشققها والصداع يكثر في الحميات الصفراوية وتكون الطبيعة في أكثرها إلى اليبوسة لأن المادة إما متحركة إلى الأعالي وإما إلى ظاهر البدن والجلد .


فصل في الغبً مطلقاً ويسمى طريطاوس نوبة الغبً تأخذ أولاً بقشعريرة ونخس كنخس إبر ثم تبرد وتأخذ في نافض صعب جداً أشد من سائر النوافض غير بارد أو قليل البرد وليس برده إلا لغور الحرارة إلى الباطن نحو المادة ويجد كنخس الإبر .
وهذا النافض مع شدته سريع السكون والسخونة وقد علمت سبب مثل هذا النافض .
ويكون النافض فيه في الأيام الأول أقوى وأشدّ وفي الربع بخلافه .
وأيضآ فإن النافض يبتدىء بقوة ثم يلين قليلاً قليلاً وينقضي بسرعة وفي الربع بخلافة .
والعرق يكثر في الغبّ عند الترك ويكون البول فيه أحمر إلى نارية لا كثير غلظ فيه أو تكون غير خالصة فيكون بوله فجاً أو غليظاً .
وحرارة الغب أسلم من حرارة المحرقة .
واليد كلما طال لمسها للبدن لم يزدد التهاباً بل ربما نقص التهابها وفي المحرقة يزداد التهابها والعوارض التي تعرض في الغب السهر بلا ثقل في الرأس إلا في بعض غير الخالصة والعطش والضجر والغضب وبغض الكلام .
ويكون النبض حاداً سريعاً بالقياس إلى نبض سائر الحمّيات ولا يكون مستوي الانقباض والاختلاف فيه دون ما في سائر الحميات الخلطية وأقل مما في غيره مع صلابته .
ويكون النبض أقوى فيه بل لا اختلاف فيه في الأكثر إلاّ الاختلاف الخاص بالحمّى من دون غيره وفي الابتداء لا بد من تضاغط النبض إلى وقت انبساط الحمّى ثم يقوّى ويسرع ويتواتر ويكون اختلافه ليس بذلك المفرط وقد يدل عليه السن والعادة والبلد والحرفة والسحنة والفصل وكثرة وقوع الغب في ذلك الوقت فإذا تركبت غبّان كانت النوائب عائدة كل يوم فمن راعى الغبّ بالنوبة غلط فيه بل يجب أن يراعى الدلائل الأخري والنوائب تؤكدها وأصحاب الغب قد يعرض لهم سهر وحب خلوة وكثيراً ما يحسون بغليان عند الكبد .


الفرق بين الغب الخالصة وغير الخالصة : الخالصة لطيفة خفيفة تنقضي نوبتها من أرج ساعات إلى إثنتي عشرهّ ساعة لا تزيد عليها كثيراً فإن زادت كثيرة فهي غير خالصة وهي في الاكثر إلى سبع ساعات ويسخن فيها البدن بسرعة وترى الحرارة تنبعث من البدن والأطراف بعد باردة .
وكذلك الخالصة لا تزيد إذا لم يقع غلط على سبعة أدوار وربما أنقضت للطافة مادّتها في نوبة واحدة يقع فيها قيء أو إسهال منقّ ويظهر النضج في البول أو في أول يوم أو في الثالث أو في الرابع أو في السابع فإن زادت على سبعة أدوار زيادة كثيرة فهي من جملة الغير الخالصة وكذلك إن طالت مدة نافضها .
وتكون تزيد نوائبها ويقدّم نفضها على نمط محفوظ النسب وكذلك إذا تشابهت النوائب على حدّ واحد وسائر علامات طول الحمّى مما قد علم وإذا رأيت الابتداء بنافض على ما حدّدناه والانتهاء بعرق غزير فلا تشكّ أنها خالصة .
والخالصة إذا شرب صاحبها ماء انبعث من بدنه بخار رطب كأنه يريد أن يعرق وربما عرق .
وغير الخالصة يوجد معها ثقل كثير في الرأس وامتداد وتطول النافض والنوبة حتى تبلغ أربعاَ وعشرين ساعة أو ثلاثين ساعة إلى وقتها وتفتر تتمة ثمانية وأربعين ساعة وبمقدار زيادة النوبة على إثني عشر ساعة يكون بعدها عن الخلوص .
وفي الغب الغير الخالصة يبطؤ ظهور النضج ولا يظهر في السحنة قضف ولا هزال .
وربما لم تقلع بعرق وافرٍ وربما لم تبتدىء بنافض قوي .
ولا تكون الحرارة بتلك القوة ولا يكون تزيّدها مستوياً بل كأنها تتزيّد ثم تتقدّم فتنقص والأعراض الصعبة تقل فيها .
الغب اللازمة : تعرف باشتداد النوائب غباً وبشدة أعراض الغست .
وعند " جالينوس " أنَّ الدم إذا عفن صار من هذا القبيل وفيه كلام يأتي من بعد .


علاج الغِبّ الخالصة : يجب أن تتذكر ما أعطيناك من الأصول في علاج الحمّيات في الإسهال والغذاء وفي جميع الأبواب وتبنى عليها ولا تلتفت إلى قول من يرخص في الابتداء بالمسهلات القوية وبالهليلج ونحوه إلا بما ذكرناه من الصفة بل يجب أن تبادر في أول الأمر فتلين تلييناً ما بمثل ما ذكرنا هناك مثل التمر الهندي قدر أربعين درهماً ينقع في ماء حار ليله ويصفى ويلقى عليه شيرخشت أو تَرَنْجُبين أو بماء الرمانين وبمثل طبيخ اللبلاب بالتَرَنْجُبين والزبيب المنزوع العجم أو نقيع الإجاص بالترنجبين أو الشيرخشت أو شراب البنفسج أو البنفسج المربّى وربما فعل لعاب بزر قطونا مع بعض الأشربة مثل شراب الإجاص إزلاقاً وتلييناً أو بطبيخ العدس باللبلاب أو الحقن اللينة مثل الحقنة بطبيخ الخطمي والعناب والسبستان وأصل السوسن ودهن البنفسج وبعصارة السلق وبدهن البنفسج والبورق على نحو ما تعلم .
وذلك إذا مست إليه الحاجة فإنه من الصواب أن لا يسقى مثل ماء الشعير ولا نحوه ولا الأغذية إلا وقد لينت الطبيعة على أن الإسهال في الابتداء في حمّى الغبّ الخالصة أقل غائلة من مثله في غيرها وإن كانت له غائلة أيضاً عظيمة وإذا أمكن أن لا يفصد إلى ثلاثة أدوار فعل وكذلك إذا خفت أن يكون المرض مهتاجأ ففعلت ذلك فما يقع من خطأ أن وقع أقل من غيره .
ويجب أن لا يحرك يوم النوبة شيئاً إلا لضرورة ولا يغفو إلا عند الشرائط المذكورة .
وأن تمرّ البول بحليب البزور ويجب أن ترد عليه النوبة وهو خاو ليس في معدته شيء بل يجب أن يسقى السكنجبين كل بكرة وبعده بساعتين ماء الشعير في يوم لا نوبة فيه والسكنجبين بعد النوبة صالح وكذلك وضع الرجل في الماء الفاتر ليجذب بقايا الحرارة واستحب أن يكون في السكنجبين خصوصاً في الأواخر حليب البزور الباردة المدرة أو قبل النوبة بثلاث ساعات أو أربع ويسقى بعد النوبة أيضاً ماء الشعير .


وإذا وجب تلطيف التدبير سقي مثل ماء الرمان وماء البطيخ الهندي ونحوه ويمزج تدبيره على الوجه المذكور كلما قارب المنتهى لطف وفي الأيام الأول يغذى بكشك الشعير والخبز المثرود في الماء البارد إما كما هو وإما حليبه فيه وبما يتخذ من المج والعدس .
وإذا كان الطعام يحمض في معدته لم يسق من ماء الشعير الذي ليس برقيق جداً شيئاً وإن احتيج إلى سقيه قويَ يسيراً بطبخ أصل الكرفس فيه وإن كانت المعدة أبرد من ذلك والحمى غير عظيمة غير خالصة جعل فيه قليل فلفل على رأي بقراط فإن دلت العلامات على أن البُحران قريب فاستكف بماء الشعير وماء الرمان الحلو والمر والسكنجبين والفواكه التي تستحب لهم الرمان الحلو والمر والإجاص النضيج والنيء .
وأما البطيخ الهندي فشيء عظيم النفع مع لذته يطلق ويدر ويكسر شدة الحر ويعرّق وربما لم يضرّ الدستنبونات الصغار ومن البقول القرع والقثاء والقثد والخسق واعلم أن المقصود فيما يغذاه صاحب الغب .
أما غثيان به وصفرة البيض .
وأما التبريد والترطيب معاً مثل كشك الشعير ولا يفرط في التبريد جداً خصوصاً في الإبتداء إلا أن يجد التهاباً شديداً ويخاف انقلابه إلى محرقة أو لازمة فإن أدرك البحران ورأيت نضجاً في الماء وهو الرسوب المحمود الذي تعرفه فإن أغني وإلا عالجت حينئذ بما تعين الطبيعة به من إدرار وإسهال أو قيء أو عرق ولا تناقضها في ذلك .
فإن لم تجد ميلاً ظاهراً فاستفرغ بالإسهال فمن ذلك السقمونيا قدر دانق في الجلاب أو طبيخ الهليلج بالتمر الهندي والترنجبين والزبيب والأصول والخيار شنبر على ما علمت ولك أن تقويها بالشاهترج والسنا والسقمونيا ومما يوافقهم أيضاً أقراص الطباشير المسهلة .
نسخته : يؤخذ إهليلج أصفر منزوع النوى وزن أربعة دراهم سكر طبرزد وزن عشرين درهماً سقمونيا وزن دانق تشرب بماء بارد وبعد ذلك يعالجون بالإدرار .


وإن كان هناك حرارة مفرطة والتهاب عظيم وقد استفرغته فلا بأس أن تسقيهم شيئاً من المطفئات القوية مما قيل في تدبير الأمراض الحادة وربما اقتنعوا بالأضمدة منها .
وأما الحمّام فيجب أن لا يقربوه قبل النضج وأما بعد النضج وعند الانحطاط فهو أفضل علاج لهم وخصوصاً للمعتاد وعلى أن الخطأ في إدخالهم الحمّام قبل النضج أسلم من مثله في غيرها .
ويجب أن يكون حمّامهم معتدلاً طيّب الهواء رطبه يتعرقون فيه بالرفق بحيث لا يلهب قلوبهم ويتمرخون بدهن البنفسج والورد مضروباً بالماء ولا يطيلوا فيه المقام بل يخرجون بسرعة والمعاودة أوفق لهم من إطالة المقام وعند الخروج إن استنقعوا في ماء فاتر يقيمون فيه قدر الاستلذاذ فهو صالح لهم ثم إذا خرجوا فلهم أن يشربوا شرابا أبيض رقيقاً ممزوجاً كثير المزاح ويتدثرون مكانهم فإنهم يعرقون عرقاً شديداً وينضج بقية شيء إن كان بقي ويغذون بعد ذلك بالأغذية المبردة المرطبة والبقول التي بتلك الصفة .
ولا تخف بعد الانحطاط من سقيهم الشراب الممزوج الكثير المزاج .
فإن الشراب المكسور الحميا بالمزاج ينفع القدر الباقي منه في تحليل ما يحتاج إلى تحليل ويتدارك الماء النافذ بقوته ومخالطته ما فيه من التسخين اليسير فيبرد شديداً ويرطّب فإن كانت هناك أعراض من العطش والصداع والسهر وغير ذلك فقد مرّ لك علاجها وإذا بقي بعد البحران شيء من الحرارة اللازمة فعليك بالسكنجبين مع العصارات المدرّة أو مطبوخاً فيه البزور والأصول المدرّة .


واعلم أن علاج الغب اللازمة هو علاج الغبّ لكنه أميل إلى مراعاة أحوال النضج وإلى التبريد بالسكنجبين المتخذ ببزر الخيار وبزر الهندبا خاصة المرضوضين ويسقى بعد ساعتين ماء الشعير وإلى تلطيف الغذاء وإلى استعمال الحقن اللينة في الابتداء وإلى الأدرار ويجب أن يرفق فلا يسقى من المسهلات في الابتداء وما يقرب منه إلا مثل شراب البنفسج وماء الفواكه ولا علاج الغب الغير الخالصة : الأمور التي بها يخالف علاج الغب الغير الخالصة الغب الخالصة هي أمور تشارك بها الحيمات الباردة من أن الترخيص الذي ربما رخص به لأصحاب الخالصة من أن لا ينتظروا النضج ولا ينتظروا أكثر الانحطاط إن انتظروا النضج هو محرّم عليهم .
فإن الحمّام يخلط البلغم الغير النضج بما ينصب إلى موضع العفونة ويختلط الخلظ الرديء بالعفن فيتحلّل اللطيف ويبقى الكثيف .
وإن التغذية كل يوم أيضاً أو القريب من التغذية مما يضرهم بل يجب أن يغذوا يوماً ويوماً لا ويكون في أغذيتهم ما يجلو ويسخن قليلاً وأن تكون التغذية في أوائل العلة أكثف منها في أوائل الخالصة ثم تدرج إلى تلطيف فوق تلطيف الغب .


وأن يكون التلطيف فيها في الأوائل بالإجاعة أكثر من التلطيف بالغذاء اللطيف جداً وأن يكون التبريد أقل وأن يحقنوا في الابتداء بحقن أحد وأن ينتظر النضج في إسهالهم القوي أكثر وأن يكون في ماء شعيرهم قوى منضجة محللة مثل ما قلنا لمن يحمض ماء الشعير في معدته بل أقوى من ذلك فربما احتيج إلى أن يطبخ فيه الزوفا والصعتر والفودنج والسنبل بحسب المزاج والسلق نافع لهم وخلط ماء الخس بماء الشعير وفي آخره ماء الحمص نافع لهم ويجب أن ينظر في قرب غير الخالصة من الخالصة وبعدها عنها وبحسب ذلك يخالف بين علاجها وبين علاج الخالصة فإن كان قريباً جداً من الخالصة فخالف بينهما مخالفة يسيرة وإذا رأيت قواريرهم غليظة فافصد وإذا فصدت لم تحتج إلى حقنة واعلم أنه لا أنفع لهم من القيء بعد الطعام فمن المسهلات في أوائلها التي هي أقرب إلى الاعتدال ماء الجلنجبين المطبوخ والسكنجبين وربما جعلنا فيه خيار شنبر وأقوى من ذلك أن يجعل فيه قوة من التربد والحقن في الابتداء أحبّ إلي من المسهلات الأخرى وهي الحقن التي فيها قوة الحسك والبابونج والسلق والقرطم والبنفسج والسبستان والتين ورائحة من التربد وفيها الخيار شنبر ودهن الشيرج والبورق وربما احتيج إلى أحد من هذا بحسب بعد الحمى من الخالصة .
وأما المعينات على الإنضاج مثل السكنجبين مخلوطاً بشيء من الجلنجبين أو السكنجبين الأصولي .
وبعد السابع مثل طبيخ الأفسنتين فإنه نافع ملطف للمادة مقوّ للمعدة وكذلك ماء الرازيانج وماء الكرفس مع السكنجبين وإن جاوز الرابع عشر فلا بأس بسقي أقراص الورد الصغير فإن طالت العلة لم نجد بدّا من مثل أقراص الغافت وطبيخه وتسخين نواحي الشراسيف من هذا القبيل ويضمّد مراقهم أيضاً بما ينضج ويرخى تمدداً إن وقع هناك فإذا علمت أن النضج قد حصل فاستفرغ وأدرّ ولا تبال .


ومن المستفرغات الجيدة لهم أن يؤخذ من الأيارج خمسة دراهم ومن عصارة الخسّ والغافت من كل واحد ثلاثة دراهم ومن بزر الكرفس والهليلج الأصفر والكابلي من كل واحد وزن خمسة دراهم ومن التربد سبعة دراهم يحبب بماء الكرفس والشربة منه درهمان ومن ذلك مطبوخ جيد لنا .
ونسخته : يؤخذ من الغافت ومن الأفسنتين ومن الهليلج الكابلي من كل واحد خمسة دراهم ومن بزر البطيخ وبزر القثاء والخيار وبزر الكرفس والشكاعى والباذاورد وبزر البطيخ من كل واحد عشرة دراهم ومن التربد وزن درهم ومن الخيار شنبر وزن ستة دراهم ومن الزبيب المنزوع العجم عشرون عدداً ومن السبستان ثلاثون عدداً ومن التين عشرة عمداً ومن الجلنجبين المتخذ بالورد الفارسي وزن خمسة عشر درهماً يطبخ الجميع على الرسم في مثله ماء يؤخذ مثله قدح كبير قد جعل فيه قيراط سقمونيا وربما احتيج إلى دواء قوي من وجه ضعيف من وجه .
أما قوته فبحسب استفراغه الخلط اللزج وأما ضعفه فبحسب أنه لا يستفرغ كثيراً دفعة واحدة بل يمكن أن يحرّج به فيستفرغ الخلط المحتاج إلى استفراغه مراراَ لئلا ينهك القوة .
وهذا الدواء هو الذي يمكن أن يفرق ويجمع ليطلق قليله ويطلق كثيره .
فأما القليل فقليلاً من الرديء .
وأما الكثير فكثيراً من الرديء .


وأما السلاقات فقليلها ربما لم يفعل شيئاً ومثل هذا الدواء أن يؤخذ من التربد قليل قدر نصف درهم أو أقل أو أكثر بحسب الحاجة ومن السقمونيا قريب من الطسوج أو فوقه ويعجن بالجلنجبين المذكور ويشرب أو يؤخذ من الغاريقون ومن السقمونيا على هذا القياس ويعجن بالجلنجبين ويشرب أو يجعل في عصارة الورد الطري قدر أوقية فصل في الحمى المحرقة وهي المسماة فاريقوس إن المحرقة على وجهين : محرقة صفراوية يكون السبب فيها كثرة العفونة إما في داخل عروق البدن كله أو في العروق التي تلي نواحي القلب خاصة أو في عروق نواحي فم المعدة أو في الكبد وإما بلغمية وتكون من بلغم مالح قد عفن في العروق التي نواحي القلب كما قال بقراط في ابتذيميا وإنما يكون البلغم المالح كما علمت من مائية البلغم مع الصفراء الحادة .
فمّكون الصفراء التي تتعفن نارية مائية أي مخالطة للمائية الكثيرة .
ولما كانت المحرقة أشدّ أعراضاً من الغبّ وجب أن تكون أقصر مدة منها والمشايخ قلما تعرض لهم الحميات المحرقة فإن عرضت لهم هلكوا لأنها لا تكون إلا لسبب قوي جداً ثم قواهم ضعيفة .
وأما الشبان والصبيان فتعرض لهم كثيراً وتكون في الصبيان أخفّ لرطوبتهم وربما كانت فيهم مع السبات لتثوير الأبخرة إلى الرأس وقد ذكر بقراط أن من عرض له في الحمى المحرقة رعشة فإن اختلاط الذهن يحلّ عنه الرعشة ويشبه أن يكون ذلك لأن الدماغ يسخن جداً فيسخن العصب ويشبه أن تكون محرقة ويكون اختلاط الذهن ينحل عنه بالرعشة لانتقاض المواد إلى العصب وأكثر ما تفضي تفضي بقيء أو باستطلاق أو عرق أو رعاف .
العلامات : علاماتها اللزوم وخفاء الفترات وشدّة الأعراض من خشونة اللسان ومن اصفراره أولاً ومن اسوداده ثانياً ومن احتباس العرق إلا عند البحران وشدة العطش .
قال بقراط إلا أن يعرض سعال يسير فيسكّن ذلك العطش يشبه أن تكون شدة عطشهم بسبب الرئة فإذا تحركت يسيراً بالسعال ابتلت بما يسيل إليها من اللحم الرخو .


والحرارة في المحرقة في أكثر الأمر لا تكون قوية في الظاهر قوتها في الباطن .
ويكون النكس فيها أخفّ منه في غيرها والكائنة من الصفراء تشتد فيها الأعراض الرديئة من السهر والقلق والاحتراق واختلاط الذهن والرعاف والصداع وضربان الصدغين وغؤور العين واستطلاق البطن بالصفراء المحضة وسقوط الشهوة وإذا عرضت للصبيان كرهوا الثدي ولم يقبلوه وفسد ما يمصونه من اللبن وحمض .
علاج المحرقة : علاجها هو علاج الغب الخالصة .
وإذا احتاجوا إلى استفراغ بمثل ما قيل فالتعجيل أولى .
وأما التام فبعد النضج والفصد ربما ألهبهم وربما نفعهم إن كان هناك كدورة ماء وحمرة لكنه يحتاج إلى تلطيف وتبريد أشد وتبريد بالفعل لما يتناولونه .
وإذا خفت سقوط القوة فلا بدّ من تغذية وإن لم يشتهوها وخصوصاً فيمن يتحلّل منه شيء كثير فإنهم كثيراً ما يصيبهم بوليموس أي عمم الحسّ وإلى تليين في الابتداء أقوى وإلى معالجات الحمى الحادة المذكورة على جميع الأنحاء الموصوفة وقد يصلح أن ينام عند فتور قليل من الحمى على ماء التمر الهندي وقد جعل فيه قليل كافور واستحمت لهم السكنجبين أو حليب بزر البقلة الحمقاء أو حليب بزر الهند .
والبطيخ الرقي جيد لهم ويعتبر في شربة الماء البارد ما ذكرناه فإنلم يكن مانع سقي منه ولو إلى الاخضرار وربما أنساهم اختلاط الذهن طلب الماء فيجب أن يجرعوا منه كل وقت قليلاً قليلاً جرعات كثيرة وخاصة من يرى لسانه يابساً جافاً وتعالج أعراضه المفرطة بما ذكرناه في أبوابها ويجب أن يتوقى عليهم إفراط الرعاف فإنه مما يعظم فيه الخطب عندهم ويجب أن تراعى نفسهم ولا تدع نواحي الصدر أن تشنج ويجب أن تحفظ رؤوسهم بالخلّ ودهن الورد والصندل وماء الورد والكافور ونحو ذلك .


والتنطيل بالسلاقات المطبوخ فيها ما ذكرناه وإذا اشتد بهم السهر فعالجهم ولا بأس بسقي شراب الخشخاش ولو من الأسود في مثل هذه الحال وفي اَخره يسقى الأقراص التي تصلح له مثل : أقراص الكافور .
وفي ذلك الوقت يوافقهم السكنجبين بحليب بزر القثد وبزر الهندبا وبزر الحمقاء من كل واحد درهمين والسكنجنبين من خمسة وعشرين إلى خمسة وثلاثين على ما ترى فإن كان هنالك إسهال فأقراص الطباشير الممسكة .
قرص جيد مجرب : يؤخذ طباشير وورد من كل واحد درهمان ونصف زعفران وزن دانق بزر بقلة الحمقاء وبزر الهندبا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم بزر القرع وبزر القثاء من كل واحد وزن درهمين صندل وزن درهم ونصف رب السوس ونشا من كل واحد وزن أيضاً : ورد وزن أربعة دراهم بزر الخيار والبطيخ والقثاء والبقلة الحمقاء من كل واحد وزن درهمين زعفران دانقان كافور دانق ونصف صمغ ونشا وكثيراء ورب السوس من كل واحد درهم الشربة منه وزن درهمين .
وإذا انحط انحطاطاً بيِّناً فلا بأس بالحمام المائل ماؤه إلى البرد وأحب ما يكون الحمّام منهم لمن حماه من البلغم المالح .
فصل في حمّى الدم قد ظن جالينوس أنه لا تكون حمى الدم عن عفونة الدم .
فإن الدم إذا عفن صار صفراء ولم يكن دماً فتكون الحمى حينئذ صفراوية لا دموية وتكون المحرقة المذكورة أو الغبّ وتعالجها بذلك العلاج .
وهذا القول منه خلاف قول أبقراط وخلاف الواجب وأكثر الغلط فيه من قولهم : إذا عفن صار صفراء .
فإن هذا القول يوهم معنيين : أحدهما أنه إذا عفن يؤدي إلى أن يصير بعد العفونة صفراء كما يقال أن الحطب إذا اشتعل صار رماداً والثاني أنه إذا عفن يكون حال ما هو عفن صفراء كما يقال أن الخشب في حال ما يسخن يصير رماداً .


فلننظر في كل واحد من المفهومين فأما المفهوم الأول فهو فاسد المأخذ من وجوه ثلاثة : أحدها : أن الدم إذا عفن استحال رقيقة إلى صفراء رديئة وكثيفه إلى سوداء فليس بكليته يكون صفراء والثاني : أن ذلك يكون بعد العفونة ونظرنا في حال العفونة والثالث : أنه بعد ذلك يكون صفراء لا يدري هل فيها عفونة أو ليست فإن كثيراً من الأشياء تعفن ويتميز منه رقيق وكثيف ولا يكون الرقيق ولا الكثيف عفناً توجب عفونته كونه عن عفن فقد يكون من العفن ما ليس بعفن ولو كان كونه عن العفن .
يوجب عفونته لكان يجب أن يكون الكثيف المترمد أيضاً عفناً فتكون هناك حمى سوداوية أيضاً فهذا ما يوجبه تلخيص المفهوم الأول .
وأما المفهوم الثاني فهو كذب صرف فإن العفونة طريق إلى الفساد والعفونة لها زمان واستحالة الدم صفراء لا تكون في زمان بل العفونة فساد يعرض للدم وهو دم كما يعرض للبلغم وهو بلغم لم يصر سوداء ولا صفراء إلا أن يستحيل من بعد ذلك بتمام العفونة بل الحق الصحيح قول بقراط : أن الدم قد يتولد من عفونته حمى فنقول الآن أن حمى الدم حميان : حمى عفونة وحمى سخونة وغليان التي يسميها بقراط سونوخس أي المطبقة دون غيرها وأكثر غليانها عن سدد تحقن الحرارة وقد تكون عن أسباب أخرى تشتد فوق اشتداد أسباب حمى يوم وقد تسمى الشابة القوية وهي من جملة الحميات التي بين حميات العفونة وحميات اليوم فتفارق حميات اليوم بسبب أن التسخن الأول فيها للخلظ وتفارق حميات العفونة بأنه لا عفونة لها وهي حتى حادة ليست حمى يوم ولا حمى دق ولا حمى عفونة وكثيراً ما تنتقل إلى حمى عفونة أو إلى حمى دق وكثيراً ما أجراها جالينوس مجرى حميات اليوم .


ويرى جالينوس أن حمى المم لا تتركب مع سائر الحميات لأن العفن إذا كان في الدم كان عاماً لكل خلط وفي هذا تناقض لبعض مذاهبه لا نحتاج أن نطول الكلام فيه فلا ينتفع به الطبيب وسبب هذه الحمى الامتلاء والسدة وأكثرها من الرياضة وخصوصاً الغير المعتادة وترك الاستفراغ ثم استعمال رياضة عنيفة وقد توجب العفونة فيه كثرة مائية الدم من أكل الفواكه المائية فتستحيل إلى العفونة أو كثرة الخلط الفج فيه فتهيئه للعفونة مثله ما يتولد من القثاء والقثد والكمثري ونحوها .
وهذه الحمى لازمة لا تفتر لعموم المادة ولزومها إلى البحران أو الموت وأصنافها ثلاثة : أسلمها المتناقصة تبتدىء بصعوبة ثم لا تزال تتناقص لأن التحلل أكثر من التعفن ثم الواقفة على حال واحدة .
ربما تشابهت سبعة أيام وشرها المتزايدة لأن التحلل فيها أقل من التعفن وبحرانها إلى السابع في الأكثر وانقضاؤها باستفراغ محسوس أو غير محسوس وقد تنتقل إلى المحرقة وإلى السرسام وقد تتتقل بالتبريد الكثير إلى ليثرغش وقد تنتقل إلى الجدري والحصبة وإذا عرض فيها سبات وانتفاخ بطن يجيء منه كصوت الطبل فلا يحطه الإسهال مع تململ وكان الإسهال لا ينفع ثم خرج حصف أخضر عريض خاصة فهو من علامات الموت .
العلامات : علامات الحمى الدموية : لزوم الحمى وحمرة الوجه والعين وانتفاخ الأوردة والصدغين وامتلاء تام من غير نافض ولا عرق إلا عند البحران وكثيراً ما أجراها جالينوس مجرى حميات اليوم ويرى جالينوس أن حمى الدم يصحبها حكاك في الأنف وفي المحاجر وتضيق النفس وكثيراً ما يقع عليهم سبات وعسر كلام وهو رديء وكذلك أورام الحلق واللوزتين واللهاة وسيلان الدموع وحرارتها كثيرة رطبة بخارية حمامية غير قشفة كما في المحرقة ونبضها عظيم لين قوي ممتلىء سريع متواتر جداً مختلف غير كثير الاختلاف وأقل اختلافاً وسرعة مما في المحرقة والغب وليست حرارتها في حد المحرقة والغب لعدم العفونة .


وما كان منها عن عفن فحرارته وأعراضه أشد وعلاجه أصعب فهو أشبه بالمحرقة .
وأما رقة الدم وغلظه فتعرف بما يخرج منه والسونوخس الغليانية أشبه شيء في إبتدائها بحمى اليوم لكن حرارتها قليلة اللذع والأذى وكان أكثر تأثيرها بقرب القلب ويحدث منه التلهث والربو .
وأما العفنة فمستوية أو شبيهة بالمتسوى في الأكثر .
وأما علامات انتقالها فعلامات كل ما ينتقل إليه من الخناق ومن أورام الحلق واللوزتين وقد عرفتها وعلامات الجدري ستعلم .
وعلامات السرسام والصداع واختلاط الذهن وغير ذلك قد علمت .
وأما علامات طولها فمثل ما علمته من تأخر علامة النضج وانخراط الوجه واختلاف حالها في مدتها من التزيّد والوقوف والنقصان حتى تكون كأنها مفترة فإن ذلك دليل على أن الدم مملوء خلطاً فجاً .
وأما مدة بحرانها فيدل عليها ظهور علامات النضج إن تأخر إلى بعد الثالث والرابع لم يجرن في السابع وكثيراً ما يكون بحرانها في الرابع .
علاج حمى الدم : الغرض في علاج حمى الدم هو : استفراغ الكثرة إلى الغشي وتغليظ جوهر الدم إن كان رقيقاً جداً مائياً أو صفراوياً وتبريده وتنقيته وترقيقه إن كان غليظاً فيمن قد تناول مولدات الدم الغليظ ومولدات الخلط الفج وإنضاج المادة الفاعلة للحمى وتحليلها .
فأما الإستفراغ فلا كالفصد من اليد في أي وقت عرضت ولا تنتظر بحراناً ولا نضجاً إلا أن تكون تخمة فاحذرها وأفرغها فإن دامت الحمى فافصد ولا يزال يفصد حتى يقارب الغشي أو يقع إن كان البدن قوياً .


فإن الغشي يبرد أيضاً المزاج القوي واعلم أن الفصد وسقي الماء البارد ربما أغنى عن تدبير غيره والتفريق فيه أولى إن لم يكن ما يوجب الاستعجال فإنه ربما كان فيما دون مقاربة الغشي بلاغ وربما يتبع الفصد البالغ في الوقت إسهال مرة وعرق يجب أن يمسح كل وقت حتى يتتابع وربما عوفي به ويتدارك ما عرض من ضعف وغشي بغذاء لطيف وسكون ويجب أن يدام تليين الطبيعة بما يعرف من مثل ماء الرمانين وماء الرمان الحلو والمر إلى حد الشيرخشْك والتمر الهندي وإشيافات خفيفة مما ذكرناه وربما احتيج عند النضج إلى إستفراغ بمثل الهليلج والشاهترج والخيار شنبر ونحو مما قد علمت فإن لم يحتمل الحال الفصد من اليد ففصد العرق الذي في الجبين أو الحجامة فإن لم يتهيّأ شيء من ذلك لعارض مانع فبالإسهال على نحو ما في المحرقة .
والتبريد بما يفتّح ويقطع ويسكن الغليان وإن عرض من الفصد غشي أطعمته خبزاً بماء الحصرم وإن عرض رعاف من تلقاء نفسه لم يقطع إلا عند مقاربة الغشي .
وأما تغليظ الدم فبمثل ربّ العناب وهو أن تطبخ مائة عنابة بخمسة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ويقوم بالسكر وكلما قل السكر فهو أفضل والعدس أيضاً خصوصاً المتخذ بالخل الحامض الثقيف من هذا القبيل .
وإياك أن تسقى ربّ العنّاب أو جرم العدس والمادة غليظة .
وأما تبريده فبمثل ماء العدس المبرد وماء الخسّ المبرّد وسقي الماء البارد إن لم يكن في مانع وربما سقي حتى يرتعد ويخصر فربما عوفي وربما انتقلت الحمى إلى بلغمية وعولجت بأقراص الورد ونحوها .
وهذا العلاج لبعض المتقدمين وانتحله بعض المتأخرين فأما سقي ماء الشعير فهو علاج نافع له وليكن مع لين الطبيعة وأولى الأوقات بهذا وقت شدة الغليان والكرب والاشتعال وتواتر الخفقان واعلم أن الإقتصار على التبريد وترك الفصد والإسهال يزيد في السد والحقن فتزداد العفونة والحرارة في ثاني الحال .


وأما تنقيته فبمثل مسهلات الصفراء بحسب اختلاف استيجاب القوة والضعف وبمنضجات الخلط الخام فربما كان هو السبب في عفونة الدم وفي آخره يسقيه مثل أقراص الكافور وأقراص الطباشير وهذه الأقراص جيدة جداً : نسخته : يؤخذ طباشير ثلاثة بزر البقلة خمسة بزر القثاء أربعة بزر القرع ستة صمغ وكثيراء ونشا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم رب السوسن وزن سبعة دراهم يتخذ منها أقراص .
نسخة أخرى : وخصوصاً عند ضعف الكبد يؤخذ ورد وزن ثلاثة دراهم عصارة أمير باريس درهمين بزر القثاء والخيار والبطيخ والحمقا والطباشير من كل واحد وزن درهم صمغ وكثيراء ونشا من كل واحد نصف درهم رواند صيني وزعفران وكافور من كل واحد ربع درهم يقرص .
في تغذيتهم : وأما الأغذية فالعنابية والعدسية المحمضة والرمانية والسماقية وإن كان شيء من هذا يخاف عقله تدرك بشير خُشُك وبالأجاص وبالقرعية والحماضية وفاكهة الكمثري الصيني والرمان والتفاح الشامي وبقولة القرع والقثاء والقثد والهندباء والبقلة المباركة والحمّاض والكزبرة وما يشبهها فإن عرض صداع أو خفقان أو سهر أو سبات أو رعاف مفرط ينهك القوة وغير ذلك من الأعراض الصعبهَ فعالج بما علمناك في موضعه ولا حاجة لنا أن نكرر إذ لا فائدة في التكرار .
فصل في الحمّى البلغمية قد علمت أن حمى عفونة البلغم قد تكون نائبة وقد تكون لازمة وقد علمت السبب في ذلك .


ولها أوقات كسائر الحمّيات وأقل أوقات ابتدائها في الأكثر ثمانية عشر يوماً وإقلاعها في الأكثر ما بين أربعين وستين يوماً وأسلمها النقية الفترات ولا سيما الكثيرة العرق فتدل على رقّة المادة وقلتها وتخلخل البدن وأطول أزمان هذه العلة الصعود على أنَ انحطاطها أيضاً أطول من انحطاط الغبّ بكثير والبلغم العفن قد يكون زجاجياً وقد يكون حامضاً وقد يكون حلواً وقد يكون مالحاً وقد علمت كيف تكون من المالح محرقة وأكثر ما تعرض حمى البلغم للمرطوبين والمتّدعين والمشايخ والصبيان وأصحاب التخم والمرتاضين والمستحمين على الإمتلاء وأصحاب الجشاء الحامض وأصحاب امتلاءات صارت نوازل إلى المعدة تعفن فيها وقلّما تخلو عن ألم في المعدة واعلم أن كل حمّى معها برد فإنه يضيق النبض ويصغره .
علامات البلغمية الدائرة وهي التي تسمى أمغيميربنوس : أما ما كان السبب فيه بلغماً زجاجياً أو حامضاً فإن البرد يكثر فيه جداً والنافض في الزجاجي أشد .
لكن البرد لا يبتدىء فيها دفعةً بل قليلاً قليلاً في الأطراف ثم يبلغ إلى أن يصير كالثلج لا يسخن إلا بعسر ولا يسخن دفعة ولا على تدريج متصل بل قليلاً قليلاً مع عود من البرد وربما خالط برده في الإبتداء قشعريرة فيكون البرد لما لم يعفن وللقشعريرة لما قد عفن وأعظم برده ونافضه في أدوار المنتهى .
وهذه الحمى ليست من مادة تفعل نخساً حتى تكون سبباً للنافض من طريق النفض فإن عفونتها عفونة شيء لين وتأخذ مع ثقل وسبات وكثيراً ما تبتدىء في النوائب الأولى بلا برد ولا نافض بل تتأخر إلى مدة وربما كان برد ولم يكن نافض وكثيراً ما تبتدىء بغشي وقد لا يكون .
وهذه العلة يكثر فيها الغشي لضعف فم المعدة وسقوط الشهوة وعدم الاستمراء الذي هو مفن لمادة الغذاء والقوة .


وأما ما كان من بلغم مالح فيتقدّمه إقشعرار ولا يشتدّ برده وأما ما كان من بلغم حلواً فقلما يتقدمه في الأوائل إلى كثير من النوائب قشعريرة ولا برد ولا نافض وأكثر أدوار الحمّى البلغمية تأخذ بالغشي وقد يظهر فيها في الأوائل حر أشد وفي الأواخر يقل ذلك ويشبه أن يكون السبب في ذلك أن العفونة تسبق أولًَ إلى الأحلى والأملح والأرق ثم إلى الأغلظ والأبرد ومس الحرارة فيها في الأول ضعيف بخارى ثم إذا أطلت وضع اليد على العضو أحسست بحدة وحرافة إلا أنها لا تكون متشابهة مستوية في جميع ما تقع عليه اليد بل تكون متفاوتة تحد في موضع حرافة وفي موضع ليناً وكأن الحرارة تتصفى خلف شيء مغربل لأن البلغم لزج يختلف انفعاله وترقّقه عن الحرارة كما يعرض لسائر اللزوجات عند غليانها فإنها تتفقأ في موضع ولا تتفقأ في مواضع وكيف كان فحرارتها في أكثر الأمر دون أن تلتهب وتكرب ويعظم الشوق إلى الهواء البارد والماء البارد ولا إلى التكشف والتململ والنفس العظيم والنافخ وكثيراً ما يعرض لحرارتها أن تقف زماناً قدر ساعة أو ساعتين فيحسب أنها قد انتهت فإذا هي بعد في التزيد لأنك تراها قد أخذت تزيد .
وكذلك لها في الإنحطاط وقوفات وحميات البلغم كثيرة التندية لكثرة الرطوبة وبخارها قليل التعريق للزوجة الخلط .
وإذا عرقت كان شيئاً غير سابغ ومن أخص الدلائل بها قلة العرق أو فقده والعطش .
يقل في حميات البلغم إلا لسبب ملوحته أو لسبب شدة عفونته ومع ذلك فيكون أقل من العطش في غيرها وانتفاخ الجنبين يكثر فيهم وقد يعرض لجلد الجنب أن يرق مع تمدده .
وأما لون صاحب حمى البلغم فإلى خضرة وصفرة يجريان في بياض حتى يكون المجتمع كلون الرصاص حتى في المنتهى أيضاً فقلما يحمر فيه احمراره في منتهيات سائر الحمّيات .


وأما نبضه فنبض ضعيف منخفض صغير متفاوت أولاً ثم يتواتر أخيراً وتواتره وصغره أشد من تواتر الربع والغت وصغرهما وشدة تواتره لشدة صغره لكنه ليس أسرع من نبض الربع وربما كان أبطأ منه أو مثله في الأول وهو شديد الاختلاف مع عدم النظام والصغار والضعاف منهم في اختلافه أكثر ودلائل النبض عليها من أصح الدلائل .
وأما بوله فهو في الأول أبيض رقيق لكثرة السمد والبرد ثم يحمرّ للعفونة ويكدر لرداءة النضج وقد يتغير فيه الحال وقتاً فوقتاً فإذا بقي من المالحة الغليظ وتحلل المتعفن وعاد وقت السدد أبيض ثم إذا عفن شيء كثير بعد ذلك واندفع وفتح السدد احمرّ إلى أن يرد على السدد ما يسدها مرة أخرى من ذلك الخلط بعينه وأما برازه فلين رقيق بلغمي .
ومما يدل على أن الحمى بلغمية أن تكون نوبتها ثمان عشرة ساعة وتركها ست ساعات ولا يكون تركها نفيا وذلك لأن المادة مع الغلظ واللزوجة كثيرة وقد يدل عليها السن والعادة والفصل والبلد والأغذية ويواقى أسبابها السابقة من التخم ويدل عليها السخنة من لون السن والعادة والفصل والبلد والأغذية ويوافى أسبابها السابقة من أتتخم ويدل عليها السحنة من لون الوجه المذكور وتهيّجه ولين أتلمس وضعف فم المعدة وسقوط الشهوة وربما كبر معها الطحال ويسبقها حساء حامض في أكثر الأوقات كثير .
علامات الحمّى اللازمة وهي التي تسمى الثقة : أن تكون كسائر علامات الحمى البلغمية غير الإقلاع وما يشبه الإقلاع وغير الابتداء بنافض وبرد وقشعريرة وتكون أشبه شيء بالدق ويكون هناك تفتير في ست ساعات ونحوها فوق الذي يكون في الدائرة فإن الدائرة أيضاً لا تخلو عن تفتير إلا أنه يكون خفيًّا غير ظاهر .
حميات : هي في أكثر الأحوال من جنس البلغميات وقد تكون من الصفراء أحياناً وليست مما تكون من السوداء .
خصصت بأسماء وأحكام : وهي حمى إيغيالوس وليغوريا .


وهما من جملة الحميات التي تختلف فيها أماكن الحر والبرد من داخل وخارج بسبب اختلاف موضع ما يعفن وما لم يتعفن وهي ثلاثة أقسام : الحمى المخصوصة بالغشيية الخلطية والحمى النهارية والليلية .
فصل في الحمّى التي يبطن فيها البرد ويظهر فيها الحر وهي حمى إيغياليوس هذه تكون من بلغم زجاجي حاصل في الباطن والقعر يبرد حيث هو لكنه قد عرض له العفونة فينتشر منه بخار ما يتعفن ويتفرق ويلهب في الظاهر وما ليس بعفن يبرد في الباطن وإنما كان لا يظهر بردها في مثل ذلك الزمان لأنها كانت ساكنة ألفها وانفعل عنها ما يلاقيها فلما أخذت العفونة فيها تحرك وتبدد تبدُداً ما وإن لم يبلغ أن يعم البدن كله .
العلامات : هي علامتها المذكورة بعينها وإن بوله بارد فجّ أقلّ حرارة من بول غيره من جنسه ونبضه بطيء متفاوت وهي في الأكثر تشتدّ كل يوم لكنها لغلظ مادتها قد تستحيل ربعاً وغبًّا لأن مثل هذه المادة في البدن قليل وقليل التعفّن نادره والقلة من أسباب بعد الدور وهذا لا يخرجها عن أن تكون بلغمية لأنها بلغمية بسبب أن العفونة عفونة البلغم لا بسبب أن النوبة تعود كل يوم أما مدة نوبتها فمن أربع ساعات إلى أربع وعشرين ساعة وفي الأكثر تنقضي قبل ذلك لأن هذه المادة لا تكون بتلك الكثرة .
فصل في الحمّى التي يبطن فيها الحرّ ويظهر فيها البرد وهي ليغوريا هذه الحمّى في الأكثر بلغمية وقد تكون صفراوية من صفراء غليظة جداً فإما أنها كيف تكون بلغمية فهو أن البلغم الباطن إذا اشتعل وعفن سخن ذلك الموضع ولأنه ليس يتحلّل فلا يسخن ظاهر البدن بانتشار بخاره سخونة كثيرة ولأن القوة تنصبّ إلى حيّز الأدنى فيخلو الظاهر عن الحر فيبرد .


وخصوصاً إذا كان في الظاهر بلاغم فجّة زجاجية باردة وأيضاً لأنه كثيراً ما يتحلّل منه بخار لم يعفن ولكنه يصعد ويتصل للحرارة وتصحبه الحرارة مدة قليلة ثم تزايله مزايلتها بخار الماء المسخن فإذا زايلته وكان في الأصل قبل العفونة شديد البرودة يعود ويبرّد البدن .
وأما أنها كيف تكون صفراوية فهو أن الصفراء إذا كانت قليلة وباطنة وعفنت وسخنت الموضع ولم يتحلل منها شيء عرض ما قلنا في نظيرها من البلغم وقد تسمى هذه فأما ليغوريا فهو اسم الجنس وهي أطول مدة من شطر الغب .
ولقائل أن يقول : كيف تكون الحمّى ولا تنبعث فيها الحرارة من القلب إلى جميع البدن والذي تصفونه فهو من قبيل ما لا تنبعث فيها الحرارة من القلب في جميع البدن .
فالجواب : أن حدود هذه الأشياء يعتبر فيها شرط أن لا يكون مانع مثل ما تحد الماء بأنه البارد الرطب أي إذا خلي وطباعه ولم يكن مانع وتحدّ الثقيل بأنه الهاوي إلى أسفل إذا خلي وطباعه وفي جميع هذه فإن الحرارة تبلغ إلى القلب وتنبعث في الشرايين وتنتشر لكن يعرض ما يمنع من ذلك في بعض المواضع كما يعرض لو وضع الجمد عليه وأما أضرارها بالفعل فلا بد منه .
فصل في الحمّى التي يكون فيها كل واحد من الأمرين في كل واحد من الموضعين مثل هذه الحمى إن كان فإنما يكون حيث تكون مادتان باردتان تتحركان بسبب التعفن إحداهما في الباطن والأخرى في الظاهر وليس ولا واحدة منهما كثيرة فاشية ثم إذا أخذتا تتعفنان أرسلت كل واحدة منهما بخاراً حاراً يطيف بنواحيها وحيث هو فبارد وقد علمت السبب في تحير الخلط البارد في حال الحركة فاعلم جميع ما قلناه .


فصل في الحمّى الغشيية الخلطية هي في الأكثر بسبب بلغم فج تخمي متفرق كثير قد قهر القوة وفي الأكثر يعين غائلتها ضعف في المعدة إذا تحرك وأخذ في العفنة قهر القوة أكثر وجعلها متحيرة إن تركت والمادة لم تف بها وإن اشتغل باستفراغها برفق عصت أو تحركت حركة خانقة للقوة وإن اشتغل باستفراغها بإسهال أو فصد بالعنف لم تحتمل القوة وكيف تدَمل وهناك مع سكونها غشي ومع هذا كله فإن حاجتهم إلى الاستفراغ شديدة وأيضاً فإن حاجتهم إلى الغذاء شديدة لأن أخلاطهم ليس فيها ما يغفو البدن فينعشه والبدن عادم للغذاء فإن تكلف التغذية زادت المادة الباهضة وإن لم يغذ سقطت القوة ويعرض في ابتدائها أن ينصبّ إلى القلب شيء بارد يحدث الغشي فيصغر النبض ويبطؤ ويتفاوت ثم أن الطبيعة تجتهد في تسخين المادة تلطيفها .
والعفونة التي حركت بعض أجزائه تعين عليه فيتخلص القلب من ضرر برده ويقع في ضرر حره فيصير النبض سريعاً وخصوصاً في انقباضه أكثر من سرعة غيره على أن الغالب مع ذلك صغر وبطء وتفاوت ودورها دور البلغمية لا يحلّ قلادها ويكثر معها تهيّج الوجه وتربّل البدن وألوان أصحابها لا تستقر على حال بل قد تكون مائية ورصاصية وربما صارت صفراء وربما صار سوداء وربما صارت شفاههم كشفاه آكل التوت .
وأما عين صاحبها فكمدة خضرا يجحظ جداً عند الهيجان من العلة ويصير كالمخنوق وما تحت الشراسيف منه شديد الانتفاخ .
وكذلك أحشاؤه وربما تقيأ حامضاً وإذا كان به ورم في بعض الأحشاء فلا يرجى البتة وقد تعرض هذه الحمى أيضاً في الأوقات من الصفراء الغالبة الغليظة وتكون معها حرقة في الأحشاء وتتقيأ مراراً ويكون لها أدوار البلغمية في الأكثر .


فصل في الحمى الغشيية الدقيقة الرقيقة هذه حمّى حادة تسقط النبض والقوة في نوبة واحدة أو نوبتين مع تربّل ذَوَباني يحدث في الحرّ بسرعة وربما لم تقف معها القوة إلى الرابع ويكون من كيموسات وأكثرها صفراوية شديدة الرقة والغوص رديئة الجوهر سمية قد عرض لها التعفن في أبدان حارة المزاج يابسة جداً وأكثر نوائب هذه الحميات غب .
فصل في الحمى النهارية والليلية من البلغمية النهارية هي التي نوائبها تعرض نهاراً وفتراتها ليلاً والليلية بالعكس وكلاهما رديء والنهارية أطول وأردأ يوقع كثيراً لطولها ولعروضها في حر النهار في دق ولولا أنها خبيثة لم تكن لتعرض وقت انفتاح المسام وتحلّل البخار ولن تعرض إلا لكثرة المادة وقوّتها ويحتاج مع ذلك إلى أن يغفو صاحبها ليلاً ولا يترك أن ينام على امتلاء معدته ويكلف السهر وهو مما يسقط القوة ومقاساة الحمى في حرّ النهار والسهر في برد الليل مما بالحري أن يوقع في الدق وبالجملة فهي من جملة الحمّيات العسرة .
علاج البلغمية : إن علاج هذه العلة قد تختلف بحسب أوقاتها أعني الإبتداء والإنتهاء والإنحطاط وبحسب ظهور النضج فيها وخفائه وتختلف بحسب موادها أعني البلغمية الحامضة والبلغمية الزجاجية والبلغمية المالحة والحلوة وجميع أصنافها تشترك في وقت الابتداء في ثلاثة أشياء : في وجوب التليين المعتدل والقيء وفي وجوب استعمال الملطّفات والمقطّعات والمدرّات .
وكلما يأتي على الحمّى ثلاثة أيام ترق فيها المادة بسبب الحمى وقبل ذلك تحرّك وتؤذي ولا تفعل شيئاً وفي الاستظهار بتلطيف التدبير على الاعتدال وربما اقتُصر على ماء الشعير في الثلاثة الأيام الأول رجاء أن يكون منتهاها أقرب إما لرقة المادة أو لقلّتها ولو علم يقيناً أن منتهاها متباطىء لم يلطف التدبير .


على أن الجوع والنوم على الجوع والرياضة عليه إن لم يضعف غاية في المنفعة من هذا المرض بل يمال في الابتداء إلى التغليظ إلى السابع ثم يدرج لكن الاستظهار يوجب أن يلطف التدبير أولاً فإن ظهر أن المنتهى بعيد أمكن أن يتلاقى ذلك بتغليظ التدبير ثم يدرج إلى وقت المنتهى لأن الزمان ممكن من ذلك في هذه العلة غير ممكن في الحادة وإذا جاوز السابع فلا يقيمن على التلطيف فإن ذلك يضعف ويزيد في ضعف فم المعدة وكلما أحسست بطول أكثر لطّفت أقلّ على أن تلطيفه فيها أوجب ما يجب في الربع وكذلك يجب أن لا يسرع سقيه مثل ماء الفروج والخبز مع المزورات إلا أن يخاف الضعف أو يظهر الانحطاط ثم يختلف ما كان سببه المالح أو الحلو وما كان سببه الزجاجي أو الحامض فتكون منه حمّى قروموديوس الزمهريرية التي لا يسخن البدن فيها على أن الأولين يحتاج فيهما إلى تليين بدواء لين وإلى تبريد ما .


وفي الثانيتين بدواء أعنف والأوليان يحتاج فيهما إلى تقطِيع بالملطّفات المقطّعات التي فيها تسخين غير كثير وإن كان تجفيف كثير وفي الثانيتين يحتاج إلى ما يلطّف بتسخين وتقطُع بحرافة وخصوصاً إذا كان البلغم مختلطاً بالسوداء فلا بد في مثله من مثل الكمّوني ومعجون الكبريت واستعمال المملّحات وأوفق الأدوية التي تستعمل في الابتداء الجلنجبين إلى اليوم السابع ولا بأس بأن يستعمل أيضاً ماء الرازيانج وماء الهندبا وماء الكرفس مع المجلنجبين بحسب الحاجة والسكنجبينُ شديد المنفعة أيضاً وماء العسل بالزوفا وقد يمكن أن يبلغ به ما يراد من تليين الطبيعة وخصوصاً المسهل المتخذ من السكر والورد الأحمر المعروف بالفارسي فإنه مسهل ملين وإذا احتيج إلى أن يقوي تليينه مُرِس في ماء اللبلابَ وخُلِط به إن أريد الخيار شنبر والفانيذ وأيضاً الجلنجبين المتخذ بعسل الترنجبين مدوفاً في ماء اللبلاب ولا تلح عليه بالمسهلات في الابتداء وبعده وخصوصاً إذا كانت مع المادة صفراء فإن ذلك يؤدي إلى فساد المزاج وكثير من الناس يسقون في الابتداء مثل دواء التربد في كل ليلة ومثل حب المصطكى في كل أسبوع مرتين ومثل نسخة دواء التربد : يؤخذ زنجبيل ومصطكي من كل واحد عشرة تربد عشرون سكر طبرزد مثل الجميع يسقى كل ليلة مثقال وذلك إذا كانت الطبيعة غير لينة وإن كانت تجيب كل يوم مرتين لم تحتج إلى ذلك وأما أنا فلا أحب إلا انتظار النضج والتليين بما ذكرناه أولاً لا بل يجب أن يستفرغ منه شيء ويصبر بالباقي إلى النضج ويكون ذلك برفق وقليلاً قليلاً من غير إحجاف .


ثم أقبل على المدرات وذلك أكره ما يشبه ماء الإجاص والتمر الهندي ونحوهما مما يضعف المعدة ويسهل الرقيق وإن كانت المادة إلى زيادة برد خُلِط به لت القرطم وإن كانت المادة إلى الصفراوية خُلِط به شراب البنفسج أو البنفسج المربى أو الشيرخُشْت أو البنفسج اليابس مسحوقاً واستعن بالحقن اللينة المتخذة من العسل والملح وماء السلق ودهن الخل والقيء بماء الفجل والفجل المنقوع في السكنجبين البزوري ونحوه وإن احتيج إلى قيء أكثر لكثرة ما يعتريه من الغثيان وتغير طعم الفم استعمل حب الفجل وشرب منه إلى مثقال بالماء البارد والقيء مع ما فيه من إضعاف المعدة شديد المنفعة جداً وهو قالع لهذه العلة ويجب أن ينتظر به السابع لئلا يقع منه في الأول عنف يورم المعدة وإن تعذر عليه القيء لم تجبره عليه بالعنف وإن اعتراه قذف وخصوصاً في ابتداء الدور لم يحبس إلا أن يحجف ويضعف فحينئذ يحبس بمثل الميبة وشراب النعناع وما نذكره من بعد وإن عرض صداع استعملت النطولات البابونجية مع إرسال الأطراف الأربعة في الماء الحار وشد الساقين بالقوة وإن احتيج إلى ماء الشعير استعمل منه المطبوخ بالأصول مقداراً معتدلاً أو خلط به سكنجبين العسل إن لم يحمض في المعدة أو ماء العسل إن حمض وأولى وقت سقي فيه ذلك أن يكون في مائه في أول الأمر انصباغ فيجب أن يسقى أولاً الجلنجبين ثم يسقى بعد بساعتين ماء الشعير ولا يجب أن يمرخ بالمروخات المحللة ولا ينطل بالنطولات الملطفة إذا كانت العلة في الإبتداء وكان في البدن خلط جوّال فإنها ترخي الأحشاء بتسخينها الرطب وتجتنب الماء البارد .


وكلما رأيت البول أغلظ وأحمر فلا بأس بأن تفصموا الواجب أن تفزع حينئذ إلى السكنجبينات واعلم أن الدلك من المعالجات النافعة لهم وكلما كان البلغم ألزج وأغلظ كان الدلك أنفع وقيل أن الدلك بنسج العنكبوت مع الزيت نافع جداً لا سيما إذا ديف نسج العنكبوت في دهن الورد المفتَّر وتُمرخ الأنامل وأصابع الرجل بذلك فإنه نافع جداً وهذا ما جربناه مراراً إذا أخذت العلة في التزايد .
وبعد ذْلك فليكن أكثر عنايتك بفم المعدة وما يقويه والمضوغات المتخذة من النعناع والمصطكي والأنيسون واستعمال القيء على ما ذكرنا بالفجل مع تقليل الغذاء ويكون الجلنجبين الذي تسقيه حينئذ وبعد السابع مخلوطاً به ما يقوّي فم المعدة ويكون فيه إدرار كثير مثل الأنيسون والمصطكى ويكون بالماء الحار وخصوصاً في ابتداء الدور فإنه يقاوم النافض والبرد ويطفىء مع ذلك العطش إن كان يهيج وكثيراً ما رخص في استفراغ البلغم والخام في هذا الوقت والأولى أن ينتظر به تمام النضج .
وإذا كانت العلة تأخذ بالجد وتلح انتفع بهذا القرص .
ونسخته : يؤخذ إهليلج أصفر وصبر وعصارة غافت وعصارة الأفسنتين من كل واحد خمسة دراهم زعفران ومصطكي من كل واحد ستة دراهم يقرّض ويسقى منه كل يوم وزن درهم وكل ليلة وزن نصف درهم فإذا رأيت النضج يظهر أعنته بمثل ورق الكرفس والرازيانج وأصول الأذخر وبرشاوشان .
وإن علم أن المادة باردة جداً لم يكن بأس باستعمال الفلفل اليسير وباستعمال الشراب الرقيق قليلاً غير كثير وقد تعين المروخات المحللة على الإنضاج والتحليل بقوة قوية .


والمروّخات المحلّلة أوفق في هذه العلة منها في سائر الحميات ويجب أن يعتبر في ذلك القوة والحمّى والنافض فإن كانت القوة قوية وليست الحمى بصعبة جداً زيد في قوة المروخات وإلا استعملت الأدهان اللطيفة التي إلى الإعتدال وإذا جاوز الرابع عشر فلا بد من استعمال ما يلطّف أكثر مثل الرازيانج والكرفس وربما احتجت إلى بزورهما وإلى الأنيسون وإلى مثل وربما احتيج أن يزاد فيها بسبب المعدة كندر ومصطكي وسعد وأفسنتين ونحوه بحسب ما توجبه المشاهدة والشراب الرقيق ينفعهم في هذا الوقت بتلطيفه وتقويته الحار الغريزي وإدراره وتعريقه وإذا رأيت نضجاً وقوة سقيته أقراص الأفسنتين وبعد ذلك إذا رأيت البرد في ابتداء النوائب يؤذي والعلة ليست في الابتداء سقيت ماءً حاراً طُبخ فيه مثل بزر الكرفس والأنيسون والحبق واستعملت أيضاً أمثال هذه وأقوى منها نطولات وبخورات وأمثال ذلك .
وقد يسقى في النافض الشديد على هذه النسخة .
وهي : زنجبيل وصعتر ونانخواه من كل واحد ثلاثة دراهم كزبرة أربعة ورد فودنج من كل واحد ثلاثة .
زبيب سبعة يطبخ على الرسم والشربة ثلاث أواق .
وإذا رأيت النضج التام فاستفرغ وأدرّ بما فيه قوة واسقه مثل دبيد كبريثا وإن كانت المادة من أبرد البلغم سقيته الترياق ويجب أن يُسقى أيضاً أقراص الورد الكبير بماء الرازيانج وإن يجتزي كل ليلة بدواء التربد وحبّ الصبر المتخذ بالغافت أو المتخذ بالأفاويه .


ومن ذلك مطبوخ بهذه الصفة : يؤخذ أيارج سبعة تربد عشرة إهليلج أسود خمسة غافت خمسة ملح هندي ثلاثة باذاورد وشُكَاعَى من كل واحد أربعة أنيسون ثلاثة يطبخ بماء الكرفس ويسقى منه بقدر الحاجة وأقوى من ذلك الأصلان وأصل السوس من كل واحد عشرة أيارج ثمانية عصارة الغافت خمسة بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد أربعة ورد أخرى مجربة : يؤخذ الأصلان من كل واحد عشرة الزبيب المنقى سبعة أنيسون ومصطكي من كل واحد ثلاثة شكاعى وباذاورد وغافت من كل واحد أربعة يطبخ بثلاثة أرطال ماء إلى أن يرجع إلى رطل ويسقى أياماً على الريق .
أقراص جيدة مجربة عمد الأزمان واشتداد النافض ونسختها : يؤخذ أيارج وعصارة الغافت أفسنتين شكاعى باذاورد من كل واحد خمسة بزر الكرفس والرازيانج والأنيسون من كل واحد ثلاثة ملح نفطي أربعة بزر الكشوث إهليلج كابلي من كل واحد عشرة غاريقون خمسة عشر أقراص الورد عشرون تربد ثلاثون يتخذ منه أقراص وهو مسهل نافع .
وأيضاً : يؤخذ صبر إهليلج أصفر راوند مصطكي عصارة الغافت أفسنتين من كل واحد جزء زعفران نصف جزء يدقّ ويستعمل .
وأيضاً : يؤخذ أيارج إهليلج كابلي وملح من كل واحد أربعة دراهم بزر الكرفس والرازيانج والأنيسون من كل واحد واحد ونصف أفسنتين خمسة أقراص الورد ثلاثة شكاعى باذاورد من كل واحد درهمان يُدقّ ويُحبّب ويُستعمل فإنه نافع جداً .
صفة مطبوخ جيد مجرب : يؤخذ غافت خمسة أصل السوس وأصل السوسن ونانخواه من كل واحد ثلاثة بزر الكرفس والرازيانج من كل واحد أربعة ورد خمسة يطبخ على الرسم المعلوم وأيضاً : الأصول الثلاثة من كل واحد عشرة .
أنيسون وبزر الكرفس من كل واحد درهمان شكاعى وباذاورد وغافت وأفسنتين من كل واحد خمسة قنطوريون ثلاثة يطبخ ه يشرب منه أربع أواق .


أخرى : يؤخذ حشيش الغافت شاهترج شكاعى باذا ورد أفسنتين من كل واحد خمسة زبيب عشرة إهليلج أصفر عشرة وهذا للمشايخ والغالب عليه الصفراء أوفق والغاريقون إذا استف منه إلى درهم ودرهم وثلث أياماً منع تطاول العلة يستف منه أو يمزج بعسل ويشرب وبزر الأنجرة بعد النضج عجيب جداً سفيفاً أو بعسل .
وأما الجذب له صوب الإسهال فيجب أن يزاد فيه بسبب ضعف الكبد ريوند وبزر الكشوث وبسبب ضعف المعدة المصطكى والأنيسون وبسبب الطحال وغلظة أصل الكبر وأسقولوقندريون فإنه كثيراً ما يصحب هذه العلة طحال وربما احتيج إلى أن يزاد لأجله سعد وحبّ البان وحلبة ومع ذلك تراعى حال شدة الحمى لئلا يقع إفراط تسخين .
وأما المستفرغات التي هي أقوى المحتاج إليها في هذه العلة عند النضج فمن ذلك أن تزاد الشربة من حب التربد ويستعمل الحقن القوية ومن ذلك هذا الحب على هذه الصفة : ونسخته : يؤخذ مصطكي دانق أيارج فيقرا نصف عرهم عصارة الأفسنتين ربع درهم شحم الحنظل دانق غاريقون نصف درهم يحبّب بالسكنجبين العسلي ويُسقى ومن ذلك حبّ المصطكى والصبر .
وإذا كانت المادة إلى الحرارة أخذ من أقراص الطباشير المسهل ثلاثة أقراص ومن التربد مثقال ومن السقمونيا نصف مثقال ومن عصارة الغافت مثقالان ويسقى بقدر القوة .
وأيضاً : يؤخذ غافت أفسنتين برشاوشان إهليلج شاهترج زبيب منقّى بالسوية يسقى بقدر الحاجة وإن لم يحتمل البدن الإسهال أقبل على الملطّفات وعلى المدرات والمعرقات ومن جملة ما يحتاج إليه حينئذ نقيع الصبر بالعسل .
فإذا انحطت العلة لم يكن حينئذ بدخول الحمام قبل الطعام بأس .
وأما أغذيتهم : أما اللطيفة فمثل الخل والزيت وربما جعل فيه قليل مري وخصوصاً في آخره .


وأما التي هي أقوى فالطياهيج والفراريج والقباج ونحوها بعد الانحطاط ويجب أن يجعل فيها وخصوصاً عند النضج ما فيه تقطيع مثل : الخلّ والخردل والمري وإذا كان البلغم حامضاً رديئاً لزجاً فالكراث وماء الحمص من أجود الأغذية لهم إذا جعل فيه كمون وشبث وزيت وأيضاً بوارد تتخذ من السلق والمري والخلّ والزيت المغسول الكوامخ مثل : كامخ الكبر وكامخ الشبث والصعتر والأنجذان والهليون .
ويجتنب البقول التي فيها تبريد وترطيب ووقت الغذاء بعد فتور وأما تقدير نومهم فأن يكون معادلاً لليقظة ليكون النضج إلى النوم والتحليل إلى اليقظة .
والحمّام شديد المضرة لهم إلا بعد الانحطاط .
تدارك قذفهم إذا أفرط : ينبغي أن يُستعان في ذلك بمثل الميبة وشراب الرمان النعناعي المعروف وإن احتيج إلى أقوى أخذ من حب الرمان المر عشرة دراهم ومن الكندر الأبيض والمصطكى من كل واحد خمسة نعناع سبعة يطبخ في رطلين من الماء وفيه طاقات من النعناع حتى ينتصف .
تدارك إسهالهم إذا أفرط : أما حبسه فيما علمت من القوابض التدبيرية والدوائية وأما تدبير إضعافه فبأن يطعم عقبه الفراريج المشوية والمُطَجنه والبخورات والروائح الناعشة .
وإن عرض تهيج في الوجه والأطراف انتفعوا باستعمال مثل هذا القرص .
ونسخته : يؤخذ أنيسون ولك مغسول من كل واحد خمسة لوز مر وزعفران ومرّ ماخوز من كل واحد أربعة دراهم بزر الكرفس وبزر الرازيانج ونقاح الأذخر من كل واحد ثلاثة عصارة الغافت ثلاثة ونصف سنبل ستة أيارج فيقرا سبعة ورد عشرة يتخذ منه أقراص ويستعمل وربما احتجت إلى مثل أمروسيا ودواء اللك ودواء اللوز المرّ .


قرص لطول الحمى مع البرد : يؤخذ ورد عشرة مصطكي وسنبل وبزر الرازيانج وبزر الكرفس وبزر الهندبا وعصارة الغافت وأفسنتين من كل واحد أربعة طباشير خمسة يقرص والشربة درهم إلى درهمين مع عشرة جلنجبين في طبيخ بزر الرازيانج قدر أوقيتين والنانخواه المعجون بالعسل منفعته عظيمة في مثل هذا الموضع وربما احتجت لطول البرد إلى الدلك والوجه فيه أن يبتدىء من اَلمنكبين والأربيتين فإذا انتشرت الحرارة في اليد والرجل وسخنتا فإن أحس بشِبهِ الإعياء انتقل إلى الدلك الصلب فإذا اشتمت السخونة فلا بأس بأن يدلك بالدهن حتى يبلغ العضو السخونة المحتاج إليها فيتركه إلى عضو آخر .
ومن الأدهان الجيدة : الزيت العذب الذي لا قبض فيه ودهن البابونج ودهن الشبث المطبوخ في الإناء المضاعف وإذا فرغت فامسح الدهن لئلا يكرب ولا بأس بأن يتبع الدلك اليابس دلكاً بالدهن ومما يحفظ به معدهم أن لا يضعف المروّخات التي هي مثل دهن البابونج ودهن النادرين ودهن الشبث وأقوى منه الرازقي ومن الأضمدة النافعة أن يطبخ البابونج وشيء يسير من المصطكى مطبوخاً بشراب مع ضعفه عسل وإن كانت الشهوة ساقطة فالأجود أن لا يستعمل الشراب بل الميبختج مطبوخاً فيه البابونج والتمر القسب أو البسر وإكليل الملك والأفسنتين .
علاج البلغمية اللازمة وتسمى اللثقة : علاجها علاج النائبة كل يوم ويفارقه بأن ذلك يجب أن يكون استعمال الملطفات الحادة فيه برفق وإن اقتصر على مثل السكنجبين والجلنجبين وجلاب العسل ومائة وماء الرازيانج والكرفس والأصول الثلاثة أوشك أن ينفع وقد ينفعهم كامخ الشبث وكامخ الكبر وخصوصاً مع أثار النضج وتدبير غذائهم في مراعاة الأزمان وخلافه وقوة القوة وضعفها تدبير ما سلف ذكره ومن الأدوية الجيدة لهم أقراص العشرة وأيضاً من الأدوية الجيدة المجربة لهم دواء بهذه الصفة .


ونسخته : يؤخذ ورد ستة ربّ السوس وشاهترج وسنبل من كل واحد أربعة دراهم مصطكي ثلاثة كهربا ثلاثة أنيسون اثنان .
أخرى : وأيضاً أقراص الغافت .
ونسختها : يؤخذ غافت أربعة دراهم ورد درهم وثلث وطباشير درهمان ونصف .
وأيضاً يؤخذ غافت ثلاث أواقي ورد نصف رطل سنبل نصف رطل طباشير أربع أواقي وأيضاً قرص أفسنتين .
ونسخته : يؤخذ أفسنتين أسارون بزر الكرفس أنيسون لوز مر شكاعى باذاورد عصارة الغافت مصطكي وسنبل من كل واحد إثنان يجعل أقراصاً على الرسم المعلوم .
علاج أنفيالوس وليفوريا : علاجهما قريب من علاج ما ذكرنا قبلهما وهما أيضاً متقاربا الطريقة ويجب أن يبدأ أولاً بالسكنجبين العسلي والسكري وقد يؤمر فيهما أيضاً بربّ الحصرم المطبوخ بالعسل وبشراب الورد ثم يتدرّج من طريق سقي البزور ومياهها إلى نقيع الصبر وأقراص الورد بالمصطكى وحب الصبر وأيارج فيقرا وحب الغافت ويجب فيهما جميعاً أن يعتنى بالمعدة ويستعمل القذف بماء اللوبيا والفجل والشبث والفودنج والمدرّات .
ومن المسهّلات النافعة منهما ما يتخذ من الهليلج الأسود والأصفر والتربد والسكر ومما ينفع منهما نفعاً بليغاً .
الحقن المائلة إلى الحدة الواقع فيها لبّ القرطم والقنطوريون الدقيق والشبث والبابونج والحسك وإكليل الملك والمريّ والعسل وتدبير ليفوريا يحتاج إلى رفق أكثر من تدبير الأخرى .


علاج الحمّى الغشيية الخلطية : هذه الحمّى صعبة العلاج والوجه في علاجها الاستفراغ مندرجاً من اللطيفة إلى القوية وخصوصاً إذا كانت الطبيعة لا تجيب من نفسها فإنك بالحقن تنقّي ما في المعا والعروق القريبة منها من الفضل وتستعمل في الباقي التلطيف بالدلك وقد زعم جالينوس أنه عجز عن استفراغ أكثرهم إلا بالدلك وأحسن الوجوه في دلكهم أن يبدأ من الفخذين والساقين منحدراً من فوق إلى أسفل يستعمل في ذلك مناديل خشنة ساحجة للجلد ثم ينتقل إلى اليدين نازلاً من المنكب إلى الكفّ بحيث يحمّى الجلد ثم الظهر والصدر ثم يعاود الساقين ويرجع إلى النظام الأول وتجعل نصف زمانهم للدلك ونصف زمانهم للتنويم إن أمكن .
وبالجملة قانون علاجهم تلطيف غير مسخّن جداً ومما ينفعهم من الملطّفات مثل ماء العسل وخصوصاً مع قوة من الزوفا أو من بزر الكرفس في الغدوات ونحوه .
فإن كان هناك إسهال مفرط طبخت ماء العسل طبخاً أشدّ فلا يسهل إلا قليلاً معتدلاً نافعاً والسكنجبين المعسل أيضاً ينفعهم .
أما في الصيف ومع عادة شرب الماء البارد فممزوجاً بالماء البارد وفي الشتاء فيجب أن لا يسقوه البتة وليقتصروا على الماء الحار وتناول الحار من الأشربة أفضل لهم إلا عند ضرورة القيظ وشدة إكراب الحر وأوفق ما يسقون للعطش السكنجبين العسلي والشراب ينفعهم من أول الأمر وخصوصاً إن كانت حمّاهم قوية وقلما تكون وخصوصاً في المشايخ ولا بد لهم بعد الغذاء من شراب ويجب عليك أن تراعي نبض صاحب هذه العلة دائمأ فإذا رأيته أخذ في الضعف والسقوط بغتة أطعمته خبزاً مبلولاً بشراب ممزوج إن لم يمنع ورم في الأحشاء فإنه إذا قارن هذه العلة لم يكن للعلاج وجه ولا للرجاء موضع أعني إذا حدث مثل هذا التغير في النبض وهذا الإطعام مما يحتاجون إليه عندما يشتد الغشي ولكن يجب أن يتبع ذلك دلكاً .


وأما الغذاء الذي يبيتون عليه فماء الشعير لا يزاد عليه إلا عند سقوط القوة وإن زيد فخبز منقوع في جلاب أو ماء العسل والحمّام من أضرّ الأشياء لهؤلاء والحار والبارد جداً من الهواء فإن الحار لا يؤمن معه سيلان الأخلاط إلى الرئة والقلب وإلى الدماغ والبارد يمنع نضجها ويزيد في تسديدها فإن كان الخلط فيه صفراوية ما فإن سهل القيء وخف كان نافعاً جداً وبالجملة فإنه أولى بأن ينجح فيه .
علاج الحمى الغشيية الدقيقة الرقيقة : يجب أن يضمد صدره بالصندل وماء الورد وينعش بالغذاء قليلاً قليلاً وليكن غذاؤه مثل الخبز المنقوع في ماء الرمان مبرد إن اشتهاه وكذلك في ماء الفواكه وإن احتيج للقوة إلى المصوصات المتخذة من الفراريج بالخل وماء الحصرم والبقول الباردة وخصوصاً الكسفرة كان نافعاً .
تدبير الليلية والنهارية : تدبيرهما تدبير البلغميات لا خلاف فيها .
فصل في الربع الدائرة وتسمى طيطراطلوس أكثر الربع هي الدائرة ويقل وقوع ربع لازمة وأما أسباب الربع فهي ما يولد السوداء ثم يعفنها وقد علمت جميع ذلك وعلمت أن من السوداء ما هو ثقل الدم ومنها ما هو حراقته ورماد الأخلاط وقد علمت أن من ذلك دموياً ومنه بلغمياً ومنه صفراوياً ومنه حراقة السوداء الطبيعية نفسها وزعم بعض الناس أن الربع لا يتولد من السوداء الطبيعة فإنها لاتعفن .
ومثل هذا القول لا ينبغي أن يصاخ إليه بل كل رطوبة من شأنها أن تعفن وإن تفاوتت في الاستعداد وأكثر ما تحدث عقيب أمراض وحميات مختلفة بعقب حمّيات متفقة لاختلاف الأخلاط التي تتولد منها ومن عفونتها فإنها إذا ترمّدت ولم تستفرغ كثر السوداء ثم إذا عفن كان الربع وكثيراً ما تحدث عقيب الطحال ومع ذلك فإنها في الأكثر لا تخلو من وجع الطحال أو صلابته وأسلم الربع ما لم يحدث عن ورم الطحال أو غيره ولا معه ورم الطحال .
فإن الربع الذي يحدث عن ورم الطحال أو يكون معها ورم الطحال كثيراً ما يؤدي إلى الاستسقاء والقيل .


والسليم من الربع يخلص من أمراض رديئة سوداوية مثل الماليخوليا والصرع وفيه أمان من التشنّج لأن الخلط يابس وهو في الأكثر مرض سليم وإذا لم يقع فيه خطأ لم يزد على سنة وربما لزمت اثنتي عشرة سنة فما دونها .
والمتطاول منه يؤول إلى الاستسقاء واعلم أن الخريف عدو للربع .
العلامات : إن الربع يأخذ أولاً ببرد قليل ثم يأخذ برده يتزايد ثم يقلّ يسيراً عند المنتهى كما في البلغم .
وإذا سخن البدن لم تكن الحرارة شديدة وإن كانت أكثر وأظهر من التي في البلغمية فإنها مع تعسّرها في الاشتعال تشتعل اشتعالاً يعتد به كالنار في الحطب الجزل ولا مشتملة على البدن كله بل تكون هناك حرارة يقشعر منها وثقل والسبب في ذلك غلظ الخلط ويكون مع برده شيء من وجع كأنه تكسّر العظام ويكون هناك انتفاض تصطك له الأسنان ولكن لا كما في البلغمية ويؤدي ذلك إلى ضعف البصر لكنه ينفصل عند النضج لأن الرداءة تقل كما كانت في الابتداء قليلة .
ومن علامة الربع أسبابه المتقدمة من حمّيات طالت ومن طحال أو وجع ومن علامة الربع حال المزاج وبدلائل سوداوية والسن والفصل والغذاء والسحنة والعادة وما أشبه ذلك ودوره أربع وعشرون ساعة وكثيراً ما تكون الحمى غبً في الصيف وتصير ربعاً في الشتاء وكثيراً ما تؤتي الحميات إلى حميات مختلطة لا نظام لها لاختلاف بقايا الأخلاط الباقية بعد الحميات فإذا استقرت على التزايد أستقر على الربع .
وما كان عن بلغم محترق كانت أدواره أطول ويحدث أكثر ذلك تعقيب المواظبة ويكون العرق أبطأ والبول أغلظ وصلابة العرق أقل .


ويكون في أكثر الأمر تعقيب حميات وما كان عن دم محترق فتتقدمه علامات الدم وحمياته وحمرة البول ويدل عليه السحنة والسن والفصل وربما كان بعد حميات دموية وما كان عن صفراء محترقة فيكون النبض أشدّ سرعة وتواتراً ويبتدىء باقشعرار وبرد في اللحم وعطش وعرق ويكون ثم غضب وعطش والتهاب ويدل عليه السحنة والسن والفصل وقد يدلّ عليه كونه حميات صفراوية والنبض في الربع إلى الصلابة ليبوسة الخلط فإنه يجذب إلى داخل كأنه نبض شيخ وإلى الإستواء ما لم تتحرك وإن تحركت اختلف النبض جداً لغلظ الفضل ويكون تفاوته ظاهراً عند الفترة وهو دلالة تامة على الربع وكثيراً ما يتفق فيه انبساط غير مستو وانقباض شديد السرعة على خلاف ما في الغب .
ونبض الربع أحسن من نبض البلغمية في الصغر والتواتر ولكنه مثله في الإبطاء وعند ابتداء النوبة يزداد إبطاؤه وتفاوته واختلافه أكثر من اختلاف سائر الحميات ثم يأخذ في عظم وتواتر وسرعة .
والبول في الربع تتشابه أوقاته في عدم النضج لبرد المادة وغلظها إلا عند المنتهى الجيد لكن أحواله وألوانه تختلف وذلك لأن السوداء تتوتد من أخلاط شتى ومن علامة نضج الربع لين النافض وأما البول فإنه يكون في الابتداء أبيض إلى الخضرة فجّا لا هضم له وبعد الابتداء يختلف حاله ويتلون بسبب أن كثر السوداء متولدة من أخلاط شتى ويكون عند الانحطاط أسود والعرق في الربع كثير بالقياس إلى البلغمية وليس بكثير بالقياس إلى غيرها والعطش يقل في ينظر في هذه العلة هل هي عن سوداء دموية أو سوداء بلغمية أو سوداء صفراوية أو سوداء سوداوية ثم يدبر كل واحد بما هو أولى بها مما نذكره .
لكن لجماعة أصنافها وأحكام تشترك فيها وذلك أنها كلها تنتفض في الابتداء فوجب أن تتأمل هل للدم غلبة وخصوصاً إذا كانت الربع عن سوداء دموية فحينئذ يفصد ويؤخذ من الدم بقدر الحاجة وربما أوجب كثرته ورداءته أن يخرج شيء كثير منه .


وإذا لم يحتج إلى الفصد ففصد ضر من حيث الضعف ومن حيث إخراج ضد السوداء ومن حيث تحريك الأخلاط إلى خارج وأن يستفرغ في الأول من الخلط المحدث للحمى شيء ما للتخفيف لا للتنظيف فإن ذلك عند النضج على حسب ما نشير إليه وليكن بعد النوبة بيوم ولا يجب أن يدر في الأول بقوة ويجب أن تستعمل المرخّيات وإن لم يستصوب المشروبات استعمل بدلها حقن موافقة لكنها يجب أن تكون لينة وإنما يرخص في تقويتها إذا بلغ المرض المنتهى .
وإن كان الطبيب قد يتهور فيطلق السوداء في الابتداء مرات إطلاقاً قوياً ويمنع العلة أصلاً لكنه صواب عن خطأ ويجب أن يمنع يوم النوبة .
عن الأكل ويكلف الصوم ويمتنع من الماء البارد ذلك اليوم ولا بد في سائر الأيام من لحم طيهوج أو فروج أولاً الطيهوج إلى ثلاثة أيام أو أربعة أيام ثم الفروج فحينئذ الفروج خير ويكون الدواء غير يوم النوبة جلنجبين ممروساً في الماء الحار في اليوم مرتين أو ثلاثة دراهم جلنجبين في عشرة دراهم سكنجنبن وأنت تعلم أن السوداء إذا كانت صفراوية فيجب أن تستعمل فيما يطلقها شيئاً من جنس الهليلج والبنفسج .
وإن كانت بلغمية وجب أن تستعمل فيما يطلقها في الأوائل شيئاً فيه قوة من التربد .
وإن كانت سوداوية وجب أن تستعمل فيما يطلقها في الأوائل شيئاً فيه قوة من البسفايج والأفتيمون ونحوه .
وتعلم أن ماء الجبن نعم المطية لما يستعمل من القوى المذكورة وربما أنجح استعماله وحده خصوصاً إذا كانت الحرارة متسلطة وإن الجلنجبين وماءه المصفى عن طبخه القوي منزلته هذه المنزلة وخصوصاً إذا كان في المعدة ضعف أو كان الغالب خلطاً بارداً وألقي أيضاً وخصوصاً قبل الطعام وبعد الطعام أخرى أيضاً وخصوصاً يوم النوبة قبل النوبة وخصوصاً إذا كانت السوداء بلغمية من الأمور النافعة فيه وليس في الابتداء فقط بل وفي كل وقت .


فيجب أن لا يعنف في الابتداء وفي أوائل النضج إلى قبول تمام النضج باستفراغ الفضل بما لا يسخن بقوة ولا ما يجفف بقوة من الدواء .
ومن ترك الأغذية ولا بما يضعف بالإسهال ولا أيضاً بما يضعف في الابتداء من تلطيف التدبير واعلم أنه إذا ابتدأ الربع في صيف أو شتاء فيجب أن يسقى أولاً ماء الشعير بالسكنجبين ليفتح الطرق للدور وينقضي بسرعة وذلك بعد الدور المتقدم بثلاث ساعات أو أربع .
وإذا عرض الربع شتاء فالمداراة ولا وجه لسقي الأقراص واعلم أن الأشياء البارعة الرطبة السهلة الانهضام الجيدة الكيموس قد توافق هذه العلة من حيث الحمّى ومن حيث مضادة إحدى كيفيتي السوداء التي هي اليبوسة فيجب أن تستعملها أيضاً حين لاتخاف ضرر في النضج أو في القدر الذي لا تخاف منه ضرراً بالنضج أو تخلط بها شيئاً يعدل برودتها ولا ينقص رطوبتها وهذه الأشياء هي الحارة بالاعتدال .


ويحترز عن كل بارد يابس والأشياء الباردة الرطبة الموافقة من هذه العلة هي مثل الهندبا والخس والبطيخ والخوخ أحياناً وإنما يجب أن يجتنب أمثال هذه إما لشدة البرد وذلك موجود في مثل الخسّ ليس موجوداً في مثل البطيخ الحلو وإما لشدة الإدرار المؤدي إلى تغليظ الدم وذلك موجود في البطيخ وإما لتهيئته ما يخالط للعفونة وذلك موجود في الخوخ ويجب أن تراعي أمثال هذه وأما الأغذية الحارة باعتدال الزائدة في الرطوبة فهي نافعة جداً خصوصاً إذا أريد تعديل حرارتها حين ما لا يراد أن يستعان بها على الإنضاج بالباردات الرطبة مثل خلط التين بالهندبا ولا بأس في الأوائل بتناول ما فيه ملوحة وحرافة وتقطيع إذا لم يخف سورة الحرارة وأما ومما ينتفع به الجلوس في الماء الحار العذب قبل الغذاء كل يوم والاستحمام الذي يرطب ولا يعرق ولا يهيّج الحرارة ولزوم الترفه والدعة وهجر الرياضة والحركات البدنية والنفسانية وجميع هذه الحميات تحتاج إلى مرطّبات ثم تختلف في قدر ما يحتاج إليه من تبريد أو تسخين وحاجتها إلى المجففات لما فيها من قوة تقطيع وجلاء وإطلاق لا لسبب التجفيف ويجب أن يُراعى أمر المعدة بأضمدة جيدة مقوية ما بين قوية الحرارة ولطيفتها علّى ما يوجبه الحال وتراعى الكبد والطحال وتدبر لئلا يصلب ويرم .
وربما احتيج في التنقية إلى ماء الفجل وبزره يخلط بالسكنجبين وربما استعين بتقديم أكل السلق والمليح من السمك والخردل ونحوه قبله وقد يُستعان بعد ذلك بشرب ماء كثير ثم يعقب بالسكنجبين ويقذف ومما ينفعه أن يتناوله يوم النوبة ثم يتقيأ عليه فيأمن مضرّة البرد والنافض وحدة الحمّى أو أن يتناول ثوماً وعسلاً ويشرب السكنجبين العسلي ويتملى طعاماً ثم يتناول ماء حاراً ويتقيأ فإذا انقضت النوبة تعشّى بشيء يسير واستحمّ غداء وأن يتناول قبل النوبة بخمس ساعات طعاماً ليتقيأ فإنه ربما نفع ذلك .


وإن لم يتقيأ والقيء قبل النوبة لأي خلط كان يخفف النوبة أو يقلعها .
ومن التدبير الجيد أن يصوم يوم النوبة إن لم يكن مانع ولا يتناول حتى تنقضي النوبة ويدخل الحمام في اليوم الثاني .
مقدار ما يلتذ به البدن ويترطّب دون مبلغ ما يثور فيه خلط وفي اليوم الثالث يستعمل القيء لما يكون فضل من الطعام وما يكون حلله الحمام على أنه ينبغي له أن يستعمل القيء في يوم النوبة أيضاً فإن كانت السوداء دموية انتفع بالفصد من عرق الباسليق ثم باستفراغ لطيف بما نفع فيه من منقيات الدم من قوى الشكاعى والباذاورد والبسفايج والشاهَتُرج والهليلج الكابلي وهذا الجنس سريع القبول للعلاج .
وإن كانت السوداء صفراوية فعليك بالتبريد والترطيب البالغين من الأدوية والأغذية واستعمال الماء المعتدل جلوساً فيه واغتسالاً به ويكون تليين طبيعته في الابتداء بمثل ما يكون من البنفسج .
وما يكون من ماء الجبن مع قوة من بسفايج أو سكنجبين أفتيموني وشراب الورد وماء اللبلاب والخيار شنبر وأما إطلاقه التام فربما يتيسر بعد عشرين لأن النضج يظهر فيه أي إذا كانت المادة سوداء صفراوية ثم يتدرج إلى ما يلطف ويقطع .
وان احتيج إلى إصلاح معدته فبمروخات من أدهان ومن أطلية لا يجاوز بها قوى البابونج وورق الأفسنتين وأكليل الملك ونحوه والصوم الكثير حتى في يوم الدور أحياناً ما لا يوافقه وإن كان يوم الدور يقتصر عليهم من الغذاء بقليل تافه .
ومن المقيئات النافعة فيه طبيخ الهليلج والأفتيمون والسنا في السكنجبين المطبوخ فيه بنفسج وربما سقوه الحلتيت على الريق خصوصاً يوم النوبة وقيؤه إن غثت نفسه .
وإن كانت السوداء بلغمية فزع إلى الجلنجبين العسلي بمياه الكرفس والرازيانج ونحوه .


وإن احتيج إلى تليين خلط به في الابتداء قوة مطلقة للبلغم من قوى التربد والبسفايج ودرج يسيراً إلى قوة من الغاريقون وقيء بالسكنجبين البزوري العسلي ونحوه إلى أن يأخذ في النضج ويكون تكميده المعدة وتضميدها بما هو أقوى حتى بالتمر والتين ونحوه وكذلك تمريخه بأدهان حارة إلى دهن القسط وربما احتيج إلى تقيئه بسكنجبين فيه قوة الخربق الأبيض بل ربما احتيج أن يسقى الخربق الأبيض في الفجل أو قوة الخربق في الفجل أو الخربق بحاله إذا لم يخف حال ضعف القوة .
وإن كانت السوداء سوداوية صرفة من قبيل عكر الدم فيصلح إسهاله في الأول بماء اللبلاب والفانيذ ويصلح استعمال الجلنجبين العسلي والسكري وفي آخره يستفرغ بمثل طبيخ الهليلج الأصفر والأسود والشاهتزج والزبيب فإذا نضجت العلة فللفصد حينئذ أيضاً موقع جيد يفصد من الباسليق ويستعمل القيء على الطعام بقوة أو لطف على حسب الوقت والحاجة ويجب أن يدمنه فهو أصل ويستفرغ بالأدوبة والحقن القوية والأدوية التي تستعمل في مثل هذا الوقت الأفتيمون والبسفايج والغاريقون والاسطوخولدوس والحجر الأرمني واللازورد مغسولين وغير مغسولين وعصارة ورق قنطافلون مع شراب العسل .
وربما احتيج إلى الخربق الأسود وربما أقنع في الصفراوي السنا والشاهترج مع الأفتيمون وقُيىء بالسكنجبين ثم أدر وحينئذ بعد الاستفراغ فاسق للبلغمي والسوداوي عنه الترياق والمثروديطوس ودواء الحلتيت والكبريت والفلفل وحده يشرب في الماء ومثل الخردلي يستعمل غير دائم بل في كل ثلاثة وفي الأوائل وقبل ذلك في مدد أبعد وكذلك الفلافلي ونحوه من الجوارشنات ولا تعجل بشيء من هذه قبل النضج فإنك إن سقيت الترياق ونحوه في الأول ركبت ربعاً بربع وربما جلبت أمراضاً أخرى وخصوصاً في الشتاء وفي آخره إن وجب الفصد أقدم عليه .


قال الحكيم الفاضل جالينوس : أبرأتُ خلقاً كثيراً من الرَبع بأن سقيتهم بعد النضج مسهًلاَ ثم سقيتهم عصارة الأفسنتين ثم سقيتهم الترياق .
وأقول أن الحلتيت والفلفل مفردين نافعان جداً إذا ظهر النضج وبلغ المنتهى وأطعمه الصحناة واللبن وكامخ الكبر والخردل والمري وجميع ما فيه قوة ملطفة بقوة وربما احتجت أن تسقيه بعد الأربعين كل غداة مثل نبقة من مثل دواء الحلتيت وكل عشية كذلك إذا لم تكن الحمى حادة والمادة أصلها صفراء .
ومن هنا الأقراص النافعة في هذا الوقت وعند الإنحطاط قرص على هذا الصفة .
ونسخته : يؤخذ من عصارة الغافت ومن الزعفران من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ومن أسقولو قندريون واللك والزراوند والطباشير من كل واحد خمسة دراهم ومن بزر الحماض وبزر البقلة والورد والسنبل وبزر الكشوث والأنيسون وبزر الكرفس وأصل الكبر وحب البان وبزر الرازيانج من كل واحد أربعة يعجن بماء الكرفس ويقرص ويسقى بماء الرازيانج والهندبا والكشوث .
وهذا الدواء نافع من وجوه كثيرة إذا نضجت المادة .
ونسخته : يؤخذ مرّ سبعة وعشرين درهماً سنبل ثلاثة عشر درهماً فطراساليون خمسة عشر درهماً أنيسون عشرة دراهم عاقر قرحا قسط فقاح الأذخر خمسة خمسة يعجن بشراب عتيق أو بعسل الزنجبيل والشربة مثل جوزة .
وقد يسقون في آخره الناقهين وعند قلة التأذي بها وكثرة الحرارة مع تلطيف المادة دواء بهذه الصفة .


ونسخته : يؤخذ من بزر البنج أو اليبروح قيراط ومن الحلتيت قريب من ثلاث باقليات ومن هذا القبيل أيضاً أن يؤخذ من الفوذنج البستاني أربعة مثاقيل ومن بزر الأنجرة عشرون مثقالاً ومن الأفيون مثقال يقرّص أقراصاً صغاراً جداً والشربة درهم ومما هو جيد لهم استعماله بعد ظهور أثر النضج إلى آخره أن يؤخذ من الزبيب الغساني أو الهروي ومن الثوم البري ومن الآس الطري من كل واحد جزء يطبخ في الماء طبخاً بعد أن ينقع فيه ثم يغلى بالاستقصاء ويصفى ويسقى منه أوقية وأيضاً بزر الكرفس أنيسون قردمانا من كل واحد خمسة دراهم صعتر بري غافت من كل واحد سبعة دراهم نانخواه أربعة شكاعى ثلاثة زبيب عشرة يطبخ بثلاثة أرطال ماء إلى أن يرجع إلى رطل .
ومما هو جيد لهم أن يؤخذ من النانخواه ومن السنبل ومن الفوذنج من كل واحد عشرة دراهم ومن الكراويا والأنيسون من كل واحد سبعة دراهم ومن الحلتيت وزن خمسة دراهم ومن الزنجبيل وزن أربعة دراهم ومن السليخة وزن ثلاثة دراهم يعجن ذلك بالكفاية من العسل والشربة منه وزن درهم بماء الكرفس والرازيانج .
وأيضاً قرص بهذه الصفة : يؤخذ عصارة الغافت عشرة أجزاء أسقولوقندريون طباشير رازيانج سنبل زعفران من كل واحد خمسة دراهم لك وراوند من كل واحد أربعة بزر الحمقاء وبزر القثاء من كل واحدة ستة يقرّص بماء الكرفس ويسقى بالسكنجبين وأيضاً للبلغمي .
ونسخته : يؤخذ مرّ خمسة وثلثان زعفران فطراساليون من كل واحد خمسة سنبل أربعة ونصف جندبيدستر ثلاثة أنيسون ثلاثة ونصف بزر الكرفس كراويا من كل واحد أربعة حماما قشور السليخة ميعة من كل واحد درهمان وثلث ساليوس أدرومون المعجون من كل واحد درهم وثلثان وإذا اشتد النافض كان القيء بماء فاتر وسكنجبين نافعاً من ذلك فإن لم يجب قواه بما سلف ذكره بحسب الوقت والتبخير بنطول طبخ فيه الشيح والبابونج ونحوه محفوظاً بكسية تجمع السخونة .
في ذكر مسهلات يحتاجون إليها بعد النضج .


يؤخذ من الهليلج الكابلي ستة أفتيمون أفسنتين من كل واحد خمسة دراهم هليلج أصفر عصارة غافت إملج من كل واحد أربعة بزر الكرفس أنيسون بزر الرازيانج من كل واحد درهمان يتخذ منه طبيخ فيسهل برفق .
أخرى : أو يؤخذ من القشمش وزن عشرة دراهم ومن الهليلج الكابلي والأفتيمون من كل واحد وزن ثمانية ومن الشاهترج وزن سبعة درأهم ومن الشكاعى والقنطريون الغليظ وزن ستة دراهم ومن الغافت وأصل الأذخر من كل وأحد وزن خمسة يطبخ بخمسة أرطال ماء حتى يعود إلى رطل .
صفة حبّ خفيف : إذا استعمل في كل خمسة أيام مرة كان نافعاً فيها وهو مجرب .
ونسخته : يؤخذ أفتيمون تربد عشرة عشرة كراويا أنيسون سبعة سبعة نانخواه ثمانية بزر الكرفس والرازيانج ثلاثة ثلاثة بسفايج ستة غاريقون أبيض ثمانية ملح هندي خمسة أيارج فيقرا أحد عشر درهماً يحبب بماء النعناع والشربة منه درهم ونصف .
وإذا كانت المادة بلغمية نفع هذا الحب .
ونسخته يؤخذ أفتيمون نانخواه غاريقون من كل واحد ثمانية دراهم بزر الكرفس أنيسون بزر الرازيانج من كل واحد ثلاثة ملح نفطي خمسة أيارج تربد من كل واحد عشرة الشربة وزن درهمين ونصف وإذا كان مع وجع الطحال انتفع بهذا الدواء ويسهل برفق .
ونسخته : يؤخذ أسقولوقندريون خمسة عشر غاريقون إثنا عشر هليلج أسود أيارج من كل واحد عشرة هليلج كابلي أفسنتين من كل واحد ثمانية شكاعى باذاورد كمافيطوس عصارة الغافت من كل واحد سبعة ثمرة الطرفاء أصل الكبر خمسة خمسة بزر الكرفس أنيسون بزر الرازيانج من كل واحد ثلاثة يتخذ منها معجون أو حب .


في تغنية أصحاب الربع : الأصوب أن يمال تدبيرهم في أول الأسابيع إلى ثلاثة أسابيع إلى تلطيف ما من غير أن ينهك القوة وذلك بأن يجنبوا اللحم والزهومات فإن هذا يقلّل مادتهم ويخفف علتهم ويقصر مدة مرضهم وبعد ذلك فلا بد من نعش القوة بمثل السمك الرضراضي والبيض النيمبرشت والفراريج والطياهيج فإذا صار إلى مدة مثل المدة التي منع فيها الزهومات ولم تنقص العلة فلا بد من مراعاة القوة وإطعام ما هو أقوى من لحم الدجاج والحملان والجداء والطير الرخص واعلم أن الشرط فيما يغذى منه صاحب الربع أن يكودْ جامعاً لخلال : إحداها أن لا يكون نفاخاً بل محلّلاً للنفخ الذي تحدثه السوداء والثانية أن لا يكون غليظاً بل ملطفاً للغليظ والثالثة أن لا يكون عاقلاً بل مطلقاً للبطن والرابعة أن يكون الدم المتولد منه محموداً وأكثر ما يكون كذلك ما يكون له حرارة ورطوبة وقد علمت أنه كيف يغذّى قبل النوبة وبأي ساعات ولم ذلك وعلمت أيضاً أنه ربما احتيج إلى الغذاء في النوبة وبقرب منها للعلة المذكورة لكن الأصوب أن تلقى الحمى خالي البطن حتى لا تشتغل الطبيعة بمادة غير مادة المرض إلى أن تدفعها والشراب الصافي الرقيق الأبيض نافع له .
علاج الربع اللازمة : حال هذه الحمى على ما أخبرنا به من قبل والقانون فيها مجانس للقانون في الربع المفترة وإنما يحالف في أشياء يسيرة من ذلك أن الميل إلى الاعتدال في المسخّنات وإلى التبريد في هذه أولى للزوم الحمى فيجب أن يستعمل في علاجها مثل السكنجبين والجلجبين والسكنجبين البزوري وماء الأصول المعتدل وإلا فشرحات بالعسل ومن ذلك أن الفصد في هذه أوجب لأن المادة محصورة في العروق ومن ذلك أن الرخصة في الغذاء من اللحوم في هذه العلة أقل .


فصل في الحمّى الخمس والسدس والسبع ونحو ذلك وتسمى باليونانية فيماطوس وقوم يسمون أمثال هذه دوارة فاعلم أن هذه تتولد من مادة مجانسة لمادة الربع لكنها أغلظ وأقل وأكثر ما تكون من سوداء بلغمية .
وأما السدس والسبع وما وراء ذلك فإن بقراطاً يذكره وجالينوس يقول : ما رأيت في عمري منه شيئاً بل ولا رأيت خمساً جلياً قوياً إنما هي حمى كالخفيّة .
قال : ولا يبعد أن يكون السبب في مثل السبع والتسع تدبيراً إذا استعمل وجرى عليه أوجب حمّى فإذا عوود أوجب في مثل ذلك الوقت تلك الحمى ولو ترك وأصلح لكان لا يوجب فيكون السبب في أدواره وعوداته عودات التدبير وأدواره لا أدوار مواد تنصب وعوداتها .
قال : فيجب أن يراعى في امتحان هذه العلة هذا المعنى حتى لا يقع غلط على أن جالينوس كالمنكر لوجود هذه الحميات وكالموجب أن يكون لأمثالها أصل آخر لكن بقبراط قد حقق القول في وجود السبع والتسع وليس ذلك يبين التعذر ولا واضح الاستحالة حتى يحتاج أن يرجع فيه إلى التأويل والأقاويل التي قالها بقراط في باب هذه الحميات إن السبع طويلة وليست قتالة والتسع أطول منها وليست قتّالة وقال أن الخماسية أردأ الحميات لأنها تكون قبل السل أو بعده وقول جالينوس فيه كما تعلمون وأنا أظن لهذا القول وجهاً ما وهو أن يكون السل يعني به الدقّ ويكون قوله الخماسية موضوع قضية مهملة لا تقتضي العموم فيكون كأنه يقول أن من الخماسية صنفاً من أردأ الحميات لأنها تكون قبل الدق وبعده ويكون معنى قوله ذلك أن الحميات إذا طالت واَذت واختلطت واختلفت تأذت كثيراً إلى اشتعال الأعضاء الرئيسة وإلى الدق ومن شأن أمثال هذه الحمّيات أن تقف في آخرها على نمط واحد وأكثر ذلك على الربع وقد بينا هذا لكنها إنما تؤدي إلى الربع إذا كان في الأخلاط غزارة وفي الرطوبات كثرة وأما إذا كان الذوبان قد كثر والاستفراغات المحسومة وغير المحسوسة قد تواترت لم تبق للأخلاط رمادية إلا أقلّ وإلا أغلظ .


وذلك يوجب أن تكون النوبة أبطأ ويكون ما كاد يكون ربعاً خمساً وفي مثل هذه الحال بالحري أن يكون البدن مستعداً لأن يشتعل ويصير دقاً وأيضاً فإن الدق إذا سبق لم يبعد أن يحدث للأخلاط رمادية ما قليلة لقلتها في أواخر الدق ويعرض لتلك الرمادية عفونة فتحدث حمى وقد نهكت الحمّى الدقية البدن فتكون رديئة من حيث أنها علامة إحتراق خلط ما بقي منه إلا يسير فكانت حراقة يسيرة ومن حيث أنها بسبب ازدياد الحمى وتضاعفها .
ولا يجب أن ينكر أمراض لم يتفق أن تشاهد في زمان ما أو بلاد ما فإن هذا الجنس لا يحصى كثرة ولا أيضاً يجب أن يقال أنه إن كان خمس فلا بد من مادة خامسة فإن السوداء إنما دارت ربعاً لا لنفس أنها سوداء بل لأجل أنها قليلة غليظة .
وقد لا يبعد أن تكون في بعض الأبدان سوداء قليلة غليظة تعرض لها العفونة وليس لقائل أن يقول يجوز في البلغم أن يصير لها نوبة أخرى إذا غلظ قل فإن التجويز أمر واسع قلما يتمكن من إلزام نقيضه ثم ليس الحال في تجويز ما لم يُرَ قَط ولم يسمع ولم يشهد به مجرب أو عالم كتجويز مثل ما شهد به مثل بقراط وقد حدثني أنه قد شاهد التسع وأما الخمس فقد شاهدناه مراراً ولم نضطر لذلك إلى أن نقول أن ههنا خلطاً آخر .


علاج أصناف هذه الحميات : يقرب علاج هذه العلة من علاج الربع البلغمية ويحتاج في علاجها إلى فضل صوم وتلطيف للتدبير ونوم هاضم لتتحلل به المادة الغليظة وتنضج ويحتاج أيضاً إلى تغليظ تدبير لئلا تخور معه القوة وهما كالمتعاندين ولما لم تكن هذه الحمّيات بحيث توهن القوة لم نبال بأن نلطف التدبير ونستعمل على المريض الصوم مدة وأن نتلافى ذلك كلما شئنا بأن نغذوه بما يجود غذاؤه ويسرع ويكثر ولا يكون فيه تغليظ للمادة ولا زيادة فيها ومن أنفع المعالجات لذلك القيء بالخربق وبزر الفجل والفجل المخربق وجوز القيء وبزر السرمق والاستفراغات بالأيارجات وبعد ذلك استعمال الترياق ونحوه وينفع حينئذ التعريق بالأدوية وبالحمام الحار من غير استعمال الماء ومن غير استعمال المرطبات .


ثم قد علمت أن في الأعضاء رطوبات مختلفة الأصناف منها رطوبات معدة للتغذية ولترطيب المفاصل فمن ذلك ما هو مخزون في العروق ومن ذلك ما هو مبثوث في الأعضاء كالعلل وهذان القسمان وأولهما مادة حمى العفونة أو حمى الغليان كما علمت إذ كان الغذاء ليس كله ينفق كما يحصل بل قد يبقى منه ما هو في سبيل الانفاق وما هو في سبيل الإدخار ومنها رطوبات قريبة العهد بالجمود وهي الرطوبات التي صارت بالفعل غذاء أي انجذبت إلى المواضع التي هي إبدال لما يتحلل منه وصارت زيادة فيه متشبهة به إلا أن عهدها بالسيلان قريب فهي غير جامدة ومنها رطوبات بها تتصل أجزاء الأعضاء المتشابهة الأجزاء من أول الخلقة وببطلانها تصير إلى التفرق والتبدّد مثال الرطوبة الأولى دهن السراج المصبوب في المسرجة ومثال الثاني الدهن المتشرب في جرم الذبال ومثال الثالث الرطوبة التي بها تتصل أجزاء قطن اتخذ منه الذبال فإذا اشتعلت الأعضاء الأصلية وخصوصاً القلب كان ذلك هذا المرض الذي هو الّدق على ما علمت وحرارة الكبد قد تؤدي إلى الدِّق لكن لا تكون نفسها دفاً بل الدق ما كان بسبب القلب وكذلك حال الرئة والمعدة لكنه ما دام يفني الرطوبات التي من القسم الأول من الأعضاء وخصوصاً من القلب كما يفني المصباح الأدهان المصبوبة في المسرجة فهو الدرجة الأولى المخصوصة باسم الجنس وهو الدق وباليونانية أقطيفوس إذ ليس فإذا أفنيت الرطوبات التي هي من القسم الأول وأخذت في تحليل الرطوبات التي هي من القسم الثاني وفي إفنائْها كما إذا أفنت الشعلة الدهن المفرغ في المسرجة وأخذت تفني المتشرّب في جرم الذبال كانت الدرجة الثانية وتسمى ذبولاً وماريسموس ولها عرض وابتداء وانتهاء ووسط ثم لا يفلح من بلغ انتهاء الذبول وقلما يقبل العلاج إلا ما شاء اللّه وخصوصاً إذا بلغ إلى أن يدق اللحم .


فإذا فنيت هذه وأخذت تفني الرطوبات التي من القسم الثالث كما تأخذ الشعلة بحرق جرم الذبال ورطوباته الأصلية كانت الدرجة الثالثة ويسمى المفتت والمحشف وباليونانية أوماطيس يحقق من أملسقون وهذه العلة من الحميات التي لا نوائب لها ولا أوقات نوائب وقد قال قوم : إما أن يكون تعلق الحمى الدقية بالرطوبات القريبة العهد بالجمود وإما بمثل اللحم وإما بالأعضاء الأصلية الصلبة كالعظام والعصب وهذا القول إن فهم منه أنه يتعلق على سبيل أنه يفني ما فيه من الرطوبة المتصلة به كان والمعنى الأول سواء وإن عني أن أول ما يفنيه الدَّق هي الرطوبات القريبة العهد بالجمود لم يكن القول قولاً صحيحاً والدِّق قد يقع بعد حمّى يوم وقد يقع بعد حميات العفونة والأورام ويبعد أن يعرض الدق ابتداء فتكون الأعضاء الأصلية قد اشتعلت ولم يشتعل خلط ولا روح قبل ذلك بل يجب أن يسخن تلك أولاً ثم على مر الأيام تسخن الأعضاء والسبب الواحد قد يكون سبباً للدق وقد يكون سبباً لحمى يوم بسبب شدة تعلقه وضعف تعلقه مثل النار فإنها تلقى الحطب على وجهين أحدهما وجه تسخين له وتبخير فيه والثاني على سبيل اشتعال .
وحمى العفونة والورم تنتقل كثيراً إلى الدق يسبب شدة الحمّى وشدة تلطيف الغذاء فيه ومنع الماء البارد وقلة مراعاة جانب القلب بالأطلية والأضمدة وخصوصاً في أمراض أعضاء مجاورة للقلب مثل الحجاب وكثيراً ما يوقع فيه اضطرار الطبيب لسقوط القوة وتواتر الغشي إلى سقي الخمر وماء اللحم ودواء المسك ونحوه وقد يتركب الدق مع حميات العفونة والأورام والدق في أول الأمر عسر المعرفة سهل العلاج وفي آخره سهل المعرفة صعب العلاج وآخر الذبول غير قابل للعلاج البتة .
العلامات : أما النبض فيكون دقيقاً صلباً متواتراً ضعيفاً ثابتاً على حال واحدة .


وأما ملمسهم فيكون ما يحس من حرارته دون حرارة سونوخس ونحوها المشتعلة في مواد وفي ابتداء ما يلمس يكون أهدأ فإذا بقيت عليه اليد ساعة ظهرت بقوة ولذع ولم يزل ينمو ويكون أسخن ما فيه مواضع العروق والشرايين وتكون حرارتهم متشابهة لا تنقص لكنها إذا ورد عليها الغذاء نمت به واشتدت وقويالنبض وأخذ في العظم وكذلك ما يعرض للجهال من الأطباء أن يمنعوهم الغذاء لما يعرض منه من هذا العارض فيهلكوهم كما تنمو الشعلة عند إصابة الدهن والمقلى عند صبّ الماء عليه وهذه من دلائلها القوية والغذاء في سائر الحميات ليس لا محالة يوجب هذا الاتقاد وإن أوجب اضطراب حركات للطبيعة وهذا الاتقاد لا يكون كاتقاد سائر الحميات بعد تضاغط ولا على أدوار معلومة بل كما يغدو في أي وقت كان .
ويكون صاحب المرض غير شديد الشعور ما فيه من الحرارة لأنها صارت مزاجاً للعضو متفقاً وقد علمت في الكتاب الأول كيفية الحال في مثل ذلك لكنها تظهر عند تناول شيء من الأغذية لاشتدادها .
ومن دلائل انتقال حمى اليوم إلى حمى الدق شدة اشتداد الحرارة في الثالث جداً وفي الأكثر تأخذ الحمى بعد اثنتي عشرة ساعة في الانحطاط وإذا جاوزت الحمى اثنتي عشرة ساعة ولم تظهر علامات انحطاط بل استمرت إلى الثالث واشتدت فذلك دق .


ومن دلائل تركب الدق مع حمّيات العفونة بقاء حرارة يابسة بعد آخر الانحطاط ويعد العرق الوافر وزيادة في الذبول والنحافة على ما توجبه تلك العلة ودهنية في البول والبراز وإن كان الظاهر الدق والخفي غيره فيدل عليه التضاغط الواقع في النوائب فإن مثل ذلك غير موجود في علامات الذبول : وأما علامات الذبول فإن الحمى إذا اندفعت إلى الذبول اشتدّت صلابة النبض وضعفه وصغره وتواتره وخصوصاً إذا كان سبب الوقوع في الدق أوراماً لا تتحلل فإن ذلك أعني التواتر يزداد جداً وكذلك السرعة ويصير النبض من جنس المعروف بذنب الفار فإن كان من شرب شراب حار كان بدل ذنب الفار مسلّي ولا تكون أعراض الذبول شديدة جداً فإنها لا تمهل إلى مثل ذلك ويظهر في البول دهانة وصفائح وتأخذ العين في الغؤر فإذا انتهى الذبول اشتدّ غورها وكثر الرمص اليابس وتنتأ حروف العظام من كل عضو وفي الوجه ويتلطأ الصدغان ويتمدد جلد الجبهة ويذهب رونق الجلد ويكون كأن عليه غباراً ما وإحراقات الشمس ويؤدي إلى ثقل رفع الحاجب وتصير العين نعاسية مغمضة من غير نوم ويدق الأنف ويطول الشعر ويظهر القمل ويرى بطنه قد قحل ولصق بالظهر كأنه جلد يابس قد انجذب وجذب معه جلدة الصدر فإذا انحنت الأظفار وتقوست فقد انتهى وأخذ في المفتت وإذا حصل في المفتت ذابت الغضاريف .
علاج الدق : الغرض في علاج حمى الدق التبريد والترطيب وكل واحد منهما يتم بتقريب أسبابه ورفع أسباب ضده وربما كان سبب أحدهما سبباً لضد الآخر مثل سبب التبريد فإنه ربما كان سبباً للتجفيف وهو ضد الترطيب مثل التبريد بالأقراص الكافورية والطباشير و نحوها .


وربما كان سبب الترطيب أيضاً سبباً للتسخين وهو ضد التبريد مثل الشراب فإنه يرطب لكنه يسخن فيجب أن تراعي ذلك وإن دعت الحاجة إلى قوي في التبريد ولم يكن إلا ميبساً قرن به أو قدّم عليه أو أعقب ما فيه قوة ترطيب وكذلك إن دعت الحاجة إلى قوى في الترطيب سريع فيه كماء اللحم والشراب فيجب أن يقرن به أو يقدم عليه ويعقبه ما فيه قوة تبريد .
وإن كان سبب الدِّق ورماً أو ألماً في عضو فالواجب علاجه أولاً ومن أحب أن يركب تدبيره من فنون مختلفة توافق من اشتدّت به الحمى جداً فالواجب علاجه أولاً ومن أحب أن يركب تدبيره من فنون مختلفة توافق من اشتدت به الحمى جداً فالواجب أن تبدأ وتسقيه أقراص الكافور وما يجري مجراها في السكنجبين سحراً ومع طلوع الشمس ماء الشعير بالسراطين إن لم يكرهها أو بالجلاب أو بماء الرمان وعند المبيت لعاب بزرقطونا إن لم يكن مانع من قبل المعدة وغيرها والتدبير المبرد ما علمته من أشربة مبردة ومن بقول مبردة ومن أقراص مثل أقراص الكافور ومن أضمدة مبردة ومروخات ونحوها وتبريد هواء حتى في الشتاء .


فإن لم يحتمل خفف عليه الدثار فإن تبريد هوائه أفضل شيء مثل اليابسة المصندلات المكفرة وإشمامه ماء فيه ورد وكافور وصندل وفواكه باردة وشاهسفرم مرشوش بماء الورد والتبخير بالعرق والحمام ويجب أن لا يطال إمساك الأضمدة المبردة جداً على الأعضاء القريبة من أعضاء التنفس فربما أضر ذلك بالنفس والصوت ضرراً عظيماً ويجب أن يميل العليل إلى الراحة والنوم والدعة والفرح ويجتنب ما يغضبه وما يحزنه وما يغمّه والجوع والعطش الطويل والأضمدة المبردة التي يجب عليهم أن يستعملوها العطرة فإنها أحضر نفعاً وخصوصاً على الصدر وما يليه وتكون مبرّدة ولا يكون فيها قبض فإن القبض مع ما يحدث من التجفيف يمنع قوة الدواء أن يغوص ويجب أن يدام التبديل لئلا يبقى الدواء فيسخن ويسخن مع مراعاة لشدة تبريحه فإنه إذا برد شديداً لم يبعد أن يضعف العضو وإذا كان بقرب أعضاء النفس لم يبعد أن يحذر الحجاب وغيره فيمنعه عن إخراج النفس بسهولة والتدبير المرطب منه أغذية لينة وفاكهية وأبزنات ومروخات وضمادات ونشوقات وسعوطات وراحة ودعة وأن لا يحمل عليه في جوع أو عطش .
في ذكر الأدوية المبردة لهم : أما المرطبة منها فجميعها غذائية أو تغلب عليها الغذائية مثل ماء الشعير المطبوخ بالسراطين من جهة السراطين ويجب أن تنتف أطراف السراطين من قوائمها وأنيابها وتغسل بماء بارد وملح طيب ورماد مراراً ثلاثاً فما فوقها حتى تتنقى وتتنظف عن زهومتها ثم تبطخ في ماء الشعير ومثل مخيض البقر ومثل عصارات البقول المعلومة المذكورة في أبواب الحميات الحادة ومثل لعاب بزرقطونا .


وأما الخل ففيه تجفيف شديدة وقوة من التحليل فيجب أن يشرب بماء يقاوم الخلتين من مزج بماء كثير أو ببعض المرطبات الملينة وألبان الأتن يوشك أن تكون مع ترطيبها مبردة حتى إن قوماً فضلوا تبريدها على تبريد مخيض البقر لكنها توافق من ليس به إلا حمى دق ولا مالحة ولا خلط متهيئ للعفونة ويجب أن يحذر تجبن اللبن ومما يمنعه السكر وإذا خشيت عفونة حدثث من اللبن فاسهل برفق وإن خشيت تسخيناً فامسك عنه أياماً وعالج فيها بالأقراص ومياه الفواكه ثم عاود .
وأما الأدوية المبردة التي لا ترطيب فيها فمثل الأقراص المعلومة الموصوفة أعني أقراص الكافور وأقراص البسذ الباردة ومثل أقراص بهذه الصفة .
ونسختها : يؤخذ طباشير طين أرمني من كل واحد أربعة دراهم ورد ستة دراهم بزر الحمقاء والخيار والقرع والكهرباء من كل واحد ثلاثة دراهم يتخذ منه أقراص والشربة ودرهمين وهي جيدة جداً وأيضاً قريبة منها وذلك أن يؤخذ : لسان الحمل نشا صمغ كثيراً من كل واحد ثلاثة دراهم طين أرمني طباشير أربعة أربعة خشخاش خمسة وورد بزر القرع والخيار والحمقاء من كل واحد ستة حب السفرجل المقشر بزر البطيخ بزر القثاء من كل واحد سبعة رب السوس وزن عشرة يعجن بلعاب بزر قطونا .


ترتيب آخر : وأما المروخات والأطلية والضمادات المبردة والنشوقات والسعوطات المبردة فهي التي عرفتها وأجودها المروخات بدهن القرع والخشخاش والنيلوفر والخلاف والبنفسج وأما المفارش المبردة المرطبة فهي التي تكون مهيدة جداً من أدم مرشوش بماء الورد أو كتان من جنس ما يعمل بطبرستان ويكون حشوه ما لا يسخن بل يكون من جنس المكان المحلوج يجدد دائماً أو تكون مفارش من أدم قد ملئت ماء بعد أن يكون عليها تضريب يبسط الماء بسطاً ويمنع تركزه وتكون بقرب الفراش المياه ومجاريها وتحتها أوراق الشجر البارد الرطب من الخلاف وحي العالم والبقول الرطبة والرياحين الباردة كالورد وأيضاً أوراق الشجر الباردة وعساليج الكرم ونحو ذلك .
فِي ذكر الأدوية المرطبة لهم : أما ما كان مع تبريد فقد سلف ذكره وبقي الكلام الآن في كيفية سقي الألبان والمخيض وفي كيفية استعمال الابزن والحمام وفي استعمال المروخات والأدهان والأطلية وسائر التدبير وقد علمنا سقي الألبان في باب السلّ ويبس المعدة فيجب أن يكون ذلك قانوناً ولا لبن بعد لبن النساء كلبن الأتن ثم الماعز ويجب أن يكون علفها من حشائش وبقول باردة كما نعلم فإنها خصوصاً لبن الأتن تقلع الدِّق إن كان له قالع ولا إيثار عليه إلا أن تمنع عفونة واقعة أو متوقعة لمادة حاصلة .
واللبن نافع لهم من أولى الدَق إلى آخره ولبن النساء رضاعاً أوفق الجميع والقانون في سقي المخيض مقارب لذلك أيضاً والأولى أن يبتدأ من وزن عشرة دراهم إلى ثلاثين درهماً وما فوقها إن أعانت القوة ولك أن تخلط بها شيئاً من الأقراص المبردة ولك أن تزيد على المبلغ المذكور في السقية الأولى والآخرة إن أعانت القوة على الهضم .=

ج4.القانون فى الطب 4

وأما الأبزن فأفضله ما كان فاتراً لا حرارة فيه كثيرة وكان مع ذلك فيه قوى البقول والحشائش المبردة والمرطّبة ولا يكون بحيث يندّي فضلاً عن أن يعرق ولا يجوز أن يكون للابزن بخار حار ولو لم يكن مانع من استعمال الابزن البارد لم يؤثر عليه ولكن المانع من ذلك ضعف أبدانهم ونحافتها وأما في أوائل أمرهم فربما شفاهم ذلك .
وأما ضعيف البدن فقد يشفيه ذلك مع تبريد يسير يوجبه في مزاجه يمكن أن يعالج وإن كان أضعف من ذلك خيف أن يقر في دَق الشيخوخة وذلك في الأقل ولكنه مع ذلك أبطأ زمان موت وربما عاش معه مدة لها قدر وكثيراً ما يكون الأصلح نقله إلى ذلك الدق .
وأما ما كنا فيه من حديث الابزن فإن الأصوب أن يبدأ بما هو حار إلى حد ويتدرج إلى البارد المعتدل البرد المحتمل فإن هذا التدريج يجعل البدن قابلاً للبارد إذ الألم إنما يكون بورود المخالف في المزاج بغتة وأيضاً فإن البدن يستفيد بالماء الحار شبه خصب ويحتمل معه الماء البارد وإن كرر الابزن في اليوم ثلاث مرات كان صواباً ويجب أن يستعمل برفق لئلا تسقط القوة وإن تناول ماء الشعير قبل الابزن بساعتين كان صواباً وإن قدم الابزن بعد حلب اللبن على بدنه على ما سنفسره ليوسع مجاري الغذاء ثم تناول ماء الشعير وما يشبه ثم صبر ثم استعمل الابزن ليبسط الغذاء كان جيداً ويستعمل بعد الأبزن والحمام التمرّخ بأدهان مبردة مرطبة كدهن البنفسج خصوصاً إذا كان متخذاً من دهن القرع وكذلك دهن النيلوفر ودهن القرع .
وإن انتقل من بعد الأبزن إلى ما يكون أميل إلى برد قليل محتمل ثم يدهن كان صواباً وإن قدّم الأدهان وعجلها ثم دخل ماء برد يسيراً كان صواباً وذلك بحسب الاحتمال ولا بأس بالتدريج فيه وأجود أوقات هذا الصنيع بعد هضم الطعام وإن أمكن أن يغمس بعد الأبزن الحار في ماء بارد دفعة من غير تدريج فهو أبلغ من جهة العلاج وأشدّ من جهة الخطر وصب بالرفق أقل خطراً من غمس المريض فيه دفعة وأقلّ منفعة .


وليكن البرد قدر برد ماء الصيف الذي هو ما بين الفاتر وبين شديد البرد وإن قدم حلب اللبن على أعضائه إن لم يكن ضعيفاً أو الممزوج منه بالماء إن كان ضعيفاً ثم استعمل الأبزن كان صواباً فإن حلب اللبن على البدن شديد الترطيب والألبان الجيدة للحلب هي المذكورة ويجب أن يحلب من الضرع والأولى أن يبيت على تمريخ من الأدهان المذكورة للبدن كله وللمفاصل .
وأما الحمام فلا يرخص له في دخوله إلا إذا كان بحيث لا يعرق ولا يحمي ولا يغير النفس ويكون الحار ماؤه دون هوائه وتكون حرارة مائه فاترة بحيث تنقذ ولا تؤذي ولا تعرق وإذا لم تكن في بدنه مادة مهيأة للعفونة وخصوصاً إذا كان ذلك ولم ينهضم الطعام بل يجب أن يكون ذلك حين ما يراد أن ينبسط المهضوم منه في البدن وأن لا يطيل فيه بل يفارقه بسرعة وإذا فارقه تناول شيئاً من المرطّبات ومن الأحشاء التي لا تضره المتخذة من الشعير واللبن .
وإذا عرض له في الحمام عطش سكنه بماء الشعير وماء الرائب وباللبن لبن الأتن ويجب أن يكون إدخالهم الحمام ثم إخراجهم على جهة لا تعب معها البتة وقد خبرنا بذلك في مواضع أخرى وسنعيد من ذلك شطراً يجب أن ينقل إلى الحمّام في مِحَفة محمولة مفروش فيها فرش مهيد حتى يوافى به البيت الأول فينقل إلى مضربة لينة مما يصلح للحمام وتنزع ثيابه فيه أو في الأوسط إن لم يكن حاراً ولا يلبث في أحدهما إلا قدر النقل وأنفاس قليلة وقدر نزع الثياب ثم يدخل البيت الثالث على أن لا يكون شديد الحراوة ويقيم فيه قدر احتماله للأبزن هذا ما قيل والأحب إلى أن يكون أبزنه في البيت الأوسط المعدل فإذا فارق الأبزن البارد زئل بمنديل أو بفرجية ذات طاقين ونقل إلى فراشه ومحفته ونشف عرقه بمنديل ودهن وغذي .


في تغذية أصحاب الدِّق : يجب أن يفرق عليهم الغذاء ولا يطعموا شبعهم دفعة واحدة ثم أن أجود ما يغذّون به ماء الشعير أو جرم الشعير المقشر المطبوخ أو خبز منقع في ماء بارد وخبز الحنطة المغسولة منقوعاً في الماء البارد والألبان إذا لم يمنع منها ما ذكرناه ومخيض البقر فهو كثير الغذاء والماش والقرع ومن الفواكه البطيخ الفلسطيني وهو الزقي المعروف عندنا بالهندي .
وإذا أحس بإقبال فلا بأس بإطعامه الجبن الرطب الغير الملح وإن كانت القوة تضعف لم يكن بأس بأن يطعم مرقة زيرباجة مطيبة بالكزبرة الرطبة مطبوخة بمثل الحراج والطيهوج وربما احتيج إلى أن يسقى شيئاً من الشراب الرقيق ممزوجاً بماء كثير .
وربما احتيج إلى أن تطعم مصوصات من لحم الدراج والطيهوج والقبج والفراريج وهلاماً حامضاً أو قريصاً حامضاً من لحم الجداء أو لحم البقر إذا كان هناك قوة هضم .
وخل المصوص والقريص نافع لهم ومقو في مثل هذه الحال .
وربما لم يكن بد من ماء لحم مخلوط بشراب الفواكه الباردة الحامضة أو من صفرة بيض نيمبرشت وإذا تمادى به الضعف إلى الغشي احتيج إلى أن يغذى بماء لحم مأخوذ من أضلاع جدي بملح قليل يصفى ويصبّ عليه مثل جميعه ماء التفاح ومثل نصف عشره من شراب ريحاني ويسقى مفتراً فأما الماء البارد الذي ليس بشديد البرد جداً فلا بأس .
أن تسقيه إياه إلا أن يكون مانع وذلك المانع إما ورم فيما دون الشراسيف أو تكون في البدن كيموسات نية أو كيموسات عفنة يحتاج جميعها إلى نضج ولم تظهر علامة النضج التي إن ظهرت كان الخوف أقل .


وكذلك إن كان الدّق انتقالاً من السرسام أو البرسام وهذا أولى بأن يحرم معه سقي البارد من غيره فإن الدق إذا ورد على أمراض ناهكة للقوة مرخية إياها مذبلة للعظم واللحم ورد على ضعف فإذا طابقه على الإضعاف سقي البارد لم يلبث أن يقع في جنس آخر من الدق وهو يشارك هذا الجنس في اليبس ويخالفه في الحرّ والبرد ويعرف بدَق الشيخوخة ودق الهرم وذلك مرض صعب تكون الغريزة فيه قد بطلت وكذلك الماء البالغ البرد والكثير قد يضرّهم في كل حال ويفسد غريزة أعضائهم الأصلية وربما عجل موتهم أو نقلهم إلى الضرب الآخر من الدِّق .
من ذلك الغشي وقد ذكرنا التدبير في ذلك غذاء ومن ذلك الإسهال ويجب أن يعالج ويتدارك فإن فيه خطراً عظيماً ومن معالجته أولاً أن يجعل ماء شعيرهم ماء السويق أو يجعل في شعيرهم جاورس مقلو وصمغ أو عدس مسلوق مكرّر أو لبن مطبوخ بالرضف أو بالنار وحدها حتى تذهب مائيته وخصوصاً مع الجاورس وليسقوا هذه الأقراص .
ونسختها : يؤخذ طين أرمني خمسة شاه بلوطِ مقلو ورد أربعة أربعة طباشير كهربا ثلاثة ثلاثة بزر الحماض مقشراً حب الأمير باريس من كل واحد ستة تقرص بعصارة السفرجل وتسقى بماء الكمثري غداة وعند النوم تسقى بزر قطونا مقلو وكذلك سفوف الطباشير الذي فيه مقل مكي نافع جداً وإن أدى إلى سحج عولج السحج بالحقن التي تعرفها فذلك أوفق .
فصل في دق الشيخوخة قد جرت العادة بأن يذكروا دق الشيخوخة بعد حمى الدق ونحن أيضاً نسلك السبيل المعتادة .


ودق الشيخوخة معناه استيلاء اليبس على المزاج من غير حمى وقد يكون مع اعتدال في الحرّ والبرد وذلك في الأقل وقد يكون مع برد وتسمى هذه الحال دق الشيخوخة ودق الهرم لأن البدن يعرض له في غير وقت التشيخ ما يعرض في ذلك الوقت من الذبول واليبس والمسنون أسرع وقوعاً في ذلك من الشبان والشبان أسرع وقوعاً فيه من الصبيان على أنه قد يعرض للشبان والصبيان والسبب الموقع فيه إما برد مستولٍ مع ضعف من البدن فيمنع القوة الغذائية عن فعلها التام كما يعرض أيضاً في آخر العمر .
ومن هذا الباب شرب ماء بارد في غير وقته أو على ضعف من البدن مع حتى أو في حالة النهوة أو عقيب رياضَة حللت القوة وفتحت المسام وحرضت على اجتذاب الماء البارد إلى الأحشاء دفعة أو بخارات رديئة باردة تتصعد إلى القلب فتبرد مزاجه وإما حرارة تحلل وتذيب الرطوبات فتخمد الحرارة الغريزية وتعقب برداً ويبساً وقد يتبع الاستفراغات وقد تجلت هذه العلة الإفراط في تدبير أصحاب الحميات بماء يشرب وربما يضمد وهذه العلة إذا استحكمت لم تعالج ولو كان لها حيلة لكان للموت حيلة .
العلامات : هؤلاء ترى فيهم علامات الذبول والقشف ولا يرى فيهم الاشتعال والالتهاب بل ربما وجدوا باردي الملامس ولا يكون نبضهم كنبض أصحاب حمّيات الدِّق بل يكون صغيراً بطيئاً متفاوتاً إلا أن يشتد الضعف فيأخذ النبض في التواتر وخصوصاً من أصابهم هذا من شرب الماء البارد ويكون بولهم أبيض رقيقاً مائياً ويكونون في أحوالهم كالمشايخ .


علاج دَّق الشيخوخة : إنما يعالج هذا المعالج عندما لم يستحكم على رجاء أن لا يستحكم وعندما استحكم على رجاء أن يتأخر الهلاك قليلاً والقانون في معالجتهم التسخين والترطيب ومن المرطبات الحمامات على ما علمت ولا تستعمل إلا بعد الهضم فإنها إن استعملت عقيب الأكل أسقطت القوة والحقن المتخذ من الرؤوس والأكارع والحمص والحنطة المهروسة والتين مع الحسك والبابونج يستعمل منه قدر نصف رطل مع أوقيتين من شيرج وشيء من دهن البان ويستعمل الدلك على التغذية واللبن المرتضع شديد النفع لهم والعسل غاية في نفعهم كما أنه غاية في مضرة أصحاب حمى الدق وكل غذاء مرطب سلس النفاذ سريع الانجذاب لا لزوجة فيه مثل ماء اللحم وصفرة البيض النيمبرشت والشراب الرقيق العطر القليل المقدار شديد الموافقة لهم ويجب أن تراعي الترطيب المذكور في باب الدق ويخلط به ما يسخن من الروائح والأضمدة والمروخات والأغذية وغير ذلك .
فصل في حميات الوباء وما يجانسها وهي حمى الجدري والحصبة كلام في حمى الوباء : قد يعرض للهواء ما علمناك في الكتاب الكلي مثل ما يعرض للماء من استحالة في كيفياته إلى حر وبرد ومن استحالة في طبيعته إلى إفساد الماء وتعفن كما يأجن الماء وينتن ويعفن وكما أن الماء لا يعفن على حال بساطته بل لما يخالطه من أجسام أرض خبيثة تمتزج به وتحدث للجملة كيفية رديئة كذلك الهواء لا يعفن على حال بساطته بل لما يخالطه من أبخرة رديئة تمتزج به وتحدث للجملة كيفية رديئة .
وربما كان ذلك لسبب رياح ساقت إلى الموضع الجيد أدخنة رديئة من مواضع نائية فيها بطائح آجنة أو أجسام متجيفة في ملاحم أو وباء قتالة لم تمفن ولم تحرق ورب كان السبب قريباً من الموضع جارياً فيه .


وربما عرضت عفونات في باطن الأرض لأسباب لا يشعر بجزئياتها فأعدت الماء والهواء والحميات الحادثة بسبب الهواء اليابس أقلّ من أمثالها الحادثة من الهواء الرطب إلا أن الصفراء تكون في الهواء اليابس فيكون ذلك سبباً أيضاً لحدوث حميات صفراوية .
وأما الوبائية فتكون من الهواء الكدر الرطب والحميات في الهواء الرطب أكثر لكنها أقلّ حدة وأطول مدة أما في الصيف اليابس القليل المطر فتكون أقلّ حدوثاً وأكثر حدة وأسرع فضلاً وأفضل الفصول ما حفظ طبعه ومبدأ جميع هذه التغيرات هيئات من هيئات الفلك توجبه إيجاباً لا نشعر نحن بوجهه وإن كان لقوم أن يدعوا فيه شيئاً غير منسوب إلى بينة بل يجب أن تعلم أن السبب الأول البعيد لذلك أشكال سمائية والقريب أحوال أرضية وإذا أوجبت القوى الفعالة السمائية والقوى المنفعلة ترطيباً شديداً للهواء يرفع أبخرة وأدخنة إليه ويبثّها فيه ويعقبها بحرارة ضعيفة وصار الهواء بهذه المنزلة حمل على القلب فأفسد مزاج الروح الذي فيه وعفن ما يحويه من رطوبة وحدثت حرارة خارجة عن الطبع وانتشرت من سبيلها في البدن فكانت حمّى وبائية وعمت خلقاً من الناس لهم أيضاً في أنفسهم خاصية استعداد إذ كان الفاعل وحده إذا حصل ولم يكن المنفعل مستعداً لم يحدث فعل وانفعال واستعداد الأبدان لما نحن فيه من الانفعال أن تكون ممتلئة أخلاطاً رديئة فإن النقية لا تكاد تنفعل من ذلك والأبدان الضعيفة أيضاً منفعلة منه مثل التي أكثرت الجماع والأبدان الواسعة السبل الرطبة الكثيرة الاستحمام .


العلامات : هذه الحمّى تكون هادية الظاهر مقربة الباطن في الأكثر مهلكة يستشعر منها حرافة واشتعال قوي ويكون معه عظم التنفس وعلوه وتواتره ويضيق كثيراً وينتن كثيراً وشدة عطش وجفوف لسان وقد تكون مع غثيان أو سقوط شهوة إن لم يقاومها بالأكل صبراً أهلكته ووجع فؤاد وعظم طحال وكرب شديد وتململ وربما كان سعال يابس وسقوط قوة وإنافة على الغشي واختلاط عقل وتمدُد ما دون الشراسيف ويكون به سهر واسترخاء بدن وفتور وربما عرض معها بثر أحمر وأشقر وربما كان سريع الظهور سريع البطون ويحدث قُلاَّع وقروح ويكون النبض في الأكثر متواتراً صغيراً ويشتدّ في الأكثر ليلاً وربما حدثت بهم حالة كالاستسقاء وربما كان سوداوياً وأكثره يكون زبدياً منتناً وفيه شيء من جنس ما يذوب ويكون بوله مائياً مربًا سوداوياً وكثيراً ما يتقيأ السوداء وأما الصفراء فأكثر ذلك ويعرقون عرقاً منتناً وهذه الحمّى تبتدىء مع الأعراض المذكورة بقوتها ويؤول الأمر إلى الغشي وبرد الأطراف وليثرغس والتشنج والكزاز وقد يكون من هذه الحميات الوبائية ما لا يشعر فيها العليل ولا الجاس الغريب بكثير حرارة ولا بتغير النبض والماء كثير تغير ومع ذلك فإنها تكون مهلكة بسرعة تدهش الأطباء في أمرها وأكثر من تنتن نفسه من هؤلاء ومن الأولين يموت فإن العفونة تكون قد استحكمت في القلب .
علامات الوباء : مما يدل على الوباء من الأشياء التي تجري مجرى الأسباب أن يكثر الرجوم والشهب في أوائل الخريف وفي أيلول فإنه منذر بالوباء الحادث إنذار السبب وإذا كثر الجنوب والصبا في الكانونين أياماً وكلما رأيت خثورة من الهواء وضبابية .
وظننت مطراً ووجدته مغبراً يابساً لا يمطر فاعلم أن مزاج الشتاء فاسد .


وأما الوباء الصيفي الخبيث الرديء فيدل عليه قلة المطر في الربيع مع برد ثم إذا رأيت الجنوب يكثر ويكدر الهواء أياماً ثم يصفو بعده أسبوعاً فما فوقه ثم يحدث برد ليل ومدّ نهار وغمة وكذلك إذا لم يكن الصيف شديد الحرارة وكان شديد الكدورة مغير الأشجار وكان سلف في الخريف شهب ونيران ونيازك فهو علامة وباء وكذلك إذا رأيت الهواء يتغير في اليوم الواحد مرات كثيرة ويصفو الهواء يوماً وتطلع الشمس صافية وتكدر يوماً آخر وتطلع في جلباب من الغبرة فاحكم بأن وباء يحدث .
وأما العلامات التي على سبيل المقارنة للسبب فمثل أن ترى الضفادع قد كثرت وترى الحشرات المتولدة من العفونة قد كثرت ومما يدل على ذلك أن ترى الفأر والحيوانات التي تسكن قعر الأرض تهرب إلى ظاهر الأرض سدرة مسمدرة وترى الحيوان الذكي الطبع مثل اللقلق ونحوه يهرب من عشه ويسافر عنه وربما ترك بيضه .
في معالجات الحمى الوبائية : جملة علاجهم التجفيف وذلك بالفصد والإسهال ويجب أن تبادر فيها إلى الاستفراغ فإن كانت المادة الغالبة دموية فصدوا وإن كانت أخلاطاً أخرى استفرغوا ويجب أن تبرّد بيوتهم وتصلح أهويتها .
أما تبريد بيوتهم فبأن يحفّ بالفواكه والرياحين الباردة وأطراف الشجر الباردة واللخالخ والنضوخات المتخذة من الفواكه الباردة الرائحة ومن الكافور وماء الورد والصندل ويرش بيته وإن كان في البيت رشاشات ونضّاخات للماء فهو أجود وأما إصلاح الهواء فسنذكره ويستعمل فيهم أقراص الكافور والربوب الباردة وماء الرائب المنزوع الزبد وماء ورد ديف فيه مصل حامض طيب والخلّ بالماء أيضاً والماء البارد الكثير دفعة نافع جداً .


وأما القليل المتتابع فربما هيّج حرارة فإن تمادى الأمر إلى أن تتمثد الشراسيف وتبرد الأطراف ويطول السهر والإختلاط وترى الصدر وما عليه يرتفع وينزل فلا بد من استعمال الدثار الجاذب للحرارة إلى خارج وإذا سقطت الشهوة أجبروا على الأكل فإن أكثر من يتشجع على ذلك ويكل قسراً يقبل ويعيش فلا بد من إجبارهم على الغذاء ويجب أن تكون أغذيتهم من الحوامض والمجففات وتكون قليلة المقدار فإن أغذيتهم تكون أيضاً رديئة فتضر كثرتها من حيث الرداءة وتضرّ أيضاً من حيث الامتلاء وأما إصلاح الهواء فقد يكون بعضه بحسب الأصحاء وبعضه بحسب الأصحاء والمرضى .
أما الذي بحسب الأصحاء فيكون الغرض فيه أن يجفف الهواء ويطيب وتمنع عفونته بأي شيء كان فيصلح العود الخام والعنبر والكندر والمسك والقسط الحلو والميعة والسندروس والحلتيت وعلك القرنفل والمصطكي وعلك البطم واللاذن والعسل والزعفران والسكّ والسرو والعرعر والأشنة والغار والسعد والأذخر والأبهل والوج والشابابك واللوز المر والأسارون وقد يتخذ من هذه مركبات ويرش البيت بالخل والحلتيت .
وأما بحسب الأصحاء وأيضاً المحمومين والمرضى فالتبخير بالصندل والكافور وقشور الرمان والآس والتفاح والسفرجل والأبنوس والساج والطرفاء والريباس ويجب أن يكرر التبخير بذلك .


في التحرز من الوباء : يجب أن يخرج عن البدن الرطوبات الفضلية ويمال تدبيره إلى التجفيف من كل وجه ومن قلة الغذاء إلا الرياضة فيجب أن لا يستعمل ولا الحمام ولا الأشربة ولا يصابر على العطش ويصلح الهواء بما ذكرناه ويمال الغذاء إلى الحموضات ويقلل منه وليكن اللحم الذي يستعمل مطبوخاً في الحموضات ويتناول من الهلام والقريص والمصوص المتخذ بالخل وغير الخلّ من السماق وماء الحصرم وماء الليمون وماء الرمان والمخللات النافعة وخصوصاً الكبر المخلل والحلتيت مما ينفعهم ويمنع عنهم العفونة ومما يخلص عنه استعمال الترياق والمثروديطوس قبله مع سائر التدبير الصواب والدواء المتخذ من الصبر والزعفران والمرّ يستعمل منه كل يوم قريباً من درهم فإنه نافع .
فصل في الجدري قد يحدث في الدم غليان على سبيل عفونة ما من جنس الغليانات التي تعرض للعصارات عروضاً تصير بها إلى تميز أجزائها بعضها عن بعض فمن ذلك ما يكون سببه أمراً كالطبيعي يغلي الدم لينفض عنه ما يخالطه من بقايا غذائه الطمثي الذي كان في وقت الحمل أو تولد فيه بعد ذلك من الأغذية العكرة والرديئة التي تسخف قوامه وتثوره إلى أن يحصل له جوهر متقوّم أقوى من الأول وأظهر مثل ما تفعل الطبيعة بعصارة العنب حتى تقيمه شراباً متشابه الجوهر وقد نفض عنه الرغوة الهوائية والنقل الأرضي ومن ذلك ما يكون سببه أمراً وارداً من خارج مثوّراً يخلط الأخلاط بالدم خلطاً ثم حدث غليان ونشيش مثل ما يعرض عند تغير الفصول وخصوصاً الربيع عن الواجب لها من الكيفيات والنظام فإن الجدري والحصبة من جملة الأمراض الوافدة وتكثر في عقيب الجنائب إذا كثر هبوبها .


والبدن المستعد للجدري هو الحار الرطب والكدر الرطوبة خاصة والقليل إخراج الدم بالفصد ومن الأغذية أغذية توقع في الجدرىِ سريعاً وخصوصاً إذا لم تكن معتادة واستعمل عليها أدوية وأغذية مسخنة مثل الألبان وخصوصاً ألبان اللقاح والرماك إذا أستكثر منها من لم يعتدها ثم شرب شراباً كثيراً أو أدوية حارة وكان الجدري ضرب من البحران .
وأكثر ما يعرض الجدري يعرض للصبيان ثم للشبان وتقل عروضه للمشايخ إلا لأسباب قوية وفي بلدان شديدة الحرّ والرطوبة وعروضه في الأبدان الرطبة أكثر من عروضه في الأبدان اليابسة وعروضه في الربيع أكثر من عروضه في الشتاء وبعد الربيع في آخر الخريف وخصوصاً إذا تقدّمه صيف حار يابس وكان ذلك الخريف حاراً يابساً أيضاً والجدري لبس إنما يعرض في الجلد وحده وفيما يلي الظاهر بل يعرض في جميع الأعضاء المتشابهة الأجزاء الظاهرة والباطنة حتى الحجب والأعصاب .
وإذا ظهر الجدري أورث حكة ثم تظهر أشياء كرؤوس الإبر جاورسية ثم تخرج وتمتلىء مدة ثم تتقرح ثم تصير خشكريشة مختلفة الألوان ثم تسقط .
وربما انتقل الجدري إلى فلغموني وماشرا وإلى دبيلة تجمع المدة وأكثر ما يطهر يظهر وله لون الفلغموني ولكنه ربما خرج على ألوان مختلفة رمادية وبنفسجية وسود فإن الجدري له أصناف وألوان فمنه أبيض ومنه أصفر ومنه أحمر ومنه أخضر ومنه بنفسجي ومنه إلى السواد والأخضر والبنفسجي رديان وكل ما ازداد ميلاً إلى السواد فهو أردأ وكل ما مال عنه فهو أميل عن الشر والأبيض أجوده وخصوصاً إذا كان قليل العدد كثير الحجم سهل الخروج قليل الكرب ضعيف الحمى ترى الحمى تنقضي مع ظهوره وخروجه ويكون أول بروزه في الثالث وما يقرب منه وبعد هذا البيض الكبار الكثيرة العمد المتقاربة من غير اتصال فإن اللواتي يتصل بعضها ببعض حتى تحيط برقعة كبيرة من اللحم ذات أضلاع أو مستديرة فهي رديئة وكذلك المضاعفة الكبار التي تكون في جوف الواحدة منها جدرية أخر ى .


وأما البيض الصغار الصلبة المتقاربة العسرة الخروج فإنها وإن أوهمت في ابتداء الأمر سلامة فقد يخشى عليها أن يعسر نضجها ويسوء معها حال العليل وتتأدّى به إلى الهلاك لأن السبب ومن أصناف الرديء المخوف الذي يهلك كثيراً ما يختلف حاله فتارة يظهر وتارة يبطن وخصوصاً إذا ظهر بنفسجياً وكذلك اللجوج الذي لا ينفك الإقبال منه عن ضعف قوة عن اخضرار عضو واسوداده يهلك فإن كان الاخضرار والاسوداد الذي يعقبه بعد الإبلال لا يسقط القوة بل تتزايد معهما القوة لم يكن مهلكاً لكنه ربما أوقع في قروح وما يجري مجراها .
ولأن تكون حمّى ثم جدري أسلم من أن يكون جدري سابق ثم تلحقه وتطرأ عليه حمى وأكثر ما يجب أن يتفقد من أمر المجدور نفسه وصوته فإنهما إذا بقيا جيدين كان الأمر سليماً .
وإذا رأيت المجدور يتتابع نفسه وكذلك المحصوب فأحدس سقوط قوة أو ورم حجاب ثم إذا رأيت العطش يشتدّ والكرب يلح والظاهر يبرد والجدري أو الحصبة تخضر فقد آذن العليل بالهلاك ويؤكد ذلك أن يكون الجدري من جنس ما أبطأ خروجه وظهوره .
وأكثر من يموت بالجدري يموت اختناقاً أو ظهوراً من الخناق وقد يموتون لسقوط القوة بالسحج والإسهال وإذا رأيت الفنسجي من الجدري والحصبة يغور فاعلم أنه سيغشى على العليل وإذا أسرع إلى بول الدم وعقبه بول أسود فهو هالك لا سيما إذا كان هناك سقوط قوة واختلاف أخضر دموي وعسالي مع سقوط قوته والحميقاء شيء بين الجدري والحصبة وهي أسلم منهما وكثيراً ما يجدر الإنسان مرتين إذا اجتمعت المادة للاندفاع مرتين والموم الرصاصي هو الجدري الذي بثره في الوجه والصدر والبطن أكثر منه في الساق والقدم وهو رديء ويدل على مادة غليظة لا تندفع إلى الأطراف .


في علامات ظهور الجدري قد يتقدم ظهور الجدري وجع ظهر واحتكاك أنف وفزع في النوم ونخس شديد في الأعضاء وثقل عام وحمرة في لون الوجه والعين ودمع واشتعال وكثرة تمط وتثاؤب مع ضيق نفس وبحة صوت وغلظ ريق وثقل رأس وصداع وجفوف فم وكرب ووجع في الحلق والصدر وارتعاش رجل عند الاستلقاء وميل إليه ومع ذلك كله حمّى مطبقة .
فصل في الحصبة إعلم أن الحصبة كأنها جدري صفراوي لا فرق بينهما في أكثر الأحوال إنما الفرق بينهما أن الحصبة صفراوية وأنها أصغر حجماً وكأنها لا تجاوز الجلد ولا يكون لها سمك يعتد به وخصوصاً في أوائله .
والجدري يكون له في أول ظهوره نتو وسمك وهي أقل من الجدري وأقل تعرضاً للعين من الجدري وعلامات ظهورها قريبة من علامات ظهور الجدري لكن التهوع فيها أكثر والكرب والاشتعال أشد ووجع الظهر أقل لأن ميله في الجدري للامتلاء الدموي الممدد للعرق الموضوع إلى الظهر فإن تولد الجدري هو لكثرة الدم الفاسد والحصبة لشدة رداءة الدم وعلامات سلامتها مثل علامات سلامة الجدري فإن السريع البروز والظهور والنضج سليم والصلب والأخضر والبنفسجي رديء وما كان بطيء النضج متواتر الغشي والكرب فهو ناقل وما غاب أيضاً عفعة فهو رديء مغشي .
العلاج : يجب في الجدري أن تبادر فتخرج الدم إخراجاً كافياً إذا احتمل الشرائط وكذلك إن كانت الحصبة مع امتلاء من الدم ومدة ذلك إلى الرابع فإذا برز الجدري فلا ينبغي أن تشتغل بالفصد اللهم إلا أن تجد شدة امتلاء به وغلبة مادة فتفصد مقدار ما يخفف .
وأوفق ما يستعمل في هذه العلة الفصد وإن فصد عرق الأنف نفع منفعة الرعاف وحمّى النواحي العالية عن غائلة الجدري وكان أسهل على الصبيان وإذا وجب الفصد فلم يفصد أيضاً بالتمام خيف فساد طرف وكذلك قد يخاف مثله على من تدام تطفيته جداً .


ويجب أن يغذى فيهما أولاً بما فيه تقوية مع ردع وتطفية من غير عقل للطبيعة وتغليظ للدم مثل العنابية بالتمر الهندي والطلعية والعدسية واسفيذباجة وما فيه تليين غير شديد ولذلك يجب أن يكون مع هذه التمر الهندي وما يوافقه والقرعية والبطيخ الرقي بل يجب أن تكون الطبيعة لينة في الأول وأفضل ما يلين به التمر الهندي وإن لم يجب به زيد عليه الشيرخشت مع رفق واحتراز أو ترنجبين أو نقوع الإجاص وقد ينفع أن يسقى مع أول آثار الجدري وزن ثلاثة دراهم من رب الكدر مع قرص من أقراص الكافور وشراب الطلع شديد المنفعة في مثل هذا الوقت فإذا تمادت العلة وجاوز اليوم الثاني وأخذ الجدري .
يظهر فربما كان التبريد سبباً لخطأ عظيم بما يحبس الفضل داخلاً ويحمل به على الأعضاء الرئيسة وبما لا يمكنه من البروز والظهور ويحدث قلقاً وكرباً وربما أحدث غشياً بل يجب أن يعين العضل في مثل هذه الحال بما يعليه ويفتح السدد مثل الرازيانج والكرفس مع السكر عصارة أو طبيخ أصول وبزور .
وربما أشم شيئاً من الزعفران وماء التين جيد جداً فإن التين شديد الدفع إلى الظاهر وذلك أحد أسباب الخلاص من مضرته .
ومما ينفع جداً في هذا الوقت أن يؤخذ من اللك المغسول وزن خمسة دراهم ومن العدس المقشر وزن سبعة دراهم ومن الكثيراء وزن ثلاثة دراهم يطبخ بنصف رطل ماء إلى أن يبقى ربع رطل ويسقى ومما هو شديد المعونة على إظهار الجدي أن يؤخذ من التينات الصفر سبعة دراهم ومن العدس المقشر ثلاثة دراهم ومن اللك ثلاثة دراهم ومن الكثيراء وبزر الرازيانج درهمين درهمين يطبخ برطل ونصف ماء حتى يبقى منه قريب من الثلث ويصفى ويسقى منه فيدفع الحرارة عن نواحي القلب ويمنع الخفقان ويجب أن لا يقربه في هذا الوقت دهن البتة .


ويجب أن يدثر ويبعد من الهواء البارد وخصوصاً في الشتاء ويعمل به ما يعمل بالمستعرق فإن البرد يسد المسام ويرد المواد إلى وراء وكثرة شرب الماء المبرد بالثلج ودخول الخيش رديء جداً له وربما كان الفصد رديئاً لاسترداده وصرفه ما يبرز فليتوق بعد يومين وثلاثة وإذا عرض من التدثير والتسخين كالغشي أو كان يعرض الغشي فلا بد من تبريد الهواء المنشوق خاصة والفزع إلى رائحة الكافور والصندل وإن لم يكن بدّ من كشف البدن للخيش أو للهواء البارد قليلاً فعل وكذلك إذا كانت المعونة بالتسخين أو بترك التبريد ومبادرته إلى الخروج لا تجد معه خفة بل تجد الحرارة مشتعلة واللسان إلى السواد فإياك والتسخين .


ويجب أن يجتنب أصحاب الجدري والحصبة تضميد البطن فإن في ذلك خطرين أْن يضيق النفس على المكان وأن يعرض إسهال رديء وبول دم وفي آخره يجب أن تحفظ الطبيعة ويطعم بدل العدس كما هو العدس المسلوق سلقات بتجديد الماء وبدل العدس المحمّض بالتمر الهندي العدس المحمض بماء الرمان والسماق أو الحصرم أو نحوه فأما الأدوية المغلظة للدم المبرّدة له المانعة إياه عن الغليان المأمور بها في الأول فمثل ربّ الريباس والحصرم ومياه الفواكه الباردة وشراب الكدر خاصة وشراب الطلع والطلع نفسه والجمار ولشراب الكدر نسخ كثيرة ذكرناها في القراباذين ونحن نذكر ههنا نسخة عجيبة قوية وهي التي تتخذ بماء الرائب المحض ونسخته : يؤخذ من ربّ الكدر جزءان فإن لم يحضر أخذ الكدر ونشر وأخذ نشارته أو دق وأخذ مدقوقه وأديف مع نصفه صندل في الخلّ المقطر أو في ماء الحصرم الصرف أياماً ثم طبخ فيها طبخاً بالرفق مع طول حتى يتهرى ثم يعصر ويؤخذ من العصارة وكلما كان الخل أو ماء الحصرم أكثر فهو أجود ثم يؤخذ ماء الدوغ المخيضر المنزوع من جبنية الدوع إما بترويق بالغ أو يطبخ كطبخ ماء الجبن حتى تنعزل المائية ثم يؤخذ دقيق الشعير ويتخذ منه ومن ماء الرائب فقاع ويحمض ذلك الفقّاع ثم يروق ثم يجمّد اتخاذ الفقاع منه ومن دقيق الشعير ويحمّض وكلما كرر كان أجود فيؤخذ منه خمسة أجزاء ويؤخذ من ماء الكمّثري الصيني وماء السفرجل الحامض الكثير الماء وماء الرمان الحامض وماء التفاح الحامض الكثير الماء وماء الزعرور وماء الليمون وماء الإجاص الحامض وماء الطلع المعصور وماء الكندس الطبري وماء التوت الشامي الذي لم ينضج تمام النضج وماء المشمش الفج الحامض وعصارة الحصرم وعصارة الريباس وعصارة عساليج الكرم وعصارة الورد الفارسي وعصارة النيلوفر وعصارة البنفسج من كلّ واحد ثلث جزء ومن عصارة حماض الأترج ومن عصارة حماض النارنج من كل واحد ثلثي جزء ومن عصارة الكزبرة والخس وورق الخشخاش


الرطب والهندبا والبقلة الحمقاء من كل واحد ربع جزء من عصارة الكزبرة والخس وورق الخشخاش الرطب والهندبا والبقلة الحمقاء من كل واحد ربع جزء من عصارة ورق الخلاف وورق التفاح وورق الكمثري وورق الزعرور وورق الورد وورق عصا الراعي من كل واحد ربع جزء ومن عصارة لحية التيس ومن الورد اليابس ومن النيلوفر اليابس ومن عصارة الأمير باريس اليابس ومن بزر الهندبا وبزر الخس والجلنار والنيلوفر والورد من كل واحد نصف عشر جزء من عصارة النعناع الرطب سدس جزء ومن عصارة الأمير باريس الرطب نصف جزء تجمع الأدوية والعصارات وتركب على النار ويُلقى فيها من العدس أربعة أجزاء ومن الشعير المقشر جزءان ومن السمّاق ثلاثة أجزاء ومن حبّ الرمان ثلاثة أجزاء ويطبخ الجميع على النار حتى يبقى النصف ثم يترك حتى يبرد ويمرس بقوة ويصفى ويؤخذ من الكافور لكل وزن ثلاثمائة درهم وزن مثقال فيسحق الكافور ويذرّ على أصل قرعة أو قنينة ويصبّ عليه الدواء بالرفق ثم يُصم رأسه بشيء شديد القوة ثم يوضع على الجمر حتى تعلم أنه يكاد يغلي ثم يؤخذ ويخضخض ويوح بستوقة ويشدُ رأسها لئلا يضيع الكافور ويطير والشربة منه إلى عشرة دراهم .


ومن الناس من يجعل فيه من السنبل والزنجبيل وبزر الرازيانج والأنيسون والفلفل والسعد أجزاء على قدر ما يرى وإذا خرج الجدري بالتمام وجاوز السابع وظهر فيه النضج فمن الصواب أن يفقَأ بالرفق بإبر من ذهب وتؤخذ الرطوبة بقطنة وأما التمليح فلا بد منه وإذا أردت أن تملح فبعد الملح مما فقأته عن قريب من الكبار المؤلمة فإن ذلك يوجع بل ملح سواها ودعها لينسد بها طريق الفقء ثم ملحها ولا تملح قبل تمام النضج فإن ذلك ربما أحدث ورماً ووجعاً شديداً والتمليح أمر لا بد منه بعد أن ينضج وذلك بماء ملح فيه قوة من زعفران وإن كان ذلك الماء ما الورد فهو أجود وإن كان ماء طُبخ فيه الورد والطرفاء والعدس ثم ملّح فهو غاية وخصوصاً إن جعل فيه أيضاً كافور وصندل فإن التمليح ينضج ويجفف ويسقط بسرعة والتدخين بالطرفاء نافع جداً وفي الشتاء يجب أن تواصل الوقود من الطرفاء وإذا كان الجدري شديد الرطوبة فلا بد من التدخين بالآس وورقه ومن التدبير الجيد عند نضج الجدري والاهتمام بتجفيفه أن ينوِّم المجدور على دقيق الأرز والجاورس والشعير والباقلا وأوفقه أن يجعله حشو مضربة سخيفة تنفذ فيها القوة وورق السوس جيد في ذلك والدهن رديء في هذا الوقت أيضاً لأنه يمنع الجفاف .
وإذا أخذ الجدري يجفّ فيجب أن يطلى بالمعينة عليه كالأدقة المذكورة مع قوة من الزعفران وإذا عرضت قروح من الجدري نفعهم المرهم الأبيض وخصوصاً مخلوطاً بشيء من الكافور وحكاكة أصل القصب بماء الورد أو حكاكة عروق شجر الخلاف أو شجرة الزعرور .
وربما نفع نثر الاسفيذاج والمرداسنج وإذا كانت في الأنف خشكريشة نفع القيروطي المتخذ بدهن الورد الخالص مع قوة الاسفيذاج والاقليما واستعمال الدهن بعد الجفاف وعند التقرّح جيد أما عند الجفاف فيما يسقط بسرعة وأما عند التقرّح فلأنه مادة المراهم والمرهم الأحمر جيد القروح الجدري .


فصل في مراعاة الأعضاء وحياطتها عن آفة الجدري والحصبة الأعضاء التي يجب أنتوقّى آفة الجدري هي الحلق والعين والخياشيم والرئة والأمعاء فإن هذه الأعضاء هي التي تتقرّح .
فأما العين فربما ذهبت وربما عرض عليها بياض .
وأما الحلق فربما عرض فيه خناق وربما عرض من القروح ما يمنع البلع في المريء وربما أدّى إلى أكلة هناك قتّالة .
وأما الخياشيم فربما عرض فيها قروح تسدّ مجرى النسيم .
وأما الرئة فربما عرض فيها من بثور الجدري الحصبة ضيق نفس شديد وربما أوقعت في السلِّ إذا قرحت .
وأما الأمعاء فربما عرض فيها سحج يعسر تلافيه .
وأما حفظ العين فأجوده أن تكحل العين بالمري وماء الكزبرة وقد جعل فيه سمّاق وكافور وخصوصاً في أول يوم والمري أيضاً وحده وكذلك تكحل بكحل مربى بماء الكزبرة وماء السمّاق مجعول فيه كافور وعصارة شحم الرمان جيدة أيضاً في الأول وأما إذا ظهر فالكحل بماء الورد والكافور أوفق فنذكر أن الإكتحال بالنفط الأبيض جيد جداً في ذلك .
ودهن الفستق مما تستعمله النساء في بلادنا بعد الجدري وحدوث آفة في العين فيقلع غمامة إن كانت ويصلح العين والشياف الأبيض جيد عند ظهور البثر .
وأما حفظ الفم والحلق فمثل مص الرمان ومضغ حبه في الابتداء ومصّ التوت الشامي والغرغرة بربه خصوصاً إذا أخذ يشكي وجعاً فيهما وحينئذ يجب أن يعلق رُبه شيئاً بعد شيء .
وأما الخياشيم فبأطلية من الماميثا والصندل وربّ الحصرم والخل واستنشاق الخل وحده شديد المنفعة .
وأما حفظ الرئة فليس له كلعوق من العدس لين مع بزر الخشخاش .
وأما حفظ الأمعاء فأكثر ما يجب أن يحفظ بعد الابتداء وهو بالقوابض وإذا بدا الاستطلاق في آخر العلة عولج بأقراص الطباشير في رب الريباس وأقراص بزر الحماض .
فصل في قلع آثار الجدري هذا سنتكلم فيه أيضاً مرة أخرى عند كلامنا في الزينة .


وأما الآن فنذكر ما هو أوفق وأشد مناسبة مما يقلع آثار الجدري أصول القصب المجفف دقيق الباقلا حكاكة خشب الخلاف حكاكة أصول القصب العنزروت بزر البطيخ وقشوره المجففة الأرز المغسول ماء الشعير بياض البيض الطين المتخلخل المرداسنج السكر الطبرزذ النشا اللوز الحلو اللوز المرّ ومن الأدهان : دهن السوسن دهن الفستق شحم الحمار بدهن الورد وما يشبهه الماء الذي يكون في ظلف الحمل الذي يسوى فإنه غاية ومما هو أقوى زبد البحر حجارة الفلفل القسط الأشق الكندر الصابون البورق العظام المحرقة العظام البالية بزر الفجل دقيق الفجل المجفف الزراوند الترمس .
ومن المطعومات الجيدة المحسّنة للونه : الرمان الحلو الحمص الشراب الطيّب صفرة البيض النميبرشت مرقة الدجج والقباج والفراريج والتدارج السمينة ويجب أن يديم صاحبه الاستحمام ومن المركّبات لذلك : تؤخذ العظام المحرقة وبعر الغنم العتيق والخزف الجديد والنشا وبزر البطيخ والأرزّ المغسول والحمص من كل واحد عشرة ومن حب البان والترمس والقسط والزراوند الطويل من كل واحد خمسة ومن أصول القصب اليابس عشرين يتخذ منه طلاء بماء البطيخ أو بماء القنابر أو ماء الشعير أو ماء الباقلا ويطلى به العضو يغسل من الغد بطبيخ البنفسج .
آخر : يؤخذ خزف جديد عظام بالية أصول القصب الفارسي نشا ترمس بزر البطيخ أرز مغسول حب البان قسط أجزاء سواء يتخذ منه غمرة .
وأيضاً ترمس وحمص أسود .


فصل في حميات الأورام قد علمت حال الحميات التي تتبع الأورام الظاهرة وإنها في الأكثر تكون من جنس حميات اليوم إذ كانت هذه الأورام في الأكثر إنما تتأدى إلى القلب سخونتها دون عفونة ما فيها وأكثر هذا عن أسباب بادية فأما إذا تأدت عفونتها إلى القلب لعظمها أو لقربها فقد صارت الحمى من غير جنس حمى يوم وأكثر أمثالها إنما تكون من أسباب سابقة بدنية وامتلاءات وقد تكون من قروح تتجه إليها مواد خبيثة وتحتبس في اللحوم الرخوة وأما الحميات التي تتبع الأورام الباطنة فإنها لا تكاد تكون من وصول السخونة إلى القلب دون العفونة .
وشر ما تكون الحميات عن الأورام الباطنة إذا كانت من جنس الحمرة في بعض الأحشاء فيشتد الوجع والعطش والالتهاب ويدل عليه دلائل مخالطة المرة الكثيرة للدم وهذه الأورام الباطنة مثل أورام الدماغ وحجبه والصماخ وفي الحلق أحياناً وفي الحجاب الذي يلي الصدر والكبد والكلية والمثانة والرحم والأمعاء وما يشبه ذلك وقد تختلف حمياتها في الشدة والضعف بحسب القرب من القلب والبعد وما كان منها أيضاً في الأعضاء اللحمية فإن حماه تكون أشد .
وما كان في الغشائية ونحوها كانت الحمى أضعف وما كان في جوار الشرايين فإن حماه أشد وما كان في جوار الأوردة وحدها فإن حمّاه أضعف ولا تخلو هذه الحمّيات من أدوار بحسب المواد التي تنصت إلى أورامها بأدوارها بحسب تولدها وبحسب حركتها وبحسب جذب الحرارة والألم إياها فيكون لكل خلط دور يليق به واعلم أن كثيراً ما يبرأ الورم في ذات الجنب وغيره وتبقى الحمى فيدل على أن النقاء لم يقع وهذه الحمّيات إذا طالت أدت إلى الدق وخصوصاً إذا كانت الأورام في الكبد وأما الحجابية فإنها إذا استحكمت لم تمهل إلى الدَق .


فصل في علاماتها وأحكامها الحمّيمات الورمية الباطنة توجد معها ثلاثة أصناف من العلامات والأعراض : علامات وأعراض تدلّ على العضو العليل وعلامات وأعراض تدلّ على المادة وعلامات وأعراض تدلّ على حال العليل .
فأما الصنف الأول من العلامات فمثل النبض المنشاري والوجع الناخس للورم في نواحي الصدر .
وكذلك السعال اليابس أولاً والرطب ثانياً وما يشبه ذلك من أعراض ذات الجنب الدالة على ورم في نواحي الصدر وبالجملة فإن الوجع أو الثقل يكون في العضو ويكون أسخن من سائر الأعضاء زيادة سخونة غير معتادة ومثل التشنّج فإنه كثيراً ما يصحب الأورام الحارة في الأعضاء العصبية .
وأما الصنف الثاني فمثل دلالة اشتداد الحمّى غبا على أن العلة صفراوية وأما أعراض العليل فهي الأعراض التي تبشر بسلامته أو تنذر بعطبه وقد تختلف الأورام الباطنة في إيجاب الحمى وقوّتها ودوامها وإفتارها بحسب عظمها في أنفسها وعظم عروقها وبحسب أعضائها .
فإن من الأعضاء الباطنة ما هو قريب من القلب أو شديد المشاركة له ومنها ما هو بعيد منه قليل المشاركة له مثل الكلية فإنها ليست توجب دائماً بسبب أورامها حمّيات قوية ولازمة بل كثيراً ما تكون مفترة وتكون من جنس الحمّيات المختلطة وحميات الغب والربع والخمس والسدس .


ويكون معها نافض وقشعريرة ويشكل أمرها ويدلّ عليلها ثقل في موضع الكلية وناحية القطن ووجع واختصاص الحرارة بالعضو أكثر من المعتاد وإذا اجتمع في العضو أن كان قريباً من الرئيس أو قوي المشاركة له أو شديد الحسّ وكان عصبياً فإنه مع اشتداد الحميات التابعة لأورامه يعرض له لقلق عظيم وتشنج وربما تبعته أعراض غريبة مثل ورم الرحم فإنه يصحبه مع الحمى صداع ووجع عنق والحرارة وإن اشتعلت في هذه الأورام فليست بشديدة الحدة جداً كما تكون في المحرقة إلا أن يكون أمر عظيم والسبب فيه أن العفونة غير فاشية ولا متحركة إلى خارج والنبض في حميات الورم الباطن نبض حميات العفونة صغير في الابتداء سريع الانقباض عند المنتهى ثم يعظم ويسرع ويتواتر بحسب العضو والمادة وعلى ما علمت ثم تكون منشاريّة وموجبة بحسب العضو في عصبيته ولحميته والبول في أكثرها إلى البياض وقلة الصبغ بسبب ميلان المادة إلى الورم على ما علمت .
علاجها : علاج هذه الحمّيات هو علاج الحميات الحادة بعد علاج الأورام فإن الأصل فيها هو علاج الورم مع مراعاة علاج الحمّى من التبريد والترطيب وهذه الحمّيات تخالف في علاجها الحميات الساذجة الحارة بأن لا رخصة في هذه الحمّيات في شرب الماء البارد ولا في دخول الحمام وإن كان الورم حمرة جاز وضع الأشياء الباردة المبردة بالفعل من خارج عليه مثل عصارة الخسّ وحي العالم والحمقاء مع شيء من سويق الشعير الأبيض لا يزال يبرد على الجمد ويبدل وربما خلطا به زيت أنفاق أو دهن الورد وإن أكل الخسّ المغسول مبرد أجاز وانتفع به .


فصل في أحوال الحميات المركّبة الحميات قد يتركب بعضها مع بعض فربما تركّب منها أصناف داخلة في أجناس متباعدة مثل تركب حمى الدق مع حمى العفونة وقد يتركب منها أصناف متفقة في الجنس القريب مثل تركب أصناف من حمّيات العفونة مثل الغبّ مع البلغمي كالحمى المعروفة بشطر الغبّ ومثل تركّب حميات الأورام وقد تتركب منها أصناف متفقة في النوع مثل تركب غبين وتركب ربعين وثلاثة أرباع فيصير الغبان في ظاهر الحال على نوائب البلغمية والثلاثة أرباع في نوائب البلغمية وقد تتركّب ثلاث من حمّيات الغبّ فإن كانت على المناوبة كانت نوبة اليوم الثالث أشد لأنه مقتضى دور اليوم الأول وابتداء اليوم الثالث وكذلك الخامس .
ويشبه هذا شطر الغب كما أن التركيب من الغبين يشبه النائبة البلغمية ولمثل هذا لا يجب أن يشتغل كل الاشتغال بالنوائب بل يجب أن يشتغل بالأعراض ومما يعرض إذا كانت هذه الحميات غبُّا خالصة أن تسرع نوائبها إلى القصر حتى يتلاشى الأضعف منها أولاً وقد تدل على التركيب معاودة قشعريرة بعد هدء وقد يستقبح من الطبيب العالم بدلائل كل حمى وأعراضها أن لا يفطن للتركيب من أول يوم أو الثاني وتركيب حمّى الدق مع العفونة مما يشكل جداً لأنهم يرون فترات أو ابتداءات للنافض والقشعريرة ومعاودات للعرق إن كانت وأوقات جزئيه فيظنون أن هناك حميات عفونة فقط لازمة أو مركبة من لازمة ومفترة وقد يتوالى التركيب حتى تظهر حمى واحدة متصلة متشابهة تشبه سونوخس ولا يكون حينئذ بد من الرجوع إلى الدلائل وإذا كانت النوائب قصيرة لم يتلاحق اتصالها إلا لأمر عظيم من كثرة عددها وخاصة فيما فتراته طويلة .


وإذا تركبت حميات مختلفة مثل شطر الغب أقلع الأحدّ منهما وبقيت المزمنة صرفة كانتا مفترتين أو لازمتين أو مفترة ولازمة وربما تركب مع شطر الغب غب أخرى وبلغمية وسوداوية فإن كانت مع غب أقلعت الغب وخلص الشطر وان كانت مع بلغمية أو سوداوية أقلعت شطر الغب وخلصت البلغمية والسوداوية وقد يقع التركيب فيها على وجه آخر وهو أن تتركب مفترة ولازمة مختلفتا الجنس أو متفقتاه أو متفقتا النوع مثل غب دائرة مع غب لازمة وكما أنه قد تتركب مفترتان كذلك قد تتركب لازمتان وقد زعموا أن لازمتين لا يتركبان مثل غبين لأن المادة إذا كانت داخل العروق لم يمكن أن يختلف ما يقع فيه العفن بل العفن يكون فاشياً في الجميع وليس هذا الرأي مما يجب لا محالة عندي وذلك لأن العفن يبتدئ لا محالة من موضع ثم يفشو ثم تجري أحكام الاشتداد والتفتير على تاريخ العفن الأول وتكون له حركات بحسبه فلا يبعد أن يتفق عفن له سلطان ما يبتدىء في جزء من المواد ليس سلطان ما يتبع غيره بل يجتمع فيه أن يبتدىء وأن يتبع معاً فيكون له تاريخ تفتير واشتداد وأصناف تركيب الحميات ثلاثة : مداخلة ومبادلة ومشابكة .
فالمداخلة أن تدخل أحدهما على الأخرى .
والمبادلة أن تدخل بعد إقلاعها .
والمشابكة أن تأخذ معها .
وإذا رأيت حمى مطبقة وفيها نافض ولا عرق وربما يقع في نوافض كثيرة عرق واحد فاشهد بالتركيب .
وكذلك إذا رأيت في المطبقة إفراطاً في برد الأطراف والتقبض وأما القليل منها فربما كان في المطبقة .
فصل في شطر الغبّ إن شطر الغبّ هي حمى مركبة من حمّيين : إحداهما غبّ والأخرى بلغمية .
فيكون في يوم واحد نوبة للغبّ والبلغمية معاً إما على سبيل المشابكة والتوافي وإما على سبيل المبادلة والجوار وإما على سبيل المداخلة والطروّ .


وأصعب الأقسام تعرّفاً هو الأول ثم الثاني وقد تكون الحمّيان لازمتين لأن العفونتين داخلتان وقد تكونان دائرتين يقلعان لأن العفونتين خارجتان وقد تكون الصفراوية لازمة عفونتها داخلة والبلغمية بالخلاف وقد لَكون بالعكس .
وقد يجعلون شطر الغبّ الخالصة الحمّى المركبة التي تكون من غبّ خارجة وبلغمية داخلة وما سوى هذه فيعدونه غير خالصة .
وليس ذلك مما ينبغي أن يشتغل به فضل اشتغال .
وربما كانت السابقة إلى العفونة هي الصفراوية وربما توافقا معاً وأيضاً فتارة تكون المادة الفاعلة للحمّى البلغمية أغلب وتارةً المادة الفاعلة للحمّى الصفراوية أغلب وكيف كان فإن المادة البلغمية تجعل نوائب الصفراوية أطول وأبطأ بُحراناً والمادة الصفراوية تجعل نوائب البلغمية بالضدّ وربما امتد شطر الغب مدة طويِلة إلى تسعة أشهر فما فوقها وقد يكون من شطر الغبّ مرض حاد وقد يكون شطر الغبّ من أقتل الحمّيات لأنها تؤدي إلى الدِّق وإلى أمراض مزمنة عسرة .


فصل في علامات شطر الغبّ أخصّ علاماتها وأولها وإن كان لا بدّ من قرائن أخرى هو أن تكون مدة الحمى في أحد اليومين أطول من مدة الغبّ وأسكن ثم يكون اليوم الآخر أخف نوبة وأقل أعراضاً وقد تتكرر فيها القشعريرة في أكثر الأمر مراراً لما يعرض من تصارع المادتين أو لدخول إحداهما على الأخرى وربما وقع هذا التكرير ثلاث مرات وقد تسخن أعضاء ما والقشعريرة ثابتة بعد وهذه التي هي شطر الغب فإن البدن لا ينقى منها نقاءً تاماً ويكون ابتداؤها وتزيدها شديدي الإضطراب وخصوصاً إذا كان تشابك أو كان تداخل في مثل ذلك الوقت وحينئذ يكون للقشعريرة عودات ويكون المنتهى طويلاً وكلما ظننت أن البدن قد تسخن والحمى هذه قد انتهت وجدت قشعريرة معاودة وذلك لمجاهدة الأعراض بمجاهدة الأخلاط ومنتهى هذه الحمى في الأوقات الجزئية والكلية قبل منتهى البلغمية وأسرع منه وأبطأ من منتهى المرارية لأن الحرارة لا تنبسط إلا بكد وخصوصاً في الأول وتشتد حدتها عند المنتهى وكذلك يكون الانحطاط طويلاً لما يعرض من وقفات توجبها منازعة إحدى المادتين الأخرى وقلما تفتر بالعرق .
وهذه الحمى فإن اليوم الثالث من أيامها يشبه الأول والرابع الثاني .
وقد يقع الاستدلال على شطر الغب من وجوه مختلفة فقد يقع من العادات وقد يقع من الأعراض .
والوقوع من العادات هو مثل أن يكون إنسان تكثر في بدنه الصفراء وعفونتها .
ثم ترفه وترك رياضات واستعمل أغذية وأصنافاً من التدبير تولد البلغم أو يكون الإنسان يكثر في بدنه البلغم وعفونته ثم ارتاض كثيراً ويعرض لما يولد الصفراء من أصناف التدبير أو أوجب السن فيه ذلك بأن شبّ بعد صبا وغلبة رطوبة أو اكتهل بعد شباب وحدة مزاج .
وأما من الأعراض فمن مثل النبض والبول وبروز ما يبرز من القيء والبراز وحال النضج وعلاماته وحال للعطش وحال اللمس وحال القشعريرة والنافض وأحوال الأوقات والنوائب .


فأما النبض فيكون فيه أقل عظماً وسرعة وتواترأً مما يكون في الغب وأقل في أضدادها مما يكون في البلغمية .
وأما البول فيكون بطيء النضج والقيء فيكون مختلطاً من مرار وبلغم والبراز مختلطاً من مرار وبلغم .
وأما حال التسخن والتبرد والعطش والقشعريرة والأوقات والنوائب فقد قلنا فيها وجب وإنما يتوقع الوقوف على الغالب من الخلطين بالغالب من الدلائل فإنه إن غلب البلغم كانت النوائب أطول والاقشعرار أقل والتضاغط وخصوصاً في النبض أقوى والأطراف أسرع قبولاً للبرد في أوائل المرض وأبطأ نقاء على بردها والعطش أقلّ وقيء المرار أقل والبول أشد بياضاً وفجاجةً والعرق أقل والسن أصبي أو شيخ ومزاج البدن قد يدل عليه وكذلك العادة وما يجري معها .
وإن غلبت الصفراء كانت النوائب أقصر والأطراف أسرع إلى التسخن والعطش وقيء المرار أكثر والعرق أغزر وربما مالت قشعريرته إلى شيء كالنافض ويكون البول أشد صبغاً والسن أشب ومزاج البدن قد يدل عليه وكذلك العادة وما يجري مجراها .
وإذا تساوى الخلطان توازنت الدلائل وكانت قشعريرة صرفة تامة غير ناقصة ولا متعدّية إلى النقص .
وإذا كان التركيب بين الدائرة واللازمة وهي التي يخصها كثير من الناس باسم شطر الغب الخالصة وكانت اللازمة هي البلغمية كانت نافضاً وضعفاً لأن المادة الخارجة صفراوية ولا معارض لها من جهة البلغم خارجاً معها فيما يوجب من نفض ولكنه يكون ضعف وربما تكثر فيها البرد والقشعريرة حتى يغلظ في المنتهى كما تعلم وتكثر فيها حرارة الأحشاء والبطن مع برد الأطراف ويكون النبض أشدّ صغراً وتفاوتاً فإن كانت اللازمة هي الصفراوية لم يكن نافض ولا كثير قشعريرة ويكون النبض أعظم وأسرع والكرب أشدُ وإن تركّبت الدائمتان لم يكن نافض البتّة ويعرض أغب اللازمة أن تخف قبل خفة البلغمية وإن لم تكن راجعة قبل رجوعها .


فصل في علاج شطر الغبّ الواجب في شطر الغب أن تشتد العناية باستفراغ المادة على أنحاء الاستفراغ من الاسهال والتقيئة والإدرار والتعريق أكثر من اشتدادها بالمطفئات والمسهلات يجب أن يتلوم بها النضج إلا أن يكون من جنس ما يلين ويطلق ولا تشوّش مثل ماء اللبلاب مع الجلنجبين إن كان الغالب البلغم ومثل الترنجبين والشيرخشت ونقوع التمر الهندي وشراب البنفسج إن كان الغالب الصفراء ومثل ما يركب من هذين إن كان الخلطان كالمتكافئين وبعد ظهور النضج إن استفرغ بالقوي جاز والقيء يجب أن يكون أيضاً بحسب الغالب إما بماء الفجل مع السكنجبين الحار أو السكنجبين مع الماء الحار والإدرار يجب أن يكون بما فيه اعتدال وإذا أسرع في سقي المطبوخات قبل النضج خيف السرسام .
وأما الأدوية النافعة في طريق السالك إلى المنتهى لإصلاح المادة وإنضاجها وتلافي آفاتها فمن المفردات الأفسنتين .
ولكن بعد السابع وظهور النضج بعد أن يكون الرومي الجيد منه وإن استعجلت به حرك الخلط ولم يستفرغه فأحدث كرباً وغمًا وغثياناً ثم كرّ عليه بمرارته فجفّفها ويقبضه فبلَّدَها وجالينوس ومن قبله يعالجهم بماء الشعير وفيه قوة من فلفل وقد قال بعض الأطباء الأولين أن جالينوس قد أمعن في السهو ووقف حيث يجب أن يتعجب منه ولم يدر أن الفلفل يلهب الحمى وماء الشعير يبلّد المادة وقد أخطأ هذا المعارض خطأ لا يختصّ بهذا المعنى بل بالقانون المعطى في معاضدة الطبيعة إذا انتصبت لمقاومة أمثال هذه الموادّ معاضدةً تكون بالأدوية المركبة من مبرِّدات ومسخِّنات لتميِّز الطبيعة بين القوتين فتشغل المبرّدة بالحمّى وناحية القلب والمسخنة بالمادة ومن الذي عالج شطر الغبّ بغير ذلك وإن لم تكن الطبيعة قوية على التمييز فلن ينجح العلاج كيف عمل وقد أخطأ من وجوه أخرى لا نحتاج أن نسلك في إيرادها مسلك المطوّلين .


وقد قال هذا المتعنِّت أنه كان يجب أن يستعمل الملطفات التي لا تسخين قوي فيها مثل الكرفس والشبث ولم يعلم أن الفلفل قد يمكن أن يرد بتقليله إلى أن ينكسر تسخينه ولا يقصر تلطيفه عن تلطيف الكرفس الكثير ويكون ماء الشعير عضداً له في إيصال قوته وهدم إفراطها وإنقاع الموادّ له ليسهل نفوذ قوته فيها .
ثم العجب العجيب أنه جعل جالينوس ممّن يجهل أنَّ الفلفل يلهب الحمّى ويعد معد من غفل عن هذا حين أفتى بهذا .
وأما المركبات من الأدوية التي يجب استعمالها في هذا الوقت فمثل أقراص الأفسنتين وأقراص الورد .
أقراص خفيفة جيدة لشطر الغبّ : ونسخته يؤخذ ورد أصل السوسن من كلِّ واحد أربعة ترنجبين ثلاثة سنبل عصارة الأفسنتين طباشير من كل واحد وزن درهمين يتخذ منها أقراص .
أخرى للملتهب : ورد وزن ستة بزر الحمّاض صمغ من كل واحد أربعة نشا ثلاثة أمير باريس طباشير بزر الحمقاء من كل واحد إثنان كثيراء زعفران سنبل راوند من كل أقراص أخرى جيدة لصاحب هذه الحمى وخصوصاً إذا كان يشكو مع ذلك إسهالاً وسعالاً .
ونسخته : يؤخذ سنبل الطيب عود زعفران أمير باريس أو عصارته من كل واحد ثلاثة راوند وزن أربعة طباشير ورد بأقماعه لكّ صمغ مقلو كهربا من كل واحد خمسة دراهم بزر الحمّاض المقلو ستة دراهم طين رومي سبعة دراهم يتخذ منها أقراص .
نسخة أخرى جيدة : يؤخذ ورد أحمر ستة دراهم أمير باريس صمغ بزر الحماض من كل واحد أربعة دراهم سنبل غافت طباشير نشا بزر الحمقاء حب القثّاء من كل واحد وزن درهين بزر الهندبا بزر الكشوث من كل واحد درهم ونصف رب السوس درهم لك راوند من كل واحد نصف درهم يجمع ويقرض .
حب جيد : هذه لعلة ولجميع المزمنات والحمّيات المؤذية للأحشاء وخصوصاً إذا كانت المادة البلغمية أغلب .
ونسخته : يؤخذ صبر مصطكى هليلج أصفر راوند عصارة الغافت عصارة الأفسنتين ورد أجزاء سواء زعفران نصف جزء يحبّب بماء الهندبا والشربة منه وزن درهمين بالسكنجبين .


نسخة جيدة : وتصلح في وقت النضج وتسهِّل .
ونسخته : يؤخذ صبر مصطكي عصارة الغافت عصارة الأفسنتين ورد بالسوية زعفران نصف جزء يحبب بماء الهندبا والشربة فصل في النكس فنقول قولاً صادقاً أن النكس شرّ من الأصل والرأي أن لا يبادر فيه إلى المعالجة حتى يتبين قيه وجه الأمر فإنه في أكثر الأمر خبيث .
الفن الثاني المعرفة وأحكام البحران
وهو مقالتان : نحن نذكر في هذا الفن أحوال البحران وأيامه وعلاماته وعلامة النضج وما يختص بكل واحد من الدلائل من حكم ومن العلامات الجيدة وغير الجيدة وهذه هي الأمور التي عليها مدار الأمر في تقدمة المعرفة وتقدمة المعرفة هي أن نحكم من دلالاتْ موجودة على أمر كائن يؤول إليه حال المريض من أقبال أو هلاك بسبب ما يعرف من القوة وثباتها أو سقوطها ومعرفة وقته والوجه الذي يكون مثلاً هل يكون أم لا .
المقالة الأولى البحران
ومذاهب الإستدلال عليه وعلى الخير والشرّ


القانون
القانون
( 54 من 70 )

فصل في البُحران وما هو وفي أقسامه وأحكامه
البُحران معناه الفصل في الخطاب وتأويله تغيّر يكون دفعة إما إلى جانب الصحة وإما إلى جانب المرض .
وله دلائل يصل الطبيب منها إلى ما يكون منه وبيان هذا أن المرض للبدن كالعدو الخارجي للمدينة والطبيعة كالسلطان الحافظ لها وقد يجري بينهما مناجزات خفيفة لا يُعتدّ بها .
وقد يشتد بينهما القتال فتعرض حينئذ من علامات اشتداد القتال أحوال وأسباب مثل النقع الهائج ومثل الذعر والصراخ ومثل سيلان الدماء ثم يكون الفصل في زمان غير محسوس القدر وكأنه في آن واحد إما بأن يغلب السلطان الحامي وإما بأن يغلب العدو الباغي .
والغلبة تكون إما تامة يكون فيها من إحدى الطائفتين تمام الهزيمة والتخلية بين المدينة والأخرى وإما ناقصة يكون فيها هزيمة لا تمنع الكرة والرجعة حتى يقع القتال مرة أخرى أو مراراً فيكون حينئذ الفصل في آخرها وكما أن السلطان إذا غلب على الباغي فنفاه ودفعه فإما أن يطرده طرداً كلًياً حتى يريح فناء المدينة ورقعتها وسائر النواحي المتصلة بها وإما أن يطرده طرداً غير كلي بل ينحيه عن المدينة ولا يقدر أن ينحيه عن نواح أخرى متصلة بالمدينة .
كذلك القوة التي تأتي بالبُحران الجيد إما أن تطرد المادة المؤذية عن قريعة البدن وهو القلب والأعضاء الرئيسة وعن نواحيها وهي الأطراف وإما أن يطردهما عن القريعة ولا يقدر أن يدفعها عن الأطراف بل يصير إليها ويسمى بُحران الانتقال .
وكلُ مرض يزول فإما أن يزول على سبيل البحران أو على سبيل التحلل بأن تتحلل المادة يسيراً يسيراً حتى تفنى بالتدريج وأكثر هذا في الأمراض المزمنة والمواد الباردة ولا تتقدمه علامات هاكلة وحركات صعبة وكذلك كل مرض يعطب فإما أن يعطب على سبيل البُحران أو على سبيل الإذبال وهو أن تحلل القوة يسيراً يسيراً .


وأفضل البُحران هو التام الموثوق به البين الظاهر السليم الأعراض الذي أنذر به يوم من أيام الإنذار فوقع في يوم بُحراني محمود .
وكل بُحران فإما جيد وإما رديء واحد إما تام وإما ناقص .
والجيد إما بأن تدفع الطبيعة المادة دفعاً كلياً وإما بانتقال .
وقد يكون من البُحران الناقص ما يليه إما في الجيد فتحلل وإما في الرديء فذبول والبُحران الناقص ينذر يومه بيوم البُحران التام إن كان إنذاراً على سبيل ما نبينه من حال أيام البحران وأيام الإنذار وذلك في الجيد والرديء معاً وليتوقع البُحران التام الدفع في أمراض المواد الحادة الرقيقة والقوة القوية وليتوقع بُحران الانتقال حيث تكون القوة أضعف والمادة أغلظ .
والأول أيضاً يختلف حاله فإنه إذا كانت المادة فيه شديدة الرقة بحرن بالعرق وإن كانت دون ذلك إن كان حاداً جداً بحرن بالرعاف وإلا فبالإدرار وإلا فبالإسهال والقيء .
واعلم أن المخاط ومدة الأذن والرمص والدمعة من بحارين أمراض الرأس والنفث من بحارين أمراض الصدر وانتفاح دم البواسير بحران جيد لأمراض كثيرة لكنه إنما يعتري في الأكثر لمن جرت به عادته وأحد البحارين وأقربها من الفصل الرعاف لأنه يبلغ نفض المادة في كرة واحدة ثم الإسهال ثم القيء ثم البول ثم العرق ثم الخراجات والخراجات من قبيل بحران الانتقال وقد يتفق أن تكون الخراجات أقوى من العرق في البُحرانية وكثيراً ما تزول بها الأمراض دفعةَ إن كانت سليمة أو كانت رديئة تميت الأعضاء فإن الخراجات التي تكون بها البحارين تكون من أصناف شتى دماميل ودبيلات وطواعين ونملة وجمرة ونار فارسية وأكلة وجدري وخوانيق وقروح تكثر في البدن .


وقد يكون البحران أو شيء منه بتعقد العضل والعصب وبالجرب بأصنافه والقوباء والسرطان والبرص وبالغدد وداء الفيل والدوالي وانتفاخ الأطراف وغير ذلك ومن أصناف الانتقال ما لا يؤدي إلى الخراج بل يفعل مثل اللقوة والتشنج والاسترخاء وأوجاع الورك والظهر والركبة واليرقان وداء الفيل والدوالي .
واعلم أن البحران الكائن بالانتقال ما لم يقع الانتقال الذي يبحرن به لم تقع العافية وأما تقرر الانتقال خراجاً في عضو أو شيئاً آخر فربما كان بعد العافية وأحمد الانتقالات ما كان إلى أسفل وأحمد الخروج والانتقال ما كان إلى خارج وبعد النضج التام وبعيداً من الأعضاء الشريفة .
وكما أن للمستدل أن يستدل من الأحوال المشاهدة على ما يريد أن تكون من غلبة السلطان الحامي أو غلبة العدو الباغي كذلك للطبيب أن يستدل من الأحوال المشاهدة على البُحران الجيد والبُحران الرديء .
وكما أن الباغي إذا غزا المدينة وأمعن في المناجزة وضيق وثارت الفتنة وظهرت علامات الإيقاع الشديد والسلطان الحامي بعد غير آخذ بعدده ولا متمكن من استعمال آلاته كانت العلامات المشاهده دالة على رداءة حال السلطان وإن كان الحال بالضد كان الحكم بالضد كذلك إذا حرك المرض علامات البحران التي سنذكرها من قبل وقوع النضج دل ذلك على بحران رديء .
وإن كان هناك نضج ما على بحران ناقص .
وإن كان نضج تام دل على بحران جيد تام والبحران التام يكون عند المنتهى .
وربما ورد عند الأخذ في الإنحطاط ولهذا السبب ما يتعوق البحران التام في البرد الشديد لأن العلة يعسر انتهاؤها فيه فكيف انحطاطها .
وكثيراً ما يجب على الطبيب أن يتلافى ضرر البرد فيسخن الموضع ويصب على بطن المريض دهناً حاراً إلى أن يرى أن العرق يبتدئ ثم يمسك عن صب الدهن ويمسح العرق ويحفظ الموضع على الاعتدال .


واعلم أن حركات البُحران إذا وقعت في الأيام والأوقات التي جرت العادة من الطبيعة أن تناهض المرض فيها مناهضة تكون عن استظهار من الطبيعة في اختيار الوقت واعتبار الحال بإذن الله تعالى كان مرجوًا .
وإن وقعت المناهضة قبل الوقت الذي في مثله تناهض من تلقاء نفسها فتلك مناهضة إخراج من المرض إياها واضطرار وذلك مما يدل على شدة مزاحمة المرض وإثقال المادة كما تنهض عند إيذاء الخلط لفم المعدة فتحرك القيء أو لقعرها فتحرّك الإسهال .
وكذلك الحال في إحداثها السعال والعطاس وكذلك إذا كانت الدلائل تدلّ على أن البحران يقع في يوم ما كالرابع عشر فيتقدم عليه وتوجد مبادي البحران تتحرك قبله في يوم .
وإن كان باحورياً مثل الحادي عشر فإن ذلك يدل على أن البحران .
لا يكون تاماً وإن كان قد يكون جيداً لأنه أيضاً يدل على أن الطبيعة عوجلت بالمناهضة .
فإن كان المرض رديئاً خبيثاً فليس يرجى أن يكون البحران جيداً وإن كان المرض سليماً فليس يرجى أن يكون البحران تاماً وبالجملة فإن تقدم حركات البحران قبل المنتهى المستحق في ذلك المرض إما أن يكون لقوة المرض أو لشدة حركته وحدّتها وأما لسبب من خارج يزعج الساكن منه كخطأ في مأكول أو مشروب أو رياضة أو لعارض نفساني فللعوارض النفسانية مدخل في تحريك البحران وفي تغيير جهته فإن الفزع يجعل البحران إسهالياً أو قيئياً أو بولياً والسرور يجعله عرقياً وذلك بحسب حركة الروح إلى داخل وإلى خارج .
وإذا كان تقدم المناهضة بحيث يخير القوة إخارة لا يثبت معها دون المنتهى فهو دليل الموت وربما بقيت للقوة بقية إلى المنتهى فكانت سلامة .
واعلم أن البحران لا يقع في وقت الراحة والإقلاع ولا في وقت التفتير عن الشدة إلا نادراً قليلاً وأولهما أقلّ وإنما رآه اركيعانس في تجاربه مرتين و جالينوس مرة .


وإن أفضل البحران ما يكون في وقت المنتهى الحق وما يتقدمه غير موثوق به بل يكون إما ناقصاً وإما رديئاً إزعاجياً وأما في الإبتداء فلا يكون بحران البتة إلا مهلكاً وبالجملة عروض علامات البحران في أوائل المرض يدل على هلاك في تزيّده إن كانت محمودة يدلّ على بحران ناقص وأما في الانحطاط فلا يكون بحران أصلاً وأما كيف يقع الموت فيه أو حاله يشبه البحران الجيد فسنقول فيه من بعد .
واعلم أن البحران في الأمراض السليمة يتأخر لأن الطبيعة لا تكون محرجة فيمكنها أن تصبر إلى أن تجد تمام النضج .
وفي القتّالة تتقدم ولن يتفصّى العليل عن عهدة مرضه دفعة ليست على سبيل التحلل إلا وقد كان استفراغ محمود أو خراج محمود وأما التحلّل المخلص والذبول المهلك فلا يتقدمهما أعراض واعلم أن الأمراض مختلفة فمنها ما تتحرك في الابتداء ثم تهدأ وتسكن ومنها ما هو بالعكس وكثيراً ما تدلّ الدلائل على أن البحران يكون بدفع الطبيعة مادة المرض إلى جانب في اندفاع المادة إليه ضرر فيحتاج أن يقوّي ذلك الجانب وذلك العضو وتميل المادة إلى الخلاف .
واعلم أنه ربما جاء بحران جيد ويحسب من السادس فإذا هو من السابع وقد صح أول المرض فإن البحران الجيد قلما يكون في السادس .
واعلم أن أصناف تغير الأمراض ستةٍ فإن المرض إما أن يتغير إلى الصحة دفعة وإما إلى الموت دفعة وإما أن يتغير إلى الصحة قليلاً قليلاً وإما أن يجتمع فيه الأمران ويؤول إلى الصحة أو يجتمع فيه الأمران ويؤول إلى الموت .
واعلم أن اسم البحران على ما ذكره من يعتمد قوله مشتق من لسان اليونانيين من فصل الخطاب الذي يتبين لأحد المتجادلين أو المتخاصمين عند القضاة على الآخر كأنه انفصال وخروج من العهدة .


قول كلّي في علامات البحران : إن البحران قد يتقدمه إن كان وقوعه ليلياً ففي النهار أو كان وقوعه نهارياً ففي الليل أحوال وأمور هي علامات له مثل : القلق والكرب والتململ والتنقل واختلاط الذهن والصداع وأوجاع الرقبة والدوار والسمر والخيالات في العينين والطنين والدوي والحكة في الأنف وتغيّر اللون في الوجه والأرنبة دفعة إلى حمرة أو صفرة واختلاج الشفة والعينين والعطش والخفقان ووجع في فم المعدة وضيق نفس وعسره يعرضان بغتة وثقل الشراسيف وتمدد فيها ووجع واختلاج ووجع في الظهر واختلاج في العضل ومغص و قرقرة .
وقد يعرض نافض يدل عليه ويعرض وجع إعيائي وقد يتغير النبض عن حاله فيدل عليه .
والعلامات الليلية أشدّ من النهارية وقد يحتبس بسبب البحران أشياء كان من شأنها أن تستفرغ من دم طمث أو بواسير أو اختلاف فيدل على أن الحركة حدثت بالخلاف في الجهة والسبب في ذلك أن المادة الفاعلة للمرض تثير أعراضاً ودلائل تدلّ بسبب حركتها وتختلف إما بسبب اختلاف المادة وإما بسبب جهة الحركة .
أما الاختلاف بسبب اختلاف المادة فمثل أن الحركة من المادة إذا كانت إلى فوق ثم دلت الدلائل من نوع المرض ومن السن والمزاج وغيره أن المادة دموية توقّع الطبيب الرعاف هان دلت على أنها صفراوية توقّع القيء في الأكثر اللهم إلا أن تدلّ دلائل أخرى تخصّه بالرعاف فكثيراً ما يكون بحرانه بالرعاف أيضاً وتتقدمه خيالات صفر ونارية والرعاف المهول ربما استأصل مواد أمراض خبيثة وعافى في الحال .


وإما بسبب جهة الحركة فلأنها إما أن تتحرك نحو الحمل على الأعضاء الرئيسة والتي تليها من الأحشاء فتحدث آفات في أفعالها ومضار تلحقها مثل ما يعرض في ناحية الدماغ اختلاط الذهن والصداع وما ذكرنا معهما وفي ناحية القلب الخفقان وسوء التنفس وما ذكرنا معهما وإما أن تتحرّك نحو الاندفاع ويكون ذلك على وجهين : فإنها إما أن تأخذ في الاندفاع من كل جهة وبعد فتكون إلى جميع الظاهر وهو بالعرق وإما أن تأخذ نحو جهة وإذا أخذت نحوها فربما كانت الجهة بحيث إذا سلكت لم يكن بدّ من المرور بالأعضاء الرئيسة مثل الجهة العالية فإن المادة المتوجهة إليها تجتاز على نواحي الصدر وأعضاء التنفس وعلى نواحي الدماغ فتحدث أيضاً أعراضاً مثل أعراضها لو لم تكن مندفعة بل حاصلة وربما كانت الجهة نحو أعضاء هي دون الرئيسة كفم المعدة عند قصد المادة المندفعة بالبحران أن تندفع بالقيء أو هي من الرئيسة إلا أنها حاملة للمؤن غير متأدية بسرعة إلى الفساد كما تتأدى إلى نواحي الكبد فتندفع من طريق المثانة أو المرارة ومن كل جهة موضع دفع بحراني كما في المعدة للقيء وناحية الرأس للرعاف ونحوه وناحية الكبد للبول وناحية الأمعاء للإسهال .
وإذا كانت الصورة هذه فلا يبعد أن تكون لحركتها في كل جهة علامة تدل على أن المتوقّع من اندفاعها كائن من ذلك القبيل إن كان البحران المتوقع جيداً وعلامة تدلّ على أن نكايتها الأولية من جملتها الردية على ذلك العضو إن كان البحران ردياً وربما كانت علامة واحدة صالحة لأن تدل على جهات كثيرة مثل أن الخفقان قد يدل على أن المادة مندفعة إلى فم المعدة وقد يدل على أن المادة حاملة على القلب .
وربما كانت العلامة الواحدة دالة على أمر كلي مشترك للحركة إلى جهة وتتوقّع علامات أخرى يستدل بها على الوجه الذي يندفع به من تلك الجهة مثل الصداع وضيق النفس وتمدد الشراسيف إلى فوق .


فإن هذا يدل على أن المادة تتحرك إلى فوق ثم لا يفصل أنها تندفع من طريق القيء أو من طريق الرعاف إلا بعلامات أخرى وقد يدلّ على البحران الواقع من جهة ما احتباس ما كان يسيل وينفصل من خلاف تلك الجهة مثل أن إمساك الطبيعة مع علامات البحران الجيد يدل على أن الحركة البحرانية فوقانية ليست سفلانية بل هي إما بإدرار أو بعرق أو قيء أو رعاف .
وقد يدلّ نوع المرض على جهة بحرانه مثل ورم الكبد إذا كان في الجانب المحدب فبحرانه إما برعاف من المنخر الأيمن وإما بعرق محمود وإما ببول .
وإن كان في الجانب المقعر كان باختلاف أو قيء أو عرق ومثل الحمى المحرقة فإن أكثر بحرانها برعاف أو بعرق ويتقدمه نافض وقد يكون بقيء واختلاف وخصوصاً لمثل الغبّ وكذلك حمّى أورام الرأس يكون بحرانها برعاف أو بعرق غزير .
والحميات البلغمية والباردة لا يكون بحرانها برعاف البتة ولا ذات الرئة ولا ليثرغس وأما ذات الجنب فهو بين بين وكثيراً ما يبحرن المرض بحارين أصنافاً يتم باجتماعها البحران مل المحرقة إذا رعفت أولاً ثم تممت بعرق غزير والحامل كثيراً ما تبحرن بالإسقاط .
واعلم أنه ليس كلما قامت علامات البحران أوجبت بحراناً جيدا أو ردياً بل ربما لم يتبعها بحران أصلاً في الوقت وإن لم يكن بد من بحران يتبعها لا محالة جيداً ورديء في وقت غير الوقت الذي تتصل به العلامات فإنه ليس كلما رأيت عرقاً وقيئاً واختلافاً وصداعاً واختلاط ذهن أو سوء تنفس أو سباتاً أو غير ذلك من جميع ما نعده كان معه بحران .
وإن كان في الأكثر قد يدل فبعضها يكون علامة فقط كالصداع وبعضها يكون علامة وجهة بحران كالغثيان .


وإذا ظهرت علامات البحران ولم يكن بحران فإما أن تكون على ما قال بقراط دلالة على الموت أو على تعشر البحران وربما كان أمر من الأمور التي هي من علامات البحران عارضاً لسبب غير سبب إشراف البحران وإن كان في وقت من أوقات علامات البحران مثل ما يعرض في الغب المتطاولة قبل النوبة صعوبة واضطراب في أكثر الأوقات المتقدمة على النوبة من غير دلالة على البحران .
أما في الغب الخالصة ففي الأكثر تكون علامة بحران ومما يهديك السبيل إلى أن تعلم في المريض أن سلامته أو موته يكون ببحران أم لا مراعاتك حركة المرض وقوته وطبيعته والوقت الحاضر فإن هذه قد تدلك على أن الحال توجب مصارعة قوية بين المادة والطبيعة أو تحتمل مكافأة .
واعلم أن دلائل جودة البحران دلائل تدلّ على استيلاء الطبيعة فلا تختلف ودلائل رداءته ونقصانه دلائل تدل على معاسرة ومعاوقة تجري بين الطبيعة وبين ما يصارعها فلا يمكنك أن تجزم القضية بأن الطبيعة تقهر لا محالة إلا أن تكثر وتعظم فكم رأينا من علامات هائلة من سبات وسقوط نبض وتقطع عرق تأدى بعد ساعات إلى بحران تام جيد لأن الطبيعة تكون في مثلها قد أعرضت عن جميع أفعالها وشغلت بكليتها بالمرض فلما صرفت جميع القوة إليه صرعته ودفعته وربما لم تف به وذلك في كثير من الأوقات لأنها لا تكون قد تعطلت عن جميع الأفعال إلا لأمر عظيم وأوشك بالعظيم أن يعجزها .
واعلم أن ثوران علامات البحران على الاتصال إلى يومين متواليين كالثالث والرابع مثلاٌ يدلّ على سرعة البحران ثم تكون الجودة والرداءة بحسب القرائن التي سنذكرها وخصوصاً إذا تقدمت نوبة الحمى تقدماً كثيراً ولا سيما إذا ظهر في النبض تغير دفعة فإن كان إلى العظم ولا ينخفض فافرح واعلم أن يبس البدن وقحولته في أيام المرض يدل على بهاء البحران والأمرأض اليابسة جداً إما قتالة وإما بطيئة البحران .


وقد يدلّ على أوقات البحران وأحواله كلها وأحكام علاماته ما توجد عليه حال المرضى في الأكثر .
واعلم أن النبض المشرف كالدليل المشترك لأصناف البحرانات الاستفراغية ولكن العظيم يدل على أن الحركة إلى خارج بعرق أو رعاف وغير العظيم والسريع إلى الباطن يدل على قيء واختلاف .
وبالجملة كل إجماع على دفع مادة وقد قويت الطبيعة لا يخلو من شهوق نبض وإن لم يكن استعراض وميل إلى الجانبين وقبل أن يقوى فلا بدّ من انخفاض وانضغاط وربما اجتمعت علامتان فكان أمران في مثل قيء وعرق ومثل قيء ورعاف وإذ قد فرغنا من هذه القوانين فلنشرع في التفصيل يسيراً .
فصل في علامات حركة المادة في البحران إلى فوق علاَمة ذلك صداع لتصعّد البخار أو لمشاركة فم المعدة أيضاً .
فصل في دلائل القيء وأيضاً من علامات ذلك دوار وثقل في الصدغين وطنين وصمم يحدث ذلك كله دفعة وقد قارنه أو تقدّمه بزمان يسير ضيق نفس ووجع في العنق وتمدد المراق والشراسيف إلى فوق من غير وجع واشتعال الرأس واعلم أنه يشتدّ المرض والأعراض ليلاً لأن الطبيعة تشتغل فيه بإنضاج فصل في علامات تفصيل جميع ذلك إن قارن ذلك ظلمة وغشاوة في العين لا تباريق معها ومرارة فم واختلاج الشفة السفلى وتأكد الأمر بوقوع وجع في فم المعدة أو غثيان أو تحلب لعاب وخفقان وانضغاط من النبض وانخفاض وخصوصاً إذا أصاب العليل عقيب هذا نافض وبرد دون الشراسيف حكم أنه واقع بالقيء وخصوصاً إذا كانت المادة صفراوية والحمّى صفراوية ليست من المحرقات وخصوصاً إذا اصفرّ الوجه في هذه الحال وسقط اللون .
وكثيراً ما يجلب القيء الواقع بعد ثقل الرأس ووجع المعدة من الصبيان لضعف عصبهم تشنّجاً وفي النساء لعادة أرحامهن وجع أرحام وفي المشايخ لضعف قواهم أمراضاً مختلفة لانتشار المادة المتحركة فيهم .


وأما إن قارن ذلك تمدد في جهة الكبد أو جهة الطحال من غير وجع فإن الطحال يشارك الأعالي أيضاً بعروق فيه تقارب جهة الأنف وعروقه وإن لم يتصل بها ورأى العليل خيوطاً حمراء ولألاء وتباريق واحمر الوجه جداً أو العين أو الأنف أو جانب منه وسال الدمع دفعة وشهق النبض وماجٍ وأسرع انبساطاً وحك الأنف وكان اشتعال الرأس شديداً جداً والصدع ضربانياً فتوقع رعافاً خصوصاً إذا دل المرض والسن والعادة والمزاج وسائر الدلائل على أن المادة دموية على أن الصفراوية أيضاً قد تُبَحرِنُ بالرعاف وينفر بذلك تباريق وخيالات خيطية ونارية صفر ترى أمام العين وأكثر ذلك في الحمى المحرقة الصفراوية .
وقد تدل جهة لوح الشعاع وحكة الأنف على أن الرعاف يقع من المنخر الأيمن أو الأيسر أو من المنخرين جميعاً وقد يعين هذه الدلائل أيضاً برد يصيبه يوم البحران ويبوسة البطن والجلد وقد يدل السن فإن الرعاف أكثر ما يعرض يعرض لمن سنه دون الثلاثين .
وقد يعين هذه الدلائل أيضاً اشتداد الصداع جداً فوق ما يوجبه وقوع القيء مع آلام أخرى واشتعال وحمى وتكون الإمارات الأخرى جيدة ليست علامات موت وفي مثل ذلك فتوقع الرعاف لا بد منه فعلى الطبيب أن ينعم النظر في جميع ذلك .
فصل في حكم هذه العلامات المشتركة المذكورة والخاصية من العلامات المشتركة المذكورة ما هو أولى بالرعاف مثل : الدموع والطنين والصمم وتمدد الشراسيف في أحد جانبي الكبد والطحال من غير وجع واشتعال الرأس ومنها ما هو أخص بالقيء مثل ضيق النفس وتمدد الشراسيف مطلقاً من قدّام وأكثره مع وجع في المعدة واعلم أن ضيق النفس الداخل في علامات الرعاف إنما يعرض عند استعداد الطبيعة للدفع الرعافي بسبب أن الأجوف يمتلىء ويندفع بمادته إلى فوق فيزحم أعضاء النفس .


ومن العلامات الخاصة بالقيء والرعاف ما الموجود في أحدها مقابل للموجود في الآخر كما أن تخيل شعاعات براقة من علامات الرعاف ويقابل ذلك تخيل الظلمة والغشاوة من علامات القيء وحمرة الوجه من دلائل الرعاف ويقابلها سقوط اللون واصفرار من علامات القيء وربما لم تكن كذلك مثل اختلاج الشفة فإنه من علامات القيء ولا مقابل له من علامات الرعاف ومثل حكة الأنف فإنها من علامات الرعاف ولا مقابل لها من علامات القيء .
فصل في علامات ميل المادة إلى العرق إذا صار النبض شديد الموجية وكان إمساك اليد على الجلد تحصل تحته نداوة وتصبغ حمرة وتجد سخونة الجلد مع ذلك أكثر مما كان وانتفاخه واحمراره أكثر مما كان وكان البول منصبغاً إلى غلظ وخصوصاً إذا انصبغ في الرابع وغلظ فيِ السابع فأحدث عرقاً يكون وكذلك إن عرض في مرض من نافض قوي واشتد بعده الحمى والقوة قوية والعلامات جيدة فتوقع عرقاً ولا سيما إن قل البراز والدرور واستمر عليه .
وبالجملة فإن الحميات المحرقة إذا لم تبحرن بالرعاف بحرنت بالعرق ويتقدمه النافض وأن يرى المريض حماماً وأبزناً واستعداداً له في منامه فهو دليل عرق وانصباغ البول يدل الدلالة الأولى على أن المادة تبحرن من طريق العروق وذلك الطريق إما العرق وإما البول ثم ينفصل بما قلنا ولا يجب أن يتوقع بحران عرق مع استطلاق من الطبيعة غالب ولا بد في الاستفراغ المتوقع بالعرق أِن يكون هناك تزيد من الحرارة انتشار واستظهار قوة قوية .
فصل في علامات ميل المادة إلى أعضاء البول يدل على ذلك ثقل في المثانة واحتباس في البراز وفقدان علامات الإسهال التي سنذكرها وعلامات القيء والرعاف والعرق التي ذكرناها .
واعلم أن حرقة الإحليل مع ثقل المثانة وسائر الدلائل دليل قوي على أن البحران بالإدرار وقد يدل عليه ثوران البول وغلظه في سائر الأيام ووجود الرسوب فيه وَرَبما عرض الإدرار على دلائل البراز وعلى ما ذكرت في باب البراز .


واعلم أنّه إذا كثر اجتماع البول في المثانة مع قلة انطلاق البطن وقلة العرق في ذلك الوقت أو في طبع العليل وهيئة أعضائه وجسو ظاهره فتوقّع البحران بالبول دون الاختلاف والعرق وخصوصاً في الشتاء .
فصل في علامات ميل المادة إلى طريق البراز يدل عليه أوّلاً حبس الفضل إذا علم أنّهُ ليس بدموي وإذا علم أنه مع ذلك كثير ثم يؤكده من علاماته : حصر البول ومغص يجده فيِ جميع البطن وثقل في أسفل البطن وفقد لعلامات القيء بل حدوث قراقر وانتفاخ حالب وكثرة انصباغ البراز من قبل مجيئه أكثر من العادة وعلوّ ما دون الشراسيف ونتوِّه وانتقال قرقرة إلى وجع ظهر .
وربما كان ذلك أيضاً للرياح وربما درّ البول فعارض دلائل البراز خصوصاً في عليل عسر البطن صلبه عادة صغيرة المجسّة لا سيما في الهواء البارد ويكون النبض صغيراً مع قوّة وليس بصلب وصغره للانخفاض .
وقد يدل على البحران الإسهالي العادة في قلة الرعاف والعرق وكثرة الاختلاف وخصوصاً للمعتاد شرب الماء البارد قيل أنه متى كان البول بعد البحران في حمّى غيبيّة أبيض رقيقاً فتوقع اختلافاً يكاد يسحج لأن المرار إذا لم يخرج بالبول وغيره خرج بالاختلاف وقلما يقع بحران باستطلاق مع غلبة عرق أو درور بول .
فصل في علامات أن البحران قد يكون من طريق الرحم إذا لم تجد سائر العلامات ولم يكن استفراغ إسهالي ووجدت ثقلاً في الرحم وفي القطن ووجعاً هناك وتمدّداً فاحكم أنه طمثي .


فصل في علامات أن البحران يكون من انتفاخ عروق المقعدة يدل عليه فقدان سائر الدلائل وعادة هذا النمط من السيلان وثقل في نواحي المقعدة ونبض فصل في علامات كون البحران بالانتقال علامات البحران الذي يكون بالانتقال قوة الحمى مع ثبات وجع ومع احتباس الاستفراغات من البول والبراز والنفث والعرق الغزير وتأخر النضج أو عدمه مع صحة من القوة وجودة من النبض ولا سيما في الأمراض السليمة البطيئة العديمة النضج وجهة انتقال يدل عليها الوجع وانتفاخ العروق في المواضع الخالية التي تليه وشدة الالتهاب وأيضاً الجهة التي فيها عضو ضعيف أو وجع المفاصل أو عضو متعب وأما الشراسيف إذا تمددت وأوجعت فليس يمكن أن يستدل عنها على الموضع نفسه ولا على جهة فإن ذلك كالمشترك لجميع الميول .
واعلم أن الانتقالات والخراجات تكون في البرد وفصله في سن الإكتهال أكثر أما في الأول فلأن البرد حابس ممسك وأما في الثاني فلأن القوة تعجز عن الدفع التام .
وقال بعضهم من جاوز الخمسين بل من جاوز الثلاثين قل بحرانه بالخراج والانتقال وليس ذلك بمعتمد بل الانتقال له سببان : أحدهما في المادة : بأن لا تكون قابلة للدفع الكلي بسبب غلظها في الأكثر وكثرتها في الأقل والثاني في القوة : وهو أن لا تكون القوة قوية جسداً شديدة التسلط ولا ضعيفة أيضاً عاجزة لا تمنع البتة عن الأعضاء الرئيسة والاثنان من هذه الأسباب مناسبان لأوائل الشيخوخة وكثيراً ما تقوم علامات الانتقال فيطرأ عليها استفراغ عظيم وخصوصاً ببول فصل في علامة أن ذلك الانتقال إلى الأسافل حدوث وجع إلى أسفل مع التهاب وانتفاخ من الحالبين والوركين .


فصل في علامة أن ذلك الانتقال إلى الأعالي يدل عليه ثقل الرأس والحواس خصوصاً السمع حتى ربما أدى إلى الصمم بعد ضيق من النفس وتغيّر من نظامه كان فسكن كل ذلك بغتة وحدث في الرأس ما حدث وكذلك إن حدث سبات وأكثر هذا يكون بخراج في أصل الأذن وكذلك إن دام درور الأوداج وضربان الأصداغ وحمرة في الوجه لابثة .
فصل في علامات الانتقال إلى مرض اَخر إذا رأيت المرض الحاد يقوى عند الانحطاط فاعلم أن وجهه إلى المرض المزمن .
فصل في علامات البحران الخراجي إذا كانت القوّة صحيحة والعلامات جيدة ودامت رقة البول زماناً طويلآ فذلك مما ينفر بالخراج وحيث يكون المرض من مادة فيها حرارة وكذلك إذا أقبل العليل من غير بحران ظاهر بل على سبيل انتقال ثم رأيت شرياني الصدغ شديدي الانبساط كثيري الضربان لا يهدآن وترى اللون حائلاً والنفس متزايداً وربما رأيت سعالاً يابساً فمن به ذلك فهو متعرض لخراج في والعضو الذي يختص في المرض بعرق أكثر فهو الذي يتوقّع فيه الخراج أكثر وفصل الشتاء وسنّ الاكتهال على ما ذكرنا من دلائل وقوع البحران بالخراج بل من أسبابه وتكون الخراجات الكائنة حينئذ بطيئة القبول للنضج إلا أن المعاودات منها في الشتاء والشيخوخة أقل لما يوجبه البرد من السكون على أن بعضهم قال بخلاف هذا على ماحكيناه .
وإذا كثر البول المائي عند صعود الحمى دلّ على أن وجعاً يحدث بالأسافل من البدن ومن الدلائل القوية على بحران الخراج تأخّر البحرانات الأخرى وتطاول العلة إلى ما بعد العشرين ومثل هذه العلة المتطاولة إذا عرضت فيها أوجاع دفعة في بعض المواضع يوقع الخراج وفي الحميّات الإعيائية إذا لم يكن إدرار ثخين ولا رعاف ولا إسهال يوقع خراج المفاصل خصوصاً في يوم باحوري .


ومن الدلائل القوية عليه أن لا يكون ذلك البحران للبطيء تاماً مع بطئه ولا معاوداً بعلامات أخرى والحميّات الإعيائية إذا لم تبحرن في الرابع ببول ثخين توقّع رعافاً فإن طال توقّع خراجات المفاصل التي تعبت أو إلى جانب اللحيين كان الإعياء من رياضة أو من تلقاء نفسه لكن الخراج الواقع في اللحيين في التمددي أكثر لأن المفاصل تعبها ليس بشديد فلا يكون فيها من المفاصل جذب ويكون من الحمى تصعيد ومن اللحم الرخو قبول والإعياء إذا كان حركيا كان وكثيراً ما يتوقع الخراج وتدلّ عليه علاماته فيبول صاحبه بولاً فلا كثيراً غليظاً أبيض فيندفع وإن كانت الحمّيات مبتدأة بنافض مقلعة بعرق قلّ فيها الخراج وذلك مثل الغَبّ والربع إلا أن تعكون المادة كثيرة جدّاً .
وبالجملة فإن النافض المعاود يستفرغ بنفضه كل يوم مادّة كثيرة فقلما يفضل فيها للخراج شيء هذا إذا كان نافض وحده فكيف مع عرق والإدرار الغليظ أيضاً يقلّ معه الخراج والخراجات التي في المزمنة المتطاولة تكون في الأكثر في الأعضاء السفلى وفي التي هي أحد في الأعضاء العليا وفي المتوسطة وفي الجانبين وفي ليثارغوس خراجات أصل الأذن وهذه الخراجات كثيراً ما يقع بها بحران تام وذات الرئة كثيراً ما تبحرن بخراجات المفاصل .
فصل في أحكام أمنال هذه الخراجات ما حدث من هذه الخراجات وغاب من غير انتفاخ لم يخل حاله من أمرين : إمّا أن يعود أعظم مما كان أو يعود المرض أو تندفع المادة إلى المفاصل وإلى أعضاء وجعة أو متعبة أو ضعيفة .
وخير هذه الخراجات ما أورث خفّاً وكان بعد النضج وكان شديد الميل إلى خارج وكان بعيداً من الأعضاء الشريفة .
وما كان من هذه الأورام ليناً متطامناً تحت اليد فإنه أقل غائلة من الصلب الحاد إلا أنه أبطأ لأنه أبرد وإنما تقل غائلته لأنه لا يصحبه وجع شديد وأمثال هذا إن بقيت معها الحمّى ولم تتحلل تجمع بعد ستين والتي دونها ما بين ستين وعشرين .


وأقلّ الخراجات غائلة أن يكون العضو الممال إليه سافلاً وأن يكون مع كونه سافلاً خسيساً واسع المكان يسع جميع المادة فإنه إن لم يسعها عرض من رجوعها ثانياً إلى المواضع التي كانت تفسد فيها ما يعرض لها إذا ردعها الطبيب الجاهل بالتبريد فانكفت إلى حيث أتت منه وقد ازدادت شراً بما جرى عليها من العفن والتردد وقتلت .
وشر الخراجات البحرانية ما يكون إلى داخل وفي داخل لكن أولى المواضع بالخراج ما كان ضعيفاً وبه مرض مزمن وخصوصاً في الأسافل والذي يختص بكثرة سيلان العرق منه وأفضل الخراجات وأبعدها من أن يتبعها نكس ما انفتح كما التي تغيّب منها أدلها على النكس .
فصل في علامات وقوع التشنج الصبيان إذا كثر بهم التَفزع في النوم وانعقلت طبيعتهم وكثر بكاؤهم وحالت ألوانهم إلى حمرة وخضرة وكمودة فتوقع التشنج وذلك إلى تسع سنين وكلما صغروا .
كان ذلك أكثر .
وأما الشبان فإذا احولت أعينهم في الحمى الحادة وكثر طرفهم واعوجت أعناقهم ووجوههم وكثر تصريف الأسنان منهم فاحكم بوقوع التشنج وكثيراً ما تطول أوجاع الرقد والثقل في الرأس فصل في علامات وقوع النافض إذا رأيت في الحمّى الحادة علامات السلامة وعلامات بحران جيد وقل البول فاعلم أنّه سيحدث نافض يقع به البحران إلا أن يأتيك اختلاف بطن مجاور الاعتدال .
وأما المعتدل فلا يرد النافض المتوقع وكثيراً ما يتلوه عرق فإن النافض في الأمراض الحادة المحرقة مقدمة العرق .


فصل في العلامات الدالة على البحران الجيّد اعلم أن أجود علامات البحران الفاضل هو أن يكون النضج قد تم ثمّ أن يكون في يوم من أيام البحران المحمود التي سنذكرها وقد أنذر به يوم يناسبه من أيام الإنذار وكان باستفراغ لا بانتقال ولا بخراج وكان استفراغه من الخلط الفاعل للمرض وفي الجهة المناسبة وقد احتمل بسهولة وقد توثق بجودة البحران طبيعة المرض في نوعه كالغب والمحرقة إذا وجد بحراناً مناسباً وفي أحواله كالتي يجري فيها أمر القوة والنبض على ما ينبغي وحال القوّة وحال النبض في أوقات العلامات الصعبة إذا كان قوياً مبيناً وخصوصاً إذا كان يزداد قوة وثقل اختلافه ويستوي فهو العمود المعمول عليه وتمام ذلك مصادفة الراحة والخفّة .
واعلم أن العلامات الرديئة إذا اجتمعت وكان اليوم باحورياً فالرجاء أقوى وأصح من أن يكون بالخلاف فيجب أن تعتمد ذلك وكثيراً ما تعظم العلامات الهائلة وترى النبض يصحّ ويستوي واعلم أن المريض الجيد الأخلاط إذا مرض فظهر النضج في بوله أول ما مرض فقد أمنت وكلما ظهرت به علامات هائلة فإن الفرح بها أوجب لأن البحران أقرب .
فصل في العلامات الدالة على البحران الرديء وأصولها وأوائلها أن تكون مخالفة للعلامات الجيدة المذكورة وذلك مثل أن تكون حركة البحران قبل المنتهى والنضج ويسميه أبقراط سابق السبيل وقد عرفت السبب في رداءته وأن يكون في يوم غير باحوري وأن يكون النبض يأخذ معه إلى السقوط والصغر .
واعلم أن علامات البحران إذا جاءت قبل المنتهى والنضج وتبعها استفراغ ذريع فلا يجب أن تغتر به فذلك للكثرة وهو دفع عن عجز من غير تدبير كما أن الخف الذي يجده المريض من غير استفراغ ظاهر مما لا يجب أن يغتر به فذلك لسكون من المادة لا لصلاح منها بل كثيراً ما تنضج أيضاً وتعجز الطبيعة لضعفها عن دفعها .


فصل في أحكام العلامات الدالة على البحران الرديء إذا اجتمعت علامات رديئة من عدم نضج أو تغيره عن الواجب وغير ذلك من العلامات الرديئة وحكم منها على العليل بموته يوقف الحكم على السرعة والبطء مما يتعرف من حال الأسباب المتقدمة للبحران مما قد ذكرناه مثال هذا أنه إذا كانت العلامات رديئة وكان رسوب أسود وغير ذلك وذلك في الرابع فالموت في السابع أو في السادس إن أوجبت الأسباب المذكورة تقدماً .
فصل في علامات النضج وأحكامها النضج يعرف من البول وقد فسر في موضعه ويجب أن لا يُغتَر بشدة صبغ البول إذا لم يكن رسوب فإن ذلك ليس للنضج .
وعدم النضج في القوام أضر منه في اللون فإن بالقوام تتهيأ المادة لعسر الاندفاع أو سهولته .
وإذا ظهرت علامات النضج مع أول المرض فالمريض سليم لا شك فيه وإن تأخرت فليس يجب أن تكون دائماً مع خطر فربما كان طويلاً لا خطر فيه ولا بد من أن يكون طويلاً .
وكلما كان بحران جيد فقد كان نضج وليس كلما كان نضج كان بحران بل ربما كان المرض ينقضي بتحلل .
واعلم أنه لا تكون للحمى مع ظهور النضج صولة كما لا يكون مع نضج الورم وجع شديد وإذا تأخر النضج ورأيت الأعراض جيدة والقوة ثابتة فتوقعه .
فصل في أحكام العلامات مطلقاً ليس كل تغير دفعة في اللون أو في اللمس رديئاً بل ربما دل على خير عظيم وبحران نافع بل اعتبر مع ذلك حال البدن عقيب ذلك وما كان من العلامات الذبولية في السحنة والوجه والأطراف واقعاً بسبب سهر وتعب ورياضة وإسهال فهو سليم ويعود إلى الصلاح في يومين أو ثلاثة وما كان بسبب الإحتراق وسقوط القوة فهو رديء .


فصل في ذكر العلامات الجيدة العلامات الجيدة هي : الاحتمال للمرض وثبات القوة والسحنة معه وإن اشتدت أعراضه وقوة النبض واشتداده وانتظامه وظهور علامات النضج وإنجاح البحران وجودة علامته والخف يؤخذ عقيب الاستفراغ وإقبال النبض معه إلى الجودة والإقشعرار العارض عقيب الاستفراغ من العلامات الجيّدة فإنه يدلّ على إقلاع السخونة ويعقب البرد مع إقلاع المادة وأفضل ذلك أن يكون الاستفراغ من الخلط المؤذي بسهولة وعلى استقامة .
واعلم أن ثبات القوّة مع العلامات الرديئة يوجب الرجاء وكذلك ثبات العقل وجودة التنفس وسهولة احتمال ما يطرأ من الأحوال الهائلة الغريبة ووجود الخفّ عقيب النوم جيد ومن العلامات الجيّدة : الشهوة باعتدال وحسن بقبول الغذاء ومنفعته ونعشه ونجوعه .
ومن العلامات الجيدة : التّنفس الحسن السهل .
ومن العلامات الجيّدة : السحنة الطبيعية والاضطجاع الطبيعي والنوم الطبيعي واستواء الحرارة في أعضاء البدن .
واعلم أنّ العلامات الجيدة مع صحة القوّة فصل في أحكام العلامات الرديئة إعلم أن العلامات الرديئة التي في الغاية من الرداء تنذر بالموت .
فإن كانت القوّة قويّة طال المرض ثم قتل وإن كانت ضعيفة قتل من غير طول .
وكثيراً ما تظهر علامات مهلكة وفي أيام رديئة ثم يعرض بحران جيد وانتقال مادّة إلى عضو وتكون سلامة ويجب أن تثق بالعلامات الجيدة عند المنتهى وتخاف المهلكة إذا بادرت ولا تحكم بها أيضاً ما لم تر القوة تسقط .
وسقوط القوة وحده علامة رديئة ثم يجب أن تراعي في الأمراض الحادة التي مبدؤها عضو معين كالصدر لذات الجنب ما يكون من أحوال ذلك العضو فإنها أدل من أحوال عضو آخر فإن نضج النفث في ذات الجنب أدل على السلامة من نضج الماء .


ويجب على الطبيب المتفرس إذا رأى في الوجه والعين وغيره هيئة رديئة غير طبيعية بحسب الأكثر أن يتعرف أولاً هل ذلك طبيعي بحسب ذلك الشخص فلا يحكم جزماً حتى في النبض أيضاً وأيضاً أن يتعرف هل ذلك من المرض أو من سبب باد فربما حدث مثلاً على اللسان صبغ رديء وخشونة مفرطة لأكل شيء ذلك فعله لا المرض .
فصل في ذكر العلامات الرديئة فصل في العلامات الرديئة المتعلقة بالسحنة واللون إذا كانت سحنة الحمى كسحنة الميت لا لسهر ولا لجوع ولا لاستفراغ فهو علامة رديئة والوجه الذي يشبه وجه الميت ويخالف وجوه الأصحاء هو الذي غارت عينه وتحدد أنفه ولطأ صدغه وتقبض وبرد أذنه وانقلت شحمته وتمددت جلدته وكمد لونه أو اسود أو اخضر وعلته غبرة وخصوصاً إذا كانت كغبرة القطن المندوف فإنها علامة موت عاجل .
واعلم أنه إذا مرض الصحيح القليل المرض دل على خطر وما كان من هذا التغيّر لأسباب غير المرض فإنه يعود سريعاً إلى الحالة الطبيعية ولو في يوم وليلة .
وأما الآخر الذي سببه المرض وهو الذي علامته رديئة فلا يعود إلى الصلاح بالهوينى على أن الأول الذي بسبب الجوع والاستفراغ والسهر وما ذكر معها ليس بجيد أيضاً ولكنه أسلم من غيره .
فإن اتفق ذلك في الأمراض الحادة كان رديئاً ودليلاً على أن المرض سيغلب ومع ذلك فهو أسلم من الكائن في الأمراض الحادة بسبب المرض لا بسبب ذلك المعاون .
وكذلك يجب أن يتعرّف الفرق بين ما يظهر من علامات الانخراط وتغير اللون بسبب فساد المرض أو بسبب سهر واستفراغ لا يكون به كبير بأس .
وكذلك ما نذكره في العين من ذلك إن كان سببه السهر حدث معه ثقل في الأجفان وميل إلى السبات وتواتر شديد من النبض وتقدم سهر مؤذ وما كان بسبب إسهال تجد الإسهال قد تقدم وأفرط .


وما كان من جوع تجد ذلك حادثاً بتدريج لا دفعة ومما يؤكد أنه من المرض فقدان تلك الأسباب وشدّة حدة الحمّى وإحساس أشياء كالشرارات تلقى يدك عند المسّ واصفرار اللون دفعة علامة غير جيّدة واسوداده بغتة علامة رديئة وشر ذلك كله الأسود فأكثره من موت الغريزة والكمودة تليه والاصفرار ليس بجيّد لكنه أسلم لأنه قد يكون عن حرارة ليس كله عن برودة وربما كان عن سهر أو جوع أو عن وجع فيكون سليماً وأن يحدث بالجبهة والأنف غضون لم يكن علامة رديئة .
فصل في علامات مأخوذة من الصداع الصداع إذا دام والقوة ضعيفة والمرض حاد وهناك علامات رديئة فالمرض قتال وإن لم يكن فيوقع إلى السابع رعافاً وبعد السابع شيئاً يجري من الأنف أو الأذن فإن دام إلى العشرين فقلما يكون انحلاله برعاف ولكن إما بمدة تجري من المنخرين والأذنين أو خراج وخصوصاً أسفل وأكثر من يبتدىء به الصداع من أول مرضه فيصعب عليه في الرابع والخامس ثم يقلع في السابع .
وأكثر ما يبتدىء يكون في الثالث ويصعب في الخامس ويقلع في التاسع والحادي عشر .
قالوا : وإن كان القياس أن يكون في العاشر فإنه سابع الثالث لكنه ليس بيوم بحران وهذا الكلام عندي ليس بشيء فإنه الحساب ليس على هذا القبيل فإن ابتدأ في الخامس أقلع في الرابع عشر إن جرى الأمر على ما ينبغي وأكثر ما يعرض من هذا الصداع يعرض في الغبّ .
فصل في علامات رديئة مأخوذة من جهة الحس أن لا يرى المريض ولا يسمع علامة رديئة وأن يهرب عن الأصوات والروائح والألوان ذوات القوّة علامة رديئة تدل على ضعف الروح النفساني .
فصل في العلامات الكائنة في العين غؤور العينين وتقلصهما لا بسبب من الإسهال والسهر والجوع علامة غير جيدة .
وكمودة بياض العين واحمرارها إلى فرفيرية وأسمانجونية علامة رديئة .
وتصغر إحدى العينين في الأمراض الحادة والسرسام ونحوه علامة رديئة جداً .
وأن لا يرى العليل شيئاً علامة مهلكة .


والتواء العين وحولها في الأمراض الحادة علامة رديئة .
وهذا الحول إن كان من تشنج خاص بعضل العين فقط من غير آفة في الدماغ فعلامة ذلك أن لا يكون اختلاط عقل ونحوه .
وأما العلامات المأخوذة مما يرى ويلمع فإن اللمع السود تدل على القيء أكثر والحمر والبراقة على الرعاف أكثر وعلى ميل الدم إلى فوق ويدل على كل واحد دلائله الأخرى وجريان الدمع من غير إرادة وخصوصاً من عين واحدة علامة رديئة اللهم إلا أن تكون هناك علامة بحران وعافية وتدل عليه سائر علامات الرعاف مع سلامة علامات أخرى .
وليتفقد من الدموع القلة والكثرة والرقة والغلظ والحرّ والبرد والخروج بإرادة أو بغير إرادة وكراهية الضوء علامة غير جيدة .
فإن اشتد حبه للظلمة فهو قتال اللهم إلا أن يكون متماد ووجع فإن لم يكن فهو لسقوط قوة الروح النفساني والنظر الواقف من غير طرف وحركة رديء وكثرة إجتماع الرمص شيئاً بعد شيء رديء والرمص اليابس جداً رديء ومثل هذا الرمص يتولد من عجز قوة العين الغريزية عن إنضاج المادة ولذلك يحس مع أكثره كغرزان شيء للعين يروم الخروج ولا يجوز أن يقال أن ذلك لكثرة الرطوبة الجائية إلى العين بحيث تعجز الطبيعة عن إنضاجها لأن العين في هذا الحال يابسة غائرة .
وعلامات اليبس واضحة فلذلك تيبس هذا الرمص سريعاً .
ومن العلامات المناسبة لهذه أن يجتمع على الحدقة وهي مفتوحة شيء كنسج العنكبوت ثم يتنحى إلى الشفر فيصير رمضاً ولا يزال يكون كذلك وهو دليل على قرب الموت وشدة حمرة العين وبقاؤها كذلك في حدة الحمى علامة رديئة تدلٌ على ورم دماغي حار أو في فم المعدة وانتقالها إلى تطويس وأسمانجونية أردأ وجحوظ العين أيضاً وكثرة التباريق دليل رديء ربما كان لمواد حارة كثيرة وأورام في نواحي الدماغ وبقاء الجفن مفتوحاً في النوم من غير عادة علامة غير جيدة .
ويبس الأجفان دليل رديء .
وأن تبقى العين في اليقظة مفتوحة حتى لو قرب منها أصبع لم تطرف دليل قاتل .


وشدة اتساع العين أيضاً مع هذيان ضعف قاتل .
وقيل أن من ظهر به بثر كالعدسة البيضاء تحت عينه مات في اليوم العاشر وتظهر به شهوة الحلاوة .
فصل في علامات تؤخذ من جهة الأنف التواء الأنف رديء ويدل على قرب الموت فإن السبب فيه تشنج رديء قتال وتفرطحه أيضاً رديء والتعويل في الاستنشاق على الأنف والمنخرين علامة رديئة .
وأن تجد من نفسه ريح المسك أو السمن أو الطين وقطر الماء الأصفر من الأنف في الحميات الحادة ربما كان دليل قرب الموت .
وأن لا يعطس بالمعطسات دليل الموت .
وبطلان حس وكذلك أن لا يرعفه العقر والخدش والإلحاح من المريض بإصبعه على أنفه كأنه يثقبه من غير سبب علامة غير جيدة وخروج الماء من الأنف رديء .
فصل في علامات تؤخذ من جهة الأذن جفاف الشحمة وانقلابها تقبض الصدفة علامة رديئة .
قيل أن وسخ الأذن إذا حلا فهو علامة رديئة عند جالينوس مهلكة عند الأولين حدوث ألم بالأذن مع حمى حادة مخاطرة فإنه قاتل إن لم يسل منه شيء ويسكن وذلك في المشايخ وأما في الشبان فيموتون قبل أن ينفتح لشدة حسهم .
فصل في علامات تؤخذ من جهة الأسنان قضقضة الأسنان في الحميات الحادة وكأن صاحبها يأكل شيئاً علامة غير جيدة .
قيل من غشيت أسنانه في الحميات لزوجات دلت على أن حماه تشتدّ فإنه يدل على حرارة شديدة وعلى مادة لزجة بطيئة التحلل تعرض المرضى كل وقت لتنقية أسنانهم من غير عادة جرت دليل غير جيد .
صرير الأسنان وتصريفها من غير عادة ربما أنذر بجنون وإن كان الجنون حدث ثم حدث ذلك دل على هلاك إلا فيمن هو معتاد لذلك لضعف عضل فكيه فتصر أسنانه من أدنى سبب واخضرار الثنايا علامة رديئة .


فصل في علامات مأخوذة من جهة اللسان والفم وما يليه واسوداد اللسان في الأمراض الحادة علامة على الرداءة وجفوف الفم والريق غير جيد وإذا يبس أولاً ثم خشن مع المنتهى ثم اسود فهو قاتل وخصوصاً في الرابع عشر واعلم أن شدة نتن الفم في الأمراض الحادة دليل هلاك لأنه يدل على فساد الأخلاط كلها .
علو إحدى الشفتين على الأخرى من غير خلقة علامة رديئة التواء الشفة في الحميات الحادة رديء .
تشقق الشفتين في الحميات يدل على فرط الالتهاب وتقلصهما وبردهما رديء بقاء الفم مفتوحاً في الأمراض الحادة دليل رديء إفراط يبس اللسان علامة غير جيدة .
قيل إذا بان على اللسان في حمى حادة كالحمص الأسود أو كحب الخروع فالموت قريب وتعرض له شهوة الأشياء الحارة .
خشونة اللسان ويبسه دليل برسام وتأمّل في خشونة اللسان وتغيّر لونه فضل تأمل كيلا يكون سببه شيئاً صابغاً .
واعلم أنه ليس ينصبغ اللسان بالخلط الغالب في كل حال ما لم يكن مترقياً بجوهره أو ببخاره من بعض الأعضاء المشاركة .
فصل في علامات تؤخذ من أحوال الحلق والمريء ونواحيه الاختناق بغتة لا في يوم بحران علامة رديئة .
والاختناق بلا زبد أخف .
فإن الإزباد لا يكون إلا وقد بلغ القلب في السخونة مبلغاً تعطل له أفعال الرئة والحجاب فلا يستطيَع أن يرد النفس بالاستواء وهذا لا يكون ولا ورم في الحلق إلا لأمر عظيم وقد يكون كثيراً بل في الأكثر بسبب الدماغ وبالجملة إذا حدثت في الحمى القوية خوانيق صعبة فقد أطل الموت لأن القلب يقتضي بسبب شقة الحرارة نسيماً كثيراً وقد سد سبيله فيلتهب القلب ويفرط سوء مزاجه فلا يحتمل الحياة .
وكذلك اعوجاج الرقبة مع امتناع البلع فإن ذلك إما أن يكون لزوال الفقار أو لشدة اليبس ولا شر منهما مع الحمى وأيضاً أن لا يستطيع البلع إلا بكد دليل رديء وكذلك أن يشرق بالماء فيخرج من أنفه وكذلك إذا غص بريقه كل وقت فهو دليل غير جيد .


فصل في علامات تؤخذ من جانب المعدة وفمها الفُواق في الأمراض الحادة رديء وخصوصاً عقيب الإسهال وكذلك الالتهاب في المعدة والخفقان المعدي مع حرارة الحمى رديء .
فصل في علامات رديئة تؤخذ من أعضاء التنفس النفس البارد في الأمراض الحادة رديء يدل على موت الغريزة .
وكذلك المختلف رديء والنفس الشبيه بنفس الباكي المنقطع الذي يستنشق الهواء كذلك سوء التنفس الكائن لاختلاط العقل رديء والذي للأورام في نواحي الصدر أردأ والذين يحضرهم الموت تربو بطونهم ويتتابع نفسهم مع ضعف ويتنفسون صعداء .
قال بقراط : إذا انتصبت الأوردة الصغار عند الجبين والجفون والترقوة فهو رديء .
تغير لون العروق الظاهرة عن حالها إلى تطويس وفرفيرية وظهور ما لم يظهر منها قبل ذلك بهذه الصفة رديء .
فصل في علامات رديئة تؤخذ من استرخاء البدن وسوء الاستلقاء والضعف إن استرخاء البدن وسوء الاستلقاء والضعف قد يكون بسبب كثرة الأخلاط الغليظة في الأحشاء وقد يكون ليبس البدن وشدة قلة الأخلاط وقد يكون لفرط ضعف القوة في العضل وليس الدليل الفارق بينها كون البدن غليظاً أو نحيفاً كما ظن قوم فكثيراً ما تكون الأحشاء مملوءة رطوبات والبدن ناحل وكثيراً ما تضعف القوى في العضل والبدن السمين بل العلامة سائر ما قيل في مواضع أخرى .
فصل في علامات رديئة مأخوذة من قبل هيئة الاضطجاع الاستلقاء على الفراش لا على الهيئة المعتادة بل على تخليط وخروج عن العادة علامة رديئة لا سيما إذا كان المريض ينحدر عن فراشه قليلاً قليلاً .
ويكون كلما سويته ونصبته النصبة الجيدة انقلب على ظهره ويحب الاستلقاء ويحب كشف الأطراف ويطرحها طرحاً غير طبيعي من غير حرارة ظاهرة جداً .
فيكون السبب كرباً عظيماً .


ويجب أن تراعي في هذا أيضاً أمراً واحداً فربما كان الإنسان عبلاً ثقيل البدن سريع الاسترخاء يحب في حال الصحة أن يضطجع كل وقت على هذه الهيئة أو يكون المانع وجعاً من غير الاستلقاء فذلك أيضاً مما لا يعظم معه الخوف كل نصبة غير معتادة من استلقاء وامتداد وغير ذلك لم يكن يفعله في حال الصحة فهو في الأمراض الحادة رديء .
واعلم أن حبّ الاستلقاء إما لكثرة أخلاط في الأحشاء أو ليبس وتحلل الأخلاط فيضعف العضل أو لضعف يعرض للعضل من جهة أخرى وأن لا يقدر عل الاضطجاع والاستلقاء وغيره بل يشتهي القعود دليل رديء وأكثره لسبب أن النفس تعصى عند الاضطجاع لأورام وآفات في أعضاء النفس قد عرفت الحال فيها فيما سلف وأن يحب الإعراض عن الناس والإقبال على الحائط دليل غير جيد والميل إلى النوم على البطن من غير عادة رديء فإنه إمّا عن اختلاط عقل وإمّا عن ألم في البطن .
والاضطجاع الرطب المحمود وهو الذي تكون مفاصه قابلة للثنية بسرعة .
فصل في علامات مأخوذة من الجلد إذا يبس الجلد بحيث إذا مددته لم يرجع إلى موضعه فذلك دليل رديء .
خروج البخار الحار من الجلد مع النفس البارد دليل هلاك ولا يكون إلا لأن حرارة القلب قد فنيت على ما شهد فصل في علامات مأخوذة من البطن ونواحي الشراسيف انتفاخ البطن في الأمراض الحادة وقلة انهضامه وخصوصاً وهناك استطلاق فهو علامة موت لا سيما إذا ظهر به بثر واسع كمد اللون .
تمدّد الشراسيف وكون أحد جانبيها أنتأ من الآخر رديء وكذلك كون كل جانب أنتأ من جانب هو مثله في النّتو والانخفاض وكذلك في .
لين الملمس وصلابته دليل رديء .
إذا انتفخت المراق لا عن ريح مع قحل ويبس ففي داخلها ورم وليس بها ؤالألم يقحل وتمدّد الشراسيف إن كان بوجع فالمادة مائلة إلى أسفل إن كان بلا وجع فالمادة مائلة إلى فوق .
فصل في علامات مأخوذة من المقعدة بروز المقعدة في الحميات الحادة من قبل نفسها دليل رديء .


فصل في علامات مأخوذة من القضيب والأنثيين لين الخصيتين علامة رديئة وكذلك تورّمهما في الأمراض الحادة .
تقلّص الأنثيين والذكر يدلّ على موت الغريزة أو على وجع شديد .
الاحتلام في أوّل المرض يدلّ على طول .
وهو في آخر المرض أحمد .
فصل في علامات مأخوذة من الأرحام فصل في العلامات الرديئة المأخوذة من الأطراف منها من جهة كيفياتها مثل برد الأطراف مع حرارة الحمى الحادة وثباتها ولم تقلع علامة غير جيدة .
وأما في المزمنة فذلك غيرمنكر وسببه في الحميات الحادة تورم عظيم في الجوف أو طفو الحرارة الغريزية .
وأمّا إظلال غشي وانحلال وأقوى دلائل برد الأطراف في الحميات الحادة على الهلاك ما كان البرد يعرض لها في أول المرض وكذلك إذا كان برد لا يسخن وهذا كله يدل على انهزام الدم كله إلى الباطن للورم .
كمودة أصابع اليدين والرجلين وأظافيرهما علامة هلاك .
احمرار الأطراف وتفرفرها دفعة أقتل من كمودتها فإن وجد ثقلاً فقد قرب الموت لأن الثقل يدل على ضعف القوة النفسانية والكمودة تدل على ضعف الحرارة الغريزية والحمرة على فساد وغلبة أخلاط والسواد خير من الكمودة والحمرة ومع هذا كلّه إذا رأيت العلامات الجيدة كثيرة لم يبعد أن يسلم المريض وتسقط أطرافه المتغيرة واحتراق الأطراف والجلد مع برودة الباطن دليل موت أيضاً .
ومنها من جهة أوضاعها مثل التشنّج خصوصاً عقيب الإسهال فإنه قتّال .
الكزاز مع الهذيان وشدة الحمى دليل موت .
فصل في علامات مأخوذة من جهة النوم واليقظة أن يكون النوم نهاراً ليس ليلاً علامة غير جيدة وأن لا ينام فيهما جميعاً شرّ فإن السبب فيه فساد الدماغ كيف كان .
وأسلم النوم النهاري ما كان في أوله وهذا كله في منتهيات نوائب الحمّى شرّ .
وأمّا في ابتدائها فكثيراً ما يكون ولا يضر .
والسبات مع ضعف النبض رديء فإنه يكون لضعف القوة لا لرطوبة الدماغ وخصوصاً إن كان مع اختلاط عقل وربما كان هذا عن عفونة خلط بارد .


النوم الزائد في العلة الذي يعقب اختلاط عقل ويستعجب برد أطراف رديء كما أن النوم المعقب خفّاً جيد .
فصل في علامات رديئة مأخوذة من قبل أعمال اليد لقط الزئبر والتعرض إلى كل وقت لشيء كأنه يلقطه من نفسه أو من الحائط علامة رديئة والسبب فيه أبخرة تصعد إلى الدماغ فتخيل ما ليس لانحدارها إلى العين وإلى الرطوبة البيضية .
فصل في علامات مأخوذة من الأوجاع الوجع الشديد في الأحشاء في الحمّيات الحادة علامة رديئة تدل على احتراق شديد أو عظم ورم أو خراج .
إذا كان ببعض الأعضاء وجع شديد ويسكن بغتةً سكوناً تاماً من غير سبب فذلك رديء .
الصوت القويّ جيد والكلام المنتظم جيّد وخلاف ذلك رديء .
والسكوت .
الطويل في الأكثر يدلّ على الوسواس أو على استرخاء عضل اللسان والحنجرة أو تشنجها أو ذهاب التخيّل الذي هو مبدأ الكلام .
وإذا تكلم المريض في البُحْران فهو جيد وبالجملة فإن سكوت الكليم يدل على ابتداء أسباب الوسواس أو شيء مما ذكرناه .
وكثرة الكلام من السكيت يدل على ابتداء هذيان واختلاط العقل .
فصل في علامات مأخوذة من العقل الهذيان مع حركة وضربان في الرأس والمنخر سليم ومع الوقار والسكينة قتال .
فصل في علامات مأخوذة من الحركات كثرة الاختلاط والقلق علامة غير جيدة وتدل على كثرة بخار يرتفع إلى الرأس توثّب العليل كل ساعة وجلوسه دليل رديء وهو لكرب أو لاختلاط عقل أو ضيق نفس وخناق وذات رئة وهو أردأ لأنّه يكون أكثره بسبب الخناق وضيق النفس وإن كان لأسباب أخرى أيضاً .
وإذا ثقلت الأعضاء عن الحركة أيضاً فهو دليل رديء وإذا كمدت الأظافير فالموت حاضر .
الرعشة علامة رديئة إذا لم يكن لبُحران جيد .


فصل في علامات مأخوذة من الأوهام فصل في أحكام مأخوذة من التثاؤب والتَمطي التثاؤب والتمطّي يكونان بسبب تحريك الطبيعة للأعضاء العضلانية ليدفع منها الفضل وما دام العضو سخيفاً أو المادة قليلة مجيبة لم يحتج إلى ذلك بل يحتاج إليه لضد ذلك وإذا كان ذلك مع انتقال من حر إلى برد فهو رد الطبيعة وهو علامة غير رديئة ويدل كثيراً على أن الطبيعة ليست تقدر على التحليل إلا بمعونة الليف لكثرة المادة أو لضعف القوة .
فصل في علامات مأخوذة من الأحلام كثيراً ما يرى المريض من جنس ما تبحرن به في رؤياه مثل ما يرى المبحرن بالعرق أنه يدخل الحمّام وأنه يتهيأ له .
فصل في علامات مأخوذة من الشهوات والعطش ذهاب الشهوة في الأمراض المزمنة رديء وفي الحادة أيضاً لكن دون ذلك .
وبالجملة يدل على أخلاط فاسدة أو موت قوّة نفسانية وطبيعية .
وإذا بطل العطش في الحميات المحرقة فهو دليل رديء وخصوصاً مع سواد اللون .
فصل في أحكام واستدلالات من اليرقان اليرقان قبل السابع وقبل النضج رديء اللهم إلا أن يتداركه الإسهال على ما زعم بعضهم وبالجملة فالبحران قبل السابع ليس يكون بحراناً محموداً وإن كان اليرقان بعد السابع أيضاً ليس بذلك السليم ما لم تقارنه علامات أخرى .
وإن عرض يرقان في سابع أو تاسع أو رابع عشر مع علامات محمودة ومن غير آفة في ناحية الكبد أو صلابة وورم فهو محمود وكثيراً ما يقع بمثله بحران تام ويدل على حمده حال الخف يوجد بعده ويدل على رداءته حال ضد الخف .
ومما يدل على رداءته أن يكون مع اليرقان اختلاف مرار كثير يغلي غلياناً وخروج أشياء رديئة محترقة وفي مثل هذا يكون العليل مخوفاً عليه إلا أن يتداركه إسهال بالغ منقّ أو عرق سابغ وتكون القوّة قوية فحينئذ يكون خف بسرعة .


فصل في دلائل مأخوذة من الأورام إذا تأدّت الحمّى الحادة إلى أورام المغابن والأطراف فهو رديء أردأ من أن تكون أولاً تلك الأورام ثم تتبعها حمّيات بسبب العفونة على أن ذلك أيضاً رديء .
الأورام التي تحدث في أصل الأذن ولا تنضج بتقيح رديء أو يعقبها استفراغ فإن لم يكن شيء من ذلك ولم ينضج ولم يعقبها استفراغ قوي من الاستفراغات فهو علامة رديئة .
ولا يجب أن يَغُرك أيضاً النضج إذا عرض للخراج وسائر الأخلاط غير نضجه فإنّ ذلك غير كل بثر وورم يظهر ثم يغور فهو رديء إلا أن يعود فيستدلّ على قوة الطبيعة وربما كان الظهور والغؤور معتاد الإنسان ما في طبيعته فلا تكون دلالته شديدة الرداءة .
فصل في علامات مأخوذة من هيئة البثور وما يشبهها البثور الحمّصية السود في الحمّيّات الحادة رديء جداً وإذا تأكدت هلك صاحبها في الثاني كثيراً .
استحالة قروح البدن إلى خضرة وسواد وأسمانجونية أو صفرة علامة رديئة والصفرة أخفها .
قيل إذا ظهر على ركبة المريض شيء أسود مثل العنب الأسود وحوله أحمر مات عاجلاً فإن امتدّ خمسين يوماً فإن علامة موته أن يعرق عرقاً بارداً إذا ظهر على الوريد الذي في العنق شبيه بحب الخروع مع خصف أبيض كثير عرضت له شهوة الأشياء الحارة ومات في العشرين وقد ذكرنا ما يعرض في اللسان من البثور المهلكة .
قيل إذا كانت حمّى ما كانت وظهر على أصابع اليدين جميعاً ورم أسود كحب الكرسنة مع وجع شديد مات في الرابع ويعرض له ثقل وسبات فإن انعقلت الطبيعة مع ذلك حدث سرسام وقد يتعقل حتى يستحجر .
فصل في علامات مأخوذة من النافض النافض الكثير المعاودة في حمى صعبة مع ضعف القوة مهلك ومع ثبات القوة أيضاً .


إذا لم تقلع الحمى به فليس بجيد وأردأ الجميع أن يتبعه استفراغ غير منجح لا تسكن معه الحمّى وإن لم يعرض استفراغ أيضاً فيدل على أن الخلط متحرك غالب معجز عن دفعه وهو رديء وأما العارض مرة واحدة فلا يكاد يصح معه فصل الحكم منه هل هو لضعف مفرط من القوة أم لغيره فصل في أحكام الاستفراغ الاستفراغ النافع بالإسهال والقيء وغيره هو الذي بعد النضج والذي يستفرغ الخلط الذي ينبغي والذي يكون بسهولة والذي يعقبه الخف .
ومن علامات أن الاستفراغ أفنى الخلط الذي يستفرغه كان بدواء أو غير دواء أن يأخذ في استفراغ خلط آخر والرديء منه أن يكون وينتقل إلى جرد خراطة دم أسود أو خلط منتن أو خلط صرف وكذلك في القيء .
وإذا قصر الاستفراغ بعدما أخذ فيجب أن يعان وإذا أفرط الاستفراغ ولم يكن قد بدا النضج فليس ذلك مما يركن إلى نفعه .
والاستفراغ القليل الضعيف من عرق أو رعاف أو غيره يدل على أنّ الطبيعة تحركت ولم تَقْوَ فإن ساءت العلامات الأخرى دل على موت وإن لم يسؤ دلّ على طول .
فصل في أحكام العرق العَرَقُ نِغمَ البُحرانُ في الأمراض الحادة والمزمنة البلغمية أيضاً ولأصحاب الأورام الخطرة وأورام فصل في سبب كثرة العرق العرق يكثر إما بسبب المادة لكثرتها أو رقتها أو بسبب القوة من اشتداد الدافعة أو إسترخاء الماسكة أو بسبب مجاريه إذا اتسعت لأسباب الاتساع وثقل العرق لأضداد تلك الأسباب والعرق إذا مسح در وإذا ترك انقطع .
فصل في اختلاف الأعضاء في التعرق وضده الأعضاء التي هي أكثر تعرقاً هي التي فيها المادة الفاعلة للمرض أكثر والأعضاء التي لا تعرق هي التي لا مادة فيها أو التي غلب عليها شيء من أسباب ضيق المسام .
ومن ذلك أن الجانب الذي ينام عليه المريض قلما يعرق في الأكثر لأنه منضغط جاف المجاري لا تسيل إليه رطوبة ولا تسيل عنه .


والعرق يكثر في الأعضاء الخلفانية كالظهر أكثر مما في المقدمة كالصدر ويكثر في الأعالي أكثر مما يعرق في الأسافل وخصوصاً في الرأس .
فصل في اختلاف الأحوال في التعرق وغيره النوع أكثر تعريقاً من اليقظة لأن تصرف الحار الغريزي في الرطوبات فيه أكثر ولأن إداء النفس فيه أصعب وذلك محرك للمواد إلى الباطن قال بقراط : العرق الكثير في النوم من غير سبب يوجب ذلك يدل على أن صاحبه يحمل على بدنه من الغذاء أكثر مما يحتمل فإن كان ذلك من والسبب في ذلك أن العرق الكثير مع صحة من القوة لا يكون إلا لكثرة مادة من حقها أن تدفعها الطبيعة وتلك الكثرة إما أن تكون بسبب قريب وهو الامتلاء القريب .
والامتلاء القريب هو من المطعومات الوقتية ومثل هذا الامتلاء يدفعه الجوع أو الرياضة أو العرق الذي اندفع بالطبع وإما أن يكون بسبب متقادم بعيد وهو من الفضول السابقة ولا يغني في مثلها إلا الاستفراغ المنقي للبدن منها وأما العرق فإنه ربما لم يخرج منه إلا اللطيف الرقيق القليل وترك الفاسد العاصي في البدن وغادر الطبيعة تحت ثقل الخلط الفاسد وذلك مما يضعفها .
واعلم أنه كلما كانت الحرارة الغريزية أقوى كان التحلل أخفى فلم يكن عرق إلا أن تكون أسباب أخرى ولذلك صار العرق خارجاً عن الطبيعة لأنه إما عن امتلاء وكثرة وشدة اتساع مسام وإما لعجز من القوة عن الهضم الجيد وإما لشدة حركة .
فصل في الأيام التي يكثر فيها العرق ويقل أكثر ما يكون العرق في الأمراض الحادة في الثالث والخامس ويقل في الرابع بل يقل أن تبحرن به هذه الأمراض في الرابع إلا في الندرة .
وقلما يتفق على ما زعم المجربون أن يعرق المريض في السابع والعشرين والواحد والثلاثين والرابع والثلاثين .


فصل في وجوه الاستدلال من العرق العرق يدل بملمسه هل هو حار أو بارد ويدلّ بلونه هل هو صاف أو إلى الصفرة أو إلى الخضرة ويدل بطعمه هل هو مر أو حلو أو إلى حموضة ويدل برائحته هل هي منتنة أو حامضة أو حلوة أو غير ذلك ويدل بقوامه هل هو رقيق أو لزج ويدل بمقداره هل هو كثير أو قليل ويدل بموضعه هل هو سابغ أو قاصر وأنه من أي عضو هو ويدل من وقته هل هو في الابتداء أو الانتهاء والانحطاط ويدل بعاقبته هل يعقب خفا أو يعقب أذى ونافضاً وقشعريرة وغير ذلك .
فصل في العلامات المأخوذة من جهة العرق العرق البارد مع حرارة الحمى علامة رديئة جداً وخصوصاً ما اقتص بالرأس والرقبة وينذر بغشي وإن لم يكن بارد .
فكيف البارد وهو أردأ أصناف العرق لأنه يدل على غشي كان ليس على غشيّ يكون .
فإن كانت الحمّى عظيمة فالموت قريب ولن يكون عرق بارد إلا وقد سقطت الحرارة الغريزية فلا تحفظ الرطوبات بل تخلي عنها فتفرقها وتبخّرها الحرارة الغريبة ثم تفارقها تلك الحرارة لغربتها فيبرد العرق المنقطع رديء .
والعرق الكثير يدل على طول من المرض لكثرة مادته ولا يوافق صاحبه الفصد والإسهال لضعفه بل الحِقَن اللينة .
والعرق إذا لم يوجد عقيبه خف فليس بعلامة جيدة فإن وجد عقيبه زيادة أذى فهو علامة رديئة ولو كان أيضاً عاماً للبدن والعرق المسارع من أول المرض رديء يدلّ على كثرة المادة اللهم إلا أن يكون السبب فيه رطوبة الهواء لأمطار كثيرة فيكون مع رداءته أقل رداءة .
وكثيراً ما يبتدىء المرض بالعرق ثم تتبعه الحمى وتطول وإذا حدث من العرق إقشعرار فليس بجيد بل هو رديء وذلك لأن الاقشعرار يدل على انتشار خلط رديء مؤذ في البدن وذلك يدل على أن العرق لم ينق بل صرف من الأخلاط الرديئة ما كان مكسور الحدة لمخالطة رطوبات تحللت بالعرق ويدلّ على أن المادة كثيرة لا تتحلّل بمثل الاستفراغ العرقي .


وإذا ضعفت القوة والنبض وعرض الجبين قليلاً فهو علامة رديئة فإن سقط النبض فهو موت .
العرق الجيد الذي يتفق أن يكون به البحران التام هو الذي يكون في يوم باحوري ويكون عاماً للبدن كله غزيراً ويخفّ عليه المريض ويليه الذي لا يعم إَلا أنه يعقب خفا وبالجملة يعقد من العرق كيفيته في حرارته وبرودته ولونه ورائحته وطعمه وكميته في كثرته وقلته وزمان خروجه هل هو في الابتداء أو الانتهاء أو الانحطاط وما يقارنه من الحمّى في قوته وضعفه وما يعقبه من الخفة والثقل .
واعلم أن الناقه يكثر عرقه بسبب بقايا من مادة ولا بأس بالفصد اليسير .
فصل في علامات مأخوذة من جهة النبض النبض المطرقي والنملي والشديد المنشارية أو الموجيّة رديء والغزالي مع الضعف رديء والاختلاف الذي فيه انقطاع شديد وحركات ضعيفة ثم يتدارك ذلك واحدة أقوى تداركاً غير متدارك بل من حين إلى حين رديء جداً .
دالوا : قالوا إذا كان النبض الأيسر متواتراً والأيمن متفاوتاً وذلك مع ضعف فهو دليل رديء .
واعلم أن كثيراً من الناس نبضهم الطبيعي مختلف رديء من غير مرض فيجب أن يتعرف هذا أيضاً .
فصل في أحكام الرعاف إن مثل السرسام وأورام الكبد الحارة والأورام الحارة تحت الشراسيف تبحرن بحراناً تاماً برعاف .
أما الأول فمن أي منخر كان .
وأما الآخر فمن الذي يليه .
وكذلك الحمّيات المحرقة وهي من قبيل الأول فأما ذات الرئة فلا تبحرن به وذات الجنب أمره فيه وسط والغبّ قد يبحرن به وأكثر ما يعرض الرعاف النافع يعرض في الأفراد وقلما يكون في الرابع وأما في الثالث والخامس والسابع والتاسع فيكون .
وإذا رجي من رعاف خير وكان ضعيفاً أعين على ما علمه بقراط بصب الماء الحار على الرأس وبالتكميد .
كما إذا خيف إفراطه منع بالماء البارد ويوضع المحجمة على الشراسيف التي تليه .


وأجود الرعاف ما ولى الشق العليل والمخالف فليس بذلك الجيد وأولى الأورام أن تبحرن بالرعاف ما كان فوق السرة والورم البلغمي والذي يأخذ في التحجر ويطول فتوقع فيه تقيحاً وانفجاراً لا بحراناً برعاف ونحوه ولا تتوقع في بحران الورم البارد في الدماغ وفي ذات الرئة بحران برعاف .
فصل في دلائل مأخوذة من الرعاف الرعاف القليل رديء وأكثر الرعاف الرديء هو أسود الدم وقلما يكون رعاف رديء من دم أحمر مشرق .
الرعاف الذي يقع في الرابع يدل على عسر البحران بل الجيد منه ما يقع في الأفراد .
فصل في دلائل مآخوذة من العطاس العطاس جيد إذا عرض عند المنتهى وأما في أوائله فهو من أمارات زكام أو خلط لذاع .
فصل في أحكام البراز قد تكلمنا في البراز في الكتاب الأول كلاماً كلياً مختصراً ولا بد لنا من أن نُشْبعَ القول فيه فضل إشباع وبحسب ما يليق بالكلام في الأمراض الحادة واعلم أن من يعرق عرقاً كثيراً فلا يأتيه البحران تام بالاختلاف .
فصل في علامات مأخوذة من البراز إن اختلاف ألوان ما يخرج في البراز محمود في وقتين لا غير أحمدهما إذا كان الاختلاف بحرانياً عقيب نضج في يوم باحوري وعلامات بحرانية محمودة والآخر عقيب شرب المسهل المختلف القوي ويدل في الحالين على نقاء للبدن متوقع .
وأما في غير ذلك فيدل على احتراق وذوبان وكثرة أخلاط فاسدة .
البراز المنتن الشبيه ببراز الصبيان وعقى الأطفال رديء .
البراز المراري من أول المرض يدلّ على غلبة المرار وهو غير جيد وفي آخره عند الانحطاط يدل على أن البدن يستنقي وهو دليل جيد .
وإذا انفصل البراز المراري كثيراً ولم يخص المرض فذلك علامة رديئة .
الاختلاف الكثير بعد علامات رديئة وسقوط قوة من غير أن يعقب خفُّا دليل موت وإن كانت الحمى مقلعة أيضاً .


الاختلاف الذي عليه دسومة لا عن تناول شيء دسم يدل على ذوبان الأعضاء الأصلية وهو دليل رديء وليس بمهلك فربما كانت الدسومة من اللحم فإذا صار عليه شبه الصديد وانشبعت الصفرة وغلب النتن وذلك في الحميات الحادة فهو مهلك .
الاختلاف الذي يقف على نواحيه شيء رقيق يدل على أنه صديد من الكبد وهو يلذع ويخرج البراز بسرعة وربما خرج وحده رديء إذا كان في البراز مثل قشور الترمس في جميع الأمراض فهو علامة مهلكة .
فصل في أحكام القيء قد قلنا أيضاً في الكتاب الأول في القيء ومن الواجب أن نورد ههنا أشياء من ذلك ومن غيره هي أليق بهذا الموضع فثقول : إن أنفع القيء ما يكون البلغم والمرار المتقيئان فيه شديدي الاختلاط ولا يكونان شديدي الغلظ وكلما كان القيء أصرف فهو أردأ فإن المرار الصرف يدل على شدة حر والبلغم الصرف على شدة برد .
فصل في علامات مأخوذة من القيء القيء المخالف للون القيء المعتاد وهو الأبيض المائي والأصفر رديء وذلك مثل الأخضر والكرّاثي خصوصاً المنتن والسلقي والقاني الحمرة والكَمِد وشره الزنجاري والأسود خصوصاً إذا تشنج معه فإنه يقتل في الوقت إلا أن تكون هناك قوة فربما بقي إلى يومين ويجب أن تراعي في ذلك أن لا يكون الصبغ عن شيء مأكول إذا تقيأ جميع هذه الألوان فهو رديء جداً والقيء المنتن رديء والقيء الصرف كما ذكرنا رديء .


فصل في أحكام البول قد سبق منا أقاويل كلَّية في البول في الفن الذي فيه الأعراض في الكتاب الأول ونحن نورد الآن من ذلك ومن غيره ما هو أليق بهذا الموضع فنقول أنه لا يجب إذا لم ير في البول علامة نضج قوي أن يقضي بالهلاك فأنه ربما تخفص المريض مع ذلك باستفراغ واقع من جهة ما بقوة ويدفع النضج والغير النضج وربما تحلل الخلط على طول المهلة أو بحرن بالخراج وخصوصاً إذا لم يكن الخلط شديد الرداءة لكنه رديء في الأغلب ودال على قوة المرض وأقلّ ما فيه الدلالة على الطول وكذلك البول الذي يبقى على ألوان أبوال الأصحاء في أوقات المرض كلها فإن أخذ يتغير مع صعود المرض فهو أسلم .
وقد يكون البول في الأمراض الوبائية جيداً طبيعياً في قوامه ولونه ورسوبه وصاحبه إلى الهلاك .
واعلم أنه كثيراً ما يبول المرضى أبوالاً رديئة في قوامها ولونها وغير ذلك ويكون ذلك نفضاً بحرانياً خصوصاً في الأمراض الحادة التي يكون سببها الكبد ونواحي البول .
فصل في علامات بوليّة مأخوذة من القلة والكثرة البول الذي يبال مرة قليلاً ومرة كثيراً ومرة يحتبس فلا يبال علامة رديئة .
في الحمّيات الحادة يدل على مجاهدة شديدة بين المرض والطبيعة فيغلب وتغلب وعلى أغلظ المادة وعسر قبولها للنضج فإن كانت الحميات هادية أنذر بطول لغلظ الخلط .
فصل في علامات مأخوذة من رقة البول البول الرقيق قد يكون في مثل ذيانيطس ويكون معه دوام العطش وسرعة القيام وسهولة الخروج وقد يكون للفجاجة والسدة المانعة لخروج المادة وقد يكون لضعف القوة المغيرة ولا يكون مع سهولة الخروج وهو أقل ردائة من الذيانيطس .
وإذا ثبت البول الرقيق في الأمراض الحادة أياماً دل على اختلاط .
فإن عرض الاختلاط ودامت الرقة دل على موت سريع بسبب أن المواد تحمل على الدماغ فيتعطل النفس .
وإذا استحال إلى غلظ لاخف معه فربما كان لذوبان الأعضاء .


وإذا كثر البول المائي عند وقت صعود الحمى الكلي دل على ورم في الأسافل يحدث وانظر في القوام المخالط للون في الأبواب التي بعده أيضاً .
واعلم أن الرقة كأنها لا تجامع السواد والحمرة فإن رأيت فاعلم أن السبب فيه شيء صابغ أو شدة قوة عن الكيفية والمرضية المؤثرة في الماء .
فصل في علامات مأخوذة من غلظ القوام وكدورته إذا استحال البول الرقيق غليظاً في حمى لازمة وكانت علامات جيدة دل على بُحران بعرق فإن لم تكن علامات جيدة وكانتَ الحمى شديدة الإحراق دل على اشتغال في قلب أو كبد .
وصفاء البول الغليظ قبل البحران علامة غير جيدة فإنذلك يدل على احتباس المادة وعجز الطبيعة عن دفعها .
البول الغليظ الكدر الذي لا يرسب فيه شيء ولا يصفو يدل على غليان الأخلاط لشدة الحرارة الغريبة وضعف الغريزية المنضجة فلذلك هو رديء والبول الثخين فصل في أحكام البول في الأمراض الحادة البول الأبيض فيِ الحميات الحادة يدل على ميل المادة إلى غير جهة العروق وآلات البول فربما مالت إلى الدماغ فكان صداع وسرسام وربما مالت إلى بعض الأحشاء فدل على ورم فإن كانت علامات سلامة فتدل على أنها تخرج في الأقل بالقيء وفي الأكثر وخصوصاً إذا لم تكن علامة قيء بالإسهال فيعقب سحجاً .
وإذا كان البول أبيض رقيقاً في الحمّى الحادة ثم عرض له الكدورة والغلظ مع بياضه دل على تشنجٍ وموت .
فصل في البول الأسود في الحميات الحادة إعلم أنه ليس يصح الحكم بالجزم بالهلاك لسواد البول في الأمراض الحادة وإن كان في نفسه علامة رديئة وإن صحبته أيضاً علامات أخرى رديئة .
إذا رأيت القوة قوية وقادرة على استفراغات مختلفة من كل جنس يعقبها استراحة كما يعرض للنساء إذا استفرغن بالطمث أيضاً أخلاط رديئة ولذلك هذا من النساء أسلم لأنهن ربما كُن يستفرغن مثل هذه المادة من طمث الحيض .


واعلم أن البول الأسود كلما كان أقل فهو شرٌ يدل على فناء للرطوبة وأيضاً كلما كان أغلظ فهو شر في الأمراض الحادة .
وإذا كان الأسود إلى الرقة واللطافة وفيه ثقل متعلق ورائحته حادة في الحميات الحادة أنذر بصداع واختلاط وأصلح أحواله أنه يدل على رعاف أسود لأن المادة حادة غالبة وربما كان معه عرق للحرارة إذا لم تفرط ولم تقل ودفعت نحو العضل ويتقدم عرقه قشعريرة وإذا قارن البولَ الأسود الذي فيه تعلق أسود مستدير مجتمع عدم رائحةٍ وتمدد في الجبتين وورمٌ تحت الشراسيف وعرق دل على الموت .
ومثل هذا التمدد في الشراسيف يدل على التشنج .
ومثل هذا العرق يكون من ضعف .
والبول الرقيقي المائي الذي إلى السواد يدل لرقته على طول المرض ولسواده على رداءته .
وقيل في الأبوال السود اللطيفة أن صاحبها إذا اشتهى الطعام مات .
والبول الرقيق الأسود إذا استحال إلى الشقرة والغلظ ولم يصحب ذلك رائحة دل على علةٍ في الكبد وخصوصاً على يرقان لأن هذه الاستحالة التي إلى الغلظ عن الرقة وإلى الشقرة عن السواد تدل على نقصان حرارة ووقوع هضم وذلك مما يصحبه أو يعقبه الخص فإن لم يكن كذلك دل على مادة قد لحجت في الكبد ليست تستنقي وقد أحدثت سدداً بل إن كانت حارة فكأنك بها وقد أحدثت ورماً .
والبول اللطيف الأسود الذي يبال في الحميات الحادة قليلاً قليلاً في زمان طويل إذا كان مع وجع الرأس والرقبة يدل على ذهاب العقل بتدريج وهو في النساء أسلم .
في بول الأمراض الحادة إذا كان البول مع الحمرة رقيقاً دل مع العلامات المحمودة على سرعة البحران ومع أضدادها على سرعة الموت وبالجملة يدلّ على التهاب شديد .
والرقة مع الحمرة تدل في الأمراض الحادة على الصداع والاختلاط .


البول الأحمر الغليظ في الأمراض الحادة إذا كان خروجه قليلاً قليلاً ومتواتراً وكان مع نتن دلّ على خطر لأنه يدلّ على حرارة شديدة واضطراب وعجز طبيعة وإذا كان غزير الخروج كثير الثقل دل على الإفراق وخصوصاً في الحميات المختلطة .
والذي يبول الدم الصرف في الحادة قتّال لأنه يدل على امتلاء دموي شديد مع حدة غليان ويخاف من مثله الأختناق الذي يكون من امتلاء تجاويف القلب إن مال إلى القلب أو السكتة إن مال إلى الدماغ .
والبول الأحمر جداً إن استحال في الحميات الإعيائية إلى الغلظ ثم ظهر ثقل كثير لا يرسب وكان هناك صداع دل على طول من المرض لأن المادة عاصية فلذلك لم تغلظ أولاً فلما غلظت لم ترسب بسرعة لكن بحرانه يكون بعرق لأن المادة مائلة إلى العروق ومثل هذا البول يشبه اليرقاني ويفارقه بأنه لا يصبغ الثوب .
وبالجملة فإن البول الأحمرَ الجوهر الأحمرَ الثفلِ يدل على النهوة والفجاجة ويدل على طول خصوصاً إذا كانت الحمرة ليست بشديدة وهي إلى الكدورة .
البول الأشقر في الحمّى الحادة إذا استحال إلى البياض أو إلى السواد فهو رديء لأنه يدل بالبياض على تصعد المادة إلى الرأس وبالسواد على احتداد كيفية المرض .
فصل في علامات مأخوذة من الرسوب الرسوب المختلف في القوام واللون الذي يدل على كثرة الأخلاط المختلفة رديء وأردؤه ما كان أصغر أجزاء فيدل على أن الطبيعة لم تقدر على الدفع إلا بعد أن تصغّرت الأجزاء .
والملاسة كثيراً ما تكون أدل على الخير من البياض فكثيراً ما يعيش من ثفله إلى الحمرة لكنه أملس ويموت من ثقله إلى البياض وهو مختلف جريش فإن صلوح القوام أشد تسهيلاً لقبول الاندفاع من صلوح اللون ويدل أيضاً على أن الأخلاط لم تنفعل عن المرض كثيراً .
كما أن الرسوب الجيد إذا صغرت أجزاؤه دل على أن الطبيعة قد فعلت فيه جداً والمرض لم يفعل فيه .


والرسوب الرغوي الزبدي الذي بياضه لمخالطة الهواء له هو رديء جداً خارج عن الطبيعة والخام رديء .
والرسوب المستدق الأعالي المتحركها أفضل من الرسوب الجامد المسطح الأعلى وأدل على أن المرض سريع المنتهى حاد .
والرسوب الذي لم تسبقه رقة وفقد ثفل بل هو موجود من الابتداء يدل على أن الخلط كثير لا على أنه نضيج بل يجب أن يجيء الرسوب بعد أوان النضج .
وبعد أن يكون البول رقيقاً في الأول وبعد أن يكون الرسوب قليلاً وما لم يكن كذلك دل على أن المادة الغليظة الثفلية كثيرة وأن المرض يقتل .
وكذلك شدة الصبغ من غير الرسوب لا يدل على خير ونضج وقد يعرض ذلك للألم ولشدة الحرارة وللجوع فإن الجائع يزداد صبغ بوله وثقل ثفله .
والرسوب الأحمر يدل على كثرة الدم وعلى تأخر النضج ويصحبه في الحميات المحرقة كرب وغم وإذا امتد إلى الأربعين طالت العلة ولم يرج البحران في الستين أيضاً .
الثفل الأحمر المتعلق الذي فيه ميل إلى فوق إذا كان في بول لطيف فإنه يدل في الأمراض الحادة على اختلاط العقل فإن دام خيف العطب فإن أخذ البول قواماً إلى الغلظ وأخذ التعلق يرسب ويبيض دل على السلامة .
الرسوب الذي على هيئة قطع اللحم في الحميات الحادة بلا دلائل النضج يدلّ على أنها من انجراد الأعضاء وليس من الكلي .
وإذا كان هناك نضج ولم تكن حمى دل على ما علمت من حال الكلي والذي يشبه قشور السمك ولا علامة نضج والحمّى حادة هو من جرد الحمّى للعصب والعظام والعروق وفي غير ذلك يكون من المثانة والنخالي يدل على مثل ذلك وعلى أن الحمّى أخفت تجرد من عمق ويفرق بينه وبين المثاني أنه يكون في المثاني مع علامات ألم المثانة ومع النضج ومع غلظ .
فصل في علامات مأخوذة من أحوال تجتمع لسبب دلائل شتى من اللون والقوام وأولها في الأبوال الدهنية .


البول الدهني هو الذي لونه وقوامه يشبه لون الدهن وقوامه وإن كان رديئاً فإنه إذا دلت الدلائل الأخرى على السلامة لم يكن معه مكروه لكن الرسوب إذا كان زيتياً فهو رديء جداً وبالجملة فإن الزيتي الخالص رديء وهو الذي يريك لون الدهن مع صفرة وخضرة .
وإذا كان الزيتي عارضاً بعد البول الأسود فهو دليل خير على ما شهد به روفس الحكيم .
وأردأ الزيتي ما كان في أول المرض .
وإذا دلت الدلائل على الرداءة وبيل بول زيتي في الرابع أنذر بموت العليل في السادس .
والبول الذي يتغير دفعة من علامات محمودة إلى علامات مذمومة يدل في الأمراض الحادة على الموت لأنه يدل على سقوط القوة بغتة لصعوبة الأعراض .
البول الدهني ربما دلّ على اختلاط العقل لأنه كائن عن جفاف البول الذي فيه قطع دم جامد في حدى حادة إذا كان معه يبس لسان علامة رديئة فإن كان أسود مع ذلك فذلك أردأ وليس يسيل الدم في البول في حمى حادة إلا لشدة حرافته وتفجير الأوعية والجداول وجموده لشدة حرارته .
البول الأبيض الرقيق الذي فيه زبد وسحابة صفراء يدل على خطر شديد لما يدل عليه من البول الرقيق الأشقر في ابتداء الحميات الحادة إذا استحال إلى الغلظ وإلى البياض ثم بقي متكدراً متعكراً كبول الحمار وأخذ يخرج من غير إرادة وكان هناك سهر وقلق دل على تشنج في الجانبين يعقبه موت .
إن لم تكن علامات جيدة يغلب عليها فإن البول ما كان ليرق مع الشقرة إلا لغلبة الصفراوي الحار وما كان ليغلظ ويخثر إلا لصعوبة من المرض واضطراب في أحوال المادة وقالوا : البول القليل الذي بلون الدم رديء لاسيما إن كان بالمحموم عرق النسا .
فصل في علامات رديئة من جهة كيفية اثفصال البول إذا كان لا يمكن المحموم الحاد الحمى أن يبول إلا قليلاً مع وجع من غير قرحة أو ورم في آلات البول ومع تواتر من النبض وضعف فهو علامة رديئة .
إذا احتبس البول في حمى حادة وشدة صداع وكثرة عرق دل على كزاز .


البول الذي يقطر قطراً في حمى ساكنة يدل على الرعاف فإن كانت الحمى حادة محرقة دل على حال رديئة أصابت الدماغ وان كانت هادئة دل على كثرة الامتلاء وضعف الطبيعة عن الدفع .
والبول الخارج في الحمّيات الحادة من غير إرادة سببه ضعف قوة وآفة في الدماغ ولا يكون ذلك إلا لتصعد مادة حادة مسخنة إلى الدماغ فتشركه الأعضاء العضلية .
المائي والأسود والمنتن والغليظ رديء والذي يبرز من أسفله إلى أعلاه كالدخان مهلك عن قريب وأيضاً الدسم الذي لونه لون ماء اللحم مع نتن غالب قتّال .
فصل في علامات رديئة في المرضى من أجناس مختلفة رداءتها من قبل اجتماعها في المحمومين وغيرهم .
وإذا اجتمع القيء والمغص واختلاط العقل فتلك علامة قتّالة .
إذا اختلفت تغايير البدن في الملمس وفي اللون وفيما يتقيأ وفيما يستفرغ دل ذلك على أن الطبيعة ممنوة بأخلاط مختلفة وأمراض مختلفة تحتاج إلى مقاومتها كلها وذلك مما يعجزها لا محالة .
وإذا اجتمع في حمى غير مفارقة برد الظاهر واحتراق الباطن واشتداد من العطش مع ذلك فذلك قتال .
وإذا اجتمع مع صرير الأسنان تخليط فيالعقل فالمريض مشارف للعطب .
إذا عرض دفعة بمرض إسهال سوداء مع حرقة ولذع وألم محرق في بطنه وخفقان وغشي فهو علامة موت .
إذا عرق الجبين عرقاً بارداً واصفرّت الأظفار واخضرت وتغيرت وورم اللسان وظهر عليه وعلى البدن بثر غريب فالموت قريب .
إذا كان في نواحي الشراسيف ضربان واختلاج مع حمّى ثم كانت العين مع ذلك تتحرك حركة منكرة فيجب أن توقّع داعة حال لأن هذه الحال تدل على رياح نافخة .
والضربان يكون لورم شديد ولشدة نبض العرق الكثير والنبض الشديد الضرب المتلاحق العظيم جداً يصحب الجنون يجب أن يتأمل فربما كان به الضربان والاختلاج ليس بغائص إلى الأحشاء بل في ظاهر المراق وذلك غير ضار وإن كان به ورم إلا أن تفرط جداً في عظمه .


فإن دامت هذه الحال عشرين يوماً ولم يسكن الورم والحمى دل على انفتاح وربما سلم المريض من ذلك ببول غزير أو انتقال مادة إلى الأطراف وخصوصاً الرجلين .
الذين ضعفوا من أمراض إذا عرض لهم نفس متواتر وغشي فقد قربوا من الموت ولا يزيدون على أربع ساعات .
وإذا كان بإنسان حمى محرقة فوجد خفا وسكون حرارة بغتة من غير بحران ظاهر باستفراغ أو انتقال ولا بطفية بالغة ولا انتقال من هواء إلى هواء في بلد واحد أو بلدين وسكن ما كان في النبض من سرعة ووجد كالراحة فاحكم أنه يموت سريعاً .
إذا كان بإنسان حمّى وخفق قلبه بغتة وأخذه الفواق وانعقل بطنه بلا سبب معروف مات .
إذا كان بول من به مرض حاد أولاً أشقر لطيفاً ثم غلظ ثم تثور وابيض وبقي متثوراً كذلك وكأنه بول الحمار وصار يبال بغير إرادة وكان سهر وقلق دلّ على تمدد يظهر في الجانبين ثم يموت .
قيل إذا كان البول مرياً أو قد كان أبيض قبل ذلك وعليه كالزبد ثم يسيل من المنخرين دم أسود فذلك شرّ ورديء ومن العلامات الرديئة التي ذكرها قوم من ا لأطباء ولا يتوجه القياس إليها إلا بعسر ما قيل أنه إن ظهر بإنسان على الوريد الذي في عنقه بثر يشبه حب القرع مع حصف أبيض كثير وعرضت له شهوة الأشياء الحارة مات .
وقيل : إن ظهر بإنسان بصدغه الأيسر بثر أحمر صلب واعترى صاحبه مع ذلك حكة شديدة في عينيه مات في اليوم الرابع .
وقيل : من ظهر به بثر كالعدس من تحت عينيه مات في اليوم العاشر وصاحب هذا الوجه يشتهي الحلواء .
قيل : أية علة شديدة عرضت بغتة ثم تبع ذلك قيء أو خلفه فهو دليل موت .
قيل : إنه إذا عرض للمحموم وغيره أورام وقروح لينة ثم ذهب عقله مات .
قيل : إنه إذا كان بالإنسان ترفل في وجهه ويديه ولم يكن به وجع وعرض له في أوائل ذلك حكة في أنفه مات في الثاني أو الثالث .


قيل : إنه إذا كان لإنسان على ركبته مثل العنب المدور وكان ذلك أسود وحوله أحمر مات عاجلاً إلا أنه ينتظر خمسين يوماً وعلامة موته أن يعرق عرقاً بارداً جداً .
فصل في علامات طول المرض إعلم أن طول المرض يكون لغلظ في الأحشاء أو تخليط في التدبير وعلى كل حال تضعف فيه المعدة لأنه يهزلها وعلامته : بطء النضج المستدن عليه أو بطء الرسوب للثفل المتعلق أو عوام الرسوب الأحمر وأيضاً فإن قلة ظهور الضمور يدل على طول العلة وكذلك إذا كان .
مع حدة المرض نبض عظيم ووجه سمين وشراسيف منتفخة ليست تضمر دل على قلة تحلّل وطول مرض .
إذا جاءت أعلام البُحران قبل النضج فإن لم تسقط القوة ولم تظهر أعلام الموت فالمرض يطول .
واعلم أن تهاويل البحران وآلامه إذا لم تنفع ولم تضر وبقيت الأحوال بحالها فالمرض طويل وكثرة الاختلاج في المرض يدل على طوله وخصوصاً إذا ابتدأ من أول الأمر وأما في آخره فهو أصلح وكثرة العرق تدلّ على طوله .
وإذا صحب الاستفراغات القليلة التي تدل على تحريك الطبيعة للمادة وعجزها عن دفعها بالتمام كانت عرقاً أو رعافاً أو غير ذلك علامات أخرى جيدة أو عدم علامات رديئة على طول .
وإذا بقي الرسوب الأحمر إلى أربعين يوماً أنذر بطول حتى لا يرجى البُحران والانقضاء ولا إلى ستين .
الاحتلام في أول المرض يدل على طول .
إذا رأيت علامات طول المرض في الأيام المتقدمة فليس دلالتها كدلالتها بعد ذلك .
وإذا رأيت ما يضاد تلك العلامات يكاد يظهر في وسط الأيام وفي أواخرها فتأمل حكم الإنذار لتعلم أنها في أي يوم كانت وذلك اليوم بأي يوم تنذر وراع الشرائط المذكورة فيه وتأمل حال القوة والسن والفصل والمزاج وحال حركات المرض في كيفها وكمها وتقدمها وتأخرها وأوقاتها وخصوصاً في منتهيات الحميات الحادة وطولها وقصرها هل هي إلى الحركة أو إلى السكون فاحكم بقدره .


فصل في علامات أن المرض ينقضي ببحران أو تحلل إذا كانت القوة والمرض حاداً والنوائب متزايدة في الكم والكيف والسن والمزاج أو الفصل مما تميل إلى التحريك دون التسكين وللنضج وضده علامات مستعجلة فإن المرض ينقضي ببحران .
فإن كانت الأشياء بالضد وعلامات البطء موجودة فالمرض يطول فيقتل بتحلل أو يزول بتحلل وإن اختلفت كانت البحرانات ناقصة ومتأخرة وانتقالية .
وأما الموت والحياة فيستدل عليهما بأحوال القوة وعلامات تعين كل واحد من الأمرين وتقتضيه .
فصل في أحكام النُّكس أردأ النكس ما كان أسرع وكان مع قوة أضعف ويصحبه لا محالة إذا كانت الصورة هذه الصورة علامات العطب .
ولأن يقع النكس بخطأ من التدبير أسلم من أن يقع من تلقاء نفسه مع صواب التدبير .
ومن الخطأ في ذلك سقي المسخنات والأدوية التي يراد بها جودة الشهوة والهضم مثل الخلنجبين العسلي وأقراص الورد ونحوها .
والبقايا التي تبقى بعد البحران تجلب نكساً عاجلاً إلا أن تتدارك .
والنكس شر من الأصل لأن الوبال عائد والقيم معيٍ .
فصل في علامات النكس ومن لم تسكن حمّاه ببحران تام وفي يومه خيف عليه النكس فإن كان سكونها بلا بحران البتة فلا بد من نكس وخصوصاً إذا كان البحران بمثل جدري أو يرقان أو جرب وبالجملة بسبب جلدي .
وقد يستدل على نكس يكون من ضعف القوة والشهوة والغثيان وخبث النفس وقلة الهضم وفساد الطعام في المعدة إلى حموضة أو دخانية وانتفاخ من الشراسيف ونواحي الكبد والطحال وفساد النوم وطول السهر وشدة العطش وشدة تهيج الوجه خصوصاً علامة عظيمة وخصوصاً في الجفن الأعلى وخصوصاً تورمه وبقائه كذلك مع انحلال تهيج الوجه ومما يدل عليه أن لا يحسن قبول البدن للطعام ولا يزول به هزاله وخصوصاً إذا كانت هذه الأعراض الرديئة تظهر أو تشتد في أوقات نوائب المرض الذي كان .
وقد يستدل على النكس من النبض إذا بقي فيه تواتر وسرعة .


ومن غؤر الخراجات البحرانية وغيبتها ومن البول إذا بقي فيه صبغ كثير من صفرة أو شقرة وحمرة أو كان فجالاً تعلق فيه ولا رسوب لماذا لم يشبه بول العليل بوله الطبيعي .
وبعض الفصول أدل على النكس من بعضها مثل الخريف فإنه يقع فيه النكس أكثر مما يقع في سائر الفصول وجنس المرض أيضاً يعين في الدلالة على النكس مثل الحميات الورمية إذا خلفت حرارة وتلهباً في الأحشاء ومثل الصرع والسمر وأوجاع الكلى والكبد والطحال والسعفة والبيضة والنوازل وما يتولد عنها من الرمد وغيره وأمراض النفس .
فصل في أسباب الموت الموت يكون إما بسبب يفسد به مزاج القلب وإما بسبب تنحل به القوة فتطفأ .
والكائن بسبب يفسد به مزاج القلب إما ألم شديد وإما كيفية مفرطة من الكيفيات المعلومة وإما كيفية غريبة تسمية وإما احتباس مادة النفس .
والمبرسمون في الأكثر يموتون لعدم التنفس ولذلك يجب أن لا يتركوا مستلقين ولا يتركوا أن تجف حلوقهم .
فصل في أصناف الموت الذي يعرض في أوقات الحميات وعلامة كيفية موت العليل .
من ذلك الموت الذي يعرض مع ابتداء نوبة الحمى في تزايدها أو دورها وأكثره في حميات الأورام الباطنة حين ينصت إليه فضل دفعة .
وفي الأمراض الخبيثة التي تنهزم عنها الطبيعة أول ما تتحرك بقوة لا سيما إن كانت ضعيفة .
وبالجملة هو كالخنق وكإطفاء الحطب الكثير النار ومن ذلك الموت في منتهى نوائب الحمى لانهزام الطبيعة عن المرض .
والثالث : الموت الكائن في الانحطاط وهو قليل نادر وأكثره في الانحطاط الجزئي دون الكلي والسبب فيه أن الطبيعة تكون فيه كالآمنة وتنتشر الحرارة وتتفرق وتفارق الماسك الذي يحتاج إليه في الأوقات الأول وأكثرهم يموتون بالغشي ودفعه وبعضهم يموت بتدريج .
وربما كان الانحطاط انحطاط دورٍ لاسترخاء القوة وتحلل الحرارة الغريزية فيظن انحطاطاً حقيقياً .


النبض في الانحطاطين مختلف فإنه في الحق يقوى وفي الباطل يسترخي وفي الحقيقي يستوي وفي الباطل يختلف ويخرج عن النظام .
وأما في الانحطاط الكلّي فلا يموت إلا لأسباب عنيفة من خارج تطرأ على المريض وهو ضعيف مثل حركة أو قيام أو غضب وقد يعرض مثل هذا أيضاً للأول ويسبق مثل هذا الموت عرق لزج يسير .
وكثيراً ما يموت الإنسان في الجدري في انحطاط وكثيراً ما يتقدمه عرق غير مستو وإلى البرد وربما كان في الرأس والرقبة وحده أو في الصدر وحده .
وإذا كان الجلد في النزع يابساً ممتداً فلا يكون الموت بعرق وبضده يكون بالعرق .
لكن أكثر الموت في الأمراض القتالة يكون من وجه ما في الوقت الذي يكون البحران الجيد في الأمراض السليمة مثل أنه إن كانت العلة في الأزواج واعلم أن المحرقة وما يشبهها تجلب الموت عند المنتهى من النوبة وتحدث معه أعراض رديئة من اختلاط العقل واشتداد الكرب أو السبات والضعف عن احتمال الحمى ثم يحدث صداع وظلمة عين ووجع فؤاد وقلق .
والبلغمية تجلب الموت في أول النوبة وحينئذ يكون البرد متطاولاً ولا يسخن والنبض صغيراً جداً ردياً ويشتد السبات والكسل وبالجملة فإن كل ذلك يجلب الموت فى الساعة التي يشتدّ فيها على المريض أكثر ابتداء كان أو صعوداً أو منتهى .
والموت في التزيد الظاهر قد يقع في القليل .
وإذا تأملت علامات الموت في وقت مما ذكرنا فلم تجدها فلا تخف فإن وجدتها فاحدس أنه يكون موت فإن كان مع ذلك شيء من العلامات الرديئة المذكورة فاجزم وفي أكثر الأمر إن كانت النوائب أفراداً فإنه يموت في السابع أو أزواجاً فإنه يموت في السادس لا سيما إذا كان المرض سريع الحركة .
فصل في دلائل الموت من غير بحران من ذلك ضعف القوة وعجزها عن مقاومة المرض .
ومن ذلك تأخر علامات النضج البتة ومن ذلك قوة المرض مع بطء حركته .
وإذا اجتمع جميع هذا كان أدل .


فصل في أحوال تعرض للناقهين قد يعرض للناقهين النكس إذا كان بهم ما ذكرنا في باب النكس ويعرض لهم اشتداد القوة وضعفها بحسب ما ذكرنا في باب تدبيرهم ويعرض لهم أن لا ينتفعوا بما يتناولون ولا يرجع به بدنهم إلى قوة وتعرض لهم الخراجات إذا لم تكن قد استنقت أبدانهم عن أخلاطها بالاستفراغ وقد يعرض لهم فساد بعض الأعضاء لاندفاع المادة إلى هناك وقد تعرض لهم أمراض مضادة للأمراض التي كانت بهم إذا كان قد أفرط عليهم في مضادة ما بهم مثل أن يعرض لهم ثقل اللسان والفالج والقولنج البارد والسكتة والصرع والصداع اللازم والشقيقة وما أشبه ذلك إذا كان التبريد والترطيب قد جاوزا القدر .
وقد تعرض لهم الحكّة كثيراً ويزيلها الماء الفاتر ويعرض لهم أن تبيض شعورهم لعدم شعورهم الغذاء ولتفشي الرطوبة الغريزية التي تقيم السواد كما يعرض للزروع إذا جفّت فتبيضّ ثم إذا حسنت أحوالهم عاد سواد شعورهم كما يعرض أيضاً للزرع إذا سقي فعادت خضرته .
فصل في تدبير الناقه يجب أن يرفق بالناقه في كل شيء ولا يورد عليه ثقيل من الأغذية ولا شيء من الحركات والحمّامات والأسباب المزعجة حتى الأصوات وغير ذلك ويدرج إلى رياضة معتدلة رفيقة فإنها نافعة جداً وأن يشتغل بما يزيد في عمه ويجب أن يودع ويفرح ويسر ويجنب الاستفراغات وخصوصاً الجماع والشراب بالاعتدال نافع له خصوصاً من الشراب اللطيف الرقيق .
وأولى الناقهين بأن يحجر عليه التوسع ناقه كان خفي البحران فإنه مستعد للنكس ومثله ربما احتاج إلى استفراغ وأصوبه الإسهال اللطيف لا سيما إذا رأيت البراز مرارياً أو مائلاً إلى لون خلط وقوَامه من الأخلاط التي كان منها الحمّى ورأيت ! في الشهوة خللاً وإذا أردت ذلك فأرح الناقه وقَو قوَته برفق ثم استفرغه .


وربما احتجت إلى أن يستفرغ ويقوى معاً بالتغذية وحينئذ فاجعل أغذيته دوائية مسهلة أو امزج بها أقوى أدوية مسهّلة موافقة كالإجاص والشرخشك والترنجبين ونحو ذلك لأصحاب المرار وقد ينتفعون بالإدرار فتنقى به عروقهم وقد تفعل ذلك هذه المدرات المعروفة ويفعله الشراب الممزوج .
وأما الفصد فلقما يحتاج إليه الناقة وربما احتاج أيضاً وتدلّ عليه السحنة وعلامات الدم لا سيما إذا وجدت للحمّى كالتعقد في العروق ورأيت بثوراً في الشفة وربما أحوجك إلى فصد المحموم رداءة دمه بما بقي فيه من رمادية الأخلاط الرديئة فيلزمك أن تخرج لحمه الرديء وتزيد فيه الدم الجيد ويكون الأولى في ذلك أن ترفق ولا تفعل شيئاَ دفعة .
ونوم النهار ربما ضرّ بالناقه بإرخائه أيام وربما نفعه بإحمامه وإذا لم يوافق فربما جلب حمّى بما يفجج ويكسر من قوة الحار الغريزي والاحتياط في جميع الناقهين نقيهم وغير نقيهم أن يجري أمره على التدبير الذي كان في المرض من المزورة وغيرها يومين فثلاثة مما يليها وبالجملة مقدار أن يجاوز اليوم الباحوري الذي يلي يوم صحته ثم يرفع إلى ما فوقه ويجب للناقه النقي والذي كانت حماه سليمة أن لا يلطف تدبيره فيحمي بدنه وتسوء حاله ويجب أن يرد من ضمر وهزل في أيام قلائل إلى الخصب لأن قوته ثابتة ويفعل مع خلافه خلاف ذلك .
وإن لم يشته الناقه ففيه امتلاء وإن اشتهى ولم يسمن عليه فهو يحمل على نفسه فوق طاقته وفوق طاقة طبيعته فلا تقدر على أن يستمر به وتفرقه في البدن أو في بدنه أخلاط كثيرة والطبيعة مشغولة بها أو قوة معدته ساقطة جداً أو قوة جميع بدنه وحرارته الغريزية ساقطة فلا تحيل الغذاء إحالة تصلح لامتياز الطبيعة منه وأمثال هؤلاء وإن اشتهوا في أوائل أمرهم الطعام فقد تؤول بهم الحال إلى أن لا يشتهوا لأن الآفات والامتلاء من الأخلاط الرديئة تقوى وتزيد ولأن لا يشتهي ثم يشتهي لانتعاش قوته خير من أن يشتهي ثم لايشتهي .


فإن دام الاشتهاء ولم يتغير البدن إلى القوة والعبالة فقوة الشهوة وآلتها صحيحتان وقوة الهضم وآلته ضعيفتان فالأولى أن يمزج الناقه من الطيهوج والفروج إلى الجدي ولا يرجعن إلى العادة وبعد في العروق ضيق والسكنجبين ربما أسحجهم لضعف أمعائهم وكذلك كل الحوامض ومن تدبير الناقهين نقلهم إلى هواء مضاد لما كان بهم ومن تدبير الناقهين مراعاة ما يجب أن يحذر من نوع مرضه ليقابل بما يؤمن عنه كالمبرسمين فإنه يجب أن يخاف عليهم خشونة الصدر ولا يجب أن يعرق الناقه في الحمام فيتحلّل لحمه الضعيف وإذا كثر عرقه ففيه فضلِ والحلق بالموسى يضره لما تقدم ذكره .
فصل في تغذية الناقه يجب أن يكون غذاؤه في الكيف حسن الكيموس سهل الانهضام ويجب أن لا يصابر جوعاً ولا عطشاً وربما احتيج إلى أن يمال بالكيف إلى ضد مزاج الملة السالفة لبقية أثر أو لاحتياط .
واعلم أن الأغذية الرطبة السيالة أسرع غذاء وأقل غذاء والغليظة والثخينة بالضد أطعمة كانت أو أشربة ويجب أن لا يحمل عليه بالباردات إن لم تدع إليه بقية حرارة بل يجب أن يدبر بما هو معتدل وله حرارة لطيفة مع رطوبة كاملة سريعة القبول للهضم وأن يكون غذاؤه في الكم بقدر ما يحسن هضمه وانفصاله وتزيده على التدريج إذا لم ير ثقلاً ولا قراقر ولا سرعة انحدار ولا بطأة جداً وتنقص منه إن أنكرت من ذلك شيئاً وإذا امتلأ دفعة وتمددت معدته فربما حُم وكذلك يجب أن لا يشرب دفعة فربما كان فيه خطر .
وأما وقت غذائه فوقت اعتدال الهواء في عشيات الصيف أو ظهائر الشتاء إلا أن يكون الداعي مستعجلاً فيجب أن يفرق عليه مقدار هو دون شبع غذائه .
والماء الشديد البرد مما يجب أن يجتنبه الناقه فربما حمل على بعض الأحشاء وربما شنج وقد علمنا من مات بذلك .


واعلم أن شهوة الناقه قد تقلّ لضعف أو لأخلاط في المعدة ويصحبه في الأكثر كالغشي وقد تقل بسبب الكبد وقلة جذبها وتظهر في اللون وفي البراز الرقيق الأبيض وقد تقل بسبب أخلاط في البدن كله وتخم .
وقد تكون لضعف قوة البدن والحرارة الغريزية أو في المعدة خاصة فدبر كل واحد بما تعلم من تدبيره بأرفق ما يمكن .
واعلم أن السكنجبين السفرجلي نعم الدواء للناقهين وخصوصاً إذا كانت شهوتهم ساقطة لضعف في معدهم وأمنوا السحج .
وأما المقويات للمعدة التي هي أسخن من ذلك مثل قرص الورد وما أشبهه فربما كان سبباً للنكس .
فصل في حركات الأمراض قد علمت أوقات المرض فاعلم أن الحركات في الأدوار قد تكون متزايدة في العنف فتدل على الانتهاء .
وقد تكون متناقضة فتدل على الانحطاط وتشتد حركات الأمراض وأعراضها ليلاً لشدة اشتغال الطبيعة بإنضاج المادة حينئذ عن كل شيء .
أوقات البحران وأيامه وأدواره فصل في ابتداء المرض وأوّل حساب البحران من الناس من قال أن أول المرض الذي يحسب منه حساب أيام البحران طرف الوقت الذي أحسّ فيه المريض بأثر المرض .
ومنهم من قال : لا بل طرف الوقت الذي طرح نفسه وظهر فيه ضرر الفعل وإنما يأتي هذا الاختلاف في الحميات التي لا تعرض بغته .
وأما اللاتي تعرض بغتة فليس يخفى فيها أول الوقت وذلك مثل ما يعرض لقوم محمومين بغتة أن تبتدىء حماهم ابتداء ظاهراً وقد كان الإنسان قبل ذلك لا قلبة به فنام أو دخل الحمّام أو تعب فحمّ بغتةً .
وأما الحميات التي يتقدمها تكسير وصداع ونحو ذلك ثم تعرض فإن الأمرين مختلفان فيه والأولى أن يعتبر وقت ابتداء الحمّى نفسها وهنالك يكون قد ظهر الخروج عن الحالة الطبيعية في المزاج ظهوراً بيناً .


وأما ابتداء الصداع والتكسير فلا اعتبار له والاطراح والنوم ليس مما يعتمد عليه فربما لم يطرح العليل نفسه وقد أخذت الحمى وإذا ولدت المرأة ثم عرض لها حمّى فلنحسب من الحمى لا من فصل في سبب أيام البحران وأدواره إن أكثر الناس يجعل السبب في تقدير أزمنة بحرانات الأمراض الحادة من جهة القمر وإن قوته قوة سارية في رطوبات العالم توجب فيها أصنافاً من التغير وتعين على النضج والهضم أو على الخلاف بحسب استعداد المادة .
ويستدلون في ذلك بحال المد والجزر وزيادة الأدمغة مع زيادة النور في القمر وسرعة نضج الثمرات الشجرية والبقلية مع استبداره .
ويقولون أن رطوبات البدن منفعلة عن القمر فتختلف أحوالها بحسب اختلاف أحوال القمر ويشتد ظهور الاختلاف مع اشتداد ظهور الاختلاف في حال القمر وأشد ذلك إذا صار على مقابلة حال كان فيها ثم على تربيع وهذا ينقسم لمحوره إلى النصف ثم إلى نصف النصف .
قالوا : ولما كان لمحور القمر في تسعة وعشرين يوماً وثلث تقريباً تنقص منه أيام الاجتماع إذ القمر لا فعل له فيه وهي بالتقريب يومان ونصف وثلث تبقى ستة وعشرون يوماً ونصف يكون نصفه ثلاثة عشر يوماً وربعاً وربعه ستة أيام ونصف وثمن وثمنه ثلاثة أيام وربع ونصف ثمن وهو أصغر دوره وربما خرجوه على وجه اَخر فيخالف هذا الحساب بقليل ويزيد فيه قليلاً ولكن فيه تعسف .
فتكون إذن هذه المدد مدداً توجب أن تظهر فيها اختلافات عظيمة وهي أيام الأدوار الصغرى .


وإذا ابتدأت المدة فكانت المادة صالحة ظهر عند انتهائها تغير ظاهر إلى الصلاح وإن ابتدأت المدة وكانت المادة والأحوال فاسدة كان التغير الظاهر عند انختام المدة إلى الفساد وأما بحرانات الأمراض التي هي في الأزمان وفوق شهر فيعدونها من الشمس ثم في هذا التقدير والتجزئة شكوك وفيها مواضع بحث لكن الاشتغال بذلك على الطبيعي ولا يجدي على الطبيب شيئاً إنما على الطبيب أن يعرف ما يخرج بالتجربة الكثيرة وليس عليه أن يعرف علته إذا كان بيان تلك العلة يخرج به إلى صناعة أخرى بل يجب أن يكون القول بأيام البحران قولاً بقوله على سبيل التجربة أو على سبيل الأوضاع والمصادرات .
واعلم أن أكثرهم يسمى بالدور ما لا يخرج به التضعيف عن جنسه ومعناه أن لا يخرج به التضعيف إلى يوم غير بحراني ومثال هذا الرابوع والسابوع فإن تضعيفهما ينتهي أبداً إلى يوم باحوري بحسب اعتبار أيام البحران التي تقع للأمراض التي يليق بها الرابوع والسابوع .
فالأدوار الجيدة الأصلية ثلاثة : دور الأرابيع وهو تام ودور الأسابيع وهو تام لكن دور العشرينيات أتم من الجميع فإن الأربعين والستين والثمانين كلّ ذلك أيام بحران .
وأما الدوران الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذي يجب أن يراعى ولذلك تكون ثلاثة أسابيع عشرين يوماً لا أحدى وعشرين يوماً والرابوع الأول هو الرابع والرابوع الثاني فيه جبر الكسر فلذلك يكون في السابع لأنه يكون ستة أيام وشيئاً كثيراً من السابع ولذلك يقع موصولاً والرابوع الثالث يقع في الحادي عشر وهناك يجبر وقت تضعيف السابوع فيلحق السابوع الثاني فيكون في الرابع عشر ثم إذا جبرنا السابوع الثالث وقع في اليوم العشرين .
وقد جرى الأمر في الرابوعات على أن الرابوع الأول والثاني موصولان والثاني والثالث منفصلان والثالث والرابع موصولان .


فإذا جاوز الرابع عشر فقد وقع فيه الخلاف فالأفضل مثل بقراط و جالينوس ابتدأوا بالموصول فكان ترتيب الأيام هكذا السابع والعشرون موصول الرابوعات والواحد والعشرون مضاعفْ السابوعات على الفصل فتجد أسبوعين غير مفصلين يتلوهما ثالث موصول فتتم العشرون ثم مفصلاً من العشرين وهو الرابع والعشرون ثم السابع والعشرون موصولاً ثم الواحد والثلاثون مفصلات أسابيع ثم الرابع والثلاثون موصولات ثم أسبوع مفصل فيكون أربعين ثم يجري التضعيف على ثلاثة أسابيع على أنها عشرون يوماً فيكون الاتصال ستين وثمانين ومائة ومائة وعشرين ولا التفات كبير إلى ما بينها من الأيام .
وقال آخرون مثل أركيغانس أنّ بعد الرابع عشر الثامن عشر هو يوم بحران والحادي والعشرون والثامن والعشرون ثم الثاني والثلاثون ثم الثامن والثلاثون فتوصيل أسبوع .
وقد عد قوم الثاني والأربعين والخامس والأربعين والثامن والأربعين من أيام البحران وقد وللأرابيع قوة في أيام البحران قوية إلى عشرين يوماً ثم تجيء القوة للأسابيع إلى الرابع والثلاثين فإذا جاوز المريض في المرض المزمن العشرين فتفقد السابوعات .
وعند أركيغانس أن اليوم الحادي والعشرين أكثر بحراناً جيداً من العشرين الذي هو شاهد للسابع عشر بتفضيله على الثامن عشر من حيث الأسابيع ولم يجد أقراط وجالينوس ومن بعدهما الأمر على ذلك .
وكذلك الخلاف في السابع والعشرين والثامن والعشرين فإن رأي أركيغانس غير رأيهما وفضل الثامن والعشرين .
وكفلك حال الواحد الثلاثين مع الثاني والثلاثين والرابع والثلاثين مع الخامس والثلاثين والأربعين مع الثاني والأربعين .


واعلم أن من الأمراض ما بحرانه في سبعة أشهر بل في سبع سنين وأربع عشرة سنة وواحد وعشرين سنة ومن الناس من ظن أنه لا يكون بعد الأربعين بحران باستفراغ قوي وليس الأمر كذلك ولا أيضاً يحتاج أن يتغير المرض لأجل ذلك إلى الحدة أو أن يكون فيه نكس أو أن يكون فيه تركيب من أمراض وليس بممتنع في المزمن أن لا تزال الطبيعة تنضجه ثم تقوى عليه دفعةً واحدة فتستفرغه وإن كان قليلاً وكان الأكثر هو على ما ذكر ويكون الفصل فيه إما ببحارين ناقصة وإما بخراج بطيء الحركة وإما بتحلل .
قال أبقراط : إن الأيام البحرانية منها أزواج ومنها أفراد .
والأفراد أقوى في البحارين في أكثر الأمر وفي أكثر العدد ومثال الأزواج الرابع والسادس والثامن والعاشر والرابع عشر والعشرون والرابع والعشرون وما عددناه من الأزواج على المذهبين .
والأفراد مثل الثالث والخامس والسابع والتاسع والحادي عشر والسابع عشر والحادي والعشرين والسابع والعشرين والواحد والثلاثين .
ثم إن جالينوس استنكر ما ذكر في هذا الفصل من أمر الثامن والعاشر ووجده خلاف ما ذكره أبقراط ولعل هذا القول من أبقراط من قبل أن أحكم أمر أيام البحران أوله تأويل .
واعلم أنه ربما اتصلت أيام فصارت كيوم واحد للبحران وذلك أكثره بعد العشرين كان استفراغاً أو خراجاً .
واعلم أن يوم البحران الجيد إذا ظهر فيه علامات رديئة فذلك أردأ أو أدل على الموت أكثر مثل أن يعرض منها شيء في السابع أو الرابع عشر .
فصل في مناسبات أيام البحران بعضها إلى بعض في القوة والضعف ومقايسها إلى الأمراض فنقول الأيام الباحورية منها قوية في الغاية يكاد يكون فيها دائماً بحران ومنها ضعيفة جداً ومنها متوسطة وسنذكرها مفصلة بعد أن نقول : إن أول أيام البحران هو اليوم الرابع ومع ذلك ليس يكثر ما يقع فيه من البحران وهو منذر بالسابع .
وأما اليوم السابع فهو يوم قوي جيد .


واليوم الحادي عشر ليس في قوة الرابع عشر لكنه في الأمراض التي تأتي نوائبها في الأفراد كالغب قوي جداً وأقوى من الرابع عشر .
اليوم الرابع عشر يوم قوي ومن قوته أنه لا يوجد يوم يناسب الرابع عشر إلا وليس بغاية في القوة في أحكام البحران وسلامته فضلاً عن تمامه .
اليوم السابع عشر قوي وما يناسبه من الأيام قوي ومناسبته للعشرين مناسبة الحادي عشر للرابع عشر .
اليوم الثامن عشر يوم من أيام البحران القليلة وفي الأقل يناسب الحادي والعشرين .
اليوم الرابع والعشرون والواحد والثلاثون من أيام البحران القليلة وأقل منها يوم السابع والثلاثين وكأنه ليس بيوم بحران .
واليوم الأربعون أقوى من الرابع والثلاثين على أن الرابع والثلاثين صالح القوة وأقوى من الواحد والثلاثين .
واعلم أن الأمراض التي تنوب في الأفراد كالغب وأكثر الحادة هي أسرع بحراناً وبحراناتها في الأفراد فذلك تنتظر في الغب الحادي عشر ولا تنتظر الرابع عشر إلا قليلاً وإن كان في الأكثر تكون النوبة السابعة أيضاً تنحط عن الرابع عشر قليلاً والتي تنوب أزواجاً هي أبطأ وبحرانها في الأزواج أكثر .
الأيام الباحوريّة التي في الطبقة العالية : فمثل السابع والحادي عشر والرابع عشر والسابع عشر والعشرين .
وقد تكون الأدوار من الأمراض موافقة في الأكثر لعدد أيام البحران فتكون سبعة أيام الغبّ كسبعة أيام المحرقة .
وقد يكون حال عدد الشهور والسنين في المزمنات على حال عدد الأيام في الحادات فيكون للربع سبعة أشهر مثلاً وتجري إنذاراتها على قياس إنذارارت الأيام ويقع بينها من التقديم والتأخير على قياس ما يقع في الأيام وسنذكره .
فصل في الأيام الواقعة في الوسط هذه الأيام التي ذكرناها هي الأيام الباحورية الأصلية .


وقد تعرض لأيام البحران بسبب من الأسباب العارضة من خارج أو من نفس المرض في سرعة حركته أو بطئها أو من حال البدن من قوته أو ضعفه أو من حال أعراض تعرض كالسهر الشديد من مسهر خارج .
أو واقع من الأسباب البدنية والنفسانية إذا أفرط إفراطاً شديداً أن يقع قبلها استعجال عنها أو تأخر وإن كان لا يقوم مقام البُحران الواجب في وقته بل أنقص منه لولا السبب القوي العارض لصح البحران عندها ولم يتقدم ولم يتأخر .
لكن إذا عرض ذلك العارض وكان قوياً انحرف الوقت فتقدم أو تأخر وإن كان ضعيفاً عسر البحران ومنعه من أن يكون تاماً .
وتسمى الأيام التي يقع إليها هذا الانحراف الأيام الواقعة في الوسط ولها أحكام أيام البُحران من جهة ما وهذه الأيام مثل الثالث والخامس والسادس ومثل التاسع ومثل الثالث عشر .
فإن الثالث والخامس يكتنفان الرابع والتاسع بين السابع والحادي عشر وربما كان اليوم الواقع أولى بأحد اليومين اللذين في جانبيه أو كان اليوم البحراني الذي بين ذلك الواقع وواقع في جانب آخر أحق به فإن استعجال الحادي عشر إلى التاسع أكثر من تأخير السابع إلى التاسع وإن كان كل منهما يكون كثيراً .
فصل في قوّة الأيام الواقعة في الوسط وضعفها واعلم أن اليوم التاسع هو اليوم القوي المقدّم فيها ثم الخامس ثم الثالث وليس يقصر عن الرابع الذي هو الأصل قصوراً بيناً والثالث عشر كأنه لضعفه ليس مما يكون فيه بحران .
وأما السادس فهو يوم يقع فيه بحران إلا أنه يكون رديئاً فإن جاء غير رديء كان عسراً خفياً ناقصاً غير سليم من الخطر وكأنه في قلة وقوع البحران فيه ووقوعه فيه رديئاً أو غير هنيء ضد السابع وينذر به الرابع في الشر وقلما يتم به إنذار الرابع بالخير إلا بعسر فتعرض فيه علامات هائلة كالسكات والغشي خصوصاً إن كان استفراغ فيحدث غشي بقيء ويعرض فيه سقوط قوة وارتعاد ورعشة وبطلان نبض .


وإن ظهر فيه عرق لم يكن مستوياً وربما نقص فيه البحران بالاستفراغ فكان تمامه بالخراج الرديء واليرقان ويكون البول ردياً رديء الرسوب هذا إن كان سلامة وإن لم يكن فكيف يكون وسلامته تكون بعرض النكس قال جالينوس : إن السابع كالملك العادل والسادس كالمتغلب الجائر والثامن قريب من السادس .
فصل في الأيام الفاضلة والرديئة على ترتيبها كانت بحرانية أو واقعة في الوسط أو أيام إنذار أفضلها السابع والرابع عشر وبعدهما التاسع عشر والعشرون ثم الخامس ثم الرابع والثامن عشر ثم الثالث عشر .
واعلم أن أقوى أيام البحران حكماً وأقوى أيام الوقوع وأيام الإنذار بذلك ما كان في الأيام المتقدمة وكلما أمعن ضعف حكمها .
فصل في الأيام التي ليست بحرانية لا بالقصد الأول ولا بالقصد الثاني هي اليوم الأول والثاني والعاشر والثاني عشر والسادس عشر والتاسع عشر والخامس عشر أيضاً من هذه
الجملة والعجب أن كثيراً منها يلي اليوم البحراني .
فصل في أيام الإنذار أيام الإنذار هي الأيام التي تتبين فيها آثار ما هي دلائل تغير من المادة أو دلائل استيلاء أحد المتكافحين من المرض والقوة أو ابتداء مناهضة خفيفة تجري بين الطبيعة والعلة لا للفصل ولكن للتهيّج .
أما الأول فمثل دلائل النضج وغير النضج أما دلائل النضج فمثل غمامة حمراء أو إلى بياض ودلائل غير النضج أيضاً معروفة .
وأما الثاني فمثل ظهور قوة الشهوة أو سقوطها فيه وخفّة الحركة أو ثقلها .
وأما الثالث فمثل : الصداع والكرب وضيق النفس والرعدة والعرق الغير العام والاستفراغ الغير التام .


فإذا ظهرت هذه الآثار في هذه الأيام كان البحران في الأيام يتلوها معلومة فكان الرابع ينذرأما السابع إن كانت علامته جيدة أو بالسادس إن كانت علامته رديئة خصوصاً في المحرقة والنائبة على أنه يكون في السابع وفي الأقل بالسابع لكنه في الغبّ يكثر على أنه يكون في السادس والتاسع أما بالحادي عشر أو على الأكثر بالرابع عشر والحادي عشر أيضاً بالرابع عشر والرابع عشر .
إما بالسابع عشر أو الثامن عشر أو العشرين أو الواحد والعشرين والسابع عشر أيضاً ينذر بالعشرين أو الواحد والعشرين والثامن عشر ينذر بالواحد والعشرين والعشرون بالأربعين .
ومن الأيام الواقعة في الوسط فالثالث بالخامس وإن كان رديئاً فبالسادس والخامس بالتاسع وإن كان رديئاً فبالثامن .
واعلم أن دلائل الإنذارات قد تنحرف عن أيامها للسبب المذكور في انحرافات البحران عن أيامها المستحقة إلى ما قبلَها أو بعدها .
واعلم أنه إذا تلا اليوم الثاني من أيام الإنذار شيء من جنس ما كان في يوم الإنذار فالمرض سريع الحركة وتأمل العلامات المعجلة والمؤخرة واحكم في أيام الإنذار التي ينذر بها إن أعجلت أو أخرت من ذلك .
فصل في تعرف أيام البحران إذا أشكل تَعَزفِ أيام البحران يحتاج إليه لأغراض كثيرة : فإنه يجب عليك إذا كان البحران قريباً أن تدبر تدبيراً ما وإن كان بعيداً أن تدبر تدبيراً آخر .
ويجب في أيام البحران وما يقرب منها أن تدبر المريض تدبيراً خاصاً فلا تحركه البتة بدواء فإنه ربما عاون الطبيعة على الاستفراغ فأفرط إفراطاً شديداً وربما ضادها في الجهة فولد تكافؤ الإيجابين ولم يكن استفراغ وفي ذلك ما فيه .
ويجب في تعرف أيام البحران أن تراعي أيضاً الأمور المغيرة لأيام البحران المعلومة .
ونحو التعرف منقسم إلى وجهين : أحدهما في بحران المرض مطلقاً والآخر في تعيين البحران من جملة مدة كان فيها البحران فربما طال أيام البحران يومين ثلاثة فأشكل أنه إلى أيهما ينسب .


أما الوجه الأول فيستدل عليه من وجهين من علامات قصر المرض وطوله ومن طبائع الأمراض وقواها .
أما الاستدلالات من علامات الطول والقصر فإنما يكون على انقضاء المرض مثل أن يكون المرض ليس مما يمكن أن ينقضي في الرابع وما يليه ويمكن أن ينقضي في السابع وبعده .
فإن ظهرت علامات النضج ظهوراً جيداً فيما يلي الرابع رجي أن يبحرن في السابع .
وإن ظهرت علامات طول المرض المذكورة في بابه علم أن بحرانه يتأخر وتكون عاقبته بغير بحران وإن لم يظهر أحدهما رجي أن ينقضي المرض ما بين السابع والرابع عشر .
وأما الاستدلال من طبائع الأمراض فمثل أن اليوم الفرد أولى كما علمت بما يتحرّك من الأمراض في يوم فرد وبالحارة لحادة والزوج بما يخالفه .
وأما الوجه الثاني فيستدل عليه من وجوه من قياس الأدوار ومن عدد أوقات البحران وزمان البحران ومن استحقاقات الأيام وقواها .
أما الاستدلال من قياس الأدوار فمثل ما علم أن اليوم الزوج أولى بمرض والفرد أولى بمرض .
وأما من زمان البحران فأن تنظر وتتعرف أن المعاناة في أي اليومين كانت أطول فيجعل له البحران إلا أن يمنع ما هو أقوى حكماً من حكم هذا الدليل ومن هذا الباب ما يجب أن يجعل البحران فيه لليوم الأوسط من أيام ثلاثة مع الشرط المذكور .
وأما الاستدلال من قوة الأيام وطبائعها فمثل أن يكون العرق ابتدأ في الليلة السابعة ولم يزل يعرق في الثامن نهاره كله فإن البحران يكون للسابع لا للناس .
وإن أقلعت الحمّى في الثامن ولو كان على خلاف هذا فابتدأ العرق في الثالث عشر ولم يزل المريض يعرق إلى الرابع عشر وتقلع الحمى في الرابع عشر فإنما ينسب البحران إلى الرابع عشر وذلك لأن الثامن والثالث عشر ليسا وأما الاستدلال من اجتماع الأحكام فمثل ما سلف ذكره مثال الرابع عشر فيما كرنا لأنه اجتمع فيه العرق والإقلاع معاً .


وأما الاستدلال من الأيام المنذرة فأن تنظر هل وجدت في الأمثلة المذكورة إنذاراً من الرابع فتجزم بأن البحران للسابع أو في السابع أو تجدها في الحادي عشر فتجزم أن البحران للرابع عشر .
فصل في بيان نسبة أيام البحران إلى أكثر الأمراض قد علمت أن الأمراض الحادة جداً يجب أن يكون بحرانها إلى السابع والتي يليها في الحدة يجب أن يكون بحرانها إلى الرابع عشر وإلى العشرين والتي تليها فإلى الأربعين ثم بعد ذلك بحارين الأمراض المزمنة مطلقاً إذا كانت للمحرقة تشتد في الأزواج فإن ذلك علامة رديئة وكثيراً ما تقتل في السادس وينذر به الرابع ويكون فيه عرق بارد ونحو ذلك وما كان مثل السرسام فإنما يكون بحرانه في أكثر الأمر إلى الحادي عشر مع حدّته لأن ابتداء معظمه يكون في الأكثر بعد الثالث والرابع ثم يبحران في أسبوع ثم القول في الحميات وأيام البحران .


القانون
القانون
( 55 من 70 )

الفن الثالث الأورام والبثور
يشتمل على ثلاث مقالات :
المقالة الأولى الحارة منها والفاسدة
قد تكلمنا في الكتاب الأول في الأورام وأجناسها ومعالجاتها كلاماً كفياً لا بد أن يرجع إليه من يريد أن يسمع ما نقوله الآن أما في هذا الموضع فإنا نتكلم فيه كلاماً جزئياً . فصل في الأورام والبثور
نقول أن كل ورم وبثر إما حار وإما غير حار والورم الحار إما عن دم أو ما يجري مجراه أو صفراء أو ما يجري مجراها .
وما كان عن دم .
فإما عن دم محمود أو دم رديء .
والدم المحمود إما غليظ وإما رقيق .
والمتكون عن الدم المحمود الغليظ هو الفلغموني الذي يأخذ اللحم والجلد معاً ويكون مع ضربان وعن الرقيق الفلغموني الذي يأخذ الجلد وحده وهو الشري ولا يكون مع ضربان .
وأما الكائن عن الدم الغليظ الرديء فتحدث عنه أنواع من الخراجات الرديئة فإن اشتدت رداءته واحتراقه حدثت الحمرة وأحدثت الاحتراق والخشكريشة وشر منها النار الفارسي وعن الرقيق الرديء يحدث الفلغموني الذي يميل إلى الحمرة مع رداءة وخبث فإن كان أرق كانت الحمرة الفلغمونية وإن كان أردأ أكثر حدثت الحمرة ذات النفاخات والنفاطات والاحتراق والخشكريشة .
وأما الصفراوي فإما عن صفراء لطيفة جداً لا تحتبس فيما هو داخل من ظاهر الجلد وهي حريفة فتكون منها النملة .
أما الساعية وحدها وهي ألطف وأما الساعية الأكالة وهي رديئة أو عن صفراء أغلظ من هذه وأقلّ حرارة وتحتبس في داخل من الأولى في الجلد وكان فيها بلغم وتكون منها النملة الجاورسية وهي أقل التهاباً وأبطأ انحلالاً .


وإن كانت المادة أغلظ وأردأ حدثت النملة الأكالة فإن كانت تجاوز في غلظها إلى قوام الدم وكانت رديئة أحدثت حمرة رديئة وجميع ذلك تكون المادة فيه رديئة لطيفة وإن اختلفت بعد ذلك وتكون للطافتها تدفعها الطبيعة فلا تحتبس في شيء إلا في الجلد وما يقرب منه وإذا كثرت مادة الورم الحار وعظم الورم جداً فهو من جملة الأورام الطاعونية القتالة ومن جملتها المذكورة المعروفة بتراقيا .
وهذه الأصناف الرديئة وما يشبهها تكثر في سنة الوباء والرديء من الأورام الحارة الذي لم ينته إلى انحطاط يتبعه اللين والضمور ولا إلى جمع مدة بل إلى إفساد العضو فليس يكون دائماً عن عظم الورم وكثرة المادة بل قد يكون عن خبث المادة .
واعلم أن الأورام قلما تكون مفردة صرفة وأكثرها مركبة واعلم أن كل ورم في الظاهر لا ضربان معه فإنه لا يقيح .
وأما في الباطن فقد قلنا فيه .
فصل في الفلغموني قد عرفت الفلغموني وعرفت علاماته من الحرارة والالتهاب وزيادة الحجم والتمدد والمدافعة والضربان إن كان غائصاً وكان بقرب الشرايين وكان العضو يأتيه عصب يحس به ليس ككثيرمن الأحشاء كماعلمت حاله .
وكلما كانت الشرايين فيه أعظم و أكثَر كان ضربانها وإيجاعها أشدّ وتحللها أو جمعها أسرع .
وإذا كان الفلغموني في عضو حساس تبعه الوجع الشديد كيف كان ويلزمه أن تظهر عروق ذلك العضو الصغار التي كانت تخفى .
واعلم أن اسم الفلغموني في لسان اليونانيين كان مطلقاً على كل ما هو التهاب ثم قيل لكل ورم حار ثم قيل لما كان من الورم الحار بالصفة المذكورة ولا يخلو عن الالتهاب لاحتقان الدم وانسداد المنافس .
والفلغموني قلما يتفق أن يكون بسيطاً وهو في الأكثر يقارن حمرة أو صلابة أو تهيّجاً وله أسباب : منها سابقة بدنية من الامتلاء أو رداءة الأخلاط مع ضعف العضو القابل أو ضعف العضو القابل .


وإن لم يكن امتلاء ولا رداءة أخلاط ومنها بادية مثل فسخ أو قطع أو كسر أو خلع أو قروح تكثر في العضو فتميل إليه المادة للوجع والضعف وربما مالت إليه المواد فاحتبست في المسالك التي هي أضعف كما تعرض مع القروح والجرب المؤلم أورام في المواضع الخالية وتزيده يتبين بتزيّد الحجم والتمدد وانتهاؤه بانتهائه وهنالك تجمع المعدة إن كان يجمع وانحطاطه بأخذه إلى اللبن والضعف .
والرديء هو الذي لا يأخذ إلى الانحطاط ولا يجمع المدة ومثل هذا يؤدي إلى موت العضو وتعفُّنه وكثيراً ما يكون ذلك لعظم الورم وكثرة مادته وكثيراً ما يكون بسبب خبث المادة وإن كان الورم صغيراً .
وأنت تعلم ما ينفش بأن الضربان يأخذ في الهدء واللهيب في السكون وتعلم ما يجمع بازدياد الضربان والحرارة وثباتهما وتعلم ما يعفن بعسر النضج والكمودة وشدّة التمدد .
واعلم أنه ما لم تقهر الطبيعة المادة لم يحدث منها ورم وفلغموني في الظاهر .
واعلم أنه إذا تجاورت بثور دملية أنذرت بدمل جامع ويجب أن يسقى صاحب الأورام ماء الباطنة الهندبا وماء عنب الثعلب بفلوس الخيارشنبر .
فصل في علاج الفلغموني إذا حدث الفلغموني عن سبب بادٍ لم يخل إما أن يصادف السبب البادي نقاء من البدن أو امتلاء .
فإن صادف نقاء لم يحتج إلاّ إلى علاج الورم من حيث هو ورم وعلاج الورم من حيث هو ورم إخراج المادة الغريبة التي أحدثت الورم وذلك بالمرخّيات والمحلّلات اللينة مثل ضمّاد من دقيق الحنطة مطبوخاً بالماء والدهن وربما أغنى عن الشرط وكفى المؤنة وخصوصاً إذا كان الورم كثير المادة .
فأما إذا صادف من البدن امتلاء فيجب أن لا يمسّ الورم بالمرخيات فينجذب إليه فوق ما يتحلل عنه بل يجب أن يستفرغ المادة بالفصد وربما احتيج إلى إسهال .
فإذا فعلت ذلك استعملت المرخّيات ويقرب علاجه من علاج ما كان سببه الإمتلاء البدني ويفارقه في أنه ليس يحتاج إلى ردع كثير في الابتداء كما يحتاج ذلك بل دونه .


وأما إن كان السبب سابقاً غير بادٍ فيجب أن يبدأ بالاستفراغ وتوفية حقه من الفصد ومن الإسهال إن احتيج إليه .
والحاجة إليه تكون إما لأن البدن غير نقي وإما لأن العلة عظيمة فلا بد من استفراغ وتقليل للمادة وجذب إلى الخلاف .
وإن كان البدن ليس كثير الفضول فإن العضو قد يحدث به ما يضعفه فتنجذب إليه مواد البدن وإن لم تكن مواد فضل ويجب أن تراعي الشرائط المعلومة في ذلك من السن والفصل والبلد وغير ذلك ولنبدأ بالروادع إلا في الموضع الذي شرطناه في الكتاب الأول .
ثم يحاذي التبريد بإدخال المرخيات مع الروادع وكما يمعن في التبريد يمعن في زيادة المرخيات قليلاً قليلاً وعند المنتهى والوقوف وبلوغ الحجم والتمدد غايته تغلب المرخيات وصرفها والمجففات منها هي المبرئة في المنتهيات .
وأما المرخيات الرطبة فلتوسيع المسام وإسكان الوجع والمجفف هو الذي يبرىء ويمنع أن يبقى شيء يصير مدة فإن لم يبرأ بالتمام وأبقى شيئاً فإنما يبقى شيئاً يسيراً يحلّله ما فيه حدة وقد تعرض من الردع شدة الوجع لاختناق المادة وارتكاز العضو وقد يعرض منه ارتداد المادة إلى أعضاء رئيسة وقد يعرض أن يصلب الورم وقد يعرض أن يأخذ العضو في الخضرة والسواد خصوصاً إذا عولج به في آخر الأمر وبقرب الانتهاء .
واعلم أن شدة الوجع تحوجك إلى أدوية ترخي من غير جذب وربما كان معها تبريد لا يمانع الإرخاء .
وأما ارتداد المادة إلى أعضاء رئيسة فيؤمن عنه الاستفراغ إلا إذا كان ما أتاها منها على سبيل دفع منها وكانت الأعضاء القابلة عنها كالمفرغة لها فهنالك لا سبيل إلى ردع ودفع البتة وقد حققنا هذا في موضعه .
وإذا خفت أن يميل إلى الصلابة استعملت المرخيات التي فيها تسخين وترطيب بقوة .


فأما الأدوية الرادعة التي هي المتوسطة فعصارات البقول الباردة التي كثيراً ما ذكرناها في مواضع أخرى مثل عصارات الحمقاء والقرع والهندبا وعصا الراعي وغير ذلك وعصارة عنب الثعلب خاصة وأجرامها مدقوقة مصلحة للضماد وعصارة بزر قطونا أيضاً والقيروطي بماء بارد .
وربما كفى الخطب فيه إسفنجة مغموسة في خل وماء بارد والكاكنج قوي في الابتداء وكذلك قشور الرمان وحي العالم والسويق المطبوخ جداً وخصوصاٌ بخل ممزوج أو سماق والطحلب أيضاً جيد فإن احتيج إلى أقوى من ذلك زيد فيها الصندل والأقاقيا والماميثا والفوفل والبنج وحشيشة تعرف بحشيشة الأورام جيدة في الابتداء جداً وقد يعان تجفيفها وقبضها بالزعفران والترطيب في الابتداء خطر .
وإذا وقع الإفراط في التبريد فربما أدى إلى إفساد العضو وفساد الخلط المحقون في الورم فأخذ الورم إلى خضرة وسواد فإن خفت شيئاً من ذلك فاضمد الموضع بدقيق الشعير واللبلاب وما فيه إرخاء فإن ظهر شيء من ذلك فاشرط الموضع واشرحه ولا تنتظر جمعاً ونضجاً وذلك حين ترى المنصبّ كثيراً جداً وربما أمات العضو .
والشرط منهِ أظهر ومنه أغور وذلك بحسب مكان الورم وحال العضو .
وإذا شرطت فانطل بماء البحر وبسائر المياه المالحة وضمّد بما فيه إرخاء وإن لم تحتج إلى رش ونطل اقتصرت على المرخّيات .
واعلم أن استعمال القوية الردع في الأول والقوية التحليل في الآخر رديء فليحذر ما أمكن .
فإن التبريد الشديد يؤدي إلى ما علمت والماء البارد لذلك مما يجب أن يحذر إلا في مثل الحمرة وفي التحليل الشديد يحدث وجع فإن أريد أن يدبّر في الابتداء تسكين الوجع فلا تقربن الماء الحار والأدهان المرخّية والضمادات المتخذة من أمثال ذلك من الأدوية فإنها شديدة المضادة لما يجب من منع الانصباب وليكن المفزع إلى الطين الأرمني مدوفاً في الماء البارد أو مع دهن ورد .


وأفضل دهن الورد ما كان من الورد والزيت فإن الزيت فيه تحليل ما وإلى العدس المطبوخ مع الورد أو إلى المرداسنج بدهن الورد فإن لم تنجع هذه وما يجري مجراها استعمل اللبلاب فإنه شديد الموافقة في الابتداء والانتهاء والسرمق والحسك والكرفس والباذروج كذلك وكثيراً ما يسكن الوجع شراب حلو مخلوط بدهن الورد بل عقيد العنب وقليل شمع على صوف وصوف زوفا مبرّداً في الصيف مفتراً في الشتاء أو اسفنج مغموس في شراب قابض أو خل وماء بارد والزعفران يدخل في تسكين الوجع .
وإذا رأيت الورم يسلك طريق الخراج فدع التبريد وخذ في طريق ما ينضج ويفتح .
فأما إذا انتهى الورم فلا بد من مثل الشبث والبابونج والخطمي وبزر الكتان ونحوه بل من المراهم الدياخيلونية والباسليقونية .
وفي مرهم القلقطار تجفيف من غير وجع ولذلك يصلح استعماله عند سكون اللهيب من الفلغموني وتصلح إذا لم تخف الجمع والأجود أن تضع عليه من فوق صوفاً مغموساً في شراب قابض .
واللحم أقل حاجة إلى التجفيف من العصب لأن اللحم يرجع إلى مزاجه بتجفيف يسير وأقل اللحم حاجة أقله شرايين وكثيراً ما تقع الحاجة إلى الشرط قبل النضج وكثيراً ما يحتال في جذب الورم من العضو الشريف إلى الخسيس بالجواذب ثم يعالج ذلك ويقيح وما يحتاج إلى التقبيح من الأورام الحارة فليضمد ببزرقطونا رأسه بالمطفّيّات حواليه وليطلَ الأطلية والضمادات بالريشة فإن الإصبع مؤلمة .
فصل في الحمرة وأصنافها قد عرفت أسباب الحمرة وأصنافها في الكتاب الأول والتي يتميز بها عن الفلغموني أن الحمرة أظهر حمرة وأنصع والفلغمونىِ تظهر منه حمرة إلى سواد أو خضرة وأكثر لون دمه يكون كامناً في الغور .


وحمرة الحمرة تبطل بالمس فيبيض مكانها بسبب لطف مادة الحمرة وتفرقها ثم تعود بسرعة ولا كذلك حمرة الفلغوني وترى في حمرة الحمرة زعفرانية وصفرة ما ولا نرى ذلك في حمرة الفلغموني ولا يكون ورم الحمرة إلا في ظاهر الجلد والفلغموني غائر أيضاً في اللحم .
والحمرة الخالصة تدب ولا كذلك الفلغموني والصديدية تنفط ويقلّ ذلك في الفلغموني .
والخالصة لا تدافع اليد والفلغموني يمافع وكلما كثرت زيادة الدم على الصفراء كانت المدافعة أظهر والوجع والضربان أشد .
والحمرة تجلب الحمى أشدّ وقد يبلغ من حرارة الحمرة أن تحرق البشرة فيصير ما يسمى حمرة ولا كذلك الفلغمونى فليس التهاب الحمرة دون التهاب الفلغموني بل أكثر لكنّ تمدّد الفلغموني وإيجاده بسبب التمدّد قد يكون أكثر .
فلذلك وجع الحمرة أقل .
وأكثر ما تعرض الحمرة تعرض في الوجه وتبتدىء من أرنبة الأنف ويزداد الورم وينبسط في الوجه كله .
وإذا حدثت الحمرة عن انكسار العظم تحت الجلد فذلك رديء وقد عرفت الاختلاف بين الحمرة الفلغمونية وفلغموني الحمرة في غير هذا الموضع .
فصل في علاج الحمرة يجب أن يستفرغ البدن فيه بإسهال الصفراء وإن احتيج إلى الفصد فصد أيضاً وإنما ينفع الفصد جداً حين ما تكون المادةَ بين الجلدين فأما إن كانت غائرة فنفعه يقل وربما جذب وإن احتيج إلى معاودة الإسهال بعد الفصد فعل وذلك بحسب ما يخمن من المادة ثم يقبل على تبريدها بالمبرّدات القوية المعلومة في باب الفلغموني ويصب الماء البارد ويفعل ذلك حتى يتغير اللون فإن المحضة تبطل مع تغير اللون ونقصانه .
وبالجملهّ فإن التبريد في الحمرة أوجب لأن اللهيب والوجع الالتهابي فيه أكثر والإستفراغ في الفلغموني لأن المادة فيه أعصى وأغلظ ويجب أن تكون مبرداتها في الابتداء قوية القبض يكاد يربو قبضها على بردها .


وأما في قرب المنتهى فليكن بردها أشد من قبضها وليحذر مع ذلك أيضاً كي لا ترتد المادة إلى عضو باطن أو إلى عضو شريف وليحذر أيضاً كي لا يسودّ العضو ويكمد ويأخذ في طريق الفساد .
وإذا ظهر شيء من ذلك أخذ في ضد طريق القبض والتبريد .
فإن كانت الحمرة دبابة على الجلد عولج بخبث الرصاص مع شراب عفص يغلى بورق السلق المغلي بالشراب ويعالج بما فيه تحليل وتجفيف قوي مع تبريد وذلك مثل أن يؤخذ الصوف العتيق المحرق من غير أن يغسل وزن اثني عشر درهماً ونصف فحم فلب شجرة الصنوبر مثله الشمع خمسة عشر درهماً خبث الرصاص تسعة دراهم شحم الماعز العتيق المغسول بالماء خمسة عشر درهماً دهن الآس خمس أوراق وأيضاً أخف منه مرهم يتخذ من خبث الرصاص بعصارة السذاب ودهن ورد وشمع .
فصل في النملة الجاورسية النملة بثرة أو بثور تخرج وتحدث ورماً يسيراً وتسعى وربما قرحت وربما انحلّت وقد عرفت سبب كل واحد من ذلك .
ولون النملة إلى الصفرة وتكون ملتهبة مع قوام ثؤلولي ومستديرة وهي في الأكثر مستعرضة اوصول إلا ضرباً منها يسمّى أفروخوروذن يكون مستدق الأصل كأنه معلق ويحسّ في كلِّ نملة كعض النملة .
وبالجملة فإن كل ورم جلدي ساعِ لا غوص له فهو نملة لكن منها جاورسية ومنها أكالة على ما عملت وإذا صارت قروحاً وتعفّنت خصت بإسم التعفّن .
فصل في علاج النملة النملة وما يجري مجراها إذا لم يبدأ فيها فيستفرغ الخلط على ما يجب بل عولج القرح بما يبرىء عاد من موضع آخر بالقرب أو من الموضع نفسه ولا يزال يأكل الجلد أكلاً بعد أكل .
وماء الجبن بالسقّمونيا نافع في استفراغ مادة النملة ونحوها .


وأما الطريق التي يعالج بها النملة فهي بأن يجنب الأكال منها المرطبات التي قد تستعمل في الحمرة فإن الترطيب لا يلائم القروح وتستعمل في أوائلها الأمثل الخس والنيلوفر وحي العالم والطحلب والرجلة بل إن كان ولا بد فمثل عنب الثعلب وخصوصاً اليابس المدقوق فإن فيه تجفيفاً ومثل لسان الحمل والعليق والعدس من بعد وسويق الشعير وقشور الرمان وقضبان الكرم .
فإذا خيف عليه التأكّل أو التقرح استعمل مع هذه المبردات شيء من العسل ونحوه أو دقاق الكندر مع خلّ .
والماء الذي يسيل من خشب الكرم الرطب عند الاحتراق جيد وبعر المعز مع الخل أو إخثاء البقر مع الخلّ .
وإذا ظهر التقزُح أو التأكل فاستعمل أقراص أنزروت بشراب قابض أو خلّ ممزوج أو عصارة قثاء الحمار وملح ومرارة التيس والسذاب مع النطرون والفلفل أو النطرون ببول صبي وجالينوس يستصوب أن يؤخذ شيء كالأنبوب من طرف ريش أو من غير ذلك حاد الطرف يمكن أن يلتقم النملة ثم ينفذ حولها إلى العمق بحدة وتقلع النملة من أصلها .
وأما أمثال الصبيان فيذهب بنملتهم أن يدخلوا الحمام فيضربهم هواء الحمّام ثم يخرجوا بسرعة ويطلوا بدهن الورد بماء الورد .
الجاورسية تشبه النملة في العلاج لكن الأولى في إسهالها أن تكون في مسهلها قوة من مثل التربد مع ما يسهل الصفراء .
وإن كانت قوة من الأفتيمون فهو أجود لأنه لا بد هناك من سوداء أو بلغم يخالط الصفراء ثم يؤخذ العفص والكزمازك والصندل وقشور الرمان والطين الأرمني يجمع كله في الخل وماء الورد بمقدار ما لا يلذع ثم يلطخ عليه بريشة .
واللبن الحليب شديد الملاءمة لعلاج هذه العلة فإذا جاوز الأول فيجب أن يعالج بمثل رأس السمك المملّح محرقاً يطلى بالشراب العفص وأقوى من ذلك إذا احتيج إلى تجفيف بليغ أن يؤخذ ورق الباذروج ويدق ويجعل فيه القلقديس ويستعمل وأقوى من ذلك زنجار وكبريت أصفر محرق يتخذ منه لطوخ بالشراب أو بماء خشب الكرم الذي ينش عند احتراقه .


فصل في الجمرة بالجيم والنار الفارسيّة وغير ذلك هذان اسمان ربما أطلقا على كل بثر أكال منفط محرق محدث للخشكريشة إحداث الحرق والكي .
وربما أطلق اسم النار الفارسية من ذلك على ما كان هناك بثر من جنس النملة أكال محرق منفط فيه سعي ورطوبة ويكون صفراوي المادة قليل السوداء قليل التقعير ويكون مع بثور كبيرة صغيرة كأن هناك خلط حاد كثير الغليان والبثر .
وأطلق اسم الجمرة على ما يسود المكان ويفحم العضو من غير رطوبة ويكون كثير السوداوية غائصاً وبثره قليل كبير الحجم ترمسي وربما لم يكن هناك بثر البتة بل ابتدأت في الأول جمرة .
وجميع ذلك يبتدىء بحكة كالجرب وقد يتنفط النار الفارسية والجمر ويسيل منه شيء كما يسيل عن المكاوي محرق يكوي الموضع رمادي في لونه أسود وربما كان رصاصياً ويكون اللهيب الشديد مطيفاً به من غير صدق حمرة بل مع ميل إلى السواد .
والذي يخص باسم الجمرة يكون أسود أصل الجرح مائلاً إلى النارية وكان له بريق الجمرة .
والنار الفارسية منها أسرع ظهوراً وحركة والجمرة أبطأ وأغور وكأن مادتها مادة البثر والقوباء لكنها حادة في النار الفارسية وما عرض منهما في اللحم فهو أيسر تحللاً وما عرض منهما للعصب فهو أثبت وأبطأ تحللاً وكل واحد منهما عن مرار أصفر محترق مخالط للسوداء ولذلك يحدث منهما جميعاً خشكريشة سوداء وكان النار الفارسية أشد صفراوية والجمرة أشدّ سوداوية ولك أن تسمي كل واحد منهما بالمعنى الذي يجمعها جمرة ثم تقسم ولك أن تسميهما كليهما ناراً فارسية لذلك المعنى بعينه ثم تقسم ولك أن تعطي كل معنى اسماً وقد فعل جميع ذلك ولا كبير فرق فيه .
وقد يكون مع هذه ومع أصناف النملة والجاورسية الرديئة حميات شديدة الرداءة قتالة وقد تحدث هذه بسبب الوباء وكثيراً ما تشبه الفلغموني وإلى سواد ما في ابتداء الأمر وخصوصاً في سنة الوباء .


فصل في علاج الجمرة والنار الفارسية لا بد من الفصد ليستفرغ الدم الصفراوي وإذا كانت العلة هائلة فلا بد من مقارنة الغشي وربما احتيج وخصوصاً في الجمرة إلى شرط عميق ليخرج الدم الرديء المحتقن فيه الذي هو في طبيعة السم ولا تفعل ذلك إذا كانت المادة مادة إلى الصفراوية .
وإما العلاج الموضعي فلا بد من مثل علاج الجمرة ولكن لا يجب أن يكون اللطوخ شديد التبريد كما في الجمرة فإن المادة إلى غلظ ولأنها بحيث لا تحتمل ارتداد القليل منها إلى باطن لأنها مادة سمية ولا يجوز أن تستعمل شديد القبض أيضاً فإن المادة غليظة بطيئة التحلل ولا يجوز أن تستعمل المحللات لا في الأول من الظهور ولا عند أول سكون الالتهاب فتزيد في كيفية المادة بل يجب أن تستعمل الأدوية المجففة التي فيها تبريد وتحليل ما مع دفع مثل ضماد يتخذ من لسان الحمل والعدس وخبز كثير النخالة .
فإن مثل هذا الخبز ألطف في جوهره وأضمده تَشبه هذه مما كتب في القراباذين وأيضاً العفص بخل خمر والشبّ بخلّ خمر .
ومن الأدوية الجيدة في هذا الوقت وبعده أن يؤخذ رمان حامض ويُشقق ويُطبخ مع الخل حتى يلين ثم يسحق ويؤخذ على خرقة ويستعمل فإنه يصلح في كل وقت وتقلع هذه العلة في الابتَداء والانتهاء وقد يقع في أدوية هذا الوقت الجوز الطري وورقه مع السويق والزبيب والتين بشراب ودهن الخشخاش الأسود وأجوده أن يتخذ من
الجملة ضماد .
ومن الأدوية الصالحة في أكثر الأوقات : أفيون أقاقيا زاج سوري قشور رمان من كل واحد درهمان زهرة النحاس درهم بزر البنج درهم وأمثال هذه الأدوية إنما يوضع على ما لم يتقرّح .
وأما المتقرح فلا بد فيه من المجفف القوي مثل دواء أنزروت وفراسيون وأقراص بولواندروس ودواء القيسور بشراب حلو أو ميبختج .


وسائر ما قيل في علاج الجمرة المتقرحة والنملة الجاورسية ويجب أن تضمد عليها الأضمدة في اليوم مرتين وفي الليل مرة أو مرتين ولا تستعمل المعفنات ما قدرت فإنها تزيد في رداءة العلة .
ويجب أن تتعاهد ما يحمِط بالموضع موضع الإحتراق بالطين الأرمني بالخل والماء وسائر ما يبرّد ويردع وما هو أقرب من ذلك بصوف الزوفا مغموساً في الشراب فإذا سكن الالتهاب وبقيت القروح عولجت بمثل المراهم الراسية ومرهم ديانوطاس وسائر أدوية القروح المتأكلة المذكورة في القراباذين .
والجوز العتيق الدهين صالح للنار الفارسية في هذا الوقت .
فصل في النفّاطات والنفّاخات النفاطات تحدث على وجهين : إحداهما بسبب مائية تندفع من غليان في الأخلاط تتصعد به المادة دفعة واحدة إلى ما تحت الجلد فتجد الجلد أكثر تكاثفاً مما تحته فلا ينفذ فيه بل يبقى نفاخة مائية .
والثاني أن يكون بدل المائية دم فيتقيّح من تحت .
فصل في علاج النفّاطات والنفّاخات أما تنقية البدن والفصد ونحو ذلك فعلى ما علمت وتستعمل التدبير والغذاء على النحو الذي ذكر وتجعل عليها في أول ما يكاد يظهر مثل العدس المطبوخ بالماء ومثل قشور الرمان أو قشر أغصانه مطبوخاً بالماء كل ذلك يوضع على موضعه بعد الطبخ والتليين فاتراً .
فإن خرجت النفّاطات وأردت علاجها نفسها فالغليظ الجلد بوجع فيجب أن يفقأ بالإبر ويسيل ما فيه والرقيق ربما تفقأ بنفسه ولا يجب أن يمهل بل يفقأ أيضاً ويعصر ما فيه بالرفق قليلاً قليلاً ثم لا يخلو إما أن يبرأ وإما أن يتقرّح فإن تقرّح عولج بالمراهم الاسفيداجية والمرداسنجية ونجوها وخصوصاً إذا وقع فيها مثل الإيرسا ومراهم الجمرة إذا سعت وتأكلت والنملة وسائر ما ذكرنا .


دواء مركب : مرداسنج رطل زيت عتيق رطل ونصف زرنيخ رطل يطبخ المرداسنج بالزيت حتى لا يلتصق ثم يصبّ عليه الزرنيخ وأيِضاً دواء يصلح لما يقع منه على المذاكير والشفة ونحوها وبالجملة على الأعضاء التي هي أشد حاجة إلى التجفيف .
آخر : يؤخذ قلقطار وقلقديس من كل واحد ثمانية بورق إثنان يسحق بماء ويستعمل وكذلك بعر الماعز بعسل .
وإذا سقطت الخشكريشات واللحمان الفاسدة وظهر اللحم الصحيح فيعالج بعلاج الخراجات البسيطة .
وقد تُسقط الخشكريشات واللحم الرديء أدوية معروفة وبالسكندرية يسقطونها بالحشيشة المسماة ساراقياس وأيضاً بارخس وأيضاً طرياخكس ودهن الأقحوان جيد لإسقاطها .
وبالجملة فإن الإشتغال بإسقاط الخشكريشة وعلاج الباقي بعلاج الجراحات الصحيحة صواب جداً .
دواء جيد مجرب للقدماء انتحله بعض المحدثين .
يؤخذ العنزروت والصبر والكندر والاسفيذاج والزنجار أجزاء سواء ومثل الجميع طين أرمني يتخذ منها بنادق وتؤخذ وتحلّ في خل وماء ويطلى به الموضع طلاء فوق طلاء حتى يحدث فيه تقبض شديد ويصير خشكريشة فأما أن تسقط بنفسها إن كانت تحتها رطوبة وإما أن تحتاج إلى أن تخلعها وتسقطها لا تزال تفعل ذلك حتى يسقط الجميع .
فصل في الشَّرى الشرى بثور صغار مسطحة كالنفّاخات إلى الحمرة ما هي حكاكة مكربة تحدث دفعة في أكثر الأمر وقد يعرض أن تسيل عنها رطوبة وربما كانت دموية وفي أكثر الأمر تشتدّ ليلاً ويشتدّ كربها فيه وغمها وسببها بخار حار يثور في البدن دفعة إما عن دم مري أو عن بلغم بورقي .
والدموي يكون أشد حمرة وحرارة وأسرع ظهوراً .
والبلغمي أقل في جميع ذلك .
واشتداد البلغمي ليلاً أكثر من اشتداد الدموي وإذا كان الشَرى يأخذ موضعاً واسعاً فإن لم يفصد خيف حمّى الغب ويجب أن يفصد في مهلة بينه وبين المبتدأ .


فصل في علاج الشَرى أما إن كان الغالب الدم فيجب أن تبادر إلى الفصد ثم تتبع بإسهال الصفراء إن احتملت القوة بمثل الهليلج جزءان والأيارج جزء والشربة ثلاثة دراهم في السكنجبين وتسكينه بمثل التمر الهندي وماء الرمانين بقشرهما أو ماء الرمان المز بقشره ونقيع المشمش وماء الرائب وأقراص الطباشير الكافورية بماء الرمان وسقي الماء الحار في اليوم مراراً مما ينفع منه ويلين طبيعة صاحبه ومما يسكُنه نقيع السماق المصفى يؤخذ منه ثلاث أوراق .
ومن أغذيته الطفشيل والخل زيت بدهن اللوز والخلّ زيت بماء الحصرم والرائب وأما إن كان الخلط بورقياً فيستفرغ البدن بالهليلج بنصفه تربد والشربة ثلاثة دراهم .
ويعطي العليل جوز السرو الرطب أوقية مع درهم صبر ويؤخذ العصفر ويسحق ويضرب بخل حامض ويسقى أو يسقى ماء المغرة أو ماء جرة جديدة .
وللبغلمي يؤخذ كبابة درهم مع ثلاثة دراهم سكّر ووزن ثلاثة دراهم بزر الفنجنكشت في اللبن الحليب ومما جرّب في كل صنف فودنج درهمان طباشير درهمان ورد أحمر نصف درهم كافور قيراط يسقى في ماء الرمان الحامض أو يسقى الأبهل على الريق .
فصل في الأكلة وفساد العضو والفرق بين غانغرانا وسفاقلوس الكلام في هذه الأشياء مناسب من وجه ما للكلام في الأمور التي سلف ذكرها نقول أن العضو يعرض له الفساد والتعفن بسبب مفسد الروح الحيواني الذي فيه أو مانع إياه عن الوصول إليه أو جامع للمعنيين ومثل السموم الحارة والباردة والمضادة بجواهرها للروح الحيواني ومثل الأورام والبثور والقروح الرديئة الساعية السمّية الجوهر والتي يخطأ عليها كما يخطأ في صب الدهن في القروح الغائرة فيعفن اللحم وبالتبريد الشديد على الأورام الحارة فيفسد مزاج العضو .


وأما المانع فالسدة وتلك السدة إما عرضية بادية مثل شد بعض الأعضاء من أصله شدَّاً وثيقاً فإن هذا إذا دام فسد العضو لاحتباس الروح الحيواني عنه أو احتباس القوة الساطعة وقد يكون لسدّة بدنية مثل ورم حار رديء ثابت عظيم غليظ المادة ساد للمنافد ومداخل النفس الذي به يحيا الروح الحيواني وهذا مع ما يحبس فقد يفسد المزاج أيضاً وما كان من هذا في الابتداء ولم يفسد معه حسّ ما له حس فيسمى غانغرانا وخصوصاً ما كان فلغمونياً في ابتدائه .
وما كان من الاستحكام بحيث يبطل حس ما له حسّ وذلك بأن يفسد اللحم وما يليه وحتى العظم ابتداء أو عقيب ورم فإنه يسمى سفاقلوس .
وقد يصير كانغرانا سفاقلوس بل هو طريق إليه وكل هذا يعرض في اللحم ويرض في العظم وغيره وإذا أخذ يسعى إفساده العضو ويرم ما حول الفاسد ورماً يؤدي إلى الفساد فحينئذ يقال لجملة العارض آكلة ويقال لحال الجزء من العضو الذي يعفن موت ولولا غلظ مادتها لم تلزم واندفعت .
فصل في المعالجة أما غانغرانا فما دام في الابتداء فهو يعالج وأما إذا استحكم الفساد في اللحم فلا بدٌ من أخذ جميعه .
فإذا رأيت العضو قد تغيّر لونه وهو في طريق التعفن فيجب أن تبادر إلى لطخه بما بمنع العفونة مثل الطين الأرمني والطين المختوم بالخل .
فإن لم ينجع ذلك لم تَجد بداً من الشرط الغائر المختلف الوجوه في المواقع وإرسال العلق وفصد العروق المقاربة له الصغار ليأخذ الدم الرديء مع صيانة لما يطيف بالموضع بمثل الأطلية المذكورة ويوضع على الموضع المشروط نفسه ما يمنع العفن ويضاده مما له غوص أقوى مثل دقيق الكرسنّة مع السكنجبين أو مع دقيق الباقلا وخصوصاً مخلوطاً بملح ومما يطلى عليه الحلتيت وبزر القريص أيضاً زراوند مدحرج وعصارة ورق الخوخ جزءاً جزءاً زنجار نصف جزء يسحق بالماء حتى يصير على ثخن العسل وتطلى به القرحة وحواليها .


ومن الأدوية المانعة للآكلة : أن يؤخذ من الزنجار والعسل والشبّ بالسوية ويلطخ به فإنه يمنع ويسقط المتعفن ويحفظ ما يليه فإن جاوز الحال حال الورم وحال فساد لونه فأخذ في ترهّل وترطب يسيراً فهذا منه طريق آخر في التعفن فيجب أن ينثر عليه زاوند مدحرج وعفص بالسوية حتى يجففه به وكذلك الزاج أيضر والقلقطار جيدان خصوصاً بالخل وورق الجوز وكذلك قثّاء الحمار أو عصارته طلاء فإن أخذ بعض اللحم يفسد قطعته أو أسقطته بمثل أقراص الأنزروت وأقوى منه قلقديقون فإذا سقطت طبقة تداركت بالسمن تجعله عليه ثم تسقط الباقي حتى يصل إلى اللحم الصحيح .
والزاج الأحمر نثور جيد على الترهل والتعفن .
فإذا ظهر العفن فلا يدافع بالقطع والإبانة فيعظم الخطب .
وإذا عظم الورم حول التعفن فقد مدح له سويق بعصارة البنج وليس هو عندي بجيد بل يجب أن يكون استعمال مثله على الموضع الصحيح ليمنع عنه ويردع فإذا قطعت العضو الذي تعفن فيجب أن يكون ما يحيط به بالنار فذلك هو الحزم أو بالأدوية الكاوية المحرقة وخصوصاً في الأعضاء السريعة القبول للعفن بسبب حرارتها ومجاورة الفضول الجارية لها مثل المذاكير والدبر فهذا القمر هو الذي نقوله ههنا وتجد في كلامنا في القروح المتعفنة ما يجب أن تضيفه إلى هذا الباب .
فصل في الطواعين كان أقدم القدماء يسمون ما ترجمته بالعربية الطاعون كل ورم يكون في الأعضاء الغددية اللحم والخالية .
أما الحساسة مثل اللحم الغددي الذي في البيض والثدي وأصل اللسان وأما التي لا حسّ لها مثل اللحم الغددي الذي في الإبط والأربية ونحوها .
ثم قيل من بعد ذلك لما كان مع ذلك ورماً حاراً ثم قيل لما كان مع ذلك ورماً حاراً قتالأً ثم قيل لكل ورم قتال لاستحالة مادته إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير لون ما يليه وربما رشح دماً وصديداً ونحوه ويؤدي كيفية رديئة إلى القلب من طريق الشرايين فيحدث القيء والخفقان والغشي وإذا اشتدت أعراضه قتل .


وهذا الأخير يشبه أن تكون الأوائل كانوا يسمونه قوماطا .
ومن الواجب أن يكون مثل هذا الورم القتال يعرض في أكثر الأمر في الأعضاء الضعيفة مثل الآباط والأربية وخلف الأذن ويكون وأسلم الطواعين ما هو أحمر ثم الأصفر والذي إلى السواد لا يفلت منه أحد والطواعين تكثر في الوباء وفي بلاد وبيئة وقد وردت أسماء يونانية لأشياء تشبه الطواعين مثل طرفيترس وقوماطا وبوماخلا وبوبوس وليس عندنا كثير تفصيل بين مسمياتها .
فصل في العلاج أما الإستفراغ بالفصد وما يحتمله الوقت أو يوجبه مما يُخرج الخلط العفن فهو واجب ثم يجب أن يقبل على القلب بالحفظ والتقوية بما فيه تبريد وعطرية مثل حماض الأترج والليمون وربوب التفاح والسفرجل ومثل الرمان الحامض وشم مثل الورد والكافور والصندل والغذاء مثل العدس بالخلّ ومثل المصوص الحامض جداً المتخذ .
من لحوم الطياهيج والجداء .
ويجب أن يكلل مأوى العليل بالجمد الكثير وورق الخلاف والبنفسج والورد والنيلوفر ونحوه .
وتجعل على القلب أطلية مبردة مقوية مما تعرف من أدوية أصحاب الخفقان الحار وأصحاب الوباء وبالجملة يدبر تدبير أصحاب الهواء الوبائي .
وأما الطاعون نفسه وما يجري .
مجراه مما سقي فيعالج في البدء بما يقبض ويبرد وبإسفنجة مغموسة في ماء وخل أو في دهن الورد أو دهن التفاح أو شجرة المصطكي أو دهن الآس .
هذا في الابتداء ويعالج بالشرط إن أمكن ويسيل ما فيه ولا يترك أن يجمد فيزداد سمية .
وإن احتيج إلى محجمة تمصّ باللطف فعل وما كان خراجي الجوهر فيجب أن تشتغل عند انتهائه أو مقاربة الانتهاء بالتقييح .
وإذا كان هناك حمى فتأن في التبريد لئلا ترد المادة إلى خلف .
والتقييح يكون بمثل النطل بماء البابونج والشبث وسائر المقيحات اللطيفة التي تذكر في أبواب الخراجات .


قالوا أما قوماطا وميغيلوس فينفعها ضمّاد برشياوشان والسرمق واللبلاب وأصل الخطمي مع قليل أشق وعسل بالشراب أو دبق مع راتينج وقيروطي أو وسخ كوارة النحل وترمس منقع في خل أو أصل قثاء الحمار مع علك البطم أو نطرون مع تين أو مع خمير .
فصل في الأورام الحادثة في الغدد وأما الأورام الغددية التي ليست تذهب مذهب الطواعين فربما وقعت موقع الدفوع في البحارين وربما وقعت موقع الدفوع عن الأعضاء الأصلية وربما جلبها قروح وأورام أخرى على الأطراف تجري إليها مواد فتسلك في طريقها تلك اللحوم فتتشبث فيها كما يعرض للأربية والإبط من تورمهما فيمن به جرب أو قروح على الرجلين واليدين وربما كانت مع امتلاء من البدن وربما لم يكن في البدن كثير امتلاء .
وعلاجها كما علمت يخالف علاج الأورام الأخرى في أنها لا تبدأ بالدفْع ولا تسّتعمل فيها ذلك بل الاستفراغ بالفصد والإسهال مما لا بد منه .
وأما العلاج الآخر فيتوقف فيه إن أمكن حتى تستبان الحال فإن كان على سبيل البحران أو على سبيل الدفع عن عضو رئيس فلا ينبغي أن يمنع البتة بل يجذب إلى العضو أي جذب أمكن ولو بالمحاجم .
وأما إن كان لكثرة الإمتلاء فالإستفراغ هو الأصل وتقليل الغذاء وتلطيفه ولا تستعمل الدافعات بل المرخيات مع أنه لا تستعمل المرخيات أيضاً من غير استفراغ فربما حتى ذلك على العضو يجذب المادة الكثيرة .
بل إذا استعملت المرخّيات فاستفرغ مع ذلك واجذب المادة إلى الخلاف .
والخطر في الدافعات رد المادة إلى الأحشاء والأعضاء الرئيسة والخطر في المرخيات جلب مادة كثيرة .
والاستفراغ وإمالة المادة تؤمن مضرة المرخيات .
وإذا اشتد الوجع فلا بد من تسكينه بمثل صوفة مبلولة بزيت حار ثم يزاد فيه في آخره الملح حتى يسكن الورم بما يتحلل وفي الأول ربما زاد في الوجع .


وإذا كان البدن نقياً أو نقيته فحلل ولا تبال وربما نجع في التحليل مثل دقيق الحنطة وأسلم منه دقيق الشعير وربما عظم المحلل القوي الورم فلا يستعمل إلا إذا احتيج إلى دفع من الأعضاء الرئيسة لجذبه المادة عنها إلى الورم خوفاً على تلك الرئيسة وكثيراً ما يبرئها في الإبتداء الزيت المسخن وحده يصب عليه .
وأما إذا كان الورم في لحم رخو هو في عضو شريف مثل الثدي والخصية ولم تخف من منعه فصل في الخراجات الحارة والخراج من جملة الدبيلات ما جمع من الأورام الحارة فكان اسم الدبيلة يقع على كل تورم يتفرغ في باطنه موضع تنصب إليه مادة ما فتبقى فيه أية مادة كانت .
والخراج ما كان من جملة ذلك حاراً فيجمع المدة وقد يبتدىء الورم الحار كما هو جمع وتفرق اتصال باطن وقد لا يبتدىء كذلك بل يبتدىء في ابتداء الأورام اَلحادة الصحيحة ثم يَؤول أمره عند المنتهى أن يأخذ في الجمع .
ولنؤخر الكلام في الدبيلات البارعة التي تحتوي على أخلاط مخاطية وجصية وحصويه ورملية وشعرية وغير ذلك وعلى أن من الناس من خص باسم الدبيلات ما فيه أخلاط من هذا الجنس .
لكنا الآن نتكلم فيما يجمع المدة فإن هذا ابتدأ إخراجاً لمادة دفعتها الطبيعة فلم يمكن أن تنفذ في الجلد ولا أن يتشربها اللحم بل فرقت لها اتصالاً لغلظها تفريقاً ظاهراً فاسكتنت في خلل ما يتفرق وفي الأكثر يظهر لها رأس محدد وخصوصاً إن كانت المادة حادة .
وهذه الخراجات تبتدي فتجمع المدة ثم تنضج المدة ثم تنفجر وربما احتاجت إلى تقوية في الإنضاج والإنفجار وربما لم تحتج .


وكلما كان الخراج أشدّ ارتفاعاً واحمراراً وأحد رأساً فالخلط المحدث له أشدّ حرارة وهو أسرع نضجاً وتحللاً وانفجاراً وخصوصاً الناتئ البارز الصنوبري وما كان بالخلاف مستعرضاً غائصاً قليل الحمرة فهو غليظ المادة رديء مائل إلى باطن قليل الوجع ثقيل الحركة وأردأ هذا ما كان انفجاره إلى باطن فيفسد ما يمر عليه ومنه ما يندفع إلى الجانبين وأحد انفجاره ما كان إلى التجويف الخاص بالعضو الذي له مسيل إلى خارج مثل خراج المعدة ولأن ينفجر إلى باطنه وتجويفه خير من أن يتفجر إلى ظاهره وإلى .
التجويف المحيط به المراق .
وكما أن الإنفجار الدماغي إلى التجويفين المقدمين أحمد لأن لهما منفذاً مثل منفذ الأنف والأذن والقمع إلى الفم وإذا انفجر إلى الفضاء المحيط بالدماغ أو إلى البطن المؤخر لم يجد منفذاً إلى خارج وأضر ضرراً شديداً وليس كل عضو صالحاً لأن يحدث فيه خراج فإن المفاصل يقلّ خروج الخراج فيها لأن فيها أخلاطاً مخاطية ومكانها واسع غير خانق للمادة ولا حابس ليخرج إلى العفن فإن خرج هناك خراج فلأمر عظيم وشر الخراجات وأخبثها ما خرج على أطراف العل الكثيرة العصب .
والخراجات تختلف مدة نضج مدتها بحسب الخلط في لطافته وغلظه والمزاج في حره وبرده واعتداله وبحسب الفصل والسن وجوهر العضو .
وإنما لا ينضج الخراج ويستحيل ما فيه قيحاً بسبب قلة الحار الغريزي في العضو أو بسبب غلظ جوهر المادة وقد يبلغ من ذلك أن يتقيح في باطنه ولا يظهر للحس لغؤور القيح وغلظ ما عليه .
والمدة قد توقف على نضجها سريعاً وقد لا توقف بحسب جوهرها في الغلظ فلا تلين بسرعة وإن نضجت وفي الرقة فتلين بسرعة وبحسب ما عليها من اللحم القليل والكثير .
وأسباب الخراج والوقوع إلى المدة الامتلاء وكثرة المادة وفسادها .
وأسباب أسبابها التخمة والرياضات الرديئة والأمراض التي لا تبحرن بالاستفراغ الظاهر والآفات النفسانية من الغموم والهموم المفسدة للدم .


ومن الخراجات ضرب يسمى طرميسوس وهو خراج ينفجر فيخرج ما تحته شبيهاً باللحم الجيد ثم يظهر عنه مدة أخرى ومن الخراجات ضرب آخر يسمى البن وهو خراج قرحي مستدير أحمر لا يعرى صاحبه عن الحمى في أكثر الأمر وحدوثه في أكثر الأمر في الرأس وقد يحدث في غيره .
فصل في دلائل كون الورم خراجاً إذا رأيت ضرباناً كثيراً وصلابة مساعدة وحرارة نظن أن الورم في طريق صيرورته خراجاً .
فصل في دلائل النضج وعلامته فصل في أحكام المدة المدة الجيدة هي البيضاء الملساء التي ليست لها رائحة كريهة وإنما تصرفت فيها الحرارة الغريزية وإن لم يكن بد من مشاركة الغريبة وإنما تزاد ملاستها ليعلم أنها متفقة الانفعال عن القوة الهاضمة ولم يختلف فعلها في عاص ومطيع ويطلب أن لا يكون لها رائحة شديدة الكراهة لتكون أبعد من العفونة .
قالوا : ويطلب منها البياض لأن ألوان الأعضاء الأصلية بيض ولن يشبهها إلا الطبيعة المقتدرة عليها .
والمدة الرديئة هي المنتنة الدالة على العفونة التي هي ضد النضج وتدل على استيلاء الحرارة الغريبة وإذا خرجت مدة مختلفة الأجزاء متفننة الألوان والقوامات فهي أيضاً من الجنس المخالف للجيّد ولا بدّ لكل مدة تحصل في بدن من عفونة أو نضج أو برد واستحالة بنحو آخر .
فصل في دلائل الخراج الباطن إذا حدث ورم حار في الأحشاء فعرضت قشعريرات وحميات لا ترتيب لها .
واشتد الوجع وكانت القشعريرة في الأوائل أطول مدة ثم لا تزال تقصر مدّتها وازداد ثقل الورم .
فاعلم أن الورم صار خراجاً وأنه هو ذا يجمع وإنما تكون هذه الأوجاع في الابتداء أشد .
وكلما بلغ المنتهى نقص لأن التمزق يكون في الابتداء والتمزق وتفرق الإتصال أوجع ما يحدث منه عندما يحصل وعندما تصير المادة مدَة تسكن أيضاً الحمى الشديدة والالتهاب فتسكن الحمى الواقعة بمشاركة القلب .


واعلم أن صلابة النبض هو الشاهد الأكبر فإذا ظهرت علامات الخراج والدبيلة في الأحشاء ولم يصلب النبض فلا تحكم جزماً بالخراج الباطن فإن في مثله ربما لم يكن في الأحشاء بل في الصفاق الذي يحيط بالأحشاء وأنت تحسّ في الجانب الذي فيه الخراج بالثقل الذي يتعلق منه وبالوجع .
فصل في دلائل نضج الباطن إذا عرضت دلائل الخراج الباطن ثم مكنت الأعراض من الحمّى والقشعريرة والأوجاع سكوناً ما وما بقي الثقل فاعلم أن المدة قد استحكمت والنضج كان .
فصل في دلائل قرب انفجار الباطن فإذا عاودت الأوجاع ونخست ولذعت واشتد الثقل وتشابهت الحميات فإن الإنفجار قد قَرُب .
فإذا عرض النافض بغتةً وسكن الثقل والوجع فقد انفجر وخصوصاً إذا ظهرت عنه المدة مستفرغة تلذع ما تمر به ولا بد من ذبول قوة وضعف يدخل .
وإذا انفجر الخزاج الباطن إنفجاراً دفعةً وخرج شيء كثير فربما يعرض خفقان وغشي رديء وربما عرض موت لانحلال القوة وربما عرض قيء وإسهال وربما عرض نفث مدة كثيرة دفعةً إذا كان الخراج في الصدور وربما عرض اختناق إذا انفجر إلى الصدر شيء كثير دفعة .
فصل في علاج الخراجات الظاهرة أما الاستفراغات وما يعالج به الأورام في أوائلها إلا أن يخاف رجوع المادة إلى عضو شريف كما بينا وكما يغلط فيه الجهال فأمر يشترك فيه الخراج الحار والأورام الحارة غير الخراجية والذي يختص به من التدبير فهو تحليل ما يجتمع فيه وذلك على وجهين من التدبير .
أحدهما التدبير الجاري على السداد .
إذا لم يكن المرض خارجاً عن المعتاد خروجاً كثيراً وهو أن يحتال في إنضاج المادة مدة وفي تفجيرها بعد ذلك وأن تراعى القوة وتحفظها لئلا يسقطها الوجع والانفجار دفعةً .
فإن كثيراً من الناس تموت غشياً وذبول قوة بل يجب أن تراعي أيها الطبيب كيف تقوي القوة وتحفظها بما تعلم فيجب أن تغذو صاحب الدبيلة بأغذية جيدة .
إلا أن يكون الخراج في الأحشاء فتحتاج ضرورة إلى تلطيف الغذاء .


والثاني التدبير الخارج عن السداد لضرورة الحال وهو أنه إذا كان المرض عظيماً والخراج مجاوزاً في عظمه للمعتاد وخيف استعجال الأمر في انتظار النضج فيه .
أو عُلم أن القوة لا تفي بإضاج جميع ذلك وإن حاولت الإنضاج تأدى ذلك إلى تأثير غير الإنضاج فلا بد من البضع اتقائك مَسَ الحديد لما يلي الخراج من الأعضاء الكريمة التي في مس الحديد لها خطر .
وكذلك إذا أحسست أن المادة من الغلظ بحيث لا تنضج أو خفت أن الحار الغريزي من القلة في العضو بحيث لا ينضج أو خفت أنه لتقصيره بحيث يحيل إحالة غير الإنضاج الحقيقي أو يكون الخراج بقرب المفاصل أو الأعضاء الرئيسة فيخاف إفساده إياها .
وإن عولت في الإنضاج على الأدوية المغرية أو المنضجة لم يبعد أن تمنع المغرية نفوذ النسيم في المسام وتحرك المنضجة حرارة ضعيفة وجميع ذلك يعين على تعفين العضو ففي أمثال هذه لا بد من الشرط الغائر والبط العميق ثم تتبع ذلك أدوية هي في غاية التحليل والتجفيف ويجب أن يكون البط والشرط ذاهباً في طول ليف عصب العضو اللهم إلا أن يراد أن يبطل فعل ذلك العضو خوفاً من وقوع التشنج فيقطع الليف عرضاً ويسلم مما يتخوّف وأكثر طول الليف مع طول البدن إلا في أعضاء مخصوصة وكذلك تجد أكثر طول الليف مع كسر الأسرة والغضون إلا في أعضاء مخصوصة كالجبهة .
ولا ينبغي أن تُقرب من المبطوط والمشروط ماء ولا دهناً ولا شيئاً فيه شحم فإن لم يكن بد من غسل فبماء وعسل أو ماء بشراب أو بخل فان اشتد الورم والالتهاب بعد البط ضمدت بالعدس وإن لم تكن تلك حاجة استعملت الملحمات والمراهم .
واعلم أن هذا البط مولد للصديد والوضر والناصور ولكن إذا لم يكن منه بد فلا حيلة وأولى ما يصير عليه إلى أن تنضج المواضع اللحمية القليلة العصب والعروق .
واعلم أن الصنوبرية المرتفعة المحددة الرؤوس قلما تحتاج إلى بط لا قبل النضج ولا بعده .


فصل في تدبير الانضاج والحيلة للتقيح في الخراجات الظاهرة الأدوية المنضجة يجب أن تكون حرارتها قريبة من حرارة البدن ويكون لها تغرية ما .
منَ ذلك في أول الدرجات النطول بالماء الفاتر والتضميد بدقيق الحنطة أو الشعير .
والحنطة الممضوغة أجود في ذلك والخبز مع ماء وزيت أو شمع وزعفران ودقاق الكندر والزفت بدهن الورد وشحم الخنزير أو ضماد من الخطمي وبزر الكتان وأيضاً ضماد من التين اليابس الحلو الدسم السمين وحده أو بدقيق الشعير ودقيق الشعير أيضاً وخصوصاً إن جعل فيه زوفا وصعتر بري أو جمع بماءَ طبخا فيه مع قليل ملح من غير إفراط وربما زدت فيه شحماً أو دهناً وأقوى من ذلك حرف مع علك البطم .
والأدوية المركبة من الزبيب والميعة والقنة والمر واللاذن والراتيانج والسمن والمصطكي والزوفا الرطب وأصل قثاء الحمار وأصل دم الأخوين .
ومرهم جالينوس بدهن الخروع من غير شمع وخصوصاً إذا ديف هذا المرهم في الزيت وكذلك مرهم فصل في تدبير الخراجات الظاهرة إذا نضجت إذا وجدت الخراج غليظ الجلد لا يرجى معِ النضج انفجاره وهناك عروق وأوتار وعصب فيجب أن تبط فإنك إن تركت المدَة فسدت وأفسدت وأكلت العروق وليف العصب وأشدّ ما يكون ذلك إذا كان بقرب من المفاصل .
واطلب ببطك موضع المدة واجتهد أن يقع باب البط إلى أسفل إلاّ حيث لا يمكن وإن كان ما على الخراج سميناً فشققت فشق الباب فقط فإنه يلتزق السمين بما وراءه وإن كان نحيفاً فشقّ جميعه طولاً .
واعلم أن الموضع الذي فيه المدّة تبين بالمسّ وخصوصاً إذا كبست بإصبع وأنت تراعي بإصبع أخرى ولو من اليد الأخرى هل يندفع شيء من الكبس .
وموضع المدّة يظهر من ميل لونه إلى البياض وما لم ينضج يكون إلى حمرة وقد يكون موضع المدة إلى خضرة وصفرة إذا لم تكن المدة جيدة والمعتمد للمس دون البصر على أنّ للعصر معونة .


ويجب أن يلزم في الشق الخطوط الطبيعية من الاسرة إلا عند الضرورة ففي أعضاء مخالفة وضع الليف في طوله لوضع الاسرة فإنك إن اتبعت في بط خراج يكون على الجبهة الاسرة سقطت جلدة الجبهة على الوجه بل تحتاج إلى أن تخالف الاسرة .
وأما في مثل الأربية فيجب أن تذهب مع الاسرة في العرض من الجلدة وإذا بططت الخراج وأخرجت ما فيه فالواجب أن تبادر إلى إلصاق الجلد باللحم لئلا يتخرّق ويتصلب ويصير بحيث لا يلتصق وتحدث فيه المخابي التي لا تزال تمتلىء وتعود مثل الخراج الأول وكلما نقيت لم تلبث أيضاً أن تمتلىء وتصير بالحقيقة من جنس النواصير وقبل أن تلزقه في الوقت يجب أن تنقيه وإن احتجت أن تدخل فيه مِرْوَداً على رأسه خرقة خشنة تنقيه بها وتحكه وتلزقه وتضبطه بالشد على ما سنذكر من رباط المكهوف والقروح الغائرة كان صواباً جيّداً .
ويجب أن تراعي في البطّ ما ذكرناه من الشرائط ثم تبط من أنضج موضع وألحمه وأبعده من الشرايين والعروق والأوتار .
قال انطيلس : إذا كان الخراج في الرأس فشقّه شقّاً مستوياً ويكون مع أصل نبات الشعر لا يكون معترضاً فيه لكي يغطيه الشعر ولا يتبين إذا برأ .
قال : وإن كان في موضع العين فإنا نبطه معترضاً وإن عرضت في الأنف بططناه مستوياً بقدر طول الأنف .
وإن كان بقرب العين بططناه بطاً يشبه رأس الهلال وصيرنا الإعوجاج إلى أسفل .
وإن عرض في الفكين شققنا مستوياً لأن تركيب هذا الموضع مستو ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ .
وأما خلف الأذنين فإنا نبطه مستوياً .
وأما الذراعان والمرفقان واليدان والأنامل والأربيتان فإنا نبطها كلها بالطول .
قال : وإن كان بقرب الفخذين بططناه بطاً مستديراً والبط المستدير هو الذي يأخذ مع أخذ في طول البدن شيئاً من عرضه .


قال لأن هذا الموضع إذا لم يبط مستديراً أمكن أن تجتمع فيه المواد وتصيّرنا صوراً وكذلك أيضاً تبط ما كان بقرب المقعدة لمكان الرطوبة التي تجتمع فيه وفي الجنب والأضلاع يبط مورباً .
وأما الخصي والقضب فمستوياً .
قال : ويُحرض أبداً أن يكون البط متابعاً للشكل الكياني ما قدرنا عليه .
وأما الساقاق والعضدان فتشق بالطول وتتحفظ عن أن تصيب العصب .
واعلم أن البط يختلف بحسب المواضع إذا كان عند العين فبطه مقرناً كشبيه وضع العين وفي الأنف بطول الأنف وفي الفك وقرب الأذن يشق مستوياً لأن تركيب هذا الموضع مستو ويعرف ذلك من أجساد الشيوخ .
فأما خلف الأذن فبط مستو والذراع والساق والفخذ والعضد كله مستو ويصير بالطول وكذلك في عضل البطن وفي الظهر وفي الأربية والإبط إجعله بطاً يأخذ من العرض أيضاً لئلا يصير فيه مخبأ يصيرنا صوراً وكذلك ما كان بقرب المقعدة فخذ فيه من العرض أيضاً لئلا يحدث مخبأ فيصيرنا صوراً وفي الأنثيين والقضيب مستوياً بالطول وفي الجنب والأضلاع حذو الأضلاع هلالياً مقرناً لأنّ وضع الأضلاع كذلك واللحم الذي عليها .
قال : وتفقد أبداً وضع لحم الموضع وليف عضله لأنّا إنّما نحرص على أن نبط باتباع الموضع لئلا يحدث قطع ليكون موضع الإلتحام حسناً غير وحش ليكن في كل حال من همّك أن لا تقطع شرياناً أو عرقاً عظيماً أو عصبة أو ليف عضلة والبط بحسب عظم الخراج إذا كان صغيراً يسيل ما فيه من موضع فشقه في موضع وإن كان عظيماً فبطه بتزيد ثم أدخل إصبعك السبابة اليسرى فيه وبطّه حتى تنتهي إلى رأسه ثم ادخل أيضاً في البط الثاني وعلى ذلك حِتى تأتي عليه .
فإن كان للخراج موضع مستقل يمكن أن يخرج ما فيه منه بططناه في ذلك الموضع وإن كان مستديراً أو له شكل لا يخرج ما فيه من بطة واحدة بططناه أسفله من موضعين أو ثلاثة بقدر ما تعلم إن كل ما يجتمع فيه يسيل في الوقت .


قال : وإذا كان الخراج في مفصل أو في عضو شريف أو موضع قريب من العظم أو غشاء أسرعنا في بطه قبل أن يستحكم نضجه لئلا يفسد القيح شيئاً من هذه الأعضاء نقول : هذا هو التدبير .
إذا لم تجد بداً من البط فإن رجوت أنه ينفجر بنفسه فلا تبط وكذلك إن رجوت أنّه ينفجر بالأدوية المفجّرة وربّما وجدت في الأدوية المفجرة ما يقوم مقام البط وكثيراً ما يبط .
الجلد بطاً أو يؤخذ منه شيء ثم يوضع عليه المفجّر ليكون أغوص له .
أمّا الخراجات السليمة التي لا كثير رداءة فيها فيفتح مثلها الماء الحار ويفجره .
وأمّا المتعفنة فتتضرر بذلك تضرراً شديداً لما يجلب إليها من المادة .
وإذا رأيت الخراج يصلحه الماء الحار فثق بجودته .
واعلم أنّ التضميد بأصل النرجس يفخر كل صعب وخصوصاً مع عسل ويغلى جميع ذلك في دهن السوسن أو أصل القصب الطري مع عسل أو زفت يابس مع وسخ كواوير العسل أو مرهم أو بوسلوس أو يؤخذ شمع وراتيانج وسمن من كل واحد رطل ومن الزفت اليابس والعسل نصف رطل ومن الزنجار ثلاث أواق ومن الزيت قدر الكفاية .
ودواء الثوم جيد جداً أو يؤخذ من الأشقّ ست أواق شمع أربعة بطم أربعة كبريت أصفر ثلاثة نطرون ثلاثة ويتحد مرهم من ذلك .
ومما جربناه أن يؤخذ لب حبّ القطن والجوز والزنج والخمير والكرنب المطبوخ والبصل المطبوخ والخردل وذرق الحمام فيتّخذ منه ضماد فيفجر بسرعة .
وأيضاً الدياخيلون مدوفاً في لعاب الخردل والصابون مدوفاً باللبن .
ومن الأدوية المفجرة القائمة مقام البط أن يستعمل مرهم مأخوذ من عسل البلاذر والزفت الرطب يجمعان بالنار سواء ثم يجعل على الخرّاج نصف يوم فإنه يفجره .


ومما هو قوي أيضاً أن يؤخذ القلي والنورة غير المطفأة فيجعل في غمرة ونصف ماء ثم يصفى بعد إغلائه ويكرر في ذلك الماء القلي والنورة ثم يؤخذ ويجعل في قصعة من نحاس ويوضع على جمر فينعقد ملحاً ويؤخذ من هذا الملح شيء ومثل ربعه نوشادر ويجعل في لعاب الحرف وفيه شمّة من عسل البلاذر ويستعمل .
أو تؤخذ الذراريح وتسحق وتجعل على الزيت العتيق وتجعل على نار لينة نار جمر حتى يتحد الجميع ثم يسحق سحقاً كالمرهم ويتخذ منه ضمّاد وخصوصاً إن جعل عليه عسل البلاذر وخصوصاً إن جعل فيه ذرق البازي أو ذرق العصافير أو ذر البطّ .
وذكر بعضهم الكبيكج .
ومن الأدوية المحلّلة كلّ حاد محلل يكرّر على الموضع مرتين في اليوم مع تسخين العضو وخلخلته بالكمادات الفاعلة لذلك مما فيه رطوبة حارة وكلّما تحلّل نقصت مرار الوضع والتكميد ويجب أن لا يخلي التدبير عن الأدوية الملينة حتى تلين صلابة إن حدثت ولا تجمد المدّة فإن زالت المدة وتحللت وبقيت صلابة فالواجب استعمال المليّنة وحدها .
وهذه الأدوية المحلّلة للمدّة هي من جملة البورق والخردل وزبل الطيور والزرنيخ والنورة والقردمانا ويخلط بمثل الكندر وعلك البطم والمصطكي والدبق ويجمع بالخل والزيت العتيق والدواء المتّخذ بالثوم والدواء المتخذ بالأقحوان ودواء يتّخذ من العاقر قرحا والميويزج والبورق بالعسل وكلّ هذا ينظف الموضع قبله بماء حار ودواء مارقشيثا ونسخته : أن يؤخذ من حجر المارقشيثا إثنا عشر درهماً أشق مثله دقيق الباقلا ستة دراهم يخلط بريتيانج رطب ويلطخ على جلد ويوضع على المدّة حتى يسقط من ذاته ويجب أن يستعمل في الوقت فإنّه يجف سريعاً .
ودواء يتخذ من النوشادر ونسخته : يؤخذ من النوشادر جزء ومن البارزد ربع جزء من المرتك جزء وثلث ومن الزيت العتيق جزء وثلثا جزء يتخذ منه لطوخ وإذا لم تنفع الأدوية احتيج كما قدمنا ذكره إلى بط وكي .


فصل في تدبير الخراجات الباطنة أما الدبيلات الباطنة فيجب أن تدبرها بالاستفراغ وخصوصاً إذا دل المرار الخارج في البراز والبول على أنٌ الدم كله رديء .
وأما إذا صلح أو حدس الطبيب أن الدم جيد ما خلا ما دفعته الطبيعة إلى الخراج وبعد الاستفراغ فيجب أن ينضج بأدوية معتدلة مثل الشراب الرقيق اللطيف إذا شرب قليلاً قليلاً والمعتمد في إنضاح المستعصي منها الأدوية الملطفة المجففة كالمر والدارصيني وسائر الأفاويه وتتبع بشرب الشراب الرقيق الذي إلى البياض ومن المركّبات الترياق والمثروذيطوس والاميروسيا .
فصل في الدماميل الدماميل أيضاً من جنس الخراجات وأكثرها من رداءة الهضم ومن الحركات على الامتلاء وما يجري مجرى ذلك وأردأ الدماميل أغورها .
فصل في علاج الدماميل إذا ظهر الدمل فعالجه إلى قريب من ثلاثة أيام علاج الأورام الحارة ثم بعد ذلك ينبغي أن تشتغل بالتحليل والإنضاج فربما تحلل وذلك في الأقل وربما نضج .
ولا يجب أن تتغافل عن علاج الحمل فكثيراً ما يؤول إلى خراج عظيم وهذا يؤمن عند الاستفراغ بقدر الواجب فصداً وإسهالاً وإذا كان للدمل ضربان وقاعدة أصل فلا بد من نضج فأعلن عليه .
والمبتلى بكثرة خروج الدماميل يِخلصه منها الإسهال وتسخيف الجلد بالحمام المستعمل دائماً والرياضة .
ومن منضجاته : بزر المر مدقوقاً مع اللبن أو ماء التين والخردل والعسل أو التين بالعسل نفسه والحنطة الممضوغة جيدة لإنضاجها وكذلك الزبيب المعجون ببورق أو التين مع الخردل مخلوطاً بدهن السوسن .
والدواء الدّملي المعروف ودواء الخمير المعروف ودواؤه بهذه الصفة ينضج بالرفق .
ونسخته : يؤخذ سمن أوقية ونصف ومن الخمير الحامض أوقيتان وبزر المر والمدقوق وبزر قطونا من كل واحد أوقية ونصف شيرج التين ثلاث أواق حلبة وبزر الكتان من كل واحد خمسة دراهم يغلى في اللبن ويستعمل فإنه معتدل .


وإذا كان الدمل عسر النضج ساكن الحرارة ثقيلاً فافصد العرق الذي يسقيه ثم احجم الموضع ولا تفعل هذا في الابتداء فيخرج الدم الصديدي ويحتبس الغليظ وتصير هناك قرحة صلبة وإذا نضج ولم ينبط بططته إمّا بأدوية وإمّا بالحديد بحسب ما قيل في باب الخراجات ومن مفجراته الجيدة بزر الكتان وذرق الحمام والخمير .
فصل في التوثة هذا ورم قرحي من لحم زائد يعرض في اللحم السخيف وأكثره في المقعدة والفرج وقد يكون سليماً وقد يكون خبيثاً .
العلاج : هو في الكبير النتو القطع بالحديد ثم استعمال المراهم المدملة وقد يكون فيما يكون دقيق الأصل بالحزم بالابريسم وشعر الخيل وقد يكون الديك برديك والقلدقيون ونحوها بحسب الأبدان ثم بالمراهم .


القانون
القانون
( 56 من 70 )

المقالة الثانية الأورام الباردة وما يجري معها
الأخلاط الباردة وما يجري مجراها في البدن البلغم والسوداء والريح والمركب منها وقد عرفت أصنافها .
فالأورام الباردة إما أن تكون : بلغمية أو سوداوية أو ريحية أو مركبة .
والأورام البلغمية إما ساذجة بلغمية وتسمى أوراماً رخوة وإما مائية كما يعرض لعضو ما أن يجتمع فيه ماء كاستسقاء يخصه وإما دبيلات لينة كالسلع اللينة وأما مستحصفة كالخنازير والسلع الصلبة والسوداوية إما سقيروس وإما سرطان وستعرف الفرق بينهما .
والريحية إما تهيج وإما نفخة .
أما التهيج فإذا كانت الريح منتشرة مخالطة بخارية . وأما النفخة فإذا كانت الريح مجتمعة في فضاء واحد مرتكزة فيه وقد تتركب هذه الأورام بعضها مع بعض ومع الحارة .
فصل في الورم الرخو البلغمي المسمَى أوذيما
هو ورم أبيض مسترخ لا حرارة فيه وكلما كانت المادة أرق وأبل كانت الرخاوة أشد .
والإصبع أسهل نفوذاً فيما تغمزه مع ممانعة ما فيه لا تكون في التهيج وكفما كانت المادة أغلظ كان إلى الصلابة والبرد أكثر وكثير منه ما يكون عن بخار البلغم فيكون من قبيل التهيج ويفارق أوذيما السوداء بقلة الصلابة وقلة الكمودة وإذا عرض من ضربة ونحوها لم يصادف مادة تجذب إلى موضعها غير البلغم فلم يرم غير ورم البلغم وذلك .
قليل لم يخل من وجع .
فصل في علاج الورم الرخو أما الإستفراغ بالإسهال والإحتماء مما يولد البلغم فأمر لا بد منه وإذا فعل ذلك فيجب أن يكون ردعه في الابتداء بما يجمع التجفيف والتحليل ويجب أن يدلك المكان بمناديل دلكاً صلباً ثم يستعمل عليه المجففات ولا يجب أن يمسه الماء .
ومن الأدوية الجيدة في الإبتداء أن يستعمل عليه إسفنجة جديدة مغموسة في الخل الممزوج بأدهان شديدة التحليل أو مغموسة في ماء البورق والرماد ففي جوهر الإسفنجة تجفيف وتحليل .


وكلما تزيدت العلة جعل الخل الذي يغمس فيه الاسفنجة أحذق قليلاً وعند المننهى يبلغ به الغاية في الحذاقة ويستعمل وحده بالاسفنجة ومخلوطاً بأدهان شديدة التحليل وفي ذلك الوقت أيضاً تستعمل الاسفنجة مغموسة في ماء رماد التين والكرم والبلوط ونحوه .
ويجب أن تكتنف الاسفنجات جميع الجوانب لئلا تميل المادة إلى جانب آخر وقد تستعمل مكان الاسفنجة إذا لم توجد الخرق المطوية طاقين بماء الرماد إذا أديمت عليه واحدة بعد أخرى فربما نجعت وماء النورة أقوى .
ومما ينفع أيضاً دهن الورد بالخل والملح والكبريت المحرق .
والكبريت نقسه جيد والحمص بماء الكرنب عجيب النفع والماميثا في الابتداء وحده .
وبعض المجفًفات الحارة جيد والشد بالرباط نافع لما لا يكون فيه مادة غليظة ويجب في ذلك الرباط أد يبتدأ من أسفل إلى فوق وعصارة وإذا كان هذا الورم في عضو عصبي كثيف أو رباط أو وتر فاخلط في أدويته ما يقطع مع تليينه وإذا كان مع ذلك وجع للسبب الذي قيل فيجب أن يسكن الوجع أولاً بمثل الزوفاء الرطب والميجنتج والقيروطيات من الزيت وأن تستعمل النطل بالشراب الأسود القابض وبعد ذلك تستعمل ماء الرماد ونحوه .
ومن الأطلية الجيدة أن يؤخذ مر وحُضَض وسعد وصبر وزعفران وأقاقيا وطين أرمنِي قليل ويعجن بالخل وماء الكرنب وأيضاً ورق الطرفاء وملح وزيت وطين أرمني ضمّاداً بخل وأيضاً للمتقادم الوجع يؤخذ وسخ الحمام ويُغلى ويقوم بنورة تجعل فيه حتى يصير كالعجين الرخو ويُطلى وأيضاً له يطلى الموضع بالزيت ويجعل عليه إسفنجة أو صوفة مشربة خلأً وتشد عليه .
ودواء الخمير نافع ومما هو نافع أن يؤخذ ورق السوسن فيسلق نعماً ويعصر ويوضع عليه فإنه عجيب وكذلك الشب والحضض مدقوقين في الخل وماء الرماد .
ومن الأطلية القوية النفع خثى البقر والكندر والميعة والأشنة وقصب الذريرة والسنبل والأفسنتين كلها نافعة وجميع الأدوية المذكورة لها في جداول الأورام والمذكورة في القراباذين .


وقد ينفع الترهّل العارض في أقدام الحوامل أن يغمس فُقاح القصب الذي يتخذ منه المكانس في الخلّ ويوضع عليه وأجوده ما يكون بعد الدق والقيموليا بالخل والشب ومن النطولات : ماء طبيخ الكرنب أو الشبث أو طبيخ قشر الأترج وما كان من الترهل تابعاً للاستسقاء أو أمراض أخرى أبطله علاج ما هو السبب .
فصل في السلع السلع دبيلات بلغمية تحوي أخلاطاً بلغمية أو متولّدة عن البلغم صائراً عن ذلك كلحم أو عصيدة أو كعسل أو غير ذلك خصوصاً ما يحدث في مأبض المفاصل أو شيئاً صلباً لا يبعد أن يوجب إلحاقها بالسوداوية .
إلا أنا جعلناها بلغمية لأن أصل ذلك الصلب بلغم عرض له أن يبس غلظاً وقد يعرض أن يتعقد العصب فيشبه السلع ولا يكون من السلع ويفارق السلع بأنه لا يزول .
من كل جهة ولا يزرل طولاً بل يمنة ويسرة .
وكثيراً ما يحدث عن الضربة شبه سلعة فإذا عولج في الابتداء بالشد عليه زال وتحلل .
فصل في علاج السلع ما كان من السلع غددياً فعلاجه القطع والبط لا غير وكذلك العلاج الناجع في العسلية ونحوها .
قال انطيلس : في السلع مدّ أولاً الجلد الذي فوق السلعة .
بيدك اليسرى أو خادم يمده لك على نحو ما يمكن لأنه يحتاج إلى أن تشقّ كيس السلعة فيمنعك ذلك من تقصّي الكشط فإذا مددت إليك الجلد نعماً فشقّه برفق لأنه قد يمكن أن يكون حجاب السلعة امتد معه في الأحوال فتأن حتى يظهر لك حجاب السلعة ثم مد الجلد من الجانبين بصنارين وخذ في كشط الكيس عن اللحم فإنه ربما كان يمكن كشطه وربما كان ملتصقاً به فعند ذلك فاسلخه بالغمازين حتى يخرج الكيس صحيحاً بما في جوفه فإن ذلك أحكم ما يكون فإذا أخرجته فإن كان الجلد لا يفضل عن موضع الجرح لصغر السلعة فامسح الدم واغسل الجرح بماء العسل .
وخطْه وألحمه .


وإن كان يفضل عنه كثيراً لعظم السلعة فاقطع فضله كله ثم عالج فإن كانت السلعة تجاور عصباً أو عرقاً وكانت مما تنكشط فلا بأس أن تكشطها وإن كانت مما تحتاج أن تسلخ بالغمازين وخفت أن تقطع شيئاً غير ذلك فاخرج منه ما خرج واجعل في الباقي دواء حاداً ولا تلحمه حتى تعلم أنه لم يبق فيه شيء من الكيس لأن ما بقي فيه يعود وإذا أخذت سلعة عظيمة فاحشها بقطن ذلك اليوم وعالجها بالدواء وإذا بططت فيجب أن تنزع الكيس الذي يكون لها بتمامه ولو بالصنانير فإنه إذا ترك ولو قليلاً منه عاد إن أمكن أن يسلخ فيؤخذ الكيس مع السلعة كان أجود وإن بقي شيء من الكيس جعل فيه دواء حاد ثم ألحق بالسمن والعسلي من الخراجات يجب أن تجتهد حتى لا يتخرق كيسه وتحتال أن يخرج مع الكيس فإن كيسه إن انخرق صعب إخراجه فإن عرض أن ينخرق فالصواب أن تخيطه على ما فيه والمسلوخ عنه يجمع ويشدّ برباطات وإذا سال شيء من ذلك كثير فيجب أن يراعى صاحبه بالمقويات للطبيعة ويحفظ عند النوم فربما بادر إليه الغشي ويجب أن يعالج بعلاج من يخاف عليه الغشي .
وكثير من أصحاب السلع لا يحتملون السلخ ولا الأدوية الحادة لعظم مرضهم ولأمزجتهم أيضاً ولا يحتملون غير البطّ فيجب في هؤلاء أن يبط عن سلعهم ويخرج ما يخرج عنها ولا يتعرض للكيس بل يجعل فيه كل يوم بعد إخراج ما يجتمع دهن سمن مفتر فإن الكيس يعفن ويخرج بنفسه .
وأما العسلية الشهدية فمن علاجها الجيد أن تبتدأ فتكمد بشيء حار ثم تضمد بزبيب منزوع العجم والأولى أن يكشط الجلد ثم يوضع عليه المرهم وربما بلغ الدواء الحاد في كشط الجلد المبلغ المعلوم كالنورة والصابون والرماد وغير ذلك مما يجري مجراها مما ذكر في مفجّرات الخراج .
وأيضاً يؤخذ من النورة أربعة دراهم ومن دردي الخمر المحرق درهمان ومن النطرون درهمان ومن المغرة درهم يُغلى في ماء الرماد غليات قليلة وتجعل في حقه من رصاص وتندى دائماً لئلا تجف .


وهذا دواء صالح للثآليل والغمد ونحوها ونسخته : أن يؤخذ من الخربق والزرنيخ الأحمر جزءان جزءان ومن قشور النحاس أربعة أجزاء ويتخذ منه لطوخ بدهن الورد أو يتخذ من بزر الأنجرة وقشور النحاس والزرنيخ بدهن الورد .
ومن الأضمدة الجيدة للعسلية ولجميع الخراجات والحارة أيضاً وما فيه خلط لين أن يؤخذ لاذن قناً أشقّ مقل وسخ كوايرالنحل علك البطم أجزاء سواء يتخذ منه ضمّاد ومن المذوبات بلا كثير لذع هذا الدواء : يؤخذ بورق ونصفه خربق ويتخذ منه موم روغن بالشمع ودهن الورد وأيضاً يؤخذ نورة جزء قلقطار جزء زرنيخ جزء .
وأما الغدد التي تشبه السلع وهي صنف من التعقد فإن أمكنك إخراجها كالسلع ولم يكن من ذلك ضرر بعصب أو غيره من عضو مجاور فعلت وإن كان في اليد والرجل أو في موضع متصل بالعصب والأوتار فلا تتعرض لإخراجه فتوقع صاحبه في التشنج بل رضّه وشدَ عليه ما له ثقل حتى يهضمه وعلامة مثل هذا أن الغمز عليه يخدر العضو .
فصل في الغدد قد يتولّد في بعض الأعضاء ورم غددي كالبندقة والجوزة وما دونهما وكثيراً ما يكون على الكفّ وعلى الجبهة وقد يكون في أول الأمر بحيث إذا غمز عليها تفرقت ثم تعود كثيراً وربما لم تعد .
وعلاجها من جنس علاج السلع وربما كفى أن يرض ويفذع ثم يعلى بأسْرُبُ ثقيل يشد عليها شدًا فيهضمها وخصوصاً إذا طلي تحت الأسرب بطلاء هاضم مما علم ويجب أيضاً أن فصل في البثور الغددية قد تعرض أيضاً بثور غددية صغيرة وعلاجها : شدخها .
وعصر ما فيها وشد الأسرب عليها .
فصل في فوجثلا فوجثلا من جنس أورام الغمد وكأنه يخصّ بهذا الإسم ما يكون خلف الأذن وقد ذكرنا كلاماً كلياً في جميع ما يجري مجراه .
وعلاجه : العلاج المذكور في باب أورام الغد وفي أورام ما خلف الأذن ومما يخصه رماد الحلزون معجوناً بشحم عتيق لم يملح ولا نظير لهذا الدواء وأيضاً رماد ابن عرس يخلط بقيروطي من دهن السوسن ويعتق ويستعمل وينفع من الخنازير أيضاً .


فصل في الخنازير الخنازير تشبه السلع وتفارقها في أنها غير متبوِّئة تبوء السلع بل هي متعلقة باللحم وأكثر ما تعرض في اللحم الرخو ويكون أيضاً لها حجاب عصبي وقلّما يكون خنزير شديد العظم وربما تولد من واحد منها كثير وتشبه في ذلك الثآليل وربما انتظمت عقداً : وصارت كقلادة وكأنها من عنقود .
والخنازير بالجملة غدد سقيروسية ومن الخنازير ما يصحبه وجع وهو الذي يخالطه ورم حار أو مادة حاكة ومنها ما لا يصحبه وجع وهو أعسر علاجاً وربما احتيج في علاجها إلى بط أو إلى تعفين .
وأشد الناس استعداداً للخنازير في ناحية الرقبة والرأس قصار الرقبات من مرطوبي الأمزجة وأكثر المواضع تولداً فيها الخنازير الرقبة وتحت الإبط ويشبه أن تكون إنما سمّيت خنازير لكثرة عروضها للخنازير بسبب شرهها أو بسبب أن شكل رقاب أهلها تشبه رقاب الخنزير .
وأسلم الخنازير ما تعرض للصبيان وأعسرها ما تعرض للشبان .
العلاج : الأصل المعول عليه في علاج أصحاب الخنازير الاستفراغ وتلطيف التدبير ومن الاستفراغ الفاضل القيء ولا بد من الإسهال للبلغم الغليظ وخصوصاً بالحب المعروف بالواصل وأيضاً يؤخذ من التربد والزنجبيل والسكر أجزاء سواء ويشرب إلى درهمين وهو مع إطلاقه للبلغم الغليظ غير مسخّن ولا مسحج والفصد أيضاً نافع ويجب أن يكون لا محالة من القيفال .
وأما تلطيف التدبير فأن تجتنب الأغذية الغليظة وشرب الماء عليها والتخمة والامتلاء ويتجوعّ ما أمكن ويهجر كل ما يملأ الرأس مادة ويجب أن يصون المتهيىء لها الرأس عما تميل إليه المواد من النصبات المالئة مثل السجود والركوع الطويلين والوسادة اللاطئة .
وعن الأفعال التي تجذب المواد إلى الرأس مثل الكلام الكثير والصداع والضجر .


والحجامة غير موافقة لأصحاب الخنازير في أكثر الأمر وذلك أنها لا يمكنها أن تستفرغ من المادة التي للخنازير وما يجري مجراها بل تجذب إليها وتغلظها بما تخرج من الدم الرقيق وكثيراً ما تعيد الخنازير الآخذة في الذبول والتحلل إلى حالها الأولى .
وجملة تدبير الخنازير تشاكل تدبير سقيروس من جهة نفس العلة .
والخنازير إذا كانت عظيمة فإن الجراحيين يتجنبون علاجها بالحديد وبالدواء الحاد وذلك أنه يؤدي إلى تقرحها وفسادها فلا بد من الاستفراغ في أمثالها .
والتنقية وتلطيف التدبير في الغذاء واستعمال الأدوية المحلّلة عليها بالرفق .
وقد وجدنا لدرهم الرسل المنسوب إلى السليخيين في الخنازير الفادحة المتقرحة أثراً عظيماً ولكن بالرفق والمداراة .
ومن المراهم المستحبة للخنازير مرهم الدياخيلون وقد يخلط بهذا المرهم أدوية أخرى تجعله أعمل مثل أصل السوسن خاصة بخاصية فيه ومثل بعر الغنم والماعز ومثل الحرف وأصل قثاء الحمار وزبيب الجبل والتين الذي قد سقط قبل النضج ويبس أو دقيق الباقلاء واللوز المرّ والمقل يجمع إليه ويستعمل .
ومن المراهم الجيدة مرهم بهذه الصفة يؤخذ من دقيق الشعير والباقلاء وشحم الأوز جزء جزء من أصل الحنظل والشب اليماني وأصل السوسن والزفت الرطب من كل واحد نصًف جزء يجمع ذلك بالزيت العتيق بالسحق المعلوم بعد إذابة الشحم والزفت في الزيت .
ومرهم جيد يحلّل الصلب في أسبوع وما هو دونه في ثلاثة أيام وصفه جالينوس في قاطاجانس يتخذ من خردل وبزر الأنجرة وكبريت وزبد البحر وزراوند ومقل وأشق وزيت عتيق وشمع .
ومن الأدوية التي توضع عليها : زفت معجون به دقيق أو مع عنصل أو معجون به أصل الكرنب المسحوق وأصول الكبر مع المقل والترمس بالخل والعسل أو بالسكنجبين أو إخثاء البقر مجموعة أو مطبوخة بالخل وجميع هذه مع شحم الخنزير أو مع الزيت .


وهنا دواء جيد يؤخذ حلبة أربعة أجزاء نورة ونطرون جزء جزء يجمع بالعسل وأيضاً : أصل قثّاء الحمار وورق الغار مدقوقاً مع علك البطم أو رمادهما مجموعاً به .
وأيضاً : يجمع دقيق الكرسنة وبعر الماعز والغنم وخصوصاً الجبلي ببول صبي ويتخذ لطوخاً .
وأيضاً هذا الدواء : يؤخذ مر عشرة أشق سبعة دبق البلوط خمسة قنّة وهو البارزذ ووسخ الكواير واحداً واحداً يدقّ الجميع وأيضاً يجمع في الهاون الدبق الممضوغ والريتيانج من كل واحد رطل القنة ثلاث أواق يجمع ذلك وهو لطوخ جيد .
ومن الأدوية الجيدة : شمع صمغ الصنوبر شحم الخنزير غير مملح فراسيون زنجار أجزاء سواء يتخذ منه لطوخ .
وأيضاً : ريتيانج قشور النحاس جزءان شبّ يماني وزرنيخ من كل واحد أربعة أجزاء يتخذ منه لطوخ .
ومن الأدوية الجيدة : دواء القطران ودواء قثاء الحمار ودواء الكندس .
والدواء المسمى أسنيدوس والأدوية المتخذة بالحيات والساذج منها أن تؤخذ الحية الميته فترمد في قدر بطيق الحكمة وتودع التنور المسجور ثم يعجن بمثله خلا مخلوطاً بعسل مناصفة .
ومن الأدوية الجيلة : دواء من القردمانا والحرف وزبل الحمام بالزيت وكلها نافع أيضاً فرادى وكذلك دقيق الكرسنة معها ووحده بالخل والعسل أو بالزفت والشمع والزيت وأيضاً يؤخذ زييب الجبل ونطرون وريتيانج ودقيق الكرسنة ويجمع بالعسل والخل أو يؤخذ أصل السوسن وبزر الكتان ويغليان في شراب ويجعل فيهما بعد ذلك زبل الحمام مقدار ما يوجبه المشاهدة ويتخذ منه كالضماد فهو عجيب وقد جرب بول الجمل الإعرابي والمعقود منه ضماداً ومرهماً ومخلوطاً به الأدوية الخنزيرية فكان نافعاً .
والمغاث من الأضمدة العجيبة زعم بعضهم وهو الكندي أن مشاش قِرن الماعز إذا أحرق وسقي أسبوعاً كل يوم درهمين أبرأها يجب أن يفعل في كل شهر إسبوعاً .


واعلم أن من الخنازير ما يكون فيها سرطانية ما وفي مثل ذلك يجب أن تعجن الأدوية الحارة المذكورة بدهن الورد وتترك أياماً ثم تستعمل .
وأما الخنازير التي هي أحر مزاجاً فلا يجب أن يفرط عليها في الأدوية الجاذبة بل يكفيها مثل سويق الحنطة بماء الكزبرة وأقوى من ذلك المر مع ضعفه حضُضاً معجوناً بماء الكزبرة ويكون التدبير في تغليب ماء الكزبرة وتغليب الدواء الآخر بحسب المشاهدة وما يوجبه شدة الالتهاب أو قلته .
ومما ينفعه أن يسعط بدهن نوى الخوخ المقشر المحرق فإن احتيج في علاج الخنازير إلى استعمال الحديد فيجب أن يكون استعماله في الخنازير المجاورة للعروق الكثيرة والعروق الشريفة والعصب بتقية واحتياط فإن رجلاً أخطأ في بطه عن بعض الخنازير فأصاب شعبة من العصب الراجع فأبطل الصوت وقد يعرض أن لا يصيب العصب لكنه يكشفه للبرد فيسوء مزاجه فيبطل فعله إلى أن يعاد مزاجه إليه بالتسخين .
وربما أخطأ فأصاب الودج وشرّ الأوداج في ذلك الغائر فلذلك إذا كشط من جانب سليم فيجب أن يؤخذ ما يليه من الخنزير ويبطل الباقي الدواء الحاد ولا يتعرض لجانب الآفة .
فصل في الأورام الصلبة الورم الصلب المسمى سقيروس الخالص منه هو الذي لا يصحبه حس ولا ألم وإن بقي منه حس ما ولو يسيراً فليس بالسقيروس الخالص .
والخالص منه وغير الخالص الذي معه حس ما فهو عادم للوجع .
والسقيروس إما أن يكون عن سوداء عكرية وحدها أصلية ولونه أياري وإما عن سوداء مخلوطة ببلغم ولونه أميل إلى لون البدن وإما من بلغم وحده قد صلب .
الخالص في أكثر الأمر لونه لون الأسرُب شديد التمدد والصلابة وربما علاه زغب وهذا الذي لا برء له وقد يكون منه ما لونه لون الجسد ويتنقل من عضو إلى آخر ويسمى قونوس وربما كان بلون الجسد صلباً عظيماً لا يبرأ ولا يتتقل البتة .


وكل سقيروس إما مبتدىء وهو سقيروس يظهر قليلاً قليلاً ويزيد أو يستحيل عن غيره من فلغموني أو حمرة أو خراج في موضع خال أكثر ما تعرض الصلابة في الأحشاء إنما تعرض بعد الورم الحار إذا عولج بالمبردات اللزجة من الأغذية والأدوية وقد يتسرطن السقيروس وقرب السقيروس من السرطان وبعده عنه بحسب كثرة الالتهاب فيه وقلته وظهور الضربان فيه وخفائه وظهور العروق حواليه وغير ظهورها .
العلاج : يجب أن يعالج من هذه الأورام ما له حس وأن يكون الاعتماد بعد تنقية البدن بما يخرج الخلط الفاعل للعلة وربما كانت تلك التنقية بالفصد إن كان الدم كثير السواد على ما يحلّل ويلين معاً ولا يعالجه بما يحلل ويجفف فيؤدي ذلك إلى شدة التحجّر ليجفف الغليظ ويحلل اللطيف ويجب أن تجعل لعلاجه دورين : دوراً للتحليل بلمداواة بما ليس تجفيفه بكثير إذ كل محلّل في الأكثر مجفف والمرطب قلما يحلل ويجب أن تكون درجته في الحرارة من الثانية إلى الثالثة وفي التجفيف من الدرجة الأولى ودوراً آخر للتليين ويكون هذان الدوران متعاقبين ويجب أن يجوع ذلك العضو في دور التحليل ويجذب الغذاء إلى مقابلته بتحريك المقابل ورياضته وإيجاده وأن يشبع في دور التليين ويجذب إليه الغذاء بالدلك وما يشبه بطلاء الزفت وتختلف الحاجة إلى قوة الأدوية المحللة والغلينة وضعفها بحسب تخلخل العضو وتكاثفه وشدة الصلابة وضعفها وأيضاً فإن تركيب الأدوية يجب أن يجمع بين قوتين ويجب أن لا يستكثر من الحمام فيحلل اللطيف ويجمع الكثيف ولا يبلغ أن يلين كثيف .
والمليّنات التي لها تحليل ما هي مثل الشحوم شحوم الدجاج والأوز والعجاجيل والثيران والأيايل خاصة ومخاخها وشحوم التيوس وشحم الحمار جيد لها وشحوم السباع من الأسد والذئب والنمر والدب وما يجري مجراها من الثعالب والضباع وشحم الجوارح من الطير ويجب أن يخلط بها مثل الأشق والمقل والقنا والميعة والمصطكي إذا هيئت للتحليل وتفرد تلك إذا هيئت للتليين .


وأفضل الشحوم المذكورة شحم الأسد والدب ولعاب الحلبة والكتان فيه تحليل وتليين .
ويجب أن لا يكون في هذه الشحوم وأمثالها من الملينات ملح البتة فإن الملح مجفف مصلب بل يجب أن يكون فعلها فعل الشمس في الشمع تلييناً وتذويباً ولا يبلغ أن يجفف .
ومن المحلّلات التي فيها تليين ما أيضاً المقل الصقلبي والزيت العتيق ودهن الحنّاء ودهن السوسن والقنا واللاذن والميعة والزوفا الرطب وأجودها أقلها عتقاً وجفافاً وأشدّها رطوبة والمصطكي أيضاً تقارب المذكورة ودهن الحناء ودهن السوسن التين البستي والخروع فيه من التحليل والتليين معاً ما هو وفق الكفاية .
ومن المليّنات يؤخذ عكر البزر وعكر الخل يغليان وتصبّ بعد الإغلاء الجيد عليهما إهال الألية وتستعمل .
ومن الأدوية الجيدة لذلك : أن يؤخذ قثاء الحمار وأصل الخطمي ويتخذ منهما لطوخ وإن كان معهما ميعة فهو أجود وإذا ظهر لين فيجب أن يلطخ بأشق محلول بخل ثقيف أياماً كثيرة ثم يعاود التليين أو قناً وجاوشير أو يؤخذ قنا وأشق ومَقْل يسحق الجميع ويلتّ بدهن البان ودهن السوسن مع شيء من لعاب الحلبة والكتان ويتخذ كالمرهم .
ووسخ الحَمَام من الأدوية الشديدة النفع إذا وقع في مراهم الأورام الصلبة فإن لم يجد وسخ الحمام استعمل بدله الخطمي والنطرون .
ومن الأضمدة الجيدة في وقت التحليل : الأضمدة التي للخنازير مما ذكرنا أو ضمّاد باريس وقوناون .


وإذا كان الورم شديد الغلظ فلا بد من الخل فإنه يقطع ويوهن قوة العضو وخصوصاً إن كان عصبياً فيكون أشد تخلية عن المادة وتسليماً لها إلى السبب المؤثر من خارج ولكن يجب أن يكون استعمال الخل وإدخاله في الأدوية في آخر الأمر دون أوله وحين تقع المبالغة في وأجرأ ما يكون الطبيب على استعمال الخل هو عندما يكون الورم في عضو لحمي مثل ما يكون في الطحال وقد يطلى الموضع بالخل ويُبخر به ثم يتبع بطلاء مثل الجاوشير ثم الأشق يبدأ بالقليل للرقيق ثم يزاد قوة ثم يمزج إلى التليين .
ويجب أن يستعمل على الورم الدهن اللين الذي لا قبض فيه وهو أوفق من الماء وخصوصاً دهن الشبث المتخذ من الشبث الرطب وما كان من الصلابات في الأوتار والعصب فيعالج بالمقطعات .
ومن المعالجات الجيدة لذلك : التخير من الحجارة المحماة حجارة الرحا وأفضل ما يبخر عنه المارقشيثا ويجب أن يبالغ في التبخير والتدخين حتى يظهر العرق .
وربما طلي بالمارقشيثا مسحوقاً مدوفاً بالخلّ فنفع ويجب أن يرفق أيضاً في استعمال الخل لئلا يفرق اللطيف ويصلب الكثيف ولئلا تفسد قوة العصب بإفراط وهو في الابتداء رديء فاجعل لاستعماله فترات فيها تليين فإذا ابتدأ فبخر العضو بمثل ما ذكر واطل حينئذ بالأدوية المرافقة وذلك في العضو اللحمي أسلم .
فصل في صلابة المفاصل قد تعرض في المفاصل صلابة تمنع تحريك المفصل بالسهولة ولا يبطل الحس وربما كان عصبياً فصل في التي تسمى المسامير إن المسمار عقدة مستديرة بيضاء مثل رأس المسمار وكثيراً ما يعرض من الشجوج وبعد الجراحات وعقيب علاجها ثم يكثر في الجسد وأكثره يحدث في الرجل وأصابع الرجل وفي الأسافل فيمنع المشي فيجب أن تشق عنه ويخرج أو يفدغ باليد دائماً ويلزم الأسرُب إن كان حيث لا يمكن أن يخرج وكثير منه إذا لم يعالج صار سرطاناً .


فصل في السرطان السرطان ورم سوداوي تولِّده من السوداء الاحتراقية عن مادة صفراوية أو عن مادة فيها مادة صفراوية احترق عنها ليس عن الصرف العكري ويفارق سقيروس بأنه مع وجع وحده وضربان ما وسرعة ازدياد لكثرة المادة وانتفاخ لما يعرض في تلك المادة من الغليان عند انفصالها إلى العضو ويفارقه أيضاً بالعروق التي ترسل حواليه إلى العضو الذي هو فيه كأرجل السرطان ولا تكون حمراء كما في الفلغموني بل إلى سواد وكمودة وخضرة وقد يخالفه بأن الغالب من حدوثه يكون ابتداء .
وغالب حدوث الصلب يكون انتقالاً من الحار ويفارق السقيروس الحق بأن له حسا وذلك لا حسّ له البتة وأكثر ما يعرض في الأعضاء المخلخلة ولذلك هي في النساء أكثر وفي الأعضاء العصبية أيضاً وأول ما يعرض يكون خفي الحال .
فإنه إذا ظهر السرطان أشكل أمره أول ما يظهر في أكثر الأمر ثم تظهر أعلامه .
وأول ما يظهر في الابتداء يكون كباقلاة صغيرة صلبة مستديرة كمدة اللون فيها حرارة ما ومن السرطان ما هو شديد الوجع ومنه ما هو قليل الوجع ساكن ومنه متأد إلى التقرّح لأنه من سوداء هي حراقة الصفراء المحضة وحدها ومنه ثابت لا يتقرح وربما انتقل المتقرح إلى غير المتقرح وربما رده إلى التقرح علاجه بالحديد ويجعل له شفاهاً أغلظ وأصلب .
ويشبه أن يكون هذا الورم يسمى سرطاناً لأحد أمرين أعني إما لتشبثه بالعضو كتشبث السرطان بما يصيده وإما لصورته في استدارته في الأكثر مع لونه وخروج عروق كالأرجل حوله منه .
فصل في العلاج الذي يجب أن يتوقع من علاجه إنه إذا ابتدأ فربما أمكن أن يحفظ على ما هو عليه حتى لا يزيد وأن يحفظ حتى لا يتقرح وقد يتفق في الأحيان أن يبرأ المبتلىء وأما المستحكم فكلا .


وكثيراً ما يعرض في الباطن سرطان خفي ويكون الصلاح فيه على ما قال بقراط أن لا يحرك فإنه إن حرّك فربما أدى إلى الهلاك وإن ترك ولم يعالج فربما طالت المدة مع سلامة ما وخصوصاً إذا أصلحت الأغذية وجعلت مما يبرّد ويرطّب ويولّد مادة هادية سالمة مثل ماء الشعير والسمك الرضراضي وصفرة البيض النمبرشت ونحو ذلك .
وإذا كانت هناك حرارة فمخيض البقر كما يمخض ويصفّى وما يتخذ من البقول الرطبة حتى القرع وربما احتمل السرطانِ الصغير القطع وإن أمكن أن يبطل بشيء فإنما يمكن أن يبطل بالقطع الشديد .
الاستئصال المتعدي إلى طائفة يقطعها من المطيف بالورم السال لجميع العروق التي تسمْيه حتى لا يغادر منها شيء يسيل منها بعد ذلك دم كثير وقد تقدم بتنقية البدن عن المادة الرديئة إسهالاً وفصداً ثم تحفظه على نقائه بالأغذية الجيدة الكم والكيف وتقوية العضو على الدفع على أن القطع في أكثر الأوقات يزيده شراً .
وربما احتيج بعد القطع إلى كيّ وربما كان في الكيّ خطر عظيم وذلك إذا كان سرطان بقرب الأعضاء الرئيسة والنفيسة وقد حكى بعض الأولين أن طبيباً قطع ثدياً متسرطناً قطعاً من أصله فتسرطن الآخر .
أقول : أنه قد يمكن أنه كان ذلك في طريق تسرطن فوافق تلك الحالة ويمكن أن يكون على سبيل انتقال المادة وهو أظهر .
فصل في تدبير إسهاله يسقى مراراً بينها أيام قلائل كل مرة أربعة مثاقيل أفتيمون بماء الجبن أو ماء العسل أو طبيخ الأفتيمون في السكنجبين وللقويّ من الناس أيارج الخربق .
فصل في ذكر الأدوية الموضعية للسرطان وأما الأدوية الموضعية للسرطان فيراد بها أربعة أغراض .
إبطال السرطان أصلاً وهو صعب والمنع من الزيادة والمنع من التقرح .
وعلاج التقرح .


واللواتي يراد بها إبطال السرطان : فَيُنْحَى فيها نحو ما فيه تحليل لما حصل من المادة الرديئة ودفع لما هو مستعد للحصول في العضو منها وأن لا تكون شديدة القوة والتحريك فإن القوى من الأدوية يزيد السرطان شراً وذلك أيضاً يجب أن يجتنب فيها اللذّاعة .
ولذلك ما تكون الأدوية الجيدة لها هي المعدنية المغسولة كالتوتيا المغسول وقد خلط به من الأدهان مثل دهن الورد ودهن الخيري معه .
وأما منع الزيادة : فيوصل إليه بحسم المادة وإصلاح الغذاء وتقوية العضو بالأدوية الرادعة المعروفة واستعمال اللطوخات المعدنية مثل لطوخ حكاكة حجر الرحا وحجر المسن ومثل لطوخ تتخذ من حلاله تنحل بين صلاية وفهر من أسرب .
في رطوبة مصبوبة على الصلاية هي مثل دهن الورد ومثل ماء الكزبرة وأيضاً فإن التضميد بالحصرم المدقوق جيد نافع .
واللواتي يراد منها منع التقرّح : فاللطوخات المذكورة لمنع الزيادة إذا لم يكن فيها لذع جميعها نافع وخصوصاَ إذا خلط بالحلالة المذكورة من فهر وصلاية أسربية .
وإذا كان في
الجملة طين مختوم أو طين أرمني أو زيت أنفاق وماء حي العالم والإسفيذاج مع عصارة الخسّ أو لعاب بزرقطونا أو إسفيذاج الأسرب فهو تركيب جيد .
ومما هو بليغ النفع التضميد بالسرطان النهري الطريّ وخصوصاً مع إقليميا .
وأما علاج التقرح : فمما هو جيد له أن يدام إلقاء خرقة كتان مغموسة في ماء عنب الثعلب عليه كلما كاد يجف رش عليه ماؤه ويؤخذ لبّ القمح واللبان وأسفيذاج الرصاص من كل واحد وزن درهم ومن الطين الأرمني والطين المختوم والصبر المغسول من كل واحد درهمين تجمع هذه وتسحق وتستعمل على الرطب ذروراً وعلى اليابس مرهماً متخذاً بدهن الورد .
وقد ينفع منه رماد السرطان مع قيروطي بدهن الورد .
وأجوده أن يخلط به مثله إقليميا وقد ينفع منه دواء التوتيا أو التوتيا المغسول بماء الرجلة أو لعاب بزرقطونا .


فصل في الأورام الريحية ونفخات العضل إن من الأورام الريحية ما يكون عن بخار سلس فيشبه التهيّج ويجري مجراه ومنه ما يكون عن بخار ريحي ويسمى نفغة وله مدافعة وبريق وربما صوت ضربه باليد وخصوصاً إذا صادف فضاء يجتمع إليه كالمعدة والأمعاء وما بين الأغشية المطيفة بالعظام وبين العظام أو المطيفة بالعضل وبين العضل وكذلك ما يطيف بالأوتار وربما لم تتحلّل الأقضية بل مزّق الأعضاء المتصلة ودخلها أو تولد فيها فأحوج إلى تمزقها والريح يبقى ويحتبس لكثافتها وغلطها ولكثافة ما يحيط .
بها وضيق مسامه وربما توهم الإنسان أن على عضو منه كالركبة ورماً محوجاً إلى البط .
فيبطه فيخرج ريح فقط .
فصل في العلاج أما ما يشبه التهيّج فعلاجه .
من جنس علاج التهيج وأما النفخة فيحتاج في علاجها إلى ما يخلخل الجلد ويحلل ما فيه ويمكن أن يكون له على الموضع مكث مدة طويلة ولا بدّ من أن يكون في غاية اللطافة ليتمكن للطافة أجزائه من الغوص البالغ وربما احتيج إلى وضع محاجم من غير شرط ليفش النفخة .
ومن أدويتها الموضعية : أدهان حارة مثل زيت لطيف الأجزاء طبخ فيه مثل السذاب والكمون والبزور الملطفة كبزر الكرفس والأنيسون والنانخواه وما يشبه ذلك .
ومن المراهم المحللة : وخصوصاً لما يقع في الأعضاء الوترية والعضلية أن يؤخذ وسخ الحمام فيجعل مع الماء في الطنجير ويصب عليه نورة مطفأة على قدر ما يحصل منها قوام كقوام الطين ويلطّخ به .
وقد يعمل من الخمر والنورة مرهم جيد معتدل وأيضاً يؤخذ الزوفا اليابس ويسحق ويدر على قيروطي متخذ من الشمع ودهن الشبث ويتخذ منه مرهم للطوخ .


والذي يعرض من النفخة في العضلط لرض يعرض لها فيجب أن يجنّب الأدوية الحارة جداً والحريف لئلا تستوحش الأعضاء منها وتشمئز بل إذا عولج بالمحللات فليخلط بها شيء من المسكنة للوجع وذلك مثلا علاجك بمثل الميبختج مضروباً بالزيت مغموساً فيه صوف الزوفا وإن كانت حرارة ما فدهن الورد مغموساً فيه صوف الزوفا أو محلولاً فيه الزوفا أعني الرطب ويستعمل جميع ذلك مفتراً إلى الحرارة ولا يترك أن يبرد فإن البرد ضار بمثله فإن كان هناك من الابتداء وجع فليستعمل عليها الأدهان التي فيها تسكين للوجع مع منع ما في الابتداء كدهن البنفسج والورد مع قوة دهن الشبث فإذا وجد بعض الخفة جعل في الأدوية ما فيه زيادة قوة على التحليل مثل النطرون والخل ثم ماء الرماد ثم المراهم المحللة مثل المرهم المذكور .
فصل في العرق المديني العرق المديني هو أن يحدث على بعض الأعضاء من البدن بثرة فتنتفخ ثم تتنقط ثم تتثقب ثم يخرج منها شيء أحمر إلى السواد ولا يزال يطول ويطول وربما كانت له حركة دودية تحت الجلد كأنها حركة الحيوان وكأنه بالحقيقة دود حتى ظن بعضهم أنه حيوان يتولد وظن بعضهم أنه شبة من ليف العصب فسد وغلظ وأكثر ما يعرض في الساقين وقد رأيته على اليدين وعلى الجنب ويكثر في الصبيان على الجنبين وإذا مد فانقطع عظم فيه الخطب والألم بل يوجع مدة وإن لم ينقطع .
وقد قال جالينوس أنه لم يُحَصل من أمره شيئاً واضحاً معتمداً لأنه لم يره البتة ويقول أن سببه دم حار رديء سوداوي أو بلغم محترق يحتد مع اشتداد من يبس مزاج وربما ولدته بعض المياه والبقول بخاصية فيها .


وأكثر ما يولّده من الأغذية ما هو جاف يابس وكلما كانت المادة المتولدة عنها ذلك في البدن أحد كان الوجع أشد وربما حدث في بدن واحد في مواضع نحو أربعين منه وخمسين مع أنه يتخلص منه بالعلاج وثَفُلَ في الأبدان الرطبة والمستعملة للاستحمامات والأغذية المرطبة والمستعملة للشراب بقدر وأكثر ما يتولد في المدينة ولذلك ينسب إليها وقد يتولّد أيضاً في بلاد خوزستان وغيرها وقد يكثر أيضاً ببلاد مصر وفي بلاد أخر .
فصل في العلاج أما الاحتراز منه في البلاد التي يتولد فيها والأغذية التي يتولد منها .
فبمضادة سببه وذلك باستفراغ الدم الرديء فصداً من الباسليق أو من الصافن بحسب الموضع وتنقية الدم بمثل شرب الهليلجين وطبيخ الأفتيمون وشرب حبّ القوقاي خاصة واستعمال الاطريفل المتخذ بالسنا والشاهترج وترطيب البدن بالأغذية المرطبة والاستحمامات وسائر التدبير المرطب المعلوم فأما إذا ظهر أثره أول ظهوره فالصواب أن يستعمل تبريد العضو بالأضمدة المبردة المرطبة كالعصارات البارعة المعروفة مع الصندلين والكافور بعد تنقية البدن ويستظهر أيضاً بإرسال العلق على الموضع .
ومن الأطلية الجيدة طلاء من صبر وصندل وكافور أو المر والبزرقطونا واللبن الحليب فإن لم يرجع ولكن أخذ يتنفط فربما منعه وصرفه وخفف الخطب فيه أن يشرب صاحبه على الولاء أياماً ثلاثة كل يوم وزن درهم من صبر أو يشرب منه يوماً نصف درهم وفي الثاني درهماً وفي الثالث درهماً ونصفاً ثلاثة أيام ويطلى عليه الصبر أو يطلى على فوهته رطوبة الصبر الرطب اللزجة .


وكذلك في ابتداء ما يخرج فإن لم يبال من ذلك وخرج فالصواب أن يهيأ له ما يشدّ به ويلف عليه بالرفق قليلاً قليلاً حتى يخرج إلى اَخره من غير انقطاع وأحسنه رصاصة يلف عليها ويقتصر على ثقلها في جذبه فينجذب بالرفق ولا يتقطع ويجتهد في تسهيل خروجه بأن يدام تسخيف العضو وخلخلته بالنطول بالماء الحار واللعابات المبردة والأدهان الملينة باردة ولطيفة وربما لم يسهل بذلك بل احتيج إلى مثل التلطيخ بدهن الخيري بل الزنبق بل البان وأن يستعمل عليه مرهم الزفت وإن كان الحدس يوجب أن البط عنه يخرجه بكليته ولم يكن مانع بططت وأخرجت وإن كان إخراجه بالجذب المذكور لا يسهل والبط عنه لا يمكن فعفنه بالسمن فإنه يعفن بكليته ويخرج .
وإياك واستعمال الحادة من الأدوية فإنه ربما أدى إلى الأكلة واذا أدمن على أواخره الدلك بالملح قليلاَ قليلاً أو دلك من خلف بالمرفق ومد من مخرجه باللطف والرفق خرج بكفيته خصوصاً إذا شُق أبعد ما خلفه وأدخل تحته الميل هناك ودفع وأديم المَسْح وهو يخرج بالملح قليلاً قليلاً بالرفق فإنه إذا فعل به ذلك فقد يخرج كله فإن انقطع وكمن لم يكن بد من البط عنه إلى أن يصار كرة أخرى ثم يخرج بالرفق ويعالج الموضع بعلاجات الجراحات .
المقالة الثالثة الجذام
فصل في ماهيه الجذام وسببه
الجذام علة رديئة يحدث من انتشار المرة السوداء في البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيئتها وشكلها وربما فسد في آخره اتصالها حتى تتأكّل الأعضاء وتسقط سقوطاً عن تقرّح وهو كسرطان عام للبدن كله فربما تقرح وربما لم يتقرّح وقد يكون منه ما يبقى بصاحبه زماناً طويلاً جداً .
والسوداء قد تندفع إلى عضو واحد فتحدث صلابة أو سقيروساً أو سرطاناً بحسب أحوالها وإن كانت رقيقة غالية أحدثت آكلة وإن اندفعت إلى السطح من الجلد أحدثت ما يعرف من البرش والبهق الأسود والقوباء ونحوه .


وقد ينتشر في البدن كله فإن عفن أحدث الحمى السوداوية وإن ارتكم ولم يعفن أحدث الجذام وسببه الفاعلي الأقدم سوء مزاج الكبد المائل جداً إلى حرارة ويبوسة فيحرق الدم سوداء أو سوء مزاج البدن كله أو يكونان بحيث يكثف الدم بسببهما برداً وسببه المادي هو الأغذية السوداوية والأغذية البلغمية أيضاً إذا تراكمت فيها التخم وعملت فيها الحرارة فحللت اللطيف وجعلت الكثيف سوداء والامتلاءات والأكلات على الشبع لهذا المعنى بعينه وأسبابه المعينة إنسداد المسام فيختنق الحار الغريزي ويبرد الدم ويغلظ وخصوصاً إذا كان الطحال سددياً ضعيفاً لا يجذب ولا يقدر على تنقية الدم من الخلط السوداوي أو كانت القوة الدافعة في الأحشاء تضعف عن دفع ذلك في عروق المقعدة والرحم وكانت المسام منسدة وقد يعين ذلك كله فساد الهواء في نفسه أو لمجاورة المجذومين .
فإن العلة معدية وقد تقع بالإرث وبمزاج النطفة التي منها خلق في نفسه لمزاج لها أو مستفاد في الرحم بحال لها مثل أن يتفق أن يكون العلوق في حال الحيض .
فإذا اجتمع حرارة الهواء مع رداءة الغذاء وكونه من جنس السمك والقديد واللحوم الغليظة ولحوم الحمير والعدس كان بالحري أن يقع الجذام كما يكثر بالإسكندرية .
والسوداء إذا خالطت الدم أعان قليلها على تولّد كثيرها لأنها لا محالة تغلظ من وجهين : أحدهما بجوهرها الغليظ والثاني ببردها المجمّد لهاذا غلظ بعض رطوبته كان تجفّفه بحرارة البدن أسهل وقد يبلغ من غلظ الدم في المجذومين أن يخرج في فصدهم شيء كالرمل .
وهذه العلة تسمى داء الأسد .
قيل إنما سمّيت بذلك لأنها كثيراً ما تعتري الأسد وقيل لأنها تجهم وجه صاحبها وتجعله في سحنة الأسد وقيل لأنها تفترس من تأخذه افتراس الأسد والضعيف من هذه العلة عسر العلاج والقوي ما يؤمن من علاجه والمبتدىء أقبل والراسخ أعصى والكائن من سوداء الصفراء أهيج وأكثر أذى وأصعب أعراضاً وأشد إحراقاً وتقريحاً لكنه أقبل للعلاج .


والكائن عن ثقل الدم أسلم وأسكن ولا يقرّح والكائن عن السوداء المحترقة يشبه الصفراوي في أعراضه لكنه أبطأ قبولاً للعلاج وهذا المرض لا يزال يفسد مزاج الأعضاء بمضادة الكيفية للكيفية الموافقة للحياة أعني الحرارة والرطوبة حتى يبلغ إلى الأعضاء الرئيسة وهناك يقتل ويبتدىء أولاً من الأطراف والأعضاء اللينة وهناك ينتشر الشعر عنها ويتغير لونها وربما تأدت إلى تقرّح ثم يدبّ يسير يسيراً في البدن كله فإنه وإن كان أول تولده في الأحشاء فإن أول تأثيره في الأطراف لأنها أضعف .
على أنه ربما مات صاحبه قبل أن تنعكس غائلته الظاهرة على الأحشاء والأعضاء الرئيسة ويكون صوته ذلك بالجذام وبسوء مزاجه .
ولما كان السرطان وهو جذام عضو واحد مما لا برء به فما تقول في الجذام الذي هو سرطان البدن إلا أن في الجذام شيئاً واحداً وهو أن المرض فاش في البدن كله فإذا استعملت العلاجات القوية اشتغلت بالمرض ولم تحمل على الأعضاء الساذجة وليس كذلك في السرطان .


فصل في العلامات إذا ابتدأ الجذام ابتدأ اللون يحمر حمرة إلى سواد وتظهر فيَ العين كمودة إلى حمرة ويظهر في النفس ضيق وفي الصوت بحة بسبب تأذي الرئة وقصبتها ويكثر العطاس وتظهر في الأنف غنة وربما صارت سدة وخشماً ويأخذ الشعر في الرقة وفي القلة ويظهر العرق في الصدور ونواحي الوجه وتكون رائحة البدن وخصوصاً العرق ورائحة النفس إلى النتن وتظهر أخلاق سوداوية من تيه وحقد وتكثر في النوم أحلام سوداوية كثيرة ويحس في النوم كأن على بدنه ثقلاً عظيماً ثم يظهر الانتثار في الشعر والتمرّط فيه خصوصاً فيما كان من الشعر على الوجه ونواحيه وربما انقلع موضع الشعر وتتشقّق الأظفار وتأخذ الصورة تسمج والوجه يجهم واللون يسود ويأخذ الدم يجمد في المفاصل ويعفن ويزداد ضيق النفس حتى يصير إلى عسر شديد وبهر عظيم ويصير الصوت غاية في البحّة وتغلظ الشفتان ويسود اللون وتظهر على البدن زوائد غددية شبيهة بالحيوان الذي يسمى باليونانية ساطورس ثم يأخذ البدن في التقرّح إذا كان جذاماً غير ساكن ويتأكّل غضروف الأنف ثم يسقط الأنف والأطراف ويسيل صديد منتن ويعود الصوت إلى خفاء ولا يكون قد بقي شعر ويسود اللون جداً .
ونبض المجذوم ضعيف لضعف القوة وقلة الحاجة إذ المرض بارد وبطيء غير سريع لضعف البرد ولا بد من تواتر إذ لا سرعة ولا عظم .
فصل في العلاج يجب أن تباشر فيه إلى الاستفراغ والتنقية قبل أن يغلظ المرض وإذا تحققت أن هناك دماً كثيراً فاسداً فيجب أن تبادر وتفصد فصداً بليغاً ولو من اليدين فإن لم يتحقق ذلك فلا فصد فإن الفصد من العروق الكبار ربما يضره جداً أكثر مما ينفعه ولكنه قد يؤمر بفصده من تفاريق العروق الصغار إن خيف عليه فصد الكبار واعلم أن دماً بارداً في الظاهر فيكون ذلك أبلغ من الحجامة والعلق وأقل ضرراً بالأحشاء وذلك مثل عرق الجبهة والأنف .


وأما في الأكثر فالفصد محتاج إليه في علاج هذه العلة ومما يستدعي إلى ذلك ضيق نفسه وعسره وربما احتيج إلى فصد الوداج عند اشتداد بحة الصوت وخوف الخنق فإن فصد فيجب أن يراح أسبوعاً ثم يستفرغ بمثل أيارج لوغاذيا وأيارج شحم الحنظل ويستفرغ بمطبوخات وحبوب متخذة من الأفتيمون والأسطوخودوس والبسفايج والهليلج الأسود والكابلي والخربق الأسود واللازورد والحجر الأرمني ولا يضر أن يخلط بها شحم الحنظل والسقمونيا أيضاً وخصوصاً إذا كان هناك صفراء ويضاف إليها صبر وقثاء الحمار والتيادريطوس جيد لهم وأيضاً أيارج فيقرا وخصوصاً إذ قوي بالسمقونيا من جيده مسهلات المجذومين لا سيما إذا شم شمة من الخريق أو جعل معه الحجر الأرمني .
وفي الصيف يجب أن يخفف ولا يُلقى في المطبوخ تقوية حتى لا يثير ويدبر .
مطبوخ للمجذومين : يؤخذ إهليلج أصفر وإهليلج أسود من كل واحد عشرة دراهم نانخواه خمسة دراهم حلتيت طيب نصف درهم زبيب منزوع العجم نصف مناً يطبخ بثلاثة أباريق ماء حتى يصير على الثلث ويُعصر ويُصفى ويُخلط فيه من العسل وزن خمسة دراهم ويُسقى ويمرخ جسمه بالسمن ويجلس في الشمس حتى يغلي أو يخطو سبعين خطوة ويتقلب على اليمين والشمال والظهر والبطن ويأكل الخبز بالعسل .
يسقى هذا الدواء على ما وصفنا سبعة أيام ويجدد طبخه في كل يوم وليس يكفي في علاج هؤلاء الذين لم يستحكموا استفراغ واحد بل ربما احتيج أن يستفرغوا في الشهر مرتين أو في كل شهر مرة بحسب موجب المشاهدة وذلك بأدوية معتدلة .
وقد يسهل كل يوم بالرفق مجلساً ومجلسين بما يسهل ذلك من الشربات الناقصة من الأدوية المذكورة أربعين يوماً ولاء .
أما القوية جداً مثل الخربق ونحوه والكثير الوزن فيكفي في العام مرة ربيعاً ومرة خريفاً أو أكثر من ذلك ويجب أن يقبل على أدمغتهم بالتنقية بمثل الغراغر المذكورة في باب أمراض الرأس وبالسعوطات المعروفة .


نسخة سعوط : يؤخذ دار فلفل وماميران وشيطرج وجوف البرنج من كل واحد درهم جوزبوّا مشكطرامشيع من كل واحد نصف درهم عصارة الفنجنكشت ثلاث قواطل دهن خل ثلاث قواطل يخلط ويطبخ حتى يذهب الماء ثم يصفّى ويحفظ في زجاجة ويسعط به في منخريه ما وَسِعا ثم يتبع إذا أكثر من ذلك السعوطات المرطبة ويجب أن يمنعوا عن كل ما يجفف ويحلّل الرطوبة الغريزية ويُحرّم عليهم التعب والغمّ وأن ينتقلوا من هواء إلى هواء يضاده وأن يسقوا بعد التنقية الأدهان مثل دهن اللوز بمثل عصير العنب وذلك إذا استفرغوا مراراً ويجب أن يراضوا كل غداة بعد اندفاع الفضول من الأمعاء ويكلفوا رفع الصوت العالي ويتوثبوا ويصارعوا ثم يدلكوا فإذا عرقوا نشّفوا وبعد ذلك يدهنون بأدهان معتدلة في الحر والبرد مرطبة في أكثر الأمر مقوية في الأول فإنهم يحتاجون في الأول إلى مقويات كالهليلج والعفص أيضاً بخل .
وربما استعمل عليهم التمريخ بالدهن مع لبن النساء وكذلك يجب أن يسعطوا به إذا كثر اليبس .
وإذا هاج بهم غثيان قُيئوا والأجود أن يستحمّوا ثم يتمرّخوا .
وإذا استحموا فمروخاتهم من مثل دهن الآس والمصطكي ودهن فقّاح الكرم ودار شيشعان ودهن القسط على الأطراف ثم يراح المعالج منهم نصف ساعة ويعرض على القيء بالريشة ثم يسقى شيئاً من الإفسنتين .
وربما احتيج إلى تمريخهم في الحمّام بالملطفات المحلَلة التي يقع فيها النطرون والكبريت وحب الغار وغراء النجارين بل الخردل والصعتر والفلفل ودار فلفل والعاقرقرحا والميويزج والخردل والصبر والفوتنج وإلى التضميد بها على أوصالهم .
بل ربما احتيج إلى مثل الفربيون وذلك حين تكلفهم أن يستحموا لتحليل فضولهم ولتعريقهم فإن تعريقهم قانون جيد في علاجهم وقد يمرخون بالترياق والشليثا والقفتارغاز .
وربما احتيج إلى تمريخهم بمثل ذلك في الشمس الحارة وخير غسولاتهم في الحمّام ما طبخ فيه الحلبة مع الصابون الطيب ويجب أن يجتنب المجذوم الجماع أصلاً .


وأما الأشياء التي يسقونها فمن فاضل أدويتهم الترياق الفاروقي المتخذ بلحوم الأفاعي وترياق الأربعة والقفتارغان ودبيد كبريتا وقد يسعطون بهذه أيضاً وأن يسقوا من أقراص الأفاعي أيضاً وحدها مثقالاً مثقالاً في أوقية من شراب غليظ أو طلاء وأقراص العنصل أيضاً .
واعلم أن لحم الأفاعي وما فيه قوة لحمها من أجل الأدوية لهم ولا ينبغي أن تكون الأفعى سبخية ولا ريفية ولا شطّية فإنها في الأكثر قليلة المنفعة وللكثير منها غائلة التعطيش والإتلاف به بل تختار الجبلية لا سيما البيض وتقطع رؤوسها وأذنابها دفعة واحدة فإن أكثر سيلان الدم عنها وبقيت حية مضطربة اضطراباً كثيراً وزماناً طويلاً فذلك وإلا تركت والمرافق منها الكثير سيلان الدم والاضطراب بعد الذبح وينظف ويطبخ كما نذكر لك ويؤكل منه ومن مرقته والخمر التي تموت فيها الأفعى أو تكرع فقد عوفي بشربها قوم اتفاقاً أو قصداً للقتل من الساقي وملح الأفعى نافع أيضاً وأما شورباجة الأفاعي فأن تؤخذ الأفاعي المقطوعة الطرفين المنقاة عن الأحشاء ثم تسلق بالكراث والشبث والحمص والملح القليل تطبخ بماء كثير حتى تتهرى وتؤخذ عظامها حينئذ عنها وينقى لحمها ويستعمل بأن يؤكل لحمها ويتحشى مرقها على ثريد عن خبز سميذ وربما طرح معها شيء من فراخ الحمام حتى تطيب المرقة .
وهذا التدبير ربما لم يظهر في الابتداء نفعه ثم ظهر دفعة وربما تقدم العافية زوال العقل أياماً وعلامة ظهور فائدته فيه والوصول إلى الوقت الذي يجب أن يكف فيه عن استعماله أن يأخذ المجذوم في الانتفاخ فينتفخ ثم ربما اختلط عقله ثم ينسلخ ثم يعافى فإذا لم يسدر ولم ينتفخ فليكرر عليه التدبير كرة أخرى .
ومما وصفوا لذلك أن يذبح الأسود السالخ ويدفن حتى يتدود ويخرج مع دوده ويجفف ويسقى من أفرط عليه الجذام منه ثلاثة أيام كل يوم وزن درهم بشراب العسل والتمريخ أيضاً بما فيه قوة الأفعى نافع له كالزيت الذي يطبخ فيه ومثل هذا الدواء .


ونسخته : يؤخذ الأسود السالخ ويجعل في قدر ويصبّ عليه من الخلّ الثقيف ثمان أواق ومن الماء أوقية ومن الشيطرج الرطب وأصل اللوف من كل واحد أوقيتين يطبخ على نار لينة حتى تتهرى الحية ويصفى الماء عن الحية ويتدلّك به بعد حلق اللحية والرأس يفعل ذلك ثلاثة أيام ويعرض لهم من استعمال الأدوية الأفعوية الانسلاخ عن الجلد الفاسد وإبدال لحم وجلد صحيح على أن تمريخ المجذوم بالمرطبات المعتدلة الحرارة مما ينفع في بعض الأوقات إذا اشتد اليبس وكذلك إسعاطه بمثل دهن البنفسج وفيه قليل دهن خيري وأيضاً بمثل شحوم السباع والثيران والطيور وبمثل دهن القسط والدار شيشعان ودهن السوسن يحفظ الأطراف وذلك بعد التنقية وقبل التنقية لا يمرخ البتة فيسد المسام .
ومن المشروبات النافعة لهم البزرجلي ودواء السلاخة واللبن من أوفق ما يعالج به وخصوصاً عند ضيق نفسه وعسره وبحة صوته وفي فترات ما بين الاستفراغات ويجب أن يشرب في حال ما يحلب ولبن الضأن من أنفع الأشياء له ويجب أن يشرب منه قدر ما ينهضم وإن اقتصر عليه وحده إن أمكن كان نافعاً جداً وإن كان ولا بد فلا يزيد عليه شيئاً إن أمكن غير الخبز النقي والاسفيدباجات بلحوم الحملان وما أشبه ذلك مما سنذكره .
وإذا عاد النفس إلى الصلاح فالأولى أن يترك اللبن ويقبل على الأشياء الحريقة ليتقيأ بها لا لغير ذلك ويستفرغ بما ذكر ثم إن احتاج عاود اللبن إلى الحد المذكور ويجب أن يكرر هذا التدبير في السنة مراراً .
وأما المستحكمون فلا يجب أن يشتغل بفصدهم ولا بإسهالهم بمراء قوي فإن الفضول فيهم تتحرك ولا تنفصل بل يرفق بإمالة المواد منهم إلى الأمعاء ويستعمل من خارج ما يفش ويحلل .


ومن الأشربة الصالحة لهم أن يؤخذ من الخلّ أوقية ونصف ومن القطران مثله ومن عصارة الكرنب البري النيء ثلاث أواق يخلط الجميع ويسقى بالغداة والعشي أو يؤخذ لهم من برادة العاج وزن عشرة قراريط فيسقونه في ثلاث أواق شراب وسمن أو يؤخذ الحلتيت بالعسل قدر جوزة أو يؤخذ من العنصل قدر عشرة قراريط مع شراب العسل المقوم كاللعوق أو يؤخذ من الكقون خمسة دراهم في عسل كاللعوق وعصارة الفوتنج جيدة لهم جداً من ثلاث قوايوس إلى ست والسمك المليح يجب أن يستعملوا منه أحياناً كما يستعمل الدواء وليجتنبوا الحريفة جداً إلا للقيء وإلا على سبيل الأبازير فيما يتخذ .
وقد يعالجون بالكي المتفرّق جداً على أعضائهم مثل اليافوخ ودروز الرأس وعلى أصل الحنجرة والصدفين والقفا ومفاصل اليدين والرجلين .
وقال بعضهم يجب أن يكووا في أول الخوف من الجذام كية في مقدّم الرأس أرفع من اليافوخ وأخرى أسفل من ذلك وعند القصاص فوق الحاجب وواحدة في يمنة الرأس وأخرى في يسرته وواحدة من خلفه فوق النقرة وإثنتين عندى الدرزين القشريين وواحدة على الطحال وتكون تلك الكيات بمكواة خفيفة دقيقة وإذا كوي على الرأس فيجب أن يبلغ العظم حتى يتقشر العظم ولو مراراً كثيرة بعد أن يتحفظ من وصول ذلك إلى الدماغ على جملة مفسدة لمزاجه فإن الجهال ربما قتلوا بذلك إذا لم تخفّف أيديهم .
منها البزرجلي والبيشي الذي يقوم مقام لحم الأفاعي في هذه العلة ومنها دواء السلاخة فأما البزرجلي فله نسخ كثيرة ذكرتها الهند وجرّبوها ومن صفاته المعروفة أن يؤخذ هليلج أسود وشيطرج هندي من كل واحد عشرة دراهم دار فلفل خمسة دراهم بيش أبيض درهمين ونصف يدق ويلتّ بسمن البقر ويعجن بعسل والشربة مثقال إلى درهمين بعد تنقية البدن فإن أخذ منع مع مثله دواء المسك لم تخف غائلته فإنه باد زهره .


صفة المعجون المسمى بزرجلي الأكبر : وهو الجوانداران النافع من الجذام والبرص والبهق والقوباء والماء الأصفر والحكّة والجرب العتيق ويثبت العقل ويذهب بالنسيان وهو جيد للحفظ نافع من الغشي وهذا الدواء اتخذه علماء الهند لملوكهم .
أخلاطه : يؤخذ هليلج وبليلج وأملج وشيطرج هندي من كل واحد أربعة عشر درهماً جوزبوّا وخيربوّا وقشور الكندر ومو وفو وفلفل ودار فلفل وفلفلمويه ونار قيصر ونار مشك وكندس وعصارة الاشقيل وساذج هندي من كل واحد ثمانية مثاقيل ومن البيش الأزرق الجيد أربعة مثاقيل تدق الأدوية وتنخل ويسحق البيش على حدة ويسد الذي يدقه أنفه وفمه ويدهنهما قبل ذلك بسمن البقر وبإزاء سحقه الأدوية ويؤخذ من الفانيد الخزايني الجيد أو السجزي منوين ونصف بالبغدادي ويرض ويلقى في قدر حديد ويصب عليه من الماء بقدر ما يذوبه فإذا ذاب فأنزله عن النار وذر عليه الأدوية واعجنها به عجناً جيداً ثم اتخذ منه بنادق كل بندقة من مثقال واسق كل يوم منها واحدة على الريق بماء فاتر أو نبيذ .
صفة معجون السلاخة : وهو دواء هندي كبير في طريق البزرجلي وهو ينفع أيضاً من تناثر الأشفار وبياض الشعر والبهر والخفقان وفتور الشهوة والإسهال الذريع والاستسقاء واليرقان وقلة الذرع والباسور ويشبب الشيوخ وينفع من الحكة والقروح .


ونسخته : يؤخذ من السلاخة المنقاة المغسولة مائتان وستون مثقالاً والسلاخة هي أبوال التيوس الجبلية وذلك أنها تبول أيام هيجانها على صخرة في الجبل تسمى السلاخة فتسود الصخرة وتصير كالقار الدسم الرقيق ومن الهليلج والبليلج والأملج والفلفل والدار فلفل والدهمست وخيربوا وقرفة وبسباسة وعود وبالة وديكارة وطباشير وإكمكت وبرنج وماقيس من كل واحد أربعة مثاقيل ومن المقل مائتين وستين مثقالاً ومن السكر الطبرزد مائة وأربعين مثقالاً ومن الذهب الأحمر والفضة الصافية والنحاس الأحمر والحديد والآنك والفولاذ من كل واحد ثمانية مثاقيل تحرق الجواهر وتدق وتنخل مع الأدوية وتخلط جميعاً مع العسل والسمن وترفع في بستوقة خضراء والشربة مثقال بلبن المعز وبماء فاتر ويزاد فيه من العسل المنزوع الرغوة سبعة وستون مثقالاً ومن السمن أربعة وثلاثون مثقالاً وإن طبخته كان خيراً لأنه يربو ويدرك في أحد وعشرين يوماً .
صفة إحراق الفولاذ : يضرب الفولاذ صفائح ثم يطبخ هليلج وبليلج وأملج ويصفى ماؤها ويجعل في قدر نحاس ويوقد تحتها نار لينة ويسخن الفولاذ حتى يحمرّ ويغمس في ذلك الماء ثم يعاد إلى النار حتى يحمر فإذا احمر غمسته أيضاً في ذلك الماء يفعل ذلك به إحدى وعشرين مرة ثم يصفّى ذلك الماء ويؤخذ ثفله الذي يرسب فيه من الفولاذ ثم يعاد القدر على النار ويجعل فيها بول البقر ويحمّى الحديد ويغمس فيها أيضاً إحدى وعشرين مرة ويؤخذ أيضاً ثفله حتى يخلص من ثفله ثمانية مثاقيل ومن ثفل الفولاذ ثمانية مثاقيل وكذلك يفعل بالنحاس حتى يستوفي منه أيضاً ثمانية مثاقيل فأما الفضة فإنها تبرد بالمبرد حتى تصير كالتراب ثم تطبخ بماء الملح في مغرفة حديد حتى تحترق احتراقاً جيداً وإن لم تحترق ألقيتَ في المغرفة شيئاً قليلاً من الكبريت الأصفر فإنه يحترق ويأخذ منها ثمانية مثاقيل كلّ ذلك مدقوقاً منخولاً .


من الآنك وهو الأسرب ويبرد الآنك مع الذهب حتى يذابا معاً ثم يترك ساعة ثم يبرد أيضاً ويزاد عليه مثقال من الآنك ويبرد أيضاً بالمبرد ثم يلقى في المغرفة ويصبّ عليه ماء الملح ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الذهن والآنك ثم يدق في الهاون ناعماً حتى يصير مثل الذريرة ويخلط بالأدوية .
وأما تصفية السلاخة فعلى هذا يؤخذ ماء الحسك وبول البقر وتلقيهما على السلاخة في إناء حديد بقدر ما يغمره ويوضع في الشمس الحارة ساعة ثم يدلك دلكاً شديداً ويصفى الماء عنه في إناء حديد ويوضع في الشمس الحارة ثلاثة أيام ثم يصفى ويؤخذ ثفله الخاثر ثم يصبّ أيضاً ماء الحسك والبول على السلاخة ويدبر كما دبّر أولاً ثم يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يوضع في الشمس أحد وعشرين يوماً حتى يغلظ ويصير شبه العسل ويسود مثل القار .
صفة السلاخة الصغرى : ومنافعها منافع الكبرى ونسخته : يؤخذ من السلاخة المصفاة جزء ومن الكور أربعة أجزاء يدقّ الكور ويخلط معها مثل وزنها من العسل ومثله من السكر ومثل نصف العسل سمن البقر ويرفع في قارورة والشربة مثقال بلبن البقر فاتراً .
صفة دواء نافع من الجذام : يؤخذ هليلج أسود منقّى وهليلج أصفر منقّى وزنجبيل من كلّ واحد أحد عشر درهماً نانخواه خمسة دراهم حلتيت طيب ثلاثة دراهم زبيب منقى نصف مكوك يطبخ بثلاث دواريق ماء .
قال والدورق أربعة أرطال بالبغدادي حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث ثم يعصر ويصفى ويلقى على المصفى من العسل ما يكفيه ويسقى منه رطل ويدهن على المكان من بدن العليل بسمن البقر ويجلس في الشمس حتى يعرق ويؤمر أن يمشي إذا أطاق ذلك سبعين خطوة ويضجع مرة على جنبه الأيمن ومرّة على جنبه الأيسر ومرّة على بطنه ومرّة على ظهره ويغذى بالخبز والعسل بمقدار فصد سبعة أيام على أن تطرى له الأدوية في كل يوم .


صفة طلاء للجذام : يؤخذ أسود سالح فيذبح ويصير في قدر ويصب عليه من الخل الثقيف ثمان أواق ومن الماء أوقية ومن الشيطرج لرطب وأصل اللوف من كل واحد أوقيتين يطبخ على نار لينة حتى تتهرّى الحية ثم يصفّى بخرقة ويبرأ العظام من اللحم ثم يصير الثفل في إناء زجاج فإذا أردت العلاج فمره بحلق شعر الحاجبين والرأس وأطل عليه من ذلك ثلاثة أيام .
صفة طلاء آخر : يؤخذ ميويزج وهليلج أسود منقّى وأملج من كل واحد جزء يغلى بزيت أنفاق ويلطخ به طلاء آخر : يحرق الهليلج والعفص ويطلى عليه بخلّ .
وأما الأغذية لهم فكلّ سريع الهضم حسن الكيموس مثل لحوم الطير المعمولة إسفيدباجة والسمك الرطب الخفيف اللحم مع أبازير لا بدّ منها وخير غذائه خبز الشعير النقي وخبز الخندروس والأحساء المتخذة منهما والبقول الرطبة وقد يحتاج أن يخلطهما بمثل السلق والفجل والكراث ولا يجب أن تغفل استعمال المقطعات وخصوصاً قبل التنقية كالكبر والرازيانج والكراث فإن هذا ينقي غذاءهم عن الفضول وبعد الفضول للاندفاع .
فإذا استعملت الأدوية المحمودة فاستعمل أيضاً هذا التدبير والسمك المالح في هذا الباب جيد لهم ونحن أحرص على هذا حين نريد أن نقيئهم ونسهلهم والكرنب نافع لهم بالخاصية والخبز باللبن والعسل نافع لهم والتين والعنب والزبيب واللوز المقلو والقرطم وحب الصنوبر وما يتخذ من هذه مواقفة لهم ويجب أن يأكل في اليوم مرتين على تقدير الهضم فإن المرة الواحدة تضره ولا يشرب الشراب عند هيجان العلة إلا قليلاً وعند سكون العلة إن شرب من الرقيق الذي ليس بعتيق بمقدار معتدل جاز وأما ما انتثر من الشعر من الحاجب ونحوه فيعالج بعلاج داء الثعلب وسائر ما نذكره في كتاب الزينة .


القانون
القانون
( 57 من 70 )

الفن الرابع تفرق الاتصال سوى مايتعلقّ بالكسر والجبر
يشتمل على أربع مقالات :
المقالة الأولى الجراحات
فصل في كلام كلّي في تفرق الإتصال
قد بيّنا في الكتاب الأول أصناف تفرق الإتصال على النحو الذي وجب في مثل ذلك الموضع ونريد أن نشير الآن إلى جمل من أحوالها يجب أن تكون معلومة لنا أمام ما نريد أن نبينه فنقول أنا نروم في بعض الأعضاء التي تفرق اتصالها أن يعود اتصالها كما كان وذلك في مثل اللحم ونروم في بعضها أن يبقى تماسها بحافظ وإن لم يعد اتصالها وذلك العظم اللهم إلا في عظام الأطفال والصبيان فقد رحى فيهم ذلك العود .
وأما العصب والعروق فقد قال قوم من الأطباء أنها لا تعود متصلة بل ربما يبقى عليها تماس وأما جالينوس فقد أنكر عليهم وقال بل قد تلتحم الشرايين أيضاً بمشاهدة التجربة وتجويز من القياس أما المشاهدة فلأنه قد رأى الشريان الذي تحت الباسليق ورأى شرايين الصدغ والساق قد التحمت .
وأما التجويز الذي من القياس فلأن العظم طرف في الصلابة لايلتحم إلا قليلاً في الأطفال واللحم طرف في اللين يلتحم والعروق والشرايين : متوسطة بين العظام واللحم فيجب أن يكون حالها بين بين فتكون أقلّ قبولاً للإلتحام من اللحم وأسهل قبولاً له العظم فتلتحم إذا كان الشق قليلاً صغيراً والبدن رطباً ليناً ولا تلتحم فيما خالفه وهذا ضرب من الإحتجاج خطابي والمعول على التجربة .
فصل في جملة في الجراحات من الأعضاء أعضاء إذا وقع فيها جراحة عظم الضرر وقتل في الأكثر وربما لم يقتل في النادر كالمثانة والكلى والدماغ والأمعاء الدقاق والكبد مع أنه يمكن أن يسلم عليها إذا كانت خفيفة .
وأما القلب فلا يتوقع السلامة مع حدوث جراحة فيه وأكثر من يعرض له جراحة في بطنه فإذا عرض له تهوعّ أو فواق أو استطلاق بطن مات .


وإذا كانت الجراحة في مواضع يجب أن يشتد فيها الوجع والورم كرؤوس العضل وأواخرها وخصوصاً العصبانية منها ولم يحدث ورم دل ذلك على آفة مستبطنة انصرفت إليها المواد فلم تفضل للجراحة ويجب أن تتأمل ما نقوله في باب القروح من أحكام تشترك فيها القروح والجراحات أخرناها إلى هناك التماساً للأوفق .
فصل في كلام كلي في علاج الجراحات الجراحة اللحمية لا يخلو إما أن تكون شقاً بسيطاً مستقيماً ومدوراً أو ذا أضلاع أو شقاً مع نقصان شيء من اللحم وقد يكون غائراً نافذاً وقد يكون مكشوفاً ولكل واحد تدبير ويشترك الجميع في حبس الدم السائل .
وقد جعلنا له باباً وربما كان سيلان قدر معتدل من الدم نافعاً للجراحة يمنع الورم والتبثير والحمى .
فإن من أفضل ما يعني به في الجراحات أن تمنع تورّمها فإنه إذا لم يعرض ورم تمكن من علاج الجراحة .
وأما إذا كان هناك ورم أو كان رض وفسمح اجتمع في خلله مع الجراحة دم يريد أن يرم أو يتقيح لم يمكن معالجة الجراحة ما لم يدبر ذلك فيعالج الورم وإن احتقن في الرض دم فلا بد من أن يتعجل في تحليله إن كان له قدر يُعتد به وتمديد وذلك بإحالته قيحاً وتحليله وذلك بكل حار لين مما قد علم ولهذا ما يجب أن يعان سيلان الدم إذا قصر فإن كان الشق بسيطاً مستقيماً لم يسقط منه شي كفى في تدبيره الشدّ والربط ومنع الدهانة والمائية عنه ومنع أن يتخلله شيء من الأشياء ولا شعره ولا غيره بعد حفظك المزاج العضو واجتهادك في أن لا ينجذب إلى العضو إلا دم طبيعي .


وإن كان عظيماً لا تلتقي أطرافه لأنه مستدير متباعد أو مختلف الشكل أو قد ذهب منه لحم قليل غير كثير فعلاجه الخياطة ومنع اجتماع الرطوبة فيه باستعمال المجفّفات الرادعة واستعمال الملصقات التي نذكرها وإن كان غائراً فالشد أيضأ قد يلصقه كثيراً ولا يحتاج إلى كشفه وربما احتيج إلى كشفه إن أمكن وذلك حين ما لا ينفع شيء برباط يوثقه كما يبينه وخصوصاً حيث لا يقع الشدّ الجيد على أصل الغور فتنصبّ إليه مواد لضعفه وللوجع ولأحوال نذكرها في باب القروح وإذا احتيج إلى كشفه لم يكن بد من وضع قطنة أو ما يجري مجراها على فوهته تنشفه خصوصاً حيث يكون الشد لا يقع على الأصل كما قلنا أو تكون نصبته نصبة لا يمكن أن تنصب المادة الرديئة عنه أو يكون فيه عظم أو يكون قد انحرف وصار ناصوراً وصار فيه رطوبة رديئة جداً وهو حينئذ في حكم القروح دون الجراحات .
قال العالم إنما يحتاج الجرح إلى الربط الجامع للشفتين إذ أريد الالتزاق واللحام .
وأما إذا كان يحتاج إلى أن ينبت فيه لحم فلا يحتاج إلى ذلك لكن يحتاج مرة إلى الرباط الذي يصب الوضر من فيه ومرة إلى رباط بقدر ما يمسك الدواء عليه .
قال وتحرى أن يكون لفوهة الجرح مكان ينصب الوضر منه دائماً بطبعه إما بأن يوقع البطّ هناك وإما بأن يشكله بذلك الشكل فإني قد أبرأت جرحاً كبيراً كان غوره حيث الركبة وفوهته في الفخذ من غير أن جعلت له فوهة أخرى أسفل عند الركبة لكن نصبت الفخذ نصبة كان القعر فوق والفوهة أسفل فبرىء من غير بط في الأصل وكذلك قد علقت الساعد والكف وغيره تعليقاً تكون الفوهة أبداً إلى أسفل فهذا قوله ونقول ربما وقعت الجراحة حيث يوجب عليك القطع التام وإبانة العضو .


وأما إذا كانت الجراحة انقطع منها لحم كثير فتحتاج إلى المنبتات للحم وليس يكفي ما يجفف ويمنع بل ربما ضر المجفف والمانع من جهة ما يردع مادة ما ينبت منه وقد يكون الغور والنقصان من العظم بحيث لا يمكن أن ينبت بالتمام فيبقى غور كما أنه قد يتفق أن ينبت أكثر من الواجب فيكون لحم زائد ويجب أن يغذى المريض المراد نبات اللحم في جراحته بغذاء محمود جيد الكيموس وقد يكون المنبت بحيث يمكنه أن ينبت اللحم وأما الجلد فلا ينتبه إذا كان قد انقطع بكفيته بل إنما ينبت مكانه لحم صلب لا ينبت عليه شعر وأما العروق فكثيراً ما تتولد شعبها وتنبت كاللحم .
ومن الجراحات جراحات ذوات خطر مثل الجراحات الواقعة في الأعصاب وأطراف العضل وسنذكرها في باب أحوال العصب وكثيراً ما يتبعها أعراض منكرة رديئة مثل ما يتبع جراحة طرف العضل من تغير اللون وسقوط النبض بعد تواتر وصغر ويتأدى إلى الغشي وسقوط القوة وقد يتبعها التشنج .
وكذلك التي تقع قدام الركبة عند الرضفة فإنها تتبعها أعراض منكرة رديئة وهي قاتلة فلما يتخلص عنها وإذا وقع تشنج من مثل هذه الجراحات العضلية ولم تقبل العلاج فالعلاج قطع العضلة عرضاً والرضا ببطلان فعل العضلة ولكن ذلك مما يجب أن يؤخّر ما أمكن علاج التشنّج واختلاط العقل بشيء آخر غيره ومثل جراحة الركبة ربما احتاج أن يوضح بشق صليبي وأن يستظهر في أورامه وقروحه وجراحاته بالفصد والإسهال ومنع الإلتحام حتى يتنقى تنقية بالغة ثم يلحم .


فصل في تعريف قوة ما ينبت وما يلحم وما يختم وما يأكل من الأدوية الدواء المنبت للحم : هو الذي يعقد الدم الصحيح لحماً فإن كان له تجفيف شديد منع الدم الوارد فلم تكن مادة للحم وإن كان له جلآء شديد أزاله وسيّله فأنفذ المادة الموجودة للحم فيجب أن لا يكون لِه كبير تجفيف بل إلى حدّ ولا جلآء قوي جداً بل جلآء قليل قدر ما يجلو لو ضر من غير لذع ولا يحتاج إلى قبض يعتد به ويحتاج أيضاً أن يكون في الحرارة والبرودة والقرحة في مزاجها إن كانت زائلة فبالضد بقدر الزوال وإن كانت غير زائلة زوالاً يعتد به فبالمشاكل للحار جداً حار جداً وللبارد جداً بارد جداً وتراعي أيضاً تأثر الدواء في الموضع ليقابله إن أفرط في إساءة المزاج .
وأما الأدوية الملحمة : فهي التي تجمع بين المتباعدين ولا تحتاج أن تتصرف إلا في سطحيهما فتلصق بينهما بالنداوة التي في جوهرهما وإن كان دم حاضر فهي التي تجفف الدم الحاضر في الجرح المكتفى به في الإلصاق تجفيفاً سريعاً قبل أن يتقيح ولا يمكنها ذلك إن لم يكن معها فضل قوة على التجفيف ولكن يجب أن لا تكون جالية فإن الجلاء ضد الغرض فيها لأن الغرض فيها جعل الحاصل من الدم غراء ولصوقاً والجلاء يجلو ذلك الدم ويبعده فتنقذ المادة التي تتوقع منها التغرية وليس تحتاج إلى نقصان في التجفيف كما تحتاج إليه المنبتة لأن المنبتة تحتاج إلى أن تسيل إليها المادة وتلك المادة يمنع سيلانها التجفيف والملحمة لا تحتاج بل تحتاج الملحمة إلى تجفيف أقوى ويسير قبض والمدملة الخاتمة أشد حاجة إلى القبض منهما جميعاً لأنها تحتاج إلى أن تجفّف ما هو بالطبع أشد جفافاً أعني الجلد ولأنها تحتاج أن تجفّف الرطوبة الغريبة والأصلية تجفيفاً شديداً جميعاً وما قبله كان تحتاج إلى أن تجفف الرطوبة الغريبة تجفيفاً أكثر والأصلية تجفيفاً بقدر ما يغري ويغلص ولا ينقص من الجوهر .


وأما الأكالة الناقصة اللحم فيجب أن تكون فصل في بط الجرح وغيره إذا احتيج إلى كشفه قال جالينوس : يجب أن تشق من أشد موضع منه نتوء واركه ويكون توجيه البط إنما هو إلى الناحية التي يمكن مسيل القيح منها إلى أسفل وأن يراعى في البط الأسرة والغضون على الوجه الذي ذكرناه في باب الخراجات والدبيلات إلا فيما استثنيناه .
وأما في مثل الأربية والإبط فيجب أن يذهب البط مع الجلد في الطبع ثم توضع عليه المجففات من غير لذع مما هو مورد في جداول الأدوية المفردة ودقاق الكندر أفضل فيها من الكندر لأن ذلك أشد قبضاً والصواب في علاج الخراجات إذا بطت أن لا يقربها الماء وإن كان ولا بد ولم يصبر العليل عن الإستحمام فيجب أن يغيب الجرح تحت المراهم الموافقة مغشاة من الخرق المبلولة بالدهن تغشية تحول بين ماء الحمام ورطوبته وبين الجراحة أو تحتال في ذلك بشيء من الحيل الممكنة فيه .
فصل في تدبير الجراحات ذوات الأورام والأوجاع تحتاج أمثال هذه الجراحات إلى الرفق وأن يعتقد أن الجراحة لا تندمل البتّة ما لم يسكن الورم ولا يتم ذلك إلا بما فيه تجفيف وتبريد في أول الأمر وإرخاء في الثاني وأن تستعمل فيه علاج الأورام بالجملة ومما هو خاص بذلك مع عموم نفعه في كل عضو ومن الرأس إلى القدم أن يؤخذ رمانة حلوة فتطبخ بشراب عفص ويضمّد بها الموضع ويجب أن تتأمل إلى ما يؤول إليه حال الورم مثل أنك إن كنت استعملت المرهم الأسود فرأيت الجراحة تشتدّ حمرتها أو تتنقّط ملت إلى المبرّدات وإلى المرهم الأبيض وإن رأيتها تترهّل أو تتصلب وقد استعملت الأبيض استعملت الأسود أو غيره .


فصل في تدبير كلي في جراحات الأحشاء من باطن وظاهر الغرض فيما يتوهّم أنه شق وصدع من باطن أن يلحم ولا يترك الدم يجمد في الباطن وأن يمنع نزف الدم والأدوية النافعة في الغرضين الأولين مثل البلابس إذا طبخت في الخلّ أو يسقى من القنطوريون الكبير وزن درهم واحد وللطين المختوم في ذلك غناء عظيم .
وأما ما يسقى بسبب منع النزف فمثل وزن دانق ونصب من بزر البنج بماء العسل وسائر الأدوية المذكورة في منع نزف الدم ونفثه .
وأما الجرح والشق الظاهران فقال العالم : إن انخرق مراق البطن حتى تخرج بعض الأمعاء فينبغي أن تعلم كيف يضم المعي ويدخل فإن خرج شيء من الثرب فيحتاج أن تعلم هل ينبغي أن يربط برباط وثيق أم لا وهل تخاط الجراحة أم لا وكيف السبيل في خياطته وقد ذكر جالينوس تشريح المراق .
وذكرناه نحن في التشريح .
قال : ولما قد ذكرنا في التشريح فموضع الخصرين أقل خطراً إذا انخرق من موضع البهرة والبهرة وسط البدن والخصران من الجانبين مقدار أربع أصابع عن البهرة قال : لأن الشقّ إذا وقع في موضع البهرة خرجت الأمعاء معه أكثر وربما فيه يكون أعسر وذلك أن الشيء الذي كان يضبطها إنما كان العضلين المنحدرتين في طول البدن اللتين تنحدران من الصدر إلى عظم العانة ولذلك متى انخرقت واحدة من هاتين العضلتين فلا بد أن يخرج بعض الأمعاء وينتؤ من ذلك الخرق وذلك لأن العضل التي في الخصرين تضغطه ولا تكون له في الوسط عضلة قوية تضبطه فإن تهيأ أن تكون الجراحة عظيمة خرجت عدة من الأمعاء فيكون إدخالها أشد وأعسر .
وأما الجراحات الصغار فإن لم تبادر بإدخال المعي من ساعته انتفخ وغلظ وذلك لما يتولد فيه من الريح فلا يدخل من ذلك الخرق ولذلك فأسلم الجراحات الواقعة بالمراق الخارقة ما كان معتدلاً في العظم .


قال : وتحتاج هذه الجراحات إلى أشياء : أولها أن يرد المعي البارز إلى الموضع الذي هو له خاصة والثاني : أن يخلط والثالث : أن يوضع عليه دواء موافق والرابع : أن يجتهد أن لا ينال شيئاً من الأعضاء الشريفة من أجل ذلك خطر .
إن كانت الجراحة من الصغر بحال لا تمكنها لصغرها أن يدخل المعي البارز وعند ذلك لا بد إما أن تحلل تلك الريح وإما أن توسع ذلك الخرق وإن تحلل الريح أجود إن قدرت عليه والسبب في انتفاخ المعي هو برد الهواء فلذلك ينبغي أن تغمس إسفنجة في الماء الحار وتعصرها وتكمّد بها الشراب القابض إذا أسخن أيضاً كان نافعاً في هذا الموضع وذلك أنه يسخن أكثر من إسخان الماء ويقوي الأمعاء فإن لم يحلّل هذا العلاج انتفاخ المعي فليستعمل توسيع الجراحة .
وأوفق الآلات لهذا الشق الآلة التي تعرف بمبط النواصير فأما سكاكين البط الحادة من الوجهين والمحددة الرأس فلتحذر وأصلح الأشكال والنصب للمريض إن كانت الجراحة متجهة إلى فوق فالشكل والنصبة المتجهة إلى أسفل .
وليكن غرضك الذي تقصده في الأمرين جميعاً أن لا تقع سائر الأمعاء على المعي الذي برز فتنقله فإذا أنت فعلت هذا أو جعلته غرضك علمت أنه إن كانت الجراحة في الشق الأيمن فينبغي أن يأخذ المريض بالميل إلى الشق الأيسر وإن كانت في الأيسر أخذته بالميل إلى الأيمن ويكون قصدك دائماً أن تجعل الناحية التي فيها الجراحة أرفع من الناحية الأخرى فإن هذا أمر يعم جميع هذه الجراحات .
وأما حفظ لأمعاء في مواضعها التي لها خاصة .


بعد أن ترد إلى البطن إذا كانت الجراحة عظيمة فتحتاج إلى خادم جزل وذلك أنه ينبغي أن يمسك موضع تلك الجراحة كله بيده من خارج فيضقه ويجمعه ويكشف منه شيئاً بعد شيء للمتولي لخياطتها أو يعمد إلى ما قد خيط منها أيضاً فيجمعه ويضمه قليلاً قليلاً حتى يخيط الجراحة كلها خياطة محكمة وأنا واصف لك أجود ما يكون من خياطة البطن فأقول أنه لما كان الأمر الذي تحتاج إليه هو أن تصل ما بين الصفاق والمراق فينبغي لك أن تبتدىء فتدخل الإبرة من الجلد من خارج إلى داخل فإذا أنفذت الإبرة في الجلد وفي العضلة الذاهبة على استقامة في طول البطن كلها تركت الحافة من الصفاق في هذا الجانب لا تدخل فيها الإبرة وأنفذت الإبرة في حافته الأخرى من داخل إلى خارج فإذا أنفذتها فأنفذها ثانياً في هذه الحافة نفسها من المراق من خارج إلى داخل ودع حافة الصفاق الذي في هذا الجانب وأنفذ الإبرة في حافته الأخرى من داخل إلى خارج وأنفذها مع إنفاذك لها في الصفاق في حافة المراق التي في ناحيته حتى تنفذها كلها ثم ابتدىء أيضاً من هذا الجانب نفسه وخيطه مع الحافة التي من الصفاق في الجانب الخارج وأخرج الإبرة من الجلدة التي بقربه ثم رد الإبرة في ذلك الجلد وخيط حافة الصفاق التي في الجانب الآخر مع هذه الحافة من المراق وأخرجها من الجلدة التي في ناحيته وافعل ذلك مرة بعد أخرى إلى أن تخيط الجراحة كلها على ذلك المثال فأما قدر البعد بين الغرزتين فيجب أن يتوقى الإسراف في السعة والضيق فإن السعة لا تضبط على ما ينبغي والضيق يتفزر .
والخيط أيضاً إن كان وترياً أعان على التفزر وان كان رخواً انقطع فاختر بين اللين والصلب وكذلك إن عمقت الغرز في الجلد وإن أبعد من التفزر إلا أنه يبقى من الخيط داخل الجراحة لا يلتحم فاحفظ الاعتدال ههنا .
قال أيضاً : واجعل غرضك في خياطة البطن إلزاق الصفاق بالمراق فإنه يكد ما يلتزق ويلتحم به لأنه عصبي وقد يخيط قوم على هذه الجهة .


ينبغي أن تغرز الإبرة في حاشية المراق الخارجة وتنفذها إلى داخل وتدع حاشيتي الصفاق جميعاً ثم ترد الإبرة وتنفذها ثم تنفذ الإبرة في حاشيتي الصفاق جميعاً بردك الإبرة من خلاف الجهة التي ابتدأت منها ثم تنفذها في الحاشية الأخرى من حاشية المراق وعلى هذا .
وهذا الضرب من الخياطة أفضل من الخياطة العلمية التي تشلّ الأربع حواشي في غرزة وذلك أنها بهذه الخياطة أيضاً التي قد ذكرنا قد يستتر الصفاق وراء المراق ويتصل به استتاراً محكماً .
قال : ثم اجعل عليه من الأدوية الملحمة والحاجة إلى الرباط في هذه الجراحات أشدّ ويبلّ صوف مرعزي بزيتٍ حارٍ قليلاً ويلفّ على الإبطين والحالبين كما يدور وتحقنه بشيء مليّن أيضاً مثل الأدهان والألعبة وإن كانت الجراحة قد وصلت إلى الأمعاء فجرحته فالتدبير ما ذكرناه إلا أنه ينبغي أن يحقن بشراب أسود قابض فاتر وخاصة إن كانت الجراحة قد بلغت أو نفدت وراءه والمعي الصائم لا يبرأ البتّة من جراحة تقع فيه لرقة جرمه وكثرة ما فيه من العروق وقربه من طبيعة العصب وكثرة انصباب المرار إليه وشدّة حرارته لأنه أقرب الأمعاء من الكبد .
قال جالينوس في كتاب حيلة البرء وليكن غرضك عند انخراق مراق البطن مع الصفاق أن تخيطها خياطة تلزق الصفاق بالمراق لأنه عصبي بطيء الإلتحام بغيره وذلك بنوع الخياطة التي ذكرناها لأنها تجمع وتلزق وتلزم في غرزة الصفاق قال : والأمعاء إذا خرجت فادع شراباً أسود قوياً فيسخّن ويغمس فيه صوف ويوضع عليه فإنه يبدّد انتفاخها ويضمرها فإن لم يحضر فاستعمل بعض المياه القوية القبض مسخناً فإن لم يحضر فكمّده بالماء الحار حتى يضمر فإن لم يدخل في ذلك فوسّع الموضع .


قال بقراط : إذا خرج الثرب من البطن في جراحة فلا بد أن يعفن ما خرج منه ولو لبث زماناً قليلاً وهو في ذلكَ أشدّ من الأمعاء والكبد لأن الأمعاء وأطراف الكبد إن لم تبق خارجة مدة طويلة حتى تبرد برداً شديداً فإنها إذا أدخلت إلى البطن والتحم الجرح تعود إلى طباعها .
فأما الثرب فإنه وإن لبث أدنى مدة فلا بدّ من أنه إن أدخل البطن ما بدا منه أن يعفن ولذلك تبادر الأطباء في قطعه ولا يدخلون ما بدا منه إلى البطن البتّة فإن كان قد يوجد في الثرب خلاف هذا فذلك قليل جداً لا يكاد يوجد وإن خرج شيء من الثرب فيحتاج أن تعلم هل ينبغي أن يقطع أو لا وهل ينبغي أن تخيط الجراحة أم لا وكيف تخيط فإن وقعت الجراحة بالبهرة وهي وسط البطن فهي أكثر خطراً لأن أطراف العضل المغشي على البطن هناك وإن كان في الخصرين وهما عن جنبتي وسط البطن عن يمين وشمال نحو أربع أصابع فهو أسلم لأنه ليس فيه شيء من أطراف العضل العصبية .
فأما موضع البهرة فخياطتها أيضاٌ عسرة وذلك لأن الأمعاء تنتؤ وتخرج عن الخرق الذي في هذا الموضع أكثر وردها في هذا الموضع أعسر وذلك أن الذي يضمها ويضبطها هو العضلتان الممدودتان في طول البطن اللحمتان اللتان تنحدران من الصدر إلى الركب وهو عظم العانة ولذلك متى وقعت الجراحة في هذا الموضع قطعت هذه العضلات فكان نتوء المعي أشد لأن العضل التي في الخصر تضغطه ولا يكون له في الوسط عضلة قوية تمسكه فإن تهيأ مع ذلك أن تكون الجراحة عظيمة فلا بدِّ أن ينتؤ ويخرج منها عدّة أمعاء فيكون إدخالها أعسر .
فصل في كيفية ربط الجراحات أما الجرح والشق الظاهران إذا أردت أن يلتحما فاعمل بما قاله عالم من أهل هذه الصناعة .
قال : إذا أردت أن يلتحم مثل هذا الشق فالزمه رباطاً يبتدىء من رأسين لا غير من الربط فإن كان عظيماً احتجت أن تلزمه رفائد مثلّثة وإن كان الموضع ممتلئاً احتاج إلى الخياطة أيضاً .


والرفائد المثلثة خير في جمع شفة الجرح من المربعة لأنها تضبط على الشق فقط ووضع الرفائد المثلثة على هذا المثال ليكون الشقّ الخط المستقيم بين المثلثين والرفادتان المثلثتان إحداهما ب والأخرى ج يهندمان على الشكل الذي تراه فإذا ربطت هذه المواضع ووقع رباط من رأسين كان ضبط الرباط على موضع الشقّ أشد من أن يكون مربعاً ولا يجوز في ضم الجرح رباط غير ذي الرأسين فهذه هي الرفائد المثلثة وشكل الشدّ هذا : وقيل في كتاب حيلة البرء : كان برجل جرح كان غوره قريباً من الأربية وفوهته قريبة من الركبة فأبرأناه بلا بط البتة بأن جعلنا تحت ركبته مخاد ونصبناه نصبه صارت فوهته منصوبة بسهولة .
وكذا عملنا بجروح كانت في الساق والساعد فبرئت كلها بسهولة قال ومن قد عانى التجربة يعلم أن الجراحات التي تحتاج أن يصير دمها مدة فإن مكثه في داخل إلى أن يتغير معه سائر ما هناك أجود وأسرع للتغير معاً .
الجراحات المتبرية المتباعدة الشقتين تحتاج أن تجمع برباط يجمع شفتيها إِلا أن يكون عليها من ذلك وجع أو تكون وارمة فيتجمع لذلك ولو كان برفق أو يكون عضلة قد انبرت عرضاً فإنه حينئذ لا يجمع بل يجعل في وسطه فتيلة خوفاً أن يلتحم الجلد وتبقي العضلة غير ملتحمة .
قال : وكذلك إذا شققنا جلدة الرأس وضعنا بين الشفتين شيئاً يملؤه وربما انقبضت جلدة الشفاه إلى داخل القرحة فتحتاج حينئذ أن تورم بالرباط أن تجذبه إلى خارج وإذا وقعت الجراحة بالطول فالرباط يبقى ليجمعها جمعاً محكماً وإذا كانت بالعرض احتاجت إلى الخياطة وبقدر غور الجرح يكون غور الخياطة الأولى من زيادة التشريح .
قال : وربما اضطررنا أن نزيد في سعة الجرح إذا كانت نخسة وخفنا أن يكون لغورها يلتحم أعلاها ولا يلتحم قعرها أو يكون العضو المجروح في وقت ما جرح على شكل يكون إذا عاد إلى استوائه لم يمكن أن تسيل منه مدة ولا يدخله دواء وإن رد إلى شكله حين خرج هاج وجع فيضطر أن تشق شقاً موافقاً .


واعلم على
الجملة أن ما يقع من الجراحات في عرض العضلة هي أولى بأن يكون تباعد شفتيها أشد فلذلك تكون إلى الاستقصاء في جمع الشفتين أحوج وربما لم يكن بد من الخياطة واستعمال الرفائد المثلثة وخصوصاً إن وقع في اللحم نقصان والواقعة في الطول أقل حاجة إلى ذلك .
فصل في الأدوية الملحمة للجراح هذه الأدوية قد وصفنا قوتها وموضع اتصالها ولا شكّ أن الذرور منها يحتاج أن يكون أقل قوة من المتخذ بالأدهان والقيروطيات والحاجة الداعية إلى الأدهان والقيروطيات هي بسبب أن الأدوية اليابسة وخصوصاً ما كان مثل المرداسنج وسائر المعدنيات لا تغوص إلى القعر ولا تنفذ في المسام فإذا جعل منها قيروطي بلغها سيلان الدهن إلى حيث شئنا .
وهذه الأدوية الملحمة قد تكون من المعدنيات وتكون من النباتيات ومن الحيوانيات ومن كل صنف وهي من المعدنيات مثل الاسفيذاج بدهن الآس والشمع .
ومن النباتيات الأوراق : مثل : ورق البلوط الذكر ضماد أو ورق الخلاف وورق الكرنب وورق شجر التفاح وقشر لحائه وورق لسان الحمل والحلفاء منقعاً بخل أو شيء من شراب وخصوصاً إذا خلط به ورق شجر الصنوبر الذكر والأنثى يربط بلحائه وورق السرو وأغصانه وأوراق فنطافلون مع عسل ومن الصموغ علك البطم خصوصاً بقرب الأعصاب الكثيرة .
ومن الثمرات والحبوب : الجوز الطري مسحوقاً بماء وملح أو شراب مغلي بورق الحماض أو ورق السلق أو الخسّ والكمّثري البرية مع ما فيه من منع النزلة وجوز السرو والثوم المحرق وغبار الرحا والشعر المحرق وخصوصاً للمشايخ مع شمع ودهن ورد ومن الزهر فما يشبه زهر الزعرور وحشيشة ذنب الخيل وخصوصاً في جوار حشو من عضو أو لحم وللجراحات القريبة من رؤوس العضل .
ومن الحيوانات : اللبن الحامض جداً ملصق للجراحات العظيمة ومن المركبات : دواء دياروفس والدهنية ودواء نيقولاس ودواء الخلاف بمشكطرا مشيع ومرهم الكتان .


فصل في الأدوية المدملة والخاتمة للجراحات وغيرها هذه الأدوية قد عرفت طبائعها وتعلم أيضاً أن الذرور منها يجب أن لا يكون في قوة ما يقع في المراهم والآن يجب أن تعلم أن هذه الأدوية لا يجب أن تستعمل وقد استوى سطح اللحم الصلب مع الجلد غاية الاستواء .
وأما اللحم الرطب فقد يستوي ويزيد لكنه يكون بحيث إذا جف نزل بل إنما يجب أن تستعملها في الذي يكون إذا جفّ استوى وهذا شيء يعرف بالحدس فيجب أن تستعمل الدواء المدمل قبل أن يبلغ ثبات اللحم في الجراح التي ينبت فيها اللحم هذا المبلغ فإن المدمل أيضاً قد يزيد في حجم اللحم إلى أن يندمل وتزيد معه القوة الطبيعية فيزداد على هذا المبلغ بل يجب أن يكون بحيث إذا جفف وفعل فعله يكون قد أنبتت الطبيعة المقدار المحتاج إليه مع بلوغ المدمل غايته في الإدمال حتى يكون توافى الفعلين محصلاً من اللحم والجلد المدركين قدر ما يستوي به السطح المجروح فإن لم يراع هذا أوشك أن يصير أثر القرحة أعلى من الجلد يجب أن تستعمل الخاتم في أول ما تستعمله رطباً ثم تستعمله يابساً عندما يقارب الختم تمره عليه بطرف الميل وهذه الأدويه هي مثل : لحاء شجر الصنوبر بقيروطي من دهن ورد أو آس والراتيانج اليابس والقيسور المشوي وقشور النحاس ودقاق الكندر والمرداسنج والقنطوريون الصغير والعروق جيدة والعظام المحرقة أيضاً والزراوند المحرق شديد الإعمال والشب أيضاً والعفص الفج وورق التين .
وقد كنى عنه بقراط برجل العقعق كما قالوا ويشبه أن يكون عنى به الحشيشة المعروفة برجل الغراب وجفر الكلب الآكل للعظام وبعر الضب إلا أنه أجلى من الأول فيحتاج أن يكسر بالقوابض وأصل السوسن الإسمانجوني ولحاء أصل الجاوشير والتوتيا ومن المنبتات العجيبة في القروح الحارة المزاج المتوزمة الصندل والنيلوفر والصبر وخصوصاً في ناحية المقعدة والمذاكير .


وقد يقع في أدويته الزاج والقلقطار وإن كانا من جملة الأكالات الناقصة للحم لكنها ربما أدملت في شديدة الرطوبة وخصوصاً إذا أحرقت فيصير إدمالها ليس أقل من أكلها لا سيما إن غسلت فصارت إلى الإدمال أميل .
وأما الزنجار والأدوية الشديدة الأكل فلا تصلح لذلك إلا بتدبير قوي وفي بعض الجراحات والقروح الشديدة الرطوبة .
وأما النحاس المحرق إذا غسل فهو جيد وخصوصاً المحرق والقلقطار المحرق والمرتك والاسفيذاج .
وأما كيفية اتخاذ ذلك فأن يحل المراسنج والاسفيذاج بالخلّ ثم يستعمل والإقليميا يسحق والأجود أن يحرق ثم يخلط بذلك مع القلقطار ويشرب دهن الآس بالخل أو الشراب القابض وربما زيد عليه الزاج المحرق في الإدمال وإذا أريد أن تتخذ مراهم احتيج إلى ما هو أقوى من بين المدملات مثل الاقليمياء والجلنار والعفص إذا كانت الجراحة والقرحة شديدة صفة مرهم الكتان : وهو جيد عجيب ونسخته : يؤخذ خرقة كتان مغسولة نظيفة فتدق حتى تصير مثل الغبار والكحل ثم يؤخذ زيت قوي القبض أو دهن الآس ويجعل فيه من القنة شيء يسير ويذاب في الدهن ويجعل فيه الخرقة المدقوقة ويجعل منه مرهم فإنه عجيب .
والمرهم الأسود قد ينبت وإذا أردت أن تقوي إنباته فاجعل فيه من الكندر والجاوشير والزراوند المجموعة بالسواء جزءاً يكون مثل وزن الأخلاط الأربعة .
صفة ذرور خفيف : يؤخذ من الاسفيذاج والمرداسنج جزء جزء من خبث الرصاص والمر والعفص من كل واحد نصف جزء .
ذرور آخر : يؤخذ صدف محرق إثنا عشر الرمان الصغار التي سقطت عن الشجر وجفت وقلقديس من كل واحد ستة عشر قرن الأيل محرقاً قيسور أقليميا ريتيانج أصل السوس من كل واحد أربعة دقاق الكندر لحا شجرة الصنوبر من كل واحد ستة قشور الرمان أسفيذاج شب من كل واحد ثمانية عفص واحداً يتخذ من جملة ذلك ذرور .
ذرور آخر : يؤخذ فوة عظام محرقة مرداسنج من كل واحد درهمين كندر وصبر من كل واحد ثلاثة عنزروت ما ميثا درهم درهم يتخذ ذروراً .


ذرور اَخر : يؤخذ ورد إسفيذاج الرصاص جلنار زر الورد شب بالسوية .
صفة مرهم لجراحات أبدان المشايخ : وذلك أن يحرق الشعير ويتخذ منه قيروطي بدهن الورد أو دهن الآس بأسفيذاج الرصاص .
فصل في الأدوية المنبتة للحم في الجراح والقراح وقد عرفت خاصية الأدوية المنبة للحم وأنها كيف ينبغي أن تكون في مزاجها ويجب أن تستعمل الأدوية المنبتة للحم وقد نقي الموضع عن الأوساخ ونحوها وإن لم تكن قاعدة الجراحة إلا العظم نقي ذلك العظم ويبس في الغاية ولم يترك فيه كمودة أوفساد إلا قشِر ولا رطوبة إلا جُفّت وخصوصاً في الرأس فإن ملامسة العظم ورطوبته أحد أسباب منع ثبات اللحم عليه وإذا حكّ وخشن كان ما يصير عليه من المادة التي يتولّد منها اللحم أثبت .
واعلم أنه قد يكون دواء ينبت اللحم في بدن أو عضو ولا ينبت في الآخر وذلك لأنه ربما جفّف في بدن ولم يجفف في بدن آخر بحسب مزاجي البدنين وعلى ما علمت كربما أفرط الخلاء في بدن ولم يفرط في بدن ولم يجفف أصلاً إذ كان هذا الدواء يحتاج إلى تجفيف ما وإلى جلاء ما مقدرين بحسب البدن غير مطلقين والشيء المقدر يختلف تأثيره في أشياء ليست متفقة القدر في الانفعال .
وكل مجفف يبسه أقلّ من يبس بدن يعالج به فإنه أيضاً يقصر عن إنبات لحمه بل يكون أيبس منه ولذلك صار الكندر لا ينبت في الأبدان اليابسة التي جاوزت الاعتدال في اليبس .
والبحرية هي التي تعلم بها ما يكون من الجفاف والوقوف أو من نبات اللحم على الاستمرار أو من التوسخ .
فإن رأيت تجفيفاً لا يكاد ينبت معه اللحم فرطب يسيراً وإن وسخ فزد في الدواء اليابس ودع المستمر على قوته .
وربما كان أيضاً لبعض الأبدان مناسبة مع بعض الأدوية غير منطوق بعلّتها فلذلك يجب أن تخلط أدوية شتى ضعيفة وقوية .


وأما اتخاذ المراهم والحاجة إليها فقد علمته ولا يجب أن تقتصر من الدواء على التجفيف والترطيب بل تراعي الكيفيتين الفاعلتين على حسب ما قدمنا ذكره ولا أيضاً على التجفيف والترطيب مع الفاعلتين إلا مع مراعاة مقايسة بين حال القرحة وحال مزاج البدن فإنه قد يكون البدن رطباً والقرحة يابسة وقد يكون البدن يابساً والقرحة رطبة وقد يكونان رطبين وقد يكونان يابسين فتستعمل في الأول ما هو أضعف مثل الكندر ودقيق الباقلاء ودفيق الشعير ونحوه .
وإن كان البدن يابساً والقرحة رطبة جداً فيحتاج إلى أدوية شديدة التجفيف بالقياس إلى الأدوية المنبتة للحم مثل الزراوند وأصل الجاوشير والزاج المحرق وفي الباقي يحتاج إلى المتوسطات كالإيرسا ودقيق الترمس .
وقد يتفق أن يكون بعض الأدوية فيه شيء من خصال تحتاج إليها الأدوية المنبتة للحم من تجفيف وجلاء ولكن يفرط فتصير مثلاً لتجفيفه الشديد حابساً للوضر ومانعاً للمادة ولفرط جلائه أكالاً فإذا خلط به غيره مما يضاده كسر منه وعدله فصار منبتاً مثل الزنجار فإنه إذا قرن به الزيت بالشمع وهما يرطبان العضو ويوسخانه فأومأ تجفيفه وشدة جلائه فصار مدملاً ويجب أن يكون الزنجار جزءاً من عشرة أجزاء من القيروطي إذا استعمل في الأبدان التي هي أيبس وجزءاً من إثني عشر جزءاً إذا استعمل في الأبدان التي هي أرطب ويجب أن تراعي في هذا إذا استعمل أيضاً الإمتحان المذكور .
والمشايخ يحتاجون إلى أدوية فيها حرارة أكثر وجذب أقوى ويقع فيها مثل الزفت والكندر ودقيق الشعير ودقيق الباقلا ودقيق الكرسنة وأصل السوسن والزراوند والاقليميا وخشيشة الجاوشير وإذا امتنع دواء عن النفع ملت إلى غيره فإذا استعصت عالجت بما هو خاص بالقروح .
فصل في علاج جراحة الشجاج وأما تدبير العظم فيها وما يعرض من أعراضها المخوفة فقد قيل في باب العظام والجبر .


وأما ملحمات قروحه فالخارج منها يكفيه أدنى دواء مجفف خفيف ليذرّ عليه من الدواء الرأسي وهو متخذ من الصبر والمر والكندر ودم الأخوين وكذلك الأدوية الخفيفة من المذكورة في الجراح فإن كان هناك سيلان دم فيعالج بما ذكرناه في باب نزف الدم ويجب أن يطعم صاحبه أدمغة الدجاج مشوية ما أمكن فإنه على ما شهد به قوم مقو للدماغ وحابس للنزف وإن كان فيه رأي آخر .
وكذلك ماء الرمان المر ويضمد بعصا الراعي .
ومن الأدوية الجيدة للجراحة وللدم أن يؤخذ الخمير المحمض اليابس ويسحق ويذز عليه ولا يرطب .
وأما ما يمنع الورم فالتضميد بدقيق الشعير والسميد معجوناً بزوفا رطب وكذلك سويق الشعير مع الفوتنج ينفع من رضّته وسائر التدبير يؤخذ من باب العظام .
المقالة الثانية السحج والرض والفَسْخ
والوثي والسقطة والصدمة والحزق ونزف الدم ونحو ذلك .
فصل في التقدمة
قد علمت في الكتاب الأول ما معنى الفسخ والهتك وأما الوثي فهو أن يكون قد زال العضو عن مفصله زوالاً غير تام ولا ظاهر بين فيكون خلعاً والوهن دون الوثي وكأنه أذى من تمدد يلحق الرباطات في المفصل وما يحيط به من اللحم لو كان معه أدنى زوال كان وثياً .
ومن الناس من يسمي الوهن والمعنى الذي سميناه وثياً باسم عام ومن الناس من يسمي بالوثي الانفصال من أحد جانبي المفصل مثل أحد جانبي الكعب والرسغ مع لزوم الجانب الآخر وإن كان انفصالاً ظاهراً والذي نريد أن نقدمه ونتكلم فيه أولاً هو الفسخ الذي يعرض للعضل في أوساطها والهتك في أطرافها .
.
فصل في الفسخ والهتك إذا عرض للعضلة أن تفسخت عرض من ذلك بين أجزائها عدد من تفرق الاتصال كثير ينصبّ إليه لا محالة دم كثير لا محالة أن ذلك تورّم وأقلّ أحواله أن يجتمع فيه دم فيعفن لأنها أكثر مما يرجى .


تحلّله من المنافس وخصوصاً عن منافس ضاقت بالضغط الواقع من الفاسخ خازجاً وبالضغط الواقع من الورم داخلاً ولذلك إن لم يتدارك الأمر فيه تأدى إلى فساد العضو وربما تبع الفسخ والسقطة والصدمة غدة فيجب أن تبادر إلي علاجها لئلا يتسرطن ولا يجب أن تشتغل في الهتك بإعادة اتصال الليف المنقطع بل بتسكين الوجع .
فصل في الملاج قد لا يوجد في كثير من الأحوال في هذه العارضة بدّ من الفصد بل أصحاب الصناعة يبادرون إلى ذلك وإن كان البدن نقياً وإذا وقع الفصد وبودر إلى الأضمدة المانعة المشددة لم يعرض منه ما يحتاج إلى علاج يحتفل به كان منعها بتبريد وقبض أو بواحد منهما وأما إذا تأخر ذلك وبادر الدم إلى خلل التفرق وخفّت الآفات المذكورة فلا بد في علاجه من استخراج ذلك الدم لئلا يعوق عود الإتصال إلى حاله فإن كان بحيث يمكن أن يتحلل بتسخيف المسام بالنطولات بمياه حارة ونحوها وبما يستعمل على المضروب مما نذكر وأيضاً بالأدوية المغشية للدم الميت والأدهان المحللة للأعياء وبأن يسقى أشياء من باطن تعين على التحليل فعل ذلك واقتصر عليه .
وهذه المغشيات المعينة على ذلك مثل مقل اليهود والقسط والقنطوريون الغليظ بالسكنجبين ليعين السكنجبين أيضاً على ذلك بالتقطيع .
وأما الأدوية المغشية للدم الميت فالضعيف مثل دقيق الشعير والزوفا الرطب والسميد المعجون بالماء والقوي مثلى الفودنج الجبلي مع سويق وخصوصاً إذا وقع في الرأس .


وبالجملة ما له إرخاء بحرارة لطيفة يحلل تحليلاً لطيفاً وربما يجفف تجفيفاً لطيفاً فإن الشديد التحليل والتجفيف يستعجل في تأثيره فيحلل اللطيف ويحبس الكثيف بتجفيفه ويسد المسام أيضاً بتجفيفه فهذا القدر كاف للمؤنة في الأكثر فيما تفرّق اتصالاتها قريبة إلى الجلد وظاهرة غير غائصة فإن لم تكن كذلك وكانت التفرّقات كثيرة وغائضة وبعيدة من الظاهر لم يكن بد من الشرط وعلى ما الحال عليه في الأورام والقروح الرديئة ولا يكون حاله حال المضروب فإن المضروب قد انجذبت مادته إلى الجلد والجلد في طريق التقرح وهذا تفرق الإتصال فيه غائص غائر فلذلك لا يطيع فلا بد من استعمال الجاذبات بالقوة ومن المحاجم والشرط .
وربما كان الأمر أعظم من هذا وصار العضو إلى تورّم عظيم خارجاً ويجمع فحينئذ يجب أن تبادر إلى التقيّح وإحالة ما يجتمع فيه مدة ليسكن الوجع بما يتقيح وتتحلل المادة بالتقيح فإن ذلك على كل حال يتقيّح ولأن يتقيح أسرع بمعونة العلاج فهو أسلم وربما حللته الأدوية المقيحة من غير تقييح خصوصاً إذا أعانتها الحرارة الغريزية وسعة المنافس ثم تأمّل الأدوية المذكورة في باب السقطة والصدمة .
وأما الرباط الذي يستعمل على الفسوخ فقد قيل في صفته أنه إذا حدث رضّ أو فسخ فاربطه وليكن الربط على الموضع نفسه شديداً جداً واذهب بالرباط إلى فوق ذهاباً كثيراً يعني إلى ناحية الكبد وإلى أسفل قليلاً ولا تزد جبائر ولا رفائد ولا تطل عليه جباراً كثيراً لأنه يحتاج أن يتحلل ذلك الدم الميت ويحتاج إلى إمعان ذهاب الرباط إلى فوق لئلا ينصب إليه شيء ما ذهب إلى فوق فليكن أرخى ولتكن خرقة رقيقة صلبة ليحتمل الشد ويسرع اتصال التطوّل به وينصب العضو إلى فوق كما يفعل في نزف الدم .
وهذا العلاج أعني الرباط ينبغي أن يكون قبل أن يرم العضو لأن العضو إذا ورم لم يحتمل غير الرباط المعتدل فضلاً عن شدة الغمز ولذلك يدارى حينئذ بالأضمدة وبمواصلة صب الماء الحار عليه .


وأما الغدد التي تتبع الفسوخ فعلاجها بالأسرب يوضع عليها لئلا تزيد وتعظم وربما تفدغت وتفسخت .
فصل في السقطة والصدمة بحجر أو حائط أو غيره إن السقطة والصدمة تؤلم وتؤذي بالفسخ والرضّ وتكون فيها مخاطرة بسبب تفرق اتصال العظام أو تفرق اتصال يقع في الأحشاء في أغشيتها وعصبها وفي العروق الكبار لتي لها وتكون فيها مخاطرة أيضاً بسبب شدة الألم .
وكلما كانت الجثة أكبر كان الخطر أشد ولذلك صار الأطفال لا يعرض لهم في سقطاتهم من الأذى ما يعرض للبالغين .
والغمد تكبر أيضاً في السقطات والصدمات والضربات ويحتاج أن يتدارك بما وصفناه في موضعه وقد تعرض من السقطة والصدمة آفات عظيمة من انقطاع جانب من القلب أو المعدة فيموت الممنو بذلك في الوقت وقد يعرض أن يحتبس البول والبراز أو يخرجا بغير إرادة وقد يعرض قيء الدم والرعاف الشديد بسبب انقطاع عرق في الرأس أو الكبد أو الطحال ونفخ البطن وشقة النفس وانقطاع الصوت والكلام .
ومن أصابته صدمة أو سقطة أو غير ذلك فانقطع كلامه وانتكس رأسه وذبل نخسه وعرقت جبهته واصفرّ وجهه أو اخضرّ فإنه ميت في الحال .
فإذا عرض له أو للمنخوس أو للمضروب ضرباً مبرحاً في الدم قيء الدم في الوقت ولين طبيعة فهو مائت وأسلمه أن يتقيأ دماً مخلوطاً بطعام خصوصاً إن كان قد تورم ظاهره ثم إذا استبطن الورم وسكن الورم ثم قاء بعد ذلك مدة فإنه يموت مكانه ومن وقع على صماخه وسال منه دم كثير فلا بد أنه يورم ويقتل ومن سقط على رأسه فإنه كثيراً ما لا يتكلم فإذا بقي إلى الثالث لا ينص ولا يزيد فيحقن في الثالث وينتظر إلى السابع ولا يحرّك قبل ذلك بشيء وصاحب السقطة إذا لم يحمر موضع سقطته فالعضو عصبي .


فصل في العلاج يجب إن لم يكن كسر وخلع أو نزف دم أن تبادر إلى العضو المصدوم أو المرهون بالسقطة فيجعل عليه ما يشدده ومع ذلك فيلزم معالج هذا الباب ألن يتثبت حتى يظهر له أن ليس في الباطن سبب مبادر إلى الإتلاف فان احتاج أن يستظهر أكثر وأوجب الحال ذلك فيجب أن تبادر فتفصد وتستعمل حقنة لينة رقيقة ثم إن أمكنه أن يشدد الموضع ويشدد شقاً إن وقع بما نذكره بادر إليه والأدوية المحتاج إليها هي المشدّدة المغرية أيضاً والمحلّلة للمادة برفق وإرخاء كما في الفسخ والملحمة الملصقة من خارج وداخل وأجود غذائه الماش والحمص .
وأما الأدوية التي يجب أن يتناولها من به فسخ أو صدمة أو سقطة فالفاضل المقدم فيها الموميا أي الخالص مع الدهن المعروف بالزئبق والشراب وربما تبع بشيء من الحقن يسقى الراوند الصيني مع مثقال من قوة الصبغ في شراب والطين المختوم وبعده اللاني والأرمني والسمّاق والأنزروت ينفع جداً بالجامه والشب ملصق نافع مسدد وهو مما يشتدّ نفعه .
وللزرنيخ قوة عجيبة في جميع ما يحتاج إليه من الإلحام وتحليل الدم ومنع الورم ومنع الدم ومنع الآفة إذا سقي وعصارة للقنطوريون الأكبر والراوند والقسط والمقل مشروبات بالسكنجبين نافعة كلها ومما يسقونه للتليين والإطلاق الخيار شنبر ودهن اللوز .
صفة قرص جيد : يؤخذ راوند صيني ثمانية لكّ أربعة فوة أربعة طين مختوم ثلاثة يقرص ويسقى في ماء الحمص ومن الأدوية التي توضع عليه الذريرة بالمر والمصطكي والمغاث إذا ضمد به أو شرب فله خاصية جيدة في الكسر والخلع وفي الوثي والفسخ والضربة والسقطة والصدمة فإنه يبرىء ويلحم سريعاً ويسكن الوجع وإن كان دشبذ للكسر صلّبه وقواه .


ومن الأدوية المشددة الأقاقيا فإنه عجيب وفي الخبر أيضاً والصبر والطين الأرمني واللاني والمختوم والماش والسماق والجص والنورة المقتولين والأرز المسحوق ومن الملصقات الأنزروت ومن الكمادات الجيدة ورق السرو مطبوخاً بماء معصورر مخلوطاً بالزئبق وكذلك ورق الأثل وكذلك إن جعل فيها شب .
صفة دواء مركب مجرب : يؤخذ من المغاث ثلاثة أجزاء ومن الخطمي الأبيض والأنزروت جزء جزء ومن الزعفران قليل وهو ضمّاد جيد نافذ القوة إلى الغور وأما إذا كانت الضربة لم تورث وجعاً شديداً ولم تخف أن ورماً عظيماً يسبق إلى الموضع لنقاء البدن ولا خيف التقرح ولا كان هناك عضو مجوّف فيجب أن تبادر إلى الإرخاء بالزيت المسخن ونحوه وهذا مثل المضروب على ظهره وعلى يده وفخذه فإن هذا التدبير يسكن منه الوجع .
فصل في الصدمة والضربة على البطن والأحشاء قد ذكرنا من ذلك في الكتاب الثالث ما فيه غنية ويجب أن يكون عليه العمل ويجعل الغذاء كل ملين مبرد مثل اللبلاب والسرمق والخبّازي ومن المغريات أيضاً مثل لسان الحمل يسقى أيضاً في أول الأمر من العصارات المبردة مع مخالطة من ملين مثل عصير عنب الثعلب أو لسان الحمل أو الهندبا مع الخيار شنبر .
ومما جرب أيضاً في هذا الباب أن يدق بزرقطونا ويؤخذ منه جزء من اللك والكهرباء من كل واحد نصف جزء وربع جزء ومن الزعفران سبع جزء والشربة منه درهمان بماء حار ويسقى قرصه بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من الكهرباء عشرة ومن الورد خمسة ومن الأقاقيا المغسول أوقية ومن السنبل الهندي ستة ومن إكليل الملك عشرة ومن المصطكي أربعة ومن قشور الكندر أربعة ومن الطين الأرمني سبعة ومن الزعفران ستة ومن جوز السرو ثمانية يقرص بماء لسان الحمل وهذا موافق خاصة إذا جاوزت العلة الأولى الأول ويجعل الضماد من مثل .
هذا الجنس .


ونسخته : يؤخذ التفاح الشامي ويطبخ بمطبوخ ريحاني حتى ينضج وينعم دقه ويؤخذ منه مائة درهم ومن اللاذن عشرون ومن الورد سته عشر ومن السنبل والمصطكي والأقاقيا المغسول من كل واحد أربعة عشر جزءاً ويعجن بماء السرو المعصور مع لسان الحمل وماء الكزبرة أحب إلي ويجوز أن يخلط به دهن السوسن ويضمد به .
فصل في حال المضروب بالسياط ونحوها وعلاجه يجب أن يكون طعام المضروب بالسياط من الحمص المقشر المرضوض ومن اللوبيا الأحمر المقشر ويسقى بَدَلَ الماء ماء الحمص المنقوع ويسقى أيضاً أدوية المصدوم والساقط وخصوصاً الطين الأرمني وأيضاً راوند وزنجبيل يسقى من مجموعها درهم ونصف بماء حار .
وأما ما يوضع عليه فأفضل شيء له أن يؤخذ مسلاخ شاة قد سلخ في الوقت وهو حار رطب فيلزق على الموضع ويترك عليه لا يفارقه فربما أبرأه في اليوم الثاني .
وقد حلل الورم ومنع العفونة وخصوص إذا ذر تحت المسلاخ شيء من ملح شديد السحق ومما يذر عليه الخزف المدقوق وتراب الأتون ونحو ذلك وأيضاً يؤخذ المرداسنج والإسفيداج أجزاء سواء ويتخذ منهما ضمّاد قيروطي بدهن ورد وشمع وأيضاً طلاء من كثيراء وزعفران بالسوية وإن بقي أثر أبطله الزرنيخ وحجر الفلفل وقد يذكر ههنا موت الدم ونحن ذكرناه في كتاب الزينة .
فصل في الوثي أفضل علاج الوثي للمفاصل الأليّة والتمر يجعل عليه ويترك فإنه يبرئه إذا أصاب الوثي وقد ذكرنا في باب كسر العظام أدوية كلها تصلح للوثي فلتؤخذ من هناك وإذا تخلف هناك وجع فداره في الشدّ وإلاّ فلا تبال .
فصل في السحج وفيه سحج الخفَ السحج انقشار يعرض في سطح الجلد بمماسة عنيفة وقد يكون مع ورم وقد يكون مع غير ورم وقد يكون الجلد كله انسحج فانقطع أو تدلى ويحتاج إلى إلصاقه فيعالج بالإلصاق الذي قيل في باب الجراحات ويجب ما أمكن أن لا يقطع الجلد بل تبسطه عليه ولو مراراً فإنه يلصق اَخر الأمر فإن لم يلصق ألصق بالمراهم المعمولة لهذا الشأن .


وأما المكشوف فالأولى أن يلصق عليه الدواء من غير ربط إلا أن لا يمكن فإن تجفيفه بالأدوية بمعونة الهواء أجود .
وأما السحج الخفيف فمن الأدوية الجيدة للسحج المفرد وخصوصاً سحج الخف أن تؤخذ الرئة وخصوصاً رئة الحمل وتلصق عليه فتبرئه .
وإذا لم يكن ورم نفع منه الجلود الخلقة المحرقة أو دهن الورد والزرنيخ الأحمر والقرع المحرق عجيب جداً موثوق به وخاصةً في سحج الخف ومن الأدوية الخاتمة الملحمة المدملة جميع ما فيه قبض خفيف مثل الأقاقيا والعفص خصوصاً محرقاً وإذا فعل ذلك بالسحوج الخفيفة والخفية كفى وربما كفى أيضاً المرهم الأبيض .
ومما هو أقوى أن يؤخذ إسفيداج الرصاص والأشق والدهن ودهن الورد والآس أو دهن الخروع ودهن السوسن يحل الأشق بالماء أو الشراب ويتخذ منه مرهم وربما كفى المرداسنج وحده بالشراب .
والسمّاق مجفف للسحج الخفيف والشجني مانع للورم .
ومن النطولات وخصوصاً إذا حدث شقاق من التسلخ ماء العدس وطبيخ الكشك والعدس وماء البحر مفتراً والتضميد بالمردي اليابس .
وأما إن ذهب الجلد كله فيحتاج إلى أن يمنع الورم بما فيه تجفيف وختم قوي ويكون الأمر فيه أصعب .
فصل في الوخز والخزق وإخراج ما يحتبس من الشوك والسهام والعظام الوخز والخزق متقاربان من حيث أن كلّ واحد منهما نفوذه من جسم حاد صلب في البدن وإنما يختلفان في حجم الجسم النافذ فيشبه أن يكون الوخز لما دق وصغر والخزق بالزاي معجمة لما حجم وعظم ويشبه أن يكون الزهر مع صغر النافذ يقتضي قصر المنفذ كأنه لا يعدو الجلد ومثل هذا فإنه خفيف المضرة إن لم يتعرض له وترك صلح بنفسه ولو في رديء اللحم اللهم إلا أن يكون في شديد رداءة اللحم فإنه ربما تورم موضعه وحدث به ضربان وخصوصاً إذا كان ذلك الغرز والوخز قد اشتد فصار نخساً واصلاً إلى اللحم ومثل هذا أكبر علاجه أن يسكن ورمه ووجعه ولا يحتاج إلى تدبير الجراحة .


وأما الخزق فإنه يحتاج إلى تدبير الجراحة مع تدبير الوجع والورم .
وقد قيل في تدبير الجراحة وتدبير الأورام ما فيه كفاية والذي لا بد من أن نذكر في هذا الموضع من أمر الوخز والخزق هو التدبير في إخراج ما احتبس في البدن من الشيء الواخز والخازق في البدن شوكاً كان أو نصلاً وما أشبه ذلك وهذا الإخراج قد يكون بالآلات المنشبة بالشيء الجاذبة له وقد يكون بالعصر وما يشبهه وقد يكون بخواص أدوية جاذبة تخرج ما يعجز عنه الكلبتان وسائر الآلات .
فأما القانون فيما يخرج بالآلات المنشبة مثلا : استخراج النصول بالكلبتين المبردية الرؤوس ليشتد نشوبها فالقانون فيه أن يتوقى انكسار المقبوض عليه بها وأن يكون طريقها إلى المنزوع موسعاً لا يمنع جودة التمكن منه وأن يطلب أسهل الطريق لإخراجه إن كان نافذاً من جانبين فيوسع الجانب الذي هو أولى بأن يخرج منه توسيعاً بقدر الحاجة .
وأما الحيلة في أن لا ينكسر فهو أن لا يحرك تحريكاً قوياً بغتة بل يقبض عليه فيهز هزاً يعرف به قدر انغرازه وتشبثه أو قلقه عنه ثم يجذب جذباً على الاستقامة وكثيراً ما يحتاج إلى أن يترك أياماً ليقلق فيه ثم يخرج وقد قال بعض العلماء بهذه الصنعة قولاً نورده على وجهه .
إن انتزاع السهام ينبغي أن يتعرّف قبله أنواع السهام فإن بعضها يكون من خشب وبعضها يكون من قصب وأزجتها تكون من الحديد ومن النحاس ومن الرصاص القلعي ومن القرون العظام ومن الحجارة ومن القصب ومن الخشب .


وبعضها يكون مستديراً وبعضها يكون له ثلاث زوايا وأربع زوايا ومنها ما له ألسن لسانان أو ثلاثة ومنها ما يكون له زجّ ومنها ما لا يكون له زجّ والذي له زجّ فربما كان زجّه مائلاً إلى خلف لكي ما إذا مدّ إلى خارج تعلق بالجسم وفي بعضهم يكون الزجّ مائلاً إلى قدام ليندفع ومنها ما تكون أزجته تتحرك بشيء شبيه بلولب فإذا مدّت إلى خارج تنبسط فتمنع السهم من الخروج وبعضه يكون زجّه عظيماً ويكون له طرف قدر ثلاث أصابع وبعضها قدر إصبع وتسمى ذبابية وبعضها يكون بسيطاً وبعضها يكون قد زيدت عليه حدائد دقاق فإذا أخرج السهم بقيت تلك الحدائد في عمق الأجسام وبعضها يكون زجّه مغروزاً في السهم وبعضها لزجّه أنابيب تدخل فيها السهام وبعضها تستوثق من تركيبه وبعضها لا يستوثق منه لكي ما إذا جذب إلى خارج فارق السهم الزجّ فبقي الزجّ في الجسد وبعضها يكون مسموماً وبعضها لا يكون مسموماً فالسهم يخرج على نوعين أحدهما الجذب والآخر الدفع وذلك أن السهم إذا نشب في ظاهر الجسد يكون إخراجه بالجذب ويستعمل أيضاً الجذب إذا نشب السهم في عمق الجسد وكان يتخوف من المواضع التي تكون قبالة السهم أنها إن جرحت عرض منها نزف دم مهلك أو أذى شديد ويخرج السهم بالدفع إذا نشب في اللحم وكانت الأجسام التي تستقبلها قليلة ولم يكن هناك شيء يمنع من الشق لا عصب ولا عظم ولا شيء آخر يشبه هذه الأشياء .
فإن كان المجروح عظماً فإنا نستعمل حينئذ الجذب فإن كان السهم ظاهراً جذبناه وإن كان خفياً ينبغي كما قال بقراط إن أمكن المجروح أن يصير نفسه على الشكل الذي كان عليه عندما جرح فينبغي أن يستدل به على السهم وإن لم يمكنه ذلك فينبغي أن يستلقي على ما يمكنه من الشكل وأن يستعمل التفتيش والعصر .
وإن كان قد نشب في اللحم فليجذبه بالأيدي أو بخشبته إن كانت لم تسقط سيما إن لم تكن من قصب فإن كانت سقطت الخشبة فليخرج الزج بكلبتين أو بمنقاش أو بالآلة التي يخرج بها السهام .


وينبغي في بعض الأوقات أن تشق اللحم شقاً أكثر إذا لم يمكن أن يخرج الزج من الشق الأول وإن صار السهم إلى قبالة العضو المجروح ولم يمكن أن يخرج من الجانب الذي منه دخل فينبغي أن تشقّ تلك المواضع التي قبالته ويخرج منها إما بالجذب وإما بالدفع إن كانت خشبة الزج فيه .
وإن كانت الخشبة سقطت فليدفع بشيء آخر ويدفع به الزج إلى خارج وينبغي أن لا يقطع وإن كان للزجّ ذنب فإنا نعلم ذلك من التفتيش وينبغي أن يدخل ذلك الذنب في أنبوب الآلة التي بها يدفع السهم ويدفعه بها فإذا خرج الزج ورأينا فيه مواضع محفورة ويمكن أن يصير فيها حدائد أخر دقاق فلنستعمل التفتيش أيضاً .
فإن أصابنا شيء من هذه الحدائد أخرجناه بهذه الحيل فإن كان للزج شعب مختلفة ولم تجب إلى الخروج فينبغي لنا أن نوسع الشقّ إن لم يكن بالقرب من ذلك الموضع عضو نتخوف منه حتى إن انكشف الزج أخرجناه برفق .
ومن الناس من يجعل تلك الشعب في أنبوب لئلا يخرج اللحم ثم إن كان الجرح ساكناً ليس به ورم حار استعملنا الخياطة أولاً ثم العلاج الذي ينبت اللحم .
وإن كان قد عرض للجرح ورم حار فينبغي أن نعالج ذلك بالتنطيل والأضمدة .
وأما السهام المسمومة فينبغي أن نقوّر اللحم الذي قد صار إليه السهم إن أمكن ويعرف ذلك اللحم من تغيّره عن اللحم الصحيح .
فإن اللحم المسموم يكون رديء اللون كمداً وكأنه لحم ميت فإن انغرز السهم في عظم أخرجناه بالآلة فإن منع من ذلك شيء من اللحوم فينبغي أن نقوره أو نشقه .


فإن كان السهم قد انغرز في عمق العظم فإنا نعلم ذلك من ثبات السهم وقلة حركته وإذا نحن حرّكناه فينبغي لنا أن نقطع أولاً العظم الذي يكون فوق السهم بمقطع أو نثقبه بمثقب ثقباً حوله إن كان للعظم ثخن ويتخلص السهم بذلك فإن كان السهم قد انغرز في شيء من الأعضاء الرئيسة كالدماغ أو القلب وفي الرئة أو البطن أو الأمعاء أو الرحم أو الكبد أو المثانة وظهرت علامات الموت فينبغي أن نمتنع من جذب السهم فإنه يكون من ذلك قلق كثير ولئلا يصير علينا موضع كلام من الجهال مع قلة نفعنا للعليل فإن لم تكن ظهرت علامات رديئة أخبرنا بما نتخوف من الأحداث ونقدم القول في العطب الذي يعرض من ذلك كثيراً ثم نأخذ في العلاج فإن كثيراً ممن أصابه ذلك سلم على غير رجاء سلامة عجيبة .
وكثيراً ما خرج جزء من الكبد وشيء من الصفاق الذي على البطن والثرب والرحم كلها فلم يعرض من ذلك موت على أنا إن تركنا السهم أيضاً في هذه الأعضاء الرئيسة عرض الموت على كل حال ونسبنا إلى قلّة الرحمة وإن انتزعنا السهم فربما سلم العليل أحياناً .
فصل في الأدوية الجانبة يجب أن نضع على موضع الناشب الأشق فإنه جاذب قوي ويؤخذ أصل القصب ويدق ويضمّد به وربما عجن بالعسل والخبز وأيضاً ورق الخشخاش الأسود وورق شجر التين مع سويق أو بزر البنج خصوصاً مع قلقديس وكذلك ثمرة البنج بحالها وأيضاً الخيري بأصنافه والزراوند وبصل النرجس .
ومن الحيوانية أشياء كثيرة منها : الضفادع المسلوخ وهو عجيب جداً لما ينشب في العظام ولذلك يقلع الأسنان والسرطان أيضاً مسحوقاً والأريبات والأنافح كلها وقيل أن العظاءة شديدة ومن المركبات رأس العظاءة مع الزراوند الطويل وأصل القصب وبصل النرجس .
وأما المختصة بجذب العظام الفاسدة من تحت القروح المندملة فنذكرها في باب العظام .
فصل في قانون علاج حرق النار الغرض في علاج حرق النار غرضان : أحدهما منع التنفط والثاني إصلاح ما احترق .


ويحتاج في منع التنفط إلى أدوية تبرد من غير أن يصحبها لذع .
وإما من حيث يعالج الحرق فيحتاج إلى أدوية فيها جلاء ما مع تجفيف ما غير كثير ومن غير أن يلذع مع أن يكون معتدلاً في الحر والبرد وإذا احتيج إلى التدبيرين معاً دبر بالبرد أولاً ثم إن احتيج إلى الثاني فعل .
وأما إن أدرك وقد تنفط فالواجب هو التحبير الثاني وأدويته مثل القيموليا والأطيان الخفيفة الحجم والعدس المطبوخ والمداد الهندي ونحوه .
وأما مثل الكندر والعلك والدسومات فإنها لا تصلح لذلك لأن بعضها أسخن مما ينبغي ولا يخلو عن قوة لذع وبعضها أرطب مما ينبغي .
فصل في الأدوية الحرفية التي بحسب الغرض الأول يؤخذ صندل وفوفل واَجر أبيض جديداً وخزف يُطلى بماء عنب الثعلب وماء الورد أو مرهم من مخ البيض ودهن الورد وأيضاً هندبا ودقيق الشعير مغسولاً ومخ البيض ودهن الورد وأيضاً العدس المسلوق مع دهن الورد وأيضاً الطين الأرمني والخل وأيضاً دهن الورد والشمع على ما ينبغي ثم يجعل فيها من النورة المغسولة غسلاناً تاماً مع إسفيداج وأفيون وبياض البيض وشيء من اللبن .
وأيضاً : يؤخذ ورق الخبازي فيسلق سلقة بماء عذب ثم يسحق وينقى من الأشياء الخيطية التي فيه ثم يجمع إليه مرداسنج مربى وإسفيداج القلعي من كل واحد جزءان ونصف ومن دهن الورد أربعة أجزاء ومن ماء عنب الثعلب وماء الكزبرة من كل واحد جزء .
فصل في الأدوية الحرقية التي بحسب الغرض الثاني أجود الأشياء لذلك مرهم النورة ونسخته : تؤخذ النورة وتغسل سبع مرات حتى تزول حدتها كلها ثم تضرب بدهن الورد أو الزيت وقليل شمع إن احتيج إليه : وربما زيد عليه طين قيموليا وبياض البيض وقليل خل خمر .
مرهم النورة بصفة أخرى : تغسل النورة كما علمت ويتخذ منها بماء ورق السلق وورق الكرنب ودهن الورد والشمع مرهم ومما يصلح ههنا أو حيث لا يخاف تبثر وتنفط أن ينثر عليها ورق الأثل المحرق أو الخرنوب المحرق .


مرهم جيد يصلح لقليل الحرارة وهر طويل التأليف جرب فوجد جيداً .
ونسخته : يؤخذ إخثاء البقر الراعي المجفف وقشور شجرة الصنوبر ومشكطرامشيع من كل واحد عشرة دراهم ومن المراداسنج ثلاثة ومن خبث الفضة إثنان ومن خبث الرصاص أربعة ومن النورة المغسولة بالماء البارد مراراً كثيرة خمسة ومن القيموليا خمسة ومن الطين القبرسي أو الرومي أو الأرمني ومن إسفيداج الرصاص سبعة سبعة عصا الراعي المدقوق عشرة مداد فارسي أو صيني ستة توتياء خضراء سبعة بعر الضأن عشرة حب اللبلاب وورقه خمسة عشر خمسة عشر خبث الحديد وعصارة ورق الخطمي وعصارة ورق الخبازي عشرة عشرة سوسن أزاد وبصلة وسوسن أسمانجوني وزعفران خمسة خمسة كافور أربعة موم ودهن ورد ومخ الأيل وشحمه مقدار الكفاية .
ومما هو أشدّ قوة ويصلح لما هو أقل حرارة أن يؤخذ برادة النحاس والحديد يعجن بالطين الحر أو الطين الأحمر ثم يحرق في تنور أو أتون ويقرّص ويحفظ ويستعمل ذروراً حيث يحتاج إلى تجفيف أو يطلى بدهن الورد ومن هذا القبيل أيضاً يحرق خرء الحمام في خرقة كتان حتى يترمد ويطلى بدهن فهو عجيب .
والمواضع المقرحة ينفع منها الكراث المسلوق أو بقلة الحمقاء مع سويق وورق الآس المسحوق ذروراً فإن استعصى فورق الأثل المحرق أو ورق الينبوت المحرق وإن كان أعصى من ذلك فصل في حرق الماء المغلي قد يتفق أن تنصب قدراً تغلي أو ماء حاراً على عضو من الإنسان فيفعل فعل النار والأصوب له أن تبادر في الحال قبل أن يتنفط فيطلى بمثل الصندل وماء الورد والكافور ولا يترك يجف بل يتبع كل ساعة بخرقة مغموسة في ماء بارد مثلوج فإن هذا يمنعه من أن يتنفّط وقوم يبادرون فينثرون عليه ماء الزيتون أو ماء الرماد .
والأجود أن يسحق أيهما كان بالسويق أو مرهم النورة وأيضاً الدواء المتخذ من زبل الحمام المذكور عجيب جداً والقروح تعالج بالكراث المسلوق أو المجفف المسحوق وهو أجود أو بسائر ما قلنا في الباب الأول .


فصل في نزف الدم وحبسه قد علم في الكتاب الأول أن الدم الذي يخرج عن العروق إنما يخرج إما لانفتاح فوهاتها بسبب ضعف من العروق أو لشدة من الإمتلاء أو لحركة قوية حتى الصيحة والوثبة وإما بخار جاذب يرد من خارج وإما لانصداعها وانقطاعها بسبب قاطع فساخ أو بسبب تأكّل من داخل أو شدّة حركة مع امتلاء وإما للرشح عنها التهلهل واقع لجرم العرق وصفاقه وأولى العروق أن يسيل ما فيه إذا وجد طريقاً هو الشريان فإن جرحه متحرك وما فيه تارة ينقبض وتارة ينتشر وإذا لم تضيق عليه مكانه بعد تفرق اتصاله ووجد خلاء آل الأمر إلى أبورسما المسمى أم الدم والشريان وإن كان مما يلتحم فهو مما يعسر التحامه وكثيراً ما لا يلتحم الشريان ويلتحم ما يحيط بالشريان ويضيق عليه فلا يقدر الدم على سيلان فاحش بل يخرج منه شيء إلى ناحية الجلد بقدر ما يسع فإذا رفق به بالغمز عاد واستبطن كما يعرض للعنق وربما بقي العرق نفسه تحت الجلد يحس بنبضه وبعتقه وكثيراً ما يعرض ذلك للشريان من باطن فيتفتق من غير أن ينفتق الجلد فيحصل تحت الجلد أبورسما ورماً ليناً من دم وريح يمكن أن يسكن بالغمز فهذا كثيراً ما يعرض في العنق والأربية والمأبض من تلقاء نفسه وكثيراً ما يعرض من سبب من خارج ومن فصد وكثير من الأطباء ظنوا أن كل فتق للشريان يؤدي إلى أم الدم لأنه لا يلتحم بل أكثر ما يكون أن يلتحم ما حوله ويصير الورم المعروف وأما هو نفسه فلا يلتحم وليس الأمر كذلك .
أما من نفى الإلحام فقد احتج بقياس وتجربة .
أما القياس فلأن إحدى طبقتي الشريان غضروفية والغضروف لا يلتحم .
وأما التجربة فلأنه ما رؤي التحم .
وقابلهم جالينوس بقياس وتجربة .
أما القياس فخطابي وصورته أنه بين الملتحم كاللحم وغير الملتحم كالعظم فيجب أن يكون ملتحماً ولكن صعب الإلتجام .


وأما التجربة فالمشاهدة فقد حكي أن كثيراً من الشرايين داواها فالتحمت وكان هذا شيء قد كنا فرغنا منه لكنا نقول الآن أن الأعضاء تختلف حال انبعاث الدم منها فمنها غزير انبعاث آلم إذا انفتق مثل الكبد والرئة ومنها قليل انبعاث الدم .
وفي كل واحد من القسمين ما هو خطر وغير خطر مثل انبعاث الدم من الرئة ومن الأنف فإن ابنعاث الدم من الرئة خطر ومن الأنف غير خطر وكلاهما ينبعث عنهما دم كثير .
ومثل انبعاث الدم عن المثانة والرحم والكلية فإنها لا ينبعث عنها دم كثير جداً جملة بل ربما كثر بطول المدة فأدى إلى عاقبة غير محمودة .
ويختلف حال النزف من الشرايين فيكون في بعضها صعباً جداً خطراً مثل الشرايين الكبار على اليد والرجل فإن أمثال ذلك يقتل في الأكثر فلا تحتبس وفي بعضها سهلاً مثل شريان القحف فإن حبس نزفها سهل ويكفي فيه الشد وحده وكثيراً ما يسيل من الشرايين الصغار دم ثم يحتبس من تلقاء نفسه وقد تعرف الفرق بين دم الشريان وغيره أن دم الشريان يخرج نزواً ضربانياً أرق وأشدَ أرجوانية من غيره ليس إلى سواد دم الوريد وقتمته .
واعلم أن كل من وقع له استفراغ وخصوصاً دموي وخصوصاً شرياني فأفرط وحدث به تشتج رديء وكذلك إن حدث به فواق فهو قاتل وإن كان غشياً مع فواق فالموت عاجل والهذيان واختلاط العقل رديء فإن قارن التشنج فهو قتال في الأكثر .
يجب في علاج نزف الدم أن تبتدىء فتحبس ثم تعالج .
قرحة إن كانت ولا يمكنك أن تحبس فيما سببه ثابت من أكال أو نحوه إلا بأن يزال السبب وإن كان الحال لا يمهل إلى إزالة السبب احتاج أن يحبس بحوابسه وهي الأسباب التي لها ينقطع الدم السائل وتلك الأسباب معلومة من الكتاب الأول إلا أنا نذكرها على وجه الإستظهار فنقول أن تلك الأسباب إما أن تكون صارفة إلى جهة غير جهة ذلك المخرج وإما أن تكون مانعة في ذلك المخرج عن الخروج وإما أن تكون جامعة لأمرين من ذلك أو أمور .


والقسم الأول وهو الصارف إلى جهة أخرى إما أن يكون بجذب إلى الخلاف من غير اتخاذ مخرج آخر كما توضع المحاجم على الكبد فيرقأ الرعاف من المنخر الأيمن وإما بإحداث مخرج آخر كما يفصد المرعوف من اليد المحاذية للمنخر فصداً ضيقاً .
وأما الحابسة دون المخرج فتكون بما يمنع حركة الدم ونفوذه وهو : إما لسبب مخثّر وإما لسبب مخدر .
والمخدر إما دواء وإما حال للبدن كالغشي فإنه كثيراً ما يحبس الدم .
وأما بخشكريشة بكي أو بدواء كاو وإما بجمود علقة وإما بتغرية أو تجفيف أو إلحام وإما بضغط من اللحم المطيف بالعرق فيسده ويطبقه إطباقاً شديداً .
ويجب أن تعلم أنه إذا صحب الجراحة ورم تعذر كثير من هذه الأعمال فلم يمكن الربط بالخيوط ولا إدخال الفتائل ولا الشد العنيف وإنما يمكن حينئذ استعمال التغرية والقبض والتخدير وتخثير الدم وإن كان علاج من شد أو شق أو تقريب دواء إذا كان موجعاً فهو رديء جداً وكل نصبة موجعة فرديئة ويجب أن تكون النصبة جامعة لأمرين أحدهما فقدان الوجع والآخر ارتفاع جهة مسيل الدم فلا تُعان بالتدلية والتعليق فيسهل بروز الدم وخروجه .
وإذا تمانع الغرضان ميل إلى الأوفق بحسب المشاهدة والأقرب من الإحتمال في الحال ونحتاج الآن أن نذكر وجهاً وجهاً بعد أن تعلم أن أول ما يجب أن يتفقد أن تعرف هل العرق شريان أو وريد بالعلامة المذكورة فتحتفل بالشريان وتعتني به أكثر مما تفعل ذلك بالوريد ثم نقول فأما الجذب بالخلاف لا إلى المخرج فمن ذلك إيلام العضو بالدلك أو بالربط .


والشد أو بالمحاجم ويجب أن يكون العضو عضواً مشاركاً موضوعاً من الموضع المؤف وضعاً على طرف خط واحد يصل بينهما في الطول أو العرض ويختار من المخالف في الوضع طولاً وعرضاً أيهما كان بعيداً ويترك ما كان قريباً مثل ما يكون في جانبي الرأس أو جانبي اليد فإن البعد بينهما أقرب مما يجب أن يتوقع منه التصرف التام وهذا شيء يحتاج أن يتذكر ما قلناه فيه حيث تكلمنا في الكتاب الأول في قوانين الإستفراغ ويجب أن يكون الشد والدلك ونحو ذلك متأدياً مما هو أقرب إلى العضو الدامي ثم ينزل عنه .
ويجب أن لا يتوقع في فتوق الشرايين ونحوها أن يكون هذا الصنع كافياً في حبس النزف بل مغنياً وكذلك الحكم في فصد الجانب المشارك المباعد .
وأما أحد وجهي القسم الثاني وهو السبب المخثر فمثل أن يطعم من يكثر رعافه أو غير ذلك أغذية غليظة الكيموس مخثرة للدم كالعدس والعناب ونحو ذلك .
وأما الوجه الثاني فمثل أن يسقى المخدرات والماء البارد ويعرض البدن للبرد وينوم وربما نفع الغشي وحبس النزف .


وأما الوجه المذكور للقسم الآخر فيجب أن تراعي فيه باباً واحداً وهو أنه ربما كان الشريان ليس إنما اتصل بالقلب من جانب واحد من جانبيه حتى إذا سددته وحده أمنت بل ربما اتصل بالجانب الآخر شعبة من شريان آخر تعترض فيه وتؤدي الدم إليه من غير الطريق الذي سددته فيحتاج إلى سدين وقبل ذلك فيجب أن تعرف الجهة التي هي المبدأ للعرق ففي بعض المواضع يكون من أسفل كما في العنق وفي بعضها من فوق كما في الفخذ والرجل فإذا حصلت الجهة استعملت فيها الربط والشد ومن التدبير في ذلك أن يتوصل إلى إخراج العرق بصنارة أو بشق قليل للحم الذي يغطيه ويخفيه ثم تلفه ثم تستعمل له الأدوية التي نذكرها وإن كان ضارباً فالأولى أن تعصبه بخيط كتان وكذلك إن كان غير ضارب إلا أنه كبير لا يرقأ دمه فإذا فعلت ذلك ألزمته الأدوية وتركت الربط إلى اليوم الثالث والرابع وحينئذ فإن رأيت المواء المغري لازماً وإن عرض له تبرء من تلقاء نفسه عند إزالتك ما فوقه فاضبط بإصبعك ما دون الموضع في طريق مجيء العرق واغمزه غماً تأمن من معه توثب الدم واقلع ما قد تبرأ منه وقلق في موضعه وبدله بغيره وتكون نصبتك للعضو في ذلك الوقت على ما ينبغي وهو أن تكون الفوهة أعلى من المبدأ حتى إذا كان مثلاً في أسافل المعي أو الرحم فرشت فراشاً يقل الأسافل وبطأ طيء الأعالي على أبعد ما يكون من الوجع ثم اتركه ثلاثة أيام يلزم هذه الوتيرة إلى أن يرقأ الدم .
وأما الردم بالإلقام فذلك إنما يمكن في الشريان العظيم بأن تتخذ فتيلة من وبر الأرنب أو نسج العنكبوت أو رقيق القطن أو خرق الكتان البالية ثم تذر عليها الأدوية المغرية والمانعة للدم وتدسّ في نفس الشريان كاللقمة ثم تشد عليه الرباط وربما استعملت الفتيلة من مثل وبر الأرنب وحده فكفت المؤنة ويجب أن تشد شداً لازماً لا يفارق حتى يلتحم .
وأما الفتيلة فالطبيعة تدبر أمرها في إخراجها قليلاً قليلاً ودفعها أو في غير ذلك .


وأما الردم بلا إلقام فبأن يوضع مثل ذلك الشيء في الفوهة ويشد عليها من غير إنفاذ له في العرق وأن تحبس بمثل الرفائد وخصوصاً الإسفنجية وبالعصابات القوية الشدً والشد الشديد بها بعكس الشد الذي يكون للجذب فإن الشد الأول يجب فيه أن يكون بقرب الفوّهة ثم يلفّ ذاهباً إلى خلف ويقلل الشد بالتدريج وههنا يكون بالخلاف .
واعلم أن شد الرفائد والعصائب إذا كانت ضعيفة جاء منها مضرة الشد وهو الجذب ولم تجىء منها منفعة الشدّ وهو الحبس والردم فيجب أن يتلطف في هذا الباب فإذا شددت شداً جيداً شددت أيضاً من الجانب المخالف لتميل المادة وتقاوم جذب هذا الشدّ وإنما يجب أن يبلغ بالشد المنع دون الإيلام اللهم إلا أن تحتاج إليه أولاً ثم ترخيه قليلاً قليلاً .
وكثيراً ما تحتاج أن تخيط الشق من اللحم وتضم شفتيه وتعصبه وكثيراً ما يكفي ضم الشفتين ووضع رفائد حافظة للضمّ عرفتها ثم شد على أدوية تنثر ملحمة .
ومثل الودج إذا انفتق يجب أن تضغطه عند ابتدائه بأصابع إحدى اليدين ثم تلزمه الأدوية والرفائد عند الفوهة باليد الأخرى .
وأما الردم بالعلقة فالعلقة تحصل إما بشدّ رادم في وجه الفوهة لا يزال يمسك حتى يجمد الدم فيصيرردماً وإما بشيء مبرد جداً يؤثر في الدم ويجمد في الفوّهة .
وأما الضغط من لحم الموضع فمثل أن يقطع العرق عرضاً فيتقلّص إلى الجانبين أول مرة فينطبق عليه اللحم من الجانب الذي يسيل منه وهذا لا يكون إلا في الموضع اللحيم وكثيراً ما يتفق أن يحتاج إلى قطع شعبة من طرف العرق ليكون دخوله في الغور أشد ثم تجعل عليه الأدوية وكثيراً ما يقع التحام المجرى من غير أم الدم .
وأما الشد بالخشكريشة فيكون بالنار نفسها إذا عظم الخطب ويكون بالأدوية الكاوية مثل النورة والزنجار والزاجات والزرانيخ والكمون أيضاً ونحوها فيما هو أضعف إذا ذرت على الموضع وكذلك زبد البحر فكثيراً ما ينثر على الموضع ويشد فيحبس .


لكن الخطر في ذلك أن الخشكريشة سريعة الانقلاع من ذاتها ومن أدنى مقاومة من إحفاز الدم وأدنى سبب من الأسباب الأخر فإذا سقطت الخشكريشة عاد الخطب جذعاً ولذلك أمروا أن يكون الكي بالنار بحديدة شديدة الإحماء قوية حتى تفعل خشكريشة عميقة غليظة لا يسهل سقوطها أو تسقط في مدة طويلة في مثلها يكون اللحم قد نبت .
فإن الكي الضعيف يحصل منه خشكريشة ضعيفة تسقط بأدنى سبب ومع ذلك فتجذب مادة كثيرة وتسخن تسخيناً شديداً .
وأما الكي القوي فيردم بالخشكريشة القوية ويزيل الفتق ويضمره ويقبضه .
ومن الكاويات الجيدة المعتدلة التدبير أن يؤخذ بياض البيض ويمع بنورة لم تطفأ ويلوث به وبر الأرنب أو نحوه ويجعل على الموضع ويشد .
ومن الجيد البالغ كثيراً أن يؤخذ الكمون والنورة ويجعل على الموضع ويشد وقد يزاد عليها القلقطار والزاجات وهذه
الجملة ذوات فبض مع الكي .
والنورة لها كي وليس فيها قبض يعتد به والمتولّد من الخشكريشات بكيّ ما له قبض أطول ثباتاً وأعمق وعصارة روث الحمار وجوهر روث الحمار مما يجمع إلى الكي بالحدّة تغرية .
وأما الأدوية الحابسة بالتغرية فمثل الجبسين المغسول واللك المطبوخ والنشاء وغبار الرحا والصموغ والكندر والريتيانج .
وأيضاً زبيب العنب نفسه والضفدع من هذا القبيل فيما يقال وأيضاً كوكب ساموس .
وأما الأدوية الحابسة بالتجفيف والإلحام فمثل : الصبر ونشارة الكندر ومثل عجم الزبيب المدقوق جداً والعفص يدهن ويحرق فإذا تم اشتعاله يطفأ والبردي المحرق والريتيانج المقلو وصدأ الحديد وزبل الفرس وزبل الحمار محرقين وغير محرقين ورماد العظام ورماد الصدف غير مغسولين فإن المغسول من باب المغري والإسفنج الجديد المغموس في زيت أو شراب ثم يحرق والشعر المحرق .


فصل في صفة أدوية مركبة من أصناف شتى قوية في منع النزف ومما ذكر جالينوس ووصفه وصفاً جيداً وجربه من بعده فوجد كثير النفع أن يؤخذ قلقطار عشرين ودقاق الكندر ستة عشر وصبر وفلفل وعلك يابس ثمانية ثمانية وزرنيخ أربعة وجبسين شديد السحق مهيأ بعد النخل عشرين يعالج به ذروراً على الفتائل ونثراً على الموضع فإنه عجيب .
أو ويؤخذ عنزروت وصبر ومصطكي ودم الأخوين ويجعل على فتيلة ويشد أو وأيضاً يؤخذ إسفنج محرق كما ذكرنا وآخر محرق يؤخذ سحيقه وخبث الرصاص والتوتيا والصبر أخرى أو يؤخذ كندر وصبر وكبريت أو يؤخذ كندر وكبريت فيتخذ ذروراً أو يستعمل فتيلة ببياض البيض أو يؤخذ من القلقطار عشرون ومن الكندر أو دقاقه ثمانية ومن الريتيانج ثمانية ومن الجبسين المحرق ثمانية أو يؤخذ من القلقطار والنحاس المحرق والقلقديس والزاج المشوي سواء .
ومن الجيد للنزف الدموي وخصوصاً من الرأس أن يؤخذ من الصبر جزء ونصف جزء أولهما قي البدن الجاسي وثانيهما في البدن اللين ومن نشارة الكندر في الجاسي جزء ومن الكندر نفسه الدسم في البدن اللين جزء ويقتصر عليهما أو يجعل معهما دم الأخوين والأنزروت ويعجن كل ببياض البيض ويجعل على وبر الأرنب أو يذرّ بحسب الموضع .


القانون
القانون
( 58 من 70 )

المقالة الثالثة القروح وأصناف ذلك
فصل في كلام كلي في القروح
القروح تتولد عن الجراحات وعن الخراجات المتفجرة وعن البثور فإن تفرق الإتصال في اللحم إذا امتد وقاح يسمى قرحة وإنما يتقيح بسبب أن الغذاء الذي يتوجه إليه يستحيل إلى فساد لضعف العضو ولأنه لضعفه يتحلل إليه ويتحلب نحوه فضول أعضاء تجاوره أو لمراهم رهلت العضو ولثقته برطوبتها ودسومتها .
وما كان من قبيل القيح رقيقاً يسمى صديداً وما كان غليظاً يسمى وسخاً وهو شيء خاثر جامد أبيض أو إلى سواد وكالدردي . وإنما يتولد الصديد من رقيق الأخلاط ومائيها أو حارها ويتولّد الوسخ من غليظ الأخلاط .
والصديد يكثر توليد الورم والصديد يحتاج إلى مجفف والوسخ إلى جال .
والقروح قد تكون ظاهرة وقد تكون ذات غور والقروح التي لها غور لا تخلو إما أن يكون قد صلب اللحم المحيط بها فيسمى ناصوراً وهو كأنبوبة نافذة في الغور أو لم يصلب فيسمى مخبأ وكهفاً .
وربما قال بعضهم مخبأ لما نفذ تحت الجلد وتبرأ منه الجلد وكهفاً لما انعطف تحت اللحم واتسع فيه قال بعضهم بل الواسع كهف والضيق العميق ناصور ولا مناقشة في التسمية .
وإذا كانت الصلابة على قرحة ظاهرة تسمى قرحة خزفية والناصور الرديء هو الذي لا يحس وبمقدار بعده عن الحسّ تكون رداءته ومنه مستو ومنه معوج وما أفضى إلى عصب أوجع شديداً وخصوصاً إذا مسّ أسفله بالميل وربما عسر فعل ذلك العضو وكانت رطوبته رطوبة رقيقة لطيفة كما تكون عن المفضي إلى العظم وإذا انتهى إلى رباط كان ما يسيل منه قريباً من ذلك لكن الوجع في العظمي والرباطي ربما لم يعظم ورطوبة ما يفضي إلى العظم أرق وأميل إلى الصفرة والمفضي إلى الوريد والشريان وكثيراً ما يخرج عنه مثل الدردي وفي بعض الأحيان يخرج منه إن كان منتهياً إلى الوريد دم كثير نقي أو إلى الشريان دم أشقر مع نزف ونزو .


والمفضي إلى اللحم تسيل منه رطوبة لزجة غليظة كدرة فجّة .
وكثيراً ما يكون للناصور الواحد أفواه كثيرة يشكل أمرها فلا يعرف هل الناصور واحد أو كثير فينصبّ في بعض الأفواه رطوبة ذات صبغ فإن كان الناصور واحد أخرج من الأفواه الأخرى .
والقروح تنقسم صنوفاً من الأقسام فيقال أن من القروح ما هو مؤلم ومنها ما هو عادم للألم ومنها متورم ومنها عادم للورم ومنها نقي ومنها غير نقي وغير النقي إما لثق أي فيه خلط كثير ورطوبة غزيرة وإن لم تكن رديئة ومنها وسخ ومنها صدىء .
ومن القروح متعفن وأضر الأشياء به الجنوب ورطوبة الهواء مع حرارته ومنها متآكل ومنها ساع ومنها رهل إما بارد وإما حار والرهلة من القروح موجبة لإسقاط الشعر عما يليها .
وقد تكون من القروح رشاحة يرشح منها صديد أصفر حار وربما سال منها ماء حارٍ محرق لما حولها وهو رديء مهلك ومنها عسرة الاندمال والمتعفن غير المتآكل وإن كانا جميعاً ساعيين وربما كان أكال يأكل ما يتصل به بحدته من غير عفونة ولا حمى البتة لكن الساعي العفن تكثر معه الحمى أو لا تفارقه .
وجالينوس يسمي أمثال النار الفارسية والنملة الساعية قروحاً متآكلة ويعد القرحة المتعفنة مركبة من قرحة ومن مرض عفن ولكل واحد منها حال .
والقروح الصلبة الآخذة نحو الإخضرار والاسوداد رديئة والقروح الباردة رهلة بيض وتستريح إلى الأدوية المسخنة والحارة إلى حمرة وتستريح إلى البرد .
والقروح الرديئة إذا صحبها لون من البدن رديء كأبيض رصاصي أو أصفر فذلك دليك على فساد مزاج الكبد وفساد الدم الذي يجيء إلى القرحة فيعسر الاندمال .
والقروح التي أرضها حارة ومعها حكة ففضلها حريف والتي أصولها عريضة بيض قليلة الحكة فمزاجها بارد .
والقروح المتولدة عقيب الأمراض رديئة لأن الطبيعة تدفع إليها باقي فساد الفضلات والقروح الناثرة للشعر عما يليها رديئة .


وقيل في كتاب علامات الموت السريع إذا كان بالإنسان أورام وقروح لينة فذهب عقله مات .
والقروح الخبيثة قد يكون سببها جراحة تصادف فضولاً خبيثة من البدن أو تدبيراً مفسداً وقد تكون تابعة لبثور رديئة فيكون عنها تسرعها إلى التقرح بعد التبثر .
ويدل على خبث القرحة تعفنها وسيها وإفسادها ما حولها وعسر برئها في نفسها مع صواب العلاج لها .
وأفضل الدلائل الدالة على سلامة القروح والجراحات في عواقبها المدة كان بدواء مفتّح أو من فعل الطبيعة فإن ذلك فعل الطبيعة على المجرى الطبيعي ولن تتولد المدة إلا عن نضج طيعي ولا يصحبها مكروه من أعراض القروح الرديئة وخصوصاً المدة المحمودة البيضاء الملساء المستوية التي نالت تمام النضج ولا يصحبها نتن ولا عفونة فيها وربما لم تخل عن نتن قليل فإن المدة تحدث بتعاون من حرارة غريزية وأخرى غريبة وقد قلنا في المدة في موضع آخر .
وأما القرحة التي تحدث للتشنج والقرحة المتعفنة والسرطانية والخيرونية والمتآكلة وما يجري مجراها فلا تتولّد منها مدة بل إذا ظهر في القرحة مدّة وورم فإنه علامة خير ليس يخاف معه التشنج واختلاط العقل ونحوه وإن كان في موضع يوجب ذلك مثل الأعضاء الخلفية والقدامية إلا أن يكون الأمر عظيماً مجاوزاً للحدّ فإن غاب الورم دفعة وغار ولم يتحلل بقيح أو نحوه ثم كان مجاوراً للأعضاء العصبية كالقروح الظهرية فإنها في جوار الصلب والنخاع والقروح التي تقع في مقدم الفخذ والركبة فإنها أيضاً على العضل العصبية التي فيها آل الأمر إلى التشنّج واختلاط العقل أيضاً .
وإن وقع في الأعضاء العرقية وأكثرها في مقدّم تنور البدن خيف إما إسهال دم إن وقع في النصف الأسفل من التنور وكذلك قد يخاف منه اختلاط العقل أو خيف أن تقع ذات الجنب في التقتح من بعده أو في نفث الدم إن وقع في النصف الأعلى منه .
وقد علمت معنى التقيّح في الصدر من الكتاب الثالث وقد يخاف فيه أيضاً اختلاط العقل .


ومن العلامات الجيدة للقروح أن ينبت حواليها الشعر المنتشر .
وأقبل الأبدان لعلاج القروح أحسنها مزاجاً وأقلها رطوبة فضلية مع وجود الدم الجيد فيها وأما كثير الرطوبة أو اليبس فهو بطيء القبول للعلاج في القروح على أن الرطب كالصبيان أقبل من الناس كالمشايخ وخصوصاً إذا كان المزاج الأصلي يابساً عديم الدم النقي والعرضي رطباً مترهّلاً كما في المشايخ وخصوصاً إذا كان المزاج الأصلي يابساً عديم الدم النقي والعرضي رطباً مترهلاً كما في المشايخ أيضاً ولذلك صار المستسقون يعسر علاج قروحهم والحبالى أيضاً لاحتباس فضولهن لامتساك حيضهن .
وأما المشايخ فلا تبرأ قروحهم لذلك ولسبب قلة لحمهم الجيد وربما برأ القرح ثم انتقض لأنه إنما نبت فيه اللحم قبل التنقية فلما احتبس فيه فضل غير نقي وجب من ذلك أن يفسد الإتصال الحادث ثانياً وقد توهم النواصير برءاً ويعرض لها حال جفاف وإمساك تقنع النفس بأنها برء لأن حالها تلك تشبه البرء كما نذكره ثم .
ينتقض لأدنى حركة واهتزاز وسعال وصدمة وسوء اضطجاع وغير ذلك .
والقروح التي ينبت فيها اللحم بعضها ينبت فيها لحم زائد وبعضها لا ينبت فيها ذلك وأخرى ما ينبت فيه منها لحم زائد هو ما يستعجل بإنبات اللحم فيها قبل التنقية وأخرى ما لا ينبت فيها ذلك اللحم إلا بعد التنقية .
وإذا طالت المدة بالقرحة وتأكلت وذهب من جوهرها شيء كثير فلا يتوقع اندمالها إلا على غور وخصوصاً إذا كانت قديمة بقيت مدة سنة ونحوها أو كانت متخزفة وأخذ منها المتخزف أعني الناصور .
والقديمة لا بد من أن يخرج عظم من العظم الذي يجاورها .
والقروح السوداوية لا برء لها إلا أن يؤخذ عنها جميع فسادها إلى اللحم أو العظم الصحيحين .
والأسباب التي إذا عرضت فسمت القروح هي : ضعف العضو فتقبل كل مادة ورداءة مزاج العضو ورداءة ما يأتيه من الدم إما في كيفيته وإما في كميته .


أما في كيفيته فأكثره لرداءة مزاج الكبد ويكون اللون فيه إلى بياض رصاصي أو صفرة أو لرداءة مزاج الطحال فيكون اللون إلى سواد وتنميش فتكون معه رداءة جميع الأخلاط في البدن ومثل هذا مع أنه لا يستفاد منه ما يستحيل لحماً فقد يتضرر به لما يستحيل إليه من الوضر أو في كميته بأن يزيد أو ينقص فلا يوجد ما ينبت منه لحم القرحة وتكون القرحة صافية نقية تبادر إلى خشكريشة لا تفلح إلى أن تملأ إن كان البدن نقياً قليل الدم أو للتخرق الذي يعرض لحائطه وحافاته أو لاتساع العروق التي تأتيه أو لفساد ما يليها من العظام أو لفسادها الآخذ نحو الكمودة والخضرة والسواد أو لعضو رديء المزاج يجاوره .
والقروح الصعبة العلاج كالمستديرة ونحوها قاتلة للصبيان لأن الصبيان لا يحتملون شدّة إيجاعها ولا عسر علاجها وصعوبته .
فصل في قانون علاج القروح إعلم أن كل القروح محتاجة إلى التجفيف ما خلا الكائن من رض العضل وفسخها فإن هذه تحتاج أولاً أن ترخى وترطّب ومع ما تحتاج القروح في غالب الأحوال إلى التجفيف فقد تحتاج إلى أحوال أخرى من التنقية والجلاء وغير ذلك لأحوال تلحق القروح غير نفس القروح وكلما كانت القرحة أعظم وأغور احتاجت إلى تجفيف أشد وإلى جمع لشفتيها أشد استقصاء وربما احتاجت إلى خياطة واعتبر من أحوال الحاجة إلى الاستقصاء في ذلك ونحوه ما قلناه في باب الخراجات .
واعلم أن القروح ربما احتاجت في علاجها إلى استعمال أدوية سيالة نافذة منزرقة غائصة وحينئذ لا بد من أن تكون مراهم أو نحوها فيجب حينئذ أن تكون رطبة الظاهر يابسة الباطن وخصوصاً الناصورية فإنها يجب أن تكون يبوسة جوهرها في القوة تغلب رطوبة جرمها شديداً وقد تحتاج إلى أن تخلط أدويتها بما يسيل أيضاً لسبب آخر وهو لتصير لزجة لازقة فاعلم ذلك أيضاً فيها .


واعلم أن القروح تحتاج إلى الرباطات والشد لوجوه ثلاثة : أحدها : لإسالة الوضر فيجب أن تكون قوة شدّها عند آخر القرحة وأرخى شدها عند الفوّهة ليحسن عصرها والثاني : لحفظ الدواء الملحم والمنبت للحم على القرحة وليس تحتاج إلى شد شديد والثالث : لإلحام الشفتين .
ويجب أن لا يكون الشدّ فيه رخواً عند الشفتين بل ضاماً ضماً صالحاً ولا يجب أن تبلغ بالربط من الإيلام مبلغاً يورم وينبغي أن يكون معيناً يمنع الورم فلا يمكنك مع الورم أن تعالج القرحة فإن لم يمكنك أن يمنع وظهر ورم فاشتغل بالورم وعلاجه أي ورم كان مع مراعاة لنفس القرحة إلى أن تفرغ من علاج الورم فتخلص مراعاة القرحة وكذلك إذا فسد ما حوالي القرحة فاخضر أو اسود عالجت ذلك بالشرط وإخراج الدم ولو بالمحجمة ثم تلزمه إسفنجة يابسة ثم أدوية مجففة .
وإذا تفرغت القرحة أو وجدت القرحة ساذجة فيجب أن تتأمل أول شيء هل ينصب إلى القرحة من البدن شيء أو ليس ينصب بل قد انقطع فإن كان ليس ينصب إليها شيء قصدتها بالمداواة نفسها وإن كان ينصب إليها شيء فاشتغل بمنع ما ينصب إليها بمثل فصد أو إسهال أو قيء فإن القيء قد ينفع أيضاً في ذلك وقد شهد به بقراط .
وإذا كان في القروح شظايا عظام أو أغشية أو غير ذلك فلا تستعجل في جذبها ولكن إعمل ما قلناه في باب العظام وأول ما يجب أن تدبره من أمر القرحة هو التقييح بأدويته ثم التنقية بأدويتها ثم إنبات اللحم والإدمال .
وإن وجدت القرحة نقية مستوية لا غور لها فادمل فقط بما لا لذع له .
وأما الوضرة فلا بد فيها من جالٍ لاذع وفي أول ما تعالج تحتاج إلى الألذع لأن الحس لا يحسّ به ثم تتدرج إلى ما هو أخف لذعاً إلى أن يحين وقت إنبات اللحم .


واتق في جميع ذلك أن توجع ما أمكنك وخصوصاً إذا كانت هناك حرارة والتهاب ويجب أن تميط الأسباب المانعة من الإندمال وفي الأسباب التي عددناها وذكرنا أنها تميل بالقرحة إلى الرداءة فإنك إن لم تعالجها أولاً لم تتفرغّ لعلاج القروح كما ينبغي بل لم يمكنك .
وكثيراً ما أصلح مزاج العضو فكفى في إصلاح القرحة وكثيراً ما تكون القرحة رهلةَ ينبت عليها لحم رديء ويكون هو في نفسه إلى حمرة وسخونة فيعالج بأطليةِ مبردة للحم المطيف بها مثل : عصارة عنب الثعلب بالطين الأرمني والخل والأطلية الصندلية والكافورية مبردة بالثلج فلا يزال يندمل الجرح ويضيق .
والقروح الوجعة الشديدة الوجع يجب أن تشتغل فيها أولاً بتسكين الوجع وذلك بالمرخيات التي تعرفها لا محالة وإن كانت مضادة للقروح لأنا إن لم نسكّن الوجع لم يتهيأ لنا أن نعالج فإذا سكناه تداركنا .
والقروح الوضرة تحتاح إلى أن تنقى وهي التي تتكون رطوباتها وما يسيل منها وربما نُقيت بغسل وربما نقيت بالذرورات والمراهم وإذا لم تنق لم يمكن أن يلاقيها الدواء خالصاً إلى جرمها وخصوصاً الذرائر فيجب أن تنقّى ثم ينبت اللحم والمنقى فيه جلاء أكثر والمنبت للحم جلاؤه كما علمت قليل وربما نبت لحم رديء واحتيج إلى أن يؤكل بدواء حاد ويطلى من خارج بالمبردات ثم يقلع بما يقلع به الخشكريشة ثم يعالج وهذا أيضاً طريق علاجنا لنواصير فإنا نحتاج أن نقلع خزفها ثم تعالج .
والدواء الواحد يكون بحسب بعض الأبدان منبتاً للحم ويكون بحسب بعضها أكالاً شديد الجلاء إذا كان ذلك البدن ليناً جداً وبحسب بعضها غير جال ولا منبت ولذلك يحتاج الدواء في بدن إلى أن يقوى إما بتكثير وزنه أو تقليل دهنه أو بإضافة دواء آخر إليه فيه تجفيف وجلاء وفي بدن آخر يكون بالقياس إليه أكالاً إلى أن ينقص من وزنه أو يزيد دهنه أو تضيف إليه بعض القوابض .


وأولى القروح بأن يقوي دواؤه ما عسر اندماله ومن الواجب أن تترك الدواء على القرحة ثلاثة أيام ثم تحل فإنها إذا عولجت لم تفعل فعلها .
ويجب أن تبعد الدهن عن القروح فإن كان ولا بدّ فدهن الخروع ودهن الآس ودهن المصطكي .
وإن لم يكن لك إلا القرحة فيجب أن ترفق بالحاس من الأعضاء الحاملة لها ونحذّر من إيجاعها بالدواء القوي .
وأما البليد الحسّ فلا تتوقف فيه عن واجب العلاج والباطن والشريف الخطير الكثير النفع والقاتل للآفات سريعاً من باب الحاس وحكمه حكمه وأضدادها من باب غير الحاس أو ضعيفه .
ولمثل هذا السبب لا تحتمل القروح الباطنة مثل الزنجار ونحوه وخصوصاً التي تشرب وتحتاج إلى مغريات أكثر مثل الكثيراء والصمغ والتي يحقن بها تحتاج إلى ما هو بين الأمرين ومن الصواب في علاج القروح أن تسكّن أعضاؤها ولا تحرك ولأن تتحرك في أول الأمر حركة رفيقة أقل مضرة من أن تتحرك بعد الأول حركات عنيفة وخصوصاً في بدن رديء الأخلاط .
ويجب أن تتوقى في القروح أن يقع من تجاورها التحام بين عضوين متجاورين مثل اللصق الذي يقع بين الجفن والعين وبين الجفنين وبين الإصبعين والكهوف والمخابي سريعة الاستحالة إلى النواصير والقروح المجاورة للشرايين والأوردة الكبار تؤدي إلى ورم ما يجاورها من اللحم الرخو كالأربيتين والإبط وخلف الأذنين كما يؤدي الجرب ونحوه مما ذكرناه لتلك العلة بعينها وخصوصاً إذا أن البدن رديئاً مملوءاً فضولاً وحينئذ يشتدّ الوجع ويتأدى إلى القرحة فيجب أن تعالج ذلك بتنقية البدن وبما قيل في بابه وما لم ينق الورم لا يرجى علاجه ونحتاج في مثل هذا إلى أن نحوط القرحة من الأذى بالباسليقون ونحوه إن كان البدن نقياً ونجعل بينها وبين العضو حاجزاً مانعاً عن تأدي الأذى إلى القرحة في كل حال .


يجب أن تسمع وصية جامعة وهو أنه من الواجب أن يكون ما تعالج به القرحة إما موافقاً أو غير موافق والموافق إن لم ينفع في الحال فلا تصحبه مضرة والغير موافق إما أن يكون مخالفته لأنه أضعف وتدل عليه زيادة ما هو ضد المتوقع منه من تجفيف أو تنقية أو غير ذلك من غير فساد آخر فيجب أن يزاد في قوته .
وإمّا أن تكون مخالفته لوجوه أخرى مثل أن يسخن فوق ما يحتاج إليه فيحدث حمرة والتهاباً فيحتاج أن تنقص من قوته ويطفأ من التهابه في الوقت بمرهم مبرد أو تميل به إلى سواد وكمودة فتعلم أنه يبرده أو ليس يسخنه القدر المحتاج إليه فيحتاج أن تزيد في قوة سخونته أو ترهله فتحتاج أن تزيد في قوة القوابض والمجففات كالجلنار والعفص ونحوه أو يجفف فيجب أن تتدارك تجفيفه بما نذكر لك أو يأكله ويغوره كما نبين فنحتاج أن تكسر قوة جلائه .
وكثيراً ما لا يوافق الدواء لأن مزاج العليل مفرط في باب ما فتحتاج أن يكون الدواء قوياً في ضد ذلك الباب حتى يعيده إلى مزاجه أو ضعيفاً في باب موافقته .
فصل في علاج القروح الصديدية تحتاج أن تستعمل فيها الأدوية المجفّفة لتنقي الصديد ثم تشتغل بإنبات اللحم إن كانت رهلة واستعمل عليها أدوية الإنبات غورتها وعفنتها لضعف أجسام تلك القروح بل يجب أن يجفف أولاً ثم يستعمل وإذا استعملت الدواء فلم تجد الرطوبة تنقص أو رأيتها ازدادت فاعلم أن الدواء بحسب ذلك البدن ليس بمجفف فزد في تقويته وتجفيفه وأعنه بالجلاء اليسير كالعسل مثلاً وبأدوية قباضة مثل الجلنار والشب وقلل من قوة الدهن واجعله دهناً فيه تجفيف .


وإن رأيت القرحة قد أفرطت أيضاً في الجفاف فانقص من القوى كفها أعني التجفيف والجلاء والقبض واحفظ هذه الوصية في الأدوية المنبتة للحم في القروح ولا تغلط بشيء واحد وهو أن يكون الدواء أجلى مما ينبغي فيأكل العضو ويحيل لحميته إلى رطوبة سائلة تحسبها صديداً فتزيد في قوة الجلاء ومثل هذا الدواء يجعل القرحة أغور وأسخن وأشبه بالمتورم وتتخزف الشفة ويحس العليل بلذع ظاهر واعلم أن الأدوية المجففة للقروح منها ما هي شديدة التبريد كالبنج والأفيون وأصل اللقاح ومنها ما هي شديدة التسخين مثل الريتيانج والزفت فيكون لك أن تعمل أحدهما بالآخر وبحسب مقابلة مزاج بمزاج من الأمزجة الجزئية والأدوية المنقية للصديد هي الأدوية المجففة مثل الشب والعفص وقشور الرمان وقشار الكند والمرداسنج ودقيق الشعير وسويقه وشقائق النعمان وورق شجر البعوض .
وإذا ضمد بورق الجوز الطري وجوزه وضمد به كما هو أو مطبوخاً بشراب نفع جدّاً ونشف الرطوبات بغير أذى .
وهذه صفة مرهم جيد أن يؤخذ المرداسنج فيسقى تارة بالخل وتارة بالزيت حتى يبيض ثم يؤخذ من الكحل والروسختج والعروق والعفص والجلّنار ودم الأخوين والشب وأقليميا الفضة أجزاء سواء يدقّ ويسحق جيداً ويكون من كل واحد منها سدس ما أعددت من المرداسنج فتخلط الجميع ويستعمل وتستعمل أيضاً أدوية ذكرناها في القراباذين .
وكثيراً ما يحتاج إلى غسل الصديد بالسيالات كما نذكرها في القروح الغائرة ومنها ماء البحر .
وأما ماء الشب فيغسل ويردع ويجفف وجميع هذه الأدوية المذكورة الآن تضر إن كان مع القرحة ورم والماء المطبوخ فيه السعد فهو جيد التجفيف وطبيخ الهليلج والأملج وطبيخ الأزادرخت فصل في علاج القروح الوسخة يجب أن تستعمل فيها الأدوية الجالية وتبتدىء من الأول بما هو أقوى وألذع على ما قلنا في القانون ثم تدرج إلى مثل الشيطرج والزراوند مع عسل وقليل خل .


وأيضاً علك البطم بمثله دهن ورد أو سمن وأيضاً أصل السوسن مع عسل وأيضاً دقيق الكرسنة وحشيشة الجاوشير .
ومن المركبات : المرهم الهندي والمراهم الخضر كلّها الزنجارية البسيطة والمخلوطة بالأشق ونحوه والمراهم القيسورية والمراهم المتخذة بدقيق الكرسنّة ومرهم الملح والقرص الأسود والقرص الأخضر والمعروف بقرموجانيس ومن الأدوية : الجفاف يؤخذ دردي الزيت وعسل وشب أجزاء سواء أو يؤخذ أسفيذاج وجعدة سواء وإذا اشتد التوسخ نفع الفراسيون مع العسل .
ومن الأضمدة الجيدة : الزيتون المملح وقد تقع الحاجة ههنا أيضاً إلى استعمال ما يغسل به من السيالات على ما نقول في باب الغائرة وكلها تضرّ إن كان ورم .
في علاج الكهوف والقروح الغائرة والمخابي هذه تحتاج في علاجها إلى أن تملأها لحماً ولا يكون ذلك إلا مع غزارة الغذاء والدم ويحتاج في ذلك إلى أدوية التجفيف والتنقية جميعاً ويجب أن يكون وضعها وضعاً لا يحتبس فيها الصديد بل يسيل فإن وجدت هذا الموضع اتفاقاً فيه أصل القرح من العضو إلى فوق وفوّهاتها إلى أسفل فذلك وإن كان بخلاف ذلك وكان يمكن الإنسان أن يغتر وضع القعر بما يتكلفه من النصبة الغير الطبيعية فعل وإن لم يمكنه لم يكن بد من شق القرحة إلى أصلها شقّاً مستقصياً لا يبقي كهفاً أو من إحداث مسيل ومنفذ في أصلها غير فوّهتها إحداثاً بعمل اليد .
ويتأمّل في ذلك حال العضو وهل يحدث به خطر من ذلك فإذا فعلت ذلك شددت القرحة بالرباط مبتدئاً من الفوهة منتهياً إلى الأصل الذي كشفت عنه وفي الأول بخلاف ذلك .
وتجعل أشدّ الشد في الجهة العالية في الوجهين جميعاً ولا يجب أن تبلغ بالرباط الإيلام ثم الإيرام وإذا لم يمكنك الشق اشتغلت بالغسل وإدخال الفتائل المنبتة المنقية التي لا تبطل تنقيتها إنباتها القوّة لأمرين فيها .


وقد جرّبنا نحن مرهم الرسل فكان جيداً بالغاً منجحاً بالمداواة والقنطوريون إذا حشي منه عجيب جداً ثم سومفوطون ثم الإيرسا ثم دقيق الكرسنة .
والمخابي إذا لم تتدارك لم يلتصق الجلد فيها التصاقاً جيداً ولكن يمكن أن تجفف الجلد ليلزم لزوماً يشبه الصحيح .
والقروح الغائرة والكهوف والمخابي لا تنقّيها الأدوية تنقية بالغة ولا ينبت فيها اللحم إلا أن تجعل سيالات غسالة يزرق فيها بزراقات أو يمس بفتائل وخصوصاً إذا لم يمكن شكلها شكلاً يكفي في تنقيتها النصبة والعصر من الرباط على ما بينا والغسل من الغسالات وخصوصاً ممزوجاً بالشراب وماء الرماد غسال قوي لا يحتمله قليل الوضر من القروح وماء البحر قريب من ذلك فإنه يغسله ويجفف والماء الشبي غسال ومع ذلك مانع لما يتحلّب إلى العضو فإذا كان ورم لم يصلح شيء من ذلك ولا الشراب .
وهذه القروح يجب أن توضع عليها فوق الأدوية في رباطاتها خرق ملطوخة بما يحتاج إليه العضو في صلاح مزاجه ويحتاج إليه في مقاومة المراهم التي تستعمل داخلاً لتكون على فم القرحة خرقة أخرى مطلية بما يجب من الدواء والدليل على أنها التصقت قلة ما يسيل وطمأنينة الأسافل وربما انعصر عنها بالربط وقوّة الدواء رطوبات كثيرة دفعة ثم جفّت والتصقت .
فصل في علاج دود القروح من الأشياء النافعة له عصارة الفودنج النهري وأدوية ذكرناها في باب الأذن في الكتاب الثالث .
فصل في إنبات اللحم في القروح يجب أن لا ينبت اللحم حتى ينقى ويجذب إليها الغذاء إن قل فلم يصل إليها فإذا نقيت فبعد كل لذاع وجلاء بقوّة كيف كانت القروح وأين كانت ويجب أن تراعي في استعمال الأدوية المنبتة للحم الوصايا المذكورة من تعهد ما يظهر من فضل رطوبة فيها أو فضل جفاف فتعمل ما قلناه في باب القروح الصديدية ليس من حيث يبقى القرح رطباً أو يصير جافاً شديد الجفاف بل من حيث اللحم الذي ينبت إذا كان شديد الرطوبة أو قليلاً جافاً .


ومما يقلّل تجفيفه تسييله والزيادة في دهنه وشمعه إن كان مرهماً وممّا يزيد في تجفيفه أن يغلظ ويخثر ويقلل دهانته وتكثر الأدوية فيه أو يزاد فيها مثل العسل وإنبات اللحم بالمراهم أوفق وأبطأ وبالذرورات أعسر وأسرع وربما صلبت اللحم فيكون من الصواب أن تنثر الذرور وتحدقه بالمراهم والشراب وخصوصاً القابض لدواء جيّد لجميع القروح بما يغسل وينقي ويجفف ويقوي .
وقد ذكرنا الأدوية المنبتة في باب الجراحات وبالحري أن نذكر من خيارها ههنا شيئاً وهو أولى بهذا الموضع وهو الكحل المحرق والأنزروت وغراء السمك والحلزون المسحوق وتوبال الشابرقان والأبار المحرق والوج والبرنجاسف واللوف والسعد وخصوصاً للوضر والجعدة قوية جداً والقنطريون غاية والزجاج المحرق عجيب في تجفيفها وإدمالها .
فصل في علاج القروح المتآكلة غير المتعفنة القانون الكلي في علاج المتآكلة والخبيثة أن تنقي البدن أو العضو إن كان البدن نقياً بحجامته وإرسال العلق عليه وتبدل مزاجه بالأطلية وإصطلاح الغذاء من غير تأخير ولا مدافعة فإن المدافعة في ذلك مما يزيد في رداءتها وربما أحوج سعي التآكل إلى قطع العضو وينفع المتآكلة التي لا عفونة معها التنطيل بالماء البارد وماء الآس وماء الورد وماء عصا الراعي والشراب القابض إن لم تكن حرارة والخل الممزوج بماء ورد أو ماء ساذج كثير إن كانت حرارة ونحو ذلك من المياه المبردة المجففة .
وإن كان هناك عفونة فبماء البحر وغير ذلك مما سنقوله في باب المتعفنة ثم إن أجود علاجها استعمال القوابض المجففة المبردة مثل قشور الرمان والعدس وورق المصطكي وبزر الورد والشوكة المصرية وحب الآس نطولات فيها هذه الأدوية ويقوى أمثال هذه بطعم من شب ونخوة أو سكنجبين أو قرع يابس محرق أو لسان الحمل مع سويق أو ورق الزيتون الطري .


فصل في علاج القروح المتعفنة والرديئة هذه القروح الرديئة أصل علاجها تنقية البدن أو العضو نفسه أو كان البدن نقياً بما تنقيه وحده من الحجامة والعلق والأطلية المصلحة للمزاج على ما ذكرناه مراراً وتجويد الغذاء ولا يجب أن تتوانى في علاجها فإن عتقها يزيد شرّها ويجب أن يمنع عنها الأورام الحارّة ومما يسكنها البنج مع السويق .
وأمثال هذه القروح أيضاً إذا أفرطت في الفساد ربما أحوجت إلى الاستئصال بالكي بالنار أو بالدواء الحاد أو بالقطع كي لا يبقى إلا اللحم الصحيح المعروف بجودة دمه ولونه والعظم الصحيح الأبيض النقي .
والدواء الحاد يأخذ جميع الخزف ويخرجه ويتدارك إيلامه بالسمن توضع عليه وضعاً بعد وضع فهذه وإن لم تكن نواصير ولا متخزفة فهي رديئة خبيثة وربما أحوجت إلى قطع العضو ليسلم من عفونته .
والتنطيلات التي تصلح لها هي بمثل ماء البحر والمياه المذكورة في باب النواصير وهذه القروح وغيرها يجب إذا استعمل عليها الأدوية أن تترك أياماً ولا تحل والأدوية التي يجب أن تستعمل في هذه هي مثل دقيق الكرسنة مع شيء من شبّ أو لحم السمك المالح وبزر الكتان مسحوقاً بقلقديس أو حاشا بزبيب أو تين أو ورق شجر التين أو نطرون وكمون ودقيق مع عسل أو أضمدة بصل الفار مطبوخاً بعسل أو الكرنب بعسل أو قرع يابس محرق وورق الزيتون الطري .
صفة دواء مركّب : يؤخذ راوند وعصارة ورق الخروع جزءاً جزءاً زنجار نصف جزء تتخذ منه لطوخ بالماء في قوام العسل وربما احتيج إلى تقويته بعصارة قثّاء الحمار والسوري وتجعل عليه خرق يابسة وأيضاً زراوند وعفص وزيت سواء تتّخذ ملطوخ للقرحة وحولها أو نورة وقلقطار جزء جزء زرنيخ نصف جزء .
وأيضاً السوري اثني عشر القلقطار عشرة زاج أربعة تتخذ منه لطوخ بأن تطبخ في خل ثقيف نصف قوطولي حتى يذهب الخلّ ثم يؤخذ منه بمرْوَد ويلطخ به القروح .


وأيضاً : يؤخذ من القلقطار والزاج من كل واحد عشرون جزءاً قشور الحديد ستة عشرجزءاً عفص غيرمثقوب ثمانية .
وأيضاً : يؤخذ ملح جزء شب محرق وقشور النحاس وقيسور محرق نصف جزء نصف جزء .
مرهم جيد : يؤخذ عنزروت وروسختج وعفص وزنجار وزراوند يجمع بشيء من العلك لتكون له لدونة وعلوكة ويستعمل بعد تنظيف القرحة .
دواء غاية مجرب : يؤخذ زاج أحمر أربعة وعشرين نورة حية ستة عشر شب ستة عشر قشور الرمان ستة عشر كندر وعفص من كل واحد إثنين وثلاثين شمع مائة وعشرين زيت عتيق قوطرلي .
آخر جيد : يؤخذ رصاص محرق كبريت نحاس محرق إسفيذاج الرصاص كندر مرداسنج مر أقليميا أشق جاوشير مصطكي قدر درهمين درهمين شحم كلي البقر ريتيانج علك الأنباط دهن الآس شمع ثلاثة ثلاثة يذوب ما يذوب في الخل مقدار ما يعجن به ما لا يذوب وما يسحق ويجمع ويعجن .
دواء منجع جمعه جالينوس وغيره : يؤخذ توبال النحاس أوقية زنجار محكوك أوقية شمع نصف رطل صمغة لاركس أوقية ونصف يتخذ منه مرهم على رسمه في ذوب ما يذوب وسحق ما ينسحق ويزاد الشمع وينقص بقدر الحاجة واستحبوا أن يخلط به ذيقروجاس وتكلم عليه جالينوس كلاماً طويلاً وإذا كانت هذه القروح على مثل الذكر استعملت فيها دواء القرطاس المحرق دواء أنزرون وقرع يابس محرق أو صوف وسخ محرق أو رماد ورق السرو أو ورق الدلب .
فصل في علاج العسرة الإندمال والخيرونية إعلم أن القروح التي هي عسرة الإندمال مطلقاً غير المتآكلة وغير المتعفنة كما يكون العام غير الخاص فإنهما ساعيتان فهذه قد لا يكون معها سعي وتقف على حالها مدة وهذه غير النواصيِر أيضاً لأنها لا يجب أن تكون متخزفة .
وبالجملة المتآكلة والمتعفنة والنواصير من جملة العسرة الإندمال من غير عكس .


وأما الخيروتية فهي الغاية في الفساد وفي البعد عن الإندمال والقانون في علاج هذه القروح أنه إن كان السبب رداءة مزاج فأصلح أو رداءة فاجعل الغذاء ما يولد دماً جيداً مضاداً لذلك أو قلته فكثره ويوسع في الغذاء الجيد وإن كان السبب ترهلاً وتوسخاً نعالج علاج الرهل ومن الجيد في ذلك أن تعرقه بماء حار إلى أن يعرق العضو ويحمر وينتفخ ثم تمسك ولا تجاوز ذلك القدر فإنك تجذب به مادة كثيرة وآفة عظيمة إلى العضو واجعل الدواء من بعد ذلك أقل تجفيفاً وربما نفع وضع خرقة مبلولة بالماء الفاتر وربما احتيج إلى حك للقرحة وإدماء ودلك .
لعضوها واستعمال المراهم الجاذبة الزفتية .
وإن كان السبب رداءة حال عرضت لما يحيط بها من اللحم عولج بما عرفته من الشرط وإخراج الدم والتدارك بالمجففات وإن كان السبب دالية تسقى فاقطعها وسَيل دمها أو سلها فكثيراً ما أراح ذلك ولكن إن كان امتلاء فابدأ بالفصد واستفرغ خلطاً سوداوياً إن كان ثم تعرض للدالية وسيل منها من الدم ما أمكنك لئلا يعرض من تعرضك للدالية ما هو شر من القرحة الأولى ثم عالج الجراحة التي عرضت من الدالية ثم القرحة العسرة الإندمال وإن كان السبب ضعف العضو وذلك بسبب سوء مزاج لا كيف اتفق بل سوء مزاج مفرط بعيد عن الاعتدال الذي بحسبه من حر وبرد وما يتبع الأمزجة من تخلخل مفرط أو تكاثف شديد والأول في الأكثر يتبع الحرارة والرطوبة أو الرطوبة والثاني البرودة واليبوسة أو اليبوسة فيجب أن تعالج الموجب بالضد أو ما يوجب الضد وكثيراً ما يكون السبب عن الحرارة الجذابة للمادة والمرسلة إياها ويحتاج في علاجه إلى المبرّدة القابضة .
وإن كان السبب ناصوراً فعالج علاج النواصير وإن كان السبب فساد العظم الذي يليها شرّحنا وكشفنا عن العظم فإن كان يمكن إزالة ما عليه بالحك فعلنا الحك واستقصينا وإلا قطعنا وفعلنا ما نشرحه في باب فساد العظم .


قال جالينوس : كان غلام به ناصور في صدره قد بلغ إلى العظم الذي في وسط قصه فكشفنا عن عظم القص جميع ما يحيط به فوجدناه قد أصابه فساد فاضطررنا إلى قطعه وكان الموضع الفاسد منه هو الموضع الذي عليه مستقر علاقة القلب فلما رأينا ذلك ترفقنا ترفقاً شديداً في انتزاع العظم الفاسد وكانت عنايتنا باستبقاء الغشاء المغشي له من داخل وحفظه على سلامته وكان ما اتصل من هذا الغشاء بالقصّ قد عفن أيضاً .
قال : وكنا ننظر إلى القلب نظراً بيناً مثل ما نراه إذا كشفنا عنه بالتعقد في التشريح قال فسَلِم ذلك الغلام ونبت اللحم في ذلك الموضع الذي قطعناه من القص حتى امتلأ واتصل بعضه ببعض وصار يقوم من ستر القلب وتغطيته بمثل ما كان يقوم به قبل ذلك رأس الغلاف للقلب .
قال : وليس هذا بأعظم من الجراحات التي ينتقب فيها الصدر هذا ويقول أنه إذا أعتقت القروح وقدمت فمن الصواب أن يسيل منها بالمحمرة دم على ما يليق بها وأما الأدوية المعدة لعسر الاندمال في غالب الأحوال فمثل توبال النحاس والزنجار المحرق وغير المحرق وتوبال الشابورقان وتوبال سائر الحديد ولزاق الذهب يتخذ منها قيروطات والقلقطار والزاج وما يشبهها مع أشياء مانعة للتحلب إلى العضو إن كان مثل الش والعفص .
ومما يعالج به العسرة الإندمال : يؤخذ من الاقليميا ومن غراء الذهب ومن الشبّ ثمانية ثمانية زنجار وقشور النحاس واحداً واحداً صمغ السرو أربعة شمع ودهن كما تعلم .
وأيضاً : يؤخذ من الشمع عشرة ومن صمغ الصنوبر تسعة ومن الإقليميا ثلاثة ومن القلقطار ستة ومن دهن الآس الكفاية .
وأيضاً يربّى القلقطار والإقليميا بماء البحر أو ماء الحصرم أو ماء مطبوخ فيه القلي والنورة طبخاً يسيراً بحسب المزاج تربية جيدة في الشمس ثم يصفى عنه من غير أن يتملح عنه ماء البحر أو ماء القلي .


وأيضاً : يؤخذ نحاس محرق وريتيانج وملح أندراني من كل واحد أوقيتان شمع ودهن الآس مقدار الكفاية وينفع منها الأدوية الناصورية إذا جففت ودققت ومنها : دقيق الكرسنة والإيرسا والزراوند المحرق والنحاس المحرق وتراب الكندر على اختلاف ما يستحقه كل بدن من التركيب .
دواء جيد : يؤخذ برادة النحاس وبرادة الحديد ويعجن بماء شب ويطيق بالطين الأحمر ويحرق في التنور ثم يخرج ويسحق ويستعمل ذروراً أو يتخذ منه ومن المرداسنج مرهم .
صفة مرهم ذهبي جيد : يؤخذ من المرداسنج الذهبي منا ومن الشمع وأصل المازريون ستة وثلاثون مثقالاً ومن الزنجار ثمانية عشر مثقالاً برادة الذهب المسحوقة بالحكمة برائحة المرداسنج أربعين مثقالاً دهن عتيق ثلاثة أرطال يجعل عليه أولاً المرداسنج والذهب والزنجار ثم سائر الأدوية .
وأيضاً يؤخذ حرق التنانير ورماد الودع ورصاص محرق مغسول يتخذ منه مرهم بدهن الآس ولا بد من أن يكون ذلك الدهن قُوَّم بمرداسنج .
وصفة ذلك أن يؤخذ من المرداسنج مثلاً أوقية ومن الخل الحاذق جداً ثلاثة أمثاله ومن الزيت أو دهن الآس أو أي دهن كان أوقيتان يحرق بالرفق حتى ينحلّ المرداسنج فيها ويخثر ولا يحترق .
وللخيرونية منها قشور النحاس زنجار نورة مغسولة بلا استقصاء يتخذ من ذرور أو شبّ مسحوق ذروراً أو زوفا أربعة نطرون اثنين يتخذ منه ذروراً ويتقدم فيلطخها بعسل ثم يذر عليها هذا الدواء .
وصفته : يؤخذ قشور النحاس جزءان شب جزءان قيروطي عشرة تمرّس في الشمس وتستعمل أو إسفيداج شمت ثمانية ثمانية قشور النحاس ملح أندراني كندر زنجار قشور الرمان من كلِّ واحد جزءان نورة جزء شمع عشرة وثلثين دهن الآس مقدار الكفاية .
وأيضاً : يؤخذ مرداسنج زيت رطل رطل زراوند عفص غير مثقوب أوقية أوقية أشق أوقية دقاق الكندر أوقيتان يتخذ منها لطوخ على النار يحرك بأصل القصب .


فصل في علاج النواصير والجلود التي لا تلتصق أما النواصير وأحكامها وأصنافها فقد قيل فيها من قبل وأما ما يجب من تدبير إسالة الصديد والرطوبات الفاسدة عنه بالنصبة أو بالبط فقد بين أيضاً في مواضع قبل هذا الموضع وأما العلاج الخاص بالنواصير فيختلف أيضاً فإن النواصير إما طرية سهلة لماما عتيقة قد غاص تخزفها في اللحم غوصاً شديداً وهذه عسرة العلاج فإن الذي لا بد منه في ذلك هو أخذ ذلك الخزف كله بالقطع المستأصل من الجوانب بمجراد أو غيره أو بالكي بالنار أو بالدواء وذلك صعب شاق وخصوصاً إذا كان في جوار عصب أو عضو شريف .
وربما كان المريض أميل إلى أن يبقى ذلك به ويداريه منه إلى أن يقاسي علاجه وربما أمكن أن يجفف ويؤكل لحمها الودكي الخبيث في داخلها ويجفف الباقي من لحمها الميت ويدمل ويبقى ساكناً مدة طويلة من غير أن يكون قد أدمل الإندمال التام ومن أراد ذلك فيجب أن ينقى الناصور عن اللحم الخبيث الودكي الذي فيه ثم يحشوه أدوية مجففة ويترك فإنه يبقى بحال جفافه ما لم يقع خطأه في امتلاء أو رطوبة مزاج أو وصول ماء واضطجاع عليه مؤلم أو وأما علاج قلعها واستئصالها : فاعلم أنها إذا كانت خبيثة عتيقة قديمة فلا دواء لها إلا القطع للخزف أو الكي له بالنار على ما نبينه مع بط المعوج الملتوي من منافذه لتعرف مذهب الكي ومنفذه مع تحرز وحذر حتى يكوى فينقلع أو الكي بالأدوية الحادة مثل : النوشادر والزرنيخ والكبريت والزنجار والزئبق يقتل الزئبق من جملتها في الجميع ويخلط بمثله برادة الحديد ونصفه قلي ونصفه نورة ويصعّد في الأثال أو يجفف في قنينة على ما يعرفه أهل الاشتغال بهذا الباب فيصعد كالملح فإذا جعل منه في الناصور التهب وانشوى وانفصل من اللحم فيؤخذ بالكلبتين ويخرج ويدام إلقام العضو السمن ساعة بعد ساعة ليهدأ الوجع ثم يعالج بعلاج القروح .


وأما الطريّ السهل من النواصير فيجب أن يغسل بالأدوية القوية ولاء كالقطران وماء الأرمدة وماء البحر الأجاج وماء الصابون مخلوطاً به زرنيخ ونوشادر والماء المصعد من روسختج ونوشادر يابسين أو مرعوين من غير سيلان وماء طُبخ فيه القلي وكلس قشور البيض والنورة فإذا نقيت فضع عليها الدواء الخروعي .
ومرهم الزرنيخ المورد في أدوية الغرب عجيب النفع ودواء جالينوس القرطاسي والأدوية المؤلفة من الزاج والقلقديس والنحاس المحرق والزنجار وما أشبه ذلك من القنطريون ودقيق الكرسنة والايرسا والسومقوطون وقد جرب أصل أسقولوقندريون أنه إذا ملىء منه الناصور أبرأه وكذلك الخربق إذا ملىء الناصور أبرأه بعد أن يترك ثلاثة أيام وكذلك السوري وكذلك عصارة قثاء الحمار مع البطم أو عصارة أصل المحروث أو زنجار وأشق بخل أو أشقّ وقلقديس وقلقطار وصمغ بخلّ أو يؤخذ بول الأطفال فلا يزال يسحق في هاون من رصاص حتى يخثر ويجف ويستعمل .
صفة دواء يستعمله أهل الإسكندرية : يؤخذ أصل أنخوسا وزاج مشوي وقلقطار وزنجار وشب من كل واحد جزء الذراريج نصف جزء يتخذ ذروراً أو مرهماً أو يجمع بخل قد طبخ فيه الذراريج ويحذف الذراريج من النسخة وربما جعل معه عسل .
وأيضاً يؤخذ صبر وزنجار ومرداسنج وقشور البيض وما كان مكلساً فهو أقوى بكثير ويخلط .
وأيضاً أدوية قوية ذكرناها في باب عسر الاندمال فإذا ظهر اللحم الجيد استعملت الملصقة المنبتة للحم وإذا كان بقربه عظم فاسد فيجب أن يصلح ويعالج بعلاجه وإذا رأيت الرطوبات الصديديّة قلت أو عادت مدّية فقد كاد العلاج أن ينفع .


فصل في اللحم الزائد على الجراحات يحتاج في علاج ذلك إلى أدوية جالية مجففة وكل ما كان أقلّ لذعاً فهو أجود ويجب أن لا يتوقع ههنا من معونة الطبيعة ما يتوقع في إنبات اللحم فإن إنبات اللحم فعل طبيعي وكل ما أنبته الطبع كان بمعونة الدواء أو بغير معونته مضاد لفعل الطبع فلذلك يجب أن يكون أكثر التعويل على الدواء .
واعلم أن الأقراص المتخذة لهذا الشأن لا ينتفع بالعتيق منها بل الطري فإن كان ولا بد منها فيجب أن تحفظ بالتقريص وتدفنها في موضع لا يفسدها الهواء وقد مدح لذلك ثجير الخل وليس ذلك عندي بكل ذلك الصحيح واتخاذها أقراصاً وبنادق أحفظ للقوة وأما ما يقال أنها تحتاج إلى أن تسقى ماء حاداً من زرنيخ وثوم أو خل فذلك مما يهيئها لانحلال القوة ويعين الهواء المفسد لها والدواء الذي هو أغلظ وأثبت فإنه أنفع في هذا الباب لا من حيث القوة فربما كان اللطيف أقوى ولكن من قبل أن انفعاله من الهواء ومن أخلاط المزج أقل وثباته بحاله أكثر وهذه الأدوية هي مثل قشور النحاس والصدف المحرق ونوعي القنافذ المحرقة بلحومها لكن القنافذ قد تنقي قليلاً وتقبض اللحم أكثر مما ينبغي .
وأقوى مما عددناه زهرة الحجر المسمى آسيا وأقوى منه السوري وغراء الذهب وقلقطار زاج والإحراق يقلل قوتها ولذعها معاً ويزيد لطافتها وزهرة النحاس قوية ولا كالزنجار وخصوصاً المتخذ من قشور النحاس .
ومما يأكل اللحم الزائد أكلاً جيداً القلي والزنجار وكثيراً ما يحل اللحم الزائد ويضمره أن يطرح عليه خرق مغموسة في ماء البحر أو ماء خل فيه الملح المر وقد يؤخذ القلي والنورة غير مطفأة وتترك في سبعة أمثالها ماء في الشمس سبعة أيام يساط كل يوم في كل وقت حتى يغلظ ويصير كالطين ويتخذ منه أقراص .
ويستعمل كذلك قرص نيطلقوس .


والمرهم الأخضر عجيب والأخضر المتخذ بالملح الداراني والمرهم الذي يسمى الأشقر بطاطي اللحم بلا لذع ودواء ديارون وعواء دوديا والدواء المتخذ من قشور النحاس ودقاق الكندر يصلح للحم الذي ربا جداً منتفشاً كالقطن وجميع الأدوية المعمولة للأريبان في الأنف .
فصل في تدبير القروح المنتقضة بعد الاندمال العلاج بعد انتفاضها أن يؤخذ اللحم الرديء والعظم الرديء الذي يليها ثم يشتغل بتجفيفها على ما تدري وبمستخرجات العظام وربما كانت أدوية جاذبة مثل ورق الخشخاش الأسود ضمّاداً مع ورق التين وسويق التين أو بزر البنج وقلقديس أجزاء سواء ضماداً .
فصل في اَثار القروح والجراحات يحتاج في قلع آثار القروح والجراحات إلى أدوية جالية قوية الجلاء منقية وتكون قوّتها بإزاء قوة ما تجلوه فيعالج القوي بالقوي والذي دونه بالذي دونه .
فأما الأدوية المنقّية القوية للقوي فمثل أن يؤخذ سحالة الحديد مع اللك والإطريفل ويطلى عليه وعندي أن صدأ الحديد أجود وكذلك الزنجار يغرز بإبرة ويطلى عليه النورة والعسل أو يطلى عليه الميويزج والعسل أو عصارة الفوتنج وبياض البيض وللعاصي الزرنيخ وحجر الفلفل .
وأما الأدوية الخفيفة للخفيف فالباقلا ودقيق الحمص وبزر الفجل والربة والطين الرخو السخيف وقشور البطيخ وشحم الحمار جيد جداً وخصوصاً إذا قرن به بعض المذكورات .
وأما آثار الضرب فإن التمسح بدهن السوسن يذهبها سريعاً ثم إقرأ ما سنذكره في باب الزينة .
المقالة الرابعة تفرق الاتصال في العصب وما لا يتعلق بالجبر من تفرق الاتصال للعظام
فصل في جراحات العصب وما يجري مجراه وقروحها


إن العصب لشدة حسه واتصاله بالدماغ تعرض له من الجراحات أوجاع شديدة جداً وآلام عظيمة جداً كالتشنج واختلاط العقل وكثيراَ ما يؤدي إلى التشنج من غير تقدم ألم صعب ولا يكون فيه بد من أن يكون هناك ورم عظيم من غير وجع عظيم وأسهل أحواله الحميات وأورام كثيرة تظهر في غير موضع الجراحة وعطش وسهر وجفوف لسان خاصة إذا حدث هناك ورم وكذلك حال جراحات أوتار العضل وخصوصاً في جانب رأسها وإذا ورم العصب وما يشبهه أو أصابته برد تشنج وإن أصابته عفونة فسد العضو ورماً والعفونة تسرع إليها لأنها مخلوقة من رطوبة أجمدها وعقدها البرد ومثل هذا تسرع إليه العفونة من الرطوبة ومن الحرارة الرطبة فتنطبخ فيه فلذلك المياه باردها يضر من حيث يشنج وحارها من حيث يعفن وكذلك الدهن لكن الدهن ربما احتيج إلى المسخن منه لضرورة إسكان الوجع أو لترقيق الأدوية وتسييلها .


وتكون الأدوية مقاومة لكيفيته المرطبة والنخسة وحدها قد تفعل هذا الفعل وقد يتورم المجروح منها أيضاً ورماً ظهوره أبطأ وكذلك نضجه وقبوله للعلاج أيضاً وقد يتقرح العصب قروحاً أبطأ التحاماً وأبطأ نضجاً وكل جراحة تقع في العصب فإما نخس وإما شقّ والشق إما أن يكون مع انكشاف العصب أو من غير انكشافه وكل ذلك إما طولاً وإما عرضاً والجراحة الواقعة طولاً في العصب أسلم من الواقعة عرضاً فإن الليف الصحيح يتألم من مجاورة المقطوع ويتأذى به ويؤدي إلى الدماخ فيوقع التشنج وأمراضاً عظيمة وقد يضطر أيضاً حينئذ كثيراً إلى قطع المجروح والمنخوس بكليته فيستراح منه وتزول الأعراض الرديئة والجراحة في الأغشية أخف أمراً منها في الأوتار فضلاً عن العصب وأنت تعرف الغشاء بالمشاهدة وربما عرفته من التشريح ومن أن الغشاء مبرم لا يرى فيه مسالك الليف طولاً والوتر الغشائي ترى فيه مسالك الليف طولاً والوتر الغشائي صلب جداً وليس الغشاء في صلابته والغشاء يحتمل الخياطة والجراحة والخرق التي تصيب الرباطات الثانية من عظم إلى عظم فليس فيها مكروه ويحتمل أشد العلاج ولا يخاف من انبتار الأعصاب وما يخاف من انشداخها ومن انقطاع بعضها عرضاً وإن كان العضو يزمن .
فصل في قانون علاج تفرق اتصال العصب دواء جراحات العصب هو الحار اليابس اللطيف الأجزاء المعتدل الحرارة بحيث لا يلذع ويكون تجفيفها شديداً جداً مع جذب لا مع قبض البتة وكل ما فيه حرارة لطيفة مع تجفيف شديد للطافة جوهره فلا يخلو عن جذب واحذر القبض فيها وخصوصاً في أول الأمر اللهم إلا أن يكون مع جلاء مثل الرَوسَختج وتوبال النحاس وما كان مثل هذا ثقيل الجوهر فلطفه بالسحق في الخل الذي لا قبض فيه وقد يتوقع من الخل وتلطيفه إبراز حرارة لطيفة منه في الشيء الكثيف .


وإن احتيج إلى قوى الحرارة أحياناً فيحتاج إليه ليكون غائصاً ولكنه يكسر ويمال به بما يخالطه إلى الاعتدال فيسخن بقدر ويجفف بقوة وإن كانت العصبة مكشوفة لم تحتمل شيئاً له حدة البتة وكان مضرة ذلك به عظيمة .
وكذلك إن لقي الدواء أو الخرق التي تستعمل على الجراحة ما تلقاه وهو بارد بالفعل فإن تضرر العصب به شديد وإذا وقعت جراحة في العصب فلا يجب أن تبادر إلى الإلحام ولكن يجب أن تبدأ بتسكين الوجع بالتكميد بالخرق الحارة وبأدهان مسخنة وبزيت الأنفاق خاصة ففيه قبض ما وسخونة أيضاً وتكون سخونتها فوق الفاتر فإن الفاتر من قبيل البارد وكذلك تكون همتك بتسكين الورم .
ومما يستعمل أيضاً حينئذ الضمادات المتخذة بالسكنجبين وبماء الرماد ومن الأدقة والأسوقة مثل دقيق الباقلا والكرسنة والحمص والترمس المر وسويق الشعير وغيره .
بل هذه أيضاً تستعمل قبل أن يرم .
وربما انتفع باستعمال الخفيف فإذا فعل بها ذلك ووقع الأمان من فضول تنصب بماء تستعمل من الفصد والاستفراغ فألحم ولا تسكن وجعها بماء حار البتة بل بالدهن اللطيف الأجزاء الذي لا قبض فيه حاراً إلى حد غير مفرط فإن الحار المفرط والبارد لا يوافقانه وكثيراً ما يكون قد قارب الجرح العافية فيضر به البرد فيشتد الوجع ويعاود الأذى فيحتاج أن تتدارك في الحال بالتسكين وبالأدهان المسخنة يظل ينطل بها فإن كان ذلك العصب مكشوفاً وكان القطع طولاً فاجتهد أن تغطيه بلحم وتضع عليه الأدوية الوخزية التي ذكرناها وتشده بخرق عريضة شداً ضاماً جامعاً آخذاً لشيء صالح من الموضع الصحيح .


وأما إن كان الجرح عرضاً فلا بد فيه من الخياطة والألم يلزم وإذا استعجل الأمر وخفت العفونة في الواقعة عرضاً فابتره واجتهد أن تحرسه عن الورم والعفونة ما أمكنك فإن الورم وإصابة البرد إياه يشنج والعفونة تزن العضو فلذلك لا يجب أن يلحم رأس الجرح ولا ينضم إلا بعد العافية وإذا كان فيه ضيق وسع لأن ذلك يؤدي إلى عفونة الجراحة لما يجتمع فيها من الصديد وغيره ومع ذلك فإن الوجع يشتد فلا يجب أن يلحم البتة إلا بعد أن يجفف جفافاً محكماً ويأمن كل ورم وعفونة ولذلك يحتاج أن يحل الشدّ عن الدواء أسرع من غيره وربما يحل في اليوم أو الليلة مرتين أو ثلاثاً وربما احتجت أن تحلّه أيضاً في ليل ذلك النهار أو في نهار ذلك الليل إن كان طويلاً وخصوصاً إذا كان هناك لذع فإن لم يكن فالحاجة إلى ذلك أقل ويكفي مرتين بكرةً وعشية .
ويجب أن يراعى في أدويته حتى لا يسخن فوق الواجب ولا يقصر في التسخين الواجب وكذلك في الجلاء والتجفيف وضدهما فإذا رأيته قد سخن فبرده مقدار ما ينقص الزيادة على الواجب .
وقد تجرب القيروطيات الفرهونية على ساق إنسان صحيح مشاكل للعليل في مزاجه وسحنته وينظر هل يفرط في تسخينه أو لا يسخنه شيئاً يعتد به أو يسخنه تسخيناً معتدلاً فيقدر ذلك ثم يستعمل على العليل ويجرّب عليه ثانياً ولكن أن تجرب على غيره ممن يشبهه أولاً أولى إذ لا يحتاج في التجربة عليه إلى تغيير كثير .
ومع هذا كله فإن العصبة إذا كانت مكشوفة والجرح واسعاً جداً فلا يحتمل شيئاً حاراً جداً مثل الأوفربيون والكبريت ونحوه بل يحتاج إلى دواء مثل التوتيا وأيضاً الدواء المتخذ من النورة المغسولة غسلاً بالغاً في وقت واحد ويجب أن يكون الدهن الذي يستعمل في قيروطياته ولطوخاته مثل دهن الورد والآس لم يمسسه ملح .


والعلك أيضاً إذا استعمل في مثل هذه الأدوية يجب أن يكون مغسولاً والتوتيا يجب أن يكون مغسولاً ولا يجب البتّة أن يكون فيها شيء من الحدة واللذع وإن كان فيها قبض يسير في علاج المكشوف جاز مع قوة محلّلة بلا لذع وخصوصاً إذا كان العليل ضعيف المزاج وأولى الأعصاب بتبعيد البارد والمائية والدهانة ونحوها عنه ما كان مكشوفاً فليس مضرتها في المكشوف الذي يلقاه فيوضره كمضرتها فيما لا يلاقيه إلا قليلاً وإنما يلاقي ما يحيط به ويليه وإن كان لا بد فعلى ما قلناه .
وأما إن كان هناك قوة ما في الخلقة فلا بأس إذا استعملت أقراص بوليداس وأقراص القلقطار وأقراص أنذرون وأفراسيون بميجنتج أو دهن .
أما في الشتاء فبزيت لطيف وأما في الصيف فدهن الورد والكندر وعلك البطم والبارزد بقدر أقل من أدوية المكشوف ومن الصواب كيف كانت الجراحة أن يوضع فوق الدواء مرعزي ليّن مغموس في زيت .
وكما أن العصب المنكشف أولى العصب بأن يرفق به كذلك الرباطات التي تثبت ما بين العظام أولى أشكالها بأن يُحمل عليها بالدواء القوي .
وأما الرباطات التي تتصل بالعضل فهي بين الأمرين وأوجب الجراح بأن يبعد عنه الماء هو جرح العصب وكذلك البرد وإن قل أضر الأشياء به والزيت أيضاً ضار لا يحتاج إليه إلا عند تسكين الوجع حاراً ولا يجب أن يغسل الجرح لا بالماء ولا بالدهن بل اجهد أن تمسح الرطوبات بخرقة أو صوفة في غاية اللين ولا أيضاً بالميجنتج إلا أن تأمن ضرر ترطيبه .


وإذا وجب لعلة من العلل أن تجعل عليه وخصوصاً على ما هو مكشوف دهناً فيجب أن تمر عليه أولاً الميجنتج ثم الزيت فإن جالينوس قال أصاب رجلاً وخزة بحديدة دقيقة الرأس فخرقت الجلد ووصلت إلى بعض عصب يده فوضع عليه طبيب مرهماً ملحماً قد جربه في إلحام الجراحات العظيمة في اللحم فورم الموضعَ فلما ورم وضع عليه أدوية مرخية كضماد دقيق الحنطة والماء والزيت فعفنت يد الرجل ومات هذا فإذا عرض تشنج من القروح فيها فمن الواجب إن كان قد انسد شق الجرح أن تفتحه وتستعمل الأدوية النافعة من ذلك للقروح المجففة لها لطيفة جداً ويجتهد أن يصل إلى الغور .
وإذا كانت الجراحة وخزة ولم يكن ورم فالعلاج هو العلاج الموضعي ويجب أن يكون أقوى حرارة وقوة تجفيف من المستعمل على الشق لأن ذلك ينفذ إلى المرض أسهل ويجب أن يكون تدبير المجروح في العصب لطيفاً وأن يكون في غاية اللطافة .
وإذا حدث وجع وورم فلا شر حينئذ من تناول الطعام وخصوصاً إذا كانت الجراحة عرضاً فإنه يحتاج هناك أيضاً إلى فصد العرق بلا محاباة ولا تقية من الغشي مثلاً ويجب أن يكون مضجعه رطباً وأن تراعى الأعضاء القريبة من الجراحة بالتدهين وكذلك رأسه وعنقه وإبطاؤه بالتدهين خصوصاً إن كان الجرح في الأعالي وكذلك العانة والأربية وخصوصاً إن كان الجرح في الأسافل وناحية الساق .
فصل في أدوية جراح العصب وقروحها علك البطم من أجود أدوية جراح العصب وأما أمثال الصبيان والنساء ومن مزاجه شديد الرطوبة فيكفيه مثل علك البطم وحده ذروراً مع قليل زيت يلينه ويلزجه إن كان يابساً والراتينج بدله .


وأما من هو أجف مزاجاً وأصلب لحماً فيجب أن يخلط به أوفربيون ونحوه إما عتيق وإما حديث وإما قليل وإما كثير بحسب مزاج البدن وسحنته ويكون المبلغ من القوي الحديث جزءاً من إثني عشر جزءاً من القيروطي أو علك البطم أو نحو ذلك إلى الثلث من القيروطي أو ما يمازجه وقد يخلط به غير الأوفربيون من لبن اليتوع فإنه عجيب ومن الحلتيت ومن السكبينج ومن الجاوشير ومما هو أضعف البورق ورغوته والكبريت سخناً بالزيت على قدر ووسخ الحمام وزهرة حجر أستيوس وكل جذاب للرطوبات إلى خارج والزاج أيضاً ورماد مخلص النحاس والسرنج ولزاق الذهب وربما لم يوجد في أوائل جراحات العصب إلا الخمير ويستعمل وينتفع به ويجذب من عمق جذباً جيداً وكثيراً ما ينتفع بوسخ كورات النحل إذا لم يحضر الفربيون أو دقيق الشيلم بماء الرماد ضماد أو استعمال علك البطم أول شيء يبدأ به وبعده مثل مرهم الباسليقون مقوى بماء يحتاج أن يقوى به مما ذكر وربما خلطوا بالقيروطيات ليسخنها نورة ويجب أن تكون مغسولة وأجودها المغسول بماء البحر في الشمس الحارة وكلما غسلته أكثر صار أنفع .
ومن الأدوية الجيدة دواء جالينوس المؤلف من : الشمع والراتينج والأوفربيون والزفت الزيت الغليظ من كل واحد نصف جزء ومن الزيت جزء ودهن البلسان مع لطافته ليس بكثير الإسخان أقول لسرعة تحلله .
وإذا كانت الجراحة وخزة أو نخسة ولم يصحبها ورم ولا عفونة فيجب أن يستعمل مرهم الأوفربيون أو خرء الحمام يجعل في البدن الألطف أوفربيون وفي الأكثف ذرق الحمام تزيد وتنقص على حسب ما ترى من حال البدن وسحنته ومزاجه ومع ذلك فلا يجب أن تترك فم الوخزة يلتحم البتّة وتوسع إن كنت ضيقة ثم اعلم أن الدواء المحتاج إليه في الوخز يحتاج أن يكون أقوى من المحتاج إليه في الشق .
وإذا عرضت في الجراحات عفونة فالسكنجبين جيد ودقيق الكرسنة .


وأما إذا عرضت أورام فدقيق الشعير ودقيق الباقلا ودقيق الكرسنة أيضاً وقد طبخته بماء الرماد أو ماء ساذج فيه قوة من السكبينج .
وإذا رأيت الجراحة أقبلت لم تتخوف حينئذ من استعمال الميجنتج عليها فيجب أن تستعمل الأدوية مدونة فيه أما في أقوياء البدن فأقراص بوليداس تدوفه ثم تسخنه وتأخذه لخرقة ليّنة منفوشة وتضعه عليه .
فصل في الأورام التي تعرض للعصب المجروح قد عرف مما سبق في تعريفاً في قانون علاج جراح العصب وجه ما لعلاج الأورام التي تعرض لها إذا خرجت ويجب أن نزيد ذلك بسطاً فنقول ما قال جالينوس في كتاب قاطاجانس قال : إن حدث في جراحات العصب والأعضاء العصبية فلغموني فإن كان الفلغموني قوية ملهبة جداً ينبغي أن تستعمل في علاجها الأدوية المتخذة بالخلّ والأحجار المعدنية التي قد ذكرناها وأكثر منها في المقالة الثانية من قاطاجانس واحدها هذا .
ونسخته يؤخذ من الزاج تسعة دراهم ونصف وربع ومن القلقديس درهم وربع ومن توبال النحاس أوقيتين ودرهمين ونصف ومن قشار الكندر أوقية ونصف ومن البارزد أوقية ومن الشمع سبع أواق ومن الزيت تسع أواق ومن الخل الثقيف رطلين وربع تسحق الأدوية اليابسة بالخل عشرة أيام ويذوب ما يذوب ويبرد ويخلط الجميع في قدر تسحق الأدوية اليابسة بالخل عشرة أيام ويذوب ما يذوب ويبرد ويخلط الجميع في قدر ويحرك تحريكاً مستقصى حتى يستوي وينبغي أن يقطر على العضو العليل من الزيت مرتين أو ثلاثاً في اليوم وعند وضع هذا الدواء عليه ينبغي أن يوضع عليه من خارج صوف قد بل بخل وزيت مسخنين معتدل الحرارة فإنه ليس شيء أضر أصلاً للأعصاب العليلة ولا أردأ عليها مما كان بارداً فإن احتجت أن تضمّد هذه الأعضاء في حال بالضماد المتخذ بالخل والعسل والرماد فينبغي أن يكون الضماد مطبوخاً .
وأن يكون دقيقه دقيق الكرسنة فإن لم يحضرك فاستعمل دقيق الباقلا أو دقيق الشعير .


فصل في رض العصب ووثيه وإذا أصاب العصب رض فإنه إن لم تكن معه جراحة ولا ورم فعالج بما يسكن الوجع .
وكذلك إذا حدث ورم فلا تعالجه بما يفخر مثل ماء الرماد ونحوه بل عالجه بالمسكنات للوجع وكذلك يجب أن ينطل العضو بالدهن المسخن تنطيلاً متصلاً ويكون في قوة ذلك الدهن إرخاء وتحليل .
ومن الأدهان الفاضلة في ذلك : دهن الشبث ودهن الأقحوان ودهن السذاب وكذلك الضمادات الموافقة من ذلك .
والخطمي عجيب إذا دق ووضع على العصب المرضوض ولحم الصدف عجيب وربما عولجوا بالبلبوس المهري .
وأما إن كان هناك ورم فالتدبير في تسكين ورمه أن يستعمل عليه عقيد العنب مع شراب وقليل خل وزيت بمقدار فصد ويسحق باعتدال ويغمس في ماء صوف وسخ وخصوصاً صوف الزوفا وليضع عليه فإن كان هذا الألم في المفاصل فهنالك أولى بأن يسكن الوجع ويجعل الدواء أقوى ومركباً بما يخضج ويحلل لكن مع قبض معتدل ليقابل به الورم ولا يزيد فيه .
وانظر في الوجع والورم واقصد قصد أشدهما إهماماً .
وإذا لم يكن وجع فتبسطه واستعمل القوية مثل ماء الرماد والخل والشراب أيضاً وإذا كان الورم قد طالت مدته فقو الدواء واجعل تحليله أشد ولا يهمنك أن تجعل فيه قبضاً البتّة مثل الدواء القوي المتخذ بماء الرماد وما يتخذ بوسخ الحمام .
وأما إن كان هناك في الجلد جراحة أيضاً فيحتاج إلى ما فيه تجفيف قوي وجمع وشد تضمّ به الأجزاء من المرضوض وينفع الجرح فإن لم يصب الجلد شيء من الرض والجرح فاستعمل الأضمدة المتخذة من مثل دقيق الباقلا وخل وعسل وهو دواء جيد وإن أردت أن يكون أقوى تجفيفاً جعلت فيه دقيق الكرسنة .
وإن أريد أن يكون أقوى أيضاً جعلت فيه أصل السوسن وإن كانت الجراحة بحيث لا يلتفت إليهِا عولج العصب بما يمنع تورّمه ولم تشتغل بها .
ولحم الصدف عجيب وربما عولجوا بقيروطي من ملح والضمّاد بالكندر والمر عام النفع في الحالين .


وإن كان مع الأمرين وجع مبرح فيجب أن يخلط مع الأدوية زيت ويضمّد بذلك حاراً ويجب أن يحذر في وثي العصب الماء فلا يقرب لا حاراً ولا بارداً بل تستعمل الأدهان التي فيها قوة الرياحين اللطيفة القباضة مسخّنة والأفاويه التي بهذه الحال .
وأما حكم عصب فاسد ربما عرض لشظيّة من العصب فساد ويحتاج أن يستخرج فيجب أن يستخرج استخراج العرق المدني .
هذا أكثره يحدث عن ضربة أو سقطة وإذا غمز أحس معه بخدر وعلاج صلابة العصب قريب من علاج الأورام الصلبة والدشبذات وقد ذكرنا في جداول الأدوية المفردة وفي القراباذين ما يحتاج أن نذكره من أدويته والذي نذكره ههنا أدوية مجربة في ذلك منها خفيفة مثل أن يؤخذ مقل اليهود وزن عشرة دراهم فينقع في الماء ويداف فيه ويعجن به مثله أصل الخطمي المسحوق جداً ويضمّد به .
وكذلك أصل السوسن معجوناً بعقيد العنب وأيضاً الأشق والقنّة والفربيون يجمع بدردي الزيت .
وأيضاً يؤخذ بزر المر ويتخذ ضماداً بالميجنتج .
وأيضاً يؤخذ الدياخيلون مع نصفه بعر الماعز غاية .
فصل في ذكر أمراض العظام قد تعرض في العظام أيضاً أمراض من فساد المزاج ومن انحلال الفرد والانكسار والخلع ومن التعفّن والتقرح والتقشر ونحن نتكلم في الكسر والخلع المحتاجين إلى الجبر بعد هذا الموضع .
وأما المحتاج من ذلك إلى غيره من الدواء فنذكره ههنا مستعينين بالله .
فصل في ريح الشوكة وفساد العظم ريح الشوكة سببه أخلاط حادة تنفذ في العظم وتأكله ومذهب ريح الشوكة مذهب وجع المفاصل إلا أن المادة في وجع المفاصل تكون في اللحم وفي ريح الشوكة تكون في العظم وتكون دبابة تفسد العظم جزءاً بعد جزء قال قوم إن الشوكة تسبح في جميع البدن بسبب قرحة وليس بثبت .


فصل في علامات فساد العظم إنه إذا عرض للعظم فساد رأيت اللحم فوقه ترهّل ويسترخي ويأخذ طريق النتن والصديد وينفذ فيه المِروَد إلى العظم أسهل ما يكون فإذا وصل إلى العظم لم تجده أملس يزلق منه بل يلصق به قليلاً وكأنه يجد شيئاً غير ثابت في نفسه بل قد تفتّت أو تعقن وربما تخشخش ولان وخصوصاً إذا لم يكن الفساد في الابتداء فإنه في وقت الإبتداء لا يظهر ذلك بالمِروَد بل ربما دل زلقه المفرط عند قرعه على فساده من حيث أنه إذا زلق فيه الميل في كل جانب دلّ على تبرؤ الغشاء عنه وذلك لفساده الذي ابتدأ والذي يبتدىء حين فسد اللحم فوقه وإذا كشفت عنه وجدته متغيّر اللون وكثيراً ما يتقدّمه ورم وفساد من اللحم أولاً وموت ثم يدب إليه .
فصل في علاجه علاج فساد العظم هو حكه وإبطاله أو قطعه ونشره سواء كان ناصوراً أو لم يكن فإنه لا بد من حكه وجرده أو كي المبلغ الفاسد منه لتسقط القشور الفاسدة ويبقى الصحيح وقد تسقط قشور العظام بأدوية أيضاً مثل ما تسقط قشور عظام الرأس وغيره .
ومن ذلك دواء مجرب .
وصفته : يؤخذ زراوند إيرسا مر صبر لحاء نبات الجاوشير فينك محرق توبال النحاس قشور الصنوبر ويجمع وهو عجيب يسقط قشور العظام وينبت اللحم الجيد عليها .
وإن كان فساد العظم أغوص من ذلك فلا بد من تقويره وان كان الفساد بلغ المخ لم يكن بد من أخذ ذلك العظم بمخّه وإن كان الفساد مما لا يبرئه إلا القطع والنشر لكل عظم أو لطائفة كبيرة منه فلا بد منه فاعرف الموضع الذي يجب منه أن يقطع بأن تدور المِرْوَد إلى أن تبلغ الموضع الذي تجد فيه التصاق العظم بالغاً فهنالك الحدّ .


وأما إذا كان العظم الفاسد مثل رأس الفخذ والورك ومثل خرز الظهر فالإستعفاء من علاجه أولى بسبب النخاع وإذا كان فساد العظم متوقعاً على أنه تابع لفساد اللحم الذي اتفق وقوعه أولاً فالتبرئة وأخذ اللحم عنه هو علاجه ويجب أن تبرد العضو الصحيح بالأطلية التي عرفتها في باب فساد اللحم ويبرد اللحم المكشوف عَنه أيضاً بمثلها .
فصل في صفة قشر العظم الفاسد قال يشال اللحم عن العظم بأن تلقى في طرفه خيطاً تمد به إلى فوق وخذ عصابة فمد بها العضو أو غيره من ذلك الموضع إلى أسفل لئلا تصيب أسنان المنشار وانشره وإذا احتجت أن تنشر ضلعاً أو عظماً تحته صفاق أو شيء شريف مثل صفاق الأضلاع والنخاع فاجعل تحت المنشار صفيحة تحفظ بها العضو الشريف .
وإن كان اللحم على استدارته كله مكشوفاً فانشره لأنه لا ينبت اللحم على العظم الذي قد انكشف من جميع جوانبه وإن كان أجزاء العظم الفاسدة قريبة من مفصل فاخرجها من المفصل وإن فسد عظم الذراع كله أو الساق فلينزع كله وأما رأس الفخذ والورك وخرز الظهر إذا فسدت فاستعف من علاجها لمكان النخاع .
فصل فيما يبقى في شظايا العظم وقشوره في القروح المندملة الأجود أن لا تستعجل في إخراجها بل تترك إلى الطبيعة وتعان وذلك بجذب يسير لما يخرجها في مدة غير عاجلة ولا تحرك بالأدوية وعمل اليد فإن المستخرج كرهاً لا يخلو عن إحداث قروح ناصورية فإذا مال دفعته الطبيعة إلى الجلد وأخذ يخرج وقد تبرأ فحينئذ بيان وتلحم الجراحة .
وكذلك الحكم في شظايا وأغشية من حقها أن تبين فإنك إن استعجلت وأخرجتها كرهاً كان فيه خطر التشنج والاختلاط والحمّيات فإن تقيحت لم يكن فيها كثير مضرة .
فأما إن شئت أن تعرف أدوية ذلك فمنها دواء بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ زيت عتيق وشمع أصفر ووسخ الكوّارات يكونان جميعاً مثل الزيت ثم يذاب الجميع ثم يؤخذ جزء فربيون وجزء لين اليتوع وثلاثة أجزاء زراوند يتخذ منها مثل القيروطي .


أخرى : يؤخذ أيضاً أشقّ ومقل فيُلَتان بدهن السوسن ثم يجمع الجميع بالسحق مرهماً ويوضع عليه فإنه مما يخرج العظم بسرعة .
فصل في أدوية كسر العظام للكسر علاج باليد نذكره وعلاج بالأدوية نذكرها نافعة من كسر العظام ومن الوثي .
طلاء للكسر والوثي : يؤخذ مغاث ماش مقشر عشرة عشرة مر صبر خطمي أبيض أقاقياً خمسة خمسة طين أرمني عشرين يطلى ببياض البيض إن كان ورم حار .
أيضاً : يؤخذ ورق الأثل والسرو والآس والخلاف يدقّ ويعصر ويؤخذ سك وورد وبصل النرجس مر وبابيلون وصندل أحمر وطين أرمني ولاذن وفوفل وقمحة وخطمي وماش وأقاقيا وإكليل الملك ومرزنجوش وزد فيه ورداً وإن احتجت إلى الإسخان فالقِ فيه المرزنجوش والراسن والسرو .
صفة دواء نافع للكسر والوثي مع ورم حار : يؤخذ ماش مقشر عشرون درهماً مغاث ومن ريته : ورق الآس ولاذن وسك وزعفران وطين .
أيضاً جيد للرض والوهن نافع للكسر والوثي والخلع : مغاث ماش أقاقيا خطمى طين صبر مر يطلى بماء الآس .


القانون
القانون
( 59 من 70 )

الفن الخامس الجبر
يشتمل على ثلاث مقالات :
المقالة الأولى الخلع ما يتعلق بذلك
فصل في كلام كلّي في الخلع
الخلع هو خروج العظم عن موضعه ووضعه الذي له بالطبع عندما يجاوره خروجاً تاماً فإن لم يخرج تاماَ سمّي زوال المفصل إلى جهة غائصة أو بارزة يعرف بالجس ويكون زوالاً غير تام وقوم يسمّونه الوثي وإذا كان أذى لم يحرك العظم لكنه رض ما يحيط به فهو الوهن وليس من الوثي : وربما عرض للمفصل أمر ثالث وهو أن يطول ويزيد على طوله الطبيعي ولما يبلغ بعد الانخلاع إلا أنه يصير سهل الإنخلاع وكثيراً ما يعرض ذلك في العضد والفخذ ومن الناس من هو مستعد جداً للخلع في مفاصله لأن نقر عظام مفاصله غير عميقة والقلم التي يدخلها غير مداخلة والربط التي ينظم بينها غير وثيقة بل ضعيفة في الخلقة رقيقة أو رطبة قابلة للتمدد أو قد انصب إليها رطوبات لزجة مرلقة أو انكسرت حروف حفائر العظام المدخول فيها من عظام المفاصل فصارت النقر جمماً مثلة لا حواجز عليها .
فمن المفاصل مفاصل سهلة الإنخلاع ومنها مفاصل صعبة الإنخلاع ومنها متوسطة .
فالسهلة مثل مفصل الركبة لسلاسة رباطه فإنه خلق سلس الرباط لمنافع معلومة في التشريح فصار لذلك سهل الإنخلاع وبسبب ذلك ارتد بالفلكة وكان أيضاً سهل الارتداد إلى السلامة فإن سهولة الارتداد على قمر سهولة الإنخلاع وصعوبته على قمر صعوبته .
ومفصل المنكب قريب منه في المهاريل دون السمان .
وأما الصعبة الإنخلاع فمثل مفاصل الأصابع فإنها تكاد لا تنخلع بل تنكسر قبل أن تنخلع ومثل مفصل المرفق ولذلك ردها صعب .


وأما المتوسط فمثل مفصل الورك وقد يعرض أن يسهل انخلاع ما ليس يسهل الإنخلاع بسبب من الأسباب فيصير أيضاً سهل الإرتداد كما يعرض أن يصير حِق الورك ممتلئاً رطوبة فيسهل انخلاعه ومع ذلك يسهل ارتداده كما يعرض لصاحب عرق النسا فيكون كل ساعة ينخلع وركه ويرتد بأدنى سعي ثم ينخلع ثم يرتد وهذا هو المحتاج إلى الكي لا غير .
وأصعب الخلع ما ينقطع معه رؤوس شظايا العقب الذي يلزق عظماً بعظم وقلما يرجع إلى حالته الطبيعية وأكثر ذلك في رأس الورك ثم في رأس العضد وفي زندي القدمين عند الكعبين والخلع أقبح من الكسر إذا لم يرتد الخلع ولم يتجبر الكسر .
فصل في علامات الخلع الكلية
يحدث في المفصل انخفاض وغؤر غير معهود مثل ما يعرض عروضاً ظاهراً في خلع عظم الكتف وفي خلع مفصل الرجل وأظهر ذلك في مفصل العنق والمقايسة مما يخرج ذلك آخراجاً صحيحاً وهو أن تعتبر العليلة بأختها الصحيحة من ذلك المريض نفسه لا من غيره وإذا رأيت المفصل لا يتحرك فاحكم بأن الخلع أتم خلع كما أنه تحرك حركته إلى جميع جهاته وبلغ إلى جميع مبالغه فليس به علة متعلقة بالزوال .
فصل في علامات الميل
هو أن ترى تقعيراً مع نتوء من جانب آخر أو يفقد في الحس نتوءاً كان محسوساً للداخل في ميله مع أن بعض الحركة ممكن .
فصل في علامات زيادة طول المفصل
من غير خلع علامتها أن يكون كالمتعلق فإذا أدغمته ارتد إلى حده الطبيعي من غير تكلف فإن تركته عاد إلى القد العرضي وحدث غؤر بما يدخل فيه الإصبع حيث لا يكون اللحم شديد الكثرة مثل
فصل في علاج الميل


والخلع لا يخلو إما أن يقع الخلع إلى الطبيب مفرداً وإما مركباً مع مرض آخر من قرح وجراحة وورم وغير ذلك فإن كان مع غيره فيجب أن ينظر فإن كان الخلع مما يرتد بمد خفيف لا يوجع القرحة وجعاً شديداً يؤدي إلى ورم غير محتمل رد الخلع وإن كان الأمر بالخلاف فيجب أن يعالج أولاً القرحة أو الجراحة ثم يعالج الخلع وخصوصاً في المفاصل الكييرة فإنا إن أردنا أن نعالج الخلع فربما تأدى ذلك إلى تشنج عظيم في أكثر الأمر وخصوصاً إذا كان الخلع في أعضاء قريبة من الأعضاء الرئيسة وكذلك الحال في الأورام وبناء التدبير فيه على أنا نجرب فإن كان الأمر سهلاً أو ليس يهيج منه وجع ولا يعسر معه رد جبرنا الخلع ولم نبال وإن حدث وجع فيجب أن لا نتعرض وإن كنا فعلنا فواجب أن نبطل الربط إن كان موجعاً وإن دخل بسهولة عالجنا الورم أيضاً والقرحة .


وإن كان كسر وخلع معاً وكان المد في جهة واحدة يمكن من تدبير الأمرين فعل وحكى عالم أنه قد وقعت صخرة على طرف منكب رجل فخرقت الجلد واللحم حتى ظهر طرف العضد عارياً وقد انخلع من تحته رأس الترقوة وأن بعض جهال المجبرين اشتغل بتسوية العظم ورد عليه اللحم والجلد وضمد وشد فعرض أن أنتن اللحم وأفسد لمجاورته العظم حتى اخضر وما علم أن مثل ذلك اللحم كان ينبغي أن يقطع ويكوى الموضع بالزيت الغالي وأما الخلع المفرد الساذج فالتدبير في إصلاحه أن يمد إلى خلاف الناحية التي زال عنها حتى يحادي طرف العظم طرف العظم الآخر ثم يرد إلى الموضع الذي خرج منه فيرتد وكثيراً ما يدل على ذلك صوت يسمع ثم يربط وفي الرباط أمان من الورم أو معين على أن لا يرم والحاجة إلى منع الورم العنيف أكثر فإنه لا يجوز أن يعاد الخلع في الترقوة وأي عضو كان إلا بعد علاج الورم وتسكينه ويكره أن يلاقي العضو خرق جافة فإنها تسخن وتثير الورم بل يجب أن تكون مبلولة بقيروطي مبرد أو بشراب عفص على أن " بقراط يوصي بأن يؤخر المد والرد إلى اليوم الثالث والرابع إلا في أشياء مستثناة والمد أيضاً لا بد له من مثل ذلك ثم يربط واذا صار العضو ينخلع في كل حركة وكلما رد انخلع فذلك باسترخاء ورطوبة فلا بد من كي وإذا بقي بعد الرد للخلع أو للزوال صلابة كالورم استعملت الأضمدة والنطولات الملينة وأما في الابتداء فيحتاج إلى أضمدة ونطولات مقوية وبالعسل بماء بارد في الصيف ويجب أن تكون التغذية في المخلوعين بما يقوي وذلك هو الذي يقوي المفص وربطه على الثبات الواجب .
فصل في علاج طول المفاصل
يجب أن يرد العظم المسترخي إلى داخل مستقره الذي استرخى عنه ويضمد بالأدوية التي فيها قوة قابضة مخلوطة بما له قوّة مسخنة مثل أن يخلط العفص والجلنار والأقاقيا ونحو ذلك بمثل شيء من الجندبيدستر والقسط والأشنة وأيضأ يقتصر على مثل جوز السرو والأبهل وسائر ما يقع في ضماد الفتق ثم يشد .


فصل في خلع الفك
قد يعرض للفك الأسفل أن ينخلع عن رقبته فيبقى الفم مفتوحاً وإن كان ذلك ممايقل ولا يقع وقوعاَ تاماً وإذا انخلع مال إلى قدام خلاف ما يقع عند الاسترخاء الذي ربما عرض له عند التثاؤب ويكون ضم أحدهما إلى الآخر عسراً على أنه لا يعدم حركة بعضلاته التي تجيء من خلف وقد يقع الخلع من جانب واحد فتكون حينئذ الهيئة تدل عليه إذ يكون ميل الفك إلى قدام مع توريب والعلاج واحد وهو من جملة ما يجب أن يبادر إلى رده وإلا أدى إلى أمراض وآفات وصعب مع ذلك رده فإن أسهل رده أسرعه فإن دوفع صلب وورم ومدد العضلات وهيّج حميّات لازمة وصداعاً مقيماً لما يصحبه من شدة تمدّد العضل وربما صعب الأمر حتى يقتل في العاشر وقد يعرض أن ينطلق له البطن فضولاً مربة كثيرة صرفة ويتقيئون بمثله فلذلك يجب أن يبادر إلى العلاج ووجه تدبيره أن يمسك واحد رأسه ثم يدخل المجبر إبهامه في الفم ويلزم العليل إرخاء فكه من كل جهة فإن هناك عضلاً قد تتعرض لشده وإن انخلع ثه تحرك الفك يمنة ويسرة ثم يمدده دفعة ثم يرده وإنما يدخل إلى ما فارقه من خلف فيجب أن يمده بحيث يسويه على تلك النصبة وعلامة استوائه استواء الرباعيات وانطباق الفم ثم يرفد برفادة وقيروطي شمع ودهن الورد ثم يتركه فيبرأ في أسرع ما يكون .
فأما إن كان لم يبادر وقد حدثت صلابة فيجب حينئذ أن يبدأ بتليين الصلابة بالنطولات بالماء الحار وبالدهن في الحمام تنطيلاً كثيراً حتى تلين ثم يجلس المجبر خلف العليل ويجذب فكه إلى خلف حتى يتهندم ويشدّ وبعد ذلك فيجب أن يستلقي العليل على وسادة لينة الحشو جداً ويلزم واحد رأسه لئلا يتحرّك إلى أن تتم العافية .
فصل في خلع الترقوة
قال إن الترقوة لا تنفك من الجانب الداخل لأنها متصلة بالصدر غير منفصلة منه ولهذا لا يتحرك من هذا الجانب وإن ضربت من خارج ضربة شديحة وتبرأت فإنها تسوّى وتعالج بالعلاج الذي تعالج به إن انكسرت .


وأما طرفها الذي يلي المنكب وينفصل منه فليس ينخلع كثيراً لأن العضلة التي لها رأسان يمنعها من ذلك ويمنعه أيضاً رأس الكتف وليس تتحرّك أيضاً الترقوة حركة شديدة لأنها إنما صيّرت لتفرق الصدر وتبسطه ولهذا صارت الترقوة للإنسان وحده من بين سائر الحيوان وإن عرض لها الخلع من صدم أو من شيء آخر مثل هذا فإنه يسوّى ويدخل إلى موضعها باليد وأما بالرفائد الكثيرة التي توضع عليها مع الرباط الذي ويصلح هذا العلاج لطرف المنكب أيضاً إذا زال ويردّ به إلى موضعه والذي يربط به الترقوة بالمنكب هو عظم غضروفي وهو يغلط به في المهازيل وإذا زال ظن الذي ليست له تجربة أن رأس العضد قد انفك وخرج من موضعه فإن رأس الكتف يرى حينئذ أحد ويرى الموضع الذي انتقل منه مقعراً لكن ينبغي أن يميز بالأدلة القاطعة ومن علامته أن لا تنضم اليد إلى الرأس ولذلك المنكب .
فصل في خلع المنكب


قد ينخلع المنكب وأما الكتف فقد يشك في انخلاعه ويستعظم أن ينخلع لكنه قد يعرض لمفصل المنكب من العضد أن ينخلع بسهولة لأن نقرته غير عميقة ورباطاته غير وثيقة بل سلسة رقيقة جعلت كذلك لتسهل الحركات وانخلاعه ليس يقع فيما نعلم إلا على جهة واحدة خروجاً ظاهراً كثيراً فإنه لا ينخلع إلى فوق لأن نتوء المنكب يمنعه ولا إلى خلف لأن الكتف يمنعه ولا إلى ناحية البطن فإن العضل ذات الرأسين من قدام تمنعه مع منع رأس المنكب لكن إنما ينخلع إلى الجانب الأنسي أو الوحشي فيزول إليه زوالاً يسيراً وأما إلى جانب الأسفل فقد يخرج خروجاً كثيراً وخصوصاً في القضاف المهازيل فإن هؤلاء يقع فيهم انخلاع العضد وارتداده بأهون سبب ويكون الأمران في السمان صعبين جداً وإذا عرض للعضد انقلاع في وقت الولادة المتعسرة كما تعلم أو عند الشق عن الجنين ثم لم يرد سريعاً لأنه لا ينتأ بعد ذلك طولاً ويبقى المرفق رقيقاً وإن أصلح وقد لا يعبل أيضاً في بعضهم لكنه يكون على كل حال قصيراً يشبه قاعة ابن عرس وأما الفخذ فلا يخلو من النقصانين جميعاً وإذا عرض للعضد كسر في عرضه ثم جبر فإنه لا يمكن رد خلعه إلا وينكسر الجبر بتة .
فصل في علامة خلع العضد
علامته أن يرى تجويفاً عند رأس المنكب وتطامناً على أن هذا لا يخص ذلك بل يكون أيضاً بسبب انقلاب رأس الكتف ويرى طرف المنكب الآخر أحد من هذا الطرف إن لم يكن عرض له أيضاً زوال في نفسه أو في العظم الذي هو رأسه بصدمة أو غيرها وقد سكن بالعلاج أذاه فيظن أنه لا بأس به وترى لرأس العضد المنخلع كرياً في جهته تحت الإبط وترى العضد ليس جيد الالتصاق بالجنب جودة التصاق اليد الصحيحة لا يدنو إليها إلا بعنف ووجع شديد وإن حاول أن يرفع يده إلى فوق ويمس أذنه لم يتهيأ له وتعذرت عليه الحركات الأخرى وهذه العلامات أيضاً قد تقع لوثي أو ورم أو صك .
فصل في المعالجات


أما علاج ما هو أسهل من ذلك وفي أبدان الصبيان وليني الأبدان فبأن يمد بيد ويدخل تحت الإبط عند قرب رأس العضد إلى أسفل بل يلزم ذلك القرب ويدفعه إلى فوق واليد الأخرى تمد العضد إلى أسفل وربما أمكن في الأطفال أن يسوى رأس العضد بإصبع وسطي وتمد بتلك اليد بعينها وأما ما هو أشد انخلاعاً في أبدان قوية فأخف وجوه في ذلك أن يدخل المجبر رجله في جانب العليل ويمكن عقبه من قرب رأس العضد أو من كرة يابسة أو مدهونة إن كان ورم يلزم قرب رأس العضد والعليل مستلق ويجذب اليد بيديه على الاستقامة كأنه يريد قلعها من الكتف ويميل بيده يسيراً إلى داخل فيدخل وهذا أصلب الوجوه كلها وأخفها .
وأيضاً يطلب رجلاً قوياً طويلاً أطول من العليل فيدخل منكبه تحت إبط العليل ويقله عن الأرض معلقاً عن منكبه وقد مد يده إلى إبطه فإن كان العليل خفيف الوزن لا يثقل بدنه على يده علق معه ما يرجحه وربما جعل بدل الرجل عموداً قام على الأرض وعلى رأسه كرة من خرق وجلود تقوم في العمل مقام منكب الرجل ويكون المجبر يمد اليد من الجانب الآخر ويرجح الرجل إن احتيج إليه بنقل أو بمتعلق به .


وإذا تصعب وتعسر أو طالت المدة فربما احتيج إلى ما هو أقوى بعد التنطيلات والاستحمامات وقد تتخذ آلة مثل هرواة وهي عصا قصيرة طولها بقدر طول العضد أو أكثر أو أكثر أو أقل على رأسها كرة وأسهله أن يكون من خرق وجلود يدفع بتلك العصا تلك الكرة تحت الإبط ويجب إذا أريد أن يعمل ذلك أن يلزم رجل قوي الهراوة الإبط دافعاً إياه بها إلى فوق منكبه الآخر لئلا ينهض إذا دفع ذلك المنكب ويكون المجبر قد أخذ اليد يمدها ويجرها كأنه من عزمه أن يثنيها من الكتف قلعاً ويكون إلى داخل قليلاً وإذا فعل ذلك وقع العضد في مفصله ثم يلصق الكرة بالإبط إلصاقاً قوياً معتمداً إلى فوق رأس العضد ويجب أن يكون اعتماد الخشبة والكرة على ما يلي رأس العضد دون ما تحته لئلا ينكسر العضد فلا يمكن بعد جبره أن يعاد إلى موضعه لما علمت .
وقد يعالج بالسلم بأن يجعل رأس العضد على عتبة السلم وقد لينت وهينت باللفائف على هيئة توافقه ويعلق الرجل من الجانب الآخر ويمدّ اليد فيدخل رأس العضد في موضعه ولكن يجب أن يكون التعليق والعتبة من السلم بقرب رأس العضد لئلا ينكسر وربما جعل بدل العتبة والكبة الكرية رسن يمكن من ذلك الموضع بعينه ولا ينزل عنه إلى موضع آخر فيخاف من ذلك انكسار العضد .
وقد يعالج بوجوه أخرى مشتقة من هذه الوجوه وأفضل الوجوه هو الوجه الأول فإذا ردّ الخلع إلى موضعه فمن جيد رباطه أن يربط الكرة مع المنكب ربطاً بعصائب عريضة تمنع زوال ما ورد ويجب أن ينفذ العصب بعينه أو عصب آخر عليه على التصليب إلى المنكب الآخر وقد وقع تصليبه على المنكب العليل ثم يربط العضد مع الجنب إلى أسفل ويربط المرفق وطرف اليد إلى فوق من ناحية العنق ولا يحل إلى السابع أو بعده ويغذوه كما تعلم فإن لجّ في الانخلاع كلما أعيد فلا بد من الكي وأنت تعلم طريق ذلك .
فصل في انخلاع الكتف في نفسه


قد ورد ذكر ذلك وهو مما ليس يتفق وقوعه ويتعجّب منه مثل " أبقراط " و " جالينوس " في هذه الواقعة .
فصل في انخلاع العظم الصغير عند المنكب
قد يعرض العظم الصغير الذي هو على رأس المنكب أن يزول عن وضعه فيحدث أيضاً تقعيركما في الخلع .
فصل في العلاج
لا يجب أن يمدّ مد الكسور لكن يضغط ويشد بالأصابع ويمال إلى مكانه ويشد كما تشدّ الترقوة بالرفائد فإن نفس الربط أيضاَ بما رده إلى موضعه قسراً ولا يبالي بما يكون من شدة ذلك الربط وحفظه كما يبالي به في الترقوة لتعلم ذلك .
فصل في خلع المرفق
هذا العضو يعسر خلعه ويعسر رده لشدة الرباطات المحيطة به وقصرها ولمعارضته النقرة وقد يعرض له زوال قليلاً ويعرض له انخلاع تام في بعض الأوقات وإذا انخلع دل على انخلاعه بجذب في جانب وتقصُع في جانب وشرّه ما انخلع إلى خلف فإنه عاص للجبر جدأ وأكثر الخلع إنما يعرض في الزند الأسفل وهو أسمج وأقبح لما يعرض له من التردد .
وأما الزند الأعلى فقلما يعرض له ولا يكون بسماجة خلع الأسفل لأنه أشدّ اتصالاً بالكتف وأبعد من أن يتحرك ولا يمكن أن ينخلع أحد الزندين إلا أن يتباعد عن الثاني جداً .
فصل في العلاج
ويجب أن تبادر إلى علاجه فانه يسرع إليه الورم الحار المانع عن العلاج فإن مد للتسوية حينئذ أدى إلى العطب وعلى أنه لا يمكن أيضاً أن يسوى وهناك ورم .
والزوال اليسير يتلافاه أدنى غمر بأصل الكف يرده إلى موضعه .
وأما الخلع التام فإن كان إلى قدّام فله تدبير وإن كان إلى خلف فله تدبير آخر والذي إلى قدام فإنه يرد إلى مكانه بضرب كفه انمنكب الذي يحاذيه ضربات وقد هيأ اليد كما ينبغي ويعين باليد الأخرى فيدخل .


وأما الخلع إلى خلف فانه يجب أن يمد مداً شديداً ثم يضربه إلى خلف فإن لم يجب بذلك ضبط العضد والساعد عدة أقوياء ويلطخ المجبّر يده بالدهن ويأخذ في مسح المرفق بشدة حتى يدخل ثم يجب أن تشدّه وتجعل للساعد علاقة تترك المرفق مروى وبقدر ما يحتمله في أول الوقت ثم لا تزال تضيق العلاقة قليلاً قليلاً حتى تضيق الزاوية .
فصل في خلع مفصل الرسغ
إن مفصل الرسغ سهل ردّ الخلع صعب الالتزام فإنه إذا مدّ مداً يسيراً وحوذي أحد العضوين بالآخر عاد لكن إلقامه صعب لأن ما يحيط به من الأجساد يتورّم ويمنع جودة الالتئام ووجه مدة أن يمد رجل الزند إلى خلف ويمد المجبّر الكف إلى خلاف تلك الجهة بل إلى قدّام ويمدّ إصبعاً إصبعاً يبتدىء من الأبهام ويستمر إلى الخنصر فإنه يستوي بذلك ويرتدّ ثم يضمّد ويشدّ .
فصل في خلع الأصابع وعلامته
إذا انخلعت الأصابع مالت إلى الباطن فأظهرت هناك نتوءاً في الباطن وأظهرت تقعيراً في الظاهر وكذلك عظام الرسغ .
فصل في العلاج
إن ردّ الأصابع عن انخلاعها فيه عسر ما ولا ينبغي أن يمد مدّاً مستوياً بل يجب أن تقبض عليها وتشيل السبابة من يدك التي يقع تحتها أصلها عندما تقبض عليه إلى فوق كأنك تقلعها فصل في انفكاك عظام الرسغ
يجب أن يفعل بها الممكن من التسوية ودفع كل ميل ونتوء إلى ضدّ جهته ووضع الجبارة وشدّها عليها ولتترك عليها وليجعل بدلها عليها الأسرب المسوى الحافظ للوضع بثقله ولكن يجب قبل أن توضع عليها الجبارة أو الأسرب اْن يضمد بضمّاد مقوٍ مما تعلم ولا يحرك .
فصل في انخلاع الخرز وزوالها


الفقار إذا انخلع الخلع التام قتل لا محالة والغير التام أيضاً إذا زال زوالاً كثيراً وإن كان عون التمام فهو ملك لأنه لا محالة يضغط النخاع ضغطاً قوياً إن سامح ولم يهتك فإن كانت الفقرة الأولى من العنق وما يليها عدم الحيوان النفس ومات في الحال لأن عصب النفس ينضغط فلا يفعل فعله وإن كان من فقر الصلب وانخلع إلى البطن لم يمكن أن يعالج وهو مما يقتل سريعاً وإن أمهل ولم يكن بحيث يمنع التنفس حبس الغائط والبول فقتل .
وإن أمهل فلم يضغط النخاع ضغطاً شديداً أو ضغط فلم يرم أو سكن ما به من ورم لم يكن بد من آفة تدخل النخاع والعصب التي تحت ذلك الموضع فيجعل الفضول تخرج بغير إرادة وإن كان إلى خلف فيكون ضرره بالنخاع أقلّ ولكن لا بدّ من ضرر أيضاً ومن إضعاف العصب التي تحته فتضعف الرجل ويضعف عضل المثانة والمقعدة ويحتاج إلى قوة قوية ودفع شديد وصكة هائلة يكاد تكسر سناسنه حتى يعود إلى موضعه وقبل أن يعود إلى موضعه يكون قد انكسر بذلك سناسنه وقد ينخلع إلى الجانبين وهذا باب قد تكملنا في أقسامه حيث تكملنا في الحدب فليستوف من هناك وعلامة ذلك أن يرى هناك إما نتوء وإما تقصّع كأنما انكسرت السنسنة ولييس في انكسارها كبير بأس وفي انخلاع الفقار خوف الهلاك .
فصل في العلاج


أما الذي إلى قدّام من الظهر فالرجاء فيه قليل قلما يفلح في علاجه وأما الذي إلى خلف فيحتاج أن يضغط بالركبتين والقوة كفعل الحمَامي ويحمل عليه بقوة أو ينومه على بطنه ويقوم عليه بعقبه أو يدعكه بالجوبق بقوة دعك الخباز الفرزدقة فإن كان الأمر أشدّ من ذلك وكان حديثاً قال " بقراط " : ينبغي أن تتخذ خشبة طولها وعرضها قيد ما يسع العليل أو يتخذ دكان على هذا القمر قريباً من حائط ممدود إلى جانب الحائط بَالطول ولا يكون بعده من الحائط أكثر من قدم ويلقى عليه فراش وطيء لجسد العليل ثم يحمم العليل ويبسط على الخشبة أو على الدكان على وجهه ثم يلف على صدر العليل قماط مرتين ويخرج أطرافه من تحت الإبطين ويربط فيما بين كتفيه ويربط أطراف القماط إلى خشبة مستطيلة شبيهة بدستجة الهاون وتقام هذه الخشبة على الأرض قائماً عند طرف الخشبة الموضوعة أو الدكان وتدفع إلى خادم واقف عند رأس العليل ليضبطها لكيما يكون الطرف السفلي مستنداً إلى شيء ويمد الفوقاني الذي عند الرأس في الوقت الذي ينبغي أن يكون ذلك المد وتربط أيضاً الرجلان جميعاً بقماط آخر فوق الركب وفوق الكتفين وأيضاً تربط المواضع التي هي أرفع من الموضع الذي تجتمع فيه الفخذان برباط آخر وتجمع أطراف هذه الرباطات وتربط إلى خشبة أخرى تشبه الدستج مثل الخشبة التي تقدّم ذكرها وتقيمها عند طرف الخشبة الموضوعة التي تلي رجل العليل مثل ما أقمنا الخشبة الأولى ثم تأمر الأعوان أن يمدّوا بهذه الخشبة من أعلى الخلاف .
ومن الناس من استعمل لهذا المد آلات وهي سهام على خشبة قائمة عند طرفي هذه الخشبة العظيمة أو الدكان أعني الطرفين اللذين يليان الرأس والرجلين فإذا دارت هذه السهام تلتف بها الرباطات التي تمد وينبغي إذا صار المدّ هكذا أن ندفع نحن الحدبة بأصل الكفين وإن احتجنا إلى الجلوس عليها فعلنا ذلك ولم نتخوف شيئاً .


فإن لم يستو الفقار بهذه الأشياء وكان العليل محتملاً للضغط فينبغي أن تحتفر حفرة في الحائط الذي بالقرب بالطول شبيهاً بميزاب قبالة الحدبة بقدر ما يكون طول الحفرة قدر ذراع ولا يكون أرفع من فقار العليل ولا أسفل منها كثيراً بل ينبغي أن تكون الحفرة قد عملت أولاً وإنما لهذه العلة قلنا في الابتداء أن تكون الخشبة موضوعة قريباً من الحائط ثم نأخذ لوحاً معتدل القدر وتصير أحد طرفيه في الحفرة التي في الحائط ونضع وسطه أو الموضع الذي يحرك منه على الحدبة ثم ندفع طرفه الآخر إلى أسفل حتى نرى أن الفقار قد استوى استواء بيناً .
وقد ذكر " بقراط " أن المد وحده من غير اللوح يصلح هذا الشيء وقال أيضاً أن الكبس باللوح وحده يفعل ذلك فإن كان ذلك حقاً فليس بمنكر أن يستعمل المدّ الذي ذكرنا في ابتداء النوع الذي يسمى زوال الفقار إلى قدام من غير الكبس وينبغي بعد التسوية أن نستعمل لوحاً من خشب عرضه قمر ثلاث أصابع وطوله قدر ما يحتوي على الحدبة وعلى بعض الخرز الصحيح وتلف عليه خرقة كتان أو مشاقة لئلا يكون جاسياً ويوضع على الخرز ويربط بالرباط الذي ينبغي ويستعمل العليل الغذاء اللطيف .
فإن بقيت بعد ذلك بقية من الحدبة فينبغي استعمال العلاج الذي يكون بالأدوية التي ترخي وتلين مع استعمال اللوح الذي وصفنا زماناً طويلاً .
وقد استعمل بعد الناس صفيحة من رصاص وإن انخلع أحد الجانبين سوّي بالجبارة أو بالجبارتين وشدّ .
وأما الكائن من ذلك في العنق إلى خلف وهو الذي يعالج فيجب أن يستلقي العليل ثم يمد رأسه إلى فوق مدًا برفق ويسوى خرزه بالغمر والمسح فإذا استوى وضع عليه ضماد مقوٍ وعُلِيَ بخرق وشد عليه جبارة بقمر العنق وطوله ثم يربط إلى الرأس والصدر بحيث لا يقع الرباط على الحلق ويحل في عدة أيام ويجعل الخيوط التي يشدّ بها على هيئة العصائب من حواشي الثوب فإن ما استدارآذى .
فصل في خلح العصعص


العصعص إذا انخلع فقد تعلم ذلك بالجس وأما عظم الخلع فتعلمه بالجس أيضاً وبأن العليل لا يبسط الرجل لا في موضع الخلع ولا عند الركبة بل تكون ثنية الركبة عليه أشق .
وأما تدبير ذلك فإنك إذا أردت أن تسويه فيجب أن تدخل الأصبع الوسطى في المقعدة حتى تحاذي الموضع ثم تغمر بها إلى فوق بقوة وتراعي بيدك الأخرى موضع العصعص حتى تسويه ثم تضمده وتشده ويقلّل العليل الطعام ليقل البراز ومع ذلك فيتناول ما يلين .
فصل في خلع الورك
إنه قد يعرض للفخذ مثل ما يعرض للعضد من خلع إلى أسفل كالمسترخي ولا يمكن إن انخلع القخذ أن تنبسط الرجل لا من قرب الخلع ولا عند الركبة يل يكون ذلك في للركبة أصعب وقد يكون خلعه إلى داخل وإلى خارج لكن كثر انخلاعه إلى خارج ويقل انخلاعه إلىداخل وقد ينخلع أيضاً إلى قدام وإلى خلف وبتلك الأسباب بأعيانها وإذا وقع ذلك في حال الولاد والشق عن الجنين تخلفت تلك الرجل قصيرة ذات ساق دقيقة تعجزعن حمل البدن وتضعف ولا
فصل في العلامات
يعرض من خلع الورك إلى داخل أن ترى الرجل المخلوعة أطول من الأخرى والركبة أنتأ ولا يقدر أن يثني رجله عند الأربية وترى الأربية منتفخة وارمة لأن رأس الورك قد اندسّ فيها وإن انخلع إلى خارج قصرت الرجل وظهر في الأربية عمق وعرض فيما يحاذيها من خلف نتوء وانتفاخ وتكون الركبة كأنها منقعرة إلى داخل وإن انخلع إلى قذام كانت الرجل أطول وأمكن العليل أن يبسط ساقه ولم يمكنه أن يثنيه إلا بألم ولم يتهيأ له المشي البتة وإن تكلف مشياً انثنى على العقب ويعرض له كسر من ذلك وتتورم أربيته ويحتبس بوله وإن انخلع إلى خلف قصرت رجله وتعذر عليه البسط والقبض معاً إلا أنه ربما ثني الساق بإثناء الأربية ويظهر في أربيته استرخاء ويكون رأس الفخذ إلى الأعفاج .
فصل في العلاج


يجب أن يبادر إلى المعالجة فإنه إن لم يردّ سريعاً فربما انصبّت إليه رطوبات وتعفنت وأدت إلى فساد العضو كله وتبع ذلك من الخطر ما تعلمه .
فأما تدبير خلع الفخذ إلى أسفل فهو أن يمد الرجل ثم ترده بعد أن تحركه يمنة ويسرة حتى تحاذي به ما ترده إليه ويؤخذ حزام أو نوار ويجعل كالركاب للرجل ويشدّ على الساق ثم يشد على الفخذ وعلى الردّ شداً يحفظه ثم وأما إذا انخلع إلى داخل فيؤمر بأن يركع ويضبطه إنسان قوي من جانب الحالب ويأخذ المجبر بيديه رأس الفخذ عند الركبة ويجره إلى داخل بحيث يكون دافعاً للطرف الآخر ويدفعه دفعاً إلى فوق وخارج وإن أعانه آخر من الطرف الآخر بخلاف تحركه وقد مكن منه عصابة أو حبلاً كان جيداً ثم يربط ربطاً .
وأما إذا انخلع إلى خارج فيجب أن يتشبث المجبر بطرف الفخذ الذي عند الركبة ويحركه بخلاف الحركة المذكورة ويكون آخر قد تشبت من الطرف الآخر يحركه خلاف حركة الأول وقد مكَن منه عصابة أو حبلاً .


وما كان من ذلك إلى قدام أو إلى خلف فليشدّ المجبر أصل الفخذ بقماط ويؤخذ إلى المنكب على الجهة التي تجب بحسب ميل الخلع ويؤخذ رجل طرفي القماط ثم يمدونه كلهم معاً مدًا يعلقون به العليل في الهواء وبمثل هذا أيضاً يمكن أن تردّ الوجوه المتقدمة إلى الصلاح وقد يعالجونه بالبيرم ومن صفة ذلك على ما عبر عنه بعضهم فأجاد قال ينبغي أن تحفر حفرة مستطيلة في خشبة كلها شبيهة بخنادق ولا يكون عرض لحفرة وعمقها إكثر من قدر ثلاث أصابع ولا يكون بعد بعضها من بعض أكثر من أربع أصابع ليصير طرف البيرم في بعض تلك الحفر ويستند بها ويكون دفعه إلى الناحية التي ينبغي أن يكون دفعه إليها وينبغي أن يوتد في وسط الخشبة العظيمة أو الدكان خشبة أخرى قائمة طولها قدر قدم وغلظها قدر هراوة فاس حتى إذا استلقى العليل على ظهره تكون هذه الخشبة تدور فيما بين الأعفاج ورأس الفخذ فإنها تمنع الجسد من أن يتبع الذين يمدونه من ناحية الرجلين وإن كان ذلك أيضاً وكثيراً ما لا يحتاج إلى المد الذي يكون من فوق ومع هذا فإن الجسد إذا مد إلى أسفل دفعت هذه الخشبة رأس الفخذ إلى خارج وينبغي أن يكون المد إلى أسفل على الصفة التي ذكرناها قبل هذا لا سيما مدّ الرجل .
فإن لم يدخل رأس الفخذ بهذا النوع من العلاج أيضاً فينبغي أن تنزع الخشبة القائمة الموتودة لكل وأن يوتد خشبتان آخريان عن جانبي مكان تلك الخشبة في كل جانب منها خشبة ليكون كعوارض باب ولا يكون طول كل واحدة منهما أقل من قدم ثم تركب عليها خشبة أخرى كتركيب خشب السلم ليكون شكل الثلاث خشبات شبيهاً بشكل الحرف المسمى باليونانية إيطا فإن هذا الشكل يكون إذا ركبت الخشبة الثالثة في الوسط أسفل من الطرفين قليلاً .


ثم ينبغي أن يستلقي العليل على الجنب الصحيح ويمدّ الفخذ الصحيحة فيما بين هاتين العارضتين تحت الخشبة التي تشبه عارض السلم وتصير الفخذ العليلة من فوق هذه العارضة ليكون رأس الفخذ راكباً عليها بعد أن يبسط على العارضة ثوب قد طوي طياً كبيراً لئلا تؤذي العارضة الفخذ ثم تتخذ خشبة أخرى معتدلة العرض ويكون طولها قدر ما يدرك من رأس الفخذ إلى موضع الكعب وتوضع بالطول تحت الساق من داخل لتمسك رأس الفخذ إلى الكعب وتربط معها ثم يستعمل المدّ إما بالخشبة التي تشبه الدستج على ما تستعمله في الحدبة .
وأما على ما قلنا فيما تقدم وينبغي حينئذ أن تمد الساق إلى أسفل مع الخشبة المربوطة معها ليرجع رأس الفخذ إلى موضعه بهذا المد الشديد ويكون أيضاً نوع آخر يدخل به رأس الفخذ من غير أن يمد العليل على الخشبة وهو نوع يحمده " بقراط " وذلك أنه يزعم أنه ينبغي أن تربط يدا العليل جميعاً بقماط لين وتربط رجلاه كلاهما بقماط قوي لين على الكعبين وعلى الركبتين ويكون بعد كل واحد منهما من صاحبه قدر أربعة أصابع وتكون الساق العليلة ممدودة أكثر من الأخرى قدر أصبعين ويعلق العليل على الرأس ويكون بعيداً من الأرض قدر ذراعين ثم يحتضن غلام ذو تجربة شاب بساعديه الفخذ العليلة في أغلظ موضع منها حيث يكون رأس الفخذ أيضاً ويتعلق بالعليل دفعة فإن المفصل إذا فعل به ذلك دخل إلى موضعه بأهون السعي .
وهذا النوع أسهل من غيره لأنه لا يحتاج إلى عمل كثير لكن أكثر المعالجين لا يحسنون العمل به وأما إن صار الخلع إلى خارج فينبغي أن يبسط العليل على ما قلناه ثم ينبغي للطبيب أن يدفع من خارج إلى داخل بالبيرم بعد أن يصير طرف البيرم في شيء من الحفر التي ذكرنا ليستند عليها وتكون بعض الأعوان من ناحية الفخذ الصحيحة فيدفع أيضاَ ويستقبل الدفع لئلا يندفع كثيراً .


وإذا كان الخلع إلى قدام فينبغي أن يمدّ العليل ثم يضع رجل قوي أصل كف يده اليمنى على الأربية العليلة ويضغطها باليد الأخرى وهو مع هذا يصير الضغط ممدوداً إلى أسفل إلى ناحية الركبة .
وإذا كان الخلع إلى خلف فليس ينبغي أن يمد العليل إلى أسفل وهو مرتفع على الأرض بل ينبغي أن يكون موضوعاَ على شيء صلب كما ينبغي أن يكون أيضاً إذا انفك وركه إلى خارج كما قلنا في الحدبة فينبغي أن يمد العليل على الخشبة أو الدكان على وجهه وتكون الرباطات مشدودة لا على الورك بل على الساق كما قلنا آنفاَ وينبغي أيضا استعمال الكبس باللوح على الأعفاج والموضع الذي خرج المفصل إليه . فهذا قولنا في أنواع الخلع الذي يعرض للورك من علة بينة تتقدم ذلك لكن قد ينخلع الورك لكثرة رطوبة تعرض له كما ينخلع الكتف فينبغي حينئذ أن يستعمل الكي كما قلنا في الموضع الذي ذكرنا فيه هذا الكي .
الركبة سريعة الانخلاع وربما انخلعت بلا سبب فوق مشي حثيث أو زلق يسير كما أن اللحي كثيراً ما ينخلع بلا سبب غير التثاؤب وقد تنخلع الركبة إلى كل جانب إلا إلى قدّام بسبب الفلكة ومعاوقتها .
فصل في علاجه
يقعد العليل على كرسي قريب من الأرض .
وترفع رجلاه قليلاً ثم يمد رجل قوي يديه من فوق ومن أسفل مدًّا قوياً ويردّ المجبّر المفصل إلى حاله على حكم الخلع الكلي ويربطه .
فصل في انخلاع الرضفة
وهي فلكة الركبة إذا عرض لها انخلاع فيجب أن تبسط الرجل وترد الفلكة ثم تملأ مأبض الركبة خرقأ مانعة عن الانثناء وتوضع عليه جبائر تعارضها في الجهة التي مالت إليها فإذا اشتد ولزم فلا تثنى الركبة بعجلة بل قليلاً قليلاً حتى يهون .
فصل في خلع مفصل العقب عند الكعب
قد ينخلع الكعب فيحتاج إذا انخلع إلى مد قوي وعلاج شديد ودفع بقوة ليعود ثم يجب أن يهجر المشي قريباً من أربعين يوماً لئلا ينخلع ثانياً .


وأما الزوال اليسير فيكفي فيه أدنى مد ثم ردّ وإذا انخلع بالتمام فيجب إن اشتدّ ولم يجب أن نردّه على ما قال الأولون قالوا ينبغي أن يبسط العليل على ظهره على الأرض ويوتد فيما بين فخذيه عند الاعفاج وتداً طويلاً قوياً داخلاً في عمق الأرض لا تدع جسد أن يتحرك إذا جررت رجله إلى أسفل بل ينبغي أن يوتد هذا الوتد قبل أن يستلقي العليل وإن حضرتك الخشبة العظيمة التي قلنا أنه يكون في وسطها خشبة أخرى موتودة فينبغي أن تصير المد على هذه الخشبة وينبغي أن يكون عون يضبط الفخذ ويمدّه وعون آخر يمد الرجل إما بيديه وإما برباط على خلاف مدّ العون الأول ويسوّي الطبيب بيده الفك ويمسك عون آخر الرجل الأخرى إلى أسفل وينبغي بعد التسوية أن تربط برباطات وثيقة ويذهب ببعض الرباطات إلى مشط الرجل وبعضها إلى الكعب وتربط هناك وينبغي أن تتقي من العصب الذي يكون فوق العقب من خلف لئلا يكون الرباط عليه شديداً وأن يمنع العليل من المشي أربعين يوماً فإن هؤلاء إن راموا المشي قبل أن يبرأوا على التمام ينتفض عليهم العضو ويفسد العلاج وإن زال عظم العقب من وثبة فإن ذلك يعرض كثيراً وعرض لهذا الموضع ورم حار فينبغي أن يسوى هذا العضو باستلقاء العليل على وجهه ومدّ العضو وتسويته وبالتنطيلات التي تسكن الأورام الحارة واستعمال الرباطات الوثيقة وأن يهدأ العليل ولا يتحرّك حتى يصلح العضو الصلاح التام وربط الكعب يجب أن يكون إلى الأصابع ويترك العقب مفتوحاً .
تدبيرها قريب من تدبير انخلاع عظام الكف وربما كفىأن تسويها بأن تطأ بقدمك عليها وبينهما ثوب حتى يستوي ثم يضمّد ويشدّ على نحو ما علم .
المقالة الثانية الكسر
فصل في كلام كلي في الكسر


الكسر هو تفزق الاتصال الخاص بالعظم وقد يقع منه متفرقاً ويسمى إذا صغرت أجزاؤه جداً رضاً وقد يتفق غير متفرق وغير المتفرق قد يقع مستوياً وقد يقع متشعباً والمستوي قد يقع عرضاً وقد يقع طولاً والواقع عرضاً قد يقع مبيناً وقد يقع غير مبين والواقع طولاَ وهو الصدع والفصم لا يقع مبيناً .
وقد سمي قوم أصناف الكسر بأسماء فيقولون للكسر العظيم الذاهب عرضاً وعمقاً الفجلي والقثوي والقضيبي .
ويقولون للذاهب طولاً الكسر المشطب وللذاهب طولاً مع استعراض الهلالي والقضيبي ولصغار الأجزاء جداً السويقي والجريشي والجوزي .
وإذا تم الانكسار لم يمكن أن يبقى العظمان على ما يجب بينهما من المحاذاة على سنن الاتصال الطبيعي بل يزايلان ضرورة عن المحإذاة وكذلك من الزوال يحدث نخس ضرورة فيما يحيط به من الحجب واللحم فيحدث وجع يتبعه ورم .
وإذا كانت البينونة مدورة بلا شظايا انقلب العضو بسهولة ولأن يميل العضو المكسور إلى خارج على ما قال " بقراط " خير من أن يميل إلى داخل أي لأن ما يلاقيه من العصب هناك أكثر فيؤلم وإذا وقع الكسر عند المفصل فانرضت الحواجز والحروف التي تكون على نقر العظام البالغة للفم الفاصل وحفائرها صار المفصل مستعداَ للانخلاع .
وإذا .
وقع الكسر عند الم فصل وانجبر بقيت الحركة عسرة بسبب الصلابة الدشبذ الذي يحدث يحتاج إلى مدة حتى يلين وأصعب ما يقع ذلك في مفاصل العظام الصغار ومن ذلك أيضاً حيث يكون المفصل في الخلقة أضيق مثل مفصل عليه ربط ذو هندام عجيب مدة أطول ما يكون يتناول من الأغذية والأدوية ما يعد الدم لذلك الشأن على ما نذكره .


وشر كسر العظام إلى داخل ليس إلى خارج على ما ذكر وما يقال من أن انقطاع المخ مهلك فمعنى لا حاصل له فإن المخ ذائب لين لزج ليس ينقطع وقد تعرض مع الكسر أعراض مثل الجراحة والنزف والورم والرض لما يطيف به من اللحم الذي إن لم يدبر بما يمنع العفن أو لم يشرط عرض منه الآكلة وموضع الكسر من الكبار يعرف بالوجع ومن موقع السبب الكاسر وبمس اليد وأما من الصبيان الصغار فيظهر
فصل في أحكام الانجبار
وضدَه العظام المنكسرة إذا ردت إلى أوضاعها أمكن في الأطفال ومن يقرب منهم أن ينجبر لبقاء القوة الأولى فيهم فإما في سن الفتاء وما بعده فلا ينجبر بل يجري عليها لحام من مادة غضروفية تجمع بين العظمين من جنس ما يجريه الصفار من الرصاصين على وصل النحاس وغيره وأعصى العظام على الانجبار العضد ثم الساعد والترقوة إذا انكسرت إلى داخل صعب علاجها وأقبح الكسر في الزندين كسر الأسفل منها بمثل ما قيل في الخلع .
وأما أمر الفخذ والساق فهو أسهل لأن الجبر لا يمنعها عن الانبساط والأعضاء تختلف في مدة الانجبار مثلاً فإن الأنف ينجبر على ما قيل في عشرة والضلع في عشرين والذراع وما يقرب منه في ثلاثين إلى أربعين والفخذ في خمسين وربما امتدت هذه مدة طويلة حتى ينجبر الفخذ إلى أشهر ثلاثة أو أربعة وما فوقها ولأن يميل العضو في خطا الانجبار إلى بطنه خير من أن يميل إلى ظهره فيكون ميله في جانب النقل والأسباب التي لأجلها لا ينجبر العظم كثرة التنطيل أو كثرة حل الرباطات وربطها أو الاستعجال في الحركة أو قلة الدم مطلقاً أو قلة الدم اللزج في البدن ولذلك يقل انجبار كسر الممرورين والناقهين ومما يدل على الانجبار ظهور الدم مرًا كأنه فضل دفعته الطبيعة من كثرة ما توجهه إلى الكسر .


الجبر قاعدته مد العضو بمقدار ما ينبغي فإن الزيادة فيه تشنج وتؤلم وتحدث منه حميات وربما عرض منه استرخاء وذلك في الأبدان الرطبة أقل ضررأ لمواتاتها للمد والنقصان منه يمنع جودة الالتئام والنظم وهذا في الخلع والكسر سواء .
فأما إذا مد على الوجع الذي ينبغي اشتغل بنصبة العظمين على الاستقامة ووضع الرفائد والرباطات على ما ينبغي وإعلاؤها بالجبائر وإعلاء الجبائر بالرطوبات ويجب أن يسكن العضو ما أمكن إلا أحيانأ بقدر ما يحتمل إذا لم تكن آفة وورم لئلا تموت طبيعة العضو ويجب أن يحذر الإيجاع الشديد عند المد والشدّ في الكسر والخلع معاَ وكثيراً ما يعرض من الشد الشديد وإبطاء الحل وقلة تعهد ذلك أن يموت ذلك العضو ويعفن ويحتاج إلى قطعه .
فالمراد في إكثر الجبر حدوث الدشبذ فيما ليس كعظام الرلس فإنها لا ينبت عليها الدشبذ فيجب أن يدبر حتى لا يحدث يابساً ولا قليلأ ولا أيضأ غليظاَ كثيراً مجاوزاً للحد .
ومن المعلوم أن عظمه يختلف بحسب العضو ومقدار الكسر في عظمه أو كثرته أو في خلافهما وأنت ستعرف في التفصيل ما ينبغي أن يفعل في ذلك كله عند ذكر التغذية وعند ذكر الشد ويجب عند حدوث الدشبذ أن يهجر الحركات المرعجة والجماع والغضب والحرد فإنه يرقق الدم ويهجر الموضع الحار ويطلب البارد ويعان بأضمدة قوية قباضة فيها حرارة ما وإذا عرض للكسر أن لا ينجبر جبراً يعتد به فيفعل به شيء يشبه الحك في القروح التي لا تبرأ وهو أن يدلك باليدين حتى تتنحى اللزوجة الخسيسة الضعيفة التي كأنها ليست بشيء فيعرض أن يدفأ في الموضع ويندفع إليه دم جيد جديد وينعقد عليه دشبذ قوي وكثيراً ما يحوج تغير لون العظم أو إنشاره القشور والفلوس إلى الحك ومثل هذا لاتوضع الجبائر عليه بل إن كان ولا بدّ فيقتصر على رباط جيد .


وإذا اجتمع كسر وجراحة فليس يمكن أن يدافع بالجبر إلى أن تبرأ الجراحة فإن العظم يصلب فلا يقبل الجبر إلا بصعوبة ومدّ شديد وأحوال عظيمة ومع هذا فإذا حدثت مع الجراحة أوجاع وأورام فيها خطر فلأن يعوج العضو خير من أن يحدث خطر عظيم فيجب أن لا يبالغ في أمرجبر مثل هذا الكسر .
وإن كان مع الكسر رض كان من ذلك مخاطرة في تآكل العضو فيجب أن يشرط الموضع ليخرج الدم فإن فيه خطراَ وهو أن يموت العضو وإن كان نزف فيجب أن يحبس وكثيراً ما يحوج لحوق الورم وآفة الجراحة إلى أن يفعل غير الواجب من علاج العضو فيفصد ويسهل ويلطف الغذاء وقد تحدث من الشد حكة فيحتاج أن يحل أو أن ينطل العضو بماء حار حتى يحلل الرطوبات اللذاعة و " بقراط " يأمر لمن يجبر أن يمص شيئأ من الخربق في ذلك الوقت وغرضه أن يجذب المواد إلى داخل " وجالينوس " يجبن عن ذلك بل يأمر بشرب الغاريقون وإن كان لا بد فشيء من السكنجبين الذي فيه قوة حريفة ويقول أن ذلك كان في زمان " بقراط " وفصله بين الزمانين عجيب .
وإذا رددت الجبر ثم أوجع وأقلق فالصواب أن يترك ذلك ويخرج ما رددت فربما أرحت العليل بذلك من أوجاع .
وأما لكسر بالطول فيكفي فيه أن يلزم العضو يشد شديد أشد مما في غيره ويبالغ في غمره إلى داخل .
وأما الكسر الذي في العرض فيجب أن يقوم العظمان على الاستقامة في غاية ما يمكن ويراعى ذلك من جهة وضع الأجزاء السليمة وينظر هل هي من هذا العظم محادثة لتنظيرها من العظم الآخر ثم يجبر ويراعي فيما بين ذلك أشياء منها الشظايا والزوائد والثلم .


فأما الشظايا فإنها إذا لم تتهندم حالت بين العظام وبين الانجبار وإذا انكسرت أيضاً وقفت بين شفتي العظم فلم تدع أن يلتزم أحدهما الآخر أو زالت فتركت قرحته يجتمع فيها دائماَ صديد فيعرض من ذلك أنها نفسها تعفن وتعفن العضو ثم لا يكون الالتزام وثيقاً فإن الوثاقة إنما تحصل إذا تهندمت الشظايا والزوائد في مجاريها التي تقابلها فلا بد إذن من تمديد شديد جداً بأَيد أو بحبال أو بآلات أخرى تمدداً أبعد ما يكون فتصبح المحاذاة بين العظمين وبين فإذا مددت وحاذيت فمن الصواب إذا وجدت المحاذاة الصحيحة أن يرخي المد يسيراً يسيراً وتراعي المحاذاة كي لا تميل فإذا تهندم عدت وراعيت بيدك حال ما تهندم فان وجدت نتوءاً أو غير ذلك أصلحته باليد ثم لا بد من رباط يحفظ العضو على سكونه لا صلب فيوجع جداً ولا لين فينزل عن الحفظ وخير الأمور أوساطها .
ويجب أن يكون الرباط على الموضع الذي إليه الميل أشد وإن كان الكسر تاماً فيجب أن يسوى شده من كل جهة فإن كان الكسر في جهة أكثر وجب أن يكون الشد هناك أكثر فإذا كان مع الكسر شيء من الشظايا والعظام الصغار .
فإن كانت مؤلمة موجعة فتعرض لها بالإصلاح وإن لم تكن مؤلمة فلا تبادئها ولا تتعرض وإن كان مثلاً يسمع خشخشتها فإنه يرجى أن يجري عليها دشبذ وإذا أيس ذلك فحينئذ لا يجب أن يهمل أمرها وإذا حدث من الشظايا خرق اللحم فليس من الصواب أن تشتغل بتوسيع الخرق عمل الجهال ولكن الواجب أن يمد العظمان إلى الجانبين على غاية من الاستقامة لا عوج فيها ففي التعويج حينئذ فساد عظيم .
فإذا مدّ فاعمد إلى الشظية فردّها وشدّها فإن لم ترتد فلا توسع الخرق بل احضر لبداً بقدر ما يحتاج .


إليه وأثقب فيه قدر ما تدخله الشظية وركب عليه قطعة جلد لين بقدره وعليه ثقب كثقبه وأنفد الشظية فيه واغمر على الجلد واللبد غمراً يسفلهما ويبرز العظم في الثقب إبرازاً إلى أصله ثم انشره بمنشار العمل وهو منشار رقيق حاد كمنشار المشاطين وربما ثقب أصل ما يحتاج أن تبينه بالمثقب ثقباً متوالية تأخذ الموضع الذي يراد منه الكسر وليس ذلك عادماً للخطر حيث يكون وراء العظم جسم كريم على أنه ربما كان أسلم من الالات الهزازة بتحريكها ولقطها وقطعها .
وقد يحتال في أن يجعل المثقب على عارضة من جوهر لا تدع المثقب أن ينفذ إلا على قدر معين فيكون أقل آفة حينئذ من الآلات الهزازة ولهذا يجب أن يكون عند المجبرين من هذه المثاقب أصناف كثيرة معدة .
وربما لم تظهر الشظيّة الكنه لا بدّ من صديد يسيل فاستدل بذلك على الشظية وعالج ذلك الصديد بما يجففه ويحبسه ثم افعل ما ينبغي وإن كانت الشظية أو القطعة من العظام متمايزة تنخس العضل وتوجع فلا بدّ من شقّ وتدبير لآخراج ما يخرج ونشر ما يجب نشره وإذا كان المنكسر المتفتت كثيراً وكان تكسّر وتفتّته كثيراً فلا بد من أن يخرج الجميع .
وأما إن كان الكسر ليس بمفتت وكان الانقطاع منه والانصداع يأخذ مكاناً كبيراً فاقطع أمرض موضع ودع الباقي فإنه لا مضرة فيه بل المضرة في قطع الجميع عظيمة .
فصل في وصايا المجبر


يجب على المجبّر أن يتأمل ميل العظم المكسور فإنه يجد عند الجهة المميل إليها حدبة وعند الجهة المميل عنها تقعيراً وأكثر مايتفطن لذلك باللمس وأيضاً فإن الوجع يشتد في الجهة التي إليها الميل والخشخشة أيضاً تدل على ذلك فيبني أمره ذلك ويجب على المجبر أن يمر يده على موضع الكسر في كل حال أمراراً إلى فوق وإلى أسفل بالرفق واللطف حتى إن رأى زوالاً أو نتوعاً أو شظية عرفه لئلا يربط كرة آخرى على غير واجب فيحدث فسخ أو وجع ولا يجب أن يغتز بالاستواء المحسوس بالبصر قبل تمام العافية فإن الورم قد يخفى كثيراً من السمج والاعوجاج .
وإذا تأمل المجبّر الكسر فوجده إن لم يستقص فيه سمج العضو وان استقصى فيه تأدى إلى تشنّج وحمى صعبة فالأولى به أن يتركه ولا يتعرض له وإذا تعرض لجبر فعصي العظم ولم ينقد فيجب أن لا يعنف ويدخله بالقسر على كل حال فيدخل على العليل ما هو أعظم من بقاء العظم غير مستو وإن أوجع الرد والإصلاح جداً وأمكن الطبيب أن يرده إلى حال الكسر فهو ترفيه للعليل وإراحة عظيمة .
ويجب أن يبادر المجبر إلى جبر ما انكسر ويجبره في يومه فإنه كلما طال كان إدخاله أعسر والآفات فيه أكثر وخصوصاً في العظام التي يطيف بها عضل وعصب كثيرة مثل الفخذ ويجب أن يعان على تعجيل الانجبار بأسباب هي أضداد أسباب بطئه المذكور وأولاها تغزير الدم اللزج .
فصل في نصبة المجبور
كل عضو جبرته فيجب أن تكون له نصبة موافقة تمنع الوجع وأولى .
النصب بذلك ما .


له بالطبع مثل أن يكون في اليد إلى الرقبة والرجل إلى المدفع تأمل لعادة العليل في ذلك وكما أن العضو الذي يجب أن يعلق يجب أن يعلق على الاستواء كذلك العضو الذي يقتضي حاله أن لا يعلق ويجب أن يكون متكأه وموضعه على شيء مستو وطيء كي لا يتعلق بعضه ويستند بعضه والتعليق رديء لكل مجبور كما أن الرفع إلى فوق موافق له ما لم يمنع مانع وإذا جعلت نصبة العضو بحيث يكون أرفع مما يجب أو أخفض لوي العضو وعوجه بحسب إمالة العلاقة والنصبة .
فصل في كيفية الرباطات والرفائد
يجب أن تكون خرق الرباط نظيفة فإن الوسخ صلب يوجع وتكون رقيقة لينفذ شيء إذا طلي عليها وخفيفة لئلا يثقل على العضو الألم ويجب أن يأخذ الرباط من الوضع الصحيح شيئاً له قدر فإن ذلك أضبط للمجبور من أن يزول وأشد وثاقه وإن كان يجب أن لا يفرط في ذلك أيضاً فيجعل العضو ضيق المسام غير قابل للغذاء وأيضاً فإن ما أوصينا به من الشدّ أعصر للرطوبة المنصبة إلى العضو العليل إلى ما هو أبعد منه دفعاً وأمنع لما ينجلب إليه والرباط العريض لذلك أجود وهو ألزم وأكثر اتساعاً ولكن بحسب ما يمكن في كل عضو فليس ما يمكن من ذلك في الصدر مثل ما يمكن في اليد وما ليس من الأعضاء عريضاً فإن ذلك لا يمكن فيه بل إذا عرض العصابة لم يحس انتظامه على مثل ذلك العضو فلذلك يجب أن يقتصر في أمثالاها على ما سمعته ثلاثة أصابع إلى أربع وذلك مثل الزند والترقوة ونحو ذلك فإنها لا يمكن فيها ذلك بل إن لم تربط بالرقيق لم يمكن .
فإن الترقوة .
لا ينساق فيها العريض وفي مثل ذلك يحتاج إلى تكثير اللفائف لتقوم مقام العريض والعصابة التي تلف يكفي أن يكون عرضها ثلاث أصابع اْو أربع أصابع وطولها ثلاثة أذرع .


والرفائد قد يسترفد بها في معونة الرباطات على اللزوم بل الرفائد صنفان أحدمهما الغرض فيه تسوية تقع للعضو وتجتهد أن لا يقع بين طاقاته فُرَج وأن لا يتراكم تراكماً مختلفاً وليلم بها الفرج والآخر الغرض فيه أبئ يغطى به الرباط ويسوى تسوية ثانية ليدور الرباط ويلزم على الاستواء فلا يكون أشدّ في موضع وأرخى في موضع فيلزمها الجبائر لزوماً جيداً فالأول منهما للرباطات والعصائب والثاني للجبائر والرباط الأسفل يمنع المواد والثاني يمنع الالتواء .
ويجب أن تكون طاقات الرفائد حيث يكون الرباط أقوى وأن تركب كما يستدير العضو حيث يمكن وبذلك القدر يجب أن يكون عدد الرفائد .
وربما احتيج إلى استعمال رفائد صغار تغشيها رفادة تستوي عليها في طول الرباط الواقع على الموضع والرباط الذي يسمى ذا وجهين وذا رأسين هو الذي يستعمل هكذا يوضع وسط الخرقة التي يحفظ بها تسوية موضع العلة على موضعها ويكون ذلك في منتصف الخرقة ثم يؤخذ بكل واحد من النصفين إلى الجهة المخالفة ويعمل في لفها باليدين جميعاً على ما هو مشهور ولا يحتاج إلى تفسير .
فصل في كيفية الربط
بالتفسير والتفصيل يجب أن يبتدأ بالربط من الموضع المكسور ومنه حيث يميل إلى العظم وهناك يكون أشد ما يكون شدًا وحيث الكسر أشد يجب أن يكون الربط أقوى وبالجملة موضع الكسر .
والموضع الذي يحتاج أن يدفع عنه المواد وأن يحفظ عليه الوضع وبذلك يؤمن من التورم بل ربما حلل التورم وبالأمان من التورّم يؤمن من تعفن العظم أيضاً على أن ذلك لا ينفع من صديد إن تولد في نفس العظم إلى المخ فافسد المخ والعظم واحتيج إلى الكشف والتبيين عنه والتطريق للقيح ليخرج ويكون أولى المواضع بحماية ما يردّ من قبيله ما هو فوق على أن العضو السافل قد يدفع إلى العالي فضله إذا كان العالي ضعيفاً ولا ينبغي أن يبلغ بشدّ الرباطات والجبائر مبلغاً يمنع وصول الغذاء والدم فذلك مما يمنع الانجبار .


و " بقراط " يعين الرباطات فيما يرومه من دفع الورم بالقيروطيات الوادعة مع زيت الإنفاق والشمع .
وربما احتيج إلى تبريد الرباطات بالفعل بهواء أو ماء ليمنع الورم وربما احتيج إلى تسكين ورم بمثل دهن البابونج وبمثل الشراب القابض فإنه يحلل الورم ويقوي العضو ولا يقرب القيروطي حيث تكون قرحة وربما احتيج إلى ما فيه تقوية وتحليل مثل الزيت بالمصطكي والأشق وبالجملة فإن الرباط إذا استعمل والكسر حديث لم يرم فينبغي أن يكون من كتان ومبرداً رادعاً وربما كفى أن يلطخ بماء وخلّ وربما استعملَ قيروطي ونحوه مما ذكرنا .
وإن استعمل بعد الورم فالأولى أن يكون من صوف قد غمس في دهن محلل للورم ملين له وعلى كل حال فإن الرباط الذي يجعل عليه القيروطي هو الأسفل وفيه أمان من هيجان الوجع وخصوصاً إذا كان الطبيب لا يلازم فيتدارك إذا حدث وجع بحلّ وربط .


ولا يجب أن يستعمل القيروطي وخصوصاً إذا كان هناك قرحة فربما جلب إلى العضو العفونة ويجعل بدله الشراب الأسود وإكثر الكسر المختلف يصحبه قرحة فلذلك يجب أن يبعد القيروطي ويقتصر على الشراب القابض يبلّ به رفادته الطويلة ونحن نجعل لأطلية الكسر باباً وإذا بدأت بالرباط من الموضع الواجب فلفه لفات تزيدها بقدر زيادة عظم الكسر وتنقصها بحسب نقصانه أو بحسب ورم إن كان ظاهراً ثم ردّه إلى ذلك الموضع ثم استمر إلى موضع الصحة فهذا هو الرباط الأول ثم أحضر الرباط الثاني ولفه على الكُسر مرتين أو ثلاثاً ثم أنزله إلى أسفل مراخياً منه قليلاً قليلاً ثم أحضر الرباط الثالث وافعل كذلك إلى فوق فيتظاهر الرباطان على دفع الفضول عن العضو وعلى تقويمه وعلى الغرض في هيئة هذا الرباط ولا تفرط أيضاً في تبعيد الشد في الجانبين فيصير العضو منسدّ العروق غير قابل للغذاء وربما أزمن وقد لا يفعل كذلك بل يبدأ برباط صاعد ثم يتبع برباط نازل ثم برباط يبتدىء من أسفل الرباط السافل إلى أعلى الرباط الصاعد كأنه حافظ للرباطين ويجعل أشدّ شده عند الكسر .
والغرض في اْحد الرباطين ضد الغرض في الرباط الذي يراد به جذب المادة إلى العضو فيشد تحت العضو بالبعد منه ولا يزال يرخي إليه وهو الرباط المخالف فهذه هي الرباطات التي تحت الجبائر وههنا رباطات فوق الجبائر .
وأما الرباط الأعلى فيجب أن يكون بحيث يجعل العضو كقطعة واحدة لا حركة له ويمنع الالتواء وإذا كان الكسر في العرض تاماً وجب أن يكون الرباطَ متساوي الإحاطة والشدّ .


وإن كان أكثر الكسر إلى جهة وهو من كسر الوهون وجب أن يكون اعتماد الشدّ على الجانب الذي فيه الشد أكثر ولا يجب أن تبدل عليه أشكال الربط شكلاً بعد شكل فإن ذلك يفسد ما يقوّمه الجبر ويورث الوجع للالتواء الذي ربما عرض من ذلك وشر الربط المشنج فإنه إن شدّ أوجع وإن أرخي عوج و " بقراط " يستصوب أن يحل الرباط يوماً ويوماً لا فإن ذلك أولى بأن لا يضجر العليل ولا يغريه بالعبث به وحكه لما لا بد أن يتأدى إلى العضو من رطوبة رقيقة مؤذية ربما استحالت صديداً .
وأجود الأوقات لمراعاة جودة الربط والمحافظة على الشرائط المذكورة هو بعد العشر ونواحي العشرين فإن ذلك وقت ابتداء الدشبذ اللاحم ثم إذ لزم العظم فلا يشد جيداً ونفس موضع الشدّ منه لئلا يضغط فيمنع الدشبذ أو يمنع تكونه بمقدار كاف فلا يحدث إلا رقيقاً ضعيفاً اللهم إلا إذا كان قد حدث الدشبذ وأخذ يزداد عظماً لا يحتاج إليه ويمعن في الإفراط فإن من أحد موانعه الشدّ الشديد وأيضاً استعمال القوابض المانعة فإنها تمنع الغذاء وتشدّ الدشبذ فلا ينفذ فيه الغذاء أيضاً ولا ينبغي أيضاً أن تريح وتعفى عن الربط في غير وقته .
فصل في كيفية الجبائر
يجب أن يكون الجوهر الذي يتخذ منه الجبائر يجمع إلى صلابته لدونة وليناً مثل القنى وخشب الدفلى وخشب الرمان ونحوه ويجب أن يكون أغلظ ما فيه الموضع الذي يلقى الكسر من الجانبين فإنه يجب أن يكون أغلظ الجبائر أولها الذي يلي جانب الكسر أو أشد الكسر وتكون جوانبها أرق وأن تكون مملسة الأطراف لا تصادف عسراً بل وطامن الربط .


وإن وضعت الجبائر من الجوانب الأربع فهو أحوط ولا بأس لو كان لها فضل طول فإنه لا مضرة في ذلك ولا خسران في أن يأخذ من قرب المفصل إلى المفصل من غير أن يغشى المفصل نفسه وأطول جانبيه الجانب الذي يلي حركة ميل العضو مع أن لا يكون بحيث يثقل ولا يغمر شديداً ولا ينضغط ولا تنقص عنها الرباطات نقصاناً كثيراَ فتصير الجبائر مرحمة غمازة وإذا رأيت شيئاً من ذلك فمل إلى النقصان حتى تصيب الاعتدال ولا يجب أن تلاقي الجبائر موضعاً معرقاً لا لحم عليه بل هو عصباني عظمي .
فصل في كيفية استعمال الجبائر بالتغيّر والتفصيل
الوقت الذي يجب أن توضع الجبائر هو : بعد خمسة أيام فما فوقها إلى أن تؤمن الآفات .
وكلما عظم العضو وجب أن تبطىء بوضع الجبائر وكثيراً ما يجلب الاستعجال في ذلك آفات من الأورام والحكة ونفاطات .
لكن إذا أخرت الجبائر فيجب أن يكون هناك ما يقوم مقامها من جودة الربط بالعصائب ومن جودة النصب فإن لم يمكن ذلك فلا بد من الجبائر ولو في أول الأمر ويجب أن تلزم الجبائر الرباطات والرفائد إلزاماً ضابطاً مستوياً منطبقاً مهندماً يكون أغلظه عند الكسر ولا تغمر به شديداً بل تزيد في الشدّ يسيراً يسيراً مع تجربة العليل لحال نفسه .
وإن كان الرباطات والرفائذ تجافي بها فلا يكثر منها ومن لفاتها فإنها إذا تجافت كان الربط رخواً ويجب أن لا تربط الرباطات العليا على الجبائر ربطاً يلويها ويزيلها عن هندام وضعها ويجب أن تحل الرباطات ضرورة لا اخيتاراً في كل يومين في أول الأمر وخصوصاً إذا حدثت حكة وحينئذ ينبغي أن تفعل ما أمرنا به .


وإذا جاوز السابع من الشدّ حللت في مدة أبطأ وفي كل أربعة وخمسة فإن في هذا الوقت يكون أمان من الحكة والورم وهنالك أيضاً يرخي قليلاَ من الرباط لئلا يمنع نفوذ الغذاء ولو أمكنك أن تمسك الجبائر ولا تحلها ولو إلى عشرين ولم تكن مضرة لم تحلها ولكن قد تحل في بعض الأوقات لا لسبب ظاهر ولكن لاحتياط وتطلع إلى ما حدث ونظر إلى المكشوف من اللحم إن كان هل تغير لونه وحاله .
وقد علمت أنه يجب أن لا يبلغ بالشد مبلغاً يمنع وصول الغذاء إلى الكسر فإنه لن ينجبر إلا بالدم والغذاء القوي الذي يصل إليه ولا تستعجلن في رفع الجبائر وطرحها وإن كانت التصاقاً فربما عرض من ذلك أن يكون الدشبذ لم يستحكم بعد فيعوجّ العضو ولأن تبقى الجبائر على فصل في الكسر مع الجراحة
وإذا احتيج كسر وجراحة فليرفق المجبر بالجبر رفقاً شديداً وليبعد الجبائر عن موضع الجراحة وليضع على الجراحة ما ينبغي من المراهم وخصوصاً الزفتي .
وقوم يأمرون بأن يُبتدأ بالشد من جانبي الجرح ويترك الجرح مكشوفاً وهذا يحسن إذا كان الجرح ليس على الكسر نفسه ثم يجب أن يكون عليها ستر آخر يغطيه عن الهواء .


وان كان على الكسر فيجب أن يحتال في تشكيل الشد بحيلة حتى يقع وينقى من كل جانب ويخلى يسيراً عن الجرح نفسه بهيئة موافقة لذلك وتبل الرفائد بشراب أسود عفص وهذه الحيلة هي أن يوضع طرف الرباط على شفة الجرح ثم يورب إلى خلف ويؤتى برباط آخر ويوضع على الشفة الأخرى السافلة ثم يتمم سائر الربط على ما ينبغي ثم يورب حتى يبقى الجرح نفسه مفتوحاً وما عداه يكون مستوثقاً منه قد علا رباط ونزل رباط ووقع على موضع الكسر شد شديد وبقي الجرح مفتوحاً لك أن تكشفه متى شئت ولك أن تجعل على الجبائر ثقباً بحذاء ذلك ليصل دواء الجراحة إليها ويمكن إخراج الصديد عنها ويكون ذلك بحيث يمكن التغطية عليهما جميعاً بعد ذلك فإن ترك الجرح مكشوفاً رديء وخصوصاً في البرد بل يجب أن يكون غير مضغوط فقط وأن يتم الليل وإذا صح الجرح استعملت الجبائر إن كانت قد أخرت ومكنت الجبارة من ذلك الموضع إن كان ذلك الموضع معفى منها ويكون متى أريد حلّ ما يغطي الجرح غموة وعشية لعلاجه الخاص أمكن ولم يكن فيه تعرض لرباط الجبر للكسر البتة .
قال " أبقراط : ينبغي أن يربط الجرح من وسط الرباط إن كان طرياً وإن تقادم وتفتح من بعد النضج فليربط من فوقه إلى أن يبلغ وسطه ومن الجيد أن يجعل ما يلي الجرح من الرباطات وخصوصاً الفوقانية أشد ليتمكن من التسييل ولكن شدّة بحسب الاحتمال وكلما بوعد عن الجرح جعل ألين وإذا كان للقرحة غور شديد شدد على مكان الغور ربط الرباط فإن وافق أشذ الربط موضع الجبر فقد حصل الغرض وإلا عومل الجرح بما قلنا .


وإذا انتهى إلى موضع الكسر أيضاً جعل الرباط أشد ويجب فق يجعل نصبه للعضو حيث يسهل إسالة قيح إن اجتمع في الجراحة ويجب في الصيف أن يبرد الرباطات المحيطة بالجراحة أيضاً ليكون عوناً على منع الورم ولا يجب أن يقرب الموضع القيروطي وخصوصاً في الصيف فربما عفن العضو بل إن احتيج إلى رادع فالشراب القابض على ما سلف منا بيانه وإذا كان مع الكسر رضّ فخيف موت العضو فاشرط .
واعلم بالجملة أن الجرح إذا ما ربط على الاحكام نفع الربط النوازل وإن أخطأ في الربط ورم خصوصاً إذا أرخي موضع الجراحة وشدّ على ما وراءه وإن لم يكن له مكشف لم يسل عنه الصديد ولا وصل إليه الدواء وإن ترك مكشوفاً تعفّن وبرد وعرض موت العضو ويتأدّى إلى أوجاع وحمّيات فيحتاج الطبيب أن يفعل شيئاً بين هذا وهذا وينظر ما يحدث فيتلافاه قبل استحكامه .
فصل في كسر العثم
ربما كان الكسر قد جبر لا على واجبه فيحتاج أن يعاد كسره فيجب أن يكون المجبّر يتعرّف حال الدشبذ الذي لجبر العثم وإن كان عظيماً قوياً لم يتعرض لكسره ثانياً فربما لم يمكن أن يكسر من موضع الكسر الأول لشدة الدشبذ فبكسر غيره من الموضع فإن لم يجد بتاً فيجب أن يتقدم فيلين حتى يسترخي الدشبذ ومليّناته هي الأدوية المذكورة في باب الصلابات ههنا مثل : جلد الألية ومثل الألية والتمر ومثل أصناف عكر الأدهان والاهالات والمخاخ ولبوب حب القطن ونحوه ثم يكسر ويجب أن يدام مع ذلك التنطيل بالماء الحار ودخول أبزنة في اليوم مراراً فإن لم ينفع ذلك وكانت التجربة والتحريك يدل على وثاقة شديدة فيجب أن يشرح اللحم بحيث يتمكن من حك الدشبذ من جانب وإدهانه ثم يكسر ويجبر ويعالج بعلاجه وكثيراً ما يمكن أن يعالج كسر العثم من غير كسر بأن يلين الدشبذ بما علم ثم يسوّى بالدفع والجبائر فيتهندم الكسر ويستوي عليه الدشبذ أيضاً ويكفي الكسر وخصوصاً في الأبدان اللينة .
فصل في أطلية الكسر وما يجري مجراها


الأطلية منها لمنع الورم وإصلاح الحكة منها لتصليب الدشبذ وتقويته ومنها لتعديل الدشبذ العظيم ومنها لإزالة صلابة المفاصل التي تحدث بعد الجبر ومنها لإزالة استرخاء إن وقع في المفاصل . فصل في الأطلية المانعة وما يجري مجراها
والمصلحة للحكة قد ذكرنا في باب الربط إشارات إلى ما يجب أن تعلم في هذا الباب وذكرنا قيروطيات ونطولات بالشراب العفص ونحو ذلك ونعاود الآن فنقول يجب أن يكون ما تستعمله من القيروطي أو غيره لا خشونة فيه بوجه بل يكون أساس ما يكون وألينه ولا يجب أن يستعمل القيروطيات حيث يخاف العفن ولا حيث تكثر أجزاء الكسر فإن مثل هذا مهيأ لقبول العفن لأن أكثره مع قروح .
فأما المياه الحارة وصبّها فقد تكلمنا عليها وعرفنا أن الفاترة فيها تحليل المواد التي تورث الحكة وجذب المادة الغذائية وقد يحتاج إليها أيضاً إذا كان العضو قد أقحله الشدّ وجففه والمبلغ معلوم .
فصل في الأطلية لتصليب الدشبذ
الأشياء النافعة في ذلك هي النطولات القابضة اللطيفة والأضمدة التي تشبهها مثل طبيخ الآس ودهنه إن احتيج إلى دهن ودهن الحناء والطلاء بماء ورق الآس وحبه وطبيخ شجرة القرظ وطبيخ أصل الدردار وطبيخ ورقه فإنه ملحم مصلب والضماد المخذ من الماش خصوصاً إذا جعل معه زعفران ومر وعجن بشراب ريحاني جيد وقشور الطلع جيدة أيضاً .
فصل في تدبير تعديل الدشبذ
أما في الأول وما دام طرباً فالقوابض المذكورة فإنها تجمعه وتشده وتصغر حجمه وأما بعد ذلك إذا أفرط وخصوصاً بالقرب من المفصل فلا بد من شق عنه وحك حتى يعتدل وجميع هذا مما قد قيل فيه .
فصل في الترتيب الجيد والأدوية الملينة لصلابة المفصل
يجب أن يبدأ فينطل بماء حار ثم يستعمل عليه الأضمدة والمروخات الملينة المتخذة من الألعبة والصموغ والشحوم والأدهان وإن جعل فيها خل حاذق كان أغوص .


ومما يقرب استعماله التمر والألية والشيرج فإنه ضماد جيد خفيف وأيضاً طحين حبّ الخروع ويخلط بمثل نصفه سمناً ومثل ريعه عسلاً وربما كفى قيروطي من دهن السوسن وحده وقد يستعان بجميع الملينات المذكورة في باب سقيروس .
وإذا أحسست باستحالة مراج إلى البرد فزد فيها مثل الجندبيدستر والسكبينج والجاوشير .
دواء جيد : يؤخذ دردي دهن الكتان ودردي الشيرج وحلبة مطبوخة في اللبن وإهال الألية ويستعمل .
دواء جيد : تؤخذ أصول الخطمي وأصول قثاء الحمار ومقل وأشق وجاوشير يحل بالخلّ الثقيف ويطلى والمرهم العاجي جيد .
دواء جيد : تؤخذ لعابات الحلبة وبزر الكتان ولعاب قثاء الحمار وأشق ولاذن وزوفا رطب ودهن سوسن وشحم بط ومقل لين وبارزد خالص ومخ العجل يحلّ في الدهن ويتخذ مرهم .
آخر قوي : يؤخذ زيت عتيق رطلين دهن السوسن نصف رطل ميعة سائلة ربع رطل شمع أصفر نصف رطل علك البطم أوقيتين فربيون أوقيتين مخ عظام الأيل أربع أواق يتخذ مرهم .
صفة مرهم : جيد لصلابة المفاصل التي أورثها الجبر يؤخذ أشق جزء مقل اليهود نصف جزء ولاذن نصف جزء دهن الحنا شحم البط من كل واحد ربع جزء تذاب الصموغ ويجمع الجميع .
مرهم جيد : يؤخذ أشق ستة وثلاثين مثقالاً ومثله شمع أصفر صمغ البطم مقل قنة من كل واحد ثمان أواق دهن الحناء أربع أواق تسحق الصموغ مدوفة في الخل ثم تجمع في هاون ممسوح بدهن السوسن وكذلك دستجة والتعقد الذي يعرض كالغدة حيث كان وقد ذكرنا في بابه تستعمل المراهم التي ذكرناها الآن وإلا استعمل الجندييدستر والقسط وخرء الحمام والخردل ضماداً فهو غاية .
ملين جيد : يؤخذ عكر دهن السوسن أوقية ومن عكر البزر أوقية ومن الميعة السائلة والقنة والجاوشير والأشق من كل واحد نصف أوقية مقل لين أوقية شحم الدب أو البط أو الدجاج أو الخنزير
فصل في المقويات للاسترخاء


الاعتماد في معالجته على القوابض اللطيفة مثل الأبهل والسرو ونحوه أو على القوابض الكثيفة وقد خلط بها مثل الزعفران والمر والدارصيني والراسن جيد جداً وخصوصاً إذا طبخ معه الوج ورماد الكرم مع شحم عتيق وقشور الطلع وجميع ما قيل في تصليب الدشبذ .
فصل في استعمال الماء الحار والدهن
اعلم أن الماء الحار والدهن لا يصلحان عند الجبر لأنهما يمنعان الجبر لكن يصلحان قبله فإنهما معدان للانجبار ويصلحان بعده لأنهما يحللان ما يبقى من الورم والَصلابة والدشبذ واليبس الذي تورثه الرباطات في الأعصاب فتكون الحركة معها غير سهلة لماذا استعملت الماء الحار والأدهان والشحوم والمخاخ تداركت تلك الآفات وأما ما بين ذلك فإن الماء والدهن مانع جداً عن الالتحام وربما استعملا في الأطفال ومن يقرب منهم لا غير إذا كانت الضمّادات قد جفت عليهم وأوجعتهم فيحتاج حينئذ أن يدهن الموضع الذي وجع ثم يرفد ويجبر وأما عند سكون الوجع فلا رخصة في ذلك والأطباء ربما استعملوا نطولاً من الماء الحار عند حلهم الربط الأول يلتمسون منفعة وهو أن يجذبوا إليه المادة وينبغي أن يكون ذلك الماء بحيث يقع عند العليل أنه معتدل فإن الحار جداً ربما حلل من البدن النقي فوق ما يجذب وخصوصاً إذا طال زمان صبّه وجذب من البدن الممتلىء فوق ما يجب وخصوصاً إن قصر زمانه بل يجب أن يكون الماء مع حرارته إلى اعتدال ويكون زمان صبه على مقادر ما يري من ربو العضو وانتفاخه ولا يصب حين ما يأخذ في الضمور وقد ذكرنا من أحكام التنطيل في باب الخلع ما يجب أن يتأمل أيضاً ههنا والأحب إلي إذا لم يكن هناك وجع أن لا تقرب للعضو دهناً ولا ماء حاراً البتة إلا ما تقدّمه في أول الأمر للاحتياط ومما يجعل على المفاصل التي صلبت بعد الجبر على الوثي والرض التمر والألية ضماداً .
فصل في تغذية .


المجبور وسقيه يجب أن يكون غذاؤه مما يولد دماً ثخيناً وليس ثخيناً يابساً بل ثخيناً لزجاَ ليتولد منه دشبذ لدن قوي ليس بيابس ضعيف فينكسر وذلك مثل الأكارع والهريسة والبطون والرؤوس وجلد الجداء والحمل المطبوخ ونحو ذلك والشراب الغليظ القابض ومن البقل الشاهبلوط وكذلك اللبوب التي لا حدة فيها ويجتنب كل ما يرقق الدم ويسخنه ويبعده عن الانعقاد مثل الشراب الرقيق والأشياء المتوبلة جداً وبالجملة تدبيره التغليظ للدم إلا أن يكون هناك مانع عن جراحة تقتضي تلطيف الغذاء حسب ما يكون عليه من عظمه أو صغره وعند خوف الألم وأما إذا أمن ذلك فليتوسع في الغذاء وفي الشراب ومن أحبّ الاحتياط بدأ بالتدبير الملطف كالفراريج والدجاج ليأمن غائلة الورم وذلك كما أنه قد يحتاج أيضاً إلى أن يفصد ويسهل ثم بعد أيام قلائل يستعمله وعلى أنه قد يحتاج أيضاً أن يترك هذا التدبير إذا أفرط الدشبذ في العظم واحتيج إلى منعه .
فصل في صفة لون موافق له تستعمله وقت الانعقاد
يؤخذ خبز سميد ودقيق أرز وشحم البقر السمين ولبن فيتخذ هريسة يجود ضربها .
وأما دواؤه الذي يتناوله للجبر فالمومياء عجيب في الإشارة الإشارة إلى الأمور التي تتبع الكسر والجبر ولا بد من تداركها وقد يعرض من الكسر انهتاك لحم لا يتلصق وإن لم يقطع تعفن وعفن ما يليه من العظم فيحتاج أن يقطع ويكوى وقد يعرض النزف فيحتاج أن يمنع وقد يعرض فسخ ورض قوي للحم إن لم يعالج بشرط أو بالأدوية المانعة للعفن صار إلى الآكلة فيجب أن يراعى ذلك وقد يعرض ورم حار فيه مخاطرة فيجب أن تدبر تدبيره وقد تعرض جراحات تحتاج أن تعالج أيضاً بما مرّ ذكره وقد يعرض دشبذ مفرط في الكسر لا حاجة إلى قدره فيجب أن تقلل الغذاء وتمنع تولده بمنع الغذاء والشد عليه وبسائر ما قيل وقد يعرض استرخاء للفاصل من المدّ وقد يعرض أن يسيل صديد إلى المخ متولد في العظم فيحتاج أن يخرج العظم ويكشف الطريق للصديد .
كسر عضو عضو


فصل في كسر القِحف
كثيراً ما يعرض أن ينكسر القحف ولا ينشقّ الجلد بل يتورّم فإذا اشتغل بعلاج الورم ولم يتعرض للشجة فربما عرض أن يفسد العظم من تحت وتعرض قبل البرء أو بعده أمراض رديئة من الحمّيات والرعشة وذهاب العقل وغير ذلك فيحتاج إلى أن يشق وكثيراَ ما يدل على موضعه من العليل بعبثه به ومسه إياه كل وقت وحينئذ فلا يكون بد من رد الجراحة إلى حالها ليعالج الكسر يجب أن يشق عن الجلد بقدر ما لا يحتبس فيه الصديد في هذا وفي غيره كيف كان فإنه يِجب أن لا يكون محتبس الصديد اللهم إلا أن تكون أمنت ازدياد الورم ووجدت الورم ينقص .
وإن كان الشق في الجلد قليلاً إنما يحاذي كسراَ واحداً من عدهَ كسور أو كان الورم انفجر وأظهر كسراً واحداً فقد يعرض من ذلك الغلط الكثير فإنه يظن أن لا كسر إلا ذلك ولهذا ما يجب أن تتأمل حال الكسر تأملاً جيداً ومما يمال بالحدس فيه إلى الصواب أن يتأمل سبب الكسر ومبلغ قوة الكاسر في ثقله أو في عظمه أو في قوته فتعلم بذلك مبلغ ما يجب أن يكون وكذلك الأعراض قد تدل على ذلك مثل السكتة والسدر وبطلان الصوت وما أشبه ذلك وقد يدل انشقاق الجلد في كثرته واختلافه أو في وقوعه على سمت واحد على حال الكسر أيضاً على أن هذا ليس بدليل يدل من كل جهة فإنه ربما كان الكسر الباطن كثيراَ وعظيماً ولم يكن على الجلد شقّ أو كان شق فيحتاج حينئذ ضرورة إلى أن يتعرّف الحال بالدلالة التي تفتش بها عن الكسر بتمكين البصر إن أمكن وفي مثل هذه الأحوال " يحتاج إلى أن نشرّح الجلد صليبياً ويكشط حتى يظهو العظم المهشم كله وإن عرض نزف حشوت الكشط بخرق يابسة ثم رفدت برفائد مغموسة في شراب وتتركه إلى الغد .
وأما الشجاج إلى حدّ الموضحة فعلاجها ما قد ذكر في باب القروح وقبله .
وأما الهاشمة والمنقلة ونحوها فما نذكره هنا .


وأقلّ أحوال كسر العظام في الرأس أن يحدث فيها صدع قشري غير نافذ إلى الجانب الآخر بل يقف عند بعض التجاريب ومثل هذا يكون كالخفي عن الحس وكأنه شعرة ومثل هذا فالأصوب أيضاً أن يحكه إلى أن لا يبقى من الصدع شيء وإن احتلت أن تستظهر تصبّ رطوبة سوداوية حتى يشتد ظهور الصدع بها فعلت وحككت حتى لا يبقى الأثر ويكون عندك محال مختلفة الأقدار فتستعمل أولاً أعرضها ثم ما يليه وإذا حككت استعملت الدواء الرأسي وقد كفاك والأدوية الرأسية هي : مثل الإيرسا ودقيق الكرسنة ودقاق الكندر والزراوند وقشور أصل الجاوشير والمرّ والأنرزوت ودم ا لأخوين وكل مجفف بلا لذع يعالج بعلاج القروح .
فأما إن حدست أن الصدع نافذ إلى الجانب الآخر فإن الحك لا يفنيه إلا بالتنقية فإياك والإمعان في الحك بل قف حيث انتهيت وتعرف حال الحجاب هل هو حافظ لوضعه من العظم فتكون الآفة أقل والأمن أظهر وتكون عروض الورم أقل وأسلم وأصغر وظهور القيح النضيج أسرع وأكمل أو قد أبانته الصدمة عن العظم فذلك مما فيه الخطر كثر والأوجاع والحمّيات وما يتلوها أكثر وقبول العظم لتغير اللون أسرع وسيلان القيح الصديدي الرقيق فيه أكثر ومما يعرض من الأرجاع والحميات والتمدد والعُشي وذهاب العقل بسبب الإهمال للعلاج فيه أكثر .
وفي مثل هذه الحال بل في كل حال يجب أن يتوقى البرد توقية شديدة ولو في الصيف فإن فيه خطراً عظيماً .


وأما الصادعة التي ليس فيها إلا صدع ولكنه كبير يظهر معه السمحاق فكثيراً ما يكفي الشدّ والرباط وكذلك الضمّادات بالمبرّدات ولكن الأصوب أن يبدأ ويصب على الشق دهن الورد مفتراً ثم يجمع بين طرفي الجراحة ويخيطهما إن احتيج إليه ويذرّ عليه الذرور الراسبي ويجعل فوقها خرقة كتان مبلولة ببياض البيض وفوقها رفائد مشرّبة شراباً قابضاً مضروباً بزيت ثم سائر الرباطات وليسكن العلل وليرفه ولينوّم وليفصد إن احتيج إليه ولا تطلب في كل صدع وكسر أن تأخذ العظم كله فإن هذا لا يمكن في كل موضع ولكن تذكر ما أوصينا به في الباب الكلي من الكسر والجبر على أن كثيراً من الناس أخذ العظم من رؤوسهم قطعاً وعلى وجه آخر ونبت اللحم والجلد على الشجة فعاشوا .


وأما الهاشمة وما بعدها فاعلم أن عظام الرأس تخالف عظاماً أخرى إذا انكسرت فإنها إذا انكسرت لم تجر الطبيعة عليها دشبذاً قوياً كما تجريه وتثبته على سائر العظام بل شيئاً ضعيفاً فلذلك ولكي لا ينصبّ القيح إلى باطن يجب أن تخرج إن كانت الشجة تامة أو تقطع إن لم تكن تامة ولا يشتغل بجبرها ويجب أن لا يدافع بذلك في الصيف فوق سبعة أيام وفي الشتاء فوق عشرة أيام وكلما كان أسرع فهو أجود وأبعد من أن تعرض الآفات العظيمة ومما يستدعي إلى ذلك ويوجبه أن العظام الأخر غير عظم الرأس قد يصرف عنها الربط المواد وهذا الربط لا يمكن على الرأس فكذلك لا بد من أخذ العظم في الكسر الذي له قدر حتى يخرج الصديد كما يحتاج إليه وأيضاً لو عرض صديد في داخل عظم مجبور مربوط بالربط العاصر الدافع للمادة وقد كان تولّد ذلك الصديد من نفس الموضع ونفذ إلى المخ احتجنا إلى الكشف والتنقية فكيف في مثل هذا العضو فلا بد إذن من هذا اللقط أو القطع ومن كشف الموضع ومنع التحامه إلى أن يأمن ولولا خوف سيلان الصديد إلى داخل ما قطعنا العظم ويجب أن يكون القطع من الموضع الأوفق والأوفق هو الجامع للمحاذاة التي يحدس إن الصديد يسيل منه أجود وبسهولة القطع وقلة الحاجة إلى الهز والتعنية والذي هو مع ذلك أبعد موضع بين العصب مثل اليافوخ فإن وسطه لا يلاقي منبت الأعصاب .
واجتهد أن لا يصيب الحجاب برد فإنه رديء وخطر ولطف التدبير وأدمن صب الدهن المفتر .


وإن ظهر على الحجاب سواد فربما كان في ظاهره ولم يكن ضاراً وربما كان سببه الأدوية فيعالج بعسل مضرب بثلاثة أمثاله دهن الورد حتى يذهب السواد وذرّ عليه الدواء الراسبي وإن كان السواد متمكناً " فاهرب " فإذا صحت الحاجة إلى قشر شيء وقطعه وإخراجه فلتبادر ولا تنتظر استكمال تولد القيح في الموضع فإن هذا إنما يتحمل حيث لا يكون الغشاء المسمى بالأم مضغوطاً أو منخوساً فإن النخس يوجب في الحال ورماً وتشنجاً وربما أدى إلى السكتة فيجب أن يخرج ذلك العظم في الحال فيعود الحس إن كانت سكتة في الحال .
وأما إن كان ثقب فالأمر أشذ استعجالاً وإذا انكسر القحف وبرز الحجاب وورم سمي ذلك فطرة فعليك فيما ذكرناه بمثل هذا الاستعجال وإن كان لا بدّ من انتظار فإلى يومين أو ثلاثة وفي أكثر الأمر يجب أن يعالج في الثاني والقطع قد يكون بالمنشار اللطَيف المذكور وقد يكون بأن يثقب ثقب صغار متتالية بحيث يجب أن يسقط منه على أن فيه خطراَ فإنه ربما نفذ دفعة إلى الغشاء اللهم إلا أن يكون احتيل بالحيلة التي ذكرنا فيكون أسلم .
وأما كيفية هنا العلاج فلنذكر في ذلك ما قاله الأولون قالوا : ينبغي أن يحلق أولاً رأس المشجوج ويصير فيه شقين متقاطعين على زوايا قائمة ويقطع أحدهما الآخر بشكل صليب وينبغي أن يكون أحد الشقين الشق الأول الذي كان من الضربة ثم ينبغي أن يسلخ ما تحت الزوايا الأربع لينكشف العظم كله النيى تريد تقويره فإن عرض من ذلك نزف دم فينبغي أن تحشوها بخرقة مغموسة في ماء وخل وإلا فاحشها بخرق يابسة ثم صير عليها رفادة مغموسة في شراب وزيت ويستعمل الرباط الذي يصلح ذلك حتى إذا كان الغد إن لم يحدث شيء من الأعراض الرديئة فينبغي أن تأخذ في تقوير العظم المكسور وذلك أنه ينبغي أن يجلس العليل أو تأمره أن يستلقي على الشكل الذي يصلح للكسر .


ثم يسذ أذنيه بصوف أو بقطن لئلا يتأذّى من صوت الضرب يحل رباط الجراح وينزع جميع الخرق منه ويمسحه ثم يأمر خادمين أن يضبطا بخرق رقيقة أربع زوايا ! الجلد الذي قد شق ويمددها إلى فوق أعني الجلد الذي يكون على العظم المكسور .
وإن كان العظم ضعيفاً من طبعه أو من الكسر الذي عرض له فينبغي أن ينزعه بمقاطع بعض بحذاء بعض ويبتدىء من أعرض ما يكون منها ثم يستبدل منها المقاطع الرقيقة ثم يصير إلى الشعرية ويستعمل الرفق في النقر والضرب لئلا يؤذي الرأس ويقلعه وإن كان العظم قوياً ينبغي أولاً أن يثقب بالمثاقب التي تسمى غير غائبة وهي مثاقب يكون لها نتوء قليل داخلاً من المواضع الحادة منها ليمنعا ذلك النتوء من أن يغوص فيصل إلى الصفاق حتى يقوّر بها العظم المصدوع فيقلعه لا بمرة بل قليلاً قليلاً فإن أمكنه أن يقلعه بالأصابع فذاك وإلا فبمنقاش أو كلبتين أو نحو ذلك .
وينبغي أن يكون بين الثقب فروج قدر مِرْوَد حتى يصير قريباً من سطح العظم الداخل وينبغي أن يتقي أن يمسّ المثقب شيئاً من الصفاق ولهذا ينبغي أن يكون المثقب قدر ثخن العظم وأن يستعمل في ذلك مثاقب كثيرة فإن كان الكسر إنما هو في موضع انثناء العظام فقط فينبغي أن يصير التفات إلى ذلد الانثناء فقط حتى إذا قورنا العظم فينبغي أن يسوى خشونة عظم الرأس الذي يكون من القطع والتقوير أما بمِجْرَد وأما بشيء من المقاطع التي تشبه الشفرة بعد أن يضع من تحت الآلة التي تستر الصفاق وتحفظه .


وإن بقي شيء من العظام الصغار أو الشظايا فينبغي أن يؤخذ برفق ثم يصير إلى العلاج وقال قي " جالينوس " : إذا أنت كشفت جزءاً من عظم الرأس فصيّر تحته مقطعاً يكون الجزء الذي يشبه العدسة في آخره ثابتاً كالأملس ويكون الحاد في الطول حتى يكون العرض العدسي مستديراً على الصفاق وينبغي أن يضرب من أعلاه بالمطرقه الصغيرة ويقطع عظم الرأس فإنا إذا فعلنا ذلك كان منه جميع ما نحتاج إليه وذلك أن الصفاق لا يخرج حينئذ ولا إن كان المعالج ناعسماً لأن الصفاق يستقبل الجانب العريض من الآلة العدسية وإن صارت هذه الآلة إلى عظم الرأس فانها تقلعه من غير أذى وذلك أن أجزاء الشكل العدسي المستدير يهدي المقطع من خلف فيقطع عظم الرأس وليس يمكن أن يوجد نوع آخر لقلع هذا العظم أسهل ولا أسرع فعلاً من هذا .
النوع .
وأما العلاج الذي يكون بالمناشير والآلات التي تسمى " جويتعدس " فإن الحدث قد ذمره لرداءته فهذا قولنا في علاج عظم الرأس إذا عرض له شقّ ويصلح هذا العلاج بعينة في سائر أنواع الكسر الذي يعرض لعظم الرأس وإن كنا إنما ذكرنا علاج الشق فصيرناه مثلاً لغيره .
قال " فولس الاحتياطي و " جالينوس " أيضاً يعلمنا كمية العظم الذي ينبغي أن يقًطع وهذا قوله أما ما ينبغي أن يقطع من العظم العليل فإن ما كان منه قد تفتّت تفتتاً شديداً فإنه ينبغي أن ينزع كله وأما ما كان ممتداً منه شقوق امتداداً كثيراً فإن ذلك ربما عرض فلا ينبغي حينئذ أن تتبع الشقوق إلى آخرها وأن تعلم أنه لا يحدث بهذا السبب شيء ضار إذا كانت سائر الأفعال التي ينبغي أن تفعل على ما ينبغي ثم ينبغي بعد العلاج بالحديد أن يؤخذ خرقة كتان مبسوطة قدر عظم الجرح وتغمس في دهن الورد ويغطى بها فم الجرح ثم تأخذ خرقة مثنية أو مثلثة ونغمسها في الشراب ودهن الورد ويلطخ الجرح كله بدهن الورد ثم توضع الخرقة عليه بأخف مايكون لئلا يثقل الصفاق ثم يستعمل من فوق رباطاً عريضاً .


ولا تشدّه إلا بقدر ما تمسك الخرق فقط ثم تستعمل التدبير الذي يسكّن الالتهاب ويذهب الحمى ويرطّب الحجاب من فوق بدهن الورد في كل حين وتحلّه في اليوم الثالث وتمسحه وتعالجه بالعلاج الذي ينبت اللحم ويسكن الالتهاب ويدز على الصفاق ذرورا جمن الأدوية اليابسة التي تسمى أدوية الرأس حتى ينبت اللحم في بعض الأوقات على العظم إن احتجنا إلى ذلك إذا كانت عظاماً نابتة أو لينبت اللحم سريعاً ويعالجهم بسائر الأدوية التي ذكرناها في علاج الجراحات .
وقال " بولس " إنه كثيراً ما يعرض لصفاق الرأس بعد العلاج بالحديد ورم حار حتى إنه يعلو ثخن عظم الرأس وثخن الجلد أيضاً ويكون مع ذلك جساوة تمنع حركة الطبيعة وكثيراً ما يعرض لهؤلاء امتداد وأعراض أخرى رديئة ويتبع هذه الأشياء الموت .
وإنما يعرض الورم الحار للصفاق : إما لعظم ناتىء ينخسه وإما لثقل الفتائل وإما لبرد أو كثرة طعام أو كثرة شراب أو لعلة أخرى خفية .
فإن كان الورم الحار من علة بينة فينبغي أن تحسم تلك العلة سريعاً وإن كان من علة خفية فاجتهد في إزالتها .


واستعمل فصد العرق إن لم يكن شيء يمنع من ذلك وإلا فالإقلال من الطعام أو التدبير الذي يصلح للأورام الحارة مثل : التنطيل بدهن الورد الحار أو بماء قد أغلي فيه خطمي وحلبة وبزر كتان وبابونج واستعمل الضمّاد المتخذ بدقيق الشعير والماء الحار والدهن وبزر الكتان واستعمل شحم الدجاج في صوفة ورطب بها الرأس والعنق والفقار وقطر في الأذنين شيئاً من الأدهان التي تسكن الحرارة وأجلس العليل في ماء حار في بيت وامرخه فإذا داوم الورم الحار ولم يكن شيء مانع من أخذ دواء مسهّل مره بفعل ذلك فإن " أبقراط " أمر به قال " بولس " فإن اسود الصفاق وكان السواد في سطحه وكان ذلك أيضاً من دواء عولج به فإن الدواء الأسود ربما فعل ذلك فينبغي أن يؤخذ من العسل جزء ومن دهن الورد ثلاثة أجزاء ويخلط ويلطخ بها خرقة وتوضع على الصفاق فإن حدث في الصفاق السواد من ذاته وكان واصلاً إلى العمق سيما إن كان ذلك مع علامات أخرى رديئة فينبغي أن تيأس من سلامة هذا العليل لأنه دليل على فناء الحرارة الغريزية وذهابها .
وقد رأيت من أصابه كسر في رأسه فقوّر عظم رأسه بعد سنة فصح وذلك أن الكسر كان في اليافوخ وكان من رمية سهم وكان له مسيل ولهذا لم يصب الصفاق شيء بل سلم من الفساد .
قال " جالينوس " : عرض علي إنسان قد انكسر يافوخه أيضاً عظم الصاع كسراً ممتداً فتركت الكسر عليه بحاله إلا شيئاً من عظم اليافوخ وقطعته للغرض المعلوم وكان ذلك كافياً وقد عوفي الرجل
فصل في كسر اللحي
قال العالم إن انقصع إلى داخل ولم يتقصّف بإثنتين فأدخل إن انكسر اللحي الأيمن السبابة والوسطى من اليد اليسرى في فم العليل وإن انكسر اللحي الأيسر فمن اليد اليمنى وارفع بهما حدبة الكسر إلى خارج من داخل واستقبلها باليد الأخرى من خارج ولسوف تعرف استواءه من مساواة الأسنان التي فيه .


وأما إن تقصّف اللحي باثنتين فأمدده من الجانبين على المقابلة بخادم يمدّه وخادم يمسك ثم يعبر الطبيب إلى تسويته علئ ماكرنا .
واربط الأسنان التي تعوّجت وزالت بعضها ببعض فإن كان عرض مع الكسر جرح أو شظية عظم ينخس فشق عنه أو أوسعه وانزع الشظية واستعمل فيه الخياطة والرفائد والأدوية الملحمة بعد الردّ والتسوية قال : رباطه يكون على هذه الجهة بجعل وسط العصابة على نقرة القفا ويذهب بالطرفين من الجانبين على الأذنين إلى طرف اللحي ثم يذهب به أيضاً إلى النقرة ثم إلى تحت اللحي على الخدين إلى اليافوخ ثم تمرّ منه أيضاً إلى تحت النقرة وليوضع رباط آخر على الجبهة وخلف الرأس ليشدّ جميع اللف الذي يلفّ ويجعل عليه جبيرة خفيفة وإن انفصل اللحيان جميحاً من طرفها فليمد بكلتا اليدين قليلاً ثم يقابلان ويؤلفان وينظر إلى تألف الأسنان وتربط الثنايا بخيط ذهب لئلا يزول التقويم ويوضع وسط الرباط على القفا ويجاء برأسه إلى طرف اللحي ويؤمر العليل بالسكون والهدوء وترك الكلام ويجعل غذاؤه الأحساء وإن تغيّر شيء من الشكل فحل الرباط إلا أن يعرض ورم حار فإن عرض فلا تغفل عن النطول والأضمدة التي تصلح لذلك مما يسكن ويحلل باعتدال وعظم الفك يشتد كثيرا قبل الثلاثة الأسابيع لأنه ليّن وفيه مخ كثير يملؤه
فصل في كسر الأنف
الأنف أعلاه عظم وأسفله غضروف ولا يعرض لذلك الغضروف الكسر بل الرضّ والتفرطح المفطس والزوال إلى جانب .
وأما أعلاه العظمي فقد يعرض له كسر .
لمإذا انكسر الأنف ولم يعالج أدى إلى الخشم وأيضاً قد يصلب ويبقى على عوجه فلا يقبل التسوية فيجب أن يباثر في اليوم الأول ولا يجاوز العاشر .


واعلم أن كسر الأنف إذا بلغ المواضع العالية منها ووقع فيها فأصلح التدبير فيه أن يؤخذ ميل مهندم أملس ويدخل بالرفق في الأنف إلى أقصى الخياشم ويمسك بيد ويسوي الأنف باليد الأخرى حتى يستوي ثم يتلطف في إدخال الفتيلة الحافظة لشكل التسوية والأولى أن تكون من الكتان والاحتياط أن تدخل في المنخرين جميعاً وإن لم تكن الافة إلا في جانب واحد .
وربما جعل في داخل الفتيلة أصل ريشة ليكون أصلح لها ثم أضمده وألصق عليه خرقة الضماد ولا تخرج الفتيلة إلى أن يبلغ مبلغه من الاستحكام والانجبار ولا تركب على الأنف رباطاَ فإنه يفطسه اللهم إلا أن يكون هناك قنى عظيم ونتوء يحسبه التطامن .
وأما إذا عرض في الأجزاء السفلى فيمكن أن يسوى بإصبعين من يدين كسبابتين أو خنصرين وإذا عرض في هذه الحال ورم فمرهم الدياخيلون جيد جداً فإنه يسكّن الررم ويحفظ أيضاً شكل التسوية ويقوّيه وكذلك الدواء المتخذ بالخل والزيت والسميد ودقاق الكندر يذر عليه رماد ويضمد به .
وإذا كان الكسر رضا مفتتاً فلا يمكن أن يعود الأنف معه إلى الصلاح إلا بعد أن يشقّ ويخرج هشيم العظام ويخيّط ويذر عليه الذرورات وإذا عرض ميل وزوال للغضروف فسوه قهراً ئم اربطه ربطاً يحفظه على ذلك وهو أن يجعل الربط مشدود من صفحة العنق التي عنها الميل ومما يسفل به هذا الربط ويجوزأن تأخذ حاشية ثوب قوية أو سيراً له عرض إصبع وتلطخ أحد طرفيه بغراء السمك أو غراء جلود البقر والصمغ أو بسائر اللزوقات ويلصقه على طرف الأنف من الجانب الذي عنه الميل حتى يجف عليه وترد الأنف إلى وضعه بالقهر ثم تمدد ذلك السير أو الخرقة حتى تسويه به وتميله إلى الجانب المخالف للميل الأول وتجيزه على الرقبة وتربط ربطاَ ماسكاً للأنف على تلك الهيئة وتضمد بالضماد الذي يجب .
فصل في كسر الترقوة


الترقوة تنكسر إما لثقل محمول وإما لسقطة عظيمة وإما لضربة شديدة ثم أن للترقوة يصعب جبرها وتحتاج إلى لطف قالوا في جبرها إن اندقت بالقرب من القص كان نزول رأس العضد إلى أسفل أقل قال وإذا اندقت الترقوة بنصفين فأجلس العليل على كرسي ويضبط خادم العضد الذي فيه الترقوة المكسورة ويمده إلى خارج وإلى فوق أيضاً ويمد خادم آخر العنق والمنكب المقابل بقدر ما يحتاج إليه ويسوي الطبيب بأصابعه ما كان ناتئاً يدفعه وما كان منقعراً يجبه ويجره .
فإن احتاج في ذلك إلى مد أكثر وضع تحت الإبط كرة عظيمة من خرق ورفع المرفق حتى يقربه من الأضلاع فإنه يمتد على ما يريد وإن انقطع طرف الترقوة إلى داخل كثيراً ولم يُجِب بجذب الطبيب ولم يعلُ لأنه صار إلى عمق كبير فألق العليل على قفاه وضع تحت منكبه مخدة محدودبة واكبس منكبه إلى أسفل حتى يرفع عظم الترقوة ثم سوه وأصلحه بأصابعك وشد فإن وجد العليل نخساً من إمرار اليد عليه فإن شظية تنخسه تحت الموضع فشق وانزاع الشظية وليكن ذلك منك برفق خاصة إن كانت الشظية تحت لئلا يخرق صفاق الصدر وأدخل الالة الحافظة للصفاق تحت العظم ثم اكبس العظم فإن لم يعرض ورم حار فخط الشق والحمه وإن عرض ورم حار فبل الرفائد بالدهن وإن نزل رأس العضد عند الكسر مع قطعه الترقوة إلى أسفل فينبغي أن يعلق العضد برباط عريض ويشال إلى ناحية العنق وإن كان قطعه الترقوة يميل إلى فوق وقلما يكون ذلك فلا تعلق العضد وليستلق صاحب الترقوة المكسورة على ظهره ويلطف تدبيره وتشتد الترقوة في شهر وأقلّ .


وأما رباطات الترقوة فقد قالوا أن الترقوة لا تنفك من الجانب الداخل لأنها متصلة بالصدر غير منفصلة منه ولهذا لا تتحرك من هذا الجانب وإن ضربت من خارج ضربة شديدة ونبرت فإنها تسوّى وتعالج بالعلاج الذي يعالج به إذا انكسرت وأما طرفها الذي يلي المنكب وتنفصل منه فليس ينخلع كثيراً لأن العضلة التي لها رأسان يمنعها من ذلك ويمنعه أيضاً رأس الكتف وليس تتحرّك أيضاً الترقوة حركة شديدة لأنها إنما صيرت لتفرّق الصدر فقط وتبسطه ولهذا صارت الترقوة للإنسان وحده من بين سائر الحيوان .
وإن عرض لها الخلع من صدأع أو من شيء آخر مثل هذا فإنها تسوّى وتدخل إلى موضعها باليد وبالرفائد الكثيرة التي توضع عليها مع الرباط الذي ينبغي ويصلح هذا العلاج لطرف المنكب أيضاً إذا زال ويؤديه إلى موضعه والذي يربط به الترقوة بالمنكب وهو عظم غضروفي وهو يغلط به في المهازيل .
وإذا زال ظن الذي ليست له تجربة أن رأس العضد قد انفكّ وخرج عن موضعه فإن رأس الكتف يرى حينئذ واحداً ويرى الموضع الذي انتقل منه مقعراً لكن ينبغي أن تميّز بالدلائل التي تجريها من بعد .
فصل في كسر الكتف
أما الكتف فقلما ينكسر الموضع العريض منها وأكثر ما يعرض من الكسر لها فإنما يعرض للحروف والجوانب والشظايا وإذا عرض فباللمس يعرف وبما يتبعه من النخس لكن قد يعرض لها كثيراً شقّ تدل عليه خشونة تعرف باللمس والوجع المكاني والنخس إن كان وأن لا تكون سائر العلامات وربما عرض لها انكسار إلى داخل فيدلّ عليه التقصع الحادث وخشخشة خفيفة ينالها السمم إذا مست مسّ الاستبانة وخدر يحدث باليد التي تليه ووجع وعلاجه أيضا تلطيف اليد وحسن التأني للدفع من قدام والتسوية .


وربما احتيج إلى المحاجم فيما أظن حتى يجذبه إلى خلف ويسوّي مع احتراز من مضرته في جمع المادة وأما شظايا الكتف إذا انكسرت فإنها إن كانت قلقة ناخسة مؤذية فلا بد من إخراجها وإن كانت ساكنة سويت وربطت رباطات تشبه رباطات الترقوة ويجب أن ينام صاحب كسر الكتف على الجانب الصحيح لا غير .
فصل في كسر القص
قد يعرض للقصّ انفلاق مفرد وقد يعرض انكسار إلى داخل والأول تعرفه بالفرقعة المحسوسة باللمس والتسمع وبما يحدّه من تباين جزأين منه وبامتداد الوجع .
وأما الثاني فقد تتبعه أعراض رديئة من ضيق النفس والسعال اليابس وربما نفث صاحبه الدم وربما تولّد منه تعفن الحجاب وعلاج هؤلاء علاج من به ذلك في المنكب وإن مال إلى أسفل والعلاج الذىِ رسم في إزعاج الترقوة المتطامنة بالكسر وإن دخلت الأضلاع استعملت عليها الرباط المتخذ من الصوف بالاستدارة بعد رباطات توضع عليها من أسفل بالاستقامة ثم تجمع طرفا الرباطين ويربط بعضهما ببعض فإنها تمنع الرباطات المستديرة من أن تنحل .
فصل في كسر الأضلاع


الأضلاع الصادقة السبع يعرض لها كسر من الجانبين وأما الكاذبة فيعرض لها كسر من جانب القلب ولأن أطرافها الأخرى غضاريف الشراسيف على ما علمت فلا يعرض لها إلا الرض وأما تعرف كسر الأضلاع فهو سهل لا يخفى على اللمس لما يحس من الخشونة ومن الحركة في غير موضعها وربما سمع إن تسمع خشخشة خفيفة فإن كان الميل من الضلع إلى داخل وتدل عليه أعراض ذات الجنب وربما كان معه نفث دم فلا يقدمن المجبرون على علاجه بالمدّ إلى خارج لعوز الحيلة فإن ذلك عسر بغير محاجم ولأن المحاجم قد يخاف منها أن تجمع مادة كثيرة إلى ذلك المكان وفيه ما فيه من الفساد فإن رفقت بها ولم تطل إمساكها لم يكن بأس ولكنه ربما أطعموا العليل أغذية نفّاخة جداً لتنتفخ أجوافهم فيزاحم النفخ الكسر ويدفعه إلى خارج وهذا أيضاً وإن كان لا يوجد عنه في بعض الأوقات بدّ فهو سبب عظيم في إحداث الورم قال بعض العلماء من أهل الجبر ينبغي أن تغطي المواضع بصوف قد غمس في زيت حار وتصير رفائد فيما بين الأضلاع حتى تمتلىء ليكون الرباط مستوياً إذا لفّ على الاستدارة كما وصفنا في الصدر ثم يصير كما يصير في أصحاب الشوصة على قدريلائم العظم .
وإن أَرْهَقَنا أمر شديد وكان العظم ينخس الحجاب نخساً مؤذياً فينبغي أن يشق الجلد ويكشف الكسر من الضلع ثم تصير تحته الآلة التي تحفظ الصفاق لئلا يخرج الصفاق ويقطع برفق العظام التي تتخس وتخرج ثم إن لم يعرض ورم حار يجمع الشقوق ويعالج بالمرهم وإن عرض لها ورم حار غطي برفائد مغموسة في دهن ويغذى العليل ويعالج بما يسكّن الورم الحار ويستلقي على الجانب الذي يخفّ عليه .


القانون
القانون
( 60 من 70 )

فصل فيما يعرض للخرزات من الكسر
قال " بولس الاحتياطي " : إن استدارات الخرز ربما يعرض لها الرضّ وأما الكسر فقلما يعرض لها وحينئذ تنعصر صفاقات النخاع أو النخاع بعينه فيشاركهما العصب في الألم ويتبعهما الموت سيما إن عرض ذلك لخرز العنق ولهذا ينبغي أن نقدّم القول ونخبر بالعطب الكائن وإن أمكن أن يخاطر وينزع العظم المؤذي بالشقّ فذلك وإلا ينبغ أن تدبرهم بالتدبير الذي يسكن الأورام الحارة وإنبقي شيء من الأجزاء الثابتة من الخرز التي تكون منها التي تسمى شوكية فإن ذلك يسقط سريعاً تحت الأضلاع إذا أردنا تفتيشه لأن الذي تفتت يتحرك فيزول عن موضعه فينبغي أن ينزع لك بشق الجلد من خارج ثم يجمع بالخياطة ويستعمل فيه علاج يلحم فإن انكسر عظم الكاهل أسفل القطن والعصعص فليدخل أصبع السبابة من اليد اليسرى في المقعدة ويُسَوِّ العظم المكسورباليد الأخرى على ما يمكن وإن أحسسنا بعظم مكسور قد تبرأ فينبغي أن ينتزع أيضاً بالشق كما قلنا ثم يستعمل الرباط الذي يليق بالمقعدة والعلاج الموافق لها .
عظم العضد إذا انكسر كان في الأكثر إنما يميل إلى خارج فيجب أن تفعل ما يجب أن يفعل في رد الكسر إلى وضعه على ما علمت وتمسّه بيدك وتسوّيه التسوية البالغة واربطه بالرباط المتصاعد ولو إلى المنكب تشده به إن كان قريباً منه ثم الرباط المتنازل على ما علمت ولو إلى تحت المرفق إن كان الكسر قريباً من المرفق ثم اربطه برباط ثالث يصعد من أسفل إلى فوق وعلق اليد مروّى لا يكون معلقاً مدلى فإنه رديء .


والأجود أن يستند العضو إلى الصدر على التزوية في المرفق لئلا يتحرك وخصوصاً إذا كان انكسر بقرب المرفق واجعل على الرباط إما ماء وخلاً أو ماء وحده إن كان الكسر بعد لم يَرِمّ واجعله من كتان وعرضه أربع أصابع لا غير وإن كان قد أتى عليه مدة وورم فاجعله في صوف واغمسه في دهن وان أمكنك ولا يكونن مانع فلا تحلن إلى السابع فما بعده إلى العاشر ثم حينئذ تحلّ وتربط بالجبائر .
وإن دعاك الاحتياط إلى غير ذلك فحلّ في الثالث وهو الذي يميل إليه " أبقراط " فإنه يدفع آفات وإن أضر بالانجبار .
وأما كيفية وضع الجبائر فيجب أن يكفيك ما بينا لك في بابها ولا تفارقنه الشدّ إلى أقل من أربعين يوماً وإذا احتيج بحسن الإعادة إلى مد شديد ولم يواتك ولم تعن معونة من يعينك فاجلس العليل على كرسي مشرف ويكون إلى القائم أكثر منه إلى القاعد وليتكين بإبطه " على درجة من السلم أو ما يشبهها مما علمت في باب الخلع وقد وطىء ذلك الموضع ومهّد وليّن ثم لتعلق من مرفقه شيئاً ثقيلاً تمدّه إلى أسفل فإذا امتد الامتداد المطلوب سوّي وإن أغناك ربط عصائب قوية تحت الكسر وفوقه وإنامة العليل مستلقياً ومد ما عصبت بأقوياء من الرجال إلى تحت وإلى فوق ففي ذلك كفاية إذا كان الكسر في وسط العضد جعلت الربط ببعد واحد من طرفي المفصل وإن كان أقرب إلى جانب جعلت الربط شديد القرب من طرف بعيداً من الآخر وإن كان صدع فقط فعالجه علاج الصدع وشدّ عليه الربط .
فصل في كسر الساعد


قد يتفق أن تنكسر الزندان معاً وقد يتفق أن ينكسر أحدهما وانكسار الزند الأسفل شر وأقبح من انكسار الزند الأعلى إذا انفرد الكسر بأحدها وذلك لأن الزند الأسفل وهو الساعد هو الحامل فانكساره شر ولأنه معرى من اللحم فانكساره أقبح وأيضاً فإن قبول الأعلى للعلاج سهل يكفيه مدّ يسير ولا كذلك الأسفل وخصوصاً إن انكسرا معاً ويجب أن يتوكأ عند مد العضو على الكوع وهو أصل الكفّ ويتعرف مبلغ شدّ الرباط فإنه إن أحدث منه في الأصابع ورماً يسيراً ووجعاَ يسيراً فإن الرباط معتدل وإن لم يكن البتة فهو رخو وإن كان كثيراً مفرطاً فهو شديد يجب أن يرخّى وأما وضع الجبائر فليس مما يخفي عليك ولكنها يجب أن لا يبلغ بطولها الكفّ وأصول الأصابع بل أقصر من ذلك بقليل إلا أن المحوج إليه قرب الكسر من المفصل الرسغي ولكن حينئذ أيضاً يجب أن لا يمسّ البراجم من الأصابع وإذا جبر وربط فيجب أن يعلق من العنق على شكل مروّى ويجب أن يكون تعليقه خاصة إن كسره إلى أسفل بخرقة عريضة تأخذ طول الساعد كله فإنه إن كان ملاقاة العلاقة من قرب الكسر فقط وسائره مبرأ عن المستند عرض التواء لا محالة ومال على ما يوجبه ميل الكفّ بل يجب أن يكون الكف وأكثر الساعد في العلاقة وأما إن كان الكسر إلى فوق فيجب أن يكون التعليق بحيث يبرىء الكسر ويقل الطرفين من جانب الكف ومن جانب المرفق فإن تبرأ ما بين ذلك يكون عوناً له على استواء الشكل وتكون العلاقة خرقة لينة ويكون التعليق بحيث لا تكبه البتة ولا تبسطه بسطاً عنيفاً وربما عرض للساعد أن يتجبر بسرعة إلى قرب ثمانية وعشرين يوماً .
فصل في كسر الرسغ
هذه العظام قلما يعرض لها الكسر فإنها صلبة جداً وإذا أصابها سبب أزالها عن مواضعها ولم يكسرها فتكون غاية العلاج فيها نحو ما قلناه في الخلع .
فصل في كسر عظام الأصابع


هذه أيضاً قلّما يعرض لها الكسر بل يعرض لها زوال وقالوا إن عرض لها كسر فينبغي أن يجلس العليل على كرسي مرتفع ويؤمر أن يضع كفه طى كرسي مستوِ ويمدّ العظام المكسورة خادم ويسوّيها الطبيب بالإبهام والسبابة .
وإن كانت الابهام مائلة إلى أسفل فينبغي استعمال الرباط من فوق فربما عرض ورم حار ولمكان إسترخاء هذه العظام تجتمع إليها فضلة كثيرة وتجمد سريعاً فيشتدّ وإن عرض الكسر لسلامى أو لأصبغ إن كان الإبهام فينبغي أن يربط الرباط الخاص له وأن يربط أيضاً مع الكف لتثبت ولا تتحرّك وإن عرض الكسر لشيء من سائر الأصابع إن كانت السبابة أو الخنصر فلتربط مع التي تقرب منها وإن كان من الأصابع الوسطي فلتربط مع التي من جانبيها أو تربط كلها على الولاء بعضها مع بعض فإنه أجود وذلك أنها تثبت ولا تتحزك وتكون حينئذ كأنها قد ربطت مع جبائر أعني العظام المكسورة .
فصل في كسر العظم العريض والورك
عظم الورك قد ينكسر في الندرة بحال قوته وقد يعرض ذلك به على سبيل تفتت الأطراف وقد ينشق في الطول وقد يندفع داخله إلى باطن وقد يعرض بعد هذه الأحوال أيضاً من الوجع والنخس وخدر الساق والفخذ قريباً مما يعرض للعضد من انكسار المنكب وإذا انكسر العظم العريض الذي فوق العصعص أو تشظت عضلة صعب الأمر في إصلاحه وصار أحد الوركين إلى النقصان وعلاجه أن يبطح العليل ويتعاطى رجلان قويان مد فخذيه كل يمدّ منه فخذاً وقد تشبّث واحد بيديه لئلا يتسارعا إلى مدافعة ممن يُمَدّ فخذيه ويتولّى مجبر إن غمر وركيه بشدة وقوة حتى يستوي ثم يهيأ عليه الضماد ثم يستلقي على مثل كبة من خرقة أو نحوها مما له صلابة وهذا قريب مما يعالج به الكتف أيضاً .
وإذا انكسر من جانب الورك فعلاجه علاج انكسار المنكب ويجب أن يستعمل ا ! لترطيب على الربط ويسوّي الرفائد كما ينبغي ويجب أن تكون مستندة على موضع وطيء جيداً .
فصل في كسر الفخذ


إذا انكسر الفخذ احتيج إلى مد قوي شديد ثم يسوى على الهيئة الطبيعية التي له وهي تحديب في وحشيه وتقعير يسير في أنسية على استمرار الهيئة التي له في الصحة وتراعى من حال انكسار وسطه وطرفه الأعلى والأسفل أحوال ذكرت في باب العضد ويكون الشد إلى فوق ليحفظ ويحبس .
قالوا إذا انكسرت الفخذ انقلبت إلى المواضع القدّام وإلى خارج وذلك أنها عريضة من هذه الناحية بالطبع وتسوى بالأيدي والرباطات وأنواع المد التي تكون على المساواة ويصير أحد الرباطين فوق الكسر والآخر تحت الكسر إذا كان الكسر في الوسط وأما إذا كان الكسر مائلاً عن الوسط وكان قريباً من رأس الفخذ فليؤخذ قماط ويلف في وسطه صوف لئلا يقطع في اللحم ويصير وسطه على العانة ويصعد أطرافه إلى ناحية الرأس ويدفع إلى خادم يمسكها إلى أسفل وإن كان الكسر فيما يلي الركبة فإنا نصير الرباط من فوق الكسر وندفع أطرافه إلى من يمدّها إلى فوق ونضبط الركبة أيضاً برباط نلفة عليه ونسوي هذا العضو والعليل مستلق على وجهه وساقه ممدودة وإن كان عظام تنخس فينبغي أن تسوى كما قلنا مراراً كثيرة وما ارتفع منها فليؤخذ وأما سائر التدبير فليكن على ما ذكرنا في باب علاج العضد وعظم الفخذ يشتدّ في خمسين ليلة وسنخبر كيف ينبغي أن يكون وضعه بعد أن يجمع علاج الساق ويجب أن يوضع بين الفخذين حينئذ كسرة من خشب أو نحوه حافظة للهيئة التي تسوى عليه وتجبر الجبر المعروف على تعاهد لما سيحدث من ورم وحكة .
وإذا عرض ورم على الفخذ فإنه يكون ورماً قوياً وهو مما يتسارع إلى الفخذ فحينئذ يجب أن تباثر إلى الحل ليتنفس ويتبدد الورم وقد عرفت النطولات الخاصة به وأما القوالب والبرابخ وهي ألواح عظام فيَها قليل تقعير لتتهندم على اللفائف .
وتأخذ طول الرجل فإنها إن قصرت ولم تجبر على الساق وقطع دون ذلك كان ذلك مما لا فائدة فيه الفائدة المطلوبة فيه .


وإن طولت كان المريض منها في تعب على أنها إن قصرت لم يخل من أتعاب وفائدة تطويلها أن يمنع أيضاً الطائفة الصحيحة من الرجل أن تتحرك إذا كانت حركة ذلك القدر ضارة بالكسر وخصوصاً في حال الغفلة والنوم وكان الحاجة إلى هذه الآلات إنما تكون في الكسر العظيم جداً ولا يمكن مع ذلك استعمالها إلا قبل أن ترم فإن الورم لا يحتمل أمثالها وبالجملة هو ثقل وبلاء وتعب ولا يجب أن يرغب فيها ما دام عنها استغناء بحيل أخرى وأما نصبة مجبور الفخذ فينبغي أن يكون على ما اعتاده في الصحة من دوام القبض والبسط والذي هو الأغلب فهو البسط واعلم أن منكسر الفخذ والورك قلما يعرى من عوج إذا انجبر وإن انقطعت شظايا عضلها استرسلت أولاً ثم تقلصت ثانياً .
فصل في كسر الفلكة
الفلكة قلما تنكسر وفي الأكثر تندق ويعرض ما يعرض لها باللمس وخشونته وبالفرقعة التي يفطن لها باللمس ويسمع بالأذن ويجب في علاجها أن يمدّ الساق ثم يلقم الفلكة موضعها وإن كانت تفرقت تجمع أولاً ثم تدس .
فصل في كسر الساق
إذا نكسر العظم الصغير من الساق فهو أسلم من أن ينكسر العظم الكبير وإذا انكسرت القصبة الصغرى العليا كان الميل إلى خارج وقدّام وكان المشي مع ذلك ممكناً وإن انكسرت القصبة الكبرى السفلى مال الساق إلى خلف وإلى خارج وإذا انكسرت القصبتان جميعاً فهو أردأ وحينئذ قد يعرض للساق أن يميل إلى جميع الجهات .
واعلم أن علاج كسر الساق على قياس علاج الساعد وفي مثله وليس حال الساق في انحراف يعرض لشكله الطبيعي كحال العضد بل هو مستقيم .
فيجب أن تكون مدة على أن يرد إلى الاستقامة فقط .
فصل في الكعب
الكعب مصون عن الانكسار لصلابته وبإحاطة الوقايات به وأكثر ما يعرض له إنما هو الخلع وقد قيل في ذلك كلام مستوفي .
فصل في العقب


إنكسار العقب صعب وعلاجه عسر وأكثر ما ينكسر إذا سقط الإنسان من موضع فاتكأ على رجليه وربما عرض معه رض عظيم مع سيلان دم إلى بطون العضل يجمد فيها وقد يؤدي إلى أعراض عظيمة من حمّى واختلاط عقل وارتعاش وتشنّج من الرجل وإذا عرض فيه ورم جامد ليس يستبين ولا يخرج وقد أحدث كمودة لم تكن فهو علامة رديئة يدل على أنه في طريق التعفّن وإن كان ورمه ظاهراً مدافعاً فهو أجود وربما تيسر انجباره وإذا انجبر العقب
فصل في أصابع الرجل
علاجها في الخلع والكسر علاج أصابع اليد وربما سوّاها المجبر بقدمه يطؤها به وعليك أن تحتاط في جمع ذلك .


القانون
القانون
( 61 من 70 )

الفن السادس السموم
يشتمل على خمس مقالات
المقالة الأولى أحوال السموم المشروبة
وتفصيل القول في معالجات السموم التي ليست بحيوانية وغير ذلك
فصل كلام كلي في التحرز عن السموم المشروبة وعلاجها
من خاف أن يسقى سماً فيجب أن يحترز عن الأغذية الغالبة الطعوم في حموضة أو ملوحة أو حرافة أو حلاوة والغالبة الروائح فإنهم يكسرون بذلك طعم ما يحسّونه ورائحته ويجب أن لا يحضروا مكاناً منهما على جوع شديد أو عطش شديد فإن كل واحد منهما يخفي ما يجب أن يتفطن له لشدة النهم وعلى أن الممتلىء من الطعام والشراب إذا سقي السم عرض للسم عرضان : أحدهما أن .
يندفن في خلال ما امتلأ منه .
والثاني أن العروق تكون مملوءة فلا يجد السمّ فيها منفذاً وربما كان فيها طعم شيء يضاد السم هذا ويجب عليه أيضاً أن يكون متناولاً على سبيل الاعتبار الأدوية الدافعة المضرة السموم كالمتروديطوس فقد جرّب منفعته ومثل معجون الطين الأرمني وكذلك التين مع ورق السذاب والجوز والملح الجريش .
وأما الأوزان فإن يأخذ من السذاب اليابس عشرين جزءاً ومن الجوز جزأين ومن الملح خمسة أجزاء ومن التين اليابس خمسة أجزاء .
والجدوار عجيب في دفع مضرّة السموم كلها و " بوحا " أيضاً ولست أحقق هل هما دواءواحد وأيضاً من بزر السلجم الصغار وزن درهم ونصف ويشرب بالمطبوخ والسذاب والملح أيضاً كذلك ويجب على المتحرّز أن لا يكون كل تحرزه من إطعام غيره أو سقيه فربما عرض له من حيث لا يحتسب بل قد يتفق أن يسقط شيء خبيث مثل العظاية والرتيلاء والعقرب فيما يطبخ أو في الأواني التي فيها شراب فإن كثيراً من الهوام يحب رائحة الشراب ويبادر إليه وقد يموت في الدنان وقد يشرب منه ويتقيأ فيه ولهذا يجب أن يتوقى المسقفات وما تحت الشجر العظام والمعاشب واللّه أعلم . فصل كلي في السموم المشروبة


أصناف السموم صنفان : فاعل بكيفية فيه وفاعل بصورته وجملة جوهره .
والأول إما أكال معفن مثل الأرنب البحري وإما ملهب مسخن مثل الأوفربيون وإما مبرّد مخدر مثل الأفيون وإما مسدّد لمسالك النفس في البدن مثل المرداسنج وأما الفاعل بجملة جوهره فمثل البيش ومثل الهلْهَل الذي يدعي أنه صمغ إما للبيش وإما لقرون السنبل وإما لشيء آخر ومثل قرون السنبل ومثل مرارة النمر وما أشبه ذلك وهذا شر السموم .
وأيضاً فإن من السموم ما يحمل على عضو واحد بعينه مثل الذراريح على المثانة والأرنب البحري على الرئة ومنه ما يحمل على جملة البدن مثل الأفيون وكلما قيل بتبديل المراج أو بالتعفين أو بالجمل على عضو فقد يجوز أن يكون فعله بعد حين على أن المتعفن كلما بقي في البدن كان فعله أردأ والسلامة منه بتحليل يعرض له ولما يعقبه بالعرق ونحوه أو بالعلاج المقابل له .
واعلم أن مضرة المخمدرات بالأمرجة الحارة من جهة أضعف ومن جهة أقوى وأي الجهتين غلب كان الحكم له فمن حيث أن المراج الحار في القلب يقاومها ففعلها أضعف ومن حيث أنها تجد من البدن الحار تلطيفاً لجوهرها البارد الثقيل واجتذاباَ بقوة حركة الشريانات وجذبها عند الانقباض فتكون نكايتها في الأبدان الحارة أشدّ لا سيما وهي مضادهّ لمراجها .
ويشبه أن يكون القول في السموم الحارة هذا القول أيضاً فإن المراج الحار يقاومها بالدفع عن القلب وتحليل القوة لكنّ الشرايين من المراج الحار يجذبها فيعرض مثل ذلك ولذلك قال " جالينوس " : أن القونيون وأظنه البيش أو سمًا قاتلاً إنما يقتل الإنسان ولا يقتل الزرازير لأنه لا يصل في الزرازير إلى القلب إلا بعد مدة قد انفعل فيها عن البدن الانفعال الذي ما بقي بعده إلا إنفعال الاستحالة غذاء وفي الإنسان يستعجل قبل ذلك لسعة مجاريه وشدة حرارته وقوة حركات شرايينه الجاذبة .


وأقول هذا وجه ما لكن المناسبات أيضاً بين القوى الفاعلة والمنفعلة مما يجب أن يراعى ومن أين علم أن القونيون سمّ بالقياس إلى المراج العريض الذيِ للحيوان مطلقاً إذا تمكن حتى يكون قاتلاً إذا تمكن من مثل الإنسان غير قاتل إذا لم يتمكّن من مثل الزرزور فعسى أن القونيون ليس بسمّ بالقياس إلى مراج الزرزور ولو لم يستحل غذاء ووصل إلى قلبه وصوله إلى قلب الإنسان بسهولة لم يقتل .
قال : وقد كانت بعض العجائز تناولت في أول الأمر من البيش شيئاً قليلاً جداً ثم لم تزل تلازمه حتى ألفته الطبيعة وتجرأت عليه وما ضرّها شيئاً وقد حدث " روفس " أنه قد يغذي الجارية بالسمّ ليقتل بها الملوك .
الذين يباشرونها وأنه يبلغ مراجها مبلغاً عظيماً حتى يقتل لعابها الحيوان ولا يقرب لعابها الدجاج .
قد يستدل عليها بما يحدث في البدن من الأوصاب فإن حدث شبه لذع وتقطّع ومغص وأكال عرف أن السم من قبيل الأدوية الحارة الحادة الحريفة مثل : الزرنيخ والسكّ والزئبق المقتول .
وإن حدث التهاب شديد ودرور العرق وحمرة العين وكرب وعطش دل على أنه سم بحرارته فقط مثل : الفربيون وإن حدث سُبات وخمر وبرد دلّ على أن السم من قبيل المخدرات وإن لم يظهر إلا سقوط قوة وعرق بارد وغشي فهو من السموم التي تضاد الإنسان بجملة الجوهر وهو أردؤها وقد يستدلّ عليها بالروائح إما رائحة البدن كله فمثل سطوع رائحة الأفيون من شاربه وإما رائحة عضو منه كرائحة الفم عند شرب السموم المعفنة مثل أرنب البحر وأقونيطن والذراريح وقد يستدلّ عليه بالتقيئة فإنه إذا قيىء المسموم لم يبعد أن يقع البصر على جوهر ما سقي منه أو يعرف بالرائحة أو بالطعم مثل : ما يقع البصر على المرداسنج والجبسين وعلى الدم الجامد واللبن المنعقد وكذلك الأفيون يعرف بالرائحة والأرنب البحري والضفدع بالسهولة .
فصل في العلامات الرديئة


إذا أخذ السموم يغشى عليه وتتقلب حدقتاه فيغيب سوادها فلا يرجى وكذلك إذا احمرت عينه ودلع لسانه وسقوط النبض والعرق البارد دليل سوء في مثل هذا الحال قلمايعيش .
يجب أن لا يدافع بل يباثر كما يحس به قبل أن تفشو قوته في البدن ويشرب ماء فاتراً ودهن الشيرج والزيت ويتقيأ ويبالغ في ذلك ما أمكن والأجود أن يكون فيه قوة من شبت وبورق وقد يخلط بالزيت الحضض وشحم الأوز ويستحب أن يكون الذي يشربه للقيء من ذلك ومن غيره ماء كثيراً وأغذية كثيرة فإنها وإن لم تقيىء فقد تكسر السم وتغلبه وإذا تقيأ ما أمكنه ثم شرب اللبن الكثير فإنه يكسر عادية السمّ ولا بأس لو انقذف عنه وأيضاً إن شرب طبيخ بزر الأنجرة مع السمن دفع السم قيأً وإسهالاً ثم يشرب اللبن والزبد أجود من اللبن وأيضاً طبيخ بزر الكتان وكذلك الشراب الحلو بشحم الأوز المذاب وكذلك ماء رماد حطب الكرم ويجب أن يتبع القيء بالحقنة حْصوصاً إذا أحس بنزول الأذى إلى أسفل فإن كان الاضطراب فوق ذلك استعمل ما يقيىء ويسهل ولا يغفل أن يشرب اللبن .
وإن احتجت أن تسقيه مثل ترياق الطين المختوم فافعل فإنه نعم العون على دفع السمّ وخصوصاً إذا سقي في أول الأمر فإنه يقذف السم كما هو ونسخته : يؤخذ حب الغار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بزيت والشربة بندقة .
وأيضاً يؤخذ حبّ الغار مثقالين طين مختوم مثقالين إيرسا مثقالين يعجن بزيت والشربة بندقة .
وأيضاً يؤخذ حبّ البلسان زوفا يابس بزر اللفت البري فلفل أبيض وأسود ودار فلفل وجّ أنيسون فطراساليون أسارون كمّون كرماني بزر البنج من كل واحد أربع درخميات .
سنبل فقاح الأذخر من كل واحد خمس درخميات سليخة ثمانية عشر درخماً حماما زعفران من كلى واحد ستّ درخميات يعجن بعسل ويسقى بشراب مثل الباقلاءة الرومية ويسقى الطين المختوم كما هو نفسه بالشراب يفعل ذلك .


وقد زعم قوم أن خرء الديك إذا سقي في الحال قذف السم ومما يسقى أيضاً عصارة الفراسيون وورق القصب والناردين وبزر الجزر والجندبيدستر والبندق والتين اليابس والسذاب .
ومما هو محمود في هذا الباب أن يسقى من القنة المنتنة وزن أربعة دراهم ومن المرّ وزن درهم بشراب حلو وإذا عرض بعد القيء التهاب شديد فاسقه ماء الثلج ودهن الورد مبرد أو قيئه به مع ذلك ويجب أن لا ينام البتة ولا يترك نفسه بحيث ينام بل يجب أن ينبّه ويقعقع حوله فإذا انشرحت له الصورة وعرف السمّ عالج كل سم بما يقال في بابه وهذا الإنشراح يكون على وجهين : أحدهما أن تعرف أن السم من أي جنس هو والثاني : أن تعلم أنه من أي نوع هو مثال الأول .
أن تعلم أنه من المقطّعات الحادة فتعالجه بمثل اللبن الحليب الزبد والفالوذج السيال المتخذ بدهن اللوز والسمن وكل ما يكسر الحدة أو تعلم أنه من الملهبات فيبرّد بالكافور وماء الورد وماء الكزبرة وما يشبه ذلك كل ذلك مبرداً بالثلج وتضمد أعضاؤه الرئيسة بمثل الطحلب وغيره يجدد عليه التبريد كل وقت ومما ينفع من مثله جداً مخيض البقر مبرداً وإن احتيج إلى الفصد فصد .
أو تعلم أنه من المخدرات فيستعمل مثل الترياق ودواء الحلتيت في الشراب الصرف وكذلك الثوم أو تعلم أنه مضاد بالجوهر فيعالج المثروديطوس والترياق ودواء المسك والبادزهر ويستعمل ماء اللحم والشراب ويطيب العليل ويروح الموضع الذي يأوي إليه ويلبس المطيبات ويعطس ويدلك فم معدته وينفخ في فمه وينتف شعره .
وأما إذا عرف نوع السم عولج بما يخصه ومما نذكره وبالجملة فإن الأدوية التي تشرب بسبب السموم إما أن يراد بها كسر حدة السم وإحالة جوهره مثل اللبن والفادزهر وإما أن يراد بها إخراج جوهره مثل الطين المختوم وإما أن يراد بها مقابلة كيفيته مثل سقي الثوم في الشراب لمن لسعه العقرب .
فصل في أدوية مشتركة للسموم


هذه الأدوية هي الأدوية التي تعارض السم فلا تدعه أن يصل إلى القلب وهي : مثل الترياق والمثروديطوس والفاذزهرات ما كان مجرباً والطين المختوم والترياق المتخذ منه وترياق الأربعة .
وقالوا أن زهرة الدفلى وورقه يخلصان عن السم ويقال أن حب العرعر عجيب في هذا الشأن لا نظير له ونسخته : يؤخذ من الانجدان وأصوله بالسوية درهم ومن الشيح الأرمني درهمان يعجن بعسل ويسقى في ماء التفاح والدواء المتخذ منه غاية وأصول بخور مريم إذا شرب بالشراب والفوتنج أيضاً وبزر السلجم وأيضاً الغاريقون درهمين بشراب والبرشاوشان والخبازي وبزره وورقه ومرقه وأيضاً الدارصيني ومخ الأرنب بخل خمر أوقيتين أو جندبيدستر مثقال مع أوقيتين من زيت والقيصوم وأيضاً يؤخذ ماء الحسك المعصور ويسقى وبزر الجزر خصوصاً الأقليطي والحلتيث وطبيخ الجعدة وطبيخ الساليوس ويزر شجرة السكبينج البري عجيب جداً .
مركب : يؤخذ من السكبينج البري وجندبيدستر وورق القصب من كل واحد جزء شحم الحنظل ثلاثة أمثال الجميع يسقى منه بندقة كبيرة وأشياء تنسب أفعالها إلى الخواص فيها مثل ما ذكروا أن قديد ابن عرس البري المنظف المسلوخ من أقوى الأدويه لدفع السموم .
فصل في جملة السموم الجمادية
من المعدنية وغيرها الحجر الأرمني من ذلك الحجر الأحمر : قد حكي بعض الناس أن في الأحجار حجراً سمياً يشبه البُسذ وأن وزن دانق منه قتال وعده في السموم الحقيقية التي تفعل بجملة الجوهر كالبيش وقال
فصل في الزئبق
أما الزئبق الحي فإن أكثر من يشربه لا يتضزر به فإنه يخرج بحاله من الأسفل بل من يصب في أذنه الزئبق الحي فإنه يعرض له ألم شديد واختلاط عقل وربما تأدى إلى التشنج ويحس بثقل شديد من ذلك الجانب وربما تأدى إلى صرع وسكتة لتأذي جوهر الدماغ ببرده ورجرجته وثقله .


وأما الميت والمصعد فإنه رديء ضار مقطع تعرض منه أعراض شبيهة بأعراض من يشرب المرتك : من مغص والتواء أمعاء ومشي الدم وثقل اللسان وثقلَ المعدة ويرم جسمه ويحتبس بوله .
فصل في العلاج
من جيد العلاج له بعد التقيئة وما يجري مجراها أن يُسقى من الأدوية مثل المر وزن ثلاثة دراهم في شراب أو يسقى ماء العسل مرة بعد مرة وأيضاً فليحقن به مع البورق ثم يتبع ذلك بعلاج السحج وحقنه مع تقوية القلب أيضاً بالأدوية المشتركة وأما إذا كان صُب في أذنه فيجب أن يقوم على فرد رجل ويحجل على ذلك الشق وقد ميل رأسه أكثر ما يمكنه من التمييل وخصوصاً إذا تعلق باليد التي في الجانب الآخر شيء وكذلك إذا ترجح على ذلك الشق والذي يريد أن يلقطه بميل من رصاص يدخل في الأذن فتجد الزئبق يتعلق به فهو مخطىء لأن الزئبق إذا كان في ذلك الموضع وبالقرب منه لم يحتج إلا إلى ترجح وحجل فقط وإن كان أغوص من ذلك لم ينتفع بذلك الميل ولم يصل إليه .
فصل في المرتك وبرادة الرصاص
يعرض لمن يشرب المرداسنج أن يرم بدنه ويثقل لسانه ويحتبس منه البول والغائط وربما لم يحتبس الغائط بل أفرط انطلاقه ويجد ثقلاً في معدته وإمعائه حتى ربما خرج السرم ويؤدي إلى سحج وتكون في أعاليه نفخة ويخرج في بطنه كغدة متحجرة ويصير لونه رصاصياً ويضيق نفسه وربما خنق وربما عرض معه أعراض إيلاوس ويصير لون البدن كلون الأسرب وكذلك برادة الرصاص .
فصل في علاجه
يجب أن يبادر ويبدأ بالعلاج المشترك من التقيئة وليكن بشيء فيه تفتيح كطبيخ بزر الكرفس والتين والشبث والبورق ويجب أن يسقى من المد وزن ثلاثة دراهم في شراب ويسقى السنبل الرومي مع زبل الحمام الراعية بشراب فإنه علاج بليغ أو يسقى الأفسنتين .
والزوفا أو بزر الكرفس أو الفلفل خاصةً كل ذلك بشراب أو وزن درهم مر بوزن نصف درهم فلفل حتى يعرق .


ويسقى ستة قراريط سقمونيا في ماء العسل وغذاؤه الذي يجب أن يدوم عليه الاسفيدباجات المتخذة من لحم الخروف وعلامة برئه أن تنطلق الطبيعة ويدر البول وبالجملة يحتاج إلى المفتحات المعرقة والمدرة والمسهلة .
فصل في الاسفيداج
يعرض لشاربه أن يبيض لسانه وتسترخي أعضاؤه ويشد سعاله وفواقه ويختلط عقلة ويبرد بدنه ودماغه ويجف ويغشى عليه وربما أحس في حلقه بعفوصة ووجد في لهاته ولسانه خشونة ويبساً وفي بطنه مغصاَ وفي معدته لذعاً وفي فؤاده وجعاً وفي شراسيفه تمدداً وفي نفسه ضيقاً وربما انتهى إلى خناق ويبيضق لون بدنه وربما بال أسوداً ودموياً .
فصل في علاجه
مثل علاج المرتك ويسقى سقمونيا في ماء العسل ومدرات البول ويحقن ولا يترك ينام ومما يدخل في تقيئه دهن الأقحوان ودهن السوسن ودهن النرجس ويقع في أدويته صمغ الأجّاص ودواء الدردار وأيضاً مما ينفعه أن يأكل السمسم يقمحه ويمضغه ويشرب عليه الطلي .
فصل في الجبسين
يعرض منه مثل ما يعرض من الإسفيداج ولكن يعظم خناقه فيجب أن يعالج بعلاج الاسفيداج وبعلاج الفطر ثم يسقى اللعابات اللزجة لتزول خشونة الحلق بعد التليين المذكور والأحساء اللينة ويحتاج إلى إسهال بالسقمونيا ونحوه ويعاود الإسهال مراراً وإنّ أسحج عولج السحج ومما هو مذكور للجبسين رماد أطراف الكرم مع الحاشا .
فصل في الزنجفر والسكٌ
تعرض منهما أعراض تشبه أعراض الزئبق المقتول لكن السك ربما عرض منه إسهال كثير وهذا أولى علامته به .
العلاج ذلك العلاج بعينه ثم يستعمل الأحساء الدسمة والشحوم اللينة .
فصل في الزنجار
يعرض منه مغص شديد ولذع قوي في الحلق وتقطيع في الأحشاء وقيء وقروح علاجه مثل علاج الزرنيخ الذي نذكره .
فصل في براده الحديد وخبثه
يعرض من ذلك وجع شديد في البطن ويبس في الفم ولهيب ويغلب الصداع .
فصل في علاجه


يسقى اللبن مع بعض ما يسهل بقوة ثم يسقى السمن والزبد حتى تسكن تلك الأحوال ويدام صب دهن الورد ودهن البنفسج ودهن الخلاف مضررباً بالخل على رؤوسهم وربما سقي ضاربه شيئاً من مغناطيس حتى يجمع المنفرق إلى نفسه ثم يتبع المسهلات المذكورة وربما سقي عنه كل يوم وزن درهم ثم حسوه بعده المرقة الدسمة المرلقة مع سمن البقر ليسهل إن كان نزل أو قيؤه بها إن كان بعد في المعدة .
فصل في النورة والزرنيخ
من سقي منهما مجتمعاً حدث به مغص وقرح في الأمعاء ومن سقي الزرنيخ المصعد عرض منه قريب مما يعرض من السك وقد يعرض سعال مؤذ ومن سقي النورة وجدها عرض له يبس الفم ووجع المعدة وأسر البول واستطلاق البطن بالدم وتخرج النورة في بوله وربما عرض منه برد الأطراف وعرض الغشي وربما جف اللسان وعرض الخناق .
فصل في العلاج
يبدأ بما يجب ثم يسقى الماء الحار بالجلآب ليتقيأ أو بالدهن ثم يؤخذ طبيخ بزر الكتان وطبيخ الأرز وطبيخ الجرجير أو مجموعهما وعصارة الملوكية بالعسل ولايزال يسقى اللبن راللعابات واللزوجات والحسومات والمرق الشحمية وخصوصاً بالخبازي ويعالج السعال إن حدث به بالملينات وعلاج النورة أيضاً التقيئة والحقن والتدسيم والتليين وعلاجه قريب من علاج الذراريح ومما قيل في ذلك يؤخذ بول الحمار ومرارة الغزال ويسقى قدر دانقين في ماء حار .
قريب الحال من النورة والزرنيخ وعلاجه علاجه .
فصل في الزاج والشب
يهيج من شربهما سعال شديد يؤدي إلى السل العلاج شرب لبن الأتان وشرب الزبد والسكر والأشربة الزوفانية ونحوها .
فصل في شرب الماء البارد على الريق
من شرب ذلك على الريق أو على حمام أو جماع خيف منه فساد المراج والاستسقاء العلاج دواء اللك ودواء الكركم ونحوه وربما كفى الشراب الصرف بشربه عليه .
فصل من جملة السموم النباتية


البيش هو من شز السموم ويعرض لشاربه أن ترم شفتاه ولسانه وتجحظ عيناه ويتواتر عليه الموار والغشي ولا تعمل ساقاه وهو رديء ومن تخلص منه فقلما يتخلص إلا واقعاً في الدق أو السل وربما صرع ريحه ويسقى عصيره الشاب فيقتل من يصيبه في الحال .
فصل في العلاج
يجب أن يبادر إلى تقيئة شاربه بطبيخ بزر السلجم ويسقى الطلي وسمن البقر سقياً على سقي وكذلك طبيخ قشور البلوط بالخمير ثم علاجه الأصلح الفادزهر ودواء المسك والجدوار والبوجا والترياق الكبير وقد ينفع منه إلى حدة ومن أجود الأشياء له أن يسقِّى المسك في حكاكة الفادزهر أو مقدار درهم دواء المسك مع قيراط مسك .
وزعم قوم أن أصول الكبر بادزهر البيش وجميع الفادزهرات جيدة له خصوصاً الذي تشبه الشب وله خيوط كخيوط المرتك والحيوان الذي يسمّى بيش موش هو فارة تضاد البيش وتبطل فعله إذا كل منها .
فصل في قرون السنبل
من سقي منه ظهرت به علامات السرسام وأسود اللسان وقطر الدم من إحليله قطرة قطرة .
فصل في العلاج
يجب بعد العلاج المشترك من التقيئة بماء الشعير بدهن الورد المفتر ونحو ذلك أن يسقى من الكافور مثقالاً واحداً في أوقية من ماء الورد ويضمد كبده وقلبه بالأضمدة الشديدة التبريد المكوفرة والمصندلة ويسقي مثل سويق التفاح الحامض وسويق الشعير بماء الثلج في جلاب ويسقي عصارة الرمان الحامض وعصارة ة الخبازي والبطيخ الرقي وماء الشعير وماء عنب الثعلب ويسقى الرائب الحامض .
فصل في القونيون
هذا دواء لست أعرفه وأظن من بعض وجوه الظن أنه شبيه بالبيش والعلامات التي تخص هذا الدواء يقولون : إنه يعرض لمن شربه لذع في البطن وفواق وغشي وصفرة في الوجه كله وخصوصاً في الشفة وتبرد نفسه وتنتن ويبتل بدنه ويخدر ويختلط به العقل بعد ثقل في الرأس ويصغر النبض وينقطع ويعرق عرقاً بارداً ويحمر ويموت علاجه : علاج البيش عدة أدوية سمية حارة .
فصل في الفربيون


يعرض منه كرب شديد ولهيب ويحدث لذع في البطن وفواق وربما استطلق البطن منه بإفراط .
فصل في العلاج
يجب أن يقيأ ثم يبرد ثم يسقى السمن والزبد بقوة ثم يعالج بعلاج قرون السنبل وليقم على ماء الرمان المر وماء التفاح المر وماء الرائب .
فصل في ألبان اليتوعات
وهي السبعة المعدودة في الأدوية المفردة وخصوصاً لبن الشبرم ولبن العشر ولبن اللاعية ويعرض منها من اللذع والإسهال المسرف ما يعرض من الفربيون فيجب أن تكسر قوتها بالدوغ والسمن والزبد ويعالج العارض الحادث منها من إسهال دم أو بوله بما علم في بابه وقيل أن لبن الشبرم يقتل منه وزن درهمين وعلاجه : الاستحمام بماء الثلج ولبن العشر يقتل منه وزن ثلاثة دراهم في يومين ويفتّت الكبد وعلاجه أيضاً مثل ذلك .
فصل في السقمونيا
الشربة القاتلة منه وزن درهمين وهو قريب الأحوال مما ذكرنا ويجب أن تكسر عاديته بالدوغ وسهويق التفاح ورب السفرجل ورب الريباس والسماق .
فصل في المازريون وخامالاون الشربة القاتلة منه درهمان يعرض منه قيء وإسهال مفرط والأسود المسمى منه خامالاون قتال أكثر ويعرض منه لذع شديد في الحشا ووجع في البدن كله ودغدغة وفواق ثم قيء بلغمي وزبدي ثم يؤدتي إلى كزاز ويذهب الصوت .
فصل في العلاج
لا بد من سقي لبن حليب وسمن على التواتر والجلاّب أيضاً ليكسرذلك شزه وإذا عظم الخطب فلا بد من سقي الترياق والمتروديطوس أو دواء الطين المختوم وإذا سكن سقي بعده السكنجبين والهندبا أياماَ ليزول سوء المراج .
فصل في الدِفْلى
إن الدفلى كثيرها يقتل الناس والدواب وقليلها يورث كرباً شديداً وانتفاخ بطن ولهيباً عظيماً وهو حار يابس لذاع مقطع والماء الذي تنبت الدفلى فيه رديء وإذا لم يكن منه بد فيجب أن يقطر أو يمرج بالحلاوات .
فصل في الجلاج


يجب أن يوجر طبيخ الحلبة والتمر الشهربز فإنه عجيب وبزر الفنجنكشت والفنجنكشت نفسه وطبيخها ترياقه والتين بالعسل والسكر والجلاّب والحلاوات كلها ورب العنب جيد ومع ذلك فلا بد من الدسومان واللزوجات التي علمتها مراراً ومن إتباعها بالحقن .
فصل في البَلاذر
يعرض منه تقطيع في الحلق والجوف والتهاب وأمراض حادة وربما عطّل بعض الأعضاء وإذا سلم منها أحدث الوسواس بإحراقه السوداء والقاتل منه مثقالان وربما لم يضر بعض الناس بالخاصية وخصوصاً إذا أكلوه بالجوز وقد رأيت من كان يقضم منه بالجوز قضماً لا يتأذى منه .
فصل في العلاج
يسقى دهن اللوز والشيرج والزبد والسمن واللبن الحليب والحسرمات والأمراق وما يجري هذا المجرى ليسكن اللذع والمضض ثم يسقى رائب البقر المبرد بالثلح ودهن البنفسج المبرد وماء الشعير المبرد ومياه الفواكه المبردة ويجلس في ماء الثلج ويعالج بعلاج السرسام ومن الأشياء التي يعالج بها حب الصنوبر والجوزبادزهره .
فصل في الكبيكج
هو أيضاً مما يقتل بحدته .
علاجه مثل علافي البَلاذُر والدهانات من أنفع الأشياء لمضرته .
فصل في الميويزج
أعراضه وعلاجه كأعراض الذراريح وعلاجها ونحن سنذكر ذلك .
فصل في السذاب البري
يعرض لمن يشرب منه جحوظ العين وحرقة والتهاب شديد .
علاجه يجب أن يقيأ بالماء الحار والزيت ثم يعالج بعلاج الدفلى ونحوه .
فصل في الثافسيا
هذا هو صمغ السذاب الجبلي وقد يوجد طعمه كطعم الباذروح وهو حاد ويعرض من شربه احتباس كل ما يسيل من السبيلين ويرم اللسان ويحدث قرقرة ونفخاً وحرقة في الحلق والمعدة وجحوظ عين وحمرة وجه وربما شرى البدن من حدّته وكثيراً ما يقضي إلى غشي وصغر فصل في العلاج
هو أن يبالدر فيقيأ ويسقي بعد ذلك اللبن والسمن والزبد وماء الشعير ويتغرغر بدهن الورد واللبن الحليب ويسقي بالسكنجبين ونقيع الأفسنتين ومما هو معروف عندهم كالبادزهر له بزره وعلك البطم وأصل المحروث وطبيخ الصعتر .


ويقال أيضاً الجندبادستر مع الخلّ المسخّن أو مع العسل .
وهذا عسى أن يكون على سبيل الخاصية أو على سبيل دفعه عن البدن بالتحليل واما على ظاهر الواجب فالتبريد أولى .
فصل في الجَبَلْهَنْك
أعراضه وعلاجه
أعراض الكندس والخربق الأسود وعلاجهما .
فصل في الدند الصيني
يعرض منه إسهال عظيم جداً .
العلاج
يجب أن يقيأ إن أمكن وتكسر قوته بسقي اللبن الحليب والزبد سقياً بعد سقي أو يسقي الدوغ ويشتغل بمنع الإسهال وربما أغاث من مضرته ومنع إسهاله الترياق .
فصل في الكنْدس والخربق الأبيض
والعرطنيثا وعصارة قثاء الحمار وضرب من الشونيز رديء والغاريقون الأسود الكندس يغثّي تغثية عظيمة وربما خنق بها وكذلك العرطنيثا والخربق الأبيض أيضاً فإنه يغي ويقيىء وربما جمع ما لا يندفع بل يخنق وربما حرك الإسهال والجميع يتأدى بالإنسان إلى الغشي وسقوط القوة والعرق البارد والتشنج وخصوصاً الخربق الأبيض والغاريقون الأسود وهما متشابها التأثير جداً .
قال " جالينوس " إن نبض شارب الخربق الأبيض في أوله عريض متفاوت ضعيف جداً بطيء جداً لاختناق الحرارة الغريزية تحت المادة الكثيرة التي لحقها قوة الدواء دفعة ولا تستقل بدفها لطبيعة واذا أخذ يقيء ظهر اختلاف لا نظام له لأن القوة الباطنة مضغوطة فإذا أخذ ينتظم ويستوي جداً فقد أخذ العليل يحسن حاله فإن لم يكن وجهه إلى الصلاح بل وإلى الفواق والتشنّج ضعف النبض واختلف وتواتر جداً فإذا اختنق تفاوت بلا نظام وأبطأ ولأن الحار يطفّي وربما ظهرت فيه موجية للرطوبة والخربق مما يقتل الكلاب .
فصل في العلاج
يجب أن تبادر إلى قذفه بما تعلم أو استنزال مدد ضرره بالحقنة القوية بمثل شحم الحنظل ثم معالجة خنقه بما قيل في باب الفطر وإن قل القيء إن كان في الابتداء بقي ولا يكون شيئاً كثيراً فيجب أن يملأ بطنه بالماء الفاتر ثم يقيأ ثم يعاود .
وإذا عرض التشنّج سقي اللبن والسمن الكثير
فصل في الخِرْبَق الأسود


يحدث منه إسهال كثير شديد وخنق وإذا سقي منه درهمان وشنج وقتل ويتقدم ذلك خفقان وحرقة لسان وعض عليه وجشاء كثير ونفخ ثم يتشنّج شاربه ويرتعش ويموت
فصل في العلاج
تكسر قوته أيضاً بمثل ما علمت وبأن يسقي الأفسنتين بالشراب أو يؤخذ من الكمّون والأنيسون والجندبادستر والسنبل أجزاء سواء يسقي منه قريب درهمين بشراب ويوضع على النفخ خرق مسخنة وكمادات مفشِّشة مما علمت ثم يطعم الجبن الرطب بالعسل وبالسمن الطري والأمراق الدسمة والشراب الحلو والشراب الكثير المراج وإن حدث منه تشنج فعل ما قيل في باب الخربق الأبيض وإذا أفرط إسهاله جلس في ماء بارد وشرب الربوب والأدوية الحابسة .
فصل في الجِرْمَدَانق
يعرض من شرب درهمين منه حكة وورم ويقتل علاجه : علاج الفربيون .
فصل في الدادي
إذا أكثر منه قتل علاجه : ما يقيء ويسهل والألبان والدسومات على نحو ما علمت .
فصل في كُسْب الخروع والسمسم
فصل في الجندبادستر
إنه إذا زنخ عرض منه أعراض البرسام الحار مع الذبحة وقتل ذلك في يوم وخصوصاً الأسود والمنتن منه والأغبر الذي يضرب إلى السواد .
فصل في العلاج
يجب أن يقيأ منه بماء الشبث والفوتنج والسبستان بالعسل والطلاء ثم يسقى الحموضات مثل : حمّاض الأترج وربوب الفواكه الحامضة والخلّ الخمري وحده ورائب البقر وعصارة التفاح ولبن الأتن غاية .
فصل في العنصل البري قد يعرض من تناوله ومن الإكثار من جيده أيضاً تقرح الإمعاء وجداول الكبد ويتقدمه غص وتقطيع .
فصل في العلاج
إذا عرض ذلك فيجب أن تبادر إلى سقي اللبن المطبوخ بقطع الحديد المحماة وبصفرة البيض مسلوقة في الخل وبسفوف البزور وبالمقلياثا ونحوه .
فصل في خانق الذئب وخانق النمر


يعرض لمن تناول منهما عفوصة في الحنك واللهاة والمريء وقصبة الرئة ويبس مع ورم يتصاعد من فمه بخار رثيء دخاني ويتأذى الأمر إلى انعقال لسانه واختلاج صدغيه ثم إلى رعشة وتشنج وكمودة لون واختناق ويكون مع ذلك قراقر في البطن ورياح كثيرة ويعرض لشارب خانق النمر سدر وظلمة عين كلما أراد أن ينهض مع رطوبة في العينين ويثقل صدره وخانق النمر منبته في أرض هرقلة ومواضع أخرى وهو مر الطعم كريه الرائحة .
فصل في العلاج
تبادر إلى تقيئته بماء تودري ثم حقنه ثم يسقى مثل الصعتر الجبلي والفراسيون والسذاب والأفسنتين والشيح الأرمني بالشراب وكمافيطوس في الشراب أو يسقى دهن البلسان قدر درهم ونصف في الشراب وخير الشراب ما طفىء فيه الحديد أو الفضة أو الذهب وخبث الحديد نفسه جيد والأنافح خصوصاَ أنفحة الأيل والغزال والجدي ثم الأمراق الدسمة .
فصل في الأزاذرخت
ورقه يقتل البهائم وخشبه ربما قتل علاجه : العلاج المشترك وقريب من علاج الدفلى .
فصل في قشر الأرز
من سقي قشر الأرز على ما قاله بعض الأوائل الأولين اعتراه في الوقت وجع في الفم واللسان فصل في العلاج
يعالج بعلاج الذراريح ويجب أن يكون زيته الذي يسقاه مطبوخاً فيه السفرجل .
فصل في بزر الأنجرة
يعرض منه ما يعرض من العضل وأيضاً فقد يعرض منه سعال قوي وعلاجه : علاج العنصل إلا أن سعاله يعالج بالملينات مثل : شراب البنفسج بماء الشعير وغير ذلك من أدوية السعال . فصل في التربد الرديء
الأصفر والأسود يعرض منه كأعراض الخربق الأسود والغاريقون الأسود وعلاجه : ذلك العلاج ويخصه بجرع دهن اللوز الكثير .
فصل في سوردبيون
لست أعرف طبع هذا الدواء ولا علاجه إلا المشترك وأظنه من الحادة ولا يبعد أن يكون من غير الحادة وقالوا هو دواء يعرض منه اختلاط العقل والتمدد حتى يعرض للشفة من الامتداد حالة شبيهة بالضحك ولذلك تتمثل اليونانيين بأنه يضحك ضحك سارونيا
فصل في العلاج


علاجه العلاج المشترك وقال بعضَهم يجب أن يتقيأ شاربه ويشرب بعده ماء العسل وينفعه شرب اللبن وتدهين البدن بالمسخنات واستعمال الأبزن الحار والتدلك والأدوية الدافعة للتشنج الخبيث .
فصل في طوبيون
هذا أيضاً لست أعرف طبعه ولا علاجه وأظنه من الحادة ولا يبعد أن يكون من غير الحادة وقيل إنه يحدث فلغمونيا في الشفة واللسان والجنون والوسواس وسقوط النبض .
فصل في اللبوب الزنخة
أحوالها وعلاجها قريب مما قيل في العنصل والأنجرة وخصوصاً بربوب الفواكه مثل : رب الحصرم والريباس والتفاح ويعرض منها غثيان وغشي وكرب وهذه اللبوب مثل الجوز ونوى المشمش والنارجيل واللوز .
فصل في الشراب الصرف على الريق
كثيراً ما يحدث ذلك خنقاً وأوجاعاً والتهاباً وخصوصاَ بعد الرياضة والتعب وخصوصاً إذا كان الشَراب غليظاً وحلواً .
فصل في العلاج
علاجه الاستفراغ بالفصد والاسهال إن وجب والقيء نعم الدواء إن تيسر ثم تبريد المراج بالماء البارد والفقاع البارد وماء الرائب المحمض وماء الفواكه وأقراص الكافور ونحوها .
فصل في العسل الرديء
أكثره يجلب من بلاد أرقليا وهذا عسل حاد يعطس من شمّه وتعرض منه اْعراض رديئة شبيهة بما يعرض من العنصل والأنجرة ونحو ذلك ويسرع إلى من شمّه الغشي والعرق البارد ومن العسل صنف آخر رديء حكمه في أعراضه وعلاجه كحكم الشَوْكران .
فصل في العلاج
علاجه : أكل السذاب والسمك المليح والشراب المسمى أنومالي ولا يزال يأكل ويتقيأ ما أمكنه .
فصل في الدبق
من شرب الدبق عرض له قرقرة في البطن ومغص من غير اختلاف ودوار .
فصل في العلاج
يجب أن يسقى الماء والعسل ويتقيأ به ويحقن بحقنه لينة وينفعه سقي الأفسنتين مع الخمير الكثير والسكنجبين ومما يختصّ به طبيخ الجرجير وأيضاً السنبل مع الجندبادستر والفلفل ويكمّد بماء حار وخل .


الأفيون يعرض لمن شرب الأفيون خدر الأطراف وبردها وحكة تفوح منها رائحة الأفيون ودوار وفواق وظلمة العين وضيق خلق ونفس وصفرة وكمودة أطراف وصفرة شفة ووجه وصعوبة تجشؤ وسبات واعتقال اللسان وغؤور العين ثم يعود إلى كزاز خانق وعرق بارد ونفس بارد وموت .
ومن أسباب قتله تغليظه للدم فلا يجري وتبريده الروح وتشنيجه لآلات التنفّس .
الشربة القاتلة منه وزن درهمين تقتل في يومين وخصوصاً إذا سقي بالشراب فهو أعمل له إلاّ أن يبلغ الشراب مبلغاً يقاومه وفي الأبدان الحارة لأنه اشد مضادة لها وأسرع نفوذاً فيها على ما قلناه في القانون .
فصل في العلاج
يستعمل فيه القوانين المستفرغة المشتركة من التقيئة بالدهن والماء والملح والبورق ثنم بالسكنجبين ويسقى الماء والعسل ثم يحقن بحقنة قوية .
ومن أدويته السكنجبين بالأفسنتين وأيضاً الأفسنتين بالشراب والحلتيت ترياقه وكذلك الدارصيني خاصة ومع الخل والسكبينج أيضاً وكذلك الجندبادستر خاصة والفلفل بشراب أو بسكنجبين والصعتر والسذاب والملح وكذلك دهن الورد مع الخل أو مع العسل والثوم والجرز جيد منه وقد يسقى شاربه ترياقاَ خاصاً له .
ونسخته : يؤخذ من الحلتيت والأبهل والجندبادستر والفلفل أجزاء سواء يعجن بعسل والشربة من النبقة إلى الجوزة .
وكثيراً ما خلص منه سقي مثقال من الحلتيت في وزن خمسة وعشرين درهماً شراباً ريحانياً والشراب العتيق الكثير المقدار عجيب له وخصوصاً إذا كان رقيقاً ريحانياً كثير الاحتمال للماء وكان مع الدارصيني ولا كالترياق والشجرينا والمثروديطوس بالشراب ويجب أن يزعزع دماغه بالتعطيس بالكندس ونحوه فإنّه علاج جيّد لدفع أسبابه ويجب أن ينتف شعره ولا يترك أن ينام وأن يمرخ بدنه بالأدهان الحارة مثل دهن القسط ودهن السوسن ويشمم مثل الجندبادستر ومثل السك ويجب أن يجلس في إبزن حار لئلا يتشنج ولا تشتدّ به الحكة ويتحسى الأمراق الدسمة والمخاخ خاصة والشحوم .
فصل في جوز ماثل


يعرض منه دوار وحمرة العينين وغشاوة وسكر وسُبات وقد يقتل منه مثقال في اليوم وخصوصاً الهندي وقبل أن يقتل يعرض منه عرق ونفس باردان وأمّا ما هو دون نصف درهم فيسبت ويسكر ولا يقتل إلا الضعاف من الناس .
فصل في العلاج
أعظم علاجه التقيئة بالنطرون والماء والدهن والسمن ترياقه ويسقى معه الشراب الكثير بالفلفل والعاقرقرحا وحب الغار والدارصيني والجندبادستر وينفع منه وضع الأطراف في الماء الحار وتسخين البمن بالخرق وتدهينه بدهن البان والقسط وأن يحضر ما أمكنه ويرتاض ويغتذي بعد ذلك بالأغذية الدسمة والشراب الحلو ويستعمل جميع علاج الأفيون .
فصل في اليبروح
أعراضه
أعراض مائل وأحواله كالشارغوس وحكاك وكزاز وصمم وشر ما فيه قشوره وحبه قريب من ذلك وجرمه أيضاً قد يفعل شيئاَ من ذلك .
فصل في العلاج
علاجه : قريب من علاج جوز ماثل والأفيون ويجب أن يسقى الأفسنتين في الشراب وأيضاً فلفل وجندبادستر وسذاب وخردل والخل نافع لهم ولجميع المخدرين ويعطس أيضاً بأمثال هذه الأدوية ويشم الزفت ودخان الفتل المطفأة وما يجب أن يجعل على رؤوسهم خلّ خمر ودهن ورد ولا يتركون ينامون بل ينبهون بنتف الشعر والتعطيس وغمر أصل الإبهام .
فصل في دروقنيون
هو دواء من جملة المخدرات وفي طبيغة البنج ويسكر ويعرض منه أولاً غثيان شديد وفواق ومغص وحاله كإيلاوس وربما قيأ الدم وأسهله ويؤدي إلى الغشي ويسبت ويميت من بين الرابع إلى السابع بعد خدر البدن كله .
وعلاجه : العلاج المشترك .


القانون
القانون
( 62 من 70 )

فصل في البنج
يعرض لشاربه أن تسترخي أعضاؤه ويرم لسانه ويخرج الزبد من فمه وتحمّر عيناه ويحدث به دوار وغشاوة عين وضيق نفس وصمم وحكاك بدن ولثة وسكر واختلاط عقل وربما صرع وربما حكوا أصواتاً مختلفة وربما نهقوا وربما صهلوا وربما شجعوا وربما نعقوا .
فصل في العلاج
يجب أن يسقي في العاجل ماءً وعسلاً ولبن البقر الماعز ولبن الغنم أيضاً بعسل وغير عسل والسمن وحب الصنوبر مطبوخاَ بالزيت ولوز الصنوبر أيضاً وطبيخ التين وأيضاً الشراب الحلو الكثير وأيضاً البصل المشوي ويسقي بزر الفجل والخردل والحرف وبزر الأنجرة وكل حريف مقطع ويسقي من البصل والثوم والفجل وبزورها ولاء كالمثروديطوس والترياق والشجرينا ونحوه وترياق الأفيون وعلاجه التقيئة .
فصل في الشوكران
يعرض منه خنق وبرد أطراف وتمدد شديد خانق وغشاوة حتى لا يكاد يبصر شيئاً ويبطل التخيل ويبرد الأطراف ثم يتشنج ويخنق ويقتل .
فصل في العلاج
تستعمل أولاً الحقن والتقيئة والأسهال على ما علمت يبدأ بالحقن ثم يسقى الشراب الصرف شيئاً بعد شيء ساعة بعد ساعة فإنه عظيم النفع ثم يسقي لبن البقر وأفسنتين ويسقي الفلفل والشراب وكذلك يسقي الجندبادستر والسذاب والنعنع والحلتيت وورق الغار وحبه ورب العنب أيضاً وترياق الأفيون نافع لهم ومما ينفعهم بزر الأنجرة والأنجدان والقردمانا والميعة كل ذلك بالشراب وكذلك طبيخ قشور التوت ودهن البلسان مع لبن ويجب أن تضمد البطن منه والمعدة بدقيق حنطة مع خمر .
فصل في عنب الثعلب
المخدر الردي تعرض منه كمودة لون وجفاف لسان وفواق وقيء دم كثير ونفثه واختلاف سجحي مخاطي ويعرض منه في المذاق كطعم اللبن .


فصل في العلاج ! علاجهم على القانون العام يفعل ذلك ويسقوا لبن الأتن مع ماء العسل ولبن المعز أيضاً الحليب فصل في الكزبرة الرطبة إذا استكثر من الكزبرة الرطبة وأكل قريباً من نصف رطل أو شربت عصارتها دفعة وما يقرب من ذلك إلى أربع أواق حدث من ذلك دوار وسدر واختلاط عقل وغلظ صوت وسبات وحال كالسكر من إفحاش كلام سكري وغير ذلك ويشم منه رائحة الكزبرة .
فصل في العلاج
يجب أن يقيؤا وخصوصاً بدهن السوسن أو بالزيت وخصوصاً بطبيخ الشبث وفيه بورق ويطعموا صفرة البيض النيمرشت بالملح والفلفل ومرق الدجاج السمين بملح كثير وفلفل وكذلك مرق الأز والشراب القوي الصرف يسقونه قليلاً قليلاً ويكون ما يأكلونه بفلفل كثير وملح وينفعهم الأفسنتين أو الدار الصيني أو الفلفل في الشراب وينفعهم الماء المالح والميبختج غاية لهم .
فصل في بزر قطونا
قد يعرض من شرب بزر قطونا الكثير سقوط القوّة والنّبض وبرد جميع الأبدان والغمّ وضيق النفس والتمدد والقلق والخدر مع ضعف ثم الغشي العلاج : علاجه كعلاج الكزبرة .
فصل في الفطر
والكماة الرديئة مضرة الفطر إما بجنسه فإن منه ما هو قتّال بجنسه وإمّا بالإستكثار منه والردي في جنسه هو الذي لايكون نباته في موضع معروف بسلامة ما ينبت فيه بل يكون نباته في موضع رديء وعند حجرة الهوام وعند أشجار قوية الكيفيّات والأسود منه والأخضر والطاووسي كله رديء ويعرض منه ذبحة وضيق نفس ونفخة البطن والمعدة وفواق ومغص وصفار اللون وصغر النبض واقشعرار وغشي وعرق بارد ويقتل .
فصل في العلاج


يقيؤون بماء تودري وخصوصاً بعصير الفجل مع البورق ثم يسقون رماد الكرم في السكنجبين والكمثري ترياقه وخصوصاً ورق شجر البري منه والمري أيضاً ترياقه ويجب بعد التقيئة أن يسقى من المري النبطي شيئاً بعد شيء ومن البورق والعسل وذورق الدجاج عظيم النفع منه إذا سقي في السكنجبين والبورق أيضاً والملح الهندي وعصير الفوتنج مع السكنجبين والبورق والمعاجين الحارة من الفلافلي والكموني والشراب العتيق القوي والزراوند وأصل الجاوشير ودردري الشراب والخردل والحرف وأيضاً الأفسنتين والصعتر الجبلي وطبيخهما وطبيخ التين ويجب أن يكمد ما تحت الشراسيف منه دائماً .
فصل في السهام الأرمينيّة
ومما يليق بهذا الباب تدبير علاج من حرقته السهام الأرمينية قال أنه يجب أن يشرب على المكان القنة فهو علاج ذلك قالوا ويملح مسلوخ ابن عرس البري المنزوع الأحشاء ويقدد ويشرب منه مثقالان بشراب وقد بلغني أن شرب زبل الناس ترياق لذلك .
المقالة الثانية السموم المشروبة الحيوانية
هذه السموم المشروبة الحيوانية منها ما هي لحم ذلك الحيوان وجملة بدنه كيف كان ومنها ما هي عضو خاص من حيوان ومنها ما هي رطوبة منه وكلى قسم على قسمين فمن ذلك ما يكون لجوهره مثل لحم الضفادع الآجامية ومنها ما يكون لعارض يعرض له مثل السمك البارد والشواء المغموم واللبن الجامد في المعدة .
فصل في الحيوانات التي تقتل جملة أجسادها أو تفسد
أمّا القسم الأوّل من قسميه : فكالوزغة والذراريح والضفادع والأرنب البحري والحرذون .
وأمّا القسم الثاني : فالسمك البارد والشواء المغموم .
فصل في الذراريخ الذراريح


حادة حريفة قتّالة تحدث مغصاً ووجعاً في الأحشاء وبالجملة رجعاً ممتداً من الفم إلى العانة وأيضاً عند الورك والكليتين والشراسيف وتقرح المثانة تقريحاً موجعاً مورماً ويورم القضيب والعانة ونواحيها بالتهاب شديد ويقيم إلى البول فإذا أراد صاحبه أن يبول فإمّا أن لا يستطيع وإمّا أن يبول دماً وقطع لحم بوجع شديد وقد يعرض مع ذلك إسهال سحجي وغثي واختلاط عقل وسقوط عند القيام وغشي وثقل وأكثر نكايته بالمثانة ويجد صاحبه في فيه طعم القطران والزفت وأضر ما تكون هذه الحيوانات فيما يلي طلوع الشعرى قبل وبعد في الخريف .
فضل في العلاج يجب أن يقيّأ ويحقن بماء تودري ويجب أن يقع فيما يتقيأ به ويحقن النطرون وطبيخ التين أيضاً وتكون التقيئة متداركة وإن رأى أن يفصد حفظاَ للمثانة فعل ثم يسقى اللبن سقياً متداركاً ولعاب بزر قطونا وماء الرجلة والزبد الكثير ثم يحقن في هنا الوقت بماء الشعير والخطمي وبياض البيض ولعاب بزر الكتان أو بماء الشعير .
وماء الأرز أو طبيخ الحلبة أو طبيخ الخندروس والأمراق الدسمة ودهن اللوز ومخيض البقر جيد له وينقيه بماء العسل وحب الصنوبر الكبار والصغار والمبيبختج بشحم الأوز وشراب العسل والمطبوخ بالحبوب المدرة مثل : حب البطيخ والقثاء وطبيخ التين وشراب البنفسج وقيل إن سقي دهن السفرجل ترياق له ودهن السوسن وكذلك طين شاموس وينفعهم الإسهال بشراب إدرُومالي ويجب أن يقطر في إحليل شاربها دهن الورد بالزراقة بل بقمع لطيف ألين ما يكون ويستعمل الابزن الفاتر .
فصل في الأرنب البحري


يعرض لمن سقي عنه ضيق نفس وعسره وحمرة عين وسعال يابس ونفث دم وعسر البول وبول الدم أو بول بنفسجي ووجع في المعدة وفي مفرط الصفراء ودم ويرقان وكرب ووجع كلية وبرازه يكون بنفسجياً وربّما كان مخاطياً ويعرق منتناً يعاف الطعام وإذا رأى السمك اشمأز منه فإذا صار لا يشمئز منه فقد عوفي ويجد طعم السمك المنتن في فيه وفي جشائه مع ملوحة أيضاً وأكثر من يعافى منه يقع فى السل .
فصل في العلاج
ينفع منه شرب لبن الماعز منفعة بالغة ولبن الأتن أيضاً ولبن النساء من الثدي وقضبان الخبّازي أو الخطمي الرطب مسلوقاً ومرقة السرطان النهري خاصة فإنه يقدر أن يأكله دون سائر المائيات والقنفذ الطري المشوي أو دمه والحرذون البحري لا يعافه ويأكل منه .
وأما من الأدوية القوية فالفودنج النهري طرياً ودم الأوز حاراً طرياً أيضاً وبول الانسان المعتق وأصول بخور مريم ثمان أوبولوسات بشراب أو قطران يشرب ذلك القدر بشراب أو في طلاء والخربق القليل في شراب .
وإذا جاء اليوم الثاني من هيجان الأعراض وسكنت اتّخذ له حبّ من الخربق الأسود والسقمونيا والغاريقون ورب السوس والكثيراء أجزاء سواء والشربة درهم فما فوقه قليلاً بجلاّب وعلامة برئه أن يرى السمك فلا يشمئز منه بل يأكله وإذا وقع في السل عولج السل .
فصل في الوزغة والحرباء
لحم الوزغة قاتل وربما سقطت في الشراب وماتت فيه وتفسَّخت فصار ذلك الشراب كالسم يعرض من شربه القيء ووجع الفؤاد الشديد .
والحرباء أيضاً قتال قريب من هذا وبيضه كما يقال سمّ ساعة وسنذكره وقد قال قوم : إن هذه الدابة إذا طبخت ورُش طبيخها في ماء الحمام اخضر كل من يستحم منه مدة ثم يرجع إلى حاله قليلاً قليلاً وهذا قول لا أحقه .
العلاج : هو العلاج المشترك ومثل علاج الذراريح .
فصل في الحرذون
إن ضرباً من الحراذين هو سالامندرا أو فيه تشابه من طباعه وما يشبهها قتال يعرض لمن شرب لحمه ورم اللسان وحكة وصداع وحرقة وغشاوة عين .


يؤخذ السمسم والخرنوب النبطي والسكر بالسوية ويسقى بسمن البقر ويجب أن يسقى اللبن الحليب ويمرخ بالدهن ويستحم .
فصل في شرب سالامندرا
هذه ضرب من العظايا نصفها في باب العضّ ويعرض من ضربها أوجاع شديدة في المعدة وورم كالاستسقاء في البطن وكزاز واحتباس بول وقال غير هذا القائل وهو " آطيوس الآمدي " وغيره أنه يعرض من شربه تورم اللسان وذهاب العقل واسترخاء وزمانة واسوداد مواضع من البدن وعفونة أجزاء من البدن تسقط إذا عولج الإنسان فصح .
فصل في علاجها
علاجها المشترك علاج الأفيون وسقي الترياقات الكثيرة مثل " الفاروق " والمثروديطوس ونحوه وأما " أطيوس الآمدي " فقد ذكر أن علاجه علاج من أخذ الذراريح ومما يخصه أن يؤخذ الراتينج وعلك البطم واحد منهما أو كلاهما مع الميعة أو مع الجنطيانا وينفعهم ماء طبيخ الكمافيطوس مطبوخاً فيه حب الصنوبر الصغار وورق السرو وبزر الأنجرة ويشرب مع زيت وكذلك ينفع منه مص السلحفاة البحرية والضفادع المطبوخة بفودنج .
فصل في الضفادع الآجامية الخضر والبحرية الحمر
يعرض لمن شربها كمودة اللون إلى الصفرة ويورم البدن على سبيل الترهل وحرقة في الحلق والفم وعسر نفس وظلمة عين ودوار ونتن فم وربما تشنجوا أو امتدوا وأحياناً يعرض لهم إسهال دوسنطاريا وغثي وقيء واختلاط عقل وغشي وربما قذفوا المني والفضول بغير إرادة ومن تخلص منها لم يكد تسلم أسنانه بل تسقط .
فصل في العلاج
يقيأ بالزيت والماء الحار أو بشراب كثير ويكثر الرياضة والتعرق في الحمام والأبزن الحار والتمريخ بالأدهان الحارة وينفعه دواء الكركم واللك وكل ما ينفع من الاستسقاء وينفعهم شراب كثير مع وزن ثلاثة دراهم أصول القصب وكذلك السعد وقصب الذريرة في الشراب .
فصل في الضفادع الصفر
تنقطع منها الشهوة للطعام ويحمض الجشاء ويفسد اللون ويقع غثى وقيء ووجع فؤاد ويرم البطن والساقان .
فصل في العلاج
العلاج قريب من علاج الضفادع الأول الآجامية والبحرية .


القسم الآخر من هذا القسم السمك البارد السمك البارد وخصوصاً الموضوع في مكان ندي فإنه يعرض منه أعراض الفطر وربما لم يظهر شيء إلى يوم أو يومين .
العلاج : علاجه التقيئة وسائر علاج الفطر .
فصل في الشواء المغموم
واللحم الفاسد يجب إذا شوي لحم أي لحم كان أن لا يغم بل يترك مكشوفاً حتى يتنقس فإنه إن غُم صار سماً تعرض منه علامات الهيضة من الكرب وانطلاق البطن وربما فقد طاعمه عقله يوماً ويومين وربما سبت وقد يقتل .
فصل في العلاج
يقيأ ويسقي الميبة والميسوسن والشراب الريحاني مع عصارة السفرجل والتفاح والطين المختوم جيد له بعد القيء وتعالج هيضته بعلاج الهيضة .
فصل في الجنس الثاني من الحيوانية
وهو مثل المرارات القاتلة وطرف ذنب الأيل .
فصل في مرارة الأفعى
هذه من السموم التي إذا سقيت على النحر الذي به يقتل تواتر الغشي وقلما نفع الدواء .
فصل في العلاج
إن نفع شيء فالتقيئة بالسمن حالاً بعد حال والمبادرة إليه بعد القيء بالترياق والمثروديطوس والبادزهر أجلّ شيء له والمسك ودواؤه وإذا تواتر الغشيّ أوجر الشراب وماء لحم الفراريج مع شيء من المسك أو من دواء المسك .
فصل في مرارة النمر
يعرض لمن يشرب منه أن يتقيأ مرّة خضراء وصفراء ويجد ريح الصبر في أنفه وطعمه في فيه ويعرض منه في العين يرقان وهو قتّال فإن جاوز ثلاث ساعات رجي .
فصل في العلاج
يقيأ كما تدري ويسقي الترياق الخاص به وهو أن يؤخذ من الطين المختوم وحب الغار جزء جزء ومن أنفحة الغزال أربعة أجزاء ومن بزر السذاب والمر من كل واحد نصف جزء يعجن بعسل والشربة مثل الجوزة ومع ذلك يقيأ أيضاً ويجب أن يكون قد اتخذ له أبزن من ماء الرياحين .
فصل في مرارة كلب الماء
قال بعضم : إن أكل إنسان مرارة كلب الماء قدر عدسة قتل بعد أسبوع .
العلاج : يسقي سمن البقر مع الجنطيانا الرومي والدارصيني وأيضاً أنفحة الأرنب ويتمرخ فصل في طرف ذنب الأيل


يعرض لمن شربه كرب شديد وغشي وهو سم قاتل .
العلاج : يقيّأ شاربه كما تدري وأجوده بالسمن والشيرج ثم يسقي البندق والفستق وفيلزهرج معجونة معاً كل مرة بندقة كبيرة ويسقى ذلك في اليوم أربع مرات .
الجنس الثالث من الحيوانية الثور الطري : يعرض لمن شرب الطري منه عسر نفس ووجع اللوزتين والمريء وحمرة لسان وقطع دم جامد في الأسنان واللثة وغثيان شديد وكرب واضطراب وربما ظهر تأكل في الأسنان ثم يؤدي إلى خنق وكزاز .
فصل في العلاج
يجب أن يبادر هؤلاء إلى الحقنة والإسهال فإن تقيأه خطر فربما اندفع ما لا يطاق دفعه فخنق ويجب أن يسقى الأدوية الناقعة في جمود الدم مثل : التين الفج المملوء لبناَ وبزر الكرنب وأصول الأنجذان والحلتيت والبورق ورماد حطب التين في الخل والفلفل في الخل وعصارة ورق العليق في الخلّ والأنافح في الخل .
فإذا قطعت الأدوية الدم الجامد في بطونهم أسهلوا حينئذ وتضمّد بطونهم بدقيق الشعير مع مالي قراطون .
يخضر منه الوجه ويتورم ويسيل من البدن عرق منتن ومن الإبطين .
العلاج : يقيأ بماء فاتر ويسقى الطلاء مع دهن ورد وزن نصف درهم زراوند ونصف درهم ملح أندراني وينفع منه ترياق الطين المختوم .
فصل في بيض الحرباء
زعم بعضهم أن من شرب من بيض الحرباء قتل في الحال وإن لم يتدارك لم ينفع شيء .
علاجه : يسقى زرق البازي في الطلاء ثم يقيأ قيأً تاماً ويمرخ جسده بالسمن البقري ويكمد رأسه بالملح ويطعم النتن اليابس والرند والجنطيانا .
فصل في اللبن الفاسد
هو الذي يستحيل في طريق الحموضة إلى عفونة أخرى ويتولد عنه دوار وغثي ومغص في فم المعدة وربما عرضت منه هيضة قتالة .
فصل في العلاج
القيء بماء العسل ثم شرب الشراب الصرف مع الفلافلي ويكمد معدته بدهن الناردين . فصل في الدم الجامد


إن الدم إذا جمد في البطن كان لا محالة سمًا من هذا الجنس وإن كان إنما استفاد السمية لا من خارج البدن لأنه حيث يجمد فيه من أفضية البطن من الصدر والمعدة والأمعاء والمثانة تعرض منه أعراض رديئة فإنه إذا جمد في الصدر ذهب اللون وصغر النبض وضعف وأدى أولاً إلى تواتر واسترخاء المريض وأدى إلى الغشي .
وإذا جمد في المعدة برد البدن وعرض اختناق وصغر نبض وغشي مترادف .
وإذا جمد في المثانة عرض أعراض قريبة مما ذكر وكذلك في الأمعاء .
فصل في الأدوية العامة لذلك
هي الأقحوان الأبيض خاصة والأحمر أيضاً المقل والحاشا والأنافح ثلاث أوبولوسات وخصوصاً أنفح الأرنب ولبن التين والخل الحريف والحلتيت وماء رماد خشب التين المكرر ومما أورد وهو عجيب لبن الماعز قالوا أنه يذيب اللبن الجامد في الجوف أجمع أو يؤخذ الانجذان والكرنب أجزاء سواء يسقى في الخل وهو دواء عجيب .
فصل في علاج جمود الدم في المعدة والمثانة
هذا كنا قد ذكرنا في الكتاب الثالث مرة فليقابل البابان فنقول أن صاحبه يجب أن يقيأ إن أمكن بالعسل وعصارة الكرفس وينفع من ذلك ترياق الطين المختوم وطحين القرطم إذا ذوب في الماء الحار كان نافعاً جدا وهذا الدواء الذي نحن نصفه .
ونسخته : يؤخذ من الطين المختوم ثمانية دراهم أنفحة الأرنب ستة وثلاثون درهماً أنفحة الغزلان إثنان وثلاثون درهماً جنطيانا أربعة دراهم زراوند مدحرج أربعة دراهم بزر السذاب البري أربعة دراهم مرّ أربعة دراهم حلتيت أربعة دراهم يعجن بعسل والشربة منه كالجوزة في ماء حار أو في سكنجبين .
وأيضاً : يؤخذ رماد التين وزن درهمين مع مخ الأرنب مقدار مثقال وأظنه أنفحة الأرنب يدافان في خل خمر ويشرب والملح الأندراني مع أنفحة .
الجدي .


أيضاً : أو مثقال من خرء الكلب ويخصّ ما ينعقد منه في المثانة أن يعطي العليل عصارة ورق زرين درخت فإن له خاصية عجيبة في ذلك ويدام شرب السكنجبين والترياق والمثروديطوس والمدرات القوية وورق البرنجاسف والحلتيت وعصارة الكرفس وبزر الفجل كل ذلك في السكنجبين وفي الخل أيضاً فإن الخل دواء جيد لهذا الشأن وكذلك مثقال من القردمانا بماء حار أو نصف مثقال من حلتيت أو شربة من غاريقون أو سانيوس أو شيء من الأنافح أو درهمين من حب البلسان أو درهمين من أظفار الطيب أو درهمين من عود الفاوانيا وتستعمل الأدوية المفتّتة للعصا مشروبة ومحقونة وطلاء ويزرق في مثانته وزن نواة من ملح مسحوق محلول في ماء أو يستعمل ماء رماد الكرم فإن لم ينجع هذا لم يكن بد من الشق عن الدم الجامد واستخراجه كما تستخرج الحصاة .
قد يجمد اللبن في المعمة بسبب من الأسباب الموافية المجمدة أو لاستعداد قوي في اللبن أو لأنفحة شربت في اللبن ويعرض منه عرق بارد وغشي وحمى نافض وإن كان جموده مع أنفحة فهو أردأ وأسرع إلى الخنق وجمود اللبن في المعدة من جنس جمود الدم وتعرض منه الأحوال الرديئة مثل ما يعرض من ذلك ومن السموم فإنه يعرض أيضاً لجموده في المعدة برد البدن وصغر النبض واختناق مضيق للنفس وغشي وربما انتفخ بطن صاحبه .
فصل في العلاج


يجب أن يجنب من تجبّن اللبن في معدته الملوحات فانها تزيده تجبناً ولكن يجب أن تسقيه الخلّ وحده أو ممروجاٌ بماء واسقه من الفودنج اليابس وزن خمسة دراهم فإنه عجيب يحلّله من ساعته ولقوته في ذلك يمنع اللبن الحليب عن الجمود ويرققه واسقه من الأنافح شيئاً إلى مثقال فإنها تحلّله وتخرجه بقيء أو إسهال واسقه أيضاً الأدوية المذكورة لجمود الدم في المعدة وخصوصاً ما يتخذ من الطين المختوم مما ذكرته ودواء الأنجذان والكبريت أو يسقيان بالسوية في الخلّ وماء رماد خشب التين أيضاً إذا كرر استعمال الرماد فيه .
المقالة الثالثة في طرد الحشرات وفي علامات لدغ الحيات وأصنافها
فصل في كلام كلّي من قوانين المعالجة
اعلم أن القانون الأكبر في علاج النهش تقوية الحار الغريزي وتهييجه إلى المدافعة كما يفعله الترياق واللعبة البربرية وتدبير بالتقوية التحرق السم وتدفعه إلى خارج ومراعاة تقوية الأحشاء ثم دفع السم وإبطال فعله بالمشروبات والأطلية التي لها ذلك بخاصية أو بطبيعة معروفة على ما نذكر وربما دخل في هذه الأعراض شيء آخر وهو التدبير المقلل لرطوبات البدن فإن نفوذ السمّ في الأعضاء الأصلية أعسر وأصعب عليه من نفوذه في الرطوبات إذا وجدها وامتطاها ويدخل في هذا الباب الفصد والإسهال ونحوه وأولى الأوقات بالفصد حين ما تعلم أن السم قد انتشر في البدن وليس مما ينجذب وخصوصاً لمن كان ممتلئاً وقد يدخل في هذا الباب شيء آخر وهو تصيير الأخلاط متحركة إلى جهة أخرى غير جهة الأعضِاء الرئيسة .
والمشروبات على السموم : إما ترياقات وبادزهرات كلية أو خاصة بذلك السم وإما أدوية مضادة للسم بالمراج كالحلتيت المضاد لسم العقرب بالخاصة .
وإما مموجة للسم إلى خارج بتحريك الأخلاط إلى خارج كالأدوية المعرقة .
وإما أدوية منحية للأخلاط عن وجه السم فلا تجد علئ ما ذكرنا مركباً مثل الأدوية المسهّلة والمقيئة في اللسوع وكذلك المدرات .


وإما أدوية محركة للمواد إلى البعد عن الرئيسة فيتدافع ما يتحرك إليها كهذه الأدوية المسهلة والمقيئة والمدرة .
والأدوية التي تستعمل على العضوض أطلية فيها أعراض أحدها أن تمنع نفوذ السمّ في البدن وذلك إما برباطات وسدّ طرق ومنع نوم لتحرك الحار الغريزي إلى خارج فيدافع ومن هذا الباب قطع العضو الملسوع بأدوية تكوى وأسباب جواذب ولذلك القوابض ضارة لها لأنه لا أنفع من الدواء الذي يجذب السم إلى خارج ويمنعه عن النفوذ إلى داخل وخصوصاً إذا كان السم بعد لم ينتشر ومن هذا القبيل المحاجم .
وربما احتيج إلى شرط إن كان قد تعمق ونفذ وإن كان يمكن فإرسال العلق حينئذ يغني عن ذلك وعن المص ما دام في الجلد فإن المص ربما كفى ويجب أن يكون الماص غير صائم بل قد أكل وغسل فاه ويكون غير متآكل الأسنان وقد تمضمض بشراب ريجانيِ وشرب منه شيئاً وأمسك في فمه دهن الورد أو دهن البنفسج وإذا كان في فمه آفة أخر ودفعَ وكل ما يمصه هذا الماص فيجب أن يبصقه .
وأما الأدوية فمثل الأدوية المعرقة شرباً والمحمرة والجاذبة طلاء ويقول " جالينوس " أن الأدوية الجاذبة للسم إما أن تكون جاذبة بالقوة المسخنة أو بسبب المشاكلة لتجذب لتجب ما تشاكله مثل ما يفعل شحم التمساح لعضة التمساح ولحم الأفعى بعد قطع طرفيه في جذب سمه حتى تكون بعض الأدوية النافعة من السموم سموماً أيضاً لكنها أضعف وكأنها فيما يين مراج البدن ومراج السم وهذا القول مما يجب أن ينظر فيه الطبيعي من الحكماء ليعرف أنه غير متقن .
وأما الطبيب فليس يضزه ! أن لا يعرف هذا .
وكثير من النطولات الجاذبة تقرح وتنفط فيجب أن يسيل ما فيه فهذا من شرائط المطي ومن شرائطه أن يكون الدواء محيلاً لطبيعة السم إحدى الإحالات .
أما الإجماد كفعل أصل اليبروح .
وأما الإحراق كفعل الكي بالنار أو بالزيت والزفت خاصة الزفت المغلي وهو عمل أهل مصر .
وإما لخاصية مضادة وإما لكيفية في الحر والبرد مضادة .


وإذا اصتعمل ما يجذب في الابتداء أو يفعل شيئاً مما ذكرنا ولم ينفع وكان الأمر عظيماً قطع ما حوالي اللسعة وأخذ لحمه كله إلى العظم وإن كان الخوف أعظم من ذلك قطع العضو ثم كوي .
ومما يحتاج إليه في جميع أدوية السموم وخصوصاً في أطليتها أن تكون مسكنة للوجع ومتداركة لأعراض خفية تتبع اللسوع مثل القلقطار يقع في أطلية اللسوع ليحبس الدم إذا أمعن في سيلانه عن النهشة ومن الوصايا التي يجب أن تحفظ في السموم والعضوض أن تمنع اندمال الجرح إلى
فصل في المشروبات علي اللسوع
ومن الأدوية الجيدة أن يسقى بزر الجندقوقي في ماء أو شراب وطبيخ أنواع الفوفنج الثلاثة والجندبيدستر عجيب . وأما لبن اللاعية وأظنه الترياق المعروف بالبوشنجي والفراوي فشديد النفع من لسع جميع الهوام خصوصاً الأفاعي والجدوار والبوحا وبيش موش والآذريون وبزر الباذاورد والحرف وأيضاً الكمون الذي يشبه الشونيز والكاشم والثوم وقشور ورق العرعر مع الفلفل والفلفل نفسه .
قال " جالينوس " : الشراب الذي تقع فيه الأفعى نافع من لدع الهوام فكيف الترياق وبزر الأترج يضاد السم أجمع والشربة مثقالان .


وأصل الأنجدان نافع من جميع السموم وثمرة الفنجنكشت ودهن البلسان وحبّه والفنجنكشت والجوز مع التين والبندق والجنطيانا والجاوشير مع زراوند وزهر الدفلى وورقه وثمرة الدلب الطرية عجيب في ذلك والدارصيني الصيني وبعر الماعز محرقاً ضماداً وسقياً والكمادريوس والكاشم وأيضاً السرطان النهري مع لبن والنانخواه والسكبينج والفستق مع شراب والفودنج وطبيخه شرباً وضماداً والراسن والقيسوم والقردمانا والغاريقون وأصل الخنثى ثلاثة دراهم وكذلك بطون ابن عرس إلى معدته إذا حشي بالكزبرة وجفف وأخذ منه عند الحاجة وطبيخ الخبازي البستاني وبزر الخطمي ودماخ الدجاج خصوصاً مع أنفحة ومرق ابن عرس الحي ومرقة الجراد الحي إذا شرب بشراب والرق المملح وطبيخ السرطانات النهرية ودم السلحفاة والقنة عجيبة والجنطيانا عجيب وبزر الجزر البري نافع .
ومما ينفع في ذلك من الأدوية الباردة أصل اليبررح ضماداً بالعسل والهندباء البري عجيب في هذا الشأن والبرشياوشان .
ومما ركب غاريقون زراوند طويل .
وأيضاً ترياق عجيب بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ أفيون ومرّ درهم درهم فلفل درهم ونصف أصل الزراوند الطويل والمدحرج ! ثلاثة دراهم حرمل وكمون هندى من كل واحد درهم شونيز خمسة دراهم جنطيانا ثلاثة دراهم سذاب درهمين يعجن بعسل وماء الجرجير الشربة مثقال بمطبوخ جيد .
وأيضاً : دواء الطين المختوم بهذه الصفة ونسخته : وهو أن يؤخذ حب الغار مثقالان طين مختوم مثقالان وأوثولوسين يشرب بزيت والشربة بندقة في ثلاث أواق من ماء العسل .
وأيضاً : ترياق عام للسوع والمشروبات بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ فلفل وزن عشرة دراهم سنبل درهمين زراوند وأصل الحزاء من كل واحد درهم يعجن بعصير الخرنوب ويوضع في الشمس أربعين يوماً يحرك كل يوم مرة وكلما جف ينديه ويسقى بماء حار وقوم يدّعون أنه ينفع أيضاً كحلاً وطبيخ السرطانات النهرية ودم السلحفاة والرق المملح .


دواء نافع كل نهشة : يؤخذ شونيز بزر الحرمل كمون من كل واحد درخميان جنطيانا زراوند مدحرج من كل واحد درخمي فلفل أبيض مر من كل واحد نصف درخمي يعجن بعسل والشربة باقلاة رومية في الشراب .
وأيضاً : يؤخذ جنطيانا درهمين فلفل سذاب من كل واحد درهمين يعجن بعسل وهو شربة واحدة تسقى في الشراب .
وأيضاً : يؤخذ حماما حبّ البلسان من كل واحد ثلاث درخميات بزر الجرجير مر وزعفران من كل واحد درخمي طين البحيرة أربع درخميات يعجن بعسل منزوع والشربة مثل الباقلاة .
وأيضاً : يؤخذ حب البلسان زوفا يابس بزر اللفت البري فلفل أبيض وأسود دار فلفل وج أنيسون فطراساليون أسارون كمون كرماني بزر البنج من كل واحد أربعة سنبل فقاح الأذخر من كل واحد ستة يعجن بعسل والشربة باقلاة رومية .
فصل في الأطلية على اللسوع
مما يطلي عليها يؤخذ نفط أبيض أو أزرق أو الثوم كما هو أو مسلوقاً بالسمن أو الجندبيدستر بالزيت أو عصير الكراث الذي لم يمسه ماء والفوذنج النهري نعم الجذاب للسم والكبريت بالبول والدجاج والديك بشقان أحياء ويضمد بهما اللسعة وتبدل كل ساعة وتستعمل ضماداً وقال قوم أن الدجاج شديد الحرارة ولذلك يذيب ابنحاس المبلوع والرمل والحصي ويشبه أن يكون ذلك في حوصلته وكرشه لا غير .
ومما يضمّد به الملح أو الخل أو مرارة الثور أو النمام وورق الخنثى والرماد والخل وخصوصاً رماد حطب التين والكرم وخصوصاً في الابتداء والزفت والملح مطبوخين قالوا أن الضماد بالثوم والملح وبعر الماعز نافع من كل لسع إلا لدغ الأصلة الصم والضمّاد بالنورة والعسل والزيت نافع حتى للأصلَة .


وأيضاً : يؤخذ خردل وخل ونورة ويطلى عليه بماء الصابون أو القطران أو يطبخ الزفت بالملح ويطلى والزيت المغلى جيد في صبّه على اللسعة حتى لسعة الإفاعي وهو من معالجات أهل مصر وهو كي جيد والبصل مع السويق والمرهم المعمول بالملح ومرهم النطرون ومن النطولات الجيدة ماء البحر حاراً مفرداً ومع الخردل وطبيخ الجرد الحي وابن عرس .
فصل في أطلية إذا طلي بها على الأبدان لا تقربها الهوام
مما ذكر لهذا الشأن دماغ الأرنب مع الخلّ والزيت والميعة إذا حلت في الزيت والزيت المنقوع فيه ورق الصنوبر الطري المدقوق أو فقاح السرو أو حب العرعر وكذلك ورق الفنجنكشت في الزيت والقيسوم وأصل الأنجذان والخنثى والدوقو وحب البلسان وأصل الحرف كل ذلك بالزيت ومركبات منها مثل أن يؤخذ أصل الأنجذان الأسود وفقاح الساذج الطري وحب العرعِر من كل واحد جزأين .
أصل اليبروح نصف جزء حب البلسان وقردمانا من كل واحد ثلائة أجزاء يرض ويطبخ بزيت طبخاً جيداً حتى يصير له قوام ومخ الحمام ويدهن به .
أيضاً : ! يؤخذ خنثى درهمين حب البلسان وبزرالبنج من كل واحد نصف درهم يخلط بخل وزيت ويطلى به أيضاً : فقاح الصنوبر جزء أصل اليبروح جزأين بزر البنج ثلاثة أجزاء يخلط الجميع بالزيت ويطلى وهذا أيضاً يصلح بخوراَ .
وأيضاً : يؤخذ حب العرعر جزأين ميعة جزء واحد يخلط الجميع بدهن ويطلى به والطلي بدهن الفجل يهرب البق .
فصل في طرد الهوام علي الكلية
يجب أن يرش البيت بما سنذكره ويفرش به وتطلى الحجرة والكوَى بما ينطل به مما نذكره في البخورات وغيرها لئلا تقربها الهوام .


وأما البخورات فمثل دخان خشب الرمان فإنه يطرد الهوام وكذلك أصول السوسن وقضبان الرمان عجيبة في ذلك وكذلك القنة والقرون والأظلاف والحوافر والشعر والمقل والسكبينج والحلتيت وورق الغار وحبة والفوتنج والشيح والافتراش بالقطران والجعدة والتبخير بالفنجنكشت والافتراش به وكذلك الحرف وكذلك رماد خشب وإن اتخذت دخنة من أفيون وشونيز وقنة وقرن الأيل والكبريت وأظلاف المعز طردت الحيات والهوام .
وأيضاً يؤخذ ميعة وقرن الإبل وشونيز وقفر جزء جزء شعر الماعز وأظلافها من كل واحد نصف جزء يقرض ويبخر به الفراش .
أخرى : يؤخذ قردمانا وأصل الانجذان الأسود وميعة من كل واحد أوقية قشور بيض النعام شونيز بزر الحرمل من كل واحد أوقيتين .
وأيضاً : ورق السرو أو الصنوبر وشونيز وبزر البنج من كل واحد درخمي قشور أصل اليبروح درخمي شعر الماعز ثلاث درخميات فودنج درخميين قفر أربع درخميات ويخلط ويبخر به على جمر الكرم وفي بخوره أمان .
ومما إذا فرش نفر أكثر الهوام دواء بهذه الصفة .
ونسخته : هو السيسنبر والحبق والفنجنكشت حرز عجيب من الهرام إذا فرش حول المرقد والشيخ أيضاً والحلتيت والغار عجيب في هذا وكذلك إذا جعل حول المجلس مندل من رمإد خشب الصنوبر ومما يستظهر به في إبعادها أن توضع المصابيح والسرج في المرضع البعيد من المرقد فتميل إليه .
ومما يستظهر به في دفع الحشرات والهوام إمساك مثل اللقلق والطاوس والبيضانيات والأيايل والقنافذ وبنات عرس وما يجري مجراه فإن الهوام تفزع منها فإذا ظهرت قتلتها قالوا من اتخذ سفرة من جلد التامور لم تقربه حية وكذلك إذا اتخذ منها لباساً حكاه من لا يوثق بقوله .
قالوا الخربق يقتل الكلاب والذئاب وخانق النمر يقتل النمر وخانق الذئب يقتل الذئب والكلب وابن آوى واللوز المر يقتل الثعالب والدفلى وورق الأزاثرخت يقتل البهائم وأكثر هذا معروف .
فصل في طرد الحيات


مما يطردها بالدخان قرن الأيايل وأظلاف المعز وأصل السوسن والعاقرقرحا والكبريت ومن لطخ بدنه بلوف الحية وعصارته أو طبيخة لم تنهشه الأفعى ورشّ الموضع بما حل فيه النوشادر مما يهربها عنه والخردل يقتلها وإذا وضع على مسالكها تنحت عنه ومما يقتل الحيات تفل الصائم في فيها وخصوصاً إن أخذ في فمه النوشادر .
فصل في طرد العقارب وقتلها
العقارب يقتلها تفل الصائم الحار المراج عليها والفجل المشدوخ وعصارته إذا مسها وورقه وكذلك الباذروج .
فصل في بخور يخرج العقارب
يؤخذ ميعة زرنيخ بعر الغنم شحم ثرب الغنم أجزاء سواء يذاب الثرب وتخلط به الأدوية ويبخر عند حجرة العقارب وإذا وضع الفجل المقطع على حجرة العقرب لم يجسر أن يخرج منه
فصل في طرد البراغيث
إذا رش البيت بنقيع الحنظل تماوتت البراغيث وتهاربت وكذلك طبيخ الخرنوب وطبيخ العليق قالوا وإذا جعل دم التيس في حفرة في البيت اجتمعت البراغيث عنده ثم لتّقتل وكذلك تجتمع على خشبة مطلية بشحم القنفذ ويهربن من ريح الكبريت وورق الدفلى وههنا حشيشة معروفة بكيكوانة أي حشيشة البرغوث إذا جعل في الفراش أسكرها وأخدرها فلم تعش .
فصل في طرد البعوض والبق
يدخن بنشارة خشب الصنوبر أو بالقلقديس أو بالشونيز والأجود أن يجمع بينها وكذلك التدخين بالآس اليابس وبالكبريت والمقل والشوكة المنتنة المسماة قونوزا وأخثاء البقر والحرمل مدخناً به وموضوعاً على الفراش والمكوى وبورق السرو وجوزه وإذا رش البيت بطبيخ أصل الترمس نفع ذلك أو بطبيخ الشونيز أو بطبيخ الحرمل أو بطبيخ الأفسنتين أو طبيخ السذاب .
فصل في طرد ابن عرس
قالوا يطرده ريح السذاب .
فصل في طرد الفأرة وقتلها


الفأرة يقتلها المرداسنج والخربق وأيضاً الخربق وبزر البنج وكذلك أصل الكرنب وكذلك يصل الفأر والشك وخبث الحديد وزعفرانه ويطردها الفأرة الذكر إذا سلخ وترك في البيت أو خصي أو قطع ذنبه والسلخ أقوى وقيل أن ربط الواحدة منها في البيت مشدودة الرجل من خيط صوف مؤيد يهرب الباقيات وفيه نظر .
فصل في طرد النمل
إذا جعل على حجرها قطران هربت منه وكذلك من المغناطيس ومن مرارة الثور من الزفت ومن الحلتيت ويهربن من دخان النمل نفسه .
فصل في طرد الذباب
يقتلها الزرنيخ إذا جعل شيء منه في اللبن ووضع للذباب ويقتلها دخانه وطبيخ الكندر وطبيخ الخربق الأسود .
فصل في طرد الزنابير
يهربن عن بخار الكبريت والثوم ولا يقربن من تَلَطخ بالخطمي أو بعصارة البخازي والزيت .
فصل في طرد الخنافس يطردها على ما قيل دخان الدلب وخصوصاً دخان ورقه .
لا تألف الأرضة داراً فيه هدهد والتقتير والتدخين بأعضاء الهدهد وريشه يقتل الأرضة فيما يقال .
فصل في طرد السوس
الأفسنتين يمغ الثياب عن التسوس وكذلك الفودنج وكذلك قشور الأترج .
فصل في أصناف الحيات
إن العلماء بأمر الحيات وطبائعها قسموها ثلاثة أقسام : قسم شديد الحدة لا يمهل من الحال إلى فوق ثلاث ساعات ولا علاج للسوعها وهي الصم والأصلال ولا ينفع فيها إلا قطع العضو في الحال أو الكيّ البالغ النافذ بالنار فإنه يحرق السمّ ويضيق المجاري وقد ينفع في علاجها التقيئة على الامتلاء من سمك مالح ثم بعد ذلك يعقب المعالجات الأخرى وإن كانت الحية أضعف يسيراً كفى الربط الشديد ثم سائر العلاج المشترك .
وقسم ضعيف قلما يقتل وقسم متوسط لا يتأخر عن ثلاثة إلى سبعة .
قالوا وأما التنين البرّي ونحوه من الحيات الكبار الجثة فإنما يعالج لسعه من حيث هو قرحة فقط لا من حيث هو سم يعتدّ به .
قالوا والطبقة الأولى أجناس : فمنها مثل الحية المسماة بالملكة وباليونانية باسليقوس وهي تقتل بلحظها أو باستماع صوتها .


ومنها مثل الحية المسماة بالخطّاف ولونها يشبه لون الخطّاف وطولها قريب من ذراع وتقتل قبل ساعتين .
ومثل الحية المسمّاه أسقلس اليابسة لشدة يبس جلدها وهي في قدرها بين ثلإثة أذرع إلى خمسة أذرع ولونها رمادي أو إلى الصفرة وعيونها شديدة الضوء وتقتل ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات .
ومنها البزّاقة فإنها تقتدر على أن تمجّ بزاقها وتزرقه بعصر أسنانها بعضها على بعض فتقتل من يقع عليه بصاقها أو رائحة بصاقها وطولها إلى ذراعين ولونها رمادي إلى الصفرة وتقتل ملسوعها قبل أن توجع .
وهذه الطبقة إنما تذكر في الكتب لا لرجاء كثير في معالجتها ولكن لتعلم ويعلم أنها لا ينفع فيها علاج إلا ما قد ذكر فلعله ينفع أحياناً بما قلناه .
وللصم المقصعة أصناف أخرى تكثر في حدود مصر وربما كان لبعضها قرنان وألوانها مختلفة بيض وشقر وحمر وعسلية ورمد وقد تكون على خْلق الأفاعي وقد تكون لبعضها أسنان كالصنانير والثعابين القتّالة في الحال من هذا القبيل .
والطبقة الثانية من الأفاعي ونحوها أيضاً مختلفة : منها الإفاعي الأصلية ومنها الأفاعي البلّوطية ومنها المعطشة وسائر ما نذكره وقد يعرض للحيات اختلاف أيضاً لا في النوع بل بحسب الاتفاق في نوع واحد .
وإذا اختلفت بالذكورة والأنوثة فالذكورة أقل أنياباً وأكثرسماً وأحد على أن قوماً قالوا أن الإناث أردأ بكثرة أنيابها وأيضاً من قبل السن فإن الفتى أردأ من المسن ومن قبل الجثث فإن الكبار أردأ من الصغائر القصار الجثث إذا كان نوعهما واحد .
وأما من قبل المكان فان التي تأوي المعاطش والجبال أردأ من التي تأوي الريوف والأمكنة الكثيرة المياه وأما من قبل حالها في الامتلاء والخلاء فإن الجياع منها أردأ سمًا .
وأما التي من قبل انفعالاتها النفسانية فإن المحرجة العضبى أردأ سماً .


وأما من قبل الزمان فإن سمها في الصيف أردأ قالوا والطوال الغلاظ من جنس واحد أردأ وقد ظن بعض الناس أن سم الحيات والأفاعي بارد وهو في غلط الذي يعرض من البرد لملسوعها فهو لموت الحار الغريزي بمضادة السم والحار الغريزي هو الذي يسخن البدن بانتشاره واشتعاله .
وأما إذا لم يك حار غريزي واشتعل القلب ناراً حقيقة لم يجب أن تسخن له الأطراف وقد ظن قوم أن سم الأصلة خاصة بارد ويجمع دم القلب ويجمّده ولذلك يخدر جداً وليس هو كذا بل هو بما يحلل الحار الغريزي ويميته والذي يحتج به من أن الحيوان البارد المراج يكون في الشتاء ميتاً والحار تزداد حرارته وحدّته كائناً من كان هذا التأويل حجته غير صحيحة ولا هذه الدعوى تصح في الحشرات الصغار ولكن في الحيوانات الكبار الأبدان والدليل على فساد هذا القول أن الزنبور حار المراج جداً وهو مما يتماوت في الشتاء فلا يتحرك ولا يبعد أن تكون الحية مع حرارة مراجها لا تتحرك شتاء للمضادة في المراج الطبيعي ولما يعرض لها من أحوال أخر
فصل في لسع باسليقوس
وهو الأول من الصم وجرمانا ولست أعلم أنه هو أو غيره .
قال قوم أنها إنما تسمى ملكة لأنها مكللة الرأس طولها شبران إلى ثلاثة ورأسها حاد جداً وعيناها حمراوان ولونها إلى سواد وصفرة وتحرق كل ما تنساب عليه ولا ينبت حول حجرها شيء إذا حاذى مسكنها طائر سقط ولا يحسّ بها حيوان إلا هرب فإن كان أقرب من ذلك خدر فلم يتحرك وتقتل بصفيرها إلى غلوة ومن وقع عليه بصرها من بعيد مات وليس كما يقال أن من وقع عليها بصره مات ومن نهشته ذاب بدنه وانتفخ وسال صديداً ومات في الحال ومات كل ما يقرب من ذلك الميت من الحيوانات وقلّما يتخلص من ضرر جواره ولكن قد يمكن في بعض الأوقات أن تمس بعصا وفي الأكثر من مسها بعصا هلك هو يتوسّط العصا ولذلك قد مسها فارس برمحه فمات الفارس ودابته ولسعت حجفلة الفرس فمات الفرس والفارس وهذه الحية تكثر ببلاد الترك ولوبية .


فصل في علامة لسعها
هي أن ترى موتاً بغتة من غير وقوع سبب بادٍ ظاهر وخصوصاً إذا كان في موضع عرف بتلك الحية فلا علاج له أصلاً .
فصل في لسع جرمانا
قد ذكر جرمانا في صفات قريبة من صفات الملكة من أنها لا تشوى وليس إنما تقتل باللسع فقط بل وباللحظ وبإسماع الصفير وأي حيوان لسعته تهرى وأهلك ما يقرب منه من الحيرانات لكنهم وصفوا قدها بخلاف قد الملكة فزعموا أنها من ذراع إلى ذراع ونصف قالوا وأن لا ينفع ملسوعها شيء وإن نفعه شيء فبزر الخشخاش إلى درهمين والجندبيدستر إلى درهمين فقد شهد قوم بذلك . فصل في علامات لسع الحية المسماة بالخطاف
وهي من الصم يعرض لملسوعها فواق وتغير لون وخدر وبرد أعضاء وسبات وانغماض أجفان مع شدة خفقان يختص به وعظم وجع وعلاجها علاج الصم وقد ذكرناه . فصل في علامات لسع أسقيوس اليابسة
وهي من الصم من لسعته هذه عرض له ما يعرض من لسع الخطّاف فيتغيّر لونه ويخدر ويكثر فواقه وتبرد أعضاؤه وتتغمّض أجفانه وتسبت وعلاجها علاج الصم وقد ذكرناه .
من لسعته يبقى بلا حسّ ولا حركة مسكوتاً مسبوتاً بعد الأمور الأخرى المذكورة في باب أسقيوس بعد تثاؤب متتابع وتغميض والتواء رقبة وكزاز ونبض غير منتظم ولا يحس بوجع وربما أحس في أوائل الأمر بوجع مقيء تراه يدخل إصبعه حلقه ليتقيأ وقد ذكر بعضهم أسقيوس ووصفها بأنها ترفع رأسها وتبصق السم فلست أدري أنها والتي ذكرناها نوع واحد وهي من جنس البصاقات لكنه ذكر من أعراضها أن موضع لسعها صغير بقدر نخس الإبرة من غير ورم ويسيل منه دم قليل أسود وتعرض لملسوعها غشاوة عين ووجع في إلأحشاء والفؤاد أولاً ثم يعرض التغميض والسبات ولا يعيش فوق ثلث النهار وعلاجها من جنس علاج الصم وقد ذكرناه .
فصل في لسع المقرنه


هي جنس من الصمّ يكون طولها من ذراع إلى ذراعين وعلى رأسه نتوءان كقرنين ولون بدنها لون الرمل ويكون على بطنها كفلوس يابسة صلبة تكش على الأرض بصرير وأسنانها مستوية غير معوجة وأكثرها في المواضع الرملية .
قال قوم ومنها جنس يسمى القصيرة وهي بسبب أن قرنها أقصر وقد سقط قرنها وهي أيضاً قصار صغار وهي كبيرة اللحيين ولذلك تسمى اللحيانية .
يحس في موضع اللسعة كأن إبرة أو مسماراً غرز فيه وركّز ويثقل بدنه ثقلاً عظيماً ينتفخ جفناه ويعرض له دوار وظلمة عين وذهاب عقل وعلاجها أيضاً علاج الصم ومما يختص بها أن يسقى بزر الفجل مع شراب وخصوصاً إذا تقيأوا به واذا قذفوا نفعهم الكمون الهندي والسمسم نافع أيضاً من عضه مع شراب والجندبيدستر مع شراب والفودنج البري مع شراب وبزر الفجل عجيب المنفعة فيه ويوضع على اللسعة ملح مسحوق معجون بقطران أو بصل مدقوق بخل .
فصل في حية تسمى أودريس
وكدوسودروس هذه الحية إذا كانت في الماء سماها اليونانيون أودروس وإذا كان مسكنها في البر سميت كدوسودروس وهي أصغر من الأصلة الصمّاء وأعرض عتقاً وأشر وأضر يعرض من - لسعتها أن تأخذ اللسعة بوجع شديد أو تلتهب ثم تخضر وتتآَكل ويعرض للملسوع دوار وقذف مرة منتنة وحركة غير منتظمة وضعف قوة ويهلك في الأكثر في الساعة الثالثة ولا تجاوز الثالث فإن أفلت لأنها مائية أو لأن مراج الملسوع قوفي لزمته أمراض لا يكاد يبرأ منها . فصل في العلاج
علاجه العلاج العام ومما يختص به أن يشرب من جوز السرو المنقّى مع حب الآس من كل واحد درخمي بماء العسل أو بشراب وكذلك الزراوند وزن درهمين بشراب أو خل ممروج وكذلك عصارة الفراسيون ويضمد بالكلس والزيت والفودنج الجبلي وقشور أصل البلوط ونحو ذلك مفردة ومخلوطة ومما يخلط به دقيق الشعير .
فصل في أذريس


إنما ذكرت أذريس في هذه
الجملة لأني غير واثق هل هو أدريوس وقد خولف بالتصريف والكتابة كما يقع في كتابة كلمات اليونانيين أو حية أخرى لكن الموضع الذي نقلت منه هذا قد ذكر مصنفه للسعتها أعراضاً أخر فقال أنّ لسعتها تجرح ويستعرض جرحها ويكمد لونه وتخرج منه رطوبة سوداء كثيرة منتنة جداً ويطول علاجهم ويعسر فيجب أن ينظر غيري في هذا ويعرف حاله لينتقل إلى الطبقة الثانية من الحيات .
فصل في قول كلي في لسع الأفاعي وأحكامها
شر الإفاعي والتنانين ذكورتها وأما الإناث فإنها أسلم ولسع الأنثى يعرف بوجود مغارز لأكثر من نابين في الجهة التي عضّ بها ويخرج في أول الأمر من موضع النابين أو الأنياب دم ثم صديد غالي وربما ابتدأ مائياً ثم زيتياً ثم زنجارياً قد استحال إلى جوهر السم ولونه ويوجع الموضع ثم يدبّ وجعه ثم يظهر ورم حار أحمر ذو بثور كثيرة ونفّاطات كحرق النار وربما فشا ثم يخصر ذلك الورم في قرب اللسعة ويجف الفم ويعرض في الأحشاء التهاب وفي البدن حمى مع نافض ثم عرق بارد وفساد لون إلى خضرة وتهيج دوار وتواتر نفس وصغره وغثى وفواق وربما قاء خلطاً مرياً ويعسر البول ويثقل الرأس وربما أرعف ويظهر ثقل في الصلب ثم عرق بارد ورعدة شديدة وغشي وأكثر ما يهلك يهلك في ثلاثة أيام وربما بقي إلى السابع .
فصل في علاج لسع الإفاعي


بما هو كالقانون تراعى الأصول المشتركة في العلاج ثم أقوى العلاج المبادرة إلى ترياق الإفاعي وإذا تأخر فقد يمكن أن ينفع الترياق كثيراً وقد يمكن أن لا ينفع وأما مصيره آلة للسم فليس بشيء لأن الطبيعة هي التي تستعمل الآلات وأما الشيء الغريب فليس يمكنه أن يستعملها اللهم إلا أن يتفق هيجان منهما معاً وإن أمكنه الإستكثار من الثوم والشراب فربما استغنى عن كل علاج وكذلك الكراث والبصل مع الشراب إن لم يوجد الثوم وقد ذكروا أن ذكر الأيل مشوياَ إذا طعم في الحال نفع والحرمل من الأدوية المخلصة وكذلك لب حب الأترج ومن الترياقات الخاصة بها القوية أنيسون اكسوثافون فلفل أربع درخميات قشر الزراوند المدحرج جندبادستر مر من كل واحد درخمي يعجن بالطلاء والشربة جوزة .
أيضاً : يؤخذ مر جندبادستر فلفل زرنيخ أحمر من كل واحد درهم بزر الشبث أوقيتين وأيضاً : يؤخذ بزر الحندقوقي وزاراوند مدحرج والسذاب البزي ليس هو الحرمل على ما يظنه بعضهم بل هو ضرب من السذاب نفسه .
ويجب أن يعطي السمن الكثير وخصوصاً العتيق فكثيراً ما خلص السمن العتيق وحده ويجلس في أبزن من لبن ويكلف الانتباه ويمشي ويحمم في بعض الأوقات حماماً معرقاً ويسقى الأنافح ونحوها عقيب ذلك وخيرها أنفحة الأرنب الطرية فإنها أيضاً أطيب إذا سقيت بأربع أواقي خمر ممروج باعتدال وأنفحة الأيل أيضاَ جيدة .
قال قوم : إن أخذ إنسان البصل البحري ومضغه وبلع ما يسيل منه وضمد بثقله اللسعة ثم يهلك البتة .
وجرب قوم مرقة الضفادع فكانت نافعة مخلصة إذا أكلت ولحم ابن عرس المخلل المملح والسرطانات البحرية ودم السلحفاة البحرية وقال قوم أن الحجر الذي يعرف بحجر الحية إذا علق كان فيه عافية .
فصل في سائر المشروبات الممدوحة في لسع الإفاعي


قالوا الكرفس البري وهو السمرفيون جيد من ذلك وأصل الوجّ وورق الزراوند وأصله وأصل المرو وأصل الفاشرا أو الفاشرستين أو الغاريقون أي ذلك كان يسقى منه في شراب حلو قدر درخمي وكذلك عصارة أناغلس أي آذان الفأر وكذلك الكمون لا سيما الجبلي وعصارة الكرنب أو قسط درخميين مع أثولوسين فلفلاً أو أصل بخور مريم أو بزر الكاشم أو أصله أو بزر الحرمل بعصارة الكراث أو عصارة الحرشف وأيضاً أنفحة الأرنب ودقيق الكرسنة خاصة والزنجبيل في لبن النساء ويسقى أصل الحز أو الحزنبل الذي هو معروف بنواحي الترك وهو شديد المنفعة وقسر الزراوند وأصل الحندقوقي وقد زعموا أن التربذ إذا سقي في لبن حليب نفع جداً ولبن اللاعية وأظنه الترياق الفراوي والبوشنجي نافع أيضاً فيما ذكر من لسع الأفاعي وجميع الهوام أو الجاوشير وزن درهمين مع خلّ .
وأيضاً يؤخذ من القسط ثلاثة مثاقيل أو من الجنطيانا وأيضاً مما هو جيد بعر المعز يفت في شراب ويسقى وجميع المقطعات الحادة خصوصاً الثوم والبصل والكرّاث والفجل وماؤه وجميع المملحات خصوصاَ جوف ابن عرس والعقرب المشوية ومرارة الديك وسائر الطير .
ومن العصارات الشديدة النفع عصارة السذاب وعصارة ورق التفاح وعصارة المرزنجوس والخل نفسه ويغلى منه أربع أواقي ويسقى وعصارة أطراف الكرنب النبطي أو بول الإنسان فيما يقال .
فصل في الضمادات
من خارج هذه الضمّادات الجذابة تستعمل قبل أن يتورّم وهي تتخذ من الأبهل وحب الغار ومن البابونج والاشقيل المشوي خاصة ودقيق الكرسنة كل ذلك أفراداً ومخلوطة بشراب والتضميد بالجبن العتيق جيد بالغ والتضميد بالدجاج المشقوق جيد جداً غاية وكذلك بلحم الأفاعي
فصل في الحيّات البازقة للدم


من المسام كلّها مثل أموريوس وبسطيس هذه الحيّات رديئة إذا لسعت انفجرت المسام والمنافذ كلها دماً منبعثاً نجاجاً حتى من القروح المندملة مع وجع مفصل وقيء دم ونفث دم وقد ذكرت القدماء أن هاتين الحيّتين رمليّتا الأبدان وعلى أبدانهما نقط سود وبيض وأطوالها أطوال المقزنة وقد قال بعضهم أنها أصغر من الأفعى ورؤوسها وأذنابها دقاق وهي رمدة الألوان وربما كانت سوداء وحمراء وبيضاء وتكون على رؤوسها جدد بيض متقاطعة ولأنسيابها كشيش ليبوسة قشور بطونها كأنها خشخشسة أ القضبان وهي ثقال الحركة مستوية الأسنان وهذا يصفها بصفات بعض حيات الطبقة الأولى ويقول هذه حيات رديئة يفجر لسعها المسام والمجاري الطبيعية دماً منبعثاً نجاجاً وربما سال منه شيء قليل مائي حتى من أبدان القروح المندملة حتى من مآقي العين وانزعاج قيء دم ونفث دم ورعاف مع وجع في المعدة وقالى بعضهم أن الموضع يرم ويسود ويسيل منه شيء قليل مائي ويستطلق البطن ويضيق .
النفس ويعرس البول وينقطع الصوت وتسترخي الأعضاء ويغلب على البدن حالة كالنسيان ويحدث الكزاز وتسقط الأسنان ويموت صاحبه .
فصل في العلاج
علاجهم قريب من علاج الأصلال والأفاعي من حيث يسقون شراباً كثيراً ويقيئون عليه بعد التغذية بمثل الطرنج والسمك المالح والثوم ويكرر عليهم القيء ثم يأكلون بعد ذلك الخبز بالسمك المكبب على الجمر ويأكلون الزبيب وبزر الفجل أيضاً مما ينفعهم وخصوصاً بشراب وعصارة الخشخاش مع أصل السوسن الاسمانجوني بشراب وقد ينفعهم بياض البيض بشراب وقد ينفعهم من حيث نزف الدم التضميد ببقلة الحمقا ودقيق الشعير وورق الكرم المطبوخ أو لسان الحمل أو العفص ومما يحبس الدم بالكي الكراث والانجرة والسذاب بدقيق الشعير وبياض البيض .
فصل في الحية المعطشة


قالوا أن الحية المعطشة طولها شبر واحد على بدنها آثار سود كثيرة ورأسها صغير وعنقها غليظ ويبتدىء خلقها من عنق غليظ إلى ذنب دقيق . وقال قوم أن كثر ما تكون هذه في بلاد لوبية والشام وصورتها صورة الأفعى ولون مؤخرها إلى الأذناب إلى السواد وتنساب مشيلة ذنبها .
وقال قوم أنها تكون في السواحل قالوا ويعرض لملسوعها أن يحترق بطنه ويلتهب فلا يروي من الماء بل لا يزال يشرب من غير خروج شيء ببول أو عرق حتى ينتفخ بدنه كله ويجري الماء في جميع عروقه .
تدبيرهم بعد المشتركات من التدابير وإلزامهم شرب الدهن الكثير والقذف ثم حقنهم بما يخرج الأثقال والرطوبات ويجذب الماء إلى أسفل أن يعطوا المدرّات مثل طبيخ الكرفس والسنبل الهندي والدار صيني والأسارون والساليوس والفطر اساليون ونحو ذلك ويضمدوا من خارج بالملح والنورة والزيت وبالأضمدة التي نذكرها لمن عضّه الكلب الكَلِب .
فصل في القفازة والطفارة
هذه حيات صغار قصار دقاق ربما كمنت على الأشجار راصدة وترمي بأنفسها على من يمر بها وتثب منزعجة إليه . أقول أن جنساً من هذه الحيات رأيتها بنواحي دِهِسْتازن هي إلى الحمرة وهي خبيثة جداً وقالوا يعرض من نهشها وجع شديد وورم حار في جميع البدن إن كان من الجنس الذي رأيناه فيعرض منها الهلاك .
قالوا وعلاجها : العلاج المشترك وعلاج الأفاعي .
وقد ذكر حية اسمها أمغيسينا وذكر أنها الطفارة إلى الجهتين ولست أحقق أنها هي القفّازة أو غيرهما لكنهم يصفونها بأن طرفيها متساويان في الغلظ ومساويان للوسط وما أظن أن هذا هو الذي رأيناه بالحق .
فصل في البلوطية
وهي درونيوس هذه تأوي المبالط ويعرض من لسعها انسلاخ الجلد لملسوعها وانسلاخ جلد من يخالطه ويعالجه ولهارائحة خبيثة تسدك بمن يباشر قتلها سواء كانت شامة أو غير شامة وتعرض منها أعراض لسع الأفاعي .


فصل في العلاج علاج هذه كعلاج الأفاعي وينفعهم خاصة شرب الزراوند الطويل بالشراب وكذلك الحندقوقي وأصل الخنثى في الشراب والتضميد بثمرة البلّوط . فصل في الجاورسية
هذه جنس من الحيات كأن ألوانها لصفرتها لون الجاورس وتعرض لمن لسعته أعراض رديئة شبيهة بأعراض الأفاعي وعلاجها ذلك العلاج .
فصل في الحيّة المسمّاة بسيسطالي
قالوا أنها تشبه الطفارة إلى الجهتين لكن تلك شر وأعراضها تلك الأعراض وعلاجها ذلك العلاج .
فصل في الحية الرقشاء
ذات الألوان المختلفة قد ذكر بعضهم أنها خبيثة تقتل في اليوم الثاني بتأكيل الكبد وتفتيت الأمعاء ُوعلاجها علاج الأفاعي الصّعبة .
قد وصفت هذه الحية بأن أعراضها أعراض الأفاعي لكن مع انتفاخ من موضع اللسعة وصلابة ونفاخات ويظهر سيلان رطوبة دمويّة وسوداء من ذلك الموضع ويعرض له تغيّر عقل وغشاوة بصر وكزاز مهلك وعلاجها علاج الأفاعي وقد ذكرت أنا هذه الحية في هذا الموضع تخميناً وما أعرفها ولا طبيعتها ولا جنسها بالتحقيق ولا أعرف هل هي في المكرّر أم ليس .
فصل في فنجونيوس
قالوا لسعها شبيه بلسع الأفعى لكن يعرض للحم الملسوع منها فساد واسترخاء كما لمن به الاستسقاء ويعرض سبات ونسيان وإسقام في الكبد والصائم والقولون وقولي في هذه الحية وإني على التخمين أوردتها في هذا الموضع قولي في التي قبلها وربما لم تكن من هذه الطبقة بل من الطبقة المعفنة وعلاجها علاج الأفاعي .
فصل في ممرذوطيس ومواعروس
قالوا أن هذه الحيات طول كل واحدة منها إلى ذراع وألوانها ألوان الرمل وعلى أبدانها آثار .
قالوا ويعرض لمن تلسعه وجع شديد في موضع اللسعة وورم عظيم ويسيل منه صديد دموي ويعرض له وجع في المثانة والكبد والمراق مبرح وهو مما يقتل في الثالث ولا يمهل بعد السابع .
فصل في علاجهما


قالوا أن علاج ملمدغهما العلاج العامي ويخصّهم سقي الجندبيدستر والدار صيني وأصل القنطوريون من أيها كان درهمان بشراب وينفعهم أصل الزراوند وخصوصاً الطويل منفعة عظيمة وكذلك أصل الشواصر أو عصارته خاصة واْصل الجنطيانا وينفعهم من الأضدمة العنصل المطبوخ المجفّف المدقوق وقشور الرمان وكذلك القنطوريون وبزر الكتان والخسّ وبزر الحرمل واللبلاب والسذاب البرّ وتنفعهما الضمّادات المختصة بالقروح المتعفّنة .
فصل في الحية المسماة سيسر
وهي المعفّنة قد زعم قوم أنها حيات تكون في بلاد الشام ومصر عريضة الرؤوس دقيقة الأذناب مستديرة البطون ليس على رؤوسها خطوط وجدد ولكن على أجسادها خطوط مختلفة الألوان وإذا انسابت لم تستقم بل تعجرفت ويعرض لمن تلدغه ورم موجع وعفن البدن كله بعد إنرضاضه وتمرّط في الشعر وربما أسرع العفن فهلك السليم وكأنها ضرب من الأفاعي .
فصل في العلاج
يجب أن يكون علاجها العلاج العام والعلاج المتوسط من علاج الأفاعي ثم علاجما عرض من لسعها من الأحوال والأعراض .
فصل في أصناف الحيات الآخر
التي تؤذي إذا عضت بالجرح في التنين : قالوا أصغر أصناف التنانين على ما ذكره بعضهم خمسة أذرع وأما الكبار فتكون من ثلاثين ذراعاً إلى ما فوق ذلك .
قالوا أو يكون للتنين عينان كبيرتان وتحت الفك الأسفل نتوء كالذقن وتكون له أنياب كبيرة .
قال قوم أنها تكثر في ناحية النوبة والهند والهندية أكبر واليونانية التي تكون في بلاد آسية تكون إلى أربعة أذرع والهندية هي الكبيرة جداً .
قالوا وتكون صفتها ما ذكرنا ولها وجوه صفر وسود ولها أفواه شديدة السعة وحواجب تغطي عيونها وعلى أعناقها تفليس وفي كل لحي ثلاثة أنياب أقول وقد رأينا من هذا القبيل ما على رقبته في حافتيها شعر غليظ .
قالوا ويحدث من نهشها وجع يسير ثم تلتهب وذكورها أخبث من إناثها .


أقول قد صح أن في غير بلاد الهند قد تكون تنانين عظيمة جداً وقالوا علاجها علاج القروح الرديئة فقط .
فصل في أغاذينمون
والسير يشبه أنه تكون هذه من أجناس التنانين قالوا إن من ينهشه أغاذينمون يعرض له ما يعرض لسائر منهوشي التنانين .
وأما السير قالوا أن أنيابه شديدة ومن شأنه أن ينثر اللحم وييبسه فيعظم الخطب في قرحته ويحتاج إلى علاج الجراحات الرديئة جداً .
قالوا يطلى عضته بالكبريت والخل قالوا وينفع منه شحم التمساح ضمّاداً والسمكة المسماة طريغلا والرصاص إذا دلك عليه انتفع به وأدوية كتبناها في باب الرتيلاء وخاصة الترياق الأول والباذروج شرباً وضماداً نافع منه .


القانون
القانون
( 63 من 70 )

فصل في حيوانين بحريين
ذكرهما بعض العلماء وأظن أنهما من جنس التنانين البحرية أحدهما سموريا زعم ذلك العالم أنه يعرض من نهشه ما يعرض من نهش الأفاعي ويشبه أن يكون علاجه علاج الأفعى .
الآخر طروغورن قال من نهشه طروغورن عرض له وجع شديد وبرودة كثيرة وخدر وموت وشيك ويشير إلى أن علاجه علاج الباردة السموم قال يجب أن تنطل النهشة بالخلّ المفتر ويضمّد الموضع بورق الغار ويمرّخ بدهن القسط ودهن العاقرقحا وما يشبههما من الأدهان وما فيها قوّة العنصل والأنجرة .
وأما المشروبات لهم فسلاقة ورق الغار مع خل الأنجذان بسذاب أو يؤخذ من المرّ والفلفل والسذاب أجزاء سواء والشربة درخمي في شراب والترياق الأول المذكور في باب الرتيلاء .
المقالة الرابعة وذوات الأربع
نذكر في هذه المقالة آفات عض الإنسان وعضّ الكلب والذئب ونحوه وعضّ الكلب من الكلاب والسباع والتمساح وعضّ القرد وعضّ ابن عرس وعضّ الغلا وهو موغالي .
كلام كلي في علاج العضّ
شر العض ما كان من جائع كان إنساناً أو غير إنسان ومن أراد أن يعالج العضّ فيجب أن يضع على العضّة خرقة مغموسة في الزيت أو يمسح بنفس الزيت ثم إن لم يبلغ به الغرض ضمد بمثل العسل والبصل والباقلا ممنوغانيا كما هو فذلك عجيب في هذا الشأن وأيضاً الطلاء بالمرداسنج والتضميد بدقيق الكرسنة عجيب وإن رأى فيه فساداً نقى أولاً بفصد أو محجمة أو بدواء جاذب ويترك حتى يقيح وينظر فإن رأى في قيحه عفونة علم أن التنقية والجذب للآفة لم تكن قوية بالغة فيعالج بالجواذب القوية التي ذكرناها في باب اللسوع وإن لم يكن في العضو فساد منع التورّم وألحم الجرح .
ومن أجود المراهم للعضّ لمناشب المخالب المرهم الأسود يستعمل بعد جذب الغائلة إن احتيج إليه وبعد غسل بماء وملح .
فصل في عضى الإنسان للإنسان


يوضع على العضة إذا وقعت شديدة بصل وملح وعسل يوماً وليلة ثم يعالج بالمرهم الأسود المتخذ من الشحم والشمع والزيت والبارزد فإنه خير ضمّاد للعضّة وكذلك الرمان المعجون بالخلّ والبصل والعسل وربما عرض من عض الإنسان وخصوصاً الصائم أو المتناول للحبوب المستعدة للفساد وخصوصأ العدس حالة رديئة فيجب أن تمسح العضة بالزيت وتضمد بأصل الرازيانج مع العسل أو دقيق الباقلا مع ماء وخلّ ويبدل الضماد كل مرة وأيضاً دقاق الكندر بشراب وزيت وأيضاً عظام العجاجيل محرقة إلى أن تبيض يعجن بعسل وأيضاً ملح مسحوق بعسل أو مر وصمغ البطم والجراحه قد تملأ من شبت يابس محرق تملأ به وتشد ويطلى أيضاً عليها رماد الكرنب .
فصل في عضّة الكلب الأهلي
غير الكَلِب وكذلك عضة الذئب ونحوه يقرب علاج ذلك مما ذكرناه في الباب الكلي ومن علاج عض الإنسان وربما كفى أن يرشّ الموضع في ساعته بالخلّ ويضرب عليه بالكف مرات ثم يوضع عليه نطرون بخل ويجدد عليه كل ثلاثة أيام وخصوصاً إذا خيف عليه الكَلَب وربما كفى أن يعالج ببصل وملح وسذاب والباقلا واللوز المرّ مع العسل ولسان الحمل مع الملح وورق القثاء والخيار والفودنج مدقوقاً بشراب وأيضاً الطلاء عليه بمرداسنج وخصوصاً إن كان هناك ورم وإن كان هناك لهيب شديد فدقيق الكرسنّة بالعسل ومما ينفع منه صعتر برّي مع ملح وعسل والمري المخلل والخل
فصل في صفة الكلب
الكَلِب والذئب الكلِب وابن آوى الكَلِب الكلب وغيره مما ذكر يعرض له الكلب وهو استحالة من مراجه إلى سوداوية خبيثة سمية وتعرض له هذه الاستحالة إما من الهواء وإما من الأغذية والأشربة أما من الهواء فإن يحرق الحرّ الشديد أخلاطه فيكلب في الخريف أو يجمد البرد الشديد دمه إلى السوداوية فيكلب في الربيع .


وأما من الأغذية والأشربة فإن يلغ في دماء القصابين ويأكل من الجيف ويشرب من المياه العفنة فتميل أخلاطه إلى سوداء عفنة فيعرض لخلقته أيضاً أن تتشوش حين عرض لمراجه أن يتغير كما يعرض للمجذومين وربما ورم بدنه واستحال لونه إلى الرمدة ويزداد تمدياً في أسباب فساده فإنه يجوع فلا يأكل ويعطش فلا يشرب الماء وإذا لقي الماء فزع منه وعافه وربما ارتعش منه وارتعد وأكثر الارتعاش يكون في جلدة وجهه بل ربما مات منه خوفاً وخصوصاً في آخر أمره وتعرض لبصره غشاوة ويكون دائماً لاهثاً مجنوناً لا يعرف أصحابه فتراه محمرّ العينين شزر النظر منكره دالع اللسان سائل الريق زبديه سائل الأنف أذنه قد طأطأ رأسه وأرخى أذنيه فهو يحركهما وقد حدب ظهره وعطف صلبه إلى جانب فتراه قد عوجه إلى جانب ! الى فوق وقد استقر ذنبه يمشي خائفاً مائلًَ كأنه سكران كئيب مغموم ويتغير كل خطوة وإذا لاح له شبح ماثل عدا إليه حاملاً عليه سواء كان حائطاً أو شجرة أو حيواناً وقلما تقرن حملته نبيحه إلى ما يحمل عليه على عادة الكلاب بل هو ساكت زميت وإذا نبح رأيت نباحه أبح وترى الكلاب تنحرف عن سبيله وتفر عنه وهو بعيد فان دنا من بعضها غفلة تبصبصت له وتخاشعت بين يديه ورامت الهرب منه .
والذئب شرّ من الكلب وكذلك ما في قدره من الضباع وبنات آوى .
فصل في أحوال من عضه الكلب


الكَلِب إذا عضّ الكلب الكَلِب إنساناً لم ير إلا جراحة ذات وجع كسائر الجراحات ثم يظهر عليه بعد أيام شيء من باب الفكر الفاسد والأحلام الفاسدة وحالة كالغضب والوسواس واختلاط العقل وإجابة بغير ما يسأل عنه وتراه يشنج أصابعه وأطرافه يقبضها إليه ويهرب من الضوء واختلاج الحجاب وفواق وعطش ويبس فم وهرب من الزحمة وحبّ استفراد وربما أبغض الضوء وتحمر أعضاؤه وخصوصاً وجهه ثم يتقرح وجهه ويكثر وجعه ويبح صوته ويبكي ثم في آخره يأخذ في الخوف من الماء ومن الرطوبات وكلما قربت منه تخيل الكلب فخاف منه وربما لم يفزع بل استقذره وربما أحب التمرغ في التراب وربما حدث به زرق المني بلا شهوة ويؤدي لا محالة إلى تشنج وكزاز وتأد إلى عرق بارد وغشي وموت وربما مات قبل هذه الأحوال عطشاً وربما اشتهى الماء ثم استغاث منه إذا لقيه وربما تجرع منه فغص به ومات وربما نبح كالكلاب وكان أبح وربما انقطع صوته فصار كالمسكوت لا يستطيع أن ينادي وربما بال شيئاً تظهر فيه أشياء لحمية عجيبة كأنها حيوانات وكأنها كلاب صغار .
وأما في أكثر الأحوال فبوله رقيق وربما كان أسود وقد يحتبس بوله فلا يقدر أن يبول البتة ويكون بطنه في الأكثر يابساً ومن عجائب أحواله أنه يحرص على عض الإنسان فإن عض إنساناً بعد هيجانه عرض لذلك الإنسان ما يعرض له وكذلك سوء رمائه وفضلة طعامه يعملان بمن يتناولهما ذلك .
وما فزع منهم من الماء أحد فيخلص بعلاج أو غيره خصوصاً إذا رأى وجهه في المرآة فلم يعرف نفسه أو تخيّل له فيها كلب إلا رجلين فيما زعم الأوائل عاشا في مثل هذه الحال ولم يكن الكلب نفسه عضّهما بل إنما كان قد عضهما إنسان عضة كلب كَلِب .


وأما قبل الفزع من الماء فعلاجه قريب وقد يقتل ما بين أسبوع ونحوه إلى ستة أشهر والأجل العدل أربعون يوماً وقد ادعى قوم لم يصدقوا أنه ربما نزع بعد سبع سنين قال بعضهم وكأنه " روفس " وإنما يخاف من الماء ويجب التمرغ في التراب لأن مراجه قد استحكمت يبوسته فيكره المضاد للمراج ويحب الموَافق وهذا القول مما لا أميل إليه فإن الميل إلى ما يوافق المراج الغريب مما لا أصل له وأسلم من عضه هذا الكلب حالاً من يسيل من عضته دم كثير وكذلك فصل فصل في الفرق بين عضة الكلب الكَلِب وغيرالكَلِب ربما عض بعض كلب فلم يتأت له إثبات صورته وتحقق أحواله واحتيج إلى معالجته . وعلاجه من حيث هو جراحة الإدمال ومن حيث هي عضة الكلب الكَلِب التقييح .
والتفتيح فانه إن أدمل كان فيه الهلاك فيحتاج ذلك إلى علامة يتعرف منها حاله .
ومما قالوا في ذلك أنه إن أخذ الجوز الملوكي أو غيره وجعل على الجرح وترك عليه ساعة ثم أخذ وطرح إلى الدجاجة فإن عافته فالعضة عضة كلب كَلِب وإن أكلته وماتت فهو أيضاً كَلِب أو يأخذ قطعة خبز وتلطخ بما يسيل من تلك الجراحة أكان دماً أو غير دم وتطرح للكلاب فإن عافته فالعضة عضة كلب كَلِب قالوا ومن علاماته أنه إذا صب عليه ماء بارد سخن بدنه عقيبه وأقول هذه علامة غير خاصة به .
فصل في العلاج


يجب أولاً أن لا تترك جراحته تلتئم بل توسع وتفتح إن لم يكن واسعاً ويفعل به من المص ووضع المحاجم ما قيل لك في باب اللسوع وأقل ما يجب أن لا يدمل فيه الجرح للاستظهار أربعين يوماً وإن جذبت في الأول ثم لم تلحم فعلت فعلاً نافعاً جداً وإن كان قد وقع الخطأ وألحم فيجب أن ينكث ويبالغ فيه ويجب أن تضع عليه من المفتحات إذا أدركته في أول الأيام ونسخته : يؤخذ من الخلّ قسط ويجب أن يكون حاذقاً ومن الزفت رطل ومن الجاوشير ثلاث أواق ينقع الجاوشير في الخل حتى ينحلّ ثم يخلط الجميع وربما جعل معها سمن وربما احتجت إلى أن تستعمل الأدوية الأكالة مع القلدفيون ثم يتبع السمن .
ومن الموسعات أن يؤخذ ملح ثلاثة أجزاء نوشادر جزأين قلقديس ثمانية أجزاء أسقيل مشوي ستة عشر سذاب أربعة بُسَّد عشرة نحاس محرق أربعة زنجار ثلاثة بزر الفراسيون اثنين يجعل عليه منخولاً بحريرة ولا بد في الابتداء من تعريفه بما يمكن من مشي واستحمام ولا يجب أن تبادر في الأيام الأول إلى الاستفراغات بل تشتغل بالجدب إلى خارج فإن الاستفراغات ربما أعانت على نفوذ السم إلى العمق وعاوقت جذبه إلى خارج لأنها تجذب الأخلاط إلى داخل فينجذب معها السم فاذا جذبت ما أمكنك فبعد يومين أو ثلاثة فاشتغل باستفراغ ما عسى قد نفذ وإن لم تكن جذبت ورقعت غفلة فالاستفراغ حيئذ أوجب وأولى أن يكون أقوى وإن رأيت امتلاء دموياً فصدت وإلا فلا وإذا فصدت فلا تدعه ينظر إلى دمه وخصوصاً في آخر الأمر .
وأما الإسهال فليكن بما يخرج السوداء وحتى بالخربق وحبّ الخربق ونحوه مما يدمنه وأيارج " روفس " عجيب ومما يجب أن يسهلوا به قثاء الحمار .


يؤخذ إهليلج كابلي مثقالين أفتيمون مثقال ونصف ملح هندي نصف مثقال بسفايج مثقال حجر أرمني مثقال غاريقون مثقال ونصف خربق أسود مثقالين الشربة من الجميع محبباً مثقالان وإذا أسهلته الإسهالات القوية فلا بد أيضاً أن ترعيه في كل يوم أو يومين بحقنة خفيفة لا تؤذي المقعدة مثل الزيت وماء السلق أوإسهال بمثل ماء الجبن مع الأفتيمون ويجب أن يكون غذاؤه بعد الإسهال بما يتخذ من الذراريج والفراريج المسمنة وتستعمل بعد ذلك المدرّات الملطفة والشِراب الحلو خصوصاً العتيق مع حلاوته والطلاء أيضاً واللبن والشراب شديد المنفعة لهم وأوجب الأمور تعديل غذائه والترطيب فهو ملاك أمره وذلك بمثل أمراق الطيور الفاضلة ومثل الخبز الحواري في الماء البارد وينفعه من المياه ما طفىء فيه الحديد مراراَ كثيرة نفعاً عظيماً .
لكن البصل والثوم من الأغذية التي تناسب علاج السموم وتقطعها وتدرؤها عن البدن فيجب أن لا تنسى استعمالها على أنها أدوية وأن تبادر فتسقيه ترياق الفاروق ودواء السرطان الخاص به .
ويقال أن ترياق الأربعة شديد النفع لهم وكذلك ترياق الأنافح الذي سنذكره وأطعمه السرطان النهري وقد جرّب أن يؤخذ من فحم السرطان النهري المحرق على حطب الكرم الأبيض باعتدال على قدر ما ينسحق وفحم جنطيانا على ذلك الحطب بعينه وبذلك القدر يسقى منه بشراب صرف والشربة أربع ملاعق منهما في ذلك الشراب ويجب أن يكونا مسحوقين كالكحل ولهذا أيضاً نسخة أخرى .
وصفته : يؤخذ من فحم السرطان النهري المصيد والمشمّس في الأسد المشوي في تنّور في قدر نحاس شيئاً معتدلاً وقد جعلت فيها حية خمسة أجزاء ومن الجنطيانا خمسة أجزاء ومن الكندر جزء يسحق ويحتفظ بها والشربة في الأيام الأول ملعقة في ماء ويسقى بعد أيام تمضي ملعقتين وكذلك تزيد فيها إلى أربع ملاعق .


ومن الأدوية الموصوفة بأنها بالغة لهم دواء الفراريج وسنذكره عن قريب ودواء السرطان لا يسقى في الأول إلا أن أمن معه حدوث الفزع من الماء وربما جعل في نسخته جنطيانا نصف السرطان المحرق وإن ألدركته بعد يومين أو ثلاثة فيجب أن يكون ما تسقيه من دواء الرمادين ضعف ما تسقيه لو أدركته في الأول وكذلك حال الأدوية الأخرى التي سنذكرها وإن كان بعد سبعة أيام فأكثر أضعافاً واشرط فيما يلي الجرح إن أدركته في مثل هذه الأيام شرطأ عميقاً ومص مصا شديداً وإن أدركته بعد أيام أتت عليه كثر من ذلك فليس في توسيع الجرح حينئذ بلاغ ولا يفرط فيه فيؤلم العليل بل كثير فائدة بل اجهد في أن يبقى مفتوحاً فإن التوسيع لا كبير غنى له حينئذ إذا مضت الأيام الثلاثة الأولى وما يقرب منها لأن السم يكون قد انتشر فاقنع حينئذ ببقاء الجراحة مفتوحة وأضف إليه من سائر التدبير من سقي ترياقاته واستعمال استفراغاته ويشبه أن يكون السم يفشو إلى أربعة أيام إن كان قوياً وفي أقل منه أيضاً فقد قتل كثيراً في أسبوع ولا محالة أنه انتشر سريعأ أسرع مما ذكرنا ولا شيء .
في الجواذب كالكيّ حتى إنه إن كانت المدة أطول من ذلك وخفت الوقوع في الفزع من الماء وبادرت إلى كي عظيم بعد المدة لم يبعد أن ينجح فليس جذب الكي وإفساده لجوهر السم كجذب غيره وإفساده فإن عاق عن ذلك عائق استعملت الأدوية التي تقوم مقام الكي مثل مرهم الملح والأدوية المحمّرة كضمّاد الخردل ونحوه ولا تدخله في مثل هذا الوقت الحمّام البتّة حتى يبل ويظهر فيه الإقبال فإنك إن حممته قتلته .
وقد قيل أنّ الابزن مما ينفع الجلوس فيه وأظن أن ذلك في الأوائل والبرد مما يجب أن يتوقاه وربما احتجت في هذا الوقت وبعد ذلك إلى فصده ثانياً فافصده ولا تمكنه أيضاً من النظر إلى دمه وإذا رأيته قد توجه إلى البرء قليلاً فجشمه رياضة معتدلة وحمّمه باعتدال وصبّ عليه ماء فاتراً كثيراً وأدلكه ومرّخه بدهن معتدل .


وإذا آل أمره إلى الفزع من الماء فلا تجبن أيضاً ما لم يصر بحيث لا يعرف وجهه في المرأة قالوا فإنه ربما لم يعرف وجه نفسه وربما تخيل مع ذلك أن في المرآة كلباً فاسقه ما ذكرناه من الماء المطفأ فيه الحديد وبالحيل التي نذكرها فهو نعم العلاج واحتل بكل حيلة في سقيه الماء وإن احتجت إلى شده وإكراهه فعلت وضمد معدته بالمبردات وقد جرب الشراب الممروج مناصفة فنفع نفعاً عجيباً .
وقد ينفع في هذا الوقت دواء بهذه الصفة يؤخذ : أنفحة الأرنب وطين البحيرة المجلوب من اسكندرية وحب العرعر وجنطيانا من كل واحد أربع درخميات حب الغار ومر من كل واحد ثمان درخميات يعجن بعسل والشربة مثل الباقلاة المصرية .
وأيضاً خواتيم البحيرة وحب العرعر من كل واحد عشرة أنفحة الظبي أربعة أنفحة الأرنب ستة زراوند مدحرج حب الغار مر حماما بزر السذاب البري من كل واحد ثلاث درخميات يدبر عجنها بشراب حلو ثم يعجن بعسل والشربة باقلاة .
وأيضاً الطين ألمختوم ثمانية مثاقيل حب الدهمست مثله أنفحة الأرنب ستة عشر أنفحة الظيي اثنين وثلاثين درهماً أصول الجنطيانا أربعة المر أربعة يجمع بعسل ويمسك والشربة منه قدر حصة بماء حار وقد قال بعض الناس من علق على بدنه ناب الكلب الكَلِب انحرف عنه الكلب الكلِب فلم يقصده وكذلك سائر الكلاب وليس ممن يوثق به .
فصل في الأدوية المشروبة
أما البسيطة فالحضض والحلتيت والأفسنتين والجعدة والطين المختوم بشراب .
والشونيز عجيب في هذا الباب حتى أن اسمه في اليونانية مشتق من معنى النفع في عضة الكلب الكَلِب والمر جيد له شرباً وضماداً قالوا ولا دواء له خير من الجنطيانا والكماذريوس أيضاً .
وحكى بعضهم أن عيون السراطين إذا شربت كانت أنفع الأشياء من ذلك .
قال بعضهم إن سقي أنفحة جرو صغير في ماء عوفي وزعم بعضهم أن دم الكلب الكلب نفسه علاج وأنا لا أقدم عليه .
وكذلك قالوا أطعمه كبد الكلب الكَلِب مشوياً خصوصاً الذي عضه .


قالوا وبعد الفزع من الماء أطعمه الكبد المذكور وقلبه أو جلد الضبعة العرجاء مشوية .
قالوا وإذا سقيته ما هو دانه مع الجندبيدستر في هذه الحال وحملته أشيافه منه انتفع به وزال الفزع .
ومن المركبة دواء جالينوس وترياق كبير قريب مما ذكرناه سالفاً .
ونسخته : ا يؤخذ من السرطان النهري المحرق وجنطيانا من كل واحد خمسة كندر وفودنج ثلاثة ثلاثة طين مختوم إثنان تستفّ منه ثلاثة دراهم على الريق بماء فاتر وثلاثة أخرى بالغشي يستعمل ذلك أياماً كثيرة قبل الأربعين .
نسخة دواء الذراريح النافع لهم : يؤخذ من الذراريح السمان الكبار المنتوفة القوائم والرؤوس والأجنحة جزء ومن العدس المقشّر جزء ومن الزعفران والسنبل والقرنفل والفلفل والدار صيني من كل واحد سدس جزء يسحق الجميع ناعمأ وخصوصاً الذراريح ويعجن بماء ويقرّص أقراصاً كل واحدة منها دانقان يسقى منه كل يوم قرصة بماء فاتر وإن وجد مغصاً في المثانة شرب طبيخ العدس المقشّر ودهن لوز أو زبد أو سمن ويدخل الحمام كل يوم بعد شربه ويجلس حتى يبول في إبزن ويستعمل غذاء مرطباً من أسفيذاج بفروج مسفن ويشرب نبيذاً ويتوقّى البرد .
نسخة مختصرة لدواء الذراريح : تؤخذ ذراريح على نحو ما وصفنا فتنتقع في الرائب يوماً وليلة ثم يصب ذلك الرائب عنها ويبدل رائباً آخر ويترك فيه يوماً وليلة يفعل ذلك ثلاث مرات ثم يجفف في الظل ويسحق مع مثله عدساً مقشّراً ويقرص والشربة منهما دانقان بشراب أو ماء فاتر وإذا شربه توصل إلى التعرق بما يمكنه من مشي أو تدثر فإن أكربه ما شربه شرب عليه سكرجة من زيت أو سمن واستعمل الابزن وبال فيه فاذا بال الدم فقد أمن الفزع من الماء .
فصل في الضمّادات ونحوها
للجذب والتوسيع الحلتيت ضمّاد جيد وقيل أن تضميده بكبد الكلب الكَلِب نافع جداً وشهد به جماعة .


والثوم ضمّاد ومشروب ولحم السمك المالح جيد بالغ ومما يجذب السم عنه بقوة أن يجعل على العضة بول إنسان معتّقاً وخصوصاً مع نطرون ورماد الكرم وحده وبخل والنعنع مع الملح والجاوشير عجيب جداً وورق القثاء البستاني شديد النفع من ذلك وأصل الرازيانج قالوا وقد ينفع منفعة عجيبة أن يطلى الموضع بغراء السمك مراراً وأيضاً أن يضمد بالنمل المدقوق وأيضاً زنجار وملح من كل واحد أربعةدراهم شحم إلعجاجيل إثنا عشر يعمل من ذلك مرهم .
وأيضاً لبلاب ثلاثة بورق اثنان زبد البحر واحد ملح أربعة شحم الأوز عشرة وثلثين دهن الحناء مقدار الحاجة .
فصل في الاحتيال في سقيه الماء
قد ذكر " فيلغريوس " أنه إذا فزع من الماء فسقيته في إناء من جلد الضبع شربه وقال غيره أو في إناء يُغشى بجلد الضبع وخصوصاً إن كان إناؤه من خشب أو جلد كلب كلب وقال بعضهم أو يجعل تحت الإناء أو فوقه خرقة من خرق المتوضأ وقال غير هؤلاء أن شيئاً من ذلك لا يغني وقد احتال بعضهم بليلة طويلة تدخل حلقه إلى بعيد وتصب الماء فيها مغطاة بما يستر الماء ويجعل طرفها في الحلق ويصبّ الماء فيها أو أنابيب خاصة من ذهب ومن الحيل في سقي الماء أن تتخذ أشياء مجوفة من عقيد العسل أو من الشمع يجعل فيها الماء
فصل في عض النمر والفهد والأسد وجراحة مخاليبها
هذه السباع وما يشبهها ليست كالكلاب السليمة والناس بل لا تخلو أنيابها ومخاليبها من طباع سمية فلذلك يجب أن يعالج أولاً بالجذب ثم بالإلحام ويكفي في جذبه أمر قليل .
فصل في عضّى التمساح
من عضّه التمساح فليدبر التدبير المذكور في باب عضّ الكلب غير الكَلِب مع جذب السم الذي لا يخلو عنه عضه وإن كان سليماً وذلك بمثل النطرون والعسل فإذا حدس تنقية ملىء الجرح سمناً وشحم الأيل وشحم الأوز والعسل ثم يلحم وشحمه أنفع الأشياء لعضه قال بعضهم حتى إنّ من أكل التمساح بعض بدنه كان شفاء مثل تلك الجراحة بشحم التمساح . فصل في عض القرد


من عضّه القرد فليفعل به أيضاً ما يجذب السمية إن كانت في عضّه وذلك بمثل التضميد بالرماد والخلّ والبصل والعسل واللوز المر أو التين وخصوصاً الفج أو بمرداسنج مع ملح أو أصل الرازيانج مع عسل ويسكن ورمه بالمرداسنج المدوف في الماء وتفتحه بالشونيز والعسل أو الكرسنة والعسل . فصل في عض السنّور
ربما عرض من عض السنور وجع شديد وخضرة في الجسم وعلاجهم العلاج العام وينتفعون بضماد البصل وضمّاد الفوتنج البرّي وبأكلهما أيضاً وبالضمّاد المتخذ من الشونيز أو السمسم بالماء .
فصل في عض ابن عرس
قالوا أن عضته سريعة فشو الوجع ويكون لونها إلى كمودة وعلاجها قريب من علاج ما ذكر من التضميد بالبصل والثوم وأكلهما والشراب الصرف عليهما وينفع منها التين الفج مع دقيق الكرسنة قيل في كتاب الترياق أن التضميد به مسلوخاً على عضته وعلى عضة الكلب الكَلِبِ جيد نافع يبرىء في الحال .
فصل في عضة موغالي
وهو الغلا قال بعضهم هذا الحيوان أصغر من ابن عرس في قدّه لونه أميل إلى الرمدة مع لطافة ودقة وطول فم في الغاية وسعته في الغاية قال هذا وأنه إذا رأى حيواناً طفر إليه وتعلق بخصييه وقال بعضهم هو في صورة فأر وفي لونها لكن خطمه محدد وعيناه صغيرتان ولأسنانه طبقات ثلاث بعضها فوق بعض معقفة تعقيفاَ يسيراٌ إلى فوق قالوا تعرض من عضته أوجاع شديدة ونخس في البدن وظهور حمرة في مواضع بحسب أنيابها وتحدث حول العضة نفاخات مملوءة رطوبة دموية على قواعد كمدة يحيط به كمد وإذا شق عما تحتها خرج لحم أبيض في لون العصب ذو صفاقات وربما ظهر فيه احتراق ما وربما تأكّل وسقط قالوا بل يسيل في الأول قيح صديدي ثم يعفن ويتأكل ويسقط لحمه وربما تأدّى الأمر إلى مغص في الأمعاء وعسر بول وعرق بارد فاسد .
فصل في العلاج


قالوا يجب أن يوضع على الموضع القنة مفردة أو مع خلّ وينطل بالماء المالح الحار ويفعل ما رسم فعله من المعالجات العامة أو يوضع عليه دقيق الشعير بسكنجبين أو تشق الدابة بعينها وتوضع عليها ويجب أن يذر على نواحي العضة وإليها عاقرقرحا أو خبازي أو ثوم مدقوق أو خردل كل ذلك إن لم يكن ورم .
وأما مع الورم فقشور الرمان الحلو مطبوخاً يضمد به وأما ما يسقى منه فالشيح الأرمني مغلي بالشراب أو الجرجير أو النمام أو جوز السرو بشراب أو العاقرقرحا أو بزر الجرجير والقرطم .
ومما هو قوي بخور مريم بالسكنجبين أو الجاوشير أو أصل الجنطيانا وأنفحة الجدي وأنفحة الخروف جيدتان جداً وينفعه اللبن مع السكنجبين نفعاً بالغاً قال بعض العلماء أنفع شيء منه عصارة ورق الغار الرطب مع الشراب أو طبيخ الجرجير أو طبيخ القيسوم أو طبيخ اللبلاب مع الشراب والميعة أيضأ جيدة لهم إذا سقيت بشراب وكذلك إن أكلت الأشياء المذكورة بحالها فإذا سقط اللحم الفاسد عولجت القرحة بعلاجها .
المقالة الخامسة لسوع الحشرات والرتيلاوات وعضوضها
نذكر في هذه المقالة لسع العقارب والرتيلاوات والزنابير والعظاءات وما يجري مجراها ونبدأ بالبريّات منها .
فصل في أصناف العقرب البري
قال القوم إن العقرب الأنثى أكبر من العقربان فإن الذكر دقيق نحيف والأنثى سمينة عظيمة لكن إبرة الأنثى دقيقة وإبرة الذكر غليظة وقد يتفق أن يكون لبعض العقارب إبرتان فيما زعم بعضهم تترك ثقبتين عند اللسعة وتبرد اللسعة ويسخن جميع البدن ويبرد العرق أحياناً .


وأما العقرب بالجناح فهو كبير وكثيراً ما يمنعه الريح إذا طار عن أن يقع فيسافر به من بلاد إلى بلاد وقد تختلف خرزات ذنب العقارب : فمنها ما له ست خرزات تشتدّ سطوتها في زمان طلوع الشعري ويقتل لديغها ومنها ما له أقل وزعم قوم أن العقارب تسعة ألوان : البيض والصفر والحمر والرمد والكهب والخضر ومنها الذهبية السود الزبانيات وأطراف الأذناب ومنها خمريّة يحس من ضربتها نخس إبري ووجع مؤذ ومنها الدخانية ويعرض من لدغها قهقهة واختلاط عقل .
فصل فيما يعرض من لسعها
يعرض من لسعها أن ترم من ساعتها ورماَ صلباً أحمر ووجع ممتد تارة تلتهب وتارة تبرد ويتخيل عنده بأن بدنه يرجم بكبب الثلج وتعرض أوجاع بغتة ونخس كنخس الإبر ويتبع ذلك عرق واختلاج شفة وبردها وقذف شيء لزج يجمد عليها وقشعريرة وتقبب من الشعر وارتعاد وبرد أطراف وخصوصاً التي تلي الضربة واسترخاء جميع البدن ونتوء الأربيتين وامتداد القضيب وتعرض نفخة في البطن وربما وقع .
على ملدوغه ضراط وخصوصاً إن كانت اللسعة في الأسافل وتعرض أورام الَآباط وجشاء كثير وخصوصاً إن كانت اللسعة فوق ويستحيل اللون .
وان كانت العقرب شديدة الرداءة كانت الأعراض رديئة جداً فأفرطت الأحوال المذكورة وكان اللسع كالكي في إحراقه والبدن كله ينتفض برداً وتعلو الشفة رطوبة لزجة تجمد عليها وتسيل من العين كذلك رطوبة ثم يجمد الرمص في المأقين وتنبسط استحالة السحنة وتخرج المقعدة ويرم الذكر ويغلظ اللسان وتصطك الأسنان وتتشنج الأعضاء الحلقية وربما تتركب الأسنان بعضها على بعض لا ينفتح وهو دليل رديء .
قال " جالينوس " : إن أصابت بضربتها الشريان أحدثت غشياً أو العصب أحدثت تشنجاً أو الأوردة أورثت عفونة .
فصل في العلاج


يعالج بالقوانين العامة وبالتكميد بمثل الملح والجاورس ونحوه وأول ما يجب أن يعمل هو المص بشروطه وسائر ما قيل في الجذب وتستعمل عليه أدوية حادة لطيفة سريعة الإلتهاب مثل : الحلتيت والثوم والعاقرقرحا .
وأما الخرء فإنه من أفضل الأدوية له وكذلك لبْ الرَتة وهو البندق الهندي وكل بندق وحشيشة كأن ورقها ورق المرزنجوش منبسطة على الأرض على التدوير يكون قطرها شبراً وفي طعمها لزوجة مذاقها كمذاق النبق العفص يشرب في الماء فيسكن الوجع في الحال .
وذكروا أيضاً حشائش وأشجاراً بأسمائها لم نعرفها وأيضاً شجرة يرتفع ساقها على الأرض قدر أصبع وأيضاً نباتاً له أغصان مستوية تعلو قدر ذراع ويظهر عليها شبيه بالبلح طعمه طعم البلح يسكن شربه الوجع في الحال واللعبة البربرية غاية في ذلك وبصل الإشقيل عجيب إذا أكل وينتفع منه الترياق الفاروق والمثروديطوس وترياق عزرة وترياق الأربعة والشجرينا ودواء الحلتيت دواء جيد له والفاشرا والحرمل مما جرب الآن والقرطم البري بحيث يشهد " جالينوس " أن إمساكه يسكن الوجع وهو من أصناف الحراشف الشاكة .
قال قوم إن سقي من البيش مثل سمسمة سكن وجعه ودفعه فلم يقتل لأن القاتل إلى نصف درهم ومن أدويته الجيدة له الثوم بشراب يشرب الشراب عليه بعد هنية وخصوصاً إذا كان مع مثله جوز ويؤكل منهما قريب أوقية ويجب بعد تناول الثوم والشراب أن يدثر في موضع شديد الدفء وإن احتيل لنصبته فوق بخار ماء حار كان نافعاَ والغرض في ذلك أن يعرق والغرض في أن يعرق تحريك المواد إلى خارج والعرق في الحمام شديد النفع لهم وإذا خرجوا شربوا شراباً صرفاً .
صفة ترباق جيد لهم : يؤخذ زراوند طويل جنطيانا حب الغار قشور أصل الكبر أصول الحنظل أفسنتين نبطي عروق صفر فاشرا يجمع بعسل .


آخرجيد : يؤخذ بزر السذاب البرّي كمون حبشي بزر الحندقوقي من كل واحد أكسوثافون خلّ مقدار العجن صمغ مقدارما يلزج الخل فتجمع الأدوية والشربة منه درخمي لا يزاد على ذلك ففيه خطر بل إن احتيج بعد ساعة أخرى إلى زيادة سقي نصف درخمي آخر .
ترياق جيد له : يؤخذ الثرم والجوز جزء جزء ورق السذاب اليابس والحلتيت والمرّ منه كل واحد نصف جزء يعجن بتين قد نقع فَلانَ وتعسل والشربة منه ثلاثة دراهم بشراب ترياق جيد له : يؤخذ جندبيدشر فلفل أبيض مر أفيون أجزاء سواء يقرص والشربة ثلاث أبولوسات بأربع أواق شراب وينفع أيضاً من عض الرتيلاء .
وأيضاً يؤخذ جاوشير مر قنة جندبيدستر وفلفل أبيض ويعجن بالميعة والعسل بالسوية والدواء العسكري .
وصفته : تؤخذ أصول الحنظل أصول الكبر أفسنتين زراوند مدحرج وطويل وطرخشقوق أجزاء سواء الشربة للصبي دانقان وللكبير درهم عجيب غاية لا نظير له .
ومن الأشربة الجيدة الحلتيت وأيضاً الفاشرا وأيضاً القردمانا وزن درهم بشراب والسعد وحب الآس والباذروج وبزره وبزر الحمّاض البرّي والطرخشقوق والهندبا والسكبينج مشروباً ومطلياً والفوتنج البزي والسرطان النهري إن شرب بلبن الاتن والعرب يسقون الملدوغ وزن درهمين من أصل الحنظل مسحوقاً فينفع منه نفعاً بيناً وقوم جرّبوا الملح ملح العجين إذا استف منه قمحة كفى .
وزعم قوم أن الاشنان الأخضر إذا عجن بسمن البقر بعد الدق والنخل وأخذ منه قريباً من مثقالين كان عظيم النفع ومن كان قد أكل الفجل أو الباذروج لبم يتضرر بالعقرب والجرادة التي لا جناح لها العظيمة البدن التي تسمى خركوك إذا جففت وشربت بشراب نفع قال الثقة أنه إن سقي لديغها الأفيون وبزر البنج بالسوية معجوناً بالعسل نفعه .
وزعم بعضهم أن المداد الهندي نافع شرباً كما ينفع طلاءً والغاريقون عجيب المنفعة وثمرة الخنثى وزهرتها وحبّ الغار خاصة وبزر الحندقوقي وورق الفجل وكامخ الخراء .


وأيضاً يؤخذ زراوند شونيز أصل الجاوشير بزر الحرمل أجزاء سواء الشربة لدرخميان بشراب .
وأيضاً يؤخذ عاقرقرحا في راوند جزء جزء فلفل نصف جزء محروث ربع جزء الشربة وأيضاً يؤخذ زراوند طويل عاقرقرحا بالسوية يعجن بعسل والشربة درهمان بشراب .
وأيضأ مرّ جاوشير أفيون أجزاء سواء فاشرا أربعة أجزاء يتخذ منه أقراص .
وأيضا يؤخذ قشور أصل الزراوند الطويل عامرقرحا من كل واحد جزء يسقى قدر الواجب .
وقال قوم يؤخذ من دردي الشراب ستة ومن الكبريت الأصفر ثمانية ومن بزر السذاب ثلاثة ومن الجندبيدستر وبزر الجرجير من كل واحد درهمان يجمع بدم سلحفاة بحرية والشربة درهم بخمس أواقي شراب .
فصل في الأطلية والأضمدة
العقرب نفسها من الأضمدة الجيدة للعقرب وذنبها أيضاً وأيضاً النبات الذي يقال له ذنب العقرب لشبهه به على أنه يخدر ما يضمد به في حال الصحة ويميت الدم فيه على ما زعم بعض اليهود .
والفأرة إذا شقت ووضعت على لسع العقرب نفعت بإجماع وكذلك ! لضفدع وقد جرّبنا نحن أيضاً المداد الهندي طلاء فنفع وسكّن الوجع وكذلك لبن التين الفج والجندبيدستر والبلاذر فيما قالوا عجيب في ذلك مسكن للوجع والقلي بخل جيد والكبريت الحي مع الراتينج أو علك البطم ولحم السمك المالح والثوم المطبوخ والسمن يوضع حاراً وأيضاً بزر الكتان أو بزر الخطمي أو كلاهما مع الملح وأيضاً دقيق الشعير بعصارة السذاب أو وأيضاً : نخالة الحنطة مطبوخة مع خرء الحمام والباذروج من الأطلية الجيد المسكنة للوجع في الحال وكذلك أصول الحنظل والهندبا والطرحشقوق والحماما مع الباذروج طلاء جيد والمرزجوش اليابس وأيضاً ملح البول من الأدوية التي ليس وراءها نفع نافع .


ومما ينفع منه أن يمسك اللسعة على بخار خلّ على حجر محمّى ومن نطولاته طبيخ النخالة وطبيخ الأنجرة وطبيخ البابونج عجيب وماء البحر سخناً وعصارة الحندقوقي وطبيخه عجيب والنفط الأبيض المسخن عجيب وزيت طبخ فيه وزغة إذا قطر على اللسعة حاراً كان عجيب النفع .
فصل في الجرارة
هذه العقارب أنجذانية الجثث حادة الأذناب وسمومها حادة وتكثر بالخوز وبعسكر مكرم خاصة وفي معادن الأنجذان وإذا لسعت لم يشعر بها في الحال بل غداً أو بعده ثم يحدث كرب ويتغير اللون وربما عرض يرقان وتورم لسان ويتقرح موضع اللسعة ويبول الدم وربما احتبست الطبيعة وربما آل أمره إلى الهلاك ويبدأ بالخفقان والغشي ولا يجب أن يتهاون بها لخفة وجعها فإنها رديئة السموم .
فصل في علاجها
بعد العلاج العام فأفضل المعالجات كيّ الموضع والمشروبات ماء الخس المر وماء الطرحشقوق وماء الشعير وجميع المطفّئات خصوصاً إذا اشتد اللهيب وأفضل علاجاته المجربة سويق التفاح بالماء البارد وقال قوم أن أصل الجعدة إذا شرب بالماء نفع والرلسن دواء جيد له فيما يقال .
والترياق العسكري جيد ونسخته : يؤخذ قشور الكبر جنطيانا أفسنتين رومي زراوند مدحرج خراء طرحشقوق يابس يسحق الجميع والشربة منه وزن درهمين .
ترياق آخر له : يؤخذ طرخشقوق يابس ورق التفاح الحامض كزبرة أجزاء سواء يستفّ منها ثلاث راحات واذا عرض له التهاب شديد سكّنه بمياه الفواكه وعصاراتها مبردة وإن عرض الخفقان نفع منه شرَاب التفاح الشامي وسويق التفاح والرائب الحامض بأقراص الكافور لماذا اشتد الكرب فمياه الفواكه مع دهن الورد المبرد وإن احتبست الطبيعة حقن وإن بال الدم فصد واستعمل علاج بول الدم وإن ورم اللسان فصد العرق الذي تحته وغرغر بماء الهندبا والسكنجبين وإن عرضت في اللدغة أكله عولج بالدواء الحاد وفي نواحيها بالطين الأرمني والخل طلاء وعولج علاج القروح الخبيثة .
فصل في أصناف العناكب والشبثان والرتيلاوات


أما الرتيلاوات فقد ذكر أصحاب المراعاة والتجربة لهذه الأشياء أنها ستة أصناف ثم اختلفوا في العبارة عن صفة كل صنف منها فقال بعض المعتمدين من الأطباء : أن الأول من أصنافها والثاني : يسمى لوقوس وهو أعرض جسماً من ذلك مدور الشكل وفي الأجزاء التي في رقبته حزوز ظاهرة وعلى فمه ثلاثة أجسام ناتئة بارزة متخلخلة ملس .
والثالث : مورميغوس وهو في حجم النملة الكبيرة المسماة عجروف ولونه إلى الرمدة وتغشى بدنه أجسام ناتئة صغار حمر وخصوصاً عند ظهرها .
والرابع : وهو سقيليروفقلون فإن جميع بدنه ورأسه صلب وهو ذو جناح كجناح النملة الكبيرة .
والخامس : وهو سقليقون فإنه طويل الجسم دقيقه وعلى بدنه نقط وخصوصاً عند رأسه وعنقه .
والسادس : وهو قرتوفولقطيس فإنه طويل الجسم أخضر اللون له كالإبرة تحت عنفه .
وهذا الطبيب جعل للسع جميع أصناف الرتيلاوات أعراضاً واحدة وزاد الآخر أغراضاً خاصة وقال غير هذا الرجل أن الرتيلاء دابة تشبه العنكبوت الذي يسمى الفهد وهو صيّاد الذباب وأن أصنافها كثيرة .
وعلى ما قال " جالينوس " اثنا عشر صنفاً وشرّها المصرية فمنها حمراء كأنها العنكبوت مستديرة ومنها سوداء دخانية تشبه العنكبوت أيضاً ومنها رقطاء ومنها بيضاء مدوّرة البطن صغيرة الفم كوكبية وهي محددة الظهر بخطوط براقة ومنها الصفراء الزغباء ومنها الغبية المخصوصة بهذا الاسم فمها في وسط رأسها وأرجلها قصار مائلة إلى خلف وإذا أرادت اللسع استلقت على رجليها وإذا أرادت أن تضرب قذفت رطوبة يسيرة وهي ألطف من العنبيّة الأولى ومنها نمليّة تشبه النمل حمراء العنق سوداء الرأس بيضاء الظهر منقطة بألوان مختلفة ومهها ذروحية ومنها زنبورية حمراء تشبه الزنبور .
ثم جعل لكل واحدة منها أعراضاً ومنها الكرسنية سميت بذلك لصغرها وكأنها كرسنة مدوّرة صغيرة الفم شقراء البطن بيضاء القوائم كثيرة الزغب .


وأما المصرية التي ذكرت أولاً فهي خبيثة ذات بطن كبير ورأس كبير تشبه الذباب الذي يطير حول السراج .
فصل فيما يعرض لمن لسعته
الرتيلاء بالجملة والتفصيل قال " جالينوس " : إن لسعة الرتيلاء لا تغوص غوص لسعة العقرب فلذلك لا تصادف عرقاً ولا تخضر في الأكثر .
قال من ذكر أن أصناف الرتيلاوات ستة وسمّاها الأسامي الأول أن جميعها تشترك في تورم موضع اللسعة ويكون موضع اللسعة في الأقل من الأوقات أحمر وفي أكثرها كمداً أخضر ذا حكة به وبما يليه وربما امتدت إلى الساق وزاد آخرون أنه لا يكون هناك نتوء كثيرة جداً ولا التهاب .
وقال الأول تعرض للاعضاء العصبية والعظام برودة دائماً أي لمثل الركبة والقطن والظهر والأكتاف وربما برد البدن كله فارتعد وارتعش قال ويكون هناك وجع شديد مبرح وسهر وصفرة لون الوجه ويتخيل في العينين أنهما أرطب من المعتاد ويقطر الدمع قطراً متواتراً ويحسّ في أسفل البطن وخصوصاً بقرب العانة كالفراغ والخلاء وتأخذ الطبيعة في دفع مادة مائية من فوق ومن أسفل وربما ظهر في تلك المادة مثل نسج العنكبوت ويعرض في الأربيتين والأنثيين انتفاخ وللمفاصل تقبض كالتنشج لا يكاد يستوي منبسطه ويعرض وجع الفؤاد وغثيان ويرشح البدن عرقاً بارداً وربما تصدع الرأس صداعأ كصداع المبرسمين .
وزاد الآخرون أنه يعرض للوجه صَفار وللبدن ثقل وللبول حرقة ربما صحبها عسر وربما خرج معه كالعنكبوت ويعرض للقضيب والركب والعانة تمدّد شديد وكذا في المعدة ويعرض للسان انسكار وحبسة وتشتد الأوجاع .
قال الأول : وأما الخاص بالنوع السادس على ما حكاه فإنه يعرض منه وجع شديد في المعدة وانتقاص شديد جداً مع اختلاج كثير جداً هكذا قال .
أما التفصيل الذي ذكره " جالينوس " وغيره فهو أنهم قالوا : أما الحمراء منها فيعرض من لدغها وجع يسير سريع السكون .


وأما السوداء والرقطاء فيشتدّ الوجع بلسعتهما مع اقشعرار وبرد ورعشة وثقل في الفخذين وأما البيضاء المدورة البطن الصغيرة الفم فيعرض من لسعتها وجع يسير مع حكة ومغص واسترخاء البطن واختلافه .
وأما الكوكبية فيشتد الوجع بلسعتها مع حكة وقشعريرة وخمر وثقل رأس واسترخاء بمن .
وأما العنبية فيعرض منها وجع شديد في موضع الضربة وبرد البدن كله واقشعرار وارتعاش وكزاز وعرق سيال بارد وانقطاع الصوت وخدر في الجسد كله وورم البطن وتوتر القضيب وإنعاظ وقذف مني من غير إرادة وبول كدر .
وأما السوداء الدخانية فإنها خبيثة يعرض منها وجع المعدة وتواتر قيء دائم وصداع وسعال متتابع وحصر ويقتل سريعاً .
وأما الصفراء الزغباء فيشتد الوجع من لسعتها جداً وتحدث رعشة وعرق بارد وانتفاخ بطن وتقتل - كثيرأ وزاد بعضهم شيئاً من أوصاف عض العنبية من الإنعاط وتوتّر القضيب وانقطاع الصوت وقذف المني والكزاز وليس ذلك بموثوق فأراعيه .
وأما النملية فلسعها سليم قليل الألم .
وأما الذروحيّةُ فيعرض منها تنفط البدن وثقل اللسان .
وأما الزنبورية فيعرض منها ورم في الموضع وكزاز وسبات غالب وضعف الركبتين .
وأما الكرسنية فإنها خبيثة وأعراضها من جنس أعراض العنبية لكنها أصعب من أعراض العنبيّة .
وأما المصرية فإنها خبيثة تحدث صداعاً شديداً وسباتاً ويعقبها موت وحي .
فصل في العلاج
علاجهم أيضاً استعمال القانون الكلّي من الجذب والمصّ ونطل الموضع بماء ملح حار وإعطاء الترياقات المذكورة في باب العقارب والحمّام والابزن أسرع شيء في إسكان وجعهم فإنهم إذا استنقعوا في الأبزن سكن وجعهم وإن خرجوا منه عاد فيجب أن يحمموا كل ساعة .


صفة ترياق جيد للرتيلاء والتنين البحري وأجناس من الحيّات : قالوا يسقى في لسع مثل سموريا وطروغون دواء بهذه الصفة ونسخته : يؤخذ فلفل أبيض زراوند أصل السوسن الاسمانجوني ناردين عاقرقرحا دوقو خربق أسود كمون حبشي ورق الينبوت أفونيطرون أقماع الرمان أنفحة الأرنب دارصيني سرطان نهري ميعة عصارة الخشخاش حبّ البلسان من كل واحد أوقية يدقّ ويعجن بعصارة الكبر ويقرص كل قرصة درخمي وهو شربة تسقى بالشراب وفي بعض النسخ وأصل السوسن الأبيض وعيدان البلسان وبزر الحندقوقي وجوز السرو وبزر الكرفس .
ترياق لذلك مجرب : حب الصنوبر والكمون الحبشي وورق شجرة الدلب وقشوره بزر الحندقوقي والحمص الأسود وخصوصاً البري وحب الآس جيد جداً وبزر القيسوم وبزر الشبث والرزاوند وبزر الطرفاه وعصارة حي العالم ولبن الخس البري والشربة من أيها كان وزن مثقالين بشراب .
وأيضاً : شراب طبخ فيه جوز السرو وخصوصاً بالدارالصيني ومرق السرطانات ومرق الأوز وطبيخ أصل الهليون بشراب ومن جيّد ما يسقون به تركيباً الزراوند والكمون أجزاء سواء الشربة ثلاثة دراهم في ماء حار .
صفة ترياق ذلك مجرب : يؤخذ شونيز عشرة دوقو كمّون من كل واحد خمسة دراهم أبهل جوز السرو من كل واحد ثلاثة دراهم سنبل الطيب حبّ الغار زراوند مدحرج حب البلسان دارصيني جنطيانا بزر الحندقوقي بزر الكرفس من كل واحد وزن درهمين يعجن بعسل والشربة قدر جوزة بشراب عتيق .
فصل في صفة الأطلية ونحوها
من جيّدها رمادَ شجرة التين معجوناً بشراب وملح والقلقديس والإسفنج مغموساً في خل معصوراً والزراوند بدقيق الشعير معجوناً بخل وورق الحرشف والكرّاث وعصا الراعي والزراوند مع رماد شجرة التين .
ضماد جيّد : يؤخذ قشور الرمان رزراوند وعقيق الشعير بالخل يستعمل بعد غسل الجرح بماء وملح .
ومن المروخات : دهن الحندقوقي نطولاً مسخناً .
ومن النطولات ماء البحر مسخناً وكل ماء ملح وطبيخ الحرشف وطبيخ جوز السرو .


فصل في الشبث وعلاجه
هذا كالعنكبوت الكبير القوائم الطويلة قالوا يعرض من لسعه وجع المعدة وقيء وعسر بول وعسر براز وهي قاتلة والمصرية أردأ أقول : أني لست أعلم هل هذا المصري هو المذكور في باب الرتيلاء أو غيره وعلاجه علاج الرتيلاء .
فصل في العنكبوت وعلاجه
تعرض من لسعته رياح كثيرة في البطن وقشعريرة وبرد أطراف وينتشر القضيب وعلاجهم من جنس علاج الرتيلاء وينفعهم سقي الشراب شيئاً بعد شيء جميع النهار والسعد بالشراب والتعريق في الحمام ومن أدويتهم الشونيز بالشراب والسذاب اليابس بالشراب وحده ومع السعد .
فصل في حيوانين
ذكرهما بعض أهل العلم من الأطباء هما أيضاً من جنس ما سلف ذكره إلا أني لست بعالم بأمرهما وهل هما داخلان فيما سلف وأحدهما عريض له أرجل بيض وعلى رأسه نتوءان أحمدهما ينزل من مقدم الرأس على الإستقامة والآخر يمرّ مقاطعاً لهذا عرضاً فيخيل ذلك أن له فمين وأربعة فكوك .
وأما الآخر فله بدل النتوأين خطان يخيلان ذلك التخيل ويعرض من لسعهما ما يعرض من لدغ العقارب ووجع شديد وبياض لون اللدغة وتربد الوجه والرأس وسهر .
وعلاج ذلك علاج لسع الرتيلاء وأخص أدوية الرتيلاء به هو الحبق وأصل الجاوشير والحندقوقي والقيسوم .
فصل في حيوان آخر يسمى موغرنيتا
هذا حيوان ذكره هذا العالم وقال يعرض من لسعته وجع شديد حمرة وعسر بول وتنفع المبتلي به ثمرة الطرفاء والكمون البري وورق الجوز والثوم والشراب الحلو .
فصل في قملة النسر
المسماة رذه بالفارسية وصملوكي باليونانية وطغانوس بالهندية وهي هامة كالقملة أو كأصغر القردان قال " جالينوس " : هي صغيرة لا يتوقى منها وتكاد لا تبصر لسعتها وهي مما تفجّر الدم بولاً ورعافاً ومن المقعدة ومن المعدة بالقيء ومن الصدر والرئة ومن أصول الأسنان وربما عظم الخطب فيها فلم تقبل الدواء .
فصل في علاجها


علاجها مثل علاج الجرارة ومما يخصها أن تطلى اللسعة بالفادزهر وبعصارة الخسّ والصندل الأحمر ويسقى لسيعها اللبن الحليب لبن الماعز والزبد والطين المختوم والجَدوار والفرفح وعصارته وبزرقطونا ولعابه وسائر المطفئات مثل ماء الهندبا وماء الخس والقرع والخيار .
فصل في الطَبوع وخرز الطين
وهي دابة كثيرة الأرجل حادة السم وهي في أحكام قملة النسر .
فصل في لسع الزنابير
هي أشدّ تسخيناً من النحل ويعرض من لسعها وجع حمرة وورم ومن الزنابير الكبار جنس أسود الرأس ذو إبر كثيرة قتال والكبيرة خرزها في
الجملة أقتل فلذلك ربما أدى إلى التشنّج والى ضعف الركبتين .
وأما الصغيرة أيضاً فربما عظم الخطب في لسعها فأحدثت نفّاطات وأثقلت اللسان .
فصل في العلاج
يستعمل عليه من المص ما تعلم وإن عظم الخطب فما يسقى حينئذ وزن درهم من بزر المرزجوش فيسكن الوجع في مكانه أو ثلاث راحات كزبرة يابسة ويتناول العصارات المبرّدة المعروفة والأشربة المبردة المعروفة .
وقد يحتمل الجمد كالشيافة فينفع ومن أطليته ماء الخبازي وماء الباذروج والخبازي عجيب وأيضاً : التين والخلى والطين الحرّ وماء الحصرم .
وأيضاً إخثاء البقر خصوصاً بخل وأيضاً ورق النَمام وورق الغار الطريّ وأيضاً يؤخذ أفيون وبزر الشوكران وكافور ويُطلى بعصارة باردة ويُغلى بخرقة كتان مغموسة في ماء مبرّد ويطلى حواليه بطين وخلّ وكذلك الطحلب بالخل عجيب وكذلك الخضرة التي تحدث على جرار الماء وأيضاً على ما زعم بعضهم يكمّد بماء وملح ويطلى بلبن التين وأيضاً سورج الحيطان بخل وقد يتخذ من مياه هذا وسلاقاته نطولات وقد جرب أن العضو إذا ترك في ماء حار ساعة ثم نقل دفعة إلى ماء ملح ممروج بالخل سكن في الحال ومن دلوكاتها الذباب فانه يسكن الوجع .
فصل في لسع النحل
وعلاجها قريب الأحوال من الزنبور إلا أنه يترك إبرته في اللسعة وعلاجها يقرب من علاج الزنابير .
فصل في النمل الطيّار


وشيء آخر يشبهه ذلك قريب الحال من النحل وأسلم منه وأقول من ذوات الحمة والإبرة شيء شبيه بالنمل الطيار إلا أنه أكبر منه جداً وهو في قدر الزنبور الصغير إلا أنه أطول منه كثيراً وليس في غلظه وله أرجل عنكبوتية طوال صفر أطول من أرجل الزنابير - والتحزيز الذي له أصغر ويفرخ فراخاً كالعناكب إذا أخرجت من أوكارها مشت مشي العنكبوت كأنها تنسلخ من بعد وتطير وعندي أنه في حكم الزنابير .
فصل في سام أبرص والعظاءة
إذا عضا خلفا في موضع العضة أسناناً صغاراً دقاقاً سوداً لا يزال الموضع يوجع ويحتك حتى ينتزع بإبريسم أو قز يمر عليها ويسقطها فيسكن الوجع وقد يخرج أسنانها الدهن والرماد ثم يُمص المرضع ويوضع في ماء حار وقد ذكروا أن أصل الطرحشقوق نافع جداً من عضته فإن عظم الوجع سقي ترياق الرتيلاء .
فصل في الأربعة والأربعين
هو الحيوان المعروف بدخال الأذن وربما كان في طول شبر وله في كل جانب إثنان وعشرون قائمة وقد يمشي قدماً وقد ينكص بحاله وله فيما يقال سمية ما يحدث منه وجع يسير يسكن من ساعته وزهرة الخنثى من ترياقاته وربما كفى فيه استعمال الملح مع الخل .
فصل في عضّة سالامندرا
رغم أنها هامة شبيهة بالعظاء فات أربعة أرجل قصيرة الذنب يزعمون أنها لا تحترق وإن طرحت في الأتون أطفأت ناره ويعرض لمن عضته وجع شديد والتهاب في البدن ناري وورم حار في اللسان واعتقال اللسان تمتمة ورعدة وخدور كثيراً ما يعرض منه اسوداد عضو على شكل مستدير وسقوطه .
فصل في العلاج
قال علاجه علاج الذراريج وأخص ما يعالجون به أن يسقوا الراتينج من أي صنوبر كان مع العسل ويسقوا طبيخ كمافيطوس وطبيخ السوسن مع ورق القريص والزيت ومنهم من يعطيهم الضفادع مطبوخة ويسقيهم من مرقها ويضمدهم بلحومها وقد يأكلها أيضاً وكذلك بيض السلاحف البرّية والبحرية مطبوخاَ .
فصل في سقولوفندر البرية والبحرية


ولست أعرفهما ولا لبُد أن يكونا مما فرغنا من ذكره قالوا أنه يعرض من عضة البرية أن تكمد العضة وتصير وردية اللون قلما تحمر حمرة ناصعة بل يسيراً جحاً ويكون وجع شديد وحكّة في البدن .
وأما البحرية فتكون عضتها مائية اللون ويشبه أن يكون علاجها علاج الرتيلاء ونحوها قال بعضهم : لتضمد بملح أو رماد بشراب أو رماد معجون بخلّ العنصل أو بالسمسم المحرق والشراب وينطل أولاً بزيت كثير بماء حار ثم يوضع عليه ذلك .
فصل في العقرب البحري
أظن أنه يعرض من لدغة العقرب البحريّ انتفاخ البطن وهيئة استسقائية وربما عرض منه خروج الريح بغير إرادة ويجب أن يستقصى في تعرف هذه وعلاجه علاج التنين البحري والرتيلاء وقد قال من لا يوثق بقوله أن عقرب الماء حار السمّ .
فصل في العنكبوت البحري
يشبه أن تكون أحواله تقرب من أحوال العقرب البحري . فصل في عض الضفادع البحرية الحمر
حكى عدة من العلماء أنها خبيثة رديئة متعزضة للحيوانات والأجسام تقفز إليها من البعد لتعضها وإن لم تتمكن من العض نفخت إليه نفخة ضارة ويعرض من عضّها ورم عظيم وهلاك سريع أقول : يشبه أن يكون علاجها بالترياق الكبير وبما يجانسه .
فصل في جملة علاج الهوام البحرية السامة قالوا يجب أن تعالج بالترياقات وبما تعالج به السموم الباردة وبأدوية الرتيلاء وترياقاته والحمد لله وحده .


القانون
القانون
( 64 من 70 )

الفن السابع الزينة
يشتمل على أربع مقالات :
المقالة الأولى أحوال الشعر والحزاز
فصل في ماهية الشعر
الشعر يتولد من البخار الدخاني إذا انعقد في المسام ونبت عليها بما يستمد من المدد وخصوصاَ إذا كانت رطوبة البدن لزجة دهنية ليست بمائية ولا طينية كما أن الأشجار الدهنية لا ينتشر ورقها .
وقد قيل في الكتاب الأول في سواده وشيبه وسائر ألوانه ما قيل لكن المتعلق من الكلام فيه بالزينة تدبير جوهره بالإنبات والتمريط وتدبير عدده بالتكثير والتقليل وتدبير حجمه بالتغليظ والتدقيق والتطويل وتدبير شكله بالتسبيط والتجعيد وتدبير لونه بالتسويد والتشقير والتبييض ونحن متكلمون في هذه المقالة على هذه المعاني .
الشعر يبطل أو ينقص إما بسبب في المادة أو بسبب في الشيء الذي فيه ينبت والسبب في المادة أن تقل أو تعدم والقلة إما بسبب ما يغمره أو يغيّره أو بسبب قلة أصل الجوهر مثل قلة البخار الدخاني في الصبي والمرأة لكثرة البخار الرطب فلا تنبت لحيته وأما قلة أصل الجوهر فإما العارض وإما لانتهاء الطبيعة إليه .
أما الذي للعارض فكما يعرض للناقهين إذا شفتهم الأمراض الطويلة والسلية والدقية فلم تبق لهم مادة يعتذي منها الشعر فيسقط ولا ينبت مثل ما يعرض للنبات المستسقى إذا لم يسق وكما يعرض للخصيان من تشبههم بالنساء في الرطوبة والبرد بسبب خصائصهم وبسبب أن ما كان يتكون منياً يتراكم فيهم ويبرد ويتأدى برده إلى الأعضاء الشريفة فيبردها فلذلك لا تتحلل رطوباتهم إلى الجفاف وما تحلل لا يبقى في المسام لقلته ورقته بل يخرج وكما يعرض لمن أدام العمائم الثقال على رأسه .
وأما الذي هو من طريق الطبيعة فكالصلع فإن الصلع يحدث لقصور مادة الشعر عن الصلعة وذلك لقلتها أو لتطامن الدماغ عما يماسّه من القحف فلا تسقيه سقيه إياه وهو ملاق .


وأما الذي يكون لسبب في الشيء الذي فيه ينبت فهو على ثلاثة أوجه إما أن لا تنفذ فيه مادة الشعر وإما أن تنفذ فيه فلا تحتبس وإما أن تفسد فيه وتستحيل إلى كيفية غير ملاءمة لتكون الشعر عنها وإنما لا تنفذ فيه لانسداد مسامه وإنما تنسد مسامه لشدة تلززه ليبسه كما هو من المعاون على الصلع ويسرع في حار المراج لسرعة جفافه ولذلك يكثر على المستعدين للصلع شعر البدن والصدر لحرارة المراج وهؤلاء فإن القليل من شعرهم صعب الانتتاف أو لتلززه بسبب آثار قروح سالفة كما هو الحال في القرع .
والذي لا يحتبس فيه فهو لشدة تخلخله واتساع مسامه كما هو إحدى المعاون في أن لا تنبت اللحية ويكون الباقي من شعر هؤلاء رقيقاً سهل الانتتاف وفي آخر العمر لما يبس المراج فضاقت المسام مع رطوبة مراج لقلة الحرارة أثر في أن لا يكون صلع كما للنساء والخصيان .
والذي يفسد فيه فإما لخلط مسكن خبيث .
كما في داء الحية والثعلب وإما لقروح رديئة أكالة كما يكون في بعض أصناف القرع .
والصلع تعسر معالجته وإن كان قد يمكن دفعه قبل أن يبتدىء أو تأخيره والذي يقول " بقراط " من أن الصلع إذا عرض لهم الدوالي نبتت شعورهم نعني به المتمرطين بداء الثعلب ونحوه وشعر الحاجبين والأشفار لا ينتثر سريعاً بسبب أن منبتها حصيف غضروفي حافظ ولذلك يتأخر الصلع في الحبشة والزنج لشدة ضبط جلودهم لشعورهم فإن الصلب لا ينثقب فلذلك يقل معه الشعر لكنه يحفظ الشعر فلا ينتثر سريعاً ولا يتمرط .
واللثغ لا يصلعون لكثرة رطوبة
فصل في الأدوية الحافظة للشعر
الأدوية الحافظة للشعر هي التي فيها حرارة لطيفة جذابة وقوة قابضة والتي فيها خواص نفعل بها وقد ذكرنا بسائط هذه الأدوية في الأدوية المفردة وذكرنا أيضاً في القراباذين مركبات ونذكر ههنا من الأدوية ما هو أليق بهذا الموضع .


والأدوية البسيطة التي تصلح لحفظ الشعر وتدارك أخذه في التساقط على
الجملة إلى أن تشترط من بعد الشروط الواجبة في تدبيرها من أمثال هذ : الآس وحبه واللاذن والأملج والهليلج الكابلي والمر والصبر والبرشياوشان وقد يقع فيها العفص لقبضه والفيلزهرج خصوصاً مع شراب قابض أو دهن الآس أو دهن المصطكي أو ماء الآس أو عصارة ورق الازادرخت وأيضاً حراقة شجرة بزر الكتان محرقاً مع بزره طلاء بدهن وأيضاً قشور الجوز محرقة إذا خلط بدهن الآس والشراب القابض ومسح به وخصوصاً للصبيان .
ومن المركبات : حبّ الآس والعفص والأملج يطبخ في دهن الورد أو دهن الآس على الوصف المعلوم ويستعمل وأيضاً ورق الآس الرطب واللاذن والعوسج وأطراف السرو وحب الآس يغلف بها الرأس مدقوقة مدوفة بالزيت .
وأيضاً : حبّ الاس الأسود وبزر الكرفس وأطراف الآس وبزر السلق وأطراف العوسج جزء جزء برشياوشان لاذن نصف جزء نصف جزء الشراب الأسود ستة أجزاء تهرى فيه الأدوية طبخاً حتى يبقى ثلث الشراب ثم يلقى عليه زيت مطيب بالسعد والسنبل جزأين ويعاد طبخه حتى يغلي ثلاث غليات ثم يصفى الماء والدهن عن الأدوية بعصر شديد ويجعل في برنية ويخضخض ويستعمل عند الحاجة فإنه حافظ مسود .
وأيضاً : بزر الكرفس وبزر السلق وبرشياوشان وكندر من كلِّ واحد أوقيتين الجوز خمسة عشر عدداً قشور أصل الصنوبر رطل يشوي الجميع ليلة في التنّور وقد جعل في قدر مطين ويترك حتى يحترق جميعه احتراقاً مسحقاً ويسحق ويلقى عليه رطل من شحم الدب فهو أجود أو من شحم الأوز ويرفع وكلما احتيج إليه ديف في دهن مطيب ويستعمل وينفع أيضاً من الصلع المبتدىء .


وأيضاً : يؤخذ رطل ونصف شراباً قابضاً ومن اللاذن أوقية ومن قشور الصنوبر محرقة أوقيتين برشياوشان محرقاً مثله شحم الدب رطل عصارة عنب الثعلب أربع أواق ونصف يطبخ اللاذن في الطلاء حتى يثخن وتلقى عليه الأدوية ويخلط ويرفع فمتى أحتيج إليه أخذ منه شيء في دهن مطيب وخيره دهن الناردين ويطلى وقد يطلى بلا دهن .
وأيضاً مما هو خفيف : أن يؤخذ المرّ واللاذن ودهن الآس وخصواً ما اتخذ من دهن الخيري وماء الآس طبخاً وشراب قابض ويخلط على ما توجبه المشاهدة ويطلى به .
وأيضاً : يؤخذ ورق شقائق النعمان مع دهن الآس ويمسح به الرأس ويترك ليلة ثم يستحم فإنه يحفظ ويسوّد .
وأيضاً يؤخذ لاذن وبرشياوشان ورماد قشور الصنوبر وشحم الدبّ ومن الشراب العفص ما يكفي مخلوطاً بمثل دهن المصطكي أو الآس وأيضاً يؤخذ الحناء اِلمدقوق مثل الهباء نصف رطل ومن العفص الأخضر المدقوق عشرة دراهم مضافاان إلى مثلهما من الخل الحاذق ويقطر بالقرع والإنبيق فإن الحاصل من التقطير يحفظ الشعر .
وأيضاً يؤخذ برشياوشان ولاذن سواء ودهن الآس ما يكفي وأيضاً يؤخذ كندر وخرء الضب وخرء القنفذ البحري من كل واحد خمسة دراهم سذاب جبلي درهمين يسحق بشراب قابض ويخلط مع شحم الدب ويستعمل .
فصل في دواء يحفظ شعر الحواجب
يؤخذ ورق شقائق النعمان أربعة رعي الحمام وأصوله وأطراف التين من كل واحدٍ واحد لاذن ثلاثة برشياوشان إثنان يسحق الجميع ويستعمل بدهن المَصطِكَى مثله أيضاً أصل الفاشرا أو أصل الأشراس ورماد شجرة الصنوبر الطري من كل واحد جزء ورق جزآن يخلط بدهن الآس المطيّب فهذا هو الكلام الأكثري .


لكنه إن كان السبب يبس مراج وقلة دم رَفه البدن وغَذه بما هو جيد الغذاء دسمه وبه ميل إلى حرارة لطيفة واترك كل حامض ومالح وعفص واهجر الباه واهجر من الشراب ما كان عتيقاً وأدم الاستحمام بالمياه العذبة ولا يقرب من البدن نطرون ولا أشنان ولا صابون بل مثل دقيق الباقلا وحب البطيخ وطين وبزرقطرنا ونحوه .
وإن كان لتقبض المسام جداً احتيج إلى ما يحلل ويخلخل فوجب أن يجعل في الغذاء ما يفتح مثل الخردل والثوم والكراث ويطلى الجلد أيضاً بمثل الثافسيا والخردل والفوتنج والسذاب والبصل ويستعمل الحمام بمياه محللة ويغسل الرأس بالبورق وبزبد البحر ويجب أن يجتنب صاحبه الأدهان .
والذي للتخلخل تنفع منه الأدوية المذكورة التي أكثر ميلها إلى القبض والأطلية والأدهان القابضة ودخول الحمام واستعمال الفاتر ثم إردافه بالبارد دفعة .
فصل في مطولات الشعر
أكثر مطولات الشعر ما في جوهره لزوجة يمكن أن يأخذ منها الشعر وهو مثل ورق السمسم وورق القرع والأدهان التي فيها حرارة وقبض مثل دهن السوسن محرقاً مع شمع أو كما هو ودهن الحناء ودهن الآس خاصة وقد ينفع في ذلك غسل الرأس بنقيع الحنظل . ومما ينفع في ذلك أن يؤخذ اللاذن ويذاب الجيد منه في قدح مطين على الجمر اللطيف إذابة في زيت ويذرّ عليهما شيء من نوى محرق ويمرج الجميع على الجمر مرجاً لطيفاً ويستعمل .
ولورق الازادرخت ولماء ورقه خاصية جيدة في ذلك ولفحم بزر الكتان مستعملاً بدهن الشيرج .
مركب : يؤخذ ورق الأزادرخت والبرشياوشان الحديث الرومي والمر والأملج ويغلف به الرأس في بعض الأغسال المعروفة وأيضاً الخردل يجعل في طبيخ السلق ويغسل به الرأس ويدهن بعده بدهن الآ أو دهن الأملج .


مركب جيد : تؤخذ مرارة الثور ومرارة الذئب وإهليلج كابلي وبليلج وأملج وسبادداوران وعفص صحاح من كل واحد جزء يدق ويربى بعصارة عنب الثعلب سبعة أيام ثم يجفف ويستعمل طلاء بشيء من البطيخ بعد غسل الرأص واللحية بماء وعسل وزجاج مدقوق .
أيضاً شعير مقشر ثلاثين درهماً أملج خمسة يطبخان في الماء طبخاً شديداً حتى يأخذ الماء قوتهما .
ويطبخ في ذلك الماء دهن البنفسج مثل نصف الماء ولاذن وزن ثلاثة دراهم وورق السمسم وورق الخطمي وورق القرع رطباً أو يابساً وزن عشرة عشرة لا يزال يطبخ حتى نسخة أخرى : تنسب إلى الكندي شير أملج عشرين درهماً يطبخ برطلين من الماء إلى الربع ويصب عليه مثله دهن الناردين وشعير مقشر وشيء من اللاذن ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الدهن .
فصل في منبتات الشعر القوية
وفيها علاج ما يمكن علاجه من الصلع ومن انتثار الحواجب ونحو ذلك جميع الأدوية التي نذكرها في باب داء الثعلب وجميع وجه التدبير من ذلك الرأس وتحميره واستعمال الشحوم عليه ثم استعمال الأدوية القوية الجذب والتحليل معاً الخاصة بداء الثعلب فهي نافعة في الصلع وإنبات الشعر في المرط وفي الحواجب وفي اللحية ولقشور أصول الغرب بالزيت تقوية وفعل عجيب في الحفظ مع تسويد .
وأما الأدوية التي من عزمنا أن نذكرها ههنا وإن كانت أيضاً نافعة في داء الثعلب بعد اعتبار ما ذكرناه في آخر باب حفظ الشعر فهي هذه .
ونسخته : تؤخذ الذراريح الطرية مقطوعة الأرجل والرؤوس مجففة في الظل وتسحق في دهن البنفسج أو تطبخ فيه أو في زيت حتى تغلظ وتطلى به حيث شئت فينفط ثم ينبت الشعر وكذلك عسمل البلاذر إذا جعل على المواضع التي تمرّط شعرها أو يسحق الكندس في دهن البيض ويطلى به حيث شاء الإنسان مراراً فينبت الشعر .
أخرى : أو يؤخذ حافر حمار محرقاً وقرون محرقة ويطلى بدهن الخلّ فإنه قوي .


وأما بيض النمل مع دهن البان فهو مما عدّ في المنبتات وعند عامة الناس أنه مما يمنع النبات ومما جرب العظاءة التي تكون في البيوت تموت تجفف وتسحق وتطلى بالدهن .
وأيضاً سحيق الزجاج الفرعوني مع الزئبق .
ومما هو أخف من ذلك أن يؤخذ فهو وصلاية من رصاص ويجعل بينهما دهن من الشعرية أو شحم مما عرف ويسحق حتى تنحل إليه قوة من الرصاص ويلطخ به ويضمّد الموضع بورق التين المسلوق جيداً وإلى قوة ما وأيضاً يؤخذ لبّ عشرين بندقة ويشوى حتى ينسحق ويجمع بدهن الفجل أيضاً أو يؤخذ أو من الحشيشة المسماة خركوش ومن قضيب الحمار وطحاله مشويين من كل واحد نصف رطل ومن اللاذن عشرون وزنه يخلط الجميع بعد حلّ اللاذن في الشراب ويستعمل .
وأيضاً ومما ذكر " فيغلريوس " يؤخذ شحم الثور مملحاً ستة وتسعون درهماً الأشنأن والثافسيا من كل واحد ثمانية عشر درهماً مر ثمانية دراهم لاذن مثله برشياوشان ثمانية وأربعون درهماً قضيب الحمار ثمانية وأربعون درهماً طحال الحمار ستة وتسعون درهماً يشوى طحال الحمار وقضيبه وينحت ويجمع الجميع بشراب أسود يحلق الرأس ويطلى به ويترك خمسة أيام ويغسل ويراح يومين ثم يعاد فإن تقرح عولج الموضع بشحم الأوز .
وأيضاً " لقريطن " تؤخذ بطون ستة من الأرانب وتجفف ناعماً وتحرق في قدر مطين فخار ويلقى عليه من ورق العوسج ومن ورق الآس مثله ومن البرشياوشان تسع أوق ويحرق مرة أخرى في إناء زجاج ثم يسحق ويخلط بثلاثة أرطال من شحم الدب ومثلها دهن الفجل ويرفع ويستعمل عند الحاجة في دهن مطيب .
وحب الغار ودهن الفلفل ودهن الخروع كل ذلك مما يعين على الإنبات .


وأيضاً يؤخذ رماد القيسوم إذا خلط بالزيت العتيق أنبت اللحية البطيئة النبات ورماد الشونيز بالماء وخصوصاً للحواجب وأيضاً للحواجب تحرق جوزتان إلى أن تنسحقا فقط ويجمع إليهما مثقال من نوى التمر المحرق كذلك بغير استقصاء وخمسة عشر فلفية ويطلى بدهن ورد وأيضاً يؤخذ رماد القيسوم وبندق محرق ولاذن وذراريح وكندس يغلي في دهن بان في مغرفة حتى يسود ويمرج بمثله غالية ويدلك الموضع ويطلى به وأيضاً برشياوشان وحب الآس وبزر الكرفس يحرق قليلاً حتى يسود ويجمع بشحم دب ودهن فجل .
دواء : ينبت الشعر في الحواجب يؤخذ كندر أربع درخميات خرء التمساح وخرء القنفذ البحري وسذاب جبلي درخمي درخمي يسحق بشراب قابض ويخلط بشحم الدبّ ويستعمل .
آخر : للتمرّط في الحواجب القديم الصعب من داء الثعلب أو غيره ونسخته : يؤخذ من الشيح جزء من زبد البحر ثمانية أجزاء ومن الأوفربيون وحب الغار ثلاثة ثلاثة .
زفت رطب أربعة يداف الزفت في دهن السوسن ويذاب فيه الفربيون ثم تخلط به سائر الأدوية .
آخرمثله : يؤخذ أصل القصب المحرق سبعة رماد الضفادع خمسة بزر الجرجير أربعة أصل الأشراس ثلاثة يسحق بدهن الغار ويستعمل .
فصل فيمايحفظ داء الثعلب وداءالحية
قد علمت أن السبب في تولد داء الثعلب مادة رديئة مستكنة في الجلد وفي منابت أصول الشعر فتفسد أصول الشعر أكلاً لها ومنعاً للغذاء الجيد إياها وسمّي داء الثعلب لعروضه للثعالب والفرق بينه وبين داء الحية أن داء الحية ليس إنما ينتثر فيه الشعر فقط بل تنسلخ معه جلدة رقيقة كما يعرض للحية وربما عرض فيها تشكل ناتىء كشكل الحية والمادة التي تورث داء الثعلب وداء الحية قد تكون صفراوية وقد تكون سوداوية وقد تكون بلغمية وقد تكون من دم فاسد ويستدلّ عليه من التدبير المتقدم .


ومن الأعراض التي تصحبه مما يدلّ على الخلط الغالب مما عرفت وقد يستدلُ على سرعة برئه وبطئه بما يرى من سرعة احمراره بالدلك والحلق لسرعة انجذاب الدم إليه أو بطئه على أن الدلك الكثير يقرح فيمنع نبات الشعر .
فصل في العلاج
لا شك أن صواب التدبير في استفراغ ذلك الخلط الفاعل أولاً وإدخال الأغذية الحسنة الكيموس جداً إلى البدن مما تعلمه والشراب المعتدل الممروج المائل إلى أثر من الحلاوة قليل مع رقة وصفاء فإن هذا أغذى والحمام ينفعه قبل كل دلكة وبعدها ويبتدىء أولاً باستفراغ البدن عن الخلط الفاعل بالأدوية المخرجة له أو بالفصد إن أوجبت المادة ذلك ثم باستفراغ الرأس عنه بما عرفته من السعوطات والنشوقات والغراغر مما هو مذكور في باب تنقية الرأس بحسب فصل فصل ثم الإقبال على الجلدة وتنقيتها عما استكن فيها بإخراجه عنها وتحليله وتستعجل في ذلك لئلا تكتسب الجلدة كيفية راسخة رديئة .
ولا شكّ في أن الأدوية المستفرغة من الموضع للمادة الخبيثة يجب أن تكون مقطعة ومحلّلة تحليلاً لا تبلغ التجفيف لشدة التسخين فيفيد الجلد جفافاً يكون في الآجل سبباً لسقوط الشعر وإن كان في العاجل لعله أن يذهب بداء الثعلب فإن كان حاراً قوياً كالثافسيا وهو أصل في الباب الذي لا بد منه كسرت حرارته بالأدهان المعتدلة تغلب عليه وبالمياه برفق فيها وأجوده الحديث والذي أتى عليه سنون ثلاث ضعيف ومن حق القوي أن يقلل قدره ويكثر مراجه ويسرع أخذه عما طلي به ومن حقّ الضعيف أن يفعل بالضد .
ويجب أن تكون لطيفة والألم تنفذ قوتها في غور الجلد ويجب أن تكون في تلك الإدوية تقوية ومنع لئلا يقبل الرأس مادة خبيثة ولا يجب أن يصحب تلك القوة قبض كثير يمنع المادة عن الورود إلى الموضع ثم النفوذ في مسامه ويجب أن تكون فيها قوة جذب للدم الجيد وبخاره العلك من البدن بعد تحليله للفاسد الذي في الجلد ليجمع تحليلاً للفاسد القريب وجذباً للجيد البعيد وذلك بعد التنقية .


وإذا استعملت هذه الأدوية فيجب أن تراعي تأثيرها وتبدأ به مضعفة بالمراج والتقليل وتنظر فيما كان منها فإن وجد المرض محتملاً والأثر سليماً زيد في القوة والمقدار وإن لتم يحتمل وعظم الأثر نقص بالمقدار أو بالمراج واجتهد حتى لا يؤدي إلى تقريح وتوريم وخصوصاً في الأبدان اللينة المراج أو السن أو الجنس .
وإن أدى إلى توريم وتقريح تدورك ذلك بالشحوم وطليها عليه مثل شحم البط والدجاج ومثل القيروطي الليّن فإذا سكن عوود بالقدر الذي يحتمله وإذا عظم الأثر فتر لا يزال يفعل ذلك حتى يتحلل الفاسد وينجذب الجيد .
وعلامة تأثيرالدواء فيه أن .
يحمّر بدلكات ألين وأقل عدداً من الدلكات التي كان يحمر بها قبل استعمال الدواء فان لم يتغير الحال فاعلم أنه يحتاج إلى دواء قوي وإذا كان لا يحمر دُلِك بالخرق الخشنة أشد دلك حتى يخاف الانقشار ثم دلّك بمثل البصل فإن لم يحمر لم يكن بد من شرط موجع وطلي بمثل الثوم .
ومما يحتاج إليه في تنقية الجلد عن مادة داء الثعلب الرديئة العَلَق والمحاجم وغرز الإبر الكثيرة وأيضاً التنقيط بالأدوية الحادة التي سنذكرها وتنقية ما تنقط وتبرئته ليخرج الشعر عنه ومما يعين في تحليل المادة لبس قلنسوة مؤبرة دائماً ليلاً ونهاراً فانه يحلل ويعرِّق ويجب أن يحلق في كل يومين أو ثلاثة بالموسى وكلما نبت حلق .
ويجب قبل استعمال الأطلية أن يحلق الرأس ويُدَلك على ما قلنا بخرقة خشنة أو بمثل البصل أو قشور الفجل حتى يحمر ويصير قليلاً لقؤة الدواء متفتّح المسام وربما ناب الحمّام عن الدلك وإن لم يحلق رقّق الحواء ليصل إلى الأصل .


فأما الاستفراغات فليستفرغ الصفراوي بطبيخ الهليلج مع قوة من خربق وأفتيمون وبحب القوقايا أيارج فيقرى وأيضاً فإن أبارج شحم الحنظل جيد خصوصاً البلغمي فإن كان هناك سوداء خلط به شيء من الخربق الأسود وإن كان هناك صفراء خلط به السقمونيا وأيارج روفس واللوغاذيا جيدان خصوصاً للسوداوي وكثيراً ما يبرأ بالاستفراغ وحده وأصناف هذه الاستفراغات مما قد أحطت به علماً فيما سلف لك وإن أراد أخف من ذلك سقاه الأيارج المرّ مركباً بشحم الحنظل والتربد في الشهر شربات ثلاثاً أو أربعاً وإذا لم ينجع استفراغ واحد كرّر بعد إراحات فيما بين ذلك وإذا رأيت جلدة الرأس حمراء وعروقها حمراء ممتلئة فصدت بعد الفصد الكلي إن أوجبه الرأي عروق الرأس وعروق الجبهة والصدغين وإن لم ترد ذلك فلا تفعلن شيئاً من ذلك فإن الدم يحتاج إليه هناك .
وأما الغراغر والسعوطات ونحوها فقد عرفتها في باب معالجات الرأس .
وأما الأدوية الموضعية فأقواها الفربيون الذي لم يأت عليه فوق ثلاث سنين يدبر على ما أعطينا من التدبير في القانون وبعده الثافسيا فانه عجيب جداً بالغ ثم الحرف والخردل ورماد الذراريح معجوناً بالزفت الرطب أو ميويزج مسحوقاً بدهن الغار ولبن اليتُّوع ينفط به ويفقأ ليسيل ما تحته فإذا طرح القشر طلع الشعر من تحته والكبيكج يوضع على العضو مدة قليلة ويحتاج إليه في القوي من داء الثعلب وبعد ذلك الكبريت والخربقان وبزر الجرجير ورغوة البورق والصنفان من زبد البحر وقشور القصب وأصوله محرقة وخرء الفار وبعر الغنم محرقاً ودار فلفل والخردل والبندق المحرق وورق التين وكندس وعروق ماميران والقطران وقد يقع فيها مرارة الثور ثم مثل اللوز المر محرقاً بقشره ومثل الكندر المسحوق أياماً في الخل الفائق .
والخرنوب النبطي مَن أدوية هذه العلة .
وأفضلَ الأدهان المستعملة فيه دهن الغار ودهن الخروع .
وأفضل الأدوية الشمعية القطران ثم الزفت .


وأفضل الشحوم شحم الدب وخصوصاً ما عتق لطوخ جيد يلطخ بالخردل والقطران : صفة لطوخ قوي نافع : يؤخذ فربيون ثافسيا دهن الغار من كل واحد مثقالين كبريت حي وخربق أيهما كان أسود أو أبيض من كل واحد مثقال يتخذ قيروطي بشمع مقدار الكفاية .
وأيضاً بورق إفريقي جزأين نوشادر جزء يحرقان ويسحقان في خل ثقيف ويطلى به الموضع بعد الدلك طلياً رقيقاً ويعاد بعد ثلاثة ساعات وقد نشف يداوم ذلك ثلاث أيام فإن تنفط فيفعل به ما تدري .
وأيضاً ذراريح وخردل يطبخان في دهن حتى يصير كالغالِية ثم ينفط به الموضع القوي وتكسر قوته بالمراج للضعيف .
ومما هو أقوى من ذلك وهو عجيب نافع أن يؤخذ الخل الثقيف مع مثله دهن الورد الجيد ويلخلخان ثم يدلك الموضع بخرقة خشنة ويطلى به وأيضاً المسح بغالِية فيها شيء من ثافسيا .
واعلم أن الصبيان تكفيهم الحمية والصبي المراهق يحتمل نصف درهم من حب ! لقوقايا ولابن عشر سنين دانقين .
فصل فيما يحلق الشعر
يؤخذ من النورة جزءان ومن الزرنيخ جزءان ويطلى بهما مع قليل صبر مجعول فيهما فيحلق في الحال وإن جعل من النورة أجزاء أكثر ومن الزرنيخ أقل كان أعدل وإن زيدت النورة كان أبطأ عملاً إلا أنه يعمل وقد تؤخذ النورة والزرنيخ جزءين وجزء يطبخان في الماء طبخاً حتى تسمط الريشة وإن كرّر العمل في ذلك الماء كان أجود والتشميس أجود ويؤخذ ذلك الماء فيطبخ فيه دهن قليل منه في كثير حتى يأخذ قوته ويطلى به وربما ترك ذلك الماء لينعقد ملحاً واستعمل ذلك الملح في الماء .


وأكلاس الأصداف تعمل عمل النورة مع الزرنيخ وتكون ألطف وإن أخذ بدل النورة ماء النورة المكرّر فيه النورة تشميساً أو طبخاً وجعل في الماء الزرنيخ المسحوق كان جيداً وقد يستعمل أيضاً العلق الأخضر التي تكون تحت الجرار وإن أريد أن يكون ما ينبت رقيقاً ألقي في النورة رماد الكرم أو البورق وأكثر تقليبه ثم غسل بدقيق الشعير والباقلا وبزر البطيخ وقد تركب النورة والزرنيخ بمثل ماء الكشك وماء الأرز وقد يجعل فيه المر والمَصْطِكَى وقد يعان بزبد البحر .
فصل في علاج من أحرقته النورة
يجب أن تقلل تقليبها وتسرع غسلها وقد قدم عليها قبلها دهن الورد فإذا غسل بالماء الحار جلس بعد ذلك في الماء البارد فإن ذلك علاج جيد ثم يطلى عليه عدس مقشّر مسحق بما ورد وصندل وخصوصاً إن أحرق فإن أحرق إحراقاً قوياً فلا بد من مثل مرهم الإسفيذاج ومثل الطلاء بالمرداسنج المربى ببياض البيض ودهن الورد والكافور . فصل فيما يقطع رائحة النورة
أن يطلى بعدها بالطين المربى في الطيب أو الطين بالخلّ وماء الورد ولورق الخوخ خاصة في ذلك عجيبة ولورق الكرم وورق الشاهسرم المسحوق والحناء ولنجير العُصفُر والورد والسعد والشُك والإذخر ونحو ذلك فرادى ومجموعة .
فصل في مانعات نبات الشعر
تمنعه المخدرات المبرَّدة مثل أن يبدأ فينتف .
ثم يطلى بالبنج والأفيون والخلّ والشوكران معها ووحده وأن يكون مطبوخاً في الخل أجود .
وجرم الضفادع الآجامية مجففاً من المانعات إذا سحق وخلط بلعاب بزرقطونا أو عصارة البنج أو الخلّ يكرر ذلك وقيل أن طليه بدهن تفسخت فيه العظاءة طبخاً مما يمنع نباته وكذلك بدهن طبخ فيه القنفذ وربما ادّعى فيه ضد ذلك .
ومما ذكر في ذلك أن يؤخذ القيموليا وإسفيداج الرصاص بالسوية والشبّ نصف جزء سحق بماء البنج الرطب .


وقد زعم قوم أن دم الضفادع الآجامية ودم السلاحف النهرية قد يمنع ذلك قالوا وكذلك دم الخفاش ودماغه وكبده وقد ركبوا دواء من هذه قالوا تؤخذ الضفادع من آجام القصب وتجفف ويؤخذ من قديده ومن دم السلحفاة النهرية المجفف ومن البورق الأحمر ومن المرداسنج ومن صدف اللؤلؤ والمحرق أجزاء سواء يعجن بالماء ويستعمل على نتف الشعر في العانة والإبط وبزر الأنجرة بدهن هو مما ينثر الشعر بقوة .
فصل في المجعدات للشعر
هي مثل دقيق الحلبة ودهنها والسِدر الأبيض والمر والعفص والنورة والمرداسنج تخلط أو يقتصر على بعضها ويغلف به الرأس وقد يوضع فيها بزر البنج ودهنه وقد يستعمل البنج كما هو وحده والنورة بماء نشيط ويحرق يسيراً داخله في هذه
الجملة خصوصاً إذا قرن بها ثلثاها من مجعّد جيد : يؤخذ من العفص والكزمازك وسحالة الإبر وورق السرو أو حبه وحبّ السفرجل والمرداسنج والكثيراء والطين الخوزي والأملج من كل واحد جزء النورة التي لم تطفأ نصف جزء يعجب بماء السلق ويستعمل فإنه مجعد مسَوِّد .
فصل فيما يُسبِط الشعر
علاجه علاج شقاق الشعر المذكور وبالجملة إستعمال الأدهان المرخية واللُعابات المرطبة .
فصل في تشقيق الشعر
سببه اليبس والغذاء اليابس وتمنعه الأدهان اللينة المعتدلة واللعابات اللزجة كلعاب الخطمي ولعاب بزر قطونا ولعاب ورق الخلاف وجميع ما فيه ترطيب .
فصل فيما يرقق الشعر
البورق إذا وقع في أدوية الشعر رققه .
فصل في الشباب والشيب
قد قلنا في غير هذا الموضع في سبب الشباب والشيب والذي نذكره الَآن هو أن الدم ما دام دسماً ثخيناً لزجاً فإن الشعر يكون أسود فاذا أخذ إلى المائية مال الشعر إلى الشيب .


الأشياء المبطئة بالشيب منها تدبير الأسباب الأول ومنها تدبير ما يوصل إلى الشعر نفسه فأما الأول فاستفراغ الخلط البلغمي كل وقت وخصوصاً بالقيء على الطعام وبالحقن أيضاً ويراح ويعاد ثم تستعمل المعاجين والأدوية المشيِّبة التي نذكرها مع استعمال الأغذية الحسنة الكيموس باعتدال من جنس ما يتولد منه دم محمود متين مثل : القلايا والمطجَّنات والمكببات والمشويات دون المرق والثرائد ونجتهد حتى يكون بقدر الهضم فإنه أصل وإذا فسد الهضم فسد الدم .
ويجب إذا كان المراج رطباً جدأ أن تستعمل الأبازير الحارة من الخردل والفلفل والتوابل والكوامخ والمُري وخصوصاً على الريق والسلق بالخردل والاقتصار على شراب قليل صرف واجتناب الفواكه والبقول المرطبة والألبان والسمك والهريسة والعصيدة وشرب الماء الكثير والفصد الكثير ونتف الشعر والسّكْر المفرط والجماع الكئير وإمساس مثل الكافور وماء الورد ودهن الياسمين وماء الياسمين للشعر .
واجتناب كثرة استعمال الماء العذب استحماماً فإن فعل جففه ونشفه بسرعة على أن غسل الشعر حافظ لقوته فإن استحم استعمل مثل شحم الحنظل والشونيز والبورق ومرارة الثور غسولاً .
وأما المعاجين والعقاقير التي تقطع مادة البلغم وتبطىء بالشيب فمثل لوك الهليلج الكابلي كل يوم منه واحدة بالعدد يأتي عليه لوكاً وبلعاَ فإن هذا ربما حفظ الشباب إلى آخر العمر وكذاك الأطريفلات المتخذة من الهليلجات الصغير والكبير والمعجون بالخبث وخير منه أن يكون فيه ذهب ومن هذا ترتيب جيد بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ الهليلج الأسود والأملج من كل واحد جزء عسل البلاذر المستخرج منه نصف جزء يخلط بالسمن ويعجن بعسل ويستعمل وهذا قوي جداً .
ويجب أن تستعمل قليلاً قليلاَ قدر ما لا يؤثر أثراً رديئاً والأنَقَرْديا قويّ والمثروديطوس قوي والترياق قوي ولحوم الأفاعي حافظة للشباب والقوة إذا اعتيد أكلها .


صفة معجون معتدل جيد : هليلج أسود وبرنج ودار فلفل وأملج وقد يكون بدل الدارفلفل خبث الحديد وسكر يتخذ منها إطريفل .
ومن الجيد المجرب أن يؤخذ زنجبيل وإهليلج كابلي ودارفلفل أجزاء سواء يعجن ويستعمل .
وأيضاً لنا أن يؤخذ من الهليلج الكابلي وزن عشرين درهماً خبث الحديد وزن أربعة دراهم ومن الغاريقون خمسة دراهم ومن الزنجبيل والدارفلفل والقرنفل من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن بالعسل ويستعمل ويجب أن يتناول هذه المشببات سنة كاملة وإذا شرب المحبّ للشباب من أمثال هذه المعاجين صبر عليها إلى نصف النهار ثم أكل الغذاء .
فصل في اللطوخات المانعة من الشيب
جميع الأدهان الحارة المقوية وجميع السبالات التي تشبه ذلك في الطبع حافظة لمراج الشعر على حرارة غريزية لا يتكرج معها ما ينفذ فيها من الغذاء وهذه مثل القطران إذا طلي به يترك أربع ساعات ثم يدخل الحمام .
وهذا أيضاَ علاج لصاحب الرأس البارد المراج وكذلك الزفت الرطب السائل الرقيق وكذلك دهن القسط فإنه قوي جداً ودهن البان ودهن الشونيز أقوى من كل شيء والدهن المتخذ بشحم الحنظل ودهن الخردل والجيد القوي هو أن يتخذ من دهن الخردل ودهن الشونيز بأن يطبخ فيه الشونيز ثم يطبخ فيه الحنظل بعده أو معه .
والزيت المعتصر من الزيتون البري إذا أديم التمريخ به كل يوم منع الشيب .


دهن جيد يؤخذ زيت أنفاق ثلاثة أقساط سنبل أوقية ونصف أظفار الطيب نصف أوقية فقاح الأذخر نصف أوقية تطبخ الأدوية إما في الدهن حتى يبقى ثلثه وإما في الماء حتى يأخذ الماء قوتها أخذاً شديداَ جداً ئم يطبخ الزيت في ذلك الماء حتى يذهب الماء والأصوب حينئذ أن يقلل قدر الزيت ويقتصر على قسط ونصف ثم يؤخذ أوقية إفاقيا فتداف بشراب دهن جيد : يؤخذ دهن حب القطن ودهن الآس ودهن الأملج أجزاء سواء يؤخذ من جملتها رطل ويؤخذ من السعد والسليخة والسنبل والشونيز والقرنفل وشحم الحنظل والقسط والعود الخام وفقّاح الأذخر وقصب الذريرة من كل واحد أجزاء سواء ويؤخذ من جملتها وزن مائة درهم ويطبخ في عصارة الحنظل إن وجد أو في عصارة قشور الجوز قدر أربعة أرطال فإذا انتصف الماء جعل عليه الدهن ولا يزال طبخ حتى يبقى الدهن ويذهب الماء ويُصفّى ويستعمل .
لطوخ جيد : حتى أنه يذهب الحديث منه يؤخذ أقاقيا وعفص وحلبة وبزر البنج والكزبرة اليابسة والسنبل واللاذن وعصارة قشور الجوز مجففة وعصارة شقائق النعمان مجففة وصدأ الحديد وروسختج وأبرنج والشب الأسود يتخذ أقراصاً دقيقة ويجقف ويستعمل في الشهر ثلاث مرات طلاء بماء الأملج أو ماء الَآس .
غلوف جيد : يؤخذ هليلج أسود وأملج وعفص من كل واحد عشرة لاذن عشرين ورق الآس وحبه ثلاثين ثلاثين يجعل في ثلاثة أرطال زيت ويترك فيه ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يغلظ ويغلف به .
ومما جربه من تقدَمَنا وجُرب في زماننا شراب الزاج الأحمر البلخي وزن درهم فإنه ينثر الشيب وينبت بدله شعر أسود لكنه إنما يحتمله القوي البدن المرطوب ويجب أن يستعمل بعده ما ينقي الرئة ويرطبها .
فصل في ذكر الخضابات


إنه قد يوجد في الكتب أدهان يظن أنها خضابات والتجربة تخرج أن قوي العقاقير الخاصة إذا علاها الدهانة حال بينها وبين الشعور فلم تنفذ فيها ولم تعمل شيئاً إلا أن تكون هناك قوة شديدة أو خاصية عظيمة فلا تتوقع القوة الشديدة إلا من أشياء قوية الصبغ مثل صدأ الحديد ومثل صدأ الأسْرُب ومثل مائية قشور الجوز فلعل هذه وأمثالها إذا كررت قواها في الأدهان ووسطت قوي الأدوية المبذرقة كالخل والخمر أمكن أن يكون شيء وهو ذا أرى وأسمع قوماً يشهدون بصحة ما يقال من أن عرقاً من عروق الجوز إذا قطع في أول الربيع وألقم قارورة فيها دهن ودفنا معاً في الأرض نشف ما في القارورة رشفاً ومصاً ثم يرسلها في الخريف إرسالاً فيعود كثير منها إلى القارورة ويكون خضاباً .
وأكثر ما ينفع من هذا الباب ويؤثر فإنما يكون ذلك منه بالتكرير .
ثم أن أصناف الصبغ الذي يصبغ به الشعر ثلاثة مُسَوِّد ومُشَقِّر ومُبيض ونحن نبدأ بذكر عدة من المُسَودات الجيدة .
فصل في المُسَودات
أما الحِنَاء والوسمة فهو الأصل الذي أجمع عليه الناس ويختلف أثرهما بحسب اختلاف استعدادات الشعور والناس يتداوون الحناء ثم يردفونه بالوسمة بعد غسل الحناء ويصبرون على كل واحد منهما صبراً له قدر وكلَّ ما صبر أكثر فهو أجود . ومن الناس من يجمع بينهما ومن الناس من يقتصر على الحناء ويرضي بتشقيره ومنهم من يقتصر على الوسمة ويرضى بتطويسها والوسمة الهندية الجيدة أسرع خضاباً لكنها أشد تطويساً وشقرة والوسمة الكرمانية أقل خضباً وأبطأ لكن صبغها إلى سواد شعري لا كثير تطويس فيه .


ومن أحب أنْ يردّ صبغ الوسمة إلى لون الشعر ويبطل شقرته ونصوعه استعمل عليها الحناء كرة أخرى وإن كان استعمله قبلها فانه يبطل التطويس ويرده إلى لون شعري والأولى أن لا تطيل الباثه بل تبادر إلى غسله أعني الحناء الذي بعد الخضاب الأول ومن الناس من يجمعهما بماء السماق وبماء الرمان أو بماء الرائب أو يركّب معهما المصل وماء قشور الجوز وجميع ذلك معين .
ومنهم من يجعهما بماء ربّي فيه المرداسنج والنورة طبخاً أو تشميساً حتى تسود الصوفة وهذا أيضاً جيد وإذا جعل في الخضاب وزن درهم قرنفل سَود جداً ومنع غائلته عن الدماغ .
وأما الخضاب الآخر الذي يستعمل كثيراً ولكن دون استعمال الأول فهو أن يؤخذ العفص ويمسح بالزيت ويحرق وأجوده في قدر مطين وغاية الإحتراق قدر ما يسود وينسحق ولا يبالغ فيه ويؤخذ منه وزن عشرين درهماً ومن الروسختج عشرة ومن الشب درهمان ومن الملح الداراني درهم يتخذ منه خضاب فإنه يسوّد الشعر تسويدأ ثابتاً .
وقد يستعمل على هنه النسخة : وصفته : يؤخذ رطل من العفص ويمسح بزيت ويقلى حتى يتشقق ويؤخذ من الروسختج ومن الشبِّ ومن الكثيراء من كل واحد خمسة عشر ومن الملح سبعة دراهم يجاد سحق الجميع ويعجن بماء حار ويختضب به ويترك ثلاث ساعات وربما خلطوا به حناء ووسمة .
والذي هو مشهور بعد هذا فهو المتخذ من النورة والمرداسنج والطين والمأكول أو الخوزي أو طين قيموليا أو أي طين شئت من أصناف طين الرأس أجزاء سواء يعجن بالماء عجن الخضاب ويستعمل ويغلى بورق السلق وملاك الأمر شدة سحق المرداسنج وإن كان ماؤه ماء الحنّاء والوسمة المأخوذة بتكرير طبخها أو تشميسها فيه فهو أجود ولكن من الواجب أن يترك قريباً من ست ساعات وتحفظ عليه رطوبته .
وأيضاً يؤخذ من الحناء ومن الوسمة ومن المرداسنج المسحوق كالكحل ومن النورة ومن العفص المقلو ومن الروسختج ومن الشبّ والطين والكثيراء والقرنفل أجزاء سواء يُختضب به .


وههنا خضابات مسددة قد ذكرت في الكتب أوردت منها ما هو أقرب إلى أن يقبله القلب أو صفة خضاب جيد : يؤخذ من الحناء جزء ومن الوسمة جزءان ومن الروسختج والشب والملح الداراني والعفص المقلو وخبث الحديد أجزاء سواء يسحق بالخلّ ويترك حتى يتخمر ويستعمل .
ومما ذكرمن ذلك دواء بهذه الصفة ونسخته أن يؤخذ خبث الحديد بعد السحق في خل خمر يعلوه بأربع أصابع سحقاً شديداً ويُطبخ إلى النصف ثم يترك فيه أسبوعين حتى يتزنجر كله ويؤخذ مثل الخبث هليلج أسود ويصبّ عليه ذلك الخلّ بعد سحقه ويطبخ حتى ينشف الخل ويصير كالخلوق ثم يُغمر بالدهن ويطبخ حتى يصير كالغالِيَة وإن شئت طيّبته وهذا إن صبغ مع الدهانة فلقوّة صدأ الحديد .
وأيضاً : قالوا أن خبث الفضة المطبوخ في الخل طبخاً شديداً يعد في جملة المسوَّدات القوية والأحبّ إلي أن يكون بدل الخلّ حمّاض النارنج أو الاترج وأن يكون بدل الطبخ الترك للحديد فيهما مدة وقالوا أيضاً إن ترك في قنينة ساف من شقائق النعمان وساف من شب وقِنة وسُك للرطل من الشقائق أوقيتان منهما ودفن في الزبل إنحلّ خضاباً .
قالوا : وكذلك إن دفن نبات الشعير الرطب قبل أن يسنبل مع نصفه شبا في السرقين في جوف قارورة صار كله ماء أسود ولطوخاً مسوِّداً .
قالوا : وكذلك إن قُور القرع الرطب وهو على شجرته وأخرج ما فيه وجعل فيه ملح شيء قليل من خبث الحديد ورُدَّ القشر المقوَّر وطيق فإن جميع ما فيه ينحل ماء أسود خضاباً أو مداداً .
قالوا : وإن سحق ورق الكبر وطبخ بلبن وخصوصاً لبن النساء حتى يبلغ الثلث ويترك الليل كله كان خضاباً جيداً والأولى عندي أن يكون من جملة الحافظات وقد شهد " جالينوس " لهذا الخضاب .


وأيضاً : قال يؤخذ من الزهرة التي تكون مثل العناقيد في شجر الجوز فتسحق بزيت ويطلى به مع شيء من قفر رطب وقال بعضهم إذا خلط به بعر الماعز جاد قالوا وكذلك قشور أصل الغرب إذا سحق بالزيت وأدهن به فإنه يسود وعندي أنه إن كان صباغاً أيضاً أضعف فعله الزيت ولو كِان بدل الزيت ماء لعله كان أجود .
وكذلك قولي فيما قاله " فولس " من أن ورق الشقائق إذا سحق في الزيت حتى يصير كالغالية صار خضاباً فإن كان لهذا معنى فلا بد من مغوص كالشبّ وكذلك قولهم في تربية الدهن بقشور الجوز وطبخهم إياه في مائه وإدخال قليل شبّ فيه كلُّ هذا مما استضعفه وكذلك ما قيل في طبخ الدهن في ماء الشقائق حتى يفنى ومثل ما قالوا من أنه يجب أن يؤخذ دهن الخل ويلقى عليه ثلثه أملج ويطبخ ساعة بالرفق ويُصَفى ويؤخذ لكلِّ رطل ربع رطل من صفائح الأسْرُب الرقيقة ثم يغلى بالرفق لثلأ يذوب الأسرُب ولئلا يشتعل الدهن ويحركه دائماً ثم يتركه أياماً ثلاثة ثم يأخذه أقول في هذا رجاء ما خصرصاَ إذا كان فيه الشب .
قالوا وكذلك إذا جعل دهن البان في جوف النارجيل ثم استوثق من تطيينه ووضع في التنّور وضعاً بالإحتياط خرج الدهن خضاباً والأولى أن يعد هذا في جملة ما يمنع الشيب .
قالوا وإن نقّى عجم الزبيب وسحق ناعمأ كالكحل وغمر بدهن حل ودفن شهراً في السرقين كان خضاباً وجيداً للنصول ومما هو كالمُجْمَع عليه أن بيض اللقلق خضاب قوي وكذلك بيض الحبارى وقد اتُفق في زماننا أيام حياة الملك " شمس الدولة " قدس اللّه روحه أن سُلخ فهد من فهودته على طائفة من لحية فُهادِنا ثم بجنبه فخضبها سواداً . فصل في غالية قد مدحوها


قالوا يؤخذ خمسون درهماً أملج ورطل ونصف ماء الَآس الرطب المعصور وأربعة أرطال ماء يطبخ حتى ينقص النصف ثم ينزل عن النار ويؤخذ خمسون درهماً خطمياً وخمسون درهماً حِناء وخمسون وَسْمَة وعشرون عفصاً مقلواً وعشرة زاجاً وخمسون صمغاً فيلقى فيه ويغلظ بالطبخ ويطيب بالسك والمِسْك ويغلف به ما يراد خضابه قدر ما يعلوه قالوا ويؤخذ دهن حبّ القطن وزن ثلاثين درهماً ويلقى فيه من براق الحديد وبرادة الأسرب والرْوْسَخْتَج من كل واحد وزن أربعة دراهم ويسحق الجميع معه ويترك حتى يسود ثم يغلى ويقوم ويطيب بالمسك واعلم أن الشعير المحرق وقشور الباقلا وقشور الرمان من جملة ما يدخل في الخضاب مدخل الحِناء وكذلك قشور الجوز .
وقد ذكرنا أدوية الخضاب في الأدوية المفردة وأمهاتها الشيطرج والمر والحُضَض والخردل والملح والخربق والسرمق والأملج والبرشياوشان والشقائق والحناء والوَسْمَة والنحاس المحرق وخبث الحديد وماء قشور الباقلاء الرطب وقشور الجوز وماؤها والأقياقيا والحلبة وبزر السلق والآس وحبّه واللاذن والمرداسنج والنورة والأخباث كلها والبرادات .
فصل في المشقِّرات وما يجري مجراها
قالوا أنّ سيالة القصب النبطي الطري المأخوذ عنه قشره إذا أوقد عليه من الجانب الآخر نار يخضب كالذهب وكذلك صدأ الحديد بماء الزاج يصبر عليه كما يصبر على الحنّاء أو يؤخذ الحِناء ودرديّ الشراب والريتيانج سواء وشيء من أذخر ويخضب به . أو يؤخذ الحِناء ويختضب به بعد أن يعجن بطبيخ الكُنْدس .
قالوا ويختضب بالشبّ وا لأسفرك والزعفران أو بالمرّ والسورج ويترك يوماً وليلة وربما تكرر ذلك أياماً وإذا كرّر طليه بترمس معجون بخل حمره وإذا أخذ ترمس مسحوق عشرة دراهم مر خمسة دراهم ملح الدباغين أي السورج ثلاثة دراهم دردي الشراب المجفف المحرق ثلاثة دراهم ماء رماد حطب الكرم بقدر الكفاية .


محمر قويّ : يؤخذ من السمّاق أوقيتين ومن العفص ثلاث أواقي ومن الآذريون الأصفر أوقيتين ومن الرشياوشان باقتين ومن الأفسنتين باقة ومن الترمس المقشّر اليابس كفّين يدق وينقع في عشرة أرطال من الماء أياماً ثم يضمد به الرأس وهو فاتر .
قالوا وطبيخ السَعْد والكندس في الماء جداً مشقَر قوي قالوا ويؤخذ دردي الشراب محرقاً وغير محرق يخلط بدهن البان أو دهن الأذخر .
فصل في المبيِّضات
منها خرء الخطاف ومنها النسرين ومنها الماش ومنها رهرة البوصير الأبيض ومنها قشور الفجل ومرارة الثور وبخار الكبريت وفقاح الكبر وفقاح الزيتون فرادى ومجموعة وخصوصاً بالخلّ وخصوصاً بعد تبخيره بالكبريت .
أيضاً : يؤخذ بزر الراسن وقشر الفجل اليابس والشب ويجمع بالدق مع نصف جزء صمغ عربي .
وأيضاً : يؤخذ ورق النسرين وقشور الخشخاش واللقاح وإن كان بدلهما البنج كان قوياً ويخلط خضاباً وإن كان فيه كافور وماء الورد فإنه أجود وقد يبل الشعر ثم يلف في كبريت ثم يبخر به يفعل في الليل مرتين .
فصل في تدارك أحوال تتبع الخضاب
أكثر أصناف الخضاب مبزد للدماغ مفسد له موقع إياه في الاستعداد للنوازل والسكتة ونحو ذلك فيعالج ذلك بما يقرن بالخضاب أو تستعمل عقيبه من الطيب الحار كالمسك والقرنفل ونحوه به .
وقد يعرض من الخضاب أن يمتد الشعر كأنه وتد وتزول جعودته ويتقيّح وضعه ويتدارك ذلك بأن يجعل مع الخضاب ما يرقق ويجعد خصوصاً في الخشن من الشعر الذي فعل ذلك وقد يعرض من الخضاب أن يتلبد الشعر ويحقر اللحية ويتكسر الشعر ويتدارك ذلك بأن يتبع بمثل دهن البنفسج ودهن الخيري .
وقد يعرض من الخضاب أن يسود البشرة والناس يغسلونه بدقيق الباقلا والحمص ونحوه ولا أغْسَل له من دهن حار .


وقد يعرض بعد الخضاب النصول وأجود ما يستعمل فيه أن يؤخذ من الخضاب مثل الجوزة ويجفف وخصوصاً من خاب فيه قوة غوّاصة وكلما ظهر النصول أو كاد يظهر أخذت خشبة كالسواك وبلت وأخذ على طرفها من حلالة ذلك الخضاب المعقود وتتبع بها النصول وقوم يأخذون دخان دهن طيب كدهن البان واللاذن أو الشمع ويمسحون به النصول فإذا مسح بطل .
فصل في الحزاز
ولأن الكلام في الحزاز مناسب للكلام في الشعر بوجه ما فلنتكلم فيه والحزاز وهو الأبريا أعني النخالة الي تتكون في الرأس ضرب ما من التقشّر الخفيف يعرض للرأس لفساد عرض في مراجه خاص التأثير في السطح الأعلى من الجلد وأردؤه ما بلغ إلى التقرّح وإلى إفساد منابت الشعر ويكون عن مادة حادة بورقية أو دم سوداويّ وربما كان لسوء مراج في الرأس يفسد ما لصل إليه وربما فعله يبس مجرد ولم يكن سائر المراج في البدن إلا جيداً وربما كان بالشركة .
فصل في العلاج من الحزاز
خفيف يكفيه العلاج الخفيف ويبطله طلي الرأس بدهن الورد والبنفسج واللعابات ومنه ما هو أشد من َذلك ويحتاج إلى ما له جلاء وتحليل قوي ثم يتبع بما يرطب ويعدل ومنه رديء جداً يؤدي إلى التقريح والواجب في علاجه أن يُنقى البدن بفصد وإسهال إن كان إلى ذلك حاجة وكان السبب فيما يتراقى إلى الرأس امتلاء من البدن ثم يعالج وكلما عولج بما
فصل في أدوية الحزاز اللينة


بغير لذع كثير يكفي الحزاز القريب الضعيف الغسل بماء السلق وبماء الحلبة وبحبّ البطيخ وبدقيق الحمص والترمس والباقلاء وببزر الخطمي مطبوخاً في الزيت وبلعاب السفرجل والخطمي والكثير أو بالطين الخوزي والقيموليا وخصوصاً بعصارة السلق بعد أن يترِك على الرأس ساعة وتعصير ورق الخلاف الرطب فإنه غاية وبالتمر الهنديّ والكِرفس وعصارته وطبيخ الأزادرخت وورق الشهدانج وورق السمسم وهذان ربما أبطلا القوي مع لطافتهما وكذلك عصارتهما واللوز المقشّر بالخل ودقيق الحلبة بالخلّ أو يؤخذ دقيق الحمّص مع ورق السمسم المسحوق ويسحق بماء السلق وشيء من خلّ الخمر .
أيضاً : أو يؤخذ الحمّص المدقوق والخطمي ويعجن بخلّ ويطلى أو يغسل الرأس بقداح التوت مسحوقة كالغبار مستعملة كالخطمي أو يربى الخطمي في الزيت أو كندر محلول في شراب مخلوط بزيت يكرر ذلك أسبوعين ومن اللطيف السهل غسل الرأس بماء ورق الخلاف الرطب فإنه جيد بالغ مجرّب سليم ويجب أن يغسل بأيّها كان ثم يدهن ليلاً بمثل دهن الورد والبنفسج .
فصل في أدوية الحزاز التي هي أقوى
يخلط بالأغسال البورق أو الكبريت أو مرارة الثور أو شحم الحنظل أو درديّ الشراب أو وأيضاً : يؤخذ القيموليا ويعجن بمرارة البقر ويستعمل ويترك ساعتين أو حب البان ودقيق الباقلا بالسويّة ويطبخ بماء ويغسل به الرأس .
وأيضاً : يؤخذ درديّ الشراب رطل ومن الصابون أوقية ومن البورق أربع درخميات يجمع الجميع ويلطخ به الرأس ثم يغسل بماء السلق ودقيق الحمّص ثم يستعمل دهن الآس وقد يطلى الرأس بإخثاء البقر فينفع جداً يراح ليلة ويُطلى ليلة وغسله ببوق الجمل خصوصاً الأعرابي شديد النفع والزجاج المسحوق قوي في باب الحزاز الرديء وكذلك ما نقع فيه القلقند والميويزج أو يؤخذ رغوة البورق وقلقند بالسويّة ويُطلى به الرأس بعد الحلق وربما جمعا بالزيت أو يسحق الميويزج في الزيت ويدهن به .


أيضاً : يؤخذ الكبريت والقلقند والبورق بالسوية ويجمع بلاذن مذاب في دهن المَصْطِكى ويترك على الرأس وربما جعل فيه الخِرْبَق .
فصل في دواء يدعيه بعض المحدثين
وقد جرّب فوجد جيداً ونسخته : يؤخذ من الزوفا الرطب نصف جزء ومن شحم البط جزء ومن دهن الخيري جزء ومن الثافسيا ربع جزء ومن اللاذن جزءين يغسل الرأس بماء حار وصابون ثم يدلك بخرقة يابسة حتى يحمر ويطلى به يوماً وليلة ثم يغسل .
أحوال الجلد من جهة اللون فصل في الأسباب المغيِّرة للّون اللون يستحيل إلى السواد بسبب شمس أو برد أو ريح أو ثقل وقلة استحمام أو أكل الملوحات أو استحالة الدم إلى السوداوية ويستحيل إلى الصفرة .
فصل في الأسباب المصفِّرة اللون
هي الأمراض والغموم وفقدان الغذاء وكثرة الجماع والأوجاع وحر الهواء الشديد وشرب المياه الراكدة .
ومن المأكولات : النانخواه وكثرة شمه حتى النظر إليه فيما قيل والخلّ وإدمانه مصفر للوجه والكمّون شرباً ولطوخاً بالخل وطول مقام في بيت فيه كمّون كثير والاستكثاء من أكل الخلّ وأكل الطين حتى يوقع سدداً في فوّهات العروق فلا يخلص إلى الجلد دم قانىء بل شيء من بخار الصفراء .
فصل في الأشياء المحسِّنة للَّون بالتبريق والتحمير والجلاء اللطيف
اعلم أنه كلما تحرك الدم والروح إلى الجلد فإنه يكسوه رونقاً ونقاءً وحمرةً ويعينه ما يجلو جلاء خفيفاً فيجعل الجلد أرقّ ويكشط عنه ما مات على وجهه كشطاً لطيفاً وخصوصاً إن كان فيه صبغ .
ويحتاج مع هذا كله إلى استتار عن الحرّ والبرد والرياح والأشياء المحرِّكة للدم إلى الجلد يفعل ذلك على وجوه أربعة منهما بتوليد الدم وخصوصاً الرقيق فإن الدم الجيد إذا تولد وكثر وانتشر بلّل كلَّ موضع ومنها بتنقية الدم ومنها بنشر الدم وبسطه بتحريكه إياه إلى خارج وتفتيح لمجاريه ومنها بجذبه إياه قسراً من داخل إلى خارج .


والأشياء التي تحسِّن اللون بالطريق الأول فمثل تناول الحمّص والبيض النيمبرشت وماء اللحم والشراب الريحان وتناول التين فإنه يولد دماً رقيقاً متدفقاً إلى الجلد وبسبب ذلك يقمِّل .
ومن سَمَج لونُه من الناقهين فأريد أن يعود إلى لونه القديم انتفع بالتين اليابس وبالبسر فإنهما يزيدان في دم لطيف وحرارة غريزية .
ومما هو مجرّب لذلك أن يشرب أياماً متوالية على الريق شراباً ولبناً والأشاء التي تفعل ذلك بتنقية الدم فهو مثل الإطريفل الصغير والهليلج المربّى إذا استعمل على الدوام .
والهليلج الكابلي أقوى من الإطريفل .
والأشياء التي تفعل ذلك ببسط الدم ونشره فمثل الحلتيت والفلفل والسعد والقرنفل إذا وقع في الطعام ومثل الزعفران على أن الزعفران يصبغ الدم أيضاً وخصوصاً في الميبختج والشربة إلى الدرهم ومثل الزوفا يؤخذ من الزوفا وزن درهمين ومن الزعفران نصف درهم ويشرب بالسكّر والوجّ أيضاً محسن للون واللعبة البربرية من درهم إلى درهمين إذا شربت في الأسوقة معلوثة بها علثة شديدة لئلا يورث اشتعالاً فاحشاً ومن البقول مثل الفجل والكراث والبصل والكرنب خاصة وإدمان أكله والثوم أيضأ .
ومن الأفعال والحركات : الاغتباط والغضب والجدال والرياضة المعتدلة والمصارعة وأيضاً السرور والطرب ومطالعة ما يؤنس من الأفعال والأعمال مثل السماع الطيب ومجالسة النظاف والظراف والنظر إلى أصناف المباراة من الرهان في السبق والهراش وغير ذلك .


والأشياء التي تفعل من ذلك من خارج بالجذب وبالجلاء أيضاً فاللطوخات والغسولات المتخذة من دقيق الباقلاء المقشر ودقيق الشعير ودقيق الكرسنة ودقيق الحنطة والنشاء ودقيق الحمص خاصة ودقيق العدس ودقيق الأرز وغراء السمك والايرسا واللاذن والتين والكندر والمصطكى ودهنه وقشور البيض ولحم الصدف والمُقَل والمرتك والاسفيذاج ونشارة العاج والعظام النخرة والمحلب وفوة الطيب قوي أيضاً في ذلك واللوز الحلو والمر وبزور الخيار والبطيخ والقطف والقرع ودقيق بزر الفجل وبزر الجرجير وكثيراً ما صفى الوجه ونقاه الطلاء بالنشاء والكثيراء باللبن كل يوم وعصارة القنابري وزردج العصفر والألبان كما تحلب وطبيخ أظلاف العجاجيل قد هربت فيه وطبيخ لحم الصدف وبياض البيض غسول جيد : يؤخذ باقلا مقشّر كرسنة ترمس بزر الفجل بزر البطيخ المقشّر حمص نشاء يتخذ منه غسول .
غمرة جيدة : يؤخذ من دقيق الباقلا ودقيق الشعير من كلِّ واحد جزء ومن دقيق الحمص جزء عدس مقشر كثيراء نشاء من كل واحد نصف جزء حب البطيخ جزأين زعفران قدر ما يصبغ يطلى ليلاً ويغسل نهاراً بطبيخ قشور البطيخ وطبيخ البنفسج ونحوه .
أخرى : يؤخذ اللوز الحلو والكثيراء والصمغ ودقيق الباقلا وإيرسا وغراء السمك أجزاء سواء يذاب الغراء في ماء يكفي الجميع ثم تجعل فيه الأدوية ويتخذ طلاء .
أخرى : يؤخذ دقيق الباقلا والشعير والحمص والسميد يطلى ببياض البيض ومما يجلي تجلية قوية البلبوس والبصل والبورق والنانخواه مع العسل والأشق ودهن البابونج والميعة الرطبة شديدة التنقية والكرنب أيضاً والزرنيخ وخرء الضب وأصل النرجس .
غمرة قوية : يؤخذ زردج العصفر ويطبخ إلى أن يغلظ فيؤخذ منه أوقية ويعجن به عجن الطلاء هذه الأدوية ذرق العصافير دقيق الترمس دقيق الحمص بزر البطيخ مقشراً يسحق ويجمع ويطلى به .


يؤخذ كثيراء وزجاج شامي مسحوق كالغبار وزعفران وترمس ولب حب القطن من كل واحد مثقال يطلى بدهن اللوز وإذا طلي الوجه كل ليلة بالخردل الأبيض والزرنيخ الأبيض والزرنيخ الأحمر أو الأصفر باللبن وغُسِّل من الغد حمر الوجه تحميراَ شديداً وهذه الأدوية القوية الجلاء تنفع السحنة التي تكون من ابتداء الجذام التي تسمى التنكر والبثور والسمن إذا استعمل عليها أذهبها .
ومما يختص بذلك أيضاً وينقى بقوة شمع أبيض بورق كُندر كبريت أصفر بالسوية يقرص بالخلّ ويجفّف ويستعمل عند الحاجة بخل وعسل ورغوة البورق خير في ذلك من البورق .
وأيضاً : يؤخذ رطل صابون ومثله أشق ويحلاّن بالذوب في ثلاثة أرطال ماء ثم يلقى عليه من الكندر والمصطكى والنطرون أجزاء سواء سبع أواقي ويسحق الجميع في زجاجة سحقاً شديداً ويستعمل ليلاً .
وأيضاً : يؤخذ دقيق الكرسنّة ودقيق الحمّص والباقلاء والشعير والترمس والإيرسا وأصل النرجس أجزاء سواء ومن الصمغ واْصل السوس نصف جزء نصف جزء يقرص .
واعلم أن كلّ ما ينفع في الكلف والبرش والآثار وكمودة الدم فهو ينفع فى هذا أقوى نفع وقليله يكفي .
فصل في حفظ الجلد عن الشمس والريح والبرد
يجب أن يطلى ببياض البيض أو بماء الصمغ أو بالموم روغن أو يؤخذ حلالة السميذ المنقوع في الماء المصفّى وبخلط بمثله بياض البيض ويمسح به الوجه .
فصل في آثار الضربة
والَآثار السود يقلعها المرداسنج المبيض إذا طلي بشيء من الشحوم أو بلباب الخبز وكذلك حجر الفلفل المعروف ينفع من ذلك نفعاً بيَّناً والبقلة التي يقال لها فلفل الماء وكذلك ورق الكرنب والكندر والفجل والفوتنج الرطب مع الزرنيخ كل ذلك بمثل ماء الكزبرة والكرفس وإذا لطخ الموضع بنورة وبنطرون أحمر مع خل حاذق زالت الآثار الخضر وكذلك بالكندر والنطرون والصبر يقلع الَآثار الباذنجانية والأفسنتين بالعسل وكذلك علك البطم واللاذن أيضاً يجب أن يترك على العضو أياماً ومرهم دياخيلون جيد أيضاً .


طلاء لذلك جيد : يؤخذ لوز مر مقشر درهم صدف محرق خزف أبيض من كل واحد درهمين ماش مقشر نصف درهم حمص أبيض مقشر درهمين كرسنة درهم ترمس نصف درهم زبد البحر درهم العظام الشديدة البلى والجفاف درهم أنزروت درهم يسحق ويعجن بماء الشعير والسكر ويطلى بماء الزردج .
وأيضاً حكاكه الخزف تطلى على العضو وكبيكج بدهن جوز .
وأيضاً يؤخذ نطرون أشق مر كبريت أصفر بالسوية يتخذ منه طلاء مكسوراً بالخل لئلا يقرح وكذلك قيموليا وزبل الحمام أيضاً : يؤخذ قرن أيل محرق جتى يبيض وكندر ودقيق الترمس ودقيق الكرسنة ودقيق الباقلا أجزاء سواء أشق نوشادر لوز مر من كل واحد ثلث جزء كئيراء وصمغ من كل واحد ربع جزء أيضاً يضمد بالعلك ئم يؤخذ نطرون ونورة ورماد الكرم ويجمع بالعسل ويطلى وهذا صالح للنمش وآثار القروح وربما احتيج إلى شرط .
فصل في آثار القروح والجدري
جميع ما هو قوي مما ذكرناه ينفع الضعيف من آثار القروح .
ومن الأدوية المذكورة لذلك المجربة : شحم الحمار أو عصارة أصول القصب الرطب مع شيء من العسل والحبق مع ملح العجين معجوناً بعسل النحل وبطبيخ الفاشرا في الزيت حتى يغلظ وهو مجرب وكذلك ضماد بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ الإيرسا والقسط والمرتك المغسول وقرن الأيل المحرق والبورق والأشق وبعر عتيق يدقّ ويستعمل حتى للنمش والكلف وأيضاً يؤخذ من البعر العتيق البالي الأبيض ومن العظام النخرة عشرة عشرة ومن أصول القصب اليابس عشرين ومن الخزف الجديد عشرة ومن النشاء عشرة ومن الترمس خمسة ومن بزر البطيخ المقشر من الأرز المقشر عشرة عشرة ومن دقيق المحمص عشرة ومن حب البان خمسة عشر يعجن بماء الشعير ويطلى وإن جعل فيه قسط ومرّ وزراوند من كل واحد عشرة فهو أجود .
وقد أشرنا إلى معالجات هذه الَآثار في موضع قبل هذا الموضع .
فصل في الدم الميت والبرش والنمش والكلف


النمش والدم الميت قد يكون كَدم قد انفتح عنه فُوهة عرق ليفي أو انصداع لضربة أو غيرها فاحتقن تحت أعلى الجلد احتقاناً في موضع يتأدى لونه وشكله منه فما هو إلى الحمرة يكون نمشاً وما هو إلى السواد يكون برشاً واللُطَخِي منه يسمى كلفاً وقوم يسمون النُقَطِي كافاً وكثيراً ما يعرض لصاحب النمش تشقق الشفتين ليبس مزاجه ويجب أن تبادر إلى جميع علاج ذلك قبل أن يشتد جمود الدم ويسود فإنه بعد ذلك يعسر علاجه .
فأما الدم الميت والبرش فقد يستخرج بطرف مبضع ينحي الجلدة الرقيقة تنحية غير مقرحة فإن كان هناك شيء جامد أخذ بالرفق وإن كان غير جامد بعد سيل بالرفق ثم يعالج لتمام الجلاء بالأدوية .
وقد عالجنا البرش والنمش بمثل هذا فزال لكن يجب أن تتبع ذلك بضماد فيه قبض لئلا يسيل من فؤهات العروق الدم كرة أخرى على أنه لا بد من خلط أعوية قابضة بما يستعمل من المحللة لئلا تجذب المحلّلة المادة من طريق ما اتسع من العروق خصوصاً في المبتدىء من الكلف ولذلك ما لا ينبغي أن يشتد عليه اللذع .
والمزمن الواقف لا يخاف ذلك بل يجب أن يستعمل عليه المحلل اللذاع رفعاً ووضعاً على التوالي والمزمن الأسود لا غير وقد يمكن أن يحلل الدم الميت في أول الأمر بتنطيلها بالماء الحار الكثير زماناً طويلاً وخصوصاً إن كان في ذلك الماء قوة محللة وربما شرطنا أولاً وقد ينفع شياف المر والشياف الوردي من ذلك طلاء يكرر ذلك وما يجري مجراه في اليوم مرتين بعد أن يغسل الموضع بمثل طبيخ إكليل الملك وأجود ما يستعمل به هذان الدواءان وغيرهما ماء الحلبة .
والشياف المتخذ من المرّ يقلع البواقي من تنقية الأدوية التي هي أضعف والتين المنقع في الخل الحامض ربما حلل الدم الميت وكذلك النطرون المشوي وفرق الحمام والبورق بالسوية يطلى بعسل .


وأيضاً : يغسل الموضع بالنطرون ثم يضمد بصمغ البطم ويشد ستة أيام ثم يغسل وينخس بالإبر ليدمى ثم ينشف الدم ويترك ستة أيام ثم يدلك بالملح ويترك نصف ساعة ثم يوضع عليه هذا الدواء الذي نذكره خمسة أيام فيخرج جميع الباقي من الدم .
وهذا الدواء هو : كندر ونطرون ونورة وشمع وعسل يذاب الشمع مع العسل ويخلط ويضمد به ويستعمل في كل أيام ثلاثة أو أربعة إلى خمسة تركاً على الموضع فيذهب بأثر الدم الميت وبالوشم .
ومن الأدوية المفردة الجيدة : الكندس مع لباب الخبز واللوز المر وبزر الكرنب وبزر الفجل ولبن التين وماء الجرجير مع مرارة البقر والكنكرزد وورق اليبروح دلكاً على النمش وغيره من الآثار أسبوعاً والمرزنجوش لطوخ جيد للدم الميت وجميع الأدوية القوية الجلاء المذكورة في الأبواب الماضية .
وأيضاً : يؤخذ مثل القردمانا والمرّ والثافسيا وبصل الزير بعسل وأصل لوف الحية وقد جرب " جالينوس " وغيره الجوز الحنين ينعم دقه ويشد ليلة عليه ثم يعاد .
وأيضاَ الفاشرا أو الفاشراسين ونجير حب البان والياسمين وخصوصاَ الرطب ونشارة العاج والعصفر بالخل والخِرْبقَان والدارصيني وحماض الأترج جيداً أيضاً والحندقوقي وخرء الحمام وخرء العصافير وخرء البازي .
وأيضاً : يؤخذ فلفل جزء نورة جزأين زرنيخ أحمر وأصفر من كل واحد جزأين يعجن بالعسل ويرفع في فخار وإذا احتيج إليه غسل الموضع بالنطرون ثم ضمد بالراتينج خمسة أيام ثم يحل وينخس الموضع بالإبرة وينشف ويذر عليه ملح ويعاد عليه الدواء خمسة أيام أخرى يفعل ذلك مراراَ فيذهب .
بالدم الميت وبالوشم .
أيضاً : ويؤخذ بورق وكثيراء بالسوية يتخذ أقراصاً ويطلى بالخلّ ويغسل بالصابون أو يطلى بقرع يابس سحق جداً مع قليل زعفران فإنه وأيضاً : يؤخذ طين قريطي وحب القطن ويجمع بماء الصابون ويطلى فينقي الكلف والنمش والبثور وكذلك عكر الزيت المحرق ودقيق الكرسنّة ودقيق الترمس أجزاء سواء ويطلى .


ومن الأدوية الخفيفة : التي تنفع من البرش والنمش وجميع الآثار لعاب حب السفرجل مع الزعفران وحب القرع مع طبيخ الحلبة .
ومما يذهب بالكلف بزر الفجل والخردل يعجنان بتين منقوع في الخلّ والدواء المتخذ من الخردل والزرنيخ إذا كان بقدر ما يقشر يسيراً ولا يقرح ويذهب به .
أيضاً : يؤخذ القسط مع الدارصيني فيعجنان بماء الزردج ويطلى أيضاً ويؤخذ تراب الزئبق وبزر البطيخ والمحلب واللوز المر ويستعمل .
أيضاً : ويؤخذ الزردج يعجن به المقل وبزر الجرجير .
وأيضاً : يؤخذ المقل بالخلّ تستعمل هذه الأدوية وكلما لذعت أخذت ثم أعيدت .
وأيضاً : يؤخذ بصل الزعفران وبصل النرجس .
وأيضاً : يؤخذ بزر الجرجير ونشا ومرداسنج مبيض من كل واحد جزء قليل زعفران وخرء الضب والكلب ودقيق الباقلا ودقيق الشعير ودقيق الحلبة جزأين جزأين دهن اللوز الحلو ودهن النارجيل ما يجمع به .
من الزيت العتيق حتى ينحل فيه ثم يؤخذ من لعاب الحلبة ولعاب الخردل بالسوية أوقية ومن المقل والمر من كل واحد قدر خمسة دراهم يسحق الدواءان ثم تلقى عليهم اللعابات وتسحق سحقاً شديداً ثم تجمع مع الزيت ويتخذ منه دياخيلون .
قرص جيد : يؤخذ مازريون أربعة خردل أبيض عشرة دراهم أشق مقل درهمين درهمين يحلان في ماء بقدر ما يجمع به الباقي ويقرص .
دواء للساهر جيد : يؤخذ سنكسبوه درهماً بورق درهماً بزر الفجل وعظم بال وحب البان وحجر الفلفل وترمس وبزر البطيخ وقسط ولوز مر يتخذ منها أقراص ويستعمل .
وهذا دواء جيد غاية قلما يوجد له نظير ونسخته : يؤخذ من الزئبق المقتول وزن درهمين في طحين ثلاثة دراهم مر لوز مر مربى يسحق حتى لا يرى أثره ويسود الطحين ثم يطرح مثل الجميع بزر البطيخ مدقوقاَ جداً ويُطلى أسبوعاً كل ليلة ويغسل من الغد .


وأيضاً يؤخذ سذاب جبلي وزوفا من كل واحد جزء رخام الطين الأخضر ثلث جزء كندر جزء بورق جزءان صمغ البطم جزءان ونصف شمع سبعة أجزاء يذاب الشمع والصمغ بدهن الورث ويحل البورق ورخام الطين بالماء الحار ويجمع الجميع ويخلط به شيء من العسل ويستعمل على حذر من تقريحه قالوا ومما يذهب بالكلف فصد عرق الأرنبة إلا أنه يجعل الوجه في حمرة الوجه السعفي .
فصل في الوشم وعلاجه
قد يقلع الوشم دواءان ذكرناهما في باب النمش وربما كفى أن يغسل الموضع بالنطورن ويوضع عليه علك البطم أسبوعاً ويشدّ ثم يحل ويدلك بالملح دلكاً جيداً ويعاد عليه علك البطم إلى أن ينقلع ومعه سواد الوشم فإن لم تنجع أمثال ذلك لم يكن بد من تتبع مغارز إبر الوشم نقط البلاذر لقرحها ويأكلها .
فصل في الباذشنام والحمرة المفرطه
الباذشناء حمرة منكرة تشبه حمرة من يبتدىء به الجذام يظهر على الوجه وعلى الأطراف وخصوصا في الشتاء والبرد وربما كان معها قروح ويكون سببه حقن البرد للبخار الكثير الدموي وعلاجه الإسهال والفصد والحجامة وإرسال العلق ثم استعمال التدبير المذكور لمن به التنكر في ابتداء الجذام في باب قبل هذا الباب .


القانون
القانون
( 65 من 70 )

فصل في البهق والوضح والبرص
الأبيض والأسود الفرق بين البهقين والبرص الأبيض الحقيقي أن البهقين في الجلد وإن كان غور فقليل جداً والبرص نافذ في الجلد واللحم إلى العظم .
والسبب العام للجميع ضعف فعل القوة المغيرة حين لم تشبه تمام التشبيه لكن المادة كانت في البهقين أرقّ والقوة الدافعة أقوى فدفعت إلى السطح والمادة في البرص كانت غليظة والقوة الدافعة ضعيفة فارتبكت في الباطن وأفسدت مزاج ما نفذت فيه فكان زيادة التصاق ولم تكن تشبهه وقد عرفت هذه المعاني في باب القوى وإذا تمكنت هذه المادة أحالت الغذاء الذي يجيء إليها إلى طبعها وإن كان أجود غذاء كما أن المزاج الجيد يحيل المادة الفاسدة إلى صلاح وموافقة .
وكما أن الأشجار تنقل من مغارس إلى مغارس فتستحيل عن السمّية إلى المأكولية وعن المأكولية إلى السمية كما حكى " جالينوس " وغيره أن الشجرة المعروفة باللبخ كانت بفارس سمية الثمرة فلما غرست بمصر كانت ثمرتها مما يؤكل وكما أن ألوان الحيوانات والنبات تستحيل بحسب البلاد كذلك لا يبعد أن تستحيل المواد بحسب الأعضاء فإنها لها كالبلاد .
وإذا صار العضو بلغميًّا ولحمه كلحم الأصداف أحال الدم الجيد إلى مزاجه البلغمي ولونه الأبيض والفرق بين البهقين هو أن أحدهما بسبب مادة سوداوية والآخر عن بلغمية خامة .
وأما الشيء الذي يسمى البرص الأسود فليست نسبته إلى البرص الأبيض نسبة البهق الأسود إلى البهق الأبيض بل هو جنس مخالف في المعنى للبرص الأبيض وذلك لأن البرص الأسود هو المسمى القوباء المتقشر وهو تخزف يعرض للجلد مع خشونة شديدة وتفليس كما يكون للسمك مع حكة وهو لخلط سوداوي يشربه الجلد مما يليه تشرباً أقوى من أن يؤثر في اللون وحده وهو من مقدمات الجذام وهو مع رداءته ومع أن المزمن منه لا يبرأ .
وكذلك المزمن من البهق فإنه أسلم من البرص الأبيض وسبب جميع هذا معلوم .


واعلم أن البرص قد يتبع المحاجم ويظهر على آثارها ويكثر عليها لما ينجذب من الدم من الرطوبة فلا يصحبها عند مص الحجام ويبقى في الجلد ولما يضعف الجلد المجروح عن إكمال أفعاله .
فصل في العلامات
أما البهق الأسود فلا يشكل أمره وأما المشكل فهو الفرق بين الوضح الذي هو البهق الأبيض وبين البرص الرديء ومن الفرق بينهما أن الشعر ينبت على الوضع بلون الشعر أسود أو أشقر وينبت على البرص أبيض لا غير ويكون الجلد فيه أنزل وأشد تطامناَ من جلد سائر البدن وربما كان ذلك للوضح إلا أنه قليل جداً وأيضأ فإن الغرز بالإبر يخرج من الوضح دماً ومن البرص غير دم بل رطوبة مائية وهذا لا يبرأ .
وأيضاً فإن ما يتحمر بالدلك فهو إلى الرجاء وأولى أن يكون بهقاً وما لم يتحمر به فهو رديء .
وأما الفرق بين البهق الأسود والبرص الأسود فهو التقشر والتفلس والتخزّف فإنها لا تكون في البهق الأسود ثم البرص الأسود أيضاً متفاوت فإنه منه خشن ومنه أملس وأملس الأبيضين شرّ وأملس الأسودين خير لأنه البهق ومنه شديد البعد عن لون البدن ومنه أقرب إليه وهو أسلم .
والذي هو غائص لا يحمر ولا يدمي أو هو شديد الإتساع آخذ مكانآ كثير فلا رجاء فيه وكذلك الذي هو آخذ كل ساعة في زيادة لأن مزاجه قوي يحيل ما يليه إلى مشابهته فلذلك هورديء جداً .
فصل في علاج البهق
الأسود يجب أن يبدأ بالفصد إن كان هناك كثرة من الدم وباستفراغ الخلط المحترق والسداوي بمثل : طبيخ الأفتيمون والغاريقون والهليلج الأسود والبسفايج والإسطوخودوس بالزبيب والتين ونحو ذلك .
والحجر الأرمني واللازورد إذا وقع في أدويته كان بالغاً والخِرْبق الأبيض وأيارج لوغاذيا وأيارج روفس وغير ذلك .
ومن الإستفراغات الرقيقة ماء الجبن بالأفتيمون يشرب كل يوم وزن درهم أفتيمون في قدح من ماء الجبن فينقي بالرفق وقد ينفعه استعمال الأغذية الحسنة الكيموس واستعماله الحمامات واستعمال الإطريفلات الأفتيمونية .


سفوّف نافع له وللبرص الأسود أيضاً : يؤخذ إهليلج أسود أملج شونيز من كل واحد جزء زوفرا جزء ونصف يشرب .
منه كل يوم ثلاثة دراهم بكرة وثلاثة دراهم عشبة وإذا سخن البدن ترك أياماً ثم عوود ويجب أن يغنيهم الاشتغال بإصلاح حال الطحال إن كان فاسداً وضعف عن جذب السوداء وبعد ذلك فليستعمل الأطلية القاشرة القوية الجلاء والجالية للدم الصحيح وإذا نفطت أريح أياماً حتى يسقط الجلد ثم يعاود أن وقعت إليها حاجة .
وربما لم يترك أن ينفّط بل كلما جدت في اللذع أخذت حتى تهدأ ثم أعيدت وهذه الأدوية مثل الثافسيا والفلفل والخردل والحرف ولبن اليتوع والشيطرج والحرمل وبزر الفجل وقشور أصل الكبر والطلي بالكبيكيج أيضاً نافع في البهق والبرص لشدة جذبه للدم وللعظام النخرة والتواء العتيق النخر الملقوط من الحيطان وجميع الجلاءات القوية المذكورة في باب قلع الآثار والمياه التي يطلى بها ماء القنابري وطبيخ الحنظل .
صفة طلاء جيد : يؤخذ بزر الفجل ويدق مع كندس ويطلى به البهق الأسود في الحمام .
وأيضاً يؤخذ بزر الفجل وبزر الخردل معجونين بالتين المطبوخ بالخل .
صفة طلاء جيد : يؤخذ شونيز مقلو شيطرج فارسي من كل واحد عشرة شب سنا من كل واحد ثلاثة زاج عفص من كل واحد درهمان بزر الحرمل المغلو خمسة يطلى بخل ثقيف ثم يتدارك أثر إن عرض بلبن النساء وجميع الأطلية القوية المذكورة في باب البرش والنمش وغيره نافع للبهق الأسود .
فصل في علاج الوضح والبرص


يجب أن يجتنب الفصد إن لم يكن يوجبه أمر قوي والحمام إلا أحياناً على الريق والشراب إلا الصرف والتعرق في الحمّام ينفعه إن كان نقي البدن ويستعمل القيء أيضاً ثم الأدوية المستفرغة للبلغم إن لم يكن البدن نقياً ثم المحرّات والمسقلات مثل الأيارجات الكبار خصوصاً أيارج شحم الحنظل والحبوب التي تشبهه والأيارجات تسقى في طبيخ الهليلج والأفتيمون والبسفايج والزبيب والملح ولحب النيل خاصية عجيبة في استخراج الخلط الشافي للوضح والبرص ومن المسهلات الموافقة لهم أيارج فيقرا مركباً بشحم الحنظل أو على هذه النسخة .
وصفتُه : يؤخذ من الدارصيني الصيني والسنبل وعيدان البلسان والمصطكى والأسارون والزعفران والساذج والفودنج النهري وشحم الحنظل من كل واحد درهم الصبر ثمانية عشر درهماً ومن المسهًلات الموافقة لهم أن يؤخذ من الهليلج والأملج جزء جزء ومن التربد ثلاثة أجزاء وكل جزء أوقية ويحل من الفانيذ نصف رطل بالماء الحار ويقوم ويعجن به والشربة من ثلاثة دراهم أو مثاقيل إلى خمسة .
وأنا أستحب أن يجعل فيه من الزنجبيل جزء ويستعمل المعاجين الاطريفلية وجوارشناً بهذه الصفة .
ونسختها : يؤخذ هليلج أسود كندر أبيض من كل واحد جزء زنجبيل ربع جزء يعجن بعسل الزبيب يؤخذ منه كل يوم قدر بندقة .
أيضاً : يؤخذ هليلج أسود أملج شونيز بالسوية زوفرا جزء ونصف يشرب منه كل يوم ثلاثة دراهم ويتركه متى حُمي وأيضاً يؤخذ وج ودار فلفل وهليلج كابلي ومصطكى والكُندر والشونيز وحب الغار يعجن بالعسل بالسرية الشربة درهمان .
ومما ذكر في " كتاب الاختصارات " دواء بهذه الصفة أيضاً يؤخذ سفة سويق الحنطة الشديد القلي وإن احتيج إلى إعادة قلي فعل ويشرب على أثره نصف أوقية مري نبطي ويصابر للعطش إلى نصف النهار .
وللزوفرا ويزره في الشراب خاصية في هذا الباب عجيبة .


وعصارة أطراف الكرم المزة يشرب منها كل يوم قدح فإنه يقشف البرص ويمنع ازدياده وشرب الترياق وأكل لحوم الأفاعي نافع جداً في ذلك وأقراص الأفاعي أيضاً .
ومن المعاجين والأدوية التي هي من الاطريفلية والمسهلة ترتيب بهذه الصفة .
ونسخته : أن يؤخذ من بزر الزوفرا جزءان ومن بزر الأنجرة نصف جزء من الصبر ربع جزء يجمع بعسل والشربة ثلاثة دراهم استعمل ذلك دائماً ومن الناس من يجعل معه الوج والأفتيمون وأيضاً كلكلانج درهمان إهليلج أسود درهم أفتيمون دانقان يشرب السنة بتمامها ومما يجري هذا المجرى لأنه أقوى وأظهر نفعاً ويحتاج أن يشرب سنة دواء بهذه الصفة .
ونسخته : يؤخذ من الوج ستة دراهم ومن الهليلج الكابلي والبسفايج من كل واحد عشرة ومن الهليلج الأصفر خمسة عشر ومن أيارج فيقرا عشرون درهماً ومن الملح الهندي سبعة دراهم ومن بزر الزوفرا عشرون درهماً ومن العاقرقرحا عشرة دراهم ومن التربد خمسون درهماً ومن شحم الحنظل عشرون درهماً ومن الغاريقون خمسة دراهم ومن السقمونيا ثمانية دراهم يعجن بعسل الصعتر والشربة من مثقال إلى مثقالين .
ومن هذا القبيل " للكندي " دواء بهذه الصفة .
يؤخذ بزر الحرف ثمن كيلجة زوفرا وصبر أسقوطري من كل واحد ثلاثة دراهم يلقى ذلك على رطل ونصف من العسل ويقوم والشربة من كل يوم قبل الطعام قدر الحاجة مع سويق ثم يتجرع بعده ثلاث جرع مري ويحفظ الرأس بدهن البنفسج ودهن الورد والغذاء بعده إسفيدباج .
وقد يجوز أن يستعمل دائماً اللوغاذيا والتياذريطوس كل يوم شربة صغيرة إلى نصف درهم وأقل .


وقد انتفع قوم بأن كووا موضع البرص فتخلصوا واستراحوا لكن هذا يمكن في القليل قدراً منه وإذا كان البدن نقياً ومزاج البدن معتدلاً فدع الأدوية المشروبة فإنها ربما جلبت آفة وأقل ذلك أن ينزف الدم ويقل الروح وهما من المحتاج إليهما في علاج البرص واقتصر على علاج العضو بما يختص به من الأطلية ونحوها وليجعل غذاؤه سريع الهضم لا لزوجة ولا دسومة فيه وليجتنب البقول والهراريس وما يجري مجراها .
وأما الأدوية الوضحية والبرصية الموضعية فأول درجاتها أن تكون شديدة الجلاء قوية الجذب للدم شديدة تسخين مزاج العضو وأما بعد ذلك فأن تكون مقرحة مقشرة .
وفي الأدوية الوضحية أدوية تستعمل على أن تصبغ والأحب أن تستعمل الأدوية الموضعية بعدد الدلك والتخمير وأن يكون الدلك بمثل ورق التين إلى أن يكاد أن يدمى أو بعد غرز الإبر في مواضع ومن المعينات على نفع الأدوية أن يستعمل لطوخات في الشمس وأفضل الأدوية البرصية ما تقرح أو تنفط فتسيل مادة وتبرأ وتعاود وربما لم يترك أن ينفّط بل لذعها وأعِد بعد الإراحة الأدوية البرصية بحسب الإعتبار الأول هي القوية مما ذكر : كالخِرْبقَين والنورة والزرنيخ والكندس والميويزج وأصل الفاشرا والجنطيانا والأبهل والراتينج وأصل دم الأخوين وأصل الخنثى وزبد البحر والحلتيت وقشور أصل الكبر والخردل والحرمل وبزر الفجل وأصل قثاء الحمار وبزر الجرجير والفوة والقاقلّة والمازريون والزاج والقلقند والزنجار والكبريت والقطران في الحمام والبلبوس والقسط والزراوند والشقائق وثافسيا وفربيون والكرمدانة شديدة الموافقة والكبريت أيضاً بالخلّ طلاء بعد طلاء وبصل النرجس .
ومما جزب النوشادر ودهن البيض طلاء جيد وأصل اللوف عجيب وأصل النيلوفر ودم الأسود السالخ وأصل السقمونيا وورق التين اليابس وورق الدفلى والراسن وورقه والأشترغاز .


وأما المياه : فالخل وماء الزردج وماء القنابري وماء البلبوس وماء العنصل خاصة وماء المرزنجوش وخصوصاً على برص آثار المحاجم وعصارة الراسن وشورباج لحوم ا لأفاعي .
ومن الأطلية الجيدة الترياق أو المثروديطوس أو اللوغاذيا بماء القنابري .
وأيضاً الشيطرج المدقوق والخردل المدقوق فربما أبرأ هذا ما كان بين الجلدين .
ومن الأدهان الجيدة دهن الآس مطبوخاً فيه الشيطرج المحرق مخلوطاً به بعد ذلك زاج ومن الأطلية لجيدة النراريح تسحق بالخل وتطلى أو يؤخذ الشاهتزج الرطب أو اليابس ويجعل في جوف أفعى مذبوحة منقاة الجوف حشواً وتخيط وتشوى الأفعى حتى تنضج جداً ثم يؤخذ ذلك الشاهترّج ويضمد به البرص فيبرأ بسرعة .
نسخة مجزبة : يؤخذ ورق الدفلى الطريّ ويغلى مع الزيت حتى يجف الورق ويصفى الزيت ويجعل عليه الشمع المصفى بقدر ثم يذرّ عليه الكبريت الأصفر ويصير كالمرهم ويطلى في الشمس .
طلاء للهند : يؤخذ قسط وشيطرج هندي وزرنيخ أحمر وفلفل وزنجار ويسحق في الخلّ في إناء نحاس ويترك أسبوعاً ويطلى به ويقام في الشمس فيبطل البهق والبرص المبتدىء أو ينقع القَلِي والنورة في أبوال الصبيان الرضّع ويجدد عليه سبعة أيام ثم يطبخ كالعسل ويستعمل حتى يتقرّح ثم يؤخذ زفت وموم وقطران وقشور الجوز المحرق ودم فرخ الحمام ودهن الحِناء يطبخ حتى يختلط ثم يوضع على الموضع حتى يرى لونه لون الجسد والأجود أن يكرر في الشمس الحارة مراراً .


واعلم أن استفراغ صاحب هذه العلة يجب أن يكون بالضعيف المستفرغ للرقيق بتدريج وماء الأصول منضج مطرق للدواء وفي آخره يشرب حبّ المنتن ثم يعاود ماء الأصول أسبوعين ويتولّد دمه من اللحوم الحارة من الطير والمقلّيات ويهجر الحوامض والمرق إلا الزيرباج أحياناً والماء أضرّ شيء به فليكن بشراب عتيق من غير تليين ويجب أن يدلك الموضع كل وقت بخرقة خشنة ليجذب إليه الدم ودخول الحمّام يضرّه والغذاء الغليظ والفواكه الطرية واليابسة والكي على البرص رديء ربما انتشر به البرص وكثر والبرص الذي يظهر عقيب كي لسبب فليس يعيب وكذلك حول المشارط .


صفة طلاء كثيرالأخلاط اتخذ للمعتصم : يؤخذ من دم الأسود السالخ ثلاث أواق ومن دم الغراب الأبقَع والنحام والأنعث وفرخ الورشان والفاختة والسلحفاة البرية من كل واحد أوقية ومن القطران والزفت الرطب والنفط والعسل البلاذر من كل واحد أوقية تخلط هذه وتجفف ويؤخذ من ماء الحنظل الرطب جزء ومن الشراب العتيق جزءان ومن ماء الراسن الرطب جزءان ومن ماء السذاب وماء الخردل الرطب من كل واحد جزء تجمع منها بالجملة عشرة أرطال على هذه النسخة ويجعل في طنجير ويلقى عليه فلفل أسود ودار فلفل وزنجبيل وشونيز وجندبيدستر وعاقر قرحا وكندس وثافسيا وقرنفل وسليخة ومازريون وأصل قثاء الحمار والخِربق الأسود والجاوشير من كل واحد أوقية يطبخ مع المياه حتى يبقى الثلث ويصفى عن الأدوية ويجعل على الدماء والأخلاط المذكورة حتى تنشف وتجف ثم يؤخذ ماء الحنظل الرطب والراسن الرطب والعنصل وماء المرزنجوش وشيء من شراب عتيق يرش على المياه ويكون الجميع ثمانية أرطال ويلقى عليه من الحلتيت المنتن والمحروق والاشترغاز ومن الزربنجين والزنجار والكبريت من كل واحد أوقية ونصف يطبخ في المياه إلى أن يبقى الربع ويصفى ولا تزال الدماء والأخلاط المجففة تشرب منه وتسحق حتى تشرب الجميع وتجف ثم يطلى الموضع في الحمام أقول أنه قد يمكن أن يستعمل هذا الدواء أخص مؤنة وأقوى تأثيراً مما تسوق به طبيب هذا الملك .
طلاء جيد للساهر : يؤخذ شونيز خِرْبَق شقائق أصل الكِبَر من كل واحد جزء شيطرج حُضَض دودم مر زرنيخ من كل واحد نصف جزء يطلى في الشمس .
طلاء خفيف جيد واقع وهو الشقائق والهزارجشان بالخل .
وأيضاً : قوة الصبغ زبد البحر بزر الفجل كُندس بخل خمر .
وأيضاً يؤخذ برادة الشبه والخربق الأسود والصفر المحرق والذراريح والزرنيخ الأحمر من كل واحد درهم يعجن بقطران مدوف في خلّ ويطلى بعدما يذر .


وأيضاً : " الأربياسيس " : يؤخذ خربق أبيض فلفل شونيز زبد البحر كبريت زرنيخ أحمر فوة الصبغ شيطرج زنجار ذراريح يسحق بخل ويقرص ويجفف وعند الحاجة يسحق بالخل ويطلى بعد ذلك بحمرة ويلطخ .
وأيضاً من كتاب الزينة " القريطن " .
ونسخته : يؤخذ خِرْبق أسود فاشرا لحاء أصل المازريون كبريت أصفر زاج زنجار برادة الحديد زبد البحر ورق التين يسحق بالخلّ كالخلوق ويحفظ في رصاصية ويطلى في الشمس بعد الدلك .
آخر " لجبريل " : يؤخذ كبريت وفربيون وخربق من كل واحد درهم بلاذر درهمين عاقرقرحا شيطرج مثقالاً مثقالاً يطلى بالخل .
وأيضاً : يؤخذ بزر الفجل كندس ثافسيا مازريون فوّة الصبغ شيطرج حرف عاقر قرحا ميويزج يجمع بدم الأسود السالخ ويقرص ويستعمل بماء فوّة الصبغ مطبوخاً شديداً مصفى بعد الحمام .
وأيضاً : تؤخذ فوة شيطرج من كل واحد خمسة دراهم بزر الفجل عشرة كُندُس ثمانية يطلى بالخل بعد الحمام .
صفة دواء ملكي : يؤخذ ورق المازريون وبزره المقشر والخربق الأسود والفلفل يطبخ بغمره خلاً حتى يتهرى ثم يطرح فيه زاج وذراريح وبرادة الحديد ونطرون وزبد البحر ويطبخ حتى يغلي ويطلى ويحتمل ولا يغسل ما أمكن وتففأ النفّاطات .
طلاء جيد : يؤخذ عسل البلاذر سبعة دراهم عاقر قرحا ثافسيا ثلاثة ثلاثة فربيون أربعة شيطرج فارسي درهمين يطلى به معجوناً باللبن .
وفيما جربناه أن يؤخذ من عسل البلاذر ومن الكبيكج ومن ذرق الحمام ومن الذراريح ومن الشيطرج ومن بزر الفجل وبزر الخردل وفوة الصبغ والحناء والوَسْمَة والزاج أجزاء سواء ينقط به ويفقأ ويعالج القروح ويعاود حتى يبرأ .
والذي يذهب ببرص آثار المحاجم ماء القنابري وماء المرزنجوش وفوة الصبغ والشيطرج مطلياً بماء البقم .


وأما الأصباغ التي تستعمل على البرص فليس يمكن أن ينص فيها على أوزان بعينها لاختلاف ألوان الشراب بل يعطى فيها قوانين ثم تقدم وتؤخر فمنها أن يؤخذ السورج والمر ودردي الخمر والمغرة والفوة والشب ونحو ذلك ويركب ويُطلى .
أو صبغ جربناه يؤخذ من قشور الجوز ومثله جِنّاء ومثل الحناء وَسْمَة .
وأيضاً يؤخد نورة وزرنيخ وشيطرج من كل واحد جزء فوة الصبغ جزءان يجمع ذلك بماء البصل ويستعمل بحسب ما يشاهد .
صبغ آخر يؤخذ قرظ شيح نورة عفص زاج حنّاء يعجن بعسل وبخلّ السواد ويستعمل طلاء .
وأيضاً يؤخذ زاج قلقند عفص يسحق ويعجن بخلّ السواد ويدلك العضو في الشمس ويطلى به طليات وهو صباغ باق .
وأيضاً يؤخذ شيطرج أسود وخبث الحديد وزاج الأساكفة وزنجار وفوة الصبغ وقشور الرمان يسحق بخلّ الخمر حتى يسود ويطلى عليه مرات .
وأغذية صاحب هذه العلة المشويات والقلايا والمطجّنات والمكبّبات من اللحوم الخفيفة بالأبازير والإقتصار على الشراب ويتجنب شرب الماء أصلاً إن أمكن أو يقل منه ويستعمل المطبوخ منه والممزوج بالشراب .
فصل في علاج البرد الأسود
هو علاج البهق الأسود ويحتاج إلى ترطيب للبدن أشد واستفراغ أقوى ثم يستعمل إجلاء أدوية البهق الأسود وقد يتفق لصاحبه أن ينتفع بالجماع وأما الحمّام فكثير النفع له فان اشتد وبالغ عولج بعلاج الجذام .
المقالة الثالثة ما يعرض للجلد لا في لونه
فصل في السعفة والشيربنج والبلحية والبطم
السعفة من جملة البثور القرحية وقد جرت العادة في أكثر الكتب أنها تذكر في أبواب الزينة .
والسعفة تبتدىء بثوراً مستحكمة خفيفة متفرقة في عدة مواضع ثم تتقرح قروحاً خشكريشية وتكون إلى حمرة وربما سيلت صديداً وتسمى شيربنجا وسعفة رطبة ربما ابتدأت قوبائية يابسة وكثيراً ما تثور في الشتاء وتزول بسرعة .


وسبب السعفة رطوبة رديئة حادة أكالة تخالط الدم وأخلاط غليظة أيضاً رديئة فيحتبس الغليظ ورماً وينش الرقيق وسبب اليابس منها خلط سوداوي كئير تخالطه رطوبة حريفة فيندفع إلى الجلد فيفسد ويتأكل .
وأما البلحية فهي من جنس السعفة الرديئة وأما البطم فقروح سوداوية تظهر في الساق من ماق الدوالي بعينها ويقرب علاجها من علاجها .
فصل في العلاج
علاجها قريب من علاج القوباء وسنذكره لكنا نقول الآن أنه ينفع من السعفة اليابسة إستفراغ الخلط الصفراوي والسوداوي والبلغم المالح بمثل طبيخ الهليلج بالأفتيمون يجعل فيه .
الصبر والسقمونيا ويستعمل بعدها ما ينقي الباقي مع ترطيب مثل ماء الجبن بالشاهترّج الرطب يؤخذ من
الجملة رطل واحد ويخلط به من الهليلج الأسود والأصفر من كل واحد ثلاثة دراهم ومن الأفتيمون وزن درهمين ومن الملح النفطي دانقان ثم بعد ذلك يقتصر على ماء الجبن والأفتيمون كل يوم وزن ثلاثين درهماً من ماء الجبن ودرهم ونصف من الأفتيمون إن احتملت الطبيعة ولم يفرط أو على ما يحتمل .
ويجتنب مل ما له حلاوة مفرطة خصوصاً التمر أو مرارة أو حرافة أو ملوحة ويقتصر على التفه المولد للخلط السالم الذي لا لذع فيه ويرطب البدن رطوبة معتدلة بالحمام وغيره .
ويفصد العروق من اليدين إن كانت الحاجة إليه ماسة أو من العرق الذي يسقى ذلك العضو مثل عرق الجبهة في السعفة الكائنة على الرأس والعرق الذي في جلد الرأس والعرق الذي خلف الأذنين وهي تكون في أكثر الأمر على الرأس والحجامة أيضاً لما كان في الرأس وإن كان في الأعضاء السافلة فُصِد الصافن فإذا فعلت ذلك حككت السعفة حكا قوياً حتى تدمى ويجتهد في أن يسيل منها دم كثير ثم تعالج بالأدوية الموضعية وخصوصاً إذا دلك بعد الإدماء بالملح والخلّ .


وقد ينفع اليابس منها الحمام المتواتر من غير إطالة جلوس وإكباب العضو على بخار الماء الحار أو الفاتر في اليوم مراراً والأدهان والشحوم والتدبير المرطب بالغذاء والتدهين والسعوطات ويحتاج في الإستفراغ لها إلى أدوية تجذب السوداء جذباً قوياً وتسهلها ويستعمل بعدها ماء الجبن على ما قيل ولا بأس بإرسال العلق بالقرب ثم لا بدّ من الحك والإدماء ثم تستعمل الأدوية الموضعية .
وقد زعم قوم أن فصد السعفة من العرق القريب منها كعرق خلف الأذنين لسعفة الرأس علاج لها يطلى به ثم تغسل بماء السلق والزاج .
فصل في الأدوية الموضعية للسعفة الرطبة
أما الأدوية التي للمبتدأ منها وللتي على الأبدان الرطبة وأبدان الأطفال فمثل الحِناء ومثل الوَسْمَة مع العفص المحرق بدهن الألية فإنه مجرّب غاية ومثل الأدوية المتخذة من القوابض المجففة كقشور الرمان بخلّ خمر ودهن ورد وربما جعل فيها المرداسنج وربما احتيج إلى استعمال ما فيه جلاء أيضاً مثل الزراوند وكثيراً ما أبرأ المتوسط منها الدلك بالخل والملح والأشنان الأخضر فيجف ويسقط ومن أدويته التي في هذه المرتبة التوتيا والقليميا والقيموليا والقرطاس المحرق بالخل وصمغ الصنوبر بالجلنار وخل ودهن ورد أو يؤخذ مرتك وخبث الفضة ولوز مر محرق وعروق الصباغين من كل واحد درهم بخل ودهن ورد وكذلك أصول السوسن الاسمانجوني وعود البلسان والكور المحلول وحب البان المسحوق وأيضاً العدس والمغرة بخل وأيضاً لوز مرّ وعفص أخضر مسحوقان يتخذ منهما طلاء بالخل بعد أن يقوم بالتشميس .
قالوا وأيضاً يؤخذ السرطان الحي ويدق مع المرزنجوش ويعتصر ويسمط به وبرطوبة السرطان وحده .


وأما المرمن والذي على الأبدان الصلبة فيحتاج فيه إلى مثل القُلْقُطار والقَلَقَندر والسُوْرِي وزاج الحبر والملح والكبريت وتراب الزئبق وعروق الصباغين ودواء القراطيس بتوبال النحاس ودخان التنور والملح من القوابض المحللة وأيضاً مثل المرداسنج والاسفيذاج .
وأما الحرف اليابس فهو من المجففات القوية وذرق الحمام من المحلَلات الشديدة الجلاء والتجفيف وكذلك خِرءُ الضب وخرء الزرازير وخصوصاً الآكلة للأرز .
ومرهم العروق مما ينفع كل سعفة والمرهم الأحمر المتخذ من العروق الصفر والحِناء والزراوند وقشور صفة دواء جيد : يؤخذ قيموليا كبريت أخضر رماد القرع شحم الحنظل أجزاء سواء بخل أو كزبرة يابسة محرقة وخزف التنور وحِناء بخلّ ولح ! ن ورد وأيضاً يؤخذ رماد حطب الكرم وزراوند مدحرج وجلنار وعفص وراتينج بخل ودهن .
صفة دواء جيد جداً : تغسل السعفة بطبيخ الدفلى ثم تطلى بتوبال النحاس ومر وزن درهمين وتراب الكندر وشبّ يماني من كل واحد وزن أربعة دراهم زراوند وقلقطار ورماد الكرم وصبر من كل واحد وزن درهم بخلّ ودهن ورد .
فصل في الأدوية الموضعية للسعفة اليابسة
فالمزمن القوي منها يحتاج إلى دواء حاد يأكلها إلى أن يبلغ اللحم الصحيح ثم يعالج بمرهم القروح مثل مرهم العروق بالمرداسنج والخل والزيت وما دون ذلك فيعالج بما يعالج به المزمن من الأول المذكور .
وينفع منه ترطيب البدن بالأغذية والنشوقات والحقن وغير ذلك . صفة دواء جيد : للسعفة الرطبة واليابسة : يؤخذ دهن لوز مرّ دهن الخردل من كل واحد نصف سكرجة خل سكرّجة شياف ماميثا وعفص من كل واحد ثلاثة مثاقيل فيلزهرج مثقال عروق صفر بورق من كل واحد نصف مثقال تسحق الأدوية وتخلط بالدهنين والخل خلطاً شديداً بالسحق ثم تستعمل على كل سعفة وجَرَب وقَمل وقوبا وتمرّط وداء ثعلب وحزاز .
والبلحية من جنس السعفة الرديئة وربما كان سببها لسعاً مثل البعرض الخبيث وعلاجها مثل ذلك العلاج .


دواء لنا قوي مجرّب نافع جداً : يؤخذ من الزراوند والزنجار والأشق والمقل والخردل والزاج أجزاء سواء تجمع بدهن الحنطة ومثله خلاً وقليل عسل ويستعمل .
فصل في القوباء
القوباء ليست بعيدة عن السعفة وإنما تخالفها بشيء خفي وخصوصاً السعفة اليابسة ويشبه أن تكون السعفة اليابسة قوباء أخبث وأردأ وآكل وأبعد غوراً وسبب القوباء قريب من سبب السعفة فإنه مائية حريفة حادة تخالط أيضاً مادة غليظة سوداوية أغلظ من مادة الجرب .
وأسرع القوباء برأ ما كان رقيقه أغلب ومن القوباء الرطب دموي يظهر عند حكه نداوة وهو أسلم ومنه يابس أكثره يكون عن بلغم مالح استحال بالإحتراق سوداء ومن القوباء متقشر لشدة اليبوسة وكثرة الغور وهو كالبرص الأسود وكالخشكريشة ومنها غير متقشر ومن القوباء ساعٍ خبيث ومنها واقف ومن القوباء حديث ومنها مرمن رديء هو مرض حريفي .
فصل في علاج القوباء
تحتاج القوباء في أصل العلاج إلى أدوية تجمع تحليلاً وتقطيعاً وإذابة وتلطيفاً مع تسكين وترطيب .
والأول منهما بحسب المادة الغليظة والثاني بحسب المادة الحادة الرقيقة وبحسب غلبة أحد الأمرين تحتاج إلى تغليب أحد التدبيرين وإرسال العلق من أجود أدويتها وتحتاج في أمر التنقية واتباعها ماء الجبن على نحو ما توجب المشاهدة والتغذية والترطيب والتدبير المرطب إلى ما تحتاج إليه السعفة وكذلك الحمام من أجل المعالجات لها وربما احتيج إلى مفارقة الهواء اليابس قال قوم : ومما ينفع من حدوث القوابي ويبرىء من الحادث منها أن يسقى من اللك المغسول غسل الصبر درهماً بثلاث أواقي مطبوخ ريحاني فإذا انتشرت القوباء وكثرت فعلاجها علاج الجذام .
فصل في المعالجات الموضعية
أما للحديث والمتوسِّط منها فمن الأدوية المفردة : حمّاض الأترج وللقوي أيضاً والصمغ الأعرابي بالخل وصمغ اللوز وصمغ الإجّاص بالخلّ وعسل اللبني بالخلّ والخردل بالخل غاية .


والماء الكبريتي والماء المالح وزبد البحر وغرّاء الجلود وريق الإنسان الصائم وطلاوة أسنانه وبزر البطيخ وأصل الخُنْثَى وهو الأشراس ودهن اللوز المر جيد وورق الكِبَر بالخلّ والسنجسبوه ينفع من كل قوباء بالخاصية والأقاقيا والمُغاث ودهن الحنطة يصلح لما يعرض لكل بدن وللضعيف والقوي والعروق الصفر وللمبتدىء أن يدام صب الماء الحار عليه ثم يدلك بدهن البنفسج بفعل ذلك على الدوام وماء الشعير طلاء ربما ذهب به وخصوصاً مع الجوز مازج وينفع من السعفة الرطبة أيضاً ولعاب بزرقطونا وعصارة الرطب منه وماء البقلة الحمقاء وصمغ الإجّاص نافع لقوباء الصبيان .
دواء جيد : يؤخذ صمغ اللوز وغراء الجلود والميعة أجزاء سواء ويجمع بالخل ويطلى أو يؤخذ غراء النجارين وكُندر وكبريت وخل يسحق ويستعمل .
وأما المرمن الرديء منه فيحتاج إلى أدوية أقوى مثل عصارة حمّاض الأترج مقومة بالطبخ ومثل دهن الحمّص ودهن الأرز ودهن الحنطة خاصة ودهن اللوز المر والكبريت وبعر المعز محرقاً وزبد البحر والقطران والزفت عجيبان وكذلك إدامة طلائه بالنفط الأبيض وخرء الحيوانات المذكورة في باب السعفة والفنجنكشت والكبر والأشق والخِرْبَق وحب البان والثافسيا خاصة لا سيما إذا اتخذ منه قيروطي بدهن الخردل والسنجسبوه والأشق بالخل والقردمانا والكُنْدس ورماد الحمام والكندس والخردل والحرف وبزر الجرجير وعسل البلاذر غاية .


ومن المركبات يؤخذ القردمانا ويسحق ويجمع بدهن الحنطة ورماد الثوم مع عسل والكبريت بصمغ البطم وتجبر حب البان بالخل قوي جداً وللمقشر أيضاً أو يؤخذ الكندر والزاج والكبريت والصبر من كل واحد درهم ومن الصمغ درهمان يطلى بالخل يؤخذ بورق أرمني نصف مثقال دهن الحنطة ثلاثة دراهم حماض الأترج قفر اليهود درهمين درهمين بزر الجرجير درهمين شونيز درهم ونصف خربق أسود درهم ونصف زاج محرق درهم ونصف يتخذ منه طلاء أو يؤخذ سنجسبوه فيطلى به بالخلّ أو يؤخذ زاج ومر وكُنْدُر وشب وكبريت وصبر يعجن بالطلاء ويطلى .
دواء جيد : يؤخذ حب البان عشرة كبريت أصفر أربعة سنجسبويه جزء ينعم دقه ويطلى بخل خمر ودهن ورد أو يؤخذ كبريت أصفر ودقاق الكندر وأشقّ يداف بخل أو يؤخذ خرء الكلب وأشنان القصارين وكبريت أبيض وسذاب ودخان التنور وقشور الرمان ورماد الحمام والزرنيخان والكبريت الأصفر بالسوية يداف بالخل والزيت ويطلى .
فصل في البثور اللبنية
إنه قد تنبثر على الأنف والوجه بثور بيض كأنها نقط لبن بسبب مادة صديدية تندفع إلى السطح من بخار البدن .
وعلاجه : كل ما فيه تجفيف وتحليل مثل الخِرْبَق الأبيض بنصفه إيرسا يتخذ منه لطوخ وبزر الكتان مع البورق والتين والشونيز مع الخل .
فصل في الجرب والحكة
المادة التي عنها يتولد الجرب إما مادة دموية تخالط صفراء تكاد أن تستحيل سوداء أو استحال شطر منها سوداء وإما مادة تخالط بلغماً مالحاً بورقياً فالأول جرب يابس ومادته يابسة إلى الغلظ والآخر جرب رطب ومادته رطبة إلى الرقة وأكثر ما " يتولد يتولد عن تناول الملوحات والحرافات والمرارات والتوابل الحارة ونحوها وما يأخذ من البدن مكاناً واسعاً فهو أيضاً من جملة الجرب الرطب وما هو أنشز وأشخص وأحد رأساً من جميع البثور فهو أحد خلطاً وما هو أعرض وأشد إطمئناناً فخلطه أقل حدة .


وأسباب تولد مادة الجرب هي أسباب تولد مادة الحكة لكنها أقوى وتقْارب أسباب تولد النملة والسعفة والحزاز والقوباء وتقاربها في العلاج ويفارق الجرب الحكة بأنَ الحكة لا تكون معها في الأكثر بثور كما تكون في الجرب لأنها عن مادة أرق وأقل تميل إلى الملوحة وفيها سكون واستقرار حبسها في الجلد بعد دفع الطبيعة إياها انسداد المسام وقلة التنظيف واحتبست لضعف الدافعة مثل ما يعرض للمشايخ وفي آخر الأمر خصوصاً إذا كانت المادة كثيرة أو غليظة أو الأغذية رديئة يتولد منها كيموس رديء حريف مثل المالح والحريف ونحوهما أو لسوء هضم يعين معه الغذاء .
والحكة قد تخلو عن قشور نخالية ولا تأخذ من العمق شيئاً .
والحكة الشيخوخية قليلة الإذعان للعلاج وإنما تدبر وتدارى .
واعلم أن الجرب المتقشر والقوابي تكثر في الخريف .
وبالجملة فان مادة الحكة تجتمع بين الجلدين فإن كان في البدن منها شيء فهو جَرَب يابس الحلاوات مولدات للحكة والبثور وإنما يجرب ما بين الأصابع كثر لأنها أضعف والجرب العظيم الفاحش يخلف جراحة وينتقل إلى القوابي والسعفة والأدهان تضرهم والسكنجبين ينفعهم إن لم يخف السحج .
فصل في العلاج
أما علاج الجرب فأوله وأفضله والذي كثيراً ما يكتقى به هو الإستفراغ بما يخرج الخلط الحاد المحترق والبلغم المالح ثم إصلاح الغذاء والتدبير المرطب على ما علمت في أخوات هذا الباب واستعمال الأشياء المائية التفهة التي يؤمن سرعة تفعنها مثل : البطيخ الهندي والهندباء والخس ونحوها من خارج أيضأ ويترك الجماع أصلاً فإن الجماع يحرك المواد إلى خارج ويثير بخاراً حاراً عفناً يأتي ناحية سطح الجلد فيعفن من هناك ولذلك ينتن أيضاً رائحة البدن ولذلك أمر بالتدلك في غسل الجنابة ومن الاستفراغات الجيدة لأصناف مواد الجرب طبيخ الأفتيمون بالهليلج الأصفر والشاهترج والسنا والبسفايج والأفسنتين .


وقد يجعل فيه الورد وبزر الهندبا ونحوه وقد يجعل فيه الماميران بخاصية فيه وقد يجعل فيه السقمونيا وأيضاً فإن حب الصبر والسقمونيا جيد بالغ .
طبيخ جيد : يؤخذ من الهليلج الأصفر والزبيب من كل واحد عشرون درهماً يطبخ بثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى الثلث ويصفى ويؤخذ من جملة مائه ثلثا رطل ويمرص فيه من الخيار شنبر عشرة فإذا مرس فيه صفي أيضاً وجعل فيه درهم غاريقون .
حب جيد : وهو حب الشاهترج يوخذ من الهليلج الأصفر والكابلي والأسود من كل واحد خمسة دراهم ومن الصبر السقطري سبعة دراهم ومن السقمونيا خمسة دراهم لا يزال يعجن بماء الشاهتزج ويترك حتى يجف ويسقى مرة يعد أخرى ويترك حتى يجف يعمل ذلك ثلاث مرات كل مرة مثل الحسو ثم يترك حتى يتقوم ويحبب .
دواء قوي جيد للمرمن : يؤخذ من الهليلج الأصفر ومن البليلج ومن الأملج وعن البرنج الكابلي المقشر من كل واحد درهم ومن التِربَد درهمان يعجن بفانيد ويقرص والشربة منه للإسهال التام من عشرة إلى خمسة عشر درهماً إلى عشرين بماء حار وربما جعل فيه السقمونيا عند شربه وربما خلص من الجرب الرديء المرمن أن يدام شرب الصبر لكن يواتر ثلاثة أيام كل يوم مثقالاً ثم يغب بعده يوماً ويوماً لا ثلاثة أيام يجري على الاغباب أو يترك أياماً ثلاثة ويعاود المواترة أو يقرح قرحة على ما ترى بحسب المشاهدة ويعالج السحج إن حصل بحقنه فإن ذلك نافع مستأصل للجرب والجيد أن يشربه منقوعاً في ماء الهندبا ومعه قليل ماء الرازيانج إن لم يكن عن ماء الرازيانج مانع وقدر ما يكون فيه من الصبر من درهم إلى مثقال وإذا لم يحتمل المداومة ترك .


والنقوعات الإجاصية نافعة أيضاً أو يؤخذ رب الهليلج الأصفر المتخذ عن تجفيف مائة المطبوخ هو فيه تجفيفاً في الشمس ويؤخذ منه للرطب من خمسة دراهم إلى عشرة بالسكر وهذا للصفراوي وللرطب ويمكن أن يتخذ مثل ذلك من جميع المسهلات الحبية ويخلط بعضها ببعض وقد يركب بعضها ببعض ويتخذ منه ربوب وحبوب وماء الجبن بالأفتيمون جيد إذا استعمل كل يوم على ما ذكر في غير هذا الباب آنفاً وبالهليلج وعصير الشاهترج أياماً متوالية غاية ومما يجري مجرى المنقيات بالرفق أن يتخذ حب الصبر بالسقمونيا والزعفران ويتخذ منه كل شربة خمس حمصات والنسخة : يؤخذ هليلج أصفر صبر أسقوطري من كل واحد درهم كثيراء وورد من كل واحد درهم زعفران ثلث درهم وأيضاً يؤخذ من الدواء الذي يقع فيه البرنج وقد ذكرناه يوماً أو يومين من درهمين إلى ثلاثة دراهم وقال قوم أنه إذا كثرت الإستفراغات ولم تجد منجعاً فالأولى أو تخفف وتقتصر على ساقي صاحب العلة كل يوم بكرة وعشية سويق الحنطة بالسكر والماء الكثير .
قالوا ومما ينفع صاحب الجرب اليابس والحكة القشفية أن يشرب ثلاثة أيام كل يوم من الشيرج مائة وثلاثين درهماً مع نصفه من السكنجبين ونحوه ومن الناس من يخلط به ماء العناب وقد جربنا هذا فكان علاجاً بالغاً إلا أنه مضعف للمعدة .
ومن المركبات المناسبة لهذه الأدوية خبث الفضة ومرداسنج ومقل وعروق تعجن بخل ودهن ورد ويطلى وهذا للقوي أيضاً .
وأخف منه نسخة جيدة : يؤخذ طين أرمني وكافور وزعفران من كل واحد نصف درهم بخل وماء العنصل ودهن الورد عام للخفيف .
ولما هو أقوى قليلاً بزر الرازيانج يسحق بالخل ودهن الورد ويستعمل في الحمام وأيضاً يؤخذ ماء الرماد الحامض ودهن الورد وبورق وأجود ماء الرمان ما فيه قوة شحمه وكذلك دقيق العدس ومَغْرَة وخل يخلط ويوضع في الشمس حتى يحمى ثم يطلى .


وأما المعاجين التي تحتاج أن تستعملها فهي مثل المعاجين التي تحتاج إلى أن يشربها أصحاب القوباء والسعفة والبهق أعني ما لان من ذلك مثل الإطريفل الصغير بالقشمش وأيضاً مثل هذا المعجون يؤخذ من السنا والشاهترّج من كل واحد درهمان ومن الهليلج الأصفر وزن أربعة دراهم ومن القشمش المعسل ضعف الجميع .
وأما الأدوية الموضعية للجرب فهي جميع ما فيه جلاء وربما كفى ما كان جلاؤه مع تقوية للجلد وإصلاح مراج مثل ماء الملوكية والحماضية والسلق والرمان ومثل نخالة السميد ودقيق العدس المقشر .
وأيضاً : الأقاقيا بالخل وحب البطيخ وجوف البطيخ كما هو ونشاستج العصفر وعصارة الكرفس وطبيخ الحلبة وماء قشور الموز وربما احتيج إلى ما فيه تحليل قوي مثل شحم الحنظل وعلك الأنباط بماء النعناع والريتيانج بالخل والزاج المشوي وخصوصاً الأصفر بالخل ودهن الورد وكذلك القلقند وأخواته والدفلى قوي جداً .
وربما كفى خلّه الذي نقع فيه ثم طبخ مع شيرج وقد يخلط بالحادّة مثل دهن الورد ليمنع الإفراط ومثل قشور الرمان لمثل ذلك .
ومما جرب : بزر الجرجير يؤخذ دهنه ويحك الجرب ويتمرخ به في الشِمس الحارة أو بقرب دواءجيد : يؤخذ مرداسنج وزاج الحبر بالسوية فيسحق بخلّ خمر ويجعل في كوز خزف ويدفن في النداوة شهراً ويستعمل بعد ذلك طلاء فهو بالغ مع قلة لذع .
والكندس والزئبق المقتول وخبث الحديد والزراوند والكبريت والقنبيل والدفلى والنحاس المحرق والمغاث والنوشادر والعدس والمرّ وبزر الحرمل والأشقّ والزنجار وأشنان القصّارين وزبل الكلب والأزبال المذكورة في أبواب أخرى وقثّاء الحمار .
وأبضاً : قشور حطب الكرم المحرقة تنثر على موضع الجرب ممسوحاً بالزبد ويشد بعد ذلك يجدد إلى أن يبطل وقد تنقع القردمانا بالخل وعلك الأنباط به .


ومن المركبات الجيدة أن يؤخذ من الزئبق المقتول ومن ورق الدفلى ومن إقليميا الفضة ومن المرداسنج طلاء بالخل ودهن الورد ينام عليه ليلاً ويغسل البدن من الغد في الحمام بخلّ وأشنان أخضر بماء حار أولاً ثم بماء بارد ثم يمرّخ بالدهن .
دواء سهل : يؤخذ مرداسنج وزاج أصفر بالسوية يسحق بالخل أسبوعاً في الشمس ويطلى به عند الحاجة .
وأيضاً : زئبق مقتول وميعة سائلة وبزر البنفسج والقسط أجزاء سواء وأيضاً كندس جزء غرة ثلاثة أجزاء يطلى بخل .
وإذا استعملت القوية المحللة أو اليابسة المقشفة فاتبعها بالأدهان المغرية مثل دهن السعد والخلاف والنيلوفر رالبنفسج ونحوه وخصوصاً في اليابس والقليل الرطوبة وليستعمل في الرطب ما هو أشد تجفيفاَ وفي اليابس ما هو أقل تجفيفاً وما يقع فيه الزئبق المقتول فبعده ما قدرت عليه من نواحي المعدة والأعضاء الكريمة .
وأما علاج الحكة اليابسة بعد الاستفراغ إن احتيج إليه فبما تعلم وبمثل سقي رائب البقر الحامض مثل الإستحمام بالماء الفاتر واستعمال المروّخات الدهنية من الأدهان الباردة وخصوصاً إذا جعل فيها عصارة الكرفس .
وعلاج الجرب اليابس والحكة اليابسة متقاربان .
ومن الأدوية اللينة في ذلك الخشخاش المسحوق بالخل وأيضاً ورق السوسن .
وأيضاً : الصبر بماء الهندبا والنشا أيضاً مما يقع في أدويته وماء الكرفس بالخل وماء الورد جيد .
ومن الأدوية القوية قيروطي فيه أفيون يمسح به البدن فيسكن الحكة ومن الأدوية القوية أن تركّب من الأدوية الأولى تركيباً ويجعل فيه النوشادر ويطلى بالخل وخصوصاً على الخصي .
وأيضاً : الشبّ المقلو والقطران وهذا أيضاً ينفع الحكاك المستبطن في الفرجين على خرقة والمشايخ ينتفعون في علاج الحكة التي تعرض لهم أن يطلوا بدري الشراب مع شيء من الشبّ الرطب .
وأما الاستحمامات للحكة والجرب فبمثل ماء البحر مسخناً أو بحاله أو طبيخ قثاء الحمار .


وأما الغذاء لأصحاب الجرب والحكة فما يرطب ويولّد دماً محموداً من الأغذية المائلة إلى البرودة والرطوبة واللحوم المعتدلة .
وأصحاب الحكة القشفية لا بد لهم من استعمال الأدهان اللينة في المتناولات مثل دهن اللوز والشيرج ونحوه واعلم أن حجامة الساقين تنفع من الجرب الفاحش .
فصل في الحصف
قد يتبثّر البدن أو العضو الكثير العرق جداً القليل الاغتسال أو قليل التدلك عند الاغتسال وخصوصاً في البلاد الحارة بثوراً شوكية كأنها عن مواد تكسل لثقلها عن لحوق العرق السريع التفصي لرقة مادته فيحتبس في سطح الجلد وكأنها أثفال العرق المستعصية على الرشح وربما لم تبثر بثوراً ظاهرة بل أحدثت خشونة .
فصل في علاجه
تقطع مادته إن كثرت في البدن بالفصد والإسهال ولذلك يجب أن يستظهر المعتاد لها كل وقت بالاستفراغ للأخلاط الحادة .
ومما يمنع منه ويزيله الاستحمام والتنظيف ثم الماء البارد استحماماً فيه ويصلح لهم التدلّك في الحمام بلحم البطيخ مع دقيق العدس بعد التعرق ثم بالشاهسفرم بعده .
وأيضاً لحم البطيخ مع دقيق العدس والباقلا أما الصندل فيمنعه مع حكة يحدثها فإذا كان مع كافور لم يفعل ذلك والحِناء أيضاً إن لم يكره صبغه ينفع منه وتناول ما يشبه ماء الرمان والحماض والعدس والإجاص والتمر الهندي .


واستعمل كل ما يمنع العرق من مثل : طبيخ الآس والورد وماء الكزبرة قيل رينفع منه الماء المسخن بالشمس وقد يمنع منه جميع المياه التي طبخ فيها القوابض وترك الحركة واجتناب المواضع الحارة المعرقة وطلب الأمكنة الريحية والترويح بالمرارح الكثيرة معاً والاغتسال بالماء البارد وأيضاً المسوحات من مثل دهن الآس ودهن الورد وللزبد خاصية عجيبة عظيمة فيه خصوصاً مع كثيراء وصمغ وأيضاً المسوخات التي فيها قوة المرداسنج والخبث والتوتيا خاصة ورماد ورق الآس وذريرة ورق الآس وورق الغار الطريّ والسذاب ودقاق الكندر وقد ينفع من الحصف طلاء غراء المسك مدافاً في الماء وربما احتيج في القوي إلى الميويزج والكندر والكبريت .
وأما ما قد تقرح منه فيعالج بمثل العروق والعفص والطين الأرمني والاسفيذاج بالخل ومرهم الإسفيذاج جيد لذلك وربما بلغت هذه القروح مبلغاً عظيماً من الفساد فيكون علاجها علاج حرق النار وإن هي استحكمت فعلاج السعفة .
من بلي بحصافة الجلد وانسداد المسام وجودة الهضم فقد يعرض له في البرد وفي الليل حكة وخشونة وبثر صغار تسمى بنات الليل والسبب احتباس ما يجب أن يتحلل لضيق مسام في الأصل وزاد فيه تحصيف البدن وخاصة في وقت يكثر فيه الهضم ويتبع كثرته كثرة البخار وهو الليل وبسبب ذلك تسمى بنات الليل إذ أكثر عروضها يكون في الليل .
ومن أحوال هذه العلة أن الحكّة تشتد فيها وتستلذ بدءاً ثم تؤدي إلى وجع تثيره في مواضع الحكة شديد .
فصل في العلاج
يجب أن تدبر في توسيع المسام بالحمامات والتمريخات المعروفة لذلك وبتخلية العروق عن المادة الكثيرة وذلك بالفصد والإستفراغ على ما قيل في باب الحكّة إن كان إلى ذلك حاجة وكان لا يكتفى بالأدوية الموضعية .


وأما الأدوية الموضعية : فالصبر والمر من أجود الأدوية لها وخصوصاً مع العسل وكذلك الصبر مع دقيق العدس بقليل خلّ وعسل وماء الكرفس من السيالات المناسبة له ومن الأدوية النافعة له دردي الخلّ وحده والبورق والحِنّاء والزعفران .
فصل في الثآليل
والمسمارية منها والعقق القرنية وما يجري مجراها السبب الفاعل لها الأول دفع الطبيعة والمادي خلط غليظ سوداوي ربما استحال سوداء عن بلغم يبس جداٌ إذا كثر في الدم وربما يعرض لنفس الدم لاحتقانه وكثرته وعدم أسباب التعفن أن يستحيل إلى يبس وبرد وخصوصاً في العروق الصغار التي لا يعفن الدم في أمثالها لقلّتِه وقربه من الأسباب الخارجة التي هي إلى أن تجفف أسرع منها إِلى أن تعفّن لا سيما إذا لم يكن الدم حاراً في جوهره جداً وربما نبت منه واحد كبير فصار سبباً لاستحالة مراج ما يأتي العضو المجاور من الغذاء إلى مراج مادته فييبس ذلك ويبرد فتكثر الثآليل فإذا نتف أو أبطل بأي تدبير كان سقطت الآخر وتسمى الكبار العظيمة الرؤوس كرؤوس المسامير المستدقّة الأصول مسامير والطوال العقق قروناً ومن الثآليل جنس يسمى طرسوس ويعدّ فيها وإن كان يجب أن يميز عنها ويشق إذا شقت عن مدة تحتها .
فصل في العلاج
أما المبادة إلى تقليل الدم بالفصد وإلى استفراغ السوداء فأمر لا بد منه إذا كثرت العلة وجاوزت الفصد وكذلك التدبير المولد للكيموس الجيد وغير ذلك مما سلف ذكره مراراً .


وأما العلاج الموضعي فبالأدوية التي لها مرارة وقبض فالخفيف منها للخفيف مثل : تمريخ الثآليل بدهن الفستق دائماً وبطبيخ الحنطة المصفى المتروك بعد ثلاثة أيام وماء الكراث النبطي مع سماق ودهن البان وأيضاً بورق الكبر وجوز السرو والزيتون الفج والجوز مازج جيد أيضاٌ وورق الآس الرطب للخفيف وللقوي وقشور الجوز الرطب والتين اليابس والخرنوب مع قلة أذاه صالح للعظيمٍ منها والقوي وقشور لحاء أصل الغرب ورماده بخل الخمر ومما هو جيد بالغ أيضا أن يؤخذ الحرمل والجِناء يُدق ويُنخل ويُطلى بماء بارد .
وأما القوي منه للقوي فمثل : الطلاء المتخذ من النورة والزرنيخ والقلي وخصوصاً مع الزئبق المقتول لا سيما برماد البلّوط والزبت والملح بماء البصل والبُلْبوس وبعر المعز .
وأيضاَ الذراريح مع الزرنيخ .
وأيضاً عسمل البلاذري قوي في نثره ولبن اليتُّوع إذا كرّر عليه مراراً أسقطه ودمعة الكرم والكبيكج أيضاً عظيم الإسقاط لها والشونيز معجوناً بالبول إذا ضمّد به كان عجيباً ومرارة التيس أيضاً والحلتيت والمرهم الحاد والمفجر للدبيلات وهو مرهم البلاذر .
تركيب معتدل : يؤخذ قشور الجوز الرطب وزجاج ونورة حية من كل واحد جزء يدق وينخل ويوضع عليه أو يؤخذ زنجار وقرطاس محرق من كل واحد خمسة دراهم شحم الحنظل ستة دراهم بورق ستة دراهم نوشادر أربعة دراهم قلي وزرنيخ أصفر من كل واحد ثمانية دراهم مرارة البقر ستة دراهم أشنان فارسي سبعة دراهم يدق وينخل ويطلى عليه بماء الصابون .
ومن معالجات الثآليل : قلعها وقد يكون ذلك بأنابيب ريشية أو فضية أو حديدية تجويفها بقدر ما يلتقم الثؤلول بعسر ما وحرفها حاد قطاع فيلقم فيه الثؤلول التقاماً فيه عسر ما ويلف عليه ويغمر يسيراً عند أصله فيستأصله أو يمدد بالصنانير حتى تتمدد أصولها ثم يؤخذ بالة حادة حارة تغوص إلى الأصل ويجعل عليها السمن بعد القطع .


وأيضاَ كلما مسها الدواء الحاد فأقلق أخذ الدواء الحاد وجعل عليه السمن وترك قليلاً ثم عوود إلى أن يتم سقوطه وقد يقلع بأن يبان عما يليها بحديدة لطيفة مقورة ثم يسلط عليها دواء حاد وقد جزبنا قطعها بالموسى أعمق ما يمكن مع مراعاة سطح الجلد ثم ذلك الموضع بالصابون والسعد والورد حتى يسيل ما سال من الدم ويحتبس فيسقط بعد ذلك ما بقي .
فصل في القرون
هي زوائد ليفية مخلية تنبت على مفاصل الأطراف لشدة العمل وعلاجها القطع للمخلى منها الذي لا يوجع ثم يستعمل على الباقي الأدوية الشديدة الحدّة من أدوية الثآليل حتى تسقط ثم تتبع بالسمن . فصل في الشقوق التي تظهر علي الجلد
والشفة والأطراف وجلد البدن في كل موضع سبب جميع الشقوق اليبس في الجلدة حتى تتشقق وذلك اليبس إما لمراج مفرد أو رداءة أخلاط ترسل مادة حادة مجففة وإما لحر مجفف أو ريح منشفة للنداوة أو برد مجفف مكثف كما يعرض للأرض الجافة والمجففة بالريح أو الحر أو المصرودة جداً من أن تتشقق وقد يقع بسبب المياه القابضة والتي فيها قوة الشب ونحوها إذا وقع بها الاغتسال وتضادها المياه الكبريتية والقفرية وقد جربنا الفرق بين ماء همذان وما يليها وماء السابورخواست في هذا الباب تجربة قوية .
فصلى في علاج الشقوف عامة يجب أن يستقرغ إن كان خلط رديء ويبدل إن كان مراج يابس ويشرب الأدهان خصوصاً دهن السمسم المقشر إلى أوقية ونصف كل يوم في عصير العنب أو نقيع الزبيب .
لحلو أياماً ولاء وكذلك طبيخ السرطانات النهرية بالماء والسكر ويدام التدهين إن كان من برد فينفع منه الأقاقيا وأيضاً طبيخ السلجم والسلجم وورق السلق وطبيخه وخصوصاً قيروطيات منها ومن الشحوم المعروفة والأمخاخ والزفت الرطب والقطران .
وإن كان من حز فبالقيروطيات الباردة الرطبة مضروبة بالعصارات الباردة الرطبة وإصلاح الغذاء واستعمال الحمام بالماء الفاتر .
فصل في علاج شقوق


الشفة السبب في شقوق الشفة اليبس إما لريح كززت الجلد ويبسته ونشفت نداوته أو لبرد أو لحر أو لمراج يابس كما علمت .
أما منعه فبأن يطلى قبل التعرض لسببه بالقيروطيات الشحوم والمخاخ ودهن الورد مع الزوفا الرطب وهذه أيضاً قد تزيل الواقع أو إلصاق السماحيق عليه مثل غرقىء البيض والقصب وقشر الثوم والبصل .
وأما إزالة الحادث منه فمن الجيد له أن يؤخذ دردي مسوَّى وعلك البطم ويخلط بشحم مثل شحم الدجاج والأوز والعسل أو يؤخذ سحيق العفص الفج كالغبار معجوناً بصمغ البطم مدافاً على النار وقد قيل أن تدهين السرة عند النوم أو إيداع قطنة مغموسة في الدهن صماغ السرة نافع جداً .
فصل في شقوق الرجل
شقوق الرجل قد تقع لأبخرة رديئة وقد تقع لليبس والقشف وبالجملة قد يقع بها انتفاع لما يتحلل منها .
فصل في العلاج
إن أمكن أن يزال بإدامة وضع الرجل في الماء الحار وتمريخها بالأدهان والشحوم وخصوصاً شحم الماعز والبقر والنخاع مقومة يسيراً بالشمع وأيضاً خصوصاً دهن الخروع ودهن الأكارع والدهن الصيني فإنه غاية جداً والدهن المتصبب من الألية المعرّض للنار فإنه جيد جداً والحِناء جيد جداً وخصوصأ معجوناً بطبيخ الحرمل وشيرج العنب جيد عولج بذلك فان لم ينجع واحتيج إلى لقم مغرية تنفذ فيها كما يعالجونه بعد الاستحمام ووضع الرجل في ماء حار يجب أن يجعل فيها الكثيراء المهيأ بالدقّ والسحق فإنه عجيب .
وأيضاً يؤخذ شمع ودهن حل وعلك البطم وميعة سائلة يجمع ويلقم فإنه عجيب .
وأيضاً القطران مع طحين السمسم عجيب جداً والكندر المسحوق بالأدهان والشحوم نافع جداً .
وأيضاً الطلاء بالسرطان المحرق مسحوقاً بدهن الزيت وهو في شقاق اليدين أنجع وأسرع أو يؤخذ الداخل من بصل العنصل فيغلى في الزيت ويداف فيه علك البطم ويجعل في الشقوق وعلك البطم في الزيت وحده أيضاً غاية .


وأيضاً عجين يتخذ من دقيق الخروع المطحون مع قليل ماء ويلزم العشب وكسب الخروع نفسه جيد للمرمن المتقرح أو يؤخذ مرداسنج وشمع وزيت وعسل بالسوية ويتخذ منه شيء مقوم أو يطبخ السرطان النهري بالشيرج .
وأيضاً يؤخذ درديّ الزيت وشحم البط وعلك البطم .
علاج جيد لنا : يؤخذ الكثيراء ويسحق كالغبار وأصول البسفايج نصفه وزناً والكهرباء والكندر المسحوقين من كل واحد ثلاثة وعلك البطم مثلاً الكثيراء يجمع الجميع بدهن الخروع ويستعمل ونقول من استعمل تدهين العقب كل ليلة لا يغب أَمِنَ ذلك .
فصل في شقوق اليد
يعالج بعلاج شقوق الرجل الخفيف .
فصل في شقوق ما بين الأصابع
يعالج بمثل ذلك ويخصّها أن تضمد بأصول البسفايج مسحوقاً كالغبار .
فصل في تقرح القطاة
قد يعرض للقطاة أن تحمر أولاً وتتشقّق أو تتقرّح بسبب كثرة الإستلقاء وخصوصاً للمري فيجب إذا بدأ يحمرّ أن يترك الاستلقاء ويستعمل عليه الروادع .
وأما في المرض فيستعمل فرش من مثل ورق الخلاف منزوعاً عن القضبان وبمثل الجاورس وبمثل الريش كل ذلك حشو كرباس لين أو ما يشبه الكرباس فإن تقرح فمرهم الإسفيذاج .
فصل في الرائحة المنكرة في الجلد
والمغابن والبول والغائط الرائحة تفسد لعفونة خلط أو عرق وقد تعين عليه الحركات المشوشة للأخلاط وترك الغسل من الجنابة والحيض وتأخيره وتناول مثل الحلبة وما من خاصته أن يحرك المواد الحريفة إلى ظاهر
فصل في علاج فساد الرائحة للجلد
عاماً تصلح الخلط بالإستفراغ والمراج بالتبديل ويتناول ما يجود هضمه بكيفيته وكميته وينتظف في الحمام وغيره ويتناول على الريق ما له تعطير العرق مثل السليخة والفلنجة وأيضاً الكِرَفْس والحرشف والهليون وكل مدر للبول منق للدم عن العفن لكن بعضه مثل الهليون ينتن البول .


ومما ينفع من ذلك أن يشرب نقيع المشمش الطيب الريح والمشمش نفسه ويطلى على البدن مثل ماء الآس وماء ديف فيه الشبّ اليماني والميسوسن وطبيخ النمام والنعنع والفودنج والمرزنجوش وورق التفاح وورق الخلاف وكذلك يتمرخ بالآس المسحوق .
وأيضاً الصندل خاصة والسعد وفُقاح الإذخر وقصب الذريرة والسرو والورد خاصة والمرزنجوش والشاهسفرم والأشنة وورق الأترج وقشره وورق التفاح وورق السوسن نافع في هذا الباب جداً .
وأيضاً أقراص الورد بالسكّ وأيضاً مما يسد المنافس ويمنع العرق المرداسنج والتوتيا ورماد ورق السوسن والشب ونحوه والمر والصبر ودهن الآس ودهن الورد .
فصل .
في الصنان وعلاجه زعم قوم أن الصنان من بقايا آثار المني المتخلق عنه الإنسان وقد وقعت إلى نواحي الإبط ونفذت في مسام الجلد وهذا ليس مما يجب أن يعتمد ولأن ينسب إلى بخار المادة التي تستحيل منياً في الإنسان وإلى تحركه فيه أولى .
وأما علاجه فيجب أن يعالج بعد التنقية إن احتيج إليها بالتوتا وبالمرداسنج المربى وبالقليميات وبرماد الآس وبماء حل فيه الشب وقد تصندل هذه وتخلط بالكافور .
قرص جيد : يؤخذ من الصَنْدل والسليخة والسكّ والسنبل والشبّ والمر والساذج والورد من كل واحد جزء ومن التوتيا والمرداسنج المبيض من كل واحد ثلاثة أجزاء ومن الكافور نصف جزء يتخذ منه قرص بماء الورد ويستعمل بعد التجفيف .
أيضاً : يؤخذ من الورد الأحمر ومن السكّ والسنبل والسعد والمرّ والشبّ من كل واحد عشرة يقزص بماء ورد ويستعمل لطوخاً .
فصل في صفة ذرور


يطيّب رائحة البدن وينفع أصحاب الأمرجة الحارة يؤخذ سعد وساذج وفقاح الأذخر والميعة الشامية وهي لبنى رمان من كل واحد عشر درخميات ورد يابس وأطراف الآس من كل واحد عشرين درخمياً يبلّ السَعْد وفقّاح الإذخر والساذج بشراب ريحاني ويجفف ويسحق ثم يطرح عليها الورد وأطراف الآس مسحوقين وأدِف الزعفران بماء الورد واخلطه بالأدوية الباقية وجففه في الظلّ ثم اسحقه وانثره على البدن بعد الاستحمام بأن ينشّف العرق من البدن أولاً تنشيفاً بالغاً ثم تنثر عليه الأدوية .
آخر يقطع رائحة العرق المنتن ويصلح لأصحاب الأمرجة الباردة ونسخته : يؤخذ سنبل الطيب وقرنفل وحماما وعيدان البلسان وسليخة من كل واحد ثلاث درخميات قسط وأظفار الطيب وسنبل هندي ودار صيني من كل واحد درخمين أطراف المرزنجوش وسنبل من سورية من كل واحد أربع درخميات لُبنى رمان حُل هذه بشراب واسحق الباقية بماء النمام واستعمله على ذلك المثال .
آخر يقطع رائحة العرق يؤخذ دار صيني وسنبل هندي وأظفار الطيب وقسط من كل واحد أوقيتين طين البحيرة وخبث الأسرب وأسفيذاج مغسول من كل واحد نصف أوقية شيح وسنبل رومي من كل واحد أوقية وزعفران وورد يابس من كل واحد ثلاث أواق تسحق اليابسة بماء الآس والزعفران يُحَل بشراب ريحاني عتيق ويستعمل .
فصل في شدة نتن البراز والريح وعلاجه
يكون ذلك بسبب عفونة الأخلاط وبسبب تناول أشياء من خاصيتها ذلك مثل : الاشترغاز والثوم والجرجير والكراث والأنجذان والحلتيت وأيضاً البيض لكنه يذهب نتنه جودة الهضم وتناول ما يميل العفن إلى الجلد والبول كالحلبة فإنه ينتن العرق والبول ويذهب نتن الرجيع والشراب الطيب يزيل شدة نتن الرجيع .


القانون
القانون
( 66 من 70 )

فصل في نتن البول
أسباب نتن البول هي أسباب نتن البراز وأيضاً المدرات كالهليون ونحوه فإنها تطيب رائحة البدن وتنتن رائحة البول وأيضاً قروح المثانة وعلاجه سهل مما علمت .
فصل في القمل والصيبان
المادة الرطبة التي فيها حرارة ما أو معها حرارة ما إذا اندفعت إلى الجلد فربما كانت من الرقة واللطف بحيث تتحلّل ولا تحسّ بها ويليها ما يتحلل عرقاً ويليها ما يتحلل فينعقد وسخاً ويليها ما يحتبس في أعلى طبقات الجلد ويتولد منها مثل الحزاز والحصف ونحوهما ويليهما ما يحتبس أغور من ذلك .
فإن كانت رديئة جداً فعلت مثل داء الثعلب ونحوه والقوباء والسعفة وإن كانت أقل رداءة ولم تكن فيها قوة صديدية ولا أسرعت إليها العفونة المستعجلة البالغة وصلحت لأن تكون مادة تقبل الحياة فاض عليها الحياة من واهبها فحدث القمل وتحرك وخرج وربما حدث منه الكبير دفعة .
وقد يعيين على تولّد القمل أغذية جيدة الكيموس رقيقته متحركة إلى الظاهر كالتين ويعين عليه حركات محركة لذلك ولا سيما إذا صحبه بخار من المني المتولد مثل الجماع وقد يعين عليه ترك الاستنظاف والغسل واستعمال ما يفتح مسام الجلد ويحرك المواد المحتبسة فيه إلى التحلل أو يدخل إليها النسيم المانع إياها عن الاستحالات العفنية والشبيهة بالعفنية وقد يغلب القمل حتى ينزف صاحبه ويصفر لونه وتسقط شهوته وينحف بدنه وتنحلّ قوته
فصل في العلاج
القمل الكثير المتولّد غير المنقطع النسل يحتاج في علاجه أولاً إلى تنقية البدن وخصوصاً بالفصد وإصلاح التدبير وترك ما يحرك المواد إلى خارج مما ذكرناه ثم تستعمل الأدوية الموضعية وتنفعه إدامة الاستحمام والاستنظاف وأن يديم الاستحمام بالماء المالح ثم بالماء العذب فهو أجود .
ويجب أن يديم تبديل الثياب ولبس الحرير والكتان وقد يشرب أدوية فتقتل القمل مثل الثوم بطبيخ الفودنج الجبلي .


وأما الأدوية الموضعية فتحتاج إلى أن تكون مجففة محللة جذابة إلى الخارج فإن كان الأمر أعظم احتيج إلى أن يخلط بها قوى سمّية .
ومن الأدوية الموضعية : السمّاق مع الزيت والحماض أيضاً وورقه وأصله أو الشبّ مع الزيت أو ورق الرمان أو ورق الحنظل أو ورق الآس أو ورق السرو أو ورق بزر الكتان أو قصب الذريرة والدار صيني ودهن القرطم نافع مانع ودهن الفجل عجيب وقشور السليخة والزراوند والعاقرقرحا وأصل الخطمي والنمام والجعدة والأنيسون مشكطرا مشيع وبزر الأنجرة والبرنجاسف والقردمانا .
ترتيب جيّد : تؤخذ أشياف ماميثا ثلاث دراهم قسط نصف درهم بورق درهم نشاء مثل الجميع يتنوّر ويطلى به .
ومن الغسولات : طبيخ الترمس فإنه جيد قويّ وطبيخ السماق وطبيخ الطرفاء وطبيخ الفودنج الجبلي وطبيخ ورق السرو وورق الصنوبر والمدرّات إذا وقعت في الغسولات كانت جيدة .
ومن البخورات : التبخير بالكندس والميويزج وبالزرنيخ وبالسكّ خاصة وبالكبريت .
ومن الأدوية القوية : أن يؤخذ الميويزج والزرنيخ الأحمر والبورق يسحق الجميع بخل وزيت ويطلى به الرأس أو الخِرْبَق الأبيض والبورق أو ورق الدفلى بالزيت أو ورق الحنظل أو يؤخذ الخردل والكندس مسحوقين ويصبّ عليهما قليل خلّ وتقتل بعد ذلك فيهما الزئبق سحقاً وهو وأيضاً : يؤخذ الكندس والزرنيخِ الأحمر والزراوند الطويل والقطران ومرارة البقر قدر ما تعجن به الأدوية وهو طلاء جيد .
وأيضاً : القطران والجنطيانا والزرنيخ ودهن السوسن .
وأيضاً الممويزج وورق الدفلى والشمب اليماني وأيضاً يطلى في الحمام بشياف ماميثا جزء بورق نصف جزء قسط جزء نشاء مثل الجميع يطلى به بعد التنور معجوناً بالخل واستعمال هذه الأدوية بعد التبخير بمثل الكندس والميويزج أجود وخصوصاً إذا ابتدىء بغسولات من جنس ما ذكر .
المقالة الرابعة أحوال تتعلّق بالبدن والأطراف
وهي تمام كتاب الزينة
فصل في إزالة الهزال


الهزال يكون إما لعدم مادة السمن من الغذاء أو لكثرة استعمال الغذاء الملطّف فلا يتولد في البدن دم كثيراً والتدبير المقصور على ما غذاؤه لا يتولد منه دم زكي وإما لضعف القوة المتصرفة في الغذاء إما الهاضمة وإما الجاذبة إلى الأعضاء لفساد مراج وأكثره بارد .
أو بسبب سكون كثير تنام معه قوة الجذب خصوصاً إذا كان بعد رياضات اعتادت الطبيعة أن تجذب بمعونتها الغذاء فإذا هجرت لم تجذب ولا الغذاء المعتدل أيضاً .
أو بسبب أن الدم يفيض إلى الطبع والمراري أبغض إلى الجاذبة من الرطب المائي وإما لمراحمة الطحال للكبد إذا عظم فجذب إليه أكثر الدم وأوهى قوة الكبد بالمضادة بينهما وإما لمراحمة الديدان للبدن وإما لضيق المسام لانسدادها عن أخلاط وانطباقها عن اكتناز فعله برد أو حرّ أو مجرد يبس تعرف كلاً منها بعلامة أو رباط دام عليها فسدد المسام والمجاري فلا ينجذب فيها الغذاء وخصوصاً عن الطين المأكول .
وإما لكثرة التحلل فلا يثبت ما ينجذب من الغذاء إلى الأعضاء بل يتفرّق كما يعرض في الرياضات السريعة والهموم والغموم والأمراض المحللة .
والأبدان التي تهزل في زمان قصير فيحتمل أن يعاد إليها الخصب في زمان قصير والتي هزلت في زمان طويل فلا تحتمل إلا المدار لضعف القوة عن أن تستعمل غذاء كثيراً .
وأقبل الأبدان للتسمين أرخاها جِلداً وأقبلها للتمديد ومما يحوج الإنسان إلىالهرب عن الهزال الضعف وشدّة الإنفعال عن الحر والبرد وعن المصادمات والمصاكات وعن الانفعالات النفسانية والنصب والتعب والأرق وعن الاستفراغ والجماع ويحتبس غذاؤه في عروقه فلا ينفذ والسمن له مضار أيضاً نذكرها فلا كالمعتدل فما دام السمن لا يحدث ضرراً فلا تكرهه فإن الحياة في الرطوبة لكنك يجب أن تحتاط أيضاً وتكره طريق الإفراط وإن لم تظهر آفة لأن آفته تصيب مغافصة وبغتة على ما يقال في موضعه وإذا يبست الأبدان والأهوية كان هزال .
فصل في العلاج


يجب أن تنظر ما السبب في هزاله من أسباب الهزال التي نذكرها فيعالج ويزال مثلاً إن كان الغذاء غير مولّد لدم غليظ قوي جعل ما يولده ولم يقتصر على ما يولّد دماً محموداً فقط فربما ولد رقيقاً متحللاَ .
وإن كانت القوة الجاذبة في الأعضاء كسلى حركت وقويت ونظر إلى سوء مراج إن كان فبدل والدلك مع الانتباه من النوم مما ينبه القوة الجاذبة .
وربما احتيج إلى منع الغذاء عن الجانب الآخر وجذبه إلى الجانب المهزول إذا اختلف الجانبان مثل أن تكون إحدى اليدين مهزولة والأخرى سمينة فيحتاج أن تعصب السمينة مبتدئاً من أسفل عصباً غير شديد الإيلام بل بقدر ما يضيق فقط ويمنع الغذاء عن النفوذ فيرجع إلى موضع القسمة ويجذب إلى الجانب الآخر وتنبيه الجاذبة بالدلك وخصوصاً بدهن مثل الزيت بقليل شمع مسخناً دلكاً غير محجف وكلما التهب العضو ترك ثم عوود كما يسكن .
وإن كانت المنافذ منسدة فتحت وإن كان البدن شديد الاكتناز ولذلك انسدت المسام أرخي بالترطيب والإسخان بالمسخنات من المتناولات والحركات البدنية والنفسانية إن كان البرد حصفه والتبريد والترطيب إن كان الحر كزّزه ولزّزه .
وأجود ما يسخن به العضو الذي لا يقبل التسمين لبرده أن يدلك ثم يوضع عليه محمر .
وإن كان السبب في الهزال الطحال عولج الطحال وإن كان الهزال للديدان قتلت وأخرجت كل بما ذكر في بابه ورفه ونعم وأوطىء اللين وأسكن الظل ونشط وعطر وسقي البارد فإن هذه تقوي القوة الطبيعية جداً فتحسن تصرفها في التغذية ودفع الفضول وذلك مبدأ أسباب السمن .


ومن المسمنات تناول الشراب الغليظ والطعام الجيد الكيموس القوية المتينة إذا انهضم مثل الهرائس والجوذابات والأرز باللبن والمشويّ من اللحوم لما يحتبس فيه من قوة اللحم فيولد لحماً صلباً وأما المطبوخ فإنه يولد لحماً رهلاً منفشاً غير ثابت ولحم البط مسمن ولحم الدجاج كذلك ولحم القبج بليغ فيه وكذلك اللبوب بالسكر والحمام بعد الطعام شدبد الجذب للغذاء إلى البدن مسمّن لكن صاحبه عرضة لسدد تحدث في كبده خصوصاً إذا كان طعامه طعام أصحاب الاستسمان ولذلك يكثر الحصى في كل من يبغي هذا وأولى من تكثر بهم هذه السدد والحصى من كان ضيق العروق خلقة وليس كل ذلك وهؤلاء إذا أحسوا بثقل في الجانب الأيمن سقوا المفتحات لسدد الكبد المعروفة وسقوا قبل طعامهم الكبر بالخل والعسل والسكنجبين البزوري حتى يزول الثقل وأجود الحمام ما كان على الهضم الأول وقد انحدر الطعام وعلى أن كل الطعام عقيب الخروج من الحمام بلا فصل من أسباب السمن .
ونِعمَ المسمن الحتام لأكثر الناس وخصوصاً الذين هم في حال كالذبول ويجب أن يكون الاستحمام على أول الهضم أعني إذا انحدر الغذاء عن المعدة إلا في أشياء بأعيانها .
وللمحرورين الدوغ المتخذ من رائب لم يحمض ومن حِيَل التسمين حبس الدم على العضو بعصب العضو الذي يوازيه في الجانب الآخر كما ذكرناه من قبل ويعصب ما تحت العضو مما يتعداه الغذاء إليه إذا كان سميناً أو غير مطلوب سمنه مثل السإعد إذا كان مهزولاً والكف سليم فيعصب عند الرسغ أو العضد إذا كان مهزولاً والكف والساعد سالم فيعصب عند المرفق من أعالي الساعد .


ومن المسمنات ما يتعلق بالرياضة وهو كلّ رياضة لينة بطيئة وكل ذلك معتدل بعد ذلك سريع خشن قليل معتدل في الصلابة واللين وخصوصاً الدلك كما نبيّنه إلى أن يحمر الجلد وبعد ذلك يرتاض باعتدال ويستحم استحماماً قصيراً ثم يمسح بدنه ويدلك الدلك اليابس ثم يستعمل اللطوخات المسمنة وتبديل الماء والهواء من أحد ما يجب أن يراعى فربما ومن المسمّنات : لطوخات تستعمل بعد تحريكات الأعضاء وتحميراتها مثل الزفت وحده إن كان شديد السيلان أو مذاباً في دهن بقدر ما يسيله للطخ وقد يستعمل وحده على جلدة تدنى من النار حتى يذوب ثم يلصق ويرفع إذا جمد فإنه يجذب الغذاء إلى العضو ويحبسه فيه وينبّه القوة الجاذبة ويزيل برداً إن كان بسبب ضعف قوّة أو انسداد مسام في الجلد ويعطيه لزوجة وثخونة ويسدّ عليه المسام فيبقى ريثما يستحيل جزء من العضو ولا يتحلل ويجب أن يستعمل في الصيف مرة في اليوم الذي يستعمل فيه وفي الشتاء مرتين وينظر في أخذه عن العضو وتركه عليه سرعة تحمره وتنقحه له أو بطء ذلك فإنّه إذا أسرع في ذلك فلا تبالغ في تركه عليه بل اقلعه سريعاً بل ربما كفى أن تقلعه إذا ألصقته حاراً فبرد .
وقد ينفع أن تقدّم على الزفت دلك سريع خشن صلب ثم يطلى أو ضرب بقضيب خيزراني مستو غير أعجر وخصوصاً مدهوناً ضربات حتى يحمرّ وينتفخ ثم يمسك فإن الزيادة في الدلك والضرب تحلل ثم ألصق الزفت مسخناً باعتدال عند النار فإذا جمد وبرد أخذ منه اختلاساً دفعة .


والأجود أن يصب عليه قبل الزفت ماء إلى حرارة ولذع ما ثم يزفت والمياه الكبريتية والقفرية جذابة أيضاً للغذاء إلى الظاهر قال " جالينوس " : قد رأيت نخاسا سمن بهذا التدبير غلاماً أزل ومن كره الزفت استعمل بدله دهناً من الأدهان المسدَّدة مع حرارة ما وإن استعمل الماء البارد واحتمله على البدن كله أو على العضو فعل وأجود الأوقات لذلك وقت عمل اللطوخ في المجذوب فتكاد القوّة تحيله دماً ولا يجب أن يهرب من العلاج إذا أطيل فلم ينجح بل يجب أن يواظب على ذلك بالخرق وصبّ الماء الحار ثم بالدلك باليد " ثم الزفت وربّما احتيج أن يجذب الدم بغير الدلك بل بالأدوية المحمرة مثل العاقرقرحا والكبريت ومثل الثافسيا ومن الأعضاء أعضاء تحتاج في تسمينها إلى غذاء كثر من المعتاد لأنه قد يتحلل منها أكثر من المعتاد ويحتاج للسمن إلى فضل باقٍ لا سيما والدلك قد يحلل .
ولنورد الآن الأدوية المتناولة والحقن .
أما المتناولة فالغرض فيها من قوى الأدوبة الهضم وحبس الغذاء في " المعدة وفي الأمعاء قليلاً بقوة ماسكة وتنفيذه في العروق إلى جهات الكبد وتفعله المدرات المعتدلة وخصوصاً إذا شربت في الطعام وبعده بمدّة يسيرة ثم تحتاج إلى إجماده في العضو وتفعله المبردة والمخدرة كالبنج ونحوه والخاصية وهي أجل القِوى من ذلك للمعتدلين .
ترتيب جيّد : يؤخذ اللوز والبندق المقشَر وحبّة الخضراء والفستق ؤالشهدانج وحبّ الصنوبر الكبار ويعجن بعسل وببندق بنادق جوزدة ويؤخذ منها كل يوم خمس جوزات إلى أيضاً دواء جيد يسمن ويحسّن اللون : يؤخذ مكوك دقيق سميذ وخمس أواقي عنزروت يلتان بسمن البقر لتّاً روياً ويتخذ منه أقراص وتؤكل بالغداة والعشي أو يؤخذ لوز وبندق مقشّر وحبة الخضراء وسمسم وخشخاش بالسوية كسيلا نصف جزء فانيذ مثل الجميع يستفّ كل غدوة وعند النوم إلى وزن عشرين درهماً .


ترتيب " للكندي " : يؤخذ ربع كيلجة بالملجم من الخروع المقشّر فينعم سحقه ويصب عليه رطلان من اللبن الحليب ويعجن جيّداً بدقيق البر ما يحتمله ويقرَص منه أقراص برازدحية كل قرص أوقية ونصف ويخبز ويجفف ويؤخذ منه كل يوم قرصان مدقوقان .
تدبير جيد منه : للهزال الكائن بسبب الطين وسدد نواحي الكبد والصفار أيضاً : يؤخذ الزبيب الجيّد ويصبّ عليه أربعة أوزانه ماء ويطبخ إلى النصف ويطرح على كل قفيز من الزبيب وزن رطلين من خبث الحديد وكفّ من النانخواه وكف من السكر وكف عن الصعتر فإذا نش وعلى يومين أو ثلاثة صفي وشرب منه على الريق مقدار رطل وبعد ثلاث ساعات يأكل خبزاً بكامخ كبر وكراث ويشرب عليه النبيذ القوي قدر رطل ثم إذا مضت سبع ساعات أكل اللحم السمين وشرب عليه النبيذ القوي إلى ثلاثة أرطال فإن هذا يفعل في أقوياء المراج منهم فعلاً عجيباً ويحسن اللون .
أو يؤخذ الكثيراء وبزر الخشخاش والكوزكندم والبهمن والكِبَر والكهرباء والزرنباد والمغاث من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف يُدَقّ ويقلى في السمن ويُلقى على وزن منوين من سويق الحنطة ويؤخذ كل يوم من الجميع إلى ثلاثين درهماَ ويطبخ منه حسو بلبن وسمن وسكر يتحسّى ويستحم بعده استحماماً خفيفاً .


أو يؤخذ من المغاث خمسون درهماً ومن الخربق عشرون درهماً ومن الكثيراء أربعون درهماً ومن الزرنباد ثلاثون درهماً ينخل ويؤخذ مثل ثلث الجميع خبز السميذ ومثل ثلثه أيضاً لوز مقشَّر ومثل ثلثه أيضاً سكر سليماني يؤخذ منه في كل يوم وزن عشرين درهماً في لبن النعاج وعصير العنب من كل واحد رطل يتخذ منه حسواَ ويتحساه وتفاريق المسمنات المعتدلة هي اللبوب والأدقة والكوزكندم والكسيلا خصوصاً مع سويق فإنه مع ذلك يكسر نفخ السويق وحب السمنة لكنه بطيء في المعدة والمغاث والزرنباد والبهمنان وجميع ما يحرِّك المني من مثل البلبوس والكرسنة واللوبياء ومما يجري مجرى الخواص أن يؤخذ دود النحل وييبس ويدق ويخلط منه شيء بالسويق ويسقى منه .
ومن ذلك للمحرورين : ومن التدبير الجيّد للمحرورين أن يؤخذ دوغ الرائب الحلو الذي لم يشتذ جموده ولا حمض بل أخذ ونزع دسمه ليكون أنفذ وأخف فيسقاه المهزول قدر نصف رطل ويمكث عليه ثلاث ساعات حتى يستمريه ثم يسقى مثله كرة أخرى ويدافع بالطعام إلى العشي ويكون غذاؤه الفراريج المسمنة وإن احتمل أن يشرب الشراب الرقيق الأبيض فعل وإن استحم قبل العشاء على ذلك وقد شرب قدحاً نبيذاً رقيقاً صافياً ثم خرج وتعشى كان أجود .
أخرى : يؤخذ حمص وينقع في لبن البقر يوماً وليلة وإن جدد عليه اللبن وربي فيه أكثر من ذلك جاز ويؤخذ من الأرز المغسول الأبيض ومن بزر الخشخاش المدقوق ومن الحنطة والشعير مهروسين من كل واحد وزن ثلاثين درهماً ومن خبز السميذ المجفف والسكر الأبيض من كل واحد وزن ثلاثين درهماً ومن اللوز المقشَر وزن خمسين درهماً يجمع الجميع ويطبخ منه كل يوم وزن ثلاثين درهماً بلبن حليب أو ثمن وسمن ويشربه ويستحم بعده في الابزن قمر ما يتحلل .
أيضاً : أو يؤخذ رطل لبناً حليباً ورطل ماء يغلى بالرفق حتى يذهب الماء ويلقى عليه أوقية فانيذ وأوقية سمن البقر ودهن الحل ويغلى غلية ويتحسى .


أيضاً : أو يؤخذ دقيق الحمص والباقلاء والشعير والأرز أجزاء سواء عدس مقشًر خشخاش أبيض ماش مقشر من كل واحد نصف جزء حنطة مرضوضة سمسم مقشر نصف جزء سكر جزأين يتخذ حساء بلبن النعاج ويتحسى غدوة .
أيضاً : أو يؤخذ البنج ويطبخ في الماء طبخاً جيداً ويصفى عنه الماء بقوة ثم يجفف في الظلّ ويجعل في وسط عجين ويخبز في التنور على آجرة فإذا احمر العجين كأنه بسرة أخرج وسحق وألقي مثقالان في رطل من الفتيت المتّخذ بالسمسم والخشخاش ويتناول منه غدوة وعشية ثلاثة كفوف .
دواء عجيب : يؤخذ البنج ويغسل بالماء بعد أن ينقع فيه يوماً وليلة ويجفف ويلت بسمن لتاْ روياً ويقلى قدر ما ينسحق ويلقى عليه أربعة أمثاله لوزاً مقشراً أو مثله جوزاً ومثله سكراَ ويؤخذ منه عند النوم وزن خمسة دراهم وهؤلاء يسمنهم الكاكنج وعنب الثعلب والخس والتوت ولحم القبج والمبالغون في الهزال مفتقرون إلى معالجة مرطبة ذكرناها في باب الدق وفي باب يبس المعدة فارجع إليها وهؤلاء أيضاً ينبغي أن يطلوا بالزفت كل أربعة أيام أو ثلاثة على النحو المعلوم .
ومن ذلك للمبرودين : قمحة للمبرودين : يؤخذ خربق أبيض تودريحان بزر الخشخاش الأبيض من كلّ واحد وزن درهمين بورق حبّ الصنوبر من كلّ واحد ثلاثة ثلاثة حبّ السمنة أربعة سورنجان بزر البنج عاقرقرحا خولنجان بهمن أبيض من كل واحد درهم كسيلا خمسة دراهم الحنطة البيضاء مكوك واحد تنقع الحنطة في اللبن حتى تربو ثم تجفف في الظل وتقلى وتسوق ويخلط الجميع ويلقى عليه من سمن البقر عشر مغارف ويسقى منه كل بكرة عشرة وكل عشية عشرة ويشرب عليه اللبن آخر معروف : يوخذ حرف أبيض ودقيق الحمص ودقيق الباقلا والنانخواه من كل واحد جزء كسيلا جزأين كمون كرماني وفلفل من كل واحد نصف جزء يسحق ويعجن ويخبز في التنورويجفف ويخلط بمثله خبزاً سميذاَ مجففاً ويتّخذ منه كل يوم حساء بلبن أو يجعل في مرقة فروج سمين ويتحسى قبل الطعام .


شراب لهم : يؤخذ من الكسيلا خمسة دراهم ويترك على رطلين من الشراب الطيب الذي لا حموضة له البتة ويشرب منه ثلاثة أقداح غدواً وعشياَ وعند النوم في كل حال قدح وينفع أن يتبع بالسويق واللعبة البربريه في السويق شديدة النفع لهم تسخنهم وترطبهم لكنها شديدة الحرارة .
ومن ذلك لأصحاب اليبس يعالجون بعلاجهم من المرطبات المعلومة وتدبير المدقوقين ثم تدبر الذي جلب الحر يبسه بتدبير المحرورين والذي صحب يبسه برد تدبير أصحاب الدِق الهرمى .
وأما الحقن فكل حقنة مسمنة للكلى كلبن النعجة ونحوه وخصوصاً إذا حل فيها من البارزد شيء ومنها مركبة قد ذكرت في أبواب الباه ونذكر منها واحدة .
ونسختها : يؤخذ رأس شاة سمينة فتنظف ثم تدق جيداً ويجمع إليه نصف رطل ألية ورطلان لبناً ويؤخذ من الحنطة والأرز والحمص المهروسة من كل واحد ربع رطل بعد أن يكون قد جمع ذلك كله وهرى إلى الماء وصفي ويصب هو وماؤه أيضاً على الأخلاط الأخر ويعاد الجميع إلى الطبخ في التنور حتى يتهرى الرأس أيضاً ويصفى الجميع ويؤخذ من المرق ثلاث أواق ومن الدسم أوقيتين ومن دقيق اللوز والجوز من كل واحد أوقية ويحتقن به وينام عليه .
فصل في تسمين عضو
كاليد أو الرجل أو الشفة أو الأنف أو القلفة أو القضيب الممكن في ذلك ما يختص بذلك العضو وليس ذلك من جهة المأكول والمشروب فإن ذلك عام للبدن بل من جهة جذب الغذاء إليه وحبسه عليه وتحويله إلى طبعه وذلك كما علمت بالدلك المحمر بالخشونة وبالأدوية المحمرة ثم بالدلك الذي هو أقوى ويصب الماء الفاتر ثم يطلى الزفت وقوم يجعلون العلق البرية وهي الدود الحمر في قوة الزفت وقد علمت في أول الأبواب كيف يستعمل الزفت ويعينك على ذلك توجيه المادة إليه بسد الطريق عنه إلى غيره أو عن مقسم الغذاء إلى غيره وقد عرفت جميع ذلك وبعض الأعضاء تختص به أعمال من أعمال الحديد مثل : الشفة والأنف والأذن .


وقد قيل في غير هذا الباب إذا كانت الشفة والأنف ناقصين فيجب أن يبط الوسط ويكشط
فصل في عيوب السمن المفرط
إنّ السمن المفرط قيد للبمن عن الحركة والنهوض والتصرف ضاغط للعروق ضغطاً مضيقاً لها فينسد على الروح مجاله فيطغى كثيراً وكنلك لا يصل إليهم نسيم الهواء فيفسد بذلك مراج روحهم ويكونون على حذر من أن يندفع الدم منهم أيضاً إلى مضيق فربما انصدع عرق بغتة انصداعاً قاتلاً .
وفي مثل هذه الحال والحال التي قبلها يحدث بهم ضيق نفس وخفقان فليتدارك حينئذ حالهم بالفصد وهؤلاء بالجملة معرضون للموت فجأة .
وبالجملة فإن الموت إلى العيال البالغين فيه أسرع وخصوصاً الذين عيلوا في أول السن فهم دقاق العروق مضغوطوها وهم معرضون للسكتة والفالج والخفقان والذرب لرطوبتهم ولسوء النفس والغشي والحميات الرديئة ولا يصبرون على جوع ولا على عطش بسبب ضيق منافذ للروح وشدة برد المزاج وقفة الدم وكثرة البلغم ولن يبلغ الإنسان المبلغ العظيم من العبالة إلاّ وهو بارد المزاج ولذلك هم غير مولّدين ولا منجبين ومنيهم قليل .
وكذلك العبلات من النساء لا يعلقن وإن علقن أسقطن وشهوتهن أيضاً ضعيفة هؤلاء جميعهم إذا عولجوا بالأدوية لم تكد الأدوية تنفذ في عروقهم إلى أعضائهم الآلمة وإذا مرضوا لم يحسوا به بسرعة لأن حسهم ضعيف وفصدهم صعب وفي إسهالهم خطر فربما حرك أخلاطهم فلم يمكنها أن تنفذ في العررق راجعة لانضغاطها فربما أتلف ذلك فإن عملوا شيئاً أوهنهم لأن حارهم الغريزي ضعيف لأن مكانه ضيق وقد ذكرنا أن الفاصل هو المعتدل وخصوصاً في الشبيبة والعبالة المتوسطان وإن كدت وأضعفت عن الحركة فإنها بما يصحبها من الدلائل على الرطوبة مبشّرة بطول العمر .
فصل في التهزيل
تدبير الهزال هو ضد تدبير التسْمين وهو تقليل الغذاء وتعقيبه الحمّام والرياضة الشديدة مع تبعيد وجعله من جنس ما لا يغذو أو من جنس ما غذاؤه يابس أو حريف أو مالح مثل العدس والكوامخ والمخللات .


وليكن خبزهم الخشكار وخبز الشعير ولتكثر التوابل الحارة في طبيخهم ومما يعين على تقليل غذائهم أن يجعل غذاؤهِم المذكور مع ما وصف دسماً جداً ليشبع بسرعة خاصة إياهم فإن شهواتهم ضعيفة .
وليكن طعامهم وجبة وليعن بتحليل مادة إن اجتمعت منه وتعين عليها شدة خلخلة البدن منهم بالرياضات العنيفة وتخشين الملبس والمضجع وتبديل الماء البارد إلى الحار والهواء البارد إلى الحار والتكشف دائماً للبرد لتنقبض المسام وتنسدّ ويتحصف البدن للقشعريرة فلا يقبل الغذاء ويمنع التحلل المعتدل الذي هو مقممة الانجذاب لما وراءه فإن كان صيفاً كشف للحر حتى يكثر تحلله فيتحلل فوق ما ينجذب إلى العضو والاستفراغات والقيء إذا كانت غير معتدلة .
فإن القيء إذا كان معتدلاً قبل الطعام وبعده أسمن لكن الكثير يهزل وإحالة المزاج إلى ضد المزاج الفاعل للسمن إن كان برداً فبتسخين وإن كان حرارة معتدلة فبإمالة إلى البرد أو الحرّ المفرط .
وفي أكثر الأمر فإن من أنفع الأشياء لأكثر من يفرط في السمن ويكون مثل ذلك عن البرد هو استعمال الأدوية الملطفة وهذا أيضاً للحار نافع ويجب أن يحمل عليهم بالرياضات العنيفة وبالاستفراغات فإنها تفعل في الأخلاط ثلاثة أفعال كل فعل منها يعين على التهزيل من ذلك ترقيق الخلط فيهم وإبعاده عن الانعقاد وتعريضه للتحلل ومن ذلك أنها تدرّ وتحرّك الأخلاط إلى غير جهة العروق ومنها أنها تفيد الدم كيفية حادة غير حبيبة إلى القوة الجاذبة .


والأدوية الملطفة في أكثر الأمر هي الأدوية المستعملة في أوجاع المفاصل وهي القوية جداً في إدرار البول ليست المعتدلة التي إذا خالطت توجهت بالغذاء إلى العروق ولم تقدر على توجيه المواد إلى رواضع العروق ولا إلى ناحية البول أخذاً عن جهة العروق اللهم إلا أن يسقى وقد وقع الهضم الثاني فترد على الكبد وهناك يبتدىء أول فعلها بل القوي الذي يبقى مميزاً جذاباً للأخلاط إلى غير جهة العروق فيجوع العروق ويفعل سائر الأفعال وهذه الأدوية أيضاً تحرّ الطمث بقوة فتعين عن التهزيل في النساء وهذه الأدوية مثل : الجنطيانا وبزر السذاب والزراوند المحرج والفطراصاليون والجعدة وللسندروس قوة مهزلة جداً ضد قوة الكهرباء واللك له في ذلك خاصية قوية أيضاً .
وكذلك بزر الكرفس والزاج مهزل قوي لكنه خطر والمرزجوش كذلك .
صفة دواء مركب : يؤخذ زراوند مدحرج وزن درهم قنطوريون دقيق ثلثي درهم جنطيانا رومي وجعدة وفطراساليون وملح الأفاعي من كل واحد ثلاثة دراهم وهو شربة .
دواء قوي : يؤخذ أصل قثاء الحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير ويستف من
الجملة وزن درهم .
وأيضاً يؤخذ من بزر النانخواه وبزر السذاب والكمون بالسوية ومن المرزجوش اليابس والبورق من كل واحد ربع جزء ومن اللك جزء الشربة كل يوم مثقال ومن الأدوية الملطفة الخل والمري وخصوصاً على الريق إلا أن من كان به ضعف عصب ومن بها آفة في الرحم فليجتنب الخل وشرب الشراب كل الريق قد يهزل أيضاً بما يحلل وبما يملأ العروق بخاراً إذا كان ما شرب كثيراَ فلا تقبل العروق داخلاً آخر عليها من الطعام .
وكذلك الأدوية الملينة للطبيعة فإنها تصرف الغذاء عن العروق وإذا استعمل كثيراً صارت القوة الجاذبة كسلى واعتادت العروق التخلية عما يتوجه إليها عند أدنى حركة من الأخلاط إلى الأمعاء وإذا تظاهرت الأدوية الملينة للطبيعة والملطفة المدرّة لم يتوجه إلى العروق كثير شيء .


ومن الأدوية المنحفة الترياق واستعماله وملح الأفاعي ودواء الكركم والكموني والفلافلي والشجرينا والانقرديا ودواء اللك والأتاناسيا والأمروسيا والاطريفل الصغير .
وأما أطليتهم فيجب أن تكون إما من جنس ما يبرّد ويخدر القوة الجاذبة ويكون فيه سمية كالشوكران والبنج وإما من جنس ما يحلّل تحليلاً شديداً مثل الأدهان والمروخات القوية التحليل ويجب أن يكون استحمامهم على الريق ويكون هوائياَ معرقاً لا مائياً مرطباً وإن كان مائياَ فمحللاً يدوم فيه لئلا ينتج منه الجذب المفرد دون التحليل ثم لا يبادر إلى الأكل عليه بل يصبر وينام عليه أو يتحرك ويرتاض ثم يستفرغ ثم يأكل شيئاً طفيفاً وكذلك يجب أن يكون دلكه دلكاً محلّلاً متوالياً .
فصل في تهزيل أعضاء جزئية
مثل الثدي والخصية واليد والرجل ونحو ذلك نرجع في هذا التدبير أيضاً إلى الأحوال والشروط التي قيلت في التهزيل المطلق ويعان بمعينات تختصّ بها تعين على ذلك مثل تسكينها وتبريدها وعصب مسالك الغذاء إليها وشد الرباطات وإدامتها على تلك المسالك دونها وجذب الغذاء إلى مقابلها .
ومن الأطلية التي تمنع الخصي عن الكبر والاثداء عن العظم دواء بهذه الصفة ونسخته : أن يؤخذ فيموليا وإسفيذاج الرصاص ويخلط بعصير البنج ودهن الآس ويستعمل مروخاً أو يدام طليها بحكاكة حجر المسن بعضه على بعض بخل أو بعصارة البنج وكذلك كثرة الطلاء بالشب كل يوم أيضاً أو أن يِؤخذ طين جزء وعفص أخضر فيسحقان ويطليان بالعسل يوماً ثم يغسل بالماء البارد يفعل ذلك في الشهر ثلاث مرات ويخصّ الثدي أن يِشد عليه كموناً مسحوقاً معجوناً بالخل يضمّد به الثدي ويترك عليه خرقاً مبلولة بالخل ثلاثة أيام ثم يحل ويتبع ببصل السوسن الأبيض ويشدّ ولا يحل ثلاثة أيام آخر يفعل ذلك في الشهر ثلاث مرات ولنتكلم الآن في علل الأظفار .
فصل في الداحس


الداحس ورم حار خراجي يعرض في جانب الظفر وهو صعب شديد الإيلام وقد يتقرح ويؤدي إلى التأكل وربما سال من متقرّحه مدة رقيقة منتنة ويكون في ذلك خطر للأصبع وكثيراً ما تحدث الحمّى .
فصل في العلاج
إن احتيج إلى فصد وإسهال فعل ولا بد من تلطيف الغذاء وتبريده ويجب أن يجري في العلاج مجرى سائر الأورام أعني في مراعاة حال الابتداء والتزيّد والانتهاء والانحطاط على ما علمت وأما الأدوية الموضعية له ففي الابتداء يجب أن يغمس في الخل الحار فقد وصف " جالينوس " أنه شديد المنفعة للداحس ولا شك أنه في الأول أنفع وخصوصاً مع نخالة أو سويق شعير والمرهم الكافوري المتخذ بالكافور .
وإذا عجن الأفيون بلعاب بزرقطونا المستخرج بالخلّ نفع جداً والتضميد بالعفص .
المدقوق المسحوق ربما ردعه وكذلك وسخ الأذن مع الحض ربما منعه أن يجمع والحضض أيضاً نافع جيد وكذلك السماق وبرادة العاج والأقاقيا يستعمل أيها كان بالسكنجبين ضماداً .
وكذلك العفص المعجون بعسل فانه مما يمنع استحكامه ويغمس دائماً في الماء البارد ويسكّن وجعه بالأفيون فإنه عجيب ولعاب بزرقطونا حينئذ نافع أو يؤخذ عفص وقشور الرمان الحامض وتوبال النحاس وتين يابس بالسوية يعجن بعسل أو برب العنب أو بالجلاب ويشد عليه ولا يقرب دهناً ولا رطوبة إذا خفت تقرّحاً وأصل السوس والكندر المسحوق وحده ومع غيره وحبّ الآس مطبوخاً برب العنب ربما ردعه .


دواء مبرىء للداحس : يؤخذ الصبر والجلنار والكَندر والعفص ويجمع بعسل ويستعمل ولا يجب أن يقام على المبردات فإنها إذا جاوزت الوقت أول الابتداء كثفت الجلد وحصرت المادة واشتد الوجع ولا تلتفت حينئذ إلى ما يحس من الحرارة وإن كانت كالنار بل حلل وجفف وربما نجح الغمس في دهن مسخن والصبر عليه وفي الوسط يسحق الكندر ويوضع عليه أوزنجار الحديد والشونيز أيضاً مسحوقاً وأياً اللعابات الملينة والشحوم وكذلك أقراص أنذرون وموساس ووسخ الأذن جيد له قبل الجمع وإذا أخذ في النضج فضع عليه بزر المرو وبزر القطونا باللبن وفي قرب الانتهاء والجمع يجب أن يحرق الملح ويعجن بالزيت ويوضع عليه فإنه يسكّن وجعه فإذا تمّ الجمع فليبط بطأ لطيفاً صغيراً ليخرج ما فيه وليضمد عند آخراج ما فيه بالقوابض مثل : العدس والجلنار والورد ومثل سويق النبق وسويق التفاح وسويق الزعرور وبعد ذلك دقيق الترمس بعسل .
وإذا تقرح في ن الصبر من أفضل علاجاته وكذلك الكنمر بالزرنيخ ومرهم الزنجار مخلوطاً بمرهم الاسفيذاج والأنزروت يغشى ذلك بخرقة مشربة شراباً ويجب حينئذ أن يبرى اللحم من الظفر من كل ناحية ويقطع ما ينخس اللحم من الظفر .
مرهم جيد ذكره " فولس " : يؤخذ زاج محرق وكندر جزءاً جزءاً زنجار نصف جزء يسحق بالعسل ويستعمل .
وأيضاً مرهم بهذه الصفة يؤخذ : قشور الرمان الحامض العفص وتوبال النحاس وزنجاره يخلط بالعسل ويلطخ ويشدّ ولا يمسّ الموضع ماء ولا دهن مرهم جيد : يؤخذ الزاج المحرق والكندر من كل واحد جزء زنجار نصف جزء يجمع بالعسل ويوضع عليه وربما احتيج عند خوف التأكل إلى استعمال فلدفيون من زرنيخ وزاج وزنجار ونورة فإنه يجففه ولا أفضل منه وإذا جعل يسيل من الداحس المتقرح مدة فأكوِ أو إقطع لئلا تفشو غائلتها في الأصبع كلها وكأنا قد كنا تكلمنا في الداحس مرة .
فصل في آذان الفار وتشقّق الأظفار


وتقشّرها وجربها قد تعرض هذه الأعراض بسبب يبس ومزاج سوداوي وما كان من تشقّق الأظفار إلى أجزاء حادة فيتعلق باللحم وينخس ويؤذي فيقال له آذان الفار .
وأما علاجه فلا بد فيه من تنقية البدن بالاستفراغ للخلط السوداوي إذا كان غالباً والأدوية الموضعية أن يطلى بالأشراس مع ملح العجين ودردي الخمر أو يضمد ببصل الفار المشوي وخصوصاً مع دهن الخلّ أو بزر الكتان والحرف ضمّاداً يشدّ عليها بالعسل والحرف والملح مدقوقين ينفع من ذلك ويقلع الشظايا أو يطلى بالأشراس والخلّ أو يطلى بالأشراس والملح ودرديّ الخمر وهذه تنفع من الجرب والتقشّر وكذلك المصطكى مذاباً مع ملح جريش وأهال شحم الضأن ينفع من جرب الأظفار .
فصل في التشنّج والتعقّف والتجذّم
الذي يعرض للظفر هذه العلة تعرض أيضاً للأظفار في الاكثر من السوداء فتقلبها وتشنجها وتعقّفها وتجذمها وكثيراً ما يكون سببها قالعاً من القوالع معرّض للظفر فلما أراد أن يثبت ثباتاً جيداً لم يرفق به ومسّ كثيراً وأولم فخرج ما خرج على هيئة رديئة واستمر في التولّد على تلك
الجملة إذ كان ما يأتيه من الغذاء يأتيه فلا يجد فيه نفوذاً ومنه تحللاً على الوجهين الطبيعيين فيتراكم في أصل الظفر ترإكماً يصير له المدد كالأصل وكثيراً ما يعالج المتقوس والمتعقف بشحم سبعة أيام ثم يحكّ بزجاجة ثم يعاود حتى يستوي وكثيراً ما يتقلع الظفر لسقطة فيشتدّ الوجع ويورث الحمّى .
فصل في العلاج
الذي سببه السوداء فلا بد من استفراغها إن كانت عامة للبدن وكانت الأظفار كلها قد صارت كذلك وإصلاح الغذاء من أوفق الأشياء لذلك ومن شرب الشيرج وأدمنه استوت أظفاره .


وإن كانت السوداء تختص بظفر واحد فيجب أن يعالج بالمعالجات الموضعية والمعالجات الموضعية لذلك منها ما يليّن الظفر ويهيئه للقشر والتسوية مثل استعمال نورة والزرنيخ عليه فيصير بحيث يتجرّد بالسكين إلى أي قدر شئت وكذلك كثرة تضميده بثفل الفقاع فإنه يسهّله للتسوية وكذلك إن احتملت اليد سخنته بالشمع وسويته وصمغ السرو ضمّاد جيد لتليينه وبزر الكتان أيضاً جيد للتشنج وإهال شحم الضأن إذا مدّ عليه أياماً وترك يلينه فإن لم يكن أعيد عليه مراراً إلى أن يلين ويتهتأ للتسوية .
فصل في حيل قلع الظفر الرديء
في هيئته وفي لونه وسائر عيوبه لينبت بدله ظفر جيد يؤخذ صمغ السرو ويضمّد به الظفر الخبيث الموجع أياماً ليلين ثم يغرز أصله بإبرة ويسيل منه دم كثير ثم يشدّ عليه ثوم مدقوق يوماً وليلة ثم يجدد عليه الثوم في اليوم الليلة مرتين فإنه يسقط وإدامة تضميده أيضاَ بالزبيب ربما هيأه للسقوط بأدنى تدبير وخصوصاً إذ خلط به الجاوشير أو كبريت مسحوق بشحم .
ومن الأدوية القوية لقلع الظفر الكبيكج وأيضاً دبق البلوط والثافسيا والزرنيخ والفراريح يجمع بالخلّ ويدام تضميدها به ويحل في كل عدة أيام وأيضاً الزرنيخان والكبريت الأصفر وعلك البطم يتخذ منه ضمّاد بالخل يحلّ في أسبوع .
فصل في مراعاة ما ينبت
يجب أن يحتال حتى يكن ويوقى عن المس باليد والهواء وغير ذلك وينسى وأوفق ما أعرف لذلك أن يتخذ شيء يشدّ على الأنملة كالقلنسوة من فضة وفيها تشبّك وخرق لئلا يمنع الهواء أصلاً فإن وجب منع الهواء عنه لحرّ أو برد أو غيره ستر بشيء آخر ويجب أن يكون شكل هذه القلنسوة الشكل الذي يتجافى عن ملاقاة الأصبع من جهة الظفر إذا شدت عليه ويلاقى من جهات أخرى وينسى على الأصبع مدة أشهر فإنه ينبت حينئذ ظفر أجود ما يكون .
فصل في البرص الذي يكون على الأظفار


يؤخذ جوز السرو ويدقّ ويخلط بخلّ ودقيق وخصوصاً دقيق الترمس ويضمّد به فيقلع البرص وكذلك بزر الكتان بالحرف وكذلك الدردي المحرق مخلوطاً بالزرنيخ الأحمر والراتينج والزفت الرطب عجيب في ذلك خصوصاً مع الزرنيخ الأحمر أو مع جوز السرو وغراء السمك عجيب بالغ وأصل الحماض أيضاً طلاء بالخل .
فصل في الصفرة التي تعرض للأظفار
فصل في رضّ الأظفار
يضمد أولاً بورق الآس أو ورق الرمان اللين ثم الملينات فإن كان حدث لرؤوس عصبها المنتهية إليها انتشار استعمل عليها الشحوم المعروفة والقيروطيات الملينة .
فصل في موت الدم تحت الظفر
عن رضة وقعت يعالج بدقيق مخلوط بزفت يضمّد به وإن لم يغن بل احتيج إلى عمل اليد يجب أن يشق الظفر بالرفق شقا متورباً بآلة حادة حتى يخرج الدم تحته فإن عرض من ذلك أن انقلع الظفر أسلت وإن كان هناك صديد أزعجت الظفر أو شققته برفق ورددت وشددت ولا تسر اللحم فيهيج وجع عظيم أعظم من الداحس بل غطّه به وانطل على الظفر الماء والدهن الفاتر وضع عليه من بعد وبآخرة مرهم الباسليقون .
الكتاب الخامس الأدوية المركبة والأقراباذين
المقالة العلمية
الحاجة إلى الأدوية المركبة إنه قد لا نجد في كل علّة خصوصاً المركبة دواء مقابلاً لها من المفردات ولو وجدنا لما آثرنا عليه بل ربما لم نجد مركّباً نقابل به مركّباً أو نجده إلا أنا نحتاج إلى قوة زائدة في أحد بسيطيه فنحتاج إلى أن نضيف إليه بسيطاً يقوي قوته كالبابونج فإن فيه قوّة تحليل أكثر وقوة قبض أقل فتشتد قوة القبض بدواء بسيط قابض تضيفه إليه وربما وجدنا دواء مفرداً مسخناً ولكن حاجتنا ماسة إلى سخونة أقل منها فنحتاج أن نضيف إليه مبرداً أو أكثر منها فنحتاج أن نضيف إليه مسخناً آخر وربما نحتاج إلى دواء يسخّن أربعة أجزاء ولم نجد إلا ما يسخن ثلاثة أجزاء وآخر يسخّن خمسة أجزاء فنجمع بينهما راجين أن يحصل من
الجملة مسخّن لأربعة أجزاء .


وربما كان الدواء الذي نريده بالغاً فيما نريده لكنه ضار في أمر آخر فنحتاج إلى أن نخلط به ما يكسر مضرته وربما كان بشعاً كريهاً عند الطبع تعافه المعدة فتقذفه فتضيف إليه ما يطيبه وربما كان الغرض فيه أن يفعل في موضع بعيد فنخاف أن تكسر قوته الهضم الأول والهضم الثاني فنقرنه بحافظ غير منفعل يصرف عنه عادية الهضمين حتى يبلغ العضو المقصود سالماً كما يوقع الأفيون في أدوية الترياق .
وربما كان الغرض فيه البذرقة كما يلقى الزعفران في أقراص الكافور حتى يبلغها القلب لكنها إذا بلغت القلب عمدت القوة الدميزة بتفريق قوى التحليل والقبصْ كان الدواء طبيعيأً أو معمولاً فيسرح المحلل إلى نفس العضو الألم فيحلل المادة والرادع إلى مجاري المادة فيمنع المادة وربما أردنا دواء يلبث في ممره قليلاً حتى يعمل هنْاك عملاً فائقاً كثيراً ثم يكون ذلك الدواء سريع النفوذ فنركبه بمثبط مثل كثير من الأدوية المفتحة فإنها سريعة النفوذ عن الكبد .
وربما كانت الحاجة ماسة إلى لبث منها في الكبد فنخلط بها أدوية جاذبة إلى ضد جهة الكبد كبزر الفجل الجاذب إلى فم المعدة فيتخير الدواء قدر ما تصل منفعته إلى الكبد ثم ينفذ . وربما كان الدواء الذي نجده مشتركاً لطريقين وغرضنا في طريق واحد فنقرن به ما يحمله إلى ذلك كما نجعل الذراريح في الأدوية المدرة المفتّحة ليصرفها عن جهة العروق إلى جهة الكل واعلم أن الكثير من الأدوية معملاَ وموقعاً وربما قصد به معمل أبعد من موقعه فنحتاج إلى مطرق وربما قصد به معمل أقرب من موقعه فيحتاج إلى مثبط .
واعلم أن المجرب خير من غير المجرّب والقليل الأدوية خير من كثيرها في غرض واحد .


أما السبب في أن القليل الأدوية خير من كثيرها فقد شرح في صدر الكتاب الثاني وأما السبب في أن المجرّب خير فهو أن كل دواء مركب فله حكم من بسائطه وحكم من جملة صورته وغير المجرّب إنما يفيد من اعتبار بسائطه فقط ولا ندري ما يوجبه مزاجه الكائن عنها هل هو زائد في معناها أو غير زائد وهو مناقض والمجزب يكون قد تدقق منه الأمران ولربما كانت العائدة في صورته المزاجية أكثر من المتوقّع من بسائطه .
فصل في كيفية التركيب
اعلم أنه إذا عرض لك أربع حوائج ولم تجد لها دواء في الطبع إلا المصنوع مثل أن تحتاج إلى استفراغ السقمونيا وشحم الحنظل والصبر والتربد فتريد أن تجمع هذه ليكون ذلك دواء جامعاً فانظر فإن كانت الحاجة إليها وإلى أعمالها بالسوية وهي أربعة أدوية فخذ من كل واحد ربع شربة وركب وإن لم تكن الحاجة إليها بالسوية بل إلى بعضها أكثر وإلى بعضها أقل فاحدس الحدس الصناعي وقدر مبلغ الحاجة واجعل نسبة الحاجة إلى الحاجة قانوناً فزد على تلك واعلم أن الدواء المركّب المنجح كالترياق له بحسب بسائطه آثار وقوى وبحسب صورته التي إنما حمر مدة لينجذب المزاج إليها آثار وقوى وربما كانت أفضل من البسائط فلا تلتفت إلى ما تقوله الأطباء أن الترياق ينفع من كذا لأجل السنبل وينفع من كذا لأجل مر بل ينفع لذلك ولكن العمدة صورته وقد جاءت بالاتفاق جليلة نافعة ولا يمكننا أن نشير إليها وإلى مناسبتها لأفعالها إشارة جليّة .
واعلم أن في المركبات أدوية هي عمود وأصل إذا حذفت بطلت القاعدة مثل لحم الأفاعي في الترياق والصبر في أيارج فيقرا والخِرْبَق في أيارج لوغاذيا وأدوية تصلح أن تسقط وأن تبدل وأن يزاد فيها أو ينقص وأدوية لو زيدت لأضرت فإنه لو وقع في الترياق البلاذر لأفسد الأدوية وخصوصاً لحم الأفاعي وأدوية لو زيدت لم تضر كما أنك لو زدت في الترياق جوزبوا لم تكن أتيت بجريمة عظيمة .


واعلم أن كثيراً من التركيب يؤدي إلى المفاسد وكثيرأ من التركيب يؤدي إلى مزية أثر وفعل وأن كثيراً من التركيب يكون عن مفردات ومركبة كالترياق عن أفراده وعن الأقراص الثلاثة فإن لكلِّ قرص بسبب المزاج خاصية لا توجد في المفردات وربما كان الدواء مركباً من مركبات .

الجملة الأولى المركبات الراتبة في القراباذينات
يشتمل على إثني عشر مقالة :
المقالة الأولى الترياقات والمعاجين الكبار
الترياق الفاروق وبيان تركيبه
هذا الترياق أجلّ الأدوية المركبة وأفضلها لكثرة منافعه وخصوصاً للسموم من النواهش كالحيات والعقارب والكلب الكَلِب والسموم المشروبة القتّالة ومن الأمراض البلغمية والسوداوية وحمياتها والرياح الخبيثة ومن الفالج والسكتة والصرع واللقوة والرعشة والوسواس والجنون ومن الجذام خاصةً ومن البرص ويشجّع القلب ويذكي الحواس ويحرِّك الشهوات ويقوي المعدة ويسهَّل النفس ويُذْهِب الخفقان ويحبس نفث الدم وينفع من أكثر أوجاع الكل والمثانة ومن الإدرار منهما ويفتَّت الحصاة وينفع من قروح الأمعاء والصلابات الباطنة في الكبد والطحال وغيرهما .
وإنما تفعل هذه الأفعال بخاصية صورته التابعة لمزاج بسائطه بأن يقوي الروح والحار الغريزي وتستعين الطبيعة بذلك على المضادات الباردة والحارة وخير النسخ لهذا الدواء هي النسخة الأصلية " لأندروماخس " .
وقد حاول كثير من الأطباء مثل " جالينوس " وغيره أن يزيدوا وينقصوا فيه لا لضرورة أوجبت ذلك عليهم ولا لداع قوي دعاهم إليه ولكن التماساً للذكر وليبقى عنهم أثر فيه كما بقي " لأندروماخس " وكان الرأي أن لا يحرّكوا شيئاً آخرجته التجربة منجحاً فلعل ذلك المزاج بذلك الوزن هو اقتضاء ما آخرجت التجربة من الخاصة وأنه إذا حرك عن وزنه لم يستتبع تلك الخاصية .


وإذا ادعى مدّع منهم أنه عارف بسبب إيجاب تلك الأوزان تلك الخاصية فقد ادّعى مكذباً فيه مردوداً عليه كما لو ادّعى مدع معرفة أوزان العناصر في الفرس والإنسان وغير ذلك وللترياق طفولة وترعرع وشباب وشيخوخة وموت ويصير طفلاً بعد ستة أشهر أو بعد سنة ثم يأخذ في الترعرع والتزيد إلى أن يقف بعد عشر سنين في البلدان الحارة وعشرين سنة في البلدان الباردة ثم يقف إما عشر سنين واما عشرين سنة ثم ينحط إما بعد عشرين سنة أو بعد أربعين ثم تنسلخ عنه الترياقية إما بعد ثلاثين سنة أو بعد ستين سنة فيصير كأحد المعجونات ويجب أن يُسقى الملسوع من طريه وقويه وسائر من يُسقى غيره مما هو أضعف وربما احتيج أن يسقى الملسوع من طريه من نصف مثقال إلى مثقال .
ومما يفرق به بين طريه وقويه وبين عتيقه وضعيفه ورديئه من الامتحانات أن يسقى إنسان مسهلاً وينتظر به فإن أسهله سقي الترياق فإن حبسه فهو طري جيد وإلا فهو رديىء .
ومن الامتحانات ما ذكر " جالينوس أنه يجب أن يصاد ديك بري فإنه أيبس مزاجاَ مما يربى في البيوت وأظنه التُدرج الذكر ويرسل عليه هامة ثم يسقى الترياق فإن عاش فالترياق جيد وأيضاً يمتحن على من سقي أفيوناً وشوكراناً وغيره .
وأما البيش فمنفعة الترياق منه قليلة وقدرها أن يدافع بالموت مهلة ولعل دواء المسك كما زعم بعضهم أنفع من الجميع فيه .
وأما مقادير ما يسقى من الترياق في علة علة : أما في السعال العتيق ووجع الصدر والجنب فيسقى ترمسة في ماء العسل أو جلاب إن كانت حمى .
وأما للنافض الدائر والبرد والقيء في ابتداء الأدوار فيسقى ترمسة بماء أو شراب لا أقل من ثلاث أواق ولا كثر من أربع أواق ونصف ويسقى من به قولنج ونفخ في المعدة ومغص مقدار ترمسة بماء عسل أو جلاب كما ندري وصاحب سقوط الشهوة كذلك في ماء أو شراب كما تدري ومن اليرقان ترمسة في طبيخ الأسارون ويسقى في الاستسقاء .


إما قبل الطعام ترمسة ويسقى صاحب نفث الدم إن كان عهده بالعلة قريباً إلى مثقال في خل ممزوج وإن كان العهد قديماً سقي المبلغ في طبيخ سومفوطون غداة وعشياً .
وأما من كان به انقطاع صوت فيسقى منه باقلاة في ماء العسل أو رب العنب أو يمسكه تحت لسانه ويسقى لقروح الأمعاء وإاسهال الدم في ماء السماق ومن ضيق النفس بسكنجبين العنصل أقل من أوقية ويتغرغر به للصرع ثم يسقى مقدار ربع مثقال إلى نصف مثقال في الماء أو سكنجبين العنصل وكذلك في الصداع والشقيقة ثم أنه ليفتت الحصاة في المثانة والكل إذا شرب في طبيخ الكرفس ويمنع الهيضة ويحبس الطبيعة ومن استعمله في وقت الصحة لم تضره السموم ولم تنكأ فيه الآفات وأمن أمراض الوباء .
صفته : تأخذ من أقراص الأشقيل ثمانية وأربعين مثقالاً ومن أقراص الأفاعي أربعة وعشرين مثقالاً ومن أقراص الأندروخورون ومن الفلفل الأسود والأفيون من كل واحد مثل ذلك ومن الدارصيني في رواية إثني عشر مثقالاً وفي رواية أربعة وعشرين مثقالاً ومن الورد إثني عشر مثقالاً ومن بزر السلجم البري والاسقورديون وأصل السوسن والغاريقون ورب السوس ودهن البلسان من كل واحد مثل هذا الوزن .
ومن المر والزعفران والزنجبيل والراوند والفنطافلن والفوتنج الجبلي والفراسيون والفطراساليون والاسطوخودوس والقسط المر والفلفل الأبيض والدار فلفل والدريقطامامن والكندر وفقاح الأذخر وصمغ البطم وسليخة سوداء والسنبل الهندي والجعدة من كل واحد ستة مثاقيل .
ومن الميعة السائلة وبزر الكرفس وسيساليوس وبزر السافسليس ونانخواه وكماذريوس وكمافيطوس وعصارة هيوفاقسطيداس وسنبل إقليطي وساذج ومر وجنطيانا وبزر الرازيانج وطين مختوم وقلقطار محرق وحماما ووج وحب البلسان وأوفاريقون وفو وصمغ وقردمانا وأنيسون وأقاقيا من كل واحد أربعة مثاقيل .


دوقوا وبارزد وقفر اليهود وجاوشير وقنطوريون دقيق وزراوند طويل من كل واحد مثقالين وفي رواية زراوند مدحرج بدل الطويل .
وأما جندبادستر ففي رواية مثقالين وفي رواية أربعة مثاقيل وكذلك الكلام في السكبينج ومن العسل عشرة أرطال ومن الشراب العتيق الريحاني الحار قسطين يذاب ما يذاب منها وينقع ما ينقع وتدق اليابسة وتنحل وتعجن بالعسل وتوضع في إناء غضار أو رصاص أو فضة ولا يملأ الإناء بل يكون فيه فضاء لتنقس الواء وجملة الأدوية سوى العسل والشراب أربعة وستون دواء .
نسخة أخرى : تأخذ من أقرصة الاشقيل ثمانية وأربعين مثقالأ ومن أقرصة الأفاعي ومن أقرصة الأندروخورون والفلفل الأسود والأفيون الجيد من كل واحد أربعة وعشرين مثقالاً ومن الثوم البري والورد الأحمر اليابس وبزر السلجم البري والايرسا والغاريقون وعصير السوسن ودهن البلسان والدارصيني من كل واحد إثني عشر مثقالاً .
ومن المر والفراسيون والزعفران والدارفلفل والزنجبيل والحبق الجبلي والفطراساليون والفنطافلون وهو ذو الخمسة الأوراق البرّي والراوند الصيني والقسط المرّ الأبيض والاسطوخودوس والفلفل الأبيض والمشكطرامشيع وفقاح الأذخر وعلك الأنباط واللبان والسليخة والسنبل من كل واحد ستة مثاقيل .
ومن الجنطيانا والثالافسيس وهو الحرف الأبيض من اللبنى والسيساليوس والسنبل الاقليطي وهو الناردين وبزر النانخواه وكمافيطوس وكماذريوس وهيوفاقسطيداس والساذج والأنيسون والفو والمو وبزر الكرفس وبزر الرازيانج وطين البحيرة والقلقطار المشوي وحماما وهوفاريقون ووج وحبّ البلسان وأقاقيا والصمغ العربي والقردمانا من كل واحد أربعة مثاقيل .
ومن الزوفرا والقنة والجاوشير والكسبينج والقفر اليهودي والقنطوريون والزراوند المدحرج والجندبيدستر من كل واحد وزن مثقالين .


وقد زيد في هذه النسخة هذه الأدوية وهي مثبتة في النسخ الأعجمية وهي الحبق النهري وهو المصطكى والكثيرا وعود فاوانيا والزراوند الطري وبزر بنج من كل واحد مثقالين .
فذلك سبعون خلطاَ سوى العسل وهو ضعف الدواء يصير جملة ما في الترياق ألفاً وأربعمائة وأربعة وثلاثين مثقالاً يسحق الزعفران على حدة ويدقّ المر والأفيون واللبان على حدة وينقع ذلك في الطلاء المطبوخ ليلة ويذاب العلك والقنة بدهن البلسان ويدق القلقطار وحده ثم تدق سائر الأدوية وتنخل وتعجن جميعاً بعسل منزوع الرغوة وتدق عند العجن في الهاون دقا جيدأ حتى تختلط ثم ترفع في إناء قوارير أو غضار ويستعمل بعد أربع سنين والشربة الكاملة منه وزن درهم بماء فاتر على الريق .


نسخة أخرى : يؤخذ من أقرصة الاشقيل ثمانية وأربعون مثقالاً ومن أقرصة الأفاعي أربعة وعشرون مثقالاً دار فلفل أربعة وعشرون مثقالاً أقراص الأندروخورون أربعة وعشرون مثقالاً ورد أحمر يابس منزوع الأقماع إثنا عشر مثقالاً أصول السوسن الاسمانجوني إثنا عشر مثقالاً أصل السوس إثنا عشر مثقالاً بزر السلجم البري إثنا عشر مثقالاً أسقورديون إثنا عشر مثقالاً عيدان البلسان عشرة مثاقيل دارصيني إثنا عشر مثقالاً أفيرن اثنا عشر مثقالاً غاريقون إثنا عشر مثقالاً دهن البلسان عشرة مثاقيل فلفل أبيض ستة مثاقيل راوند صيني ستة مثاقيل بزر الكرفس أربعة مثاقيل مُرّ صافي ستة مثاقيل قسط مرّ ستة مثاقيل زعفران ستة مثاقيل سليخة ستة مثاقيل سنبل هندي ستة مثاقيل فلفل أسود أربعة وعشرون مثقالاً " ديقطامامن " وهو مشكطرامشيع ستة مثاقيل فراسيون وفقاح الأذخر وفودنج جبلي وكندر ذكر وجعدة من كل واحد ستة مثاقيل فراسيون وفقاح الأذخر وفودنج جبلي وكندر ذكر وجعدة من كل واحد ستة مثاقيل أسطوخوذوس ستة مثاقيل فطراساليون وهو بزر الكرفس الجبلي الماقديوني ستة مثاقيل مصطكى وصمغ البطم وزنجبيل وذو الخمسة الأوراق من كل واحد ستة مثاقيل كمافيطوس أربعة مثاقيل ميعة سائلة أربعة مثاقيل مو أربعة مثاقيل حماما أربعة مثاقيل ناردين وهو السنبل الرومي أربعة مثاقيل طين مختوم أربعة مثاقيل فووكمادريوس من كل واحد أربعة مثاقيل ورق الساذج الهندي أربعة مثاقيل طين مختوم أربعة مثاقيل فووكمادريوس من كل واحد أربعة مثاقيل ورق الساذج الهندي أربعة مثاقيل .
قلقطار محرق جنطيانا رومي أنيسون عصارة الأوفاقيسطيداس حب البلسان صمغ عربي بزر الرازيانج قردمانا ساليوس وأقاقيا حرف أبيض هيوفاريقون نانخواه سكبينج جندبيدستر من كل واحد أربعة مثاقيل .
زراوند طويل دوقوا قفر اليهود جاوشير قنطوريون دقيق بارزد وهو القنة من كل واحد مثقالان يعمل به ما ذكرنا من الدقّ والنخل والعجن بعسل .


أقراص الأفاعي : تصاد الأفاعي عند انقراض الربيع وإقبال الصيف وإن كان الربيع شتائياً دوفع به إلى أن يلحق الصيف والأفاعي هي الحيات المفرطحة الرؤوس المستعرضتها خصوصاً عند قرب الرقبة الدقاق رقابها جداً البتر أذنابها الفحاحة الكشّاشة وليس يصلح لهذه الأقراص كل الأفاعي بل الشقر ومن الشقر الإناث وعلامتها أن للذكران في كل شدق ناب واحد وللإناث أكثر من ناب واحد ويجب أن تجتنب المقرّنة والرقم والرقش الضاربة إلى البياض ولا تصاد من السباخ وشطوط الأودية والأنهار والبحار ولا المشجرة فإن فيها البلوطية الخبيثة والمعطِّشة بل تصاد من موضع بعيد عن الندى ولا تصاد الضعيفةالحركة بل تختار السريعة الحركة المنتصبة الرأس ويجب أن لا تهمل كما تصاد إن أمكن ويحذف من جانب رأسها أربع أصابع وكذلك من جانب ذنبها ودبرها فإن سال منها دم كثير وكانت حركتها في تلك الحال كثيرة وموتها بطيئاَ فهي المختارة وإن كانت قليلة الدم قليلة الحركة سريعة الموت فهي رديئة .
ومن علاماتها أيضاً أن تكون حركتها سريعة ونظرها نظر جرأة وإقدام ويكون مخرج الثفل من آخر الذنب فإذا ماتت آخرجت أحشاؤها وخصوصاً مرارتها وغسلت بالماء والملح غسلاً بالإستقصاء ثم تطبخ في الماء والملح وإن كان فيه شبث فلا بأس به طبخاً مهرياً يسهل معه لقط لحمها عن عظمها فينظف اللحم عن العظم ويطرح في هاون ويدق دقاً ناعماً ويوصون من يحاول ذلك باستنشاق دهن البلسان ومسحه على البنان فإن اندق خلط به الكعك على النسخ المختلفة ولا يؤثر على نسخة " أندروماخس " ثم عملت منه إقراص رقاق لطاف وجففت في الظلّ وخرنت في المخازن ويجب أن لا تقع عليها أناث الشمس البتة لا قبل الجفاف ولا بعده فإن الشمس تبتزها القوة المختصة بلحوم الأفاعي المقابلة للسموم النهشية والمشروبات .


أقراص الإشقيل : يجب أن تختار من الإشقيل الرطب ما كان رزيناً ولم يكن بعظيم ولا تطليه بالطين بل تطليه بالخمير وتشويه في القدر حتى ينضج أو في تنّور قد سُجِرَ وآخراج رماده أو في المقالي التي ينضج عليها الخبز فإذا آخرج من هناك فليؤخذ جوفه الليّن ويدق ناعماً ويخلط معه دقيق الكرسنة الحديث .
أما " أندروماخس " : فكان يخلط مع جزء من الأشقيل جزءين من الدقيق وغيره كان يخلط بالسوية فإذا خلطت الإشقيل بدقيق الكرسنة فاعمل منها أقراصاً رقاقاً وامسح يدك عند تقريصها بدهن الورد وجقفها واحفظها كما تحفظ أقراص الأفاعي .
أقراص الأندروخورون : يؤخذ من قشور أصول الدارشيشعان ستة مثاقيل .
قصب الذريرة وقسط وعَيدان البلسان وأسارون ومو وحماما ومصطكى وأماراقن وهو الأقحوان الأبيض وفو من كل واحد ستة مثاقيل .
فقاح الأذخر عشرؤن مثقالاً راوند سليخة ودارصيني من كل واحد عشرون مثقالاً مر أربعة وعشرون مثقالاً سنبل هندي ستة عشر مثقالاً ساذج مثله زعفران إثنا عشر مثقالاً يدق كل وينخل على حدته ويعجن بشراب ريحاني عتيق يضرب إلى الحلاوة ويقرص ويجفّف في الظل ويحفظ كما تحفظ أقراص الأفاعي .
نسخة أخرى لهذا القرص : يؤخذ من عود الدارشيشعان وقصب الذريرة وقسط وأسارون وعود بلسان وحماما ومو وهو المصطكى وفو وأقحوان من كل واحد ثمانية عشر مثقالا .
ومن الزعفران والسنبل الهندي والساذج من كل واحد إثنا عشر مثقالاً ومن المر أربعة وعشرون مثقالاً فيدق الكلّ ويقرّص كما ذكرنا في النسخة التي قبل هذه .


نسخة أخرى لهذا القرص : يؤخذ أصفلاتوس وهو دارشيشعان ستة مثاقيل فقاح الأذخر إثني عشر مثقالاً قصب الذريرة ستة مثاقيل فو ستة مثاقيل أسارون ستة مثاقيل عيدان البلسان ستة مثاقيل دارصيني أربعة وعشرين مثقالاً حماماً أربعة وعشرين مثقالاً سليخة ستة مثاقيل أماراقن وهو الأقحوان الأبيض عشرون مثقالاً سنبل ! هندي ستة عشر مثقالاً جعدة ستة مثاقيل مر أربعة وعشرون مثقالاً مصطكى ستة مثاقيل زعفران إثني عشر مثقالاً تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صاف وتقرص كما ذكرنا وتحفظ .
هو معجون صنعه " مثروديطوس " الجليل وسمي باسمه وألَّفه من أدوية مجربة على السموم وخصوصا على أمراض آخر ليكون جامعاً لمنفعة السموم المختلفة والأمراض المختلفة فكان هو الترياق في ذلك الزمان ثم لما اتفق " لأندروماخس " ما نبهه على منفعة لحوم الحيات وغيرها زاد فيه أقراص الأفاعي وغير يسيراً بالزيادة والنقصان فكان الترياق الكبير .
والترياق الكيبر أنفع منه في شيء واحد وهو سم الحيات .
وأما في سائر الأشياء فلا ينقص المثروديطوس عن الترياق نقصاناً يعتد به بل هو أزيد في كثير منها نفعاً وأرجح فائدة ولا تطول الكلام في عد تلك المنافع فإنها تلك المذكورة للترياق وتكون الشربة أوفر قليلاً .
نسخة المثروديطوس للجمهور : يؤخذ زعفران ومرّ وغاريقون وزنجبيل ودارصيني وكثيراء من كل واحد عشرة دراهم .
سنبل وكندر وثالسفيس وهو الحرف البابلي وأذخر وعيدان البلسان وأسطوخوثس وسيساليوس وقسط وكمافيطوس وقنة وماست وهو علك البطم ودارفلفل وعصارة لحية التيس وجندبادستر ومالايثيرن وهو الساذج الهندي وميعة وجاوشير من كل واحد ثمانية دراهم .
سليخة وفلفل أبيض وفلفل أسود وسورنجان جعدة وسقورديون ودوقوا وإكليل الملك وجنطيانا ودهن البلسان وحب البلسان وأقراص وقوفيون ومقل من كل واحد سبعة دراهم .
سذاب درهمين .


أشق وسنبل رومي ومصطكى وصمغ وفطراساليون وقردمانا وبزر الرازيانج من كل واحد خمسة دراهم .
أنيسون ووج ومو وسكبينج وأسارون من كل واحد ثلاثة دراهم أفيون وورد أحمر ودنقطاماين من كل واحد خمسة دراهم فو وأقاقيا وسرةأسقنقور وبزر الهيوفاريقون من كل واحد أربعة دراهم ونصف شراب ريحاني عتيق وعسل منزوع الرغوة مقدار الكفاية ينقع ما يحتاج أن ينقع بالشراب ويخلط بالعسل ويحفظ ويستعمل بعد ستة أشهر الشربة كالبندقة بما يصلح من الأشربة .
وفي هذه النسخة أدوية ليست في نسخة " جالينوس " وهي ثلاثة عشر : الغاريقون وسورنجان وسذاب يابس وأشق ودنقطاماين وأسارون وكثيرا وأسطوخودوس وكمافيطوس وإكليل الملك وعيدان البلسان وفلفل أسود ومقل .
وفي نسخة " أجالينوس " دواءان ليسا في هذه النسخة وهما أصل السوس والملح وفي نسخة أخرى دواء ليس في هذه النسخة وهو بزر السذاب .
قوفيون المستعمل في المثروديطوس : يؤخذ زريب منزوع العجم وزن أربعة دراهم علك البطم وزن أربعة وعشرين درهماً أذخر ومر من كل واحد إثني عشر درهماً .
دارصيني ومقل أزرق وأظفار الطيب وسنبل رومي وسليخة وإكليل الملك وسعد وحب الغار ومن كل واحد ثلاثة دراهم .
قصب الذريرة وزن تسعة دراهم زعفران درهم قفر اليهود وزن درهمين ونصف وهذه النسخة نسخة " سابور بن سهل " وفيها زيادة قفر اليهود وفي نسخة " ابن سرابيون " زيادة دارشيشعان درهمين ونصف وفي نسخة أخرى زيادة أسارون درهمين ونصف .


ترياق عزرة : يؤخذ حماما وزن إثني عشر مثقالاً فقّاح الأذخر ثمانية مثاقيل عاقر قرحا ستة مثاقيل زعفران ستة وثلاثين مثقالاً دارصيني ستة مثاقيل مر إثني عشر مثقالاَ فطراساليون وهو بزر الكرفس الجبلي ودوقوا وهو بزر الجزر الجبلي الاقليطي من كل واحد ثلاثة مثاقيل كثيرا ثلاثين مثقالاً عصارة الاوفاقسطيداس ثمانية مثاقيل أصول السوسن الاسمانجوني خمسة عشر مثقالاً بزر الرازيانج ستة مثاقيل مقل أزرق ثمانية مثاقيل لبان أبيض ثمانية وعشرين مثقالاً كبريت ستة مثاقيل بزر البنج ثمانية وعشرين مثقالاً سليخة تسعة مثاقيل حب الخشخاش الأبيض ثلاثين مثقالاً سنبل هندي إثني عشر مثفالاً بزر السذاب مثقال واحد حب الأترج مقشر أو سماق شامي من كل واحد مثقالين بزر الشبث وكبد المالكي وأسارون وقردمانا وأوفربيون وأفيون من كل واحد ستة مثاقيل فلفل أسود ثلاثين مثقالاَ ورد أحمر يابس منزوع الأقماع تسعة مثاقيل ساذج هندي إثنا عشر مثقالاً دهن البلسان أربعة وعشرين مثقالاً .
ناردين أقليطي وهو السنبل الرومي وأنابيس وهو فقّاح الكرم من كل واحد ستة مثاقيل .


ورق الدفلى ستة مثاقيل لك منقى إثني عشر مثقالاً ماميثا وقرنفل من كل واحد إثني عشر مثقالاً فقاح السنبل الرومي ثلاثة مثاقيل ريوند صيني إثني عشر مثقالاً فو ستة مثاقيل فقاح المر أربعة مثاقيل ونصف قيموليا اثني عشر مثقالاً عصارة الارطاماسيا وهو البلنجاسف ويقال له القيسوم البري عشرون مثقالاً أصول الهندبا عشرين مثقالاً قسط ومر وجنطيانا رومي من كل واحد إثني عشر مثقالاً أقراص الأندروخورون تسعة مثاقيل أنيسون ستة مثاقيل ورق الأترج ثلاثين مثقالاً أذخر اثني عشر مثقالاً تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة منقوعاً منها ما ينتقع بشراب صاف جيد الجوهر وهو الأصل أو الجمهوري أو بمثلث أو نبيذ زبيب وعسل ويعجن بعسل منزوع الرغوة بقدر الحاجة إليه ويرفع في إناء ويسعمل كاستعمال الترياق الكبير ومن الأطباء من يجعل فيه شيئاً من الأشق ومنهم من لا يرى ذلك لأن الأشق يضر بالمعدة .
نسخة أخرى من ترياق عزرة : يؤخذ حماما ومر من كل واحد خمس أواق عاقر قرحا أوقيتين ونصف أذخر أربع أواق سليخة إثني عشر أوقية ونصف لبنى ست أواق ونصف دوقوا أوقيتين ونصف زعفران إثنى عشر أوقية فطراساليون أوقية ودرهمين إيرسا أوقيتين ونصف بزر الرازيانج ومقل من كل واحد أربعة دراهم ونصف لبان تسع أواق كثيراء عشر أواق عصارة هيوفاقسطيداس ثلاث أواق حبٌ الأترج المقشر مثقال بزر الشبث وكبد المالكي وعيدان صفر من كل واحد مثقالين .


بزر البنج رطل بزر الخشخاش رطلين سنبل تسع أواق ودرهم سذاب يابسأوقية ودرهمين سماق ثلاث أواق أنيسون وأسارون وقردمانا من كل واحد أربع أواق أفيون أوقيتين ودرهم ونصف أوفربيون أوقيتين ونصف فلفل أوقية ونصف ورد أربع أواق ساذج وحب البلسان من كل واحد ثلاث أواق بلاذر أوقيتين ونصف لك خمس أواق دارصيني أربع أواق مو أوقيتين سنبل إقليطي سبع أواق كبريت أربع أواق ماميثا وريوند صيني وقسط مر من كل واحد أربعة مثاقيل ورق الأترج خمسة مثاقيل أقراص الأندروخورون ثلاثة مثاقيل دهن البلسان سبعة مثاقيل عصارة القيسوم وهو الشوصرا رطل خولنجان سبع أواق حضض ست أواق قرنفل خمس أواق عسل قدر الحاجة .
اقراص الأندروخورون المستعملة فيه : بابونج أحمر وبابونج أبيض وسماق ومر وأنيسون وأسارون وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل واحد جزء تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صاف جيد الجوهر وهو الأصل أو الجمهوري أو المثلث أو نبيذ زبيب وعسل ويترك ثلاثة أيام متوالية ويحرك في كل يوم مرة ويزاد عليها من أحد هذه الأشربة إن احتيج إلى ذلك ويقرص أقراصاً من وزن مثقال ويجفف في الظل هذا ترياق صنعه عزرة وهو كخليفة الترياق الفاروق في الأمور كلها .
ترياق الأربعة : يؤخذ جنطيان رومي وحب الغار وزراوند طويل ومر أجزاء سواء يدق ويعجن بعسل منزوع الرغوة بقدر الكفاية والشربة مثقال بماء حار وقيل إن من الأطباء من جعل مكان المر قسطاً مراً وحكى " صهاريخت أنه وجد في نسخة زيادة من الزعفران جزء هذا ترياق الأربعة الأدوية ينفع من لسع العقارب والعناكب ومن الأمراض الباردة .


سوطيرا وهو المخلص الأكبر : هذا دواء جامع النفع ينفع من الصرع والدوار والصداع العتيق والرعشة ويمنع المادة من التحلب إلى العين وقد يكتحل به بعقب القدح فيمنع العود ويمنع حدوث آفة بالعين وانقطاع الصوت والفالج والوسواس ووجع الأسنان والعين وأوجاع الرئة والصدر والجنب والشراشيف سقياً في ماء العسل ومن قذف الدم سقياً في ماء لسان الحمل وعصا الراعي ومن الرياح في المدمة وأوجاعها واليرقان ويصفي اللون ويذهب الفكر ويزيل الجشاء ويشفي قروح المثانة وأمراض الأمعاء ومغصها ويدقن به وأورامها والطحال ويدر فضول الكل والمثانة ويقوي المذاكير ويطلى عليها فينهض الشهوة وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس والتشنج وينفع من سموم ذوات النهش ومن السموم المشربة .
أخلاطه : يؤخذ سليخة وأذخر من كل واحد أوقية ونصف جندبيدستر وفطراساليون وهو بزر الكرفس الجبلي من كل واحد خمسة عشر مثقالاً بزر الكرفس أوقيتين سيساليوس مثقالاً واحداً قسط ودارصيني وأقراص أدرومعموا وميعة سائلة وأسارون من كل واحد ستة مثاقيل أنيسون عشرة مثاقيل فلفل أبيض إثنا عشر مثقالاَ دار فلفل أربعة مثاقيل سنبل أربعة مثاقيل حماما وزعفران من كل واحد أربعة مثاقيل أفيون عشرة مثاقيل تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة بعد ستة أشهر .
أقراص أدرومعموا المستعملة في المخلص الأكبر : يؤخذ حماما ودارشيشعان وقسط وقصب الذريرة وقرنفل وفلفل ونانخواه من كل واحد ثلاثة مثاقيل دارصيني ومصطكى وزعفران من كل واحد ستة مثاقيل فو مثقال واحد سنبل الطيب وساذج هندي من كل واحد سبعة مثاقيل مرّ ستة مثاقيل تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بشراب صاف أو غيره وتقرص أقراصاً صغاراً من وزن مثقال وتجفف في الظل وتستعمل .
معجون بزرك دارو : هو من أدوية الفرس الكبيرة المختار تذهب مذهب الفلونيا والترياق والشليثا ومنفعته عظيمة في القولنج .


أخلاطه : يؤخذ من الزعفران وبزر البنج الأبيض من كل واحد داستارو واحد ومن الأفيون والأوفربيون من كل واحد عشرون درهماً وزناً ومن النسبل واللبني من كل واحد إستاران ومن الساذج الهندي والقرنفل من كل واحد أربعة دراهم ومن الفلفل الأبيض درهمين ومن اللؤلؤ غير المثقوب ونوشادر وبزر السذاب البري والمسك والكافور وقاقلة ودارصيني وسليخة من كل واحد وزن درهم .
ومن القسط ثمانية دراهم ومن بزر الحرمل والعاقر قرحا والدارفلفل من كل واحد أربعة دراهم .
ومن السكبينج والجندبيدستر والجاوشير من كل واحد وزن درهمين ومن الزرنباد والدرونج ودهن البلسان من كل واحد ثمانية دراهم وفي النسخة السريانية والأعجمية من المرّ أربعة دراهم ومن الكافور أربعة دراهم تدق اليابسة وتنخل وتنقع البقية في الطلاء المطبوخ ثم تجمع جميعاً وتعجن بعسل ويعتق ستة أشهر والشربة مثل الجوزة بماء فاتر .
معجون الفلاسفة وهو المسمى مادة الحياة : نافع من فضول البلغم مقو للنفس مفرح هضام مجشّ مشهٍ كالزاد للشباب ويزيد في الحفظ والذكر وذكاء العقل وانطلاق اللسان ويذهب بالأبردة ويقطع سلس البول ويسكن الرياح ويزيد في المني ويقوّي الذكر ويضمّر العمور ويشدّ الأسنان ويذهب أوجاع الظهر والمفاصل والخاصرة والحالبين .
أخلاطه : يؤخذ فلفل ودار فلفل وزنجبيل ودارصيني وأملج وبليلج وشيطرج وزراوند مدور شامي وعروق وبابونج وجوف حبّ الصنوبر الكبار وفي نسخة أخرى : وجوز هندي وساطوريون وهو خصي الثعلب من كل واحد أوقية ومن بزر البابونج نصف أوقية ومن نبات حب العنب ثلاث أوراق ينزع عجم الزبيب الأحمر ثم يدقّ ويؤخذ مثل جميع الأدوية عسلاً فيعقد ثم تعجن به العقاقير التي ذكرنا ويؤخدْ منه على كل حال مثل الجوزة الصغيرة .


الشيلثا ومنافع ذلك : هذا دواء تضمن الأطباء عنه كل نفع وفي تركيبه كل العجائب ونحن لم نر له أثراً كبيراً إلا في وأما الأطباء فيقولون اْن الشليثا الكبير ينفع من الجنون والأمراض الباردة السوداوية والبلغمية والفالج والصرع والسكتة واللقوة والوسواس وحديث النفس والصداع والشقيقة والنسيان ومالنخوليا وبرد الدماغ والرعشة والخفقان ويحفظ الجنين وينفع من الاسقاط وينفع من تقطير البول وأوجاع الرحم ورياحها واسترخاء اللسان والدوار والقيء .
ومن ضرر الفطر والسموم والألبان التي تنعقد في المعدة وغيرها وينفع من وجع المفاصل ومن جميع الأوجاع المزمنة الباردة يسقى لكل شيء ما يليق به فللبرد الشديد في ماء الخيار شنبر .
وقيل بل في الخمر أنفع وللسدد الباطنة بماء الأصول ولأوجاع الرحم بماء الأنيسون وللأوجاع الغالبة بماء المرزجوش أو ماء أصول السلق وللصبيان بدهن البنفسج فهذا ما تقوله الأطباء .
والذي عندي أنه دواء مشوش غير مرتّب التركيب محرق للدم والأخلاط مقصر عن الأقراص .
أخلاطه : يؤخذ مسك وكافور وعنبر من كل واحد وزن درهمين لؤلؤ غير مثقوب وزعفران من كل واحد عشرة دراهم ذهب مسحوق وفضة مسحوقة من كل واحدة نصف درهم .
حماما وبزر حرمل وأوفربيون وأشنان نبطي وأشنة وبزر الكرفس وبزر السذاب وأخثاء البقر الجبلي وكبريت أحمر وأصفر وخربق أبْيض ولبني وسعد ومارشوبه وهي عيدان الهليون وعروق الاسفند وهو الحرمل الأبيض وماميران وحبّ المحلب وعود البلسان وهزارجشان وسنيدان من كل واحد درهمين .
ومن فقاح الأذخر والساذج وجوزبوا وجندبيدستر وبزر الجرجير وبزر الجزر من كل واحد عشرة دراهم ومن الزرنب والكيا وزاج الأساكفة وشونيز وخرء الثعلب وأصل الكبر من كل واحد نصف درهم ومن الابريسم الخام ومن بزر الشبث وأصوله والزرانباد والدرونج والزنجبيل والجنطيانا ولسان العصافير وملح هندي .
وعاقر قرحا وبسذ وقفر اليهود وبزر قطونا من كل واحد أربعة دراهم .


ومن القرنفل والسنبل والأسارون والقسط والقاقلّة وبرشياوشان من كل واحد وزن ثمانية دراهم ومن البسباسة والإيرسا من كل واحد وزن درهمين ومن اللقاح اليابس عشرين عدداً ومن السليخة وعيدان السليخة من كل واحد نصف درهم ومن فقاح الأذخر وزن عشرة دراهم ومن بزر الرازيانج وزوفا يابس من كل واحد عشرة دراهم ومن الصعتر الفارسي والصعتر الخوزي من كل واحد أربعة دراهم ومن الباذاورد وكعوب التين البالي في الحيطان وراوند صيني من كل واحد سبعة دراهم .
ومن الفلفل الأبيض والأسود والدارفلفل والأفيون والزراوند الطويل والمدور وحب البنْج من كل واحد عشرين درهماً ومن الجوز الهندي وزن درهمين وأربعة دوانق ومن فقِّاح الخلاف وعروق الهندبا اليابس وهوم المجوس والجعدة وعصارة الايرسا والدرشيشعان والقيصوم من كل واحد وزن درهم .
ومن الأنجذان الأسود أربعة دراهم وربع ومن إكليل الملك وزن أربعة دراهم وأربعة دوانق ومن شعر الغول وأنكشت زرد وكشت بركشت وحلتيت طيب وسكبينج وجاوشير من كل واحد درهمين ومن تراب أربع طرق مربعة وزن أربعة دراهم .
والذي وجد من الأدوية مما يدخل في الشليثا في الأصول الأعجمية زيادة على ما في هذه النسخة الزرنب والإسفند الأبيض درهمين درهمين أصول الخيري الأحمر أربعة دراهم فقاح الحناء درهمين فلنجمشك وهو القرنفل البستاني أربعة دراهم قردمانا وزن درهم .
ريوندصيني وحبّ البلسان وعيدان البلسان وحب الآس المصري ومختوم الملك وحجر داود وحلتيت منتن من كل واحد درهمين .
خير بوّا ثلاثة دراهم حب البان المقشر أربعة دراهم طباشير درهم كشوت وكهربا ومورداسفرم وجفت إفرندوجوز الابهل ومغاث ومر ومرماخور وبهمنان أحمر وأبيض من كل واحد درهمين أنيسون ثلاثة دراهم شيح ثلاثة دراهم .
ملح طبرزد وملح الخبز وهر ملح العجين ودوقوا وفطراساليون وعصارة السوسن وعصارة الغافت من كل واحد ثلاثة دراهم .


قشور الأترج اليابس وعيدان الفاوانيا من كل واحد أربعة دراهم كوردان خمسة دراهم مغناطيس ستة دراهم قلقيال وهو الحبق الجبلي ولوز مرّ من كل واحد سبعة دراهم .


يدق اِليابس وينخل وتنقع الندية بالطلاء الجيد وتعجن بعسل مثل وزن الأدوية أخلاطه من نسخة أخرى : يؤخذ مسك جيد وزن درهمين لؤلؤ غير مثقوب وزن عشرة دراهم ذهب مسحول وفضة مسحولة من كل واحد نصف درهم عنبر وزن أربعة دراهم زرنب نصف درهم إبريسم محرق أو غير محرق أربعة دراهم قرنفل وسنبل الطيب من كل واحد أربعة دراهم زعفران وزن عشرة دراهم زرنباد ودرونج من كل واحد أربعة دراهم أصل السوسن الاسمانجوني درهم حماما درهمين مصكطى وزن نصف درهم ساذج هندي وزن عشرة حبّ البلسان نصف درهم بسباسة درهم لقاح عشرة عدداً عيدان السليخة وسليخة من كل واحد خمسة دراهم فلفل أبيض وزنجبيل وأصول الشبث من كل واحد أربعة دراهم قسط مر وزن ثمانية دراهم جوزبوا عشرة دراهم جندبيدستر عشرة دراهم أوفربيون وزن درهمين فقّاح الأذخر عشرة دراهم بزر الشبث وجنطيانا رومي وفقاح لسان العصافير من كل واحد أربعة دراهم قاقلة وزن ثمانية دراهم بزر الحرمل ثمانية دراهم بزر الرازيانج ستة دراهم عيدان برشياوشان ثمانية دراهم ملح هندي أربعة دراهم شونيز وهو الحبة السوداء نصف درهم صعتر فارسي أربعة دراهم فو وزن ستة دراهم زاج الأساكفة نصف درهم أشنان نبطي درهمين بزر الكرفس وبزر السذاب وأشنة وكبريت أصفر من كل واحد درهمين إخثاء البقر الجبلية أو المعز الجبلية وزن درهمين بازاورد وزن سبعة دراهم بزر الجرجير عشرة دراهم أبهل أربعة دراهم فلفل أسود ودار فلفل وبزر البنج من كل واحد عشرين درهماً عاقر قرحا أربعة دراهم أفيون عشرين درهماً تراب المربعات من الطرق وزن درهم زراوند طويل عشرين درهماً زراوند مدحرج أربعة دراهم رواند صيني سبعة دراهم بزر الزوفرا عشرة دراهم بندق هندي أربعة دراهم ودانق بزر الانجذان أربعة دراهم إكليل الملك أربعة دراهم ونصف بزر قطونا وبسد من كل واحد أربعة دراهم حب القثاء المقشر أربعة دراهم ودانقين قفر اليهود أربعة دراهم كافور وخربق أبيض وأسود وسعد وميعة


سائلة وماميران صيني وبزر الهليون من كل واحد درهمين بداشغان والأصابع الصفر وشعر الغول وبزر الهندبا وكشت بركشت من كل واحد درهمين عيدان البلسان درهمين ماء السوس أو ماء الشوك درهم حب المحلب درهم .
أصول أسفنداسفيد وهو خردل أبيض درهمين عقد التين الذي في الحيطان سبعة دراهم خرء الثعلب نصف درهم قشور أصول الكبر نصف درهم هزارجشان وثسسبندان من كل واحد أربعة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وينقع ما انتقع منها بالشراب الريحاني ويعجن بعسل ويرفع في إناء ويستعمل بعد ستة أشهر الشربة كالحمصة بماء قشور أصل الرازيانج والكرفس يسعط منه بقدر حبة حنطة بماء الشاهدانج أو بماء المرزجوش .
أنوش دارو : وهو دواء هندي يفرح ويقوي القلب والبدن ويحسن اللون ويذهب بالصفار ويطيب النكهة والعرق ونفعه للكبد عظيم وليست فيه مضرة ظاهرة ويؤخذ قبل الطعام وبعده .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر فارسي سبعة دراهم سعد خمسة دراهم قرنفل ومصطكى وسنبل وأسارون من كل واحد ثلاثة دراهم قرفة وزرنب وزعفران وبسباسة وقاقله وهال وجَوْزَبوا من كل واحد درهمين تؤخذ هذه الأدوية بعد النخل بالحرير فتخلط خلطاً محكماً بالسحق ثم يؤخذ من الأملج المنقى الجيد الحديث رطل فيطبخ بتسعة أرطال ماء عذب حتى يبقى الثلث ثم يصفى ويعاد ذلك الماء في القدر ويلقى عليه من الفانيذ الشجري رطلان ثم يغلى برفق حتى يغلظ ويصير في قوام اللعوق الغليظ ثم يُرفع القدر عن النار وتذر فيها الأدوية ذرًا وتحرك بعود خلاف حتى يختلط اختلاطاً مستوياً فإذا برد جعل في إناء أخضر الشربة منه ما بين مثقال إلى مثقالين .
معجون آخر هندي : هو قريب من الأول ويصفي اللون ويقوي البصر وينقي المعدة ويلين الطبيعة وينفع من البواسير .


أخلاطه : يؤخذ فلفل ودار فلفل وهليلج أسود وبليلج وأملج منزوعة النوى وقنطريون من كل واحد أربعة أساتير عسل وسمن البقر قدر ما يعجنه الشربة مثقال أو أكثر لكلِّ إنسان على قدر قوته .
معجون يعرف بالجزي : ينفع من المرتين والمليلة والحكة والأبردة ويقوّي المعدة وينفع من القولنج والرياح ويشهي الطعام ويقوي على الجماع .
أخلاطه : يؤخذ سَقْمُّونيا ولباب التربدة ودارفلفل من كل واحد ستة دراهم عاقر قرط وبزر الكرفس ونانخواه وزنجبيل وملح هندي من كل واحد وزن درهم قرنفل وزرنب من كل واحد نصف درهم فلنجة مثقال محلب مقشّر درهمين سكر طبرزذ وزعفران من كل واحد ثلاثة دراهم تؤخذ هذه الأدوية بعد النخل إلا السقَمونيا والزعفران والسكر فإنها تدق جميعاً ثم تخلط الأدوية خلطاً محكماً وتعجن بعسل منزوع الرغوة ومثل وزنها مرتين وتصفّى الشربة ما بين درهمين ونصف إلى ثلاثة دراهم .
معجون آخر : مجرّب منشط للنفس مقوّ لها مفرح مقوللبدن محسن للون مذهب للصفار مطيب للنكهة والعرق وينفع المعدة والكبد وليس فبه مضرّة يتناول قبل الطعام وبعد .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر ستة أجزاء سعد ثمانية أجزاء قرنفل وصطكى وسنبل وأسارون من كل واحد ثلاثة أجزاء قرفة وزرنب وزعفران من كل واحد جزءين بسباسة وقاقلة وهال بوا وجوزبوا من كل واحد جزء يدق وينخل ويؤخذ لكل وزن ثلاثة وثلاثين درهماً من جميع الدواء زنة رطل أملج حديث يطبخ كل رطل بسبعة أرطال ماء حتى تبقى ثلاثة أرطال ثم يصفى ويلقى على ذلك الماء لكل رطل أملج رطل فانيذ شجري ويطبخ حتى يصير في قوام اللعوق الغليظ ثم تذر عليه الأدوية ويحكم خلطه ويرفع في جرة خضراء الشربة مثقال ونصف .
معجون ترياقي كبير من صنعتنا : مجرب للمنافع المذكورة في المعاجين التي قبله .
أخلاطه : يؤخذ من قشور الأترج والجنطيانا والمر وحب البلسان وورق الباذرنجويه وبزره وبزر الأفرنجمشك والزرنباذ والدرونج من كل واحد أربعة دراهم .


ومن المسك والعنبر من كل واحد مثقال ومن السقط والدارصيني والوج والزعفران والناردين والأفسنتين من كل واحد ثلاثة دراهم ومن العود الهندي مثقالان ومن الكافور نصف مثقال ومن الفو والمر وفطراساليون من كل واحد درهمان ونصف ومن بزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الكراث ولسان العصافير وحبّ الفلفل من كل واحد درهمان ومن الأفيون وزن ثلاثة دراهم يعجن على الرسم ويخمر ستة أشهر ثم يشرب .
معجون ترياقي صغير من صنعتنا : يؤخذ حب البلسان قسط مر جنطيانا دارصيني فلفل أبيض عود هندي فطراسليون من كل واحد جزء مسك ثلث جزء جندبادستر ربع جزء يعجن ويستعمل .
معجون قيصر : النافع من الخفقان والصرع وأوجاع المعدة الباردة والأمعاء والسدد وعفونة الدم الطويلة وعسر الهضم وعسر النفس والفواق الشديد .
أخلاطه : يؤخذ جندبادستر رب السوس وسليخة وقسط مر وفلفل أسود ودارفلفل وميعة وأفيون وزعفران وسنبل الطيب من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
جاوشير وزن درهم مسك دانق زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب من كل واحد نصف درهم مرّ تسعة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وتستعمل عند الحاجة قدر حصة .
الإطريفل الكببر : النافع من سوء الهضم وبرد المعدة وبرد الأمعاء خصوصاً واسترخاء المعدة والمثانة ويزيد في أخلاطه : يؤخذ إهليلج أسود مقشر ستة دراهم بليلج وأملج وبزر كرفس جبلي وشيطرج هندي ونانخواه وصعتر فارسي من كل واحد أوقية سنبل وحماما وهال ووج من كل واحد وزن ثلاثة دراهم دارصيني وزن أربعة دراهم فلفل أبيض وفلفل أسود ونارمشك وملح هندي من كل واحد نصف أوقية خبث الحديد ثلاث أوق خردل أوقية ونصف نوشادر نصف درهم يدق وينخل ويلت بدهن اللوز ويعجن بعسل منزوع الرغوة للواحد ثلاثة ويستعمل عند الحاجة .
وأخلاطه من نسخة أخرى : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وشير أملج وبزر الكرفس الجبلي وبوزيدان وبسباسة وشيطرج هندي وشقاقل من كل واحد جزء .


فوتنج أحمر وفوتنج أبيض ولسان العصافير وبهمن أبيض وبهمن أحمر من كل واحد نصف جزء تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وبالسمن وتستعمل عند الحاجة .
زامهران للكبير : هو دواء هندي ينفع من سوء المزاج البارد ومن ضعف المعدة ويزيد في الباه وينفع من الوسواس والسوداء ويصلح حركات البدن ويحفظ الجنين ويصلح الكل والمثانة ويفتت الحصاة .
أخلاطه : يؤخذ وج وقسط ومرّ وزراوند طويل وزراوند مدحرج من كل واحد ثلاثة أساتير دار فلفل وزنجبيل من كل واحد خمسة أساتير .
بزر الكرفس ونانخواه وكراويا وبزر الرازيانج وبزر الرطبة وبزر البقلة الحمقاء وبزر الجرجير وفوتنج أحمر وفوتنج أبيض وآذان الفأر وكمون كرماني وبزر الشبث من كل واحد ستة أساتير .
قرنفل وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل واحد ثلاثة أساتير إكليل الملك وشيح وزرنب وحبّ البلسان وسليخة وبسباسة وقاقلة وقرفة من كل واحد أربعة أساتير .
إهليلج أصفر وبليلج وشير أملج منزوعة النوى من كل واحد ثمانية أساتير .
لفاح يابس وخربق أبيض واَس ومرماخور ومرداسفرم وبزر البنج البري وبزر البنج البستاني وحسك بستاني وشيطرج هندي وزرشك وحبّ الأترج مقشّر وزعرور وسنبراس هندي وبهمن أحمر وبهمن أبيض ولسان العصافير من كل واحد أربعة عشر مثقالاً .


جوزبوا ثلاثين عدداً أصول القنا البري وبزر الفنجنكشت من كل واحد ثلاثة أساتير بزر الجزر وحماما من كل واحد ستة دراهم أفيون وأوفربيون وجندبادستر من كل واحد ثلاثة دراهم هليلج أسود منزوع النوى أربعة دراهم ساذج هندي وحلبة ومو وفطراساليون ودوقو وراوند صيني من كل واحد ستة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة ويؤخذ فانيد أبيض بوزن الأدوية الموصوفة كلها وسمن البقر بوزن الأدوية والفانيذ جميعاَ وعسل منزوع الرغوة بوزن لفانيذ والأدوية والسمن جميعاً وتعجن على هذه الصفة يؤخذ الفانيذ ويقطع ويلقى عليه ثلاثة أرطال ماء يطبخ حتى يذوب ويغلظ ويصير كالعسل ثم يلقى عليه العسل ويفتر سمن البقر وتلتّ به الأدوية المسحوقة المنخولة ثم يلقى الفانيذ والعسل المطبوخان في هاون كبير وتذر عليه الأدوية الملتوتة بالسمن ويعجن حتى يستوي ويصير في ظرف كان فيه عسل زماناً طويلاً ويرفع ستة أشهر ويستعمل بعد ذلك الشربة منه كالعفصة في أول الشهر وآخره ثلاثة أيام ثلاثة أيام بماء حار أو ببعض الأنبذة .
وأخلاطه : من نسخة أخرى : يؤخذ وج وقسط ومرّ وزراوند طويل ومدحرج من كل واحد ثلاثة أساتير دار فلفل وزنجبيل من كل واحد خمسة أساتير وفي نسخة أخرى أستارين بدل خمسة بزر كرفس ونانخواه وكراويا وبزر الرازيانج وبزر الفرفخ وبزر الجرجير وبزر المرزنجوش وتودري أبيض وأحمر وكمون كرماني وبزر الشبث من كل واحد ستة أساتير قرنفل وأشنة وقصب الذريرة وعيدان البلسان من كل واحد ثلاثة أساتير إكليل الملك وشيح وزرنب وحب البلسان وسليخة وبسباسة وقاقلة وقرفة من كل واحد ثمانية أساتير .


لفاح يابس وآس يابس وخربق أبيض ومرماخور وبزر البنج البزي وبزر البنج البستاني وحسك وشيطرج هندي وزرشك وحب الأترج المقشر والزعرور سنبراس وبهمنان أبيض وأحمر ولسان العصافير من كل واحد أربعة وعشرون مثقالاً جوزبوا ثلاثون عمداً أصول القنا البري وبزر الفنجنكشت من كل واحد ثلاثة أساتير وبزر الجزر وحماما من كل واحد ستة دراهم أفيون وأوفربيون وجندبادستر من كل واحد ثلاثة دراهم إهليلج أسود وزن أربعة دراهم ساذج هندي وحلبة وفطراساليون ودوقو وراوند صيني من كل واحد ستة دراهم تجمع هذه الأدوية بعد النخل ويجعل معها الفانيذ بوزن الأدوية كلها وتلت بالسمن وتعجن بعسل وترفع في إناء الشربة وزن درهمين للقوي والضعيف دون ذلك .
زامهران الصغير : قريب النفع من الكبير .
أخلاطه : يؤخذ من الوج والقسط والزراوند المدحرج والطويل من كل واحد ثلاثة أساتير ومن حبّ الرشاد وبزر الحرمل من كل واحد إستاران ومن الفلفل والدارفلفل والزنجبيل من كل واحد خمسة أساتير ومن بزر الكرفس والكراويا والسعد وبزر اللفت وبزر الرطاب وبزر البصل وبزر الجرجير والزعرور وتؤدري أبيض وأحمر وبزر الكراث وبزر الكتان وبزر الحندقوقي وبزر الرازيانج ونانخواه وبزر الأترج المقشر وبزر بقلة الحمقاء وفوتنج وناركيو وحلبة وبزر المرزنجوش وكمون كرماني وبزر الشبث وبزر الجزر من كلِّ واحد عشرة دراهم قرنفل وهيل وأشنة وساذج هندي وقاقلة وقرفة وراسن وسعد وجوزبَوا وقصب الذريرة وزرنب وإكليل الملك ومرماخور وحب البلسان من كل واحد عشرين درهماً .
ومن السليخة والبسباسة وحبّ الآس وزرشك ولسان العصافير وسنبل من كل واحد أربعة وعشرون درهماً .
ومن الورد اليابس خمسة دراهم ومن الإهليلج الأسود الكابلي والبليلج والأملج من كل واحد ثلاثة أساتير ومن بزر البنج الأبيض وأفيون وأوفربيون من كل واحدٍ ثلاثة دراهم .
جندبادستر إستار .


شيطرج هندي وحسك وزرنباذ وبهمن أحمر وأبيض وراوند صيني وبزر بنج وخولنجان وميعة من كل واحد ثلاثة أساتير .
ومن الفانيذ بوزن جميع هذه الأدوية يخلط ويلتّ بسمن البقر ويعجن بعسل منزوع الرغوة .
للشربة مثقال بماء فاتر .
معجون جالينوس : هذا المعجون يسخن آلات البول من الكل والمثانة ويفتح السدد ويصلح البدن .
أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض وفلفل أسود وحماما وقسط مرّ وسنبل الطيب وقصب الذريرة وساذج هندي وزعفران وبزر الكرفس وأنيسون وعا قر قرحا وبزر الأنجرة وبزر السذاب الجبلي أجزاء متساوية تجمع هذه الأدوية مسحوقة ويعجن بعسل منزوع الرغوة وتستعمل الشربة وزن درهم بماء قشور أصل الرازيانج وقشور أصل الكرفس .
ترتيب معجون آخر لجالينوس : نافع من وجع الكبد والسعال وقذف الدم .
أخلاطه : يؤخذ زعفران ودارصيني من كل واحد وزن درهم مقل أزرق أربعة دراهم أسقلانوس أربعة دوانيق أذخر ثلاثة دراهم قصب الدريرة درهمين سليخة وناردين ومر من كل واحد درهمين ومن صمغ السرو ثلاثة أساتير ومن العسل ثلاث أواق ومن الزبيب المنزوع العجم وزن ستين درهماً ومن الطلاء الجيد ما يكفي يدق وينخل ويعجن بعسل .
معجرن هرمس : النافع من النقرس جداً ومن أوجاع المفاصل وأوجاع الكلية والمعدة والرياح وقروح الأمعاء والاستسقاء واليرقان والحوار واختصاصه بالمفاصل والنقرس والشربة مثقال أو درهمان .
أخلاطه : يؤخذ غاريقون وأسارون ووج وقردمانا وبزر السذاب وأوفربيون وفو وزوفا يابس من كل واحد أوقية .


زراوند طويل وأصل العرطنيثا من كل واحد أوقيتين نانخواة وقرنفل من كل واحد أوقيتين جنطيانا رومي ست أواق حاشا وبزر الكرفس من كل واحد أوقيتين قنطريون دقيق وهو العزيز ثمان أواق سليخة وقسط مرّ ومرّ من كل واحد ثلاث أواق سنبل الطيب وفوتنج جبلي وفطراساليون من كل واحد أوقيتين جعدة وأنيسون من كل واحد ثلاث أواق كمافيطوس وكمادريوس وأسقورديون من كل واحد ثمان أواق تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتشرب في أيام الربيع .
أخلاطه : من نسخة أخرى : يؤخذ غاريقون ووفي وأسارون وقردمانا وبزر السذاب وأوفربيون وفو وزوفا يابس من كل واحد أوقية نانخواة وقرنفل من كل واحد أوقيتين جنطيانا ست أواق حاشا وبزر الكرفس من كل واحد أوقيتين قنطوريون دقيق ثمان أواق قسط وسليخة وزراوند طويل من كل واحد ثلاث أواق مر وسنبل وفوتنج جبلي وفطراساليون من كل واحد أوقيتين فراسيون وجعدة من كل واحد ثلاث أواق كمادريوس وكمافيطوس وأسقورديون من كل واحد ثمان أواق عسل بقدر الكفاية الشربة درهمان أو مثقال واحد في وقت الربيع .
معجون أيضاً لهرمس : ينفع من الزحير إذا سقي منه وزن ثلثي درهم بماء بارد ومن وجع الكبد بماء الجلنجبين وللحمّى بماء فاتر ولوجع المعدة بخل ممزوج ولوجع الكل بخمرة ممزوجة ولسائر الأوجاع والخناق بماء فاتر وإن لم يكن به حمى فبطلاء ممزوج ولنزف الدم بخلّ ممزوج قدر باقلاة ولوجع الخاصرة بمثله ولاعتقال الأمعاء والرياح بطلاء عتيق ممزوج ويصلح لوجع الرأس والوسواس والجنون إذا سقي بالليل ومن السعال اليابس يسقى في أول الليل بشراب ممزوج ومن لسع الحيات بماء الترنجبين ويطلى على الموضع الملسوع وينفع من السموم القاتله إذا سقي بماء الجنطيانا ولعضة الكلب الكَلِب إذا سقي مع لبن ديودار وزعم واضعه أنه مجرّب .


أخلاطه : يؤخذ من الفلفل الأبيض وبزر البنج من كل واحد خمسة أساتير ومن الزعفران والأفيون عشرة أساتير ومن الأوفربيون والأشق والساذج والعاقر قرحا وأصول اللفاح والفيجن والسليخة والسنبل وبزر الكرفس من كل واحد ستة أساتير .
ومن عيدان البلسان ثلاثة أساتير ومن العسل المنزوع الرغوة بقدر الكفاية يعجن ويستعمل كما وصفنا .
الكاسكبينج : هو معجون كثير المنافع ينفع من أمرإض الأطفال والصبيان وصرعهم ولقوتهم وفي وكزازهم وقولنجهم وينفع الأرحام واختناق الرحم ويعدل زيادة الحيض ويسكّن رياح الرحم .
أخلاطه : يؤخذ سليخة وجفت أفريد وأصل اليبروح وبزر الحرمل وبزر الرازيانج وحب البلسان وزراوند طويل وزراوند مدحرج ومسك وعنبر من كل واحد أربعة دراهم .
هال أربعة عشر درهماً أفيون وقسط وجوزبوا وإهليلج أصفر من كل واحد إثنا عشر درهماً قرنفل أربعة وعشرون درهماً قرفة ومعجون الكسرثا وزرنيخ أصفر وبزر السوس من كل واحد درهمين وجّ ثمانية دراهم سكبينج ودرونج ومر ودهن دسترحان من كل واحد ستة دراهم ناغبشت وبسباسة وسعد زعفران من كل واحد عشرة دراهم مغاث خمسة عشر درهماً ميعة سائلة خمسة عشر درهماً مرداسفرم أو ورق الآس وجوز السرو وبزر الأبهل من كل واحد ثلاثة دراهم يدقّ وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل .
صفة الكسرثا المستعملة فيه : يؤخذ قصب الذريرة وأظفار الطيب وكندر من كل واحد أربعة دراهم أشنة وقرفة وزعفران من كل واحد وزن درهم ميعة أربعة دراهم مسك وعود من كل واحد نصف درهم يعجن بشراب عتيق ريحاني ويترك حتى يتخمر ويستعمل .
مجون المسك : وهو ينفع من الخفقان ومن جميع أمراض السوداء ومن عسر النفس وهو دواء للنفس .


أخلاطه : يؤخذ زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب وكهرباء وبسذ من كل واحد درهم إبريسم نيّ درهم ونصف بهمن أحمر وأبيض وساذج هندي وسنبل وقاقلة وفرنقل وجندبادستر من كل واحد درهم ونصف زنجبيل ودارفلفل من كل واحد دانقين مسكّ تمن درهم يدق الجميع ويعجن بعسل الشربة منه كالحمصة بشراب ريحاني .
معجون مسك آخر : ينفع من وجع الكبد والمعدة وضعفها ويحلل الرياح ويفتّح النفخ .
أخلاطه : يؤخذ مسك وزن درهمين سنبل الطيب وسليخة وساذج هندي ولكّ منقّى وراوند صيني من كل واحد درهمين جنطيانا رومي درهمين زعفران ونانخواه وبزر الكرفس ومصطكى من كل واحد أربعة دراهم دارصيني وزراوند مدحرج من كل واحد ثلاثة دراهم عود هندي وقرنفل ومر من كل واحد وزن درهم ونصف تعجن هذه الأدوية دواء المسك بأفسنتين : وهو نافع من الخفقان والوسواس وأورام الحنجرة ويجفّف بلة المعدة .
أخلاطه : يؤخذ أفسنتين وصبر من كل واحد ثمانية دراهم راوندصيني ثمانية دراهم نانخواة زعفران وبزر الكفرس من كل واحد أربعة دراهم مسك وناردين وساذج ومر من كل واحد وزن درهمين وجندبادستر درهم ونصف يخلط ويعجن بعسل .
دواء مسك آخر : ينفع من السوداء الصفراوية .
أخلاطه : يؤخذ مصطكى وزعفران من كل واحد درهم ونصف فقّاح الأفسنتين وباذرنجوية وأفتيمون من كل واحد وزن درهم عود وسك من كل واحد درهم ونصف مسك نصف درهم زرنباذ ودورنج من كل واحد درهمان لؤلؤ وكهرباء وبسذ وإبريسم من كل واحد ثلاثة دراهم صبر أربعة وعشرون درهماً عسل بقدر الكفاية الشربة التامة درهمان بماء فاتر .
دواء المسك الحلو : النافع من الخفقان وأمراض السوداء وعسر النفس ومن الصرع والفالج واللقوة والريح .


أخلاطه : يؤخذ زرنباذ ودرونج من كل واحد وزن درهم لؤلؤ وكهرباء وبسذ وحرير خام محرق من كل واحد درهم ونصف بهمن أحمر وأبيض وساذج هندي وسنبل وقاقلة وقرنفل وجندبادستر وأشنة من كل واحد نصف درهم زنجبيل ودارفلفل من كل واحد أربعة دوانيق مسك دانق ونصف تدق الأدوية وتنخل وتعجن بعسل شهد خام لم تصبه النار " للواحد ثلاثة من عسل ويرفع في إناء ويستعمل بعد شهرين .
دواء حسك آخر : ينفع تلك المنافع .
أخلاطه : تأخذ من الزرنباد والدرونج واللؤلؤ الصغار والكهرباء والبسذ من كل واحد ثلاثة دراهم ومن الابريسم الخام درهمين ومن البهمن الأبيض والأحمر والسنبل والساذج والقاقلّة والقرنفل من كل واحد أربعة دراهم وأربعة دوانيق ومن الأشنة والدارفلفل والزنجبيل من كل واحد وزن درهم ودانقين ومن جندبادستر دانقين ومن المسك الجيد وزن مثقال يقرض الابريسم قرضاً مصغراً حتى يصير مثل الغبار ثم يجمع في الهاون مع اللؤلؤ والبسذ والكهرباء ويسحق سحقاً ناعماَ وتدقّ سائر الأدوية وتعجن بالشهد الشربة منه وزن نصف مثقال بماء فاتر .
دواء مسك آخر : ينفع تلك المنافع .
أخلاطه : يؤخذ من الأفسنتين والصبر من كل واحد ثمانية دراهم سنبل ومسك وساذج ومرصاف من كل واحد وزن درهمين راوندصيني ستة دراهم نانخواة وبزر الكرفس وزعفران من كل واحد أربعة دراهم جندبادستر وزن درهمين ونصف يدق ويعجن بعسل الشربة التامة مثقال .
الشجرينا الكبير : هذا الدواء مجرّب نافع من جميع الأمراض الباردة والرياح الغليظة ووجع الأسنان وتأكلها ومن برد المعدة وبطء الإستمراء والقولنج وعسر البول من البرد والبلغم ومخاطيّة البول .
أخلاطه : يؤخذ جندبادستر وأفيون ودارصيني وفو ومو ودوقو من كل واحد درهم فلفل ودار فلفل وقنة وقسط من كل واحد ستة دراهم زعفران نصف درهم يذاب ما يذوب بماء العسل وتدق اليابسة وتحل القنة مع العسل وتعجن وتستعمل بعد ستة أشهر .


أخلاطه : من نسخة أخرى : يؤخذ جندبادستر وفلفل أسود وزعفران ومو وفو ودوقو وأسارون وأفيون وفلفل أبيض وبارزذ من كل واحد وزن درهمين قسط وزن درهم دارصيني وزن درهمين يدق وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة .
الشجرينا الصغير : وهو في معناه .
أخلاطه : تأخذ من الجندبادستر والأفيون من كل واحد عشرة دراهم ومن الدارصيني والمو والفو والدوقو والأسارون من كل واحد عشرة دراهم ومن الفلفل ودارفلفل والقنة والمر والقسط من كل واحد ستين درهماً ومن الزعفران ربع أوقية .
وفي نسخة أخرى : من الزنجبيل أوقية ومن الميعة السائلة ثلاث أواق .
وقي نسخة أخرى : جندبادستر وفلفل أسود وزعفران ومو وفو ودوقو وأسارون وأفيون ودارصيني وفلفل أبيض من كل واحد درهم .
قسط وزن درهم تدق الأدوية وتعجن بعسل وتعتق ستة أشهر الشربة نصف مثقال بماء فاترعلى الريق .
وفي نسخة أخرى : الشربة ما بين دانق إلى مثقالين .
وفي نسخة أخرى : الشربة مثل فلفلة وقيل أنه يسحق قيراط ويطلى للسموم والرياح في الأرحام وقلة الولد والحيض يذاب منه مثل الفولة بدهن السوسن ويحتمل بصوفة ويذاب منه بدهن زئبق وتشم منه المرأة ويدخن به أيضاً ولوجع الصدر والسعال والكليتين ومن تعسر البول من الأبردة يشرب منه مثل الحمصة بطلاء صرف وللتخمة مثقال بطلاء صرف .
أمروسيا ومنافع ذلك : وهو النافع من ضعف الكبد والطحال وصلاتهما ويفتح السدد ويدر البول ويفتت الحصاة في الكل ومنفعته في ابتداء الاستسقاء عظيمة .
أخلاطه : يؤخذ دوقو وهو بزر الجزر البرّي وكمون كرماني وعيدان البلسان وسليخة وقردمانا وفقاح الأذخر وبزر الكرفس من كل واحد وزن درهم .
دارفلفل وقسط من كل واحد نصف درهم فلفل أبيض نصف درهم مر وزن ثلائة دراهم حب الغار عشرة عدداً وج وزعفران من كل واحد وزن درهمين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة منه بقدر البندقة بماء حار .
أنقرديا وهو البلاذري : وهو نافع من الزمانة .


أخلاطه : يؤخذ أهليلج أسود وبليلج وأملج من كل واحد ستة وثلاثون درهماً شونيز أربعة وعشرون درهماً طباشير وزن ستة دراهم هال وزن سبعة دراهم سعد ستة دراهم بلافر ستة دراهم فلفل ودار فلفل وزنجبيل وفلفلموية وأنيسون من كل واحد إثنا عشر درهماً يدق وينخل ويخلط معه فانيذ وزن ستمائة درهم محلولاً بالماء الحار بقدر ما يكتفي وتعجن الأدوية ويدفن الإناء الذي فيه الدواء في الشعير ستة أشهر ثم يستعمل .
معجون بلاذري : ينفع من جميع أوجاع المعدة ومن الصداع العتيق واللدوار المعدي والجنون والهذيان ووجع الصدر والكبد والطحال والكل والمزاج البارد وأوجاع الأرحام والنقرس والجذام وأمراض السوداء .
أخلاطه : يؤخذ سنبل ومو وزعفران وسليخة وساذج وأفتيمون وأذخر وحب البلسان وراوند وقرنفل وحب البان وزنجبيل وصبر ومقل ومر ودهن البلسان من كل واحد أوقية مصطكى وعسل البلافر وغاريقون من كل واحد ثمانية غرامات أصل السوسن الاسمانجوني أوقيتين قشور أصل الرازيانج ثلاثة أرطال خل ثلاثة أقساط تنقع قشور أصول الرازيانج بالخل ثلاثة أيام ويلقى في القدر ويغلى عليه ثلاث غليات خفيفة ويصفى وتعصر الأصول ويضاف إلى ذلك الخل رطل ونصف عسلاً ويغلى بنار لينة على فحم حتى يغلظ قليلاً وتخلط معه الأدوية والشربة وزن درهم بما يوافق من الأشربة .
معجون آخر بلاذري : ينفع من الفالج ونحوه ومن اللقوة والاسترخاء ويجلو الدماغ ويذكيه .
أخلاطه : يؤخذ سنبل وسليخة وساذج هندي ومو وزعفران وشيح أرمني وأفتيمون وفقاح الأذخر وراوند صيني وحبّ البلسان .
وقرنفل من كلّ واحد وزن درهمين .
وحبٌ البان المقشر وزنجبيل من كَل واحد أوقية .


ومن الكيا وصعسل البلافر وفوفل من كل واحد ثلاثة دراهم غاريقون وزن درهمين وفي نسخة سابور ثمانية دراهم وصبر سقوطري أوقية إيرسا أوقيتين قشور عروق الرازيانج ثلاثة أرطال خل ثقيف تسعة أرطال تنقع القشور في الخل ثلاثة أيام متوالية وتطرح حينئذ في القدر وتغلى ثلاث غليات بنار وسط ثم يصفّى وتطرح القشور ويعاد الخل في القدر ويصبّ يه من العسل عشرة أرطال ونصف ويطبخ بنار لينة حتى يغلظ وتذرّ عليه حينئذ الأدوية المدقوقة المرضوضة ويخلط ويستعمل هذا المعجون بعد ستة أشهر الشربة التامة وزن درهم بماء فاتر .
أرسطون الكبير وتأويله الفاضل : النافع من برد الجسم ومن السل ووجع البطن والحمى المختلطة ومن الربع والقولنج ووجع الرحم .
أخلاطه : تأخذ من الأوفربيون والزعفران والسليخة والحماما والأفيون والقاقيا والقسط والمر والسنبل والصمغ العربي وبزر الخروع وبزر الحندقوقي وبزر الجرجير وحب الأنجرة والمقل والكندر والدبق والسمّاق والكبريت الأصفر والميعة السائلة والفلفل الأبيض من كل واحد خمسة دراهم .
عاقر قرحا وبزر العرطنيثا وهو آذريون والورد اليابس وبزر الفيجن وبزر الكرفس وبزر الأترج ونانخواة وبزر الطرخشقوق من كل حد أربعة دراهم .
وبزر الحوك عشرة دراهم بزر البنج عشرة دراهم قرطم وزنجبيل من واحد وزن درهمين ومنهم من لا يطرح فيه الفلفل وتدق اليابسة وتنقع النديّة بخمر ريحاني ثلاثة أيام حتى ينحل ويصير مع العسل وحينئذ يصب عليه من دهن البلسان الفائق أوقية وينصب على النار في قدر حجارة ويوقد تحته حتى يغلي غليتين ثم ينزل عن النار ويعتق ستة أشهر الشربة الكاملة وزن مثقال وكل ما عتق كان أجود .
أخلاطه : يؤخذ من الأفيون وزن أربعة دراهم أقاقيا وفلفل من كل واحد أوقية عاقر قرحا وزن ثلاثة دراهم حماما خمسة دراهم سليخة أربعة دراهم زعفران ثلاثة دراهم كبريت أصفر أوقية أوفربيون ثلاثة دراهم سنبل أوقية يدق وينخلى ويعجن بعسل .


دحمرثا : وهو النافع من سدد الكبد والطحال وبرد الأرحام والسعال الرطب والربع وضيق النفس واليرقان السدي والاسترخاء .
أخلاطه : يؤخذ من بزر حرمل منُّا ونصف ولبان عشرة دراهم زراوند طويل وراوند صيني من كل واحد عشرون درهماً زرنباذ ودرونج من كل واحد وزن أربعة دراهم مصطكى وحب البلسان وزعفران وإكليل الملك وسنبل الطيب من كل واحد عشرة دراهم أفيون وزنجبيل وقسط وسليخة من كل واحد ثلاثة أساتير سعد عشرة أساتير صبر أسقوطري أربعة عشر درهماً قرنفل وزن ستة دراهم خربق أبيض وورد أحمر يابس وشونيز من كل واحد ستة أساتير فلفل وزن عشرة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وتستعمل .
صنعة باذمهرج : منافعه كمنافع الدحمرثا .
أخلاطه : يؤخذ زرنباذ ودرونج وأفيون وجندبادستر وعاقر قرحا وفلفل ودار فلفل وسليخة وهرم المجوس وبزر البنج وقسط ولبنى وجاوشير وزعفران من كل واحد ستة دراهم حلبة ثمانية دراهم لؤلؤ وزن درهمين قنة ومرّ من كل واحد إثنا عشر درهماً يدق وينخل ويعجن بعسل .
صنعة معجون الغياثي : ينفع من وجع الرأس العتيق ويسقى بشراب ممزوج مع العسل والماء الفاتر وينفع الذين يصرعون إذا شربوا منه وهو نافع من الهذيان ومن الورم الصلب ويقطع الفضول التي تتحلب إلى العين .
أخلاطه : يؤخذ مر وسليخة ودار فلفل ودارصيني وسيساليوس وحماما من كل واحد وزن أربعة دراهم .
سنبل وفقاح الأذخر من كل واحد إثنا عشر درهماً ومن الزعفران وزن خمسة دراهم ومن الأفيون خمسة عشر درهماً ومن بزر الكرفس الجبلي خمسة وثلاثون درهماً أنيسون وبزر كرفس بستاني من كل واحد عشرون درهماً ومن الفلفل ثمانية وثلاثون درهماً ومن اللبنى والقسط والفوة والأسارون من كل واحد درهم تدقّ وتنخل اليابسة وتنقع الندية بطلاء ريحاني ثم يعجن الكل بعسل الشربة منه وزن درهم بماء فاترعلى الريق .


صنعة معجون أصفر سليم : ينفع من أمراض المرة السوداء والرياح والخفقان وأوجاع الصبيان وأوجاع الأرحام .
أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض وزنجبيل وملح هندي من كل واحد ستة دراهم .
أفيون وأوفربيون وجندبادستر وقرنفل وزعفران ومصطكى وعاقر قرحا من كل واحد خمسة دراهم .
قسط ستة دراهم فاشرا وفاشرستين وسعد وزرنباذ ودرونج وزراوند طويل من كل واحد درهمان .
دهن البلسان وماء الكافور من كل واحد أربعة دراهم تدق اليابسة وتنقع الصموغ بالشراب وتعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة لكل إنسان بحسب مزاجه .
صنعة معجون أسود سليم : ينفع من المس والفالج والولهية والمرة السوداء وجميع العلل الباردة .
أخلاطه : يؤخذ من بزر الحرمل مائة وعشرون درهماً جاوشير ثمانون درهماً شونيز وبارزد وقنابري من كل واحد وزن ستين درهماً وج وسكبينج وأشق وزراوند طويل ومدحرج وخردل ومقل أزرق وخربق وأصل الهندبا وجندبادستر وأصل الحنظل وكبريت أصفر وبزر جرجير وفنجنكشت وسذاب من كل واحد أربعون درهماً .
أفيون وأوفربيون وبنج وفلفل أبيض وكندس وملح هندي أحمر وملح نبطي أسود وأصل السابيزج وهو أصل سابشك وهو اللفاح وأصل البنج وعاقر قرحا ومرّ وصبر ولبان وشيطرج من كل واحد عشرون درهماً .
سنبل ومصطكى وزرنباد ودرونج من كل واحد ثمانية دراهم زعفران ثلاثة دراهم تدقّ اليابسة وتنقع الصموغ في قطران شامي قدر ما يكفيها ثم تدق وتخلط بالأدوية كلها ثم تدفن في الرماد شهرين ثم تستعمل بعد ذلك الشربة ثلاثة مثاقيل للقوي وللوسط مثقالان وللضعيف مثقال وللمرضى مثل الفلفلة .
صنعة معجون أبي مسلم وهو المسمى الغياثي : وهو من المخدرة المسكنة للأوجاع من كل ريح ومن كل دعاء غالب ومن الوسواس وهو من كل وجع نافع مسكن .


أخلاطه : يؤخذ أفيون وبنج أبيض من كل واحد عشرة مثاقيل أوفربيون وزعفران وسنبل وعاقر قرحا وسورنجان وقاقلة ودارفلفل من كل واحد خمسة مثاقيل يدق وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة والشربة نصف مثقال للقوي والكبير واللصغير وزن دانق .
صنعة معجون الثوم : ينفع من البهق والأبردة والخام والبلغم ويزيد في القوة ويصفّي اللون ويصير صاحبه كهيئة الشباب وهو نافع من كل داء ويشرب في الشتاء فيدفىء الجسد ويجفف الدبر ويقيم الطبيعة .
أخلاطه : يؤخذ قفير من حمّص شامي وينقع ليلة في ماء عذب ثم يطبخ بنار لينة حتى يسود ماؤه ويتفتّت الحمص ثم يصفنى ماؤه ثم يؤخذ الثوم فينقّى حبة حبة ثم اطبخه به حتى ينضج الثوم ويصير مثل الدماغ ثم صبّ عليه لبن بقر حليب قدر ما يغمره بقدر أربع أصابع ثم اطبخه بنار لينة مثل السراج حتى ينشف اللبن أو يكاد ثم يصب عليه سمن حديث بقري بقدر ثم يطبخ بنار لينة مثل السراج حتى ينشفه ثم اعجنه في قدر نحاس حتى يصير مثل العجين ثم صب عليه غمره بقدر أربعة أصابع عسلاً أبيض صافياً فاطبخه كذلك حتى ينعقد أو يكاد ثم اجعل على كل رطل من الثوم إثني عشر مثقالاً تودري أبيض وأحمر وثلاثة مثاقيل فلفلاً وعشرة مثاقيل حبقاً وعشرة مثاقيل كمّوناً كرمانياً وأصبت في الحاشية وعشرة مثاقيل خولنجان ومثله دارصيني وخمسة مثاقيل دارفلفل تدقّ هذه الأدوية وتطرح عليه وتخلط وتجعل في جرة خضراء ويؤخذ منه مثل الجوزة على كل حال .
معجون الأثاناسيا الكبرى التي بكبد الذئب : النافع لأوجاع الكبد والطحال والمعدة والرياح والدوسنطاريا والسعال المزمن .
وللذين يتقيؤون الدم .
وهو مسكّن للأوجاع كمعجون فيلن يعني الفلونية الرومية ومن الخدر والاختلاف والنزف ووجع الكليتين ورياح الكليتين والمثانة والربو والسعال .
وينقّي الصدر وينفع كالمرهم على البواسير والشربة من ربع مثقال إلى نصف مثقال .


أخلاطه : يؤخذ زعفران ومر وأفيون وجندبادستر وبزر البنج وقسط وقردمانا وخشخاش وسنبل وغافت وكبد الذئب والقرن الأيمن من قرني المعز محرقاً أجزاء سواء .
يدق ما يدق منها ويذاب ما يذاب بالشراب ويعجن بعسل منزوع الرغوة بعد ستة أشهر .
منافعه تلك بعينها .
أخلاطه : يؤخذ ميعة وزعفران وقسط وسنبل وأفيون وسليخة من كل واحد أربعة دراهم .
عصارة الغافت ثمانية دراهم أصل السوسن إثنا عشر درهماَ عسل بقدر الكفاية والشربة كالبندقة بما يوافق من الأشربة .
وفي نسخة أخرى زيادة دواءين وهما : المر وعيدان البلسان من كل واحد أربعة دراهم .
صنعة معجون دواء الكركم : ينفع من ضعف الكبد والطحال والمعدة وصلابتها ومن ابتداء الاستسقاء ويمنع كونه ويحسن اللون جداً وينفع من أكثر الأمراض المزمنة .
أخلاطه : يؤخذ سنبل الطيب ومرّ وسليخة وقسط وفقّاح الأذخر ودارصيني وزعفران من كل واحد جزء يدق وينخلج وينقع المر يوماً وليلة بمثلث ويخلط الجميع ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويرفع في إناء ويستعمل .
وفي نسخة أخرى بدل السنبل ناردين .
دواء الكركم من صنعة " جالينوس " : ينفع من الأوجاع العتيقة التي تكون في الكبد والطحال من البرد والغلظ ويفتح السدد العارضة في جميع اَلات الغذاء ويطرد الرياح الغليظة عنها ويدر البول وينفع من جميع أوجاع الكل والمثانة والرحم العارضة من المواد الغليظة ومن الصلابة التي تكون فيها ومن الاستسقاء .
أخلاطه : يؤخذ من الزعفران .


وزن إثني عشر درهماً ومن الفو والمو من كل واحد أربعة دراهم ومن السنبل ستة دراهم أنيسون ودوقو وأسارون وراوند صيني وفطراساليون من كل واحد أربعة دراهم ومن القسط والسليخة وفقاح الأذخر وحب البلسان من كل واحد وزن درهم ومن الفوة درهمين ومن عصير السوس والغافت والجعدة وسقولوقندريون من كل واحد ثلاثة دراهم ومن دهن البلسان نصف أوقية ومن المرِّ وزن أربعة دراهم وفي نسخة أخرى بدل حب البلسان حب البان درهم كِبَر رومي وزن ثلاثة دراهم يدق وينخل ويعجن بعسل بعد أن يلت بدهن البلسان الشربة وزن درهم بشراب العسل .
صنعة دواء اللكّ الأكبر : ينفع منافع دواء الكركم ويفتّت الحصا .
أخلاطه : يؤخذ ثمانية دراهم من لوز مرّ مفشّر دارصيني وساذج وقرنفل من كل واحد خمسة دراهم كمافيطوس ومو وفو ومرّ وزوفا يابس من كل واحد أربعة دراهم سنبل إثنا عشر درهماً دوقو وبزر الكرفس وفطراساليون وكمون كرماني وزنجبيل من كل .
واحد ثمانية دراهم جنطيانا زراوند مدحرج من كل واحد سبعة دراهم زعفران ثلاثة دراهم أسارون سبعة دراهم فوة خمسة عشر درهماً حب البلسان وسليخة ومصطكى وقصب الذريرة ومقل من كل واحد سبعة دراهم ربّ السوس إثنا عشر درهماً ونصف راوند خمسة عشر درهماً جعدة وأذخر من كل واحد ثلاثة دراهم فلفل وقسط من كل واحد عشرة دراهم سيساليوس دهن البلسان من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف تدق اليابسة وتنخل ويذاب ما يذاب بالشراب الريحاني ويعجن بالعسل بقدر الكفاية والشربة كالبندقة بما يصلح من الأشربة .
صنعة دواء اللك الأصغر : ينفع من ضعف الكبد والمعدة وبردهما وصلابتهما وصلابة الطحال ويفتّح السدد .
أخلاطه : يؤخذ اللك وقسط وحبّ الغار وترمس وحلبة وفلفل ومن كل واحد درهمان راوند ثلاثة دراهم عسل بقدر الكفاية الشربة وزن درهم بماء طبيخ الأفسنتين وفي نسخة بدل حب الغار فقاح الأذخر .
صنعة القوقي : ينفع من السعال وصلابة الكبد والشوصة .


أخلاطه : يؤخذ مر وبناست من كل واحد أربعة دراهم سنبل وزعفران ودارصيني وسليخة من كل واحد وزن درهم فقاح الأذخر وقصب الذريرة ومقل من كل واحد وزن درهمين ونصف .
وفي بعض النسخ بدل المقل أصفالانوس زبيب كبار منزوع العجم والقشر خمسة وعشرون درهما عسل يقدر الكفاية الشربة وزن درهم بطبيخ الزوفا ينقع ما ينتقع من الأدوية مع الزبيب بشراب ريحاني وتدق اليابسة وتنخل ويحلّ البناست مع العسل ويخلط الجميع ويضرب .
صنعة الفلونيا الرومي الطرسوسي : ينفع من أمراض كثيرة وخاصة من أوجاع القولنج وهو مسكن للاوجاع هذا كلام " سرانيون " .
قال " جالينوس " في الميامر حكاية عن دواء فيلون أنه قال أنا من استنباط " فيلون " الطبيب الطرسوسي ومنفعتي لمن قسم له الموت منفعة عظيمة وأصلح للأوجاع الحادثة في علل كثيرة وذلك أنه إن حث في المعي المسمى قولن وهو وجع القولنج وسقي صاحب الوجع مني مرة واحدة سكن وجعه وإن أسقيت لمن به عسر البول أو به حصاة تؤذيه نفعته وأبرىء الطحال أيضاً ونفس الانتصاب المؤذي والسل والتشنج ووجع الجنين المخوف وإن سقيت لن ينفت الدم أو يتقيأ الدم حلت بينه وبين الموت وحجزته عنه وأسكن كل وجع يحدث في الأعضاء أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض وبزر البنج من كل واحد عشرون مثقالاً أفيون عشرة مثاقيل زعفران خمسة مثاقيل أوفربيون وسنبل وعاقر قرحا من كل واحد مثقال عسل منزوع الرغوة بقدر الكفاية الشربة كالحمصة بماء فاتر .
صنعة الفلونيا الفارسي : النافع من نزف الطمث والبواسير وانحلال الطبيعة وانبعاث الدم واللاتي تحضن من الحبالى والرياح العارضة في الأرحام ويحفظ الأجنة ويشد فم الرحم .


أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض وبزر البنج من كل واحد عشرون درهماً أفيون وطين مختوم من كل واحد عشرة دراهم زعفران خمسة دراهم أوفربيون وسنبل وعاقر قرحا من كل واحد وزن درهمين جندبادستر درهم زرنباذ ودرونج ولؤلؤ غير مثقوب ومسك من كل وأحد نصف درهم كافور دانق ونصف عسل منزوع الرغوة مصفى بقدر الكفاية الشربة صزن درهم بما يوافق من الأشربة .
معجون الكاكنج : النافع من القروح في .
المثانة والكل وللذين يبولون الدم وهو مجرب .
أخلاطه : يؤخذ بزر البني وبزر الكرفس وبزر الرازيانج من كل واحد سبعة دراهم حب القثاء خمسة دراهم وفي نسخة أخرى حبّ القثاء درهمين شوكران وبزر الحماض وأفيون وحب الصنوبر مقلو وزعفران وبندق مشوي ولوز مر مقلو من كل واحد ثلاثة دراهم حبّ الكاكنج الجبلي الكبار خمسة وعشرون عدداً كثيراء أربعة دراهم يدق وينخل ويعجن بالميبختج الشربة وزن درهم بخنديقون أو بماء العسل بعد ستة أشهر .
صنعة دواء الخطاطيف : النافع من أوجاع الحلق والخناق وأوجاع ما فوق الشراسيف .
أخلاطه : يؤخذ أنيسون وبزر الكرفس ونانخواه وفقاح الأذخر وأصل السوسن الاسمانجوني ودارصيني وحماما وزراوند طويل وشب يماني وبزر الحرمل ومر وأصل السوسن وسليخة وزعفران من كل واحد أوقية .
معجون قرقومغما وبزر الورد والورد اليابس من كل واحد أوقيتان قسط ورماد الخطاطيف الحديث من كل واحد ثلاث أواق سنبل ونشاستج الحنطة من كل واحد نصف أوقية عفص فج متوسط في المقدار عشرة عدداً يدق وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل ويؤخذ منه مقدار عفصة فيداف بماء العسل أو بماء الشعير أو بطبيخ الورد والعدس وأصل السوسن ويتغرغر به ويستعمل أيضاً بالطلاء ثلاث أو أربع مرات في اليوم .
يؤخذ زعفران ودارصيني من كل واحد درهمان ورد يابس وحماما وقسط من كل واحد درهم مرّ أربعة دراهم أصل السوسن وساذج هندي من كل واحد درهمان ونصف يدق ويعجن بشراب ويقرص أقراصاً ويجفف في الظل .


صنعة دواء الكبريت : لعل هذا الدواء يعدل الترياق فينفع من الحميات الدائرة الباردة ومن حمى الربع وحمى البلغم والسعال خصوصاً العتيق ونفث المدة وضيق النفس وينفع من الكزاز وينفع من الاستسقاء والطحال ويدرّ البول ويخرج الحصاة ثم ينفع مر لسوع الحيات والعقارب منفعة بيّنة ويخلص من آفة الأدوية القتالة .
أخلاطه : يؤخذ كبريت أصفر وبزر بنج أبيض وقردمانا وميعة ومرّ من كلواحد ثمانية دراهم سذاب وقسط من كل واحد عشرة دراهم أفيون وزعفران من كل واحد وزن درهمين سليخة إثني عشر درهماً فلفل أبيض إثنين وعشرين درهماً تدق الأدوية وتعجن بالعسل وتستعمل بعد سنة ويسقى المريض منه قبل دور الحمى على قدر سِنِّه ومن كناش يوحنا من نصف درهم إلى مثقال والشربة المتوسطة درهم .
معجون الحلتيت : ينفع من أدوار الحمّيّات ويزيل حمّى الربع عند النضج ويدفع ضرر اللسوع خاصة العقرب والرتيلاء ونحوهما .
أخلاطه : يؤخذ حلتيت وفلفل ومر وورق السذاب أجزاء سواء يعجن بعسل الشربة منه وزن درهم في لسع العقارب بالشراب وفي الحمّى بالسكنجبين قبل الدور بساعة .
صنعة معجون الملح الهندي : ينقي المعدة ويحبس القذف البلغمي والسوداوي ويشفي الدوار الكائن من البلغم والسود اء .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أسود وبليلج وأملج وهليلج كابلي وأسطوخودس من كل واحد ثلاثة دراهم أفتيمون أربعة دراهم ملح هندي درهمان أيارج فيقرا عشرة دراهم غاريقون أربعة دراهم يدق وينخل ويعجن بالسكنجبين الشربة وزن ثلاثة دراهم بالغداة على الريق بماء فاتر .


معجون القسط : النافع من أوجاع الكبد والمعدة : أخلاطه : يؤخذ دارصيني وسليخه وقسط من كل واحد وزن ثلاثون درهماً أنيسون وبزر الكرفس من كل واحد عشرة دراهم أسارون وزن تسعة وعشرين درهماً زعفران وزن ثمانية دراهم راوند صيني ومر من كل واحد وزن عشرة دراهم فقاح الأذخر أربعة وعشرون درهماً ينقع المر بطلاء ويصفى ويلقى على الأدوية ويعجن بعسل النحل المنزوع الرغوة للواحد ثلاثة ويستعمل .
صنعه معجون قباذ الملك : النافع من أوجاع المفاصل والنقرس والمسكن لأوجاعهما والمانع لهما من الحدوث ومن الحمى العتيقة ووجع الطحال والرياح الغليظة وعسر النفس والسعال وقروح الأمعاء والغشي وأوجاع العين والحلق إذا شرب يومين ويحفظ البدن من الأوصاب والأمراض .
أخلاطه : يؤخذ بزر السذاب البري وفراسيون وأسقورديون وكمافيطوس وجاوشير وجنطيانا رومي واسطوخودس وقردمانا وميعة سائلة من كل واحد خمسة مثاقيل .
مر وزعفران وقسط مر وفلفل أبيض وأذخر وسنبل الطيب وأوفربيون وقشور أصل اللفاج وأشق وفوتنج وبزر الرازيانج وبزر الجزر البزي الإقليطي وورد أحمر يابس منزوع الأقماع وحبّ البلسان من كل واحد ثلاثة مثاقيل .
دارصيني ثمانية مثاقيل من السليخة أوقية وعصارة الغافت وكاشم وبزر الحندقوقي وصمغ اللوز من كل واحد أربعة مثاقيل أفيون وبزر البنج من كل واحد ستة مثاقيل تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة منقوعاً منها ما انتقع إما بشراب جيد صاف وهو الأصل أو بجمهوري وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء القفطرغان الأكبر : ينفع من إسقاط الأجنة وأوجاع النساء ومن جميع الأمراض وهو دواء هندي .


أخلاطه : يؤخذ أفيون وزن أربعة أساتير وأربعة دوانيق أوفربيون ثمانية دراهم أقاقيا وزن خمسة أساتير وزن درهمين وثلثي درهم حماما وزن ثلاثة أساتير وأربعة دوانيق قسط مر إستارين فلفل إستارين وأربعة دوانيق عاقر قرحا وزن ستة دراهم الفاشرا وهو الهزارجشان وفاشرستين وهو ششبندان من كل واحد أربعة دراهم إبريسم نيء وزن إستارين فضة محرقة وزن ستة دراهم ورد أحمر يابس منزوع الأقماع وزن ستة دراهم بزر السذاب أربعة دراهم بزر الكرفس استارين مسك ستة دراهم نانخواة أربعة دراهم بزر البنج الأبيض تسعة أساتير ودرهمين فقاح الكرم وزن أربعة دراهم قشور أصل الكرفس وزن ثلاثة أساتير ودرهمين بزر البقلة الحمقاء عشرة أساتير حب الخروع مقشر ثمانية أساتير كبريت أصفر خمسة أساتير صمغ وزن ثلاثة أساتير ووزن درهمين ميعة سائلة وزن ثلاثة أساتير ووزن درهمين وأربعة دوانيق مقل أزرق إستارين كندر ذكر خمسة أساتير ووزن درهمين قنة تسعة أساتير ودرهمين وأربعة دوانيق دبق منقى خمسة أساتير وأربعة دوانيق آس إستارين مصطكى ثلاثة أساتير وأربعة دوانيق زراوند مدحرج ثلاثة أساتير وأربعة دوانيق أصل السوسن الاسمانجوني ثلاثة أساتير ودرهمين قردما ستة أساتير أصول الكاكنج وزن ستة دراهم ساذج هندي ثلاثة أساتير وأربعة دوانيق حب البلسان وقصب الذريرة وسليخة وزرنباذ ودرونج من كل واحد إستارين لفّاح وزن أربعة دراهم دارصيني ستة دراهم أسارون أربعة دراهم قاقلة خمسمائة حبة صحاح قرنفل ذكر خمسة أساتير قرنفل أنثى ثلاثة أساتير أفروذيجان أستارين ودرهمين قرفة إستارين خولنجان أربعة دراهم لؤلؤ غير مثقوب خمسة دراهم بسذ إستارين ودرهم زراوند طويل تسعة أساتير زوفرا وزن درهمين وج أبيض إستارين ودرهمين شيطرج هندي إستارين زنجبيل وفلفل أبيض من كل واحد خمسة أساتير أطموط ويوربارد كل واحد إثنا عشر درهماً سوربارد إستارين ودرهمين وأربعة دوانيق بهمن أبيض وأحمر من كل واحد إستارين


وأربعة دوانيق مرارة البقر وزن درهمين مرارة الذئب ومرارة الدب ومرارة الغراب من كل واحد وزن درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة منقوعاً منها ما انتقع بشراب سبعة أيام وبعد ذلك تلقى عليه الأدوية المسحوقة وتعجن بعسل منزوع الرغوة ودهن البلسان ثلاثة أساتير ويكون قدر الشراب المنقوع فيه الأدوية قدر ما يذاب فيه الأدوية ويصير كاللعوق ويصر في قدر حجارة أو فخّار نظيف ويغلى خمس أو ست غليات وينزل عن النار ويبرد ويرفع في إناء زجاج وبعد ذلك تؤخذ ضبعة عرجاء أنثى هرمة وتُشَدّ يداها ورجلاها بعضهما إلى بعض وتصير في قدر نحاس ويلقى عليها ترمس أبيض وشبث من كل واحد كف ويلقى عليها من الماء العذب قدر الحاجة ويغطى فم القدر وتطبخ بنار لينة حتى تتهرى وبعد ذلك تنزل عن النار ويصفى المرق ويؤخد وينقى جلدها وعظامها وشعرها ويعاد المرق إلى قدر نظيفة ويلقى عليها دهن البلسان ودهن الناردين قدر أسكرجة من كل واحد ويطبخ بنار لينة حتى يبقى منه الثلث ثم يلقى عليه عسل قدر المرق ويطبخ حتى يغلظ ويصير كقوام العسل الغليظ ثم تلقى عليه الأدوية المعجونة الموصوفة في صدر الصفة ويبرد ويرفع في إناء زجاج ويترك ستة أشهر ويستعمل بعد ذلك ولا يستعمل من قبل فإنه يقتل .
القفطرغان الأصغر : أخلاطه : يؤخذ من حبّ البلسان درهمان زعفران وزن عشرة دراهم مسك وزن دانقين دبق أبيض أربعة دراهم أفيون خمسة عشر درهماً كندس درهمان فلفل عشرة دراهم إبريسم نيء درهم بزر البنج عشرة دراهم .
أوفربيون سبعة دراهم حماما وقشور أصل اللفاح من كل واحد درهمين .
أشنة وسليخة وأشق ولبان وأصل السوس وعيدان البلسان وشحم الحنظل وززنجبيل وسكبينج وجاوشير ودارصيني وجندبادستر وهزارجشان وششبندان وشيطرج هندي من كل واحد وزن درهمين .


بزر الحرمل وقرنفل وساذج هندي وشحم الكركدن ومرارة الفيل من كل واحد أربعة دراهم ذهب وفضة من كل واحد وزن دانق مسحوقة منخولة زرنباذ ودرونج وكافور من كل واحد وزن ثلاثة دراهم سنبل الطيب وزن ثمانية دراهم قسط مر وزن أربعة دراهم كراويا وزن درهمين زراوند مدحرج وزن درهم نانخواة وصعتر فارسي وأصول الزوفرا وحبّ الكبر من كل واحد وزن درهم قاتل أبيه وسكر وحب الغار ودم الأخوين من كل واحد وزن درهمين ملح هندي وأشنان ذكر من كل واحد وزن درهمين كبريت بحري وزن درهم برنج وفلفل من كل واحد وزن درهمين خيار شنبر منقى من القصب والحبّ وقير وبول وطاليسفر وأصول الشهدانج وأرز من كل واحد وزن درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة منقعاً منها ما انتقع بشراب وتعجن بعسل منزوغ الرغوة وتستعمل بعد ستة أشهر .
الكلكلانج الأكبر : ينفع من استرخاء المعدة وبردها ومن الحميات المتقادمة والغشي وعسر البول والبرص والبهق والسهر ولكسر العظام والسعال الرطب وللمسلولين إذا لم تكن حمى ولمن قد برد بدنه وللبواسير والمطحولين إذا لم تكن حمى والدبيلة والقولنج وللمستسقين وللمرأة التي تمرض في أخلاطه : يؤخذ إهليلج أسود وبليلج وشير أملج وفلفل ودارفلفل وزنجبي صيني وشيطرج وفلفلمويه وملح هندي وملح أحمر وملح نبطي وملح العجين وملح أندراني ولسان العصافير وسعد وهال وقرفة وبرنج وصعتر فارسي وشونيز وحب النيل وكمون هندي وساذج هندي وبزر الكرفس وكسفرة يابسة .
ووجدنا في بعض النسخ هذه الأدوية أيضاً هشفيقل وهو حشقيقل وأطموط وهو كشت بركشت من كل واحد أربعة دراهم جاوشير ثمانية دراهم تربد رطل وأربعة أساتير زبيب منزع العجم مائة مثقال أملج مائتي مثقال فانيذ ستة أرطال ونصف شيرج ثلاثة أرطال .


وفي نسخة أخرى رطل واحد تدق الأدوية وتنخل وتعزل ويطبخ الزبيب على حدته بالماء ويصفى وينقع فيه الخيارشنبر ويدق الأملج دقا جريشاً وينقع بأربعة وعشرين رطلاً ماء يوماً وليلة ويطبخ إلى أن تبقى ثمانية أرطال ويصفى ويرمى بالأملج ويرد ماء الأملج إلى القدر ثانياً ويمرس فيه الخيار شنبر المنقوع في ماء الزبيب مرساً جيداً ويضاف إلى ماء الأملج الذي في القدر ويلقى عليه الفانيذ ويطبخ بنار لينة إلى أن ينحل الفانيذ ويصير الماء في قوام العسل وبعد ذلك يلقى عليه الشيرج ويحرّك إلى أن يختلط بالماء ولا يدبق باليد والثوب ويرفع عن النار وينثر عليه الأدوية المدقوقة وتستعمل والشربة منه ثلاثة مثاقيل أو أربعة لكل إنسان على قدر قوته وسنه .
نافع للمستسقين وأوجاع الكبد والطحال واليرقان والسدد والدبائل وهو صحيح مجرّب .
أخلاطه : يؤخذ أهليلج أصفر عشرون درهماً أهليلج أسود وبليلج من كل واحد خمسة عشر درهماً أملج ثلاثة أرطال تمر هندي خمسين درهماً زبيب منزوع العجم رطل تجمع هذه الأدوية ويلقى عليها ثلاثون رطلاً ماء ويغلى إلى أن يبقى منه ثمانية أرطال ويصفّى ويؤخذ خيارشنبر منقى من قصبه وحبه رطلاً ماء ويغلى إلى أن يبقى منه ثمانية أرطال ويصفّى ويؤخذ خيارشنبر منقى من قصبه وحبّه رطلاً واحداً ويلقىعليه الماء المصفّى ويغلى غلية واحدة ويمرس مرساً جيداً ويصفى بمنخل وتؤخذ أربعة أرطال فانيذ ويلقى عليه الماء ويغلى إلى أن ينحلّالفانيذ ويصير له قوام العسل ثم يلقى عليه دهن شيرج طرياً رطلاً ونصفاً ويخلط به خليطاً جيداً ويغلى غليتين وينزل عن النار .
ويؤخذ لكّ مغسول وسنبل وورد ودوقوا وفطراساليون وفو وراوند صيني وملح هندي وأصل السوسن الاسمانجوني وغاريقون من كل واحد ستة دراهم .
كماذريوس وسيساليوس وزراوند طويل وأسارون ومصطكى وعيدان البلسان وجنطيانا وبرنج مقشّر وسليخة من كل واحد أربعة دراهم .


وعصارة الغافت وعصارة الأفسنتين وسعد وفقّاح الأذخر من كل واحد خمسة دراهم بزر الكشوت وبزر السرمق وأصل السوس ورب السوس وسقمونيا من كل واحد عشرة دراهم بزر الكرفس وقسط ووجّ وبزر الرازيانج أنيسون من كل واحد ثلاثة دراهم تربد أبيض مائة وخمسون درهماً كمّون كرماني أسود أربعة دراهم تدقّ وتنخل هذه الأدوية ويؤخذ مازريون عشرين درهماً ويصبّ عليه رطل واحد ماء دهن شيرج ثلاث أواق ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ثم تلتّ به الأدوية ويلقى على الفانيذ المطبوخ ويخلط خلطاً جيداً ويجعل في إناء نظيف الشربة أربعة دراهم بلبن اللفاح أو بماء الجبن أو بماء عنب الثعلب والكاكنج وسنذكر في نسخة أخرى في
الجملة الثانية .
معجون فيروزنوش : ينفع من الرياح الغليظة والمغص والقولنج والنسيان ويسقى النساء الحوامل لما يعرض لهن من الأمراض الباردة .
أخلاطه : يؤخذ بزر البنج وأفيون من كل واحد عشرين درهماً أوفربيون وعاقر قرحا وسنبل وزعفران من كل واحد سبعة دراهم تدقّ وتنخل وتعجن بعسل وتستعمل بعد ستة أشهر .
صنعة المعجون المعروف بالكندي : وهو نفيس جداً .
أخلاطه : يؤخذ زعفران مثقالين مرّ وأسارون وفو وراوند صيني ودوقو وفطراساليون ومو من كل واحد أربعة مثاقيل سنبل هندي وسنبل رومي من كل واحد ستة مثاقيل قسط وسليخة وفقّاح الأذخر من كل واحد مثقال حب البلسان ثلاثة مثاقيل ونصف فوّة ثمانية مثاقيل رب السوس وأسقولوقندريون وجعدة وعصارة الغافت من كل واحد ثلاثة مثاقيل دهن البلسان ستة مثاقيل أخلاط أندروخورون خمسة مثاقيل عسل بقدر الكفاية الشربة مثل البندقة مع جلنجبين العسل أوقية .
معجون الفودنج : ينفع من أوجاع المعدة والكبد الباردة والاقشعرار الشديد والحميات ذوات الأدوار .


أخلاطه : يؤخذ فودنج نهري وجبلي وفطراساليون وسياليوس من كل واحد وزن عشرين درهماً بزر الكرفس والبابونج وحاشا من كل واحد أربعة دراهم كاشم خمسة عشر درهماً فلفل وزن أربعة وأربعين درهماً وفي نسخة أخرى وزن أربعة وعشرين درهماً يعجن بالعسل ويستعمل .
معجون البزور : ينفع من أوجاع الكبد والطحال والمعدة والرياح المتولّدة في البطن .
أخلاطه : يؤخذ سليخة وحماما وسنبل ونانخواه وبزر الرازيانج وبزر الكرفس وأنيسون وسيساليوس وجندبيدستر وبزر الشبث وزراوند طويل وكِية وأسارون وكراويا أجزاء معجون الياقوت لنا : هذا معجون لنا جربناه على الملوك وأشباههم فعرفنا له منفعة عظيمة خاصة في علل الوسواس والمتوحش والخفقان وضعف القلب .
وقد أقلع منها عللاً مزمنة ما نجعت فيها العالجات ووجدنا له نفعاً كبيراً في علل الدماغ والمعدة والكبد وفي علل الطحال والقولنج خصوصاَ وقد نفع في أوجاع المفاصل والحميات المزمنة .
نسخته : يؤخذ من فتات الياقوت وخصوصاً الأحمر الرمّاني ونحوه وزن مثقال ويجعل في آلة دقّ ويبدأ دقه برفق رفيق ليترضض ثم يؤخذ إلى صلابة ويهيأ عليها سحقاً ثم يؤخذ من حجر اليشب وزن درهم ومن العقيق وزن درهم ومن الذهب المذاب في بوطقة مطلية بالمرداسنج حتى يترتجح الذهب وينسحق وزن دانقين ومن الفضة المزججة برائحة القلعي وزن دانق ويفعل بكل واحد منها من الدق والسحق ما فعل بالياقوت ثم تؤخذ جملتها وتلقى في صلابة وتلتّ في الشراب الريحاني ويسحق حتى يجف ويكرر حتى يصير هباء ثم يؤخذ ويرفع فتكون
الجملة جزءاً واحداً ثم يؤخذ من الغاريقون والأفتيمون والفلفل والزنجبيل والقرنفل والمرزنجوش من كل واحد نصف جزء يؤخذء .
الحجر الأرمني وحجر اللازورد والملح النفطي والزرنباد والدرونج والبهمن ولسان الثور من كل واحد ثلث جزء .


ثم يؤخذ من السنبل الاقليطي وهو الناردين والحماما والوج والساذج والدارصيني الصيني والصعتر وحاشا وزوفا وكمون من كل واحد ربع جزء .
ثم يؤخذ من المشكطرامشيع وفطراساليون والحجر اليهودي وبزر الكرفس والمر والكندر والزعفران والفلفل الأبيض من كل واحد سدس جزء .
ويؤخذ من عظام العاج ثلث جزء فتسحق جميع هذه الأدوية ويطرح عليها كلس الأحجار المذكورة ويسحق ويعجن بعسل البليلج ضعفها وزناً ويقرص من مثقال ويسقى .
معجون آخر من أدوية غالينوس : ينفع من علل قصبة الرئة وقروح الرئة ونفث القيح والدم والمادة المتحلبة إلى الصدر ولعلو النفس .
أخلاطه : يؤخذ صمغ البطم أربعة مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل كندر أربعة مثاقيل مر دارصيني من كل واحد أربعة مثاقيل حماما ثلاثة مثاقيل حب الصنوبر أصول السوس مقشر من كل واحد أربعة مثاقيل سنبل شامي وزن مثقالين ونصف سليخة سوداء وزن ! مثقالين كثيراء لحم النمر الشامي من كل واحد ثلاثة مثاقيل بارزد صاف نقي ثلاثون مثقالاً طين شاموس الذي يقال له الكوكب وقسط من كل واحد أربعة مثاقيل ووجدنا في نسخة أخرى : قسط مثقال عسل فائق أربع قطولاس يطبخ العسل وصمغ البطم في إناء مضاعف فإذا صار إلى حد الثخن فاخلط معه البارزد واطبخه حتى يصير إلى حد إذا قطر منه القطرة لم تنبسط ثم برده والق عليه الأدوية البقية مسحوقة واخلطه واستعمله .
معجون ينسب إلى أرسطوماخس : عجيب للسعال ونفث الدم وقرحة الرئة ومدتها المجتمعة وورمها وخروق العضل وقيء الطعام والهيضة والخلفة وعلل المثانة واختناق الرحم والحميات النائبة يسقى قبل الوقت بساعة وللهزال ورداءة المزاج والسموم المشروبة والملسوعة .
أخلاطه : يؤخذ دارصيني قسط بارزد جندبيدستر أفيون فلفل أسود دارفلفل ميعة من كل واحد أوقية عسل قسط واحد تدقّ الأدوية اليابسة وتنخل .


وأما البارزد فيطبخ مع العسل حتى يذوب فإذا ذاب فليصف وتلقى عليه الأدوية ويصير في إناء زجاج أو إناء فضة ويسقى منه مقدار باقلاة مصرية مع ماء العسل مقدار قواثوسين وقطر عليه بأصبعك دهن حلّ ثلاث قطرات .
معجون ينسب إلى سانيطس : يخرج الرمل في البول وسائر مواد القروح .
أخلاطه : يؤخذ أصول السوس سيساليوس كمادريوس خامدروس هوفاريقون وأولوقون وهو ورق الخامالاون الأسود وحرف وهو بزر اللينابوطيس من كل واحد أربعة مثاقيل .
حماما ثمانية مثاقيل دارصيني إثنا عشر مثقالاً .
لينابوطيس جبلي سنبل هندي زعفران قليقي بزر كرفس جبلي جعدة بزر السذاب البري مكشطرامشيع قريطي من كل واحد مثل ذلك الوزن بعينه .
أصل السوس حجر شامي ذكر وأنثى من كل واحد ستة عشر مثقالاً حرف بابلي أربعة وعشرون مثقالاً بزر الفنجنكشت وحزاء من كل واحد أربعة وعشرون مثقالاً قردمانا ثمانية وأربعون مثقالاً يعجن بعسل مطبوخ ويسقى منه مقدار بندقة بشراب معسّل ممزوج مقدار أربع قواثو .
معون الجنطيانا : النافع من الصلابة والسدد ووجع الكبد والمعدة والطحال والحمّى العتيقة .
أخلاطه : يؤخذ جنطيانا وفلفل من كل واحد عشرة دراهم قسط مرّ وساذج هندي وراوند صيني من كل واحد أوقية يدقّ ويسحق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة حتى يصير بمنزلة العسل الخاثر الشربة منه وزن درهم بماء السذاب المطبوخ .
دواء يسمى عطية الله : هذا الدواء وجد في خزانة ملك يقولون أنه نافع من البواسير وفساد المعدة والأبردة ويشهّي الطعام والجماع ويدرّ ويحفظ الصحة إذا شرب في زمان الربيع أو الشتاء ثلاثة أشهر في كل جمعة من كل شهر .
أخلاطه : يؤخذ من الهليلج الأسود والبليلج والأملج والوجّ الزراوند المدوّر والزراوند الطويل والشقاقل والهال والقاقلة والقرنفل وحبّ البابونج والزنجبيل وسمسم غير منقى من كل واحد وزن ست أواق .


ومن جوزبوا والسنبل والتربد الأبيض والمو والفو والدوقوا والاسارون وبزر الكرفس الجبلي والأوفربيون من كل واحط وزن أوقيتين .
ومن السنى وهو النانخواه ولباب القمح وبزر الكراث والثودري الأبيض والخشخاش والزرنباد والدرونج وعروق الزرشك والحماما والعاقر قرحا والطباشير والسيساليوس والحلتيت المنتن والكمّون الكرماني من كل واحد ثلاث أواق .
ومن الشل والفل والبل والدارصيني والشيطرج الهندي والشيطرج الفارسسي والفلفلموية والأشنة والسعد وأصل النيلوفر والدارفلفل وقرفة الطيب والجندبيدستر من كل واحد وزن خمس أواق .
ومن الجاوشير والسكبينج من كل واحد وزن أربع أواق ومن قشور أصل الكرفس ثمان أواق .
ومن خبث الحديد المنقّى المسحوق المربى ثلاثة أسابيع أسبوعاً بالسكر وأسبوعاً بالماء والعسل وأسبوعاً بالخلّ يبدأ فينقعه يوماً بالخل ثم يحوله من الغد إلى السكر ويحوله اليوم الثالث إلى الماء والعسل يصنع به ذلك ثلاثة أسابيع على هذه الصفة ثم يجففه في الظلّ ويسحقه حتى يصير كالكحل ودق سائر الأدوية واسحقها وانخلها ئم زن من الأدوية ثلاثة أجزاء ومن الخبث جزءاً ثم لتها بسمن البقر جيداً واعجنه بعسل جيد واجعل معه من الفانيذبوزن الخبث ثم أذب الفانيذ وصبه عليها مع العسل حتى يصير بمنزلة العسل الخاثر ثم ضعه في جرة خضراء جديدة نظيفة وسُد رأسها وادفنها في الشعير ستة أشهر واسق منه مثل العفصة بالغداة على الريق ثم لا يأكل شيئاً حتى تمضي ثلاث ساعات من النهار ثم يأكل ودبره تدبيراً معتدلاً ينفي عنه التخم والنصب وسائر ما يخاف عليه منه الضرر وقد زعم بعض الأطباء العلماء أن هذا الدواء يرد شرّ السم القاتل بإذن الله ويورث الصحة .
صنعة معجون آخر : ينفع من ضعف الكبد والوثي ونفث الدم .
أخلاطه : يؤخذ جُلنار ودم الأخوين وورق الأصف والشب اليماني من كل واحد جزء دقه واسحقه واعجنه بعسل والشربة مثقال بماء فاتر واطبخه وصف ماءه واسقه فاتراً فإنه جيد .


معجون قيوما الطبيب : ينفع من فساد المزاج وورم الكبد ويقوّي المعدة ويصفي اللون .
أخلاطه : يؤخذ إهليلج والكية من كل واحد وزن خمسة وعشرين درهماً ومن الزنجبيل والدارصيني من كل واحد وزن عشرين درهماً ومن الفلفل الأبيض وزن أربعة وعشرين درهماً ومن الطاليسفر وزن ثلاثة دراهم ومن الخولنجان وزن عشرة دراهم ومن النارمشك وزن ستة دراهم ومن عصارة الأفسنتين وزن خمسة دراهم ومن الطلاء المطبوخ والميسوسن قدر ما تعجن به الأدوية دق الأدوية واسحقها واعجنها بالطلي والميسوسن واجعله حباً مثل الفلفل والشربة منه وزن درهمين بماء فاتر .
معجون يعرف بالأميري : ينفع من أسر البول ووجع الظهر وضعف الكل وتفتّت الحصاة .
أخلاطه : يؤخذ بزر الخشخاش وبزر الكراث وبزر الشبث وبزر الكرفس وبزر السوسن وبزر الخسّ وبزر الهندبا وبزر الفرفخ وبهمنان أبيض وأحمر ولسان العصافير وبزر الخروع وكسيلا وبزر الشاهسفرم بزر مرزنجوش وبرنج كابلي وفلفل وتربد وحب الرشاد وبزر مر وأشنة وأشق وفقاح الأذخر وبزر اللفت وكثيراء وبزر البنج وصعتر وزرنب وفلنجة وحب النيل وقسط وكراويا وبزر قطونا وأبهل وراسن ولبان وبزر فاضل وسليخة وبزر كتان وملح هندي وبزر السذاب وبزر خيري أبيض وأحمر وكمون كرماني وقرفة وبزر فرنجمشك ومغاث وسني مكّي وسورنجان وأفتيمون وأنيسون بزر سمنة وسرخس وفول من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
بودرنجين أبيض وأحمر نانخواه وزرنباد وحبّة وبزر الرازيانج ودارصيني وهليلج أصفر وكابلي وبزر حرمل وحبّ الآس وخردل وشهدانج وسمسم مقشر وحلبة وبزر الجزر من كل واحد خمسة دراهم .
شقاقل وزنجبيل من كل واحد أربعة دراهم كية وفلفل أبيض وقرنفل وسنبل وفقّاح الحناء وعاقر قرحا من كل واحد درهم ونصف سقمونيا وزن دانقين بزر البطيخ الطوال من كل واحد عشرة دراهم دهن حل أربعون درهماً عسل وزن رطلين الشربة التامة وزن درهمين بماء فاتر .


معجون وصفه الضيمري وذكر أنه مجرّب : يصلح للفالج واللقوة والاسترخاء وسائر العلل التي أصلها البلغم يؤخذ منه على قدر احتمال العليل ويطلى منه العضو للاسترخاء فإنه نافع .
أخلاطه : يؤخذ أفيون وفربيون وجندبيدستر ودارصيني ودارفلفل وبنج أبيض وسنبل وزنجبيل وزعفران أجزاء سواء .
يدقّ وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويجعل في إناء ويستعمل منه عند الحاجة .
صنعة معجون بسمن مجرّب لنا : يؤخذ من المغاث وجوز جندم وبهمن وزرنباد وكثيراء وبزر الخشخاش وكهربا من كل واحد ثلاثة دراهم .
يدق وينخل ويقلى بالسمن قلية خفيفة ويخلط بمنوين بالصغير سويق الحنطة ومناً سكر قوالب بالمنّ الصغير ثم يؤخذ منه كل يوم وزن عشرين درهماً ويطبخ برطل لبن ويلقى عليه من السمن قدر الحاجة ويتحسى .
المقالة الثانية الأيارجات
فصل في مقدمات يحتاج إليها
أقول : الأيارج هو اسم للمسهل المصلح هذا تأويله وتفسيره الدواء الإلهي وأول مسهّل من المعروفات أيارج " روفس " وكان في القديم إنما يوقع اسم الأيارج على هذا ثم سميّ بها غيره وإنما يقال للمسهل دواء إلهي لأن عمل المسهل أمر إلهي مسلم من قوى طبيعته وإنما كان يّسقى في القديم الأيارجات لأن الأطباء كانوا يفزعون من غوائل المسهّلات الصرفة مثل شحم الحنظل والخربق وغير ذلك .
وكانوا إذا أرادوا استعمالها خلطوها بمبذرقات ومصلحات وفادزهرات حتى جسروا على استعمالها ثم استأنسوا إليها وأخذوا سلاقاتها ثم جسروا عليها جسارة حتى أخذوها كما هي واستعملوها حبوباً فليعلم المُتَطبِّب أن الأيارجات أسلم من المطبوخات والحبوب وما هجرت لضررها بل للاستغناء عنها ولعادة السوء وأنها لا تجذب من بعد كالأيارجات والشربة من الأيارجات إلى أربعة مثاقيل وربما طرحوا عليها ملح العجين وأوفق ما يسقى فيه ماء الأفتيمون بالزبيب وخصوصاً على نسخة لبعضهم .


ونسخته : يؤخذ الأفتيمون أربعة دراهم الزبيب المنقّى عشرة دراهم هليلج أسود منقى سبعة دراهم أسطوخودوس وزن ثلاثة دراهم الماء ثلاثة أرطال والحدّ أن يبقى نصف رطل يسقى على الريق ويتبع بزر الخطمي درهم بزر الخيار نصف درهم بقليل دهن اللوز الحلو ماء فاتر والغذاء ثلاثة أيام زيرباج والماء الدمزوج .
أيارج فيقرا أي المر : هذا هو أيارج الصبر وقد قرن به الدارصيني للطافته ومنفعته للأحشاء والمعدة والمصطكى لذلك وليحفظ قوتها .
وكذلك السليخة والزعفران للإنضاج وتقوية القلب والمعدة وربما أورث الزعفران فيها صداعاً فيحتاج أن يقلل وزنه أو يحذف والأسارون له معونة على الإسهال وحدر الرطوبات وربما جعل بدله الكبابة وهو لطيف وحب البلسان وعود البلسان لتقوية المعدة والتحليل والفادزهرية .
ومن الناس من يجعل فيه فقّاح الأذخر فيمنع السحج المتوقع من الصبر أو الورد لدفع نكاية حرارة الصبر عن المعدة والرأس وقد يكون مخمّراً بالعسل مثليه وقد يكون يابساً غير مخمر .
وأما أنا فأقرِّص مسحوقه بماء المقل أقراصاً أجففها في الظل وأستعملها فأجد ذلك أبلغ من غيره ولعل المقل يكون قريباً من جزء وكان القدماء يختلفون فى مقدار إصلاح الصبر فمنهم من يجعل وزن الأدوية المصلحة إذا كان الصبر مائة وعشرينْ مثقالاً أما ستة وثلاثين مثقالاً إذا اقتصروا على الدارصيني وعيدان البلسان والأسارون والسنبل والزعفران والمصطكى والقوا من كل واحد منها ستة مثاقيل .
وإما ثمانية وأربعين مثقالاَ إذا لم يقتصروا على تلك السنة بل زادوا عليها سليخة وحب البلسان من كل واحد ستة مثاقيل .


ومنه من يجعل الصبر مع أحد وزني المصلحات المذكورين ثمانين مثقالاً ومنه من يجعل وزن الصبر مع وزني المصلحات المذكورين مائة مثقال ومنهم من يجعل وزن الأدوية ثلث وزن الصبر ومنه من يجعل وزن الأدوية نصف وزن الصبر ويزيدون قليلاً وينقصون ومعاني جميع ما ذكره " يوحنا " في المقالة السادسة من تدبير الأصحاء " الجالينوس "
وفي جوامع الاسكندرانيين وصحّح من الفص لفظ جوامع المقالة السادسة من تدبير الأصحاء في ذلك وأيارج فيقرا يتخذ على ثلاثة ضروب .
أحدهما : أن يلقى على مائة مثقال من الصبر ستة مثاقيل من كل واحد من سائر الأدوية .
والآخر : أن يلقى على تسعين مثقالاً من الصبر ستة مثاقيل من كل واحد من سائر الأدوية .
والثالث : أن يلقى على ثمانين مثقالاً من الصبر ستة مثاقيل من كل واحد من الأدوية ويزيدون وينقصون .
وأيضاً فربما اتخذوه من المغسول وهو أضعف إسهالاً وأوفق للمحرورين والمحمومين ولا يسقاه كل محموم بل مَنْ حُماه لينة ومنهم من يتخذ من الصبر الغير المغسول وهو أقوى إسهالاً ولكنه أضر للمحمومين على أنه سقي منه قوم منهم فلم ينك فيهم وليس الأيارج المر بمستعجل في الإسهال بل إسهاله برفق وقليلاً قليلاً ويبطىء وربما فعل فعله في اليوم الثاني وليس أيضاً إسهاله بجذاب من بعيد بل إنما يسهل ما يلاقيه ويختلط به من المعدة والأمعاء وأبعد حدود جذبه ناحية الكبد دون العروق وأما نسخته المعروفة للجمهرر فتنفع من الرطوبات المتولدة في أخلاطه : يؤخذ مصطكى ودارصيني وأسارون وسنبل وحب البلسان وزعفران وعيدان البلسان وسليخة من كل واحد وزن درهم .
صبر مرتفع ضعف الأدوية يدق ويُنخل الشربة التامة درهمان مع عسل وماء فاتر .


صنعة أيارج لوغافيا : هذا أيارج مبارك كثير النفع منق للبمن من أقصى أطرافه بإسهال لا عنف فيه من جميع الأخلاط والفضول وينفع من أمراض الرأس وللصداع والشقيقة والبيضة والدوار والوسواس والجنون والصرع والصمم والرعب والفالج والسترخاء بل من السكتة .
كل ذلك سعوطاً كما قيل في الشليثا وهذا خير من ذلك بكثير وينفع من أوجاع الأذن والعين ويقوي المعدة ويفتح سدد الكبد ويدر الطمث ويزيل عسر النفس وينفع من الربع وجميع الأمراض البلغمية الفجة والسوداوية والحميات المتناوبة وينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا وينفع من داء الحية وداء الثعلب والقروح العتيقة في الرأس وغيره ومن البرص والبهق والقوابي والتقشُر والجذام ومن الخنازير والأورام الباردة والسرطانات .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل خمسة دراهم بصل العنصل مشوياً وغاريقون وسقمونيا وخربق أسود وأشق وسقرديون من كل واحد وزن أربعة دراهم ونصف .
وفي نسخة أخرى : من كل واحد درهمان ونصف أفتيمون وكمادريوس ومثل وصبر من كل واحد ثلاثة دراهم .
حاشا وهيوفاريقون وساذج هندي وفراسيون وجعدة وسليخة وفلفل أسود وفلفل أبيض ودار فلفل وزعفران ودارصيني وبسفايج وجاوشير وسكبينج وجندبيدستر ومر وفطراساليون وزراوند طويل وعصارة الأفسنتين وفربيون وسنبل الطيب وحماما وزنجبيل من كل واحد درهمان .
جنطيانا وأسطوخودوص من كل واحد درهم ونصف عسل مقدار الكفاية الشربة التامة أربعة مثاقيل بماء فاتر وعسل أو بطبيخ الأفتيمون والزبيب المنزوع العجم .
صنعة أيارج لوغاذيا نسخة فيلغريوس : يؤخذ شحم الحنظل وغاريقون وأشق وقشور الخربق الأبيض وسقمونيا وهيوفاريقون من كل واحد عشرة مثاقيل .
أفتيمون وبسفايج ومقل وصبر وكمادريوس وفراسبون وسليخة من كل واحد ثمانية مثاقيل دارفلفل وفلفل أبيض وفلفل أسود ودارصيني وزعفران وجاوشير وسكبينج وجندبيدستر وفطراساليون وزرارند طويل من كل واحد أربعة مثاقيل .


يعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة التامة أربعة مثاقيل أو ثلاثة بحسب قوة كل إنسان بماء العسل والملح .
صنعة أيارج لوغاذيا نسخة فولس : يؤخذ شحم الحنظل وزن عشرين مثقالاً .
بصل الفار مشوياً وغاريقون وأشق وقشور الخربق الأسود وسقمونيا وهيوفاريقون من كل واحد عشرة مثاقيل .
بسفايج وأفتيمون ومقل وصبر وكمادريوس وفراسيون وسليخة من كل واحد ثمانية مثاقيل .
مر وجاوشير وسكبينج وفطراساليون والثلاثة الفلافل ودارصيني وزعفران وجندبيدستر وزراوند طويل من كل واحد أريعة مثاقيل المعسل قدر الكفاية .
صنعة أيارج روفس : النافع من المرة والسوداء والبلغم وداء الثعلب .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل عشرون مثقالاً كمادريوس عشرة مثاقيل سكبينج وجاوشير من كل واحد ثمانية مثاقيل بزر كرفس جبلي خمسة مثاقيل زراوند مدحرج خمسة مثاقيل فلفل أسود وأبيض من كل واحد خمسة مثاقيل دارصيني أربعة مثاقيل سليخة ثمانية مثاقيل اسطوخودوس وزعفران وجعدة ومرّ من كل واحد وزن أربعة مثاقيل ينفع المر بطلاء وتدقّ الأدوية وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة .
وفي نسخة أخرى : يؤخذ شحم الحنظل وزن عشربن درهماً صبر أسقوطري وزن خمسة دراهم خولنجان عشرة دراهم كمادريوس عشرون درهماً سكبينج وجاوشير من كل واحد ثمانية دراهم زراوند مدحرج وفطراساليون وفلفل أبيض وأسود من كل واحد وزن خمسة دراهم سنبل الطيب وسليخة ودارصيني وزعفران وزنجبيل ومرّ وجعدة من كل واحد درهمان والذي وجدناه زيادة في نسخة أخرى منسوباً إلى أنه في السريانية من الأدوية .
كمافيطوس وأغاريقون وفراسيرن من كل واحد عشرة دراهم يسحق ويعجن بعسل والشربة منه وزن أربعة دراهم بماء حار وعسل وملح على الريق بعد الحمية .
صنعة أيارج أركاغانيس نسخة الجمهور : ينفع من كل مرض يتولد من البلغم الفج وعن النفخ والسوداء .


وينفع من الدوار والصداع وينفع من ابتداء الماء في العين والبحوحة الرطبة ومن أوجاع الحلق وعسر النفس والتشنّج والخراجات من مواد غليظة وينفع من الماء الأصفر والجرب وقد يسقى بسبب أوجاع المعدة والبطن والرحم بسلاقة السذاب وربما جعل فيها قليل جندبيدستر إلى ئلاثة قراريط .
ولوجع الظهو والمتن والكليتين والأنثيين بطبيخ الكرفس ولعرق النساء ونحوه بماء القنطوريون وقد يخلط به أيضاً عصارة قثّاء الحمار أو الحنظل أربعة قراريط في ماء القيصوم وقد يسقى لعضّة الكلب الكَلِب ويؤمن الفزع من الماء لا سيما مع وزن درهم من محرق السرطان النهري .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل إثنان وعشرون درهماَ فراسيون وأسطوخودرس وخربق أسود وكمادريوس وسقمّونيا وفلفل أبيض ودار فلفل من كل واحد وزن أوقيتين .
بصل الفار مشوي وأوفربيون وصبر وزعفران وجنطيانا وفطراساليون وأشق وجاوشير من كل واحد أوقية .
جعدة ودارصيني وسكبينج ومر وسنبل وأذخر وفوتنج جبلي وزراوند مدحرج من كل واحد درهمان .
عسل بقدر الكفاية أشربة أربعة مثاقيل بطبيخ الأفتيمون والزبيب المنقى .
أيارج أركاغانيس نسخة فولس : يؤخذ فراسيون وغاريقون وكمادريوس وشحم الحنظل وأسطوخودوس من كل واحد عشرون مثقالاً .
جاوشير وسكبينج وفطراساليون وزراوند مدحرج وفلفل أبيض من كل واحد خمسة مثاقيل .
دارصيني وجعدة وسنبل وزعفران من كل واحد أربعة مثاقيل تدق الأدوية اليابسة وترض الصموغ وتنقع في العسل وتخلط الشربة أربعة مثاقيل مع ملح مسحوق وزن درهم بماء العسل .


تيادريطوس الأكبر : ينفع من فساد المزاج البارد والامتلاء والفضول اللزجة الغليظة والنسيان وظلمة البصر وعسر النفس والخمر وأوجاع الكبد والمعدة والطحال والكل والأرحام وامتناع الحيض والقولنج وهو مسهّل من غير مشقة الشربة منه أربعة مثاقيل بطبيخ الأفتيمون والغاريقون أو أخلاطه : يؤخذ صبر أسقطري خمسة عشر درهماً غاريقون أبيض عشرون درهماً زعفران ودارصيني ووج ومصطكى ودهن البلسان من كل واحد ثلاثة دراهم راوند صيني درهم ونصف .
عيدان البلسان وحب البلسان وأوفربيون ودار فلفل وفلفل أبيض وأسود وجنطيانا رومي وفقاح الأذخر من كل واحد درهمان قسط مرّ وكمادريوس وأفتيمون من كل واحد أربعة دراهم أسارون وسليخة وسقمونيا من كل واحد ستة دراهم سنبل الطيب ثلاثة دراهم ونصف وحماما من كل واحد درهم تجمع هذه الأدوية مدقوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل بعد ستة أشهر .
تيادريطوس آخر : ينفع من جميع الأدوية الهائجة من البرد والبلغم .
أخلاطه : يؤخذ صبر ثلاثون درهماً غاريقون إثنا عشر درهماً وج زعفران ودارصيني وكية وسورنجان وسليخة من كل واحد ثلائة دراهم كمادريوس وفلفل أبيض وأسارون وعيدان البلسان من كل واحد وزن درهمين فلفل أسود وجندبادستر من كل واحد أربعة دراهم راوند صيني ومو وسنبل من كل واحد درهم عسل قدر الكفاية الشربة أربعة دراهم بماء حار ويعتق ستة أشهر .
ينفع من تلك الأدواء .


أخلاطه : يؤخذ أقحوان ثمانية عشر درهماً جوزبوا إثنا عشر درهماً صبر أسقوطري وزن ستين درهماً غاريقون وزن أربعة وأربعين درهماً راوند صيني ثلاثة دراهم فلفل أبيض وجنطيانا من كل واحد أربعة دراهم زعفران وقرنفل ووجّ وكية ودارصيني من كل واحد ستة دراهم أسارون وعيدان البلسان من كل واحد أربعة دراهم سليخة وسقمونيا من كل واحد إثنا عشر درهماً سنبل ثمانية دراهم سقرديون تسعة دراهم حماما وفوّة وفلفل أسود ودار فلفل وأذخر من كل واحد درهمان إيرسا ثمانية دراهم يسحق وينخل ويعجن بعسل قدر الكفاية ويعتق ستة أشهر الشربة أربعة دراهم بماء حار .
تيادريطوس بجوزبوا : ينفع من جميع أمراض الرأس العتيقة والجنون والوسواس والصداع والدوار والصرع ومن ضعف البصر ومن وجع الكبد والطحال والكل والقولنج ويدرّ الطمث المحتبس ومن الجذام والبرص ومن وجع النقرس والمفاصل والحقوين ومن الحميات المزمنة المتقادمة وإسهاله بلا أذى .
أخلاطه : يؤخذ صبر ستون درهماً غاريقون أربعة وعشرون درهماً سقورديون وعيدان البلسان ودهن البلسان وحبّ البلسان من كل واحد أربعة دراهم قسط ثلاثة دراهم وفي ومصطكي ودارصيني وقرنفل من كل واحد ستة دراهم سليخة وجوزبوّا من كل واحد إثنا عشر درهماً أفتيمون ثمانية عشر درهماً سنبل ستة دراهم كمادريوس ثمانية دراهم مو درهمان ثلاثة فلافل وأوفربيون من كل واحد أربعة دراهم فقّاح الأذخر درهمان جنطيانا اْربعة دراهم حماما درهمان سقمونيا ثمانية .
عشر درهماً عسل منزوع رغوة قدر الكفاية الشربعة أربعة دراهم بطبيخ الأفتيمون .
تيادريطوس آخر مسهل : يؤخذ صبر ستون درهماً غاريقون أربعة وعشرون درهماً مصطكى وزعفران ووج ودارصيني وسنبل من كل واحد ستة دراهم .
زراوند وحب البلسان ودهن البلسان ودهن البابونج وأوفربيون وثلاثة فلافل وجنطيانا من كل .
واحد أربعة دراهم .


كمادريوس وقسط من كل واحد خمسة دراهم سليخة وأفتيمون من كل واحد إثنا عثر درهماً مرّ وفقاح الأذخر وحماما من كل واحد درهمان سقمونيا عشرون درهماً عسل بقدر الكفاية الشربة والاستعمال والمنافع مثل الأول .
أيارج جالينوس نسخة الجمهور : ومن منافعه أنه ألطف وأعمل من تيادريطوس ولوغاذيا ينفع من الفالج واللقوة والتشنج والاسترخاء وينقي عن الجسد الفضول اللزجة الغليظة والمختلفة ويشد استرخاء المثانة وخروج البول من غير إرادة .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل وغاريقون وبصل الفار مشوياً وأشق وسقمونيا وخربق أسود وهيوفاريقون وأوفربيون من كل واحد ستة عشر درهماً بسفايج وأفتيمون ومقل أزرق وكمادريوس وفراسيون وسليخة من كل واحد وزن سبعة دراهم .
مر وسكبينج وزراوند طويل وثلاثة فلافل ودارصيني وجاوشير وجندبادستر وفطراساليون عن كل واحد أربعة دراهم .
ومن الناس من يجعل فيه من الزعفران أربعة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة منقوعاً منها ما انتقع بالمثلث ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل عند الحاجة بعد ستة أشهر .
أيارج جالينوس نسخة فولس : يؤخذ كمادريوس وفلفل أبيض ودار فلفل وغاريقون وأسطوخودوس وخربق أسود وسقمونيا وسنبلَ وأفتيمون وبصل الفار مشوياً من كل واحد ستة مثاقيل .
مرّ وزعفران وأشق وهيوفاريقون من كل واحد ثمانية مثاقيل عسل بقدر الكفاية .
أيارج جالينوس نسخة ابن سرافيون : يؤخذ شحم الحنظل أربعة دراهم .
كمادريوس وبصل الفار مشوياً وغاريقون وسقمّونيا وخربق أسود وأسطوخودوس وأشقّ وهيوفاريقون من كل واحد ثلاثة دراهم .
ودانق أفتيمون وجعدة ومقل وكمافيطوس وفراسيون وصبر وسليخة وبسفايج من كل واحد درهم ونصف .
ومن الثلاثة فلافل ومر ودارصيني وزعفران وجاوشير وسكبينج وجندبادستر وفطراساليون وزراوند مدحرج وجنطيانا وأوفربيون من كل واحد نصف وثلث درهم .
عسل بقدر الكفاية الشربة مثل اللوغاذيا والمنافع مثل ذلك .


أيارج أبقراط : ينفع من رطوبة المعدة ومن أوجاع الرأس المتولدة من البخار الفاسد ومن غم المفزعات .
أخلاطه : يؤخذ جنطيانا وسنبل وزراوند مدحرج وسليخة ودارصيني من كل واحد وزن درهم فطواساليون وكمادريوس وأسطوخوذوس وفلفموية والحبق الجبلي وكيا من كل واحد وزن درهم مر أربعة دراهم حب البان وزعفران من كل واحد درهم ونصف صبر أحمر ثمانية عشر درهماً ونصف شحم الحنظل ستة دراهم يعجن بعسل ويستعمل بعد ستة أشهر والشربة أربعة دراهم .
أيارج آخر لبقراط : ينفع من الجنون والوسواس والدوار في الرأس والصداع الشديد والتشنج ومن شقاق اليدين ووجع المفاصل ومن اختلاط العقل وفساد الذهن والانتشار وبدو الماء في العين ومن الجذام والبرص والفالج واللقوة والقوباء .
أخلاطه : يؤخذ قثاء الحمار وثلاثة فلافل وكماذريوس من كل واحد خمسة مثاقيل زعفران ومرّ وسقمونيا من كل واحد وزن درهمين أشقّ درهم عسل مقدار الكفاية الشربة منه نصف أوقية بماء حار .
أيارج أندروماخس الطبيب : ينفع من وجع المعدة والبطن .
أخلاطه : يؤخذ دارصيني وسليخة سوداء وقصب الذريرة وعيدان البلسان وفقاح الأذخر وهو قلس من كل واحد ثلاث أواق ونصف .
تدق الأدوية وتطرح في قدر فخار جديدة ويصبّ عليها من ماء المطر ستة دوانق تطبخ على النصف وتصفى ثم يؤخد من الصبر الأحمر رطل ويصب عليه من ماء المطر قدر الكفاية ويسحق في انتصاف النهار ويغسل حتى يحلو ويصبّ عليه ماء الأفاويه ويسحق في الشمس حتى يجفّ ثم يسحق ويطرح فيه من الزعفران والمرّ والكيا من كل واحد ثلاث أواق وفي النسخة العتيقة من كل واحد أوقية ثم يسحق جميعاً ويجعل في إناء زجاج أو غضار ويستعمل .
وهو نافع من التشنّج والصدمة والضربة والكسر ومن وجع الجنب ونفخ المعدة وأوجاعها ونفث الدم ووجع الخاصرة والشربة الكاملة منه وزن درهم بماء فاتر ولكل إنسان على قدر قوته .


وللأورام الصلبة بالسكنجبين ويضمّد به من ورم العين بعصير النعنع أو عنب الثعلب ومن أورام المقعدة بدهن الورد والشرإب الجيد وينفع من القروح التي تحدثفي الأظفار إذا ديف بخلّ خمر ومن احتراق الفم بالغرغرة .
أيارخ أندروخوس : ينفع من احتباس الطمث ومن الجذام والفزع .
أخلاطه : يؤخذ أسطوخوذوس وكمافيطوس وغاريقون وخربق أسود وفلفل أسود وأبيض وماذريون وسقمونيا وإشقيل مشوي من كل واحد ثمانية عشر درهماً .
زعفران وأوفربيون وأشقّ من كل واحد ثمانية دراهم مرّ أربعة دراهم داخل قثاء الحنة ثلاثة دراهم عسل خمسة أرطال الشربة وزن درهمين بالعسل والماء والملح .
أيارج بياغورا : ينفع من المالنخوليا وينقّي حجب الدماغ وينزل الكيموسات الغليظة اللزجة الأرضية .
أخلاطه : يؤخذ فراسيون وأسطوخِودوس وخربق أسود وكمافيطوس وكمادريوس وفطراساليون وفيوليون وهو الجعدة وزراوند مدحرج وزعفران وجنطيانا وكيا وكثيراء وساذج وأسارون وحماما وقسط ودارصيني وفو ومو وفلفل وحبّ البلسان وتوم برّي وسليخة وهيوفاريقون وفقّاح الأذخر وسنبل من كل واحد وزن درهمين أفتيمون وغاريقون وبسفايج وشحم الحنظل من كل واحد ثلاثة دراهم صبر أسقوطري ست أواق يدق ويعجن ويعتق ستة أشهر الشربة ثلث أوقية بماء حار .
أيارج يوسطوس : ينفع البصر ويقؤيه ويسكن وجع الرأس الدائم وينفع من أوجاع المعدة والطحال والكبد ومن الأوجاع السوداوية والبلغمية والدوار رمن الوجع الذي يسمى الإكليل .
أخلاطه : يؤخذ كمادريوس إثنتا عشرة أوقية غاريقوق ست عشرة أوقية وفي نسخة أخرى غاريقون عشر أواق شحم الحنظل أوقيتان أسطوخودوس وفلفل أسود وأبيض من كل واحد إثنتا عشرة أوقية وثلاث أواق زعفران ثماني عشرة أوقية خربق أسود وسقمونيا وصبر أسقوطري من كل واحد ست عشرة أوقية أشق ثمان أواق وفربيون ثماني عشرة أوقية إشقيل مشوقي إثنتا عشرة أوقة يدق ويعجن بعسل الشربة أربعة دراهم بعد ستة أشهر .


وفي نسخة أخرى من السنبل والسليخة من كل واحد إثنتا عشرة أوقية يشرب بنقيع الأفتيمون بعد الحمية .
ينفع من التشنج ووجع الرأس العتيق ومن الفزع الحادث من السوداء ومن ارتعاد المفاصل .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل وزن عشرين درهماً كمادريوس وفراسيون وغاريقون وأسطوخودوس من كل واحد عشرة دراهم زراوند طويل وفطراساليون وفلفل أبيض وسكبينج وجاوشير من كل واحد خمسة دراهم مر وسنبل وجعدة وزعفران ودارصيني من كل واحد ثلاثة دراهم تحل الرطبة بالعسل ثم تطبخ على النار قليلاً قليلاً ثم تدق اليابسة وتطرح عليها وتخلط وتستعمل بعد ستة أشهر .
أيارج آخر : يزيد في البصر ويقويه وينفع من الصداع وضربان الرأس وعلل المعدة والكبد والطحال .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل عشرة دراهم كماذريوس وسليخة وثلاثة فلافل من كل واحد درهمان صبر ومر ولبان ذكر وزعفران من كل واحد وزن درهم سقمونيا وزن ستة دراهم عصارة الأفسنتين وزن درهمين العسل قدر الكفاية الشربة أربعة دراهم بماء حار .
أيارج لنا مجرّب : يؤخذ من الخربق وزن درهم شحم الحنظل مثقال صبر خمسة مثاقيل ملح هندي درهم وثلث غاريقون مثقال حجر أرمني نصف مثقال ورد درهم فلفل أبيض مثقال زنجبيل مثقالان .
وفي وحماما وأسارون وحب البلسان وحاشا وصعتر وبزر الكرفس ودوقوا وبزر الجزر من كل واحد ثلاثة دراهم لسان الثور عشرة دراهم بزر الشاهسفرم وبزر الفرنجمشك وبزر الباذرنجبويه وبزر الأترج والنعناع اليابس من كل واحد درهمان أفتيمون درهم ونصف يعجن الجميع بضعفه عسلاً ويخزن ستة أشهر ثم يستعمل


القانون
القانون
( 67 من 70 )

المقالة الثالثة الجوارشنات المسهّلة وغير المسهّلة
إنا نريد أن نذكر في هذه
الجملة من الجوارشنات المشهورة والشبيهة بالكلّية وأما اللواتي منافعها جزئية فأولى المواضع بذكرها
الجملة الثانية .
المجوارشن الكمّوني : هو نافع من أوجاع الأحشاء التي تولدها البرودة ومن غلبة البلغم للمشايخ ويقوّي المعدة ويهضم الطعام ويزيل الشهوة الكلبية والجشاء الحامض الشربة مقدار عفصة بماء حار . وينفع أيضاً من الحمّيات الباردة السوداوية والبلغمية .
أخلاطه : يؤخذ كمون كرماني منقوع بخلّ خمر يوماً وليلة مجفف مقلي وورق السذاب المجفّف في الظلّ وفلفل وزنجبيل من كل واحد خمسة أساتير بورق أرمني وزن عشرة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل .
الجوارشن الكمّوني لجالينوس : ينفع من الرياح الباردة والتخم ويحلّل الرياح وينفع من لا يهضم الطعام .
أخلاطه : يؤخذ بورق نصف جزء كمون كرماني منقوع بخلّ مقلي وفلفل أبيض وأسود ودار فلفل من كل واحد جزء وهذا يعمل على نسختين فربما عمل من أجزاء متساوية في جميع أخلاطه أعني الكمون والفلفل والسذاب والبورق وهذا الفن يحل الطبيعة جداً .


وربما خلط من الأصناف الباقية كمية متساوية ومن البورق نصف هذه الكمية ويختار من الكمون الكرماني وينقع بخل حاذق ثم يقلى ويكون الفلفل أبيض وذلك أنه يقوّي المعدة أكثر من الصنفين الآخرين أعني الدار فلفل والفلفل الأسود وهذه هي التي ليست صغاراً ولا متشنجة ولا يكون قشرها غليظاً بل من التي تدعى ثقيلة الوزن ويختار منها الكبار والصحاح والبورق فيكون إن اتخذت ادواء لمن كانت طبيعته محتبسة البورق المدعو نطرون بهريقون وهو الأحمر وإذا عملته لمن كان منحل الطبيعة استعملت البورق الآخر ويكون ما يطرح منه النصف من كمية كل واحد من الأدوية التي ذكرنا وورق السذاب أيضاً فيكون يابساً بمقدار وذلك أنه إن جفف شديداً كان حاراً مراً وكان إسخانه فوق المقدار وإن لم ينشف شديداً بقيت فيه رطوبة ما فضلية لم تبلغ بحقيقة الهضم فمن أجل ذلك لا يذهب نفخها بالواحدة .
وهذه الأربعة الأصناف ربما خلطت بعسل منزوع الرغوة وربما لم تخلط بشيء وحفظت على حدّتها بغير عسل فاذا احتيج إليها طرحت في ماء الشعير أو في غذاء آخر موافق وهذا دواء يؤخذ مفرداً قبل الغذاء وبعد الغذاء والذي يخلط بالعسل المنزوع الرغوة فأوفق في هذه الحالة وذلك أنه يذهب بالنفخ أصلاً وينبغي أيضاً أن يكون العسل جيداً إذا احتيج أن يكون هذا الدواء قوياً في حلّ الرياح ويستفرغ بقوة .
ويجب أن تعلم أيضاً أنك إذا أردت أن يكون استفراغه أكثر فيجب أن يكون دق الأدوية جريشاً وذلك أني عرفت أن رجلاً سحق هذا الدواء سحقاً بليغاً لأنه لم يكن يعرف ما ذكرت فلم يحل الطبيعة بتة بل أدر بقوة وجاءنا وهو متعجب يبحث عن السبب في ذلك وذلك أنه ظن أن لجسد ذلك الرجل خاصية هي السبب فيما عرض فلما عرفناه أن السبب في ذلك هو حال تركيبه ركبه ثانياً كما أمرته فتم عمله فينبغي أن يحفظ هذا التحديد في تركيب سائر الأدوية .


يصلح لبرودة المعدة الشديدة والجشاء الحامض والشهوة الكلبية والفواق الذي يكون من امتلاء من الكيموسات الغليظة والبلغمية والحميات العتيقة التي تكون من قبل برد وسوء هضم .
أخلاطه : يؤخذ كمون منقوع بخل مجفف خمسة عشر أستاراً فلفل وزنجبيل وسذاب يابس وبورق من كل واحد عشرون درهماً يدقّ ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل .
جوارشن الفوتنج النهري نسخة جالينوس : يؤخذ فوتنج نهري وبرّي وفطراساليون من كل واحد إثنا عشر درخمي زنجبيل ست درخميات بزر الكرفس وأقماع الحاشا من كل واحد أربع درخميات كاشم ستة عشر درخمياً فلفل ثمانية وأربعون عرخمياً سيساليوس خمس درخميات يدق ويعجن بعسل منزوع الرغوة .
جوارشن الآس : النافع من انحلال الطبيعة والقذف من بلغم ورطوبة وسوء الهضم الذي من المعدة .
أخلاطه : يؤخذ حب الآس من الجيد اليابس مناً هليلج أسود وبليلج وأملج وطاليسفر من كل واحد عشرون درهماً فلفل ودار فلفل وزنجبيل من كل واحد عشرة دراهم مصطكى وقردمانا وكراويا وأنيسون وكمّون وسنبل وسليخة وقاقلة وقسط من كل واحد ستة دراهم جوزبوا وبزر الكرفس ونانخواه من كل واحد خمسة دراهم ساذج هندي وحماما من كل واحد أربعة دراهم يدقّ ويعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة درهم .
جوا رشن كالخوزي : وهو جيد .
أخلاطه : يؤخذ حب الآس كيلجة ونصف سنبل ثلاث أواق جوزبوا مع قشره نصف رطل قرنفل وقاقلة وأنيسون مقلي وبزر الكرفس مقلي وأشنة من كل واحد أوقيتان بسباسة أوقية ونصف سليخة أربع أواق هليلج كابلي وبليلج وأملج من كل واحد ثلاث أواق تغلى الأدوية بشراب ريحاني غلية واحدة ثم تنشف وتغلى غلية بماء السفرجل وتنشف وتجفف على مقلى حار ويدق ويلت بميبة والشربة ثلاثة مثاقيل أو ثلاثة دراهم بماء السفرجل .
جوارشن المتوكل المنسوب إلى سلمويه : يقوي المعدة وينفع من سوء الهضم وهو الذي كان يسقيه إسرائيل المتوكل لأنه جّد مجرّب .


أخلاطه : يؤخذ سنبل وقرنفل ودارصيني وجوزبوّا وقاقلّة وسك جيد من كل واحد مثقال فلفل أبيض وزنجبيل وجندبيدستر من كل واحد درخميان لبان أبيض ذكر أربع درخميات سكّر طبرزذ مثل الأدوية تخلط الأدوية بالسكر وتعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة ثلاثة كموني آخر : نافع من أوجاع البطن الهائجة عن البرودة ومن حمّى الربع ومن الشهوة الكلبيّة والحميات البلغمية والسوداوية ومن البلغم الكثير الذي يعتري الشيوخ ومن شدة البرد في المعدة ومن الجشاء الحامض والبصاق الذي يكون من كثرة الفضول البلغمية الشربة مثل العفصة بماء حار .
أخلاطه : يؤخذ كمون منقوع في الخلّ يوماً وليلة مقليّ أو من السذاب اليابس والزنجبيل والفلفل من كل واحد عشرة أساتير ومن البورق الأرمني عشرة دراهم يعجن بعسل منزوع الرغوة .
كموني آخر : يؤخذ كمّون كرماني حديث جيد سبع أواق ينقع في خلّ خمر يوماً وليلة ثم يخرج ويلقى على سفرة ويقلب فإذا جص قليِ قلياً خفيفاً بنار لينة ومن الفلفل ثلاث أواق زنجبيل صيني أربعة دراهم بورق أرمني درهمان يخلط ويعجن بعسل .
الجوارشن الفلافلي : النافع من الأبردة والخام ووجع المعدة وسوء الاستمراء والرياح الغليظة والجشاء الحامض والشهوة الكلبية .
أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض وأسود ودار فلفل من كل واحد ثلاث أواق وفي نسخة أخرى أوقيتان ومن عيدان البلسان أوقية ومن الحماما والسنبل من كل واحد أربعة دراهم ومن الزنجبيل وبزر الكرفس وسيساليون وسليخة وأسارون من كل واحد درهم .
يدق وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة وزن درهمين بماء فاتر على الريق .
جوارشن الفنداديقون : النافع من أوجاع المعدة والكبد الباردة الضعيفة المولدة للرياح الغليظة .


أخلاطه : يؤخذ زنجبيل وفلفل وسنبل الطيب من كل واحد ستة دراهم مصطكى ونانخواه من كل واحد أربعة دراهم بزر الكرفس وهيرازما من كل واحد خمسة دراهم كمون كرماني وسليخة وحب البلسان وعاقر قرحا من كل واحد درهمان ساذج هندي درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة .
الجوارشن الخوزي : النافع من استطلاق البطن وسوء الاستمراء وضعف المعدة وبردها .
أخلاطه : يؤخذ قسط وقرفة وسنبل الطيب وحب البلسان وسليخة من كل واحد وزن عشرة دراهم جوزبوّا خمسة عدداً قاقلة وقرنفل وأنيسون وإكليل الملك وشيطرج هندي من كل واحد أربعة دراهم بسباسة ثلاثة دراهم برنج ثلاثة دراهم نارمشك أربعة دراهم راوند صيني وزراوند وأشنة من كل واحد درهمان سعد وزنجبيل من كل واحد عشرة أساتير قصب الذريرة وفلفل ودار فلفل من كل واحد خمسة دراهم إهليلج أسود منزوع النوى إستاران بليلج عشرة عدداً منزوع النوى حبّ الآس اليابس نصف قفيز جنديسابوري وتجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل قصب السكر وترفع في إناء وتستعمل بعد شهرين .
جوارشن الخوزي نسخة أخرى : نافع من ضعف الكبد والمعدة وبردهما ومن استطلاق البطن وسوء الاستمراء وينفع الذين يخاف عليهم الماء الأصفر وهو جيد للطحال مدر للبول .
أخلاطه : يؤخذ قسط وقرفة وسنبل وحب البلسان وسليخة من كل واحد عشرة دراهم ومن جوزبوا خمس جوزات ومن القاقلّة والقرنفل والأنيسون وإكليل الملك وشيطرج ونارمشك من كل واحد أربعة دراهم ومن البسباسة ثلاثة دراهم وبرنج كابلي ثمانية دراهم راوند صيني وزراوند طويل وأشنة من كل واحد وزن درهمين سعد عشرة أساتير قصب الذريرة وفلفل ودار فلفل من كل واحد خمسة دراهم هليلج أسود الكابلي إستارين بليلج عشر بليلجات حب الآس بوزن الأدوية كلها تُسْحق كالكحل وتعجن بعسل الطبرزد الشربة مثل العفصة بماء بارد وفي نسخة أخرى من الزنجبيل عشرة أساتير .


هذا الجوارشن كان يستعمله ملوك العجم ينفع من أمراض البرد وخصوصاً في الكليتين ويزيد في الباه وينفع من الفالج واللقوة والرعشة والخفقان ويزيد في الحفظ والذهن وينشف رطوبة المعدة ويحسّن الهضم وهو مما يوافق المشايخ .
أخلاطه : تؤخذ قاقلة كبار وصغار وبسباسة من كل واحد أربعة دراهم زنجبيل ودار فلفل من كل واحد إستاران دارصيني أربعة دراهم أشنة درهمان قرفة درهم قرنفل وزعفران من كل واحد عشرة دراهم جوزبوا خمسة دراهم وفي بعض النسخ خمس جوزات سنبل الطيب ومصطكى وعنبر من كل واحد درهمان مسك درهم بزر البنج وأفيون من كل واحد درهم دهن البلسان ستة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وينقع الأفيون بقدر سكرّجة من شراب جيد ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل بعد ستة أشهر ويذاب العنبر بدهن البلسان ويمدّ بالبان بقدر ما تلتّ به الأدوية كلها .
جوارشن الشهرياران : النافع من برد الكبد والمعدة والماء الأصفر والمرة السوداء وهو يسهّل البطن .
أخلاطه : يؤخذ شيطرج هندي وزنجبيل وفلفل ودار فلفل وقرفة وقاقلة صغار وقرنفل وتاغبشست وساذج هندي ونشا الحنطة ومصطكى وقاقلْة كبار ودارصيني وسنبل الطيب وسليخة وبزر الكرفس ونانخواه وبزر الرازيانج وأنيسون من كل واحد ستة دراهم .
أفتيمون أقريطي وتربد من كل واحد وزن إثني عشر درهماً سقمونيا وزن عشرة دراهم سكر طبرزذ وزن عشرين درهماً تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وتستعمل عند الحاجة .
الجوارشن التمري : هو جوارشن خاص النفع بالقولنج يحله وينفع من الخام والأبردة ومن عسر البول .
أخلاطه : يؤخذ بورق أرمني وكمون كرماني وفطراساليون وزنجبيل وفلفل أبيض من كل واحد إثنا عشر درهماً سقمونيا خمسة دراهم .
تمر هيرون منقى من النوى ولوز حلو مقشر من القشرين وورق السذاب من كل واحد وزن عشرة دراهم .


تجمع هذه الأدوية كلها مسحوقة منخولة وينقع التمر بخل خمر يوماً وليلة ويدق دقاً ناعماً ويخلط مع الأدوية وتعجن كلها بعسل منزوع الرغوة وتستعمل عند الحاجة والشربة أربعة مثاقيل .
نسخة أخرى من جوارشن تمري : يؤخذ من تمر هيرون المنزوع النوى مائة عدداً وينقع بالخل يوماَ وليلة ويمرس ويصفى .
ومن السذاب اليابس والزنجبيل من كل واحد ثلاثة عشر درهماً ومن الفلفل الأبيض ثلاثة دراهم ومن البورق الأرمني خمسة دراهم ومن اللوز المر المقشر من قشرته مائة وخمسون لوزة ومن السقمونيا خمسة عشر درهماً ومن التربد وزن عشرين درهماً يدق وينخل ويخلط بعسل .
جوارشن تمري آخر : ينفع من الحميات وغيرها ويشرب في الصيف والشتاء وهو يسهل بغير مشقة .
أخلاطه : يؤخذ زنجبيل وفلفل أبيض من كل واحد أوقية وسقمونيا أوقيتان ونصف .
تمر هيرون منقى من النوى أو صرفان ولوز حلو مقشر من قشريه وورق السذاب من كل واحد أربع أواق .
تدق الأدوية على حدتها وينقع التمر بخل خمر ويدق على حدته ويصفى ويدق اللوز أيضاً على حدته ويخلط الجميع بعد ذلك ويعجن بعسل الشربة وزن درهمين .
جوارشن فيروزنوش الدمسّك : النافع من الرياح والبواسير والخام ويقوي المعدة ويعين على الباه ويصفي اللون ويسخّن الكلى وينفع من رياح الأرحام ونزف الدم الفيى يكون من البواسير .
أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وهليلج أصفر وشيطرج وبزر الكرفس من كل واحد ستة دراهم .
بليلج وأملج ونانخواه وتودريِ أحمر وأبيض ودار فلفل وسمسم مقشر من كل واحط وزن أربعة دراهم .
ومن القرفة والسنبل وجوزبوا وزنجبيل والفلفلمويه من كل واحد ثمانية دراهم .
خيربوا وقسط وسليخة وقرنفل وبسباسة وخولنجان ونارمشك من كل واحد ستة دراهم .


ومن السعدون عشرة دراهم ومن المسك وزن مثقالين ومن العنبر مثقال وخبث الحديد المربى بوزن الأدوية كلها ومن السمن عشرة أساتير يعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة وزن درهمين بلبن بقر مخيض منزوع الزبد ونبيذ زبيب جيد أسبوعين .
جوارشن الكندر : يؤخذ من الكندر وزن ستين درهماً فلفل ودار فلفل من كل واحد عشرة دراهم سكر ستون درهماً زنجبيل وخولنجان من كل واحد إثنا عشر درهماً جوزبوا وقرنقل وخيربوا من كل واحد خمسة دراهم مسك جيد زنة نصف درهم يسحق كل واحد منها على حدته وينخل ويعجن بعسل .
جوارشن الطاليسفر : النافع من برد المعدة والرياح الغليظة في المعدة والكبد .
أخلاطه : يؤخذ طاليسفر وزنَ خمسة دراهم زنجبيل وزن عشرين درهماً فلفل وزن إثني عشر درهماً هال وقرفة من كل واحد ستة دراهم سكّر طبرزذ خمسة أرطال تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وترفع في إناء وتستعمل .
يؤخذ سقمونيا أنطاكي وتربد مجوف أبيض من كل واحد خمسة مثاقيل فلفل وقاقلة من كل واحد ثلاثة مثاقيل زنجبيل ودارصيني وأملج وقرنفل وبسباسة ونشاستج وجوزبوا من كل واحدة مثقالان ونصف وفي نسخة أخرى سقمونيا وتربد من كل واحد ثلاثة مثاقيل يدق وينخل ويطرح عليه رطل سكر مسحوقاٌ ويعجن بعسل الشربة التامة أربعة مثاقيل .
أطريفل الخبث الأكبر : النافع من أوجاع البواسير واسترخاء المثانة والمعدة ويزيد في الباه ويسخن المعدة .
أخلاطه : يؤخذ إهبيلج أسود وبليلج وشيراملج منزوع النوى وشيطرج هندي وبزر الكرفس ونانخواه وصعتر فارسي من كل واحد أوقية .
سنبل الطيب وحماما وهال ووج من كل واحد وزن ثلاثة دراهم دارصيني وزن أربعة دراهم فلفل ودار فلفل وناغيشت وملح هندي من كل واحد نصف أوقية خردل أوقية ونصف نوشادر وزن نصف درهم خبث الحديد وزن ثلاثه دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وسمن البقر بقدر الحاجة وترفع وتستعمل .


الاطريفل الصغير : النافع من استرخاء المعدة ورطوبتها وأرياح البواسير ويحسن اللون .
أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وشير أملج منزوعة النوى أجزاء سواء يلت بسمن البقر ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويرفع في إناء ويستعمل عند الحاجة .
جوارشن البلاذر : يصلح لوجع المعدة المتقادم والبرد والنسيان ويحسن اللون ويلطف الفكر والذهن وهو جوارشن الحكماء ويقال إنه لسليمان .
أخلاطه : يؤخذ فلفل ودار فلفل وهليلج أسود وبليلج وأملج وجندبيدستر من كل واحد أربعة دراهم قسط وبلاذر وبرنج وسكر طبرزذ وحب الغار من كل واحد إثنا عشر درهماً سعد ثمانية دراهم يدق البلاذر وحده جيداً وتدق الأدوية وتنخل ويغلى سمن البقر وعسل بالسوية ويلقى عليه الأدوية ويعقد ويستعمل بعد ستة أشهر الشربة وزن درهمين بماء طبيخ الكرفس والرازيانج ويحفظ مستعمِله نفسه من التعب والغم والحرد والشراب الكثير والجماع ويأكل مرقة أسفيدباجة لطيفة .
جوارشن الفنجيوش وهو المعجون : النافع من استرخاء المعدة ورياح البواسير وفساد المزاج وسماجة اللون ويزيد في الباه .
أخلاطه : يؤخذ بليلج وهليلج وشيرأملج منزوعة النوى وفلفل ودار فلفل وزنججبيل وسعد وشيطرج هندي وسنبل من كل واحد وزن عشرة دراهم .
بزر الشبث وبزر الكراث من كل واحد أربعة دراهم .
خبث الحديد مسحوقاً منقوعاً بخلّ خمر أربعة عشر يوماً مجففاً مقلواً وزن مائة درهم .
تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وسمن البقر بقدر الحاجة ويرفع في إناء ويستعمل بعد ستة أشهر الشربة منه وزن درهمين ويصير فيه أيضاً من المسك وزن درهمين .
فنجيوش آخر بالمسك : يقوي المعدة ويسخنها وينفع من البواسير ويزيد في الباه وهو مجرب .


أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وفلفل ودار فلفل وزنجبيل وكمّون وبزر الشبث وبزر الكرفس وبزر الكراث وبزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الجزر وإفلنجة وورد أحمر وسليخة وسعد ودارصيني وقرنفل وجوزبوا من كل واحد درهم بسباسة وهال وقاقلة وسك وعود نيء ومسك من كل واحد درهمان .
حب الرشاد الأبيض ثلاث أواق خبث الحديد مثل الأدوية يدق ويعجن بعسل منزوع الرغوة .
فنحِيوش آخرمثله : يؤخذ شيطرج هندي وزرنب وطاليسفر وهال وهليلج أسود وبليلج وأملج وهليلج أصفر وسليخة وقرنفل وحب البلسان وحب المحلب من كل واحد ستة مثاقيل .
نعناع وفلنجة وزرنباد ودرونج ودار فلفل من كل واحد أربعة مثاقيل .
دارصيني وقرفة وسنبل وجوزبوا وقسط وزنجبيل وفلفلمويه من كل واحد ثمانية مثاقيل .
سعد عشرة مثاقيل سكر ستة عشر مثقالاً خبث الحديد مناً مسك نصف درهم يعجن بعسل منزوع الرغوة .
الخبث المطبوخ : النافع من الأبردة ووجع الظهر وفساد الطمث والبواسير ويصفي اللون ويشهي الطعام ويذهب بالخام وبالأبردة ويقوي المعدة والأرحام والمثانة .
أخلاطه : يؤخذ بزر الكرفس وبزر الرازيانج والأنيسون والفطراساليون والدوقوا وبزر الجزر وبزر الكراث وبزر البصل وبزر اللفت وبزر الفجل وبزر الرطاب والنانخواه وبزر الأنجرة والحبة الخضراء وأنجدان وبزر الشبث وفلفل بزر كتان وكمون وكزبرة من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
ومن الزرنباد والدرونج والبهمنين الأبيض والأحمر والتودريين الأبيض والأحمر وجوزبوا وبسباسة ودارصيني وخولنجان وزنجبيل وسعد وسنبل وسيسنبر من كل واحد أربعة دراهم .
هليلج وبليلج وأملج وجفت البلوط وقشور أصل الكبر .
من كل واحد وزن عشرة دراهم .
ومن الشيطرج والأشنة والأسارون وأظفار الطيب وقصب الذريرة ولسان العصافير ونارمشك وصعتر فارسي وراسن وقاقلة وخيربوا وصندل وقرفة وهرنوة من كل واحد خمسة دراهم .


ومن الجوز كندم وحرف وكيا وورد يابس ومرماخور وقشور الكندر ونعنع وفوتنج من كل واحد وزن سبعة دراهم .
ومن الخبث البصري المسخن المطفّأ في النبيذ الريحاني مرات كثيرة بوزن الأدوية كلها يطبخ بالشراب العفص حتى يغلظ وينزل عن النار ويصفى ويسقى منه قدر أوقية على الريق وهو فاتر ويأكل نصف النهار أسفيدباجة بلحم عنز ويشرب النبيذ الصرف مدة أسبوع أو أسبوعين .
نسخة أخرى لخبث الحديد : يصلح لبرد المعدة والبواسير .
أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وأصول السوسن وزنجبيل وعود نيء وجوزبوا وسكّ ووردوسنبل .
وأذخر ومصطكى من كل واحد عشرة دراهم .
مسك درهم برادة الإبر منقوعة بشراب ريحان سبعة أيام يؤخذ ويسحق ويقلى على مقلى حديد ويخلط مع الأدوية ويلتّ بدهن اللوز الحلو ويعجن بعسل منزوع الرغوة والشربة وزن مثقالين بشراب ريحاني أو ثمانية .
نسخة أخرى لخبث الحديد : أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وبليلج وأملج وأصول السوسن وورد وأذخر من كل واحد عشرة دراهم .
خبث الحديد مثل جميع الأدوية ينقع الخبث سبعة أيام بخل ويصفى ويقلى على المقلى ويعجن بعسل الطبرزذ الشربة وزن درهمين بشراب التفاح .
نسخة من خبث الحديد المطبوخ : يصلح لضعف المعدة وحرارة المزاج .
أخلاطه : يؤخذ خبث الحديد البصري وهليلج أصفر وأسود وبليلج وأملج وورد وجلنار وأذخر بالسوية يغلى بالشراب ويسقى منه ثلاث أواق .
جوارشن السفرجل الدمسّك : حابس للطبيعة من الاستطلاق وضعف المعدة والقيء وسوء الاستمراء ويحسِّن اللون .


أخلاطه : يؤخذ سفرجل مقشر منقى الجوف وعسل منزوع الرغوة من كل واحد رطلان فلفل ودار فلفل وزنجبيل من كل واحد وزن خمسة دراهم هيل وزن ثمانية دراهم قاقلة وقرنفل وسنبل الطيب ودارصيني وزعفران من كل واحد وزن درهمين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة ويؤخذ السفرجل ويطبخ بخل خمر طبخاً جيداً ومن الأطباء من يطبخه بشراب وهو الأصل ثم ينزل عن النار ويصفى ويترك ساعة حتى يسيل عنه ما فيه من الرطوبة ويدق دقا ناعماً ويؤخذ العسل ويطبخ بنار لينة ويحرك قليلاً حتى يكاد أن ينعقد ثم يلقى عليه السفرجل ويحرك حتى يستوي وتذهب مائية السفرجل عنه ثم ينزل عن النار وتذر عليه الأدوية ويضرب حتى يستوي ويلقى على صفيحة من رخام أو خوان مستوٍ ممسوح بدهن ورد أو بدهن شيرج ويبسط عليه بسطاً ويترك يومين أو ثلاثة حتى يجف ويصلب ويقطع بالسكين قطعاً مربعة القطعة وزن أربعة مثاقيل ويدرج في ورق الأترج ويشد ويرفع ويستعمل عند الحاجة ومن الأطباء من يجعل معه من المسك وزن درهمين .
جوارشن السفرجل المطلق للبطن : ينفع من القولنج ويجفف فضول البدن .
أخلاطه : يؤخذ سفرجل مقشر منقى الجوف رطل عسل منزوع الرغوة رطلان زنجبيل ودار فلفل من كل واحد وزن أربعة دراهم دارصيني وزن درهمين هيل وقاقلة وزعفران من كل واحد وزن ثلاثة دراهم مصطكى وزن خمسة دراهم سقمونيا وزن عشرة دراهم تربد أبيض جيد وزن ثلاثين درهماً تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة ويطبخ السفرجل بشراب ويفعل به كما يفعل بالسفرجلي الحابس ويهيأ كهيئته ويرفع في إناء ويستعمل الشربة منه أربعة مثاقيل بماء حار .
يؤخذ سفرجل طيب الرائحة يلبس عليه من خارج خمير ويُشوى ويؤخذ من لحمه أربعة دراهم فلفل وزنجبيل من كل واحد وزن دانقين ومن السقمونيا وزن درهم يُدق ويُعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة وزن درهم بشراب .


جوارشن السفرجل المعمول بعصارة السفرجل : ينفع من بطلان الشهوة ولمن لا ينهضم طعامه نافع لمن كانت كبده ضعيفة ويشد المعدة .
أخلاطه : يؤخذ سفرجل كبار عفص ينقى من داخل وخارج ويُدق ويُعصر ويؤخذ من مائه قسطان بالرومي ويخلط معه عسل منزوع الرغوة مثله وخل خمر قسط ونصف ويطبخ على نار لينة وتنزع رغوته ويؤخذ زنجبيل ثلاث أواق فلفل أبيض أوقيتان يدق ويلقى عليه ويعقد كما يعقد اللعوق وينبغي أن يؤخذ على الاكثر قبل الغذاء بساعتين أو ثلاث ليس بضائر لو أخذ بعد الطعام فإن كنت تصلح هذا الدواء لمن في معدته حرارة أو في معدته مرة كيف كان فيجب أن يطرح عنه الفلفل والزنجبيل ويستعمل بماء السفرجل والعسل والخلّ فقط على مقدار الكيل الذي ذكرنا وإن عملته للذين مزاج معدهم متوسط حتى أنه لا يجتمع فيها فضل مرة ولا فضل بلغم طرحت فيه نصف المقدار الذي ذكرنا من الزنجبيل كأنك تطرح فيه من الفلفل أوقية ومن الزنجبيل أوقية ونصفاً وإن عملته للذين يجتمع في معدهم البلغم طرحت فيه ضعف جوارشن سفرجلي : يشهي الطعام ويقوي المعدة .
أخلاطه : تؤخذ عصارة السفرجل وعسل من كل واحد ثلاثة أرطال خل ثقيف رطلان يطبخ على نار جمر وتنزع رغوته ويؤخذ زنجبيل خمسة دراهم فلفل أبيض وأسود ودار فلفل من كل واحد ثلاثة دراهم دارصيني درهمان عود نيء ثلاثة دراهم يدق وينخل ويخلط مع العسل وماء السفرجل والخل ويعقد الشربة ملعقة قبل الطعام ويصبر عليه ساعتين .
جوارشن هندي : نافع من القولنج ووجع المفاصل والنقرس ووجع الظهر .
أخلاطه : يؤخذ سقمونيا عشرة مثاقيل جوزبوا وقاقلة وزنجبيل ودارصيني وقرفة ونارمشك وقرنفل وفلفل من كل واحد خمسة مثاقيل ومن التربد مائة مثقال ومن السكر مائة مثقال تُدق هذه الأدوية جميعاً وتُنخل وتُعجن بعسل .


جوارشن الملوك وهو دواء السنة : يؤخذ سنة تامة كل يوم فيصلح أخذه عمره بإذن اللّه تعالى ومن داوم عليه لم يبق في جسمه داء إلا أبرأه ولا يشمط إلا ما شمط قبل أخذه وهو دواء الملوك الذين كانوا فيما حكي يتداوون به نافع من الناصور الأسود والأبيض والأحمر والسيلان والصفرة والأبردة وضربان المفاصل ويجلو البصر واللون ويكثر الجماع وليست له غائلة ولا يحتمي عليه صاحبه .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أسود وبليلج وأملج من كل واحد ستة وثلاثون مثقالاً شونيز أربعة وعشرونٍ مثقالاً فلفل وأشق ودارفلفل وزنجبيل وفلفلمِوية من كل واحد إثنان وعشرون مثقالاً نارمشك وقاقلة وسعد من كل واحد مثقالان كبابة وبلاذر من كل واحد ستة مثاقيل يدق كل واحد على حدته وينخل حتى لا يبقى منه شيء ويخرج على قسمته وما وصفنا من الأوزان ويخلط ثم يؤخذ ستمائة مثقال فانيذ سجزي ويجعل في طنجير أو قدر نظيفة ويوقد تحته وقوداً ليناً ويرش عليه شيء من الماء حتى يذوب الفانيذ فإذا أذاب وغلا فالق عليه هذه الأخلاط وحركه حتى يخلط ناعماً وارفعه واقره حتى يفتر ثم اجعله بنادق كل بندقة مثقالان وربع وامسح يدك بزيت أو بسمن بقر ثم اشرب كل يوم منه بندقة بماء بارد وهو سيد الأدوية .
جوارشن مسحقونيا مسهل : ينفع من النقرص ووجع الظهر وجميع الأمراض الباردة .
أخلاطه : يؤخذ سقمونيا ودار صيني وشيطرج وزنجبيل من كل واحد ثمانية دراهم فلفل أسود ستة دراهم تربد عشرة دراهم دار فلفل ستة دراهم قاقلة وقرنفل وبزر الكرفس ونانخواه من كل واحد أربعة دراهم نوشادر وملح هندي من كل واحد درهمان فانيذ وسكر من كل واحد عشرون درهماً حلتيت درهمان ونصف مسحقونيا ثلاثة دراهم يدق ويعجن بعسل الشربة درهمان أو أربعة دراهم بماء فاتر .


جوارشن السمسم : يؤخذ سمسم مقشر وكمون كرماني وزنجبيل من كل واحد عشرة دراهم فلفل ودار فلقل من كل واحد خمسة دراهم دار صيني وزن درهمين قاقلة وهيل من كل واحد ثلاثة دراهم سكر طبرزذ ذوفانيذ من كل واحد ستون درهماً تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وترفع في إناء وتستعمل .
جوارشن الحبة الخضراء : ينفع من البواسير وبرد المعدة وسوء الاستمراء والاستطلاق .
أخلاطه : تؤخذ الحبة الخضراء وعسل البلاذر وسمسم مقشّر من كل واحد ستة أساتير سكر طبرزذ أربعة وعشرين إستاراً .
هليلج كابلي وبليلج وأملج منزوعة النوى وزنجبيل ودار فلفل وبرنج وساذج هندي وشيطرج من كل واحد أربعة دراهم .
فلفل ومرزنجوش وبسباسة من كل واحد وزن درهمين .
تجمع هذه الأدوية وتعجن بعسل منزوع الرغوة وبسمن البقر وتستعمل بعد ستة أشهر الشربة منه وزن درهمين بمخيض البقر وليكن الطعام فيه أرز مطبوخ بلبن ما دام يأخذه .
جوارشن الأنجذان : النافع من نفخ البطن والمعدة والقرقرة والرياح الغليظة .
أخلاطه : يؤخذ فلفل وبزر الكرفس من كل واحد وزن اثني عشر درهماً أنجذان أسود أربعة عشر درهماً فطارساليون وماميران وفوتنج وحاشا وسيساليون من كل واحد وزق ثمانية دراهم كاشم وزن ثلاثة عشر درهمأ تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة .
نسخة أخرى للأنجذان : ينفغ من جساوة الكبد وبردها والماء الأصفر وبرد المعدة والكلى .
أخلاطه : يؤخذ الأنجذان الأسود وزن عشرة دراهم بزر الجرجير وبزر الكراث من كل واحد ثمانية دراهم زنجبيل وبليلج وأملج منزوعة النوى من كل واحد وزن سبعة دراهم .
نانخواه وبزر الكرفس وأنيسون وقاقلة صغار وكمون كرماني ودارصيني من كل واحد خمسة دراهم .


هليلج أسود منزوع النوى وزن سبعة دراهم قرفة وزن سبعة دراهم فلفل ودار فلفل من كل واحد وزن أربعة دراهم سنبل الطيب وزن درهمين قرنفل وزن درهم فانيذ أبيض وزن عشرين درهماً تجمع هذه الأدوية مسحوقة وتعجن بعسل منزوع الرغوة وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة الشربة وزن درهمين بماء الأنيسون والمصطكى والسنبل .
جوارشن الكافور : نافع من ضعف المعدة والكبد ويطرد الرياح الغليظة ويعين على الهضم .
أخلاطه : يؤخذ كافور وزعفران وعود وقاقلة وخيربوا وكبابة وكاشم وقرفة وقرنفل وأشنة وسنبل وبسباسة وصندل أبيض وفلفل ودار فلفل ودارصيني وشيطرج ونارمشك وشقاقل وخولنجان وجوزبوا وزنجبيل وسعد وفلفلمويه أجزاء سواء سكر بوزن الأدوية كلها .
جوارشن الكافور نسخة أخرى : ينفع من سوء الهضم وضعف المعدة والبلغم الغليظ .
أخلاطه : يؤخذ فلفل وجوزبوا وزنجبيل وقرنفل وبسباسة ودارصيني وقرفة وناغيشت وقلقمون ونار قيصر وقرنفل بستاني وكافور وزعفران من كل واحد وزن درهمين .
تجمع جوارشن كافوري أقوى من الأول : أخلاطه : يؤخذ زنجبيل وفلفل ودار فلفل ودارصيني وقرفة وساذج هندي وسنبل الطيب وشيطرج هندي وجوزبوا وصندل أصفر وحب البلسان وقاقلة وبسباسة وقرنفل وناغيشت وطاليسفر وسعد وطباشير وعود هندي صرف من كل واحد وزن نصف أوقية .
كافور ومسك من كل واحد درهمان ونصف .
سكر طبرزذ عشر أواق ونصف يعجن بعسل منزوع الرغوة يرفع في إناء ويستعمل عند الحاجة .
جوارشن العود : يقوّي المعدة ويسخّنها بغير إفراط ويهضم الطعام وينشّف البلغم .
" أخلاطه : يؤخذ سنبل الطيب وسنبل رومي وبزر الكرفس وأنيسون ومصطكى من كل واحد وزن درهم .
عود ثلاثة دراهم .
قرنفل وزن درهمين بسباسة وزن درهمين ونصف قرفة وسك من كل واحد وزن درهمين هليلج كابلي ينتقع في شراب مقلو وفرنجمشك من كل واحد وزن درهمين ونصف .
جوزبوا درهم ونصف مرماخور وزن ثلاثة دراهم .
ورد وقصب الذريرة من كل واحد وزن درهمين .


يعجن بميبة الشربة وزن مثقالين .
صنعة جوارشن الدارصيني : أخلاطه : يؤخذ دارصيني وعود وراسن من كل واحد ستة دراهم .
قرنفل وفلفل أسود ودار فلفل وسنبل وأسارون من كل واحد خمسة دراهم .
زنجبيل أوقية نعناع ثمانية دراهم خيربوا وقرفة من كل واحد وزن درهمين كيا وأنيسون وبزر الرازيانج وسليخة من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
يعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل .
جوارشن هندي : نافع من القولنج وبرد المعدة ووجع المفاصل والنقرس .
أخلاطه : يؤخذ شيطرج وساذج هندي من كل واحد أربعة دراهم جوزبوا ونانخواه من كل واحد إستاران فلفل ودار فلفل من كل واحد خمسة أساتير زنجبيل خمسة أساتير هليلج أسود ثلاثون إستاراً نارمشك إستاران قرنفل خمسة دراهم جوزبوا إستاران بسباسة أربعة دراهم فانيذ عشرة أساتير يُستف منه عند الحاجة وزن درهمين بنبيذ عتيق .
جرارشن الزنجبيل : نافع من ضعف المعدة والأمعاء ويهضم الطعام ويطرد الرياح وينفع من الهيضة ويحبس البطن .
أخلاطه : يؤخذ زنجبيل عشرون درهماً صمغ عربي وخيربوا من كل واحد وزن عشرة دراهم قرنفل ودارصيني من كل واحد خمسة دراهم جوزبوا جوزة واحدة زعفران درهم صنعة جوارشن المسك : النافع من ضعف المعدة ونفخها ورياح البواسير وخفقان الفؤاد .
أخلاطه : يؤخذ مسك نصف مثقال وخيربوا وقاقلّة وقرنفل وزنجبيل ودار فلفل من كل واحد وزن عشرة دراهم دارصيني وزن ثلاثة دراهم عود هندي أوقية زعفران درهمين سكر بوزن الأدوية كلها يدق ثم يعجن بعسل ويستعمل .
صنعة جوارشن الأترج : يطرد الرياح ويهضم الطعام ويطيب النكهة .
أخلاطه : يؤخذ قشور الأترج الأصفر اليابس وزن ثلاثين درهماً قرنفل وجوزبوا ودار قلفل وفلفل وخيربوا ودارصيني وخولنجان وزنجبيل من كل واحد وزن درهم .
ومن المسك زنة دانق ونصف يعجن بعسل ويستعمل .
صنعة جوارشن قيصر : النافع من القولنج والأبردة والخام ويخرج الفضل الغليظ اللزج وينفع من النقرس .


أخلاطه : دار فلفل وزنجبيل وهليلج أصفر وسقمونيا وتربد من كل واحد إثنا عشر درهماً .
بزر الكرفس ونانخواه وعاقر قرحا وملح طبرزذ من كل واحد ستة دراهم .
سكر ستة عشر جوارشن السقنقور : يزيد في الباه .
أخلاطه : بزر الهليون وبزر البصل وبزر اللفت وبزر الرطاب وبزر الكراث وبزر الجزر وبزر الجرجير وبزر الأنجرة والشاهسفرم والحبة الخضراء ولسان العصافير وسمسم مقشّر وبزر الفجل وتودريان أبيض وأحمر ولوز الصنوبر وحب الرشاد من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
ومن الزنجبيل والشفاقل والخولنجان والدار فلفل من كل واحد وزن خمسة دراهم .
ومن الدارصيني وجوزبوا والبهمنين من كل واحد وزن درهمين .
ومن سرّة السقنقور خمسة دراهم .
ومن الإشقيل المشوي وزن ثلاثة دراهم .
ومن الفانيذ وزن هذه الأدوية كلها يدقّ وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة الشربة منه وزن درهمين بمثلث أو بلبن حليب أوبماء العسل على الريق .
صنعة جوارشن آخر : نافع من الخفقان ويقوّي المعدة ويهضم الطعام ويطلق البطن .
أخلاطه : هليلج كابلي خمسة عشر درهماً طاليسفر خمسة دراهم وزرنباد ودرونج وسليخة من كل واحد وزن ثلاثة دراهم .
تربد عشرون درهماً سقمونيا ثلاثة دراهم فانيد وزن عشرين درهماً يعجن بعسل الشربة ثلاثة دراهم .
أخلاطه : عود ثلاثة دراهم كافور ربع درهم مسك ثلث درهم بسباسة ونارمشك وسعد وفرنجمشك وزرنب وزرنباد من كل واحد مثقال دارصيني ومصطكى وزنجبيل وفلفل وقرنفل من كل واحد درهمان لسان الثور خمسة دراهم بزر الرازيانج وبزر الكرفس ووجّ وسنبل من كل واحد ثلاثة دراهم تجمع بالعسل .
صنعة الاطريفل الكبير : ينفع من استرخاء المدة ورياح البواسير الباطنة ويزيد في الباه .
أخلاطه : هليلج أسود وبليلج وأملج ودار فلفل وفلفل من كل واحد ثلاثة أجزاء زنجبيل وبوزيدان وشير أملج وشيطرج هندي وشقاقل وفي نسخة أخرى بسباسة من كل واحد جزء .


تودري أبيض وتودري أحمر ولسان العصافير وبزر الرمان البريّ وهو بسذدانج وهو حب الفلفل وهو بالفارسية نارشعان وسمسم مقشر وسكر طبرزذ من كل واحد جزءان .
بهمنان أبيض وأحمر من كل واحد نصف جزء تدق اليابسة وحدها والسمسم على حدة ويخلط ويلت بسمن البقر ويعجن بعسل منزوع الرغوة .
صنعة جوارشن العود لنا : يؤخذ هيل وزنجبيل ودارصيني وسليخة وزعفران وفلفل وفرنجمشك وزرنباد من كل واحد خمسة دراهم .
سعد وزرنب وساذج هندي وقرنفل من كل واحد ثلاثة دراهم .
عود خام سبعة دراهم عنبر مثقال لازرود كافور من كل واحد دانقان تربد أربعة دراهم ملح هندي وزن درهم يسحق الجميع ويتخذ منه جوارن بالعسل أو السكر .


القانون
القانون
( 68 من 70 )

المقالة الرابعة السفوفات والقمايح ووجورات الصبيان
إنا إنما نورد من السفوفات أمثال ما أصردنا من الجوارشنات ونؤخر الباقي إلى موضعه . مقلياثا : نافع من الزحير والمغص والإسهال والبواسير .
أخلاطه : يؤخذ حبّ الرشاد المقلو رطل ونصف كمون كرماني منقوع في الخل يوماً وليلة مقلواً وبزر الكرّاث المقلو من كل واحد عشرة أساتير بزر الكتان مقلواً أربع أواق كية أوقية هليلج كابلي مطجّن بسمن ثلاث أواق الشربة ثلاثة دراهم برلب السفرجل وماء بارد .
سفوف : نافع من رياح البواسير والإسهال والزحير والمغص .
أخلاطه : حب الرشاد المقلو رطل بزر الكتان مقلواً وبزر قطونا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم بزر الكرفس المقلو وطين أرمني وبزر مر من كل واحد وزن درهمين ونصف صمغ عربي درهم .
سفوف يسمى كسيلا : يحبس الإستطلاق .
أخلاطه : كسيلا وحب الآس وجفت البلوط وحرف أبيض وزرنباد وجوز جندم وكثيراء ومغاث وحضض وفندق وفستق من كل واحد جزء .
ومن اللوز الحلو المقشر من قشرته وزن عشرة دراهم .
ومن دقيق الحواري عشرون درهماً يخلط ويستعمل .
سفوف آخر : ينفع الحوامل ويطرد الرياح ويقوّي الكبد والمعدة .
أخلاطه : لؤلؤ صغار وعاقر قرحا من كل واحد وزن درهم زنجبيل وعلك رومي من كل واحد أربعة دراهم زرنباد ودرونج وبزر كرفس ووجّ وخيربوا وجوزبوا وفلفل ودارصيني من كل واحد مثقالان تودري وبزر الرازيانج من كل واحد مثقال سكّر بوزن الأدوية كلها .
سفوف عبادة : أخلاطه : لكّ عيدان وحب الآس وبلوط يابس وسكّر طبرزذ ومصطكى وقشور رمان وعفص من كل واحد جزء .
لبان وزنجبيل من كل واحد ربع جزء يخلط بعد النخل ويستف منه بكرة وعند النوم مثقال إلى مثقالين أسبوعاً ولا يذوق اللحم .
سفوف آخر جيد : ينفع من الحر في الجسد والحمّى والحمرة والشري والعطاس وانعقال اللسان من البرسام ويدلك به اللسان .


أخلاطه : مسك وزن دانقين سكّ وحضض من كل واحد درهم كافور درهم ودانقان زعفران وزن درهمين قاقلة وقرنفل وجوزبوا من كل واحد وزن أربعة مثاقيل ورد أحمر وجُلَنار وطباشير من كل واحد ستة مثاقيل سكر طبرزذ أبيض ستون درهماً تخلط هذه الأدوية بعد النخل .
ومن كان الغالب عليه الحرارة أخرج مما يعالج به الجوزبوا الشربة منه للكبير نصف مثقال وللصغير ما بين حبتين إلى قيراط .
قميحة البطيخ الطوال : يقوي المعدة الرخوة ويعقل البطن ممن علَته استرخاء المعدة ويقوي النفس الضعيفة .
أخلاطه : يؤخذ البطيخ الطوال فيخرج ما في جوفه من الحبً وغيره ثم يحشى سويق نبق وسويق مقل وطراثيث وغبيراء محمص مدقوق وأرز مقلو أجزاء سواء ويترك حتى تنشف رطوبة البطيخ ثم يخرج فيجفف ويسحق ويؤخذ منه راحة عظيمة مقدار ما يكون أربعة دراهم .
سفوف آخر : يعمل للصبيان الغالب عليهم الحرارة والرطوبة .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أسود وكمون كرماني من كل واحد خمسة دراهم مصطكى خمسة وعشرون درهماً زنجبيلدرهمين يدق كل واحد على حدته ويُنخل ثم يُخلط ويُلت في الصيف بشيرج وفي الشتاء بزيت ويجعل سكره في الصيف طبرزداً ويخرج منه الزنجبيل وإنما يصلح هذا لمن غلبت عليه الرطوبة من الصبيان .
سفوف أرسطاطاليس كتبه للأسكندر : ينفع للذرب وفساد المعدة وصفرة اللون والبخر والوسواس والنسيان ويهضم ويفرح .
أخلاطه : تؤخذ قرفة وساذج هندي وهيل وعود هندي وأسارون وكية وهليلج كابلي منزوع النوى وإكليل الملك وفرنجمشك ونارمشك ونار قيصر وكمون ودارصيني وأشنة وفلفل ودار فلفل وزنجبيل وقرنفل وحب الرمان وجوزبوا وقاقلة من كل واحد جزءان .
مسك وعنبر وكافور من كل واحد جزء .
سكر طبرزذ ستة أمثال الدواء كله الشربة منه ما بين وزن درهم إلى وزن ثلاثة دراهم بماء بارد على الريق وبعد الطعام عظيم النفع فيما وصف .
سفوف البرمكي : وهو نافع من الديدان وضعف المعدة .


أخلاطه : يؤخذ هليلج وأملج وبرنج من كل واحد جزء ومن لباب التربد مثل ذلك أجمع ومثل ذلك أجمع فانيد الطبرزذ الشربة منه عشرة دراهم .
سفوف الإشقيل : وهو وجور الصبيان مجرب يغشي ويسهل ويقطّع عنهم أذى المرار والبلغم .
أخلاطه : يؤخذ هليلج وبليلج وأملج وعاقر قرحا وورد أحمر وجلنار وسماق وكيموردة وعروق وجوز القيء وحب الآس وحبق وعفص وقاقلة وقرنفل أجزاء سواء .
يدقّ ويُنخل ويُستعمل .
وجور للصبيان : ينقي أبدانهم من البلل والمرار .
أخلاطه : يؤخذ خمس هليلجات صغر وعذبة وطباشير وعنبر الصيدناني وماميران وحبق وجلّنار وحضض وسك وزعفران وقاقلة وعفص وسكر طبرزذ من كل واحد بوزن الهليلج .
وجور آخر للصبيان : يؤخذ ورد وجلنار وقليميا وعاقر قرحا وسمّاق ورب السوس وعذبة وهليلج وبليلج وعفص وبسباسة وحب الآس وطباشير وكسابة وقاقلة وحضض وزعفران وسك وعروق وسليخة وعنبر الصيدناني وحبق وقشر الأرز أجزاء سواء .
يخلط بعد النخل .
وجوز آخر للصبيان : يؤخذ سكر طبرزذ وورد أحمر وحضض وزعفران وسماق وطباشير وماميران وحبق وجلنار وقاقلة وعذبة من كل واحد جزء الشربة قيراط للصغير وللكبير على قدره .
قميحة للسحج والإسهال النريع وفساد المعدة وضعفها .
أخلاطه : يؤخذ قرظ وطراثيث من كل واحد خمسة أجزاء سك جزء يدق كل واحد على حدته ويخلط ويؤخذ منه كل غدوة وزن درهمين وبالعشي مثل ذلك نافع .
سفوف للطحال ورداءة الهضم واللون : .
أخلاطه : يؤخذ حرف أبيض ربع كيلجة يُصَب عليه غمره شيرج وتوقد تحته نار لينة حتى يخثر ثم يلقى عليه المغاث المدقوق وزن واحد وسبعين درهماً كمون كرماني أربعة دراهم نانخواه شامية وزن درهمين يؤخذ منه بالغداة راحة بماء بارد ويحتمى عليه من الخل والسمك سفوف آخر يصلح لمن به يرقان ووجع الكبد وقيء مرار أصفر : أخلاطه : يؤخذ لك مغسول مثقال طباشير درهمان زعفران درهم راوندصيني دانق ونصف .


كافور دانق الشربة درهمان بطبيخ الإجاص وماء التمر الهندي مقدار نصف رطل .
سفوف آخر : يصلح لمن به حمى ووجع الكبد وانحلال من قبل المرار .
أخلاطه : يؤخذ دردي الشراب زراوند وسنبل ولك مغسول من كل واحد مثقال خبث الحديد البصري سبعة دراهم يُدَقُّ والشربة مثقال بماء الكزبرة اليابسة قدر أوقية .
سفوف آخر : ينفع من حرارة الكبد واليرقان والسدد ونفث الدم .
أخلاطه : يؤخذ حب السفرجل مقشّراً ونشا وبزر الخيار مقشراً من كل واحد أربعة دراهم طين أرمني ولك مغسول وورد وسنبل وسرس من كل واحد درهم طباشير نصف درهم مصطكى ثلث درهبم الشربة درهم بماء بارد .
صنعة ملح : يصلح للمحرورين ولإسهال المرتين ويشهي الطعام .
أخلاطه : يؤخذ ملح داراني فيكسر قطعاً صغاراً ويقلى على مقلى حديد أو على فرن أو على فخار ثم يرش عليه خل خمر ثقيف مراراً كثيرة ثم يدق وينخل ويخلط معه حب رمان مقلو قليلاً وسماق منع من حبه مثل ثلث الملح وكزبرة يابسة مقلة مدقوقة وعصارة الأمبرباريس مثله ويخلط ويستعمل .
ملح آخر : ينفع المعدة والكبد ووجع المفاصل ومن جميع الأدواء التي تكون من قبل الفضول .
أخلاطه : يؤخذ ملح الطعام وزن رطل نوشادر أوقيتان ومن الفلفل الأبيض ثلاث أواق زنجبيل وفلفل أسود من كل واحد أوقيتان أنيسون وحبّ الجرجير ونانخواه وسنبل من كل واحد أوقية حبق أوقيتان حب الكرفس البرّي أوقية ونصف يدقّ ويسحق والشربة مثقالان بماء فاتر .
المقالة الخامسة اللعوقات
كلامنا في اللعوقات على قياس كلامنا في الأبواب قبله وإنما اتخذت اللعوقات في أكثر الأمر لتحبس في الفم ويصل منها شيء بعد شيء إلى الرئة ولا تندفع دفعة إلى المعدة فتطول مسافتها من المعدة إلى الرئة . صفة اللعوق : نافع للسعال اليابس .
أخلاطه : يؤخذ بزر كتان مقلو ويعجن بعسل ويرفع في إناء ويستعمل عند الحاجة .
لعوق آخر : نافع للسعال من حرارة ويبوسة .


أخلاطه : يؤخذ بزر الخيار مقشراً خمسة دراهم لوز حلو مقشر ستة دراهم بزر الخطمي وبزر الخبازي من كل واحد خمسة دراهم صمغ وكثيراء ونشا وحب السفرجل المقشر من كل واحد أربعة دراهم عصارة السوس وفانيد أبيض من كل واحد أربعة دراهم ونصف ويدق وينخل ويؤخذ أصول السوس منقاة وسبستان وزبيب حلو منقى يطبخ بماء حتى يغلظ ثم يلقى معه ميبختج وتعقد به الأدوية ويسقى مع حريرة تعمل من ماء نخالة السميذ ودقيق الباقلا وفانيد ودهن لوز حلو ويسقى بعده ماء الشعير .
لعوق آخر : للسعال من حرارة .
أخلاطه : يؤخذ سبستان ثلاث حفنات عناب كبار خمسون عدداً أصول السوس المقشر المرضوض ثلاثون درهماً زبيب كسمهاني حلو ومنقى أربعون درهماً خيار شنبر منقى من قصبه عشرون درهماً يطبخ بسبعة أرطال ماء حتى يبقى رطل ثم يصفى ويلقى عليه ميبختج نصف رطل .
فانيذ ثلث رطل يطبخ حتى يغلظ مثل العسل ثم يخلط معه دقيق الباقلا منخولاً بحريرة ما يكفي .
صفة لعوق الخشخاش : النافع من قذف الدم والحمى الحالحة والسعال ووجع الصدر والشوصة .
أخلاطه : يؤخد ورد أحمر منزوع الأقماع وصمغ من كل واحد وزن درهم نشا الحنطة وكثيراء وحبّ الخشخاش من كل واحد وزن درهمين طباشير وزعفران من كل واحد نصف درهم ربّ السوس وزن درهمين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولاً منها ما ينخل وتعجن بمثلث وترفع في إناء وتستعمل عند الحاجة وتشرب مع الترنجبين أو طبيخ الزوفا .
لعوق الطباشير : النافع من السعال ونزف الدم والفضول الغليظة ووجع الصدر وقروح الرئة .


أخلاطه : يؤخذ قاقلة وزن أربعة دراهم صمغ وزن ثمانية دراهم نشا الحنطة وحبّ الخشخاش الأبيض وزنجبيل من كل واحد وزن عشرة دراهم طباشير وزن أربعة دراهم سكر طبرزذ وزن أربعين درهماً حب القثّاء مقشراً ولوز حلو مقشر من قشرته ولوز الصنوبر المقشر من كل واحد ثمانية دراهم لوز الصنوبر مقشر من القشرتين ورب السوس وكثيراء من كل واحد وزن خمسة دراهم بزر الرازيانج وزن درهمين حبّ الخشخاش الأسود وزن درهمين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولاً منها ما ينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة وسمن البقر عجناً ليناً وتصير في إناء وتستعمل عند الحاجة .
لعوق طباشير آخر : نافع من الحمّيات السلّية وقروح الرئة .
أخلاطه : يؤخذ صمغ عربي وقاقلة من كل واحد ستة دراهم زنجبيل ونشا الحنطة من كل واحد وزن اثني عشر درهماً طباشير وزن أربعة دراهم سكر وزن ستين درهماً حب القثّاء مقشراً وحب الصنوبر مقشراً من كل واحد وزن سبعة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولاً منها ما ينخل وتعجن بسمن وعسل منزوع الرغوة عجناً ليناً وترفع في إناء زجاج ويلعق منه ويشرب بماء حار أو بلبن الأتن .
لعوق العنصل : النافع من عسر النفس والنفث ووجع الجنبين والصدر .
أخلاطه : يؤخذ عصارة العنصل وعسل منزوع الرغوة ويعقدان جميعاً ويلعق منه قبل الطعام وبعده .
لعوق الثوم : النافع من السعال الهائج عن البلغم ينقي الصدر وينضج المواد الرقيقة .
أخلاطه : يؤخذ من الثوم المنقى رطل ويطلى برطل سمن حتى يتهرى ويصفى ويدق الثوم دقاً ناعماً ويصب عليه من العسل المنزوع الرغوة رطلان ويطبخ بنار لينة حتى يغلظ وينزل عن النار .


لعوق آخر : يؤخذ من حب السفرجل وبزر قطونا من كل واحد خمسة دراهم بزر الخشخاش وزن عشرة دراهم أصول السوس وسبستان من كل واحد سبعة دراهم ينقع بثلاثة أرطال ماء ويطبخ بنار لينة حتى يغلظ ويصب عليه من الميبختج وزن اثني عشر درهماً ومن الكثيراء والصمغ العربي من كل واحد وزن سبعة دراهم ومن الفانيذ إستار ويخلط .
لعوق البطم : النافع لبحوحة الصوت وقرحة الصدور ولمن ينفث المدة ويفتح السدد .
أخلاطه : يؤخذ بزر كتان وزبيب منقى من كل واحد رطل لوز الصنوبر ولوز حلو ولوز مر منقى من كل واحد ست أواق بندق مقلو وعلك البطم وأصول السوس وصمغ عربي من كل واحد ثلاث أواق .
فلفل أبيض ودقيق الباقلا والحمّص والزراوند ونشا ونانخواه وحرف وميعة سائلة وأصول السوسن الاسمانجوني من كل واحد أوقية مر وزعفران ولبان ذكر من كل واحد نصف أوقية يدق وينخل ويلت بلبن الأتن وتعجن به ويعمل أقراصاً ويجفف في الظل ثم يسحق ويعجن بعسل ويؤخذ منه ملعقة بالغداة وملعقة بالعشي ثم يعمل منه أشياف وحب صغار ويجعل منه بالليل تحت اللسان .
المقالة السادسة الأشربة والربوبات
إن إيرادنا للأشربة والربوبات على النحو الذي أشرنا إليه فيما قبل والفرق بين الأشربة والربوب : أن الربوب هي عصارات مقومة بنفسها والأشربة سلافات أو عصارات مقومة بحلاوة .
أفسومالي : وهو السكنجبين الذي عمله ورتبه القدماء النافع من عرق النسا ووجع المفاصل والضرع وأنه إذا شرب أسهل كيموساً غليظاً وقيل أنه ينفع شربه من نهشة الأفعى وكذلك ينفع من شرب الأفيون ومن الأدوية القتالة .
وصنعته : أن يؤخذ من الخل خمسة أرطال ومن ملح نحو منوين ومن العسل عشرة أمناء ومن الماء عشرة قوطولاً ويخلط ويطبخ بنار لينة حتى يغلي عشر غليات ثم ينزل عن النار ويترك حتى يبرد ثم يرفع في إناء ويستعمل عند الحاجة بقدر ما يأمر الطبيب .


السكنجبين البزوري للعامة : يطفىء الحميات ولهيب المعدة ويقطع البلغم ويجلوه ويقمع الصفراء ويفتح سدد الكبد والطحال ويدر البول .
أخلاطه : يؤخذخل خمر جيد عتيق عشرة أرطال ويلقى عليه من الماء العذب الصافي عشرون رطلاً أو أكثر أو أقل على قدر حموضة الخل وجودته ويصير فيه من قشور أصول الرازيانج وقشور أصول الكرفس من كل واحد ثلاث أواق بزر الرازيانج والأنيسون وبزر الكرفس من كل واحد أوقية ويترك يوماً وليلة وبعد ذلك يطبخ بنار لينة حتى يذهب منه السدس ثم ينزل عن النار ويترك حتى يبرد ثم يصفى ويلقى عليه لكل جزءين من هذا الماء والخل المطبوخين مع الأصول والبزور جزء من السكر الطبرزذ كيلاً أو من العسل لكل جزءين ونصف من الخل والماء المطبوخين مع الأصول والبزور جزء يطبخ بنار لينة حتى يبقى منه النصف وينزل عن النار ويبرد ويصفى ويستعمل وقد التقطت رغوته في وقت غليه .
ومن أحب جعل فيه بعد استخراج رغوته بعد غلية أو غليتين زعفراناً غير مطحون وزن ثلاثة دراهم في صرة تعلق في القدر وتمرس ساعة بعد ساعة حتى تخرج قوته فيه ومن الناس من يمرس فيه بعد الفراغ منه زعفراناً مطحوناً وزن درهمين ولا يطبخه به .
صنعة السكنجببن لجالينوس : يزخذ عسل جيد يجعله على جمر لين وتأخذ رغوته وتُلقى عليه الخل ولا يكون ظاهر الحموضة ولا ضعيفها فيغلي بالنار قليلاً قليلاً حتى يختلط جيداً .


ولا يكون الخل فجاً ثم انزله عن النار واحفظه فإن أردت أن تستعمله فامزجه بماء مثل الشراب فإن كان الذي يشربه يكرهه من أجل حموضته أو حلاوته فيستعمله بماء فإن أراد أن يشربه ظاهر الحموضة فيزيد في خله وذلك أنه ليس بالمحمود أن يستعمل بمقدار واحد وأرى أن هذا شبيه بما يفعله الإنسان إذا أمر جميع من يشرب الخمر أن يدرجوه بالماء من غير أن يعلم أن فيهم من قد اعتاد أن يشربها كثيرة المزاج تفهة الطعم فإذا شربها صرفة آلمت رأسه من ساعته وفيهم من قد اعتاد شربها قوية فإذا شربها كثيرة المزاج غثت نفسه فإذا كان مثل هذا يعرض من شرب الخمر ومن عادة الناس أن يشربوها كثيراً فكيف لا يعرض في شرب السكنجبين أكثر وعادتنا أن نشربه أقل من شرب الخمر جداً وهو منها أقوى فينبغي إذاً أن نحكم اعتداله بحسب من يشربه لا بحسبنا وواجب أن تعلم أن الأوفق لمن يتناوله هو الألذ عنده ومن أجل ذلك يكون نفعه لهَ أكثر والذي يتأذى به هو الذي تعافه نفسه واعتدال هذه الأنواع أن يعمل مما يوافق أكثر الناس وهكذا يجب أن يعمل على كل جزء من الخل يخلط معه من العسل المنزوع الرغوة جزءان ويطبخ على نار لينة حتى تختلط طعومها وكذلك طعم الخل أيضاً لا يبقى فجاً بل يطبخ بالماء أولاً فكذلك يجب أن يعمل السكنجبين على كل جزء من العسل أربعة أجزاء ماء صافياً ثم يطبخ بنار لينة باعتدال حتى تصعد رغوة العسل لأن العسل الرديء تصعد له رغوة كثيرة فلذلك يحببس طبخه أكثر والعسل الجيد أقلّ رغوة فلذلك لا يحتاج إلى طبخ كثير كما يحتاج الذي قبله وكثر ما يبقى من الأول الذي يدرج إلى هذا المقدار نصفه واعدل طبخه حتى يختلط بها جيداً ولا يبقى الخل نيئاً ويعمل السكنجبين إذا خلطت الأنواع الثلاثة من أول شيء فتصب من الخل جزءاً ومن العسل جزءين ومن الماء أربعة أجزاء ويطبخ حتى يبقى الربع وتنزع رغوته فإذا أردت أن تجعله أقوى جعلت الخل مثل العسل ويشرب كما يشرب الشراب ممزوجاً ولا تشربه


دائماً بل يوماً ويوماً لا لئلا يضرّ بفم المعدة فإنه يغوص في المفاصل ويحدر الكيموس من الأمعاء السفلى ويحلل الرطوبة من البدن ومنهم من يشربه بلا ماء يريد به أن يجلو الرطوبة من فم المعدة ويحدرها إلى أسفل والذي يشربه يصبر عليه إلى نصف النهار ثم يستعمل الفروج بالزيرباج .
صنعه سكنجبيننا : تأخذ السكر الفائق ويسوى ظهره في طنجير ويصب عن الخل الثقيف خل الخمر ما يظهر عيونه تحت السكر ولا يغطى السكر وإن شئنا أن لا يحمض نقصنا من هذا القدر ثم نضعه على جمر أو نار ضعيفة حتى يذوب وننزع رغوته بأصول الطاسات ونأخذها بخرقة وإنما ننزعها برفع ووضع دون غرف فإذا تنقى صببنا عليه الماء حتى يرق ثم طبخناه وقومناه ثم ينزل ويستعمل فإنه نافع جداً .
صنعة سكنجبين مسهل للصفراء : يؤخذ عسل منزوع الرغوة أو سكر وخل ثقيف كما وصفته أولاً ويطبخ بنار لينة وتؤخذ عصارة قثاء الحمار وسقمونيا بالسوية أوقية أو أكثر أو أقل بمقدار الحاجة على قدر ما تريد واسحقه واجعله في خرقة كتان وعلقه في القدر وامرسه كل ساعة حتى يذوب ولا يبقى في الخرقة شيء .
فإذا انعقد فارفعه من النار وقوم يطبخون بدل السّقَمُونيا أصل السقمونيا مع صنعة سكنجيين آخر ينقص البلغم : يؤخذ عسل وخل أشقيل مع الأصول المذكورة فيطبخ ويؤخذ من الدند الصيني ولب القرطم ما تعلم إنه يصلح لقوة الرجل واسحقه واجعله في صرة وعلقه في القدر مثل الأول واستعمله .
صنعة سكنجبين آخر ينقص السوداء : يؤخذ عسل أو سكر وخلّ ويطبخ كما يطبخ الأول ثم خذ من الأفتيمون ما تريد وبسفايج وخربق أسود واسحقه واجعله في صرة وعلقه في القدر واطبخه مثل الأول .


عمل خل الأشقيل : ثأخذ الأشقيل الأبيض منقّى وتقَطعه بسكين خشب وتشكه بخيط من غير أن تلتصق القطع بعضها ببعض أو تثقبه وتجعله في خيط ولا يكون واحد بجنب الآخر ويجفف في الظل أربعين يوماً ثم خذ منه مناً وألق عليه ثمانية عشر رطلاً خلاً جيداً واجعله في الشمس ستين يوماً ويغطى الإناء جيداً ثم أخرج منه الاشقيل واعصره وصفه منه بخرقة .
وقوم يأخذون لكل منّ من الإشقيل سبعة أرطال ونصفاً خلاً وآخرون لايجفَّفون الأشقيل لكن ينقونه ويطرحونه في ذلك الوزن بعينه ويتركونه ستة أشهر فيكون ما يعمل على هذه الصفة أكثر إسهالاً وينفع إذا تمضمض به الفم والعمور والدم السائل منها يقطعه لأنه يقبض وينشّف الرطوبة من العمور والأسنان ويصلب الأسنان التي تتحرك ويطيب الفم والنكهة وينفع من البخر وإن سقي منه جلا قصبة الرئة وصلّبها ويصفي الصوت ويقوّيه ويَصلح أيضاً لمن به وجع المعدة ولمن لا يهضم الطعام ولمن يصرع وللسدر ولمن تغلب عليه المرة السوداء والمعتوهين والمهوسين وأيضاً لمن بها اختناق الرحم ولمن به طحال جاس وعرق النسا ويقوي الجسد المسترخي الذابل ويحسن لون البدن ويحد البصر وينفع من ضيق النفس وإن استعمل في وجع الأذن بأن يصب فيها سكّنه إن لم تكن في الأذن قرحة من داخل ويصلح لكل ما قلته إن سقي منه كل يومٍ على الريق قليلاً قليلاً وتدرجه حتى يبلغ إلى أوقية ونصف .
السكنجبين العنصلي المسهل : النافع من عسر البول ومن وجع الجنبين والمعدة وسوء الاستمراء والجشاء الحامض .


أخلاطه : يؤخذ جوف بصل العنصل رطلين زنجبيل أوقية فلفل أوقيتان بزر الجزر البري نصف أوقية بزر الرازيافج وأنيسون من كل واحد أوقية بزر الكِرَفس أوقيتين نانخواه نصف أوقية كمون كرماني أوقية أصول الانجدان وعاقر قرحا من كل واحد أوقية فقاح الزوفا أوقية فوتنج ونعنع من كل واحد أوقية كاشم نصف أوقية قردمانا وزن درهمين سذاب ست أواق سادج هندي نصف أوقية يدق دقاً جريشاً وينقع بخل العنصل ستة أقساط وعسل منزوع الرغوة قسطين ومثلث قسط واحد يصير في ظرف نقي سبعة أيام ويصفى ويصير في إناء زجاج ويستعمل ويشرب منه قبل الطعام وبعد الطعام .
صنعة جُلاب : يؤخذ مناً من سكر ويصب عليه أربع أواقي ماء ويطبخ بنار لينة ويصب عليه أوقيتان من ماء الورد وينزل عن النار ويصفى ويستعمل ومن الأطباء من يضيف إلى ذلك قبل الطبخ جزءين من العسل وجزءاً من الطبرزذ وجزءاً من النبات ويطبخ بنار لينة .
ماء العسل والسكر : النافع من الأمراض الباردة ووجع الكبد والصدر .
وصنعة ذلك : يؤخذ عسل جزء وماء جزءان يطبخ بنار لينة وتؤخذ رغوته ويغلى حتى يبقى ثلثه وينزل عن النار ويُصفى وكذلك ماء السكر أيضاً فإذا أردنا أن نسخنه ونقويه صيّرنا فيه بعد أخذ الرغوة مصطكى وزعفراناً وغير ذلك من الأفاوية مثل : الدارصيني والخولنجان وغير ذلك .
نسخة أخرى لماءالعسل : تنفع من الحمّى واللهيب وكثرة العطش في المعدة والسعال من الحرارة وتنفع من الشوصة .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر منقّى أربعة أرطال ويجعل في إناء زجاج ويلقى عليه ماء حاراً عشرة أرطال ويُسَدُّ رأس الإناء جيداً واتركه يوماَ وليلة ثم أخرجه واعصره جيداً وصفه وألق عليه سكراً عشرة أرطال واطبخه بنار لينة حتى يغلظ ويصفى ويستعمل .
الجُلاب بماء الورد : يؤخذ سكرطبرزذ مسحوقاً ويكال ويلقى على كل كيلة من السكر ثلاث .


كيلات من ماء الورد الصافي الجيد الجوهر ويطبخ بنار لينة حتى يبقى منه الثلث وتنزع رغوته ومن أراد أن يصير فيه زعفراناً وهو يطبخ فإذا نزع رغوته فليلق فيه من الزعفران غير المسحوق في صرّة ويعصر ساعة بعد ساعة إلى الفراغ منه ومن أراد أن يصير فيه الزعفران بعد الطبخ فإذا أنزله عن النار فلْيمْرَس فيه الزعفران المسحوق قبل أن يبرد ويرفع في ظرف زجاخ ويستعمل .
صفة شراب العنصل : النافع من سوء الهضم وفساد الطعام في المعدة ومن البلغم الغليظ الذي في المعدة أو في الأمعاء وينفع من فساد المزاج المؤدي إلى الاستسقاء المسمى سوء القنية وينفع من الاستسقاء وينفع من اليرقان ومن وجع الطحال وينفع من الفالج العارض مع الاسترخاء ومن السدد والنافض ومن شدخ أطراف العضل والعنق ويحرّ البول والطمث اْما مضزته للعصب فيسيرة وينبغي أن وصنعة ذلك : اْن يؤخذ العنصل ويقطع كما أنت تعلم ذلك ويجفف في الشمس ويؤخذ منه مقدار منًّا ويدقّ وينخل بمنخل صفيق ويصير في خرقة جديدة رقيقة وتجعل الخرقة في عشرين قسطاً من شراب جيد في أول ما يعصر ويترك فيه ثلاثة أشهر حتى يتبدد ثم بعد ذلك يصفى الشراب ويرفع في إناء بعد أن يشد رأسه باستقصاء ومن الناس من يقول يمكن أن يعمل هذا العمل والعنصل رطب وذلك بأن يؤخذ فيقطع كما يقطع الشلجم ويؤخذ منه ضعف ما يأخذ من اليابس ويلقى عليه العصير ويوضع في الشمس أربعين يوماً ويعتق وقد يصنعون صنعاً آخر وذلك أن يقطع العنصل وينقّى ويوؤخذ منه ثلاثة أمناء ويلقى على جرة إيطاليا من عصير جيد ويغطى ويترك ستة أشهر ويصفى بعد ذلك ويرفع فى إناء ويستعمل .
صفة الشراب الذي يعمل بماء البحر : النافع من الحمى وينتفع به في تليين البطن وينفع من كان في صدره قيح مجتمع ومن كانت طبيعته يابسة إلا أنه ينبغي أن يجتنبه من كانت معدته رديئة وفي بطنه ومعدته نفخ .


وصنعة ذلك : على ضروب مختلفة وذلك أن منه ما يعمل أول ما يعصر العنب بأن يؤخذ مقدار مناً من ماء البحر ويلقى على العصرِ ومنهم من يعمل من عصير قد شمس يخلط به ماء البحر ومنهم من يعمل بأن يؤخذ العنب فيزبب ويؤخذ ذلك الزبيب وينقع بماء البحر في خوابٍ ثم يؤخذ ذلك الزبيب المنقع فيداس وتخرج عصارته وإن لم يترتب ولكن يترك حتى يذبل فجابر أيضاً ويكون هذا الشراب من الصنف المعمول بماء البحر حلواً ومنه ما يكون فيه قبض ما فإن هذا ينفع ما بينا قبل هذا من الأمراض المعدودة .
صفة شراب السفرجل وهو الميبة : يقؤي المعدة ويعقل الطبيعة وينفع وجع الكبد والقيء والغثيان والفواق وأرجاع الأمعا والكليتين وعسر البول .


وصنعة ذلك : تؤخذ عصارة السفرجل الحامض ثلاثين رطلاً وشراب طيب عتيق خمسة وعشرين رطلاً يطبخ بنار لينة حتى يذهب منه النصف ثم تؤخذ رغوته ويصفى ويترك حتى يصفو ويرد إلى القدر ثانية ويلقى عليه العسل الصافي المنزوع الرغوة عشرة أرطال ويغلى بنار لينة ثم يؤخذ زنجبيل ومصطكى من كل واحد درهمان قاقلة كبار وصغار ودارصيني وهال من كل واحد أرَبعة دراهم قرنفل ثلاثة دراهم زعفران غير مسحوق أربعة دراهم يدق دقاً جريشاً ويجعل في خرقة كتان وتلقى في القدر ويمرس كل ساعة ويغلى حتى يثخن ثم أنزله عن النار وصفه ثم خذ مسكاً نصف درهم واجعله في شراب عتيق والقه عليه واخلطه جيداً وارفعه إلى وقت الاستعمال فإن أردت أن تعمله بلا أفاويه فاعمله بعصارة السفرجل صفة أخرى للميبة : ولتأخذ عصارة السفرجل المر واطبخه على النصف كما وصفته وخذ منه رطلين وعصارة التفاح الجبلي المر المطبوخ على النصف مصفى رطل شراب عتيق جيد ورطل عسل جيد أو سكر رطل يطبخ بنار لينة حتى يغلظ وتنزع رغوته ثم يؤخذ عود نيء درهمين ومصطكى وسك وزعفران شعر من كل واحد درهم بسباسة درهم ونصف سنبل وقرنفل وجوز بوا أو هال وقاقلة ودارصيني وزنجبيل من كل واحد نصف درهم مسك دانقان قرص كلها غير المسك والسك وتشد في خرقة كتان ويلقى في القدر التي فيها العصارة ويسحق المسك والسك وحده واخلطه مع الشراب واخلطه مع الأدوية واستعمله .
صفة الشراب المسمى أدرومالي : ومنافعه مثل المنافع التي تقدم ذكرها وكذلك قوته .
وصنعته : أن يؤخذ من العسل الذي يقع فيه السفرجل مقدار جرة ويخلط بجرتين من ماء ويغلى ثم يصيرفي الشمس في ابتداء ما يكون الحر .
صفة الشراب المسمى ملومالي وهو العسل بالسفرجل : النافع من وجع المعدة وبردها وضعف الكبد والأمعاء ويشهّي ويقوي المعدة والكبد .


وصنعة ذلك : أن يؤخذ السفرجل وينقى جوفه ويكشط خارجه ويمرس في ماء الملح زماناً يسيراً ثم يرفع ويلقى في العسل وتملأ منها الإناء حتى يضيق عن حمل شيء آخر ويشد فم الإناء ويُترك حتى يجود ويطيب بعد سنة ومن الناس من يجعل فيه الزعفران والأفاويه والمسك وغير ذلك .
صنعة خنديقون : يصلح لبرد المعدة وتقصير الهضم وضعف الكبد من البرد والربع وللمشايخ المبلغمين .
أخلاطه : يؤخذ شراب عتيق خمسة أرطال عسل صاف رطلاً ونصفاً زنجبيل خمسة دراهم قاقلة وهال من كل واحد نصف درهم قرنفل دانق دارصيني دانق ونصف زعفران دانق فلفل أسود ومسك من كل واحد دانق ونصف تدقّ الأدوية دقاً جريشاً غير المسك والزعفران وتجعل في خرقة كتان مع الزعفران وتطبخ حتى تغلظ وقبل أن تحطها عن النار ألق فيه المسك وحطه عن النار وارفعه في إناء واستعمله .
صنعة خنديقون آخر : يؤخذ سنبل رقرنفل وقاقلّة وعود نيء من كل واحد مثقالان زعفران مثقال دارصيني وزنجبيل وفلفل من كل واحد ثلاثة مثاقيل سك نصف مثقال مسك ربع مثقال تدق الأدوية دقاً جريشاً وتشد في خرقة كتان غير المسك والسكّ ويلقى عليه إثنا عشر رطلاً شراباً ريحانياً عتيقاً ويترك يومين وليلتين ثم يرد إلى القدر ويلقى عليه ثلاثة أرطال عسلاً صافياً ورطلان من سكر طبرزذ ويطبخ حتى يصير له قوام وينزل عن النار ويلقى عليه السك والمسك ويرفع .
صنعة شراب سلمويه : يقوي المعدة ويشهي ويبطل الخفقان .
أخلاطه : يؤخذ رطل واحد من قشور الأترج وأوقية مرماحور ومثقالا قرنفل ومثقال عود نيء يُرض ويلقى عليها خمسة أرطال شراباً ريترك ثلاثة أيام ولياليها ثم يلقى عليه ثلاثة أرطال سكر أبيض طبرزذ ومثقال مصطكى ونصف درهم زعفران ودانقاً سك جيد ويطبخ بنار لينة حتى يستوي وصفه وارفعه في إناء واستعمله مثل الجلاب .


شراب حب الآس : ينفع من ضعف المعدة والانحلال المفرط ويحبس الحيض ويقؤي الأحشاء ويقطع سيلان الرطوبات إلى المعدة والأمعاء وهو صالح للقروح العارضة في باطن البدن وسيلان الرطوبات من الرحم .
أخلاطه : تؤخذ عصارة حب الآس مطبوخة مصفاة عشرة دواريق عسل صاف دورق يخلطان ويطبخان حتى يغلظا ويستعمل ومن الناس من يأخذ العصارة ويطبخه حتى يبقى الثلث ويلقى عليه العسل ويطبخ ثانياً حتى يقوم ومنهم من يأخذ حب الآس ويشمسه ويجففه ثم يدقه ويخلط منه مقدار مكيال سونفس بثلاث قوطولات من الماء وثلاث قوطولات من الشراب العتيق ثم يعصر وترفع عصارته ويجعل عليه قدراً من العسل ويغلى غلية خفيفة .
وأما رب الآس فإنه تطبخ عصارة الآس وحدها حتى تغلظ وتستعمل .
صفة شراب ورق الآس : النافع من القروح الرطبة العارضة في الرأس والنخالة فيه والبثور ومن استرخاء اللثة وورم النغانغ والآذان التي يحرج منها القيح ويقطع العرق .
وصنعة ذلك : يؤخذ أطراف ورق الاص الآس الأسود وورقه مع حبه فيدق ويؤخذ منه عشرة أمناء ويلقى عليه ثلاث قلال من عصير العنب ويطبخ إلى أن يذهب الثلث ويبقى الثلثان ويصفى ويجعل عليه قدر من العسل ويغلى غلية خفيفة ثم يرفع في إناء نظيف ويستعمل .
صفة شراب النعنع : ينفع من القذف والغثيان والتهوع والفُواق والخلفة .
أخلاطه : يدقّ الرمان الحلو والحامض مع شحمهما ويطبخ حتى يتنصف ثم يؤخذ منه رطلان ومن عصارة النعنع رطل ومن العسل أو سكر رطل ويطبخ حتى يغلظ ويصفى ويستعمل .
صفة شراب الكمثري : ينفع من الخلفة ويقوي المعدة .
وصنعة ذلك : يؤخذ كمثري لم ينضج يطبخ حتى يتهرى ويصفى ويرد إلى القدر ثانياً ويطبخ حتى يغلظ ويستعمل فإنه ينفع منفعة كثيرة .
صفة شراب أكسومالي : هو ماء البحر وماء المطر والعسل ينفض البطن نفضاً قوياً ولهذا قوة تقطع أشد من قوة الماء العذب .


وصنعة ذلك : بأن يؤخذ من العسل وماء المطر وماء البحر أجزاء سواء ويصفى ويصير في إناء من خزف ويوضع في الشمس إذا طلع النجم المسمى الكلب ومن الناس من يطبخ ماء البحر ويأخذ منه جزءين وجزء من عسل ويرفعونه .
صفة شراب التفاح : أخلاطه : يؤخذ تفاح جبلي مزّيدق ويعصرويطبخ حتى يتنصف ويصفى ويترك ليلة ويرد إلى القدر ويطبخ بنار لينة حتى يغلظ ويصفى ويجعل في إناء زجاج فإن كان صيفاً فاجعله في الشمس أياماً حتى تذهب مائيته ويحفظ ويستعمل وإن أردت أن تحليه فالقِ عليه لكل مناً من العصارة رطلاً سكراً واطبخه واستعمله .
صفة شراب الحصرم : ينفع من حرارة المعدة وانحلال المرار وأوجاع الحرارة والسموم ويقطع العطش ويقوي معد الحبالى لئلا تقتل الأخلاط الرديئة .
أخلاطه : تؤخذ عصارة الحصرم فيطبخ حتى يبقى النصف وتصفى وتترك ليلة ثم ترد إلى القدر ثانياً ويلقى عليه درهمان قرنفلاً حتى تذهب منه الرائحة الذفرة ويغلظ ويصفى ويستعمل وإن أردت أن تحليه فالق عليه سكراً بعد الطبخ بنار لينة حتى يغلظ على قدر رقة العصير وثخنه ويستعمل .
نسخة أخرى من شراب الحصرم بالعسل : هذا الشراب قابض مبرد نافع من استرخاء المعدة والإسهال المزمن ويستعمل بعد سنة .
وصنعة ذلك : يؤخذ من الحصرم الذي لم يسود ثم شمسه ثلاثة أيام ثم يعصر وتأخذ من عصيره ثلاثة أجزاء ويلقى عليها من العسل الجيد الذي قد أخذ رغوته جزءاً واحداً ثم تصير في إناء من خزف وتدعه في الشمس حتى سنة ثم يستعمل .
صفة شراب الفاكهة : يقوي المعدة والأحشاء ويقطع القيء والانحلال من المرار الأصفر وينفع الحوامل عند القذف يصيبهن .
أخلاطه : يؤخذ ماء سفرجل وتفاح وكمثري ورمان مر وسماق وزعرور بالسوية ويطبخ بنار لينة حتى يغلظ فإن أردت أن تحلّيه فالق عليه من السكر ما تريد واغله وصفه واستعمله .
صفة شراب الأترج : لذيذ يقوّي المعدة .


أخلاطه : يؤخذ من قشور الأترج العطر رطلاَ واطبخه بماء قدر قسط ونصف حتى الثلث وصفه والقِ عليه العسل واطبخه بنار لينة حتى يغلظ ويستعمل كالجلاب .
فصل في صفة شراب الخشخاش : يجب أن يؤخذ مائة خشخاشة وسطة في الحجم قبل أن تجف على شجرها فتكون لا عصارة لها وليست في بكرة الفجاجة لا ينعصر عنها إلا الرقيق وليست ريفية ساحلية العصارة كثيرة الفضول ثم يلقى عليه عشرة أقساط ماء مطر إن وجد لبعده من العفونة أو ماء العيون وينقع فيه يوماً وليلة حتى يلين كإن لم يلن ترك أكثر من ذلك ثم يطبخ إلى أن يتهرى برفق ثم يعصر ثم يقوم بنصف كيلة حلاوة فإن كان لتنقية ما في الصدر وتلطيفه جعل عسلاً ورب العنب أجمع نفعاً .
نسخة أخرى لشراب الخشخاش : نافع لمن تتحدر لهم المواد ويمنع الذين يتقيؤون الدم مرات .
أخلاطه : يؤخذ من الخشخاش المنقى مائتين عدداً ومن ماء المطر خمسة عشر رطلاً وينقع فيه ثلاثة أيام ويطبخ حتى يذهب منه النصف ويعصر الخشخاش ويرمى به ويصفى الماء جيداً ويكال منه أربعة أرطال ونصف وكل العسل ومن السلاقة من كل واحد رطلاً ونصفاً ويطبخ حتى يصير له قوام ثم يدق أقاقيا وزعفران ومرّ وجلنار وعصارة لحية التيس من كل واحد درهم يخلط جيداً ويرفع في إناء ويستعمل .
نسخة شراب آخر : نافع من السعال والشوصة ويقوي المعدة .
وصنعة ذلك : يؤخذ ماء الرمان الحلو أربعة أرطال ماء التفاح الشامي رطل ماء قصب شراب الشهد من قول جالينوس : وهو يشرب أيضاً كما تشرب الأشياء المبردة لأنه يذهب بالعطش في الصيف إذا مزج بالماء البارد وينفع أيضاً من اجتمعت فيه الأخلاط الفجّة التي لم تنهضم وخاصة إذا حمضت وذلك أنه قد تألم من هذه من يناله بكثرة أو قلة وذلك إذا عمل بأي ماء حضر ولم يعمل بماء المطر كما يعمل شراب العسل .


وهذه صفته : يستخرج العسل الجيد من الشهد ثم يصب في طنجير فيه ماء العيون الصافي العذب ويطبخ به حتّى تذهب سائر المائية عنه ثم يرفع ويحفظ ويستعمل .
نسخة شراب شهد آخر له : يطرح على جزء من العسل جزءان من ماء المطر العتيق ويجعل في الشمس وقوم يصبّون عليه ماء العيون ويطبخونه حتى يبقى الثلث ويحفظونه .
صفة شراب الأفسنتين : ينفع من سقوط الشهوة وضعف المعدة .
وصنعة ذلك : يؤخذ شراب عتيق أربعة أقساط عسل منزوع الرغوة قسطين ويلقى عليه مصطكى أربعة دراهم أذخر ساذج هندي وسنبل وورد أحمر يابس وصبر أسقوطري من كل واحد درهمان قسط أربعة دراهم حشيش الأفسنتين الرومي سبعة دراهم غاريقون درهمين زعفران درهم تدق الأدوية جريشاً وتشدّ في خرقة كتان وتنقع بالشراب سبعة أيام في الشمس في الصيف وتمرس الخرقة فىِ كل يوم مراراً ثم تستعمل والشربة أوقية على الريق وهذا الشراب ينفع الاستسقاء وقد جربناه نحن .
نسخة أخرى من شراب الأفسنتين : يقوّي المعدة ويدرّ البول وينفع من إعلال الكبد والكلى واليرقان ومن إبطاء انهضام الطعام ومن ضعف شهوته ومن في معدته وجع ومن به تمدد مزمن تحت الشراسيف والنفخ والحيات في البطن وينفع احتباس الطمث وينفع من شرب الشرالب المسمى أكسيا إذا شرب منه مقدار كثير ثم يتقيأ .


وصنعة ذلك : يعمل على أنحاء كثيرة وذلك أن من الناس من يلقي على ثمانية وأربعين قسطاً من العصير رطلاً من الأفسنتين ويطبخونه حتى يرجع إلى الثلث ثم يلقون عليه من العصير تسعين قسطاً ومن الأفسنتين نصف رطل ويخلطون نعماً ثم ينقلونه إلى الأواني وإذا صفيت رغوته ثم جربوه ومن الناس من يلقي على ذلك المقدار من العصير منا من الأفسنتين ويدعه فيه ثلاثة أشهر ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين منًّا فيدقه ويصيره في خرقة خفيفة ثم يلقيه في ذلك ومن الناس من يأخذ من الأفسنتين ثلائة أواق أو أربعة ومن السنبل والدارصيني وقصيب الذريرة وفقّاح الأذخر والكبر من كل واحد أوقية أوقية فتدقّ هذه الأدوية دقا جريشاً ثم يلقيها في باطن مكيال من العصير ويستوثق من رأس الإناء ويدعونه شهرين ثم يروقونه وينقلونه إلى الأواني ومن الناس من يأخذ من العصير مكيالاً ومن الغاطيقا أربعة عشر مثقالاً ومن الأفسنتين أربعين مثقالاً ويشدّونه في خرقة كتان ويلقونه فيه ويروقونه بعد أربعين يوماً ويلقونه إلى أواني آخر ومن الناس من يلقون في عشرين قسطاً من العصير رطلاً من الأفسنتين ومن علك الأنباط وهو صمغ الصنوبر اليابس أوقيتين ويصفونه بعد أربعة وعشريق يوماً ويرفعونه .
ومن الأطباء من يزيد وينقص بحسب المشاهدة .
صفة شراب الأفسنتين من تركيبنا : وجربناه فنفع أكثر من نفع ذلك .
أخلاطه : يؤخذ من الأفسنتين الرومي وزن مائة درهم ويطبخ في ثلاثة أمناء بالصغير حتى يبقى الربع وذلك بنار لينة جداً ويمرس ويصفّى ويؤخذ السفرجل ويُشوى في الخمير كما تعلم ويعتصر ويؤخذ من عصارته ثلث ذلك الماء ومن العسل ربعه ومن الشراب نصفه ويطبخ الجميع ويقوم .
مطفىء نافع من العطش .
وصنعة ذلك : يؤخذ ماء الرمان الحامض رطل وماء حماض الأترج نصف رطل وماء الأجاص رطل وماء التمر الهندي رطل يطبخ بنار لينة حتى يغلظ ويسقى منه بماء الثلج أو بماء بارد .


صفة نسخة أخرى من شراب الفواكه : النافع من القيء الذي يحدث من المرة الصفراء ويشفي المحرورين الطعام ويقوي المعدة .
وصنعة ذلك : يؤخذ من السفرجل والتفاح وحماض الأترج والكمثري ورمان وحصرم ويعصر ماؤها كلها وينقع فيه شيء من السماق والزعرور والنبق وحب الآس والأمبر باريس ويترك يوماً وليلة ويعصر ويصفى ويطرح عليه العسل ويطبخ حتى يصير له قوام ويستعمل .
صفة شراب الأجاص : النافع من العطش ويحل الطبيعة ويسهل الخلط الصفراوي والدموي .
وصنعة ذلك : يؤخذ من الأجاص الحلو مقدار الحاجة فيخرج نواه ويطرح في قدر حجر نظيف ويصب عليه ماء حتى يغمره ويطبخ حتى ينحل ثم يصفى ويرد إلى النار ثانياً ويجعل عليه سكر طبرزذ بقدر الحاجة ويطبخ حتى يثخن ويصير في قوام العسل .
اَلذي حفظه من الأمراض كلها أيام حياته وهو نافع من ضعف المعدة والطحال فساد المزاج .
وصنعة ذلك : تأخذ من الإيرسا وبزر الرازيانج وفلفل أبيض من كل واحد وزن درهم ومن السليخة أربعة دراهم ومن المر وبزر الأفسنتين من كل واحد وزن درهمين ق ويطرح في إناء زجاج ويصبّ عليه من الخمر الأبيض مقدار ما يغمره بزيادة أربعة أصابع ويستوثق من رأسه ويستعمل بعد ستة أشهر وفي بعض النسخ يضاف إليه من سل دورق واحد .
صفة شراب العنب : ينفع من وجع الحلق والورم الذي يكون فيه ومن القروح الكائنة في المعدة .
وصنعة ذلك : تؤخذ سلاقة العنب العفص القابض ستة أرطال ويطبخ على الثلث ويصب عليه من العسل رطل .
ومن السماق وأصل السوس والعفص والجلّنار وفقاح الأذخر وفقاح الورد من كل واحد إستار .
ومن الزعفران وزن درهمين ومن المر والشبّ اليماني من كل واحد وزن درهم يطبخ ويصفى ويشرب .
صفة رساطون : يؤخذ منه في الشتاء للمشيخة .
أخلاطه : يؤخذ من عصير العنب الجيد الجوهر عشرة دواريق .
والدورق أربعة أرطال ونصف .


يطبخ بنار لينة حتى تؤخذ رغوته ثم يلقى عليه من العسل الجيد المتين لكل أربعة أرطال رطل ويغلى بنار لينة حتى تؤخذ رغوته أيضاً ويذهب منه النصف ثم يؤخذ من الهال والقاقلة والقرفة والقرنفل والدارفلفل من كل واحد درهم فيسحق سحقاً لطيفاً ويصير في خرقة كتان رقيقة ويلقى معه في الطبخ بعد أخذ الرغوة فإذا تم طبخه وأمكن إدخال اليد فيه مرست الخرقة فيه مرساً شديداً ثم أخرجت ثم يجعل فيه من الزعفران وزن ثلاثة دراهم ويصير في قوارير ويستوثق من رؤوسها وإن كان فيه رقة شُمِّس ثم أخذ منه وكلما عتق كان أجود له .
صفة شراب الأفسنتين نسخة أخرى : يقوي المعدة ويفتح السدد ويسهل الصفراء .
أخلاطه : يؤخذ ورد ثمانية دراهم غاريقون أربعة دراهم صبر درهمان مصطكى وبزر الكرفس وأذخر وأنيسون من كل واحد درهم نعنع ثلاثة دراهم فودنج درهم ونصف زعفران درهمان الأصلان من كل واحد درهمان أفسنتين وزن ثلاثة دراهم أصل السوس ثلاثة دراهم حاشا مثله سنبل وأسارون وسادج من كل واحد درهم يطبخ .
ذلك بثمانية أرطال شراب حتى يبقى النصف ويسفى ويعقد برطل ونصف عسلاً .
هذه كلها كأشربتها إلا أن نفس عصارتها تقوّم بالرفق من غير حلاوة .
صفة شراب الكدر من تركيبنا : يؤخذ من ربّ الكدر جزءان فإن لم يحضر أخذ الكدر ونشر وأخذت نشارته أو دق وأخذ مدقوقه وأديف مع نصفه صندلاً في الخلّ المقطّر أو في ماء الحصرم الصرف أياماً ثم طبخ فيه طبخاً بالرفق مع طول حتى يتهرى ثم يعصر ويؤخذ من العصارة وكلما كان الخلّ أكثر أو ماء الحصرم كان أجود ثم يؤخذ ماء الدوغ المخيض المنزوع من جبنه الدوغ إما بترويق بالغ أو يطبخ كطبخ ماء الجبن حتى تنعزل المائية ثم يؤخذ دقيق الشعير ويتخذ منه ومن ماء الرائب فقّاع ويحمض ذلك الفقاع ثم يروّق ثم يجدد اتخاذ الفقاع منه ومن دقيق الشعير ويحمّض .


وكلما كُرِّر كان أجود فيؤخذ منه خمسة أجزاء ويؤخذ ماء الكمثري الصيني وماء السفرجل الحامض الكثير الماء وماء الرمان الحامض وماء التفاح الحامض الكثير الماء وماء الزعرور وماء الليمون وماء الإجاص الحامض وماء الطلع المعصور وماء الكندس الطبري وماء التوت الشامي الذي لم ينضج تمام النضج وماء المشمش الفجّ الحامض وعصارة الحصرم وعصارة الريباس وعصارة عساليج الكرم وعصارة الورد الفارسي وعصارة النيلوفر وعصارة البنفسج من كل واحد ثلث جزء .
ومن عصارة حمّاض الأترج ومن عصارة حمّاض النارنج من كل واحد ثلثا جزء .
ومن عصارة الكزبرة والخس وورق الخشخاش الرطب والهندباء والبقلة الحمقاء من كل واحد ربع جزء .
ومن عصارة ورق الخلاف وورق التفاح وورق الكمّثري وورق الزعرور وورق الورد وورق عصا الراعي من كل واحد ربع جزء .
ومن عصارة لحية التيس ومن الورد اليابس ومن النيلوفر اليابس ومن عصارة الامبر باريس اليابسة ومن بزر الهندبا وبزر الخس والجلنار من كل واحد نصف عشر جزء .
ومن عصارة النعنع الرطب سدس جزء ومن عصارة الأمبر باريس الرطب نصف جزء .
تجمع الأدوية والعصارات وتركب على النار ويلقى فيه من العدس أربعة أجزاء ومن الشعير المقشر جزءان ومن السماق ثلاثة أجزاء ومن حب الرمان ثلاثة أجزاء .
يطبخ الجميع على النار حتى يبقى النصف ثم يترك حتى يبرد ويمرس بقوة ويصفى ويؤخذ من الكافور لكل وزن ثلاثمائة درهم وزن مثقال فيسحق الكافور ويذرّ على أصل قرعة أو قنينة ويصبّ عليه الدواء بالرفق ثم يصم رأسه بشيء شديد القوة ثم يوضع على الجمر حتى يعلم أنه يكاد يغلي ثم يؤخذ ويخضخض ويودع بستوقة ويسدّ رأسه لئلا يضيع الكافور ويطير الشربة منه إلى عشرة دراهم .
ومن الناس من يجعل فيه من السنبل والزنجبيل والزعفران وبزر الرازيانج والأنيسون والفلفل والسعد أجزاء بقدر ما يرى الطبيب بحسب المشاهدة من الأزمان والأسنان .
نافع ويزيد في الباه .


وصنعة ذلك : يؤخذ فلفل وزنجبيل وسنبل وجوزبوا من كل واحد خمسة دراهم .
خبث الحديد مسحوقاً عشرة دراهم بزر الكرّاث خمسة عشر درهماً بزر الجرجير وبزر اللفت وبزر الأنجرة والخردل من كل واحد أربعة دراهم ولسان العصافير حب الفلفل حب الزلم ولب حبة الخضراء من كل واحد ثلاثة دراهم يدق ويجعل في صرة كما تعلم ثم يجعل هذا في الدوغ ده يازده ويحرّك فيه ويخلط ذلك الدوغ بفقاع الخبز مناصفة ويتخذ فقاعاً .
شراب الأفسنتين لنا : أفسنتين مائة وزنة شراب ثلاثمائة عصارة السفرجل ثلاثمائة ينقع فيه ثلاثة أيام ويطرح عليه مائة عسلاً ويقوّم على النار .
شراب الحصرم نسخة أخرى : قوة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة نافع لمن يعسر عليه هضم الطعام وينفع للمعدة المسترخية وللمرأة الوحمى ولمن به القولنج المسمى إيلاوس الذي تأويله رب ارحم لشدة صعوبة ذلك ويقال أنه نافع من الأمراض الوبائية وهذا الشراب يحتاج أن يعتق سنين كثيرة فإنه إن لم يفعل ذلك لم يكن مشروباً .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ العنب قبل أن يستحكم نضجه وهو حامض فتترك عناقيده ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمّس ثم يستعمل كما مر .
في الأشربئ العتيقة ومنافع ذلك : أعني بهذا الشراب القهوة هذا وإان كان في ظاهر الحسّ بسيطاً ولكنه في الحقيقة غلاق ذلك فلهذا أوردناه في القراباذين وقدر الشرب مختلف بحسب سنّ الشارب وبحسب أزمان السنة ومن حال العادة ومن مزاج الشراب وقواه وينبغي أن لا يقع شرب الشراب على عطش ولا يشرب مع الطعام بل يتقدم الطعام بزمان ويصير زمان ساعتين ثم يشرب لأن من يشرب الشراب على الطعام أو يأكل الطعام على الشراب فإنه من أضر الأشياء ويورث أمراضاً رديئة أخفّها الجرب .
وأما السكر في جميع الأحوال فضار ولا سيما إذا أدمن لأنه محلل للعصب ولذلك إذا أدمن ضعف واسترخى ويكون أيضاً سبباً لأمراض حادة وسبب موت الفجأة .


ومن أجود الأشياء أن يأخذ الإنسان من الشراب بقدر معتدل وينبغي أن يشرب بعد الشراب ماءً بارداً أو ماء الزمان هذا إذا كان الشارب شاباً لأنه يسكن صولة الشراب ويكسر من غائلته سيما في زمان الصيف .
وأما للشيوخ فلا فإنها تضرّ بالأعصاب والحواس اللهم إلا أن تكون لذيذة الطعم ويجتنب ذلك من كانت أعضاؤه الداخلة مريضة ضعيفة والأولى أن يشرب منه قليلاً ممزوجاً من كان صحيح البدن .
وأما الشراب الحديث فإنه نافع لعسر الانهضام ويدرّ البول ويري أحلاماً رديئة .
وأما الشراب المتوسط بين الحديث والعتيق فهو ما بين ذلك ولذلك ينبغي أن يختار شربه في الصحة والمرض .
وأما الشراب الأبيض الرقيق فسَهْل الانهضام سريع النفوذ في الجسم نافع للمعدة .
وأما الشراب الأسود فغليظ عسر الانهضام .
وبالجملة المتوسط بينهما متوسط الحال والشراب الحلو أعسر انهضاماً وأيضاً فإن الشراب الأبيض مختلف المزاج والخلو منه ينفخ المعدة ويسدّ على البطن والأمعاء مثل المطبوخ والشراب الريحاني يهضم الطعام وينفع المثانة والكليتين ويدرّ البول والطمث ويسكن ويعقل البطن ويقطع البلة .
والين من الشراب أقلّ مضرة للعصب ويدر البول ويلين البطن تلييناً معتدلاً .
وأما الشراب الذي يقع فيه الجبسين فإنه يضرّ بالعصب والمثانة ويصدع ويعرض للتلف وهورديء لمن به نفث الدم .
وأما الشراب الني يقع فيه الزفت والريتيانج فإنه مسخن يهضم الطعام غير موافق لمن به نفث الدم .
وأما الشراب الذي تقع فيه الأشنة فهو مسكن جداً في ساعته وكذلك إذا ديف وسخ الأذن في الشراب فإنه يسكر من ذلك .


وأما الشراب الذي خلط فيه ربّ السفرجل فإنه أقلّ غائلة والشراب كله إذا كان صرفاً لم يخلط بشيء وكان فيه قبض ما فإنه يسخن ويسرع الذهاب في البدن ويقوّي المعدة ويقوي شهوة الطعام ويكثر النوم ويقوّي الجسد ويحسن اللون وإذا شرب بمقدار صالح نفع من شرب الفربيون وكذلك ينفع من شرب الأدوية الباردة القتالة مثل : الشوكران والأفيون والفطر وغير ذلك .
والشراب المعتدل ينفع من نهش الهوام التي تقتل سمومها الباردة وينفع أيضاً من اللذع تحت الشراسيف واسترخا المعدة وضعفها وينفع الرطوبات التي تسيل إلى الأمعاء والبطن ولمن يبطىء به العرق ولا سيما ما كان منه عتيقاً طيب الرائحة والشراب العتيق الحلو نافع من علل المثانة والكلى وينفع الخراج والأورام إذا غمرت فيه صوفة غير مغسولة ووضع عليها والشراب المتخذ من كرم العنب البرّي الأسود قابض ينفع من تسيل إلى معدته وأمعائه فضول ويدخل في الشراب العسلي : ينفع من الحمّى المزمنة ويليّن البطن ويدرّ البول وينفع المعدة من كان به وجع المفاصل ووجع الكلى وإن كان رأسه ضعيفاً ومن الإستسقاء الذي يكون بالنساء وهو يغذو ويشهّي الطعام وينفع المشايخ جداً .
وصفته : يؤخذ من عصير شراب فيه قبض خمس كيزان ويلقى عليه من العسل كوز واحد ومن الملح مقدار قوانوس ويجعل في إناء واسع حتى يكون له موضع للاضطراب والغليان ويلقى فيه الملح قليلاً قليلاً وإذا سكن غليانه جعل في الخوابي أو جرار فخّار .
نسخة أخرى من شراب العسل : أجود ما عمل من شراب عتيق صلب قابض وعسل جيد فائق وهو أقل نفخاً من غيره وأسرع انحداراً .
وإذا عتق كان أكثر غذاء وإذا كان بين ذلك لين البطن وأدرّ البول ويضر شربه على الطعام وعلى الريق وإذا شرب قطع شهوة الطعام أولاً ثم يهيجها من بعد .


صفة ذلك : أن يؤخذ من الشراب مقدار جرتين ويخلط به جزء من عسل ومنهم من يطبخ الشراب مع العسل ليدرك سريعاً ويرفعه ومنهم من يغلي ستة أقساط من العصير ويخلط به قسطاً من عسل يدعه يبرد ويبقى حلواً .
قوته قوة العسل ويعالج به إذا لم يكن مطبوخاً من يريد استطلاق بطنه ويتقيأ ويشفى منه بالدهن من شرب دواء قاتلاً ليقيئه .
وأما المطبوخ منه فإنه يسقى لتحليل القوة وضعف البدن والسعال وورم الرئة والذي يطبخ ويمكث حيناً طويلاً يسميه بعض الناس أدرومالي أي شراب العسل وإذا كان متوسطاً بين العتيق والحديث كانت قوته مثل قوة الشراب الضعيف في تقوية الجسم وكذلك ينفع من الأورام وينفع من به وجع المعدة وينفع من به انحلال القوة نفعاً بيناً .
أخلاطه : يؤخذ من العسل جزء ومن ماء المطر المعتق جزءان فيخلطان ويوضع في الشمس .
ومن الناس من يأخذ من ماء العيون فيخلط بالعسل ويطبخ حتى يبقى ثلثاه ثم يرفعه .
ومن الناس من يعمله من الشهد والماء ويرفعه وينبغي أن يدرج بالماء مزجاً يسيراً .
شراب الخرنوب والزعرور : هذه الأشربة كلها قابضة مبردة للمعدة قاطعة لسيلان المواد إلى المعدة والأمعاء وصنعة ذلك مثل ما يعمل شراب الكمثريَ .
شراب زهر الكرم البرّي : ينفع من ضعف المعدة وقلة شهوة الطعام والإسهال المزمن وقرحة الأمعاء .
أخلاطه : يؤخذ من زهر الكرم البري الذي جفّف منوين ويلقى عليه جزء من عصير العنب شراب الرمان : ينفع من سيلان الفضول إلى المعدة والأمعاء والحمّيات المتطاولة وينفع المعدة الحارة ويعقل البطن ويدر البول .
وصنعة ذلك : يؤخذ من الرمان الذي يكون حبه أحمر نضيجاً ضعيف العجم ويدق حبه ويعصر ويطبخ إلى أن يرجع إلى الثلث ويضاف إليه قدر من السكر ويرفع .
شراب الورد : ينفع من الحمى ووجع المعدة ويهضم الطعام وإن شرب بعد الطعام نفع من استطلاق البطن ومن أوجاع الأمعاء .


وصنعة ذلك : يؤخذ من الورد اليابس الذي قد أتى عليه سنة مدقوقاً وزن منا ويشد في خرقة كتان ويلقى في إناء فيه عصير العنب والشراب الحديث عشرون قسطاً ثم يغطى ويشد رأسه ثلاثة أشهر ثم يصفى ويفرغ في إناء آخر ويرفع .
وقد يعمل على غير هذا الوجه وذلك أن يؤخذ عصارة الورد ويخلط بعسل ويسمى هذا أيضاً أدرومالي وهذا يوافق خشونة الحلق .
وقد يعمل على غير هذا الوجه وذلك : أن يؤخذ من الورد الطري المنظف من الأقماع قدر نصف منا ويطبخ في ثلاثة أمثاله وخمسة أمثاله من الماء ساعة ثم يصفى ويجعل فيه مرة ثانية من الورد الطري مثله ويعمل كذلك في الطبخ والتصفية ويجعل فيه ثالثاً ويطبخ ثم يصفى ويضاف إلى ذلك قدر من الترنجبين أو العسل ثم يقوم والشربة من هذا عشرة دراهم إلى عشرين وهو يسهل إسهالاً كثيراً ويسهّل الرطوبات وينظف المعدة وكلما كرر الطبخ وإضافة الورد فإنه يزيد في الإسهال .
شراب الآس : نافع للمعدة ويقطع سيلان الرطوبات إلى المعدة والأمعاء وهو صالح للقروح العارضة في باطن البدن وسيلان الرطوبات من الرحم .
شراب الريتاينج : هذا الشراب إذا عتق كان أزيد الطعم إلا أنه يصرع ويعرض منه السدر ويهضم الطعام ويدر البول ويوافق من به نزلة أو سعال ويوافق من به إسهال مزمن ومن به قرحة الأمعاء ومن به الاستسقاء ومن به سيلان الرطوبة من الأرحام دائماً ويصلح أن يدقن به لقرحة الأمعاء والأسود منه أشدّ قبضاً من الأبيض .
وصنعة ذلك : يدقّ الريتيانج مع قشور شجره الذي يوجد عليه ويلقى في الخمسة منه نصف قوطولي .
ومن الناس من يدعه في الشراب إلى أن يسكن غليانه ثم تأخذه من الشراب وترمي شراب القطران : هذا ينفع من السعال العتيق إذا لم يكن معه حمى وهو يسخن ويلطّف وينفع من وجع الصدور والأضلاع والمغص وقروح الجوف ووجع الأمعاء والحس ووجع الرئة والأرحام وينفض الحيات والدود من البطن ويذهب بالنافض ويبرىء وجع الأذنين إذا قطّر فيهما .


وصنعة ذلك : يؤخذ القطران فيغسل بماء عذب .
ثم يلقى في كل أوقية منه رطل عصير .
ثم يغلى حتى يقصر .
شراب الزفت : هذا يسخّن ويهضم ويجلو وينقّي وينفع من الأوجاع التي تكون في الصدر والبطن والكبد والطحال والرحم من غير حمّى ومن الإسهال والاختلاف المزمن والقروح التي تكون في الجوف والسعال وإبطاء الانهضام والتفتّح والربو .
وصنعة ذلك : يؤخذ من الزفت الرطب وسلافة العصير وينبغي أن يغسل الزفت أولاً بماء البحر أو بماء الملح مراراً حتى يفيض الماء ويصفو ثم يصب عليه بعد ذلك ماء عذب ويلقى على كل ثمانية كيزان قوانوس من العصير بأوقيتين من الزفت فإذا أدرك وسكن غليانه نقل إلى الأواني .
نافع من العلل التي تكون في الصدر والجنبين والرئة ومن السعال العتيق والربو وهو يدرّ البول وينفع من المغص ومن النافض ويدر الطمث جداً .
وصنعة ذلك : أن يعمل كما يعمل شراب الأفسنتين وينبغي أن يلقى على كل جرولة من سلافة العصير رطل من ورق الزوفا مدقوقاً مشدوداً في خرقة كتان رقيقة ويشد بها حجر ليرسب إلى أسفل الإناء وتخرج قوة الزوفا إلى العصير ثم يذاق بعد أربعين يوماً ويرفع في الأواني .
شراب الكمادريوس : وصنعته مثل صنعة شراب الزوفا وهو مسخن محلل ينفع من التشنج ومن اليرقان ومن النفخة في الرحم ومن إبطاء الهضم ومن الاستسقاء .
وكلما عتق كان أجود .
شراب الحاشا : النافع من سوء الهضم وقلة الشهوة وينفع العصب إذا اضطربت حركته ومن الأوجاع التي تكون تحت الشراسيف ومن الاقشعرار الذي يعرض في الشتاء وينفع من السموم والهوام التي تبرد البدن وتجمّده .
وصنعة ذلك : يدق الحاشا وينخل ويؤخذ منه مائه مثقال ويصير في خرقة ويلقى في جرة من عصير .
ينفع من وجع الصدر والجنبين والرئة ومن الحصر والنافض والطمث وتنفع المسافرين في الثلج والبرد ومن به كيموس غليظ ويصفي اللون ويجلب النوم ويسكن الأوجاع ويبرىء وجع المثانة والكليتين .


وصنعة ذلك : أن يؤخذ من قصب الذريرة ستة مثاقيل ومن السليخة ثمانية مثاقيل ومن الأسارون أربعة مثاقيل وفي نسخة أخرى من السنبل ستة مثاقيل ومن العود سبعة مثاقيل تدق كلها وتشدّ في خرقة كتان وتلقى في مكيال سلافة عصير فإذا أخذ رائحة الأدوية وسكن غليانه يصفّى إلى إناء آخر .
شراب الراسن : ينفع الصدر والرئة ويدر البول .
وصنعة ذلك : يؤخذ من أصل الراسن اليابس خمسون مثقالاً فيصير في خرقة ويلقى في ستة مكاييل من العصير ويصفى بعد ثلاثة أشهر ويستعمل .
شراب الأسارون : يدر البول وينفع من الاستسقاء واليرقان وعلة الكبد ووجع الورك ووجع الرئة والمعدة جداً .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ من الأساون مثقالان ويلقى على إثني عشر قوطولي من عصير ويعمل شراب السنبل البرّي : النافع من علل الكبد وعسر البول وعلل المعدة والنفخ .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ أصل السنبل الحديث فيسحق وينخل ويلقى منه ثمانية مثاقيل في مقدار كوز من العصير ويترك شهرين ويصفى ويرفع في إناء ويستعمل .
شراب الدوقو : ينفع من وجع الصدر والجنبين والرحم ويدر الطمث والبول ويهيج الجشاء ويبرىء السعال وضيق الأمعاء .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ من أصل الدوقو ستون مثقالاً ويدقّ دقا جريشاً ويلقى في جزء من عصير ويترك مثل ما يترك الشراب الذي قبله ثم يدق ويفرغ في إناء آخر ويستعمل .
شراب الجاوشير : النافع من الفتق والشقّ في الأمعاء ورضّ العضل وعسر النفس ويدرّ البول ويحلل غلظ كيموس الطحال وينفع من مغص الأمعاء ووجع المفاصل والتخم ويهيّج الطمث ويخرج الولد وينفع من الحبن ومن عض الدواب الخبيثة .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ من أصل الجاوشير عشرة مثاقيل ويلقى على مكيال عن العصير ويترك شراب الكرفس : وهو يفتق الشهوة للطعام وينفع المعدة ومن به عسر البول ويحلل فضول البدن كلها .


وصنعة ذلك : أن يؤخذ من بزر الكرفس الخالع الحديث المسحوق والمنخول سبعون مثقالاً ويصير في خرقة كتان ويلقى في قلة عصير ويترك مثل الذي قبله ويرفع في إناء ويستعمل .
شراب الملزريون : وهو ينفع من به استسقاء ووجع الكبد وينفع النساء اللاتي قد تقيء من المخاض .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ حين يطلع فتقطع قضبانه بورقها فتجفف ويدق منه إثنا عشر مثقالاً ويلقى في مكيال من العصير ويترك شهرين ثم يصفى ويرفع في إناء ويستعمل .
شرب السقمونيا : وهو يشفي البطن والوجع ويسهل المرة الصفراء والبلغم أيضاً بطريق العرض .
وصنعة ذلك : أن يؤخذ من أصل السقمونيا المقلوع أيام الحصاد خمسة عشر مثقالاً ويسحق ويصير في خرقة كتان ويلقى في تسعين كاساً عصير ويترك إلى ثامن يوم ثم يرفع ويستعمل .
المقالة السابعة صفة الجلنجبين
النافع من الحمى ووجع المعدة .
وهو أن يؤخذ ورد أحمر منزوع الأقماع مقطع منقى من عرقه الأبيض الصلب ويبسط على ثوب نظيف حتى تجف رطوبته ويلقى في إجانة ويدلك حتى تمرس ويلقى عليه عسل منزوع الرغوة بقدر ما ينعجن به عجيناً ليناَ ويصير في ظرف زجاج أو غضار ويصير في الشمس أربعين يوماَ ويحرّك بالغداة والعشي وإن احتاج إلى عسل زيد فيه ويرفع ويستعمل بعد ستة أشهر وكذلك يفعل بالبنفسج فإن اتخذ بالسكر الجلنجبين والبنفسج فيذاب السكر مع شيء من ماء عذب حتى يصير كالعسل ويصنع كما يصنع بالجلنجبين .


الأترج المربى : يصلح لضعف المعدة ويهضم الطعام وهو أن يؤخذ الأترج الطري ويقطع طولا أربعة أجزاء كل أترجة وينقى داخله الحامض ويلقى في إجانة خزف وينقع بماء عذب صاف مع ملح جريش سبعة أيام حتى يشتد ثم سبعة أيام أخر بلا ملح بل بماء حتى يتغير لونه ويكون أبيض الخارج كالداخل ويذاق الماء حتى لا يكون فيه ملوحة ويؤخذ عسل جيد جزء وماء جزءين على قدر ما يغمر الأترج ويلقى في قدر ويطبخ بنار لينة ساعتين ثم يؤخذ عن الماء والعسل ومن غد يؤخذ عسل ويغلى وتؤخذ رغوته ويلقى في الأترج ويغلى كلية واحدة ويؤخذ ويرد الأترج في إجانة وتنثر عليه هذه الأدوية لكل منوين من الأترج ويغلى غلية واحدة ويؤخذ ويرد الأترج في إجانة وتنثر عليه هذه الأدوية لكل منوين من الأترج زعفران وهال وقاقلة من كل واحد مثقال قرنفل ودارصيني من كل واحد نصف مثقال مسك دانق ونصف تدق هذه الأدوية وتز على الأترج من جانبيه وتلقى في إناء ويلقى عليهاعسل ويستعمل .


نسخة أخرى منه : يؤخذ من الأترج الوسط المدرك المستوي السطح المستطيل ويشق طولاَ وتجعل كل أترجة أربع قطاع وينقع في إجانة خزفية جديدة وذلك في كانون الأول عند دخول الشمس الجَدي وخير ما يتخذ منه في سنة شديده البرد لأنه كلما جمد عليه الماء كان أصلب له وأبقى ثم يغسل في كل يوم مرتين بعد أن يدلك بملح جريش وينظف ويعاد إلى الماء البارد إلى أن تمضي عليه ثلاثة أسابيع ثم يخرج من الماء ويصفى ويصب على طبق ساعة ثم ينظف بسكين إن كان قد تعفن منه شيء ويعاد إلى الماء العذب ويغسل في طرفي النهار بالرفق حتى يمضي عليه أربعون يوماً ثم يخرج عن الماء ويغسل من جميع ما ناله من العفن والتآكل ويترك يوماً وليلة حتى تذهب عنه البلّة ثم يجعل من غد في قدر مبسوطة الرأس أو طنجير نظيف ويصب عليه من الماء غمره ويذرّ عليه من السكر المدقوق مقدار ثلث وزن الأترج ويطبخ بنار لينة ويساط بمسوط ثم يخرج عنه ويمسح وينظف وينصب على طبق ويترك يومين متواليين ثم يعاد إلى الطنجير ويطرح عليه من السكر مقدار نصف وزن الأترج ومن الماء غمره وفضل أربع أصابع مضمومة ويطبخ بنار لينة مثل الطبخة الأولى ويحذر في ذلك أن لا ينفسد في النار لأنه أصعب ما يكون من المربيات عملاً ويكون ذهنك وفهمك جميعاً إليه إذا أوقدت النار تحته أن تكون النار لينة ساكنة ثم يخرج ويبسط على طبق ويترك ثلاثة أيام متوالية ولياليها ومن اليوم الرابع ينظف وينقى برأس السكين ويعاد إلى القدر وينصبّ عليه من العسل المصفى مقدار غمره وفضك أربع أصابع ويطبخ بنار لينة ساعات خمساً أو ستاً حتى يرى العسل يخرج على ظهر الأترج كأشباه اللؤلؤ ويغلظ العسل بعض الغلظ ثم ينزل عن النار ويبرد ويؤخذ من السنبل والقرنفل والدارصيني والزنجبيل والقاقلة والدارفلفل وخيربوا من كل واحد جزء وليكن وزن الجميع مقدار نصف عشر وزن الأترج وهو أن يكون إستارين لكل منًا من الأترج ويدق جريشاً ويجعل في إناء أخضر ويذز فيه


شيء من الدواء يسير ويضاف عليه من الأترج مقدار ساف ثم تذز عليه الأدوية يعمل به هكذا حتى ينفدا جميعاً ثم يصحب عليه ماء في الطنجير من بقية العسل حتى يكون غمره وفضل أربع أصابع ويستوثق من رأس الإناء ويوضع في موضع لا السفرجل المربى : يصلح لتقوية المعدة ويعقل الطبيعة ولسوء الهضم والقذف العارض بسبب فم المعدة .
وصفته : أن يؤخذ سفرجل جيد كبار وينقى من داخل ويقشّر ويقطع أربع قطع ويطبخ بالماء والعسل ويكون الماء جزءين والعسل جزء وقوم يطبخونه بالشراب والعسل وهو أجود العمل ويبرد وفي اليوم الثاني يطبخ بالعسل وحده ثم يبسط في إجانة وتنثر عليه الأدوية المذكورة في الأترج ويصبّ عليه العسل ويحفظ .
نسخة أخرى للسفرجل المربّى : تنفع من ضعف العمدة والإسهال وصفته أن يؤخذ من السفرجل المدرك ويقطع أربع قطع وينقى ما في جوفه ويمسح خارجه بمنديل كتان ويصب عليه من العسل جزء ومن الماء أربعة أجزاء مقدار ما يغمر السفرجل ويغلى غليتين اْو ثلاثة ثم يصفى ويعاد إلى القدر ويصب عليه من العسل المنزوع الرغوة جزء ومن الماء جزء ويغلى غليتين أو ثلاثاً ثم يصفى ويبسط على طبق ويترك حتى يجف ما فيه من النداوة ثم يمسح ويعاد إلى القدر ويصب عليه من العسل مقدار ما يغمره وزيادة أربع أصابع مضمومة ويغلى غلية واحدة وتذر عليه الأفاويه التي ذكرنا في عمل الأترج ويجعل في بستوقة خضراء ويستوثق من رأسها وبعض الأطباء لا يطرح الجزر المربى : ينفع من الأبردة وضعف الكل ووجع الصلب ويعين على الباه .


وصفته : يؤخذ من الجزر الصلب الصافي اللون النقي ويقطع طرفاه ثم يطرح عليه من الفانيذ أو السكر وزنه ويصب عليه من الماء غمره ويطبخ بنار لينة حتى يلين وينزل عن النار ويبسط على طبق حتى يجص ويمسح منه ما يعلوه من الكرج ويعاد إلى القدر ويصب عليه من العسل المنزوع الرغوة مقدار غمره وزيادة أربع أصابع ويطبخ بنار لينة حتى يرى العسل ينفذ من جميع أجزائه وينزل عن النار وينضد ساف منه في البستوقة وتذز عليه الأفاويه ويعمل منه هكذا إلى آخره .
الهليلج المربى : إن الهليلج المربى يعمل بقرية بالصين والهند وما يحمل من هناك فهو جيد جداً ويعمل عندنا ههنا على هذه الصفة وهو أن يؤخذ هليلج كابلي فائق ويحفر في الأرض حفيرة في موضع ندي رملي عذب لا مالح ويجعل من الهليلج ساف وفوقه رمل رطب ساف وتحته رمل رطب ساف ويرش عليه ماء وبعد يومين يؤخذ الأهليلج ويلقى عليه رمل آخر طري غير الأول ويترك يومين حتى يرطب تفعل ذلك عشرة أيام حتى يربو الأهليلج ويترطّب وينتفخ واغسله بماء عذب ثلاث مراراً أو أربعاً ويؤخذ تمر وسعد ويطبخان بماء كثير وألقِ الأهليلج في ذلك الماء المطبوخ واطبخه قليلاً قليلاً على نار لينة فماذا انطبخ فاغسله غسلاً نظيفاً ثم خذ عسلاً واغسله وخذ رغوته واطبخه به وخذ الأفاويه التي ذكرتها في باب الأترج المربى واجعلها في خرقة كتان نظيفة رقيقة وعلقها في القدر وكل ساعة امرسها حتى تخرج قوة الأفاويه مع الاهليلج فإذا انطبخ فالقه في إجانة غضار واتركه يومين أو ثلاثة حتى يأخذ الاهليلج قوة الأفاويه وألقه في إناء زجاج والق فيه عسلاً منزوع الرغوة والق فوقه مسكاً وزعفراناً وقليل عنبر قدر ما تريد وسدّ فم الإناء واستعمله وكلما عتق كلما كان أجود .


نسخة أخرى للهليلج المربى : يؤخذ من الهليلج الكبار الكابلي مائة وينقع في الماء ويصير في الشمس خمسة أيام ثم يخرج من الماء ويجعل في السرقين الرطب خمسة أيام ويصب عليه الماء في كل يوم ثم يخرج ويغسل غسلاً نظيفاً ويردّ إلى الزبل الرطب وتدفنه فيه كذلك تفعل ثلاث مرات ثم يخرج ويغسل غسلاً نظيفاً ويطبخ مع أرز وكشك وتمر ثلاثين درهماً بماء مقدار غمره بنار لينة حتى يذهب الماء ويخرج ويمسح بخرقة كتان ويغرز بالإبر ويصب عليه من عسل القصب مقدار غمره وزيادة أربعة أصابع ويطبخ حتى يغلظ ويستعمل .
نوع آخر منه : يؤخذ من الهليلج الكابلي الجيد مائة هليلجة ويغسل غسلاً نظيفاً ويترك ليلة حتى يجف قليلاً ويصب عليه الماء أو ماء كشك الشعير مقدار ما يغمره وزيادة أربعة أصابع ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويوضع في التنور ومن غده يخرج ويبسط على طبق ويمسح بخرقة ويغرز بالإبر ثم يصب عليه من الميبختج ويطبخ حتى يلين وينزل عن النار وتذز عليه الأفاويه ويرفع ويستعمل .
الشقاقل المربى : إن الشقاقل عروق كالزنجبيل يجلب من الهند ويعمل منه بطراءته مربى في موضعه وهو فاتق جداً .
وأما عندنا فهو يعمل على هنه الصفة : يبلّ أولاً بماء حمار حش يسترخي قشره الخارج ثم يقشر بالسكين ثم ينقع بماء بارد سبعة أيام وكل يوم يُغير الماء يفعل به ذلك كذلك حتى يرطب داخله وخارجه ويلين ثم يطبخ بالماء والعسل بعدما يترطب من الماء جزءان ومن العسل جزء ثم يغسل وحده ويغلى غلية واحدة ويلقى في إناء زجاج فإذا رقّ العسل من رطوبة الشقاقل أخرج عن ذلك العسل وجعل في عسل آخر منزوع الرغوة مع الأفاويه التي ذكرنا .


زنجبيل مربّى : الزنجبيل عروق من جوف الأرض كعروق الصباغين ويعمل منه مربى فائق بالصين بطراءته وأما عندنا فإنه يحمل إلينا مربى بالعسل أو ماء الأرز ويعمل عندنا بالعسل والأفاويه بيبوسته بعد أن ينقع شهراً واحداً بغير ملح وقوم آخرون يدفنونه في الرمل كالهليلج ثم يطبخ ويعمل على الصفة التي ذكرنا في باب الهليلج .
إجاص مربّى : إن كان رطباً فيطبخ بعدما يؤخذ عجمه بعسل وماء ثم بعسل وحده وتلقى عليه الأفاويه كما ذكرنا قبل شرب كان يابساً فينقع بالماء ثلاثة أيام ثم يطبخ .
اللفت المربى : يؤخذ اللفت الجيد ويقطع ما بين أربعة أجزاء إلى ستة على قدر صغره وكبره ويقشر من قشره الخارج وينقع بالماء والملح أربعة أيام ثم ثلاثة أيام بماء حار ويطبخ بماء وعسل ثم يعسل ويطتب .
اللوز المربى : يختار منه الحلو بطراءته وقشوره ويطبخ من غير أن ينقع ولا يثقب ويجعل في الأفاويه الطيبة الرائحة .
ويعمل من عيدان البلسان الرطب انبج إذا طبخت مرتين وألقي عليها أفاويه كما ذكرنا .
أملج مربى : يختار من الأملج الفائق ما لم يكن مكسوراً وينقع سبعة أيام بماء بارد حتى يلين وينتفخ ويترطب ثم يطبخ مرتين على ما ذكرنا وتطرح عليه الأفاويه ثم يغلى غليتين ويلقى عليه عسل منزوع الرغوة ويلقى عليه الأفاويه ويستعمل .
تفاح مربى يصلح للقذف : يطبخ التفاح الحلو الشامي بجزأين ماء وجزء عسلاً ثم يطبخ ثانية بعسل وحده ويجعل في إناء زجاج ويلقى عليه عسل منزوع الرغوة وتلقى عليه الأفاويه المذكورة في عمل الأترج .
المقالة الثامنة الأقراص


كلامنا فيها في هذه
الجملة كالكلام السالف أقراص الكوكب : قد بلغ من تعظيم قدماء الأطباء أن سقوه أقراص كوكبا لامزدخيانا أي أقراص الكوكب التي لا تخلى الحياة أن تغلب وهذه الأقراص تصلح للمعدة الضعيفة القابلة للفضول دفعاَ من سائر الأعضاء وتزيل الجشاء الحامض وتطلى على الجبهة فتسكن الصداع وتنفع من النوازل ووجع الأسنان وتجعل مع القنة في المتأكل منها وتنفع من وجع الأذن وتنفع من نفث الدم وسيلانه من كل عضو ومن السعال المزمن وينفع من الحمّيات الدائرة سقياً في ماء المرزجوش ومن السموم المدوغة والمشروبة في ماء السذاب ويقع فيه كوكب الأرض ويقول أكثرهم هو الطلق وبعضهم هو طين شاموس ولعل الطلق يلطخ خمل المعدة ويركبها فلا ينفعل من الحار الغريزي حتى يفعل هو في غيره .
ونحن نذكر أخلاطه كما ذكروا .
أخلاطه : يؤخذ مر وجندبيدستر وسنبل وسليخة وطين مختوم وقشور اليبروح من كل واحد أربعة دراهم أفيون وزعفران وقسط وكوكب الأرض وهو الطلق من كل واحد خمسة دراهم خشخاش أبيض ستة دراهم .
دوقوا وأنيسون وسيساليوس وبزر البنج وميعة سائلة وبزر الكرفس من كل واحد ثمانية دراهم تُبَل الصموخ بشراب ريحاني وتدق الأدوية وتعجن به وتقرص من وزن نصف درهم وتجفف في الظل وتستعمل .
أقراص الورد للجمهور : تنفع من وجع المعدة وتجلو الرطوبات من المعدة وتزيل الحميات البلغمية والمزمنة .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر منزوع الأقماع وزن عشرين درهماً سنبل الطيب وأصول السوس من كل واحد عشرة دراهم وبعض الأطباء يجعل مكان أصول السوسن رب السوس تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بمثلث وتقرّص وتجفف في الظل وتستعمل .
نسخة أقراص الورد لاسقليبيادس : يطفىء وينفع من وجع المعدة ويقويها ومن الربو والحرارة والتلهب والرطوبة وانقلاب المعدة واللهث والإحتراق .


أخلاطه : يؤخذ ورد طريّ ستة مثاقيل أصل السوس أربعة مثاقيل سنبل هندي مثقالان تعجن بميبختج وتقرص من وزن درهم وتجفف في الظل وتستعمل .
أقراص ورد سقمونيا : ينفع من الحميات والحصر .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر منزوع الأقماع وزن إثني عشر درهماً سنبل الطيب وأصول السوس من كل واحد وزن ثمانية دراهم سقمونيا وزن ثلاثة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن وتقرّص وتجفف في الظل وتشرب بماء بارد وبجلاب وسكنجبين .
أقراص الورد بطباشير : أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر منزوع الأقماع وزن خمسة دراهم سنبل الطيب وزن درهمين طباشير وزن درهم عصارة الغافت وزن ثمانية دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتقرص وتجفف وتستعمل عند الحاجة .
أقراص الورد تسمى دنيذوردا : نافع من سدد الكبد والطحال والحميات السوداوية والبلغمية .
أخلاطه : يؤخذ من الورد عشرة دراهم ومن عصارة السوس خمسة دراهم ومن السنبل والسليخة وفقّاح الأذخر والمرّ والزعفران والمصطكى من كل واحد درهمان يدقّ وينخل وينقع المرّ والزعفران بالخلّ ويعجن به ويجعل أقراصاً وإن شئت عجنته بعسل .
أقراص الورد نسخة أخرى : النافعة من حمّى الغبّ .
يؤخذ ورد أحمر خمسة أجزاء سنبل وزعفران ومصطكى وأنيسون ولكّ عيدان من كل واحد عشرة أجزاء عصارة الغافت والأفسنتين من كل واحد جزءان فقّاح الأذخر وهليلج أصفر من كل واحد جزء وفي نسخة أخرى ورد مثل السنبل والمصطكى يدق ويعجن بماء الكرفس ويقرص كل قرص نصف مثقال .
أقراص الورد بالسنبل : النافع من وجع الكبد يؤخذ سنبل ولكّ مغسول وأصول السوسن من كل واحد أربعة دراهم أفسنتين وكيا وزعفران وعصارة الغافت وراوند صيني من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ورد سبعة دراهم يدقّ وينخل ويعجن بالماء ويتخذ أقراصاً .
أقراص الكافور : هو مطفىء للهيب مسكن لالتهاب الحميات نافع في الدقّ والسل يذهب العطش والكرب وقيء الدم .
أخلاطه : يؤخذ طباشير أربعة دراهم ورد سبعة دراهم .


بزر الخيار وبزر الحمقاء وبزر القرع الحلو وكثيراء وناردين وصمغ وربّ السوس وعود نيء وقاقلة من كل واحد ثلاثة دراهم .
زعفران درهمان سكر طبرزذ وترنجبين من كل واحد سبعة دراهم كافور درهم ونصف يدق ويعجن بلعاب بزر قطونا ويقرّص .
نسخة أخرى من أقراص الكافور : تنفع من تلهب المعدة والكبد وقذف الدم والعطش والحمّيات الحادة .
أخلاطه : يؤخذ .
طباشير وزن أربعة دراهم ورد أحمر منزوع الأقماع وزن عشرة دراهم عود صرف جيد وقاقلة ورب السوس من كل واحد وزن ثلاثة دراهم سكر طبرزذ وترنجبين وحب القثاء مقشراً من كل واحد وزن درهمين زعفران وكافور من كل واحد وزن درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن بلعاب بزر قطونا وتقرص أقراصاً وزن درهم وتجفف في الظلّ وتستعمل .
أقراص الكافور ونسخة أخرى : تنفع من الحميات الحادة وتفتّح سدد الكبد الشديدة .
أخلاطه : يؤخذ من البنفسج اليابس والنيلوفر من كل واحد ثلاثة دراهم ومن بزر القثاء والقثد والطباشير والزعفران من كل واحد درهمان .
ومن الورد خمسة دراهم ومن الراوند الصيني واللك من كل واحد وزن درهم ومن الكثيراء والصمغ العربي وعصارة السوس من كل واحد وزن درهمين كافور مثقال وفي نسخة أخرى كافور نصف مثقال ترنجبين وسكر من كل واحد وزن عشرة دراهم يسحق ويقرّص .
نسخة أخرى من أقراص الكافور : يؤخذ كافور وعود نيء من كل واحد نصف درهم زعفران وطباشير من كل واحد مثقالان بزر القثاء وبزر القثد وكثيراء ولك وعصارة السوس وقاقلة من كل واحد درهمان ومن الورد سبعة دراهم ومن السكر والترنجبين من كل واحد عشرة دراهم يسحق ويعجن ويقرص .
يؤخذ بزر الهندبا والخس والبقلة الحمقاء من كل واحد درهمان ومن حب القرع المقشر وحب الخيار المقشر من كل واحد درهمان وثلث ومن بزر الكدر إن وجد وإلا فالصندل المقاصيري ثلاثة دراهم ومن السرطان المحرق والزعفران ورب السوس والكافور من كل واحد درهم ومن الورد أربعة دراهم ويقرّص .


أقراص الطباشير بالترنجبين : ينفع من الحمّى الحادة ويطفىء .
أخلاطه : يؤخذ ورد ستة دراهم ترنجبين أربعة دراهم نشا ثلاثة دراهم صمغ وكثيراء وطباشير وزعفران من كل واحد درهمان يعجن بماء الترنجبين ولعاب بزرقطونا وقوم يزيدون فيها بزر الخيار وبزر القثاء وبزر البقلة الحمقاء وبزر القرع الحلو من كل واحد درهمان يسحق ويعجن ويقرص .
أقراص الطباشير ببزر الحامض : نافع من الحمّيات الصفراوية والغبّ ولا سيما إذا كان هناك انحلال طبع .
أخلاطه : يؤخذ ورد ثمانية دراهم صمغ وبزر الحمّاض مقشّراً ونشا مقلو قليلاً مز كل واحد أربعة دراهم طباشير ثلاثة دراهم زعفران درهمان يدق ويعجن بماء الرمان الحامض أو بماء الحصرم ويقرص ويسقى برب الحصرم الساذج أو بشراب الريباس وقوم يزيدون طيناً أرمنياً وعصارة أمبر باريس من كل و احد درهمان شاهبلوط مقلو ثلاثة دراهم .
أقراص أمبر باريس : النافع للحمّى الحادة والأورام في الكبد والعطش الشديد .
أخلاطه : تؤخذ عصارة أمبر باريس أو أمير باريس اْربعة دراهم بزر خيار ومصطكى وطباشير من كل واحد درهمان لك ورواند صيني من كل واحد درهم ورد إثنا عشر درهماً زعفران درهم سنبل وعصارة الغافت وأصل السوس وترنجبين من كل واحد درهمان يقرص من وزن درهم ويسقى بما يصلح من الأشربة وقوم يزيدون فيه عصارة الأفسنتين درهمان أسارون وبزر الكرفس وبزر الرازيانج من كل واحد درهم فوة الصباغين درهمان ونصف .
أقراص الأمير باريس نسخة أخرى : ينفع من الحمّيات الملتهبة وأورام الكبد وأورام المعدة .
أخلاطه : يؤخذ أمير باريس وربّ السوس وورد وبزر قثاء وبزر بطيخ مقشرة مدقوقة منخولة من كل واحد ثلاثة دراهم .


مصطكى وسنبل الطيب وعصارة الغافت من كل واحد درهمان فوة الصباغين ورواند صيني وزعفران من كل واحد درهم بزر الكشوت وبزر الهندبا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم طباشير وزن درهم ونصف ترنجبين ستة دراهم يدق ويعجن بماء الترنجبين ويقرص كل قرص مثقال .
أقراص الأمير باريس نسخة أخرى : يصلح لأوجاع الكبد مع حمى وعطش ويرقان .
أخلاطه : يؤخذ ورد طري سبعة دراهم .
عصارة أمير باريس وترنجبين من كل واحد ثلاثة دراهم كشوث يابس أو بزره درهم ونصف عصارة الغافت درهم بزر الخيار درهمان ونصف ناردين وطباشير من كل واحد درهم ونصف زعفران ولك وراوند من كل واحد درهم عصارة السوس درهمان ونصف يدق ويعجن بماء الترنجبين أو بماء الهندبا .
أقراص الأمير باريس أخرى : تصلح للحمّيات الملتهبة والعطش والكرب وتطفىء جداً .
أخلاطه : يؤخذ أمير باريس أو عصارته وعصارة السوس وطباشير من كل واحد ثلاثة دراهم سنبل درهم بزر الخيار وزن ثلاثة دراهم ونصف ورد ستة دراهم ونصف بزر البقلة والزعفران والنشا والكثيراء من كل واحد درهمان كافور نصف درهم يعجن بماء أقراص أمير باريس نسخة أخرى : نافع من الحمى والسعال ووجع الكبد ويسكّن العطش .
أخلاطه : يؤخذ من الأمير باريس وزن إثني عشر درهماٌ ومن بزر القثاء والقثد المصطكى والطباشير من كل واحد وزن ستة دراهم ومن اللكٌ والراوند الصيني من كل واحد ثلاثة دراهم ومن الورد ستون درهماً زعفران وسنبل وعصارة غافت وعصاره السوس وترنجبين من كل واحد ستة دراهم يدقّ ويقرّص .
أقراص أمير باريس نسخة أخرى : يؤخذ أمير باريس وبزر فرفخ وسنبل وعصارة السوس وكثيراء وصمغ عربي نشاستج من كل واحد ثلاثة دراهم ونصف .
طباشير وكافور وزعفران من كل واحد وزن درهم يدق ويعجن بالماء ويقرص .


نسخة أقراص أمير باريس لنا : يؤخذ رب الأمير باريس خمسة دراهم عصارة الغافت وطباشير من كل واحد درهمان لك مغسول وزعفران وكندر وسنبل وعصارة الأفسنتين وراوند ولسان الثور من كل واحد درهمان ونصف بزر الهندبا وبزر الكشوث من كل واحد ثلاثة دراهم بزر البقلة الحمقاء درهم أقراص الأفسنتين : هو قرص نافع من الحميات المتقادمة مفتّح جداً مُدر مُشَه .
أخلاطه : يؤخذ أنيسون وأفسنتين وأسارون وبزر الكرفس ولوز مر مقشر أجزاء سواء يعجن بماء بارد ويقرص ويسقى .
أقراص أفسنتين نسخة أخرى : نافع للكبد والطحال والمعدة وحمى الغب والمثلّثة .
ونسخة ذلك : يؤخذ أنيسون مثقالان أسارون وأفسنتين رومي وبزر الكرفس ولوز مر مقشر من قشريه ومصطكى وسنبل من كل واحد مثقال صبر أسقوطري وساذج هندي من كل واحد مثقال ونصف عصارة الغافت مثقال يدقّ ويعجن ويقرّص .
أقراص الغافت : ينفع من الحمّيات الملتهبة العتيقة ومن العطش والسدد وأورام الكبد والطحال واليرقان .
أخلاطه : يؤخذ عصارة الغافت ستة أساتير ورد أحمر منزوع الأِقماع وسنبل الطيب من كل واحد إستاران ترنجبين منقى ستة أساتير طباشير وزن أربعة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتعجن وتقرّص .
ينفع من أوجاع الطحال .
ونسخة ذلك : يؤخذ من قشور أصل الكبر أربعة أساتير أشقّ أربعة أساتير راوند إستاران بزر الفنجنكشت وفلفل أسود من كل واحد ستة أساتير تجمع هذه الأدوية مسحوقة وينقع الأشق بخل خمر وتجمع به الأدوية وتقرص .
أقراص اللك : يؤخذ لك عيدان وفوة وأنيسون وبزر الكرفس وأفسنتين وأسارون ولوز مر مقشر وقسط ودارصيني وزراوند طويل وعصارة الغافت من كل واحد خمسة دراهم .
يدق ويعجن ويقرص .
أقراص الكاكنج : هي نافعة من أوجاع الكلى والمثانة وبول الدم والمد وتنفع من جرب المثانة .


أخلاطه : يؤخذ بزر بطيخ ستة وثلاثون مثقالاً أفيون سبعة مثاقيل بزر البنج الأبيض وبزر الكرفس وبزر الحماض من كل واحد تسعة مثاقيل بزر الشوكران وبزر الكزبرة من كل واحد ثمانية عشر مثقالاً بزر الرازيانج وحب الصنوبر المقلو وزعفران ولوز مرّ من كل واحد تسعة مثاقيل ومن حب الكاكنج الجبلي خمس وسبعون حبة يدق ويعجن بعقيد العنب ويقرص أقراص الكاكنج نسخة أخرى : تنفع من قروح الكلى والمثانة ومن تقطير البول : أخلاطه : يؤخذ بزر الكرفس وبزر البنج وشهدانج من كل واحد ستة دراهم .
بزر الرازيانج درهمان .
زعفران وبزر الحمّاض البزي ولوز الصنوبر والأفيون واللوز المر المقشر من كل واحد ثلاثة دراهم .
ومن حب الكاكنج الكبار خمسة وعشرون عدداً ومن بزر القثاء اثنا عشر درهماً يدق ويعجن ويقرص .
صنعة أقراص الراوند : النافعة من الأمراض العتيقة وصلابة الكبد وجسوها وأورامها وأوجاع الطحال والضربة الواقعة في البدن .
أخلاطه : يؤخذ راوند صيني وزن ثمانية دراهم فوّة عيدان ولك منقى من كل واحد وزن أربعة دراهم بزر الكرفسى وغافت وأنيسون من كل واحد وزن ثلاثة دراهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة وتقرص على الرسم .
قرص ركّبه أبو موليس : ينفع من الحرارة والإسهال ووجع الكبد .
من كل واحد مثقال .
صمغ ثلاثة مثاقيل ورد خمسة مثاقيل تجمع بماء الورد وتقرص .
آخر : يؤخذ أنيسون وبزر الكرفس من كل واحد أربعة دراهم أسارون ولوز مر ومصطكى وسنبل وساذج هندي من كل واحد وزن أربعة دراهم عصارة الغافت والصبر من كل واحد درهمان يعجن ويقرص .
آخر : يؤخذ لوز مر وأنيسون وأفسنتين من كل واحد وزن درهمين أسارون وزندرهم واحد يدق ويُعجن ويقرص .
أقراص ميون : يؤخذ زعفران وأفيون ومرّ وبزر بنج وقشور أصل اللقاح أجزاء سواء يعجن بعصارة الخس ويقرص وعند الحاجة يدق ويداف بماء ويُطلى على الصدغين .


قرص آخر : يؤخذ قصب الذريرة وإكليل الملك من كل واحد ثلاث أواق قاقلة أوقية ونصف ورق النسرين نصف أوقية ورد أحمر نصف أوقية مسك مثقال يُدق ويُنخل ويتخذ أقراصاً .
أقراص نافعة من قروح المعي وقذف الدم من أين كان .
ونسخة ذلك : يؤخذ فقّاح الورد وأفيون وأقانيا وصمغ من كل واحد أوقية ومن العفص نصف أقراص أندروماخس : نافعة من قذف الدم .
أخلاطه : يؤخذ بزر بنج وأفيون وبسذ من كل واحد أربعة دراهم لبان ثمانية دراهم كوكب الأرض ونشاستج وطين أرمني من كل واحد وزن ثلاثة دراهم بزر الخشخاش درهمان جلنار نصف درهم يدق ويُعجن ويقرص .
أقرص أندروماخس نسخة أخرى : نافع من وجع المعدة والخصر والأسر أخلاطه : يؤخذ بزر كرفس ستة دراهم أنيسون ثلاثة دراهم .
راوند صيني وفلفل أبيض وفقاح اوذخر وجندبيدستر وسنبل ودارصيني وأفيون من كل واحد درهم ونصف .
أفستتين ثلاثة دراهم الصبر الاسقوطري والمصطكى والزعفران من كل واحد وزن درهم يدق وينخل ويعجن ويقرص .
أقرص الكندي : تنفع الكبد التي ضعفت عن توليد الدم حتى ضعفت شهوة الغذاء وشهوة الجماع .
أخلاطه : يؤخذ لك عيدان خمسة أجزاء أمير باريس ثلاثة أجزاء راوند صيني وورد أحمر وعود هندي من كل واحد جزء أسطوخودوس وعروق السوسن الأزرق من كل واحد نصف جزء زعفران وأنيسون وبزر كرفس وكاشم روير وفطراساليون من كل واحد ربع جزء يُدق وينخل ويعمل أقراصاً .
أقرص البرمكي : جلاء نافع للخام والصفراء قوي جداً .


أخلاطه : يؤخذ هليلج وبليلج وأملج وشهطرجُ من كل واحد جزء بعد الدق والنخل ومن لباب التربد الأبيض مثل ذلك أجمع ومن الفانيذ مثل الجميع يجعل الفانيذ في طنجير ويصب عليه شيء من ماء فإذا غلا أنزل ونثر عليه الأدوية بعد الخلط وخلط خلطاً محكماً ثم يُصير أقراصاً كل قرص وزن عشرة دراهم الشربة قرصة بماء قد أنقعت فيه كزبرة يابسة من الليل ثم صفي وقت شرب الدواء غدوة فإنه يقيم ما بين عشرة إلى عشرين ويكون طعامه عليه عند العصر ثريدة بماء حمص بزيت مغسول فإن احتيج إلى أن يخرج البلغم الزجاجي اللزج زيد فيه مثل ربع جزء الهليلج شحم الحنظل .
أقراص المازريون : النافع من الغثيان والفواق والزحير .
أخلاطه : يؤخذ من الأنيسون وبزر الكرفس والفودنج البستاني والنعنع وفطراساليون ونانخواه من كل واحد وزن ستة دراهم .
ومن الأفيون وجندبيدستر وفلفل أبيض ودار فلفل ونمام ومر وأفسنتين من كل واحد أربعة دراهم .
ومن قشور السليخة إثنا عشر درهماً يعجن بعسل ويقرص .
أقراص مازريون آخر : يؤخذ بزر الكرفس وأنيسون ودارصيني من كل واحد وزن ستة دراهم أفسنتين وزن أربعة دراهم مر وأفيون وفلفل وجندبيدستر من كل واحد درهمان تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة وتقرص بالمثلث وتستعمل لضعف المعدة والاختلاف والقيء .
أقراص الروذونون : النافع من الحميات الملتهبة وأورام الكبد والحميات المركبة من الصفراء والبلغم والدم والرطوبة .
أخلاطه : يؤخذ ورد أحمر منزوع الأقماع وزن ستة دراهم سنبل الطيب وزعفران من كل واحد درهمان رب السوس وأصل السوس وحب القثاء مقشّراً وترنجبين منقى من كل واحد وزن ثلاثة دراهم صمغ وكثيراء من كل واحد وزن درهم .
تجمع هذه الأدوية مسحوقة وتعجن بماء عذب وتقرص .
يؤخذ البطيخ وحب القثاء وحب الخيار وحب القرع الحلو مقشراً من كل واحد وزن عشرة دراهم .


رب السوسن ستة دراهم كثيراء وزن أربعة دراهم بزر الرازيانج وورد من كل واحد درهمان زعفران وزن درهم يدق ويعجن بماء بزرقطونا ويقرص .
أقراص مارويش : النافعة من إشراف العليل على إيلاوس الدافعة للنفخة والمانعة للقيء .
أخلاطه : يؤخذ بزر كرفس وأنيسون من كل واحد ستة دراهم أفسنتين رومي وزن أربعة دراهم مصطكى وزن أربعة دراهم فلفل وزن درهمين مر وزن درهمين دارصيني ستة دراهم أفيون درهمان جندبيدستر وزن درهمين يُدق ويُنخل ويُعجن ويقرص .
أقراص الخشخاش : النافعة من نزف الدم والسعال والحمى ووجع الصدر .
أخلاطه : يؤخذ ورد وصمغ عربي من كل واحد وزن أربعة دراهم نشاء وكثيراء من كل واحد درهمان خشخاش أبيض وأسود من كل واحد ثلاثة دراهم طباشير وزن درهم رب السوس وزن درهمين زعفران وزن دانقين يدق ويجمع ويقرص .
أقراص الجلنار : أخلاطه : يؤخذ جلّنار وقرط وسماق وبلوط مقلو وسويق النبق وحب الآس من كل واحد ثمانية دراهم عفص مقلو مُطفأ بخل كمون منقوعاً بخل مقلواً من كل واحد أربعة دراهم يدق ويعجن بماء ورد أو بعصارة لسان الحمل أو بعصارة التفاح ويقرّص من درهم .
أقراص سبوليدوس : النافعة من قروح الكلى والمثانة وبول الدم وعسر البول .
أخلاطه : يؤخذ بزر الكرفس وبزر البنج وشهمانج من كل واحد وزن ستة دراهم بزر الرازيانجج وزن درهمين زعفران وحب الصنوبر وبزر الحماض وأفيون ولوز مرّ مقشّر من كل واحد ثلاثة دراهيم حب الكاكنج الجبلي خمسة وعشرون عدداً بزر القثاء مقشراً وزن إثني عشر درهماَ يدق ويعجن ويقرص .
أقرلص أندرون نسخة سقليبياس : تؤخذ أقماع الرمان عشرة دراهم شب يماني أربعة دراهم قلقديس إثنا عشر درهماً كثيراء إثنا عشر درهماً من أربعة دراهم لبان ثمانية دراهم راوند اثنا عشر درهماً يعجن بماء العسل ويقرص .


نسخة أخرى : يؤخذ راوند عفص أخضر من كل واحد ثمانية دراهم وباقي الأدوية على ما قرص آخر : ينفع من قروح الأمعاء ونفث الدم من الصدر ويحفظ الجنين .
أخلاطه : يؤخذ كحل وساذج ودم الأخوين من كل واحد ثلاثة أساتير سياه داروان إستار واحد لاذن وسك وزعفران من كل واحد أربعة دراهم جلنار وعفص من كل واحد عشرون درهماً حُضَيض وقرن أيل محرق وأقاقيا من كل واحد عشرة دراهم يعجَن بماء لسان الحمل أو بماء عصا الراعي ويستعمل على ثلاثة أوجه الوجه الأول لسيلان الدم من أسفل بالحقن والوجه الثاني يحتمل بصوفة في القبل والوجه الثالث يسقي بعصارة الأترج وماء عصا الراعي لنفث الدم من الصدر بماء بقلة الحمقاء وللدوسنطاريا بربّ السفرجل الساذج .
قرص الأنيسون : مفتّح للسدد مصلح للكبد ملين للطبيعة مزيل للحميات العتيقة .
أخلاطه : يؤخذ أنيسون ثلاثة دراهم أفسنتين وأسارون وبزر الكرفس ولوز مرّ مقشر وسنبل الطيب ومصطكى وساذج وبزر الشبث من كل واحد درهم .
غافت ثلاثة دراهم صبر أربعة دراهم ونصف يعجن بماء الأفسنتين ويقرص من وزن درهم ويسقى بالسكنجبين .
قرص ملين للطبيعة : أخلاطه : يؤخذ تربد خمسة دراهم بنفسج يابس عشرة دراهم رب السوس درهمان ونصف يعجن بماء ويقرص ثلاثة دراهم أو أربعة دراهم ويشرب مع عشرة دراهم سكراً .
أقراص البزور : تنفع من انحلال الطبيعة والقروح التي في الأمعاء ومن لا يهضم الأغذية والمغص الشديد والزحير ونزف النساء المتواتر .
أخلاطه : يؤخذ حب الآس درهمان بزر الرازياج أنيسون نانخواه بزر الكرفس بزر البنج دوقو من كل واحد أوقية أفيون ستة دراهم يدق ويعجن بشراب ويقرص من وزن نصف درهم ويستعمل بعد ستة أشهر .
قرص للقدماء : نافع لابتداء الماء وصلابة الكبد .
أخلاطه : يؤخذ ورد أربعة دراهم أمير باريس درهمين .


سنبل مثله مصطكى رعصارة غافت وأفسنتين وأذخر وأسارون وأنيسون وبزر الكرفس وبزر الرازيانج وثمرة الطرفاء وسقولوقندريون وأصل الكبر من كل واحد درهم راوند ولك ورب السوس من كل واحد درهم ونصف زعفران نصف درهم يقرص .
ينفع من وجع المعدة والحمّى البلغمية .
أخلاطه : يؤخذ ورد يابس أوقيتان سنبل وأصل السوس من كل واحد أوقية كهرباء ومصطكى من كل واحد سبعة دراهم عيدان البلسان خمسة دراهم يدق ويعجن بميبختج ويقرّص .
أقراص ورد ملينة : تسقى في الصيف .
أخلاطه : يؤخذ ورد عشرة دراهم سنبل وأصول السوس من كل واحد خمسة دراهم سقمونيا ثلاثة دراهم يدق ويعجن بماء ورد ويقرص .
أقراص ورد غا فت : تصلح للحمّيات العتيقة ووجع الكبد واليرقان .
أخلاطه : يؤخذ ورد خمسة دراهم سنبل درهمين طباشير درهماً عصارة الغافت ثمانية دراهم يُدق ويُعجن بماء الترنجبين ويقرص ويُسقى ببعض الأشربة .
أقراص اللكّ : تصلح لسدد الكبد والطحال والحمى الدائمة وتدر البول .
أخلاطه : يؤخذ لكّ وفوّة وأنيسون وبزر الكرفس وأفسنتين رومي وأسارون ولوز مرّ مقشر وقسط وزراوند طويل وراوند وعصارة الغافت وعصارة السوس وعصارة أمير باريس من كل واحد جزء .
يقرص من درهم ويسقى بما يصلح من الأشربة .
أقراص الفوّة : تصلح لجساء الطحال ووجع الكبد والحمى المزمنة .
أخلاطه : يؤخذ فوة إثنا عشر درهماً قشور أصل الكبر وزراوند طويل وأصل السوسن من كل واحد درهم يعجن بسكنجبين ويقرص من وزن درهمين الشربة قرص بطبيخ الأفسنتين .
قرص الكشوث : يصلح للحمّيات المزمنة ويطفىء .
أخلاطه : بزر الخيار وبزر الحمقاء وبزر الشاهسفرم من كل واحد ثلاثة دراهم شكاعى وباذاورد وشاهترج من كل أربعة دراهم كثيراء ونشا وصمغ من كل واحد درهم ونصف طباشير وتربد وكشوث من كل واحد أربعة دراهم ترنجبين ثلاثون درهماً سكر العشر ثلاثون درهماً زعفران ثلاثة دراهم يعجن بماء ويستعمل .


الأدهان وفي المراهم وقبل ذلك نورد نسخاً من السلاقات والحبوب رأينا ذكرها قبل
الجملة الثانية .
مطبوخ ماءالأصول : النافع من السدد وعسر البول ووجع الكبد والمعدة ويستعمل مع الأدهان وغيرها : صفته : يؤخذ قشور أصل الكبر وأصول الرازيانج وقشور أصول الكرفس وأصول الأذخر وبزر الكرفس وأنيسون وسنبل الطيب وبرشياوشان وسنبل ومصطكى وزبيب منزوع العجم من كل واحد بقدر الحاجة يطبخ ويسقى .
مطبوخ ماء الأصول : النافع لرجع الكبد للكندي .
أخلاطه : يؤخذ قشر أصول الرازيانج والكرفس من كل وإحد وزن درهم بزر الرازيانج وبزر الكرفس من كل واحد نصف درهم ورد أحمر محطون وفودنج وأذخر من كل واحد نصف درهم ومن الزبيب المنزوع العجم وزن درهمين ومن الأسارون وزن دانقين ومن السنبل وزن دانقين يصب عليه الماء ثلثي رطل ويطبخ حتى يبقى أوقيتان أو كثر قليلاً ثم يصفى ويصب عليه من دهن اللوز الحلو وزن درهم ثم يشرب .
النافع من وجع الكبد والمعدة والحميات المختلفة الباردة البلغمية والسوداوية .
أخلاطه : يوخذ أنيسون وبزر الكرفس والأفسنتين الرومي وأسارون وبزر الرازيانج وأصول الأذخر من كل واحد بقدر الحاجة يطبخ ويستخرج ماؤه .
ويسقى .
طبيخ الغافت : يصلح لمن به حمى رَبع وحمى بلغمية والحمى المختلفة ويبس الطبيعة .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أسود وزببب منقى وشاهترج وباذاورد وغافت وشكاعى بالسوية يطبخ ويصفى .
فصل في الحبوب : حب يصلح لمن به رياح غليظة ونفخ وتشنج العصب ونفخة الأنثيين .
أخلاطه : يؤخذ بزر الكرفس وبزر الحرمل وأنسيون ومصطكى وزعفران من كل واحد درهم هليلج أسود وبليلج وإملج من كل واحد درهمان سكببنج ! ومُقَل من كل واحد درهم ونصف فوذنج وفطراساليون وفقاح الأذخر وأسارون وقسط وزرنباد وعود الوج من كل واحد نصف درهم يحبب .


بيان حب المنتن الأكبر : وهو ينفض الأخلاط الغليظة ويفتح السدد وينفع من وجع المفاصل والخاصرة والبرص والبهق والجذام وداء الفيل وهو الحب المعروف بالماهاني .
أخلاطه : يؤخذ أشق وسكبينج وجاوشير ومثل وصبر وحرمل وهليلج وشحم الحنظل من كل واحد ثمانية دراهم .
ومن الشبرم والأفتيمون والأفربيون والشيطرج والسورنجان من كل واحد أربعة دراهم .
ومن التربد عشرة دراهم .
ومن الجندبادستر وزن درهمين .
ومن السقمونيا ثلاثة دراهم .
ومن الغاريقون درهمان ومن الزعفران والسنبل والقاقلة وأصل الخطمي والأبيض والكية والدارصيني والخولنجان من كل واحد وزن درهم .
يدق ويحبّب على الرسم .
حب المنتن الأكبر : النافع من وجع القولنج والنقرس والصلب والركب ويحل الخلط الغليظ اللزج من البدن .
أخلاطه : يؤخذ مقل سكبينج شج جاوشير بزر الحرمل شحم الحنظل صبر أفتيمون من كل واحد عشرة دراهم سقموفيا ستة دراهم دارصيني سنبل زعفران جندبادستر من كل واحد درهمان اوفربيون درهم تنقع الصموغ بماء الكراث وتحبب الشربة درهمان .
حب المنتن الأصفر أخلاطه : يؤخذ سكبينج أصفهاني وأشج وجاوشير ومقل ومر من كل واحد عشرة دراهم تربد عشرون درهماً شحم الحنظل إثنا عشر درهماً تنقع الصموغ وتعجن بها الأدوية .
الشربة درهمان بماء فاتر .
حب المنتن الكندي : ينفع لوجع المفاصل والنقرس وكل وجع من الخام والضفراء والسوداء والفالج .
أخلاطه : يؤخذ صبر وإهليلج أصفر منزوع النوى وحرمل وأفتيمون إقريطي ولباب التربد وأشج وجاوشير وسكبينج ومقل اليهود من كل واحد أربعة أجزاء .
شحم الحنظل ثلاثة أجزء .
سقمونيا جزءان .
أوفربيون وجندبادستر ودارصيني وزعفران من كل واحد جزء .
تنقع الصموغ بماء الكراث أو بماء الكرنب يوماَ وليلة ثم تدق الأدوية اليابسة وتدق .


الصموغ حتى تصير مثل المرهم ثم تذز عليه الأدوية وتدق حتى تختلط وتحبب أمثال الفلفل وتجفف في الظل الشربة منه وزن درهمين أول الليل بماء فاتر ويكون الطعام عليه فروج زيرباج وشرابه نبيذ عسل وزبيب أو دوشاب .
بيان حب الشيطرج الأكبر : النافع من أوجاع المنكبين والحقوين وعرق النسا ويسهل الخلط الغليظ اللزج .
أخلاطه : يؤخذ من سكبينج وأشق ومقل وأوفربيون وجاوشير من كل واحد درهم صبر وأفتيمون وغاريقون من كل واحد درهم ونصف زراوند مدحرج وقنطريون وجندبادستر من كل واحد درهمان .
دار فلفل وزنجبيل وكمون ونانخواه وبزر الكرفس وأنيسون ومرّ وزعفران من كل واحد أربعة دوانيق .
هليلج أصفر وسورنجان وأصل الماهيزهرة من كل واحد درهمان ونصف .
خردل وشيطرج وشحم الحنظل وعود الوج وملح هندي من كل واحد أربعة دوانيق .
يعجن بماء الكاكنج ويحبب والشربة درهمان .
حب الشيطرج الأصغر : النافع من استرخاء الشق والفالج ووجع الحقوين والركب والمفاصل والنقرس البارد ويسهل الخلط الفج الغليظ .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أصفر عشرة دراهم صبر عشرون درهماَ زنجبيل درهمان فلفل ودار فلفل من كل واحد درهم خردل ثلاثة دراهم شيطرج هندي وملح هندي وشحم الحنظل من كل واحد درهمان فانيد أربعة دراهم يعجن بماء الكرنب ويحبب الشربة درهمان بماء فاتر .
حب الشيطرج نسخة أخرى : يؤخذ صبر وتربد وسورنجان من كل واحد عشرة دراهم .
شيطرج ووج وملح نفطي وشحم الحنظل وغاريقون وحب الحرمل ومقل وسكبينج من كل واحد درهمّان .
.
زنجبيل ودار فلفل ومصطكى وخردل وأنيسون وقسط ونانخواه من كل واحد درهم أفتيمون وهليلج أسود من كل واحد وزن خمسة دراهم - يعجن بماء الكرنب والكاكنج الشربة وزن درهمين أوثلاثة بماء فاتر .
حب الغافت : النافع من وجع الكبد واليرقان ومن الحمّيات .
أخلاطه : يؤخذ صبر وعصارة الغافت وإهليلج أصفر بالسوية يدق وينخل ويعجن بماء الكرفس ويحبب .
الشربة وزن درهمين .


حب النجاح : النافع من الفالج واللقوة ووجع الركبة وأوجاع المفاصل من البلغم .
أخلاطه : يؤخذ أبرد هيارق وهو دواء هندي وشاطل واسترنجبين وهو دواء آخر هندي وتربد وحب نيل هندي وحشيش الغافت من كل واحد عشرون مثقالاً يطبخ بخمسين رطلاً ماء حتى يبقى النصف ثم يصفى ويعاد ماؤه إلى النار ويغلى حتى ينعقد ويلقى عليه من الدند الصيني المنقى من قشره الخارج ولبه وهو مثل لسان العصافير الموضوع في وسطه ويؤخذ جوفه وغاريقون ومصطكى وصبر أسقوطري وبرنج مقشر وعصارة السوس من كل واحد عشرون مثقالاً .
يدق وينخل بحريرة غير الدند ثم يدق الدند وحده ويخلط مع الأدوية لأنه لا ينحل بسبب دهنيته ثم يلقى ذلك على الماء المطبوخ المنعقد ويصير له قوام العسل وتعجن به الأدوية وتحبّب ويؤخذ منه وزن دانقين إلى نصف درهم فإذا أكثرت فأربعة دوانيق بماء حار بالليل .
بيان حب الجاثليق : وهو حب جال للمعدة من البلغم والسوداء يخرجهما ويكسر رياح ضعف الهضم ويُسقى شتاء وصيفاً .
أخلاطه : يؤخذ دارصيني وزعفران وقسط وسنبل وحماما وكماذريوس وحبّ البان ومحلب وقرفة وغاريقون من كل واحد وزن درهمين .
ومن المر والقرنفل من كل واحد ثلاثة دراهم .
ومن الصبر ستة عشر درهماً .
يحبب في الصيف بعصير الورد وفي الشتاء بعصير الكرنب .
الشربة منه وزن درهم بطلاء قبل الطعام ويغتذى من ساعته بماء الحمص .
بيان حب الدوري من كتاب الفهلمان : يطيب النكهة والفم ويجلو البصر ويذهب البلغم ويشهّي الطعام ويقوّي الأسنان الماضغة .
أخلاطه : تؤخذ قرفة وقرنفل وفوة وكزبرة وهيل بوا وفنديد وفوفل وكيربوس من كل واحد درهم .
وقيراط مسك يُدق وينخل ويعجن بماء الصمغ المحلول .
بيان حب آخر : ينفع من الرياح والأبردة وضعف المعدة ومن البواسير .
أخلاطه : يؤخذ خبث الحديد مائة مثقال تنقع بماء الكراث سبعة أيام متوالية ويجدد الماء فيه كل يوم مرة واحدة حب الرشاد مائة درهم .


بزر الكراث وبزر الجرجير وبزر الفلفل وبزر الكرفس وبزر الجزر وبزر الفجل والحلبة وبزر البصل من كل واحد وزن خمسة وعشرين درهماً .
يدق ويعجن بماء الكراث ويحبب ويستعمل .
بيان حب الدند : النافع من اللقوة والقولنج وأوجاع الظهر والركبة وكل وجع سببه بلغم غليظ لزج وكل ريح غليظة .
أخلاطه : يؤخذ دند صيني مقشر من قشره الأعلى وتطرح منه الألسن الموجودة بين القطعتين ويؤخذ اللبّ وحب الدبق ورب السوس والغاريقون الأبيض والكية وحشيش الغافت والأفسنتين والصبر أجزاء سواء يدق ويعجن بماء الكرفس ويحبب حباً صغاراً والمحبب له يدهن بدنه بيان حبّ مملح مسهل : نافع من اللقوة ويجلو البصر ويحدّ السمع ومن أوجاع الطحال ومن النقرس وأوجاع المفاصل واسترخاء العضل وآفات البرد والرطوبة .
أخلاطه : يؤخذ ملح داراني ست أواق فلفل إثنا عشر درهماً .
زنجبيل بزر الكرفس وزوفا وأنجدان وفطراساليون وبزر أنرازيانج وأنيسون وساذج هندي وغاريقون وسقمونيا وحرف وقرنفل من كل واحد أربعة دراهم .
يجمع بعد النخل ويرفع في إناء ويستعمل .
بيان حبّ الأصطمحيقون للكندي : يقوي المعدة ويشهي الطعام وهو نافع للمعدة والكبد والطحال وينقي الحواس والأمعاء ويخرج الفضول من جميع البدن أعني المرُّتين والبلغم .
أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي ستة أجزاء ملح هندي وأفسنتين رومي وغاريقون هش وسقمونيا أزرق من كل واحد ثلاثة أجزاء أسارون وأنيسون وبزر الكرفس من كل واحد جزءان لباب التربد الأبيض سبعة عشر جزءاً أفتيمون إقريطي أحمر نقي حديث خمسة أجزاء أيارج فيقرا سبعة أجزاء قرنفل جزء تخلط هذه الأدوية بعد النخل ثم تنضح عليها قليلاً قليلاً وهي تدق ماء قد بلّ فيه أربعة أجزاء فانيد سجزي حتى يصير في قوام الدوشاب ثم بيان حبّ البرمكي : ينقي الرأس والأطراف وينفع من الأورام ويشرب وينام عليه فيستقصي في الجذب .


أخلاطه : يؤخذ صبر أسقوطري وشحم الحنظل من كل واحد سبعة مثاقيل زعفران وسنبل ودارصيني وحب البلسان وأسارون ومصطكى وأفسنتين رومي وسقمونيا وتربد من كل واحد مثقال .
سليخة نصف مثقال يدق دقاً ناعماً وينخل ويعجن بماء فاتر ويحبب ويمسح يده بدهن اللوز الحلو ويؤخذ منه بقدر لين الطبيعة ويبسها أقله ثلاث حبات وكثره إحدى عشرة حبة الشربة التامة وزن درهمين حين يأوي إلى فراشه .
بيان حب ابن الحارث : جزب على البهق الفاحش فأزاله في ثلاثة أيام وهو ينفع من الحمى والرياح وأوجاع المفاصل وكل داء بلغمي وسوداوي .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أصفر وأسود صبر أسقوطري وأنزروت ومقل أحمر وسكبينج أصفهاني وشحم الحنظل من كل واحد خمسة اْجزاء .
حرف أبيض وصعتر فارسي وشونيز وكمون كرماني وملح داراني وعلك رومي من كل واحد جزء .
تؤخذ هذه الأدوية بعد السحق والنخل فتخلط خلطاً تاماً وتنقع الصموغ في ماء الكرات في إناء أصفر قدر ما تعجن به الأدوية وتصبر في الشمس حتى تنخل الصموغ ثم تلقى الأدوية المنخولة عليه وتعجن عجناً جيداً شديداً بالدق حتى يمكن اْن تحبّب أمثال الفلفل ثم تجفف في الظل الشربة منه مثقال بماء فاتر وتحتمى قبله بيومين من جميع الأشياء إلا الخبز والزيرباج .
بيان حب ابن هبيرة : المجمع عليه الظاهر النفع في الرياح والصفراء ورياح البواسير والخام والبهق والحكة ويشرب في كل يوم وليلة شتاءً وصيفاً .
أخلاطه : يؤخذ هليلج أصفر وأسود وبليلج منزوع النوى من كل واحد إثنا عشر مثقالاً أملج ستة مئاقيل شيطرج هندي ودار فلفل من كل واحد خمسة مثاقيل جوزبوا وملح د اراني من كل واحد مثقال تربد أبيض وصبر من كل واحد ثلاثة مثاقيل ويدقّ وينخل جميعاً ويصنع كشنج بدهن بنفسج ويجفف في الظل الشربة منه ستة مثاقيل عند نصف الليل بماء حار أنك ترى العجب من المنفعة .


بيان الحب الجامع لابن الجهم : ينفع من الفضلة في البدن من البلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء وكذلك ينفع الرأس إذا كانت فيه فضلة من هذه الأخلاط أو من أحدها ويحلّ الصمم العارض من ذلك وينفع المعدة وينقيها وينفع الكبد ويقوّيها وينفع من المليلة ومن كل حمى عتيقة ويسكن الأخلاط كلها ويسكن الدم ويشفي من أنواع القروح والحكة .
ومن كان به بواسير فاحتاج إلى شربه فيلمس سبابته وإبهامه شيئاً من دهن لوز حلو ثم يمس ذلك الحب بإصبعه قدر ما يبرقه بالدهن ثم يشربه فإنه لا يضره إذا فعل ذلك به .
أخلاطه : يؤخذ أيارج فيقرا أربعة وعشرون درهماً إهليلج أسود وأصفر من كل واحد ستة دراهم مصطكى وفراسيون وعصارة الغافت وعصارة الأفسنتين من كل واحد درهمان ورد أحمر أربعة دراهم يدق وينخل ويعجن بماء ويحبب مثل الفلفل والشربة وزن درهم إلى درهم ونصف ويشرب بعد ساعتين من أول الليل قبل أن ينام صاحبه ثم ينام ويسهل ما بين مجلسين إلى أربعة مجالس ويكون عمله بالنهار .
بيان حب يتخذ الأوفريبون : نافع من الماء الأصفر ووجع الظهر والورك والنقرس واسترخاء الأعضاء .
أخلاطه : يؤخذ من الأوفربيون والمصطكى من كل واحد أربعة دراهم سقمونيا وغاريقون من كل واحد خمسة دراهم شحم الحنظل وزن ثلاثة دراهم صبر وأفتيمون من كل واحد وزن عشرة دراهم عصارة الأفسنتين وزن خمسة دراهم ملح هندي وزن درهم ونصف ودار فلفل درهمان أنيسون وزن أربعة دراهم سنبل وزن عشرة دراهم تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء الكرنب وتحبب حباً كالفلفل الشربة من هذا الدواء إحدى عشر حبة إلى قدر نصف درهم قبل الطعام وبعده ويشرب عليه ماء حار .
حب آخر : نافع للحمى المزمنة وضعف الكبد والطحال وابتداء الماء .
خلاطه : يؤخذ كمافيطوس وكمافريوس وأصل السوس وزعفران ولكّ وأفسنتين من كل واحد عشرة دراهم .
بزر كرفس وأنيسون وبزر رازيانج من كل واحد خمسة دراهم .
عصارة الغافت وورد صيني من كل واحد ثمانية دراهم .


بزر كشوث خمسة عشر درهماً جعدة وزوفا من كل واحد سبعة دراهم وإن كان به سعال زدت فيه رب السوس خمسة عشر درهماً وإن كان به طحال زدت فيه سقولوفندريون عشرة دراهم وأصل الكبر وكزمازك من كل واحد ثمانية دراهم .
حب آخر : نافع للحمى المزمنة من كيموسات مختلطة ووجع الكبد ابتداء الاستسقاء .
أخلاطه : يوخذ أفسنتين وعصارة غافت وهليلج أصفر ومصطكى ورواند ولك وأنيسون بيان حب آخر : نافع من الحمى المزمنة الحادثة عن الأخلاط المختلفة لوجع الكبد وابتداء الاستسقاء .
أخلاطه : يؤخذ أفسنتين أو عصارته وعصارة الغافت وإهليلج أصفر وصبر ومصطكى وزعفران وراوند صيني ولكّ مغسول وأنيسون وشاهترج يابس وأيارج فيقرا من كل واحد جزء يدق ويعجن بماء عنب الثعلب ويحبب .
الشربة وزن مثقال بماء فاتر بالليل فإن كان سعال خلط مع الأدوية من رب السوس مثل نصف وزن الجميع من الأدوية .
بيان حب آخر : يفتح السدد ويلطف الأخلاط الغليظة ويجذب الأخلاط والرطوبات اللزجة اللعابية .
أخلاطه : يؤخذ ساذج هندي ومو وفقاح الأذخر وفقاح الأفسنتين الرومي ومصطكى وزعفران من كل واحد نصف درهم .
بزر كرفس وأنيسون وسكبينج من كل واحد درهم .
صبر سبعة دراهم تربد وغاريقون من كلَ واحد ثلاثة دراهم ونصف يحبّب ويستعمل .
بيان حب السكبينج : يصلح لوجع الركب والحقوين والجنبين .
أخلاطه : يؤخذ بزر كرفس وبزر حرمل من كل واحد درهم سكبينج ومقل من كل واحد درهمان أيارج فيقرا درهمان شحم حنظل وغاريقون من كل واحد ثلاثة دراهم تربد ستة دراهم يحبب الشربة درهمان بماء فاتر .
بيان حب الجاوشير لسلموية : يصلح لوجع الركب والظهر والفالج واللقوة .
أخلاطه : يؤخذ زنجبيل وفلفل ودار فلفل وشيطرج هندي وهليلج أصفر وبليلج وأملج ومر وتربد وسقمونيا وزعفران وجندبادستر من كل واحد درهمان .
جاوشير وسورنجان وسكبينج ومقل وأشج وشحم حنظل من كل واحد عشرة دراهم .


صبر عشرون درهماً ينقع الصموغ بماء الكرنب وتعجن الأدوية ويحبب الشربة درهمان .
بيان حب الأوفربيون : النافع من الفالج والاسترخاء والأخلاط الفجة المنحدرة إلى الأعصاب .
أخلاطه : يؤخذ غاريقون وشحم حنظل وأوفربيون وسكبينج ومقل من كل واحد درهم .
صبر درهمان يدق ويعجن بماء الكرنب ويحبّب .
بياق حب هندي يعمل بالمسك : نافع لوجع المعدة ويذهب البخر وذفارة شرب الشراب وينشف الرطوبة منها .
أخلاطه : يؤخذ رامك وكبر من كل واحد رطل يرض ويغسل بالماء ويلقى في القدر ويصب عليه من الماء أربعون رطلاً ويطبخ حتى تبقى خمسة أرطال ويصفى ثم يرد إلى القدر النظيف ويطبخ الماء ثانية وحده حتى ينعقد وأنت تحركه بالملعقة حتى لا يلتصق ويحترق ثم يلقى في إجانة خضراء ويجفف مثل ما يجفف الصبر المغسول فإذا أردت أن تعمل منه حبًّا فخذ منه عشرين مثقالاً واسحقه وانخله ثم خذ هالاً وقرنفلاً وجوزبوا وبسباسة وعودا هندبا وساذجاً وخيربوا وصندلاً أبيض وهرنوة وكبابة من كل واحد مثقال مسك خمسة مثاقيل كافور عشرة مثاقيل يدق كل واحد على حدة وينخل ثم يخلط ثم خذ رامك ثانياً خمسة مثاقيل والق عليه ست أواق ماء واطبخه حتى تبقى أوقيتان وصفه واعجن به الأدوية وحبّبه مثل الحمص وجففه واستعمله عند الحاجة .
المقالة العاشرة الأدهان
كلامنا في الأدهان في هذه
الجملة على شرطنا .
عمل دهن الناردين : منافعه كثيرة وهو من أشرف الأدهان نافع من كل واجع يكون من البرودة في الباطن ورياح الباطن ويسكن أوجاع الأذن الباردة ويزيلها ويزيل الصداع والشقيقة سعوطاً ويحسن اللون ويزيل القولنج والمغص الريحيين وينفع من أوجاعهما ويسكن أوجاع الكبد والبطن ويسخن الرحم ويزرق في الاحليل فينفع الكلية والمثانة واسترخاء المثانة .


الطبخة الأولى : يؤخذ قصب الذريرة وسعد وورق الغار وعيمان البلسان وساذج هندي وراسن وأذخر وأبهل وآس وقردمانا ومرزنجوش من كل واحد أوقيتان يدق دق جريشاً ويلقى في قدر ويلقى عليه شراب وماء وينقع ويلقى عليه دهن خل خمسة أقساط ويطبخ بنار لينة في إناء مضاعف ست ساعات ويحرك كل ساعة ثم ينزل عن النار ويترك حتى يبرد ويصفى الدهن .
الطبخة الثانية : يؤخذ ورد أحمر وسليخة وعصارة الآس من الرطب ومر من كل واحد أوقيتان يدق جريشاً ويلقى عليه ماء أو شراب حتى يبتل والدهن المطبوخ ويطبخ بنار لينة ثلاث ساعات ويبرد ويصفى .
الطبخة الثالثة : يؤخذ سنبل وقرنفل وميعة من كل واحد ثلاث أواق جوزبوا خمس أواق دهن البلسان ست أواق تدق الأدوية جريشاً ويلقى عليها ماء فإذا سخن ألقيت عليه الدهن الذي طبخ ودهن البلسان والميعة السائلة ويدرك حتى يختلط ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الدهن .
عمل دهن الميعة : يصلح للمفاصل لتي تنصب إليها مادة ويسخن العضل والأورام الباردة والرحم البارد ويسحى الكلى والمثانة .
أخلاطه : يؤخذ دهن حل قسط ميعة يابسة ثلاث أواق يطبخ بنار لينة حتى يأخذ الدهن قوة الميعة ويرفع في إناء ويستعمل .
عمل دهن البابونج : يؤخذ دهن حل قسط حلبة فقاح البابونج مغسولاً منشفاً في الظل من كل واحد أوقيتان وينقع في إناء زجاج ويجعل فى الشمس أربعين يوماً ويستعمل .
عمل دهن المصطكى : يصلح لضعف المعدة وأورامها ويلين الصلابة .
أخلاطه : يؤخذ دهن حل قسطان مصطكى ست أواق تدق المصطكى وتلقى على الدهن في إناء مضاعف .
يسخن ويقوي الأعضاء الباردة .
أخلاطه : يؤخذ دهن حل دورق ألقه في إناء زجاج ومن الأفسنتين أوقيتان يجعل في الشمس أربعين يوماً .
عمل دهن الشبث : يؤخذ دهن حل قسط بزر الشبث مجففاً في الظل أوقية يلقى في إناء زجاج ويجعل في الشمس عشرين يوماً ويستعمل .
عمل دهن السوسن : ينفع من برد الرحم واختناقه ومن القولنج ويسخن الكلى والمثانة .


أخلاطه : يؤخذ سليخة وقسط وحب البلسان ومصطكى من كل واحد أوقية قرنفل وقرفة من كل واحد نصف أوقية زعفران أوقية يدق ويلقى في إناء زجاج مع رطل ونصف من شيرج وثلاثين سوسنة عدداً بعد أن يرمى ما فيها من الصفرة وأصول ورقها ويجعل في الظل في موضع معتدل إلى أن يأخذ الدهن قوته ويصفّى ويستعمل .
عمل دهن السوسن الساذج : يؤخذ سوسن أبيض منقى درهمان حل قسط يجعل في إناء زجاج حتى يأخذ الدهن قوته عمل دهن الحسك : ينفع من عسر البول .
أخلاطه : يؤخذ دهن حل أوقية ماء رطلاً وربعاً زنجبيل أربعة دراهم حسك عشرة دراهم تدق الأدوية جريشاً وتلقى في قدر مع ماء وشيرج ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويقطّر منه في الإحليل .
عمل دهن حسك آخر : يصلح للمفاصل ويحسن اللون ويزيد في الباه ويحث على الجماع ويصلح للكلى والمثانة والظهر إذا شرب منه مقدار أوقية كل يوم بميبختج أو بنبيذ ويستعمل أيضاَ في الحقن .
أخلاطه : يؤخذ دهن حل ولبن البقر الحلو وعصارة الحسك الرطب من كل واحد عشرة أرطال فانيذ أبيض خمسة أرطال زنجبيل رطلان ونصف يدق الفانيذ وينخل ويلقى الجميع في قدر فخار ويوقد تحته بنار لينة حتى يذهب ماء الحسك واللبن ويبقى الدهن وحده ويرفع من النار ويشرب منه كما ذكرنا فإنه نافع من ضعف الكلى ويزيد في الباه والمني .
عمل دهن الحسك نسخة أخرى : نافع من الحصر ووجع الخاصرة والكلى .
أخلاطه : يؤخذ ماء عذب خمسة عثر سكرجة زنجبيل مرضوض وزن أربعة دراهم حسك مرضوض وزن عشرة دراهم دهن حل اسكرجة يطبخ في قدر نظيفة بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن وينزل عن النار ويترك حتى يبرد ويصفى ويحتقن به من خلف ومن قدام بالصب في الإحليل .
عمل دهن الحيات : النافع من القوابي واسترخاء المقعدة .


أخلاطه : يؤخذ دهن حل ثلاثة أقساط ويصير في قدر فخار ويصير فيه من الحيات السوداء أحياء ما بين الخمس حيات إلى العشر ويسد رأس الفخار ويطبخ بنار لينة حتى يتهرّى وينزل عن النار ويترك حتى تبرد ويفتح رأسها ويحذر من بخارها ويترك حتى يبرد ويتنفس ويذهب عنه البخار ويصير فرع إناء زجاج ويستعمل في الطلاء إذا احتيج إليه فقط بريشة عمل دهن رامش داذ : هو نافع من الفالج واللقوة والنقرس والرعشة ومن أوجاع المفاصل والظهر ومن الناصور والباسور ومن القولنج وداء الفيل .
أخلاطه : يؤخذ مقل عشرة دراهم .
أشق وسكبينج وجاوشير وحب البلسان وأفيون وبسفايج وخربق أبيض وزرنب وفلنجة وشيطرج ولوز مر مقشر من كل واحد ستة دراهم .
وقرنفل وجوزبوا وزنجبيل وخولنجان ودارصيني ولاذن وجندبادستر من كل واحد ثلاثة دراهم .
كسيلا وبزر بنج وسيساليوس ولبان وشونيز وبزر الجرجير وبزر الكراث ونانخواه وقسط من كل واحد خمسة دراهم .
سعد وحب الحرمل وآس وحبة الخضراء وحب الخروع ومرزنجوش من كل واحد أربعة دراهم .
ورق الغافت وأشنة من كل واحد خمسة دراهم .
تدق هذه الأدوية جريشاً وتلقى في قدر ويصب عليها ستة أرطال من عصير الكرنب ويطبخ بنار لينة حتى يرجع إلى رطلين وينزل ويصفى ويعصر حتى لا يبقى فيه شيء من قوى هذه الأدوية ويعاد إلى القدر ويصب عليه من دهن الزيت ستة أرطال .
ومن سمن البقر ودهن الرازقي ودهن الخروع ودهن الدهمست المطبوخ مع الأفاويه ويجلب هذا الدهن من مصر من كل واحد عشرة دراهم .


ومن دقيق اللوز المر درهم حب الغار والصنوبر من كل واحد ستة دراهم دهن السوسن ودهن الجرجير من كل واحد خمسة دراهم دهن حبة الخضراء وزن عشرة دراهم دهن حل أو الرازقي المطبوخ فيه السذاب ثلاثة دراهم أشنة ثلاثة دراهم دهن الحناء خمسة دراهم عسل البلافر ثلاثة دراهم تصبّ الأدهان في القدر ويداف بالقليل من ذلك الماء من الشجرينا وزن عشرة دراهم ويطبخ بنارلينة على الرفق حتى يبقى من الماء قدر اسكرجة وينزل عن النار ويصفى بمنديل صفيق ويعاد إلى القدر ويطرح عليه من القنة ستة دراهم ومن العسل عشرة دراهم ويوضع على الجمر حتى يذوب وينزل عن النار ويخلط .
ومن اللبنى السائلة والنفط الأبيض ودهن البلسان من كل واحد وزن عشرة دراهم ويجعل في قارورة ويستوثق من رأسها الشربة منه ما بين ربع درهم إلى مثقال بماء الحمص .
عمل دهن القسط : يسقى فينفع من برد الأعضاء وخصوصاً الكبد والمعدة مفتّح سدد العصب مقوّلة محسن اللون حافظ لسواد الشعر .
أخلاطه : يؤخذ قسط مر عشرة دراهم سليخة ستة دراهم ورق المرماحوز عشرة أساتير يدق جريشاً وينقع بشراب ليلة ويلقى عليه دهن حلّ قدر رطل ونصف ويطبخ في إناء مضاعف حتى يذهب الشراب ويبقى الدهن .
عمل دهن قسط آخر : نافع لوجع الكبد والمعدة ووجع المفاصل من برودة واسترخاء الشقّ .
أخلاطه : يؤخذ قرنفل أوقية قصب الذريرة وسنبل وساذج هندي وميعة وأصول السوسن الأسمانجوني وقرفة وأشنة وقسط من كل واحد أوقيتان راسن وسليخة أوقية أوقية مرّ تدق الأدوية جريشاً وتنقع في الخلّ ليلة ويصب عليه من الدهن والماء من كل واحد خمسة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويصفى ويخلط مع الأول .
عمل دهن باريكر : وهو دواء هندي نافع من الرياح الغليظة ومن وجع الرحم .


أخلاطه : يؤخذ سكبينج وقنّة وسعد وخردل أبيض من كل واحد خمسة عشر درهماً ومن علك الأنباط ثمانية دراهم جاوشير أربعة دراهم قرفة وقسط وزراوند طويل أو مدحرج من كل واحد وزن درهمان وجّ وأشق وسنبله وفل وعاقر قرحا من كل واحد درهمان ونصف .
زرنباد ودرونج وجندبادستر وسذاب وحسك وقيصوم وأصول السوسن وسذاب جبلي ومو وأردشيران وكرنب ومرزنجوش وسيسنبروقرنفل بستاني من كل واحد نصف درهم .
مر وحلتيت الطيب والمنتن وانجذان من كل واحد سبعة أرطال .
ومن الماء ثمانية عشر رطلاً .
يطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن الشربة منه ما بين نصف درهم إلى درهمين بماء الشبث .
عمل دهن سندي يسمى أبو سماد : ينفع من السعال والرياح الغليظة ويجذب الأخلاط الغليظة وينفع من البواسير .
أخلاطه : يؤخذ أبهل وفلفل ودار فلفل وكاشم وزنجبيل وشيطرج هندي وملح أحمر وكمون من كل واحد ستة دراهم .
سويق النبق قفيز ينقع من حب الرمان قدر قفيز بالماء ويصفى على الأدوية .
عمل دهن الخروع الكبير : وهو نافع من الاسترخاء والفالج واللقوة ويفتح سدد الكبد والطحال وينفع في حقن القولنج .
أخلاطه : يؤخذ نانخواه وصعتر وفوذنج جبلي ومر ومرماحوز وبزر كرفس وبزر رازيانج وأنيسون وبزر الحندقوقي والمصطكى والأسارون والحلبة من كل واحد سبعة دراهم .
ومن الشل والبل والفل والوج والشيطرج الهندي والمقل من كل واحد خمسة دراهم .
ومن السكبينج والأشق والجاوشير من كل واحد ثلاثة دراهم .
ومن أصول الكرفس وقشور أصول الرازيانج والأذخر وأصول السوسن وراسن يابس وحسك من كل واحد عشرة دراهم .
هزارجشيان وششبندان من كل واحد ثلاثة دراهم .
زنجبيل ودارصيني وقرنفل وقاقلة وخيربوا وبابة ودار فلفل وفلفْل وجوزبوا وبسباسة وشونيز وقسط وكراويا من كل واحد أربعة دراهم .


زرنباد ودرونج من كل واحد خمسة دراهم تدق الأدوية جريشاً ويصبّ عليها من الماء ماء يغمرها ويطبخ حتى يتهرى ويصفى ويصبّ عليه دهن الخروع العصير سبعة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويستعمل عند الحاجة وزن مثقالين أو ثلاثة مثاقيل بماء الأصول .
استخراج الدهن : ومن الناس من يأخذ حبّ الخروع والمستحكم قدر ما يريد ويشمسه إلى أن يتشقق ويتقشّر ثم يجمع لبابه ويصيره في هاون ويدقه دقاً ناعماً ثم يطرحه في قدر مرصصة بقلعي ويصب عليه ماء ويغليه فإذا خرج دهنه كله أنزل القدر عن النار ويأخذ الدهن الطافي فوق الماء ويجعل في إناء ويستعمل .
وأما أهل مصر فإنهم يحتاجون منه إلى شيء كثير ويعملونه بطراءته عملاً آخر وذلك أنهم بعد أن يتقور حب الخروع يطبخونه طبخاً ناعماً ثم يجعلونه في خلاء من حوض ويعصرونه بلولب أو تبك وأما علامة استحكام الخروع فتساقطه من قشرة الخارج .
دهن الخروع الساذج : يطبخ بالماء وحده ويقل حرارته إذا طبخ وحده وهو بمنزلة الزيت الركابي إذا غسل بالماء وحده .
وهو نافع لكل حرارة وحده في جميع البدن إن كان في عضو ظاهر مسح به وإن كان في مثانة أو كلية مسح به وسقي منه واصطبغ به وإن كانت حرارة في البدن شرب منه واصطبغ به وإن كانت في الرأس مسح به وسعط منه وإن كانت في الأمعاء حدة مرار سقي منه فإنه نافع وصفته : يؤخذ القرع الكبار التام فيقشّر ويدق ويعتصر ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء ومن الشيرج الطري جزء فيطبخ بنار لينة حتى يذهب المءا ويبقى الدهن ثم يصفى في زجاج ويستعمل .
عمل دهن الشاهسفرم : ينفع من الريح في الركبة والمفاصل وجميع البدن .


صفته : يؤخذ من ماء الشاهسفرم جزء ومن الشيرج جزء طبخ حتى يذهب الماء أجمع ويبقى الدهن فيصفى ويرفع في إناء زجاج ويستوثق من رأسه الشربة منه ما بين مثقال إلى نصف أوقية لما ذكرنا يشرب على قدر أوقيتين ماء حمص وقد طبخ مع الحمص شيء من الكمون والطعام عليه زبرباج وإن مسح به الأعضاء نفع .
عمل دهن للأذان : يؤخذ دهن حل رطلان صعتر خمسة عشر درهماً فوة أوقيتان جاوشير وسكبينج ومر ومقل وأشج وصبر ولبان من كل واحد درهمان يدق ويلقى في طنجير ويلقى عليه ماء قليل ويمرس ياليد جيداً ويلقى عليه الدهن ويطبخ بنار لينة حتى يثخن ويستعمل .
عمل دهن آخر للأذان : يؤخذ نيلنج أوقيتان يرض وزيت رطل ماء المرزجوش نصف رطل يطبخ الجميع بنار لينة في مغرفة حديد ويصفى ويقطر منه في الأذن .
عمل دهن الفلفلاذ : يصلح لوجع المفاصل والتشنج واسترخاء الأعضاء : أخلاطه : يؤخذ شل وفل وبل ووج وشيطرج هندي وراسن ودار فلفل وجوز القيء وأصول السوسن وبزر الرازيانج وقسط ومر وديندار وزرنباد ودرونج من كل واحد خمسة دراهم .
يدق جريشاً ويلقى في القدر ويلقى عليها دهن حل ولبن وماء من كل واحد منوان يطبخ في إناء مضاعف حتى يذهب الماء واللبن ويبقى الدهن ويصفى ويستعمل .
نسخة أخرى : تنفع من أوجاع المثانة والرحم الباردة ومن عرق النسا وبرد الكليتين واسترخاء الأعضاء والقولنج واللقوة والفالج ومن الرياح الباردة الغليظة التي تعرض في العصب ووجع الظهر وكل وجع يكون من البرد والغلظ وهو دهن هندي .
أخلاطه : يؤخذ شل وبل وفل ووج شيطرج هندي وأصول السوسن الآسمانجوني وراسن ودار فلفل وجوز القيء وجوز السرو والصنوبر وقسط وبزر الرازيانج والزرنباد وديودار ودرونج من كل واحد عشرة دراهم .
تدق كلها جريشاً ويؤخذ من اللبن الحليب والماء من كل واحد عشرة أرطال ومن دهن الخل خمسة أرطال تطبخ في قدر مضاعفة حتى يذهب الماء واللبن ويبقى الدهن .


عمل دهن البيض : يتخذ إما بتطحين الصفرة المسلوقة أو بالتقطير بالقارورة المكبة أو بالتقطير التصعيدي .
عمل دهن الكلكلانج : هو صالح للسكتة والفالج والاسترخاء والبرودة والتشنج وضعف المعدة وعرق النسا وأوجاع المفاصل وألظهر وينفع من القولنج ويدرُ الطمث ويسخن الرحم ويذيب الحصاة ويسكن وجع المقعدة ويفتح سدد البدن .
أخلاطه : يؤخذ هليلج كابلي وهليلج أسود وبليلج وأملج من كل واحد عشرة دراهم أصل الكرفس وأصل الرازيانج من كل واحد سبعة دراهم دار فلفل وفلفل وزنجببل من كل واحد ستة دراهم جاوشير وبنج وسكبينج من كل واحد خمسة دراهم تربد أربعة أساتير كرنب طري وسذاب طري وحسك رطب من كل واحد قبضة تدق اليابسة جريشاً وتقطع البقول وتلقى في القدر ويلقى عليها ماء أربعة وعشرون رطلاً ويطبخ حتى يبقى النصف ويصفى ويلقى عليه دهن خروع أربعة أمناء ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الدهن وقوم يزيدون فيه أصل السومسن إستّاران شيطرج أربعة دراهم أنيسون وأدنيس وإسفند وفركهان من كل واحد درهمان .
عمل دهن الزعفران : يلين العصب ويزيل التشنج وينفع من صلابة الرحم ويحسن اللون .
أخلاطه : يؤخذ زعفران ستة دراهم قصب الذريرة خمسة دراهم مر نصف درهم قردمانا ستة دراهم تنقع الأدوية على حدة والمر على حدة بالخل ما خلا القردمانا ويترك خمسة أيام وفي اليوم السادس تنقع القردمانا بالخل وتترك يوماً واحداً ويصب عليها في اليوم السابع من الدهن خمسة أساتير وتطبخ بنار لينة حتى يذهب الخل ويبقى الدهن .
عمل دهن الأشنة : تؤخذ أشنة خمسة أساتير قسط عشرة دراهم سليخة وقصب الذريرة من كل واحد ثلاثة دراهم مرماحوز وزن درهمين ميعة خمسة دراهم دهن الآس رطل ونصف تدق الأدوية وتنقع بالخل وتترك ثلاثة أيام متوالية وتصفى وتطبخ مع الدهن حتى يذهب الخل ويبقى الدهن .
نافع من الأوجاع الباردة وخصوصاً في العصب ومن عرق النسا ووجع الظهر والرجل .
صفته : يؤخذ من القسط المر وزن عشرة .


دراهم ومن الجندبادستر وزن خمسة دراهم ومن الفوذنج اليابسى وزن إثني عشر درهماً ومن العاقر قرحا وزن سبعة دراهم ومن الكندس وزن أربعة دراهم ومن الميويزج وزن ثلاثة دراهم يدق الجميع ويطبخ في وزن أربعمائة درهم شرإب ريحاني بعد أن ينقع فيه يوماً وليلة إلى أن يصير إلى أقل من الثلث ثم يبرد ويمرس مرساً شديداً ويصفى ويصب عليه نصف وزنه شيرجاً أو دهن الزنبق أو دهن الخيري ويطبخ إلى أن يذهب الشراب ويبقى الدهن ثم يؤخذ لكل عشر وزنات ودهن وزن درهمين من الأوفربيون الأبيض الحديث ويسحق كالغبار ويخلط بالدهن ويوضع على النار حتى يغلى غلية ويرفع .
عمل دهن يقال له بالرومية دامامون وتفسيره ذو عشرة أخلاط : أخلاطه : ينفع من برد المعدة والعصب وهو مقوّ للأعضاء رادع للفضول ملين للعصب .
يؤخذ من الميعة أربعة أواق ومن المصطكى إثنتا عشرة أوقية ومن الساذج الهندي والسنبل من كل واحد أربع أواق ومن الأوفربيون ثلاث أواق دارصيني ست أواق شمع أبيض وزن إثنتي عشرة أوقية دهن البان ثمان وأربعون أوقية دهن البلسان إثنتا عشرة أوقية فلفل أوقية يدق اليابس ويُذاب ما سوى ذلك ويُرفع .
يسخن المعدة الباردة ويحلل النفخ والتورّم إذا خلط مع شحم أوز أو دجاج .
أخلاطه : يؤخذ من الزيت الفائق رطل ومن ورد شقائق النعمان أوقيتان يصير في إناء ويجعل في الشمس عشرة أيام ويرفع وهو جيد إلا أنه ليس لدهنه رائحة .
عمل الأدهان الساذجة : من السوسن والسفرجل والتفاح والخردل وقثاء الحمار تعمل بأن يكون دهن الحل جزءاً والماء ثلاثة أجزاء ويشمّس أربعين يوماً .


عمل دهن اللوز المر : وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام واختناقها وانقلابها وأورامها ومن وجع الرأس والأذن ودويها وطنينها وينفع من به وجع الكلى ومن به عسر البول وإذا خلط بعسل وأصل السوسن بدهن الحناء أو بدهن الورد نفع من به حصا أو ربو أو ورم الطحال ويقلع الأثار التي تكون في الوجه من فضول البدن وينفع الكلف ويبسط تشنج الوجه وينفع من كدر البصر وكلاله وإذا خلط بخمس نفع القروح الرطبة التي تكون في الرأس والحزاز الذي فيه والنخالة .
ترتيب ذلك : يؤخذ من اللوز المر وزن عشرة أرطال ونقة وجفّفه ودقّه دقاً ناعماً خفيفاً حتى يصير شيئاً واحداً في منجار من خشب ويصب عليه من الماء المسخن ثلاث أواق ثم دعه نصف ساعة حتى يمصّ ذلك الماء ثم تدقه وتعصره بيدك عصراً شديداً وخذ ما يخرج من بين أصابعك في إناء ثم يصب على الذي عصرته أوقية ونصفاً ماء ودعه ساعة حتى يتشربه وافعل بها كما فعلت أولاً إلى أن يخرج من العشرة أرطال لوز تسع أواق من الدهن ويستعمل .
عمل دهن البلوط : وعمل ذلك بعينه كما علم وله قوة تجلو ما يظهر في الوجه من الآثار العارضة من فضول البدن والرطوبة اللبنية والثاليل والآثار السود من اندمال القروح ويسهل البطن وهو رديء للمعدة ويوافق وجع الأذن ودويها وطنينها إذا خلط بشحم البط وقطر فيها .
عمل دهن البنج : هذا يصلح لوجع الأذن ويقع في أخلاط بعض الفرزجات ليلينّه بتّة .
ترتيب ذلك : يؤخذ من ثمرة البنج ما كان أبيض يابساً حديثاً ودقة واعجنه بماء حار ثم شمسه وما جف اخلطه بالباقي فلا تزال تفعل ذلك حتى يسودّ وينتن ثم اعصره في جلال الخوص واخزنه .
عمل دهن الأنجرة : وقوته تنفع إسهال البطن إذا شرب .


ترتيب ذلك : يعمل كما عمل بدهن البنج كذلك عمل دهن القرطم وقوته شبيهة بقوة بزر الأنجرة غير أنها أضعف وكذلك يعمل دهن الفجل وقوته موافقة لمن عرض له قمل كثير في رأسه وجسده من مرض ويجلو الخشونة التي في الوجه وأهل مصر يستعملونه في الطعام وكذلك عمل دهن الشونيز وقوته مثل قوة دهن الفجل .
عمل دهن الغار : وله قوة مسخنة مليّنة مفتحة لأفواه العروق محللة للإعياء وتوافق لكل وجع من اوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الأذن والنزلات والصداع وإذا شرب غثي شاربه وتعطر .
ترتيب ذلك : يؤخذ حب الغار إذا أدرك ويطبخ بالماء فإنه يظهر حينئذ على قشرة دسم ويمسح بالأيدي ويجمع في صدفة .
ومن الناس من يعفص أولاً زيت الأنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة ثم يلقون فيه ورق الغار الطري ويطبخونه ومن الناس من يطرح مع ورق الغار حبة وكلهم يطبخونه حتى تعبق به رائحته جداً .
وأصلح الغار الذي يعمل منه الدهن ما كان جبلياً عريض الورق وأجود ما يكون من من دهن الغار ما كان حديثاً أخضر شديد المرارة حريفاً وله قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق .
عمل دهن الأذخر : ترتيب ذلك : يؤخذ من ثمره إذا نضج كما يعمل من ثمرة الغار بعدما يضرب .
عمل لدهن الورد : وله قوة قابضة مبردة ويصلح للإدهان به ويخلط بالضمادات ويسهل البطن إذا شرب ويطفىء التهاب المعدة وينبت اللحم في القروح العميقة ويسكن رداءة القروح الرديئة ويدهن به القروح الرطبة التي في الرأس وللشيربنج ويدهن به الرأس مع اللخلخة في ابتدائه ويتضمد به لوجع الأسنان ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به وإذا احتقن به من حرقة الأمعاء والرحم نفع منفعة بينة .


ترتيب ذلك : يؤخذ من الأذخر خمسة أجزاء ومن الزيت عشرون جزءاً ثم يدق الأذخر ويبلّ بالماء واطبخه بالزيت وحركه في طبخك إياه ثم صفه واطرح عليه ألف وردة جافة ملقى منها أقماعها لم يصبها ماء والطخ يدك بعسل طيب الرائحة وقلبه مراراً كثيرة بيدك واعصر عصراً رقيقاً ودعه ليستنشفه ليلة ثم اعصره ثم صفه في إنجانة ملطوخة بعسل ثم صير تفل الورد في إناء وصب عليه من الزيت المعفص بالأذخر جزأين ثم اعصره مثل الأول بحبك جيداً ثانياَ وكذلك فافعل ثالثاً ورابعاً .
ومن الناس من يدق الورد وينقعه في الزيت ويبدّله في كل سبعة أيام ويفعل ذلك ثلاث مرات ثم يخرنه ويستعمل فإنه نافع .
وقوة دهن الإيرسا مسخنة ملينة وتنقّي الخشكريشات والعفونات والأوساخ وتوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه وتخرج الجنين وتفتح أفواه البواسير وتوافق دوي الآذان إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر وتوافق النزلات المزمنة ونتن الأنف إذا دهن المنخران إذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل البطن ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس ويدر البول ويسلس القيء على من يعسر عليه إذا دهنت به الأصابع أو الريش التي يتقيأ به ويصلح لمن به خناق أو خشونة في قصبة الرئة إذا تحنّك به وتغرغر به وقد يسقى منه من شرب الفطر والبنج والكزبرة .
ترتيب ذلك : يؤخذ من قشر الكفرى ستة أجزاء ومن الزيت سبعة أجزاء ثم دق القشر دقاً ناعماً وبلّه بتسعة أجزاء ماء صيره في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى يعبق في الزيت رائحته ثم صفّه في إنجانة ملطخة بالعسل والدهن الفائق يعمل مع أدهان إيرسا من هذا الزيت المعفّص يؤخذ من هذا الزيت أربعة عشر جزءاً وألق عليه من الإيرسا مدقوقاً ودعه يومين وليلتين ثم تعصره عصراً شديداً فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد فيه من الإيرسا بوزن الأول مرتين أو ثلاثة واعصره .


عمل دهن الأقحوان : ملهب مسخن جداً ملين مفتح لأفواه العروق ومدرّ للبول نافع إذا وقع في الأدوية المعفنة من النواصير بعد أن يشق وينفع الخشكريشات والقروح الخبيثة ويوافق عسر البول وأورام المقعدة وفتح البواسير إذا دهنت المقعدة به ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للجراحات اللواتي في العضل واللواتي في الأعصاب إذا بل به صوف ووضع عليها .
ترتيب ذلك : يعمل من زيت أنفاق ودهن بلوط إذا عفصا بعود البلسان وأذخر وقصب الذريرة وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان وتلطخ الآنية بالشراب والعسل وتعجن الأفاوية المدقوقة ويخلط بها الاقحوان ويعمل مثل ما قيل في غيره .
عمل دهن الشيح : قوته حادة تنفع من انسداد الأرحام وصلابتها ويدر الطمث ويخرج المشيمة .
ترتيب ذلك : يؤخذ من ورق الشيح ثمانية أجزاء فتنقعه .
بالدهن الطيب الذي يعمل منه دهن الحناء يوماً وليلة وتعصره وتنقعه وإن أردت أن تشد ريحه وتطيّبه فأعد على الدهن الذي عصرته ورق الشيح مرة أخرى ثم اعصره .
عمل دهن الحلبة : له قوة ملتنة للدبيلة منضجة ويوافق جداً للصلابة العارضة في الرحم ويعمل منه حقنة لرحم المرأة التي يعسر ولادها إذا خفّ خروج الرطوبات منه وقد يحتقن منه للمغص ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة وينفع إذا خلط بالشمع من الحرق والشقاق العارض من البرد وقد يخلط في أدوية الكلف بالثمر والمختار منه ما كان حديثأ تظهر منه رائحة الحلبة .
ترتيب ذلك : يؤخذ من الحلبة تسعة أجزاء ومن دهن الزيت خمسة أجزاء ومن قصب الذريرة جزء من السعد جزءان وأنقعها في الزيت سبعة أيام وحركه في كل يوم ثلاث مرات ثم اعصره واخزنه .
ومن الناس من يستعمل بدل قصب الذريرة قردمانا وبدل السعد عود البلسان .


ومن الناس من يعفص الزيت بهذه الأفاوية المذكورة ثم من بعد ذلك تنقع فيه الحلبة وتعصره والمختار منه ما كان إذا مسحت به يدك وشمسته وجدته حلو الريح مر الطعم .
عمل دهن المرزجوش : يؤخذ المرزجوش ويدق ويجعل في قدر نظيفة ويلقى عليه شراب ريحاني قدر يغمره وزيادة أربع أصابع ثم يوضع على نار لينة حتى يذهب النصف ويمرس ويصفى ثم يعاد إلى القدر ويلقى عليه من الدهن مثل نصف الشراب ويطبخ حتى يذهب الشراب ويبقى الدهن وهو دهن قوي مسخن ملطف مهيج للحرارة شرباً ومسوحاً وحره ويبسه في الدرجة الثالثة وينفع وجع
المقالة الحادية عشرة المراهم والضمادات
مرهم الاسفيذاج : ينفع من حرق النار والسلوخ .
أخلاطه : يؤخذ مرداسنج درهم إسفيذاج خمسة دراهم شمع أبيض سبعة دراهم دهن ورد أوقيتان يذاب الشمع والدهن ويلقى على الاسفيذاج والمرداسنج في هاون ويخلط جميعاً من قبل أن يبرد ويخلط معه بياض بيضة واحدة ويستعمل .
آخر : يؤخذ أسفيذاج خمسة دراهم مرداسنج درهمان خبث الفضة مثقال كثيراء درهم يدق وينخل بحريرة ويؤخذ شمع أبيض أوقية يذوب مع ثلاث أواق دهن ورد وتلقى عليه الأدوية في هاون ويسحق .
مرهم باسليقون كبير : نافع للقروح ويملأها ويصلح للمواضع العصبانية والجراحات التي لا حرارة فيها .
أخلاطه : يؤخذ شمع رطل زفت ثمان أواق مر وراتينج من كل واحد أربع أواق علك الأنباط أربع أواق زيت خمسة أرطال يذوب الشمع والزفت في الزيت ويسحق المر والراتينج ويضاف إليهما في الهاون ويعمل مرهماً .
مرهم الباسليقون الصغير : يؤخذ راتينج وزيت وشمع بالسوية ويستعمل بدهن زيت .
مرهم الاسفيفاج بالخل : يؤخذ الاسفيذاج مناً مسحوقاً منخولاً ورطلان زيتاً فيضرب الاسفيذاج بالزيت ويؤخذ عشرة أرطال خلاً ويصب عليه قليلاً قليلاً ويضرب حتى ينعقد ويرفع في إناء ويستعمل عند الحاجة .


مرهم المرداسنج بالخل : تأخذ مرداسنج ما شئت وينخل ويلقى في طست ويلقى عليه خل وزيت ويخلط جيداً باليد ويستعمل .
مرهم الزنجار : ينفع للقروح العتيقة وتأكل اللحم الزائد .
وصنعته : يؤخذ زنجار درهمان شمع وراتينج وعلك الصنوبر من كل واحد خمسة دراهم يسحق الزنجار ويذاب باقي الأدوية بالزيت قدر الحاجة ويلقى عليه الزنجار ويضرب حتى يستوي ويستعمل .
مرهم الفلقديس : الذي يسميه جالينوس فوينفي ينفع من الطاعون ويدمل القروح العسرة الاندمال والدموية وينفع الحصر والكسر والرض وجميع الأورام .
أخلاطه : يؤخذ شحم الثرب العتيق رطلان زيت عتيق ثلاثة أرطال مرداسنج ثلاثة أرطال قلقديس أربع أواق يذاب الشحم ويسحق الفلقديس ويخلط بالثلاثة الأرطال الزيت وتسحق الثلاثة أرطال المرداسنج ويخلط معها ومع الشحم في هاون ثم تجعل في طنجير وتسوطها بسعفة وهي مقطوعة من النخلة حتى تستوي وتستعمل .
مرهم أسود : يؤخذ مرداسنج أوقية خل ثقيف ثلاث أواق زيت أوقيتان يطبخ جميعاً بعناية حتى لا يحترق ويحرك حتى ينعقد .
مرهم دياخيلون : النافع من السلع والخنازير والأورام الصلبة .
أخلاطه : يؤخذ حلبة وبزر كتان وخطمي أبيض من كل واحد .
كيلجة تنقع كل واحدة منها على حدتها يوماً وليلة ثم يؤخذ من لعاب كل واحد منها رطل وربع ومن المرداسنج رطل ونصف ومن الزيت رطلان تغلى اللعابات غلية ثم تنزل عن النار ثم يغلى الزيت مع المرداسنج المسحوق حتى ينعقد ويتغيّر لونه ثم تلقى عليه اللعابات أولاً فأولاً ويعقد بنار لينة .
مرهم أحمر : .
يؤخذ مرداسنج مدقوق منخول مناً ورطلان زيتاً وعشرة أرطال خلاً ويضرب حتى ينعقد ويجعل عليه بعد أن ينعقد رطل من عروق الصباغين مسحوقاً منخولاً .


مرهم الرسل : وهو دشليحا أي مرهم الحواريين ويعرف بمرهم الزهرة وبمرهم منديا وهو مرهم يصلح بالرفق النواصير الصعبة والخنازير الصعبة ليس شيء مثله وينقي الجراحات من اللحم الميت والقيح ويدمل يقال أنه إثنا عشر دواء لاثني عشر حوارياً .
أخلاطه : يؤخذ شمع أبيض وراتينج من كل واحد ثمانية وعشرون درهماً جاوشير وزنجار من كل واحد أربعه دراهم أشق وزن أربعة عشر درهماً زراوند طويل وكندر ذكر من كل واحد وزن ستة دراهم مر وقنة من كل واحد أربعة دراهم مقل وزن ستة دراهم مرداسنج وزن تسعة دراهم ينقع المقل بخل خمر ويطبخ في الصيف برطلين زيتاً وفي الشتاء بثلاثة أرطال .
مرهم الزنجفر : النافع من الخنازير والسرطان وورم الخصيتين .
أخلاطه : يؤخذ مرداسنج وقنة من كل واحد وزن خمسة دراهم لبان وأشق من كل واحد وزن عشرة دراهم علك الأنباط ستة دراهم ينقع عشرة أساتير في زنجفر ثمانية دراهم ومن الزيت بقدر الكفاية .
مرهم مرقون القرمز : النافع من وجع المقعدة والنار الفارسي .
أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل وكندس وأشنان وكبريت من كل واحد ثلاثة دراهم مرتك وأشياف ماميثا من كل واحد ستة دراهم حرمل ومرقون القرمز وهو دود القرمز من كل واحد إثنا عشر درهماً زئبق درهمان زفت عشرة دراهم يداف المرقون بالدهن ويستعمل .
مرهم الكي : يؤخذ قلقطار مشوي وزن عشرة دراهم نورة لم تطفأ ولبني من كل واحد درهمان .
يؤخذ ماميران وعروق صفر وقنة وأشق وأنزروت وصمغ ودم الأخوين من كل واحد جزء .
ومن المرتك بوزن الأدوية كلها ومن دهن خل ودهن زيت مع كل واحد مثل وزن الأدوية بأجمعها شمع بقدر الحاجة يذاب الشمع بالدهن في قدر خزف جديد وتذر عليه الأدوية مسحوقة منخولة ويخلط ويستعمل .
ذكر الأضمدة ولنبدأ أولاً بضماد لأندروماخسر : ينفع المطحول والمستسقي ومن به تمدد الجنبين ووجع المفاصل وعرق النسا والعلل المزمنة .


أخلاطه : يؤخذ شمع وزفت من كل واحد رطل صمغ الصنوبر رطل زيت ثمانية قواتور زرنيخ أحمر ذهبي شب يماني نورة لم يصبها الماء من كل واحد أوقيتان ويهيأ على ما وصف .
ضمّاد عجيب ينسب إلى أندروماخس : يصلح حيث يراد أن يمص منه شيئاً فيفجره ويجذب العظام الفاسدة والسلاء والحسك وينفع من عرق النسا ونفث المدة وصلابة الحشا والتواء عضو على عضو وختم الجروح .
أخلاطه : تأخذ من الحب الفي يؤخذ من ثمرة النبات الذي يقال له يومالا ومن البورق الأحمر والنوشادر ومن الرواند الإقريطي ومن أصل قثاء الحمار ومن صمغ البطم من كل واحد وزن عشرين مثقالاً .
ومن الفلفل والدارفلفل والأشق والحماما وعيدان البلسان من كل واحد عشرة مثاقيل .
ومن الكندر الذكر والمر والراتينج اليابس والدبق المعمول من كل واحد عشرة مثاقيل .
لبن شجرة التوت عشرة مثاقيل .
ومن الشمع ثلاثين مثقالاً .
ومن شحم الماعز خمسة عشر مثقالاً .
ومن ثفل دهن الوسن مقدار ما يكتفي به لعجن الدواء تدق الأدوية اليابسة وتنخل ويدعك كل واحد من الأدوية الذائبة على حدته دعكاً محكماً ثم يخلط الجميع ويدعك أيضاً ويمسح من يدعكه يده بثفل دهن السوسن حتى إذا اختلط الجميع جيداً رفع واحتفظ به وإذا احتجت إلى استعماله في إذهاب الإعياء فخذ منه ثلاث أواق ومن شحم البط ثلاث أواق ومن دهن الحناء ثلاث أواق واخلط به واستعمله .
ضماد آخر : نافع لوجع المفاصل والنقرس وهو دواء ملحج .
أخلاطه : يؤخذ بزر الشوكران قسط أغاريقون حلبة بورق أوقية أوقية صمغ رطل راتينج مطبوخ رطل زيت عتيق رطل مخ عظام الأيل أربع أواق أصل السوسن أربع أواق تدق الأدوية اليابسة وتنخل وتذاب الذائبة وتترك حتى تبرد وتلقى على الأدوية اليابسة وتخلط وترفع وتستعمل .
النافع لوجع المعدة والكبد وأوجاع الأرحام والأورام إذا طلي من خارج ويستعمل في صوفة لكيما يطلى به الرحم .
أخلاطه : يؤخذ زعفران درهمان .


وفي نسخة أخرى إثنا عشر درهماً مقل ومصطكى وأشج وصبر وميعة رطبة من كل واحد ثمانية دراهم شمع ثلاثة أساتير شحم الأوز إثنا عشر درهماً زوفا يابس أو رطب ثلاثون درهماً دهن الناردين ما يكتفي به .
مرهم آخر : ينفع من شدة ضعف الكبد والمعدة ويلين الصلابة ويحبس القيام الكبدي .
أخلاطه : تأخذ من الكعك الشامي وزن أربعة دراهم ومن الكيا والأفسنتين واللبان من كل واحد وزن درهمين ومن المر والصبر والذريرة والعود والأقاقية من كل واحد وزن درهم ومن اللاذن وزن درهمين ومن السفرجل المقشر المنزوع حبه المطبوخ وزن ستة دراهم ومن تمر القصب خمسين تمرة عدداً ومن الموم ومن دهن الناردين ودهن ورد قدر ما يصير به مرهماً وأنقع التمر والكعك في الطلاء وخذ السفرجل فنقه من حبه وقشره ثم اطبخه بالطلاء حتى إذا نضج فدقه دقًا جيحاً واخلطه مع القسب والكعك ثم اسحقه حتى يختلط وأذب الموم بالدهن ودق سائر الأدوية وانخلها وذرها على الموم المذاب بالدهن ثم اجمعها جميعاً في مرهم يعمل بشحم الحنظل : ينفع مما ذكر في آخر نسخة .
وهذه أخلاطه : يؤخذ شحم الحنظل وزن أربعة عشر درهماً تربد وسقمونيا وأوفربيون من كل واحد وزن ثمانية دراهم .
بزر الشبث وملح ومر وصبر ومرارة البقر وملح هندي وشونيز وميويزج جبلي فلفل وزنجبيل وهليلج أصفر ومازريون وبليلج من كل واحد وزن إثني عشر درهماً .
ومن الكور والأشق والجاوشير والسكبينج من كل واحد وزن سبعة دراهم .
ومن البورج والكبريت الأصفر من كل واحد ستة عشر درهماً ومن الحلبة والبابونج وبزر الكتان من كل واحد وزن عشرة دراهم .
ومن اللبني والشمع من كل واحد عشرة أساتير .


أذب ما كان من هذه الأدوية يذاب بسمن البقر وأنقع منها ما كان ينقع بطلاء ودق ما كان منها يابساً وانخله ثم اسحق المنقع واخلطها جميعها حتى تصير مرهماً ثم اطل بها المعدة والكبد فإنه ينزل الماء الأصفر ومن احتاج إلى المشي ولم يستطع أن يشرب الدواء فاطله على معدته فإنه يمشيه .
مرهم يعمل بالقردمانا : ينفع من الأوجاع العتيقة التي تكون في المعدة والكبد والطحال والصلابة تعرض فيها والبرد .
أخلاطه : تأخذ من القردمانا والسنبل والحماما والفلفل والدار فلفل والقسط والسليخة المنقاة واللبان والعاقر قرحا والكور والأشق والكيا والمر واللبنى وحب البلسان والزراوند الطويل والمدور والسعد وإكليل الملك واللاذن والقرنفل من كل واحد وزن أربعة دراهم .
ومن الزعفران وزن درهمين .
ومن الأيرسا والقنة ودهن البلسان وشحم البقر والبط من كل واحد وزن خمسة دراهم .
ومن صمغ اللوز المر خمسة دراهم فأذب الشمع بدهن الناردين واعمله كما وصفنا .
المقالة الثانية عشرة ذكر المعاجين والجوارشنات
وغيرها من الأدوية المركبة التي تصلح للأمراض في عضو عضو
برد الرأس : ينفع من السليثا والأنقرديا والكموني سعوط له .
ثقل الرأس : تنفعه نقّوع الأيارج .
فيما ينقي الرأس : الحب البرمكي . سوطيرا شليثا فيما يقال أيارج أبقراطس أيارج فيقرا أيارج أركاغانيس تيادريطوس أيارج طغموا أقراص الكوكب طلاء على الجبهة وللبيضة أيضاًالناردين .
الشقيقة : أقراص الكوكب طلاء على الجبهة دهن الناردين سفوف نقوع الأيارج معجون هرمس سعوطاً .
الدوار : سوطيرا المخلص الأكبر معجون هرمس أنقرديا أيارج أركيغانس تيادريطوس جوارشن العنبر .
النسيان والحفظ الدهن .
الأنقرديا جوارشن البلاذر الشليثا فيما يقال سعوط أرسطاطاليس سفوف جوارشن العنبر فيرزنوش أيارج فيقرا .


الوسواس والجنون : الترياق المثروديطوس ترياق عزرة الشليثا فيما يقال ترياق يحيى زمهران أيارج طغمو دواء المسك خصوصاً النسخة العمولة للسوداء الصفراوية أنقرديا إذا اعتدل في أخذه معجون الياقوت لنا .
الترياق المثروديطوس حبّ الأطمحيقون للكندي .
الصرع : الترياق المثروديطوس ترياق عزرة ترياق الأربعة سوطيرا شليثا فيما يقال ترياقنا معجون قيصر الكاسكبينج خصوصاً للصبيان تيادريطوس أيارج فيلغريوس أيارجنا دواء المسك الحلو والمر أيارج فيقرا خل العنصل وسكنجبينه .
السكتة : الترياق والمثرديطوس ترياق عزرة دهن الكلكلانج .
الفالج واسترخاء الأعضاء : الترياق المثروديطوس ترياق عزرة ترياق الأربعة دواء المسك المرّ والحلو أنقرديا لحمرثا باذمهرج أيارجنا جوارشن العنبر حب النجاح دهن الرشاد أيارج جالينوس الأسقفي حب الأوفربيون معجون الصميري سعوط العباس أيارج فيقرا حقنة اللقو شليثا دواء المسك الحلو والمر أنقرديا جوارشن العنبر حب النجاح حب الدند ملح .
الرعشة : الترياق مثروديطوس ترياق عزرة سوطيرا جوارشن لنا أيارج طغمو .
سوطيرا دهن الكلاكلانج حب دهن الزعفران أيارج جالينوس أيارج طغمو .
وجع العين : سوطيرا أيارج فيقرا دواء قباذ الملك للغشاء .
الماء النازل في العين : ينفعه أيارج أركاغانيس في الابتداء .
في وجع الأذن : أقراص الكوكب دهن الناردين للباردة خل العنصل وسكنجبيه لما ليس فيه قرحة .
وجع الأسنان : سوطيرا شجرينا معجون الخبث أقراص الكوكب .
التأكل : معجون الفلاسفة سكنججينَ العنصل خله يحبس الدم يضمر العمور .
إصلاح تتعتع اللسان واسترخائه : الشلينا مختار في ذلك معجون الفلاسفة أيارج فيقرا .
أورام الحلق وأوجاعه : معجون المسك دواء قباذ الملك دواء لجالينوس ينقع من علل القصبة .
الترياق مثروديطوس ترياق عزرة ترياق الأربعة بزرك دارو نوش داروا معجون عن الكندي ترياقنا معجون الياقوت لنا معجون جالينوس جوارشن العنبر جوارشن آخر .


الخفقان : الترياق مثروديطوس شليثا ترياقنا معجون قيصر الميبة شراب التفاح الحار معجون المسك دواء المسك الحلو والمر .
الغشي : دواء المسك المثروديطوس كلكلانج .
فيما ينقي قصبة الرئة والصدر : دواء لجالينوس حبّ في الميامر وأدوية لعوق الثوم أقراص أرسطوخودس عجيب شراب زوفا .
بحوحة الصوت وانقطاعه : لعوق البطيخ خلّ العنصل وسكنجبينه حبّ في الميامر لانقطاع الصوت الترياق مثروديطوس .
عسرالنفس : معجون قيصر أدوية المسك حتب في الميامر دحمرثا دواء الكركم دواء الكبريت فلونيا الربو ونفس الانتصاب : لعوق العنصل خلّ العنصل وسكنجبينه وللعسر وللضيق أقراص الخشخاش .
أوجاع الصدر والرئة والسراسيف : سوطيرا قوفي ترياق مثروديطوس ترياق عزرة .
السعال العتيق : الترياقات مثروديطوس شليثا فيما يقال دواء الكبريت الدهن السندي ولحاده لعوق الخشخاش قرص الخشخاش .
نزف الدم ونفثه وقذفه ونزف المدة : أقراص جالينوس خصوصاً للمدة أقراص أرسطوماخس عجيبة لعوق الخشخاش دواء لاهرور لعوق البطيخ لعوق الطباشير .
برد الكبد : جوارشن الخوزي دهن الشبث شهرياران دهن الحسك حب في الميامر .
وجع الكبد : معجون البزور دواء الجنطيافا مرهم قردمانا للعتيق أقراص الغافت الأصول أقراص العشرة معجون المسك مع ماء الفوذنج آثاناسيا معجون هرمس بماء الجلنجبين دواء الكركم دواء القسط فلونيا كلكلانج سفوف الوج الحاد أقراص حب الغافت تيادريطوس ملح خل العنصل .
ضعف للكبد وما يقويه : دواء اللك حب الأصطمحيقوق للكندي مرهم بشحم الحنظل ملح مرهم دواء اللامذون دواء الكركم الدواء .
ألذ نسبه " الكندي " وغيره إلى " جالينوس " الخوزي معجون الخبث جوارشن " جالينوس جوارشن الدارصيني سفوف عبادة لهزال الكبد نوش دارو مقوّ جداً ترياقنا معجون عن " الكندي " معجون المسك شجرينا انقرديا جميع ما ينفع من وجعها .
ورم الكبد : دواء " قيوما " الطبيب أقراص أمير باريس أقراص راوند أقراص أرودنيون .


صلابة الكبد : أقراص الريوند جوارشن الأنجدان .
صلابة الكبد والطحال : الترياق مثروديطوس ترياق عزرة دواء الكركم دواء اللك .
الترياق المثروديطوس معجون هرمس دواء قيوما أيارج أركاغانيس .
سوء المزاج : دهن الأوفربيون حب سفوف كلكلانج بختيشوع دواء الكبريت .
ابتداءسوء المزاج : أميروسيا دواء الكركم دواء الملك أقراص أمير باريس دواء قيوما ماء الأصول حب الكلكلانج وللقوي أيضاً الخوزي شهرياران فنجيوش ويصلح للدم جوارشن آخر .
ضعف المعدة : دواء قيوما مرهم لضعف الكبد والمعدة جوارشن العود ويسخّن باعتدال ملح سفوف عطية الله لضعفها أو فسادها جوارشن الخوزي جوارشن قميحة يصلح فسادها .
فسادها واسترخاؤها : دهن أبو شماد معجون هرمس دواء الكركم دهن آخر ماء الأصول الترياق المثروديطوس الجزي وترياقنا جوارشن العنبر أقراص الكوكب يدفع عنها الفضول حب الكلكلانج أيارج فيقرا الكموني ومعجون عن الكندي نقوع الأيارج ينقيها سفوف البرمكي خل العنصل وسكنجبينه ميبة شراب التفاح الحار وكذلك شراب الكمثري والأترج المربى والسفرجل فيماينفعها : جوارشن جالينوس حبوب الأصطمحيقون جميعاً أطريفل الخبث وغيره .
استرخاؤها : الأطريفل الكبير أطريفل الخبث سفوف لعبادة دهن الحيات نافع جداً .
حرارة المعدة : ينفع منها شراب الحصرم .
برد المعدة : جوارشن العود معدل دهن دامامون دهن القسط دهن الشقائق حب جوارشن الانجدان جوارشن الفنجيوش فيداديقون الخوزي شهرياران أطريفل الخبث جوارشن طاليسفر ينفع منفعة بينة .
بلة المعدة : أيارج فيقرا حب هندي أيارج هيوفقراطيس الاطريفل سفوف لعبادة .
وجع المعدة : معجون البزور التمري دواء الجنطيانا ماء الأصول أيارج أندروماخس الجوارشن الفلافلي شهرياران مرهم القردمانا حب الهندي دهن الورد دواء القسط جوارشن جالينوس معجون هرمس حب جيد لوجع الجوف ضماد فليغريوس معجون أرسطون دواء الكركم فلونيا معجون الفوذنج .


رياح المعدة : سوطيرا بزرك دارو الخوزي الاطريفل الكبير دهن الناردين .
ورم المعدة : أقراص الأمير باريس أقراص الغافت دهن المصطكى .
صلابة المعدة : دهن المصطكى .
الشهوة : الجوارشنات الكلكلانج يقوي الشهوة .
الشهوة الكلبية : من علاجها الكموني .
سوءالهضم : الترياق المثروديطوس معجون الفلاسفة معجون قيصر الخوزي السفرجلي خصوصاً الممسك الاطريفل الكبير معجون المسك شجرينا كموني جوارشن العنبر سفوف أرسطاطليس جوارشن حبة الخضراء معجون الياقوت لنا جوارشن آخر الاترج المربى جوارشن آخر جوارشن الفواق معجون قيصر جيد منه جداً .
الميبة شراب النعناع أقراص المازريون .
القيء والغثيان : أقراص أرسطوماخس معجون الملح الهندي خصوصاً للبلغمي والسوداوي شراب الفاكهة وخصوصاً للصفراوي أقراص الميعة بشراب النعناع شراب التفاع شراب الإجاص .
فيما ينفع الغثي العطشي : شراب الحصرم أقراص الكافور لنا أقراص الطباشير وإن كان مع انحلال الطبيعة .
للجشاء الحامض : الكموني أقراص الكوكب الفلافلي .
الطحال : سوطيرا أميروسيا كلكلانج معجون البزور أنقرديا الخوزي دحمرثا .
فيمايفتح سدده : باذمهرج دواء الكركم دواء الكبريت دهن أبو سماد معجون الياقوت لنا تيادريطوس أيارجنا ملح مرهم الفردمانا سفوف أقراص العشرة .
برد الأمعاء : علاجه حب ما ينقي الأمعاء حب الأصطمحيقون للكندي حب البرمكي .
القولنج ويبس الطبيعة : أرسطون كلكلانج دهن الرشاد دهن خروع فيروزنوش شهرياران التمري .
وجع القولنج : دهن الخروع فلونيا الأسقفي السفرجلي المسهل جوارشن هندي جوارشن قيصر .
فيما يلين الطبيعة : أيارج فيقرا المعجون الهندي شراب الإجاص القليل من مثل حب الشيطرج أقراص معجون الثوم .


المسهلات الغليظة : حب الأصطمحيقون للكندي حب آخر للسوداء حب الشيطرج أيارج جالينوس حب الأوفربيون يجذب من بعد ومن الأعصاب أيارج فيلغريوس جوارشن قيصر شهرياران حب حبس الإسهال : الترياق مثروديطوس السفرجلي الممسك مرهم للكندي شراب الحصرم للصفراويين سفوف ملح للصفراويين قميحة نسخة من الفنجيوش سفوف لأرسطاطاليس ميبة شراب التفاح شراب النعناع شراب الكمثري السفرجل المربى أقراص الجلنار أقراص الطباشير أقراص البزور أقراص ديامقرماطون للعسر .
إسهال الدم والمدة : أقراص ديامقراماطون أقراص الجلّنار .
قروح الأمعاء والسحج : الترياق مثروديطوس ترياق عزرة معجون هرمس أقراص لنا أقراص آخر أثانامبيا دواء قباذ الملك أقراص الجلنار أقراص ديامقراماطون أقراص البزور .
المغص : أقراص البزور مقلياثا فيروزنوش ثمن الناردين سفوف الزحير معجون هرمس أقراص المازريون .
أقراص الجلنار سفوف الهيضة الترياق جوارشن أبي سلمة جوارشن حب الخضراء .
دهن الكلكلانج . البواسير : جوارشن الملك المعجون الهندي حب ابن هبيرة سفوف عطية الله سفوف مقلياثا دهن السندي .
أوجاع الكلى والمثانة . الترياق مثروديطوس ترياق عزرة ترياقنا أيارجنا معجون الكلكلانج جوارشن الأنجذان .
فيما ينفع الكلى والمثانة من جهة بردهما : جميع ما يقويهما منها أقراص الكاكنج دهن الخروع حب ليبرد الكلية جوارشن .
فيماينفع من وجعهما : معجون هرمس دواء الكركم معجون الكاكنج الجوز المربى دهن الميعة يسخنهما .
فيما ينقي الكلية والمثانة : تيادريطوس مثروديطوس أنقرديا أيارجنا جوارشن العنبر ينفع منفعة بينة .
استرخاء المثانة : بول الدم والقيح : معجون الكاكنج أقراص الكاكنج .
سلس البول وتقطيره : معجون الفلاسفة شليثا فيما يقال أيارج جالينوس نافع .
الحصاة : ترياق مثروديطوس ترياق عزرة أميروسيا دواء اللك دواء الكبريت حب في الميامر يخرج الرمل في البول أقراص أرسطوماخس .


برد الرحم : دهن الميعة دهن الناردين دهن الكلكلانج دحمرثا .
رياح الرحم : الكاسكبينج : أوجاع الرحم : شليثا فيما يقال أنقرديا دحمرثا بافمهرج أفلونيا خصوصاً من الحوامل فيروزنوش أيارج أركاغانيس حب ضماد فيلغريوس دواء الكركم فرزجة . كلكلانج خل العنصل وشكنجبينه .
صلابة الرحم : حب دراء الرمكي دواء الكركم دهنن الزعفران .
فساد الطمث : يصلحه تيادريطوس كلكلانج أقراص البزور معجون الخبث .
سفوف الترياق مثروديطوس شليثا فيما يقال القفطارغان فيروزنرش أقراص .
فيما ينفع أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا : سوطيرا شليثا فما يقال معجون الفلاسفة معجون هرمس أنقرديا معجون البزور أيارج أركاغانيس تيادريطوس جوارشن السقمونيا ضماد جوارشن هندي جوارشن قيصر خصوصاً من النقرس دهن الميعة يسخن المفاصل ويدفع عنها الفضول حقنة .
فيما ينفع عرق النسا : جوارشن للعلل البلغمية دواء قباذ الملك أيارج فيقرا دهن رامشاد دهن الفنفلاد دهن الكلكلانج خصوصاً لعرق النسا كلكلانج وخصوصاً لرياح المفاصل أيارج طغمو وخصوصاَ لارتعادها حب الشيطرج ملح .
أيارج أركاغانيس حب النجاحِ حبّ الدند دهن رامشاذ دهن الكلكلانج دهن الأوفربيون حب الشيطرج حب آخر كلكلانج ة جوارشن هندي معجون الخبث الجوز المربى .
فيما ينفع وجع الصلب : حقنة تنفع ذلك .
فيما ينفع وجع الحقوين : حب الشيطرج نسخة لنا دهن الأوفربيون معجون هرمس .


القانون
القانون
( 69 من 70 )


الجملة الثانية الأقراباذين في الأدوية المجرّبة في مرض مرض
هذه
الجملة نورد فيها من الأدويهَ المركبة ما هو أخص بمرض مرض بعد إن نعيد ذكر ما قيل في
الجملة الأولى ليكون لمن يقرأ هذا الكتاب إحاطة جميع المعالجات أو بالكثير منها جداً وذلك لأنه مثلاً إذا أراد حصر معالجات الجرب عمد إلى الكتاب الثاني وهو كتاب الأدوية المفردة فيعرف في ساعة واحدة حصر جميع الأدوية الجزئية في الجداول ثم إذا انتقل إلى أبواب الكتاب الثالث والرابع طلب باب الجرب فحصر المعالجات المذكورة ثم إذا انتقل إلى الأقراباذين حصر باقي المعالجات المركبة فيكون له سبيل إلى حصر المعالجات الجزئية كلها أو جلّها وقسمنا هذه
الجملة ثمان مقالات .
المقالة الأولى أحوال الرأس وما فيه الصداع
أخلاطه : يؤخذ لبن الغافاذانون ستة عشر مثقالاً لبن الخشخاش وهو الأفيون أربعة مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل أنيسون أربعة مثاقيل بزر البنج أربعة مثاقيل مر أربعة مثاقيل سقمونيا أربعة مثاقيل يعن الجميع بخل ثم يعمل منه أقرصة ويجفف في الظل .
إذا احتيج إليها ديفت بخلّ وطليت على الجهة من حد الصدغ إلى الصدغ الآخر فإن كان العليل يحم فدفها بالماء واطلها .
قرصة كان يستعمله أنطونوس : أخلاطه : يؤخذ حب الغار أربعة مثاقيل سقمونيا وأفيون ومر وعصارة ماء الحصرم من كل واحد أربعة مثاقيل بزر الكرفس وزعفران ونمام من كل واحد ثمانية مثاقيل يعجن ذلك من الخل بمقدار ما يكفيه ويعمل منه أقرصة ويستعمل طلاء .
سعوط : ينقي الرأس وينفع من يبتلي بالرمد الطويل ومن يصيبه الصرع ويحدر من الرأس رطوبة كثيرة .


أخلاطه : يؤخذ شونيز مثقالان نوشادر مثقال عصارة قثاء الحمار مثقال يسحق ذلك سحقاً ناعماً ويعجن بزيت من الزيت الذي يقال له سقراونيون أو بدهن السوسن بدهن الحناء حتى يصير في ثخن الشمع المذاب بالدهن إذابة رطبة ويصير في إناء ويستعمل بأن يطلى منه في جوف سعوط آخر : ينقي بلا أذى ويسكن الوجع والصداع من ساعته .
أخلاكه : يؤخذ بخور مريم ثمانية مثاقيل أصول السوسن مثقالان بورق أحمر مثقال يخلط ويستعمل .
سعوط آخر : يؤخذ بخور مريم ثلاث أواقي عصارة ورق اللبلاب أوقية ونصف الفافاذانون سدس مثقال عصارة قثاء الحمار سدس مثقال يخلط ويحتفظ به في إناء من زجاج فإذا احتجت إليه فخذ منه شيئاً ودقه بلبن امرأة واستعط به .
صفة سعوط : ينفع من الفالج واللقوة واسترخاء الأعضاء والإرتعاش ومن جميع الأوجاع الباردة الرطبة والسدد التي تعرض من البرد والرطوبة في العضل والعصب .
أخلاطه : تأخذ من عصير أصول الحنظل الرطب ومن عصير أصول السلق ومن عصير أصول الرطبة من كل واحد ملعقة .
ومن الشونيز وحب الحرمل من كل واحد وزن درهمين .
يُدق الشونيز وحب الحرمل ويسحقان سحقاً جيداً ثم اجمعهما بهذا العصير حتى يختلط ثم ارفعه فإذا احتجت إليه فخذ منه زنة دانق ودفه بمسعط من لبن أم جارية واسعط منه المريض فإنه يفتح السدد ويسخن وينقي الدماغ والرأس مما فيه من الفضول .
سعوط آخر : نافع من أوجاع الرأس المتقادمة .
أخلاطه : يؤخذ من المومياي والجوزبوا والعنبر والكافور والمسك من كل واحد درهم يسحق كل واحد منها على حدته ثم يخلط ويعجن بدهن زنبق وشيء من دهن بلسان ويؤخذ منه وزن ست حبات ويداف مع بعض المياه ويسعط به .
صفة أيارج : مجرّب ينقي الرأس وينفض ما فيه من الفضول والعلل الرديئة .
أخلاطه : يؤخذ من شحم الحنظل المنقى من حبه وقشره عشرة مثاقيل ومن الكندر ومن الفلفل الأبيض والأسود والدارفلفل من كل واحد أربعة مثاقيل ومن الزعفران مثقال .


ومن المرّ والصبر والكندر والأشنق والحاشا من كل واحد مثقال ومن السقمونيا المشوي سبعة مثاقيل ومن عصارة الأفسنتين مثقالان يدق ويُنخل ويُعجن بماء والشربة منه أربعة مثاقيل .
صفة أيارج آخر ينسب إلى يوسطوس : أخلاطه : يؤخذ من الكندر المنقى والغاريقون من كل واحد ستة عشر مثقالاً ومن شحم الحنظل المنقى من قشره وحبه مثقالان ومن الاسطوخودس ومن الفلفل الأبيض والأسود من كل واحد ستة عشر مثقالاً ومن المر ثلاثة مثاقيل ومن الزعفران ستة مثاقيل .
ومن قشور الخربق الأسود والصبر والسقمونيا والاشقيل المشوي والسنبل والسليخة من كل واحد ستة عشر مثقالاً .
ومن السندروس والأوفربيون من كل واحد ثمانية مثاقيل .
تسحق الأدوية اليابسة وتنقع الصموغ وتخلط وتعجن الشربة منه أربعة مثاقيل .
صفة أيارج آخر بنسب إلى دريوس : يؤخذ من شحم الحنظل المنقى من قشره وحبه ومن الكندر من كل واحد عشرون درهماً ومن الزراوفد المدحرج وبزر الكرفس الجبلي والفلفل الأبيض من كل واحد خمسة دراهم ومن السكبينج والجاوشير من كل واحد ثمانية دراهم ومن سنبل الطيب العصافيرى والددارصيني والسليخة والزعفران والزنجبيل والجعدة من كل واحد أربعة دراهم .
تدق الأدوية اليابسة وتنقع الصموخ وتخلط .
صفة حب سليم : ينقي الرأس تنقية بينة .
أخلاطه : يؤخذ تِربَذ وصبر من كل واحد عشرة دراهم شحم حنظل وسقمونيا من كل واحد ثلاثة دراهم أنيسون وملح من كل واحد درهمين الشربة القوية منه درهمان والضعيفة مثقال .
صفة حب آخر : أخلاطه : يؤخذ أفتيمون وغاريقون من كل واحد أربعة دراهم بسفايج ثلاثة دراهم أيارج سبعة دراهم ملح درهمين ونصف هليلج أسود خمسة دراهم حجر اللازورد درهمين الشربة درهمان ونصف .
طبيخ ماء الأصول : يسقى بدهن الخروع للصداع من بلغم ودوار وصرع .
أخلاطه : يؤخذ قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج من كل واحد عشرد دراهم .


أصول الأذخر وفودنج جبلي وسنبل الطيب وزراوند مدحرج من كل واحد ثمانية دراهم .
شاهترج سبعة دراهم .
هليلج أصفر وزن ثمانية دراهم .
أفتيمون أربعة دراهم مصطكى ثلاثة دراهم ونصف جعدة أربعة دراهم يطبخ بأربعة أرطال ماء حتى يبقى رطل وينقع فيه أيارج فيقرا أربعة دراهم ويؤخذ منه في كل يوم ثلاث أواقي ووزن درهم دهن الخروع .
صفة مطبوخ : أخلاطه : يؤخذ هليلج أسود وأصفر وكابلي من كل واحد عشرة دراهم إجاص ثلاثين عدداً تمر هندي خمسة عشر درهماً شاهترج سبعة دراهم أفسنتين ثلاثة دراهم يطبخ ثلاثة أرطال ماء حتى يبقى رطل ونصف ويؤخذ منه ثلثا رطل ويمرس فيه درهم تربد وصبر أربعة دوانيق غاريقون دانقين ويشرب وإن أراده ضعيف لم يلق فيه ذلك النثار ولكن يمرس فيه الخيار شنبر منزوع الحب عشرة دراهم ويشرب .
في الشقيقة : قرصة تنفع وتعمل أعمالاً إذا طلي بها مرتين أو ثلاثاً من الصدغ إلى الصدغ .
أخلاطه : تأخذ من الزعفران خمسة عشر مثقالاً ومن القلقند عشرة مثاقيل .
ومن المرّ والشب والأفيون وععصارة الحصرم اليابسة ومن القلقطار من كل واحد ثلاثة مثاقيل .
ومن الصمغ خمسة عشر مثقالاً .
يسحق ذلك ويصبّ عليه شراب قابض مقدار ما يكفي ويسحق كما يسحق الشياف ويعمل منه أقرصة فإذا احتجت إليه فادفه بخل ممزوج واستعمله .
نسخة دواء للشقيقة العتيقة : يؤخذ فلفل أبيض مثقالين خلط الزعفران مثقالين أوفربيون نصف مثقال خرء الحمام نصف مثقال خبز الوراقين نصف مثقال تسحق هذه الأدوية وتخلط وتعجن بخلّ ويطلى به عضلة
المقالة الثانية العين وما يتعلق بذلك من الأمراض
في الرمد وتحلب المواد إلى العين : ينفعه شياف ألّفه رجل كحال من أهل باقلوس .
نسخته : يؤخذ شياف ماميثا ثمانية وأربعون مثقالاً أنزروت أربعة وعشرون مثقالاً شادنج إثنا عشر مثقالاً أفيون إثنا عشر مثقالاً عصارة اليبروح ثمانية مثاقيل صمغ ستة عشرمثقالاً كثيراء إثنا عشرمثقالاً يعجن بماء ويستعمل .


شياف يسمى جالب النوم : ينفع من الوجع الشديد ومن كل ورم ومن تحلّب المواد القوية التحلب .
ونسخته : يؤخذ ماميثا أربعة وعشرون مثقالاً أنزروت ثمانية مثاقيل زعفران ومر وأفيون وزاج محرق من كل واحد ثمانية مثاقيل صمغ إثنا عشر مثقالاً يعجن بماء المطر ويستعمل ببياض البيض .
وهو ينفع من الجرب والرمد العتيق وينفع الأذن التي يسيل منها قيح والقروح التي يعسر اندمالها والآكلة التي تقع في الفم .
أخلاطه : يؤخذ نحاس محرق مثقالين مر مثقال زاج محرق مثقال فلفل ثلث مثقال زعفران نصف مثقال شراب تسع أواقي عقيد العنب أربع أواقي ونصف تسحق الأدوية اليابسة ويرضّ عليها في السحق الشراب فإذا جف ألقي عليها عقيد العنب ويسحق به ويصيّر في إناء ويطبخ بنار لينة ويحفظ في إناء نحاس .
صفة طلاء ألفة " فيلوكسانس " : ينفع من المادة الكثيرة والوجع الشديد .
نسخته : يؤخذ ورد طري مثقالان بزر البنج ثمانية مثاقيل كندر ستة مثاقيل سويق الشعير ثمانية عشر درهماً مر أربعة مثاقيل صفرة بيضة واحدة مشوية عصارة اليبروح أربعة مثاقيل زعفران مثقالين أفيون أربعة مثاقيل يعجن بشراب قابض مقدار الكفايهّ ويعمل منه أقراص ثم يستعمل .
نسخة دواء آخر يقال له اللهبي : يؤخذ نحاس محرق ومغسول إثنا عشر مثقالاً زعفران ستة مثاقيل فلفل أبيض أربعة مثاقيل صفة شياف يستعمل قبل الحمّام : ينفع من سيلان المواد الكثيرة وخاصة متى كانت العين عسرة الترَطّب وكان ورمها مائلاً إلى البياض في لونه حتى تكون فيه آثار عن آثار الرمد الشديد الذي يعلو فيه بياض العين على سوادها وإنما ينبغي لنا أن نستعمله في وقت نأمر فيه العليل بدخول الحمام وفي عقبه .


أخلاطه : تأخذ من الحجارة التي يقال لها شجطوس ثمانية مثاقيل كندر سبعة مثاقيل نحاس محرق مغسول وأفيون وصمغ من كل واحد ثمانية مثاقيل مر أربعة مثاقيل يعجن بشراب مقدار الكفاية ويستعمل ببياض البيض رقيقاً بأن يقطر في العين منه مراراً كثيرة .
شياف آخر : يستعمل قبل الحمام ألّفه " أرمياس الكحال " .
ينفع من الأوجاع الشديدة ويسكّنها من يومه تسكيناً كبيراً وينفع من الرمد العتيق أيضاً .
أخلاطه : يؤخذ صبر ثمانية مثاقيل نحاس محرق مغسول وأفيون وصمغ من كل واحد ستةعشر مثقالاً مر إثنا عشر مثقالاً زعفران ثمانية مثاقيل قليميا أربعة مثاقيل كندر ثلاثة مثاقيل يعجن بشراب يقال له قنديسيون ويستعمل ببياض البيض ويداف رقيقاً وينبغي أن يكحل العين منه في أوقات متفرقة فيما بين كل ثلاث ساعات أو أربع ثم يدع العين تهدأ وتستريح ويأمر صفة شياف منجح : يسكن الوجع من يومه يقال له الملكية يحل الورم ويفشه من ساعته .
أخلاطه : يؤخذ إثمد وأقاقيا من كل واحد أربعون مثقالاً أقليميا ستة مثاقيل نحاس محرق مغسول أربعة عشر مثقالاً أسفيذاج الرصاص ثمانية مثاقيل سنبل وحضَض من كل واحد أربعة مثاقيل جندبيدستر وصبر وأفيون وقلقطار محرق من كل واحد مثقالين صمغ أربعين مثقالاً يعجن بماء قد طبخ فيه ورد ويستعمل ببياض البيض ويداف إلى الثخن ما هو .
صفة شياف ألفه " جالينوس " يعرف بالمؤلف الساذج : ينفع من الأوجاع الشديدة والعلل عند انحطاطها .
أخلاطه : يؤخذ قليميا مغسول ستة عشر مثقالاً أقاقيا أربعين مثقالاً نحاس محرق مغسول أربعة عشر مثقالاً أفيون وحُضض وساذج وسنبل الطيب وزعفران وصبر وجندبيدستر من كل واحد مثقالين مر أربعة مثاقيل أسفيذاج الرصاص وإثمد مغسول من كل وإحد ثمانية مثاقيل صمغ عربي أربعون مثقالاً يعجن بماء ويستعمل ببياض البيض ويستعمل في ابتداء العلة أيضاً .


شياف : أخلاطه : يؤخذ قليميا ستة عشر مثقالاً اسفيذاج مغسول أربعين مثقالاً نشا وكثيراء وأقاقيا وأفيون من كل واحد مثقالين صمغ إثنا عشر مثقالاً يعجن بماء المطر فإذا حان الوقت الذي يحتاج أن يتخذ منه شياف فالق عليه بياض أربع بيضات طرية .
شياف يلقب بالصيفي : يؤخذ قليميا محرق مغسول وطين شاموس واسفيذاج الرصاص من كل واحد عشرون مثقالاً .
قشور النحاس مغسول وأقاقيا وقشار كندر من كل واحد مثقالين .
كثيراء خمسة مثاقيل صمغ خمسة عشرمثقالاً .
يعجن بماء ويستعمل ببياض البيض .
شياف يقال له " الكوكب الذي لا يغلب " : ينفع من الأوجاع الشديدة والبثور والموسرج والقروح الوسخة والقروح المتأكلة والعلل العتيقة ويجلو ويذهب الآثار .
أخلاطه : يؤخذ قليميا محرق مغسول إسفيذاج الرصاص مغسول من كل واحد ستة عشر مثقالاً نشا كحل من كل واحد إثنا عشر مثقالاً .
رماد البيوت التي تخلص فيها النحاس وأسرب محرق مغسول وطين شاموس من كل واحد ثمانية مثاقيل .
مر مثقالين أفيون مثقالين كثيراء ثمانية مثاقيل يعجن بماء المطر .
وهو شياف منجح .
أخلاطه : يؤخذ قليميا وزعفران من كل واحد إثنا عشر مثقالاً أفيون وقشور النحاس من كل واحد ستة مثاقيل قشور شابورقان منقى أو أبار محرق مغسول من كل واحد خمسة مثاقيل مر ثلاثة مثاقيل سنبل الطيب مثقالين أقاقيا مثقالين عصارة الورد وصمغ من كل واحد إثنا عشر مثقالاً يعجن بماء القطر ويستعمل .
شياف يلقب بالوردي ألفه " ببلس " .
ينفع من الوجع الشديد ومن تحلب المواد اللطيفة والكثيرة والبثر والموسرج .
أخلاطه : يؤخذ ورد طري منزوع الأقماع أربعة مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل أفيون سدس مثقال سنبل الطيب سدس مثقال صمغ ثلاثة مثاقيل يعجن بماء المطر ويستعمل ببياض البيض .
شياف آخر وردي يلقب بالحسن : ينفع من هذه العلل المذكورة .


أخلاطه : يؤخذ ورد طري منقى أربعة وعشرون مثقالاً زعفران إثنا عشر مثقالاً نشا ستة مثاقيل جلنار أربعة مثاقيل أفيون أربعة مثاقيل كثيرا ثمانية مثاقيل يعجن بعصارة ورق شياف وردي ألفه " طارانطينوس " : أخلاطه : يؤخذ ورد طري إثنا عشر مثقالاً رماد البيوت التي يخلص فيها النحاس وسنبل زعفران وأفيون وصمغ عن كل واحد أربعة مثاقيل يعجن بماء المطر .
شياف آخر وردي ألفه " دياغوراس " ويسمى الأشياف الأكبر : ينفع من الوجع الشديد ومواضع البثر والقروح الغائرة الهائجة الحادثة في الطبقة القرنية والموسرج والمادق التي تتحلب دهراً طويلاً والمرد العتيق الذي يعسر برؤه .
أخلاطه : يؤخذ ورد طري منزوع الأقماع إثنان وسبعون مثقالاً قليميا محرق مغسول أربعة وعشرون مثقالاً زعفران ستة مثاقيل أفيون ثلاثة مثاقيل إثمد ثلاثة مثاقيل وبعضهم يلقي منه ستة مثاقيل قشور النحاس مثقالين سنبل الطيب مثقالين مر أربعة مثاقيل وبعض الناس يلقي منه ستة مثاقيل زنجار مثقالين وقوم يلقون منه ثلاثة مثاقيل صمغ أربعة وعشرون مثقالاً يعجن بماء المطر ويستعمل باللبن .
شياف منجح : يتخذ بالياسمين ينفع من تحلّب المواد .
أخلاطه : يؤخذ أقاقيا وعصارة الياسمين من كل واحد ثمانية وأربعون مثقالاً رماد البيوت التي يخلص فيها النحاس وزعفران من كل وأحد أربعة وعشرون مثقالاً أفيون أربعة مثاقيل .
وفي نسخة أخرى ستة مثاقيل مر أربعة مثاقيل عصارة البنج أربعة مثاقيل نحاس محرق مغسول أربعة مثاقيل صمغ أربعين مثقالاً يعجن بشراب .
شياف يقال له التفاحي : يصلح من لا تحتمل عينه مسّ الأدوية وينفع من البثر والقروح الغائرة والوسخة الحادثة في الطبقة القرنية ومن الموسرج وللمادة الكبيرة وللعلل القريبة العهد .
أخلاطه : يؤخذ إقليميا محرق مطفأ بلبن ستة عشر مثقالاً أسفيذاج الرصاص مغسول ثمانية مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل كثيراء مثقالين يعجن بماء القطر ويستعمل ببياض البيض .


شياف آخر : يلقب باسم مشتق من إسم الذي ألّفه " سورياس " وهو شياف منجح .
ينفع من الأوجاع العتيقة ومن ذهاب اللحم الذي في المأق الأكبر من مأقي العين وهي العلة التي يقال لها الدمعة ومن الخراج الذي يخرج في هذا الماق وهو الناصور .
أخلاطه : يؤخذ أقليميا مغسول وشادنج محرق مغسول من كل واحد ثمانية وعشرون مثقالاً رماد البيوت التي يخلص فيها النحاس أربعة وعشررن مثقالاً مر ثمانية وأربعون مثقالاً زعفران أربعة مثاقيل أفيون ستة مثاقيل فلفل أبيض ثلاثين حبة عدداً صمغ ست مثاقيل يعجن بشراب ويستعمل ببياض البيض في المواضع القريبة العهد ويكون رقيقاً وبعض الناس يلقي فيه من الزعفران اثني عشر مثقالاً .
شياف هوائي يلقب بالهندي : من شأنه أن يمنع كون كل نوع من الرمد وينفع من الفساد والحكّة ويأكل مأق العينه ويذهب الآثار ويحفظ التي تكحل به حفظ لا تتكدر معه وبعده .
أخلاطه : يؤخذ أسفيداج الرصاص ثمانية وأربعون مثقالاً قليميا قبرسي أربعة وعشرون مثقالاً مداد هندي خمسة مثاقيل أرمانيون والخلط الذي يقال له فسوريقون وتفسيره : الجربي ومن عصارة الحصرم اليابسة وأفيون من كل واحد خمسة مثاقيل .
فلفل أبيض ستة مثاقيل دهن لسان ثمانية مثاقيل وفي نسخة أخرى يلقى منه ستة مثاقيل صمغ ستة عشر مثقالاً دارصيني مثقالين يدق ويعجن بماء القطر ويستعمل .
صفة دواء : ينفع من الورم الشديد وورم العين الذي يهيج من غلبة الحرارة .


أخلاطه : يؤخذ أفيون وكثيراء وفيلزهرج وإسفيداج من كل واحد ستة دراهم صمغ عربي إثنا عشر درهماَ دقه جميعاً واسحقه ثم خذ شاهسفرم حديثاً فاطبخه برطلين من ماء المطر حتى يصير على الئلث ثم صفه واعجن بمائه الداء ثم اصنعه شيافاً مثل الحمص وجففه في الظل فإذا أَردت أن تكحل العين فحكّه بماء بارد أو بلبن امرأة أو ببياض البيض أو بماء الحلبة المطبوخة على قطعة صدف أو مسن ثم اكحل به العين بالغداة أحد عشر ميلاً أو سبعة وبالعشي مثل ذلك فإنه يكسر الحرارة ويقطع البلة التي تتحلب إليها ويقوّي العين ويذهب الورم .
دواء : ينفع من الرمد الشديد ويسكن الورم ويذهب البلة ويسكن الحرارة .
أخلاطه : تأخذ وزن ثمانية وأربعين درهماً شياف ماميثا ومن الزعفران وزن أربعة وعشرين درهماً ومن الأفيون وزن إثني عشر درهماً ومن فيلزهرج ومن قرص عصير البنج الأبيض الجاف من كل واحد ستة دراهم ومن ورق الورد الرطب الذي قد قطع أصول ورقه الأبيض وزن أربعين درهماً ومن الصمغ العربي وزن ثمانية وأربعين درهماً دق الكل واسحقه بماء المطر وماء إكليل الملك إن كان رطباً فاعصره وإن كان يابساً فاطبخه ثم صف ماءه واسحق الأدوية واعجنها بمائه ثم اصنع منه حباً كالحمص وجففة ثم حكه على مسن أو صدف بماء دواء يسمى الأكسرين الأحمر : ينفع من القروح التي تكون في العين ومن الحرارة الشديدة وينقي العين من البلة التي تتحلّب فيها من كثرة الرطوبة والفضول ويقوي لباس العين .
أخلاطه : يؤخذ أفيون وشادنج وصفر محرق ولباب القمح من كل واحد ثمانية دراهم صمغ عربي وزن ثمانية وأربعين درهماً إسفيذاج وزن أربعة وستين درهماَ قليمياً ثمانية وعشرين درهماً اسحق الشادنج والصفر المحرق على حدة بالماء سحقاً جيداً ثم اخلط الجميع واسحقه وهو جاف ثم كحل به العين كما تكحل بالإثمد .


مرهم يوضع على العين : ينفع من شدة الحر يهيج في العين ويقطع عنها الرطوبة التي تتحلب فيها ويقوي العين ويسكن الوجع .
أخلاطه : تأخذ من ورق الورد اليابس وقشر الرمان الحلو رطباً ومن العدس من كل واحد خمسة دراهم وصب عليه رطلاً من ماء واطبخه طبخاً جيداً وصفه من الماء ودقه دقاً جيداً واعجنه بشيء من ماء ودهن الورد ثم ضعه على العين .
دواء آخر : أخلاطه : تأخذ من الزعفران واللبان والصبر والمر والأفيون والأنزروت من كل واحد خمسة دراهم فدقه واسحقه واطل على العين في بدء الوجع مع الخل وماء الهندبا أو ماء الفرفين أو ماء البنج أو ماء الكزبرة الرطبة .
فإذا تمادى الوجع فاطل منه على العين والجبهة والجبين بالطلاء وسخنه بعض التسخين أو خذ من سويق الشعير وزن أربعة دراهم ومن العصفر البري وزن درهمين ومن الأفيون وزن درهم فاسحقه جيداً واعجنه بدهن الورد وضعه على العين الرمدة والورم الحار .
كحل يسمى أسطاطيقون : ينفع من تعكر العين واحمرارها إذا ظهر وإذا اكتحل منه لابتداء النزلات وإذا خلط معه الكحل الوردي .
أخلاطه : يؤخذ من القذميا والنحاس المحرق والصبر من كل واحد جزء والسنبل والمر من كل واحد خمس جزء ومن الزعفران والأفيون من كل واحد نصف جزء من الأقاقيا الصافي أربعة أجزاء ومن الحُضَض خمس جزء ومن الصمغالعربي أربعة أجزاء يسحق القذميا والنحاس والصبر والأقاقيا بماء عذب أربعة أشهر ثم يسحق الحضض والزعفران والأفيون في صلابة أخرى خمسة أيام ثم يخلط معها وينقع الصمغ في الماء حتى يذوب ويصب على الأدوية ويخلط به كحل : نافع لجميع أوجاع العين الحادثة عن النزلات .
أخلاطه : يؤخذ من ورق العليق ويعصر ماؤه ويصفى ويسحق في صلابة حتى يغلظ ويثخن قليلاً ثم يؤخذ مثله صمغ عربي فينقع بماء يسير حتى يذوب ويصير كالعسل ثم يخلط بماء العليق ويعجن به أياماً حتى يجف ويمكن أن يحبب ويجفف في الظل ويكتحل به .


قروح العين وبثورها والقيح فيها : إعلم أن شياف الكوكب المذكور شديد النفع منها وكذلك الشياف المنجح والشياف التفاحي غاية .
شياف ينمسب إلى ماحور : ينفع من العلل العتيقة والقيح الذي يكون في العين .
أخلاطه : يؤخذ توتيا إثنان وثلاثون مثقالاً نحاس محرق إثنان وعشرون مثقالاً زعفران ستة عشر مثقالاً مرّ ستة عشر مثقالاً شادنة عشرة مثاقيل فلفل أبيض أربعون مثقالاً عدداً صمغ أربعون مثقالا يعجن بشراب .
وفي نسخة يلقى فيه من الأفيون عشرة مثاقيل .
خروق القرنية : ذرور ديملا حفر القرنية : يؤخذ صدف كبار محرق وشادنج من كل واحد درهم يدق ويذرّ به العين .
في الغرب : الشياف الذي ألفه " سورياس " نافع من الغرب والبياض وآثار القروح .
وقد ينفع من البياض الدواء القبطي المصري والشياف الهندي والاكتحال بخرء سام أبرص نافع .
شياف أصفر يعرف بخلاف المكدر : ينفع من الغشاوة وظلمة البصر ومن العلل العتيقة ويذهب الآثار والصلابات .
أخلاطه : يؤخذ قليميا أربعة وعشرون مثقالاً عصارة الحصرم اليابس اثنا عشر مثقالاً نوشادر مثله أفيون ثمانية مثاقيل صمغ عربي أربعة وعشرون مثقالاً إسفيداج الرصاص مثله زعفران ستة عشر مثقالاً فلفل أبيض أربعة وعشرون مثقالاً يعجن بماء المطر .
كحل عجيب قد جرب فحمد في البياض والدمعة : " المسيح " ويجلو الغشاوة وكل غلظ يكون في الجنون ويحد البصر جداً .


أخلاطه : يؤخذ توتيا هندي وزن درهمين ونصف إثمد أصفهاني وزن أربعة دراهم مارقشيتا درهمين ونصف نحاس محرق وزن درهمين وثلثاي أقليميا الفضة وأقليميا الذهب من كل واحد درهم سادنج وزن درهم بسد ولؤلؤ صغار وقشور النحاس من كل واحد وزن دانقين شيح محرق وزن درهمين وثلثاي ماء قطر الزجاج وزن نصف درهم ومن الزجاج الفرعوني وزن نصف درهم تسحق هذه الأدوية بماء المطر فإن انسحق ولم يبق علية سحق ألقي عليه كافور مسحوق وزن دانق مسك وزن قيراط ويخلط بالسحق ويحبب ويجفف في الظل ويحك في صدفة بماء ويكتحل به .
دواء آخر نافع من البياض مجرب عجيب .
أخلاطه : يؤخذ من براعة الأبر وزن درهمين ومن الزئبق وزن درهم يسحقان جميعاً ويصيران في أنبوب قصب ويسد فم الأنبوب بعجين وتغشى القصبة كلها بعجين وتغشّى بطين قد عجن بشعر ديف عليه السلوك ويغشى بعد ذلك بطين آخر ثم يطبخ بخمر حتى يتحجر ويصير كالخزف ثم يخرج وينزع ذلك الدواء فتجده قد اندرج وصار كالشياف أو يعمد إلى أقليميا أبيض مسحوقاً وزن ثلاثة دراهم ويُخلط مع هذا الدواء ويرد إلى أنبوب آخر ثم يعمل به كما عمل بالأول فإذا تحجر فليخرج ويعمد إلى ورقات كتان قد لقطن قبل أن يصيبه مطر فيجفف ويؤخذ منه وزن درهم ولؤلؤ غير مثقوب وزن نصف درهم يسحقان سحقاً ناعماً مع سائر الأدوية وتسحق جميعاً سحقاً بليغاً حتى يصير كالغبار فإذا أدت العلاج به فاكحل العليل بعصارة أصل السوسن ثلاثة أيام متوالية ثم اكحله بعد بهذا الدواء وتكحل بعد ذلك يوماً من هذا الدواء ويوماً من عصارة السوسن .


صفة ذرور للبياض : أخلاطه : يؤخذ زنجار وأشق وسرطان بحري محرقاً من كل واحد خمسة دراهم شحم الحنظل درهمين ونصف مرارة الثور وبورق أرمني من كل واحد درهمين ملح داراني ثلاثة دراهم فلفل أبيض عشرون درهماً زبد البحر أربعة دراهم قشور البيض التي تخرج من تحت الفراريج ثلاثة دراهم برادة مسن خمسة دراهم بعر الضب عشرة دراهم لؤلؤ غير مثقوب أربعة دراهم .
السبل : كحل نافع من ريح السبل مما قد جرب فحمد .
أخلاطه : يؤخذ قشور البيض ساعة يفقس تحت الدجاجة فيغلى ذلك بخل ثقيف عشرة أيام متوالية ثم يُصفى ويوضع في قارورة أو إناء خزف ويوضع الإناء في موضع كنين في الشمس حتى يجف ما فيه ئم يؤخذ ويسحق ويكتحل به .
الدمعة : الشياف المنجح الذي ألفه " سورياس " نافع من الدمعة وشياف أنطوسامون الذي نذكره والشياف الذي ذكره " مسيح " للبياض المتخذ من التوتيا .
غلظ الأجفان وجساوتها : ينفع منه الكحل المعروف بنوسامدروس ونذكره في باب الجرب وينفع دواء " أرسطراطس " المذكور والشياف التوتيائي الذي ذكره " مسيح " للبياض .
شيات قبطي مصري : ينفع من الصلابات والبياض ويقطع القشرة الصلبة من ساعته .
أخلاطه : يؤخذ زنجار وأشق من كل واحد منهما ستة مثاقيل ملح محتفر ثلاثة مثاقيل شحم الحنظل ثلاث مثاقيل وثلثا مثقال مرارة البقر مثقالين بورق أسود مثقال ونصف فلفل أربعون حبة عدداً عسل فائق قوانوس تكون
الجملة تسع أواق يخلط ويصير في آنية ويرفع إلى وقت الحاجة .
شياف آخر يقال له أرطوسامون : ينفع من تحلب المواد المزمنة ومن ثقل الأجفان وخشونتها ومن ذوبان ما في العين وتنقصها وتأكلها ومن الرطوبة الكثيرة التي تكون في العين ومن نتوء الأغشية ويذهب الآثار والصلابات .


أخلاطه : يؤخذ إثمد أربعة مثاقيل نحاس محرق وأسفيداج الرصاص من كل واحد مثقالين زعفران ومر وقشار الكدر وزنجار وعدس أخضر من كل واحد مثقال فلفل أبيض نصف مثقال صمغ عربي مثقالين يعجن بشراب ويستعمل مدافاً بماء .
شيات أصفر يقال له فانحريطس : وهو شياف منجح ينفع من الجرب والتأكل في المأقين والحكة الشديدة وثقل الأجفان .
أخلاطه : يؤخذ قليميا ثمانون مثقالاً فلقطار أبيض أربعون مثقالاً يعجن بماء القطر .
جرب العين وحكتها : الشياف الهندي ينفع من الحكة كحل لا يخطىء ألفه " قريطن " الكحال ينفع من الحكة وغلظ الأجفان .
أخلاطه : يؤخذ قليميا قبرسي أربعة وعشرون مثقالاً شادنة ستة مثاقيل .
وفي نسخة أخرى ستة عشر مثقالاً يدق حتى يصير بمنزلة السويق ويعجن بعسل ويحرق ويصب عليه شراب يطفئه ويجفف ويسحق ويكتحل به .
كحل فاقيطون : أخلاطه : يؤخذ قليميا يكسر قطعاً صغاراً ويعجن بعسل ويصير في كوز فخار ويسدّ فمه ويطين ويثقب في وسط الغطاء ثقباً ليكون للدخان المتصاعد من احتراق الدواء منفذ يخرج منه ثم يصير الكوز منتصباً في وسط فحم مشتعل فإذا أخذ الاقليميا في الاحتراق فانظر إلى الدخان المتصاعد فإن رأيته مائلاً بعد إلى السواد فدع ادواء يحترق حتى إذا رأيت ذلك الدخان صار أبيض فاعلم أن الدواء قد استحكم احتراقه فأنزل حينئذ الكوز عن النار وأخرج القليميا وصب عليه من الشراب قدر ما يبرد به ثم صيّره في هاون واسحقه وجففه واحتفظ به حتى تخلطه في الكحل الذي يخلط به .
وهذه نسخة الكحل : تأخذ من هذا القليميا ثمانية مثاقيل ومن النحاس المحرق ثمانية مثاقيل ومن الاثمد ثمانية مثاقيل يسحق الجميع ويحتفظ به ويمرّ منه على الأجفان غدوة وعشية .
شياف أبو لوينوس : ينفع من الجرب وتساقط الأشفار والعلل العتيقة .


أخلاطه : يؤخذ شادنج محرق مغسول إثنان وثلاثون مثقالاً نحاس محرق مغسول ستة عشر مثقالاً حجر سجيسطوس محرق مغسول إثنان وثلاثون مثقالاً زنجار محلول ستة عشر مثقالاً أفيون ثلاثة مثاقيل وفي نسخة أخرى ستة مثاقيل قليميا أربعة مثاقيل قلقطار محرق أربعة الماء والشعر في العين : دواء ألفه " فاسنوس " للماء الذي ينزل في العين .
أخلاطه : تأخذ مرارة ثور فتفرغها في إناء نحاس وتدعها عشرة أيام ئم تأخذ مراً إثنا عشر مثقالاً وزعفران ودهن البلسان وجاوشير من كل واحد مثقالين فلفل إثنا عشر حبة عدداً عسل فائق ضعف مقدار المرارة يخلط الجميع ويطبخ في إناء نحاس ويحتفظ به ثم تصبه في حق من نحاس ويحتفظ به .
دواء آخر ألفه بولوسيوس : أخلاطه : تأخذ زبد البحر فتحرقه على خزفة وتسحق رماده وتعجنه بدم الحلم ويصير في إناء من فرن فإذا نتفت الشعر فاطل على موضعه من هذا ادواء .
صفة طلاء ألفه فيلوكانس : ينفع من المادة الكثيرة والوجع الشديد .
أخلاطه : يؤخذ ورد طري مثقالان بزر البنج ثمانية مثاقيل كدر ستة مثاقيل مر أربعة مثاقيل سويق الشعير ثمانية عشر مثقالاً صفرة بيضة واحدة مشوية عصارة اليبروح أربعة مثاقيل زعفران مثقالين أفيون أربعة مثاقيل ويعجن بشراب قابض مقدار ما يكفي ويعمل منه صفة شياف يلقب بالهندي والملكي : ينفع من ابتداء نزول الماء ومن كل غشاوة رطبة تكون في العين ويذهب آثار القروح في العين .
أخلاطه : يؤخذ أقليميا محرق مغسول ستة عشر أرقية مداد هندي ست أواق إسفيذاج الرصاص أربع أواق فلفل أبيض ست أواق مرارة ضبع واحد ومرارات شقارق وزعموا أنه شبوط سبع مرارات مرارات القبّج أربع مرارات لبن الخشخاش أوقية دهن البلسان أوقيتين جاوير وسكبينج من كل واحد أوقيتين صمغ إثني عشر أوقية يعجن بعصارة الرازيانج أو بعصارة النبات الذي يقال له إيرافليوس .
كحل آخر : ينفع من الظلمة وبدو الماء في العين .


أخلاطه : تؤخذ مرارة الدب أربعة دراهم جاوشير وفلفل من كل واحد ثلاثة دراهم دهن الزيت العتيق ودهن البلسان وعصير الرازيانج الرطب من كل واحد درهمين وزن درهم عسل أوقية تدقه وتخلطه ويجعل في قارورة نظيفة ويترك في الشمس سبعة أيام ثم تكحل به العين بطرف ميل غدوة وعشية .
دواء آخر : ينفع من الظلمة والعشاء الذي يبصر الشيء من بعيد ولا يبصره من قريب ومن اجتماع الماء في العين .
أخلاطه : تؤخذ مرارة غراب أسود ومرارة الحجل ومرارة الكركي ومرارة الضبع ومرارة الماعز من كل واحد درهمين .
ومن العسل المصفى وزن ثلاثة دراهم ومن دهن البلسان درهم ونصف .
اسحقه جميعاً واخلطه ثم اكحل به العين بالغداة والعشي .
بطلان البصر : الشياف الأصفر نافع من الضعف المفرط في البصر والشياف التوتيائي الذي ذكره مسيح في البياض .
شياف كان يستعمله فولس : أخلاطه : يؤخذ أقاقيا وورد يابس وإكليل الملك من كل واحد ثمانية وأربعون مثقَالاً رماد البيوت التي يخلص فيها النحاس أربعة وعشرين مثقالاً لفاح إثني عشر مثقالاً بزر البنج ثمانية عشر درهماً أفيون ستة مثاقيل صمغ أربعين مثقالاً شراب تسع أواق ماء المطر تسع أواق يخلط الماء بالشراب ويلقى عليه الورد وإكليل الملك والبنج واللفّاح أو قشور اليبروح ودعه حتى يستنقع ثلاثة أيام أو خمسة ثم اعصره وخذ عصارته واعجن بها الدواء واعمل منه شيافاً دواء باسليقون أي الملكي : وهو جلاّء للعين يكتحل به في حال الصحة في كل يوم مرة أوكل يومين مرة فيجلو البصر ويحفظ البصر الصحيح على حاله .
أخلاطه : يؤخذ أقليميا وزبد البحر من كل واحد عشرة دراهم صفر محرق خمس دراهم إسفيداج وملح دراني من كل واحد ثلاثة دراهم نوشادر ودار فلفل من كل واحد درهمين قرنفل وأشنة من كل واحد درهم فلفل أربعة دراهم كافور نصف درهم يدق ويسحق وتكحل به العين .
باسليقون آخر : ينفع من جميع ما ذكر .


أخلاطه : يؤخذ أقليميا سبعة دراهم شادنج ودار فلفل من كل واحد درهمين نوشادر درهمين صفر محرق وفلفل واسفيذاج وملح دراني من كل واحد خمسة دراهم زبد البحر أربعة دراهم ملح هندي وقرنفل وهيل وأشنة وسنبل من كل واحد درهم دقه واسحقه وكحل منه العين .
دواء آخر : أخلاطه : يؤخذ من الاثمد فينقع إحدى وعشرين ليلة في ماء المطر أو الماء الذي يقطّر من الحب ثم خذ منه إثني عشر درهماً ومن المارقشيثا ثمانية دراهم ومن التوتيا والقليميا من كل واحد إثني عشر درهماً ومن اللؤلؤ الصغار غير المثقوب درهمين ومن المسك دانقين ومن الكافور دانق ومن الزعفران والساذج من كل واحد درهم يدق كل واحد على حدته ثم يجمع الأثمد والمارقشيثا والقليميا والتوتيا واللؤلؤ فيسحق جيداً كل يوم بالماء مراراً حتى ينشف ماؤه ثم خذ الساذج والزعفران فانقهما معها في الهاون واسحقه جيداً ثم اسحق معه المسك والكافور ثم ارفعه في زجاجة واكحل منه غدوا وعشياً في حالات الصحة فإنه يقوّي البصر الضعيف ويحفظه .
برود : مضاض جلاء مقو .
أخلاطه : يؤخذ شادنج مغسول ونحاس محرق من كل واحد وزن خمسة دراهم صبر اسقوطري وبورق أرمني من كل واحد درهم زنجار وفلفل أبيض ودار فلفل وشحم الحنظل وزعفران ونانخواه من كل واحد نصف درهم يدق ويسحق ويستعمل .
الأذن وما يتعلق بذلك من الأمراض وجع الأذن وورمها وقيحها وثقلها : دواء " أرسطراطس " المذكور في باب العين نافع من الأذن التي يسيل منها قيح .
دواء آخر : نافع من جميع أوجاع الأذن وجميع القروح الحادثة فيها .
أخلاطه : يؤخذ مر مثقال كدر ثلاثة مثاقيل نطرون ثلاثة مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل عصارة الخشخاش مثقالين بارزد مثقالين لوز مقشّر عشرين عدداً يسحق ذلك كله ويعجن بخل ويعمل منه أقراص فإذا احتيج إليه ديف إن كان في الأذن وجع شديد مع دهن وقطر في الأذن وإن كان فيها ثقل في السمع ديف بخل وقطر .
دواء وصفه غالينوس .


أخلاطه : يؤخذ مر أربعة مثاقيل صبر أربعة مثاقيل كندر ثلاثة مثاقيل وفي نسخة أخرى مثقال زعفران ثلاثة مثاقيل نطرون ثلاثة مثاقيل عصارة الخشخاش ثلاثة مثاقيل لوز مر ثلاثين دواء للأذن من أدوية غالينوس : ينفع من الأورام والأوجاع الشديدة المبرحة .
أخلاطه : يؤخذ قنة وهو البارزد وزن مثقالين دارصيني وزن مثقالين مرّ ثمانية مثاقيل زعفران ثمانية مثاقيل نطرون ثلاثة مثاقيل كندر أربعة مثاقيل خلّ مقدار ما يكتفى به حتى يصيرفي ثخن العسل .
دواء آخر : نافع لأورام الأذن والمدّة والقيح يجيء من الأذن ولأوجاع الأذن العتيقة .
أخلاطه : يؤخذ جوف الباقلى المصري الذي هو مر الطعم وشب يماني وفلفل إبيض نطرون وزعفران وأفيون وقشور الرمان ومر وكندر وسنبل من كل واحد مثقالين .
جندبيدستر مثقال خل وعسل مقدار ما يعجن به الدواء وبعض الناس يلقي فيه من العسل ستة مثاقيل .
دواء آخر من أدوية " بروطانس " .
أخلاطه : يؤخذ زعفران ومر وسنبل من كل واحد نصف مثقال نحاس محرق نصف .
وثلث مثقال أفيون نصف مثقال جندبيدستر ثلث مثقال شب يماني مثقال شب مدور مثقال إن كان في الأذن صديد فعالجها بهذا الدواء مع مطبوخ مثلث وإن كان في الأذن وجع شديد فعالجها بدهن ورد وإن تولّد فيها دود فاخلط بهذا الدواء خربقاً أسود مثقالين .
أخلاطه : تؤخذ أقماع الرمان وقشور الرمان وزراوند وقلقطار وزاج قبرسي وعفص وتوبال النحاس من كل واحد مثقال .
مر وكندر قلقند مشوي وشب يماني من كل واحد نصف مثقال يسحق بخل ويعمل أقرصة ويستعمل .
دواء أنطيقاطوس : نافع للوجع الصعب الشديد .
أخلاطه : يؤخذ زعفران أوقيتين وبعض الناس يلقى فيه مرّ ونوشادر من كل واحد أوقية شمب يماني وأشق من كل واحد نصف أوقية ثفل دهن السوسن أو ثفل الزيت البستاني أوقيتين يسحق بشراب معسل أو بشراب حلو مقدار ما يصير في ثخن العسل ويستعمل .
دواءآخر : نافع لثقل السمع والدوي والطنين .


أخلاطه : يؤخذ خربق أبيض مثقال نطرون ربع مثقال جندبيدستر نصف مثقال يخلط ويستعمل بالخلّ وليثق به مستعمله فإنه دواء منجح .
دواء آخر يقال له الجلهروني : نافع للعلل العتيقة من علل الأذن .
أخلاطه : يؤخذ خربق أبيض ومر وكندر وزعفران وجندبيدستر وأفيون من كل واحد أربعة مثاقيل قلقنت ستة مثاقيل فلفل مثقاليق ينقع المر والأفيون والجندبيدستر والكندر بخل قد طبخ فيه قشور الرمان حتى يتهرى ثم يلقى عليه الخربق والزعفران والفلفل والقلقنت مسحوقة ويسحق الجميع سحقاً ناعماً فإذا التأم ألقي عليه من الشراب المعسل مقدار ما يصير في ثخن العسل الرقيق فإذا احتيج إليه فليفتر وليقطر في الأذن وهو دواء عجيب .
دواء آخر : ينفع جميع أوجاع الأذن وجميع القروح الحادثة فيها .
أخلاطه : يؤخذ مر مثقال كندر ثلاثة مثاقيل وبعض الناس يلقي منه سبعة مثاقيل نطرون ثلاثة مثاقيل زعفران أربعة مثاقيل وبعض الناس يلقي فيه مثقالاً واحداً عصارة الخشخاش مثقالين بارزد مثقالين لوز مقشر عشرين عدداً يسحق ذلك كله ويعجن بخل ويعمل منه أقراص فإذا احتيج إليها ديف إن كان في الأذن وجع شديد بدهن ورد ويقطر في الأذن وإن كان فيها ثقل في السمع ديف بخل وقطر فانه ينفع منفعة بينة .
دواء خبث الحديد : وهودواء قوي .
أخلاطه : يؤخذ خبث الحديد فيرض ويغسل بخل ويلقى على طابق ويجفف ثم يلقى ثانية وثالثة يفعل به ذلك سبع مرات ثم يطبخ بخل ثقيف طبخاً شديداً حتى يصير كالعسل ويرفع ويقطر منه في الأذن إذا احتيج إليه .
دواء قروح الأنف المسمى سقرموسوس : وهو داء يقطع كل زائدة تنبت في البدن .


أخلاطه : يؤخذ زاج محرق وقلقطار محرق وقلقنت محرق وزاج أحمر وتوبال النحاس أجزاء سواء فيسحقها ويعالج بها يابسة ويجب أن يدلك الزيادة قبل أن يعالجها هذا الدواء بثوم ثم يعالجها به من غد بعد أن يأكل صاحب العلة طعامه وإذا عالجت به باسور الأنف فاطل قبل العلاج داخل الأنف قفراً أو زفتاً رطباً أو دسم المر .
المقالة الرابعة أحوال الأسنان وما يتعلق بذلك
وجع الأسنان : دواء يسكن الأوجاع الصعبة الشديدة ويصلح لتأكل الأسنان وينفع أيضاً من السعال .
أخلاطه : يؤخذ أفيون مثقالين مر مثله عسل مثله فلفل أبيض مثقال بارزد مثله بعقيد العنب مقدار ما يكتفي به ويدق معاً ويتخذ منه شياف ويُطلى منه على الأسنان ويوضع منه على الموضع المأكول .
دواء وضعه " أندروماخس " : نافع لجميع وجع الأسنان ولجميع العلل الحادثة فيها وللضرس .
أخلاطه : يؤخذ فلفل وعار قرحا ولبن اليتوع وبارزد من كل واحد جزء يسحق ويعجن بميعة ويوضع على الموضع المأكول .
دواء آخر : نافع من ضربان الأسنان .
أخلاطه : يؤخذ من شحم الحنظل جزء ومن الصبر جزء فيغلى في برمة حجر أو مغرفة حديد غلياً شديداً بزيت وخل خمر ثم ينزل ويقطر منه في الأذن التي تلي الضرس الوجع قطرة بعد قطرة .
كي الضرس : تعمد إلى الضرس الذي لا ينجع فيه دواء الشديد الضربان فتأخذ له زيتاً مقدار أوقية وماء المرزجوش أو مرزجوش يابس وحرمل من كل واحد درهم ونصف يدق دقاً ناعماً ثم يلقى في الزيت وتغليه ثم تعمد إلى مسلتين فتجمعهما موضع الثقب منهما ثم تفتح فم العليل وتنظر إلى الضرس الذي تريد كيه فإن كان فيه شيء نقيته وأطبقت عليه أنبوب حديد أو شبه أو فضة وغمست إحدى المسلتين في ذلك الزيت ثم أدخلتها في الأنبوب ووضعتها على الضرس وإذا بردت تلك أخذت أخرى تفعل ذلك ست مرات عدداً فإن وجعه يسكن ويخرج من الضرس ماء .


أخلاطه : تأخذ قرن أيل قد أحرق أربع مرات ست عشرة أوقية ملح أوقيتين أشق جاف ليس بمر الطعم قطعاً كباراً رطل مصطكى ثلث رطل قسط ثلث رطل أو أكثر قليلاً أذخر أبيض مثله فلفل أبيض أوقية ساذج أوقيتين يدق الجميع وينخل ويستعمل سنوناً .
دواء يسمى سورنيتجان : ينفع من ورم اللثة واسترخائها وينقي الأسنان .
أخلاطه : يؤخذ من قشور الرمان وزن أوقيتين ومن العروق والجلنار والسماق من كل واحد أوقية ومن الشب والعفص أوقية أوقية دقه واسحقه ثم احمل منه باصبعك وادلك به الموضع الوجع ثم خد منه بخرقة كتان فضعه عليه .
سنون : ينقي الأسنان ويشد اللثة ويطيب النكهة .
أخلاطه : يؤخذ ملح دراني ويدق ويعجن بعسل ويشدّ في قرطاس ويلقى في لجمر حتى يصير كالجمر ثم ينزل عن النار ويطفأ بقطران أو نضوح طيب أو ميسوسن ويترك حتى يبرد ويدق ويؤخذ منه جزء ويصير مع ذلك من الدارصيني جزء ومن المرّ جزء ومن رماد الشيح والسعد جزء جزء ومن فقاح الأذخر سدس جزء ومن فتات العود نصف جزء ومن السكر ثلاثة أجزاء ومن الكافور عشر أجزاء يدق ذلك ويخلط ويتخذ سنوناً في كل غدوة .
دواء آخر : يقوي الأسنان والأضراس إذا كان فيها ضعف .
أخلاطه : يؤخذ شمع وعسل من كل واحد جزأين يذاب في الشمس بماء حار ويخلط معه من الزفت جزء ويجعل في حد المرهم ويدفع إلى صاحب العلة ليمضغه فإن رأيت الدواء يابساً فاخلط معه شيئاً من زيت والمصطكى أيضاً إذا مضغ عمل في ذلك غاية العمل .
دواء آخر : يقوي الأسنان واللثة .
أخلاطه : يؤخذ قرن أيل محرق وزن عشرة دراهم ومن ورق السرو المحرق وزن خمسة دراهم ومن جوز السرو خمسة دراهم ومن أصل الفنطافلن وزن عشرة دراهم ومن البرشياوشان المحرق وزن خمسة دراهم ومن الورد المنزوع الأقماع وسنبل الطيب من كل واحد وزن ثلاثة دراهم يدق وينخل بحريرة ويستعمل .
المقالة الخامسة الفم والحلق والجوف الأعلى


الذبح والخوانيق : قال " جالينوس " إن قوماً يزعمون أن فراخ الخطاطيف طرية كانت أو مقددة مملوحة تسكّن الخوانيق في الحال وتخلط للصبيان والمشايخ بأصل السوسن .
اللهاة واللوزتان : دواء يابس يصلح للهاة المسترخية الوارمة .
أخلاطه : يؤخذ فلفل أبيض مثقال مرّ مثقال شبّ يماني مثقالين عفص أخضر مثقالين يسحق ويستعمل .
الجوف الأعلى : دواء نافع من رطوبة الصدر .
أخلاطه : يؤخذ من القنّة والميعة السائلة من كل واحد أوقيتين أصل السوسن اليابس أوقيتين أفيون ربع أوقية يسحق ما انسحق منها ويخلط مع الميعة والقنة وشيء من عسل منزوع الرغوة ويلعق منه .
دواء حلقومي : ذكر " إجالينوس " أنه كان يعالج به .
أخلاطه : يؤخذ كندر مثقال وفي نسخة أخرى أربعة مثاقيل مرّ مثقال وفي نسخة أخرى أربعة مثاقيل زعفران مثقال .
وفي نسخة أخرى أربعة مثاقيل عنصل مثقالين شراب حلو ثلاثة أقساط يطبخ العنصل بشراب حتى يثخن الشراب ثم يرمى بالعنصل وتلقى سائر الأدوية على الشراب .
دواء حلقومي ينسب إلى " بالاوسطس " : ذكر " جالينوس " أنه كان يعالج له من كانت به قرحة في الرئة وهو دواء نافع جداً .
أخلاطه : يؤخذ سنبل اقليطي أربعة مثاقيل حماما ثمانية مثاقيل ساذج هندي أربعة مثاقيل سنبل هندي ثلاثة مثاقيل أذخر مثقالين سليخة ثمانية مثاقيل دارصيني عشرة مثاقيل كندر ثلاثة مثاقيل مر أربعة مثاقيل قسط أربعة مثاقيل خلط الساذج أربعة مثاقيل رب السوس ثلاثة مثاقيل عصارة اليبروح خمسة مثاقيل زعفران ستة مثاقيل .


تجمع هذه الأدوية ثم يؤخذ تمر فيطبخ بماء العسل أو بشراب حلو ويؤخذ شيرج ويلقى فيه من حب الصنوبر الكبار مسحوقة عشرين حبة ويخلط معه من الدواء مقدار بندقة ويسقى منه أياماً ثم يسقى بعده من الدواء يومين أو ثلاثة أيام من غير أن يخلط معه شيء من غيره ثم يسقى بعده من الأيارج المتخذ بالصبر مقدار ملعقة في يوم واحد بماء وعالج بهذا الدواء من كانت به علة في قصبة الرئة بلبن أتان ويؤمر العليل بتغرغره ثم دعه أياماً وعالجه بهذا الدواء مع دواء من الأدوية التي تسكن الوجع فإن كان سيلان المواد قوياً فاخلط هذا الدواء المعجون بأفيون وجندبيدستر .
دواء آخر من أدوية " جالينوس " : ينفع من علل قصبة الرئة وقروح الرئة ونفث القيح والدم والمادة المتحلبة إلى الصدر ولما يعسر نفثه وهو دواء قوي جداً .
أخلاطه : يؤخذ صمغ البطم أربعة مثاقيل زعفران كندر مر دارصيني من كل واحد أربعة مثاقيل حماما ثلاثة مثاقيل حب الصنوبر الكبار أربعة مثاقيل أصول السوسن مقشر مثله سنبل شامي مثقالين ونصف سليخة سوداء مثقالين كثيراء ثلاثة مثاقيل لحم التمر الشامي ثلاثة مثاقيل طين شاموس الذي يقال له الكوكب أربعة مثاقيل بارزد صافي نقي ثلثي مثقال قسظ أربعة مثاقيل .
ووجدناه في نسخة أخرى مثقال عسل فائق أربع قوطولات يطبخ العسل وصمغ البطم في إناء مضاعف فإذا صار إلى حد الثخن فاخلط معه البارزد واطبخه حتى يصير في حد إذا قطر منه القطرة لا ينبسط ثم برده وألق عليه باقي الأدوية مسحوقة واستعمله إذا امتصّ من ماء الكرنب الطري مضغاً ورمى الثفل وابتلعت العصارة نفع ذلك جداً .
حب نافع : يوضع تحت اللسان ينفع من خشونة قصبة الرئة وانقطاع الصوت وسائر علل القصبة .


أخلاطه : يؤخذ كثيراً وصمغ من كل واحد ثلاثة مثاقيل مر وكندر من كل واحد مثقال ونصف زعفران مثقال عصارة السوس نصف مثقال لحم ثلاث تمرات شراب حلو مقدار الكفاية يعجن به ويرضع تحت اللسان من هذا الدواء مقدار باقلاة ويتقدم إلى العليل في ابتلاع ما يذوب منه .
أخلاطه : يؤخذ بزر كتان مقلو مدقوق وزبيب لحيم منزوع العجم من كل واحد قسط حب الصنوبر الكبار مقلو وبندق مقشرين من كل واحد قسط فلفل أبيض أوقيتين زعفران أوقية عسل فائق أربعة أرطال يدق ويسحق ويطبخ بزر الكتان والعسل حتى يثخن ثم تلقى عليه سائر الأدوية واخلطها واعجنها وأعطه منه مقدار الكفاية .
دواء الكاهن : ينفع من السعال وهو دواء نفيس ذكر " جالينوس " أنه كان يعالج به .
أخلاطه : يؤخذ أفيون عشرة مثاقيل بزر الخس عشرون مثقالاً جندبيدستر ثمانية عشر مثقالاً سذاب بستاني يابس أربعة عشر مثقالاً بزر الكتان ستة عشر مثقالاً أصول الجاوشير ستة وثلاثون مثقالاً مر أربعة عشر مثقالاً زعفراق سبعة مثاقيل يعجن بعسل ويسقى منه مقدار باقلاة وينبغي أن يسقى منه من كانت به حمى مع ماء ومن لم تكن به حمى فمع شراب وذلك بالعشي .
حب آخر للسعال : أخلاطه : يؤخذ مر وميعة وأفيون من كل واحد أربعة مثاقيل دهن بلسان وزعفران من كل واحد مثقالين يسحق معاً ويعجن ويستعمل .
ينفع من كل سعال ومن كل مادة تسيل ومن الدبيلات الباطنة وضعه أبولوقيوس .
أخلاطه : يؤخذ سكبينج جنطياني مر جاوشير فلفل أبيض من كل واحد مثقالين حب الغار منقى أربعة مثاقيل يسحق ويعجن بماء .
دواء آخر : ينفع النفث الدم وضعه " أندروماخس " .
أخلاطه : يؤخذ أقاقيا أربعة مثاقيل ورد يابس ثمانية مثاقيل ثمر الرمان البري ثمانية مثاقيل مر مثقالين كثيراء مثقال يعجن بماء ويعمل منه أقراص وزن كل قرص مثقال يسقى بماءالمطر .
دواء آخر للسعال : ينفع من صنوف السعال وانقطاع الصوت .


أخلاطه : يؤخذ من رمان الخشخاش وهي الخشخاشة بقشرها مائة وخمسون عدداً ومن الكرفس الجبلي المسحوق ثلاثة أرطال ومن التسفقن المنقى والريوند الصيني والورد اليابس وأصول السوسن والجلّنار من كل واحد ثلاث أواق ومن الدارصيني وزن درهمين ومن السنبل وزن درهم ونصف .
ترض هذه الأدوية وتنقع في ماء مطر خمسة أقساط وتترك ثلاثة أيام ثم تطبخ على نار لينة حتى يبقى من الماء ثلثه ثم يعصر ويصفى ويلقى ثفله ثم يسحق من الصمغ العربي والكثيراء من كل واحد وزن درهم يسحق جميع ذلك سحقاً بليغاً ويسقى من ذلك الماء رويداً رويداً حتى يستوفيه كله ثم تصب عليه أربعة وعشرين رطلاً ميفختجاً ويطبخ بنار لينة حتى ينعقد ويرفع في إناء زجاج ويعالج به كل صنف من السعال .
لعوق الصنوبر : الذي ينفع الذين يشتد عليهم السعال إذا هاج بهم فيقذفون القيح والفضول .
أخلاطه : يؤخذ بزر الكتان المقلو واللوز الحلو المنقّى .
وحب الصنوبر والصمغ العربي والكثيراء من كل واحد زنة أربع أواقي .
ومن تمر هيرون عشرة عدد .
تدق الأدوية والتمر ويصب عليها من العسل والسمن ما يكفيه ويسحق حتى يصير كالعسل الخاثر الشربة منه مثل العفصة بالغداة والعشي .
لعوق آخر يصنع بعلك الأنباط : ينفع من خشونة الحلق وانقطاع الصوت ونفث الدم والقيح والبلغم وتفتح السدد .
أخلاطه : تأخذ من بزر الكتان المقلو ومن الزبيب المنزوع الحب من كل واحد رطل ومن حب الصنوبر واللوز الحلو واللوز المر من كل واحد ست أواق ومن الإيرسا المشوي وعلك الانباط وعروق السوس والصمغ العربي من كل واحد أربع أواق ومن الحلبة المطبوخة والكثيراء من كل واحد أربع أواق ومن الفلفل الأبيض والجرجير المطحون والحمص المطحون والزرارند ولباب القمح والنانخواه والحرف واللبى من كل واحد أوقية .


ومن المر والزعفران واللبان من كل واحد نصف أوقية فدقه جميعاً وأسحقه جيداً واعجنه بالعسل أو بالطلاء المطبوخ والعقه بالغداة والعشي مثل العفصة وليضعه تحت لسانه إذا نام دواءآخر : ينفع من السعال وشدة يبس الصدر .
أخلاطه : تأخذ من اللوز الحلو واللوز المر وبزر الكتان المقلو وحب الصنوبر من كل واحد درهمين ومن الأنيسون والكثيراء والصمغ العربي من كل واحد درهمين ومن عصير السوس أو عروقه وزن درهم ومن السكر والفانيذ من كل واحد درهمين فدقه واسحقه واعجنه بماء الرازيانج الرطب واجعله حباً وليضع وقت يريد النوم تحت لسانه واحدة أو اثنتين .
لعوق آخر : نافع للسعال إذا كان من كيموس بارد لزج .
أخلاطه : يؤخذ دارصيني وبزر الرازيانج من كل واحد خمسة دراهم ميعة سائلة عشرة دراهم فستق ولوز مر من كل واحد عشرة دراهم كندر وصمغ اللوز وعلك من كل واحد خمسة دراهم قشمش عشرين درهماً أغاريقون خمسة دراهم تدق الميعة بعسل وينقع الكندر والصمغ والقشمش بميفختج ويدق الباقي ويعجن بعسل الشربة درهم واحد .
نفث الدم : أقراص ألفها طبيب من أهل نابولس تنفع أصحاب نفث الدم وأصحاب قرحة الرئة وأصحاب المدة المجتمعة في الصدر وأصحاب العلل التي من جنس المواد المتحلبة .
أخلاطه : يؤخذ بزر البنج الأبيض وقشور اليبروح من كل واحد خمسة مثاقيل كندر ذكر واْفيون وميعة وأنفحة أيل من كل واحد عشرة مثاقيل مصطكى عشرين مثقالاً كهرباء وأصول السوسن وزعفران من كل واحد ثلاثين مثقالاً بزر قطونا خمسة وأربعين مثقالاً ماء عذب ثلاثة أقساط يخلط ويقرص ويستعمل .
أقراص أخر تسمى الفلفلي : تنفع أصحاب نفث الدم وأصحاب الخلفة والقروح في الأمعاء ومن كان تتحلب إلى معدته مادة .
أخلاطه : يؤخذ عقيد الرمان وشوك مصري ورمان بري وعصارة لحية التيس وعصارة الأقاقيا من كل واحد ستة مثاقيل .
حضض وريوند وأفيون من كل واحد أربعة مثاقيل .


مر مثقالين يدق ناعماً ويعجن بماء قد طبخ فيه حب الآس أو بماء بارد ويستعمل .
معجون نافع ينسب إلى " أرسطوماخس " : وهو دواء عجيب ينفع أصحاب نفث الدم وأصحاب السعال ومن به قرحة في رئته ومن في صدره مدة مجتمعة والخروق الحادثة في العضل وقذف المعدة للطعام والهيضة والخلفة والقروح في الأمعاء وعلل المثانة واختناق الأرحام والحميات التي تنوب إذا سقي منه قبل وقت الدور بساعة وينفع من رداءة المزاج والهزال والأدوية القتالة ولسع الهوام ذوات السم .
أخلاطه : يؤخذ دارصيني وقسط وبارزد وجندبيدستر وأفيون وفلفل أسود ودار فلفل وميعة من كل واحد أوقية .
عسل قسط تدق الأدوية وتنخل ويطبخ البارزد مع العسل حتى يذوب ثم يصفى وتلقى عليه سائر الأدوية ويرفع في إناء زجاج أو فضة ويسقى منه مقدار باقلاة مع ماء العسل ويقطر عليه من دهن الخل ثلاث قطرات .
شراب نافع ينسب إلى " خاريقلانس " : ينفع من عسر النفس وهودواء منجح .
أخلاطه : يؤخذ زبيب منزوع العجم اكسوثافن واحد وهو جزء حلبة مغسولة مثله ماء المطر قسط واحد يطبخ حتى يتهرى ويصفى ماؤه ويحتفظ به ويسقى منه مراراً متوالية بعد أن يسخن .
دواء آخر : ينفع من نفث الدم والقيح والفضول التي تتحلب إلى الصدر .
أخلاطه : تأخذ من حب البنج الأبيض ومن قشور أصول اليبروح ومن الطلاء الجيد واللبان الأبيض واللبنى والأفيون وحبّ الصنوبر والسرو من كل واحد عشرة درهم ومن المصطكى والكهرباء والأسفيوش من كل واحد ثلاثين درهماً ينقع الأسفيوش بماء حار ليلة ثم يعصر ويؤخذ ماؤه وتسحق سائر الأدوية سحقاً جيداً ويخلط بعضها ببعض وتقرص كل قرصة دواء آخر : ينفع من نفث الدم .


أخلاطه : يؤخذ من الأفيون وزن درهم ومن الدارصيني مثله وكذلك من الجندبيدستر والفلفل والدار فلفل والمر من كل واحد درهم ومن الزعفران وزن درهمين ونصف ومن الكهربا وزن نصف درهم ومن الجلنار والصمغ والأنيسون من كل واحد درهم يسحق ويعجن بعصارة أذن الجدي ويقرص أفراصاً كل قرصة نصف درهم ويجفف في الظل ويشرب منه قرص بماء فاتر .
قرص آخر : أخلاطه : يؤخذ كهربا وبُسَد من كل واحد ثلاثة دراهم .
أقاقيا وعصارة لحية التيس من كل واحد درهمين .
جلنار درهمين بزر البقلة الحمقاء سبعة دراهم خشخاش أبيض وأسود وورد وطباشير من كل واحد درهمين قرن أيل محرق درهمين ونصف زراوند درهم ونصف ودع محرق درهمين طين أربعة دراهم يقرص من مثقال ويستعمل .
قرص آخر : نافع لنفث الدم إذا كان من رطوبة واسترخاء العروق .
أخلاطه : يؤخذ قشور الكندر وكندر من كل واحد خمسة دراهم أصل الأذخر سبعة دراهم راوند ومصطكى من كل واحد أربعة دراهم كمّون مقلو ودارشيشعان وفودنج جبلي من كل واحد خمسة دراهم مرّ وزعفران من كل واحد سبعة دراهم قلقديس وسنبل وجندبيدستر وعصارة لحية التيس وأقاقيا وورد من كل واحد أربعة دراهم يدق ويعجن بمطبوخ عفص ويقرص من مثقال .
جمود الدم في الصدر : دواء نافع لجمود الدم في الصدر .
أخلاطه : يؤخذ حلبة مطحونة وزن درهمين راوند وزن درهم مر وزن ثلاثة دراهم أنيسون وورد من كل واحد درهمين عروق السوس وفلفل وملح من كل واحد درهم يدق ويسحق ويعجن بماء بارد ويقرص كل قرصة درهم ويجفف في الظل ويسقى منه قرص بماء أصل الرازيانج وأصل الكرفس مطبوخين قدر سكرجة ويسحق القرص ويداف فيه ويسقاه وهو دواء جيد يذيب الدم الجامد ويخرجه وينقي موضعه .
السل وقروح الرئة : دواء ينفع من القروح في الصدر والرئة ويلحمها ويبريها .


أخلاطه : تأخذ من الجلنار والورد اليابس من كل واحد أربعة دراهم دم الأخوين ولباب القمح ولبان من كل واحد درهمين صمغ عربي وكثيراء ومصطكى من كل واحد وزن ثلاثة دراهم أقاقيا وزعفران من كل واحد نصف درهم كهربا ومر من كل واحد درهم ناركيو خمسة دراهم يدق ويعجن برب السفرجل أو برب الآس ويقرص كل قرصة مثقال ويجفف في الظل ويسقى .
أحوال القلب : الأدوية القلبية معجون يقع فيه الحرمل نافع .
أخلاطه : يؤخذ بزر الحرمل والشونيز والكافور والجندبيدستر وبزر البنج والزراوند والسعد والفاشرا وفاشرستين وعاقر قرحا وفلفل وصعتر وحنظل وسنبل وبزر الكرفس وبزر السذاب والكراويا والأفيون والزعفران وجوزبوا والسليخة والقسط من كل واحد نصف درهم .
ومن السكبينج والجاوشير من كل واحد وزن أربعة دراهم ومن السكر وزن درهم ومن العسل قدر الحاجة الشربة منه للأقوياء درهم وللضعاف نصف درهم .
دواء آخر : نافع من الخفقان والتفزع والصرع .
أخلاطه : يؤخذ سنبل ودارصيني وزرنباد ودرونج من كل واحد درهمين بزر الشبث درهم ونصف تدق الأدوية وتخلط ويسقى منها وزن درهم بأوقية شراب قد نقع فيه لسان الثور ويشرب من ذلك في كل شهر ثلاثة أيام متوالية .
أحوال الجوف الأسفل ضعف المعدة : دهن نافع عن استرخاء المعدة وضعفها .
أخلاطه : يؤخذ مصطكى وصبر وعصارة الأفسنتين وأفيون ودهن الناردين أو دهن السفرجل مقدار الكفاية يخلط وتدهن به المعدة بصوفة لينة فإن أردت أن تزيد هذا الداء حرا فزد فيه من اللاذن جزءاً ومن الميعة جزأين وإن أردت أن تجعله قباضاَ مقوياً فزد على ذلك من عصارة الحصرم أو من عصارة الهيوفاقسطيداس .
دواء نافع : لضعف المعدة وسوء الهضم .


أخلاطه : يؤخذ إهليلج كابلي يغلى بماء السفرجل ويقلى أربعة دراهم أبليلج وأملج وكمون ينقع في خل ويقلى وسعد ومصطكى من كل واحد درهمين أنيسون وبزر الكرفس منقعين في خل من كل واحد درهم عود ومسك من كل واحد درهم ونصف نعناع ثلاثة دراهم مقدونس درهم ونصف ورد أربعة دراهم حب الرمان ثمانية دراهم سماق أربعة دراهم قرفة لخلخة تقوي المعدة : أخلاطه : يؤخذ ماء الصبر وماء الورد وماء التفاح وماء السفرجل وماء الخلاف من كل واحد جزء .
صندل أبيض وأحمر وورد وزعفران وكافور ولادن وجلنار ورامك وعود وسك من كل واحد نصف جزء .
ضماد لورم المعدة الصلب : أخلاطه : يؤخذ أفسنتين وسنبل وسليخة من كل واحد ثمانة دراهم .
صبر وميعة من .
كل واحد أربعة دراهم زعفران درهمين وعود البلسان وحبة ومرّ درهم درهم مصطكى درهمين دهن الناردين بقدر الحجة .
أيارج : ينسب إلى " أنطيافطروس " ينفع المعمودين .
أخلاطه : يؤخذ صبر أربعة مثاقيل مصطكى مثقالين أسارون نصف أوقية ورد يابس وفقاح الأذخر وفو وسليخة من كل واحد نصف أوقية استعمله جافاً كما تستعمل الأيارج .
أقراص : يقال لها أقراص أمازويش تنفع من تقلب المعدة القريب من إيلاوس ومن نفخة ومن الالتهاب أخلاطه : يؤخذ كل بزر الكرفس ستة مثاقيل أنيسون ستة مثاقيل أفسنتين أربعة مثاقيل ووجدنا في نسخة أخرى مصطكى أيضاً أربعة مثاقيل فلفل مثقالين مر مثمالين دارصيني ستة مثاقيل أفيون مثقالين جندبيدستر مثله يعجن بماء ويعمل منه أقراص ويسقى الشربة المعتدلة منه مثقال للممعودين بشراب ممزوج .
أيارج : ينسب إلى " ثاميسون " ينفع من تقلب المعدة ومن يجد التهاباً ويذهب كل نفخة وينفع من إبطاء الاستمراء ومن علل الأرحام وهو أيضاً يدر البول وهو دواء عجيب للمكبودين ولمن به وجع الكليتين ويحدر الطمث .


أخلاطه : يؤخذ صبر مائة مثقال مصطكى وسنبل وزعفران ودارصيني وأسارون وحبً البلسان من كل واحد أوقية يدق وينخل ويحتفظ به يابساً ويستعمل بأن يسقى منه من كان استمراؤه يبطىء وزن مثقال بماء بارد ومن يتقيأ مرة أو كان تنصب إلى معدته مادة فيسقى منه نصف مثقال ومن كان به ورم في بعض أعضائه الباطنة فينفعه إذا سقي منه بماء العسل ومن يحتاج أن يدر بوله أو يحدث الطمث فيسقى بماء الرازيانج مدقوقاَ مغلياً مصفّى .
ضماد بولوراخيس : أخلاطه : يؤخذ سعد قردمانا دقاق الكندر وشمع من كل واحد منًا صمغ البطم مناً ونصف دهن الحناء مقدار الكفاية وقد يزاد فيه من المقل اليهودي منًا .
دواء يقال له دبيدايرسا : ينفع من فساد مزاج المعدة واجتماع الماء ويلين البطن .
أخلاطه : يؤخذ ايرسا وزن أربعة وعشرين درهماً فلفل وزن عشرين درهماً زنجبيل وأنجدان من كل واحد إثني عشر درهماً أنيسون ومصطكى وحب الرازيانج من كل واحد أربعة دراهم نانخواه وبزر الكرفس من كل واحد ثمانية دراهم يدق ويعجن بعسل الشربة منه مثل الحمصة بماء .
جوارشن الكراويا : ينفع من وجع المعدة والسدة تكون فيها وفي الكبد وقلة الانهضام .
أخلاطه : يؤخذ كراويا ونانخواه وبزر الكرفس وزنجبيل وزبيب منزوع العجم وسياليوس وبزر الجزر من كل واحد ثلاثة دراهم .
لوز مر منقى من قشره وزن عشرة دراهم ويدق ويعجن بعسل الشربة منه مثل النبقة بماء فاتر .
جوارشن الخولنجان : أخلاطه : يؤخذ خولنجان وقرفة وفلفل أبيض من كل واحد درهمين هال ودارصيني ونارمشك من كل واحد ثلاثة دراهم دار فلفل ستة دراهم زنجبيل ثمانية دراهم بزر الكرفس والأنيسون والكمون الكرماني والكراويا والطاليسفر من كل واحد درهم فانيذ وسكر أضعاف الأدوية .
تدق وتخلط فى الشربة منه درهمان .
شهوة الطين : معجون يقطع شهوة الطين .


أخلاطه : يؤخذ أيارج ستة دراهم إهليلج أسود وبليلج وأملج من كل واحد ثلاثة دراهم جوز جندم خمسة دراهم يعجن بعسل منزوع الرغرة ويسقى منه ثلاثة دراهم بماء قد طبخ فيه مصطكى وأنيسون ونعنع وخبث منقوع .
القيء والغثيان : شراب يقطع قيء البلغم ويسكن الغثيان .
أخلاطه : يؤخذ كمون كرماني أربعة دراهم مصطكى ثلاثة دراهم حب الرمان عشرين درهماً نعنع ونمام من كل واحد خمس طاقات يطبخ بأربعة أرطال ماء يبقى رطل ويصفى ويلقى عليه مسك درهم ويسقى منه بالغداة والعشي .
دواء ينفع الفواق وهو قوي عجيب جداً .
أخلاطه : يؤخذ نبيذ طيب ريحاني ثمانية أرطال يطبخ ذلك حتى يغلي ويذهب السدس ثم ينزل عن النار ويلقى فيه قسط ومصطكى من كل واحد أربعة دراهم أفسنتين وزن سبعة دراهم أذخر وسنبل وساذج وورد وصبر وأغاريقون وزعفران من كل واحد درهمين أسارون وعود هندي وسليخة من كل واحد أربعة دراهم يسحق والشربة ملعقة .
أورام الكبد : ينفع مرهم مورد اسفرم من الورم الذي يحدث من وثي وغيره .
أخلاطه : نأخذ من المورداسفرم وزن أربعة دراهم ومن الورد والزعفران وحب الغار والدريرة والمر والكيا من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ومن الشمع وزن أربعة دراهم فدقه واسحقه واجمعه واذب الشمع بقدر الكفاية ومن دهن السوسن ودهن الرازقي وزن ثلاثة دراهم .
صلابة الكبد : معجون يتخذ بكبد الذئب نافع لأوجاع الكبد والطحال والمعدة والأيارج والدوسنطريا والسعال المزمن وللذين يتقيئون الدم .
أخلاطه : يؤخذ زعفران ومر وأفيون وجندبيدستر وبزر البنج وقسط وقردمانا وخشخاش وسنبل وغافت وكبد الذئب والقرن الأيمن من قرن المعز محرقاً من كل واحد بالسوية يدق ما يندق منها ويذاب ما يذوب بالشراب ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويستعمل بعد ستة أشهر الشربة كالحمصة بما يوافق من الأشربة .
سوء مزاج الكبد : ينفعه دهن المازريون .
أخلاطه : يؤخذ من المازريون عشرة دراهم .


ينقع برطل ماء يوماً وليلة ويصير في قدر ويُغلى بنار لينة حتى يبقى من الماء نصف رطل وينزل ويصفى ويرد إلى القدر ويصب عليه دهن اللوز الحلو ربع رطل ويغلى حتى يذهب الماء ويبقى الدهن وتلت الأدوية المدقوقة المنخولة بهذا الدهن .
وأخلاطه : يؤخذ هليلج أصفر وبليلج وأملج من كل واحد عشرة دراهم تمر هندي ثلاثين درهماً إجاص ثلاثين عدد عناب مثله خيار شنبر رطل زيت نصف رطل تجمع هذه الأدوية خلا الخيار شنبر وتجعل في قدر برام وتصب عليها عشرة أرطال ماء ويطبخ حتى يبقى الثلث ويصفى على الخيار شنبر ويمرس ويصفى ويرد إلى القدر ويلقى عليه فانيذ مناً ويطبخ حتى يصير له قوام العسل ويصب عليه دهن اللوز نصف رطل وتذر عليه الأدوية المنخولة الملتوتة ويغلى حتى ينعقد وينزل عن النار ويصير في إناء زجاج والشربة منه ستة دراهم .
سفوف نافع لابتداء الماء : يتخذ بلبن اللقاح أر بماء الجبن أو بماء البقول .
أخلاطه : تؤخذ عصارة غافت درهم ونصف لكّ درهمين ريوند درهم ونصف فقاح الأذخر درهم زعفران درهم ونصف بزر الكشوث درهمين بزر قثاء وحمقاء من كل واحد درهم سقمونيا درهم الشربة مثقال .
اليرقان : الأدوية الطحالية : دواء منجح يعرف بالدواء الدبقي .
أخلاطه : يؤخذ دبق البلوط رطلين نورة رطل يصير الدَبق في إناء فخار ويوضع على بجمر حتى يذوب فإذا ذاب فانثر عليه النورة واخلطهما جيداً واطل منه ما دام حار على جلد ذئب وضعه وينبغي إذا استعمل هذا الدواء أن يدخل المريض المستعمل له إلى الحمام ويدع الضماد علية لا ينزعه حَتى يقع من قبل نفسه وينبغي أن يعنى بقطع ما يتبرأ منه من البدن آخر : يتبين أثر منفعته للمطحولين من يومه وينبغي قبل أن يضمد به أن يدبر العليل بالتدبير الذي يجب قبل ثلاثة أيام .
أخلاطه : يؤخذ مر ثلاث أواق دقاق الكندر ثلاث أواق خردل اسكندراني قردمانا من كل واحد أوقيتين خل الغنصل مقدار ما يكتفي به يدق الخردل والقردمانا وينخلان .


وأما دقاق الكندر المر فيسحقان ويلقى عليهما الدواء اليابس ويعجن ويصير شبيهاً بالمرهم ويوضع من وقت ساعتين إلى وقت تسع ساعات ثم ادخل المريض الحمام والضمّاد عليه فإذا استرخى فادخله الابزن ويقدّم إليه أن يطيل المكث في الأبزن ويخرج ما فيه من الماء وكيلا يصيبه غشي فادن من أنفه خلاً وفوذنجاَ برياً يشقه وحل الخرق التي الضماد بها مربوطاً قليلاَ قليلاً فإذا خرج من الحمام فاطعمه سمكاً مالحاً بلا خبز واسقه في اليوم الأول وفي الثالث ومره بأن يرتاض قبل ذلك رياضة يمكن فيها أن يجعل النفس متواتراً متوالياً .
دواء آخر : مضّاض قوي وهو دواء منجح وينفع المجنونين والمطحولين وأصحاب العلل المتقادمة .
أخلاطه : يؤخذ راتينج مطبوخ أربعة أرطال شمع رطلين كبريت لم تصبه النار رطل دقاق الكندر رطل زفت رطلين شب رطب رطل بورق أحمر رطل زراوند ثلاث أواق صبر ست أواق عاقر قرحا ست أواق لبن التوت ثلاث أواق خل قسط ونصف شراب انطاكي نصف قسط ونحن نلقي مكان الخل زيتاً ثلاث قوطولات يهيأ على ذلك المثال .
دواء آخر : مضاض قوي يفعل فعلاً بالغاً .
أخلاطه : تأخذ سرطاناً نهرياً فتقطع أرجله وزنابيته وتجففه وتسحقه وتأخذ منه وزن مثقال وتخلط معه من الأفيون سدس مثقال وتديفه بماء من ماء ذلك النهر الذي أخذ منه ذلك السرطان وتسقيه صاحب العلة واجعل في بعض الأوقات مكان الأفيون دهن بلسان بوزنه بحسب العلة .
صلابة الطحال : مرهم ينفع من الصلابة تتكون في الطحال فتعتق .
أخلاطه : تأخذ من القردمانا والخردل والعاقر قرحا والحلبة المطبوخة من كل واحد جزء فتدقه دقا جيداً وتسحقه مع الخل ثم تصب عليه الزيت ثم يطلى به الطحال بأن يغتسل صاحبه في الحمام ثم يوضع عليه المرهم .
تنفع من القروح في البطن التي يمشي صاحبها منها الدم نسميه الدوسنطيرا .


أخلاطه : تأخذ من شحم كلية ماعز عبيط فتطبخه مع الكشك ثم تأخذ من ماء الكشك ودسم الشحم اسكرجتين وتأخذ من ماء الأرز المطبوخ ودهن الورد من كل واحد اسكرجة ومن الأقاقيا المسحوق وزن نصف درهم ومن الصمغ العربي المسحوق والاسفيذاج المسحوق من كل واحد وزن درهم ومح بيضة مشوية فتخلطه جميعاً حتى يصير بمنزلة المرهم واحقنه به أو تأخذ اسكرجة من ماء النيشبان دارو الرطب ونصف اسكرجة دهن ورد واحقنه به واجعل طعامه من مرقة الحماض بدهن اللوز وحب الرمان وطيبها جهدك وأطعمه من الفاكهة السفرجل .
استطلاق البطن : سفوف نافع من الخلفة المزمنة .
أخلاطه : يؤخذ جلّنار وبلوط منقع في خل مقلو وسماق وحب الآس وقسط وطراثيث من كل واحد درهمين كمون وعفص مقلوين بعد إنقاعهما في خل وأقماع الرمان الحلو وثمر الطرفاء ورامك من كل واحد درهم عود مسك ومصطكى وسنبل من كل واحد درهم زر حمّاض وصمغ وطين وعصارة لحية التيس وحب الزبيب مقلو وخرنوب وجفت من كل واحد درهم جوارشن : ينفع لقطع الخلفة الكائنة عن برود في رياح .
أخلاطه : يؤخذ بزر الكرفس وقصب الذريرة وسعد ونانخواه وعيدان البلسان ولاذن وبسباسة من كل واحد خمسة دراهم قاقلة وسك من كل واحد أربعة دراهم .
ورد عشرة دراهم أشنة خمسة دراهم أنيسون ثلاثة دراهم فلفل أبيض درهمين قرفة ثلاثة دراهم ونصف زعفران سبعة دراهم كافور ثلاثة دراهم أظفار الطيب ثلاثة دراهم ونصف أصول الأذخر أربعة دراهم قردمانا درهمين صندل أبيض أربعة دراهم دوقو ثلاثة دراهم دارصيني ثلاثة دراهم زنجبيل ثلاثة دراهم حب الآس سبعة دراهم يعجن برب التفاح .
شراب الفاكهة : يقطع الإسهال ويقمع الصفراء .
أخلاطه : يؤخذ حماض الأترج وأمير باريس وريباس كل واحد رطل زعرور وحب الرمان وسماق من كل واحد ثلاثة أرطال سفرجل مر وتفاح ورمان وكمثري من كل واحد أربعة أرطال ماء مثله ينقع يومين ويطبخ حتى ينضج ويصفى ويطبخ ثانية ويجعل عليه سكر .


السحج والقروح في الأمعاء : أخلاطه : يؤخذ أقاقيا خمسة وعشرون مثقالاً قشور الرمان خمسة وسبعون مثقالاً عفص خمسة وعشرون مثقالاً أفيون مثله بزر البنج ستة وخمسون مثقالاً جالاوس مدقوق مائة وستون مثقالاً سماق شامي سبعون مثقالاً عصارة السماق الشامي مثقالان ونصف كندر خمسة وعشرون مثقالاً يسحق ويجمع ويخلط بشراب أسود الشربة التامة منه مثقال .
دواء ينسب إلى " لوقيوس " الطرسوسي : وهو دواء ينفع من كل مادة تتحلّب ومن كل نفخة .
أخلاطه : يؤخذ أنيسون وبزر الكرفس من كل واحد مثقالان بزر الرازيانج وبزر الجزر البري وبزر الطرذيلون وهو نوع من السيساليوس من كل واحد أربعة مثاقيل أفيون وبزر البنج من كل واحد مثقال ونصف يعجن بماء ويستعمل .
حقنة كان " جالينوس " يستعملها : وهي حقنة أنتناوس وهي موافقة لنسخ كثيرة للمتقدمين .
وصفتها : يؤخذ عصارة الحصرم اليابسة مثاقيل شب يماني مثله ثورة لم يصبها الماء قشور النحاس من كل واحد ستة مثاقيل زرنيخ أحمر ثلاثة مثاقيل زرنيخ أصفر ثمانية مثاقيل قرطاس محرق خمسة عشر مثقالاً يعجن بشراب حب الآس ويعمل منه أقراص وزن القرص ثلاثة مثاقيل أو أربعة مثاقيل ويدقن بها مع شراب ممزوج بماء مقدار قوانوسين وفي بعض الأوقات يحقن بها بماء المطر .
أقراص الأفاويه : تنفع من الخلفة ومن قروح الأمعاء وتسمى أقراص بيوطيوس وهي من الأدوية المنجحة وتقطع الإسهال من ساعتها .
نسختها : يؤخذ زعفران أربعة مثاقيل سنبل هندي أنيسون من كل واحد اربعة مثاقيل مر صبر هندي عصارة لحية التيس حضض هندي عصارة الأقاقيا أفيون عفص غض كثيراء فلفل أبيض من كل واحد مثقالين يعجن بشراب وعمل منه أقراص وزن القرص منه مثقال .
سفوف : نافع للسحج من بلغم مالح .


أخلاطه : يؤخذ حرف مقلو عشرة دراهم بزر الشاهسفرم سبعة دراهم مصطكى خمسة دراهم بزر مر عشرة دراهم بزر كرّاث خمسة دراهم نشاء مقلو مثله صمغ مقلو سبعة دراهم طين أرمني عشرة دراهم الشربة ثلاثة دراهم .
حقنة : حقنة : لابتداء الخراج والصفراء ودفع المادة .
أخلاطه : يؤخذ عدس عشرة دراهم حب الآس وقشور الرمان وزعرور من كل واحد سبعة دراهم سفرجل منقى من حبه وكمثري من كل واحد خمسة عشر درهم عفص خمسة دراهم يطبخ بثلاثة أرطال ماء أو أربع أواق ماء الرمان المر وماء حصرم حتى يبقى رطل يصفى ويؤخذ منه الثلث يخلط معه طين أرمني مقال صمغ مثله قرطاس محرق وأقاقيا واسفيذاج من كل واحد درهم .
دواء آخر للقولنج عجبب : كان " جالينوس " يستعمله فيمن تصيبه العلة التي يقال لها إيلاوس فيمن يتقيأ رجيعه واسق منه إذا كان الوجع شديداً مقدار باقلاة مع مقدار ثلاث أو أربع قوانوسات ماء بارد .
أخلاطه : يؤخذ بزر البنج فلفل أبيض من كل واحد أربعون مثقالاً أفيون عشرون مثقالاً زعفران عشرة مثاقيل سنبل الطيب أوفربيون عاقر قرحا من كل واحد مثقالان يعجن بعسل مطبوخ .
دواء آخر للقولنج : على ما وجده " جالينوس " في كتاب " بنقوسقراطيس " ويسمى أسومانويس ينفع الممعودين وأصحاب الرمد إذا اشتد بهم الوجع ومن وجع الأرحام إذا شرب بماء عسل قد طبخ فيه سذاب .
أخلاطه : يؤخذ زعفران مثقال ونصف سنبل مر قسط فلفل أبيض دار فلفل بارزد من كل واحد مثقالين دهن البلسان أربعة مثاقيل .
دارصيني قشور أصل اليبروح ووجد في نسخة عصارة اليبروح جندبيدستر من كل واحد مثقالين .
بزر الدوقو أربعة مثاقيل ونصف سكبينج ثلاثة مثاقيل سليخة أربعة مثاقيل يعجن بعسل .
استرخاء المقعدة وخروجها : دواء " الجالينوس " ينتفعبه من خروج المقعد .


أخلاطه : يؤخذ ثمر النبات الذي يقال له أربعي عفص اسفيذاج الرصاص اقليميا عصارة لحية التيس قشور الصنوبر الذي يقال له قيطس كندر ومر من كل واحد أربعة مثاقيل ينثر يابساً بعد أن تغسل المقعدة بشراب عفص .
حصاة الكلية : أقول كل ما يفتت حصاة المثانة فلا شك في أنه يفتت حصاة الكلية ولا ينعكس .
معجون : أخلاطه : يؤخذ سليخة مثقالين بزر كرفس ثلاثة مثاقيل مر أربعة مثاقيل فلفل أبيض مثقالين كندر ثلاثة مثاقيل حجر شامي ذكر مثقال بزر الجزر أنيسون من كل واحد مثقالين ميعة ثلاثة مثاقيل أصول السوسن الأرتقي ثلاثة مثاقيل بزر الخشخاش الأبيض مثقالين سنبل مثله لوز مرّ مقشر أسارون من كل واحد ثلاثة مثاقيل بزر السوسن سعد من كل واحد مثقّالين عسل فائق مقدار الكفاية يسقى منه كل يوم .
دواء آخر : قال " جالينوس : : أعرف كثيراً ممن كانت كلاهم عليلة فتعالجوا به وبرئوا من علتهم وينبغي أن يدمن استعمال هذا الدواء أياماً كثيرة وهو داء يُشفى به من به حصاة ومن به علة القولنج ويبرىء أيضاً علل المثانة وهذه صفة صنعته .
أخلاطه : يؤخذ بندق مقشر لوز مقشّر بزر قثاء بستاني مقشر بزر الكراويا منقى من كل واحد ثلاثة مثاقيل .
بزر الشوكران زعفران بزر الخيار أفيون من كل واحد ستة مثاقيل بزر بنج أبيض بزر كرفس من كل واحد إثنا عشر مثقالاً .
يعجن بعسل ويعمل منه أقراص ويسقى منها وزن نصف مثقال بماء عسل مفتر مصفى مقدار ثلاث قوانوسات ووجد في نسخة أخرى أنه يقع فيه حرمل ستة مثاقيل .
دواء آخر : مفتّت للحجارة التي تتولد في الكليتين ويسلم من يستعمله من تولد الحصاة في كليته وهذا الدواء يفعل فعله بخاصية لا بمزاج .


أخلاطه : يؤخذ من العقارب الأحياء عشرة عدداً فتلقى في قدر حديد نظيفة وتظين القدر يعجن الحنطة ثم يعمد إلى فرن فيسجر بحطب الكرم حتى يحمر ثم يوضع القدر في ذلك الفرن ويترك فيه ليلة ثم يخرج بعد ذلك فيؤخذ ما يوجد في القدر من رماد العقارب بعد أن يكون قد برد ويرفع في إناء ويستعمل منه عند وقت العلاج من أوجاع الكليتين وزن قيراطين بالراب الذي يقال له خنديقون فإنه يفتت الحجارة ويحدرها في البول شظية شظية وذلك أن العقرب في طبعها ضد للحجارة المتولدة في الكى والمثانة كما أن لحوم الأفاعي ضد سموم الحيات وسائر الهوام السمية .
حصاة المثانة : مما قيل في هذا الباب وشهد له أن الأرنب إذا أحرق باللطف كما ندري وحفظت حراقته وسقي منها أياماً وزن درهمين بماء فاتر فتت الحصاة .
دوراء من تركيبنا : يصلح لقرحة المثانة وقرحة مجرى القضيب بزرق في الاحليل .
أخلاطه : يؤخذ أسرب محرق ولب بزر البطيخ من كل واحد خمسة دراهم طباشير درهمان صمغ عربي وبزر الخشخاش وقرن أيل محرق من كل واحد ثلاثة دراهم أفيون نصف درهم بنج دانقين مر درهم .
يسحق الجميع سحقاً جيداً ويُتخذ منه شياف بماء الهندبا مثل شيافات العين وتستعمل بمعناطير مخلوط في لبن أو في دهن حب البطيخ فإنه نافع جداً .
أقراص : تفتت الحصاة المتولدة في المثانة والكليتين .
أخلاطه : يؤخذ بزر الجزر البري وبزر القثاء البرتقي وإنيسون ومر وبزر الكرفس الجبلي وبزر الكرفس البستاني وسليخة ودارصيني وسنبل من كل واحد جزء .
تدق هذه الأدوية وتنخل وتعجن بماء وتقرص أقراصاً في كل قرصة وزن درهم أو مثقال أو تحبب حباً كأمثال الحمص ويسقى منه عشر حبات على الريق بماء حار .
معجون يفئت الحصاة .


أخلاطه : يؤخذ سنبل هندي ثلاث درخميات زنجبيل أربع درخميات دار فلفل مثله سليخة إثنا عشر قيراطاً دارصيني أربع درخميات جعدة مثله أسارون درهم دوقو مثله زعفران درخمان جندبادستر أربع درخميات فقاح الأذخر مثله سقورديون مثله قسط درخميان فلفل أبيض مثله فطراساليون مثله حبّ البلسان أربع درخميات وفي درخميان يعجن بعسل .
تقطير البول : قرصة تنفع من القطر والذرب .
أخلاطه : يؤخذ جندبادستر وزن درهمين ومن المرزجوش والسذاب وبزر البنج والأنيسون من كل واحد وزن درهم ومن حب الرمان خمس عشرة حبة فدقه واجعله أقرصة والشربة وزن درهم أو إسقه وزن درهم من حب القثاء المنقى ببياض البيض الرقيق .
ضعف الانتشار والشهوة : ينفع من ذلك هذا الدواء .
أخلاطه : تأخذ من بزر البصل وزن درهمين ومن حب الجرجير وزن أربعة دراهم ومن بزر الشهدانج والبوزندان أسدارون والاشقيل المشوي من كل واحد ستة دراهم .
ومن الشقاقل وزن ثلاثة دراهم ومن السمسم المقلو وزن خمسة دراهم ومن حب الأنجرة وأناركيوا أبيض من كل واحد وزن أربعة دراهم ومن الفانيذ وزن ستة دراهم فتدقه وتخلطه الشربة وزن درهمين بطلاء ممزوج وينفع من ذلك هذا ادواء .
أخلاطه : يؤخذ من عروق الفارسويج وهو الهليون ولبن البقر وسمن البقر من كل واحد ثلاثة أرطالى ومن بزر الجرجير وبزر الجزر وبزر السلجم من كل واحد ثلاث أواق تدق الأدوية اليابسة وتخلط مع اللبن والسمن الشربة منه وزن خمسة أساتير أو عشرة أساتير بعد أن تطبخه حتى يذهب اللبن ويبقى السمن وتصفيه .
جوارشن هندي : زائد في الباه مهيج لشهوة الجماع غاية .


أخلاطه : يؤخذ من الزنجبيل والفلفل والدار فلفل والدارصيني والقرفة والساذج والسنبل وشيطرج هندي وجوزبوا وصندل أحمر وقاقلة وحب البلسان وبسباسة وناغيشت وطاليسفرم وقرنفل وسعد وطباشير وجوز هندي من كل واحد ثلاث أواق مسك وكافور من كل واحد عشرة مثاقيل سكر طبرزد مثل الأدوية كلها تدق وتنخل وتعجن بعسل منزوع الرغوة والشربة وزن درهمين .
دواء آخر : زائد في الباه يصلح للملوك .
أخلاطه : يؤخذ ذنب السقنقور أوقية ونصف بزر السلجم وبزر الجزر وبزر اللفت وبزر البصل الأبيض الحلو وبزر الأنجرة وبزر الجرجير من كل واحد أوقية ومن الفلفل الأسود والفلفل الأبيض والدار فلفل من كل واحد خمسة دراهم ومن بصل الفار المشوي وزن أربعة دراهم ومن الصنوبر المقشر أوقيتين ونصف ومن العاقر قرحا وزن أربعة دراهم ومن لسان العصافير ستة دراهم ومن أدمغة العصافير الذكور التي تعشش في الحيطان وزن أربعة دراهم ومن خصي الديوك أوقية تدق هذه الأدوية وتعجن بسمن البقر وعسل ثلث من سمن وثلثان من عسل ويرفع في إناء الشربة من ذلك نصف درهم بشراب حلو بعد الغداء .
دهن : تمرخ به العانة والقضيب وما حاذى الكليتين فيفتق شهوة الباه ويزيد فيها .
أخلاطه : يؤخذ من الأوفربيون والقنّة من كل واحد وزن درهمين بسباسة وزن درهم دار فلفل درهم ونصف عاقر قرحا وزن درهمين ونصف ومن بزر الجرجير وجندبادستر من كل واحد نصف درهم دهن النرجس أوقية ونصف ومن الشمع نصف درهم تدق الأدوية اليابسة ويذوب الشمع مع الدهن وتلقى عليه الأدوية وتخلط خلطاً جيداً ويمرخ بذلك .
برد الرحم : فرزجة للرحم الباردة .
أخلاطه : يؤخذ مرهم دياخيلون أوقية .
مرهم باسيلقون وشحم ثور وصمغ اللوز وشحم الدجاج وشحم بط ومخ ساق الأيل وزبد الغنم ولبنى ورمان ودهن ناردين من كل واحد أوقية .
مر صافي نصف أوقية .
زعفران درهمين .
تذوب الشحوم بدهن وتجمع جميعاً ويصير منها على فرزجة من صوف وتستعمل .


صلابة الرحم : هذه الفرزجة المذكورة لبرد الرحم نافعة أيضاً للورم الصلب في الرحم .
المقالة السابعة أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا
ضمّاد لوجع المفاصل والنقرس : أخلاطه : يؤخذ بزر الشوكران قسط غاريقون قسط حلبة قسط بورق أوقية شمع رطل راتينج مطبوخ رطل أشق رطل زيت عتيق رطل مخّ عظام الأيل أربع أواق أصول السوسن الاورتقي أربع أواق تدق الأدوية اليابسة وتنخل بمنخل وتذاب الأدوية الذائبة وتترك حتى تبرد وتلقى على الأدوية اليابسة وتخلط وترفع وتستعمل وكذلك ينفع من ذلك هذا الدواء .
أخلاطه : يؤخذ سورنجان وزن اثني عشر درهماً ومن الحبق النهري وزن ثلاثة دراهم ومن الفلفل والكمون من كل واحد وزن أربعة دراهم يدق ويسحق الشربة منه وزن درهم بماء وعسل .
مرهم : ينفع من الضعف يعرض في الرجلين .
أخلاطه : تأخذ من الأسارون والصبر وشياف ماميثا والشيطرج والكست والأنزروت والمز من كل واحد ثلاثة دراهم ومن الجندبادستر وزن أربعة دراهم فتدقّه وتسحقه وتعجنه بطلاء طيب الريح ثم تطليه عليه .
حبّ نافع يعمل بالفاشرا : وهو الدواء المعروف بهزارجشان وهو نافع من النقرس ووجع الوركين ووجع المفاصل .
أخلاطه : يؤخذ من الدواء الذي يقال له الهزارجشان وزن درهم ومن السورنجان وزن عشرين درهماً كمون كرماني وزن درهم دارصيني وصعتر فارسي وزراوند مدحرج وزنجبيل وورق الكبر ورماد الخطاطيف من كل واحد درهم تدق هذه الأدوية تسحق وتعجن بشراب وتحبب حباً صغاراً وتجفف في الظل الشربة من ذلك وزن نصف درهم بماء طبخ فيه الشبث أو يستف منه وزن نصف درهم بماء عسل حار قد طبخ يه الشبث ملعقتين وزيت ملعقة .
حبّ آخر : يعمل بالحناء مما جزب للنقرس فحمد .


أخلاطه : يؤخذ من الهليلج الأسود المنزوع النوى وزن عشرة دراهم بليلج وأملج شيطرج وزنجبيل ودار فلفل وملح هندي من كل واحد ثلاثة دراهم صبر وزن ثلاثين درهماً صعتر فارسي وأصل الكبر ومقل وحناء من كل واحد وزن درهمين سورنجان مثل الأدوية كلها تدق الأدوية وتنخل وينقع المقل في شراب ويخلط ويعجن ويحبب حباً صغاراً الشربة وزن درهمين .
عرق النسا : دواء نافع لعرق النسا سكنه تسكيناً بليغاً .
أخلاطه : يؤخذ زفت جزأين كبريت لم تصبه النار جزء يسحقان جميعاً ويخلطان وينثران على الموضع العليل من بعد أن يدخل صاحبه الحمّام كيما يلتصق به الدواء ويلصق من فوقه النقرس : دواء نافع للنقرس .
أخلاطه : يؤخذ الشوكران المذكور في باب أوجاع المفاصل غاية له .
المقالة الثامنة داء الثعلب لطوخ لداءالثعلب
أخلاطه : يؤخذ من الأوفربيون والثافسيا ودهن الغار من كل واحد مثقالان .
ومن الكبريت الذي لم تصبه النار والخربق الأبيض والأسود أيهما كان موجوداً من كل واحد وزن مثقال .
تجمع هذه الأدوية مدقوقة منخولة وتخلط بوزن تسعة دراهم من موم مذاب بدهن الغار أو دهن الخروع أو بالزيت العتيق .
ويستعمل هذا الدواء على أنه قوي جداً في محلاج داء الثعلب إذا طال وعسر علاجه .
قال " جالينوس " : إني كنت أخلط معه في بعض الأوقات من الحرف وزن مثقال ومن زبد البحر المحرق وزن مثقالين .
الخضاب المسود : زعم " جالينوس " أنه إن أخذ بول كلب وعفن خمسة أيام أو ستة أيام ثم غسل به فعل ذلك
المقالة التاسعة صفة الأكيال والأوزان


من كناش الساهر قال : القسط من الزيت ثماني عشرة أوقية ومن الشراب ثمانون رطلاً ومن العسل مائة وثمانية أرطال حنوس من الزيت ثمانية أرطال ومن الشراب عشرة أرطال ومن العسل ثلاثة وعشرون رطلاً ونصف قوثوس من الزيت تسع أواق ومن الشراب عشر اْواق ومن العسل ثلاث عشرة أوقية ونصف مسطرون كبير من الزيت ثلاث أواق ومن الشراب ثلاث أواق وثمان غرامي ومن العسل أربع أواق ونصف أكسوثافن من الزيت ستة عشر درخمي ومن الشراب أوقيتان وربع درخمي ومن العسل ثلاث أواق وربع وثمن قوثوس من الزيت إثنا عشر درخمي ومن الشرإب أوقية ونصف درخمي وثلث ومن العسل أوقيتان وربع مسطرون صغير من الزيت ست درخميات ومن الشراب عشرون غرامي ومن العسل سبع درخميات .


القانون
القانون
( 70 من 70 )

المقالة العاشرة ذكر الأوزان والمكاييل
قال : قد يستغنى عن هذا الباب في هذا المجموع لأني إنما ذكرت كل كيل ووزن وأردفته بما هو معروف به عند أصحاب اللغة العربية في أبوابه إلا أن قوماَ ممن اْشرفوا على نقلي سألوني نقله لينتفع به في غير هذا الكتاب .
القسط عند الشعوب التي تتخاطب باللسان اليوناني معررف فأما الكيل فليس جميعهم متفقين عليه وذلك أن بعضهم يستعمل غير الذي استعمله صاحبه والقسط عند الروم يسع رطلاً ونصفاً وسمساً فيكون عشرين أوقية والقسط الأنطاليقي رطل ونصف الرطل إثنتا عشر أوقية .
والمن الرومي عشرون أوقية والمن الأنطاليقي والمصري ست عشرة أوقية والمن يكون أربعين إستاراً .
والرطل عشرون إستاراً .
والاستار ستة دراهم ودانقان وهو أربعة مثاقيل .
الدرخمي مثقال الدورق الانطاليقي يكون ثمانية جواهين والجوهين ستة أقساط رومية .
القوطولي سبع أواق مسطرون الكبير ثلاث أواق مسطرون الصغير ست درخميات .
إكسو ثافن ثمانية عشر درخمي .
قواثوس أوقية ونصف .
غراما ما بين ربع درهم إلى الدانقين أو دونه .
أونقوش أوقية واحلة وكل واحد منها سبعة مثاقيل أون أوقية أيان العسل رطلان ونصف أيان الدهن مناً ونصف الدورق ثلاثة أرطال قسط العسل رطلان ونصف الهامين خمسة أساتير وعشرون درهماَ وأربعة أوثولو . الباقلاة الواحدة المصرية أربع شامونات أوثولو دانق ونصف كماوجس الاسكندراني ثلاثة أوثولو .
البندقة الواحدة درخمية واحدة .
الجوزة أربعة عشر شاموناً .
الصدفة الصغيرة سبع شامونات الصدفة الكبيرة أربع عشرة شامونة .
الباقلاة اليونانية شامونيان وأوتولوين .
السكرجة ستة أساتير وربع .
ملعقة العسل أربعة مثاقيل ملعقة الأدوية مثقال واحد ودرهم .
النيطل الواحد إستاران .
الدرخمي ست أثولات كل أوثولو ثلاثة قراريط .


كل قيراط أربع شعيرات الثلاث أوثولات تسعة قراريط القواثوس أوقية ونصف مالي هو أقومالي هو مما يمرس فيه الشهد ويحتفظ به غير مطبوخ .
أودرومالي هو عسل وماء المطر المعتق مناصفة يشمس الشراب المعشسل هو متخذ من عصير العنب الذي فيه قبض خمسة أجزاء ومن العسل جزء واحد يلقى ذلك في إناء واسع مما يملأ به ليتسع لغليانهما ويلقى عليهما ملح قليلاً قليلاً حتى تنقذف الرغوة فإذا سكن الغليان رفع في الخوابي .
شراب العسل : شراب عتيق قابض جزءان عسل جيد جزء واحد يخزن في إناء ويترك حتى يدرك .
الطلاء يتخذ بأن يترك العنب في كرمه بعد أن ينضج زماناً يسيراً أو يقطع العنب النضيج فيشمس ثم يعصر ويطبخ .
أكسومالي هو السكجبين المتخذ من الخل والعسل والماء وقد يضيف إليه قوم ماء البحرأو ملحه ومن جملة نسخ ذلك خل خمس قوطولي .
والقوطولي سبع أواق ومن ملح البحر منوين ومن العسل عشرة أمناء ومن الماء عشر قوطولات يغلى عشر غليات ويرفع أوكسالي خلّ يخلط بماء الملح روذومالي شراب يتخذ بعصارة الورد مع عسل .
نهاية مادة كتاب القانون فى الطب للشيخ الرئيس ابن سينا


ذكر كثير من القدماء أن الطب ظهر في ثلاث جزائر في وسط الإقليم الرابع إحداها تسمى رودس والثانية تسمى قنيدس والثالثة تسمى قو ومن هذه كان أبقراط .
وبعضهم يرى أن المستخرج لها الكلدانيون .
وبعضهم يقول أن المستخرج لها السحرة من أهل اليمن .
وبعضهم يقول أن المستخرج لها الهند وبعضهم يقول أن المستخرج لها أهل أقريطش الذين ينسب لافتيمون إليهم وبعضهم يقول أهل طور سينا .
والذين قالوا أن الله تعالى خلق صناعة الطب احتجوا في ذلك بأنه لا يمكن في هذا العلم الجليل أن يستخرجه عقل إنسان وهذا الرأي هو رأي جالينوس وهذا نص ما ذكره في تفسيره لكتاب الأيمان لأبقراط قال : " وأما نحن فالأصوب عندنا والأولى أن نقول : إن الله تبارك وتعالى خلق صناعة الطب وألهمها الناس وذلك أنه لا يمكن في مثل هذا العلم الجليل أن يدركه عقل الإنسان لكن الله تبارك وتعالى هو الخالق الذي هو بالحقيقة فقط يمكنه خلقه وذلك أنا لا نجد الطب أحسن من الفلسفة التي يرون أن استخراجها كان من عند الله تبارك وتعالى " .
ولنذكر أقساماَ في مبدئية هذه الصناعة بقدر الممكن فنقول : القسم الأول إن أحد الأقسام في ذلك أنه قد يكون حصل لهم شيء منها عن الأنبياء والأصفياء عليهم السلام بما خصهم الله تعالى به من التأييد الإلهي .
روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كان سليمان بن داودَ عليهما السلام إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها ما اسمك فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت .
القسم الثاني أن يكون قد حصل لهم شيء منها بالرؤيا الصادقة مثل ما حكى جالينوس في كتابه في الفصد من فصده للعرق الضارب الذي أُمر به .
ومما حصل أيضاً من ذلك بالرؤيا الصادقة أن بعض خلفاء المغرب مرض مرضاً طويلاً وتداوى بمداواة كثيرة فلم ينتفع بها فلما كان في بعض الليالي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه وشكى إليه ما يجده فقال له صلى الله عليه وسلم : ادهن بلا وكل لا تبرأ فلما انتبه من نومه بقي متعجباً من ذلك ولم يفهم ما معناه .
فسأل المعبرين عنه فكل منهم عجز عن تأويله ما خلا علي بن أبي طالب القيرواني فإنه قال يا أمير المؤمنين : إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تدهن بالزيت وتأكل منه فتبرأ .
فلما سأله من أين له معرفة ذلك .


قال من قول اللّه عز وجل : " مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيةٍ وَلاَ غَرْبِيةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار " .
فلما استعمل ذلك صلح به وبرأ برءاً تاماً .
القسم الثالث أن يكون قد حصل لهم شيء منها أيضأ بالاتفاق والمصادفة مثل المعرفة التي حصلت لأندروماخس الثاني في إلقائه لحوم الأفاعي في الترياق .
والذي نشطه لذلك وأفرد ذهنه لتأليفه ثلاثة أسباب جرت على غير قصد .
القسم الرابع أن يكون قد حصل شيء منها أيضاً بما شاهده الناس من الحيوانات واقتدى بأفعالها وتشبه بها وذلك مثل ما ذكره الرازي في كتاب الخواص أن الخطاف إذا وقع بفراخه اليرقان مضى فجاء بحجر اليرقان وهو حجر أبيض صغير يعرفه فجعله في عشه فيبرأوا .
وأن الإنسان إذا أراد ذلك الحجر طلى فراخه بالزعفران فيظن أنه قد أصابهم اليرقان فيمضي فيجيء به فيؤخذ ذلك الحجر وشق على من به اليرقان فينتفع به .
ومثل ذلك أيضاً أن الحيات إذا أظلمت أعينهن لكمونهن في الشتاء في ظلمة بطن الأرض وخرجن من مكامنهن في وقت ما يدفأ الوقت طلبن نبات الرازيانج وأمررن عيونهن عليه فيصلح وبالجملة فإنه قد يكون من هذا ومما وقع بالتجربة والاتفاق والمصادفة كثر ما حصلوه من هذه الصناعة .
ثم تكاثر ذلك بينهم وعضده القياس بحسب ما شاهدوه وأدتهم إليه فطرتهم فاجتمع لهم من جميع تلك الأجزاء التي حصلت لهم بهذه الطرق المتفننة المختلفة أشياء كثيرة .
ثم إنهم تأملوا تلك الأشياء واستخرجوا عللها والمناسبات التي بينها فتحصل لهم من ذلك قوانين كلية ومبادئ منها يبتدأ بالتعلم والتعليم وإلى ما أدركوه منها أولاً ينتهي .
فعند الكمال يتدرج في التعليم من الكليات إلى الجزئيات وعند استنباطها يتدرج من الجزئيات إلى الكليات .
الباب الثاني .


طبقات الأطباء الذين ظهرت لهم أجزاء من صناعة الطب وكانوا المبتدئين بها أسقليبيوس قد اتفق كثير من قدماء الفلاسفة والمتطببين على أن أسقليبيوس كما أشرنا إليه أولاً هو أول من ذكر من الأطباء وأول من تكلم في شيء من الطب على طريق التجربة .
وكان يونانياً .
وقال الشيخ الجليل أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني المنطقي في " تعاليقه " : إن أسقليبيوس بن زيوس قالوا مولده روحاني وهو إمام الطب وأبو أكثر الفلاسفة قال : واقليدس ينسب إليه وأفلاطون وأرسطوطاليس وبقراط وأكثر اليونانية ة قال : وبقراط كان السادس عشر من أولاده يعني البطن السادس عشر من أولاده .
أقول : وترجمة أسقليبيوس بالعربي منع اليبس وقيل إن أصل هذا الإسم في لسان اليونانيين مشتق من البهاء والنور .
وكان أسقليبيوس على ما وجد في أخبار الجبابرة بالسريانية ذكي الطبع قوي الفهم حريصاً مجتهداً في علم صناعة الطب .
واتفقت له اتفاقات حميدة معينة على التمهر في هذه الصناعة .
وقال الأمير أبو الوفاء المبشر بن فاتك في كتاب " مختار الحكم ومحاسن الكلم " : " إن أسقليبيوس هذا كان تلميذ هرمس وكان يسافر معه " .
وقال غيره : إن أسقليبيوس كان قبل الطوفان الكبير وهو تلميذ أغاثوذيمون المصري .
وأما أبو معشر البلخي المنجم فإنه ذكر في " كتاب الألوف " : " إن أسقليبيوس هذا لم يكن بالمتأله الأول في صناعة الطب ولا بالمبتدىء بها بل إنه عن غيره أخذ وعلى نهج من سبقه سلك " .
وذكر أنه كان تلميذ هرمس المصري .
وقال : إن الهرامسة كانوا ثلاثة .
أما " هرمس الأول " وهو المثلث بالنعم فإنه كان قبل الطوفان ومعنى هرمس لقب كما يقال قيصر وكسرى .
وأما " هرمس الثاني " فإنه من أهل بابل سكن مدينة الكلدانيين وهي بابل وكان بعد الطوفان في زمن نزيربال الذي هو أول من بنى مدينة بابل بعد نمرود بن كوش .


وكان بارعاً في علم الطب والفلسفة وعارفاً بطبائع الاعداد وكان تلميذه فيثاغورس الأرتماطيقي .
وأما " هرمس الثالث " فإنه سكن مدينة مصر وكان بعد الطوفان وهو صاحب كتاب " الحيوانات ذوات السموم " وكان طبيباً فيلسوفاً وعالماً بطبائع الأدوية القتالة والحيوانات المؤذية وكان له تلميذ يعرف بأسقليبيوس وكان مسكنه بأرض الشام .
أيلق ويقال له أيلة .
قال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل : " إن هذا أول حكيم تكلم في الطب ببلد الروم والفرس وهو أول من استنبط كتاب الإغريقي لهيامس الملك وتكلم في الطب وقاسه وعمل به .
الباب الثالث .
طبقان الأطباء اليونانيين الذين هم من نسل أسقليبيوس وذلك أن أسقليبيوس كما ذكرنا أولاً لما حصلت له معرفة صناعة الطب بالتجربة وبقيت غنده أمور منها وشرع في تعليمها لأولاده وأقاربه وكان الذي خلفه أسقليبيوس من التلاميذ من ولد وقرابة ستة وهم : ماغنيس وسقراطون وخروسيس الطبيب ومهراريس وموريدس وميساوس .
وكان كل واحد من هؤلاء ينتحل رأي أستاذه أسقليبيوس وهو رأي التجربة .
ولم يزل الطب ينتقل من هؤلاء التلاميذ إلى من علموه من الأهل إلى أن ظهر : غورس غورس هو الثاني من الأطباء الحذاق المشهورين الذين أسقليبيوس أولهم على ما ذكره يحيى النحوي وذلك أنه قال : .
الأطباء المشهورون الذين كان يقتدى بهم في صناعة الطب من اليونانيين على مايتناهى إلينا ثمانية وهم : " أسقليبيوس الأول " وغورس ومينس وبرمانيدس وأفلاطن الطبيب وأسقليبيوس الثاني وأبقراط وجالينوس " .
وكانت مدة حياة غورس سبعاَ وأربعين سنة منها : صبي ومتعلم سبع عشرة سنة وعالم معلم ثلاثين سنة .
وكان منذ وقت وفاة أسقليبيوس الأول إلى وقت ظهور غورس ثمانمائة وخمسين سنة .


وكان في هذه الفترة بين أسقليبيوس وبين غورس من الأطباء المذكورين : سورندوس ومانيوس وساوثاوس ومسيساندس وسقوريدس الأول وسيقلوس وسمرياس وأنطيماخس وقلغيموس واغانيس وإيرقلس وأسطورس الطبيب .
مينس ومينس هو الثالث من الأطباء المشهورين الثمانية الذين تقدم ذكرهم وكانت مدة حياته أربعاً وثمانين سنة منها : صبي ومتعلم أربعاً وستين سنة وعالم معلم عشرين سنة .
وكان منذ وقت وفاة غورس إلى ظهور مينس خمسمائة وستين سنة .
وكان في هذه الفترة التي بين غورس ومينس من الأطباء المذكورين .
أبيقورس وسقوريدوس الثا ني وأخطيفون وأسقوريس وراوس وأسفقلس وموطيمس وأفلاطن الأول الطبيب وأبقراط الأول ابن غنوسيديقوس .
ولما ظهر مينس نظر في مقالات من تقدم فإذا التجربة خطأ عنده فضم إليها القياس وقال : " لا يجب أن تكون تجربة بلا قياس لأنها تكون خطراً " ولما توفي خلف من التلاميذ أربعة وهم : قطرطس وأمينس وسورانس ومثيناوس القديم .
برمانيدس وبرمانيدس هو الرابع من الأطباء المشهورين الثمانية الذين تقدم ذكرهم وكانت مدة حياته أربعين سنة منها : صبي ومتعلم خمساً وعشرين سنة وكامل معلم خمس عشرة سنة .
وكان منذ وقت وفاة مينس إلى ظهور برمانيدس سبعمائة وخمس عشرة سنة .
وكان في هذه الفترة التي بين مينس وبرمانيدس من الأطباء المذكورين : سمانس وغوانس وأبيقورس وأسطفانس و أنيقولس وساوارس وحوراطيمس وفولوس وسوانيديقوس وساموس ومثينانوس الثا ني وأفيطافلون وسوناخس وسويازيوس ومامالس .
أفلاطن الطبيب وأفلاطن الطبيب هو الخامس من الأطباء المشهورين الثمانية الذين تقدم ذكرهم وكانت مدة حياته ستين سنة منها : صبي ومتعلم أربعين سنة وعالم معلم عشرين سنة .


ولما توفي أفلاطن خلف من تلاميذه من أولاده وأقربائه ستة وهم : ميرونس وأفرده بالحكم على الأمراض وفورونوس وأفرده بالتدبير للابدان وفوراس وأفرده بالفصد والكي وثافرورس وأفرده بعلاج الجراحات وسرجس وأفرده بعلاج العين وفانيس وأفرده بجبر العظام المكسورة وإصلاح المخلوعة .
ولم يزل الطب يجري أمره على سداد بين هؤلاء التلاميذ وبين من خلفوه إلى أن ظهر : أسقليبيوس الثاني وأسقليبيوس الثاني هو السادس من الأطباء المشهورين الثمانية الذين تقدم ذكرهم وكانت مدة ولما ظهر أسقليبيوس الثاني نظر في الآراء القديمة فوجد أن الذي يجب أن يعتقد هو رأي أفلاطن فانتحله .
ثم توفي وخلف ثلاثة تلاميذ من أهل بيته لا غريب فيهم ولا طبيب سواهم وهم : أبقراط بن إيراقليدس وماغارينس وأرخس .
ولم تمض عدة أشهر حتى توفي ماغارينس ولحقه أرخس وبقي أبقراط وحيد دهره طبيباً كامل الفضائل تضرب به الأمثال .
الباب الرابع .
طبقات الأطباء اليونانيين الذين أذاع أبقراط فيهم صناعة الطب أبقراط إن أبقراط على ما تقدم ذكره وهو السابع من الأطباء الكبار المذكورين الذين أسقليبيوس أولهم .
وكانت مدة حياة أبقراط خمساً وتسعين سنة منها صبي ومتعلم ست عشرة سنة وعالم معلم تسعاً وسبعين سنة .
وكان منذ وقت وفاة أسقليبيوس الثاني إلى ظهور أبقراط سنتين .
فلما نظر أبقراط في صناعة الطب ووجدها قد كادت أن تبيد لقلة الأبناء المتوارثين لها من آل أسقليبيوس رأى أن يذيعها في جميع الأرض وينقلها إلى سائر الناس ويعلم المستحقين لها حتى لا تبيد وقال : " إن الجود بالخير يجب أن يكون على كل أحد يستحقه قريباً كان أو بعيداً " .
واتخذ الغرباء وعلمهم هذه الصناعة الجليلة وعهد إليهم العهد الذي كتبه وأحلفهم بالأيمان المذكورة فيه أن لا يخالفوا ما شرطه عليهم وأن لا يعلموا هذ العلم أحداً إلا بعد أخذ هذا العهد عليه .
أقول وهذه نسخة العهد الذي وضعه أبقراط .


قسم أبقراط قال أبقراط : " إني أقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج .
وأقسم بأسقليبيوس .
وأقسم بأولياء الله من الرجال والنساء جميعاً .
وأشهدهم جميعاً على أني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط .
وأرى أن المعلم لي هذه الصناعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي .
وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخوتي وأعلمهم هذه الصناعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط .
وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط أو حلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في الصناعة .
وأما غير هؤلاء فلا أفعل به ذلك وأقصد في جميع التدابير بقدر طاقتي منفعة المرضى .
وأما الأشياء التي تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي .
ولا أعطي إذا طلب مني دواء قتالاً ولا أشير أيضا بمثل هذه المشورة .
وكذلك أيضاً لا أرى أن أدني من النسوة فرزجة تسقط الجنين .
وأحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ولا أشق أيضاً عمَن في مثانته حجارة ولكن أترك ذلك إلى من كانت حرفته هذا العمل .
وكل المنازل التي أدخلها إنما أدخل إليها لمنفعة المرضى وأنا بحال خارجة عن كل جور وظلم وفساد إراديّ مقصود إليه في سائر الأشياء وفي الجماع للنساء والرجال الأحرار منهم والعبيد .
وأما الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها في غير أوقات علاجهم في تصرف الناس من الأشياء التي لا يُنطق بها خارجاً فأمسك عنها وأرى أن أمثالها لا ينطق به .
فمن أكمل هذه اليمين ولم يفسد شيئاً كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائماً ومن تجاوز ذلك كان بضده " .
وصية أبقراط وهذه نسخة وصية أبقراط المعروفة بترتيب الطب .


قال أبقراط : " ينبغي أن يكون المتعلم للطب في جنسه حراً وفي طبعه جيداً حديث السن معتدل القامة متناسب الأعضاء جيد الفهم حسن الحديث صحيح الرأي عند المشورة عفيفا شجاعاً غير محب للفضة مالكاً لنفسه عند الغضب ولا يكون تاركاً له في الغاية ولا يكون بليداً .
وينبغي أن يكون مشاركاَ للعليل مشفقاً عليه حافظاً للأسرار لأن كثيراً من المرض يوقفونا وينبغي أن يكون محتملاَ للشتيمة لأن قوماً من المبرسمين وأصحاب الوسواس السوداوي يقابلونا بذلك وينبغي لنا أن نحتملهم عليه ونعلم أنه ليس منهم وأن السبب فيه المرض الخارج عن الطبيعة .
وينبغي أن يكون حلق رأسه معتدلاً مستوياً لا يحلقه ولا يدعه كالجمة ولا يستقصي قص أظافير يديه ولا يتركها تعلو على أطراف أصابعه .
وينبغي أن تكون ثيابه بيضاء نقية لينة ولا يكون في مشيه مستعجلاً لأن ذلك دليل على الطيش ولا متباطئاً لأنه يدل على فتور النفس .
وإذا دعي إلى المريض فليقعد متربعاً ويختبر منه حاله بسكون وتأن لا بقلق واضطراب فإن هذا الشكل والزي والترتيب عندي أفضل من غيره " .
والذي انتهى إلينا ذكره ووجدنا من كتب أبقراط الصحيحة يكون نحو ثلاثين كتاباَ .
والذي يمرس من كتبه لمن يقرأ صناعة الطب إذا كان درسه على أصل صحيح وترتيب جيد إثنا عشر كتاباً وهي المشهورة من سائر كتبه : .
كتاب الأجنة كتاب طبيعة الإنسان كتاب الفصول كتاب تقدمة المعرفة كتاب الأمراض الحادة كتاب أوجاع النساء كتاب الأمراض الوافدة ويسمى إبيديما كتاب الأخلاط كتاب الغذاء .
كتاب " قاطيطريون " أي حانوت الطبيب وهو ثلاث مقالات .
ويستفاد من هذا الكتاب ما يحتاج إليه من أعمال الطب التي تختص بعمل اليدين دون غيرهما من الربط والشد والجبر والخياطة ورد الخلع والتنطيل والتكميد وجميع ما يحتاج إليه .
كتاب الكسر والجبر .
ولما توفي أبقراط خلف من الأولاد والتلاميذ من آل أسقليبيوس وغيرهم أربعة عشر .


أما أولاده فهم أربعة : تاسلوس ودراقن وابناهما : أبقراط بن ثاسلوس بن أبقراط وأبقراط بن دراقن بن أبقراط .
فكل واحد من ولديه كان له ولد سماه أبقراط باسم جده .
ووجدتُ ببعض المواضيع أن أبقراط كانت له ابنة تسمى مالانا أرسا وكان لها براعة في صناعة الطب ويقال أنها كانت أبرع من أخويها .
والأطباء المذكورون في الفترة التي بين أبقراط وجالينوس خلا تلاميذ أبقراط في نفسه وأولاده فهم سنبلقيوس المفسر لكتب أبقراط وأنقيلاوس الأول الطبيب وأرسيسطراطس الثاني القياسي ولوقس وميلن الثاني وغالوس وميرتديطوس صاحب العقاقير وسقالس المفسر لكتب أبقراط ومانطلياس المفسر أيضاً لكتاب أبقراط وغولس الطارنطائي ومغنس الحمصي صاحب كتاب البول وعاش تسعين سنة وأنمروماخس القريب العهد وعاش تسعين سنة وأبراس الملقب بالبعيد وسوناخس الأثيني صاحب الأدوية والصيدلة وروفس الكبير وكان من مدينة أفسس ولم يكن في زمانه أحد مثله في صناعة الطب وقد ذكره جالينوس في بعض كتبه وفضله ونقل عنه .


ولروفس من الكتب : كتاب الماليخوليا وكتاب الأربعين مقالة كتاب تسمية أعضاء الإنسان مقالة في العلة التي يعرض معها الفزع من الماء مقالة في اليرقان والمرارة مقالة في الأمراض التي تعرض في المفاصل مقالة في تنقيص اللحم مسالة : كتاب تدبير من لا يحضره طبيب مقالتان مقالة في الذبحة كتاب طب أبقراط مقالة في استعمال الشراب مقالة في علاج اللواتي لا يحبلن مقالة في قضايا حفظ الصحة مقالة في الصرع مقالة في الحمى الربع مقالة في ذات الجنب وذات الرئة كتاب التدبير مقالتان كتاب الباه مقالة كتاب الطب مقالة في الأعمال التي تعمل في البيمارستانات مقالة في اللبن مقالة في الفواق مقالة في الأبكار مقالة في التين مقالة في تدبير المسافر مقالة في البخر مقالة في القيء مقالة في الأدوية القاتلة مقالة في أدوية علل الكلى والمثانة مقالة في هل كثرة شرب الماء في الولائم نافع مقالة في الأورام الصلبة مقالة في الحفظ مقالة في علة ديونوسوس وهو القيح مقالة في الجراحات مقالة في تدبير الشيخوخة مقالة في وصايا الأطباء مقالة في الحقن مقالة في الولادة مقالة في الخلع مقالة في علاج احتباس الطمث مقالة في الأمراض المزمنة على رأي أبقراط مقالة في مراتب الأدوية مقالة فيما ينبغي للطبيب أن يسأل عنه العليل مقالة في تربية الأطفال مقالة في دوران الرأس مقالة في البول مقالة في العقار الذي يدعى سوساً مقالة في النزلة إلى الرئة مقالة في علل الكبد المزمنة مقالة في أن يعرض للرجال انقطاع التنفس مقالة في شرى المماليك مقالة في علاج صبي يصرع مقالة في تدبير الحبالى مقالة في التخمة مقالة في السذاب مقالة في العَرَق مقالة في إيلاوس مقالة في أبلمسيا .
وكان من الأطباء المذكورين أيضاً في الفترة التي بين أبقراط وجالينوس : أبولونيوس وأرشيجانس وله أيضاً كتب عدة في صناعة الطب .


ووجدت له من ذلك مما نقل إلى العربي : كتاب أسقام الأرحام وعلاجها كتاب طبيعة الإنسان كتاب في النقرس .
ومن أولئك الأطباء أيضاً دياسقوريدس الأول المفسر لكتب أبقراط وطيماوس الفلسطيني المفسر لكتب أبقراط أيضاً ونباديطوس الملقب بموهبة الله في المعجونات وميسياوس المعروف بالمقسم للطب ومارس الحيلي الملقب بثاسلس وأقريطن الملقب بالمزين وهو صاحب كتاب الزينة - وقد نقل جالينوس عنه أشياء من كتابه في كتاب الميامر - وأقاقيوس وجارمكسانس وأرثياثيوس وماريطوس وقاقولونس ومرقس وبرغالس وهرمس الطبيب ويولاس وحاحونا وحلمانس وفيلس الخلقدوني الملقب بالقادر من قبل أنه كان يتجرأ على العلاجات الصعبة ويشفيها وديدقراطيس الثاني وأفروسيس ة وأكسانقراطس وأفروديس وبطليموس الطبيب وسقراطس الطبيب ومارقس الملقب بعاشق العلوم وسوررس وفوريس قادح العيون ونيادريطوس الملقب بالساهر وفرفوريوس التأليفي صاحب الكتب الكثيرة ودياسقوريدس العين زربي .
بندقليس قال القاضي صاعد : إن بندقليس كان في زمن داود النبي عليه السلام على ما ذكره العلماء فيثاغورس ويقال فوثاغوراس وفوثاغوريا وقال القاضي صاعد في كتاب طبقات الأمم : إن فيثاغورس كان بعد بندقليس بزمان وكان قد أخذ الهندسة عن المصريين ثم رجع إلى بلاد اليونان وأدخل عندهم علم الهندسة وعلم الطبيعة وعلم الدين واستخرج بذكائه علم الألحان وتأليف النغم وأوقعها تحت النسب العددية .
قال الأمير المبشر بن فاتك : كان لفيثاغورس أب اسمه منيسارخوس من أهل صور وكان له أخوان اسم الأكبر منهما أونوسطوس والآخر طورينوس وكان اسم أمه بوثايسر بنت رجل اسمه أجقايوس من سكان ساموس .
ولما جلا منيسارخوس عن صور سكن ساموس ومعه أولاده أونوسطوس وطورينوس وفيثاغورس .
وقال فلوطرخس أن فيثاغورس أول من سمى الفلسفة بهذا الإسم .


ومما يوجد لفيثاغورس من الكتب : كتاب الأرثماطيقي كتاب الألواح كتاب في النوم واليقظة كتاب في كيفية النفس والجسد رسالة إلى متمرد صقلية الرسالة الذهبية رسالة إلى سقايس في استخراج المعاني رسالة في السياسة العقلية رسالة إلى فيمدوسيوس .
سقراط إنا سقراط كان من تلاميذ فيثاغورس .
اقتصر من الفلسفة على العلوم الإلهية أعرض عن ملاذ الدنيا ورفضها وأعلن بمخالفة اليونانيين في عبادتهم الأصنام وقابل رؤساءهم بالحجاج والأدلة الإلهية فثوروا العامةِ عليه واضطروا ملكهم إلى قتله فأودعه الملك الحبس تحمُداً إليهم ثم سقاه السم تفادياً من شرهم .
ومن آثاره مناظرات جرت له مع الملك محفوظة وله وصايا شريفة وآداب فاضلة وحكم مشهورة ومذاهب في الصفات قريبة من مذاهب فيثاغورس وبندقليس إلا أن له في شأن المعاد آراء ضعيفة بعيدة عن محض الفلسفة خارجة عن المذاهب المحققة .
أفلاطون يقال فلاطن وأفلاطن وأفلاطون .
قال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل في كتابه : " أفلاطن الحكيم من أهل مدينة أثينيا رومي فيلسوف يوناني .
طبي عالم بالهندسة وطبائع الأعداد وله في الطب كتاب بعثه إلى طيماوس تلميذه وله في الفلسفة كتب وأشعار .
وبلغ أفلاطون من العمر إحدى وثمانين سنة وكان حسن الأخلاق كريم الأفعال كثير الإحسان إلى كل ذي قرابة منه وإلى الغرباء متئداً حليماً صبوراً .
وكان له تلاميذ كثيرة وتولى التدريس بعده رجلان أحدهما بأثينية في الموضع المعروف بأكاديميا وهو كسانو قراطيس والآخر بلوقين من عمل أثينية أيضاً وهو أرسطوطاليس .
وصنف كتباً كثيرة منها ما بلغنا اسمه ستة وخمسون كتاباً وفيها كتب كبار يكون فيها عدة مقالات .
وكتبه يتصل بعضها ببعض أربعة أربعة يجمعها غرض واحد ويخص كل واحد منها غرض خاص يشتمل عليه ذلك الغرض العام ويسمى كل واحد منها رابوعاً وكل رابوع منها يتصل بالرابوع الذي قبله " .


أرسطوطاليس هو أرسطوطاليس بن نيقوماخس الجراسني الفيثاغوري وتفسيرنيقوماخس : قاهر الخصم وتفسير أرسطوطاليس : تام الفضيلة حكى ذلك أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي .
كان نيقوماخس فيثاغوري المذهب وله تأليف مشهور في الأرثماطيقي .
قال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل في كتابه عن أرسطوطاليس : أنه كان فيلسوف الروم وعالمها وجهبذها ونحريرها وخطيبها وطبيبها .
قال : وكان أوحد في الطب وغلب عليه علم الفلسفة .
وقال بطليموس في كتابه إلى غلس في سيرة أرسطوطاليس وخبره ووصيته وفهرست كتبه المشهورة : إنه كان أصل أرسطوطاليس من المدينة التي تسمى أسطاعيرا وهي من البلاد التي يقال لها خلقيديق مما يلي بلاد تراقية بالقرب من أولنش وماثوني وكان اسم أمه أفسطيا .
قال : وكان نيقوماخس أبو أرسطوطاليس طبيب أمنطس أبى فيلبس وفيلبس هذا هو أبو الاسكندر الملك .
ولما أن مات فيلبس وملك الاسكندر بعده وشخص عن بلاده لمحاربة الأمم وحاز بلاد آسيا صار أرسطوطاليس إلى التبتل والتخلي عما كان فيه من الاتصال بأمور الملوك والملابسة لهم وصار إلى أثينية فهيأ موضع التعليم وهو المنسوب إلى الفلاسفة المشائين .
وقال المبشر بن فاتك : وكان أرسطوطاليس كثير التلاميذ من الملوك وأبناء الملوك وغيرهم منهم ثاوفرسطس وأذيموس والإسكندروس الملك وأرمينوس وأسخولوس وغيرهم من الأفاضل المشهورين بالعلم .
ثاوفرسطس أحد تلاميذ أرسطوطاليس وابن خالته وأحد الأوصياء الذين وصى إليهم أرسطوطاليس وخلفه على دار التعليم بعد وفاته .
ولثاوفرسطس من الكتب : كتاب النفس مقالة .
كتاب الآثار العلوية مقالة .
كتاب الأدلة مقالة .
كتاب الحس أو المحسوس أربع مقالات .
كتاب مابعد الطبيعة مقالة .
كتاب أسباب النبات تفسير كتاب الإسكندر الأفروديسي الدمشقي كان في أيام ملوك الطوائف بعد الإسكندر الملك ورأى جالينوس واجتمع معه .


وكان فيلسوفاً متقناً للعلوم الحكمية بارعاً في العلم الطبيعي وله مجلس عام يدرس فيه الحكمة وقد فسر أكثر كتب أرسطوطاليس .
وتفاسيره مرغوب فيها مفيدق ! للاشتغال بها .
الباب الخامس .
طبقات الأطباء اللذين كانوا منذ زمان جالينوس وقريبا منه جالينوس كانت مدة حياة جالينوس سبعاً وثمانين سنة منها : صبي ومتعلم سبع عشرة سنة وعالم معلم سبعين سنة .
أقول : وكان مولد جالينوس بعد زمان المسيح بتسع وخمسين سنة على ما أرخه إسحاق .
فأما قول من زعم أنه كان معاصره وأنه توجه إليه ليراه ويؤمن به فغير صحيح .
وقد أورد جالينوس في مواضع متفرقة من كتبه ذكر موسى والمسيح وتبين من قوله أنه كان من بعد المسيح بهذه المدة التي تقدم ذكرها .
وقال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي : كان جالينوس بعد المسيح بنحو مائتي سنة وبعد أبقراط بنحو ستمائة سنة وبعد الاسكندر بنحو خمسمائة سنة ونيف .
قال المبشر بن فاتك : " وسافر جالينوس إلى أثينية ورومية والإسكندرية وغيرها من البلاد في طلب العلم وتعلم من أرمنيس الطب " وتعلم أولاً من أبيه ومن جماعة مهندسين ونحاة : الهندسة واللغة والنحو وغير ذلك .
ودرس الطب أيضاً على امرأة اسمها قلاوبطر وأخذ عنها أدوية كثيرة ولا سيما ما تعلق بعلاجات النساء .
وشخص إلى قبرس ليرى القلقطار في معدنه .
وكذلك شخص إلى جزيرة لمنوس ليرى عمل الطين المختوم فباشر كل ذلك بنفسه وصححه برؤيته .
وسافر أيضاً إلى مصر وأقام بها مدة فنظر عقاقيرها ولا سيما الأفيون في بلد أسيوط من أعمال صعيدها .
ثم خرج متوجهاً منها نحو بلاد الشام راجعاً إلى بلده فمرض في طريقه ومات بالفرما وهي مدينة على البحرالأخضر في آخر أعمال مصر .
وقال المسعودي في كتاب " المسالك والممالك " أن الفرما على شط بحيرة تنيس وهي مدينة حصينة وبها قبر جالينوس اليوناني .
مصنفات جالينوس كتاب بينكس وهو الفهرست وغرضه في هذا الكتاب : أن يصف الكتب التي وضعها .


كتاب في مراتب قراءة كتبه مقالة واحدة وغرضه فيها : أن يخبر كيف ينبغي أن ترتب كتبه في قراءتها .
كتاب الصناعة الصغيرة .
كتاب النبض الصغير .
كتاب إلى أغلوقن .
كتاب في العضل .
كتاب في العصب .
كتاب الأسطقسات .
كتاب المزاج .
كتاب القوى الطبيعية .
كناب العلل والأعراض .
كتاب تعرف علل الأعضاء الباطنة .
كتاب النبض الكبير .
كتاب أصناف الحميات .
كتاب البُحران .
كتاب أيام البحران .
كناب علاج التشريح وهو الذي يعرف بالتشريح الكبير .
إختصار كتاب مارينس في التشريح .
إختصار كتاب لوقس في التشريح .
كتاب فيما وقع من الاختلاف بين القدماء في التشريح .
كتاب تشريح الأموات .
كتاب تشريح الأحياء .
كتاب في علم أبقراط بالتشريح .
كتاب في آراء أراسطراطس بالتشريح .
كتاب فيما يعلمه لوقس من أمر التشريح .
كتاب فيما خالف فيه لوقس في التشريح .
كتاب في تشريح الرحم .
كتاب في مفصل الفقرة من فقار الرقبة .
كتاب في اختلاف الأعضاء المتشابهة الأجزاء .
كتاب في تشريح آلات الصوت .
كناب في حركة الصدر والرئة .
كتاب في علل النفس .
كتاب في الصوت .
كتاب في حركة العضل .
مقالة في مناقضة الخطأ الذي اعتقد في تمييز البول من الدم مقالة في الحاجة إلى النبض .
مقالة في الحاجة إلى التنفس .
مقالة في العروق الضوارب هل يجري فيها الدم بالطبع أم لا .
كتاب في قوى الأدوية المسهلة .
كتاب في العادات .
كتاب في آراء أبقراط وفلاطن .
كتاب في الحركة المعتاصة .
كتاب في آلة الشم .
كناب منافع الأعضاء .
مقالة في أفضل هيئات البدن .
مقالة في سوء المزاج المختلف .
كتاب الأدوية المفردة .
مقالة في دلائل علل العين .
مقالة في أوقات الأمراض .
كتاب الامتلاء ويعرف أيضاً بكتاب الكثرة .
مقالة في الأورام .
مقالة في الأسباب البادية .
مقالة في الأسباب المتصلة بالأمراض .
مقالة في الرعشة والنافض والاختلاج والتشنج .
مقالة في أجزاء الطب .
كتاب المني .


مقالة في تولد الجنين المولود لسبعة أشهر .
مقالة في المرة السوداء .
كتاب إدرار الحميات وتراكيبها .
إختصار كتابه المعروف بالنبض الكبير .
كتاب في النبض .
كتاب نوادر تقدمة المعرفة .
إختصار كتابه في حيلة البره .
كتاب الفصد .
كتاب الذبول .
مقالة في صفات لصيي يصرع .
كتاب قوى الأغذية .
كتاب التدبير الملطف .
إختصار هذا الكتاب الذي في التدبير الملطف .
كتاب الكيموس الجيد والرديء .
كتاب في أفكار أرساسطراطس في مداواة الأمراض .
كتاب تدبير الأمراض الحادة على رأي أبقراط .
كتاب تركيب الأدوية .
أقول : وجملة هذا الكتاب الذي رسمه جالينوس في تركيب الأدوية لا يوجد في هذا ! قت إلا وهو منقسم إلى كتابين .
فالأول يعرف بكتاب قاطاجانس .
والآخر يعرف بكتاب الميامر .
كتاب الأدوية التي يسهل وجودها .
كتاب الأدوية المقابلة للأدواء .
كتاب الترياق إلى مفيليانوس .
كتاب الترياق إلى قيصر .
كتاب الحيلة لحفظ الصحة .
كتاب الرياضة بالكرة الصغيرة .
تفسير كتاب عهد أبقراط .
تفسير كتاب الفضول لأبقراط .
تفسير كتاب الكسر لأبقراط .
تفسير كتاب رد الخلع لأبقراط .
تفسير كتاب تقدمة المعرفة لأبقراط .
تفسير كتاب تدبير الأمراض الحاثة لأبقراط .
تفسير كتاب جراحات الرأس لأبقراط .
تفسير كتاب أبيديما لأبقراط .
تفسير كتاب الأخلاط لأبقراط .
تفسير كتاب تقدمة الإنذار لأبقراط .
تفسير كتاب قاطيطريون لأبقراط .
تفسير كتاب الهواء والماء والمساكن لأبقراط .
تفسير كتاب الغذاء لأبقراط .
تفسير كتاب طبيعة الجنين لأبقراط .
تفسير كتاب طبيعة الإنسان لأبقراط .
كتاب في أن رأي أبقراط في كتاب طبيعة الإنسان وفي سائر كتبه واحد .
كتاب في أن الطبيب الفاضل يجب أن يكون فيلسوفاً .
كتاب في كتب أبقراط الصحيحة وغير الصحيحة .
كتاب في البحث عن صواب ما ثلب به قوينطس أصحاب أبقراط الذين قالوا بالكيفيات الأربع .
كتاب في ألفاظ أبقراط .
كتاب في جوهر النفس .


كتاب في تجربة الطبيعة .
كتاب في الحث على تعميم الطب .
كتاب في جمل التجربة .
كتاب في محنة أفضل الأطباء .
كتاب فيما يعتقده رأياً .
كتاب في الأسماء الطبية .
كتاب البرهان .
كتاب في القياسات الوضعية .
كتاب في قوام الصناعات قال حنين : إنه لم يجد من هذا الكتاب باليونانية إلا نتفاً منه .
كتاب في تعرف الإنسان عيوب نفسه : مقالتان .
وقال حنين أنه لم يجد منه باليونانية إلا مقالة واحدة ناقصة .
كتاب الأخلاق .
مقالة في أن أخيار الناس : قد ينتفعون بأعدائهم .
كتاب فيما ذكره أفلاطون في كتابه المعروف بطيماوس من علم الطب .
كتاب في أن قوى النفس تابعة لمزاج البدن .
كتاب جوامع كتب أفلاطون .
كتاب في أن المتحرك الأول لا يتحرك .
كتاب المدخل إلى المنطق .
مقالة في عدد المقاييس .
تسير الكتاب الثاني من كتب أرسطوطاليس .
كتاب فيما يلزم الذي يلحن في كلامه .
قال حنين بن إمسحاق : وقد وجدنا أيضاَ كتباً أخرى قد وسمت باسم جالينوس وليست له لكن بعضها نتف اخترعها قوم آخرون من كلامه فألفوا منها كتباً وبعضها قد كان وضعها من كان قبل جالينوس فوسمت بآخره باسم جالينوس .


أقول : " وبالجملة فإن لجالينوس أيضاً كتباً أخر كثيرة مما لم يجده الناقلون منها ومما قد اندرس على طول الزمان وخصوصاً ما في المقالة الثانية مما قد ذكره جالينوس في فهرست كتبه المسمى الأطباء المشهورون بعد وفاة جالينوس فاما الأطباء المشهورون من بعد وفاة جالينوس وقريباً منه فمنهم : إصطفن الإسكندراني وأنقيلاوس الإسكندراني وجاسيوس الإسكندراني ومارينوس الإسكندراني وهؤلاء الأربعة هم ممن فسر كتب جالينوس وجمعها واختصرها وأوجز القول فيها وطيماوس الطرسوسي وسيمري الملقب بالهلال لأنه كان كثير الملازمة لمنزله منغمساً في العلوم والتأليفات فكان لا يراه الناس إلا كل مدة فلقب بالهلال من الإستتار ومغنس الإسكندراني وأريباسيوس صاحب الكنانيش طبيب يليان الملك ولأريباسيوس من الكتب : كتاب إلى ابنه أسطاث تسع مقالات كتاب مزج الاحشاء كتاب الأدوية المستعملة كتاب السبعين مقالة كناشة وفولس الأجانيطي .
وله من الكتب كناش الثريا مقالة في تدبير الصبي وعلاجه واصطفن الحراني وأريباسيوس القوابلي .
ولقب بذلك لأنه كان ماهراً بمعرفة أحوال النساء ة ودياسقوريدس الكحال .
الباب السادس طبقات الأطباء الاسكندرانيين ومن كان في أزمنتهم من الأطباء النصاري وغيرهم قال المختار بن حسن بن بطلان : إن الإسكندرانيين الذين جمعوا كتب جالينوس الستة عشر وفسروها كانوا سبعة وهم : إصطفن وجاسيوس وثاودوسيوس وأكيلاوس وأنقيلاوس وفلاذيوس ويحيى النحوي وكانوا على مذهب المسيح .
وقيل إن أنقيلاوس الإسكندراني هو كان المقدم على سائر الإسكندرانيين وإنه هوالذي رتب الكتب الستة عشر لجالينوس .
وعمر من هؤلاء الاسكندرانيين يحيى النحوي الإسكندراني الأسكلاني حتى لحق أوائل الإسلام .
قال محمد بن إسحاق النديم البغدادي في " كتاب الفهرست " : إن يحيى النحوي كان تلميذ ساواري .
ولأنه أول ما ابتدأ بالنحو فنسب إليه واشتهر به ووضع كتباً كثيرة منها تفاسير وغيرها .


وليحيى النحوي هذا لقب آخر بالررمي يقال له فيلوبينوس أي المجتهد .
كتب يحيي النحوي وليحيى النحوي من الكتب : تفسير كتاب قاطيغورياس لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب أنالوطيقا الأولى لأرسطوطاليس فسر منها إلى الأشكال الحملية .
تفسير كتاب أنالوطقيا الثانية لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب طوبيقا لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب السماع الطبيعي لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب الكون والفساد لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب مايال لأرسطوطاليس .
تفسير كتاب الفرق لجالينوس .
تفسير كتاب الصناعة الصغير لجالينوس .
تفسير كتاب النبض الصغير لجاليَنوس .
تفسير كتاب أغلوقن لجالينوس .
تفسير كتاب الاسطقسات لجالينوس .
تفسير كتاب المزاج لجالينوس .
تفسير كتاب القوي الطبيعية لجالينوس .
تفسير كتاب التشريع الصغير لجالينوس .
تفسير كتاب العلل والاعراض لجالينوس .
تفسير كتاب الحميات لجالينوس .
تفسير كتاب البُحران لجالينوس .
تفسير أيام البحران لجالينوس .
تفسير كتاب حيلة البرء لجالينوس .
تفسير كتاب تدبير الأصحاء لجالينوس .
تفسير كتاب منافع الأعضاء لجالينوس .
جوامع كتاب الترياق لجالينوس .
جوامع كتاب الفصد لجالينوس .
كتاب الرد على برقلس ثمان عشرة مقالة .
كتاب في أن كل جسم متناه فوقته متناهية .
كتاب الرد على أرسطوطاليس ست مقالات .
مقالة يرد فيها على نسطورس .
كتاب يرد فيه على قوم لا يعرفون مالتان مقالة أخرى يرد فيها على قوم أخر .
مقالة في النبيض .
نقضه للثمان عشرة مسألة لديدوخس برقلس الأفلاطوني شرح كتاب إيساغوجي لفرفوريوس .
أقول : " وللإسكندرانيين أيضاً جوامع كثيرة في العلوم الحكمية والطب ولا سيما لكتب جالينوس وشروحاتها لكتب أبقراط " .
فأما الأطباء المذكورون من النصارى وغيرهم ممن كان معاصراً هؤلاء الأطباء الإسكندرانيين شمعون الراهب المعروف بطيبويه .
وأهرن القس صاحب الكناش .
ويوحنا بن سرابيون وجميع ما ألف سرياني .


وكان والده سرابيون طبيباً من أهل باجرمي .
وخرج ولداه طبيبين فاضلين وهما : يوحنا وداوود .
ومنهم : أنطيلس وبرطلاوس وسندهشار والقهلمان وأبو جريج الراهب وأوراس وبوينوس البيروتي وسيورخنا وفلاغوسوس وعيسى بن قسطنطين ويكنى أبا موسى وكان من جملة أفاضل الأطباء وله من الكتب : كتاب الأدوية المفردة كتاب في البواسير وعللها وعلاجها وأرس وسرجس الرأس عيني وهو أول من نقل كتب اليونانيين على ما قيل إلى لغة السريانيين وكان فاضلاً وله مصنفات كثيرة في الطب والفلسفة وأطنوس الآمدي صاحب الكناش المعروف ببقوقونا وغريغوريوس صاحب الكناش .
وأكثر كتب هؤلاء موجودة وقد نقل الرازي كثيراً من كلامهم في كناشه الكبير الجامع المعروف بالحاوي .
الباب السابع .
طبقات الأطباء الذين كانوا في أول ظهور الإسلام من أطباء العرب وغيرهم الحارث بن كلدة الثقفي كان من الطائف وسافر في البلاد وتعلم الطب بناحية فارس وتمرن هناك وعرف الداء والدواء .
وبقي أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب .
ويروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه مرض بمكة مرضاً فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ادعوا له الحارث بن كلمة فإنه رجل يتطبب .
فلما دعاه الحارث نظر إليه وقال : " ليس عليه بأس اتخذوا له فريقة بشيء من تمر عجوة وحلبة يطبخان " فتحساها فبرىء .
وكانت للحارث معالجات كثيرة ومعرفة بما كانت العرب تعتاده وتحتاج إليه من المداواة .
وله كلام مستحسن فيما يتعلق بالطب وغيره .
النضر بن الحارث بن كلدة الثقفي هو ابن خالة النبي صلى الله عليه وسلم وكان النضر قد سافر البلاد أيضاً كأبيه .
واجتمع مع الأفاضل والعلماء بمكة وغيرها وعاشر الأحبار والكهنة .
واشتغل وحصل من العلوم القديمة أشياء جليلة القدر واطلع على علوم الفلسفة وأجزاء الحكمة وتعلم من أبيه أيضاً ما كان يعلمه من الطب وغيره .


وكان النضر يؤاتي أبا سفيان في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم لكونه كان ثقفياً كما قال ابن أبي رمثة التميمي كان طبيباً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مزاولاً لأعمال اليد وصناعة الجراح .
عبد الملك بن أبجر الكناني كان طبيباً عالماً ماهراً .
وكان في أول أمره مقيماً في الإسكندرية لأنه كان المتولي في التحريس بها من بعد الإسكندرانيين الذين تقدم ذكرهم .
وذلك عندما كانت البلاد في ذلك الوقت لملوك النصارى .
ثم إن المسلمين لما استولوا على البلاد وملكوا الإسكندرية أسلم ابن أبجر على يد عمر بن عبد العزيز .
ابن أثال كان طبيباً متقدماً من الأطباء المتميزين في دمشق نصراني المذهب .
ولما ملك معاوية بن أبي سفيان دمشق اصطفاه لنفسه وأحسن إليه وكان كثير الافتقاد له والاعتقاد فيه والمحادثة معه ليلاً ونهاراً .
وكان ابن أثال خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة وقواها وما منها سموم قواتل وكان معاوية يقربه لذلك كثيراً .
أبو الحكم كان طبيباً نصرانياً عالماً بأنواع العلاج والأدوية وله أعمال مذكورة وصفات مشهورة .
وكان وعمر أبو الحكم هذا عمراً طويلاً حتى تجاوز المائة سنة .
حكم الدمشقي كان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبية والصفات البديعة .
وكان مقيماً بدمشق .
وعمر أيضاً عمراً طويلاً .
قال أبو يوسف بن إبراهيم : حدثني عيسى بن حكم أن والده توفي وكان عبد الله بن طاهر بدمشق في سنة عشر ومائتين وأن عبد الله سأله عن مبلغ عمر أبيه فأعلمه أنه عمره مائة وخمس سنين لم يتغير عقله ولم ينقص علمه .
فقال عبد الله : عاش حكم نصف التاريخ .
عيسى بن حكم الدمشقي وهو المشهور بمسيح صاحب الكنائس الكبير الذي يعرف به وينسب إليه .
تياذوق كان طبيباً فاضلاً وله نوادر وألفاظ مستحسنة في صناعة الطب .
وعمر وكان في أول دولهّ بني أمية ومشهوراً عندهم بالطب .


وصحب أيضاً الحجاج بن يوسف الثقفي المتولي من جهة عبد الملك بن مروان وخدمه بصناعة الطب وكان يعتمد عليه ويثق بمداواته وكان له منه الجامكية الوافرة والافتقاد الكثير .
كانت عارفة بالأعمال الطبية خبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات مشهورة بين العرب بذلك الباب الثامن .
طبقات الأطباء السريانيين الذين كانوا في .
ابتداء ظهور دولة بني العباس .
جورجيوس بن جبرائيل كانت له خبرة بصناعة الطب ومعرفة بالمداواة وأنواع العلاج وخدم بصناعة الطب المنصور وكان حظياً عنده رفيع المنزلة ونال من جهته أموالاً جزيلة .
وقد نقل للمنصور كتباً كثيرة من كتب اليونانيين إلى العربي .
ولجورجس من الكتب كناشه المشهور ونقله حنين بن إسحاق من السرياني إلى العربي .
بختيشوع بن جورجس ومعنى بختيشوع عبد المسيح لأن في اللغة السريانية البخت العبد ويشوع عيسى عليه السلام .
وكان بختيشوع يلحق بأبيه في معرفته بصناعة الطب ومزاولته لأعمالها وخدم هارون الرشيد وتميز في أيامه .
ولبختيشوع بن جورجس من الكتب : كناش مختصر .
كتاب التذكرة ألفه لابنه جبرائيل .
جبرائيل بن بختيشوع بن جورجس كان مشهوراً بالفضل جيد التصرف في المداواة .
عالي الهمة سعيد الجد حظياً عند الخلفاء رفيع المنزلة عندهم كثيري الإحسان إليه .
وحصل من جهتهم من الأموال ما لم يحصله غيره من الأطباء .
قال فثيون : وكان محل جبرائيل يقوى في كل وقت حتى إن الرشيد قال لأصحابه : " أكل من كانت له إلي حاجة فليخاطب بها جبرائيل لأني أفعل كل ما يسألني فيه ويطلبه مني " .
قال فثيون : ولما تولى محمد الأمين وافى إليه جبرائيل فقبله أحسن قبول وأكرمه .
ووهب له أموالاً جليلة أكثر مما كان أبوه يهب له .


وكان الأمين لا يأكل ولا يشرب إلا بإذنه فلما كان من الأمين ما كان وملك الأمر المأمون كتب إلى الحسن بن سهل وهو يخلفه بالحضرة بأن يقبض على جبرائيل ويحبسه لأنه ترك قصره بعد موت أبيه الرشيد ومضى إلى أخيه الأمين .
ففعل الحسن بن سهل هذا .
ولما كان في سنة اثنتين ومائتين مرض الحسن بن سهل مرضاً شديداً وعالجه الأطباء فلم ينتفع بذلك فأخرج جبرائيل من الحبس حتى عالجه وبرأ في أيام يسيرة فوهب له سراً مالاً وافراً .
وكتب إلى المأمون يعرفه خبر علته وكيف برأ على يد جبرائيل ويسأله في أمره .
فأجابه بالصفح عنه .
ولجبرائيل بن بختيشوع من الكتب : رسالة إلى المأمون في المطعم والمشرب .
كتاب المدخل إلى صناعة المنطق .
كتاب في الباه .
رسالة مختصرة في الطب .
كناشه .
كتاب في صنعة البخور ألفه لعبد الله المأمون .
بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع كان سريانياً نبيل القدر .
وبلغ من عظم المنزلة والحال وكثرة المال ما لم يبلغه أحد من سائر الأطباء الذين كانوا في عصره .
وكان يضاهي المتوكل في اللباس والفرش .
ونقل حنين بن إسحاق لبختيشوع بن جبرائيل كتباً كثيرة من كتب جالينوس إلى اللغة السريانية والعربية .
ولما توفي بختيشوع خلف عبيد الله ولده وخلف معه ثلاث بنات .
وكان الوزراء والنظار يصادرونهم ويطالبونهم بالأموال .
فتفرقوا واختلفوا .
وكان موته يوم الأحد لثمان بقين من صفر سنة ست وخمسين ومائتين .
ولبختيشوع بن جبرائيل من الكتب : كتاب في الحجامة على طريق المسألة والجواب .
جبرائيل بن عبيد الله جبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع كان فاضلاً عالماً متقناً لصناعة الطب جيداً في أعمالها حسن الدارية لها .
وله تصانيف جليلة في صناعة الطب .
وكان أجداده في هذه الصناعة كل وتوفي يوم الجمعة ثامن شهر رجب من شهور سنة ست وتسعين وثلاثمائة للهجرة وكان عمره خمساً وثمانين سنة ودفن بالمصلى بظاهر ميافارقين .


ولجبرائيل بن عبيد الله بن بختيشوع من الكتب : كناشه الكبير الملقب بالكافي خمس مجلدات ألفه للصاحب بن عباد رسالة في عصب العين مقالة في ألم الدماغ بمشاركة فم المعدة الحجاب الفاصل بين آلات الغناء وآلات التنفس المسمى ذيافرغما ألفها لخسروشاه بن مبادر ملك الديلم .
مقالة في أن أفضل استقسات البدن هو الدم ألفها للصاحب بن عباد كتاب المطابقة بين قول الأنبياء والفلاسفة مقالة في الرد على اليهود مقالة في أنه لم جعل من الخمر قربان وأصله محرم .
عبيد الله بن جبرائيل هو أبو سعيد عبيد الله بن جبرائيل بن عبد الله بن بختيشوع بن جبرائيل بن بختيشوع بن جورجس بن جبرائيل .
كان فاضلاً في صناعة الطب مشهوراً بجودة الأعمال فيها متقناً لأصولها وفروعها من جملة المتميزين من أهلها والعريقين من أربابها وكان معاصر ابن بطلان ويجتمع به ويأنس إليه وبينهما صحبة .
وتوفي عبيد الله بن جبرائيل في شهور سنة نيف وخمسين وأربعمائة .
ولعبيد الله بن جبرائيل من الكتب : مقالة في الاختلاف بين الألبان كتاب مناقب الأطباء كتاب الروضة الطبية كتاب التواصل إلى حفظ التناسل رسالة إلى الأستاذ أبي طاهر بن عبد الباقي المعروف بابن قطرمين جواباً عن مسألته في الطهارة ووجوبها .
رسالة في بيان وجوب حركة النفس .
كتاب نوادر المسائل مقتضبة من علم الأوائل فى الطب .
كتاب تذكرة الحاضر وزاد المسافر كتاب الخاص في علم الخواص كتاب طبائع الحيوان وخواصها ومنافع أعضائها ألفه للأمير نصير الدولة .
خصيب كان نصرانياً من أهل البصرة ومقامه بها وكان فاضلاً في صناعة الطب جيد المعالجة .


عيسى المعروف بأبي قريش قال إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب عن عيسى بن ماسة قال : أخبرني يوحنا بن ماسويه أن أبا قريش كان صيدلانياً يجلس على موضع نحو باب قصر الخليفة وكان ديناً صالحاً في نفسه وأن الخيزران جارية المهدي وجهت بمائها مع جارية لها إلى الطبيب فخرجت الجارية من القصر فأرت أبا قريش الماء فقال لها : هذا ماء امرأة حبلى بغلام فلما مضت الأيام ولدت موسى أخا هارون الرشيد .
فعند ذلك أعلمت المهدي وقالت له : إن طبيباً على الباب أخبر بهذا منذ تسعة أشهر .
وبلغ الخبر جورجس بن جبرلئيل فقال : كذب ومخرقة .
وما مضى بعد ذلك إلا قليل حتى حبلت بأخيه هاررن الرشيد فقال جورجس للمهدي جرب أنت هذا الطبيب ! فوجه إليه بالماء فلما نظر إليه قال : هذا ماء ابنتي أم موسى وهي حبلى بغلام آخر .
فرجعت الرسالة بذلك إلى المهدي وأثبت اليوم عنده فلما مضت الأيام ولدت هارون فوجه المهدي إلى أبي قريش فأحضره وأقيم بين يديه فلم يزل يطرح عليه الخلع وبدر الدنانير والدراهم حتى علت رأسه وسير هارون وموسى في حجره وكناه أبا قريش أي أبا العرب .
اللجلاج قال يوسف بن إبراهيم : حدثني إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت أن أباه أبا سهل حدثه : أن المنصور لما حج حجته التي توفي فيها رافق ابن اللجلاج متطببالمنصور فكانا متى نام المنصور تنادما إلى أن سأل ابن اللجلاج وقد عمل فيه النبيذ أبا سهل عما بقي من عمر المنصور .


قال اسماعيل : فأعظم ذلك والدي وقطع النبيذ وجعل على نفسه أن لا ينادمه وهجره ثلاثة أيام ثم اصطلحا بعد ذلك فلما جلسا على نبيذهما قال ابن اللجلاج لأبي سهل : " سألتك عن علمك ببعض الأمور فبخلت به وهجرتني ولست أبخل عليك بعلمي فاسمعه " ثم قال : " إن المنصور رجل محرور تزداد يبوسة بدنه كلما أسن وقد حلق رأسه بالحيرة وجعل مكان الشعر الذي حلقه غالية وهو في هذا الحجاز يداوم الغالية وما يقبل قولي في تركها ولا أحسبه يبلغ إلى فيد حتى يحدث في دماغه من اليبس ما لا يكون عندي ولا عند أحد من المتطببين حيلة في ترطيبه .
فليس يبلغ فيد إن بلغها إلا مريضاً ولا يبلغ مكة إن بلغها وبه حياة .
قال إسماعيل قال لي والدي : فوالله ما بلغ المنصور فيد إلا وهو عليل وما وافى مكة إلا وهو ميت فدفن ببئر ميمون .
عبدالله الطيفوري كان حسن العقل طيب الحديث على لكنة سوادية كانت في لسانه شديدة لأن مولده كان في بعض قرى كسكر كان من أحظى خلق الله عند الهادي .
زكريا بن الطيفوري إسرائيل بن زكريا الطيفوري مطبب الفتح بن خاقان كان مقدماً في صناعة الطب جليل القدر عند الخلفاء الملوك كثيري الاحترام له .
وكان مختصاً بخدمة الفتح بن خاقان بصناعة الطب وله منه الجامكية الكثيرة والأنعام الوافرة وكان المتوكل بالله يرى له كثيراً ويعتمد عليه وله عند المتوكل المنزلة المكينة .
يزيد بن زيد يزيد بن زيد بن يوحنا بن أبي خالد متطبب المأمون كان جيد العلم حسن المعالجة موصوفاً بالفضل .
وكان قد خدم المأمون بصناعة الطب وخدم أيضاً أبراهيم بن المهدي وكان له منه الإحسان الكثير والإنعام الغزير والعناية البالغة والجامكية الوافرة .
وكان يقال له أيضاً يزيد بور .


عبدوس بن زيد قال أبو علي القبانى عن أبيه أن القاسم بن عبيد الله مرض في حياة أبيه مرضاً حاداً في تموز وحل به القولنج الصعب فانفرد بعلاجه عبدوس بن زيد وسقاه ماء أصول قد طبخ وطرح فيه أصل الكرفس والرازيانج ودهن الخروع وجعل فيه شيئاً من أيارج فيقرا فحين شربه سكن وجعه وأجاب طبعه مجلسين فأفاق ثم أعطاه من غد ذلك اليوم ماء شعير فاستظرف هذا منه .
ولعبدوس بن زيد من الكتب : كتاب التذكرة في الطب .
سهل الكوسج كان سهل الكوسج أبو سابور بن سهل صاحب الأقراباذين المشهور من أهل الأهواز وكان ألحى .
وإنما لقب بالكوسج على سبيل التضاد .
وكان عالماً في الطب إلا أنه دون ابنه في العلم وكانت في لسانه لكنة خوزية .
وكان كثير الهزل فغلب هزله جده .
وكان متى اجتمع مع لِوحنا بن ماسويه وجورجس بن بختيشوع وعيسى بن حكم وعيسى بن أبي خالد وزكريا بن الطيفوري ويعقوب صاحب البيمارستان والحسن بن قريش وعيسى المسلم وسهل بن جبير وهذه الطبقة من المتطببين قصر عنهم في العبارة ولم يقصرعنهم في العلاج .
سابور بن سهل كان ملازماً لبيمارستان جندي سابور ومعالجة المرضى به وكان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة وتركيبها وتقدم عند المتوكل وكان يرى له وكذلك عند من تولى بعده من الخلفاء .
وتوفي في أيام المهتدي بالله .
وكانت وفاة سابور بن سهل في يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين .
ولسابور بن سهل من الكتب : كتاب الأقراباذين الكبير المشهور كتاب قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها كتاب الرد على حنين القول في النوم واليقظة كتاب أبدال الأدوية .
إسرائيل بن سهل كان متقدماً في صناعة الطب حسن العلاج خبيراً بتركيب الأدوية .
وله كتاب مشهور في الترياق وقد أجاد عمله وبالغ في تأليفه .
متطبب إبراهيم بن المهدي .


قال يوسف بن ابراهيم : كان موسى هذا قليل العلم بالطب إذا قيس إلى من هو في دهره من مشايخ المتطببين إلا أنه كان أملأ لمجلسه منهم بخصال اجتمعت فيه منها : فصاحة اللهجة ومعرفة بالنجوم وعلم بأيام الناس ورواية الأشعار .
وكان مولده فيما ذكر لي في سنة تسع وعشرين ومائة ووفاته في سنة اثنتين وعشرين ومائتين .
ماسرجويه متطبب البصرة وهو الذي نقل كتاب أهرن من السرياني إلى العربي .
وكان يهودي المذهب سريانياً وهو الذي يعنيه أبو بكر محمد بن زكريا الرازي في كتابه الحاوي بقوله قال اليهودي .
وقال سليمان بن حسان المعروف بابن جلجل : إن ماسرجويه كان في أيام بني أمية .
وإنه تولى في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن بن أعين إلى العربية .
ولماسرجويه من الكتب : كناش كتاب في الغذاء كتاب في العين .
سلمويه بن بنان متطبب المعتصم لما استخلف أبو إسحاق محمد المعتصم بالله وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين اختار لنفسه سلمويه الطبيب وكرمه إكراماً كثيراً يفوق الوصف وكان يرد إلى الدواوين توقيعات المعتصم في السجلات وغيرها بخط سلمويه وكان سلمويه بن بنان نصرانياً حسن الاعتقاد في دينه كثير ابراهيم بن فزارون متطبب غسان بن عباد .
وإبراهيم بن فزارون هو شيخ بني فزارون الكتاب .
أيوب المعروف بالأبرش كان له نظر في صناعة الطب ومعرفة بالنقل وقد نقل كتباً من مصنفات اليونانيين إلى السرياني وإلى العربي وهو متوسط النقل وما نقله في آخر عمره فهو أجود مما نقله قبل ذلك .
ابراهيم بن أيوب الأبرش قال ثابت بن سنان بن ثابت أن الخلافة لما تأدت إلى المعتز بالله كان أخص المتطببين عنده ابراهيم بن الأبرش لمكانه من والدته قبيحة .
وكانت صلاته أبداً واصلة إليه .
جبرائيل كحال المأمون قال يوسف بن إبراهيم : كان المأمون يستخف يد جبرائيل الكحال ويذكر أنه ما رأى أبداً على عين أخف من يده .


ماسويه أبو يوحنا قال فثيون الترجمان : إن ماسويه كان يعمل في دق الأدوية في بيمارستان جندي سابور وهو لا يقرأ حرفاً واحداً بلسان من الألسنة إلا أنه عرف الأمراض وعلاجها وصار بصيراً بانتقاد الأدوية فأخذه جبرائيل بن بختيشوع فأحسن إليه وعشق جارية لداود بن سرابيون فابتاعها جبرائيل بثمانمائة درهم ووهبها لماسويه ورزق منها ابنه يوحنا وأخاه ميخائيل .
يوحنا بن ماسويه كان طبيبأ ذكياً فاضلاً خبيراً بصناعة الطب وله كلام حسن وتصانيف مشهورة وكان مبجلاً حظياً عند الخلفاء والملوك .
وقال سليمان بن حسان : كان يوحنا بن ماسويه مسيحي المذهب سريانياً .
قلده الرشيد ترجمة الكتب القديمة مما وجد بأنقره وعمورية وسائر بلاد الروم حين سباها المسلمون ووضعه أميناً على الترجمة .
وخدم هارون والأمين والمأمون وبقي على ذلك إلى أيام المتوكل .
وقال ابن النديم البغدادي الكاتب : إن يوحنا بن ماسويه خدم بصناعة الطب المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل .
وقال ابن النديم البغدادي الكاتب : إن يوحنا بن ماسويه خدم بصناعة الطب المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل .
وليوحنا بن ماسويه من الكتب : كتاب البرهان ثلاثون باباً كتاب البصيرة كتاب الكمال والتمام كتاب الحميات مشجر كتاب في الأغذية كتاب في الأشربة كتاب المنجح في الصفات والعلاجات كتاب في الفصد والحجامة كتاب في الجذام لم يسبقه أحد إلى مثله .
كتاب الجواهر كتاب الرجحان كتاب في تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها وخاصة كل دواء منها ومنفعته كتاب دفع مضار الأغذية كتاب في غير ما شيء مما عجز عنه غيره كتاب السر الكامل كتاب في دخول الحمام ومنافعها ومضرتها .
كتاب السموم وعلاجها كتاب الديباج كتاب الأزمنة كتاب الطبيخ كتاب في الصداع وعلله وأوجاعه وجميع أدويته والسدد والعلل المولدة لكل نوع منه وجميع علاجه ألفه لعبد الله بن طاهر .


كتاب الصدر والدوار كتاب لم أمتنع الأطباء من علاج الحوامل في بعض شهور حملهن كتاب محنة الطبيب كتاب معرفة محنة الكحالين كتاب دغل العين كتاب مجسة العروق كتاب الصوت والبحة كتاب ماء الشعير كتاب المرة السوداء كتاب علاج النساء اللواتي لا يحبلن حتى يحبلن كتاب الجنين كتاب تدبير الأصحاء كتاب في السواك والسنونات كتاب المعدة كتاب القولنج كتاب النوادر الطبية كتاب التشريح كتاب في ترتيب سقي الأدوية المسهلة بحسب الأزمنة وبحسب الأمزجة وكيف ينبغي أن يسقى ولمن ومتى وكيف يعان الدواء إذا احتبس وكيف يمنع الإسهال إذا أفرط .
كتاب تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه ومفاصله وعظامه وعروقه ومعرفة أسباب الأوجاع ألفه للمأمون .
كتاب الأبدال فصول كتبها لحنين بن إسحاق بعد أن سأله المذكور ذلك .
كتاب الماليخوليا وأسبابها وعلاماتها وعلاجها .
كتاب جامع الطب مما اجتمع عليه أطباء فارس والروم كتاب الخيلة للبرء .
ميخائيل بن ماسويه متطبب المأمون ميخائيل هذا هو أخو يوحنا بن ماسويه .
عيسى بن ماسة من الأطباء الفضلاء في وقته وكان أحد المتميزين من أرباب هذه الصناعة طريقة حسنة في علاج المرضى .
ولعيسى بن ماسة من الكتب كتاب قوى الأغذية .
كتاب من لا يحضره طبيب .
مسائل في النسل والذرية .
كتاب الرؤيا .
يخبر فيه بالسبب الذي امتنع به من معالجة الحامل وغير ذلك .
كتاب في طلوع الكواكب التي ذكرها بقراط .
كتاب في الفصد والحجامة .
رسالة في استعمال الحمام .
حنين بن إسحاق هو أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي والعباد بالفتح قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة .
وكان حنين بن إسحاق فصيحاً لسناً بارعاً شاعراً .
وأقام مدة في البصرة وكان شيخه في العربية الخليل بن أحمد .
ثم بعد ذلك انتقل إلى بغداد واشتغل بصناعة الطب .
ولحنين بن إسحاق من الكتب : كتاب المسائل وهو المدخل إلى صناعة الطب .
كتاب العشر مقالات في العين .


كتاب في العين : على طريق المسألة والجواب ثلاث مقالات ألفه لولديه داؤد وإسحاق وهو مائتان وتسع مسائل .
اختصار الستة عشر كتاباً لجالينوس .
كتاب الترياق .
اختصار كتاب جالينوس في الأدوية المفردة .
مقالة في ذكر ما ترجم من كتب جالينوس .
مقالة في ثبت الكتب التي لم يذكرها جالينوس في فهرست كتبه .
مقالة في اعتذاره لجالينوس فيما قاله في المقالة السابقة .
جمل مقالة جالينوس في أصناف الغلظ الخارج عن الطبيعة .
جوامع كتاب جالينوس في القبول علىطريق المسألة والجواب .
جوامع كتاب جالينوس .
جوامع كتاب جالينوس في كتب أبقراط الصحيحة وغير الصحيحة .
جوامع كتاب جالينوس في الحث على تعلم الطب جوامع كتاب المني لجالينوس .
ثمار تفسير جالينوس .
ثمار تفسير جالينوس لكتاب تقدمة المعرفة .
ثمار تفسير جالينوس لكتاب أبقراط في تدبير الأمراض الحادة .
ثمار تفسير جالينوس لكتاب أبقراط .
ثمار السبع عشرة مقالة .
ثمار تفسير جالينوس لكتاب قاطيطريون .
ثمار تفسير جالينوس لكتاب أبقراط في الأهوية والأزمنة والبلدان .
شرح كتاب الهواء والماء والمساكن .
شرح كتاب الغناء .
ثمار المقالة الثالثة من تفسير جالينوس لكتاب طبيعة الانسان لأبقراط .
ثمار كتاب أبقراط فبم المولودين لثمانية أشهر : فصول استخرجها من كتاب أبيذيميا .
فصول استخرجها من كتاب الأهوية والبلدان .
مقالة في تدبير الناقهين .
رسالة في قرص العود .
رسالة إلى الطيفوري في قرص الورد .
كتاب إلى المعتمد فيما سأله عنه من الفرق بين الغذاء والدواء المسهل .
كتاب قوى الأغذية .
كتاب في كيفية إدراك الديانة مسائل في البول .
مقالة في تولد الفزُوج .
مسائل استرجها من كتب المنطق الأربعة .
مقالة في الدلائل .
كتاب في النبض .
كتاب في الحميات .
كتاب في البول .
كتاب فني معرفة أوجاع المعدة وعلاجها .
كتاب في حالات الأعضاء .
مقالة في ماء البقول .


كتاب في اليبس كتاب في حفظ الأسنان واللثة كتاب فيمن يولد لثمانية أشهر .
كتاب في امتحان الأطباء .
كتاب في طبائع الأغذية وتدبير الأبدان كتاب في أسماء الأدوية المفردة .
كتاب في مسائله العربية .
كتاب في تسمية الأعضاء على رتبها جالينوس كتاب في تركيب العين .
مقالة في المد والجزر كتاب في أفعال الشمس والقمر كتاب في تدبير السوداويين .
كتاب قي تدبير الأصحاء بالمطعم والمشرب .
كتاب في اللبن .
كتاب في تدبير المستسقين .
كتاب في أسرار الأدوية المركبة كتاب في أسرار الفلاسفة في الباه .
جوامع كتاب السماء والعالم كتاب في المنطق .
كتاب في النحو .
مقالة في خلق الانسان .
كتاب فيما يقرأ قبل كتب أفلاطن مقالة في تولد النار بين الحجرين .
كتاب الفوائد ومقالة في الحمام مقالة في الآجال مقالة في الدغدغة مقالة في ضيق النفس .
كتاب في اختلاف الطعوم .
كتاب في تشريح آلات الغذاء .
تفسير كتاب النفخ لأبقراط تفسير كتاب حفظ الصحة لروفس تفسير كتاب الأدوية المكتومة لجالينوس .
رسالة في دلالة القدر على التوحيد رسالة إلى سلمويه بن بنان .
كتاب في أحكام الإعراب .
كتاب قاطيغورياس على رأي ثامسطيوس .
مقالة في تولد الحصاة .
مقالة في اختيار الأدوية المحرقة .
كتاب نوادر الفلاسفة والحكماء وآداب المعلمين القدماء كناش اختصره من كتاب بولس .
مقالة في تقاسيم علل العين .
كتاب اختيار أدوية علل العين مقالة في الصراع .
كتاب الفلاحة مقالة في التركيب .
مقالة تتعلق بحفظ الصحة وغيرها كلام في الآثار العلوية .
مقالة في قوس قزح .
كتاب تاريخ العالم والمبدأ والأنبياء والملوك والأمم والخلفاء والملوك في الإسلام .
حل بعض شكوك جاسيوس الإسكندراني .
رسالة فيما أصابه من المحن والشدائد كتاب إلى علي بن يحيى .
جوامع ما في المقالة الأولى والثانية والثالثة من كتاب أبيديميا لأبقراط .
مقالة في كون الجنين .


جوامع تفسير القدماء اليونانيين لكتاب أرسطوطاليس في السماء والعالم .
كتاب دفع مضار الأغذية .
كتاب الزينة . كتاب خواص الأحجار .
كتاب البيطرة .
كتاب حفظ الأسنان . كتاب في إسحاق بن حنين هو أبو يعقوب إسحاق بن حنين بن إسحاق العبادي كان يلحق بأبيه في النقل وفي معرفته باللغات وفصاحته فيها إلا أن نقله للكتب الطبية قليل جداً بالنسبة إلى ما يوجد من كثرة نقله من كتب أرسطوطاليس في الحكمة وشروحها إلى لغة العرب .
وكان منقطعاً إلى القاسم بن عبيد الله وخصيصاً به ولحق إسحاق في آخر عمره الفالج وبه مات .
وتوفي ببغداد في أيام المقتدر باللّه وذلك في شهر ربيع الَآخر سنة ثمان وتسعين ومائتين .
ولإسحاق بن حنين من الكتب : كتاب الأدوية المفردة .
كناش لطيف ويعرف بكناش الخف .
كتاب ذكر فيه ابتداء صناعة الطب وأسماء جماعة من الحكماء والأطباء .
كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان : كتاب إصلاح الأدوية المسهلة .
اختصار كتاب إقليلس كتاب المقولات كتاب إيساغوجي وهو المدخل إلى صناعة المنطق .
إصلاح جوامع الإسكندرانيين لشرح جالينوس لكتاب الفصول لأبقراط .
كتاب في النبض على جهة التقسيم .
مقالة في الأشياء التي تفيد الصحة والحفظ وتمنع من النسيان ألفها لعبد الله بن شمعون .
كتاب في الأدوية المفردة .
كتاب صنعة العلاج بالحديد .
كتاب آلداب الفلاسفة ونوادرهم .
مقالة في التوحيد .
حبيش الأعسم هو حبيش بن الحسن الدمشقي وهو ابن أخت حنين بن إسحاق ومنه تعلم صناعة الطب وحبيش هو الذي تمم كتاب مسائل حنين في الطب الذي وضعه للمتعلمين وجعله مدخلاً إلى هذه الصناعة .
ولحبيش من الكتب : كتاب إصلاح الأدوية المسهلة كتاب الأدوية المفردة كتاب الأغذية .
كتاب في الاستسقاء .
مقالة في النبض على جهة التقسيم .


يوحنا بن بختيشوع كان طبيباً متميزاً خبيراً باللغة اليونانية والسريانية ونقل من اليوناني إلى السرياني كتباً كثيرة وخدم بصناعة الطب الموفق بالله طلحة بن جعفر المتوكل .
وليوحنا بن بختيشوع من الكتب : كتاب فيما يحتاج إليه الطبيب من علم النجوم .
بختيشوع بن يوحنا كان عالماً بصناعة الطب حظياً من الخلفاء وغيرهم .
واختص بخدمة المقتدر بالله وخدم بعد ذلك الراضي بالله .
ومات بختيشوع بن يوحنا في يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ببغداد .
عيسى بن علي كان طبيباً فاضلاً ومشتغلاً بالحكمة وله تصانيف في ذلك .
وكان قد قرأ صناعة الطب على حنين بن إسحاق وهو من أجل تلاميذه .
ولعيسى بن علي من الكتب : كتاب المنافع التي تستفاد من أعضاء الحيوان .
كتاب السموم مقالتان .
عيسى بن يحيي بن ابراهيم كان أيضاً من تلامذة حنين بن إسحاق واشتغل عليه بصناعة الطب .
الحلاجي ويعرف بيحيى بن أبي حكيم كان من أطباء المعتضد وله من الكتب : كتاب تدبير الأبدان النحيفة التي قد علتها الصفراء ألفه للمعتضد .
ابن صهار بخت واسمه عيسى من أهل جندي سابور وله من الكتب كتاب قوى الأدوية المفردة .
ابن ماهان ويعرف بيعقوب السيرافي وله من الكتب : كتاب السفر والحضر في الطب .
الساهر اسمه يوسف ويعرف بيوسف القس .
عارف بصناعة الطب وكان متميزاً في أيام المكتفي .
وللساهر من الكتب : كناشه وهو الذي يعرف به وينسب إليه وهو مما استخرجه وجرّبه في أيام حياته .
الباب التاسع .
طبقات الأطباء النقلة النين نقلوا كتب الطب وغيره من اللسان اليوناني إلي اللسان العربي وذكر الذين نقلوا لهم جورجس وهو من أول من ابتدأ في نقل الكتب الطبية إلى اللسان العربي عندما استدعاه المنصور وكان كثير الإحسان إليه وقد ذكرت أخبار جورجس فيما تقدم .
حنين بن إسحاق كان عالماً باللغات الأربع غريبها ومستعملها : العربية والسريانية واليونانية والفارسية .


ونقله في غاية من الجودة .
إسحاق بن حنين كان أيضاً عالماً باللغات التي يعرفها أبوه وهو يلحق به في النقل وكان إسحاق عذب العبارة فصيح الكلام وكان حنين مع ذلك أكثر تصنيفاً ونقلاً وقد تقدم ذكر إسحاق وأبيه .
وهو ابن أخت حنين بن إسحاق وتلميذه .
ناقل مجود يلحق بحنين وإسحاق .
وقد تقدم أيضاً ذكره .
عيسى بن يحيي بن إبراهيم كان أيضاَ تلميذاً لحنين بن إسحاق وكان فاضلاً .
أثنى عليه حنين ورضي نقله وقلده فيه .
وله مصنفات .
قسطا بن لوقا البعلبكي كان ناقلاً خبيراً باللغات فاضلاً في العلوم الحكمية وغيرها وسيأتي ذكره .
أيوب المعروف بالأبرش كان قليل النقل متوسطه .
وما نقله في آخر عمره يضاهي نقل حنين .
ماسرجيس كان ناقلاً من السرياني إلى العربي ومشهوراً بالطب .
وله من الكتب : كتاب قوى الأطعمة ومنافعها ومضارها .
كتاب قوى العقاقير ومنافعها ومضارها .
عيسى بن ماسرجيس شهدي الكرخي من أهل الكرخ وكان قريب الحال في الترجمة .
ابن شهدي الكرخي كان مثل أبيه في النقل ثم إنه في آخر عمره فاق أباه ولم يزل متوسطاً .
وكان ينقل من السرياني إلى العربي .
ومن نقله كتاب الأجنة لأبقراط .
الحجاج بن مطر نقل للمأمون .
ومن نقله كتاب إقليدس ثم أصلح نقله فيما بعد ثابت بن قرة الحراني ابن ناعمة واسمه عبد المسيح بن عبد الله الحمصي الناعمي كان متوسط النقل وهو إلى الجودة أميل .
زروبا بن مانحوه الناعمي الحمصي كان قريب النقل وما هو في درجة من قبله .
هلال بن أبي هلال الحمصي كان صحيح النقل ولم يكن عنده فصاحة ولا بلاغة في اللفظ .
فثيون الترجمان وجدت نقله كثير اللحن ولم يكن يعرف علم العربية أصلاً .
كان قليل النقل ولم يعتد بنقله كغيره من النقلة .
بسيل المطران نقل كتباً كثيرة وكان نقله أميل إلى الجودة .
إصطفن بن بسيل كان يقارب حنين بن إسحاق في النقل إلا أن عبارة حنين أفصح وأحلى .


موسى بن خالد الترجمان وجدت من نقله كتباً كثيرة من الستة عشر لجالينوس وغيرها وكان لا يصل إلى درجة حنين أو يقرب منها .
اسطاث كان من النقلة المتوسطين .
حيرون بن رابطة ليس له شهرة بجودة النقل .
تدرس السنقل وجدت له نقلاً في الكتب الحكمية لا بأس به .
من أهل مدينة رأس العين .
نقل كتباً كثيرة وكان متوسطاً في النقل .
وكان حنين يصلح نقله فما وجد بإصلاح حنين فهو الجيد وما وجد غير مصلح فهو وسط .
أيوب الرهاوي ليس هو أيوب الأبرش المذكور أولاً ناقل جيد عالم باللغات إلا أنه بالسريانية خير منه بالعربية .
يوسف الناقل هو أبو يعقوب يوسف بن عيسى المتطبب الناقل ويلقب بالناعس هو تلميذ عيسى بن صهربخت وكان يوسف الناقل من خوزستان وكانت في عبارته لكنة وليس نقله بكثير الجودة .
ابراهيم بن الصلت كان متوسطاً في النقل يلحق بسرجس الرأسي .
ثابت الناقل كان أيضاً متوسطاً في النقل إلا أنه يفضل إبراهيم بن الصلت .
وكان مقلاً من النقل .
ومن نقله : كتاب الكيموسين لجالينوس .
أبو يوسف الكاتب يوحنا بن بختيشوع نقل كتباً كثيرة إلى السرياني فأما إلى العربي فما عرف بنقله شيء منها .
البطريق كان في أيام المنصور وأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة .
وله نقل كثير جيد .
يحيي بن البطريق كان في جملة الحسن بن سهل وكاَن لا يعرف العربية حق معرفتها ولا اليونانية وإنما كان لطينياً يعرف لغة الروم اليوم وكتابتها .
وهي الحروف المتصلة لا المنفصلة اليونانية القديمة .
قيضا الرهاوي كان إذا كثرت على حنين الكتب وضاق عليه الوقت استعان به في نقلها ثم يصلحها بعد ذلك .
منصور بن باناس طبقته في النقل مثل قيضا الرهاوي وكان بالسريانية أقوى منه بالعربية .
عبد يشوع بن بهريز مطران الموصل .
كان صديقاً لجبرائيل بن بختيشوع وناقلاً له .
أحد النقلة المجيدين وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى .


أبو إسحاق إبراهيم بن بكس كان من الأطباء المشهورين وترجم كتباً كثيرة إلى لغة العرب ونقله أيضاً مرغوب فيه .
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكس كان أيضاً طبيباً مشهوراً .
وكان مثل أبيه في النقل .
فأما الذين كان هؤلاء النقلة ينقلون لهم خارجاً عن الخلفاء فمنهم : شيرشوع بن قطرب من أهل جندي سابور وكان لا يزال يبر النقلة ويهدي إليهم ويتقرب إلى تحصيل الكتب منهم بما يمكنه من المال وكان يريد السرياني أكثر من العربي وهو أحد الخوز .
محمد بن موسى المنجم وهو أحد بني موسى بن شاكر الحساب المشهورين بالفضل والعلم والتصنيف في العلوم الرياضية .
وكان محمد هذا من أبر الناس بحنين بن إسحاق وقد نقل له حنين كثيراً من الكتب الطبية .
علي بن يحيي المعروف بان المنجم ثادرس الأسقف كان أسقفاً في الكرخ ببغداد .
وكان حريصاً على طلب الكتب متقرباً إلى قلوب نقلتها فحصل منها شيئاً كثيراً وصنف له قوم من الأطباء النصارى كتباً لها قدر وجعلوها باسمه .
محمد بن موسى بن عبد الملك نقلت له كتب طبية وكان من جملة العلماء الفضلاء يلخص الكتب ويعتبر جيد الكلام فيها من رديه .
عيسى بن يونس الكاتب الحاسب من جملة الفضلاء بالعراق وكان كثير العناية بتحصيل الكتب القديمة والعلوم اليونانية .
علي المعروف بالفيوم اشتهر باسم المدينة التي كان عاملها وكانت النقلة يحصلون من جانبه ويمتارون من فضله .
أحمد بن محمد المعروف بابن المدبر الكاتب وكان يصل إلى النقلة من ماله وأفضاله شيء كثير جداً .
إبراهيم بن محمد بن موسى الكاتب وكان حريصاً على نقل كتب اليونانيين إلى لغة العرب ومشتملاً على أهل العلم والفضل وعلى عبد الله بن إسحاق وكان أيضا حريصاً على نقل الكتب وتحصيلها .
محمد بن عبد الملك الزيات وكان يقارب عطاؤه للنقلة والنساخ في كل شهر ألفي دينار ونقل باسمه كتب عدة .
الباب العاشر .


طبقات الأطباء العراقيين وأطباء الجزيرة وديار بكر يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها .
وكان أبوه إسحاق بن الصباح أميراً على الكوفة للمهدي وللرشيد .
وليعقوب بن إسحاق الكندي من الكتب : كتاب الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد .
كتاب الفلسفة الداخلة والمسائل المنطقية والمعتاصة وما وافق الطبيعيات .
رسالة في أنه لا تنال الفلسفة إلا بعلم الرياضيات .
كتاب الحث على تعلم الفلسفة .
رسالة في كمية كتب أرسطوطاليس .
كتاب في قصد أرسطوطاليس في المقولات .
رسالته الكبرى في مقياسه العلمي وغيرها كثير .
أحمد بن الطيب السرخسي أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان السرخسي ممن ينتمي إلى الكندي وعليه قرأ ومنه أخذ .
وكان متفنناً في علوم كثيرة من علوم القمداء والعرب حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان مليح التصنيف والتأليف أوحداً في علم النحو والشعر .
وكان حسن العشرة مليح النادرة خليعاً ظريفاً وسمع الحديث أيضاً وروى شيئاً منه .
ولأحمد بن الطيب السرخسي من الكتب : اختصار كتاب إيساغوجي لفرفوريوس إختصار كتاب قاطيغورياس إختصار كتاب باريرميناس إختصار كتاب أنالوطقيا الأولى إختصار كتاب أنالوطقيا الثانية كتاب النفس كتاب الإغشاش وصناعة الحسبة الكبير كتاب غش الصناعات والحسبة الصغير كتاب نزهة النفوس ولم يخرج باسمه كتاب اللهو والملاهي ونزهة المفكر الساهي في الغناء والمغنين والمنادمة والمجالسة وأنواع الأخبار والملح كتاب الرد على جالينوس في المحل الأول .
رسالة إلى ابن ثوابة رسالة في الخضابات المسودة للشعر وغير ذلك .
كتاب في أن الجزء ينقسم إلى ما لا نهاية له .
كتاب في أخلاق النفس كتاب سيرة الإنسان كتاب إلى بعض إخوانه في القوانين العامة الأولى في الصناعة الديالقطيقية أي الجدلية على مذهب أرسطوطاليس إختصار كتاب سوفسطيقا لأرسطوطاليس كتاب القيان وغيرها .


أبوالحسن ثابت بن قرة الحراني وكان مولد ثابت بن قرة في سنة إحدى عشرة ومائتين بحران في يوم الخميس الحادي والعشرين من صفر .
وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وله من العمر سبع وسبعون سنة .
ولأبي الحسن ثابت بن قرة الحراني من الكتب : كتاب في النبض .
كتاب وجع المفاصل والنقرس .
جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس .
جوامع كتاب المرّة السوداء لجالينوس .
جوامع كتاب سوء المزاج المختلف لجالينوس .
جوامع كتاب الأمراض الحادة لجالينوس .
جوامع كتاب الكثرة لجالينوس .
جوامع كتاب تشريح الرحم لجالينوس .
جوامع كتاب جالينوس في المولودين لسبعة أشهر .
جوامع ما قاله جالينوس في كتابه في تشريف صناعة الطب .
كتاب أصناف الأمراض .
جوامع كتاب الفصد لجالينوس .
جوامع تفسير جالينوس لكتاب أبقراط في الأهوية والمياه والبلدان .
كتاب في العمل بالكرة .
كتاب في الحصى المتولد في الكلى والمثانة .
كتاب في البياض الذي يظهر في البدن .
كتاب في مساءلة الطبيب للمريض .
كتاب في سوء المزاج المختلف .
كتاب في تدبير الأمراض الحادة .
رسالة في الجدري والحصبة .
إختصار كتاب النبض الصغير لجالينوس وغيرها كثير .
أبو سعيد سنان بن ثابت بن قرة كان يلحق بأبيه في معرفته بالعلوم واشتغاله بها وتمهره في صناعة الطبء وله قوة بالغة في علم الهيئة .
وكان في خدمة المقتدر بالله والقاهر وخدم أيضاً بصناعة الطب الراضي بالله .
وقال ابن النديم البغدادي الكاتب في " كتاب الفهرست " : إن القاهر بالله أراد سنان بن ثابت بن قرة على الإسلام فهرب ثم أسلم وخاف من القاهر فمضى إلى خراسان وعاد وتوفي ببغداد مسلماً .
وكانت وفاته بعلة الذرب في الليلة التي صبيحتها يوم الجمعة مستهل ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة .
أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة كان طبيباً فاضلاً يلحق بأبيه في صناعة الطب .


وقال في التاريخ الذي عمله وهذا التاريخ ذكر فيه الوقائع والحوادث التي جرت في زمانه وذلك من أيام المقتدر بالله إلى أيام المطيع لله أنه كان وولده في خدمة الراضي بالله .
وقال بعد ذلك أيضاً عن نفسه : أنه خدم بصناعة الطب المتقي بن المقتدر بالله وخدم أيضاً المستكفي بالله والمطيع لله .
قال : وفي سنة ثلاث عشرة وثلاثماثة قلدني الوزير الخاقاني البيمارستان الذي اتخذه ابن الفرات بدرب المفضل .
وكانت وفاة ثابت بن سنان في شهور سنة ثلاث وستين وثلاثمائة .
أبو إسحق ابراهيم بن سنان بن ثابن بن قرة كان كاملاً في العلوم الحكمية فاضلاً في الصناعة الطبية متقدماً في زمانه حسن الكتابة .
مولده في سنة ست وتسعين ومائتين .
وكانت وفاته في يوم الأحد النصف من المحرم سنة خمس أبو إسحق ابراهيم بن زهرون الحراني كان طبيباً مشهوراً وافر العلم في صناعة الطب جيد الأعمال حسن المعاملة .
وكانت وفاته في ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة تسع وثلاثمانة ببغداد .
أبو الحسن الحراني هو أبو الحسن ثابت بن إبراهيم بن زهرون الحراني كان طبيباً فاضلاً كثير الدراية وافر العلم بارعاً في الصناعة موفقاً في المعالجة مطلعاً على أسرار الطب .
وكان مع ذلك ضنيناً بما يحسن .
ابن وصيف الصابئ كان طبيباً عالماً بعلاج أمراض العين ولم يكن في زمانه أعلم منه في ذلك ولا أكثر مزاولة .
غالب طبيب المعتضد شهر بخمدة المعتضد بالله وكان أولاً عند الموفق طلحة بن المتوكل لأنه خدمه منذ أيام المتوكل واختص به .
وارتضع سائر أبناء المتوكل من لبن أولاد غالب فكان يسر بهم .
فلما تمكن الموفق من الأمر أقطعه ونوله وأغناه .
أبو عثمان سعيد بن غالب كان طبيباً عارفاً حسن المداواة مشهوراً في صناعة الطب .
خدم المعتضد بالله وحظي عنده وكان كثير الإحسان إليه والإنعام عليه .
وتوفي أبو عثمان سعيد بن غالب في يوم الأحد لست بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة ببغداد .


عبدوس كان طبيباً مشهوراً ببغداد حسن المعالجة جيد التدبير ويعرف كثيراً من الأدوية المركبة .
وله تجارب حميدة وتصرفات بليغة في صناعة الطب .
ولعبدوس من الكتب : كتاب التذكرة في الطب .
صاعد بن بشر بن عبدوس ويكنى أبا منصور كان في أول أمره فاصداً في البيمارستان ببغداد .
ثم إنه بعد ذلك اشتغل في صناعة الطب وتميز حتى صار من الأكابر من أهلها والمتعينين من أربابها .
ولصاعد بن بشر من الكتب : مقالة في مرض المراقيا ومداواته ألفها لبعض إخوانه .
ديلم كان من الأطباء المذكورين ببغداد المتقدمين في صناعة الطب وكان يتردد إلى الحسن بن مخلد داؤد بن ديلم كان من الأطباء المتميزين ببغداد المجيدين في المعالجة وخدم المعتضد بالله وخص به .
فكانت التوقيعات تخرج بخط ابن ديلم لمحله منه ومكانته .
أبو عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي كان من الأطياء المذكورين ببغداد ونقل كتباً كثيرة إلى العربية من كتب الطب وغيره وكان منقطعاً إلى علي بن عيسى .
ولأبي عثمان الدمشقي من الكتب : مسائل جميعها من كتاب جالينوس في الأخلاق .
مقالة في النبض مشجرة وهي جوامعه لكتاب النبض الصغير لجالينوس .
الرقي هو أبو بكر محمد بن الخليل الرقي كان فاضلاً في الصناعة الطبية عارفاً بأصولها وفروعها جيد التعليم حسن المعالجة .
وهو أول من وجدناه فسر مسائل حنين بن إسحاق في الطب وكان تفسيره لهذا الكتاب في سنة ثلاثين وثلاثمائة .
قويري واسمه إبراهيم ويكنى أبا إسحاق .
فاضل في العلوم الحكمية وهو ممن أخذ عنه علم المنطق ولقويري من الكتب : كتاب تفسير قاطيغورياس مشجر .
كتاب باريمينياس مشجر .
كتاب أنالوطيقا الأولى مشجر .
كتاب أنالوطيقا الثانية مشجر .
ابن كرنيب هو أبو أحمد الحسين بن أبي الحسين إسحاق بن إبراهيم بن زيد الكاتب ويعرف بابن كرنيب .
وكان من جلة المتكلمين ويذهب مذهب الفلاسفة الطبيعيين .


أبو يحيي المروزي كان طبيباً مشهوراً بمدينة السلام متميزاً في الحكمة وقرأ عليه أبو بشر متى بن يونان .
وكان فاضلاً ولكنه كان سريانياً .
وجميع ما له من الكتب في المنطق وغيره بالسريانية .
متى بن يونان كان أبو بشر متى بن يونان من أهل ديرقنى ممن نشأ في أسكول مرماري .
قرأ على قويري وعلى روفيل وبنيامين ويحيى المروزي وعلى أبي أحمد بن كرنيب .
وله تفسير من السرياني إلى العربي .
يحيى بن عدي وأبو ركريا يحيى بن حميد بن زكريا المنطقي وإليه انتهت الرئاسة ومعرفة العلوم الحكمية في أبو علي بن زرعة هو أبو علي عيسى بن إسحاق بن زرعة بن مرقس بن زرعة بن يوحنا .
أحد المتقدمين في علم المنطق وعلوم الفلسفة والنقلة المجودين .
ومولده ببغداد في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ونشأ بها وكان كثير الصحبة والملازمة ليحيى بن عدي .
موسى بن سيار هو أبو ماهر موسى بن يوسف بن سيار من الأطباء المشهورين بالحذق وجودةَ المعرفة بصناعة الطب .
ولموسى بن سيار من الكتب : مقالة في الفصد .
الزيادة التي زادها على كناش الخف لإسحاق بن حنين .
علي بن العباس المجوسي من الأهواز وكان طبيباَ مجيداً متميزاً في صناعة الطب .
وهو الذي صنف الكتاب المشهور الذي يعرف " بالملكي " صنفه للملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة أبىِ علي حسن بن بويه الديلمي وهو كتاب جليل مشتمل على أجزاء الصناعة الطبية علمها وعملها .
عيسى طبيب القاهر كان القاهر باللّه وهو أبو منصور محمد بن المعتضد يعتمد على طبيبه هذا عيسى ويركن إليه ويفضي إليه بأسراره .
وتوفي عيسى طبيب القاهر باللّه في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ببغداد .
دانيال المتطبب قال عبيد اللّه بن جبرائيل : كان دانيال المتطبب لطيف الخلقة ذميم الأعضاء متوسط العلم له إنسة بالمعالجة وكانت فيه غفلة وتبدد .


إسحاق بن شليطا كان هذا طبيباً بغدادياً له يد في الطب تقدم بها إلى أن انتقل إلى خدمة المطيع للّه واختص به إلى أن مات في حياة المطيع .
أبو الحسين عمر بن الدحلي كان متطبباً للمطيع لله وكان شديد التمكن منه والاختصاص به .
فنون المتطبب كان متقدماً يختص بخدمة الديار وكان يكرمه ويعزه أمراً عظيماً .
أبو الحسين بن كشكرايا كان طبيباً عالماً مشهوراً بالفضل والإتقان لصناعة الطب وجودة المزاولة لأعمالها .
وكان في خدمة الأمير سيف الدولة بن حمدان .
وكان أبو الحسين بن كشكرايا قد اشتغل بصناعة الطب على سنان بن ثابت بن قرة وكان من أجل تلامذته .
ولأبي الحسين بن كشكرايا من الكتب : كناشه المعروف بالحاوي .
كناش آخر باسم من وضعه إليه .
أبو يعقوب الأهوازي نظيف القس الرومي كان خبيراً باللغات وكان ينقل من اليوناني إلى العربي وكان يعد من الفضلاء في صناعة الطب واستخدمه عضد الدولة في البيمارستان الذي أنشأه ببغداد .
أبو سعيد اليمامي كان مشهوراً بالفضل والمعرفة متقناَ لصناعة الطب جيداً فى أصولها وفروعها حسن التصنيف .
ولأبي سعيد اليمامي من الكتب : شرح مسائل حنين مقالة في امتحان الأطباء - وكيفية التمييز ين طبقاتهم .
أبو الفرج بن أبي سعيد اليمامي سينا وجرت بينهما مسائل كثيرة في صناعة الطب وغيرها .
ولأبي الفرج بن أبي سعيد اليمامي من الكتب رسالة في مسألة طبية دارت بينه وبين الشيخ الرئيس ابن سينا .
أبوالفرج يحيى بن سعيد بن يحيى كان طبيباً مشهوراً عالماً بصناعة الطب جيداً في أعمالها .
أبو الفرج بن الطيب هو الفيلسوف الإمام العالم أبو الفرج عبد اللّه بن الطيب وكان كاتب الجاثليق ومتميزاً في النصارى ببغداد ويقرىء صناعة الطب في البيمارستان العضدي ويعالج المرضى فيه .
وكان عظيم الشأن جليل المقدار واسع العلم كثير التصنيف خبيراً بالفلسفة كثير الاشتغال فيها .


وقد شرح كتباً كثيرة من كتب أرسطوطاليس في الحكمة وشرح أيضاً كتباً كثيرة من كتب أبقراط وجالينوس في صناعة الطب .
وكان معاصراً للشيخ الرئيس ابن سينا .
وكان الشيخ الرئيس يحمد كلامه في الطب .
وأما في الحكمة فكان يذمه .
ابن بطلان هو أبو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون بن سعدون بن بطلان .
نصراني من أهل بغداد وكان قد اشتغل على أبي الفرج عبد اللّه بن الطيب وتتلمذ له وأتقن عليه قراءة كثير من الكتب الحكمية وغيرها .
ولازم أيضاً أبا الحسن ثابت بن إبراهيم بن زهرون الحراني الطبيب واشتغل عليه وانتفع به في صناعة الطب وفي مزاولة أعمالها .
الفضل بن جرير التكريتي كان كثير الاطلاع في العلوم فاضلاً في صناعة الطب حسن العلاج .
وخدم بصناعة الطب للأمير نصير الدولة بن مروان .
وللفضل بن جرير التكريتي من الكتب : مقالة في أسماء الأمراض واشتقاقاتها .
أبو نصر يحيى بن جرير التكريتي كان كأخيه في العلم والفضل والتميز في صناعة الطب وكان موجوداً في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة .
وليحيى بن جرير التكريتي من الكتب : كتاب الاختبارات في علم النجوم .
كتاب في الباه ومنافع الجماع ومضاره .
رسالة كتبها لكافي الكفاة أبي نصر محمد بن محمد بن جهير في منافع الرياضة وجهة استعمالها .
ابن دينار كان بميافارقين في أيام الأمير نصير الدولة بن مروان وكان فاضلاً في صناعة الطب جيد المداواة خبيراً بتأليف الأدوية .
ووجدت له أقراباذيناً بديع التأليف بليغ التصنيف وابن دينار هذا هو الذي ألَف الشراب المنسوب إليه المعروف بشراب الديناري المتداول استعماله المشهور بين الأطباء وغيرهم .
إبراهيم بن بكس كان ماهراً في علم الطب ونقل كتباً كثيرة إلى العربي ثم كف بصره وكان مع ذلك يحاول صناعة الطب ويزاولها بحسب ما هو عليه وكان يدرس صناعة الطب في البيمارستان العضدي لما بناه عضد الدولة وكان له منه ما يقوم بكفايته .
ولإبراهيم بن بكس من الكتب : .


 


 

=

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب صفة الجنة الحافظ ضياء الدين {اللهم احشرني ووالدي وأهلي في زمرة النبي والصحابة وعبادك الصالحين يا رب العالمين}

  كتاب صفة الجنة الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي تحقيق صبري بن سلامة شاهين دار بلنسية / الرياض  ...