السبت، 27 أغسطس 2022

صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف تأليف أبي أنس ماجد إسلام البنكاني

 


صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف لأبي أنس ماجد إسلام البنكاني 

** المقدمــة **

إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله، فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل ، فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون(.

"آل عمران" الآية (102).

)يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً(. "النساء" الآية (1).

)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً(. الأحزاب الآية (70-71)، [وهذه الخطبة تسمى عند العلماء "خطبة الحاجة"، وهي تشرع بين يدي كل خطبة، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو نكاح أو درس أو محاضرة].

أما بعد :

فإن خير الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

إن من السنن الكونية التي خلقها الله سبحانه وتعالى الأمراض ، وهي من الابتلاء الذي قدره الله على عباده ، ويكون فيه النفع للمؤمنين منهم ، فعن صهيب الرومي e قال: قال رسول الله e :"عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .

رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).

ومن المعلوم أن الإبتلاءات من الأمراض وغيرها ، إما أن تكون رفع درجات ، أو تكفير سيئات ، أو عقوبة والعياذ بالله .

ومن فضل الله تعالى على المؤمنين أن جعل الأمراض التي قدرها عليهم كفارات للذنوب والخطايا ، فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).

وكما أن الله سبحانه وتعالى أنزل الداء أنزل معه الدواء ، ويكون رحمةً منه وفضلاً على عباده ، مؤمنهم وكافرهم . فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".

"الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).

ومن الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه، قال الله تعالى: ] أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [ . (النمل:62)  ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ . (الشعراء:80) .

وأن في القرآن الكريم والسنة الصحيحة أنواعاً من العلاجات والأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، فأحببت أن أجمعها للقارئ الكريم لكي يكون على علم بها ، وأن يستخدمها لينتفع بها بإذن الله تعالى ، وعلينا أن لا نعدل عنها إلى الأدوية الكيمياوية في العصر الحاضر ، وعليه أن يتداوى بالغذاء بدل الدواء ما أمكنه ذلك .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :

وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ، قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية لم يحاول دفعه بالأدوية ، قالوا ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها ،  وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالبا وهم أحد فرق الطب الثلاث . الطب النبوي (ص6) .

وقال في مكان آخر : فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع . اهـ . الطب النبوي(ص29).

وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث  المرأة التي تصرع : "وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر : من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم" . فتح الباري (10/115) .

وقد انتقيت في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة بهذا الخصوص وأسميته "صحيح الطب النبوي" ، وضممت إليها بعض الأحاديث التي فيها ضعف مع بيان ضعفها ، فإنها وإن كانت ضعيفة فإنها لا تخلوا من الفوائد الغذائية أو العلاجية ، كما قرر ذلك السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ، وبخاصة الذين يعتنون منهم بهذا الشأن .

ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر كل من قدم لي من المساعدة لإخراج هذا الكتاب ، وأعانني عليه ، كما أشكر أهلي الكرماء على ما قدموه لي من المساعدة في الكتابة والصف،  ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، وجعل أعمالهم خالصةً لله تعالى ، ونافعةً لهم يوم القيامة .

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل هذا الكتاب سبباً لنفع المسلمين ، وأن يكون سبباً لارتباطهم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة  التي لا غنى للمسلم عنهما ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا حجة لنا لا حجة علينا ، وأن ينفعنا بها في يوم الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين .

وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

منهجي في الكتاب .

رتبت الكتاب على الفصول التالية :

1 ـ  الفصل الأول : وضعت فيه ثواب المرض لكي يكون المرء على علم  بما له عند الله من الثواب بسبب المرض ، أو أي ابتلاء ، وليصبر على ما أصابه ، وأن لا يتسخط ، ولا يجزع لينال الثواب في الآخرة بإذن الله تعالى .

2 ـ الفصل الثاني : تكلمت فيه عن الرقية الشرعية ، لكي يرتبط المسلم بربه سبحانه وتعالى ، وأن يعمل بما جاء في الكتاب والسنة ، وأن يعتقد أن الله هو الشافي ، وهو سبحانه بيده الضر والنفع .

3 ـ وفي الفصل الثالث تكلمت فيه عن التداوي ، وأن الله تعالى كما أنزل الداء أنزل معه الدواء رحمةً منه سبحانه وتعالى ، وبينت فيه حكم التداوي ، هل هو واجب أم سنة ، وهل الأفضل تركه أم فعله .

4 ـ الفصل الرابع: جعلت هذا الفصل خاصاً بالعلاج بالأعشاب الطبية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وفائدة كل عشبه ذكرت في هذا الكتاب ، وما هي خاصيتها بالعلاج .

5 ـ الفصل الخامس: تكلمت في هذا الفصل على بعض المحرمات والمضرات التي تضر بالمسلم في دنياه وآخرته ، لكي يتجنبها وليحذرها ، ولكي  لا يقع فيها .

6ـ الفصل السادس: خصصت هذا الفصل في الصبر على البلاء لأعود كما بينت في الفصل الأول ما هو ثواب المرض ، فأذكِّرَ المسلم في هذا الفصل بالصبر على البلاء ، وأن لا يشكوا ما أصابه لغير الله تعالى ، وأن لا يتسخط ، وأن يدعوا الله جل في علاه أن يكشف عنه هذا البلاء ، وأن يثيبه عليه الجنة .

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .

وكتب / ماجد البنكاني

أبو أنس العراقي

1/رمضان/1423هـ

6/11/2002

 

 

 

 

الفصل الأول

 

 

 

 

 

 

 

Rounded Rectangle: ثواب المرض والسقم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثواب المرض والسقم والبلاء

اعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق المرض والسقم ، وهو من الابتلاء الذي يكون فيه تكفيراً للسيئات ومحو الخطايا والذنوب بإذن الله تعالى ، وهذا خاص بالعبد المسلم ، وهو من رحمة الله بعباده المؤمنين .

فعن أبي موسى t قال: قال رسول الله e "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" .

رواه البخاري في كتاب الجهاد برقم (2996).

وعن أبي بكر بن عياش ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله e : "إذا اشتكى العبدُ المسلمُ قال الله تعالى للذين يكتبون : اكتبوا له أفضل ما كان يعملُ إذا كان طلقاً حتى أطلقه" . "الصحيحة"رقم(1232) .

وعن أنس بن مالك t قال : قال رسول الله e : "إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال : الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه" .  صحيح الجامع برقم (258) .

وعن عبد الله بن عمرو t ، عن النبي e قال : " ما من أحدٍ من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال : اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي" .

صحيح الجامع برقم (5761) .

وفي رواية قال رسول الله e  : "إن العبد إذا كان على طريقةٍ حسنةٍ من العبادة ثم على مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أُطلقه أو أُكفته إلي" . رواه أحمد في المسند(2/203)،والحاكم بنحوه،وقال:صحيح على شرط البخاري ومسلم.

أكفته : أضمه إلي و أقبضه .

وفي الحديث القدسي ، عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : قال الله تعالى :"إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه ثم يستأنف العمل" .

رواه الحاكم وقال : "صحيح على شرط البخاري ومسلم" ،المستدرك (1/348-349) وقال الذهبي : على شرطهما وفيه : "ولم يشكني بدل فلم يشكي". "السلسلة الصحيحة" (272) .

عواده : قال الفراء : يقال هؤلاء عَودُ فلان و عُوَّادُه مثل زَوْرِه وزُوَّاره ، وهم الذين يَعُودُونه إِذا اعْتَلَّ. وفـي حديث فاطمة بنت قـيس : فإِنها امرأَة يكثُرُ عُوَّادُها أَي زُوَّارُها. وكل من أَتاك مرة بعد أُخرى ، فهو عائد ، وإِن اشتهر ذلك فـي عيادة الـمريض حتـى صار كأَنه مختصٌّ به . اهـ . لسان العرب (3/ 319) .

عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي e قال : " إذا اشتكى المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير من خبث الحديد"  .                   أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (497) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (1257) ، و "صحيح الجامع" رقم (341) .

وعن أبي هريرة t قال : سمعت رسول الله e يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه". صحيح الجامع (6986).

عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أنهما سمعا رسول اللهe  يقول : "ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حُزن حتى الهم يهمه ؛ إلا كفّر به من سيئاته" . أخرجه مسلم (8/16) .

الوَصَب : دَوَام الوَجَع وَلُزومه . النهاية في غريب الحديث .(5/189).

والنصب : هو التعب .

عن جبير بن مطعم وأبي هريرة ، عن رسول الله e قال : "إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب" .

"صحيح الجامع" حديث رقم (1870) .‌

والسقم : هو المرض .

قال المناوي رحمه الله تعالى : إن اللّه تعالى يبتلي : أي يختبر ويمتحن عبده المؤمن القوي على احتمال ذلك . بالسقم بضم فسكون : أي المرض حتى يكفر عنه كل ذنب ، فيجب على العبد أن يشكر اللّه على البلاء لأنه في الحقيقة نعمة لا نقمة ، لأن عقوبة الدنيا منقطعة وعقوبة الآخر دائمة ، ومن عجلت عقوبته في الدنيا لا يعاقب في العقبى ، قال القرطبي : والمكفر بالمرض الصغائر بشرط الصبر أما الكافر فقد يزاد له بالبلاء في المال والولد وقد يخفف عنه به عقوبة غير الشرك . اهـ . فيض القدير .

وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : سمعت رسول اللهe بأذني هاتين يقول : "من أصابه هم أو غم أو سقم أو شدة فقال: "الله ربي لا شريك له" ؛ كشف ذلك عنه" . "السلسلة الصحيحة" (6/592) .

وعن أبي أمامة t ، عن النبي e قال: "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً" .  صحيح الجامع (5/6519).

وعن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله e "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو  عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"  .

رواه مسلم في كتاب الطهارة برقم (223) .

وعن أبي سعيد الخدري e ، أن رسول الله e قال : "ومن يتصبر يصبره الله وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر" .

رواه البخاري برقم (1400)، ومسلم برقم (1053) .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث الحض على الاستغناء عن الناس والتعفف عن سؤالهم بالصبر والتوكل على الله وانتظار ما يرزقه الله ، وأن الصبر أفضل ما يعطاه المرء لكون الجزاء عليه غير مقدر ولا محدود ، وقال القرطبي: معنى قوله من يستعف: أي يمتنع عن السؤال .

وقوله يعفه الله : أي انه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته .

وقوله ومن يستغن أي بالله عمن سواه .

وقوله يغنه: أي فإنه يعطيه ما يستغني به عن السؤال ويخلق في قلبه الغنى، فإن الغنى غنى النفس .

وقوله ومن يتصبر : أي يعالج نفسه على ترك السؤال ويصبر إلى أن يحصل له الرزق .

وقوله يصبره الله : أي فإنه يقويه ويمكنه من نفسه حتى تنقاد له ويذعن لتحمل الشدة ، فعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه . ا هـ .  فتح الباري (11/304) .

وعن صهيب الرومي e قال: قال رسول الله e :"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .

رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).

وعن أبي هريرةt  قال : قال رسول الله e " مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاءٌ ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" . رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2809).

تفيئه : بضم الفوقية وفتح الفاء وتشديد التحتية ، أي تحركه وتميله يمينا وشمالا. تحفة الأحوذي (8/ 134) .

تستحصد : أي: لا تتغير حتى تنقلع مرة واحدة كالزرع الذي انتهى يبسه

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e:" من يرد الله به خيراً يصب منه". رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5645)

يصب منه : أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء .

من يرد اللّه به خيراً : أي جميع الخيرات أو خيراً غزيراً  .

يصب منه : بكسر الصاد عند الأكثر ، والفاعل اللّه ، وروي بفتحها واستحسنه ابن الجوزي ورجحه الطيبي بأنه أليق بالأدب لآية ]وإذا مرضت فهو يشفين [ ، والضمير في قوله منه على التقديرين للخير قال الزمخشري :  أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها ، وقال القاضي : أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته ، وهي اسم لكل مكروه ، وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي به الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة  ،  ويصح عود الضمير في يصب إلى من وفي منه إلى اللّه وإلى الخير ، والمعنى أن الخير لا يحصل للإنسان إلا بإرادته تعالى وعليه فلا شاهد فيه وإنما تركه لوضوحه لأن الخير الذي هو مراد لمن يحصل له مختار مرضي به إذا كان بإرادة من الغير لا من نفسه فلأن يكون ما يحصل بغير إرادة ورضاً أولى . اهـ . فيض القدير .

قال ابن حجر : وفي هذه الأحاديث بشارة عظيمة لكل مؤمن ، لأن الآدمي لا ينفك غالبا من ألم بسبب مرض أو هم أو نحو ذلك مما ذكر ، وأن الأمراض والأوجاع والآلام بدنية كانت أو قلبية تكفر ذنوب من تقع له . فتح الباري (10/108) .

وعن أبي بكر الصديق t أنه قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية )ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به( الآية، وكل شيء عملناه جزينا به فقال: "غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تصيبك اللأواء " قال قلت: بلى قال: "هو ما تجزون به" . رواه ابن حبان

ورواه الحاكم وفيه: "قال غفر الله لك يا أبا بكر قاله ثلاثاً، يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست تنصب ألست تصيبك اللأواء؟" .

رواه الحاكم في المستدرك (3/74) وقال : "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الذهبي في التلخيص : "صحيح".

اللأواء : هي شدة الضيق .

عن عائشة t ، عن رسول الله e قال : "إن المؤمنين يشدد عليهم لأنه لا تصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوقها و لا وجع إلا رفع الله له بها درجة و حط عنه خطيئة"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (1935) .‌

وعن أسد بن كرز t ، أنه سمع النبي e يقول : "المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر" . رواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن، قال الهيثمي في المجمع (2/301): "رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع برقم (5928) .

وعن أم العلاء  ، وهي عمة حكيم بن حزام ، وكانت من المبايعات رضي الله عنها ، قالت : عادني رسول الله e وأنا مريضة ، فقال : "يا أم العلاء أبشري ، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه ، كما تذهب النار خبث الحديد والفضة" . صحيح الجامع برقم (37) .

وفي رواية : الذهب بدلا من الحديد .

قال في عون المعبود :

عادني : من العيادة .

يذهب الله به : أي بسبب المرض .

خطاياه : أي المسلم .

خبث الذهب والفضة : قال ابن الأثير في النهاية : الخبث بفتحتين ، هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا . انتهى .

‌وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عنهما ، أنه سمع رسول الله e يقول : "لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله عنه بها خطيئته" . رواه أحمد والبزار، قال في مجمع الزوائد (2/301) : "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح".

ورواه ابن حبان إلا أنه قال : "إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة".

وعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).

وعن كعب بن مالك t قال : قال رسول الله e : "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج" .

وفي رواية : "حتى تأتيه أجله" ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة" .

رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين برقم (2810) .

الأرزة : شجرة الصنوبر ، وقيل الذكر خاصة .

المجذية : الثابتة المنتصبة .

الإنجعاف : الإنقلاع، قال أبو عبيد: "والمعنى فيما نرى أنه شبه المؤمن بالخامة التي تميلها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله وماله وولده، وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تميلها الريح، والكافر لا يرزأ شيئا حتى يموت فإن رزئ لا يؤجر عليه، فشبه موته بإنجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه جمة. أ.هـ .

"غريب الحديث" للقاسم بن سلام (1/117 و 118).

وقال رسول الله e : "إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم" . رواه البخاري في بدء الخلق برقم (3261).

وعن جابر t قال : قال رسول الله e : "يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرُضت في الدنيا بالمقاريض" . صحيح الجامع رقم (8177) .

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله عزوجل:] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ . الزمر الآية (10) .

وهذا عام في جميع أنواع الصبر ، الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها ، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها ، والصبر على طاعته حتى يؤديها ، فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب ، أي بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار ، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند الله ، وأنه معين على كل الأمور . اهـ . تيسير الكريم الرحمن "تفسير سورة الزمر" آية (10) .

ودخل رسول الله e على أم السائب أو أم المسيب فقال : "مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين" قالت : الحمى لا بارك الله فيها فقال : "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6515).

تزفزفين : ترعدين

وعن أنس t ، أن رسول الله e قال : "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" . السلسلة الصحيحة برقم (146) ، وصحيح الجامع رقم (2110).

وعن أبي هريرة t نه قال : قال رسول الله e : "إن الرجل ليكون له عند الله المنـزلة فما يبلغها بعمل ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ".

صحيح الجامع رقم (1625).

إن أعظم الجزاء : أي كثرته مع عظم البلاء ، بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ويجوز ضمها مع سكون الظاء ، فمن بلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم ، وإن اللّه تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم أي اختبرهم بالمحن والرزايا وهو أعلم بحالهم ، قال لقمان لابنه يا بني الذهب والفضة يختبران بالنار والمؤمن يختبر بالبلاء  فمن رضي قضاء بما ابتلى به فله الرضى من اللّه تعالى وجزيل الثواب ومن سخط  أي كره قضاء ربه ولم يرضه  فله السخط منه تعالى وأليم العذاب

]ومن يعمل سوءاً يجز به[ ، وقوله ومن رضي فله الرضى شرط وجزاءاً فهم منه أن رضى اللّه تعالى مسبوق برضى العبد ومحال أن يرضى العبد عن اللّه إلا بعد رضى اللّه عنه كما قال : ]رضي اللّه عنهم ورضوا عنه[ ، ومحال أن يحصل رضى اللّه ولا يحصل رضى العبد في الآخرة فعن اللّه الرضى أزلاً وأبداً ، وفيه جنوح إلى كراهة اختيار الصحة على البلاء والعافية على السقم ولا ينافيه ما مر ويجيء من الأمر بسؤال العافية وأنها أفضل الدعاء لأنه إنما كرهه لأجل الجرائم واقتراف العظائم كيلا يلقوا ربهم غير مطهرين من دنس الذنوب ، فالأصلح لمن كثرت خطاياه السكوت والرضى ليخف والتطهير بقدر التمحيص والأجر بقدر الصبر ذكره ابن جرير.

والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه. اهـ.فيض القدير .

وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ، فقلت : بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي e ، فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " ، فقالت : أصبر فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها" .

رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5652) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2576).

أتكشف : من التكشف ، والمراد أنها خشيت ، تظهر عورتها وهي لا تشعر .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . اهـ . فتح الباري (10/115) .

وعن أبي سعيد وأبي هريرة t قال : "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5641 و 2642) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2573).

ورواية مسلم : "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفَّرَ به من سيئاته" .

النصب : التعب .

الوصب : المرض .

وكفَّرَ : أي سترها ومحاها .

وعن محمود بن لبيدة ، أن رسول الله e قال: "إذا أحبَّ الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع" . صحيح الجامع رقم (282).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله e : "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها" .

رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5640) ، ومسلم في كتاب البر والصلة (6514) .

وفي رواية لمسلم : "لا تصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته" .

وفي رواية أخرى له : "إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة"   في كتاب البر والصلة برقم (6508).

وفي رواية : دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها ، وهي بمنى وهم يضحكون ، فقالت : ما يضحككم قالوا: فلان خرّ على طنب فسطاط وكادت عنقه أو عينه تذهب ، فقالت : لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله e يقول : " ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6506) .

والطُّنُب : أحدُ أطْناب الخَيمة , فاستعاره للطَّرف والنَّاحِية 0 هـ .

النهاية في غريب الحديث (3/140) .

والفسطاط : هو الخيمة .

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : في هذه الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين، فانه قلما ينفك الواحد منهم ساعة من شئ من هذه الأمور ، وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصايب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها ، وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات ، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء . اهـ . شرح النووي (16/128) .

وعن معاوية t قال : سمعت رسول الله e يقول : "ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته"  . صحيح الجامع رقم (5600).

وعن أبي هريرة t قال : سمعت رسول الله e يقول : "وصب المؤمن كفارة لخطاياه" . صحيح الجامع (6986) .

وعن أبي هريرة t قال : لما نزلت )من يعمل سوءً يجزَ به( النساء (123) . بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فقال رسول الله e : "قاربوا وسدووا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها".

رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6514).

(قاربوا) : أي اقتصدوا فلا تغلوا ولا تقصروا بل توسطوا.

(سددوا) : أي  اقصدوا السداد وهو الصواب.

النَّكْبَة : وهي ما يصيب الإنسان من الحوادث.النهاية في غريب الحديث  (5/112) .

وعن ابن مسعود t  قال : دخلت على النبي e فمسسته فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً فقال : "أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت : ذلك بأن لكم أجرين قال : "نعم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فيما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".

رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5648) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2571).

وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، أن رسول الله e قال : "إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها" . السلسلة الصحيحة (1714).

الوعْك : وهو الحُمَّى وقيل ألَمُها وقد وَعَكَه المرضُ وعَكاً وَوُعِك فهو مَوْعوك . النهاية في غريب الحديث (5/206) .

وعن شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة t قال : قال رسول الله e  " الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار".  صحيح الجامع رقم (3/3188).

"فيح جهنم " الفيح : سطوع الحر وفورانه . ويقْال لاواو ، وفاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت . وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها. النهاية في غريب الحديث (3/484) .

‏الحمى كير من جهنم ، أي حقيقة أرسلت منها إلى الدنيا نذيراً للجاحدين وبشيراً للمقربين أنها كفارة لذنوبهم أو حرها شبيه بحر كير جهنم  ، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار ، أي نصيبه من الحتم المقضي في قوله سبحانه  ]وإن منكم إلا واردها[ .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

 

 

 

 

 

Rounded Rectangle: الرقية الشرعية 
بالكتاب والسنة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرقية الشرعية بالكتاب والسنة

من الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى . قال الله تعالى : ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ . الشعراء آية (80) .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه حديث على المرأة التي تصرع : وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115) .

ما جاء في المعوذتين وفضلهما

عن عقبة بن عامر t قال : قال رسول الله  r : "أنزلت عليَّ آيات لم ير مثلهن قط المعوذتين" . أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ، برقم (1889) ، وأحمد في مسنده (3/150 و 153) ، والدارمي في سننه، والترمذي في أبواب فضائل القرآن.

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم لك شر يستعاذ منه سواء كان في الأجسام أو الأرواح.

وقال رحمه الله تعالى : فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ولهذا أوصى النبي r عقبة بن عامر بقراءتها عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه .  أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن برقم (2912).

وقال في هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة وقال: ما تعوذ المعوذون بمثلهما. أ.هـ . زاد المعاد (4/143) .

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "اقرأ يا جابر!" ، فقلت : وما أقرأ بأبي أنت وأمي؟ قال : ]قل أعوذ برب الفلق[ و ]قل أعوذ برب الناس[.

فقرأتهما فقال : "أقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما". رواه النسائي، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني: "حسن صحيح" الترغيب (1486).

عن عائشة قالت : كان رسول الله e إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه }قل هو الله أحد { والمعوذتين . ثم يمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .

أخرجه البخاري (11/ 107) في الدعوات ، باب التعوذ والقراءة عند النوم ،ومسلم في السلام برقم (2192) ، باب رقية المريض بالمعوذات .

وكما في "الصحيحين" : "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".

أخرجه البخاري (9/50) في فضائل القرآن ، باب فضل سورة البقرة ، ومسلم في المسافرين برقم (808) ، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.

كفتاه : قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل كفتاه من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع .

وعن أبي سعيد الخدري t ، عن النبي r قال : "من قرأ الكهف كما أنزلت كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه إلى مكة ، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ، ومن يتوضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة" . أخرجه الحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (582)، و"الترغيب" رقم (218).

ورواه النسائي وقال في آخره : "ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة".

وعن البراء قال: كان رجل يقرأ بسورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنوا وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي r فذكر ذلك له فقال" "تلك السكينة تنزلت للقرآن" . أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن برقم (5011) ، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1853).

(شطن): هو الحبل الطويل المضطرب وشطن تثنية شطنين.

وقال النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الملائكة وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزل الرحمة وحضور الملائكة وفيه فضيلة استماع القرآن .

وعن أبي سعيد الخدري t : أن النبي r قال : "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".  أخرجه النسائي والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وأخرجه أبو سعيد الدارمي في مسنده موقوفاً على أبي سعيد إلا أنه قال : "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة اضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق". و صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع برقم (6346) ، والإرواء برقم (619).

نص الشافعي على استحباب قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويوم الجمعة.

وعن ابي الدرداء t : أن النبي   r قال : "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين برقم (1880) ، وأبو داود في كتاب الملاحم برقم (4323) ، والترمذي في كتاب فضائل القرآن برقم (2886) ، وأحمد في مسنده (6/446و 449) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص 527) ، صحيح الجامع برقم (6201) .

قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات ، فمن يتدبرها لم يفتتن بالدجال وكذا في آخرها قوله تعالى : ]أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً[ .الكهف(102).

وفي رواية لمسلم : "من آخرِ سُورةِ الكَهف" . صحيح مسلم (1/556).

جاء في فيض القدير : لما في قصة أهل الكهف من العجائب ، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن ، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه ، أو هذه خصوصية أودعت في السورة  ، ومن ثم ورد في رواية كلها . وعليه يجتمع رواية من أول ومن آخر ، ويكون ذكر العشر استدراجاً لحفظ الكل والتعريف للعهد أو للجنس لأن الدجال من يكثر الكذب والتمويه وفي خبر يكون في آخر الزمان دجالون ، وفيه جواز الدعاء بالعصمة من نوع معين ، والممتنع الدعاء بمطلقها لاختصاصها بالنبي e والملك .

فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال ، ويجوز أن يكون التخصيص بها لما فيها - أي العشر الآيات الأول - من ذكر التوحيد وخلاص أصحاب الكهف من شر الكفرة . اهـ .

 

ما جاء في علاج الفزع

والأرق المانع من النوم

قال الله تعالى :) يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ( . (المدثر:1)

عن جابر t  قال : أحدثكم ما حدثنا رسول الله e ، قال : "جاورت بحراء شهراً فلما قضيت جواري ، نزلت فاستبطنت بطن وادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر أحداً ، ثم نوديت فنظرت فلم أر أحداً ، ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء ـ يعني جبريل عليه السلام ـ فأخذتني رجفة شديدة فقلت :دثروني ،فدثروني وصبوا علي ماءً". رواه البخاري ومسلم .

وفي رواية:"فأتيت خديجة فقلت: دثروني ،وصبوا علي ماء بارد".

أخرجه البخاري برقم (3)، ومسلم برقم (161).

عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، " أن رسول الله e كان يعلمهم من الفزع : أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون" .

أخرجه أبو داود (3893) في الطب :باب كيف الرقي ، والترمذي (3591) وأحمد في "المسند" (6696) والحاكم (1/548) ورجاله ثقات ، وله شاهد مرسل عند ابن السني (643). "السلسلة الصحيحة"رقم (264) ، وصحيح الجامع برقم (701) .

 

 

ما جاء في علاج المرضى بالرقية الشرعية

وبتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم

رقية المريض بالمعوذات والنفث .

عن عائشة رضي الله عنها ، "أن النبي e كان يرقى ،وأنه كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ، وأنه كان ينفث بالمعوذات على نفسه وعلى غيره ، قالت : فلما ثقل كنت أنفث عليه بهنّ وأمسحه بيدهِ نفسه لبركتها".

أخرجه البخاري (5735) ، ومسلم (2192).

عن بريدة قال : سمعت أبي يقول : " تفل e في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله ، فبرأت " . "الصحيحة" (2904) .

قال النووي في شرح مسلم (14/403) :

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى : وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة والهواء والنفس المباشرة للرقية والذكر الحسن ، لكن قال كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ، وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه . وكان يكره الرقية بالحديدة والملح والذي يكتب خاتم سليمان . والعقد عنده أشد كراهة ، لما في ذلك من مشابهة السحر . والله أعلم .

وفي الحديث استحباب الرقية بالقرآن ، وبالأذكار .

عن عثمان بن أبي العاص t يقول : شكوت إلى رسول الله e نسيان القرآن ، فضرب صدري بيده فقال : "يا شيطان اخرج من صدر عثمان ! "فعل ذلك ثلاث مرات" . "الصحيحة" (2918) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله e إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بإصبعه:هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال: "بسم الله،تربة أرضنا برقية بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا".

أخرجه البخاري (10/176،177) في الطب ، باب رقية النبي e ، ومسلم في السلام برقم (2194) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة .

قال النووي : ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح والله أعلم . أ. هـ  . شرح مسلم (14/151) .

وعن أبي سعيد الخدري ، قال :قال رسول الله e :"إذا دخلتم على المريض ، فنفسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئاً ، وهو يطيب نفس المريض".

أخرجه ابن ماجة برقم (1438) في الجنائز ، باب عيادة المريض ، والترمذي برقم (2087). ضعيف ابن ماجة رقم (301) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (488) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، "أن النبي e دخل على أعرابي يعوده ، قال وكان النبي e إذا دخل على مريض يعوده قال : "لا بأس ، طهورٌ إن شاء الله . فقال له : لا بأس طهور إن شاء الله . قال: قلت طهورٌ ؟ كلا ، بل هي حمى تفور ـ أو تثور ـ  على شيخٍ كبيرٍ ، تُزيره القبور . فقال النبي e فنعم إذاً"  . رواه البخاري برقم (3616).

قوله  "لا بأس" : أي أن المرض يكفر الخطايا ، فإن حصلت العافية فقد حصلت الفائدتان ، وإلا حصل ربح التكفير .

وقوله "طهور"  قال ابن حجر : هو خبر مبتدأ محذوف أي هو طهور لك من ذنوبك أي مطهرة . فتح الباري (10/124) .

وعن عائشة رضي الله عنها ، "أن رسول الله e كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به إليه قال : "أذهب البأس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" .

رواه البخاري برقم (5675) ، ومسلم برقم (2191) .

وعند مسلم : "كان إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : اذهب البأس رب الناس".. الحديث .

وعن أبي سعيد الخدري t ، "أن جبريل أتى النبي e فقال : يا محمد اشتكيت ؟ فقال: نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك "  .

رواه مسلم برقم (2186)، وأحمد برقم (1140)، والترمذي برقم (972)، وابن ماجة برقم (3523).

وعن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله e : أن جبريل رقاه وهو يوعك ، فقال : "بسم الله أرقيك ، من كل داءٍ يؤذيك ، من كل حاسدٍ إذا حسد ، ومن كل عين وسُمٍّ ، والله يشفيك".

التعليق على ابن ماجة، "صحيح موارد الظمآن" (1189).

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله e " إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك صلاةٍ ، وفي رواية : إلى جنازةٍ". "الصحيحة" ( 1304) .

ينكأ : من النكاية ، ومعناه المبالغة في الأذى ، وقال بن سيده نكأ العدو نكاية أصاب منه . فتح (9/607) .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله e إذا أتى مريضاً أو أتي به إليه قال : "اللهم رب الناس أذهب البأس ،وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاءً لا يغادر سقماً " .

"الصحيحة" (2775) .

وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : كنت أعوِّذُ رسولَ الله e بدعاء كان جبريل ـ عليه السلام ـ يعوِّذُه به إذا مرض :

"أذهب البأس رب الناس!بيدك الشفاء ، لا شافي إلا أنت،اشف شفاءً لا يغادر سقماً". فلما كان في مرضه الذي توفي فيه ؛ جعلت أدعو بهذا الدعاء ، فقال e  : "ارفعي يدك ؛ فإنها كانت تنفعني في المدة". وهو في "الصحيح" باختصار.

"الصحيحة" (2775و3104) ، "صحيح موارد الظمآن" (1192).

وقد رخص رسول الله e في "الرقية من العين والحمة والنملة" .

وعن أنس قال : قال رسول الله e : "لا رقية إلا من عينٍ أو حمة ٍ أو دمٍ يرقأ" . أخرجه أبو داود (3889) ، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم (717) .

وأخرج مسلم (220) عن بريدة بن الحصين قوله : "لا رقية إلا من عين أو حمة".

حمة : أصلها من الحَمِّ وهي الحرارة ، أو من حمة السنان وهي حِدَّتُه . الجامع في غريب الحديث (2/168) .

قال الإمام النووي في شرحه على مسلم : قال المازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله تعالى أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لا يدري معناه،لجواز أن يكون فيه من الكفر . (14/392).

 

ما جاء في رقية الحية

عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه قال: سألت عائشة عن الرقية من الحمة فقالت : "رخص النبي  e في الرقية من كل ذي حمة" .

رواه البخاري برقم (5409) .

وعن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله t يقول : "أرخص النبي  صلى الله عليه وسلم  في رقية الحية لبني عمرو" .

قال أبو الزبير : وسمعت جابر بن عبد الله يقول : "لدغت رجلا منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله  e ، فقال رجل يا رسول الله أرقي ، قال : "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" . رواه مسلم برقم (2199) .

وعن عائشة قالت : رخّص رسول الله e في"الرقية من الحية والعقرب" .

وعن طلق بن علي t ، قال : لدغتني عقرب عند النبي e ، "فرقاني ومسحها".

"صحيح أبي داود" (176) ، "صحيح موارد الظمآن"(1191).

وعن علي t قال : لدغت النبي e عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ ، قال : "لعن الله العقرب ؛ لا تدع مصلياً ولا غيره . ثم دعا بماءٍ وملحٍ ، وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ ] قل يا أيها الكافرون [ ، و]قل أعوذ برب الفلق[ ، و ] قل أعوذ برب الناس [ .  "السلسلة الصحيحة" رقم (548) .

ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغت بعض أصحاب رسول الله e حيةٌ ، فقال النبي e : "هل من راق؟" ، فقالوا : يا رسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال : "ادعوا عُمارة بن حزم" ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : "لا بأس بها" ، فأذن له فيها فرقاه .

ذكره الحافظ في "الإصابة" (4/275) في ترجمة عمارة ، وقال : رواه البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد جيد .

وأخرج مسلم في"صحيحه"(2199) عن جابر قال : "نهى رسول الله e عن الرقى" ، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله e فقالوا : يا رسول الله ! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب ، وإنك نهيت عن الرقى ، قال : فعرضوها عليه ، فقال : "ما أرى بأساً ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه".

قال ابن حجر : وقد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط : أن يكون بكلام الله تعالى ، أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربي ، أو بما يعرف معناه من غيره ، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى . اهـ . فتح الباري (10/195) .

باب في الرقى

رقية اللديغ بالفاتحة

عن أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفرٌ من أصحاب النبي e في سفرةٍ سافروها حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءِ الرهطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ،فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لُدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحدكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقٍ حتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبةٌ ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله e فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله e ، فذكروا له ذلك ، فقال : "وما يدريك أنها رقية؟" ،ثم قال : "قد أصبتم ،اقسموا واضربوا لي معكم سهماً" .

أخرجه البخاري (10/178) في "الطب" ، باب النفث في الرقية ، ومسلم (2201) في "السلام"  ، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية .

ما به قلبة : معناه لـيست به علة ، يُقَلَّبُ لها فـيُنْظَرُ إِلـيه . تقول : ما بالبعير  قَلَبة ، أَي لـيس به داءٌ يُقَلْبُ له ، فـيُنْظَرُ إِلـيه ؛ وقال الطائي : معناه ما به شيءٌ يُقْلِقُه ، فَـيَتَقَلَّبُ من أَجْلِه علـى فراشه . اهـ . لسان العرب (1/ 687).

وضع اليد على موضع الألم مع الدعاء

عن عثمان بن أبي العاص t ، أنه شكا إلى رسول الله r وجعاً يَجدُهُ في جسده منذ أسلمَ ، فقال رسول الله r : "ضع يَدَكَ على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثاً وقلْ سبعَ مرات : أعوذ بالله وقدرتِهِ من شَرِّ ما أجِدُ وأحاذِرُ " .

رواه مسلم في كتاب السلام برقم (2202) ، وفي كتاب الطب برقم (5701) ، وأخرجه أحمد في مسنده (4/21 و 217) .

فيه استحباب وضع اليد على مكان الألم مع الدعاء .

عن كريب الكندي ، قال : أخذ بيدي علي بن الحسين ، فانطلقنا إلى شيخ من قريش ـ يقال له : ابن حثمة ـ يصلي إلى إسطوانه ، فجلسنا إليه ، فلما رأى عليّاً انصرف إليه ، فقال له علي:حدثنا حديث أُمك في الرقية ، فقال : حدثتني أُمي أنها كانت ترقي في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام قالت : لا حتى أستأذن رسول الله e ، فأتته فاستأذنته ؟ فقال لها رسول الله e : "ارقي ؛ ما لم يكن فيها شرك" .

"الصحيحة" (178) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1185) .

عن ابن عباس t ، عن النبي e قال : "العين حق ، ولو كان شيءٌ سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا" .
 رواه مسلم في الطب برقم (5666).

فيه إثبات القدر ، وإن كل شيء كائن بقدر الله تعالى ، وهو بيده النفع والضر . وإذا طلب من الحاسد الاغتسال عليه أن يغتسل ، ويصب وضوءه على المحسود .

عن محمد بن حاطب ، قال : انصبت على يدي مرقمة فأحرقتها،فذهبت بي أُمي إلى رسول الله فأتيناه وهو في الرحبة ، فأحفظ أنه قال :

"أذهب البأس ، رب الناس ! ـ وأكثر علمي أنه قال ـ أنت الشافي لا إله إلا أنت" .

"التعليقات الحسان" (2965) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1186).

وعن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة أن ميمونة : قالت لي : يا ابن أخي !ألا أرقيك برقية رسول الله e ؟! قلت بلى : قالت:

"بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من كل داءٍ فيك ، أذهب البأس ، رب الناس ! اشفِ أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت".

"الضعيفة" تحت الحديث (3357) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).

وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله e دخل عليها  ـ  وامرأة تعالجها أو ترقيها ـ ، فقال : "عالجيها بكتابِ الله" .

"الصحيحة" (1931)، "صحيح موارد الظمآن" (1188).

عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي e فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال:"أما لو قلت حين أمسيت :أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك".

أخرجه مسلم في "السلام" برقم (2709) ، باب الذكر والدعاء.

ما جاء في علاج الرّمد بالسكون

والدعة ،وترك الحكة ، والحمية مما يهيج الرمد

عن عبد الله بن مسعود t ، قال لامرأته زينب وقد اشتكت عينها : لو فعلت كما فعل رسول الله e كان خيراً لك وأجدر أن تشفي ، تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : "أذهب البأس رب الناس،أشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك،شفاءً لا يغادر سقماً". أخرجه أبو داود برقم (3883) ، وابن ماجة برقم (3530) .

وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يعوذ بهذه الكلمات :   [ اللهم رب الناس ] أذهب البأس ،واشف وأنت الشافي ،لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاء لا يغادر سقما .فلما ثقل في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه  [ بها ] وأقولها ،فنـزع يده من يدي ،وقال :اللهم اغفر لي ،وألحقني بالرفيق الأعلى .قالت :فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم" . "السلسلة الصحيحة" رقم (2775) .

 

 

 

ما جاء في العلاج بالأدوية الروحانية الإلهية

المفردة والمركبة منها ومن الأدوية الطبيعية

وما جاء في علاج المصاب بالعين

عن ابن عباس t ، قال : قال رسول الله e : "العين حقٌ ولو كان شيء سابق القدر ، لسبقته العين " .  أخرجه مسلم في السلام برقم (2188) ، باب الطب والمرض والرقى .

وفي رواية عن عبيد بن رفاعة الزرقي ، أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، قالت : يا رسول الله ! إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفأسترقي لهم ؟ فقال : "نعم فلو كان شيءٌ يسبق القضاء لسبقته العين" .

أخرجه الترمذي برقم (2059) ، وأحمد (6/43) ، وابن ماجة برقم (3510) .

وعن عائشة قالت : قال رسول الله e  : "ما لصبيكم هذا يبكي ؟ فهلا استرقيتم له من العين".

"الصحيحة" (1048) . في رقية النملة .

عن الشفاء بنت عبد الله ، دخل عليّ رسول الله e وأنا عند حفصة ، فقال : "ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة".

أخرجه أبو داود برقم (3887) ، وأحمد (6/372) ، "السلسلة الصحيحة" (1931) .

النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهو داء معروف ، وسمي نملةً ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه .

عن أنس ، أن النبي e "رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة" .

أخرجه مسلم في السلام برقم (2196)، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة.

والحمة بالتخفيف : السم ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة ، لأن السم يخرج منها . والنملة : شيء في الجسد كالقرح ، أو قروح تخرج في الجنب.

عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله e : "العين حقٌ" .

أخرجه البخاري (10/173) في الطب ، باب العين حق ، ومسلم في السلام برقم (2187) ، باب الطب والمرض والرقى .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يُؤمَرُ العائن فيتوضأ، ثم يغتسل منه المعين" .

أخرجه أبو داود (3880) في الطب، باب ما جاء العين . "السلسلة الصحيحة" رقم(2522) .

وفي رواية عنها قالت: أمرني النبي e ، أو أمر"أن نسترقي من العين".

أخرجه البخاري (10/169،170) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2195) ، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة .

وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ! قال: فلبط سهل ، فأتى رسول الله e عامراً ، فتغيظ عليه وقال : "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له" ، فغسل له عامر وجهه ويديه ، ومرفقيه وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس .

أخرجه مالك في"الموطأ" (2/938) في أول كتاب العين ، ورجاله ثقات.

وعن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي e رأى في بيتها جاريةً في وجهها سعفة ، فقال : "استرقوا لها ، فإن بها النظرة".

أخرجه البخاري (10/171،172) في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم في السلام برقم (2197) ، باب رقية العين .

والسفعة ـ بفتح السين ويجوز ضمها وسكون الفاء ـ سواد الوجه ، ومنه سفعة الفرس : سواد ناصيته ، وعن الأصمعي : يعلوها سواد ، وقيل : سواد مع لون آخر ، وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه ، وكلها متقاربة .

وقال النبي e في الأبتر ، وذي الطُفيتين من الحيات : "إنهما يلتمسان البصر ،ويسقطان الحبل".

أخرجه البخاري (6/248) في بدء الخلق: باب قول الله تعالى } وبث فيهما من كل دابة {  ، ومسلم (2233) في السلام : باب قتل الحيات وغيرها .

وصح عن النبي e أنه كان يتلطف بالمريض ، فتارة يضع يده عليه ويقول:

"لا بأس طهورٌ إن شاء الله".

أخرجه البخاري برقم (3616) و (5622) و (7470) .

وعن عبد الله بن عامر قال : قال رسول الله e :"إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه ومن ماله ما يعجبه فليُبرِّكه ؛ فإن العين حق" .

"الصحيحة " (2572) .

وصيغة التبريك هو أن يقول : "اللهم بارك" . ولا يقال مبروك .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Rounded Rectangle: التداوي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

باب التداوي

إن الله عندما خلق الداء ، وهو منه سبحانه وتعالى ابتلاء لعباده ، وبخاصة المؤمنين منهم ، ويكون تكفيراً لسيئاتهم ، وهذا منه رحمةً لعباده المؤمنين ، فعندما خلق الله سبحانه وتعالى الداء خلق معه الدواء ، وجعله مباحاً لعباده ،

فعن أبي الدرداء t ، عن رسول الله e قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1633).

وعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".

"السلسلة الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).

، وصحيح الجامع برقم (1762) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه سُئلَ رسول الله e : هل ينفع الدواء من القدر ؟ ، فقال : "الدواء من القدر و قد ينفع بإذن الله تعالى"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (3415) .

قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وهذا من حكمة الله كما هو شائع أنه إذا ابتلى أعان ، فابتلى بالداء وأعان بالدواء ، وابتلى بالذنب وأعان بالتوبة ، وابتلى بالأرواح الخبيثة الشياطين ، وأعان بالأرواح الطيبة الملائكة ، وابتلى بالمحرمات وأعان بإباحة نظيرها . "الآداب الشرعية" (2/336) .

عن أسامة بن شريك ، قال : أتيت رسول الله e وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير ، فسلمت ثم قعدت ، فجاءت الأعراب من هاهنا فقالوا : يا رسول الله ! نتداوى ؟  قال : "تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً ، غير واحد : الهرم" .

وفي لفظ : "تداووا عباد الله ! فإن الله لم ينـزل داءً إلا قد أنزل له شفاءً ؛ إلا السام والهرم".

قال الدكتور محمد ضياء الأعظمي في شرحه على السنن الصغرى للبيهقي : أخرجه أبو داود (4/192) ، والترمذي (4/383) ، وابن ماجة (2/1137) ، وأحمد (4/278) ، والحاكم (4/399) ، والبيهقي في السنن الكبرى (9/343) . كلهم من طرق عن زياد بن علاقة به .

ثم قال : قلت : وفي رواية : "تداووا" : دليل على إثبات العلاج ، وأن التداوي مباح وليس بواجب ، والإهمال فيه مذموم ، إلا أصحاب العزائم كما جاء في الصحيحين : البخاري (10/211) ، ومسلم (1/199) : "سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، وهم الذين لا يتطيرون ، ولا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" . اهـ . شرح وتخريج السنن الصغرى للبيهقي (8/346) .

قلت: والتداوي سنةٌ وتركه درجة أعلى منه، كما ثبت ذلك عن السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن مفلح في "الآداب الشرعية".

قال ابن حجر العسقلاني في تعليقه على حديث المرأة التي تصرع : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن  إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115).

وعن كعب بن مالك :أنه قال : يا رسول الله ! أرأيت دواءً نتداوى به ، ورُقىً نسترقي بها ، وأشياء نفعلها ؛ هل ترد من قدرِ الله ؟ قال : "يا كعب ! بل هي من قدرِ الله" .

"تخريج أحاديث مشكلة الفقر" (13/11) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم  (1171).

وعن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم : "أن رجلاً في زمان رسول الله e جُرح فاحتقن الجرج بالدم وأن الرجل دعا برجلين من بني أنمار فنظرا إليه فقال لهما رسول الله :"أيكما أطب ؟".

فقالا : أفي الطب خير يا رسول الله ؟ فقال رسول الله e : "أنزل الدواء الذي أنزل الداء".رواه مالك في "الموطأ" (944) وابن عبد البر في "التمهيد" (110). والكحال في الأحكام في الصناعة الطبية (1/ 148) .

وعن إبراهيم التيمي ، أن رجلاً أتى إلى رسول الله e ، فقال له رسول الله e : "من أنت ؟" . قال : أنا طبيب . قال له رسول الله e : "ولعلك تدبر أشياء يحرق بها غيرك".

رواه مسلم في "الصحيح" (1921) ،وأحمد في المسند (4: 134) والبيهقي في السنن الكبرى(3: 375).في الصحيح والحاكم في المستدرك (3: 602).

عن جابر بن دينار بن عبد الله أن رسول الله e عاد مريضاً فقال :"ألا تدعوا له طبيباً ؟" .قالوا يا رسول الله وأنت تأمرنا بهذا ؟ قال : فقال :"إن الله عز وجل لم ينـزل داء إلا أنزل معه دواء ". "الصحيحة" (2873) .

عن أسامة بن زيد وابن مسعود ، عن رسول الله e وحدث الخزامي سنداً أن رسول الله e قال : "إن الله بثّ الداء وبثّ الدواء وجعل لكل داء دواء من الشجر والعسل فتداوا" .

رواه أبو داود في السنن برقم (3874) ،والبيهقي في السنن الكبرى(10/5).

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : فكان من هديه e فِعلُ التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، ولكن لم يكن مِن هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركَّبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالبُ أدويتهم بالمفردات، وربما أضافوا إلى المفرد ما يُعاونه، أو يكسر سَورته، وهذا غالبُ طب الأمم على اختلاف أجناسِها من العرب والترك، وأهلِ البوادي قاطبةً وإنما بالمركبات الرومُ واليونان واكثر طِبِّ الهند بالمفردات.

وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يُعدل عنه إلى المركب.

قالوا : وكل داء على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يُحاول دفعه بالأدوية . اهـ .الطب النبوي.

وعن جابر t ، عن رسول الله e أنه قال : "لكل داء ، دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل" . رواه مسلم في الطب برقم (5705) .

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وفي هذا الحديث إشارة إلى استحباب الدواء . وهو مذهب أصحابنا وجمهور السلف وعامة الخلف .اهـ .        شرح مسلم (14/412) .

وعن طارق بن شهاب ، عن النبي e : "إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم  (1808) .

 

النهي عن التداوي بالمحرمات

وذكر البخاري في "صحيحه" في كتاب الأشربة عن ابن مسعود : "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم"

عن وائل بن حجر ، عن النبي e "إنها ليست بدواء و لكنها داء - يعني الخمر" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (2436) .‌

وفي "صحيح مسلم" في كتاب الأشربة برقم (1984) عن طارق بن سويد الجُعفي، أنه سأل النبي e عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنَعها، فقال: إنما أصنعُها للدواء، فقال: "إنَّهُ لَيْسَ بدواءٍ، ولكنَّهُ دَاءٌ" .

قوله e : "إنه ليس  بدواء ولكنه داء".قال النووي رحمه الله تعالى : هذا دليل لتحريم اتخاذ الخمر وتخليلها ، وفيه التصريح بأنها ليست بدواء  فيحرم التداوي بها لأنها ليست  بدواء فكأنه يتناولها بلا سبب ، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا أنه يحرم التداوي بها ، وكذا يحرم شربها للعطش ، وأما إذا غص بلقمة ولم يجد ما يسيغها به إلا خمرا فليلزمه الاساغة بها لأن حصول الشفاء بها حينئذ مقطوع به بخلاف التداوي والله أعلم . اهـ . شرح النووي (13/153) .

وعن أبي الدرداء t ، عن رسول الله e قال : "إن الله خلق الداء والدواء،فتداووا،ولا تتداووا بحرام" . أخرجه أبو داود في الطب برقم (3874) ، باب في الأدوية المكروهة. "السلسلة الصحيحة" رقم (1633) ، وصحيح الجامع برقم (1762)

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله e : "من تداوى بحرام لم يجعل الله له فيه شفاء" . "الصحيحة" (2881) .

وعن ابن مسعود :"إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".

أخرجه البخاري (10/68) تعليقاً في الطب ، باب شراب الحلواء والعسل.

وعن أبي هريرة ، قال: "نهى رسول الله e عن الدواء الخبيث".

أخرجه أبو داود (3870) والترمذي (2046) ، وابن ماجة (3459) ، وأحمد (2/305) و(446)و(478) . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6878) .

وفي "السنن" ، أنه سئل عن الخمر يجعل في الدواء ، فقال : "إنها داءٌ وليست بالدواء" .

أخرجه أبو داود في الطب برقم (3873)، باب ما جاء في الأدوية المكروهة ، والترمذي (2047) من حديث طارق بن سويد ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وصححه ابن حبان (1377). صحيح الجامع برقم (2408) .

وفي"سنن النسائي" : "أن طبيباً ذكر ضفدعاً في دواء عند رسول الله e ، "فنهاه عن قتلها".

أخرجه النسائي (7/210) في الصيد ، باب الضفدع ، وأحمد (3/ 453)  و (499)من حديث عبد الرحمن بن عثمان ، وسنده صحيح .

ويذكر عنه e أنه قال :"من تداوى بالخمر ، فلا شفاه الله".

أورده السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ "من تداوى بحرام كخمر ، لم يجعل الله له فيه شفاء" . قال الألباني : "ضعيف" ، انظر ضعيف الجامع حديث رقم: (5518) .‌

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :

وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه وتحريمه له حمية لهم وصيانة عن تناوله ، فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل ، فإنه وإن أثر في أزالتها لكنه يعقب سقما أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب وأيضا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته وهذا ضد مقصود الشارع ، وأيضا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة فلا يجوز أن يتخذ دواء وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة الخبث لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالا بينا ، فإذا كانت كيفته خبيثة أكسب الطبيعة منه خبثا ، فكيف إذا كان خبيثا في ذاته ، ولهذا حرم الله سبحانه على عباده الأغذية والأشربة والملابس الخبيثة لما تكتسب النفس من هيأة الخبث وصفته ، وأيضا فإن في إباحة التداوي به لا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه ذريعة إلى تناوله لشهوة واللذة لا سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع لها مزيل لاسقامها جالب لشفائها ، فهذا أحب شيء إليها والشارع سد الذريعة إلى تناوله بكل ممكن ، ولا ريب أن بين سد الذريعة إلى تناوله وفتح الذريعة إلى تناوله تناقضا وتعارضا ، وأيضا فإن في هذا الدواء المحرم من الأدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء وليفرض الكلام في أم الخبائث التي ما جعل الله لنا فيها شفاء قط ، فإنها شديدة المضرة بالدماغ الذي هو مركز العقل عند الأطباء وكثير من الفقهاء والمتكلمين ، قال أبقراط في أثناء كلامه في الأمراض الحادة ضرر الخمرة بالرأس شديد لأنه يسرع الارتفاع إليه ويرتفع بارتفاعه الأخلاط التي تعلو في البدن وهو لذلك يضر بالذهن ،  وقال صاحب الكامل : إن خاصية الشراب الإضرار بالدماغ والعصب . أهـ . الطب النبوي (1/122).

مرض القلوب ومرض الأبدان

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : المرض نوعان : مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .

ومرضُ القلوب : نوعان مرض شبهة وشك . ومرض شهوة وغَيٍّ ، وكلاهما في القرآن .

قال الله تعالى في مرض الشبهة : ]في قُلُوبِهم مَرَض فَزادَهُمُ الله مَرَضاً[ . سورة البقرة (10).

وأما مرض الشهوات : فقال تعالى : ]يا نِسَاءَ النَّبيِّ لَسْتُنَّ كأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إنِ اتَّقَيتُنَّ فلا تَخْضَعْنَ بالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الذي في قَلْبِه مَرَضٌ[ . سورة الأحزاب (32).

فهذا مرض شهوة الزنى ، والله أعلم .

وأما مرض الأبدان : فقال تعالى : ]لَيْسَ عَلى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلى المَرِيضِ حَرَجٌ[ . سورة النور (61).

وذكر مرض البدن في الحج ، والصوم ، والوضُوء لِسرٍّ بديع يبين لك عظمة القرآن، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه ، وذلك أن قواعد طِب الأبدان ثلاثة : حِفظُ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغُ المواد الفاسدة ، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .

ذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى هذه الفوائد التي تخص الجسم نذكرها للفائدة :

وأربعة أشياء تُمرض الجسم : الكلامُ الكثير ، والنوم الكثير ، والأكل الكثير ،  والجماع الكثير.

فالكلام الكثير يُقلِّل مخَّ الدماغ ويُضعفه ، ويعجِّل الشيبَ .

والنومُ الكثير : يصفِّرُ الوجه، ويُعمى القلب ، ويُهيِّجُ العين ، ويُكسِلُ عن العمل ، ويولِّدُ الرطوبات في البدن .

والأكلُ الكثيرُ يفسِدُ فم المعدة ، ويُضعف الجسم ، ويولِّدُ الرياح الغليظة ، والأدواء العسرة .

والجماع الكثير : يهدُّ البدن، ويُضعفُ القُوى، ويجفِّف رطوباتِ البدنِ، ويُرخي العصبَ ، ويورث السُّدد ، ويَعُمُّ ضرره جميع البدن، ويحضُّ الدماغ لكثرة ما يتحلل به من الروح النفساني، وإضعافه أكثر من إضعاف جميع المستفرغات، ويستفرغ مِن جوهر الروح شيئاً كثيراً.

فصل : أربعةٌ تهدِمُ البدن : الهمُّ . الحزن . والجوع . والسهر .

وأربعة تفرحُ : النظر إلى الخضرة ، وإلى الماء الجاري ، والمحبوب ، والثمار .

وأربعةٌ تُظلم البصر : المشيُ حافياً ، والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل ، والعدو ، وكثرة البكاء ، وكثرة النظر في الخط الدقيق.

وأربعة تُقوي الجسم : لبسُ الثوب الناعم ، ودخول الحمام المعتدل ، وأكل الطعام الحلو والدسم ، وشم الروائح الطيبة.

وأربعةُ تيبس الوجه ، وتذهب ماءه وبهجته وطلاوته : الكذبُ ، والوقاحةُ ، وكثرة السؤال عن غير علم ، وكثرةُ الفجور.

وأربعةُ تزيد في ماء الوجه وبهجتِهِ : المروءةُ ، والوفاءُ ، ولكرمُ ، والتقوى .

وأربعة تجلبُ البغضاء والمقت : الكِبر ، والحسدُ ، والكذب ، والنميمة .

وأربعةُ تجلبُ الرزق : قيامُ الليل ، وكثرةُ الاستغفار بالأسحار ، وتعاهُدُ الصدقة ، والذكر أول النهار وآخره .

وأربعة تمنع الرزق : نوم الصبحة ، وقلةُ الصلاة ، والكَسَلُ ، والخيانة .

وأربعةٌ تضُرُّ بالفهم والذهن : إدمانُ أكل الحامض والفواكه ، والنومُ على القفا، والهمُّ ، والغمُّ .

وأربعةٌ تزيد في الفهم : فراغ القلب ، وقلة التملِّي من الطعام والشراب ، وحسنُ تدبير الغذاء بالأشياء الحُلوة والدَّسمة ، وإخراج الفضلات المثقِلَةِ للبدنِ.

ومما يضرُّ بالعقل : إدمان أكل البصل ، والباقِلاء ، والزيتون ، والباذنجان ،  وكثرة الجماع ، والوحدة ، والأفكار ، والسُّكر ، وكثرةُ الضحك ، والغم .

قال بعضُ أهل النظر : قُطِعتُ في ثلاث مجالس ، فلم أجد لذلك عِلة إلا أني أكثرتُ مِن أكلِ الباذنجان في أحد تلك الأيام ، ومن الزيتون في الآخر ، ومن الباقلاء في الثالث . اهـ . زاد المعاد .

 

 

 

 

 

الفصل الرابع

 

 

 

 

 

 

 

Rounded Rectangle: العلاج بالأعشاب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فصل في آداب الأكل والشرب

عن جابر t ، : "أن النبي e  أمر بلعق الأصابع والصحفة ، وقال :"إنكم لا تدرون في أيها البركة" .

رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2033).

في رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" . رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5269)

لعق : مص ، أصابعه الثلاث الوسطى ثم السبابة ثم الإبهام .

فليمط : فليزل ، والأذى : الوسخ ، تُسلت : تُلعق .

القصعة : إناء يأكل عليه عشرة أنفس .

لعق الأصابع سبب لحصول البركة .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ولهذا قال الأطباء : إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم ، ونحن نقول هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالاً لأمر النبي e ، وكثير من الناس لا يفهمون هذه السُنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حولها كلها تجده أيضاً يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي e نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلهما إذا شاء . أ.هـ. شرح رياض الصالحين (3/358) .

عن معاذ بن أنس t  أن النبي e قال : " من أكل طعاماً ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة  غُفر له ما تقدم من ذنبه" . رواه أبو داوود برقم (4043) ، والترمذي برقم (3458) ، وابن ماجه برقم (3285) ، وأحمد (3/439) ، وابن السُني (469)، وحسنه العلامة الألباني في الترغيب برقم (2164)، المشكاة (4343)، الكلم (187) ، الإرواء رقم (1989).

في الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام يكون سبباً لغفران الذنوب .

وعن أنس بن مالك t قال : قال رسول الله e : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة  فيحمده  عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها"

رواه مسلم برقم (2734) ، باب "استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب" .

وفي هذا الحديث : حمد الله تعالى بعد الطعام والشراب يكون سبباً لرضى الله تعالى عن العبد .

ففي الحديثين بيان عظيم فضل الله على عباده ، فقد فتح باب الرحمة لهم ومجازاتهم بعظيم كرمِه.

ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع

عن وحشي بن حرب t ، أن أصحاب رسول الله e قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : "فلعلكم تفترقون" ، قالوا : نعم ، قال : " فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يُبارك لكم فيه" . أخرجه أبو داوود برقم (3764) ، وابن ماجه برقم (3286) ، وأحمد (3/501) ، وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، وقال الألباني : "حسن لغيره"، الترغيب برقم (2128) ، والمشكاة برقم (4252).

في الحديث : البركة في الاجتماع على الطعام ، وذكر اسم الله تعالى عليه .  فالاجتماع يورث الشبع والبركة. والفرقة تسلب البركة وعدم الشبع .

قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : الشيطان قادر على الفرد وإيقاعه في مصايده ومكايده ، لأنه يأكل من الغنم القاصية ، وأما الجماعة فهو بعيد من النيل منها لأن يد الله على الجماعة.

وذكر اسم الله عند الأكل واجب وهو محصل للبركة المرجوة بتكثير الطعام.

قيل للإمام أحمد : أيما أحب إليك يعتزل الرجل في الطعام أو يرافق ؟ قال      : يرافق ، هذا أرفق يتعاونون ، وإذا كنت وحدك لم يمكنك الطبخ ولا غيره ، ولا بأس بالنهد ، قد تناهد الصالحون ، كان الحسن إذا سافر ألقى معهم ، ويزيد أيضاً بقدر ما يلقي ، يعني في السر . أ.هـ . الآداب الشرعية (3/182) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي e قال : "البركة تنـزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" .

أخرجه أبو داوود برقم (3772) ، والترمذي برقم (1805) ، وابن ماجه برقم (3277) ، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2123).

وعن جابر t ، أن رسول الله e ، "أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال:    " إنكم لا تدرون في أيها البركة" .

رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5268).

وفي رواية له : "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" .

رواه مسلم في كتاب الأشربة رقم (5269).

وفي رواية "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (5271).

لعق : لحس.

فليمط: فلينح وليزل.

البركة : الخير الكثير.

من أذى : من غبار أو تراب أو وسخ .

الطعام : الذي يأكله الإنسان فيه بركة ولا يدري أين هي .

التسمية على الطعام

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبيe  يأكل طعاماً في ستةٍ من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله e "أما إنه لو سمى لكفاكم" .

صححه الألباني في الترغيب برقم (2107).

عدم التسمية على الطعام سبب لسلب البركة منه ، وعدم الشبع .

وعن جابر t ، أنه سمع النبي e يقول : "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء" وإذا دخل الرجل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء" .            رواه مسلم في صحيحه ، وأبو داوود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأحمد (3/346 و 383) ، والبخاري في الأدب المفرد (1096).

كل ما يذكر اسم الله عليه ييأس الشيطان منه فإذا غفل حلَّ فيه غفلته ونال مراده منه، والشيطان يبيت في البيوت التي لم يذكر الله تعالى فيها ويأكل من طعام أهلها إذا لم يذكروا اسم الله عليها.

وعن أمية بن مخشي الصحابيt قال : كان رسول اللهe جالساً ورجل يأكل فلم يُسمِ حتى لم يبقَ من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره فضحك النبيe ثم قال : "ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه" .

رواه أبو داوود ، والنسائي ، المشكاة برقم (4203)، والكلم برقم (183)، والرياض(735) .

يستفاد من الحديث أن الشيطان يشارك في الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ، إن ذكر الله على الطعام ولو لم يبق منه إلا جزء يسير يحرم الشيطان من كل ما كان قد أكل قبل .

قال ابن القيم رحمه الله : وللتسمية في أول الطعام والشراب ، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه ، ودفع مضرته .

قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، وحُمد الله في آخره ، وكثرت عليه الأيدي ، وكان من حِل".  ا هـ . زاد المعاد (4/232).

وفائدة التسمية قبل الطعام أنه يحرم الشيطان من المشاركة في الأكل والإصابة منه، فعن حذيفة t قال: كنا إذا حضرنا مع النبي e لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله e فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً فجاءت جارية كأنها تُدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله e بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يُدفع فأخذ بيده، فقال رسول الله e: "إن الشيطان يستحلُّ الطعام أن لا يُذكر إسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية يستحل بها، فأخذت بيدها. فجاء بهذا الأعرابي يستحلُّ به، فأخذتُ بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها" . رواه مسلم برقم (2017) ، وأحمد برقم (22738) ، أبو داوود برقم (3766).

ولفظ التسمية أن يقول الآكل : " بسم الله " فعن عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنهما، قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله e، وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله e "يا غلام سم الله، وكل بيمينك ، وكل مما يليك" فما زالت تلك طِعمتي بعد .

رواه البخاري برقم (5376) واللفظ له ، ورواه مسلم برقم (2022).

الشرب قاعداً سنة وقائماً مباح

جاءت الأحاديث بالأمر في الشرب قاعداً ، دلت على الوجوب ، وجاءت أحاديث أخرى دلت على الإباحة ، فصرفت هذه الأحاديث من الوجوب إلى الإباحة . فمن شرب قاعداً له الأجر على تطبيق السنة ، ومن شرب قائماً لا شيء عليه للأحاديث التالية . والله أعلم .

فعن أبي سعيد : أن النبي e : "زجر ، وفي لفظ نهى ، عن الشرب قائماً".

رواه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي e : "شرب من زمزم ،من دلو ،وهو قائم". أخرجه البخاري (1637) ،ومسلم (2027) .

وعن علي t "أتي بماء فشرب ، ثم توضأ ، ثم قام فشرب فضله وهو قائم ، ثم قال : إن ناساً يكرهون الشرب قائماً ، وإن النبي e صنع مثل ما صنعت". أخرجه البخاري (5615) .

وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : "رأيت النبي e يشرب قائماً وقاعداً". أخرجه الترمذي (1838) ، وهو حسن .

وعن ابن عمر t قال : "كنا نأكل على عهد النبي e ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام".

أخرجه أحمد (4601) ، وابن ماجة (3301) ، والترمذي (1880) ، وهو صحيح .

وبوب الإمام النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين (ص349) ، باب فقال : "باب بيان جواز الشرب قائماً"

"وبيان أن الأكمل والأفضل الشرب قاعداً" .

وقال في شرحه على مسلم (13/195) : وأما شربه e قائماً فبيان للجواز فلا إشكال ولا تعارض ، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه . اهـ .

 

ما جاء في العلاج بالعسل

قال الله تعالى :) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ{  . (النحل:69) .

قال ابن كثير في تفسيره : ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها ، وقوله :"فيه شفاء للناس"    أي في العسل شفاء للناس ، أي من أدواء تعرض لهم قال بعض من تكلم على الطب النبوي لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء ولكن قال فيه شفاء للناس أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة فإنه حار والشيء يداوى بضده . اهـ . تفسير ابن كثير (2/276) .

عن أبي سعيد الخدري t ، أن رجلاً أتى النبي    eفقال : إن أخي يشتكي بطنه : وفي رواية : استطلق بطنه ، فقال "اسقه عسلاً" ، فذهب ثم رجع ، فقال: قد سقيته ، فلم يغن عنه شيئاً . وفي لفظ : فلم يزده إلا استطلاقاً مرتين أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول له : "اسقه عسلاً"، فقال له في الثالثة أو الرابعة: "صدق الله وكذب بطن أخيك".

أخرجه البخاري في الطب ( 10/119) ، باب الدواء بالعسل ، وقول الله تعالى : "فيه شفاء للناس" ، وأخرجه مسلم في السلام برقم ( 2217) ، باب التداوي بالعسل .

وفي "صحيح مسلم" في لفظ له : "إن أخي عرب بطنه" ، أي فسد هضمه ، واعتلت معدته ، والاسم العرب بفتح الراء ، والذرب أيضاً .

قال ابن كثير : قال بعض العلماء بالطب كان هذا الرجل عنده فضلات فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع فزاده إسهالا فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه ثم سقاه فازداد التحليل والدفع ثم سقاه فكذلك فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام ، وفي الصحيحين البخاري رقم (5614) ، ومسلم برقم (1474) من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله e كان يعجبه الحلواء والعسل" . هذا لفظ البخاري.اهـ. تفسير ابن كثير (2/276) .

عن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شَرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .

أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) ، ومسلم برقم (2205) .

قوله : "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع   الحجامة  ليخرج الدم  . شرح مسلم .

لَذْعَةٌ بنار : يعني الكيّ ، واللَّذع الخفيف من الإحراق.ومنه لَذَعة بلسانه ، وهو أذًى يسير. الفائق (3/314).

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :

والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلا وطلاء ، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه باردا رطبا ، وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين ولما استودع فيه مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول موافق للسعال الكائن عن البلغم ، وإذا شرب حارا بدهن الورد نفع من نهش الهوام وشرب الأفيون ، وإن شرب وحده ممزوجا بماء نفع من عضه الكلب واكل الفطر القتال ، وإذا جعل فيه اللحم الطري حفظ طراوته ثلاث أشهر ، وكذلك إن جعل فيه القثاء والخيار والقرع والباذنجان ، ويحفظ كثيرا من الفاكهة ستة أشهر ، ويحفظ جثة الموتى ويسمى الحافظ الأمين ، وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه ، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر ، وإن استن به بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ، ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث ، ولعقه على الريق يذهب البلغم ويغسل خمل المعدة ويدفع الفضلات عنها ويسخنها تسخينا معتدلا ويفتح سددها ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أقل ضررا لسدد الكبد والطحال من كل حلو وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار مضر بالعرض للصفراويين ودفعها بالخل ونحوه فيعود حينئذ نافعا له جدا ،  وهو غذاء مع الأغذية ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلوى وطلاء مع الأطلية ومفرح مع المفرحات ، فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ولا مثله ولا قريبا منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة ولا يعرفونه فإنه حديث العهد حدث قريبا ، وكان النبي يشربه بالماء على الريق وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل .

ثم قال رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا فهذا الذي وصف له النبي e العسل كان استطلاق بطنه عن تخمة أصابته عن امتلاء فأمره بشرب  العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة والأمعاء ، فإن العسل فيه جلاء ودفع للفضول وكان قد أصاب المعدة أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها للزوجتها فإن المعدة لها خمل كخمل القطيفة فإذا علقت بها الأخلاط اللزجة أفسدتها وأفسدت الغذاء فدواؤها بما يجلوها من تلك الأخلاط والعسل جلاء ، والعسل من أحسن ما عولج به هذا الداء لا سيما إن مزج بالماء الحار، وفي تكرار سقيه العسل معنى طبي بديع وهو أن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء إن قصر عنه لم يزله بالكلية وإن جاوزه أوهى القوى فأحدث ضررا آخر فلما أمره أن يسقيه  العسل  سقاه مقدارا لا يفي بمقاومة الداء ولا يبلغ الغرض فلما أخبره علم أن الذي سقاه لا يبلغ مقدار الحاجة فلما تكرر ترداده إلى النبي e أكد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء فلما تكرر الشربات بحسب مادة الداء برأ بإذن الله ، واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب   وفي قوله e : "صدق الله وكذب بطن أخيك" إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه ولكن لكذب البطن وكثرة المادة الفاسدة فيه فأمره بتكرار الدواء لكثرة المادة ، وليس طبه كطب الأطباء فإن طب النبي e متيقن قطعي إلهي صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل ، وطب غيره أكثره حدس وظنون وتجارب ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى . اهـ . زاد المعاد (4/34ـ35) .

وقال الدكتور محمد علي الحاج في كتابه "غذاؤك حياتك" :

والعسل : مفيد جداً للمصابين بأمراض القلب ، وأمراض الكبد وخاصة في اليرقان ، كما أن العسل يفيد في تضميد الجروح إذ يساعد على سرعة التئامها .

والعسل: يساعد على تثبيت الكلسيوم في العظام بما يحتويه من فتامين (C ) ولذلك فهو ضروري للرضع والأطفال الآخذين في النمو إذ يساعد عظامهم على التصلب ويسهل بزوغ الأسنان ويقويها ويثبتها ويبعد عنها التنخر والتسوس كما أن يقي الأطفال شر الكساح وتقوس الساقين .

ولما كانت أنسجة الطفل عند ولادته تحتوي على كمية من الحديد تكفيه ثلاثة أشهر فقط . ولما كان لبن الأم فقيراً جداً بالحديد ، فإن إعطاء الرضيع ملعقة عسل يومياً اعتباراً من الشهر الرابع تفيده كثيراً إذ تقيه فقر الدم والكساح .

وقال الدكتور محمد علي الحاج : الحالات المرضية التي يعطى فيها العسل .

أهم هذه الحالات هي :

1ـ الضعف العام والانحطاط الجسماني .

2ـ الإمساك .

3ـ زيادة نسبة البولينا في الدم .

4ـ النحافة .

5ـ فقر الدم .

6ـ الضعف الجنسي (التناسلي) .

7ـ أدوار النقاهة وخاصة بعد الحميات .

ثم قال : والعسل يفيد في تنظيم حركة التنفس ، كما أنه يفيد كثيراً في حالات السعال والتهاب اللوزتين والتهابات الحنجرة والقصبات .

وللعسل فائدة كبيرة في تليين الأمعاء وخاصة إذا أخذ على الريق . اهـ . "غذاؤك حياتك" . (ص131،133) .

عن أم المنذر بنت قيس الأنصاري t قالت :  دخل عليّ رسول الله e ومعه علي t ، وعلي ناقه ، ولنا دوالي معلقة ، فقام رسوا الله e ليأكل ، فطفق رسول الله e يقول لعلي: "مه ؛ إنك ناقه"حتى كف علي t . قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً، فجئت به ، فقال رسول الله e : "يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك".

قال الألباني رحمه الله تعالى : أخرجه ابن ماجة (3442) ، والترمذي (2038) ، وأبو داود(3856) ، وأحمد(6/364) ، وسنده حسن . "الصحيحة" رقم : ( 59) .

ناقه : أي حديث عهد بالإفاقة من المرض .

دوالي : جمع دالية ، وهي العذق من التمر يعلق حتى إذا أرطب أكل .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : واعلم أن في منع النبي e لعلي من الأكل من الدوالي وهو ناقه ، أحسن التدبير ، فإن الدوالي : أقناء من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنـزلة عناقيد العنب ،  والفاكهة تضر بالناقه لسرعة استحالتها ، وضعف الطبيعة عن دفعها ، فإنه بعد لم تتمكن قوتها ، وهي مشغولةٌ بدفع آثار العلة وإزالتها من البدن ، وفي الرطب خاصة نوع من ثقل على المعدة ، فتشتعل بمعالجته وإصلاحه عما هي بصدده من إزالة بقية المرض وآثاره،فأما أن تقف تلك البقية ، وإما أن تتزايد ، فلما وضع بين يديه وأما السلق والشعير فنافعٌ له ويوافق لمن في معدته ضعف . وفي ماء الشعير تبريدٌ وتغذيةٌ

وتلطيف وتليين وتقوية الطبيعية أمره أن يصيب منه ، فإنه من أنفع الأغذية للناقه ، لا سيما مع أصول السلق ، فهذا من أوفق الغذاء لمن في معدته ضعف ، ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه . اهـ . زاد المعاد (3/97) ، والآداب الشرعية (2/343) .

وقد أصدر مركز الصديق للعسل في صنعاء اليمن رسالة حول علاجات العسل فأحببت أن أضعها للفائدة .

علاج أمراض السكر

3 ملاعق عسل ، ربع ملعقة صبر حضرمي صغير مطحون ، ملعقة حبة سوداء مطحون ، يخلط الجميع ، ويؤكل مرة واحدة على الريق صباحاً عند القيام من النوم والإفطار بعده بنصف ساعة وعند النوم مثل ذلك لا يوقف الأنسولين فجأة ولكن بالتدريج إذ يتأخر نصف ساعة يومياً .

 

علاج قرحة فم المعدة والأثني

عشر والتهابات المعدة

ثلاث ملاعق عسل زائد ملعقة حبة سوداء مطحون زائد ملعقة قشر الرمان مجفف ومطحون كأس حليب مفور لدرجة الغليان وحدَهُ يصب على المجموعة السابق ويحرك جيداً ويشرب على الريق صباحاً عند القيام من النوم والإفطار بعده بنصف ساعة وعدم شرب الماء بعده مباشرة وعند النوم مثل ذلك .

 

علاج أمراض الكبد

ملعقة حبة سوداء مطحون وثلاث ملاعق عسل يخلط الجميع ويؤكل مرة واحدة صباحاً عند القيام من النوم ، وعدم شرب الماء أو الأكل بعد الاستعمال بساعة ، وعند الليل مثل ذلك ، وهكذا لمدة عشرين يوماً إذا كان المريض ملتهباً ، أو مصاباً بالالتهاب ، وإذا تليثه فيجب استمرار استعمال العلاج حتى يتم الشفاء بإذن الله ، ويجب الابتعاد عن جميع الدسومات كأكل البيض والدهون الخ كما يجب الابتعاد عن الحوار .  "والشافي هو الله " .

 

 

تقوية الجنس أو فقر الدم

3 ملاعق عسل ، صفار البيض ، ملعقة حبة سوداء مطحون ، 3 فصوص ثوم مطحون ، يخلط الجميع ، ويؤكل الجميع مرة واحدة على الريق وعدم شرب الماء أو الأكل بعده لمدة ساعة ، وعند النوم مثل ذلك .

 

أمراض الرأس

لأمراض الأذن وآلامها:

يمزج العسل في ماء مع قليل من الملح ويقطر في الأذن قبل النوم يومياً .

 

التهابات الفم وأورام اللسان

توضع ملعقة عسل في نصف كوب ماء ساخن ويتغرغر به ثلاث مرات يومياً.

حب الشباب

يدلك الوجه بمزيج متساو من العسل وعصير الجزر ويشرب منه .

لجميع أمراض العيون

أكتحل بالعسل صباحاً وقبل النوم مع تناول ملعقة بعد ذلك يومياً .

للقوباء

يغلي فنجان من عصير الشبت مع نصف كوب عسل يزيل القوباء فإنه يزيلها بسرعة .

"القوباء" : داء في الجسم ، يتقشر منه الجلد ، ويتجرد منه الشعر .

للأمراض الصدرية

يؤخذ عصير الفجل مع ثلاث ملاعق عسل في كوب ماء دافئ صباحاً ومساءً فإنه يقضي على الأمراض الصدرية وينظف الصدر تماماً.

الأنفلونزا

يستنشق بخار مغلي العسل والبصل قبل النوم مع شرب ملعقة عسل بعد كل أكل ، والمغلي هو عبارة عن عسل ومبشور بصلة صغيرة ويوضع ذلك في إناء ماء وعلى ذلك نار يوضع حتى يتبخر .

لتقوية عضلة القلب

تؤخذ ملعقة عسل من حين لأخر وتذاب فيه قليل من الماء المغلي فيه قشر الرمان ، فإنه يدعم القلب ويقويه جداً .

تأخذ من غذاء الملكات قدر ثلاث قطرات ومن العنبر فإن ذلك يقوي القلب وينشطه للغاية .

للربو

يؤخذ عسل قدر فنجان زنجبيل وخل بلدي قدر ملعقة من كل ويلقى مع العسل في إناء به ماء ويذاب جيداً ويشرب عللا الريق يومياً .

فإنه بعون الله خلال أسابيع ينهى مأساة الربو تماماً .

للسعال

يؤخذ الترمس مع العسل .

السل الرئوي

يمزج شراب الورد بقدره من العسل ويشرب فنجان صباحاً ومساءً ويدهن الصدر والعنق بزيت الزيتون المضروب في العسل قبل النوم ويستمر على ذلك حتى يعافيه الله وهو على كل شيءٍ قدير .

لعلاج التهابات القلب والرعشة

يشرب على الريق يومياً كوب من الماء البارد والمحلى بملعقتين من العسل ويستمر ذلك حتى تنتهي الرعشة وذلك قد لا يتعدى الأسبوع .

الإسهال والمغص

يخلط العسل بالماء ويشرب منه المريض ، فإنه يسكن المغص ويقطع العطش .

إذا طبخت الحلبة وشربت بالعسل حللت الرياح والمغص .

الإمساك

يؤخذ له كوب من اللبن البارد المذاب فيه ملعقة عسل صباحاً ومساءً فإنه يلين المعدة ويطهرها تطهيراً .

البواسير

يضمد على البواسير السائلة بثوم وملح مدقوقين ومعجونين بقليل من العسل فإنه يقطعها.

إذا دق الثوم والفجل والزنجبيل وعجن الجميع بالعسل واستعملهم المريض آكلاً وضماداً قطع البواسير السائلة والجامدة .

التقيؤ (الطرش)

يغلي القرنفل جيداً ويحلى بعسل ويشرب فنجان قبل كل أكل فإنه يوقف القيء والغثيان .

لجميع أمراض الكبد

يؤخذ لحاء البلوط بعد طحنه جيداً وتؤخذ منه ملعقة تعجن في فنجان عسل ويؤخذ ذلك على الريق يومياً لمدة شهر بلا انقطاع .

للحموضة

يبلغ فص ثوم على الريق بكوب لبن محلى بملعقة عسل لمدة خمسة أيام .

 

الديدان

يخلط مغلي النعناع بالعسل والخل ويشرب منه .

ويدق الزعتر ويخلط فإنه يخرج الديدان شرباً .

 

للطحال

شرب ماء الترمس مع العسل يشفى الطحال .

للبروستاتا

يؤخذ يومياً غذاء الملكات من الخلية مباشرة قدر (50) مليجرام مع حمام للمكان بماء دافىء مذاب فيه عسل ويا حبذا مساءً ولمدة شهر .

للحصوة الكلوية

خليط من ورق خبزي وثلاثة ملاعق عسل وملعقة سمن بقري يفتت ويطرد الحصى .

يطبخ ورق خبازي بري ثم تضاف عليه ثلاثة ملاعق عسل وملعقة سمن بقري ويصفى جيداً بعد خلطه سوياً ويشرب منه كوب عند المغص الكلوي ، فإنه عجيب ويستمر على ذلك لمدة أسبوع حتى تفتت الحصى وتطرد بإذن الله .

يخلط الزعفران بالعسل ويشرب منه المريض .

عسر التبول والأملاح

يؤخذ ½  كيلو شعير ويطبخ جيداً ويشرب من ماءه قدر كأس محلى بثلاث ملاعق عسل صباحاً وظهراً وعند النوم على الجوع والشافي هو الله .

عسر التبول

شراب ماء الشعير والعسل يزيل عسر البول .

للعقم

يؤخذ غذاء الملكات (جديد) أي فور استخراجه ويشرب بعده كوب من حليب البقر عليه برادة قرن وحيد القرن قدر 3 مليجرام ويستمر عللا ذلك لمدة شهر كامل فإذا شاء الله أن يمنحه الذرية كانت البشرى والله على كل شيء قدير .

وبالنسبة للمرأة تضع طلع النخل ممزوجاً بعسل في رحمها قبل المباشرة بقليل ولتدعوا الله أن يمنحها ذرية صالحة لله .

للقوة

يؤخذ ماء البصل (وذلك بدق ثلاث بصلات وعصرهم جيداً ) ويخلط بقدره عسلاً وعلى نار هادئة يقلب حتى يصل لانتهاء رغوة العسل ويوصع بعد ذلك في قارورة وتؤخذ ملعقة بعد الغذاء يومياً ، وإن عجنت بالحبة السوداء فإنه يقوي جداً .

وكذلك مع بذور الفجل وتؤكل كالمربي .

للأرق

يمزج فنجان عسل بثلاث ملاعق صغيرة من خل التفاح ، ويؤخذ من المزيج ملعقتان صغيرتان قبل النوم أو ملعقة عسل صغيرة في كوب ماء دافىء .

للأمراض النفسية والجنون

لو أدام المريض على أكل العسل وسلم ظهره للدغ النحلات مع دهن العسل للدغة بعد ذلك واستمر على ذلك ولو كل شهر مرة مع استمرارية أكل العسل والدهن لمؤخرة الرأس بغذاء ملكات النحل قليلاً ، فلن يقضي عام إلا ويشفى بإذن الله ويهنأ في حياته ، نعم العاقل العابد لربه بحق .

للأورام الخبيثة

يستعمل غراء النحل لذلك ، وذلك بتضميد الورم بالغراء مع التنظيف المستمر والتغيير يومياً مع أخذ ملعقة صباحاً ومساءً قبل النوم .

للجروح

يسحق 3 جرام من الزير وفروم ( يوجد في الصيدليات ) ثم يخلط بـ 80 جرام عسل مع إضافة 20 جرام من زيت كبد الحوت وتقلب الخلطة جيداً ثم توضع منها على الجروح لمدة عشرة أيام  يدهن بالعسل مع تضميده وتجنب البلل ولا تنـزع إلا كل ثلاثة أيام وستفاجأ باندمال الجروح والتئامها بلا تقيحات .

للحساسية

يضاف على فنجان من العسل دهن الورد ويدهن مكان الحساسية صباحاً ومساءاً .

مع تجنب المثيرات للحساسية كالبيض والمانجو وليكن مع الدهان ملعقة عسل يومياً .

للحروق

يطلى الجلد المحروق بعسل النحل فإنه يسكن الآلام ويمنع تكون الفقاقيع .

يدق العدس يخلط بالعسل ويدهن به الكي وحرق النار .

يؤتي بالعسل ويخلط مع قدره من الفازلين ويدهن به الحرق صباحاً ومساءً  حتى يتقشر الجلد المحروق ولسوف تجد بقدر الله أن الجلد كأنه لم يحرق من قبل .

للروماتيزم

يدهن موضع الألم بالعسل ويغطى بقماش صوف لمدة ساعتين ويجدد كما يؤخذ ملعقتان من العسل على الريق خلال مدة العلاج .

ويشرب العسل مذاباً مع ملعقة صغيرة من دهن الحبة السوداء في كوب ماء دافىء وذلك بعد الدهن .

السمنة

يؤخذ ملعقة عسل على الريق ، ويشرب بعدها فنجان شاي .

للصرع

يشرب على الريق يومياً فنجان عسل وفي المساء ، وتقرأ سورة الجن على كوب ماء ساخن محلى بعسل ويشرب وبعد ذلك ينام المريض يستمر ذلك لمدة أسبوع ولسوف ينتهي منه الصرع بقدرة الله تماماً .

للمفاصل وآلام الظهر

طبخ الثوم بلبن الضأن ثم بالسمن الحيواني المعقود بالعسل يمنع أوجاع المفاصل والظهر .

إذا طبخ الثوم بلبن الضأن ثم بالسمن الحيواني ثم عقد بالعسل لم يعد له شيء في منع أوجاع المفاصل الظهر .

يدق الزعتر ويخلط بالعسل ويطلى به على المفاصل فإنه يبرئها .

لنعومة الأيدي والجلد

العسل مع مسحوق بذر البرتقال يعمل على ترويق البشرة .

العسل مع مسحوق اللوز وبذور الخوخ أو المشمش .

مخلوط العسل مع صفار البيض وزيت اللوز .

للقوة والحيوية والنشاط :

إنها نصيحة ذهبية لا تدع يوماً يمر بك دون ملعقة من العسل وكأنه ماء أعتبرها عادة في كل العمر في أي وقت تشاء .

تغلي ورق الجوز جيداً ثم يصفى ويحلى بالعسل ويشرب كالشاي يومياً فإنه مقوي ومنشط .

علاج الصرع

عن عطاء بن أبي رباح ، قال : قال ابن عباس : ألا أخبرك امرأةً من أهل الجنة ؟ قلت : بلى . قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبي e فقالت : إني أُصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي ، فقال: "إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة ، وإن شئتِ دعوت الله لكِ أن يعافيكِ" ، فقالت : أصبر . قالت : فإني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها .

أخرجه البخاري(10/ 99) في المرضى : باب من يصرع من الريح ، ومسلم (2265) في البر والصلة : باب ثواب المؤمن فيما يصيبه .

وفي رواية عن أبي هريرة t قال : جاءتِ امرأةٌ بِها لَمَمٌ إلى رَسولِ الله e فقالتْ : يا رسولَ الله ! ادْعُ الله لي ، فقال : "إنْ شِئْتِ دَعوتُ الله فشفاكِ ، وإن شئتِ فصبرتِ ولا حسابَ عليكِ" قالت : بَلْ أصبرُ ولا حساب عَليَّ .

رواه البزار وابن حبان في "صحيحه" ، "صحيح الترغيب" (3419) ،               و"الصحيحة" (2502) .

اللمم : طرف من الجنون يَلُمُّ بالإنسان أي يقرب منه ويعتريه "نهاية" .

قال ابن حجر العسقلاني : وفي الحديث فضل من يصرع ، وأن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة ، وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة ، وفيه دليل على جواز ترك التداوي ، وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد ، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم . فتح الباري (10/115) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : الصرع صرعان صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ، وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ويعترفون بأن علاجه مقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج  الصرع ، وقال هذا إنما ينفع في  الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما  الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج ، أما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأوراح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ، وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا  الصرع   المرض الإلهي . الطب النبوي (1/51) .

قال الإمام أبي عبد الله محمد المقدسي : أما الصرع أخلاط رديئة فمتفق عليه، وهو علة تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركة والإنتصاب منعاً غير تام . وله أسباب مختلفة ذكره الأطباء وذكروا علاجه .ومعلوم أن الأرواح تختلف في ذاتها وصفاتها ، وبحسب ذلك قد يخرج بأيسر شيء أو بوعظٍ أو بتخويفٍ ، وقد لا يخرج إلا بالضرب على اختلافه أيضاً ؛فيفيق المصروع ولا ألم به ."الآداب الشرعية" (340ـ 341).

ما جاء في الطاعون وعلاجه والاحتراز منه

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله e في الطاعون ؟ فقال أسامة : قال رسول الله e : "الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل ، وعلى من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض ، فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا منها فراراً منه".

أخرجه البخاري : ( 6/ 377) في الأنبياء : باب ما ذكره عن بين إسرائيل ، ومسلم:( 2218) في السلام : باب الطاعون والطيرة .  وهذا هو المتبع حتى الآن في الوقاية من الطاعون ، فإذا أصيبت بلده بهذا المرض ، عمل حولها الحجر الصحي ، فيمنع  أي شخص من الخروج منها ، ويمنع دخول أي شخص إليها ما عدا الأطباء ومن يعاونهم وبذلك يمنع المرض من الانتشار خارج هذه البلدة .

عن حفصة بنت سيرين قالت:قال أنس بن مالك:قال رسول اللهe:

"الطاعون شهادة لكل مسلم".

أخرجه البخاري ( 10/ 162) في الطب : باب ما يذكر في الطاعون ، ومسلم : ( 1961) في الإمارة : باب بيان الشهداء .

وفي أثر عن عائشة أنها قالت للنبي e : الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : "غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط".

أخرجه أحمد ( 6/ 145) و ( 255) ، "السلسلة الصحيحة" (1928).

عن جابر مرفوعاً بلفظ :"الفار من الطاعون كالفار من الزحف ،والصابر فيه كالصابر في الزحف" . "الصحيحة" (3/ 282) .

عن جعفر بن كيسان ن حدثتنا عمرة بنت قيس العدوية قالت : دخلت على عائشة فسألتها عن الفرار من الطاعون ؟ فقالت : قال رسول الله e : "الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف" . "الصحيحة" (1292) .

قال الإمام النووي : وأما الطاعون  فهو قروح تخرج في الجسد فتكون في المرافق أو الآباط أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن ، ويكون معه ورم وألم شديد ، وتخرج تلك القروح مع لهيب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان القلب والقيء ، وأما الوباء :  الصحيح الذي قاله المحققون أنه مرض الكثيرين من الناس في جهة من الأرض دون سائر الجهات ، ويكون مخالفا للمعتاد من أمراض في الكثرة وغيرها ، ويكون مرضهم نوعا واحدا بخلاف سائر الأوقات فان أمراضهم فيها مختلفة قالوا وكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا والوباء الذي وقع في الشام في زمن عمر كان طاعونا وهو طاعون عمواس وهى قرية معروفة بالشام . وجاء في هذه الأحاديث أنه أرسل على بنى إسرائيل أو من كان قبلكم عذابا لهم هذا الوصف بكونه عذابا مختص بمن كان قبلنا ، وأما هذه الأمة فهو لها رحمة وشهادة ، ففي الصحيحين قوله t "المطعون شهيد" ، وفى حديث آخر في غير الصحيحين "أن الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون  فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد". وفى حديث آخر "الطاعون شهادة لكل مسلم وإنما يكون شهادة لمن صبر" ، كما بينه في الحديث المذكور ، وفى هذه الأحاديث منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فرارا من ذلك ، أما الخروج لعارض فلا بأس به وهذا الذي ذكرناه هو مذهبنا ومذهب الجمهور ، قال القاضي هو قول الأكثرين قال حتى قالت عائشة : الفرار منه كالفرار من الزحف ، قال ومنهم من جوز القدوم عليه والخروج منه فرار . اهـ . شرح مسلم (14/425ـ426) .

 

ما جاء في داء الاستسقاء وعلاجه

والتداوي بأبوال وألبان الإبل

عن أنس قال : "قدم أناس من عكل أو عرينة  فاجتووا المدينة فأمرهم النبي  e بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي  t واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون" . وفي رواية "وألقاهم في الشمس حتى ماتوا" .  قال أبو قلابة فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله. أخرجه البخاري برقم (231) ، ومسلم برقم (1671) .

وفي النسائي ( 7/ 98) "حتى اصفرت ألوانهم ، وعظمت بطونهم " .

ونقل الحافظ في "الفتح" عن أبي عوانة "فعظمت بطونهم" .

وقوله "اجتووا المدينة" معناه : عافوا المقام بالمدينة ، وأصابهم بها الجوى في بطونهم .

وقوله " وسمل أعينهم" أي : فقأَ أعينهم .

قال النووي : قوله أن ناسا من عرينة،هي بضم العين المهملة وفتح الراء وآخرها نون،ثم هاء وهي قبيلة معروفة.قوله  e : "إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا".

في هذا الحديث أنها إبل الصدقة ، وفي غير مسلم أنها لقاح النبي  e وكلاهما صحيح ، فكان بعض الإبل للصدقة وبعضها للنبي e ، واستدل أصحاب مالك وأحمد بهذا الحديث أن بول ما يؤكل لحمة وروثه طاهران ، وأجاب أصحابنا وغيرهم من القائلين بنجاستهما بأن شربهم الأبوال كان للتداوي ، وهو جائز بكل النجاسات سوى الخمر والمسكرات ، فإن قيل كيف أذن لهم في شرب لبن الصدقة فالجواب أن ألبانها للمحتاجين من المسلمين وهؤلاء إذ ذاك منهم . اهـ . شرح مسلم (11/154).

وعن عبد الله بن مسعود t قال : قال رسول الله e "ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواء ، فعليكم بألبان البقر؛ فإنها ترم من كل الشجر".

"الصحيحة"(452) ، "صحيح موارد الظمآن"(1173) .

وزاد في رواية : " إلا الهرم" . "الصحيحة" (581) .

وفي رواية : "تداووا بألبان البقر ؛فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء ؛فإنها تأكل من الشجر" . "الصحيحة" (2/46) .

ترم : أي تأكل ،كما في"النهاية" .

لبن البقر : الأكثر استعمالاً خاصة في أنظمة تغذية الأطفال لأنه قليل الكلفة وأسهل أنواع الحليب للمراقبة من جميع النواحي ، بعد حليب المرأة طبعاً . يغدو حليب البدن ويخصبه ، ويطلق البطن باعتدال ، يبطئ الهرم ، ينفع من السل والنقرس ، والحمى العتيقة .

عن هلال بن يساف عن ذكوان عن رجل من الأنصار قال: قال رسول الله e "سبحان الله ! وهل أنزل الله من داءٍ في الأرض إلا جعل له شفاء" .

"الصحيحة" (517) .

وقالوا أيضاً : إن في أبوال الإبل شفاءً من مرض الاستسقاء . وقد روى ابن المنذر عن ابن عباس مرفوعاً : "إن في أبوال الإبل شفاءً لمذربة بطونهم".

والذرب: هو فساد المعدة. اهـ. "المنة الكبرى شرح السنن الصغرى للبيهقي" . (8/389).

وعن مليكة بنت عمرو ، عن رسول الله e : "ألبان البقر شفاء و سمنها دواء و لحومها داء" . ‌ صحيح الجامع حديث رقم (1233) .‌

 

قال المناوي في فيض القدير : ألبان البقر شفاء من الأمراض السوداوية والغم والوسواس ، ويحفظ الصحة ويرطب البدن ويطلق البدن باعتدال ، وشربه بالعسل ينقي القروح الباطنة وينفع من كل سم ولدغ حية وعقرب وتفصيله في الطب .

وسمنها دواء إذ هو ترياق السموم المشروبة كما في الموجز وغيره، ولحومها داء مضرة بالبدن جالبة للسوداء. قال في الإرشاد: عسير الهضم يولد أخلاطاً غليظة وأمراضاً سوداوية كسرطان وجرب وقوبا وجذام وداء الفيل وحمى الربع ويغلظ الطحال. اهـ .

ما جاء في الحجامة

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي e ، قال : "الشفاء في ثلاث : شُربة عسل ، وشُرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهي أمتي عن الكي".

أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.

وعن جابر مرفوعاً : "إن كان في شيءٍ من أدويتكم خير ، ففي شرطةِ محجمٍ ، أو شربةٍ من عسلٍ ، أو لذعةٍ بنارٍ ، وما أُحبُّ أن أكتوي" .

أخرجه البخاري (10/114-115و126) ، و (7/21-22) .وأخرجه مسلم في الطب برقم (5707).

وفي رواية : "إن كان في شيء مما تداويتم به خيرٌ ففي الحجامة" .

"الصحيحة" (760) .

الـحَجْمُ : الـمصُّ؛ يقال:حَجَمَ الصبـيُّ ثَدي أُمه إذا مصه . وما حَجَمَ الصبـيُّ ثدي أُمه أي ما مَصَّه . وَثَدْيٌ مَـحْجوم أَي مَـمْصوص . و الـحَجَّامُ : الـمَصَّاص.قال الأزهري : يقال للـحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم الـمِـحْجَمَة،قال الأزهري : الـمِـحْجَمَةُ قارُورَتُهُ ، قال ابن الأثـير : الـمِـحْجَمُ،بالكسر،الآلة التـي يجمع فـيها دم الـحِجامة عند الـمصّ،قال : والـمِـحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الـحَجَّام . اهـ . لسان العرب(12/117).

قال الإمام النووي : قوله "شرطة محجم" فالمراد بالمحجم هنا الحديدة التي يشرط بها موضع  الحجامة  ليخرج الدم  .

ثم قال : فهذا من بديع الطب عند أهله ، لأن الأمراض الامتلائية دموية ، أو صفراوية ، أو سوداوية ، أو بلغمية ، فإذا كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم ، وإن كانت من الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال بالمسهل اللائق لكل خلط منها ، فكأنه نبه e بالعسل على المسهلات . وبالحجامة على إخراج الدم بها ، وبالفصد ووضع العلق وغيرها ، مما في معناها ، وذكر الكي لأنه يستعمل عند نفع الأدوية المشروبة ونحوها ، فآخر الطب الكي . اهـ . شرح مسلم (14/414) .

وعن نافع عن رسول الله e ،قال :"من احتجم فعلى بركة الله وهو على الريق أفضل وتزيد في الحفظ وتذهب البلغم".

رواه ابن ماجة في السنن (3488).

وفي رواية :"الحجامة على الريق أمثل،وفيه شفاء وبركة،وتزيد في العقل وفي الحفظ،فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس،واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء،والجمعة،والسبت ،ويوم الأحد تحرياً،واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء؛فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لايبدوا جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء " .

"الصحيحة" (766) .

وعن ابن عباس أن رسول الله e قال :"نِعمَ الدواء الحجامة تذهب الداء والصداع وتخف الصلب وتجلوا البصر".

رواه الحاكم في المستدرك (4: 410).

وعن سَلمى خادم رسول الله e قالت : ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله e وجعاً في رأسه إلا قال : "احْتَجِمْ" . ولا وجعاً في رجليه إلا قال : "اخْضُبْهُما".

"السلسلة الصحيحة"(2059) ، و"صحيح الترغيب"(3461).

وعن أبي هريرة : أن أبا هند حجم النبي e في اليافوخ فقال e :"يا معشر الأنصار ! أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه" ، فقال : "إن كان في شيءٍ مما تداوون به خير ؛ فالحجامة" .

"الصحيحة" ( 760) ، "صحيح موارد الظمآن" ( 1174) .

اليافوخ: فجوة مغطاة بغشاء تكون عند تلاقي عظام الجمجمة ، وهما يافوخان : أمامي خلفي .  "المعجم الوسيط".

وعن أنس : "أن النبي e احتجم وهو محرم على ظهر القدم ؛ من وجع كان به".

صحيح أبي داود ( 1661/ 2) ، و"صحيح موارد الظمآن" ( 1175) .

عن أنس بن مالك : "أن النبي e احتجم على الأخدعين والكاهل".

"الصحيحة"(908)،"المشكاة"(4546)،"صحيح موارد الظمآن" ( 1176).

وفي رواية :"أن النبي e احتجم ثلاثاً في الأخدعين  والكاهل".

رواه أبو داود ."صحيح الترغيب" رقم (3464) .

الأخدع: بخاء معجمة ودال وعين مهملتين ؛ قال أهل اللغة : "هو عرق في سالفة العنق" .

والسالفة: جانب العنق ، وهما سالفتان ، وهما عرقان باطنان غير ظاهرين .

الكاهل: ما بين الكتفين .

وعن كثير بن سليم ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله e :"ما مررت ليلة أسري بي بملإٍ إلا قالوا : يا محمد ! مُر أمتك بالحجامة".

أخرجه ابن ماجة برقم (3479)، وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (2054) ، وعن ابن مسعود عند الترمذي برقم (2053)، "السلسلة الصحيحة"رقم (1847).

وعن ابن عباس ، أن النبي e : "احتجم وأعطى الحجّام أجره".

أخرجه البخاري (10/ 124)، في الطب ، باب السعوط ، ومسلم (1202) في السلام ، باب لكل داء دواء وزاد في آخره: واستعط.

من حديث ابن عباس هذا الحديث : وقال فيه :"عليك بالحجامة يا محمد".

أخرجه الترمذي (2054)في الطب : باب ما جاء في الحجامة .

عن حميد الطويل ، عن أنس ، أن رسول الله e حجمه أبو طيبة ، فأمر له بصاعين من طعام ، وكلم مواليه ، فخففوا عنه من ضريبته ، وقال:"خيرُ ما تداويتم به الحجامة".

أخرجه البخاري (10/ 126،127) في الطب ، باب الحجامة من الداء ، ومسلم (1577) في المساقاة / باب حل أجرة الحجامة .

وفي رواية : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم ". "الصحيحة" (1504) .

وفي حديث آخر: "عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة، فإنها شفاءً من اثنين وسبعين داءً" .

ذكره الهيثمي في "المجمع" (5/94) ، عن صهيب.

عن جابر ، أن النبي e :"احتجم في وركه من وثءٍ كان به".

أخرجه أبو داود (3864) ورجاله ثقات .

الوثء: وجع يصيب العضو من غير همزة ، فيقال : وثي .

عن أنس :"كان رسول الله e يحتجم في الأخدعين والكاهل ، وكان يحتجم لسبعة عشر،وتسعة عشر، وفي إحدى وعشرين"."الصحيحة" (908) .

الأَخْدَعانِ عِرْقان في جَانِبَيِ العُنُق . نهاية .

والكاهل ما بين الكتفين ، أو مجمع الكتفين .

عن أنس t عن رسول الله e قال :"جعل الله الشفاء في العسل وفي الحجامة واحتجموا فإن الدم (يتبيّغ) بالإنسان حتى يقتله".

قوله : "يتبيغ" أي يتهيج .

وعن أنس قال : قال رسول الله e :"إذا هاج بأحدكم الدمٌ فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله" . "الصحيحة" (2747) .

وعن أبي هريرة t عن النبي e قال:"من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء".رواه الحاكم وقال "صحيح على شرط مسلم" "صحيح الترغيب" (3465) ،"السلسلة الصحيحة"(622).

وفي رواية:"من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاءً من كل داءٍ"."صحيح الترغيب" (3465) ، و "الصحيحة" (622) .

وعن شهاب أن رسول الله e قال :"من احتجم يوم الأربعاء ،أو يوم السبت فأصابه وضح فلا يلوم إلا نفسه".

رواه الترمذي في "الترغيب والترهيب"(4: 316)،والبغوي في شرح السنة (12: 151) . وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (5346) .

وعن جابر بن عبد الله أنه عاد المقنع ،ثم قال : لا أبرح حتى تحتجم ؛فإني سمعت رسول الله e يقول : "إن فيه شفاءً يعني : الحجامة" .

أخرجه البخاري (10/ 124) ، ومسلم (7/ 21) .

عن ابن عمر قال : إن رسول الله e : "كان يحتجم في رأسه ،ويسميه أم مغيث" . "الصحيحة" (753) .

عن عبد الرحمن بن أبي نُعم ، قال دخلت على أبي هريرة t وهو يحتجم ، فقال لي : يا أبا الحكم . احتجم قال : فقلت ما احتجمت قط . قال : أخبرني أبو القاسم e أن جبريل عليه السلام أخبره : "أن الحجم أفضل ما تداوى به الناس " . "الصحيحة" (3/ 170) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وهذه الأحاديث موافقة لما أجمع عليه الأطباء، أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره، وإذا استُعمِلَتْ عند الحاجة إليها نفعت أي وقت كان من أول الشهر وآخره. اهـ . زاد المعاد .

ما جاء في الكمأة

عن أبي سعيد الخدري t : قال : خرج علينا النبي e وفي يده أكمؤ ، فقال : "هؤلاء من المنّ وماؤها شفاء للعين".

أخرجه البخاري (4478)،ومسلم (2049).

الكمأ : جنس من الفطريات ، لا ورق له ، ولا جذع ، ينمو في الصحراء ، باردة رطبة .

المنّ: أي : مما منّ الله به على عباده ، وقيل : شبهها بالمنّ وهو العسل الحلو ، الذي ينـزل من السماء عفواً بلا علاج ، وكذلك الكمأة ، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي ، كذا في . "النهاية".

وفي رواية ،عن النبي e :"الكمأ دواء العين ،وإن العجوة فاكهة الجنة".

"السلسلة الصحيحة" (4/531).

قال ابن قيم الجوزية : وقوله في  الكمأة "وماؤها شفاء للعين"، فيه ثلاثة أقوال : أحدها أن ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين لا أنه يستعمل وحده ، وذكره أبو عبيدة . الثاني أنه يستعمل بحتا بعد شيها،واستقطار مائها لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية ويبقى النافع .  الثالث أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به من المطر ، وهو أول قطر ينـزل إلى الأرض،فتكون الإضافة إضافة اقتران لا إضافة جزء . وقال الغافقي ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ، ويقوى أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ، ويدفع عنها نزول النوازل . اهـ .    الطب النبوي(284).

قال المناوي : عليكم بماء الكمأة الرطبة بفتح الكاف وسكون الميم وبهمز ودونه واحدة الكمأ بفتح فسكون فهمز ، نبت لا ورق له ولا ساق له يوجد في الأرض بغير زرع ، فإنها من المن المنـزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل ، ومنه الترنجبين يشبه الكمأة بجامع وجود كل بلا علاج ، وماؤها شفاء للعين بأن تؤخذ فتقشر ثم تسلق حتى تنضج أدنى نضج ثم تشق ويستخرج ماؤها ويكتحل به ، وهو حار وقد فعل ذلك المتوكل في رمد أعيا الأطباء فبرأ في الدفعة الثانية ، فقال زعيم الأطباء يوحنا أشهد أن صاحبكم يعني النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم لحكيم فإن جعل المسيل في مائها وهو بارد لم ينجع بل يضر . اهـ . فيض القدير (4/352)

ما جاء في الكباث

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :"كنا مع رسول الله  e نجني   الكباث ، وإن رسول الله  e قال عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه ، قالوا أكنت ترعى الغنم ، قال : وهل من نبي إلا وقد رعاها". رواه البخاري برقم (1250) ، ومسلم برقم (2050).

قال ابن قيم الجوزية : الكباث بفتح الكاف والباء الموحدة المخففة والثاء المثلثة : ثمر الأراك وهو بأرض الحجاز ، وطبعه حار يابس ، ومنافعه كمنافع الأراك ، يقوى المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع من أوجاع الظهر وكثير من الأدواء ، وقال ابن جلجل : إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة ، وقال ابن رضوان : يقوى المعدة ويمسك الطبيعة . اهـ . الطب النبوي(284).

وقال ابن مفلح رحمه الله تعالى بعد أن ذكر منافع الكباث قال : وطبيخه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة ويدر البول وينقي المثانة . وإذا صنع من قضبانه خلخالاً للعضد فإنه مانع من السحر . ا هـ ."الآداب الشرعية"(3/41).

 

 

 

ما جاء في علاج الحكة من الجسم وما يولد القمل

عن أنس بن مالك t قال : "رخَّص رسول الله e لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله عنهما في لُبس الحرير لحكَّةٍ كانت بِهما".

وفي رواية: "إن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما، شَكَوا القَمْلَ إلى النبي e في غزاةٍ لهما، فرخّص لهما في قُمُصِ الحريرِ، ورأيتُه عليهما" .

أخرجه البخاري في الجهاد برقم (2919) باب الحرير في الحرب، ومسلم في اللباس  في اللباس برقم (2076) ، باب إباحة لبس الحرير للرجل .

قال الإمام النووي : هذا الحديث صريح في الدلالة لمذهب الشافعي وموافقيه أنه يجوز لبس الحرير للرجل إذا كانت به حكة لما فيه من البرودة ، وكذلك للقمل وما في معنى ذلك ، وقال مالك لا يجوز وهذا الحديث حجة عليه ، وفي هذا الحديث دليل لجواز لبس الحرير عند الضرورة كمن فاجأته الحرب ولم يجد غيره ، وأما قوله لحكة فهي بكسر الحاء وتشديد الكاف وهى الجر أو نحوه ، ثم الصحيح عند أصحابنا والذي قطع به جماهيرهم أنه يجوز لبس   الحرير للحكة ونحوها في السفر والحضر جميعا ، وقال بعض أصحابنا يختص بالسفر وهو ضعيف. اهـ . شرح النووي (14/53) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :

هذا الحديثُ يتعلق به أمران : أحدهما : فقهي ، والآخر طبي :

فأما الفقهي : فالذي استقرت عليه سنَّتُه e إباحةُ الحرير للنساء مطلقاً، وتحريمه على الرجال إلا لحاجة ومصلحة راجحة ، فالحاجة إما من شدة البرد، ولا يجد غيره ، أو لا يجد سترة سواه . ومنها ؛ لباسه للجرب ، والمرض ، والحكة ، وكثرة القَمْل كما دل عليه حديثُ أنس هذا صحيح .

والجواز  أصح الروايتين عن الإمام أحمد، وأصح قولي الشافعي ، إذ الأصل عدمُ التخصيص ، والرخصة إذا ثبتت في حقِّ بعض الأمة لمعنى تعدَّت إلى كُلِّ من وُجِدَ فيه ذلك المعنى ، إذ الحُكْمُ يعُم بعُمُومِ سببه .

وأما الأمر الطبي : فهو أن الحرير من الأدوية المتخذة من الحيوان ، ولذلك يعد في الأدوية الحيوانية ، لأن مخرجه من الحيوان ، وهو كثيرُ المنافع ، جليلُ الموقع ، ومن خاصيته تقويةُ القلب، وتفريحُه والنفعُ من كثير من أمراضه ، ومن غلبة المِرة السوداء ، والأدواء الحادثة عنها ، وهو مقو للبصر إذا اكتُحِلَ به، والخام منه ، وهو المستعمل في صناعة الطب ، حار يابس في الدرجة الأولى ، وقيل : حار رطب فيها . وقيل : معتدل ، وإذا اتُّخِذَ منه ملبوسٌ كان معتدل الحرارة في مزاجه ، مسخناً للبدن ، وربما برد البدن بتسمينه إياه . اهـ . زاد المعاد .

وعن أبي موسى الأشعري ، عن النبي e أنه قال : "إن الله أحل لإناث أمتي الحرير والذهب ، وحرمه على ذكورها". وفي لفظ : "حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم" .

أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19930)، والنسائي (8/161) في الزينة : باب تحريم الذهب على الرجال ، والترمذي (1720) في اللباس .

وعن حذيفة ، قال : "نهى رسول الله e عن لبس الحرير والديباج ، وأن يجلس عليه ، وقال : هو لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة".

أخرجه البخاري (10/242) في اللباس :باب لبس الحرير للرجال .

والحرير من الأدوية الحيوانية لخروجه من حيوان .ومن خاصته تقوية القلب وتفريحه ، ينفع من كثيرٍ من أمراضهِ ومن علة المرة السوداء الحادث عنها ، وهو مقوّ للبصر اكتحل به ، والخام منه وهو المستعمل في صناعة الطب حار يابس في الأولى ،وقيل : رطبٌ فيها وقيل : معتدل يُربي اللحم.

والحكة لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة ، فلذلك كانت ثياب الحرير نافعة فيها .وهي أبعد عن قبول تولّد القمل فيها إذا كان مزاجها مخالفاً لمزاج ما يتولد منه القمل ، الآداب الشرعية (3/ص5).

وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال : وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه . زاد المعاد (4/34ـ35) .

ما جاء في علاج القمل

الذي في الرأس وإزالته

عن كعب بن عجرة t ، قال : كان بي أذىً من رأسي ، فحملت إلى رسول الله e والقمل يتناثر على وجهي ، فقال:"ما كنت أرى الجهد قد بلغ بك ما أرى" ،وفي رواية :"فأمره أن يحلق رأسه ،وأن يطعم فرقاً بين ستةٍ ، أو يهدي شاة ، أو يصوم ثلاثة أيام" .

أخرجه البخاري (4/10،13) في الحج : باب قول الله تعالى } فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية { ، وباب قول الله تعالى: } أو صدقة { ، وباب الإطعام في الفدية نصف صاع ، وباب النسك شاة ، وفي المغازي : باب غزوة الحديبية ، وفي تفسير سورة البقرة : باب } فمن كان منكم مريضاً { وفي المرضى : باب قول المريض : إني وجع أو : وارأساه أو اشتد بي الوجع ، وفي الطب : باب الحلق من الأذى ، وفي الإيمان والنذور : باب كفارات الإيمان ، وأخرجه مسلم في الحج برقم (1201) ، باب جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى.

وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر فوائد العسل ثم قال: وإذا لطخ به البدن المقمل والشعر قتل قمله وصئبانه وطول الشعر وحسنه ونعمه. اهـ. زاد المعاد(4/34ـ35) .

 

ما جاء في تضمين من طبّ الناس

وهو جاهل بالطب

عن الوليد بن مسلم، ثنا بن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال : قال رسول الله e : "من تطبب ولم يعرف منه طب فهو ضامن".   رواه أبو داود برقم (4587)، وابن ماجة برقم (3467) ، والحاكم في المستدرك برقم (7484) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6153) .

الطَّبـيبُ فـي الأَصل: الـحاذقُ بالأَمور، العارف بها، وبه سمي الطبـيب الذي يُعالـج الـمَرْضى، وكُنِـيَ به ههنا عن القضاء والـحُكمِ بـين الـخصوم، لأَن منـزلة القاضي من الـخصوم، بمنـزلة الطبـيب من إِصلاح البَدَن. و الـمُتَطَبِّبُ: الذي يُعانـي الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة. لسان العرب (1/554) .

قال ابن قيم الجوزية : هذا الحديث يتعلق به أمر الشرعي، فإيجاب الضمان على الطبيب الجاهل، فإذا تعاطى علمَ الطب وعمله، ولم يتقدم له به معرفة، فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس، وأقدمَ بالتهور على ما لم يعلمه، فيكون قد غرَّرَ بالعليل، فيلزمه الضمانُ لذلك، وهذا إجماع من أهل العلم.

قال الخطابي: لا أعلم خلافاً في أن المعالج إذا تعدى، فتَلفَ المريض كان ضامناً، والمتعاطي علماً أو عملاً لا يعرفه متعد، فإذا تولد مِن فعله التلف ضمن الدية، وسقط عنه القود، لأنه لا يستبِدُّ بذلك بدون إذن المريض وجناية المتطبب في قول عامة الفقهاء على عاقلته.

وعن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز : حدثني بعض الوفد الذين قدموا على أبي قال : قال رسول الله e :"أيما طبيب تطبب على قوم لا يعرف له تطبب قبل ذلك ،فأعنت ؛ فهو ضامن" . قال عبد العزيز : أما إنه ليس بالعنت ؛ إنما هو قطع العروق والبط والكي .  "الصحيحة " (2/227) .

التحذير من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله r قال: "لا يأكُلنَّ أحدكم بشمالهِ، ولا يشْرَبَنَّ بها، فإنَّ الشيطانَ يأكلُ بشمالِهِ ويشربُ بِها".

قال: وكان نافعُ يزيد فيها : "ولا يأخُذْ بها، ولا يُعْطِ بها" .

رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2020)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1089)، والترمذي بدون الزيادة .

وعن أبي هريرة t ، أن النبي r قال : "ليأكل أحدُكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينهِ، وليُعْطِ بيَمينهِ، فإن الشيطان يأكل بشمالِهِ، ويشرب بشِمالهِ، ويُعطي بشِمالهِ، ويأخذ بشِمالِه" .

قال الألباني رحمه الله : "صحيح لغيره"الترغيب(214)والصحيحة(1236).

قال ابن الجوزي: لما جُعلت الشمال للاستنجاء ومباشرة الأنجاس، واليُمنى لتناول الغذاء، لم يصلح استعمال أحدهما في شغل الأخرى لأنه حطاًّ لرتبة ذي الرتبة، ورفع للمحطوط، فمن خالف ما اقتضته الحكمة وافق الشيطان.أ.هـ كشف المشكل (2/594) .

وعن ابن عباس t الله عنهما: "أن النبيr نهى أن يُتَنَفَّسَ في الإناءِ، ويُنفَخَ فيهِ". رواه أبو داود وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في الترغيب (2117).

ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه: "أن رسول الله r نهى أن يشربَ الرجلُ مِنْ فِي السقاءِ، وأن يَتَنَفَّسَ في الإناءِ".صحيح الترغيب (2/494).

قال الحافظ: "وروى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي النهي عن التنفس في الإناء من حديث أبي قتادة" أ.هـ.

وعن أبي سعيد الخدري t قال: "نهى رسول الله r عن اخْتِناثِ الأسْقِيَة، يعني أن يُكْسَر أفْواهُها فيشرَبَ مِنها" .

رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5625)، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2023).

وعن أبي هريرة t، "أن رسول الله r نهى أن يُشرَب مِنْ فِي السقاء"رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5628).

وزاد الحاكم: فأنبئت أن رجلاً شرِبَ من في السقاء فخرجت حية.

وعن أنس t: "أن النبي r كان يَتنفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. ويقول: "هو أَمْرأُ وأرْوَى" . رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب". وصححه الألباني في الترغيب برقم (2119).

وعن أبي سعيد الخدري t: "أن النبي r نهى عن النفخ في الشراب".

فقال رجلٌ: القذاة أراها في الإناءِ ؟ فقال: "أهرقها".

قال: فإني لا أروى من نَفَسٍ واحدٍ ؟

قال: "فَأبِنِ القَدحَ إذاً عَنْ فيكَ ثم تَنَفَّسْ" . رواه الترمذي برقم (1887) وقال : "حديث حسن صحيح"، وأحمد برقم (10819) ، ومالك (1718) واللفظ له. وحسنه الألباني في "الترغيب" برقم (2115)، والصحيحة برقم (386).

وعنه t قال: "نهى رسولُ الله e عن الشُّرب مِنْ ثُلْمَةِ القدَحِ، وأن ينفُخَ في الشَّراب" . أخرجه أبو داود في الأشربة برقم (3722) ، وأحمد في المسند برقم (11760 / 4). وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (387،2689) ، و"صحيح الجامع" رقم (6888) ، و"صحيح لغيره" الترغيب رقم (2116) .

قال الألباني رحمه الله : "ثلمة القدح" أي : موضع الكسر منه ، كما جاء مصرحاً بذلك في حديث آخر ، والظاهر أن ذلك لما قد يخشى أن يتجمع في الثلمة من الأوساخ والجراثيم فيتسرب شيء منها إلى الجوف إذا شرب منها ، فالنهي طبي دقيق ، والله أعلم.                                                  انظر الحديث (2689ـ الصحيحة).أ.هـ . صحيح الترغيب (2/294).

وعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال رسول الله  e : "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس  في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه" . رواه البخاري برقم (152) ، ومسلم برقم (267) .

وعن ثمامة عن أنس: "أن النبي r كان يتنفس في الإناء ثلاثاً" .

رواه مسلم، ورواه الترمذي وقال: "هذا حديث حسن صحيح" (1885).

قال الحافظ عبد العظيم: "وهذا محمول على أنه كان يبين القدح عن فيه كل مرة، ثم يتنفس كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم، لا أنه كان يتنفس في الإناء" أ.هـ.

قال العلامة ابن قيم الجوزية : وهذا من الآداب التي تتِمُّ بها مصلحةُ الشارب، فإن الشُّرب مِن ثُلمة القدح فيه عِدَّةُ مفاسد:

أحدها: أن ما يكون على وجه الماء من قذى أم غير يجتمع إلى الثُّلمة بخلاف الجانب الصحيح.

الثاني: أنه ربما شوَّش على الشارب، ولم يتمكن مِن حسن الشرب من الثلمة.

الثالث: أن الوسخ والزُّهومة تجتمعُ في الثلمة، ولا يصل إليها الغسل، كما يصل إلى الجانب الصحيح.

الرابع: أن الثلمة محلُّ العيب في القدح، وهي أردأ مكان فيه، فينبغي تجنُّبه، وقصد الجانب الصحيح، فإن الرديء من كل شيء لا خير فيه، ورأى بعض السلف رجلاً يشتري حاجة رديئة، فقال: لا تفعل أما عَلمتَ أن الله نزع البركة من كل رديء.

الخامس: أنه ربما كان في الثلمة شق أو تحديد يجرع فم الشارب، ولغير هذه من الفاسد

وأما النفخ في الشراب، فإنه يُكسِبُه من فم النافخ رائحة كريهة يُعاف لأجلها، ولا سيما إن كان متغير الفم.

وبالجملة فإن أخلاط النافخ تُخالطه، ولهذا جمع رسول الله e بين عن التنفس في الإناء والنفخ فيه في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه، عن ابن عباس t، قال: "نهى رسول الله e أن يُتنفسَ في الإناء، أو ينفخ فيه". أخرجه أحمد في المسند (1907 / 1)، وأبو داود برقم (3728)، والترمذي برقم (1888)، وابن ماجة برقم (3429)، والدارمي برقم (2134). صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم (6820)، و"الإرواء" رقم (2037) .

وقد روى مسلم في (صحيحه) : من حديث جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله e يقول : "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناءٍ ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه من ذلك الداء" . أخرجه مسلم في الأشربة برقم (2014).

وهذا مما لا تناله علوم الأطباء ومعارفهم، وقد عرفه من عقلاء الناس بالتجربة. قال الليث ابن سعد أحد رواة الحديث: الأعاجم عندنا يتقون تلك الليلة في السنة في كانون الأول منها. وصح عنه أنه أمر بتخمير الإناء ولو أن يعرض عليه عوداً عن جابر بن عبد الله t قال : قال رسول الله e : "إذا كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم". أخرجه البخاري في الشرب (10/77).

وفي عرض العود عليه من الحكمة أنه لا ينسى تخميره بل يعتاده حتى ولو بالعود، وفيه: أنه ربما أراد الدبيب أن يسقط فيه، فيمر على العود فيكون العود جسراً له يمنعه من السقوط فيه.

وصح عنه: أنه أمر عند إيكاء الإناء بذكر اسم الله، فإن ذكر اسم الله عند تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان، وإيكاؤه يطرد عنه الهوام، ولذلك أمر بذكر اسم الله في هذين الموضعين لهذين المعنيين.

وروى البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عباس t ، أن رسول الله e "نهى عن الشرب من في السِّقاء" أخرجه البخاري في الشرب (10/79).

وفي هذا آداب عديدة منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يُكسبه زهومة ورائحة كريهة يعاف لأجلها.

ومنها : أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء ، فتضرر به .

ومنها : أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به ، فيؤذيه .

ومنها : أن الماء ربما كان فيه قذارة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.

ومنها أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظه من الماء، أو يزاحمه، ولغير ذلك من الحكم.

التحذير من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل

والمشارب شرهاً وبطراً

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "المسلم يأكل في معىً واحد والكافر في سبعة أمعاء" . رواه البخاري في كتاب الأطعمة برقم (5396) ، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2061).

وعن أبي حُجيفَةَ t قال : "أكلت ثريدَةً من خُبزٍ ولحم ثُم أتيتُ النبي r فجعلتُ أتجشـأُ فقال : "يا هذا ! كُفَّ مِنْ جُشائِكَ، فإنَّ أكثر الناسِ شِبعَاً في الدنيا، أكثرُهُم جوعاً يومَ القيامةِ" .

صحيح الترغيب (2136)، والإرواء (7/41ـ43).

قوله : "ثريدة" ، ثَرَد الخبز كسره من باب نصر فهو  ثرِيدٌ  و مثرودٌ ، والاسم الثُّرْدةُ بوزن البردة . مختار الصحاح (1/35) ، مادة ثَرَد .

والثريد يكون خبز مع لحم ، وفي بعض البلدان يسمى "فتة" .

قوله : "أتجشأ " ، جشأ : جَشَأَتْ نفسُه تَـجْشأُ جُشوءاً : ارتفَعَت ونَهَضَت إِلـيه و جاشَت من حُزْن أَو فَزَع. و جَشَأَتْ: ثارَت للقَـيْءِ. لسان العرب (1/48) ، مادة جشأ .

وفي رواية للبخاري: أن رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً فذكر ذلك لرسول الله r فقال: "إن المؤمن يأكل في معىً واحد وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء". في كتاب الأطعمة برقم (5397).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "إن أهْل الشِبَع في الدنيا هُم أهْلُ الجوعِ غداً في الآخِرَةِ" . صحيح الترغيب (2138) .

وفي رواية لمسلم : أضاف رسول الله r ضيفاً كافراً فأمر له رسول الله r بشاةِ فحُلبت فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها ثم أخرى فشرب حِلابها حتى شرب حِلاب سبعِ شياهٍ ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله r بشاةٍ فشرب حِلابها ثم أخرى فلم يستتمه فقال رسول الله r: "إن المؤمن ليشرب في معىً واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء"  .          في كتاب الأشربة برقم (5063).

الحِلاب: اللبن الذي يحلبه.

وعن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزنُ عند الله جناح بعوضة" .

رواه البخاري في كتاب التفسير برقم (4729) ، ومسلم في كتاب صفة القيامة برقم (2785).

وروي عن عطية بن عامر الجهني قال: سمعتُ سَلْمانَ رضي الله عنه وأُكْرِهَ على طعامٍ يأْكُلُه ، فقال : حَسْبي إني سمعتُ رسول الله r يقول :

"إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا، أطولُهُم جوعاً يومَ القيامَةِ".

وزاد البيهقي في رواية: "يا سلمان الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافِر". "صحيح الترغيب" رقم (2139).

ورد عن سلمان ، وأبي جحيفة رضي الله عنهما ، أن النبي e قال : "أن أكثر الناس شبعا في الدنيا   أطولهم جوعا  في الآخرة" ، قال الطبري : غير أن الشبع وأن كان مباحا فإن له حدا ينتهي إليه وما زاد على ذلك فهو سرف ، والمطلق منه ما أعان الأكل على طاعة ربه ولم يشغله ثقله عن أداء ما وجب عليه . اهـ .

ثم قال : قال القرطبي في المفهم لما ذكر قصة أبي الهيثم إذ ذبح للنبي  e ولصاحبيه الشاة فأكلوا حتى شبعوا ، وفيه دليل على جواز الشبع ، وما جاء من النهى عنه محمول على الشبع الذي يثقل المعدة ويثبط صاحبه عن القيام للعبادة ويفضي إلى البطر والأشر والنوم والكسل ، وقد تنتهي كراهته إلى التحريم بحسب ما يترتب عليه من المفسدة ، وذكر الكرماني تبعا لابن المنير أن الشبع المذكور محمول على شبعهم المعتاد منهم ، وهو أن الثلث الطعام والثلث للشراب والثلث للنفس . اهـ . فتح الباري (9/528) .

التحذير من الأكل مُتكئاً

أو منبطحاً على وجهه

روى أبو جحيفة أنه قال : "كنت عند رسول اللهr ، وقال لرجل عنده : لا آكُلُ وأنا متكئ" . انظر زاد المعاد (4/222)، وفتح الباري (9/452).

قال ابن حجر: وإذا ثبت كونه مكروهاً أو خلاف الأولى فالمستحب في صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى.أ.هـ. فتح الباري (9/452).

ووجه الكراهة في ذلك أن هذه الهيئة من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "نهى رسول الله r عن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه" . رواه أبو داود (3774) وصححه الألباني ، ورواه ابن ماجة برقم (3370).

باب ما جاء في الكي

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي e ، قال :"الشفاء في ثلاث : شُربة عسل ، وشُرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهي أمتي عن الكي".

أخرجه البخاري ( 10/116) في الطب : باب الشفاء في ثلاث.

عن عائشة :أن النبي e "أمر بابن زرارة أن يكوى".

"التعليقات الحسان" (6047) ، "صحيح موارد الظمآن" (1187).

وفي رواية عن أنس : "أن النبي e كوى أسعد بن زرارة من الشوكة".

رواه الترمذي (2051)والطحاوي (2/385)، ورجاله ثقات "المشكاة" (4534/التحقيق الثاني)،"صحيح موارد الظمآن" (1179).

عن عبد الله بن مسعود ، قال : جاء ناس فسألوا رسول الله e عن صاحب لهم أن يكووه ؟!"فسكت ، ثم سألوه ـ ثلاثاً ـ؟ فسكت وكره ذلك".

"التعليقات الحسان" (6050) ،"صحيح موارد الظمآن" (1181).

عن عمران بن حصين ، قال : "نهانا رسول الله e عن الكي ، فاكتوينا ؛ فما أفلحنا ، ولا أنجحنا".

التعليق على ابن ماجة (2/252)،"صحيح موارد الظمآن" (1182)،"الفتح" (10/164).

عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي e ، قال:"من اكتوى أو استرقى ؛ فقد برىء من التوكل".

وعنه أيضاً ،عن أبيه ،عن النبي e قال: "لم يتوكل من أرقى واسترقى".

أخرجه أحمد (4/249و251و253)وابن ماجة (3489) والترمذي (2055) ،وقال حسن صحيح .

التوكل: أي التوكل الكامل الذي يؤهل صاحبه أن يدخل الجنة بغير حساب  ، وذلك لا ينافي الجواز كما في أحاديث الباب وغيره.

"الصحيحة" (244) ، "صحيح موارد الظمآن" (1183).

عن جابر بن عبد الله ، "أن النبيe بعث إلى أُبي بن كعب طبيباً،فقطع له عرقاً وكواه عليه". أخرجه مسلم (2207)في السلام : باب لكل داء دواء.

ولما رُمي سعد بن معاذ في أكحله"حسمه النبي e ثم ورمت..فحسمه الثانية".

أخرجه مسلم (2208) وأحمد (3/ 213،350و386).

الحسم: هو الكي.

عن أنس t : "أنه كوي من ذات الجنب والنبي e حيٌ" .

أخرجه البخاري (10/ 145) في الطب: باب ذات الجنب.

في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم "الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون".

أخرجه البخاري (10/ 279) في الطب : باب من لم يرق ، ومسلم (220) في الإيمان : باب الدليل على دخول طوائف المسلمين إلى الجنة بغير حساب .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :  فقد تضمنت أحاديثُ الكي أربعةَ أنواع، أحدُها: فعله ؛ والثاني عدمُ محبته له، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارضَ بينها بحمد الله تعالى، فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدلُّ على المنع منه، وأما الثناءُ على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفاً من حدوث الداء، والله أعلم . اهـ . زاد المعاد .

ما جاء فيمن تعلق شيئاً

عن يحيى بن الجزار ، قال : دخل عبد الله بن مسعود، على امرأة وفي عنقها شيء معقود ، فجذبه فقطعه ، ثم قال :لقد أصبح آلُ عبد الله أغنياء عن أن يشركوا بالله ما لم ينـزل به سلطانا ، ثم قال : سمعت رسول الله e يقول : "إن الرقى والتمائم والتولة شركٌ".

"الصحيحة" (331و2972) ، "غاية المرام"(298) ، "تخريج الإيمان"(87/81) ،"صحيح موارد الظمآن" (1184) ، "صحيح الترغيب" (3457) .

قال ابن حجر : والتمائم جمع تميمة ، وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات ، والتولة بكسر المثناة وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها ، وهو ضرب من السحر ، وإنما كان ذلك من الشرك لأنهم أرادوا دفع المضار وجلب المنافع من عند غير الله . ا هـ . فتح الباري (10/196) .

عن عقبة بن عامر: انه جاء ركب عشرة إلى  رسول الله r فبايع تسعة، وأمسك عن رجل منهم، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: "إن في عضده تميمة"، فقطع الرجل التميمة، فبايعه رسول الله r ثم قال: "من علّق فقد أشرك". صحيح الترغيب (3455).

"التولة": بكسر المثناة فوق وبفتح الواو: شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه، تفعله المرأة ليحبِّبها إلى  زوجها.

وعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلت على عبد الله بن حكيم أبي معبد الجهني نعوده وبه حمرةٌ، فقلت: ألا تعلِّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك، قال رسول الله r: "من تعلَّق شيئا وكل إليه".

ورواه الترمذي إلا أنه قال: فقلنا: ألا تعلّق شيئا؟ فقال: الموت أقرب من ذلك. صحيح الترغيب (3456).

قال الخطابي : "التميمة" يقال : إنها خرزة كانوا يعلقونها، يرون أنها ترفع عنهم الآفات ، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة ، إذ لا مانع إلا الله ، ولا دافع غيره . اهـ . صحيح الترغيب (3/348).

ما جاء في العين

عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، أنه قال : اغتسل أبي سهل بن حنيف بـ(الخراز) ، فنـزع جبة كانت عليه ؛ وعامر بن ربيعة ينظر ، قال وكان سهل رجلاً أبيض حسن الجلد ، قال:

فقال عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء ، فوعك سهل فكأنه فاشتد وعكه ، فأتي رسول الله e فأخبر أن سهلاً وعك ، وأنه رائحٍ معك يا رسول الله ! فأتاه رسول الله e ؛ فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر بن ربيعة ، فقال رسول الله e :

"علام يقتل أحدكم أخاه ؟! ألا برّكت ؟! إن العين حقّ ، توضأ له".

فتوضأ له عامر بن ربيعة ، فراح سهل مع رسول الله e ليس به بأس .

"صحيح موارد الظمآن" (1193) ، "الصحيحة" (2572) ، "المشكاة" (4562) ،"الروض النضير" (1194) .

عن أبي هريرة مرفوعاً ، قال النبي e : "العينُ حقّ " .

أخرجه البخاري (10/166) ، ومسلم (7/13) .

عن ابن عباس ،عن النبي e قال :"العينُ حق ، تستنـزل الحالق ".

"السلسلة الصحيحة" رقم (1250) .

عن عامر بن ربيعة قال: قال رسول الله e :"إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه شيئاً يعجبه فليدع بالبركة ؛فأن العين حق".

أخرجه ابن ماجة (3509)،والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(208)و(209)وهو حديث حسن.

عن جابر بن عدي عن أبي ذر قال : قال رسول الله e :"العين تُدخل الرجل القبر ،والجمل القدر" .

"الصحيحة" (1249) .

عن عائشة قال :أن رسول الله e : "كان يأمرني أن أسترقي من العين " .

"الصحيحة" (6/61) .

عن عائشة قالت ،أن رسول الله e : "كان يأمرها [يعني عائشة ] أن تسترقي من العين ". أخرجه مسلم (7/17) .

وعن جابر t ، عن رسول الله e قال : "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (1206) .‌

قال المناوي رحمه الله تعالى في تعليقه على هذا الحديث : "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء اللّه وقدره بالعين" ، وفي رواية "بالنفس" وفسر بالعين ، وذلك لأن هذه الأمة فضلت باليقين على سائر الأمم فحجبوا أنفسهم بالشهوات فعوقبوا بآفة العين ، فإذا نظر أحدهم بعين الغفلة كانت عينه أعظم والذم له ألزم  ]قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُم[ آل عمران الآية (73) ، فلما فضلهم اللّه باليقين لم يرض منهم أن ينظروا إلى الأشياء بعين الغفلة وتتعطل منة اللّه عليهم وتفضيله لهم.ذكره الحكيم . اهـ . فيض القدير .

وعن ابن عباس مرفوعاً : "العين حق ،ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" .

أخرجه مسلم برقم (2188) ، والترمذي برقم (2062) ، وابن حبان (6107) ، واللفظ لمسلم .

قال الإمام النووي : قال الإمام أبو عبد الله المازري : أخذ جماهير العلماء بظاهر هذا الحديث وقالوا العين حق ، وأنكره طوائف من المبتدعة ، والدليل عل فساد قولهم أن كل معنى ليس مخالفا في نفسه ، ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول إذا أخبر الشرع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ، وهل من فرق بين تكذيبهم بهذا وتكذيبهم بما يخبر به من أمور الآخرة ، قال وقد زعم بعض الطبائعين المثبتين للعين أن العائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالعين فيهلك أو يفسد ، قالوا ولا يمتنع هذا كما لا يمتنع انبعاث قوة سمية من الأفعى والعقرب تتصل باللديغ فيهلك وإن كان غير محسوس لنا فكذا العين ، قال المازري : وهذا غير مسلم لأنا بينا في كتب علم الكلام أن لا فاعل إلا الله تعالى ، وبينا فساد القول بالطبائع ، وبينا أن المحدث لا يفعل في غيره شيئا ، وإذا تقرر هذا بطل ما  قالوه ، ثم هذا المنبعث من العين إما جوهر وإما عرض فباطل أن يكون عرضا لأنه لا يقبل الانتقال وباطل أن يكون جوهرا لأن الجوهر متجانسة فليس بعضها بأن يكون مفسدا لبعضها بأولى من عكسه فبطل ما قالوه ، قال وأقرب طريقة قالها من ينتحل الإسلام منهم أن قالوا لا يبعد أن تنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من العين فتتصل بالعين وتتخلل مسام جسمه فيخلق الله سبحانه وتعالى الهلاك عندها كما يخلق الهلاك عند شرب السم عادة أجراها الله تعالى وليست ضرورة ولا طبيعة ألجأ العقل إليها ، ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى أجرى الله سبحانه وتعالى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة الشخص لشخص آخر ، وهل ثم جواهر خفية أم لا هذا من مجوزات العقول لا يقطع فيه بواحد من الأمرين وإنما يقطع بنفي الفعل عنها وبإضافته إلى الله تعالى فمن قطع من أطباء الإسلام بانبعاث الجواهر فقد أخطأ في قطعه وإنما هو من الجائزات هذا ما يتعلق بعلم الأصول ، أما ما يتعلق بعلم الفقه فان الشرع ورد بالوضوء لهذا الآمر في حديث سهل بن حنيف "لما أصيب بالعين عند اغتساله فأمر النبي e عائنه أن يتوضأ" . رواه مالك في الموطأ ، وصفة وضوء العائن عند العلماء أن يؤتى بقدح ماء ولا يوضع القدح في الأرض فيأخذا منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمحها في القدح ، ثم يأخذ منه ماء يغسل وجهه ، ثم يأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه الأيسر ولا يغسل ما بين المرفقين والكعبين ، ثم يغسل قدمه اليمنى ثم اليسرى على الصفة المتقدمة وكل ذلك في القدح ثم داخلة إزاره وهو الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن ، وقد ظن بعضهم أن داخلة الإزار كناية عن الفرج ، وجمهور العلماء على ما قدمناه فإذا استكمل هذا صبه من خلفه على رأسه ، وهذا المعنى لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه ، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع المعلومات فلا يدفع هذا بأن لا يعقل معناه ، قال وقد اختلف العلماء في العائن هل يجير على الوضوء للمعين أم لا ، واحتج من أوجبه بقوله e في رواية مسلم هذه "وإذا استغسلتم فاغسلوا" . وبرواية الموطأ التي ذكرناها أنه e أمره بالوضوء والأمر للوجوب ، قال المازري : والصحيح عندي الوجوب ويبعد الخلاف فيه إذا خشي على المعين الهلاك ، وكان وضوء العائن مما جرت العادة بالبريء به ، أو كان الشرع أخبر به خبرا عاما ، ولم يكن زوال الهلاك إلا بوضوء العائن فإنه يصير من باب من تعين عليه إحياء نفس مشرفة على الهلاك ، وقد تقرر أنه يجير على بذل الطعام للمضطر فهذا أولى ، وبهذا التقرير يرتفع الخلاف فيه هذا آخر كلام المازري ، قال القاضي عياض بعد أن ذكر قول المازري الذي حكيته ، بقى من تفسير هذا الغسل على قول الجمهور وما فسره به الزهري ، وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه واستحسنه علماؤنا ، ومضى به العمل أن غسل العائن وجهه إنما هو صبه وأخذه بيده اليمنى ، وكذلك باقي أعضائه إنما هو صبه على ذلك الوضوء في القدح ليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء وغيره . اهـ . شرح مسلم (14/171) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين". "الصحيحة" (2522) .

قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : وهذا من الطب الشرعي المتلقى بالقبول عند أهل الإيمان ، وقد تكلم بعضهم في حكمة ذلك ، ومعلوم أن ثم خواص استأثر الله بعلمها فلا بد مثل هذا ولا يعارضه شيء ، ولا ينفع مثل هذا إلا من أخذه بالقبول واعتقادٍ حسن ، لا مع شك وتجربة. اهـ . "الآداب الشرعية"(3/58).

 

باب لا عدوى ولا طيرة

عن جابر قال : قال رسول الله  t : " لا عدوى ولا غول ولا صفر " . رواه مسلم في الطب برقم (5757) .

وعن جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي  e  يقول : "لا عدوى ولا صفر ولا غول" . رواه مسلم برقم (5758). وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابرا فسر لهم قوله : "ولا صفر" . فقال أبو الزبير الصفر البطن فقيل لجابر كيف قال كان يقال دواب البطن قال ولم يفسر الغول قال أبو الزبير هذه الغول التي تغول  .

الصفر: دواب البطن. قال أبو عبيدة: سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر, فقال: هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .

عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا  عدوى   أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .

والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .

وقال الإمام النووي : الصفر دواب في البطن وهى دود ، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع وربما قتلت صاحبها ، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب ، وهذا التفسير هو الصحيح وبه قال مطرف وابن وهب وابن حبيت وأبو عبيد وخلائق من العلماء . ا هـ . شرح النووي (14/433ـ437).

وعن أبي هريرة قال سمعت النبي  e يقول : "لا طيرة وخيرها الفأل قيل يا رسول الله وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" . رواه البخاري في الطب برقم (5754) ، ومسلم في الطب برقم (5759) .

قال النووي : قوله e من رواية أبى هريرة : "لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها قال فمن أعدى الأول وفى رواية لا عدوى ولا طيرة ولاصفر ولا هامة" .

وفى رواية : أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ويحدث عن النبي e أيضا أنه قال : "لا يورد ممرض على مصح" ، ثم إن أبا هريرة اقتصر على رواية حديث "لا يورد ممرض على مصح" وأمسك عن حديث "لا عدوى" فراجعوه فيه ، وقالوا له إنا سمعناك تحدثه فأبى أن يعترف به ، قال أبو سلمة الراوي عن أبى هريرة : فلا أدري أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر ، قال جمهور العلماء : يجب الجمع بين هذين الحديثين وهما صحيحان ، قالوا وطريق الجمع أن حديث "لا عدوى" المراد به نفى ما كانت الجاهلية تزعمه وتعتقده أن المرض والعاهة تعدى بطبعها لا بفعل الله تعالى ، وأما حديث "لا يورد ممرض على مصح" ، فأرشد فيه إلى مجانية ما يحصل الضرر عنده في العادة بفعل الله تعالى وقدره ، فنفى في الحديث الأول العدوى بطبعها ولم ينف حصول الضرر عند ذلك بقدر الله تعالى وفعله ، وأرشد في الثاني إلى  الاحتراز مما يحصل عنده الضرر بفعل الله وإرادته وقدره ، فهذا الذي ذكرناه من تصحيح الحديثين والجمع بينهما هو الصواب الذي عليه جمهور العلماء ويتعين المصير إليه ، ولا يؤثر نسيان أبى هريرة لحديث "لا عدوى" لوجهين: أحدهما أن نسيان الراوي للحديث الذي رواه لا يقدح في صحته عند جماهير العلماء بل يجب العمل به ، والثاني أن هذا اللفظ ثابت من رواية غير أبي هريرة ، فقد ذكر مسلم هذا من رواية السائب بن يزيد ،  وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وابن عمر عن النبي e ، وحكى المازري ، والقاضي عياض ، عن بعض العلماء أن حديث "لا يورد ممرض على مصح" منسوخ بحديث "لا عدوى" وهذا غلط لوجهين أحدهما أن النسخ يشترط فيه تعذر الجمع بين الحديثين ولم يتعذر بل قد جمعنا بينهما ، والثاني أنه يشترط فيه معرفة التاريخ وتأخر الناسخ وليس ذلك موجود هنا ، وقال آخرون حديث "لا عدوى" على ظاهره ، وأما النهى عن إيراد الممرض على المصح فليس للعدوى بل للتأذي بالرائحة الكريهة وقبح صورته وصورة المجذوم ، والصواب ما سبق والله أعلم . اهـ . شرح النووي (14/433ـ437).

قوله قال عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله e : "الطيرة شرك ، وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل".

وقول: "وما منا …" الخ من قول ابن مسعود .

"السلسلة الصحيحة" رقم ( 429) ، و" غاية المرام"(186/303) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1194) .

وعن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله e :"لا طيرة على من تطير،وإن في شيء؛ففي الدار والمرأة". وفي "الصحيح" طرف من أوله .

"الصحيحة" ( 789)،"صحيح موارد الظمآن" (1195).

وعن سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة ؟ فقال: سمعت رسول الله e يقول :"لا عدوى ولا طيرة، ولا هام ؛ فإن تك الطيرة في شيء ؛ ففي الفرس والدار".

"السلسلة الصحيحة" رقم (789) ، و"الظلال" (266و267) ، و"صحيح موارد الظمآن" رقم (1196).

وفي رواية :"لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هام ، إن تكن الطيرة في شيءٍ ؛ ففي الفرس ، والمرأة والدار ، وإذا سمعتم بالطاعون بأرضٍ فلا تهبطوا، وإذا كان بأرضٍ وأنتم بها فلا تفروا منه ".

"السلسلة الصحيحة" برقم (789) .

عن أبي هريرة ، قال :كان رسول الله e "يعجبه الفأل ، ويكره الطيرة" .

"الكلم الطيب" (248)،"صحيح موارد الظمآن" (1197).

وفي رواية عنه t قال : قال رسول الله e : "أصدق الطيرة الفأل ،والعين حق".

"السلسلة الصحيحة" (2576)و (6/1088) .

عن عقبة بن عامر الجهني قال سئل رسول الله e عن الطيرة  ؟ قال :"أصدقها الفأل ، ولا تردّ مسلماً " .

"الصحيحة " (6/155) .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله e : "لا شيء في الهام ، والعين حق ،وأصدق الطير الفأل " .

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (914)  ، "الصحيحة" (2949) .

عن بريدة ، قال :كان رسول الله e : "لا يتطير من شيء ، غير أنه إذا أراد أن يأتي أرضاً ؛ سأل عن اسمها ، فإن كان حسناً ؛ رُئي البشر من وجهه ، وإن كان قبيحاً ؛ رُئي ذلك من وجهه" . "الصحيحة" (762)،"صحيح موارد الظمآن" (1198).

عن ابن عباس قال : قال رسول الله e : "ليس منّا من سحر ،أو سُحر له ،تكهن ، أو تُكُهن له أو تطير ، أو تُطير له ".

"الصحيحة" (2650) .

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله e : "لا طيرة ولا هامة ولا عدوى ، ولا صفر" .

فقال رجل : يا رسول الله ! إنا لنأخذ الشاة الجرباء فنطرحها في الغنم ، فقال رسول الله e : "فمن أعدى الأول ؟!" .

"السلسلة الصحيحة" (782) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1199).

وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله e : "لا يعدي شيء شيئاً لا يعدي شيء شيئاً "ثلاثاً" .فقال أعرابي فقال : يا رسول الله إن النّقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل جرباً ؟ قال فسكت ساعة فقال : ما أعدى الأول ؟ لا عدوى ولا صفرة ولا هامة ،خلق الله كل نفس فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها ". "السلسلة الصحيحة" (1152) .

عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : حدثني رجال أهل رضىً وقناعة من أبناء الصحابة وأولية الناس أن رسول الله e قال : "لا عدوى ، ولا هامة ، ولا صفر ، واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" .

"الصحيحة" (780) .

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : "لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفرة ، وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد " .

أخرجه البخاري معلقاً (10/129) .

وفي رواية : "لا عدوى ، وإذا رأيت المجذوم ففر منه كما تفر من الأسد" .

"الصحيحة" (2/ 414) .

عن ابن عباس مرفوعاً قال : قال رسول الله e : "لا تديموا النظر إلى المجذومين ".

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " (1/1/138) ،"الصحيحة"(1064).

عن أبي هريرة t عن النبي e قال : "لا يعدي سقيم صحيحاً " .

"الصحيحة" (3/143) .

وعن أبي هريرة أيضاً قال : قال رسول الله e : "لا يورد الممرض على المصح" .

أخرجه البخاري (10/198و200) ، ومسلم (7/32) .

الصفر: دواب البطن ، قال أبو عبيدة : سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر ، فقال : هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشية . الغريب لابن سلام (1/25) .

عدوى : يقال أعْدَى فلان فلانا من خُلُقه أو من علة به أو من جرب وفي الحديث لا  عدوى   أي لا يعدي شيء شيئا و العَدْوُ الحضر تقول عَدَا يعدو عَدْواً و أعْدَى فرسه وأعدى في منطقه أي جار ودفعت عنك عَاديَةَ فلان أي ظلمه وشره . مختار الصحاح (1/176) .

والغُولُ : أحد الغِيلان , وهي جِنُس من الجنّ والشياطين , كانت العَرب تَزْعُم أن الغُول في الفَلاة تتراءى للناس فَتَتَغوّل تغولا : أي تَتَلُّون تلَوُّنا في صُوَر شَتَّى , وتَغُولهم أي تُضِلُّهم عن الطريق وتُهْلِكُهم , فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله . النهاية في غريب الحديث (3/396) .

وقوله : "مجذوم" ، الأَجْذَمُ : الـمقطوع الـيَد، وقـيل: هو الذي ذهبت أَنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً و جَذَمها و أَجْذَمَها، و الـجَذْمةُ و الـجَذَمةُ: موضع الـجَذْم منها. و الـجِذْمة : القطعة من الـحبل وغيره. وحبل جِذْمٌ  مَـجْذُوم ٌ: مقطوع، قال: هَلاَّ تُسَلِّـي حاجةٌ عَرَضَتْ عَلَقَ القَرينةِ حَبْلُها جِذْمُ و الـجَذَم: مصدر الأَجْذَم الـيَدِ، وهو الذي ذهبت أَصابع كفـيه. ويقال: ما الذي جَذَّمَ يَديه وما الذي أَجْذمه حتـى جَذِم. و الـجُذام من الدَّاء: معروف لِتَـجذُّم الأَصابع وتقطُّعها. لسان العرب (12/87) .

 

ما جاء في الأترج

ثبت في "الصحيحين" عن النبي e أنه قال : "مثَلُ المُؤمِنِ الذِي يَقرَأُ القُرآن كمَثَلِ الأُترجَّةِ، طعْمُها طَيِّبٌ، وريحُها طَيِّبٌ" وتمامه: "ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة مُر طعمها وريحها طيب، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ كمثل الحنظلة مُر طعمها ولا ريح لها".

أخرجه البخاري في فضائل القرآن برقم (5020) عن أبي موسى الأشعري ، ومسلم في صلاة المسافرين برقم (797) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : وفي الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم وحمض ، وبزر ، ولكل واحد منها مزاج يخصُّه ، فقشره حار يابس، ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار يابس.

ومن منافع قشره ، أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تُصلحُ فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم .

وأما لحمه فملطِّف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المِرَّة الصفراء، قامع للبخارات الحارة ، وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .

وأما حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقيء الصفراوي ، مُشَهٍ للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال الصفراوي ، وعُصارة حمضه يُسكِّن غِلمة النساء ، وينفع طِلاء من الكَلَف ، ويذهب بالقوباء ، ويستدل على ذلك من فعله في البحر إذا وقع في الثياب قلعه، وله قوة تلطِّف وتقطع وتبرد وتطفيء حرارة الكبد، وتقوي المعدة، وتمنع حِدَّة المِرَّة الصفراء ، وتُزيلُ الغمَّ العارض منها ، ونسكن العطش .

وأما بزره : فله قوة محللة مجففة ، وقال ابن ماسوية : خاصية حَبِّه النفعُ مِن السموم القاتلة إذا شرب منه وزنُ مثقال مقشَّراً بماء فاتر ، وطِلاء مطبوخ ، وإن دُقَّ ووضع على موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل موجود في قشرة.

وقال غيره ، خاصية حبه النفع من لسعات العقارب إذا شُرِبَ منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر، وكذلك إذا دُقَّ ووُضعَ على موضع اللدغة.

وقال غيره : حبُّه يصلح للسموم كُلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها.

وذُكِرَ أن بعض الأكاسرة غضِبً على قوم من الأطباء، فأمر بحبسهم وخيَّرهم أدماً لا يزيد لهم عليه ، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظر مفرح ، وقشرهُ طيب الرائحة، ولحمه فاكهة، وحمضه أدم، وحبه ترياق، وفيه دهن.

وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعضُ السلف يُحِبُّ النظر إليه لما في منظره من التفريح .  اهـ . زاد المعاد .

 

ما جاء في علاج عرق النسا

عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك t ، قال : سمعت رسول الله e يقول : "دواء عرق النسا ألية شاةٍ أعرابية تذاب،ثم تجزأ ثلاثة أجزاءٍ،ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء".

أخرجه ابن ماجة (3463) في الطب : باب دواء عرق النسا ، ورجاله ثقات،وقال البوصيري في"الزوائد"(1/216):إسناده صحيح "السلسلة الصحيحة"(1899).

قال الأمام أبو عبد الله محمد المقدسي : (عرق النسا) : وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينـزل من خلف على الفخذ وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته زاد نزوله وتهزل معه الرجل والفخذ . وفي هذا الخبر تسميةُ هذا المرض بعرق النسا أعمُّ من النساء ؛فهو من إضافة العام إلى الخاص ككل الدرهم أو بعضها . وإن النسا هو المرض الحالُّ بالعرق فهو إضافة الشيء إلى محله . ومنع بعضهم من هذه التسمية وقال :

النسا : هو العرق نفسه فيكون من إضافة الشيء إلى نفسه وهو ممتنع . وقيل : سمي بذلك لأن ألمه ينسي ما سواه ، وهذا الخبرُ خطابٌ لأهل الحجاز وما قاربهم ، لأن هذا المرض يحدثُ من يبس أو مادة غليظة أو لزجة فعلاجها بالإسهال . والألية فيها الخاصتان الإنضاجُ والإخراج . وتعيين الشاة بالأعرابية لقلة فضولها ورعيها نبات البر الحار كالشيح والغالب على استعمال الأدوية المفردة ، وغالب أطباء الهند والروم واليونان يعتنون بالمركبة. والتحقيق اختلاف الدواء باختلاف الغذاء ، فالعرب والبوادي غذاؤهم بسيط ، فمرضهم بسيط ، فدواؤهم بسيط ، والعكس بالعكس ، والله أعلم  . "الآداب الشرعية" (2/396).

ما جاء في علاج يبس البطن

واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه

عن أنس t ، عن رسول الله e أنه قال : "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام : السنا و السنوت".  ‌صحيح الجامع رقم (3034) . ‌

ويروى عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال رسول الله e : "بماذا كُنْتِ تستمشين" ؟ قالت : بالشبرم ، قال : "حارٌ جارٌ" ، قالت : ثم استمشيت بالسنا ، فقال : "لو كان شيءٌ يشفي من الموت لكان السنا".

أخرجه الترمذي (2082)،وابن ماجة (3461)، وأحمد في المسند ، (6/369) برقم (27125) ،والحاكم (4/200،201) ، والبيهقي في الكبرى (19364) . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4807) .

وعنها رضي الله عنها ، أن رسول الله e  دخل عليها ذات يوم ، وعندها شبرم تدقه فقال : "ما تصنعين بهذا" ، فقالت : نشربه ، فقال : "لو أنَّ شيئاً يدفعُ الموتَ أو ينفع من الموتِ نفع السّنَا" . مستدرك الحاكم برقم (7441) ، من حديث عمر بن الخطاب t .

الشبرم : شجر صغير وكبير له قضيبان حمراء ملمعة ببياض ،في رؤوس قضبانها جُمّة من ورق ،وله نور صغار صفراء إلى بيضاء يسقط ويخلف مراود صغار فيها حب صغير أحمر اللون واهٍ عروق عليها قشور حمر.كثير استعماله في الطب القديم ،وكان ينجم عنه أضرار بالغة لأنه نبات سام، وكل فائدته أنه مسهل.كتاب"العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (36) .

قوله : "بما تستمشين" ، أي : بأي دواء تستطلقين بطنك حتى يمشي ولا يصير بمنـزلة الواقف فيؤذي باحتباس النجو ، ولهذا سمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل ، وقيل لأن المسهول يكثر المشي والاختلاف للحاجة .

وقال الجزري في النهاية أي بما تسهلين بطنك ، ويجوز أن يكون أراد المشي الذي يعرض عند شرب الدواء إلى المخرج انتهى .

قالت : بالشبرم ، بضم شين معجمة فسكون موحدة وراء مضمومة ، وهو من جملة الأدوية اليتوعية ، وهو قشر عرق شجرة ، وهو حار يابس في الدرجة الرابعة ، وأجوده المائل إلى الحمرة الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف ، وبالجملة فهو الأدوية التي أوصى الأطباء بترك استعمالها لخطرها وفرط إسهالها ، وقال الجزري في النهاية الشبرم حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي ، وقيل إنه نوع من الشبح انتهى .

قال : حار ، بحاء مهملة وتشديد راء بينهما ألف جار بالجيم ، قال الحافظ ابن القيم : قوله e "حار جار" ، ويروى حار يار ، قال أبو عبيد وأكثر كلامهم بالياء قال وفيه قولان أحدهما أن الحار الجار بالجيم الشديد الإسهال فوصفه بالحرارة وشدة الإسهال ، وكذلك هو ما قاله أبو حنيفة الدينوري ، والثاني وهو الصواب أن هذا من الإتباع الذي يقصد به تأكيد الأول ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي ، ولهذا يراعون فيه إتباعه في أكثر حروفه كقولهم حسن بسن أي كامل الحسن ، وقولهم حسن قسن بالقاف ، ومنه شيطان ليطان وحار جار مع أن الجار معنى آخر ، وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له كأنه ينـزعه ويسلخه ، ويار إما لغة في جار كقولهم صهري وصهريج والصهاري والصهاريج وإما إتباع مستقل انتهى . ثم استمشيت بالسنا فيه لغتان المد والقصر ، وهو نبت حجازي أفضله المكي ، وهو دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب ، وهذه فضيلة شريفة فيه ، وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وانتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق والجرب والبثور والحكة والصرع .

طريقة التحضير :

وشرب مائه مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا ، ومقدار الشربة منه إلى ثلاثة دراهم ومن مائه إلى خمسة دراهم ، وإن طبخ معه شيء من زهر البنفسج والزبيب الأحمر المنـزوع العجم كان أصلح فقال النبي e ، أي بعد ما سألني ثانيا ، أو حين ذكرت له من غير سؤال استعلاما واستكشافا . اهـ . تحفة الأحوذي (6/212) .

عن إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : سمعت عبد الله بن أم حرام ، وكان قد صلى مع رسول الله e القبلتين يقول: سمعت رسول الله e يقول : "عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيهما شفاءً من كل داءٍ إلا السام" ،قيل : يا رسول الله ! وما السام ؟ قال :"الموت".

أخرجه ابن ماجة (3457) ، والحاكم (4/201) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (1798).

قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي:والشبرم : قشر عرق شجرة ، حار في الرابعة ، لم ير الأطباء استعماله لفرط إسهاله . الآداب الشرعية .

السَّنَا : مقصور ضوء البرق ، والسنا أيضا نبت يتداوى به ، والسَّنَاءُ من الرفعة ممدود و السَّنِيُّ الرفيع و أسْنَاهُ رفعه و سَنَّاهُ تَسْنِيَةً فتحه وسهله الفراء تَسَنَّى تغير . مختار الصحاح (1/134) .

قال ابن مفلح الحنبلي : وأما السنا فبالمد والقصر : نبت حجازي أفضله المكي مأمون حار يابس في الدرجة الأولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب .الآداب الشرعية (397).

وعن أنس بن مالك t ، أن رسول الله e قال : "عليكم بأربع فإن فيهن شفاء من كلّ داء إلا السام وهو الموت : السنا والسنوت ، والثُّفَّاء ، والحبة السوداء" .

ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (296) . بمعناه .

وفي رواية : "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام  :  السنا و السنوت"  . ‌ صحيح الجامع رقم (3034) .

وعن ابن عباس t قال ، قال رسول الله e : "إنَّ خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والمشي" . رواه الترمذي وحسنه ، والحاكم وصححه ، وأبو نعيم في الطب النبوي .

ثُّفاء : هو الخردل ، وقيل الحُرف ، ويسميه أهل العراق حَبَّ الرَّشاد ، الواحدة ثفاءة ، وجعله مُرّاً للحروقة التي فيه ولذعة للسان . الجامع في غريب الحديث (1/380) مادة ثفأ .

السَّنُّوت : قيل العسل ، وقيل الرُّب، وقيل الكمون .الجامع (3/164) .

اللدود : هو الدواء يسقاه المريض في أحد جانبي الفم ، يدخل بالأصبع، وهو من لديد أي جانبه .

السعوط : الدواء الذي يُصب في الأنف أو يتعاطى بالاستنشاق عن طريق الفم .

المشي : هو الدواء المسهل لأنه يحمل متعاطيه على المشي إلى دورة المياه .

 

ما جاء في علاج ذات الجنب

و ما جاء في علاج العُذرة ، وفي العلاج

بالسعوط  والقسط البحري

عن زيد بن أرقم ، أن النبي e قال : "تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت".

أخرجه الترمذي في الطب برقم (2080) ، باب ما جاء في دواء ذات الجنب ، وأحمد (4/369) ، والحاكم (4/202) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2814) .

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لددنا رسول الله e فأشار أن لا تلدوني ، فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال : "ألم أنهكم أن تلدوني ، لا يبقى منكم أحد إلا لدّ غير عمي العباس ، فإنه لم يشهدكم".

أخرجه البخاري (10/ 140) في الطب ، باب اللدود ، ومسلم في السلام برقم (2213) ، باب كراهة التداوي باللدود .

قال أهل اللغة اللدود : بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقا أو يدخل هناك بإصبع وغيرها ويحنك به ، ويقال منه لددته ألده ، وحكى الجوهري أيضا ألددته رباعيا والتددت أنا ، قال الجوهري ويقال للدود لديد أيضا ، وإنما أمر e بلدهم عقوبة لهم حين خالفوه في إشارته إليهم لا تلدوني ، ففيه أن الإشارة المفهمة تصريح العبارة في نحو هذه المسألة ، وفيه تعزيز المتعدى بنحو من فعله الذي تعدى به إلا أن يكون فعلا محرماً . اهـ . شرح النووي (14/419ـ420) .

وفي "الصحيحين": من حديث انس t، عن النبي e: "خيرُ ما تداويتم به الحِجامة والقُسطُ البحري" سبق تخريجه.

القُسط نوعان : أحدهما : الأبيض الذي يقال له : البحري ، والآخر : الهندي وهو أشدهما حراً ، والأبيض ألينهما ، ومنافعهما كثيرة جداً .

وقال جالينوس : ينفع من الكزاز ، ووجع الجنبين ، ويقتل حب القَرَع .

وقد خفي على جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب، فأنكروه، ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عن جالينوس لنـزله منزلة النص، كيف وقد نصّ كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم . الطب النبوي (1/223) .

عن أم قيس بنت محصن أخت عكاشة بن محصن قالت : "دخلت بابن لي على رسول الله  e لم يأكل الطعام فبال عليه فدعا بماء فرشه" .

قالت ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فقال : "علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفيه منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب" . رواه البخاري في الطب برقم (663،664) ، ومسلم في الطب برقم (5726) .

قال النووي رحمه الله تعالى :

وأما قوله e : "فيه سبعة أشفية" .  فقد أطبق الأطباء في كتبهم على أنه يدر الطمث والبول ، وينفع من السموم ، ويحرك شهوة الجماع ، ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء إذا شرب بعسل ، ويذهب الكلف إذا طلى عليه ، وينفع من بدر المعدة والكبد ويردهما ومن حمى الورد والربع وغير ذلك صنفان بحري وهندي ، والبحري هو القسط الأبيض وهو أكثر من صنفين ، ونص بعضهم أن البحري أفضل من الهندي وهو أقل حرارة منه ، وقيل هما حاران يابسان في الدرجة الثالثة ، والهندي أشد حرا في الجزء الثالث من الحرارة ، وقال ابن سنيا القسط حار في الثالثة يابس في الثانية ، فقد اتفق العلماء على هذه المنافع التي ذكرناها في القسط فصار ممدوحا شرعا وطبا وإنما عددنا منافع القسط من كتب الأطباء لأن النبي e ذكر منها عددا مجملا  . اهـ . شرح مسلم (14/416).

وثبت عنه e في "الصحيحين" أنه قال : "خير ما تداويتم به الحجامة ، والقسط البحري ، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة" .

أخرجه البخاري (10/ 127) في الطب : باب الحجامة من الدواء ، ومسلم في المساقاة برقم (1577) ، باب حل أجرة الحجامة .

عن جابر بن عبد الله قال : دخل رسول الله e على عائشة ، وعندها صبي يسيل منخراه دماً ، فقال : "ما هذا ؟" ، فقالوا : به العذرة ، أو وجع في رأسه ، فقال : "ويلكن لا تقتلن أولادكن ، أيما امرأةٍ أصاب ولدها عذرةٌ أو وجع في رأسه ، فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه بماءٍ ، ثم تسعطه إياه". فأمرت عائشة رضي الله عنها فصنع ذلك بالصبي ، فبرأ .

أخرجه أحمد (3/31) وإسناده صحيح ، وأورده الهيثمي في "المجمع" (5/89) وزاد نسبته لأبي يعلى والبزار وقال : ورجالهم رجال الصحيح ، "المطالب العالية" (3/80ـ81) .

عن أم قيس بنت محصن : أنها دخلت على النبي بابن لها ، قد أعلقت عليه من العذرة ـ قال يونس : أعلقت : غمزت،فهي تخاف أن يكون به عذرة  فقال : "علام تدغرن أولادكن بهذا القلاق ؟".

وفي لفظ الأعلاق ، "عليكن بهذا العود الهندي ، يعني به الكست ، فإن فيه سبعة أشفية منها : ذات الجنب يُسعط من العذرة ، ويلد من ذات الجنب".

أخرجه البخاري (5692) ،ومسلم (2214) .

والعذرة : بضم العين وبالذال المعجمة ،  وهي وجع في الحلق يهيج من الدم ، يقال في علاجها :عذرته فهو معذور ، وقيل : هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق تعرض للصبيان غالباً عند طلوع العذرة وهي العذارى خمسة كواكب ، قيل : في وسط المجرة .

وقال الجوهري في آخرها : وتعالج المرأة العذرة عادةً بفتل خرقة تدخلها في أنف الصبي ، وتطعن ذلك الموضع ، فينفجر منه دمٌ أسود ، وربما أحرقته ،وذلك الطعن يسمى دغراً وعذراً ."الآداب الشرعية" (2/405).

العذرة : داء في الحلق  "لسان العرب مادة : عذر" وفي الطب النبوي لابن قيم الجوزية : "العذرة" تهيج في الحلق من الدم . العذرة مادتها دم يغلب علية البلغم ، ولكن تولده في أبدان الصبيان . كتاب "العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (25) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : قال بعض الأطباء : وأما معنى ذات الجنب في لغة اليونان فهو ورم الجنب الحار ، وكذلك ورم كل واحد من الأعضاء الباطنة ، وإنما سمى ذات الجنب ورم ذلك العضو إذا كان ورما حارا فقط ، ويلزم ذات الجنب الحقيقي خمسة أعراض وهي : الحمى ، والسعال ، والوجع الناخس ، وضيق النفس ، والنبض المنشاري ، والعلاج الموجود في الحديث ليس هو لهذا القسم لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة ، فإن القسط البحري وهو  العود الهندي على ما جاء مفسرا في أحاديث آخر صنف من القسط إذا دق دقا ناعما وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لعق كان دواء موافقا لذلك نافعا له محللا لمادته مذهبا لها مقويا للأعضاء الباطنة مفتحا للسدد والعود المذكور في منافعه كذلك ، قال المسيحي : العود حار يابس قابض يحبس البطن ويقوي الأعضاء الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد نافع من ذات الجنب ويذهب فضل الرطوبة ، والعود المذكور جيد للدماغ ، قال ويجوز أن ينفع القسط من ذات الجنب الحقيقية أيضا إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية لا سيما في وقت انحطاط العلة والله أعلم. اهـ

الطب النبوي (1/65) .

وقال رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات فهل دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .

 

ما جاء في علاج الصداع والشقيقة

أن النبي e كان إذا صدع ، غلف رأسه بالحناء ، ويقول : "إنه نافع بإذن الله من الصداع".

أخرجه ابن ماجة (3502)،وأبو داود (3858)، وأحمد (6/462)، والهيثمي في "المجمع" (5/95) من حديث أبي هريرة t قال : كان رسول الله e إذا نزل عليه الوحي ، صدع ، فيغلف رأسه بالحناء . قال الهيثمي : وفيه الأحوص بن حكيم،وقد وثق ، وفي ضعف كثير ، وأبو عون لم أعرفه.

وفي "الصحيح" ، أنه قال في مرض موته : "وارأساه" وكان يعصب رأسه في مرضه ، وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .

أخرجه البخاري (10/ 105) في المرض .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس أو كله ، فما كان منه في أحد شقي الرأس لازماً يسمى شقيقة ، وإن كان شاملاً لجميعه لازماً ، يسمى بيضة وخودة تشبيهاً ببيضة السلاح التي تشمل على الرأس كله ، وربما كان في مؤخر الرأس أو في مقدمه .زاد المعاد (4/78) .

عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : ما سمعت أحداً قطٌّ يشكو إلى رسول الله e وجعاً في رأسه إلا قال له "احتجم" ، ولا وجعاً في رجليه إلا قال "اخضبهما" .

وفي رواية عنها : "كان إذا اشتكى أحد من رأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى رجله قال : اذهب فأخضبها بالحناء". رواه أحمد ، وأبو داود . السلسلة الصحيحة (2059) ، صحيح الجامع رقم (4671) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى عن الصداع : وأنواعه كثيرة وأسبابه مختلفة ، وحقيقة الصداع سخونة الرأس واحتماؤه لما دار فيه من البخار الذي يطلب النفوذ من الرأس فلا يجد منفذا فيصدعه كما يصدع الوعاء إذا حمى ما فيه وطلب النفوذ فكل شيء رطب إذا حمى طلب مكانا أوسع من مكانه الذي كان فيه فإذا عرض هذا البخار في الرأس كله بحيث لا يمكنه التفشي والتحلل وجال في الرأس سمى السدر ، والصداع يكون عن أسباب عديدة أحدها من غلبة واحدة من الطبائع الأربعة ، والخامس يكون من قروح تكون في المعدة فيألم الرأس لذلك الورم للاتصال من العصب المنحدر من الرأس بالمعدة ، والسادس من ريح غليظة تكون في المعدة فتصعد إلى الرأس فتصدعه ، والسابع يكون من ورم في عروق المعدة فيألم الرأس بألم المعدة للاتصال الذي بينهما ، والثامن صداع يحصل من امتلاء المعدة من الطعام ثم ينحدر ويبقى بعضه نيئا فيصدع الرأس ويثقله ، والتاسع يعرض بعد الجماع لتخلل الجسم فيصل إليه من حر الهواء أكثر من قدره ، والعاشر صداع يحصل بعد القيء والاستفراغ إما لغلبة اليبس وإما لتصاعد الأبخرة من المعدة إليه ، والحادي عشر صداع يعرض عن شدة الحر وسخونة الهواء ، والثاني عشر ما يعرض من شدة البرد وتكاثف الأبخرة في الرأس وعدم تحللها،  والثالث عشر ما يحدث من السهر وحبس النوم ، والرابع عشر ما يحدث من ضغط الرأس وحمل الشيء الثقيل عليه ، والخامس عشر ما يحدث من كثرة الكلام فتضعف قوة الدماغ لأجله ، والسادس عشر ما يحدث من كثرة الحركة والرياضة المفرطة ، والسابع عشر ما يحدث من الأعراض النفسانية كالهموم والغموم والأحزان والوسواس والأفكار الرديئة ، والثامن عشر ما يحدث من شدة الجوع فإن الأبخرة لا تجد ما تعمل فيه فتكثر وتتصاعد إلى الدماغ فتؤلمه ، والتاسع عشر ما يحدث من ورم في صفاق الدماغ ويجد صاحبه كأنه يضرب بالمطارق على رأسه ، والعشرون ما يحدث بسبب الحمى لاشتعال حرارتها فيه فيتألم . والله أعلم.

ثم قال : وسبب صداع الشقيقة مادة في شرايين الرأس وحدها حاصلة فيها أو مرتقية إليها فيقلبها الجانب الأضعف من جانبيه وتلك المادة إما بخارية وإما أخلاط حارة أو باردة ، وعلامتها الخاصة بها ضربان الشرايين وخاصة في الدموي وإذا ضبطت بالعصائب ومنعت الضربان سكن الوجع ،وقد ذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي له أن هذا النوع كان يصيب النبي        e فيمكث اليوم واليومين ولا يخرج ، وفيه عن ابن عباس :
قال : "خطبنا رسول الله
e وقد عصب رأسه بعصابة" ، وفي الصحيح "أنه قال في مرض موته وارأساه وكان يعصب رأسه في مرضه" .  وعصب الرأس ينفع في وجع الشقيقة وغيرها من أوجاع الرأس .

وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه ، فمنه ما علاجه بالاستفراغ ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء ، ومنه ما علاجه بالسكون والدعة ، ومنه ما علاجه بالضمادات ، ومنه ما علاجه بالتبريد ، ومنه ما علاجه بالتسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات .اهـ . الطب النبوي(69) .

علاج الصداع وفوائد الحناء

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال رسول الله  e : "سيد ريحان أهل الجنة الحناء" . "السلسلة الصحيحة" رقم (1420) ، "صحيح الجامع" رقم (3677) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : إذا عرف هذا ـ [ أي ما جاء في الموضوع السابق ] ـ فعلاج الصداع في هذا الحديث بالحناء هو جزئي لا كلي وهو علاج نوع من أنواعه ، فإن الصداع إذا كان من حرارة ملتهبة ولم يكن من مادة يجب استفراغها نفع فيه  الحناء  ظاهرا ، وإذا دق وضمدت به الجبهة مع الخل سكن الصداع وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به سكن أوجاعه وهذا لا يختص بوجع الرأس بل يعم الأعضاء وفيه قبض تشد به الأعضاء ، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب سكنه وقد روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن : "أن رسول الله e ما شكا إليه أحد وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا شكا إليه وجعا في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء" . سبق تخريجه . وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي e   قالت : "كان لا يصيب النبي e قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها بالحناء".  سبق تخريجه .

والحناء بارد في الأولى يابس في الثانية وقوة شجر  الحناء   وأغصانها مركبة من قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال ومن قوة قابضة اكتسبتها من جوهر فيها أرضي بارد .

ومن منافعه أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الخراجات فعل دم الأخوين ، وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ودهن الورد ينفع من أوجاع الجنب ، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي فخضبت أسافل رجليه بحناء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه ، وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع السوس عنها ، وإذا نقع ورقة في ماء عذب يغمره ثم عصر وشرب من صفوه أربعين يوما كل يوم عشرون درهما مع عشرة دراهم سكر ويغذى عليه بلحم الضأن الصغير فإنه ينفع من ابتداء الجذام بخاصية فيه عجيبة ، وحكى أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده وأنه بذل لمن يبرئه مالا فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشر أيام حناء فلم يقدم عليه ثم نقعه بماء وشربه فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها ، والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها ، وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي ترشح ماء أصفر نفعها ، ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة وهو ينبت الشعر ويقويه ويحسنه ويقوي الرأس وينفع من النفاطات والبثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن  . اهـ . الطب النبوي الطب النبوي (1/69- 70،229) .

الكتم ، روى البخارى في صحيحه ، عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: دخلنا على أم سلمة رضى الله عنها ، فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم" . وفي السننن الأربعة ، عن النبي e أنه قال : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم" .

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك t ، أن أبا بكر t اختضب بالحناء والكتم . وفي سنن أبى داود عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : مر على النبي e رجل قد خضب بالحناء ، فقال : "ما أحسن هذا" ، فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال : "هذا أحسن من هذا" ، فمر آخر قد خضب بالصفرة وقال هذا أحسن من هذا كله" .

قال ابن قيم الجوزية : قال الغافقي : الكتم نبت ينبت بالسهول ورقه قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ أسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه وشرب منها قدر أوقية قيأ قيئا شديدا ، وينفع من عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به ، وقال الكندي : بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها ، وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهى ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم ، قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، وقيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبياء وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن ، فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن أنس t ، أنه قال لم يختضب النبي e قيل قد أجاب الإمام أحمد بن حنبل عن هذا ، قال قد شهد به غير أنس بن مالك رضى الله عنه على النبي e أنه خضب ، وليس من شهد بمنـزلة من لم يشهد ، فأحمد اثبت خضاب النبي e ومعه جماعة من المحدثين ومالك أنكره ، فإن قيل قد ثبت في صحيح مسلم النهى عن الخضاب بالسواد في شأن أبى قحافة لما أتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ، فقال : "غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"، والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين أحدهما أن النهى عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء أخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله اسود فاحما ، وهذا أصح الجوابين ، الجواب الثاني أن الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمرأة الكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فأنه من الغش والخداع ، فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خداعا فقد صح عن الحسن والحسين رضى الله عنهما أنهما كانا يخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار ، وذكره عن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبى وقاص ، وعقبة ابن عامر ، والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمر بن عثمان ، وعلى بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب، وإسماعيل بن معد يكرب رضى الله عنهم أجمعين ، وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بن علاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن على المقدمي ، والقاسم بن سلام رضى الله عنهم أجمعين . اهـ . الطب النبوي (ص286) .

ثم قال : رحمه الله تعالى : ومن منافع الحناء أنه محلل نافع من حرق النار ، وفيه قوةٌ للعصب إذا ضُمد به ، وينفع إذا مضغ ، من قروح الفم والسُّلاق العارض فيه ، ويبرىء القلاع الحادث في أفواه الصبيان ، والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ، ويفعل في الجراحات مع دم الأخوين . وإذا خلط نوره مع الشمع المصفى ، ودهن الورد ، ينفع من أوجاع الجنب .

ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي ، فخضبت أسافل رجليه بحناء ، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه .زاد المعاد (4/82).

ما جاء في علاج المفؤود

عن سعد قال : مرضت مرضاً ، فأتاني رسول الله e يعودني ، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي ، وقال لي : "إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف ، فإنه رجل يتطبب ، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة ، فليجأهن ، بنواهن ، ثم ليلدك بهن".

"فليجأهن بنواهن" : يريد ليرضهن ،والوجيئة :حساء يتخذ من التمر والدقيق ، فيتحساه المريض .

المفؤود :الذي أصيب فؤاده فهو يسكنه ،"الآداب الشرعية"(3/ص6).

أخرجه أبو داود في الطب برقم (3875) ، باب في ثمرة العجوة . ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (2033) .

نواهن : بذورهن .

وفي لفظ : "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح ، لم يضره سمٌ حتى يمسي" .

لابتيها: ما يحيط بجانبيها من الحجارة السود البركانية تثنية لابة بزنة غابة .

أخرجه البخاري (9/ 493) في الأطعمة ، باب العجوة ، ومسلم في الأشربة برقم (2047) ، باب فضل ثمر المدينة .

التلبينة مجمة للفؤاد

عن عروة ،عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض ،وللمحزون على الهالك وكانت تقول : سمعت رسول الله e يقول : "إن التلبينة تجم فؤاد المريض ، وتذهب ببعض الحزن". صحيح الجامع رقم (3018) .

وفي رواية عنها ، أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، واجتمع لذلك النساء ، ثم تفرقن إلى أهلهن ،أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ، وصنعت ثريداً ثم صبت التلبينة عليه ، ثم قالت : كلوا منها ، فإني سمعت رسول الله e يقول :"التلبينة مجمّةٌ لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".

رواه البخاري في الأطعمة باب التلبينة برقم (5417) ، ومسلم في الطب باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض برقم (5730) .

‏التلبينة : بفتح فسكون حساء يتخذ من دقيق أو نخالة وربما جعل بعسل أو لبن وشبهه باللبن في بياضه سمي بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا سقاهم اللبن حكى الزيادي عن بعض العرب لبناهم فلبنوا أي سقيناهم اللبن فأصابهم منه شبه سكر ، ذكره الزمخشري .

مجمة : بالتشديد وفتح الميمين أي مريحة قال القرطبي : روي بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم فعلى الأول مصدر أي جمام ، وعلى الثاني اسم فاعل من أجم ، وفي رواية البخاري تجم بضم الجيم لفؤاد المريض ، أي تريح قلبه وتسكنه وتقويه وتزيل عنه الهم وتنشطه بإخمادها للحمى ، من الإجمام وهو الراحة فلا حاجة لما تكلفه بعض الأعاظم من تأويل الفؤاد برأس المعدة فتدبر ، ونفع ماء الشعير للحي لا ينكره إلا جاهل بالطب .

تذهب ببعض الحزن ، فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها لكن كثيراً ما يجتمع بمعدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي والحساء يجلوه عن المعدة قال ابن حجر: النافع منها ما كان رقيقاً نضيجاً غليظاً نيئاً  .

وقال أبو نعيم في الطب : هي دقيق بحت أو فيه شحم والداودي يؤخذ العجين غير خمير فيخرج ماؤه فيجعل حسواً فيكون لا يخالطه شيء فلذا يكثر نفعه ، وقال الموفق البغدادي : التلبينة الحساء ويكون في قوام اللبن وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيئ .

وعن عائشة أيضاً ، قالت : قال رسول الله e : "عليكم بالبغيض النافع التلبين".

وقالت : وكان رسول الله e إذا اشتكى أحدٌ من أهله لم تزل البرمة على النار حتى ينتهي أحد طرفيه . يعني يبرأ أو يموت .

وفي رواية : "عليكم بالبغيض النافع : التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء"  . ‌

أخرجه ابن ماجة (3446) ، وأحمد (6/242) ، والحاكم(4/ 205) وفي سنده جهالة . قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع : "ضعيف"رقم: (3755) .

وعنها رضي الله عنها : كان رسول الله e إذا قيل له : إن فلاناً وجعٌ لا يطعم الطعام ، قال : "عليكم بالتلبينة فحسوه إياه"، ويقول : "والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ" .

أخرجه أحمد (6/79) وفي سنده جهالة . ضعيف ابن ماجة رقم (747).

قال ابن القيم : التلبين : هو الحساء الرقيق الذي هو في قوام اللبن ومنه اشتق اسمه قال الهروي "سميت تلبينة لشبهها باللبن ، لبياض ورقاتها" ، وهذا الغذاء هو النافع للعليل وهو الرقيق النضيج لا الغليظ النيء إذا شئت أن تعرف فضل التلبينة فاعرف فضل ماء الشعير ، بل هي أفضل من ماء الشعير لهم فإنها حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته ، والفرق بينهما وبين ماء الشعير ، أنه يطبخ صحاحاً ،والتلبينة تطبخ منه مطحونة . وهي أنفع لخروج خاصية الشعير بالطحن . "الطب النبوي" (128) .

قال النووي : قوله  e "التلبينة  مجمة لفؤاد المريض وتذهب بعض الحزن" أما مجمة فبفتح الميم والجيم ، ويقال بضم الميم وكسر الجيم ، أي تريح فؤاده وتزيل عنه الهم وتنشطه والجمام المستريح كأهل النشاط ، وأما التلبينة  فبفتح التاء وهى حساء من دقيق أو نخالة قالوا وربما جعل فيها عسل ، قال الهراوي وغيره سميت تلبينة تشبيها بالبن لبياضها ورقتها وفيه استحباب التلبينة للمحزون . اهـ . شرح مسلم (14/423ـ424) .

ما جاء في دفع ضرر الأغذية والفاكهة

وإصلاحها بما يدفع ضررها ويقوي نفعها

عن عبد الله بن جعفر ، قال : "رأيت رسول الله e يأكل الرطب بالقثاء" .

أخرجه البخاري (9/488،489) في الأطعمة ، باب القثاء بالرطب ،ومسلم في الأشربة برقم (2043)  ، باب أكل القثاء بالرطب.

القثاء : نبات من الفصيلة القرعية ، قريب من الخيار ، لكنه أطول .

قال ابن قيم الجوزية :

والرطب حار رطب في الثانية ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ولكنه سريع التعفن معطش معكر للدم مصدع مولد للسدد ووجع المثانة ومضر بالأسنان ، والقثاء بارد رطب في الثانية مسكن للعطش منعش للقوي بشمه لما فيه من العطرية مطفىء لحرارة المعدة الملتهبة ، وإذا جفف بزره ودق واستحلب بالماء وشرب سكن العطش وأدر البول ونفع من وجع المثانة ، وإذا دق ونخل ودلك به الأسنان جلاها ، وإذا دق ورقه وعمل منه ضماد مع الميفختج نفع من عضة الكلب ، وبالجملة فهذا حار وهذا بارد وفي كل منهما صلاح الآخر وإزالة لأكثر ضرورة ومقاومة كل كيفية بضدها ودفع سورتها بالأخرى وهذا أصل العلاج كله. اهـ . الطب النبوي (ص80) .

ما جاء في الحمية

عن صهيب قال : قدمت على النبي e وبين يديه خبز وتمر ، فقال : "ادن فكل" ، فأخذت تمراً فأكلت ، فقال : "أتأكل تمراً وبك رمدٌ" ؟ فقلت : يا رسول الله ! أمضغ من الناحية الأخرى ، فتبسم رسول الله e .

أخرجه ابن ماجة (3443) وسنده حسن ، وقال البوصيري في "الزوائد" (2/213) : إسناده صحيح ورجاله ثقات .

وفي حديث محفوظ عنه e : "إن الله إذا أحب عبداً ، حماه من الدنيا ، كما يحمي أحدكم مريضه عن الطعام والشراب". وفي لفظ :"إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا".

وفي رواية عن قتادة بن النعمان : "إذا أحب الله عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء"  . ‌

أخرجه أحمد (5/427و489) ، والترمذي (2036)، والحاكم (4/309).

وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم: (282) .

قال المناوي في تعليقه على هذا الحديث : ‏"إذا أحب الله عبداً حماه" ، أي حفظه من متاع الدنيا ، أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة "كما يحمي أي يمنع  أحدكم سقيمه الماء"  أي شربه إذا كان يضره  ، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء بل هو منهي عنه للصحيح أيضاً إلا بأقل ممكن فإنه يبلد الخاطر ويضعف المعدة ، ولذلك أمروا بالتقليل منه وحموا المريض عنه فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عنها حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها  ،  كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة والله تعالى لأوليائه ناصر ولهم منها حافظ وان أرادوها . اهـ . في فيض القدير .

وعن ابن عباس ، أن النبي e عاد رجلاً ، فقال له : "ما تشتهي"؟ فقال : أشتهي خبزَ بُرٍّ . وفي لفظ : أشتهي كعكاً ، فقال النبي e : "من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه" ، ثم قال : "إذا اشتهى مريضُ أحدِكم شيئاً ، فليطعمه".

أخرجه ابن ماجة في الجنائز برقم (1439) ، باب ما جاء في عيادة المريض و(3440) من حديث ابن عباس . ضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجة" برقم (302) .

ما جاء في علاج الرّمد بالسكون والدعة ،

وترك الحكة ، والحمية مما يهيج الرمد

عن عبد الله بن مسعود ، قال لامرأته زينب وقد اشتكت عينها : لو فعلت كما فعل رسول الله e كان خيراً لك وأجدر أن تشفي ، تنضحين في عينك الماء ، ثم تقولين : "أذهب البأس رب الناس ، أشف أنت الشافي،لا شفاء إلا شفاؤك،شفاءً لا يغادر سقماً". أخرجه أبو داود (3883) وابن ماجة (3530) . صحيح الجامع (855) .

إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب

وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها

عن أبي هريرة ، أن رسول e قال : "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم ، فامقلوه ،فإن في أحد جناحيه داءً ، وفي الآخر شفاء".

أخرجه البخاري (10/213) في الطب : باب إذا وقع الذباب في الإناء . وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله e قال : "أحد جناحي الذباب سمٌّ ، والآخر شفاءٌ ، فإذا وقع في الطعام ، فامقلوه ، فإنه يقدم السمّ ، ويؤخر الشفاء".

أخرجه ابن ماجة (3504) . صحيح الجامع رقم (4234).

"فامقلوه" بضم القاف أي اغموه في الطعام أو الشراب ، والمقل الغمس ، وفي الآخر شفاء بكسر الشين ، وفي بعض النسخ مكانه دواء ، وإنه يتقي بجناحه الذي فيها الداء ، أي إنه يقدم بجناحه يقال اتقى بحق عمر إذا استقبله به وقدمه إليه ، ويجوز أن يكون معناه إنه يحفظ نفسه بتقديم ذلك الجناح من أذية تلحقه من حرارة ذلك الطعام . ذكره ابن الملك ، فليغمسه أي كل الذباب ليتعادل داؤه ودواؤه ، والحديث دليل ظاهر على جواز قتله دفعا لضرره وأنه يطرح ولا يؤكل ، وأن الذباب إذا مات في ماء فإنه لا ينجسه لأنه e أمر بغمسه ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو e إنما أمر بإصلاحه ثم أدى هذا الحكم إلى كل مالا نفس له سائلة كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك . اهـ.  عون المعبود (10/231) .

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :

قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : وفي الذباب قوةٌ سميةٌ يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي كالسلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه ألقاه بسلاحه ، وذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعاً بيناً وسكنه ؛ لما فيه من الشفاء ، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى سعيرة بعد قطع رأس الذباب ، أبرأه.

هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي وأمر طبي فأما الفقهي فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه هذا قول جمهور العلماء ولا يعرف له مخالف في ذلك . اهـ .

الطب النبوي ، والآداب الشرعية (359).

 

ما جاء في علاج البثرة

عن بعض أزواج النبي e قالت : دخل عليّ رسول الله e وقد خرج في إصبعي بثرةٌ فقال : "عندك ذريرةٌ ؟"، قلت : نعم ، قال : "ضعيها عليها" وقولي: "اللهم مصغر الكبير،ومكبر الصغير ، صغر ما بي" .

الذريرة : دواء هندي من قصب الذريرة ، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد والاستسقاء ، وتقوي القلب .

والبثرة : خراج صغير يكون عن مادة حارة تدفعها الطبيعة.

أخرجه ابن السني (640) (ص237) وأحمد (5/370). ضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4120) .

وعن عائشة ، قالت : "طيبت رسول الله e بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام" .أخرجه البخاري (10/313) في اللباس : باب الذريرة ، ومسلم (1189) في الحج : باب الطيب عند الإحرام .

ما جاء في علاج السم الذي أصابه بخيبر من اليهود

ذكر عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك : أن امرأة يهودية أهدت إلى النبي e شاةً مصليّةً ، فقال :"ما هذه"؟ قالت:هدية ، وحذرت أن تقول : من الصدقة ، فلا يأكل منها ، فأكل النبي e ، وأكل الصحابة ، ثم قال :"أمسكوا" ،ثم قال للمرأة : "هل سممت هذه الشاة"؟ قالت : من أخبرك بهذا؟ قال:"هذا العظم لساقها"، وهو في يده ؟ قالت : نعم قال : "لمَ" ؟قالت : أردت إن كنت كاذباً أن يستريح منك الناس ، وإن كنت نبياً ، لم يضرك ، قال : فاحتجم النبي e ثلاثة على الكاهل ، وأمر أصحابه أن يحتجموا  فاحتجموا ، فمات بعضهم .

أخرجه البخاري في "صحيحه" (6/195)و(10/208).

شاةً مصليّةً : أي مشوية .

وعن عائشة t قالت: كان النبي e يقول في مرضه الذي مات فيه : "يا عائشة ، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ،فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم".

أخرجه البخاري برقم (4428) .

قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : ومعالجة السم باستفراغ أو دواء يعارض فعله ويبطله بكيفيته أو بخاصيته ، وإن عدم الدواء ،فالاستفراغ الكلي ، وأنفعه الحجامة لا سيما مع حر المكان والزمان ،فإن القوة السمية تسري في الدم فتنبعث في العروق والمجاري حتى تصل إلى القلب فيكون الهلاك ، فإذا خرج معه الكيفية السمية فإن كان استفراغاً تاماً ذهب السم أو تقوى عليه الطبيعة ، وإنما احتجم عليه السلام في الكاهل وهو الحارك وهو ما بين الكتفين مقدم أعلى الظهر ، لأنه أقرب موضع يمكن حجمه إلى القلب . ا هـ ."الآداب الشرعية" (3/80).

 

ما جاء في السحر وعلاجه

قال الله تعالى: )واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت( إلى  قوله: )ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق(.  البقرة: (102).

فالسحر كفر ، والساحر لا بد أن يكفر ، وحد الساحر القتل لأنه كفر بالله تعالى.

قال ابن حجر العسقلاني بعد أن ساق الإمام البخاري الآية : )واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان( الآية برقم (5429) ، قال : فصل الخطاب في هذه المسألة وفي إيراد المصنف هذه الآية إشارة إلى اختيار الحكم بكفر الساحر لقوله فيها وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر ، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين إنما نحن فتنة فلا تكفر فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفرا ، وهذا كله واضح على ما قررته من العمل ببعض أنواعه . اهـ .                    فتح الباري (10/225) .

وروي عن النبي r : "حد الساحر ضربه بالسيف". أخرجه الترمذي برقم (1460) والدراقطني (3/114) وعبد الرزاق في "المصنف" (10/184)، والحاكم في "المستدرك" (4/360) والطبراني في "الكبير" (2/172) رقم (1665). هذا حديث ضعيف ، ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي برقم (241) . وإنما صح عن عمر ، وأم سلمة رضي الله عنهما ، وغيرهما .

قال بجالة بن عبدة : "أتانا كتاب عمرt قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر وساحرة" . أخرجه أحمد في "المسند" (1/190 و 191) وأبو داود (3403) وابن حزم في "المحلى"(1/397)،وعبد الرزاق في "المصنف" (10/179و10و181) وأبو عبيد في "الأموال" (ص 35).

وعن أبي موسى t أن النبي r قال : "ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بالسحر". أخرجه أحمد في "المسند" (4/399) والحاكم في "المستدرك" (4/146) وقال : "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. صحيح الترغيب (3050).

عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت : "سحر رسول الله e حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ، ولم يأتيهن ، وذلك أشد ما يكون من السحر".

أخرجه البخاري (10/199) في الطب : باب هل يستخرج السحر ، ومسلم (2189) في السلام : باب السحر .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى : السحر  قد يكون من تأثير الأرواح الخبيثة ، وقد يكون من انفعال الطبيعة ، وهو أشد السحر ، واستعمال الحجم لهذا الثاني نافع لأنه إذا هيج الأخلاط وظهر أثره في عضو كان استفراغ المادة الخبيثة نافعا في ذلك ، وقال القرطبي : إنما قيل للسحر طب لأن أصل الطب الحذق بالشيء والتفطن له فلما كان كل من علاج المرض والسحر إنما يتأتى عن فطنة وحذق أطلق على كل منهما هذا الاسم . اهـ . فتح الباري (10/229) .

وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : "سحر النبي  e حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في  مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي e ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رؤوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر" .

رواه البخاري في الطب برقم (3095) ، باب هل يستخرج السحر ، ومسلم في السلام  برقم (2189) ، باب السحر .

قوله "في مشط ومشاطة" : أما المشط فهو بضم الميم ويجوز كسرها أثبته أبو عبيد وأنكره أبو زيد وبالسكون فيهما وقد يضم ثانيه مع ضم أوله فقط وهو الآلة المعروفة التي يسرح بها شعر الرأس واللحية وهذا هو المشهور .    فتح الباري (10/229) .

قال ابن مفلح رحمه الله تعالى :

أما علاج المسحور : فإما باستخراجه وتبطيله كما في الخبر ،فهو كإزالة المادة الخبيثة بالاستفراغ ،وإما بالاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ؛فإن للسحر تأثيراً عند جمهور العلماء ،لا مجرد خيال باطل لا حقيقة له .وللمسألة وأحكام السحر والساحر مسائل مشهورة ليس هذا محلها.

والسحر مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة ، وانفعال القوى الطبيعية عنه ،وهو سحر النمريجات ، وهو أشد ما يكون من السحر ، فاستعمال الحجامة على المكان الذي تضرر بالسحر على ما ينبغي ،من أنفع المعالجة . اهـ . "الآداب الشرعية" (3/85).

وهناك وصفة ناجحة بإذن الله تعالى ، ونحن نستخدمها لعلاج الذين يعانون من السحر ، وهي مفيدة جداً إنشاء الله تعالى :

تأخذ كأساً من الحليب وتجعله في إناء وتضع معه فنجان زيت زيتون مع فنجان من العسل ، وبعد تسخين هذه الخلطة على النار ، تقرأ عليها آيات الرقية ، مثل سورة الفاتحة ، وآية : وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان . الآية ، وآية الكرسي ، وآخر آيتين من سورة البقرة ، وكذلك تقرأ سورة الإخلاص ، مع قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس . ثم يشرب المسحور هذه الخلطة على الريق بحيث تكون معدته فارغة ، لمدة ثلاثة أيام ، وبعد ذلك يخرج السحر الذي في الجسد بإذن الله تعالى ، أما عن طريق المراجعة وهو القيء ، أو عن طريق الإسهال . والله هو الشافي وحده .

ما جاء في الاستفراغ بالقيء

عن أبي الدرداء ، أن النبي e قاء ، فتوضأ فلقيت ثوبان في مسجد دمشق ، فذكرت له ذلك ، فقال : " صدق ،أنا صببت له وضوءه" .

أخرجه أحمد (6/443)،والترمذي (87) وأبو داود (4381) والدارقطني (1/57و238)، والطحاوي (1/ 347،348) والحاكم (1/426) ، وصححه الألباني في تمام المنة (ص111) .

والقيء : ينقي المعدة ويقويها ، ويحد البصر ، ويزيل ثقل الرأس .

ما جاء في الإرشاد إلى معالجة أحذق الطبيبين

عن زيد بن أسلم ،أن رجلاً في زمان رسول الله e أصابه جرحٌ ،فاحتقن الدم ، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار ، فنظر إليه فزعما أن رسول الله e قال :لهما : "أيكما أطب" ؟ فقال : أو في الطب خير يا رسول الله ؟ فقال : "أنزل الدواء الذي أنزل الداء".

أخرجه الموطأ (4/328) بشرح الزرقاني ، وهو مرسل .

ما جاء في التحرز من الأدواء المعدية بطبعها

وإرشاده الأصحاء إلى مجانبة أهلها

عن جابر بن عبد الله ، أنه كان في وفد ثقيف رجلٌ مجذوم ، فأرسل إليه النبي e : "ارجع فقد بايعناك". أخرجه مسلم في السلام برقم (2231) ، باب اجتناب المجذوم ونحوه.

وعن أبي هريرة ، عن النبي e أنه قال : "فر من المجذوم كما تفر من الأسد".

أخرجه البخاري (10/132) في الطب : باب الجذام .

وعن أبي هريرة ،قال : قال رسول الله e : "لا يُورِدَنّ ممرض على مصح".

أخرجه البخاري (10/206) في الطب : باب لا هامة ، وباب لا عدوى ، ومسلم في السلام برقم (2221) ، باب لا عدوى ولا طيرة .

وعن ابن عباس ، أن النبي e قال : "لا تديموا النظر إلى المجذومين".

أخرجه ابن ماجة في الطب برقم (3543)  ، باب الجذام ، وأحمد رقم (2072) ، وصححه الألباني في "الصحيحة" رقم (1064) .

وقوله : "مجذوم" ، الأَجْذَمُ : الـمقطوع الـيَد، وقـيل: هو الذي ذهبت أَنامِلُه، جَذِمَتْ يَدُه جَذَماً و جَذَمها و أَجْذَمَها،  و الـجُذام من الدَّاء: معروف لِتَـجذُّم الأَصابع وتقطُّعها. وقد تقدم . لسان العرب (12/87) .

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : "اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (111) .‌

قال المناوي رحمه الله تعالى في تعليقه على هذا الحديث : اتقوا : احذروا ندباً وإرشاداً ، المجذوم أي مخالطة الذي به جذام ، وهو داء رديء يحدث من انتشار المرة السوداء بالبدن فيفسد مزاج الأعضاء وتشاكلها وربما تأكلت أو اسودت وسقطت ، والفعل منه جذم على بناء المفعول .

كما يتقى : بضم الياء وشد المثناة فوق مفتوحة بضبط المؤلف ، أي مثل اتقاء  الأسد ، أي اجتنبوا مخالطته كما تجتنبوا مخالطة الأسد الحيوان المفترس فإنه يعدي المعاشر كما جزم به الشافعي في الأم في موضع وحكاه عن الأطباء والمجربين في آخر ونقله غيره عن أفاضل الأطباء فقالوا : مقاربة المجذوم معدية برائحته وقد تكون الطبيعة سريعة الانفعال قابلة للاكتساب من أبدان المجاورين والمخاطبين بل الوهم وحده من أكبر أسباب الإصابة والرائحة أشد أسباب العدوى لكن لا بد معها من كمال استعداد البدن ولا يناقضه خبر لا عدوى ولا طيرة لأنه نفي لاعتقاد الجاهلية نسبة الفعل لغير الله فوقوعه بفعله تقدس أو لأن الطاعون ينـزل ببلد فيخرج منه خوف العدوى ، وأما المجذوم ومثله المسلول فلم يرد به هذا الخبر وما أشبهه إلا التحرز عن تعدي الرائحة فإنها تسقم من أطال اشتمامها باتفاق حذاق الأطباء  ،  وأكل المصطفى معه تارة وتارة لم يصافحه لبيان الجواز وصحة الأمر على سالك طريق الفرار وسالك طريق التوكل ففعل الأمرين ليأخذ من قويت ثقته بربه بطريق التوكل ومن ضعف بطريق التحفظ ، والحاصل أن الأمور التي يتوقع منها الضرر قد أباحت الحكم الربانية التحرز عنها قلا ينبغي للضعفاء أن يقربوها وأما أهل الصدق واليقين فبالخيار ، وعلى ذلك ينـزل ما تعارض من الأخبار ، واحتج بها الشافعي كالجمهور على إثباته الخيار في فسخ النكاح به وعارضه المخالف بأن الخبر يوجب الفرار لا الخيار وأجيب بأن الأمر بالفرار من أعظم الأعذار فلا ثبوت في الخيار . اهـ . فيض القدير .

ما جاء في حفظ الصحة

عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله e : "نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس : الصحة والفراغ". أخرجه البخاري (11/196) في الرقاق .

وعن أبي هريرة ، عن النبي e أنه قال :"أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم ، أن يقال له : ألم نُصِحَّ لك جسمك ، ونُروِكَ من الماء البارد".

أخرجه الترمذي في التفسير برقم (3555) ، وصححه ابن حبان (2585) ، صحيح الجامع (2022) .

وعن أبي بكر الصديق t ،قال : سمعت رسول الله e يقول : "سلوا الله اليقين والمعافاة ، فما أوتي أحدٌ بعد اليقين خيراً من العافية".

أخرجه أحمد (5)و(17) ، وابن ماجة برقم (3849) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3632)

وفي "الصحيحين" : أتي رسول الله e "بلحم ، فرفع إليه الذراع ، وكانت تعجبه".

أخرجه البخاري(6/264،265) في الأنبياء ، باب قول الله عز وجل : }ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه {  ، ومسلم في الإيمان برقم (194) ، باب أدنى أهل الجنة منـزلة ، من حديث أبي هريرة .

قال الإمام أبو عبد الله محمد المقدسي : واعلم أن في العلاج ، وفي حفظ الصحة وقوة البدن ، دفع ضررِ شيءٍ بما يقابلهُ : كالبارد بالحار ، والرطب باليابس ، ولما في ذلك من التعديل ضرر كل كيفيةٍ أو أكثر بما يقابلها . اهـ . الآداب الشرعية (2/355) .

عن أبي قتادة أنه عليه الصلاة والسلام : "نهى أن يتنفس في الإناء".

أخرجه البخاري (5630) ، ومسلم (267) .

وعن ابن عباس t أن النبي e "نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه".

أخرجه أبو داود (3728) ،وابن ماجة (3429) ،والترمذي (1888) ،وأحمد 1907) بإسناد صحيح . صحيح الجامع برقم (6820) .

وفي رواية "إذا شرب أحدكم ،فلا يتنفس في الإناء ،فإذا أراد أن يعود ؛فلينح ،ثم ليعد إن كان يريد" . "الصحيحة" (386) .

وعن أبي قتادة t ، قال رسول الله e : "إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه و إذا دخل الخلاء فلا يتمسح بيمينه و إذا شرب فلا يتنفس في الإناء". "صحيح الجامع" حديث رقم (410) .‌

‏نهى أن يتنفس في الإناء  عند الشرب  أو ينفخ فيه . قال المناوي : لأن التنفس فيه يورث ريحاً كريهاً في الإناء فيعاف ، والنفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشره وعدم الصبر وقلة المروءة . اهـ .

عن ابن عباس ،أن النبي e قال :"إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحفة ، ولكن ليأكل من أسفلها فإنّ البركة تنـزل من أعلاها ".

إسناده حسن ، أخرجه أبو داود (3772) ،وابن ماجة (3277)، والترمذي (1805) ، والنسائي في "الكبرى" (6762) ، وأحمد (2439) .

وفي رواية عن ابن عباس ، أن النبي e : "إن البركة وسط القصعة ، فكلوا من نواحيها ، ولا تأكلوا من رأسها" . (1587) .

وفي رواية عن أنس t قال ، قال رسول الله e : "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى و ليأكلها و لا يدعها للشيطان و ليسلت أحدكم الصحفة فإنكم لا تدرون في أي طعامكم تكون البركة"  . ‌

"صحيح الجامع" ، حديث رقم (601) .

منافع الجماع

قال رسول الله e : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج فانه أغض للبصر واحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء" . رواه البخاري برقم (5066) ، ومسلم برقم (1400) .

وقال : "إني أتزوج النساء وآكل اللحم وأنام وأقوم وأصوم وأفطر ، فمن رغب عن سنتي فليس منى " . رواه البخاري برقم (5063) ، ومسلم برقم (1401) .

ولما تزوج جابر ثيبا قال له : "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك" . رواه البخاري برقم (5079) ، ومسلم برقم (715) .

وفي سنن ابن ماجة من حديث ابن عباس يرفعه قال : "لم ير للمتحابين مثل النكاح" . صحيح الجامع رقم (5200) .

الباءة ، وهو الـجماع ، وفـي الـحديث : أَن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجلٌ وقد تزيَّنتْ للباه أَي للنكاح ؛ ومثله حديث ابن مسعود عن النبـي : "من استَطاع منكم  الباهَ   فلـيتزوجْ، ومن لا يَسْتَطيع فعلـيه بالصوم فإِنه له وِجاءٌ" ؛ أَراد من استطاع منكم أَن يتزوج ولـم يُرد به الـجماع ، يدلك علـى ذلك قوله : ومن لـم يقدر فعلـيه بالصوم ، لأَنه إِن لـم يقدر علـى الـجماع لـم يحتـج إِلـى الصوم لـيُحْفِر ، وإِنما أَراد من لـم يكن عنده جِدَةٌ فـيُصْدِقَ الـمنكوحة ويَعُولَها .

الباهُ و الباهةُ : النكاح ، وقـيل :  الباهُ  الـحظُّ من النكاح . قال الـجوهري : والباهُ  مثل الـجاه . لسان العرب (13/479ـ480) .

قال ابن قيم الجوزية: وأما الجماع والباه فكان هديه e فيه أكمل هدى، وتحفظ به الصحة ، ويتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع من أجلها ، فإن الجماع وضع بالأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية: أحدها حفظ النسل ودوام النوع الإنساني إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم .

الثاني إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .

الثالث قضاء الوطر ونيل اللذة والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة إذ لا تناسل هناك ولا احتقان يستفرغه الإنزال ، وفضلاء الأطباء يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة .

وقال رحمه الله تعالى : ومن منافعه غض البصر وكف النفس والقدرة على العفة عن الحرام ، وتحصيل ذلك للمرأة فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه وينفع المرأة ، ولذلك كان النبي e يتعاهده ويحبه ويقول : "حبب إلي من دنياكم النساء والطيب" .

وفي كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ، في هذا الحديث زيادة لطيفة ، وهى اصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهن وحث على تزويج أمته فقال : "تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم" . وقال ابن عباس : خير هذه الأمة أكثرها نساء

ثم قال رحمه الله تعالى : وقال بعض السلف ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثا : ينبغي أن لا يدع المشي فإن احتاج إليه يوما قدر عليه ، وينبغي ألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق ، وينبغي ألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنـزح ذهب ماؤها . وقال محمد بن زكريا : من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت قوى أعصابه واستد مجاريها وتقلص ذكره قال ورأيت جماعة تركوه لنوع من التقشف فبردت أبدانهم وعسرت حركتهم ووقعت عليهم كآبة بلا سبب وقلت شهواتهم وهضمهم . انتهى . زاد المعاد .

عن أبي رافع مولى رسول الله e ، أن رسول الله e طاف على نسائه في ليلة فاغتسل عند كل امرأة منهن غسلا فقلت يا رسول الله لو اغتسلت غسلا واحدا فقال : "هذا أطهر وأطيب" ، وشرع للمجامع إذا أراد العود قبل الغسل الوضوء بين الجماعين كما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله e : "إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليوضأ" ، وفي الغسل والوضوء بعد الوطء من النشاط وطيب النفس واخلاق بعض ما تحلل بالجماع وكمال الطهر والنظافة واجتماع الحار الغريزي إلى داخل البدن بعد انتشاره بالجماع ، وحصول النظافة التي يحبها الله ويبغض خلافها ما هو من أحسن التدبير في الجماع وحفظ الصحة والقوى منه .

وأنفع الجماع ما حصل بعد الهضم وعند اعتدال البدن وفي حره وبرده ويبوسته ورطوبته وخلائه وامتلائه وضرره عند امتلاء البدن أسهل وأقل من ضرره عند خلوه وكذلك ضرره عند كثرة الرطوبة وأقل منه عند اليبوسة وعند حرارته اقل منه عند برودته وإنما ينبغي أن يجامع إذا اشتدت الشهوة وحصل الانتشار التام الذى ليس عن تكلف ولا فكر في صورة ولا نظر متتابع ، ولا ينبغي أن يستدعى الشهوة ويتكلفها ويحمل نفسه عليها وليبادر إليه إذا هاجت به كثرة المنى واشتد شبقه وليحذر جماع   العجوز والصغيرة التي لا يوطأ مثلها والتي لا شهوة لها والمريضة والقبيحة المنظر والبغيضة ، فوطء هؤلاء يوهن القوى ويضعف الجماع بالخاصية ، وغلط من قال من الأطباء أن جماع الثيب أنفع من  جماع  البكر واحفظ للصحة ، وهذا من القياس الفاسد حتى ربما حذر منه بعضهم وهو مخالف لما عليه عقلاء الناس ولما اتفقت عليه الطبيعة والشريعة ، وفي جماع البكر من الخاصية وكمال التعلق بينها وبين مجامعها وامتلاء قلبها من محبته وعدم تقسيم هواها بينه وبين غيره ما ليس للثيب ، وقد قال النبي لجابر : "هلا تزوجت بكرا" ، وقد جعل الله سبحانه من كمال نساء أهل الجنة من الحور العين انهم لم يطمثهن أحد قبل من جعلن له من أهل الجنة وقالت عائشة للنبي e : "أرأيت لو مررت بشجرة قد ارتع فيها وشجرة لم يرتع فيها ففي أيهما كنت ترتع بعيرك قال في التي لم يرتع فيها تريد أنه لم يأخذ بكرا غيرها" ، وجماع المرأة المحبوبة في النفس يقل أضعافه للبدن مع كثرة استفراغه للمني ، وجماع البغيضة يحل البدن ويوهن القوى مع قلة استفراغه ، وجماع الحائض حرام طبعا وشرعا فإنه مضر جدا ، والأطباء قاطبة تحذر منه ، واحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشا لها وبعد الملاعبة والقبلة ، وبهذا سميت المرأة فراشا كما قال "الولد للفراش" وهذا من تمام قوامية الرجل على المرأة كما قال تعالى "الرجال قوامون على النساء" وكما قيل إذا رمتها كانت فراشا يقلني وعند فراغي خادم يتملق وقد قال الله تعالى : "هن لباس لكم وانتم لباس لهن" ، وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال فان فراش الرجل لباس له وكذلك لحاف المرأة لباس لها فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه الآية وبه يحسن موقع استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر ، وفيه وجه آخر وهو أنها تنعطف عليه أحيانا فتكون عليه كاللباس قال الشاعر إذا ما الضجيع ثنى عطفه تثنت ، فكانت عليه لباسا ، وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ويجامعها على ظهره وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة بل نوع الذكر والأنثى وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله فربما بقى في العضو منه بقية فيتعفن ويفسد فيضر ، وأيضا فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ، وأيضا فان الرحم لا يتمكن من اشتمال على الماء واجتماعه فيه وانضمامه عليه لتخليق الولد . اهـ . الطب النبوي (1/194ـ197) .

جاء في كتاب تذكرة أولي الألباب (2/72) وبعد أن ذكر منافع الجماع ثم قال : [ومما] يضعف الشهوة : الجوع والنوم على الجانب الأيمن عند الرجال والنساء ، واشتغال الفكر والهم وأكل الكزبرة الرطبة والقرع والرجلة والسذاب ، واستعمال الورد مطلقاً وكل بارد رطباً كان أو يابساً لا سيما الحامض .

ثم سئل عن العانة بالموسى فقال : الإكثار من حلق الموسى فإنه كالضرع إن حلبته در ، وإن تركته فر ، وكذا وقوعه مع مستلذ شتى ، ولكن يكون مضعفاً بما يستفرغ كما تكون القوة في عكس ذلك . اهـ .

ما جاء في خواص التمر

قال الله تعالى لمريم :} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً { (مريم:25) .

جنيا: معناه قد طابت وصلحت للاجتناء، وهي من جنيت الثمرة . تفسير القرطبي (11/95).

وقال تعالى : ]والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد[ (ق:10).

"باسقات" : أي طوالاً ، والنخل باسقات قال البسوق الطول .

وقوله "لها طلع نضيد" يقول لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكفري نضيد يقول منضود بعضه على بعض متراكب تفسير الطبري (26/153) .

وقال تعالى:] ونخلٍ طلعها هضيم[ (الشعراء :148).

"طلعها هضيم" : قال عكرمة وقتادة الهضيم الرطب اللين ، وقال الضحاك إذا كثر حمل الثمرة وركب بعضها بعضا فهو هضيم ، وقال مرة هو الطلع حين يتفرق ويخضر . تفسير ابن كثير (3/344) .

ثبت في "الصحيح"عنه e : "من تصبح بسبع تمرات". وفي لفظ : "من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سمٌ ولا سحرٌ" .

أخرجه البخاري (10/203،204) في الطب ، باب الدواء بالعجوة ، ومسلم في الأشربة برقم (2047) ، باب فضل تمر المدينة ، من حديث سعد بن أبي وقاص t .

وفي رواية لمسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، أن رسول الله  e قال : "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي" .

وفي رواية عن عائشة ، عن النبي e قال : "في عجوة العالية أول البكرة على الريق النفس شفاءٌ من كل سحرٍ أو سمٍ". "السلسلة الصحيحة" رقم (2000) .

وفي رواية عنها رضي الله عنها ، أن رسول الله e ، قال : "إن في عجوة العالية شفاء ، وإنها ترياق أول البكرة" . أخرجه مسلم (2048).

قال ابن حجر : والترياق بكسر المثناة وقد تضم وقد تبدل المثناة دالا أو طاء بالإهمال فيهما ، وهو دواء مركب معروف يعالج به المسموم فأطلق على العجوة اسم الترياق تشبيها لها به ، وأما الغاية في قوله إلى الليل فمفهومه أن السر الذي في العجوة من دفع ضرر السحر والسم يرتفع إذا دخل الليل في حق من تناوله من أول النهار ، ويستفاد منه إطلاق اليوم على ما بين طلوع الفجر ، أو الشمس إلى غروب الشمس ولا يستلزم دخول الليل . اهـ .   فتح الباري (10/239) .

وقال المناوي رحمه الله تعالى : "أول البكرة" ، بضم فسكون نصب على الظرفية على ريق النفس أي بزاق الإنسان نفسه شفاء من كل سحر ، أو سم لخاصية فيه ، أو لدعاء النبي e له أو لغير ذلك ، وهل تناوله أول الليل كتناوله أول النهار حتى يندفع عنه ضرر السحر والسم إلى الصباح احتمالان ، وظاهر الإطلاق المواظبة على ذلك قال ، الخطابي كون العجوة ينفع من السحر والسم إنما هو ببركة دعوة المصطفى e لتمر المدينة لا لخاصية في التمر . اهـ . فيض القدير (4/457) .

وثبت عنه e أنه قال : "بيت لا تمر فيه جياع أهله". أخرجه مسلم (2046).

عن عائشة قالت: قال رسول الله   e: "يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله أو جاع أهله ، قالها مرتين أو ثلاثا".   رواه مسلم برقم (2046) باب فضل تمر المدينة  .

في الحديث فضيلة التمر وما جعله الله تعالى فيه من البركة ، والحث عليه ، وإدخاله على الأهل والعيال .

وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله e : "لا يجوع أهل بيت عندهم التمر" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (7627) .‌

لا يجوع أهل بيت عندهم التمر هذا وارد في بلاد ليس من عادتهم الشبع بغيره ، وفيه حث على القنع وتنبيه على حل ادخار قوت العيال فإنه أسكن للنفس وأحصن عن الملال

وعن جابر t ، عن رسول الله e : "نعم السحور التمر"  . ‌

"صحيح الجامع" حديث رقم (6772) .‌

نعم السحور التمر : أي فإن في التسحر به ثواباً كبيراً ، قال الطيبي : إنما مدحه في هذا الوقت لأن في نفس السحور بركة ، فيكون المبدوء به والمنتهى إليه بركة . اهـ . فيض القدير .

وثبت عنه e "أنه أكل التمر بالزبد ، وأكل التمر بالخبز ، وأكله مفرداً".

أنظر سنن أبي داود (3259) والترمذي (1531) في "الجامع" و(184) في "الشمائل" وأبي داود (3837) وابن ماجة (3434).

وعن ابني بسر السلميين ، أن رسول الله e : "كان يحب الزبد و التمر" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (4921) .‌

وعن عائشة قالت : "أرادت أمي أن تسمنني لدخولي على رسول الله e ، فلم أقبل عليها بشيء مما تريد حتى أطعمتني القثاء بالرطب ، فسمنت عليه كأحسن السّمن" . أخرجه ابن ماجة (3324) ،وسنده حسن .

القثاء بكسر القاف وتشديد الثاء المثلثة ويجوز ضم القاف ، وهو اسم جنس لما يقوله الناس الخيار ، وبعض الناس يطلق القثاء على نوع يشبه الخيار . اهـ . تحفة الأحوذي (5/468) .

(يسمى التمر أحياناً بالمنجم لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية، مثل الفسفور، و الكالسيوم، والمغنيسيوم، و الحديد، و الصوديوم، و البوتاسيوم، و الكبريت و الكلور. كما يحتوي التمر أيضاً على فيتامينات (أ)، و (ب1)، و (ب2) و (د)، فضلاً عن السكريات السّهلة بسيطة التركيب) . بين القوسين أخذته من الأنترنت لشخص مجهول عندي . أسأل الله أن يؤجره .

عن عائشة قالت : "كان رسول الله e يأكل البطيخ بالرطب يقول : "يدفع حرّ هذا برد هذا" . أخرجه أبو داود برقم (3836) ، والترمذي برقم (1843) ، وصححه ابن حبان (5247) ، "السلسلة الصحيحة" رقم (57).

وفي "الصحيحين" عن عبد الله بن جعفر ، قال : "رأيت رسول الله e يأكل القثاء بالرطب" . أخرجه البخاري (9/488) في الأطعمة : باب القثاء بالرطب ، ومسلم (2043) في الأشربة : باب أكل القثاء بالرطب .

عن أنس قال : كان رسول e "يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء" .

رواه أبو داود برقم (2356) ، والترمذي (696) ، وأحمد (3/164) ،       صحيح الجامع رقم (4995) .

عن بريدة ، وأنس ، وأبي سعيد رضي الله عنهم ، عن النبي e : "خير تمراتكم البرني يذهب الداء و لا داء فيه"  . ‌

"صحيح الجامع" حديث رقم (3303) .‌

قال ابن قيم الجوزية : ثبت في الصحيح عنه : "من تصبح بسبع تمرات" ، وفي لفظ : "من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر" ، وثبت عنه أنه قال : "بيت لا تمر فيه جياع أهله" ، وثبت عنه : "أنه أكل التمر بالزبد ، وأكل التمر بالخبز وأكله مفردا" ، وهو حار في الثانية ، وهل هو رطب في الأولى أو يابس فيها على قولين ، وهو مقو للكبد ملين للطبع يزيد في الباه ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرىء من خشونة الحلق ، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد ويؤذى الأسنان ويهيج الصداع ودفع ضرره باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب ، وأكله على الريق يقتل الدود فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية فإذا أديم استعماله على الريق جفف مادة الدود وأضعفه وقلله أو قتله ، وهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب حلو .

ثم قال رحمه الله تعالى : وفي فطر النبي e من الصوم عليه ، أو على التمر ، أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شيء وصولاً إلى الكبد ، وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطباً ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن ، فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن ، فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة ، وحرارة الصوم ، فتتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة . زاد المعاد(4/287).

والبلح: غني جداً بالفيتامين (A) وهذا ما يقوي النظر ، كما يزيد من مقاومة الجسم ضد الأمراض المختلفة .

ولكن البلح يساعد على الإمساك ، بينما التمر يساعد على تلين الأمعاء . والحالات المرضية التي يمنع فيها التمر :

1ـ السكري . 2ـ البدانة . 3ـ انتفاخ البطن . 4ـ تضخم القولون (الأمعاء الغليظة) . 5ـ الإسهال .اهـ ."كتاب غذاؤك حياتك" (123).

وطلع التمر: ما يبدو من ثمرته أول ظهوره . تكلم الأطباء قديماً عن فوائد فهو ينفع في الباه ،ويعين على الحبل إعانة بالغة .وفي الطب الحديث ثبت أنه يمنع النـزف الداخلي ،ومقوّ للشعيرات الدموية . ا هـ . "كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (78).

وطلع النخل ينفع من الباه ويزيد في المباضعة ودقيق طلعه إذا تحملت به المرأة قبل الجماع أعان على الحبل إعانة بالغة ، وهو في البرودة واليبوسة في الدرجة الثانية ، ويقوى المعدة ويجففها ويسكن ثائرة الدم مع غلظ وبطئ هضم ، ولا يحتمله إلا أصحاب الأمزجة الحارة ، ومن أكثر منه فإنه ينبغي أن يأخذ عليه شيئا من الجوارشات الحارة ، وهو يعقل الطبع ويقوى الأحشاء ، والجمار يجرى مجراه كذلك البلح والبسر ، والإكثار منه يضر بالمعدة والصدر وربما أورث القولنج ، وإصلاحه بالسمن أو ما تقدم ذكره . اهـ .   الطب النبوي (262) .

جاء في كتاب الإبداعات الطبية لرسول الإنسانية (ص234ـ235) ما يلي:

الإبداع الطبي لفوائد التمر :

يكتشف الخبراء بين الحين والآخر فوائد غذائية وعلاجية جديدة للتمر بكافة أنواعه ، حيث اتضح أن قيمته الغذائية مرتفعة ، بل وكافية تماماً لحياة الإنسان الذي يتغذى على البلح فقط .

لذلك يعتبر التمر غذاء نموذجياً ومنافساً لعسل النحل لمرض فقر الدم نظراً لارتفاع نسبة الحديد فيه ، كما أنه مساعد رائع لعلاج ضعف العظام والكساح نظراً لارتفاع نسبة الكالسيوم فيه .

وأكدت الدراسات الطبية المعاصرة أن تناول التمر يحافظ على مستوى نشاط وحيوية الكليتين ، ويزيد من إدرار البول ، ويمنع من تكوين الحصوات ويعالج التهاب المسالك البولية ، ويساعد على الهضم ، وينظف القولون ويمنع الإمساك .. بينما البلح غير دام النضج يوقف حالات الإسهال . اهـ .

ما جاء في حفظ صحة العين

وفي رواية : "عليكم بالإثمد عند النوم ، فإنه يجلوا البصر ، وينبت الشعر". "السلسلة الصحيحة" رقم (724) .

وفي رواية :"فإنه منبتة للشعر ،مذهبة للقذى ،مصفاة للبصر".

أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/178) والطبراني في "الكبير" رقم (183) من حديث علي رضي الله عنه ، وإسناده حسن وجود إسناده الحافظ العراقي ، وحسنه الحافظان المنذري وابن حجر . الصحيحة رقم (665) .

وحديث ابن عمر السابق ، وحديث ابن عباس اللاحق يشهدان له .

وعن ابن عباس t ، عن النبي e : "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم ، و كفنوا فيها موتاكم ، و إن من خير أكحالكم الإثمد يجلوا البصر و ينبت الشعر"  . ‌

أخرجه ابن ماجة (3497) ، وأحمد (3036)و(3426) ، وأبو داود (3878) ، والبيهقي (3/254) ، وإسناده صحيح ، وصححه ابن حبان برقم (1439)و(1440) ، صحيح الجامع حديث رقم (1236) .‌

الإثمد: حجر يُتخذ منه الكحل ،وقيل: ضرب من الكحل ،وقيل : هو نفس الكحل ،وقيل :شبيه به "لسان العرب ،مادة :ثمد"."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (21) .

وهو حجر الكحل الأسود ، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من جهة المغرب أيضاً ، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ .

ينشف الدمعة والقروح ، ويحفظ صحة العين ويقوي غصنها لا سيما للشيوخ والصبيان ، فإنه أي الإثمد أو الاكتحال به يجلو البصر من الجلاء أي يحسن النظر ويزيد نور العين ، وينظف الباصرة لدفع الردية النازلة إليها من الرأس ، ينبت من الإنبات الشعر بفتح الشين والعين المهملة ويجوز إسكانها ، والمراد به هنا الهدب وهو بالفارسية شره وهو الذي ينبت على أشفار العين . اهـ . تحفة الأحوذي (6/171) .

ما جاء في الحبة السوداء

عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة t ، أن رسول الله e قال : "عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاءً من كل داءٍ إلا السام". والسام : الموت .

أخرجه البخاري (10/121) في الطب ، باب الحبة السوداء ، ومسلم في السلام برقم (2215) باب التداوي بالحبة السوداء .

عن أبي بريدة يقول ،سمعت النبي e :"عليكم بهذه الحبة السوداء ،وهي الشونيز ،فإن فيها شفاءً". "السلسلة الصحيحة" (1905).

عن جابر بن عبد الله ،أن رسول الله e : "ما من داء إلا وفي الحبة السوداء منه شفاء إلا السام ". والسام الموت . ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (296) . بمعناه .

عن بريدة t ، عن النبي e : "الشونيز دواء من كل داء إلا السام و هو الموت" . أخرجه ‌ابن السني في الطب

صحيح الجامع حديث رقم (3738) .‌

عن عبد الله بن أم حرام ، عن النبي e : "عليكم بالسنا و السنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام و هو الموت" . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (4067) .‌

عن ابن مسعود t ، عن النبي e : "إن الله تعالى لم ينـزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (1810) .‌

وعن علي بن أبي طالب t ، أن رسول الله e قال : "خير الدواء الحجامة والكست والحبة السوداء". ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (52).

عن عبد الله بن بريدة عن النبي e : "إن هذه الحبة السوداء فيها شفاء" .

قال في لفظ آخر : "قيل وما الحبة السوداء ؟ قال الشونيز.قال : وكيف أصنع بها ؟ قال : تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ثم تضعها في ماء ليلة فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين،فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة ، فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين".                       "الفتح" (10/150ـ152).

قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : الشونيز : حار يابس في الثالثة مقطع للبلغم ، محلل للرياح ،يقلع الثآليل والبهق والبرص ،وينفع من الزكام البارد وخصوصاً مقلواً مجعولاً في خرقة كتان ويطلى على جبهة من به صداع بماء بارد ويفتح سدد الصفاة ، والسعوط به يمنع ابتداء الماء من انتصاب النفس ،ويقتل الديدان لو طلي على السرة ،ويدر الحيض واللبن وبالماء للحصاة ،ويحل الحميات البلغمية والسوداوية ، ودخانه يهرب منه الهوام وإذا نقع منه سبع حبات عدداً في لبن امرأة وسعط به صاحب اليرقان نفعاً بليغاً .

وإذا ضمد به مع الخل قلع البثور والجرب المتقرح ،وحلل الأورام البلغمية المزمنة والأورام الصلبة ،وينفع من اللقوة والفالج إذا سعط بدهنه ،وإن شرب منه نصف مثقال ،نفع من لسع الرتيلا ،وإن سحق واستف بماء بارد درهمان من عضة الكلب قبل أن يفرغ من الماء نفعه نفعاً بليغاً وقيل :الإكثار منه قاتل ،وإن أذيب الأنزروت بماء ،ولطخ على داخل الحلقة ،ثم ذر عليها الشونيز كان عجباً في النفع من البواسير ،ويكون استعماله تارة منفرداً وتارة مركباً . ا هـ . "الآداب الشرعية" (3/102).

وقال النووي رحمه الله تعالى : وأما قوله e  "إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام" فيحمل أيضا على العلل الباردة على نحو ما سبق في القسط وهو e قد يصف بحسب ما شاهده من غالب أحوال أصحابه رضى الله عنهم ، وذكر القاضي عياض كلام المازري الذي قدمناه ، ثم قال وذكر الأطباء في منفعة الحبة السوداء التي هي الشونيز أشياء كثيرة وخواص عجيبة يصدقها قوله e . فذكر جالينوس أنها  تحل النفخ وتقل ديدان البطن إذا أكل أو وضع على البطن وتنفى الزكام إذا قلى وصر في خرقة وشم وتزيل العلة التي تقشر منها الجلد ، ويقلع الثآليل المتعلقة والمنكسة والخيلان ، وتدر الطمث المنحبس إذا كان انحبله من أخلاط غليظة لزجة ، وينفع الصداع إذا طلى به الجبين وتقلع البثور والجرب ، وتحلل الأورام البلغمية إذا تضمد به مع الخل ، وتنفع من الماء العارض في العين إذا استعط به مسحوقا بدهن الأوليا، وتنفع من انتصاب النفس ويتمضمض به من وجع الأسنان ، وتدر البول والبن ، وتنفع من نهشة الرتيلا وإذا بخر به طرد والهوام ، قال القاضي وقال غير جالينوس خاصيته إذهاب حمى البلغم والسوداء وتقتل حت القرع وإذا علق في عنق المزكوم نفعه وينفع من حمى الربع قال ولا يبعد منفعة الحار من أدواء حارة بخواص فيها فقد نجد ذلك في أدوية كثيرة فيكون الشونيز منها لعموم الحديث ويكون استعماله أحيانا منفردا وأحيانا مركبا ، قال القاضي : وفى جملة هذه الأحاديث ما حواه من علوم الدين والدنيا وصحة علم الطب وجواز التطبب في الجملة ، واستحبابه بالأمور المذكورة ، من الحجامة، وشرب الأدوية ، والسعوط واللدود وقطع العروق والرقى  . اهـ . شرح مسلم (14/416ـ418).

وقال ابن حجر : ذكره الأطباء في علاج الزكام العارض معه عطاس كثير وقالوا تقلى الحبة  السوداء ثم تدق ناعما ثم تنقع في زيت ثم يقطر منه في الأنف ثلاث قطرات فلعل غالب بن أبجر كان مزكوما فلذلك وصف له ابن أبي عتيق الصفة المذكورة . فتح الباري (10/144) .

وقال ابن قيم الجوزية :  الحبة السوداء هي الشونيز في لغة الفرس وهى الكمون الأسود وتسمى الكمون الهندي ، قال الحربي عن الحسن رضى الله عنه إنها الخردل ، وحكى الهروي إنها الحبة الخضراء وثمرة البطم وكلاهما وهم والصواب أنها الشونيز ، وهي كثيرة المنافع جدا ، وقوله شفاء من كل داء مثل قوله تعالى تدمر كل شيء بأمر ربها أي كل شيء يقبل التدمير ونظائره، وهى نافعة من جميع الأمراض الباردة ، وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها إذا أخذ يسيرها ، وقد نص صاحب القانون وغيره على الزعفران في قرص الكافور لسرعة تنفيذه وإيصاله قوته وله نظائر يعرفها حذاق الصناعة ، ولا تستبعد منفعة الحار في أمراض حارة بالخاصية فانك تجد ذلك في أدوية كثيرة منها الانزروت وما يركب معه من أدوية الرمد كالسكر وغيره من المفردات الحارة والرمد ورم حار باتفاق الأطباء ، وكذلك نفع الكبريت الحار جدا من الجرب . اهـ . الطب النبوي (229) .

فوائد الحلبة

ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلاً، عن النبي e :"استشفوا بالحلبة".

انظر "زاد المعاد" (4/303) .

الحلبة : عشبة حولية ،يصل ارتفاعها إلى (80سم ) وهي غزيرة التفريع القاعدي المنبسط أو القائم ، الأوراق مركبة ثلاثية الوريقات ، معنّقة متبادلة الوضع على السوق ، الأزهار صغيرة جداً .

قال بعض الأطباء :لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهباً ،وقال بعضهم :تولد كيموساً رديئاً وتصدع."الآداب الشرعية" (3/9).

قال ابن قيم رحمه الله تعالى : يقتل الدود وحب القرع ويحلل الطحال ويحرك شهوة الجماع ويجلوا الجرب المتقرح والقوباء وإذا ضمد به مع العسل حلل ورم الطحال ، إذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر ، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها ، وإذا دخن به في موضع طرد الهوام عنه ، ويمسك الشعر المتساقط ، وإذا خلط بسويق الشعير والخل وتضمد به نفع من عرق النسا وحلل الأورام الحارة في آخرها ، وإذا تضمد به مع الماء أنضج الدماميل ، وينفع من الاسترخاء في جميع الأعضاء ويزيد في الباه ، ويشهي الطعام ، وينفع الربو وعسرة النفس وغلظ الطحال ، وينقى الرئة ويدر الطمث وينفع من عرق النسا ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول إذا شرب أو احتق به ويجلوا الصدر والرئة من البلغم اللزج وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح ، ونفع من وجع القولنج البارد السبب ، وإذا سحق وشرب نفع من البرص وإن لطخ عليه وعلى البهق البيض بالخل نفع منهما ، وينفع من الصداع الحادث من البرد والبلغم وإن قلى وشرب عقل الطبع لا سيما إذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة قال جالينوس قوته مثل قوة بزر الخردل ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك لمعرفة بالنسا وأوجاع الرأس وكل واحد من العلل التي تحتاج إلى تسخين كما يسخن بزر الخردل ، وقد يخلط أيضا في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق إن الأمر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعا قويا كما يقطعها بزر الخردل لأنه شبيه في كل شيء حلبة يذكر عن النبي أنه عاد سعد بن أبى وقاص t بمكة فقال ادعوا له طبيبا فدعي الحارث بن كلدة فنظر إليه فقال ليس عليه بأس فاتخذوا له فريقه وهى  الحلبة مع تمر عجوة رطبة يطبخان فيحساهما ففعل ذلك فبرأ ، وقوة  الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ومن اليبوسة في الأولى ، وإذا طبخت بالماء لينت الحلق والصدر والبطن وتسكن السعال والخشونة والربو وعسر التنفس وتزيد في ألباه وهى جيدة للريح والبلغم والبواسير محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء وتحلل البلغم اللزج من الصدر وتنفع من الدبيلات وأمراض الرئة وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن والفانيذ ، وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم فوة أدرت الحيض ، وإذا طبخت وغسل بها الشعر جعدته واذهبت الحزاز ، ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل وضمد به حلل ورم الطحال ، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه  الحلبة   فتنتفح به من وجع الرحم العارض من ورم فيه ، وإذا ضمد به الأورام الصلبة القليلة الحرارة فنفعتها وحلتها ، وإذا شرب ماؤها نفع من المغص العارض من الرياح وازلق الأمعاء ، وإذا أكلت مطبوخة بالتمر والعسل أو التين على الريق حللت البلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة ونفعت من السعال المتطاول منه ، وهى نافعة من الحصر مطلقة للبطن ، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفع إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا ، ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن أنه قال : قال رسول الله e : "استشفوا  بالحلبة" .  وقال بعض الأطباء لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا . اهـ . الطب النبوي (232ـ233) .

ما جاء  في خواص الخل

عن جابر t ، أن النبي e سأل أهلهُ الأُدمَ فقالوا :  ما عندنا إلا الخل ، فدعا به، فجعل يأكلُ به ويقول : "نِعمَ الإدامُ الخَلّ نِعمَ الإدامُ الخَلّ! نعمَ الإدام الخَلّ ! " قال جابر : فما زلتُ أُحبُّ الخلَّ منذ سمعتُها من نبي اللهe

أخرجه مسلم في الأشربة برم (2052) ، باب فضيلة الخل والتأدم به .

وفي رواية لمسلم أيضاً : عن طلحة بن نافع أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : "أخذ رسول الله  e بيدي ذات يوم إلى منـزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال : ما من آدم ، فقالوا لا إلا شيء من خل ، قال : فإن  الخل  نعم الأدم" .

قال جابر فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي e وقال طلحة ما زلت أحب   الخل  منذ سمعتها من جابر .

نعم كلمة مدح الإدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به الخل لأنه سهل الحصول قامع للصفراء نافع لأكثر الأبدان واللام فيه للجنس فالخبر حجة في أن ما خلل من الخمر حلال طاهر أي بشرطه المعروف في الفروع وقد كان المصطفى يحبه ويشربه ممزوجا بالعسل وذلك من أنفع المطعومات قال ابن العربي ولذلك جمعهما الأطباء وجعلوهما أصل المشروبات ولم يكن في صناعة الطب شراب سواه . ا هـ . فيض القدير (6/285) .

 

ما جاء في خواص الزيت

قال الله تعالى : }اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ (النور:35) .

وفي الترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة t ،عن النبي e أنه قال : "كلوا الزيت وادّهنوا به ،فإنه من شجرة مباركة".

أخرجه الترمذي (1853) في الأطعمة ، وابن ماجة (3319) ، "الصحيحة" رقم (379) .

وروي عن رسول الله e أنه قال لعلي بن أبي طالب : "كل بالزيت وادّهن بالزيت فإنه من دهن بالزيت لم يقربه شيطان أربعين يوماً" .

رواه الترمذي في "السنن" (1851) وابن ماجة في " السنن" (3320) .

وقال رسول الله : "ائتدموا  بالزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة" . الزيت حار رطب في الأولى وغلط من قال يابس  والزيت بحسب زيتونه فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده ومن الفج فيه برودة ويبوسة ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين من الأسود يسخن ويرطب باعتدال وينفع من السموم ويطلق البطن ويخرج الدود والعتيق منه أشد تسخينا وتحليلا وما استخرج منه بالماء فهو أقل حرارة والطف وابلغ في النفع وجميع أصنافه ملينة للبشرة وتبطئ الشيب وماء  الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار ويشد اللثة وورقه ينفع من الحمرة النملة والقروح الوسخة والشرى ويمنع العرق ومنافعه أضعاف ما ذكرناه . الطب النبوي (1/244) .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار ، ويشد اللثة ، وورقه ينفع من الحمرة،والنملة،والقروح الوسخة ، والشرى ، ويمنع العرق ، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا .زاد المعاد (4/291).

الزيت : حار رطب وهو دون رطوبة السمن . والسمن أغذى من الزيت وأشفى وأصح ، وما عتق من السمن والزيت كان أحر له .

والزيت صنفان : صنف منه يقال له الإنفاق : يصنع من الزيتون الغليظ ، وفيه حرارة يسيرة مختلفة بالبرودة وليست فيه رطوبة ، وهو لطيف ، وفيه قبض ، ينفع المعدة ويقويها ، وأجوده الجديد منه . وإذا (عُتق) اشتدت حرارته وقلت فيه قوة القبض .

وصنف منه يقال له: الزيت السوقي الذي يصنع من الزيتون النضيج وهو حار رطب وفيه قبض.

زيت الخروع :أحر هذه الزيوت كلها وأحر من زيت الزيتون العتيق ، وهو أرق وألطف من الزيت ولذلك يطلى داء الثعلب ويخلط مع المرهمات ويشرب فينـزل الحيضة وينفض الوسخ من الجوف .

الخروع نبات شجري معمر غزير التفريع ، يعتبر الموطن الرئيسي له المناطق الاستوائية لكل من أفريقيا وآسيا ، يستخدم الزيت الطبي المستخلص بالعصر على البارد في الصناعات الغذائية كمادة مضادة للجفاف ، والتصلب . يعتبر دواء مفيداً جداً في علاج تقرحات الجلد ، واحمرار العين . ا هـ . "كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (73) .

السمن :حار رطب يزيد في المني . والبقري منه خير من المعزي .

وغذا شرب السمن بالعسل ينفع من السم القاتل ، ومن لدغ الحيات والعقارب ، وهو جيد للحر الذي يكون في فؤاد الصبيان ، ونافع من الأورام والصلابة التي تكون في الإحليل ، ومن القروح التي تكون في الأرحام ."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (72) .

قال الغزالي : والزيت يختص من سائر الأدهان بخاصية زيادة الإشراق مع قلة الدخان ، واعلم أن المخصوص المخاطب بهذا الحديث أهل قطر مخصوص وهو الحجاز ونحوه ، قال ابن القيم : الدهن في البلاد الحارة كالحجاز من أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن وهو كالضروري لهم ، وأما بالبلاد الباردة فضار ، وكثرة دهن الرأس به فيه خطر بالبصر ، وأنفع الأدهان البسيطة الزيت فالسمن فالشيرج ، قال والزيت رطب حار في الأولى ، وغلط من قال يابس انتهى وكلا الاطلاقين غلط ، وإنما هو بحسب زيتونه فالمعتصر من نضيج أسود حار رطب باعتدال وهو أعدله وأجوده ، ومن فج خام بارد يابس ، ومن زيتون  أحمر متوسط ، والزيت ينفع من السم ويطلق البطن ، وعتيقه أشد إسخانا وتحليلا ، والمستخرج بالماء أبلغ نقعا ، وهذا أنموذج من منافعه التي لا تكاد تحصى . اهـ . فيض القدير (1/68).

وأصدرت مجلة الفرقان ، والتي تصدرها جمعية المحافظة على القرآن الكريم ، العدد السابع ، بحثاً عن زيت الزيتوت ، فأحببت أن أضعه للفائدة :

زيت الزيتون يساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم .

إلى جانب الاستخدامات الصحية المعروفة لزيت الزيتون ، وتأكد الأطباء على الفوائد المدهشة له ، فقد بينت دراسة بريطانية جديدة أن هذا الزيت يساعد في معالجة ارتفاع ضغط الدم ، أيضاً ، حيث ثبت أن بعض المرضى استطاعوا بالفعل التخلي تماماً عن تعاطي الأدوية المخصصة لارتفاع ضغط الدم باتباع برنامج غذائي غني بزيت الزيتون .

ويقول الباحثون : إن الفوائد العلاجية لزيت الزيتون تكمن في احتوائه على مواد قوية مضادة للأكسدة ، واعتبروا هذا الزيت من الناحية التقنية نوعاً من الفاكهة لأنه عصارة ثمار الزيتون ، ومن المعروف أن الغذاء الغني بالخضار والفواكه يملك خصائص خافضة لضغط الدم ، حيث تساعد مضادات الأكسدة فيها على توسيع الشرايين وبالتالي تحسين تدفق الدم .

وبهذا ينتهي الخبر من مصدره ، لكن مصادرنا لا تنتهي ، فهل تنهل من النبع الرباني ، من وحي آيات قرآننا العظيم ، فهل يكتشفون منافع وفوائد شجرة الزيتون المباركة ، وهو أيضن يتبصرون في مخلوقات الله عز وجل ، وفي القيامة " والتين والزيتون ، وطور سينين " ، وفيما يبدوا أننا لا نقرأ ولا نتلو التلاوة والواعية الفاهمة ، والتي تدفعنا إلى الاكتشاف ولابتكار ، فلوا قرأنا قرآننا كما يجب لسبقناهم إلى كل ما يكتشفونه ، ولكن هل من متعظ . انتهى . الفرقان (ص68) .

ما جاء في خواص الزيتون

}اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ (النور:35) .

قال ابن زيد: إنها من شجرة الشأم ، فإن شجرة الشأم لاشرقي ولا غربي وشجر الشأم هو أفضل الشجر وهي الأرض المباركة ، و شرقية نعت لزيتونة ولا ليست تحول بين النعت والمنعوت ، ولا غربية عطف عليه .       

قوله تعالى "يكاد زيتها يضيء ولولم تمسسه نار" مبالغة في حسنه وصفائه وجودته ، نور على نور : أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور ، واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون ، فكذلك براهين الله تعالى واضحة وهي برهان بعد برهان وتنبيه بعد تنبيه ، كإرساله الرسل وإنزاله الكتب ومواعظ تتكرر فيها لمن له عقل معتبر ، ثم ذكر تعالى هداه لنوره من شاء وأسعد من عباده ، وذكر تفضله للعباد في ضرب الأمثال لتقع لهم العبرة والنظر المؤدي إلى الإيمان . ا هـ . تفسير القرطبي (12/259) .

والزيت يفيد الجسم بما يحتويه من المواد الدهنية وخاصة الفيتامين (F )وبما يولده من وحدات حرارية . "غذاؤك حياتك" (128) .

قال الأطباء : الزيت حار باعتدال إلى رطوبة ، وقيل : حار رطب وقيل : يابس ، والمعتصر من الزيتون النضيج أعدلُ وأجود من الفج منه ، فيه برد ويبس ، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين ، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال وينفع من السموم ، وينفع البطن ، ويخرج الدود ، والعتيق منه أشد إسخاناً وتحليلاً يطلى به النقرس .ا هـ . الآداب الشرعية (401) .

ما جاء في خواص الزنجبيل

قال الله تعالى : } وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً{ (الإنسان:17)

عن أبي سعيد الخدري t قال : "أهدي ملك الروم إلى النبي e جرة زنجبيل ، فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة".

رواه أبو نعيم في كتاب "الطب النبوي" ،"زاد المعاد" (4/319).

قوله تعالى "ويسقون فيها كأسا" وهي الخمر في الإناء ، كان مزاجها زنجبيلا كان صلة أي مزاجها زنجبيل أو كان في حكم الله زنجبيلا ، وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل لطيب رائحته لأنه يحذو اللسان ويهضم المأكول ، فرغبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه نهاية النعمة والطيب . اهـ . تفسير القرطبي (19/141ـ142) .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : الزنجبيل حار في الثانية،رطب في الأولى ،مسخن معين على هضم الطعام،ملين للبطن تليينا معتدلاً ،نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد والرطوبة،ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة أكلا واكتحالا معين على الجماع،وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة،وبالجملة فهو صالح للكبد والمعدة الباردتي المزاج،وإذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار أسهل فضولا لزجة لعابية،ويقع في المعجونات التي تحلل البلغم وتذيبه،والمزي منه حار يابس يهيج الجماع ويزيد المني، ويسخن المعدة والكبد ويعين على الاستمرار،وينشف البلغم الغالب على البدن ويزيد في الحفظ ويوافق برد الكبد . ا هـ . "زاد المعاد" (4/293) ،

وأخبر سبحانه أن لهم شرابا آخر ممزوجا من الزنجبيل لما فيه من طيب الرائحة ولذة الطعم والحرارة التي توجب تغير برد الكافور وإذابة الفضلات وتطهير الأجواف ولهذا وصفه سبحانه بكونه شرابا طهورا أي مطرها لبطونهم . "رسالة في المعاني المستنبطة" (1/70) .

 

ما جاء في خواص الزبيب

قال ابن العربي رحمه الله تعالى : وأنا أقول ما يناسب الخلقة والشرعة وتصدقه التجربة بيت لا زبيب فيه جياع أهله ، وأهل كل قطر يقولون في قوتهم مثله.

فيض القدير (3/209) .

الزبيب حار رطب في الأولى ، وحبه بارد يابس ، وهو كالعنب المتخذ منه الحلو منه حار ،والحامض والقابض بارد .والأبيض أشد قبضاً من غيره .الآداب الشرعية" (3/27).

قال ابن قيم الجوزية : نعم الطعام  الزبيب يذهب النصب ويشد العصب ويطفئ الغضب ويصفى اللون ويطيب النكهة ، وهذا أيضا لا يصح فيه شيء عن رسول الله ، وبعد فأجود الزبيب ما كبر جسمه وسمن شحمه ولحمه ورق قشره ونزع عجمه وصغر حبه ، وجرم الزبيب حار رطب في الأولى وحبه بارد يابس وهو كالعنب المتخذ منه الحلو منه حار ، والحامض قابض بارد والأبيض أشد قبضا من غيره ، وإذا أكل لحمه وافق قصبة الرئة ، ونفع من السعال ووجع الكلى والمثانة ، ويقوى المعدة ويلين البطن ، والحلو اللحم أكثر غذاء من العنب وأقل غذاء من التين اليابس ، وله قوة منضجة هاضمة قابضة محللة باعتدال ، وهو بالجملة يقوى المعدة والكبد والطحال ، نافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة ، وأعدله أن يؤكل بغير حبه وهو يغذي غذاء صالحا ، ولا يسدد كما يفعل التمر ، وإذا أكل منه بعجمه كان أكثر نفعا للمعدة والطحال والكبد ، وإذا لصق لحمه على الأظافر المتحركة أسرع قلعها ، والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات والبلغم ، وهو يخصب الكبد وينفعها بخاصيته ، وفيه نفع للحفظ ، قال الزهري : من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب ، وكان المنصور يذكر عن جده عبد الله بن العباس عجمه داء ولحمه الدواء . اهـ.الطب النبوي(245ـ246).

 

 

ما جاء في خواص السواك

قال تعالى: }  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمتَطَهِّرِينَ{.(البقرة:222)

وفي "الصحيحين" عنه e : "لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاةٍ".

أخرجه البخاري (2/312) في الجمعة :باب السواك يوم الجمعة ، ومسلم (252) في الطهارة :باب السواك . من حديث أبي هريرة t .

وفيهما : أنه e ،"كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك" .

يشوص:أي يغسل . وشاص فاه بالسواك أي غسله ونظفه بالسواك .

أخرجه البخاري (2/312) ، ومسلم (252) .

وفي "صحيح البخاري" تعليقاً عنه e : "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".

قال النووي : قال أهل اللغة السواك بكسر السين وهو يطلق على الفعل وعلى العود الذي يتسوك به وهو مذكر قال الليث وتؤنثه العرب .

ثم قال : ثم أن السواك مستحب في جميع الأوقات ولكن في خمسة أوقات أشد استحبابا أحدها عند الصلاة سواء كان متطهرا بماء أو بتراب أو غير متطهر كمن لم يجد ماء ولا ترابا الثاني عند الوضوء الثالث عند قراءة القرآن الرابع عند الاستيقاظ من النوم الخامس عند تغير الفم وتغيره يكون بأشياء منها ترك الأكل والشرب ومنها أكل ما له رائحة كريهة ومنها طول السكوت ومنها كثرة الكلام . ا هـ . شرح النووي (3/142ـ143) .

السواك يكون سبب لرضى الرب ، وهو مطهرة للفم .

أخرجه البخاري تعليقاً (4/137) في الصوم : باب سواك الرطب واليابس للصائم ، من حديث عائشة رضي الله عنها .

"وكان e لا ينام إلا والسواك عند رأسه فإذا استيقظ بدأ بالسواك".

أخرجه أحمد في مسنده ، وصححه الألباني صحيح الجامع .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم ، ويجلوا البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة ، والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات ، ويستحب كل وقت ويتأكد عند الصلاة والوضوء والانتباه من النوم وتغير رائحة الفم ، ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث فيه ولحاجة الصائم إليه ولأنه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر ولأنه مطهرة للفم والطهور للصائم من أفضل أعماله ، وفي السنن عن عمر بن t قال : "رأيت رسول الله ما أحصى يستاك وهو صائم" . وقال البخاري : قال ابن عمر: "يستاك أول النهار وأخره" ، وأجمع الناس على أن الصائم يتمضمض وجوبا واستحبابا والمضمضة أبلغ من  السواك ، وليس لله غرض في التقرب إليه بالرائحة الكريهة ولا هي من جنس ما شرع التعبد به وإنما ذكر طيب الخلوف عند الله يوم القيامة حثا منه على الصوم لا حثا منه على إبقاء الرائحة بل الصائم أحوج إلى السواك من المفطر وأيضا فان رضوان الله أكبر من استطابتة الخلوف لفم الصائم.ا هـ .الطب النبوي (ص249).

قلت : وانتشر بين الناس وخصوصاً العوام منهم أنه لا يجوز للصائم أن يتسوك ؟ وهذا خطأ ، وقد علمنا من الأحاديث المتقدمة أن النبي e  كان يتسوك في كل أحواله وفي كل الأوقات ، وبهذا قال السلف ، وقد علمنا من كلام ابن قيم الجوزية آنفاً أن الصائم أحوج للسواك من المفطر ، لتغير رائحة فمه بسبب الصيام . والله أعلم .

جاء في كتاب الإبداعات الطبية (ص225ـ226) ما يلي :

شغل السواك أذهان أساتذة طب الأسنان في العالم بعد أن عرفوه .

فأجريت التجارب في المعهد الوطني للصحة في أميركا على المستخلصات النباتية للسواك أكدت فاعليتها في مكافحة سرطان الفم نظراً لاحتوائها على مركبات تمنع نمو بعض أنواع الأمراض السرطانية ، وأن الذين يستعملون السواك بصفة منتظمة يحتمل أن يكونوا أقل تعرضاً للإصابة بسرطان الفم من الذين لا يستعملون السواك .

أجريت في الباكستان عام (1981) دراسة على تأثيرات استعمال السواك ، اتضح منها وجود مواد فعالة في السواك تقلل أو تمنع الإصابة بسرطان الفم .

وأجريت دراسة طبية في جنوب غانا عام (1980) لمعرفة مدى فاعلية السواك في نظافة الأسنان واللثة وتقليل نسبة التسوس في الأسنان   فاكتشفوا مدى فاعلية السواك في الوقاية من الإصابة بتسوس الأسنان .

وبناء على هذه الدراسات تسابقت الشركات العالمية على صناعة المعاجين أو المساحيق لتنظيف الأسنان التي تحتوي على خلاصة السواك ، وأشهرها معجون (ساركان) و معجون (نيم) حيث تؤكد هذه الدراسات المنتجة لهذه المعاجين أن المواد الفعالة في السواك لها تأثيرات عظيمة في تقليل التهابات اللثة ، ويمكن الاستفادة منها أيضاً في علاج جروح الجلد الخارجية من الجسم ، والكثير من الالتهابات والأمراض الجلدية . اهـ . بتصرف .

ما جاء في خواص الشعير

عن أنس t ، "أن النبي e كان يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة". ‌

صحيح الجامع حديث رقم (4939) .‌

وعن ابن عباس t : "إن رسولله e كان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك على خبز الشعي"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (4915) .‌

وعنه t : "إن رسول الله e كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء و كان أكثر خبزهم خبز الشعي"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (4895) .‌

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله e إذا أخذ أحداً من أهله الوعك ، أمر بالحساء من الشعير ،فصنع ،ثم أمرهم فحسوا منه ،ثم يقول : "إنه ليرتو فؤاد الحزين ويسرو فؤاد السقيم كما تسروا إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها".

أخرجه ابن ماجة (3445) في الطب :باب التلبينة ،والترمذي في الطب : باب ما يطعم المريض ،وأحمد (6/32) ، وفي سنده أم محمد والدة محمد بن السائب ،لم يوثقها غير ابن حبان ،وباقي رجاله ثقات .ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . ضعيف ابن ماجة برقم (747) .

وفي الباب عن عائشة مرفوعاً : "التلبينة مجمة لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن" ، وهو متفق عليه .

يرتو :يشده ويقويه .

ويسرو:يكشف ويزيل .

وهو مبرد، مرطب ،يكسر حِدّةَ الأخلاط ويدر البول وينفع من الحميات الحادة ويولد دماً معتدلاً ،ويسكن العطش ،ويجلو ويسرع نفوذه في الأعظاء ،ويخرج عن المعدة والمعي بسرعة ،وتستفرغ معه الأخلاط المحترقة ،وهو يضر بالأحشاء الباردة ،وينفخ ،وهو رديء للمعدة الباردة ،ويدفع ضرره السكر."الآداب الشرعية" (3/32).

الشعير : جنس نباتات زراعية ،حبية ،سنوية ،في الفصيلة النجيلية التي منها القمح وقيل :أنه أول نبات زرع وعرفته حضارات العالم القديم ."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب"(63).

قال ابن قيم الجوزية : فإن في ماء  الشعير من التبريد والتغذية والتلطيف والتليين وتقوية الطبيعة ما هو أصلح للناقة ولا سيما إذا طبخ بأصول السلق فهذا من أوفق الغذاء لمن في معدته ضعف ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه . ا هـ . الطب النبوي (83) .

قال الموفق البغدادي : إذا شئت منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير ، سيما إذا كان نخالة فإنه يجلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفا ، وإذا شرب حارا كان أحلى وأقوى نفوذا ، تنبيه قال الراغب : النافع هو ما يعين على بلوغ الشيء كالفضيلة والسعادة والخير والشفاء ، والنافع في الشيء ضربان ،  ضروري وهو ما لا يمكن الوصول إلى المطلوب إلا به كالعلم والعمل الصالح للمكلف في البلوغ إلى النعيم الدائمي ، وغير ضروري وهو الذي قد يسد غيره مسده كالسكنجبين في كونه نافعا في قمع الصفراء . ا هـ . فيض القدير (4/338) .

ما جاء  في خواص الطلح

قال الله تعالى:} وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ{ (الواقعة:29)

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الطلح :وهو حارٌ رطب ،أجوده النضيج الحلو ،ينفع من خشونة الصدر والرئة والسعال ،وقروح الكليتين ،والمثانة ،ويدر البول ،ويزيد في المني ، ويحرك الشهوة للجماع ، ويلين البطن ، ويؤكل فبل الطعام ، ويضر المعدة ويزيد في الصفراء والبلغم ، ودفع ضرره بالسكر أو العسل .زاد المعاد (4/309ـ310) .

ما جاء في خواص العنب

قال الله تعالى:}  وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ { يس (34).

 }ليَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ { (يّـس:35) .

وقال تعالى : } وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {  (الكهف:32) .

قال النبي e : "لا يقولن أحدكم العنب والكرم ، فإن الكرم هو الرجل المسلم ، وقولوا العنب والحبلة" . أخرجه البخاري برقم (6183) ، ومسلم برقم (2247)و(2248).

عن سعيد بن زياد بن أبي هند أن الرسول e قال : "نعم الطعام الزبيب ، يطيب النكهة ويذهب البلغم".الأحكام النبوية / علاء الدين الكحال .

قال الدكتور محمد سالم : إن بعض العلماء يعتبر العنب في نفس المستوى الغذائي للبن الحليب ، بينما يؤكد البعض الآخر أن في العنب خصائص لا توجد في الحليب .. وبالرغم من ذلك الاختلاف إن معظم علماء الكيمياء الحيوية متفقون على أهمية فائدة العنب في بناء أنسجة الجسم وعلاج الكثير من الأمراض . اهـ . الإبداعات الطبية (243).

وثبت عن النبي e قال : "لو أخذت منها عنقوداً أو قطفاً لأكلتم ما بقيت الدنيا".

أخرجه البخاري (487)،ومسلم(907).

قال ابن مفلح رحمه الله تعالى : العنب:جيد الغذاء ، مقوّ للبدن ،يسمن بسرعة ، ويولد دماً جيداً ويزيد في الإنعاظ ،وينفع الصدر والرئة وهو منفخٌ مطلق للبطن ، والحامض منه يبرد المعدة ويكسر القيء .اهـ . "الآداب الشرعية" (3/37).

وشجرة العنب :باردة يابسة ،ورقها وعلائقها وعرموشها مبرد في آخر الدرجة الأولى ،وإذا دُقّت وضمد بها من الصداع سكنته من الأورام الحارة والتهاب المعدة ، وعصارة قضبانه إذا شربت سكنت القيء وعلقت البطن .وكذا إذا مضغت عروقها الرطبة ، وعصارة ورقها تنفع من قروح الأمعاء ونفث الدم وقيئه ووجع المعدة .

ورماد قضبانه إذا تضمد به الخل ودهن الورد والسذاب نفع من الورم العارض في الطحال .وقوة دهن زهرة الكرم قابضةٌ شبيهة بقوةِ دهن الورد ،ومنافعها تقرب من منافع النخلة لكثرتها."الآداب الشرعية"(3/42ـ43).

والعنب الأبيض: أبرد وأغلظ وأبطأ انهضاماً من الأحمر .

والأسود: أشد حرّاً وألطف ، والعنب الغض يعني الحصرم ، بارد يابس ."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب (76) .

العنب : أصله من آسيا أدخله الفينيقيون إلى جزر الأرخبيل ، وجزائر اليونان وصقلية . عرفه البشر منذ القدم ، ورد ذكره في الأساطير والحكايات ، وروي في أخبار الهند والصين .اعتبرته بعض الشعوب رمزاً للخصب مع حبوب القمح الناضج . عرفت للعنب أنواع كثيرة من أيام نوح عليه السلام . العنب مفيد في حالات سوء الهضم ، والقبض والبواسير ، والحصاة الكبدية والحصاة البولية . مغذ مرطب للجوف ومضاد للالتهابات ، سريع الهضم ذو طاقة عضلية وعصبية للسموم ، مقو للكبد اكتشف الطب حديثاً أهمية العنب لمرض السرطان . اهـ . العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب .

عنب : ويذكر عن رسول الله e أنه كان يحب العنب والبطيخ،وقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتابه في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده في هذه الدار وفي الجنة،وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافع،وهو يؤكل رطبا يابسا وأخضر ويانعا،وهو فاكهة من الفواكه وقوت من الأقوات وأدم مع الإدام ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة،وطبعه طبع الحبات الحرارة والرطوبة،وجيدة الكبار المائي والأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في الحلاوة،والمتروك بعد قطفه يومين أوثلاثة أحمد من المقطوف في يومه، فإنه منفخ مطلق للبطن والمعلق حتى يضمر قشره جيد للغذاء مقو للبدن وغذاؤه كغذاء التين والزبيب،وإذا ألقىعجم العنب كان أكثر تلينا للطبيعة، والإكثار منه مصدع للرأس،ودفع مضرته بالرمان المز ومنفعة  العنب يسهل الطبع ويسمن ويغذو جيده غذاء حينا،وهو أحد الفواكه الثلاث التي هي ملك الفواكه وهو الرطب والتين  والعنب.اهـ. . الطب النبوي(262-263).

 

ما جاء في الرضاعة الطبيعية

قال الله تعالى:} وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ { } فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا { (البقرة:233) .

وقال تعالى :} وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ { (لقمان:14) .

وقال تعالى :}َوَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً { (الأحقاف:15) .

وقال تعالى:} وَأَوْحيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ { القصص (7) .

وقال تعالى : }وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ{  (القصص: 12) .

ويروى عن أسماء بنت أبي بكر الصديق t ، أرادت أن ترضع وليدها عبد الله بن الزبير قال لها الرسول e : "أرضعيه ولو بماء عينيك".

قال رسول e : "إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيراً منه ، وإذا سقي لبناً فليقل اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن".

قال الدكتور مختار سالم : أن الرضاعة الطبيعية تعطي الأم الفرصة للتخلص من مخزون الطاقة والشحم المتراكم في الجسم أثناء فترة الحمل فإذا لم تقم الأم بإفراز لبن الثدي بانتظام لإرضاع وليدها فإن الطاقة المتراكمة في جسمها سوف تزداد تركماً ويرتفع معدل وزنها وتصاب بالسمنة.

كما أن الرضاعة من الأم تمنع في كثير من الحالات خروج البويضة الأنثوية إلى قناة فالوب وبالتالي تساعد على انقطاع الدورة الشهرية للأم وتمنع الحمل وبذلك يحصل الطفل الوليد على أطول فترة من العناية قبل حدوث حمل آخر . اهـ . الإبداعات الطبية(170).

وقال الدكتور محمد علي الحاج : فلبن الأم هو الغذاء الفيزيولوجي لطفل الإنسان ، وما عداه فهو مخصص لأطفال الحيوان الذي ينتج ذلك اللبن ، وسبب ذلك هو أن لبن الأم يتناسب تماماً مع حاجات الطفل الفيزيولوجية ومتطلباته الحيوية .

ثم قال: إن إفراز اللبن لا يتم إلا في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة، ففي الأيام الأولى الثلاثة يفرز الثدي سائلاً لزجا يميل إلى الصفرة ويدعي الصمغة ، أي كولوستروم ((colostrum أو لبأ.

تركيب اللبأ (الصمغة) :

يحتوي اللبأ على المواد التالية :

1ـ بروتينات .

2ـ أملاح معدنية بنسبة أكبر مما في البن .

3ـ سكر .

4ـ دهنيات بنسبة أقل مما في اللبن .

والبروتينات في اللبأ هي في الغالب من نوع الزلال(ALBUMINE) .

ويمتاز اللبأ عن اللبن العادي في أن الكازيين الموجود فيه أقل من الكازيين الموجود في اللبن العادي ، وهذا ما يجعله يتخثر بسرعة بمجرد تسخينه على النار . والكريات الموجودة في اللبأ أكبر حجماً منها في اللبن العادي ، وهذا ما يجعل اللبأ يحدث عند المولود إسهالاً يساعده على "التزفيت" ، أي إخراج العقي أو الميكونيوم (meconium) من جوفه  "غذاؤك حياتك"(ص414ـ420) .

 

ما جاء في اللحوم وأنواعها

وأجزاء الحيوان ومعالجتها

قال الله تعالى:} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ { (الواقعة:21) .

عن أبي موسى الأشعري ،أن النبي e "أكل اللحم ،وأكل لحم دجاج ".

أخرجه البخاري (4385)،ومسلم (1649) (9) من حديث أبي موسى الأشعري.

عن أبي موسى t  ، عن رسول الله e قال : "كمل من الرجال كثير و لم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون و مريم بنت عمران و إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" . ‌

ورواية عن أنس بن مالك ،عن النبي e قال : "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".أخرجه البخاري (3370)،ومسلم (2446) من حديث أنس بن مالك.

عن ابن عباس قال : "كان أحب الطعام إلى رسول الله e الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس" . أخرجه أبو داود (3783) .

وعن سلمان t ، عن النبي e : "البركة في ثلاثة  :  في الجماعة و الثريد و السحور" . ‌

"صحيح الجامع" حديث رقم (2882).‌

فاللحم سيد الأدام ، والخبز أفضل القوت ،واختلف الناس :أيهما أفضل ،ويتوجه أن اللحم أفضل؛لأنه طعام أهل الجنة ،ولأنه أشبه بجوهر البدن ولقوله تعالى:}َ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ { (البقرة:61) .

وقال محمد بن واسع : أكل اللحم يزيد في البصر.الآداب الشرعية (414).

وقال الزهري : أكل اللحم يزيد سبعين قوة.الآداب الشرعية (414).

وقد قال أبقراط : لا تجعلوا  أجوافكم مقبرة للحيوان ،يعني : إدمان اللحم .الآداب الشرعية (415).

وقال الأطباء : اللحوم لا تصلح للمبتلى ،وإدمان اللحم يورث الامتلاء ويحتاج إلى الفصد ،واللحم الأحمر أغذى من السمين وأقل فضولاً ،والأجود المتوسط بين السمين والهزيل . الآداب الشرعية (2/415).

أنواع اللحوم

عن أبي هريرة ،أنه قال لرجل : "أحسن إلى غنمك ،وامسح الرُّعام عنها ،وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة ،والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان تكون الثُّلةُ من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان".

أخرجه مالك في "الموطأ" (2/933ـ934) ضمن خبر وفيه قصة ،وإسناده صحيح .ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الأدب" (275).

الرُّعام :بضم الراء .والعين المهملة :المخاط.

وأفضل ما أكل منه في فصل الربيع .غليظ عسر الهضم بطيء الانحدار ،يولد دماً غليظاً منتناً سوداوياً ،لا يصلح لأهل الكدّ والتعب الشديد. الآداب الشرعية(418).

"لحم الضب": حار يابس يقوي شهوة الجماع ،وبعره يُطلي به الكلف والنمش ويقلع بياض العين ،وإذا دُقّ لحمه ووضع على موضع الشوكة اجتذبها .

"اللحم المشوي":كثير الغذاء ،يقوي البدن ويغذيه بسرعة ،ويصلح لمن استفرغ بدنه ،غير أنه عسر الهضم لا يكاد يستولي عليه الهضم عن آخره ولا ينبغي على طعام .الآداب الشرعية(420).

وعن عبد الله بن الحارث قال : "أكلنا مع النبي e لحماً في المسجد قد شوي ،فمسحنا أيدينا بالحصباء ،ثم قمنا نصلي ولم نتوضأ".

أخرجه أحمد (4/190و191) وابن ماجة (3300)و(3311) والترمذي في "الشمائل"(166).

"كبد":حارة رطبة ،الدم المتولد ،منها محمود ،ينبغي أن تعمل بما يلطفها كالزيت ونحوه.الآداب الشرعية(422).

"لحم الطير":عن النبي e قال : "أطيب اللحم لحم الطير".رواه ابن ماجة.

لحم الطير : أحر وأيبس من لحوم ذوات الأربع ، فلحم الدجاج والديوك حار معتدل ، ولحم الفراريخ الذكور أحر وألطف ومرقتها تلين البطن .

الفراريخ : جمع فرخ وهو صغير الطير .

"لحم البط":أجنحته أخف ،كثير الرطوبة والحرارة ،ولعله أرطب الطير الحامي وشحمه أفضل شحوم الطير ،يسكن الأوجاع واللذغ في عمق البدن ولحمه يُصفي اللون والصوت،يزيد في الباه إذا انهضم غذّى كثيراً ،بطيء الهضم ،ثقيل ،كثير الفضول ،سريع إلى حدوث الحميات .                    الآداب الشرعية (2/423).

لحم البط : أحر وأغلظ من جميع الطير الأهلي ، ولحم الحمام حار رطب ينفع الكليتين ويزيد في المني والدم . وأخف ما في الطير الجناح والصدر وبطون جميع الطير (حارة حديدة ) .

لحم الفرس : ثبت في الصحيح عن أسماء رضى الله عنها قالت : "نحرنا فرسا فأكلناه على عهد رسول الله e " . وثبت عنه "أنه أذن في لحوم الخيل ونهى عن  لحوم الحمر" أخرجاه في "الصحيحين"، ولا يثبت عنه حديث المقدام بن معد بن يكرب t أنه نهى عنه قاله أبو داود وغيره من أهل الحديث ، واقترانه بالبغال والحمير في القرآن لا يدل على أن حكم لحمه حكم  لحومها بوجه من الوجوه كما لا يدل على أن حكمها في السهم في الغنيمة حكم الفرس ، والله سبحانه وتعالى يقرن الذكر بين المتماثلات تارة وبين المختلفات وبين المتضادات ، وليس في قوله لتركبوها ما يمنع من أكلها كما ليس فيه ما يمنع من غير الركوب من وجوه الانتفاع ، وانما نص على أجل منافعها وهو الركوب ، والحديثان في حلها صحيحان لا معارض لهما وبعد فلحمها حار يابس غليظ سوداوى مضر لا يصلح للأبدان اللطيفة ، لحم الجمل فرق ما بين الرافضة وأهل السنة ، كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الإسلام ، فاليهود والرافضة تذمه ولا تأكله ، وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام حله وطالما أكله رسول الله e وأصحابه حضرا وسفرا . الطب النبوي (292ـ293) .

ولحم الفصيل منه من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء وهو لمن اعتاده بمنـزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة ولا يولد لهم داء ، وإنما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضر الذين لم يعتادوه فان فيه حرارة ويبسا وتوليدا للسوداء وهو عسر الهضم ، وفيه قوة غير محمودة لأجلها أمر النبي بالوضوء من أكله في حديثين صحيحين لا معارض لهما ولا يصح تأويلهما بغسل اليدين لأنه خلاف المعهود من الوضوء في كلامه لتفريقه بينه وبين لحم الغنم فخير بين الوضوء وتركه منها وحتم الوضوء من  لحوم   الإبل ، ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط لحمل على ذلك قوله من مس فرجه فليوضأ وأيضا فان آكلها قد لا يباشر أكلها بيده بأن يوضع في فمه فإن كان وضوءه غسل يده فهو عبث ،وحمل لكلام الشارع على غير معهوده وعرفه ، ولا يصح معارضته بحديث كان آخر الأمرين من رسول الله e ترك الوضوء مما مست النار لعدة أوجه أحدهما أن هذا عام والأمر بالوضوء منها خاص ، الثاني أن الجهة مختلفة فالأمر بالوضوء منها كونها لحم إبل سواء كان نيئا أو مطبوخا أو قديدا ولا تأثير للنار في الوضوء ، وأما ترك الوضوء مما مست النار ، ففيه بيان أن مس النار ليس بسبب للوضوء فأين أحدهما من الآخر هذا فيه إثبات سبب الوضوء وهو كونه لحم إبل وهذا فيه نفى لسبب الوضوء وهو كونه ممسوس النار فلا تعارض بينهما بوجه الثالث أن هذا ليس فيه حكاية لفظ عام عن صاحب الشرع وإنما هو إخبار عن واقعة فعل في أمرين أحدهما متقدم على الآخر كما جاء ذلك مبينا في نفس الحديث أنهم قربوا إلى رسول الله e لحما فأكل ثم حضرت الصلاة فتوضأ وصلى ثم قربوه إليه فأكل ثم صلى ولم يتوضأ فكان آخر الأمرين منه ترك الوضوء مما مست النار هكذا جاء الحديث فاختصره الراوي لمكان الاستدلال فأين في هذا ما يصلح لنسخ الأمر بالوضوء منه حتى لو كان لفظا عاما متأخرا مقاوما لم يصلح للنسخ ، ووجب تقديم الخاص عليه وهذا في غاية الظهور لحم الضب تقدم الحديث في حله ولحمه حار يابس يقوى شهوة الجماع .

لحم الغزال : أصلح الصيد وأحمده لحما ، وهو حار يابس وقيل معتدل جدا نافع للأبدان المعتدلة الصحيحة وجيدة الخشف .

لحم الظبي : حار يابس في الأولى مجفف للبدن صالح للأبدان الرطبة ، قال صاحب القانون ،وأفضل لحوم الوحوش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية. لحم الأرنب ثبت في "الصحيحين" عن أنس بن مالك t قال : "أنفجنا أرنبا فسعوا في طلبها فأخذوها فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله فقبله" .

لحم الأرنب معتدل إلى الحرارة واليبوسة وأطيبها وركها ، وأحمد لحمها ما أكل مشويا ، وهو يعقل البطن ويدر البول ويفتت الحصى ، وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة .

لحم حمار الوحش ، ثبت في الصحيحين من حديث أبي قتادة t  : "أنهم كانوا مع رسول الله e في بعض عمرة وانه صاد حمار وحش فأمرهم النبي بأكله وكانوا محرمين ولم يكن أبو قتادة محرما" .

وفي سنن ابن ماجه ، عن جابر قال : "أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش" ولحمه حار يابس كثير التغذية ، مولد دما غليظا سوداويا إلا أن شحمه نافع  مع دهن القسط لوجع الضرس والريح الغليظة المرخية للكلى ، وشحمه جيد للكلف طلاء ، وبالجملة فلحوم الوحش كلها تولد دما غليظا سوداويا وأحمده الغزال وبعده الأرنب لحوم الأجنة غير محمودة لاحتقان الدم فيها وليست بحرام لقوله : "ذكاة الجنين ذكاة أمه" ، ومنع أهل العراق أكله إلا أن يدركه حيا فيذكيه ، وأولوا الحديث على أن المراد بها أن ذكاته كذكاة أمه وقالوا فهو حجة على التحريم وهذا فاسد ، فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول الله فقالوا يا رسول الله نذبح الشاة فنجد في بطنها جنينا أفناكله فقال: "كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه" ، وأيضا فالقياس يقتضي حله فانه ما دام حملا فهو جزء من أجزاء الأم فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ، وهذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع بقوله : "ذكاته ذكاة أمه" ، كما يكون ذكاتها ذكاة سائر أجزائها ، فلو لم تأت السنة الصريحة بأكله لكان القياس الصحيح يقتضي حله وبالله التوفيق .

لحم القديد : وفي السنن من حديث بلال t قال : "ذبحت لرسول الله شاة ونحن مسافرون فقال أصلح لحمها فلم أزل أطعمه منه إلى المدينة" .

القديد أنفع من المكسود ويقوى الأبدان ويحدث حكة ، ودفع ضرره بالابازير الباردة الرطبة ويصلح الأمزجة الحارة ، والمكسود حار يابس مجفف جيده من السمين الرطب يضر بالقولنج ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن ويصلح للمزاج الحار الرطب. الطب النبوي(294ـ295) .

ولحوم الطير : قال الله تعالى : ]وَلحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ[ (الواقعة:21)

 وفي مسند البزار وغيره مرفوعا : "إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر مشويا بين يديك" . ومنه حلال ومنه حرام ، فالحرام ذو المخلب كالصقر ، والبازي ، والشاهين ، وما يأكل الجيف كالنسر ، والرخم ، واللقلق ، والعقعق ، والغراب الأبقع والأسود الكبير ، وما نهى عن قتله كالهدهد ، والصرد ، وما أمر بقتله كالحدأة ، والغراب ، والحلال أصناف كثيرة فمنه الدجاج ، ففي الصحيحين من حديث أبى t ، "أن النبي e أكل لحم الدجاج" ، وهو حار رطب في الأولى خفيف على المعدة سريع الهضم جيد الخلط يزيد في الدماغ والمنى ويصفى الصوت ويحسن اللون ويقوى العقل ويولد دما جيدا وهو مائل إلى الرطوبة ، ويقال أن مداومة أكله تورث النقرس ولا يثبت ذلك ، ولحم الديك أسخن مزاجا وأقل رطوبة ، والعتق منه دواء ينفع القولنج والربو والرياح الغليظة إذا طبخ بماء القرطم والقرفة والشبت وخصيها محمودة الغذاء سريعة الانهضام ، والفراريج سريعة الهضم ملينة للطبع والدم المتولد منها دم لطيف جيد .

لحم الدراج : حار يابس في الثانية خفيف لطيف سريع الانهضام مولد للدم المعتدل ، والإكثار منه يحد البصر ، لحم الحجل والقبج يولد الدم الجيد سريع الانهضام ، لحم الإوز حار يابس رديء الغذاء إذا اعتيد وليس بكثير الفضول.  لحم البط : حار رطب ،كثير الفضول عسر الانهضام ، غير موافق للمعدة اهـ .  الطب النبوي (1/297) .

لحم الحبارى : في السنن من حديث برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده t قال : "أكلت مع رسول الله لحم الحبارى" ، وهو حار يابس عسر الانهضام نافع لأصحاب الرياضة والتعب .

لحم الكركي : يابس خفيف ، وفي حره وبرده خلاف ، يولد دما سوداويا ، ويصلح لأصحاب الكد والتعب ، وينبغي أن يترك بعد ذبحه يوما أو يومين ثم يؤكل .

لحم العصافير والقنابر : روى النسائي في سننه من حديث عبد الله بن عمر t ، أن النبي e قال : "ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقه بغير حقه إلا سأله عز وجل قيل يا رسول الله وما حقه قال تذبحه فتأكله ولا تقطع رأسه وترمى به" . وفي سننه أيضا ، عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال سمعت رسول الله يقول : "من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يقول يا رب أن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني لمنفعة" . ولحمه حار يابس عاقل للطبيعة يزيد في الباه ومرقه يلين الطبع وينفع المفاصل ، وإذا أكلت أدمغتها بالزنجبيل والبصل هيجت شهوة الجماع ، وخلطها غير محمود .

لحم الحمام : حار رطب ، وحشيه أقل رطوبة ، وفراخه أرطب وخاصة ما ربي في الدور ، وناهضة أخف لحما وأحمد غذاء ، ولحم ذكورها شفاء من الاسترخاء والخدر والسكتة والرعشة ، وكذلك شم رائحة أنفاسها وأكل فراخها معين على النساء وهو جيد للكلى يزيد في الدم .

ثم قال : ولحوم   الطير كلها أسرع انهضاما من المواشي وأسرعها انهضاما اقلها غذاء وهى الرقاب والأجنحة ، وأدمغتها أحمد من أدمغة المواشي . الجراد : في الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى t قال : "غزونا مع رسول الله سبع غزوات نأكل الجراد" . وفي المسند عنه : "أحلت لنا ميتتان ودمان الحوت والجراد والكبد والطحال" . يروى مرفوعا وموقوفا على ابن عمر t .

وهو حار يابس قليل الغذاء ، وإدامة أكله تورث الهزال ، وإذا تبخر به نفع من تقطير البول وعسره وخصوصا للنساء ، ويتبخر به للبواسير وسمانه التي لا أجنحة لها تشوى وتؤكل للسع العقرب ، وهو ضار لصحاب الصرع رديء الخلط . وفي إباحة ميته بلا سبب قولان : فالجمهور على حله ، وحرمه مالك ، ولا خلاف في إباحة ميته إذا مات بسبب كالكبس والتحريق ونحوه . اهـ . الطب النبوي (1/298).

ما جاء  في خواص البصل والثوم

عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سُئلت عن البصل فقالت : "إن آخر طعام أكله رسول الله صكان فيه بصل" . أخرجه أحمد (6/89) ، وأبو داود (3829).

وفي رواية: " إن من أكل البصل والثوم والكراث ،فلا يقربن مسجدنا ؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم " . أخرجه البخاري (854)،ومسلم(564).

والبصل حار يابس في الدرجة الرابعة ،وفيه رطوبة فضيلة ،وقيل :رطب في آخر الثالثة ،ينفع من تغير المياه ،ويدفع ريح السموم ،ويفتق الشهوة ويقوي المعدة ،ويهيج الباه ،ويزيد في المني ،ويحسن اللون ،ويقطع البلغم ،ويجلوا المعدة ،وإذا شمّه من شرب دواء مسهلاً منعه من القيء والغثيان ،وأذهب رائحة ذلك الدواء ."الآداب الشرعية"(3/14).

قال ابن قيم الجوزية : روى أبو داود في سننه عن عائشة رضى الله "عنها أنها سئلت عن البصل فقالت : إن آخر طعام أكله كان فيه بصل" وثبت عنه في "الصحيحين" "أنه منع آكله من دخول المسجد" .

والبصل حار في الثالثة وفيه رطوبة فضلية ، وينفع من تغير المياه ، ويدفع ريح السموم ، ويفتق الشهوة ويقوى المعدة ، ويهيج الباه ويزيد في المني، ويحسن اللون ويقطع البلغم ويجلو المعدة ، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب فينفع جدا ، وهو بالملح يقل الثآليل ، وإذا شمه من شرب دواء مسهلا منعه من القيء والغثيان واذهب رائحة ذلك الدواء ،وإذا تسعط بمائه نقى الرأس ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين والقيح والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من الماء النازل من العينين اكتحالا يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير الغذاء ينفع من اليرقان والسعال وخشونة الصدر ويدر البول ، ويلين الطبع ، وينفع من عضة الكلب غير الكلب إذا نطل عليها ماؤه بملح وسذاب وإذا احتمل فتح أفواه البواسير فصل ، وأما ضرره فانه يورث الشقيقة ويصدع الرأس ويولد أرياحا ، ويظلم البصر وكثرة أكله تورث النسيان ويفسد العقل ويغير رائحة الفم والنكهة ويؤذى الجليس والملائكة وإماتته طبخا تذهب بهذه المضرات منه ، وفي السنن أنه أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخا .

الثوم: نبات معمرّ من فصيلة الزنبقيات واسمه عند العرب "الفوم" عرف الثوم منذ القدم ،واستفاد البشر من خصائصه منذ القرن الخامس قبل الميلاد ،والنقوش المحفورة على هرم الجيزة بُني منذ (4500)سنة تذكر أن خصوص الثوم كانت توزع على العمال الذين عملوا في بناء الأهرامات ليأكلوها قبل البدء بالعمل فتعطيهم القوة وتحفظهم من الأمراض.

"كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (54).

وقال ابن قيم الجوزية :وأهدى إليه طعام فيه ثوم فأرسل به إلى أبى أيوب الأنصاري فقال يا رسول الله تكرهه وترسل به إلى فقال إني أناجي من لا تناجى وبعد فهو حار يابس في الرابعة ويسخن إسخانا قويا ويجفف تجفيفا بالغا نافعا للمبرودين ولمن مزاجه بلغمي ولمن أشرف على الوقوع في الفالج وهو مجفف للمنى مفتح للسدد محلل للرياح الغليظة هضم للطعام قاطع للعطش مطلق للبطن مدر للبول يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق وإذا دق عمل به ضماد على نهش الحيات أو في لسع العقارب نفعها وجذب السموم منها ويسخن البدن ويزيد في حرارته ويقطع البلغم ويحلل النفخ ويصفى الحلق ويحفظ صحة أكثر الأبدان وينفع من تغير المياه والسعال المزمن ويؤكل نيئا ومطبوخا ومشويا وينفع مع وجع الصدر من البرد ويخرج العلق من الحلق وإذا دق مع الخل والملح والعسل ثم وضع على الضرس المتآكل فتته وأسقطه وعلى الضرس الوجع سكن وجعه وإن دق منه مقدار درهمين واخذ مع ماء العسل اخرج البلغم والدود وإذا طلى بالعسل على البهق نفع ومن مضاره انه يصدع ويضر الدماغ والعينين ويضعف البصر والباه ويعطش ويهيج الصفراء ويجفف رائحة الفم ويذهب رائحته أن يمضغ عليه ورق السذاب ثريد وثبت في الصحيحين عنه أنه قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام والثريد وإن كان مركبا فإنه مركب من خبز ولحم فالخبز افضل القوات واللحم سيد الإدام فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية وتنازع الناس أيهما أفضل والصواب أن الحاجة إلى الخبز أكثر واعم واللحم اجل وأفضل وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه وهو طعام أهل الجنة وقد قال تعالى لمن طلب البقاء والقثاء والفوم والعدس والبصل "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" ، وكثير من السلف على أن الفوم هو الحنطة وعلى هذا فالآية نص على أن اللحم خير من الحنطة والله سبحانه أعلم  حرف الجيم  جمار وهو قلب النخل وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال بينا نحن عند رسول الله جلوس إذ أتى بجمار نخلة فقال النبي إن من الشجر شجرة مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها الحديث والجمار بارد يابس في الأولى يختم القروح وينفع من نفث الدم واستطلاق البطن وغلبة المرة الصفراء وثائرة الدم وليس برديء الكيموس ويغذ وغذاء يسيرا وهو بطيء الهضم وشجرته كلها لها منافع ولهذا مثلها رسول الله e بالرجل المسلم لكثرة خيره ومنافعه جبن في السنن عن عبد الله بن عمر أتى رسول الله e بجبنة في تبوك فدعا بسكين وسمى وقطع رواه أبو داود وأكله الصحابة رضى الله عنهم بالشام والعراق والرطب غير المملوح جيد للمعدة هين السلوك في الأعضاء يزيد في اللحم ويلين البطن تلينا معتدلا والمملوح أقل غذاء من الرطب وهو رديء للمعدة مؤذ للأمعاء والعتيق يعقل البطن وكذا المشوي وينفع القروح ويمنع الإسهال وهو بارد رطب فإن استعمل مشويا كان أصلح لمزاجه فإن النار تصلحه وتعدله وتلطف جوهره وتطيب لهمه رائحته والعتيق المالح حار يابس وشيه يصلحه أيضا بتلطيف جوهره وكسر حرافته لما تجذبه النار منه من الأجزاء الحارة اليابسة المناسبة لها والمملح منه يهزل ويولد حصاة الكلى والمثانة وهو رديء للمعدة وخلطه بالملطفات اردأ بسبب تنفيذها له إلى المعدة. اهـ . الطب النبوي (223ـ228) .

والثوم مذكور مع البصل في الحديث .انظر صحيح البخاري (855)،ومسلم (564).

وقال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : وهو حار يابس في الرابعة تسخينه وتجفيفه جداً ينفع من البرد والبلغم لمن خيف عليه الفالج ،مجفف للمني مفتح للسدد ،يحل النفخ ،ويهضم الطعام ،ويقطع العطش ،ويطلق البطن ، ويدر البول ،يقوم في لسع الهوام والأورام الباردة مقام الترياق ،وإن جعل ضماداً نفع وجذب السم ، ويصفي الحلق ،وينفع من تغيير المياه والسعال المزمن ومن وجع الصدر من برد ،ويخرج العلق من الحلق .وإن دُقّ مع خلّ وملح وعسل وجُعل على الضرس المتكل فتته وأسقطه ،وعلى الضرس الوجع أسكنه ."الآداب الشرعية" (3/15).

 

ما جاء في الباذنجان

قال ابن القيم : باذنجان ، في الحديث الموضوع المختلق على رسول الله t : "الباذنجان لما أكل له" ، وهذا الكلام مما يستقبح نسبته إلى آحاد العقلاء فضلا عن الأنبياء وبعد ، فهو نوعان أبيض وأسود وفيه خلاف هل هو بارد أو حار ، والصحيح أنه حار ، وهو مولد للسوداء والبواسير والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد اللون ويسده ، ويضر بنتن الفم والأبيض المستطيل عار من ذلك . اهـ . الطب النبوي (223ـ224) .

 

ما جاء  في خواص التين

قال الله تعالى: ]والتين والزيتون[ . (التين:1).

عن أبي الدرداء t ، أن النبي e أُهدي له طبق من تين فقال :"كلوا" وأكل منه ،وقال : "لو قلت:إن فاكهةً نزلت من الجنة،قلت:هذه؛لأن فاكهة الجنة بلا عجم ،فكلوا منها تقطع البواسير وينفع من النقرس".

قال ابن القيم :وفي ثبوت هذا نظر ."زاد المعاد" (4/292ـ 293).

وهو حار قليلاً ،رطبٌ في الثانية ،وقيل:يابس .وأجوده الأبيض الناضج المقشر . وهو أغذى من جميع الفواكه ،ويسرع نفوذه ويسمن ويوافق الصدر ويسكن العطش ، الذي هو من بلغم مالح ،وينفع الكلى والمثانة ويجلوا رملها ،ويؤمن من السموم ،وينفع خشونة الحلق وقصبة الرئة ،ويغسل الكبد والطحال ،وينقي الخلط البلغمي من المعدة ،وينفع السعال المزمن ،ويزيد البول. قال بعضهم :وفي أكله على الريق منفعةٌ في فتح مجاري الغذاء. "الآداب الشرعية" (3/17).

وقال ابن قيم الجوزية : التين لما لم يكن التين بأرض الحجاز والمدينة لم يأت له ذكر في السنة فإن أرضه تنافى أرض النخل ولكن قد أقسم الله به في كتابه  لكثرة منافعه وفوائده والصحيح أن المقسم به هو التين المعروف ، وهو حار وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده الأبيض الناضج القشر يجلو رمل الكلى والمثانة ويؤمن من السموم ، وهو أغذا من جميع الفواكه ، وينفع خشونة الحلق والصدر وقصبة الرئة ويغسل الكبد والطحال وينقى الخلط البلغمي من المعدة ويغذو البدن غذاء جيدا ، إلا أنه يولد القمل إذا كثر منه جدا ويابسه يغذو وينفع العصب وهو مع الجوز واللوز محمود ، قال جالينوس ، وإذا أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل نفع وحفظ من الضرر ، ويذكر عن أبي الدرداء أهدى إلى النبي e طبق من تين فقال كلوا وأكل منه وقال لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم.

اهـ . الطب النبوي (1/227) .

منقوع التين للجهاز التنفسي وتقرحات الفم واللثة :

تأكد للخبراء أن منقوع التين في الماء _ خشاف_ أو اللبن المغلي يهدئ حالات الحميات والجدري والحصبة ويعتبر علاجاً فعالاً لالتهابات الجهاز التنفسي وخاصة الحنجرة والقصبات الهوائية والسعال الديكي ، كما يستعمل منقوع التين كغرغرة ومضمضة لعلاج تقرحات الفم واللثة .

وهو مهم جداً لتنقية الكليتين والمسالك البولية .

وأثبتت الدراسات الطبية أن المادة اللبنية التي تسيل من سيقان ثمار التين الغير ناضج تحتوي على عدة مواد مطهرة وفعالة كدهان لعلاج أمراض الصدفية والقوباء وبعض الأمراض الجلدية الأخرى حيث لها خاصية تعقيم والتئام الجروح والتقرحات وإبادة الفطريات والميكروبات . الإبداعات الطبية (ص238ـ239) .

 

فصل في خواص الجبن

ويروى عن ابن عمر t قال : "أُتي النبي e بجبنةٍ في تبوك ،فدعا بسكينٍ وسمّى وقطع".

رواه أبو داود في "سننه" برقم (3819) ،وأخرجه البيهقي في الكبرى (10/6) ،أنظر "زاد المعاد" (4/296).

قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله تعالى : قال الأطباء : الجبن الرطب باردٌ رطب في الثالثة،مسمن ملين تلييناً معتدلاً وهو غليظ يزيد في اللحم،مولد للحصى والسدد،ويصلحه الجوز والزيت أو العسل،قال بعضهم: جيد للمعدة ،والحريف منه العتيق حارٌ يابسٌ في الثالثة مُلهب معطش رديء الغذاء وفيه جلاءٌ ويقوي فم المعدة إذا تلقم به بعد الطعام."الآداب الشرعية" (3/18) .

قال ابن قيم الجوزية : قال الله تعالى : ]وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ[ . (النحل:66)

وقال في الجنة فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وفي السنن مرفوعا : "من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه" . فإني لا أعلم ما يجزى من الطعام والشراب إلا اللبن وإن كان بسيطا في الحس إلا أنه مركب في اصل الخلقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثلاثة  الجبنية  والسمنية والمائية  فالجبنية باردة رطبة مغذية للبدن والسمنية معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع والمائية حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن واللبن على الإطلاق ابرد وأرطب من المعتدل وقيل قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة وقيل معتدل في الحرارة والبرودة وأجود ما يكون اللبن حين يحلب ثم لا يزال تنقص جودته على ممر الساعات . الطب النبوي (ص299) .

أهم الحالات المرضية التي تعطى فيها الأجبان الطازجة :

1ـ الضعف العام . 2ـ السكري . 3ـ عسر الهضم . 4ـ الإسهال . 5ـ التهاب الأمعاء الحاد .

والحالات المرضية التي يمنع فيها الجبن :

1ـ ارتفاع ضغط الدم . 2ـ زيادة نسبة البولينا في الدم . 3ـ أمراض الكلى المصحوبة بتورم . الإبداعات الطبية (ص81) .

ما جاء  في خواص الذهب

قال الله تعال : ]زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ[ . (آل عمران:14)

عن عرفجة ، أنه قطع أنفه فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن عليه ، "فأمره النبي e أن يتخذ أنفاً من ذهب".

أخرجه أبو داود (4323)،والترمذي (1769) ،والنسائي (8/163ـ164) وهو حديث صحيح ،وانظر "زاد المعاد" (4/310).

والذهب معتدلٌ لطيف يدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات ،وهو أعدلُ المعدنيات وأشرفها ،وإذا دُفن في الأرض لم يضره التراب ولم ينقصه شيئاً ،وبرادته إذا خلطت بالأدوية نفعت من ضعف القلب والرجفان والخفقان العارض من السوداء ."الآداب الشرعية" (3/23).

ما جاء  في خواص الرمان

قال الله تعالى ]وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ َ[ . (الأنعام:99)

وقال تعالى: ]فيها فاكهة ونخل ورمان[ . (الرحمن :68).

عن ابن عباس t ، عن النبي e قال: "ما من رُمانٍ من رمانكم هذا إلا وهو ملقحٌ بحبةٍ من رمان الجنة".

ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/285)،وانظر "ميزان الاعتدال" (4/59)،و"الفوائد المجموعة" (184).

الرمان الحلو أجوده الكبار البالغ الإمليسي ،بارد في الأولى ،رطب في آخرها .وقيل :حار باعتدال ،وقيل: حار رطب جيدٌ للمعدة مُقوّ لها ،وفيه جلاءٌ مع قبض لطيف ،ينفع الحلق والصدر والرئة جيد للسعال ،وماؤه ملين للبطن يغذو البدن غذاءً فاضلاً يسيراً ،سريع التحلل لرقته ولطافته ،وينفع من الخفقان ،ويدر البول ،ويهيج الباه ،ويزيد في الهضم ،ويحدث نفخاً ورياحاً في المعدة ،وقيل :يصلحه الرمان الحامض .ومع كونه غذائه غير محمودٍ فهو موافقٌ لعلل فم المعدة كلها ."الآداب الشرعية" (3/25).

وأما الرمان الحامض أجوده الكبار الكثير بارد يابس في الثالثة ،قابض لطيف ينفع المعدة الملتهبة والكبد الحارة ويبردها ويدر البول أكثر من غيره من الرمان ويسكن الصفراء ويقطع الإسهال ويمنع القيء ،ويلطف الفضول ،ويقوي الأعضاء ،وينفع من الخفقان الصفراوي والآلام العارضة للقلب ،وإذا استخرج ماؤه بشحمة وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به قطع الصفرة من العين ونقاها من الرطوبات ،وإذا لطخ على اللثة نفع من الأكلة العارضة لها ،وهو مجفف منهض للشهوة . "الآداب الشرعية" (3/26).

الرمان :شجر مثمر من الفصيلة الآسية ،ثمرته مستديرة صلبة القشرة ،في داخلها جيوب ذات بذور كثيرة .عرف منذ العصور القديمة ،قيل إن أصله من قرطاجة ."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (78) .

اتفق أطباء العصر الحديث على أن ثمار الرمان تقوي القلب وتنشط الأعصاب وتزيل الإحساس بالتعب أو الإرهاق ، وقد لاحظوا أن المواظبة على تناول الرمان تنقي الدم وتنشط الهضم ، بينما وجد أن تقطير عصير الرمان الممزوج بالعسل في الأنف يعتبر وقاية ودواء لعديد من متاعب المسالك التنفسية .

أما قشور الرمان فبالإضافة إلى قدرتها الرائعة في إبادة وطرد الديدان المعوية يمكن منها في تثبيت درجة ألوان صبغات الشعر وخاصة عند مزجها مع مسحوق أوراق الحناء . . الإبداعات الطبية (ص240) .

ما جاء  في خواص السفرجل

عن طلحة بن عبيد الله t قال :دخلت على النبي e وبيده سفرجلة ، فقال : "دونكها يا طلحة فإنها تجم الفؤاد". أخرجه ابن ماجة (3339)، وانظر "زاد المعاد" .

تجم الفؤاد: تريحه ،وقيل : تفتحه وتوسعه ،من جمام الماء وهو اتساعه وكثرته.

والسفرجل: جيد للمعدة ،وماؤه أفضل من جرمه في تقوية المعدة ،والحلو منه بارد رطب ،وقيل يسر النفس ويدر ،والحامض أشد قبضاً ويبساً وبرداً ،وأكله يسكن العطش والقيء ويدر البول وينفع من قرحة الأمعاء ،ونفث الدم والحيضة ،وينفع من الغثيان ،وينفع من تصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام .قال بعضهم: إذا أكل على الطعام أطلق ، وقبله يمسك .قال بعضهم : إذا أكل بعد الطعام أسرع بانحدار التفل . والحامض منه أبلغ ويطفئ المرة الصفراء المتولدة في المعدة ،ورائحته تقوي الدماغ والقلب ،والإكثار من أكله يولد وجع العصب والقلنوج ،وإن شوي كان أقل لخشونة ،وأخف وأجود ما أكل مشوياً أو مطبوخاً بالعسل ،وحبه ينفع من خشونة الحلق وقصبة الرئة وكثيرٍ من الأمراض ،ودهنه يمنع العرق ويقوي المعدة والكبد ويشد القلب ويطيب النفس ."الآداب الشرعية" (3/29).

السفرجل : شجر مثمر من الفصيلة الوردية ،موطنه الأصلي غرب آسيا حيث ينمو برياً ،عرفه العرب منذ القدم ."كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (77) .

يعتبر خبراء الكيمياء الحيوية أن السفرجل عاملاً فعالاً لمتاعب التنفس وخاصة مرض السل الرئوي . ويعتبر علاجاً فعالاً لحالات سوء الهضم ، والإسهال المتكرر وكذلك نزيف المعدة وأيضاً يوصي خبراء التغذية تناول السفرجل كمقوي لضعف الجهاز الهضمي وللأطفال الضعفاء والكبار النحفاء لأنه منشط للجسم وكمقوي عام . الإبداعات الطبية (ص242) .

ما جاء في خواص القرع

وهو الدباء وما ورد فيه

عن أنس t قال : "كان النبي e يحب القرع".

أخرجه أحمد (3/108)،وابن ماجة (3302)،وسنده صحيح ، صحيح الجامع برقم (4986) .

وعنه أيضاً :أن رسول الله e "كانت تعجبه الفاغية ،وكان أحب الطعام إليه الدُّباء".

أخرجه أحمد (3/153)،وسنده صحيح .

وعن جابر بن عبد الله t ، عن النبي e قال : "هذا القرع -هو الدباء -نكثر به طعامنا" . "السلسلة الصحيحة" رقم (2400) .

قوله : "الفاغية" ، وقـيل: الفَغْو و  الفاغية   نَور الـحِناء خاصة، وهي طيبة الريح تَـخْرج أَمثال العناقـيد وينفتـح فـيها نَوْر صِغار فتُـجْتَنَى ويُرَبَّب بها الدُّهن. وفـي حديث أَنس، رضي الله عنه: كان رسولُا،، تُعْجبه  الفاغِيةُ. ودُهْنٌ مَفْغُوٌّ: مُطَيَّب بها. و فَغَا الشجَرُ فَغَواً و أَفْغَى: تَفَتَّـح نَوْره قبل أَن يُثْمِر. ويقال: وجدت منه فَغْوةً طيبة و فَغْمة. وفـي الـحديث: سَيِّدُ رَيْحانِ أَهل الـجنَّةِ  الفاغِيةُ؛   قال الأَصمعي:  الفاغِيةُ   نَوْرُ الـحِنَّاء، وقـيل: نور الريحان، وقـيل: نَوْر كل نبت من أَنوار الصحراء التـي لا تزرع، وقـيل: فاغية كل نبت نوره. وكلُّ نَوْرٍ فاغِيةٌ؛ وأَنشد ابن بري لأَوْس بن حَجر: لا زالَ رَيْحانٌ وفَغْوٌ ناضِرٌ يَجْرِي عَلـيكَ بِمُسْبِلٍ هَطَّالِ قال: وقال العريان: فَقُلْتُ له: جادَتْ عَلَـيْكَ سحابةٌ بِنَوْءٍ يُنَدِّي كلَّ فَغْوٍ ورَيْحانِ وسئل الـحسن عن السَّلف فـي الزعفران فقال: إِذا فغا، يريد إِذا نَوَّر، قال: ويجوز أَن يريد إِذا انتشرت رائحته، من فَغَتِ الرائحة فَغْواً، والـمعروف فـي خروج النَّور من النبات أَفْغى لا فَغا. الفراء: هو الفَغْوُ و  الفاغِيةُ لنَوْرِ الـحِناء. وقال ابن الأَعرابـي : الفاغِيةُ   أَحْسَنُ الرَّياحِينِ وأَطيَبُها رائحة. شمر: الفَغْوُ نَوْر، و الفَغْوُ رائحة طيِّبة . لسان العرب (15/160) .

القرع: وهو الدُّباء ،أو اليقطين أو اللقطين .

بارد رطب في الثانية ،وقيل :حار رطب يتولد منه خلطاً شبيه بما يصحبه ،فإن أكل بالخردل ولد خلطاً حريفاً غذاؤه يسير وينحدر سريعاً ،ويقطع العطش جداً ويلين البطن ويولد بلة المعدة ،وعصارته تسكن وجع الأذن مع دهن ورد ،وتنفع من أورام الدماغ . ا هـ ."الآداب الشرعية"(3/38).

وهو كذلك يذهب الصداع إذا شُرب أو غسل الرأس به  ، وملين للمعدة .

وفى الغيلانيات من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال لي رسول الله e : "يا عائشة إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنها تشد قلب الحزين".

ذكره ابن القيم في "زاد المعاد"(4/404).

قال ابن قيم الجوزية : شجرة لا تقوم على ساق كالبطيخ والقثاء والخيار ، قال الله تعالى : ]وأنبتنا عليه شجرة من يقطين[ الصافات (146) ، فإن قيل مالا يقوم على ساق يسمى نجما لا شجرا والشجر ما له ساق قاله أهل اللغة ، فكيف قال شجرة من يقطين ، فالجواب أن الشجر إذا طلق كان ماله ساق يقوم عليه وإذا قيد بشيء تقيد به ، فالفرق بين المطلق والمقيد في الأسماء باب مهم عظيم النفع في الفهم ومراتب اللغة ، واليقطين المذكور في القرآن هو نبات الدباء وثمره يسمى الدباء  والقرع  وشجرة اليقطين وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك t : "أن خياطا دعا رسول الله e لطعام صنعه ، قال أنس : فذهبت مع رسول الله ، فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد ، قال أنس : فرأيت رسول الله يتتبع الدباء من حوالي الصحفة ، فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم" .

وقال أبو طالوت دخلت على أنس بن مالكt  وهو يأكل القرع ويقول يالك من شجرة ما أحبك إلي لحب رسول الله إياك .

اليقطين بارد رطب ويغدو غذاء يسيرا ، وهو سريع الانحدار وإن لم يفسد قبل الهضم تولد منه خلط محمود ، ومن خاصيته أنه يتولد منه خلط محمود مجانس لما يصحبه ، فان أكل بالخردل تولد منه خلط حريف وبالملح خلط مالح ومع القابض قابض وأن طبخ بالسفرجل غذا البدن غذاء جيدا ، وهو لطيف مائي يغذوا غذاء رطبا بلغميا وينفع الحرورين ولا يلائم المبرودين ومن الغالب عليهم البلغم ، وماؤه يقطع العطش ، ويذهب الصداع الحار إذا شرب أو غسل به الرأس ، وهو ملين للبطن كيف استعمل ولا يتداوى المحرورن بمثله ولا أعجل منه نفعا ، ومن منافعه إنه إذا لطخ بعجين وشوى في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشرب ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملتهبة وقطع العطش وغذا غذاء حسنا ، وإذا شرب بترنجبين وسفرجل مربى أسهل صفراء محضة ، وإذا طبخ القرع وشرب ماؤه بشيء من عسل وشيء من نطرون أحدر وبلغما ومرة معا ، وإذا دق وعمل منه خماد على اليافوخ نفع من الأورام الحارة في الدماغ ، وإذا عصرت جرادته وخلط ماؤها بدهن الورد وقطر منها في الأذن نفعت من الأورام الحارة ، وجرادته نافعة من أورام العين الحارة ومن النقرس الحار ، وهو شديد النفع لأصحاب الأمزجة الحارة والمحمومين ومتى صادف في المعدة خلطا رديئا استحال إلى طبيعته وفسد وولد في البدن خلطا رديئا ودفع مضرته بالخل والمري ، وبالجملة فهو من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالا ويذكر عن أنس t أن رسول الله كان يكثر من أكله . الطب النبوي (316ـ317) .

تأكد للعلماء أن بذور القرع العسلي تحتوي على مواد فعالة لإبادة ديدان الأمعاء ، وأن تناول مغلي البذور يساعد في التهابات غدة البروستاتة عند كبار السن ، وكذلك في التخلص من السوائل المختزنة في الجسم

وإذا طبخ القرع العسلي مع السفرجل كان غذاء رائعاً للجسم وله قدرة عظيمة على مقاومة العطش . اهـ .الإبداعات الطبية (ص247ـ248).

 

ما جاء  في قصب السكر

قصب السكر: بارد ، وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزد ،وكلما عتق ألطف ،إلا أنه أميل إلى الحرارة ،وهو ملين جداً ،ويلين الصدر ويزيل خشونته ،وهو ينفع المعدة سوى التي تتولد فيها المرة الصفراء فإنه يضرها لاستحالته إليها ،ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج أو الرمان المز ، وهو مفتح للسدد ،ويسهل مع دهن اللوز ،وينفع في القلنوج ، وينفع الكلى والمثانة ، وينفع من البياض الرقيق الذي في العين .

وقصب السكر يعين على القيء ،وينفع الصدر والسعال ،ويولد دماً معتدلاً ،ويدر البول ،ويجلوا رطوبة الصدر ."الآداب الشرعية"(3/40) ، والطب النبوي (275) .

قصب السكر جاء في بعض ألفاظ السنة الصحيحة في الحوض ماؤه أحلى من السكر ، ولا أعرف السكر في حديث إلا في الموضع والسكر حادث لم يتكلم فيه متقدموا الأطباء ولا كانوا يعرفونه ولا يصفونه في الأشربة وإنما يعرفون العسل ، ويدخلونه في الأدوية ، وقصب السكر حار رطب ينفع من السعال ويجلو الرطوبة والمثانة وقصبة الرئة وهو أشد تلينا من السكر ، وفيه معونة على القيء ويدر البول ويزيد في الباه ، قال عفان بن مسفر الصفار من مص  قصب السكر بعد طعامه لم يزل يومه أجمع في سرور انتهى ، وهو ينفع من خشونة الصدر والحلق ، وإذا شوي ويولد رياحا دفعها بأن يقشر ويغسل بماء حار ، والسكر الحار رطب على الأصح وقيل بارد وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزذ وعتيقه ألطف من جديده ، وإذا طبخ ونزعت رغوته سكن العطش والسعال ، وهو يضر المعدة التي تتولد فيها الصفراء لاستحالته إليها ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج أو الرمان اللفاء ، وبعض الناس يفضله على العسل لقلة حرارته ولينه ، وهذا تحامل منه على العسل فإن منافع العسل أضعاف منافع السكر وقد جعله الله شفاء ودواء وإداما وحلاوة ، وأين نفع السكر من منافع العسل من تقوية المعدة وتليين الطبع وإحداد البصر وجلاء ظلمته ودفع الخوانيق بالغرغرة به وإبرائه من الفالج واللقوة ومن جميع العلل الباردة التي تحدث في جميع البدن من الرطوبات فيجذبها من قعر البدن ومن جميع البدن وحفظ صحته وتسخينه والزيادة في الباه والتحليل والجلاء وفتح أفواه العروق وتنقية المعي واحدار الدود ومنع التخم وغيره من العفن والأدم النافع وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ وأهل الأمزجة الباردة وبالجملة فلا شيء أنفع منه للبدن وفي العلاج وعجن الأدوية وحفظ قواها وتقوية المعدة وإلى أضعاف هذه المنافع فأين للسكر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريب منها . اهـ . الطب النبوي (276) .

والبردي : نبات مائي كالقصب تصنع منه الحصر ، وكان القدماء يستعملون قشره للكتابة.

 

ما جاء  في خواص النبق وهو ثمر السدر

قال تعالى:) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ( (الواقعة:28) .

وقال تعالى:) وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ( (سـبأ:16) .

وقال تعالى:)وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ( (سـبأ:16) .

وهو شجر النبق ،أي كان الخمط والأثل أكثر من السدر."الآداب الشرعية"(3/55).

وفي الصحيحين من حديث الإسراء أن النبي e قال في سدرة المنتهى : "إذ نبقها مثل قلال هجر". صحيح البخاري (3887).

وروى أبو نعيم في كتاب "الطب النبوي"مرفوعاً :"إن آدم لما هبط إلى الأرض كان أول شيءٍ أكل من ثمارها النبق".انظر "زاد المعاد"(4/400).

النبق : بارد يابس وبرده أقل من برد الرطب منه ،وفيه تجفيف وتلطيف ، وهو قابض يقوي المعدة ،وخاصة إذا قُلي ودق مع نواهُ وقيل : النبق رطب ، وقيل : النبق يسكن الصفراء ويشهي الطعام . اهـ . "الآداب الشرعية"(3/55).

قال الأطباء : الأثل ضربٌ من الطرفاء بارد يابس فيه قبضٌ وتجفيف وثمرته أشد قبضا ، وقيل : إنه حارٌ ،وطبيخه يستعمل نطولاً على القمل فيقتله ،وورقه ضماداً للأورام الرخوة ،ودخانه يجفف القروح الرطبة والجدري ،ورماده على حروق النار والقروح الرطبة ،وثمرته مع رماده تأكل اللحم الزائد والقروح العسرة الاندمال ،وطبيخ ورقه بالسذاب ينفع من وجع الأسنان مضمضة ،وثمرته تنفع من النفث المزمن ،ويضمد بقضبانه المطبوخة بالخل حتى تنضج وتهتري الطحال ،ويجلس في طبيخه لسيلان الرحم ،وثمرتهُ تنفع من نهش الرُّتيلا."الآداب الشرعية"(3/56).

النبق والدورة الدموية والتنفس :

اتضح أن تناول النبق ينقي الدم ويهدئ من خفقان القلب واحتقان الكبد والطحال وبعض الأمراض الصدرية وحالات الحصبة والحميات ولإيقاف النـزيف الداخلي للجهاز الهضمي . اهـ . الإبداعات الطبية (ص245).

ما جاء  في النشرة

عن الحسن مرفوعاً ،قال النبي e : "إنها من عمل الشيطان".

هو في مصنف ابن أبي شيبة (8/29)،و"المراسيل"لأبي داود(453)،ورجال إسناده ثقات .

النشرة : وهو ماء يرقى ويترك تحت السماء ويغسل به المريض

وقال بعضهم :النشرة مشهورة عند أهل التعزيم ،وسميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبها أي تجلى عنه ،وأجازها الطبري وغيره . وقال ابن الجوزي في "جامع المسانيد":النشرة حَلُّ السحرِ عن المسحور ،ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر .وقد قال الحسن :لا يطلق السحَر إلا من ساحرٌ إلا أنه يجوز ذلك .وسئل سعيد بن المسيب عن حل العقد والنشر فقال :لا بأس به ،وسئل أحمد عمن أطلق السحر عن المسحور فقال : لا بأس به انتهى كلامه.وروى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن إبراهيم قال : كانوا يكرهون التمائم ، والرقى والنشر. اهـ . "الآداب الشرعية"(3/64).

ما جاء  في الحمى وعلاجها

عن جابر t :أن رسول الله e دخل على أُم السائب أو أُم المسيب ،فقال : "مالك يا أُم السائب ـ أو ـ يا أُم المسيب تزفزفين ؟".فقالت : الحمى لا بارك الله فيها ، فقال : "لا تسبي الحمى ،فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد".

أخرجه مسلم (2575)، وصححه ابن حبان (2938) ، "الصحيحة" (1215) .

عن ابن مسعود، عن النبي e قال : "ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ ،فما سواه إلا حطّ الله به سيآته كما تحطُّ الشجرة ورقها".

أخرجه البخاري (5647) ، ومسلم (2571).

عن عائشة رضي الله عنها،قال رسول الله e : "الحمى ـ أو ـ شدة الحمى من فيح جهنم ،فأبردوها بالماء" . أخرجه البخاري(5723)،ومسلم (2209).

فيح جهنم :شدة لهبها وانتشارها ،وكذا قال عليه الصلاة والسلام : "أبردوا بالصلاة ؛ فإنّ شدة الحر من فيح جهنم".

قال النووي : قوله t  : "الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء" .

وفى رواية "من فور جهنم" ، هو بفتح الفاء فيهما ، وهو شدة حرها ولهبها وانتشارها ، وأما أبردوها فبهمزة وصل وبضم الراء يقال بردت الحمى  أبردها بردا على وزن قتلتها أقتلها قتلا أي أسكنت حرارتها وأطفأت لهبها كما قال في الرواية الأخرى فأطفئوها بالماء وهذا الذي ذكرناه من كونه بهمزة وصل وضم الراء هو الصحيح الفصيح المشهور في الروايات وكتب اللغة وغيرها ، وحكى القاضي عياض في المشارق أنه يقال بهمزة قطع وكسر الراء في لغة قد حكاه الجوهر وقال هي لغة رديئة ، وفى هذا الحديث دليل لأهل السنة أن جهنم مخلوقة الآن موجودة.  قوله عن أسماء أنها كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول : أن رسول t قال: "أبردوها بالماء" ،وفى رواية "صبت الماء بينها وبين جيبها" .

قال القاضي : هذا يرد قول الأطباء ويصحح حصول البرء باستعمال المحموم الماء ، وأنه على ظاهره لا على ما سبق من تأويل المازري قال: ولو لا تجربة أسماء والمسلمين لمنفعة لما استعملوه .

وروي عن النبي e أنه قال : "الحمى أمّ ملدم تلدم اللحم والدم بردها الشياطين وحرّها من جهنم فإذا حستموها فاغتسلوا بالماء الجاري ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً".

ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" (ص33ـ 34) بمعناه .

وروي "أن رسول الله e كان إذا حُمّ أمر بقربة من ماء فبردت ، ثم صبها على قرنه فاغتسل بها" .

"كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (ص20).

عن أنس بن مالك t أن النبي e قال : "إذا حُمّ أحدكم فليسنّ عليه الماء البارد ثلاث ليالٍ من السحرّ ".

"السلسة الصحيحة" رقم (1310) .

علاج الإسهال

صفة دواء يستعمل لإسهال البطن مع خشونة الصدر :

يؤخذ من البنفسج اليابس وزن سبعة عشر درهماً فيصب عليها أربعة أرطال ماء ويغلى مع عشرين أجاصة حتى يتهرّ أو يمرس ويصفى ويشرب .وإن أردت أن يكون أقوى فيه من فلوس الخيار شنبر وزن خمسة دراهم إلى عشرة دراهم من الترنجين من العشرة إلى العشرين ويشرب .وإن احتيج إلى ما هو أقوى اطرح فيه أصل السوس ،والتربد المرضوض مقدار وزن درهمين إلى أربعة دراهم.اهـ."كتاب من لا يحضره الطبيب"لأبي بكر الرازي (ص18).

وقد ذكرنا في المواضيع المتقدمة علاج الإسهال ، لا حاجة لذكرها مرة أخرى . والله هو الشافي.

 

ما جاء في علاج الصدر والفم

عن قتادة أن رجلاً أتى إلى رسول e فقال :يا رسول الله أشتكي صدري .

فقال رسول الله e:"اقرأ القرآن فإن الله يقول :فيه شفاء لما في الصدور ".

وعن جابر بن عبد الله أن رجلاً قال لرسول الله e : إني اشتكي حلقي فقال له رسول الله e :"عليك بالقرآن فاقرأه".

رواه السيوطي في "الدر المنثور" (3: 308) .

وروي عن مجاهد ، أن رسول الله e قال : "تخللوا من الطعام وتمضمضوا منه فإنه مطهرة للفم مصحة للثات والنواجذ".رواه السيوطي في الحبائك في الملائك (85) ، وفي سنده نظر .

 

ما جاء  في خواص البطيخ

عن عائشة قالت : "كان رسول الله e يأكل البطيخ بالرطب يقول : "يدفع حرّ هذا برد هذا" . أخرجه أبو داود برقم (3836) ، والترمذي برقم  (1843) وسنده حسن، وصححه ابن حبان برقم (5247) ، "السلسلة الصحيحة" رقم (57).

البطيخ :بارد رطب سريع الإنهضام ليّن ينقي البطن ،وقد ينزل البول والحيضة وحبّه جيد للصدر والسعال والكليتين والقرح في المثانة .

البطيخ : نبات عشبي سنوي متمدد ،تزرع ثماره في المناطق المعتدلة والدافئة وهو من الفصيلة القرعية .عرف في المناطق الحارة من أفريقيا حيث كانت تعرفه القبائل منذ زمن بعيد .ينقي الجلد مدر للبول ،ينفع في علاج أمراض الكلى كالحصى والرمل .ويبرد الجوف . اهـ . "كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (78ـ 79).

البطيخ : نبات عشبي سنوي متمدد تزرع ثماره في الناطق المعتدلة والدافئة ، وهو من الفصيلة القرعية . عرف في الناطق الحارة من أفريقيا حيث كانت تعرفه القبائل منذ زمن بعيد . ينقي الجلد مدر للبول ، ينفع في علاج أمراض الكلى كالحصى والرمل . يبرد الجوف ، وروى أبو داود والترمذى عن النبي أنه كان يأكل  البطيخ  بالرطب ويقول يدفع حر هذا برد هذا وفي  البطيخ   عدة أحاديث لا يصح منها شئ غير هذا الحديث الواحد والمراد به الأخضر وهو بارد رطب وفيه جلاء وهو أسرع انحدارا عن المعدة من القثاء والخيار وهو سريع الاستحالة إلى أى خلط كان صادفه في المعدة وإذا كان آكله محرورا انتفع به جدا وإن كان مبرودا دفع ضرره بيسير من الزنجبيل ونحوه وينبغي أكله قبل الطعام ويتبع به وإلا غثي وقيأ وقال بعض الأطباء إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا  . اهـ . الطب النبوي (ص221).

 

ما جاء بيض الدجاج

وبيض الدجاج على سائر بيض الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلا ، قال صاحب القانون : ومحه حار رطب يولد دما صحيحا محمودا ويغذى غذاء يسيرا ويسرع الانحدار من المعدة إذا كان رخوا وقال غيره مح البيض مسكن للألم ومملس للحلق وقصبة الرئة نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى والمثانة وذهب للخشونة لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو ومنضج لما في الصدر ملين له مسهل لخشونة الحلق وبياضه إذا قطر في العين الوارمة ورما حارا برده وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار أول ما يعرض له لم يدعه يتنفط وإذا لطخ به الوجه منع من الاحتراق العارض من الشمس وإذا خلط بالكندر ولطخ على الجبهة نفع مع النزلة وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية ثم قال وهو وإن لم يكن من الأدوية المطلقة فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جدا أعني الصفرة وهى تجمع ثلاثة معان سرعة الاستحالة إلى الدم وقلة الفضل وكون الدم المتولد منه مجانسا للدم الذي يغذو القلب خفيفا مندفعا إليه بسرعة ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح . اهـ . الطب النبوي (ص223) .

 

فوائد العدس

العدس : نبتة سنوية تزهر في الربيع وأزهارها بيضاء جميلة . وعندما تجف الأوراق تقلع النبتة وتضرب حتى تتساقط منها الحبوب . غذاؤك حياتك (ص98) .

والعدس: بارد يابس ولبابه يقبض البطن إذا طبخ ثم صفي منه الماء الأول ، ثم صب عليه ماء آخر وطبخ ثانيه ، ثم أكل .عقل البطن وقوي المعدة ، وإذا نقي من قشره أضرّ بالبول ، وأحبسه ، وأغلظ الدم في العروق ولم يجر .

والعدس : عشب سنوي دقيق الساق من الفصيلة القرنية ، مغذّ جداً ، سهل الهضم ، مدر للحليب عند المرضع ، ومدر للبول ، يفيد في علاج فقر الدم ، يحفظ الأسنان من النخر .

"كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (66) .

 

فوائد الترمس

الترمس حار في الجزء الثاني من الحرارة وهي إلى الدواء أقرب منه إلى الطعام إذا تدوي به كان أقوى منه إذا أكل ، وذلك أنه ينقي المرة ، ويهضم الفضول ، ويقتل حب القرع والدود الذي في البطن إذا طبخ وشرب بالعسل والماء الحار ، وإذا طبخ ثم ذرّ في الموضع الذي يريد الإنسان ألا ينبت فيه الشعر لم ينبت فيه الشعر إذا تعاهد ذلك في كل حين .

والترمس : نبات زراعي من الفصيلة القرنية ، يزرع لأجل حبوبه التي تؤكل كنقول . قيل : إن كلمة الترمس (ترمس ) يونانية الأصل يحتوي الترمس على كميات كبيرة من الزلال والدهون ، ونسبته أعلى في الترمس منها في فول الصويا غير إنه لا يمكن تناوله كما هو لمرارة طعمه لأنه يحتوي على المادة القلوية . مقو جيد للقلب والأعصاب ، يخرج الأخلاط اللزجة من الجسم ، يقتل القمل والديدان باطناً وظاهراً كيفما استعمل . ماؤه مع الحنظل يقتل البقّ والبراغيث .اهـ . "كتاب العلاج بالأغذية الطبيعية والأعشاب" (ص67) .

 

طريقة سريعة لتخفيف الوزن

شوربة أساسية لحرق الشحوم :

المقادير الخاصة لعمل الشوربة:-

عدد (6) من البصل الأخضر (إذا لم يتواجد يمكن استخدام البصل العادي ). *عدد (2) من الفلفل الأخضر .

علبة أو علبتين من معجون الطماطم . *ضمة من نوع من أنواع الخضراوات التالية كرفس – بقدونس – كزبرة

حبة كبيرة من الملفوف   ، كيس من أكياس شو ربة البصل (ماجي )

بالإضافة إلى الملح والفلفل والبهارات حسب الرغبة

طريقة التحضير :-

يتم تقطيع الخضراوات إلى قطع ويتم وضعها في قدر مناسب على النار بغد أن يضاف عليها الماء حتى يغطيها ثم يضاف إلى المقدار كيس الشوربة والبهارات والملح حسب الطلب

وتغلى الشوربة لمدة عشر دقائق على نار عالية ثم تخفيخ النار إلى نار خفيفة حتى المواد طرية .

يمكن أكل هذا المزيج في أي لحظة تشعر بها بالجوع خلال فترة الرجيم إلا إذا تم إبلاغكم بغير هذا في بعض الأيام كلوا في اللحظة التي ترغبون بها ومتى شئتم وهذه الشوربة لتضيف سعرات كل ما تشربون أكثر تفقدون اكثر وإذا شربت الشوربة بدون شيء قد يؤدي إلى سؤء التغذية لذا لا ينصح بذلك يجب أن يكون هناك غذاء مع الشوربة .

اليوم الأول :-

كل أنواع الفاكهة عدا الموز هذا اليوم يمكن أكل كل أنوع الفاكهة عدا الموز والبطيخ والشمام ويمكن شرب الماء والشاي ولكن بدون سكر ولا تشربي المشروبات الغازية.

اليوم الثاني :-

هذا اليوم يوم الخضر وات كلي قدر استطاعتك من جميع أنواع الخضراوات العادية والمطبوخة حاولي اختيار الخضراوات الورقية وابتعد عن البقول والذرة واشربي الشربة بالإضافة إلى الخضراوات وتناولي على العشاء حبة كبيرة من البطاطس المشوية مع الزبد ة وابتعدي عن الفاكهة .

اليوم الثالث :-

مزيج من اليوم الأول والثاني تناولي الفاكهة والخضراوات والشوربة ولا تتناولي البطاطس في هذا اليوم إذا طبقت البرنامج فقد فقدتي ما يعادل 2,5 إلى 3 كيلو غرام .

اليوم الرابع :-

يتكون من الموز والحليب خالي الدسم تناولي 8 موزات بالإضافة إلى أي كمية من الحليب والشوربة الخاصة يحتاج جسمك في هذا اليوم إلى البوتاسيوم والنشا والكالسيوم والسكر وهذه المواد الموجودة في الموز فيقلل رغبتك بالسكريات .

اليوم الخامس :-

هذا اليوم هو يوم لحم البقر والطماطم يمكنك أن تأكلي في هذا اليوم من 280 –500 غرام من اللحم بالإضافة إلى علبة معجون الطماطم أو ست حبات حاولي أن تشربي من 6 – 8 أكواب من الماء حتى يخلص الجسم من حمض أل بوليك .

اليوم السادس :-

يوم البقر والخضراوات تناولي من 2 – 3 أنواع من خضراوات ورقية لا تتناولي البطاطس المشوية وتشربي الشوربة مرة واحدة على الأقل .

اليوم السابع :-

هذا هو يوم الرز ولكن على الطريقة الأجنبية فيؤكل الرز الأسمر مع عصير الفواكه الخالية من السكر ( عصير طبيعي ) وتناولي ما تريدين من الرز والخضراوات حسب الرغبة ولا تنسي شرب الشوربة الخاصة مرة واحدة على الأقل . (هذا الموضوع وجدته على جهاز الكمبيوتر فأحببت أن أضعه للفائدة) .

 

ما جاء في علاج الجرح

عن أبي حازم ، أنه سمع سهل بن سعد يسأل عما دُووي به جرحُ رسول الله e يوم أحد ، فقال :"جرح وجهه ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، وكانت فاطمة بنت رسول الله e تغسل الدم ، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن ، فلما رأت فاطمة الدم لا يزيد إلا كثرة ، أخذت قطعة حصير ، فأحرقتها حتى إذا صارت رماداً ألصقته بالجرح فاستمسك الدم".برماد الحصير المعمول من البردي.

أخرجه البخاري (6/71) في الجهاد باب لبس البيضة ، ومسلم (1790) في الجهاد باب غزوة أحد.

 

فصل في أمراض القلوب وعلاجها

قال الله تعالى: )في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ( (البقرة:10) .

وقال تعالى :) وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ( (المدثر:31) .

وقال تعالى :) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا( (النور:50) .

قوله تعالى في قلوبهم مرض ابتداء وخبر ، والمرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم وذلك إما أن يكون شكا ونفاقا وإما جحدا وتكذيبا والمعنى قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد .         تفسير القرطبي (1/179) .

وفي "الصحيحين" عنه عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

أخرجه البخاري (52) ،ومسلم (1599).

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : قوله e "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" ، قال أهل اللغة : يقال صلح الشيء وفسد ، بفتح اللام والسين وضمهما والفتح أفصح وأشهر، والمضغة القطعة من اللحم سميت بذلك لأنها تمضغ في الفم لصغرها ، قالوا المراد تصغير القلب بالنسبة إلى باقي الجسد مع أن صلاح الجسد وفساده تابعان للقلب .

وفي هذا الحديث التأكيد على السعي في صلاح القلب وحمايته من الفساد ، واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس ، وفيه خلاف مشهور ، مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب . ا هـ . شرح النووي (11/28).

وقال عليه الصلاة والسلام :"ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء : إن شاء أن يقيمه أقامه ،وإن شاء يزيغه أزاغه".

أخرجه أحمد (4/182)،وصححه ابن حبان (943) ،والحاكم (1/125) و(2/189)،ووافقه الذهبي .

قال الإمام أحمد ، حدثنا هاشم ، حدثنا عبد الحميد ، حدثني شهر سمعت أم سلمة تحدث : "أن رسول الله e كان يكثر في دعائه يقول : اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، قالت : فقلت يا رسول الله أو إن القلوب لتقلب ، قال : نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا أن قلبه بين إصبعين من أصابع  الله عز وجل فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه ، فنسأله ربنا أن لا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب ، قالت فقلت : يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي ، قال : بلى قولي اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني" . ا هـ . تفسير ابن كثير (2/299) .

 

 

الفصل الخامس

 

 

 

 

Rounded Rectangle: بعض المحرمات التي تضر بالجسم

 

 

 

 

 

ضرر الجلاَّلة وحكمها

عن ابن عمر t ، "أن النبي e نهى عن أكل الجلالة و ألبانها"

صحيح الجامع حديث رقم (6855) .

وفي رواية عنه : "نهى عن الجلالة أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (6875) .‌

عن ابن عباس ، "أن رسول الله e نهى عن لبن الجلالة"  . ‌

صحيح الجامع حديث رقم (6978) .

الجلاّلة : ‌هي التي تأكل الجلة ، وهي العذرة ، وأصل الجلة - بفتح الجيم البعرة ، وفي مختار الصحاح : "هي البقرة التي تتبع النجاسات" .

ويستفاد من الحديث : حرمة أكل لحوم الجلالة ، وشرب لبنها ، والركوب عليها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : فإن الجلالة التي تأكل النجاسة قد نهى النبي عن لبنها فإذا حبست حتى تطيب كانت حلالا باتفاق المسلمين ، لأنها قبل ذلك يظهر أثر النجاسة في لبنها وبيضها وعرقها فيظهر نتن النجاسة وخبثها ، فإذا زال ذلك عادت طاهرة فإن الحكم إذا ثبت بعلة زال بزوالها ، والشعر لا يظهر فيه شيء من آثار النجاسة أصلا فلم يكن لتنجيسه معنى . اهـ . مجموع الفتاوى (21/618) .

وقال المناوي في فيض القدير : نهى عن أكل لحم الجلالة  ، بالفتح والتشديد التي تأكل الجلة بالكسر وهي البعر ، وزعم ابن حزم اختصاصها بذوات الأربع والمعروف التعميم ، فالجلة البعر فوضع موضع العذرة يقال جلت الدابة الجلة ومضت الإماء يجتللن أي يلتقطن الجلة ، والنهي للتنـزيه عند جمهور الشافعية يكره أكلها إذا تغير لحمها بأكل النجاسة ، وللتحريم عند بعضهم وهو مذهب الحنابلة وألبانها أي شرب ألبانها ، قال القاضي  : ولعله أراد بها البقرة اللبون فإنها تعتاد أكل الأرواث وتحرص عليها دون سائر الدواب وسائر الأحوال فسماها بوصفها الخاص بها غالباً وألحق بلحمها ولبنها بيضها وتزول الكراهة أو الحرمة بزوال ريح النجاسة بعد علفها بطاهر وجاء في خبر تقديره بأربعين يوماً . اهـ .

وقال الدكتور محمد ضياء الأعظمي : قال الجمهور : من كان أكثر علفها النجاسة فهي جلاَّلة . ثم اختلفوا في تطييب لحمها :

فقال أحمد : تُحبس ثلاثة أيام طائراً كان أو بهيمة ، وبه قال أبو حنيفة ، روى عنه أبو يوسف : أنه لها ، ورأى أنها تحبس حتى تطيب .

وقال غيرهم : يكون الحبس حسب الجسامة ، فتحبس الدجاجة أو الغنم ثلاثاً ، والبقرة والإبل أربعين . وسبب الخلاف أنه لم يثبت شيء مرفوع يعتمد عليه إلا بعض الآثار عن الصحابة . اهـ . "المنة الكبرى شرح السنن الصغرى" (8/323-324) .

حكم  شرب الخمر وضرره

قال الله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون(. المائدة : (90-91).

وقال تعالى: )يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير( . البقرة: (219) .

عن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرقُ السارقُ حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ". رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء برقم (3475)، ومسلم في كتاب الحدود برقم (1688).

وزاد مسلم في رواية : "ولكن التوبة معروضةٌ بعدُ".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله r يقول : "أتاني جبريلُ فقال: يا محمد إن الله لعن الخمرَ، وعاصرها، ومعصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها". رواه أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2360).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "كلُّ مسكرٍ خمرٌ، وكل مسكرٍ حرامٌ، ومن شرب الخمرَ في الدنيا، فمات وهو يُدمنُها، لم يشربها في الآخرة". رواه البخاري في كتاب الأشربة برقم (5575)، ومسلم في كتاب الأشربة برقم (2203).

وفي رواية للبيهقي: قال رسول الله r : "من شرب الخمرَ في الدنيا ولم يتُب، لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة". صحيح الترغيب (2/599).

وفي رواية لمسلم قال: "من شرب الخمر في الدنيا، ثم لم يتُب منها، حُرمها في الآخرة".

وعن أبي موسى قال: قال رسول الله r : "لا يدخل الجنة مُدمنُ خمرٍ، ولا مؤمنُ بسحرٍ ولا قطاع رحمٍ" .

وعن جابر عن النبي r قال : "إن على الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قيل: وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار. أو قال: عصارة أهل النار" .  أخرجه مسلم في كتاب "الأشربة" (2002).

وقال r : "من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الآخرة". أخرجه البخاري في كتاب "الأشربة" (5575)، ومسلم في كتاب "الأشربة" برقم (2003).

وعنه r : "مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن". أخرجه أحمد في "المسند" (1/272) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/129) وابن ماجة في كتاب الأشربة (2/1120) رقم )3375)، وقال الألباني : "صحيح لغيره"، الترغيب (2364).

وعنه r : "مدمن الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن شربها فاجلدوه فإن شربها الرابعة فاقتلوه". أخرجه الترمذي في كتاب "الحدود" (1444) ، وأبو داود في "الحدود" (4482) ، وابن ماجة (2572 و 2573) ، والبغوي في "شرح السنة" (10/335) ، وأبو يعلى في "المسند" (10/51-52) ، والحاكم في "المستدرك" (4/372) وابن حبان (6/309 و 310) رقم (4428-4429) و (4430 مع الإحسان) وعبد الرزاق في "المصنف"، كما في "نصب الراية" (3/346-347) والبزار في "كشف الأستار" (2/221) والنسائي في "السنن الكبرى" و "المجتبي" (8/314) ، وصححه الألباني في الترغيب يرقم (2380).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : "لعنت الخمر بعينها وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها". رواه أبو داود، وصححه الألباني في الترغيب (2356).

وفي رواية لابن ماجة والترمذي، عن أنس بن مالك t قال : "لعن رسول الله r في الخمر عشرةً: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه ، وساقيها ، وبائعها ، وآكل ثمنها ، والمشتري لها ، والمشترية لهُ".

وقال رسول الله r : "كل مسكر خمر وكل خمر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب منها وهو مدمن لها لم يشربها في الآخرة". رواه مسلم.

قال الخطابي ثم البغوي في "شرح السنة": وفي قوله "حرمها في الآخرة" وعدٌ بأنه لا يدخل الجنة لأن شراب أهل الجنة خمر إلا أنهم ، ) لا يصدعون عنها ولا ينـزفون( الواقعة (19) . ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها.

وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزل تحريم الخمر مشى الصحابة بعضهم إلى  بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدلاً للشرك وذهب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلى  أن الخمر أكبر الكبائر وهي بلا ريب أم الخبائث وقد لعن شاربها في غير ما حديث .

وقال عمر بن الحارث حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله r قال : "من ترك الصلاة سكراً مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة أربع مرات سكر كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال"  ، قيل : يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: "عصارةُ أهل جهنم". أخرجه أحمد في "المسند" (2/178) والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/389).

وقال عليه الصلاة والسلام عن الخمر : "أنه ليس بدواء ولكنه داء". رواه مسلم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي r قال : "من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر". الحديث

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله r قال : "ثلاثةٌ قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة : مدمنُ الخمر، والعاقّ، والديّوث الذي يقر في أهله الخبث". رواه أحمد واللفظ له والنسائي والبزار، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد" وحسنه الألباني في الترغيب (2366)، و"السلسلة الصحيحة" (674).

وعن عمار بن ياسر t عن رسول الله r قال : "ثلاثةٌ لا يدخلون الجنة.. الديوث، والرجُلة من النساء، ومدمن الخمر" .

قالوا: يا رسول الله! أمَّا مدمن الخمر قد عرفتها، فما الديوث؟ قال: "الذي لا يبالي من دخل على أهله". قلنا: فما الرَّجلة من النساء؟ قال: "التي تشبَّه بالرجال".

وعن جابر t: أن رجلاً قدم من جيشان - وجيشانُ من اليمن- فسأل رسول الله r عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له: "المِزر"؟ فقال رسول الله r : "أو مسكر هو؟" قال: نعم، قال رسول الله r : "كل مسكر حرام، وإنّ عند الله عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخُبال" .

قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: "عرق أهل النار، أن عصارة
أهل النار". رواه مسلم في كتاب الأشربة برقم (2002)، والنسائي.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ثلاثةٌ لا تقربهم الملائكةُ: الجُنُب، والسكرانُ، والمتضمخ بالخَلوقِ".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : "نهى رسول الله r عن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه".

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : "من سرَّه أن يسقيه الله الخمر في الآخرة ، فليتركها في الدنيا ، ومن سرّه أن يكسوه الله الحرير في الآخرة ، فليتركه
في الدنيا".

وعن أبي مالك الأشعري r ، أنه سمع رسول الله r يقول: "يشرب ناسٌ من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يُضرب على رؤوسهم بالمعازفِ والقانياتِ، يخسفُ الله بهم الأرض، ويجعل الله منهم القردة والخنازير". رواه ابن ماجة، وابن حبان في "صحيحه"، وقال الألباني: "صحيح لغيره" الترغيب (2378).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r  : "من شرب الخمر لم تقبل صلاةٌ أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاةٌ أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يتُب الله عليه وغضب الله عليه وسقاه من نهر الخبالِ".

قيل: يا أبا عبد الرحمن! وما نهر الخبال؟ قال: نهر يجري من صديد أهل النار. رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وقال الألباني: "صحيح لغيره"، الترغيب (2383).

ورواه النسائي موقوفا عليه مختصرا، ولفظه: "من شرب الخمر فلم ينْتشِ، لم تقبل له صلاة ما دام في جوفه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافراً، وإن انتشى، لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوما، وإن مات فيها، مات كافراً". صحيح الترغيب (2/307).

"الإنشاء" : أول السكر ومقدماته، وقيل هو السكر نفسه، والظاهر أن المراد به السكر هنا . قاله الألباني رحمه الله تعالى .

ورواه الحاكم مختصرا قال: "لا يشرب الخمر رجل من أمتي فتقبل له صلاة أربعين صباحاً".

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي r قال: "من ترك الصلاة سكراً مرةً واحدةً، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها، ومن ترك الصلاة أربع مرات سكرا، كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبّال".

قيل: وما طينة الخبال؟ قال: "عصارة أهل جهنّم". رواه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وحسنه الألباني في الترغيب (2385).

ورواه أحمد: "من ترك الصلاة سكراً مرةً واحدةً، فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها". "السلسلة الصحيحة" (3419).

وتقدم حديث أنس t قال : قال رسول الله r : "إذا استحلت أمتي خمساً فعليهم الدمار : إذا ظهر التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء" .

واعلم أن الخمر يؤدي إلى تشمع الكبد الذي يؤدي إلى الموت .

وأصدرت مجلة الفرقان والتي تصدر عن جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن في عددها السابع بحثاً حول ضرر التدخين فأحببت أن أضعه هنا للفائدة  .

دراسة : الكحول تسبب أضرار خطيرة للأجنة .

"اضطرت المرأة البريطانية الحامل إلى التخلي عن شرب الكحول ، وذلك بالرغم من سماح بريطانيا للحوامل بشربها !! والسبب ناتج عن دراسة جديدة قررت بأنه : إذا أرادت النساء الحوامل أن يحافظن على سلامة أطفالهن فلا خيار أمامهن سوى الإقلاع عن المشروبات الكحولية بتاتاً .

وتأتي النتيجة بعد أن تبين للباحثين : إن شرب المرأة الحامل للحد الأولي المسموح به من الكحول ، يؤثر على تطور نمو الأطفال ، كما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ، وتنصح أمريكا النساء الحوامل بترك الكحول نهائياً ، غير أن ثلثي النساء البريطانيات الحوامل يواصلن تناول الكحول أثناء فترة الحمل ، مما يجعل أبنائهن عن عرضه للتأثر بشتى الأمراض . وبالنظر لحجم الخطورة التي يتركها تناول الكحول على صحة الأطفال فإن أفضل السبل لتجنب تعرض النشئ الجديد للأمراض هو الإقلاع عن الكحول كلياً !!"

إنهم لا يملكون سوى الانصياع لأمر الله عزوجل ، حتى وإن لم يدخلوا الإسلام ، وهم أيضاً يسيرون وراء الفطرة السليمة دونما قرار من أنفسهم ، فكم من مرة عارضوا شرب الخمر ، ولكنهم يعودون ، وتقف الدراسات الطبية في وجوههم لتؤكد لهم أن سنة الله في خلقه لن تتغير ، وأن ما حرمه الله لن يكون حلالاً في يوم من الأيام . ولكن ما يدمي القلب والنفس ، أن بعض قومنا يسير وراءهم ويقلدهم في كل شيء ، ولكن عندما تصل الحكاية إلى نفي وتغيير ما تبعناهم فيه ، نبتعد ونصم آذاننا ونصر على تقليدهم حتى عندما يعلنون خطاهم ، فغرورنا أهم وأكبر من طاعة الله وتنفيذ أوامره . فيا سبحان الله !! . انتهى . الفرقان (ص69) .

ضرر  التدخين وحكمه

قال الله تعالى: )ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن( . الأنعام: (151).

وقال تعالى: )ولا تقتلوا أنفسكم(. النساء: (29).

فلقد ابتلينا في هذه الأزمان ببلوى عمت وطمت إلا من رحم الله تعالى منهم

لقد انتشر في الشعوب الإسلامية شرب الدخان الذي لا يشك عاقل أنه من الخبائث، بحيث أدرك كل عاقل خبثه وبشاعته ونفور العقول والفطر عنه، لذا وجب إظهار حكمها وإدراجها تحت عموم النصوص الشرعية على أصل القياس الصحيح لبيان حكمها .

قال الله تعالى في وصف نبيه r : )يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث( . الأعراف: (157).

 

اعلم أن الأطعمة على قسمين لا ثالث لهما: طيب أو خبيث.

وقال النبي r  : "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، قال تعالى : )يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً(  .  المؤمنون (51) .

وقال تعالى : )يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما زرقناكم(.[البقرة: 172] . رواه مسلم .

ومفهوم هذه النصوص تحريم ما ليس بطيب ، والنهي عنه .

وقال تعالى : )قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث(. المائدة  (100).

هذا أولا.

أما ثانيا : فهو من إضاعة المال وإذهابه، فيكون إسرافا، وقد ذم الله سبحانه وتعالى المسرفين والمبذرين .

قال تعالى : )وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين(. الأنعام (141).

وقال تعالى : )ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين(. الإسراء  (27).

قال مجاهد : "لو أنفق إنسان ماله كله في الحق ما كان تبذيرا، ولو أنفق منه مدا في باطل كان تبذيرا" .

وقال قتادة : "التبذير النفقة في معصية الله، وفي الفساد، وفي غير الحق".

وفسر ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وغيرهم الإسراف بأنه النفقة في معصية الله وفي غير الحق.

وقد تكاثرت الأحاديث بالنهي عن إضاعة المال، ففي حديث المغيرة في الصحيح : "وكره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال" .

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : "لا تزول قدما عبد، حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به".

ثالثا: الأضرار التي يسببها التدخين، إن التدخين يسبب أضرار في الجسم بليغة تسبب الموت وتهلك الجسم كما هو ظاهر من حال المدخنين وصرح به الأطباء المختصون، وقد علم القاصي والداني ما يتركه التدخين على الأجسام من آفات منها:

تصلب الشرايين.

ارتفاع في نسبة النكتين في الدم.

ضعف القلب.

التسبب في أمراض السرطان والرئة.

هذا إلى جانب آثار عامة أخرى على الجهاز التنفسي أهمها:

1. زيادة إفراز المخاط.

2. توقف النشاط الشعيري في إخراج البلغم.

3. زيادة تقلص العضلات الصغيرة المحيطة بشعب الهوى.

4. توقف نشاط البلاعيم وخلايا أكله الموجودة في الحويصلات الهوائية.

5. تغيرات في الغشاء المخاطي للقصبة الهوائية والشعب الهوائية.

إلى  غير ذلك من التأثيرات على القلب وعلى الجسم بشكل عام.

وكذلك الأضرار بالآخرين عند استنشاق الدخان من المدخنين.

وقد تكاثرت النصوص من الكتاب والسنة بالنهي عن الإضرار بالنفس وبالآخرين.

قال الله تعالى : )ولا تلقوا بأيديكم إلى  التهلكة(. البقرة: (195).

وقال تعالى : ]وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [ . (الأحزاب:58)

وقال النبي r : "لا ضرر ولا ضرار". رواه أحمد عن ابن بعباس، وابن ماجة عن ابن عباس وعبادة رضي الله عنهما، صحيح الجامع برقم (7393)، والسلسلة الصحيحة برقم (250) والإرواء (888).

ونقل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى عن الأطباء قولهم في التبغ : هو نبات حشيشي مخدر من الطعم، وبعد التحقيق والتجربة ظهر أن التبغ بنوعيه: التوتوت، والتنباك، من الفصيلة الباذنجانية، التي تشمل على أشر النباتات السامة، كالبلادونا، والبرش، والنبج، وهما مركبان من أملاح البوتاس، والنوشادر، ومنه مادة صمغية، ومادة حريفة، تسمى "نيكوتين" قالوا: وهي من أشد السموم فعلا. أ.هـ . الفتاوى (ص1) .

وقال حجر أحمد حجر كلية الطب- جامعة كولورادو :

هناك أمراض كثيرة يسببها التدخين، أو يزيدها سوءاً لا يمكن حصرها هنا، مثل قرحة المعدة، الإجهاض، موت الجنين، وخفة وزن المولود لأم مدخنة، وأمراض الشرايين وضعف البصر ...الخ.

وهكذا فإن الحقائق السابقة تشير إلى  مدى إضرار التدخين ، وأن التدخين ليس إلا انتحار بطيء ، وإننا نشجع من لا يدخن ألا يتشبث بالتدخين ، والمدخن أن يبادر إلى  الإقلاع ، وترك الهواء النقي يتسرب إلى  رئتيه .       اهـ. "الخمر وسائر المسكرات" ( ص 162).

رابعا: أنه مفتر.

في اللسان: المفتر الذي يفتر الجسد إذا شرب، أو يحمي الجسد، ويصير فتورا.

وقال الخطابي: المفتر كل شراب يورث الفتور والخدر في الأطراف، أ.هـ  . معالم السنن الجزء الخامس .

وفي القاموس فتر: سكن بعد مدة ولان بعد شدة، وفتر جسمه فتورا، لانت مفاصله وضعف، وأفتره الداء: أضعفه، والفتار كغراب ابتداء النشوة، فالتفتير في الدخان فلا شك فيه وقد نهى النبي r عن ذلك.

فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت : نهى رسول الله r عن كل مسكر ومفتر. رواه أحمد في المسند وأبو داود في سننه.

وهذا الحديث من أصرح الأدلة في تحريم الدخان والخمر.

وهناك عدة رسائل نافعة في التدخين وضرره وحكمه.

ومنها رسالة للشيخ ابن جبرين حفظه الله تعالى . واسمها "التدخين مادته وحكمه في الإسلام" .

 

ضرر القات

قال الدكتور محمد علي الحاج : القات عشب دائم الخضرة ، طول شجرته بين متر ومترين وقد يصل إلى ستة أمتار .

أغصانه خضراء ومفلطحة قليلاً عند الأطراف .

أوراقه خضراء مشوبة بالحمرة ، لها أذنان صغيران وعنق قصير .

ويحتوي القات على المواد التالية :

1ـ القلويات (وهذه كلها مخدرة) .

أ ـ طاتين .

ب ـ قاتيدين .

ج ـ قاتينين .

د ـ أفردين .

هـ ـ أيدولين .

2ـ الأحماض الأمينية وأهمها الكولين .

3ـ تنين (tannin) .

الأضرار الناتجة عن القات :

أهم هذه الأضرار هي :

1ـ خفقان القلب .

2ـ ارتفاع ضغط الدم .

3ـ تصبب العرق .

4ـ اتساع حدقة العين .

5ـ التهاب الفم والمعدة .

6ـ اللهاث وتسارع النفس .

7ـ ارتفاع درجة الحرارة .

8 ـ الإمساك .

9ـ تلف الكبد .

10ـ فقدان الشهية .

11ـ فقدان الرغبة الجنسية .

12ـ السيلان المنوي .

ويؤدي القات إلى تأثيرات نفسية منها :

1ـ النرفزة .

2ـ القلق والاضطراب .

3ـ الأرق والسهاد .

4ـ الهروب من المجتمع وتجنب الاتصال الاجتماعي .

5ـ الانفلات النفساني والجنون في بعض الأحيان . "غذاؤك حياتك" (ص151ـ154) .

وقال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في منظومته "نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والشمة والدخان" ( ص 5-6) واصفا شجرة الدخان :

داء عضال ووهن في القوى ولها    ريـحٌ كريـهٌ مخلٌّ  بالمـروآت

سألتهم: أحلال هذا الشراب لكـم   مـن طيبـات أحلَّت بالـدّلالات

أجابني القوم: ما حلّت ولا حرمت  فقلت: لا بدّ من إحدى العبـارات

أنافـع أم مضـري بيّنوه لنــا       قالـوا: مضرّ  يقينا لا ممـارات

قلنـا: فلا شك أن الأصل مطردٌ      بأنـه الحظر في كل المضـرات

أليس في آية الأعراف مزدجـرٌ       لطالـب الحقّ عن كل الخبيثـات

إن تنكروا كون ذا منها فليس لكم    إلا ببرهان حـقٍّ واضـح يأتـي

أنّى لكم ذا و أنتم شاهدون  بتخدير    يليــــه و تفتيـــر لآلات

و النهي جاء عن  التبذير متضحاً وعن إضاعة مال في البطـالات جـاءت بـذلك  آيـات  مبينـة  مع الأحاديث من  أقوى الدلالات

فكيف إحراقه بالنار جـاز لكـم    يا قوم هل من مجيب عن سؤالاتي

دع ما يريبك يا ذا اللبِّ عنك إلى  مـا لا يريبك في كلِّ  المهمـات

 

 

 

 

الفصل السادس

 

 

 

 

 

 

 

Rounded Rectangle: الصبر على البلاء

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثواب من سأل الله العفو والعافية

عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه، أن رجلاً أتى النبي r فقال: يا رسول الله! كيف أقولُ حيث أسألُ ربِّي؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني" ويَجمَعُ أصابِعَهُ إلا الإبهام "فإن هؤلاءِ تَجمَعُ لك دنياكَ وآخرَتُكَ" . رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (2697).

 

ما جاء في علاج الكرب والهم والغم والحزن

عن ابن عباس ، أن رسول الله e كان يقول عند الكرب : "لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ، ورب الأرض رب العرش الكريم".

أخرجه البخاري (11/122،123) في الدعوات :باب الدعاء عند الكرب ، ومسلم (2730) في الذكر والدعاء :باب دعاء الكرب .

عن أبي بكرة ، أن رسول الله e قال : "دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت".

أخرجه أبو داود (5090) :باب ما يقول إذا أصبح ، وأحمد (5/42) ،والبخاري في "الأدب المفرد" (701) ،وسنده حسن ، وصححه ابن حبان (2370) .

عن ابن مسعود ، عن النبي e قال : "ما أصاب عبداً همٌ ولا حزنٌ فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ناصيتي بيدك ، ماضٍ في حكمك ، عدلٌ في قضاؤك ، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله حزنه وهمه ، وأبدله مكانه فرحاً".

أخرجه أحمد في "المسند" (1/394و452) ،وسنده صحيح ، وصححه ابن حبان (2372) وقد تقدم والحاكم (1/509) .

عن ابن عباس ، عن النبي e : "من كثرت همومه وغمومه فليكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله".

وثبت في "الصحيحين" "أنها كنز من كنوز الجنة".

أخرجه البخاري (11/ 180) في الدعوات : باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله ،ومسلم (2704) في الذكر والدعاء : باب استحباب خفض الصوت بالذكر ، من حديث أبي موسى t .

ما جاء  في علاج حر المصيبة وحزنها

وفي "المسند" عنه e أنه قال : "ما من أحدٍ تصيبه مصيبةٌ فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها ، إلا أجاره في مصيبته ، وأخلف له خيراً منها".

أخرجه أحمد (4/27) من حديث أم سلمة عن أبي سلمة ، وهو في "صحيح مسلم" (918) (4) في الجنائز :باب ما يقال عند المصيبة ، من حديث أم سلمة.

ثواب من عاد مريضاً

عن أبي هريرة t ، أن رسول الله r قال: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادةُ المريض، واتباعُ الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطِس". سبق تخريجه.

التشميت: التبريك، والعرب تقول "شمتَّه" إذا دعا له بالبركة، وشمَّت عليه إذا برَّك عليه. ويقال: التسميت، بالسين المهملة. وبالمعجمة أعلى، وهو الدعاء للعاطس وهو قولك: يرحمك الله.

عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي r قال: "إن المسلم إذا عادَ أخاه المسلم لم يزل في خرفةٍ الجنة حتى يرفع" قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال: "جناها".رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6498).

الخرفة: جنى الجنة وهو ما يجتنى من الثمر.

عيادة المريض من الطاعات التي تقرب من الجنة وتباعد من النار.

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال : أما علمت أن عبدي فلاناً فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلاناً فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، ابن آدم استقيتك فلم تسقني قال: يا رب أسقيك وأنت رب العالمين قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي" . رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6500).

وعنه قال: قال رسول الله r : "من عاد مريضاً ناداه منادٍ من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً". رواه الترمذي برقم (969) وقال: "حديث حسن" ، وأبو داود (3098 و 3099) ، وابن ماجة برقم (1442) ، الصحيحة رقم (1367) .

ورواه ابن حبان إلا أنه قال: "إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منـزلاً".

وعن علي بن أبي طالب t قال: سمعت رسول الله r يقول: "ما من مسلم يعود مسلماً غدوةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملكٍ حتى يصبح وكان خريفٌ في الجنة". رواه الترمذي برقم (969) وقال : "حديث حسن" ، وأبو داود (3098 و 3099) ، وابن ماجة (1442) ، الصحيحة (1367).

وعن أبي سعيد الخدري t : أنه سمع رسول الله r يقول: "خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة : من عاد مريضاً وشهد جنازة وصام يوماً وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة". رواه ابن حبان، الصحيحة (1023)، الترغيب (3496 و 3470) وقال: "صحيح".

وعنه قال: قال رسول الله r : "عودوا المريض واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة". رواه أحمد وابن حبان قال في صحيح الزوائد (3/29): "رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات"، وفيه وامشوا مع الجنائز، الصحيحة (1981)، والجنائز (66 و 67).

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r : "من أصبح منكم اليوم صائماً" فقال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال: "من أطعم منكم اليوم مسكيناً" قال أبو بكر t أنا فقال: "من تبع منكم اليوم جنازة" فقال أبو بكر t أنا قال: "من عاد منكم اليوم مريضاً" قال أبو بكر t أنا فقال رسول الله r: "ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجلٍ إلا دخل الجنة". رواه ابن حبان، الجنائز (ص 69)، الترغيب (3473)، ورواه الإمام مسلم بنحوه.

وعن معاذ بن جبل t قال: قال رسول الله  r: " خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله عز وجل من عاد مريضاً أو خرج مع جنازة أو خرج غازياً أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس". رواه أحمد والطبراني وابن خزيمة وابن حبان قال في مجمع الزوائد (2/299): "رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وبقية رجاله ثقات وله طرق"، السنة (1021، 1022) صحيح الجامع (3253).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r : "من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها". رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وابن حبان، قال في المجمع (2/297): "رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح"، السلسلة الصحيحة (4/189، 191، 563) المشكاة (1581).

وفي رواية : "من عاد مريضاً خاض في الرحمة ، حتى إذا قعد استقر فيها" . صحيح الأدب المفرد .

وعن علي t قال: قال رسول الله r : "إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة وما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي". رواه أحمد وابن ماجة مرفوعاً هكذا وأبو داود موقوفاً باختصار وزاد فيه: "وكان له خريف في الجنة"، ورواه الحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري ومسلم"، الصحيحة (1367).

وفي رواية : "إذا عاد الرجل أخاهُ المسلم، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف حتى يمسي، وإن كان عشياً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُصبح". رواه أحمد، وأبو يعلى، والبيهقي في سننه عن علي، وكذا رواه أبو داود والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (682).

قوله: "في خرافة الجنة" بكسر الخاء أي أحشاء ثمر الجنة شبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر والله أعلم.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي r قال: "من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عند سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض". رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان والحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري"، المشكاة (1553)، الكلم (149).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r : "لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ" .  أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات.

وقال رسول الله r : "ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك، يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح". رواه ابن حبان عن علي، صحيح الجامع (5563)، وصحيح الترغيب (3476).

وقال رسول الله r : "ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون حتى يمسي وكان له خريف في الجنة" . رواه أبو داود والحاكم عن علي، صحيح الجامع (5593)، وصحيح الترغيب (3476).

وقال رسول الله r : "من أتى أخاه المسلم عائداً مثنى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح" . رواه ابن ماجة والحاكم عن علي، صحيح الجامع (5810).

وعن عمر بن الخطاب t قال: قال رسول الله r: "إذا دخلت على مريض فمره أن يدعوا له فإن دعاءه كدعاء الملائكة". رواه ابن ماجة وإسناده جيد إلا أن فيه انقطاعاً، المشكاة (1588).

وقال r : "من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء". رواه الترمذي، المشكاة (3668)، الإرواء (2453).

ما يقول إذا رأى مبتلى بمرض أو غيره

عن عمر بن الخطاب t ، أن رسول الله r قال : "من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، إلا عوفي من ذلك البلاء كائناً ما كان ما عاش".

وفي رواية : "لم يصبه ذلك البلاء". صحيح الترمذي (2728) والصحيحة (602)، وصحيح الترغيب (3392).

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: ينبغي أن يقول هذا الذكر سراً بحيث يسمع نفسه ولا يسمعه المبتلي لئلا يتألم قلبه بذلك إلا أن تكون بليته معصية فلا بأس أن يسمعه ذلك إن لم يخف من ذلك مفسدة والله أعلم. أ. هـ . الأذكار ( ص 48)

وعن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي e قال : "الحمى حظ كل مؤمن من النار" . رواه البزار بإسناد حسن، السلسلة الصحيحة (4/1821) وصحيح الجامع (3/3182).

وعن أبي أمامة t ، عن النبي e قال : " الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم" قال في المجمع (2/305): "رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أبو حصين الفلسطيني ولم أرَ له غير محمد بن مطرف" ، وحسنه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الجامع برقم (3/3183) ، والسلسة الصحيحة (4/1822).

وعن أنس t قال : سمعت رسول الله e يقول : "إن الله عز وجل قال: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منها الجنة يريد عينيه" . رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5653)

ما يقال عند المريض من الدعاء ونحوه

عن أبي سعيد الخدري t ، أن رجلاً من أصحاب النبي e رقى لديغاً بفاتحة الكتاب فجعل يتفل عليه ويقرأ " الحمد لله رب العالمين " فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قَلَبة... الحديث أخرجه البخاري في كتاب الإجارة برقم (2276) وفي كتاب الطب برقم (5749)، ومسلم في كتاب السلام برقم (5697).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبيe قال : "من عاد مريضا لم يحضر أجَلَهُ فقال عنده ، سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك إلا عافاه الله تعالى" . أخرجه أبو داود برقم (3106) ، والترمذي (2083) ، والحاكم (1/342) ، من طريق يزيد أبو خالد ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد ، عن ابن عباس وذكره ، المشكاة (1553) والكلم (149).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، "أن النبي e دخل على أعرابي يعوده، قال  وكان النبي e  إذا دخل على مريض يعوده قال : "لا بأس، طهورٌ إن شاء الله . فقال له : لا بأس طهور إن شاء الله . قال: قلت طهورٌ ؟ كلا ، بل هي حمى تفور  أو تثور على شيخٍ كبيرٍ ، تُزيره القبور . فقال النبي e فنعم إذاً" . رواه البخاري برقم (3616).

قوله "لا بأس" أي : أن المرض يكفر الخطايا ، فإن حصلت العافية فقد حصلت الفائدتان، وإلا حصل ربح التكفير.

وقوله : "طهور" قال ابن حجر : هو خبر مبتدأ محذوف أي هو طهور لك من ذنوبك أي مطهرة. فتح (10/124) .

وفي حديث سعد بن أبي وقاص ، عندما عاده رسول الله e في مرضه ، وفيه : "ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال: اللهم اشف سعدا... الحديث".

وعند مسلم: "اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ثلاث مرات".

رواه البخاري برقم (5659) ، ومسلم برقم (1628).

قال ابن الجوزي : وفي قوله "اللهم اشف سعدا" دليل على استحباب الدعاء للمريض بالعافية" . كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/233) رقم (164) .

وعن عائشة رضي الله عنها ، "أن رسول اللهe كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به إليه قال: "أذهب البأس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما".

وعند مسلم : "كان إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال : اذهب البأس رب الناس".. الحديث . رواه البخاري برقم (5675) ، ومسلم برقم (2191).

وعن أبي سعيد الخدري t ، "أن جبريل أتى النبي e فقال: يا محمد اشتكيت ؟ فقال : نعم . قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك " .

رواه مسلم برقم (2186) ، وأحمد برقم (1140) ، والترمذي برقم (972) ، وابن ماجة برقم (3523).

وعن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي e كان يقول للمريض : بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ".

ولفظ مسلم: "أن رسول الله e كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحةٌ أو جرح ". قال النبي e بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته على الأرض ثم رفعها " بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا . ليُشفى سقيمنا. بإذن ربنا " . رواه البخاري برقم (5745) ، ومسلم برقم (2194).

قال النووي : ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح والله أعلم أ. هـ      شرح مسلم (14/151).

 

ثواب الصبر على البلاء

قال الله تعالى: }وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون{. البقرة الآية (155-157).

وقال تعالى: } والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار{.الرعد الآية (22-24).

وقال تعالى: }وبشر المخبتين الذين إذا ذكرا لله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم {. الحج الآية (34-35).

 

وقال تعالى: }والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا على ربهم يتوكلون {. العنكبوت الآية (58-59).

وقال تعالى :}  إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب{.الزمر الآية (10).

وقال تعالى } ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين{  العنكبوت الآية (1-3).

الصبر لغة : الحبس

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : "الصبر شرعاً هو: حبس النفس على ثلاثة أمور :

الأول : طاعة الله

والثاني : عن محارم الله

والثالث : على أقدار الله المؤلمة

فهذه أنواع الصبر التي ذكرها أهل العلم . أ.هـ . شرح رياض الصالحين (1/119)

وقال رحمه الله: الإنسان عند حلول المصيبة له أربع حالات:

الحالة الأولى : أن يتسخط

والحالة الثانية : أن يصبر

والحالة الثالثة : أن يرضى

والحالة الرابعة : أن يشكر

عن أبي سعيد الخدري t قال : قال رسول الله e  : "ومن يتصبر يصبره الله وما أُعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر" . رواه البخاري ومسلم.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: وأما من وفقه الله تعالى للصبر عند وجود هذه المصائب فحبس نفسه عن التسخط قولاً وفعلاً واحتسب أجرها عند الله وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له ، بل المصيبة تكون نعمة في حقه لأنها صارت طريقاً لحصول ما هو خير له وأنفع منها فقد امتثل أمر الله وفاز بالثواب .

فلهذا قال الله تعالى : } وبشر الصابرين {  . البقرة (155) .

أي بشرهم بأنهم يوفون أجورهم بغير حساب فالصابرين هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة والمنحة الجسيمة .أ.هـ . تيسير الكريم الرحمن (1-100)

عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي  e أنه قال: "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ، فإنها أعظم المصائب" . رواه ابن سعد، وصححه الألباني قي صحيح الجامع برقم (347) .

وقال عليه الصلاة والسلام : " إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى " .

وفي رواية عن أبي هريرة t ، عن رسول الله e قال : "إن الرجل ليكون له المنـزلة عند الله فما يبلغها بعمل ، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها" . ‌رواه أبو داود ، وابن حبان ، والحاكم ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" حديث رقم (1625) .‌

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e: "ما رزق عبد خيراً له ولا أوسع من الصبر" . رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرط البخاري ومسلم"، وقال الحاكم في المستدرك (2/414): "قد اتفق الشيخان على إخراج هذه اللفظة ..." ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في الترغيب برقم (3396).

وعنه t ، أن رسول الله e قال: "يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءً إذا قبضت صفيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة " .    رواه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6424).

قال الله تعالى: } ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً{ . النساء (104).

وعن أنس t قال: سمعت رسول الله e يقول : "إن الله عز وجل قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منها الجنة" .                         أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم (5653). يريد عينيه

وعن أبي موسى الأشعري t ، أن رسول الله e قال: "إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون: نعم فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد" رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"، صحيح الجامع (807).

وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي e قال : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفرا لله بها من خطاياه" . أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم (5641)، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (2753).

الوصب : المرض .

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول اللهe : " من يرد الله به خيراً يصب منه" . أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم (5645).

وعن صهيب الرومي t قال: قال رسول الله e : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك إلا للمؤمن إذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " . أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق برقم (2999).

وعن أنس t قال : قال رسول الله e : "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " . أخرجه مسلم في كتاب الجنة ونعيمها برقم (7061).

وعن عطاء بن ٍأبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت  النبي e فقالت: إني أُصرع وإني اتكشف فادع الله تعالى لي قال :"إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك " فقالت : إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها" . أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم (5652) ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (6516).

الصبر : يكون سبب لدخول الجنة

وعن ابن مسعود t قال : دخلت على النبي e وهو يوعك فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً قال : " أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت: ذلك إن لك أجرين ؟ قال: "أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كَفَّرَ الله بها سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها" . أخرجه البخاري في كتاب المرض برقم (5647 و5648 و5660) ، ومسلم في كتاب البر والصلة برقم (6504).

الوعك: مغث الحمى وقيل الحمى.

وعن أنس t قال : قال رسول الله e : "إذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا  وإذا أراد بعبده شراً أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة" . رواه الترمذي (2/64) والبيهقي في الأسماء (ص 154) وابن عدي (174/1 و 2)، السلسلة الصحيحة (3/220) برقم (1220).

وقال النبي e : "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" . أخرجه الترمذي برقم  (2396) في كتاب الزهد، صحيح الجامع (308) والصحيحة (146) عن أنس t .

فيه الحث للعبد على الصبر على المصائب حتى يكتب له الرضى من الله عز وجل والثواب الكامل بإذن الله تعالى.

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله e : "ما يزا ل البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة" . أخرجه الترمذي في كتاب الزهد برقم (2399)، وأحمد في مسنده (2/287، 450) وقال الترمذي: "حسن صحيح"، صحيح الجامع (5815).

عن محمود بن لبيد يرفعه : "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط"، وفي رواية "ومن جزع فله الجزع".

أخرجه أحمد في "المسند" (5/427و429) من طريقتين بلفظ : "إن الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع" وأخرجه الترمذي (2398) ،وابن ماجة (4031) من حديث أنس بلفظ :"إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط" . وسنده حسن .

وفي "الصحيح" مرفوعاً :"الصبر عند الصدمة الأولى".

أخرجه البخاري (3/ 138) في الجنائز: باب الصبر عند الصدمة الأولى ، ومسلم (926) في الجنائز:باب في الصبر في المصيبة عند الصدمة الأولى من حديث أنس بن مالك .

عن النبي e قال : "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات" .

أخرجه مسلم (2822) في صفة الجنة ونعيمها.

وعن أبي يحيى أُسيد بن حضير t أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً فقال: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" . أخرجه البخاري في كتاب الفتن برقم (7057)، ومسلم في كتاب الإمارة برقم (1845).

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e : "مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" .  رواه مسلم في كتاب صفة المنافقين برقم (8209).

وعن سعد بن أبي وقاص t قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً قال: " الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" . رواه ابن ماجه والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" وابن حبان ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم (143) .

وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله e قال : "لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة إلا قص بها من خطاياه أو كُفِرَ بها من خطاياه". أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (6511).

وعن صهيب الرومي t ، عن رسول الله e أنه قال: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي  فله الرضى ومن سخط فله السخط "

زاد أحمد: "ومن جزع فله الجزع" أخرجه في المسند (23695/9) من حديث محمود محمد بن لبيد رضي الله عنه وأخرجه الترمذي في الزهد (2404) وابن ماجة (4031) من حديث أنس.

وفي الصحيحين مرفوعاً: "الصبر عند الصدمة الأولى" . البخاري في كتاب الجنائز برقم (1302) ومسلم في كتاب الجنائز برقم (926).

وقال ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى: ومن علاج المصيبة :أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين، و أدومهما لذة تمتعه بما أُصيب به ولذةِ توفيقه ، وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه أعظم من مصيبته التي أُصيب بها في دنياه.أ.هـ . زاد المعاد (4/153)

وعن أنس رضي الله عنه قال: مرَّ النبي e بامرأة تبكي عند قبر فقال: " اتقي الله واصبري فقالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي e فأتت النبي e فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك يا رسول الله فقال: " إنما الصبر عند الصدمة الأولى" ، أخرجه البخاري في الجنائز برقم (1283) ، ومسلم في كتاب الجنائز برقم (926)، واللفظ للبخاري.

وفي رواية لمسلم: "تبكي على صبي لها".

الصبر الذي يثاب الإنسان عليه هو أن يصبر أول ما تصيبه المصيبة ويحتسب عند الله الأجر والثواب هذا هو الصبر.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد هذا الحديث أن الصبر الذي يُحمد فاعله الصبر عند الصدمة الأولى: يصبر الإنسان ويحتسب ويعلم أن لله ما أخذ وله ما أعطى وأن كل شيء عنده بأجل مسمى. أ.هـ. شرح رياض الصالحين (1/169)

وفي الحديث القدسي ، قال الله عز وجل: "ابن آدم إن صبرت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة" . رواه ابن ماجة. صحيح الجامع حديث رقم (8143) .‌

استحباب التبشير

قال الله تعالى: )فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه( . الزمر الآية (17-18).

وقال تعالى: )يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم(  . التوبة الآية (21).

وعن أبي شامة قال : حضرنا عمرو بن العاصt : وهو في سياقة الموت فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول : يا أبتاه أما بشرك رسول الله e بكذا ؟ أما بشرك رسول الله r ؟ بكذا ؟ فأقبل بوجهه فقال : إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، إني كنت على أطباق ثلاث : لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله e مني ولا أحب إلي من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي e فقلت : "ابسط يمينك فلأُبايعك فبسط يمينه فقبضت يدي ، فقال : "مالك يا عمرو" قلت: أردت أن أشترط قال: "تشترط ماذا ؟" قلت : أن يغفر لي قال : " أما إن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله" وما كان أحد أحب إليّ من رسول الله r ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها" ، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فشنوا عليّ التراب شناً ، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ما أراجع به رسل ربي" . رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم (317).

سياقة الموت : حال حضور الموت.

أطباق ثلاث : أحوال ثلاث.

فشنوا :  هو الصب في سهولة.

إن الإسلام والهجرة والحج كل واحد منهما يهدم ما كان قبله من المعاصي والذنوب

و عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة رضي الله عنهما، أن رسول الله e قال : " من قال : لا إله إلا الله و الله أكبر صدَّقة ربَّه فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: يقول لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال لا إله إلا أنا لي المُلك ولي الحمد وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال:  لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي".

وكان يقول " من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار" . صحيح الترمذي (2727)..

ثواب من أحب لقاء الله تعالى

عن عبادة بن الصامت t ، أن النبي r قال : "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" . أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6507) ، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6761).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت قال: "ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمةِ الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه" . أخرجه البخاري في كتاب الرقاق برقم (6507) ، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6763).

وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : "قال الله عز وجل : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه"  .

أخرجه البخاري ومسلم في كتاب الذكر والدعاء.

وعن معاذ بن جبل t قال: قال رسول الله r : "إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة؟ وما أول ما يقولون له؟" قلنا: نعم يا رسول الله. قال: "إن الله عز وجل يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون: نعم يا ربنا فيقول: لم فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي" أخرجه أحمد بإسناده عن معاذ، المشكاة (1606).

وفي "الصحيحين" من حديث ابن عباس، أن رسول الله e كان يقول عند الكرب : "لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ العظيمُ الحليمُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرشِ العظيمُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْع، وَرَبُّ الأرض رَبُّ العرشِ الكَريمُ" أخرجه البخاري في الدعوات برقم (6345)، ومسلم في الذكر والدعاء برقم (2730).

وفي "جامع الترمذي" عن أنس، أن رسول الله e كان يقول إذا حَزَبَهُ أمر، قال: "يا حيُّ يا قَيُّومُ برَحْمَتِكَ أسْتَغِثُ" . أخرجه الترمذي في الدعوات برقم (3535).

وفي مسند الإمام أحمد عن ابن مسعود، عن النبي e قال : "مَا أَصَابَ عَبْداً هَمٌّ ولاَ حُزْنٌ فقالَ : اللهُمَّ إني عَبْدُكَ، ابنُ عَبْدِكَ، ابنُ أمتك ناصِيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حُكمكَ، عَدلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكُلِّ اسْمٍ هُو لكَ سَمَّيتَ بهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنزَلتَهُ في كِتابكَ، أو علمتَهُ أحداً من خلقكَ، أو استأثَرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عِندَكَ، أن تجعَل القرآنَ العظيم ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حُزني، وذهابَ همِّي، إلا أذهب اللهُ حُزنهُ وهَمَّهُ، وأبدلهُ مكانهُ فَرَحاً" وتمامه: فقال رجل من القوم: يا رسول الله! إن المغبون لمن غُبِنَ هؤلاء الكلمات فقال: "أجل فقولوهن وعلموهن فإنه من قالهن التماس ما فيهن أذهب الله تعالى حزنه وأطال فرحه". أخرجه أحمد في المسند (4318 / 2). صحيح الكلم الطيب (ص 72).

وفي "الترمذي" عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله e  : "دعوةُ ذي النون إذ دعا ربهُ وهو في بطنِ الحوتِ: لا إله إلا أنتَ سُبحانكَ إني كنتُ منَ الظالمينَ، لَمْ يدعُ بها رجل مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلا استُجيب لهُ" أخرجه الترمذي في الدعوات برقم (3516)، وأحمد في المسند (1462 / 1)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (661). صححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3383)، الكلم (122)، الترغيب (2/275) و (3/43).

وفي ((سنن أبي داود)) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله e : "من لزم الاستغفار، جعل اللهُ لهُ من كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، ومن كلِّ ضِيقٍ مخرجاً، ورزقهُ من حيثُ لا يحتسِب" أخرجه أبو داود في الصلاة برقم (1518)، وابن ماجة في الأدب برقم (3819)، وأحمد في المسند (2234 / 1)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (456). وضعفه الألباني في سنن أبي داود برقم (1518).

ويذكر عن ابن عباس، عن النبي e : "مَن كثُرتْ هُمومهُ وغُمومهُ ، فليكثِرْ من قول : لا حَولَ ولاَ قوةَ إلاَّ باللهِ" . ذكره الذهبي في الطب النبوي (ص24).

وثبت في "الصحيحين" أنها كنـز من كنوز الجنة  .

فعن أبي موسى الأشعريt قال :  أخذ النبي e في عقبه أو قال في ثنيةٍ قال : فلما علا عليها رجلٌ نادى فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر ، قال : ورسول اللهe على بغلته قال : "فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً" ثم قال : "يا أبا موسى أو يا عبد الله، ألا أدلك على كلمة من كنـز الجنة ؟" قلت : بلى، قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله" .

أخرجه البخاري في الدعوات برقم (6409) ، ومسلم في الذكر والدعاء برقم (2704).

أنظر يا أخي هداني الله وإياك للحق  وإتباع السنة وجنبنا البدع والمنكرات في القول والعمل ، انظر إلى هذا الأجر والثواب العظيم، كلمات نقولها بقلبٍ خالصٍ غير لاهٍ ، ولكن نجد وللأسف ممن يحرف وينقص من هذه الكلمات ويقول لا حول الله يا رب ! وما درى المسكين أن هذه الكلمة التي يقولها تنفي الحول لله تعالى فتصبحُ كفراً قولياً والعياذ بالله، تعني لاحول لله، وهذا انتقاص بحق الله وبقدرته سبحانه وتعالى عن كل نقصٍ وعيبٍ. نسأل الله أن يهدينا إلى الحق وإلى الصواب في القول والعمل.

وفي "الترمذي" : "أنها بابٌ من أبواب الجنة" أخرجه الترمذي في الدعوات برقم (3592). وصححه الألباني في سنن أبي داود برقم (3581).

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى : هذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء، فإن لم تقو على إذهاب داءِ الهمِّ والغمِّ والحزن، فهو داء قد استحكم ، وتمكنت أسبابه، ويحتاج إلى استفراغ كلي.

الأول: توحيد الربوبية.

الثاني: توحيد الإلهية.

الثالث: التوحيد العلمي الاعتقادي.

الرابع: تنـزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده، أو يأخذه بلا سبب من العبد يُوجب ذلك .

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم .

السادس: التوسُّل إلى الرب تعالى بأحبِّ الأشياء، وهو أسماؤه وصفاته، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات: الحيُّ القيُّوم.

السابع: الاستعانة به وحده.

الثامن: إقرار العبد له بالرجاء.

التاسع: تحقيق التوكل عليه، والتفويض إليه، والاعتراف له بأن ناصيته في يده، يصرفه كيف شاء، وأنه ماضٍ فيه حكمُه، عدلٌ فيه قضاؤه.

العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن، ويجعله لقلبه كالربيع للحيوان، وأن يستضيء به في ظلماتِ الشُّبهات والشهوات، وأن يتسلَّى به عن كل فائت، ويتعزَّى به عن كل مصيبة، ويستشفى به من أدواء صدره، فيكون جلاء حزنه، وشفاء همه وغمه.

الحادي عشر: الاستغفار.

الثاني عشر: التوبة.

الثالث: الجهاد.

الرابع عشر الصلاة.

الخامس عشر  :  البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده . اهـ .  زاد المعاد .

 

 

وبهذا تم الكتاب ، والحمد لله الذي بنعتمه تتم الصالحات .

وأسأل الله أن يجعل فيه النفع للناس عامة ، وأن يجعله سبباً لارتباط الناس بربهم سبحانه وتعالى ، وهذا هو جهدنا ، وهذه مقدرتنا ، فإن أصبنا فمن الله وحده ، وإن أخطأنا فمنا ومن الشيطان ، ونسأله أن يغفر لنا ويرحمنا وجميع المسلمين هو مولانا وخالقنا وناصرنا ، فنعم المولى ونعم النصير .

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك .

 

وكتبه

ماجد إسلام البنكاني

أبو أنس العراقي

25/شعبان / 1423هـ

31/10/2002م 

المادة
الصفحة
المقدمة...............................................
3
ثواب المرض والسقم ………………………………………
7
الرقية الشرعية بالكتاب والسنة…………………
21
ما جاء في المعوذتين وفضلهما ……………………………………
21
ما جاء في علاج الفزع والأرق المانع من النوم ……………
24
ما جاء في علاج المرضى بالرقية الشرعية وبتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم رقية المريض بالمعوذات والنفث ……………
25
ما جاء في رقية الحية ……………………………………
29
باب في الرقى ، رقية اللديغ بالفاتحة ………………………
30
وضع اليد على موضع الألم مع الدعاء ……………………
31
ما جاء في علاج الرّمد بالسكون والدعة ،وترك الحكة ، والحمية مما يهيج الرمد …………………………………
33
ما جاء في العلاج بالأدوية الروحانية الإلهية المفردة والمركبة منها ومن الأدوية الطبيعية وما جاء في علاج المصاب بالعين
34
باب التداوي ………………………………………
37
النهي عن التداوي بالمحرمات …
41
مرض القلوب ومرض الأبدان …………………………
43
العلاج بالأعشاب………………………………………………
46
فصل في آداب الأكل والشرب ………
47
ما يقوله ويفعله من يأكل ولا يشبع ………………………
48
التسمية على الطعام ……………………………………
50
الشرب قاعداً سنة وقائماً مباح ………………………
52
ما جاء في العلاج بالعسل ……………………………
53
علاج أمراض السكر ……………………………
58
علاج قرحة فم المعدة والأثني عشر والتهابات المعدة ………
58
علاج أمراض الكبد ………………………………………………
58
تقوية الجنس أو فقر الدم …………………………………………
59
أمراض الرأس ………………………………………………………
59
التهاب الفم وأورام الأسنان ……………………………………
59
حب الشباب ………………………………………………………
59
لجميع أمراض العيون ………………………………………………
59
للقوباء ………………………………………………………………
59
للأمراض الصدرية …………………………………………………
60
الأنفلونزا ……………………………………………………………
60
لتقوية عضلة القلب ………………………………………………
60
للربو …………………………………………………………………
60
للسعال ………………………………………………………………
60
للسل الرئوي ………………………………………………………
61
لعلاج التهابات القلب والرعشة …………………………………
61
الإسهال والمغص …………………………………………………
61
الإمساك ……………………………………………………………
61
البواسير ………………………………………………………………
61
التقيؤ الطرش ………………………………………………………
61
لجميع أمراض الكبد ………………………………………………
62
للحموضة ……………………………………………………………
62
الديدان ………………………………………………………………
62
للطحال ……………………………………………………………
62
للبروستاتا ……………………………………………………………
62
للحصوة الكلوية ……………………………………………………
62
عسر التبول والأملاح ……………………………………………
63
عسر التبول …………………………………………………………
63
للعقم …………………………………………………………………
63
للقوة …………………………………………………………………
63
للأرق …………………………………………………………………
64
للأمراض النفسية والجنون …………………………………………
64
للأورام الخبيثة ………………………………………………………
64
للجروح ………………………………………………………………
64
للحساسية ……………………………………………………………
64
للحروق ………………………………………………………………
65
الروماتيزم ……………………………………………………………
65
السمنة ………………………………………………………………
65
للصرع ………………………………………………………………
65
للمفاصل وآلام الظهر ………………………………………………
65
علاج الصرع ………………………………………………………
66
لنعومة الأيدي والجلد ………………………………………………
66
ما جاء في الطاعون وعلاجه والاحتراز منه …
68
ما جاء في داء الاستسقاء وعلاجه والتداوي بأبوال وألبان الإبل …………………………………………
70
ما جاء في الحجامة …………………………
72
ما جاء في الكمأ ………………………………
77
ما جاء في الكباث ……………………………
78
ما جاء في علاج الحكة من الجسم وما يولد القمل …
79
ما جاء في علاج القمل الذي في الرأس وإزالته …………
81
ما جاء في تضمين من طبّ الناس وهو جاهل بالطب …
82
التحذير من الأكل والشرب بالشمال، وما جاء في النهي عن النفخ في الإناء والشرب من في السقاء ومن ثلمة القدح …
83
التحذير من الإمعان في الشبع والتوسع في المآكل والمشارب شرهاً وبطراً ……………………………………..
87
التحذير من الأكل مُتكئاً أو منبطحاً على وجهه ………..
89
باب ما جاء في الكي ………………………………
90
ما جاء فيمن تعلق شيئاً ………………………………
92
ما جاء في العين …………………………………
93
باب لا عدوى ولا طيرة ………………………………
97
ما جاء في الأترج …………………………………
102
ما جاء في علاج عرق النسا ……………………
104
ما جاء في علاج يبس البطن واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه …
104
ما جاء في علاج ذات الجنب و ما جاء في علاج العُذرة ،وفي العلاج بالسعوط والقسط البحري ……………………
108
ما جاء في علاج الصداع والشقيقة ………………………
112
علاج الصداع وفوائد الحناء …………………………
115
ما جاء في علاج المفؤود ………………………………
118
التلبينة مجمة للفؤاد …………………………………
119
ما جاء في دفع ضرر الأغذية والفاكهة وإصلاحها بما يدفع ضررها ويقوي نفعها …………………
121
ما جاء في الحمية …………………………………
122
إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها ………………………………
123
ما جاء في علاج البثرة ……………………………
125
ما جاء في علاج السم الذي أصابه بخيبر من اليهود …
125
ما جاء في السحر وعلاجه ……………………….
126
ما جاء في الاستفراغ بالقيء …………………………
129
ما جاء في الإرشاد إلى معالجة أحذق الطبيبين ……
129
ما جاء في التحرز من الأدواء المعدية بطبعها وإرشاده الأصحاء إلى مجانبة أهلها …………………………….
130
ما جاء في حفظ الصحة …………………………
131
منافع الجماع ………………………………………
133
ما جاء في خواص التمر …………………………
137
ما جاء في حفظ صحة العين ……………………………
143
ما جاء في الحبة السوداء ……………………………
144
فوائد الحلبة ……………………………………………
147
ما جاء في خواص الخل ……………………………
149
ما جاء في خواص الزيت ……………………………
150
ما جاء في خواص الزيتون …………………………
153
ما جاء في خواص الزنجبيل ………………………
155
ما جاء في خواص الزبيب ……………………………
156
ما جاء في خواص السواك …………………………
157
ما جاء في خواص الشعير ………………
159
ما جاء في خواص الطلح …………………………
161
ما جاء في خواص العنب ……………………………
161
ما جاء في الرضاعة الطبيعية …………………………
163
ما جاء في اللحوم وأنواعها وأجزاء الحيوان ومعالجتها ……
165
أنواع اللحوم …………………………………
166
ما جاء في خواص البصل والثوم …………………
172
ما جاء في الباذنجان ………………………
175
ما جاء في خواص التين ………………………
176
ما جاء في خواص الجبن …………………
177
ما جاء في خواص الذهب ……………………
178
ما جاء في خواص الرمان ……………………
179
ما جاء في خواص السفرجل ……………………
180
ما جاء في خواص الدباء وهو القرع وما ورد فيه…
181
ما جاء في قصب السكر …………………
184
ما جاء في خواص النبق وهو ثمر السدر ……
185
ما جاء في النشرة …………………………
186
ما جاء في الحمى وعلاجها ……………………
187
علاج الإسهال ……………………………
189
ما جاء في علاج الصدر والفم ………………
190
ما جاء في خواص البطيخ ……………………
190
ما جاء في بيض الدجاج ………………………
191
فوائد العدس ………………………………
192
فوائد الترمس …………………………………..
192
طريقة سريعة لتخفيف الوزن …………………
193
ما جاء في علاج الجرح …………………………
195
فصل في أمراض القلوب وعلاجها …………………
196
بعض المحرمات التي تضر بالجسم …………
198
ضرر الجلالة وحكمها ………………………
199
حكم شرب الخمر وضرره …………………………
200
ضرر التدخين وحكمه ……………………………
206
ضرر القات ……………………………………
210
الصبر على البلاء ………………………………
213
ثواب من سأل الله العفو والعافية ………………
214
ما جاء في علاج الكرب والهم والحزن ……………
214
ثواب من عاد مريضا …………………………
215
ما يقول إذا رأى مبتلى بمرض أو غيره ………
219
ما يقال عند المريض من الدعاء ونحوه
220
ثواب الصبر على البلاء …………………
222
استحباب التبشير ………………………
229
ثواب من أحب لقاء الله تعالى ………………
231
فهرس المواضيع ………………
236
الكتب التي صدرت للمؤلف بفضل الله وحده
إتحاف ذوي الألباب بما في الأقوال والأفعال من الثواب. طبع دار النفائس عمان.
قرأه وقدم له فضيلة الشيخ محمد إبراهيم شقرة .
تحذير الأنام بما في الأقوال والأفعال من الآثام . طبع دار النفائس عمان .
قرأه وقدم له فضيلة الشيخ محمد إبراهيم شقرة .
3- آداب اللسان فيما يخص اللسان من خير أو شر في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف.دار النفائس.
4- الرواة الذين ترجم لهم العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى من إرواء الغليل ومقارنتها بأحكام الحافظ ابن حجر رحمه الله، ويليه الفوائد الفقهية والحديثية. طبع مكتبة الصحابة الإمارات الشارقة .
5- رحلة العلماء في طلب العلم . طبع دار النفائس عمان .
6- صحيح الطب النبوي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال السلف. طبع دار النفائس عمان.
8- أشراط الساعة الكبرى . طبع مكتبة عباد الرحمن ، ومكتبة العلوم والحكم القاهرة .
9- قصص وعبر وعظات من سيرة الصحابيات.طبع مكتبة عباد الرحمن ، ومكتبة العلوم والحكم القاهرة.
10- تحذير الخلان من فتنة آخر الزمان المسيح الدجال . طبع دار النفائس عمان .
11- تنـزيه كلام خير الأنام عما لا يصح من أحاديث الصيام . طبع مكتبة الصحابة ، ومكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة ، ومكتبة التابعين القاهرة .
12- نزْهَة العِبَاد بِفَوَائِد زَاد المعَادْ .طبع مكتبة المعارف بيروت ومكتبة الصحابة الإمارات الشارقة، مكتبة التابعين القاهرة .
13- ابن لك بيتاً في الجنة . طبع الأردن .
14- خمسة أخطاء في الصلاة . طبع الأردن .
15- فضل الصيام والاستقامة على الأعمال . طبع الأردن .
16- رد السهام الطائشة في الذب عن أمنا السيدة عائشة .
18- تذكير الأحبة بما لهم من الأجر في الصدقة . طبع مكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة.
19- تحفة الأقران بفضل القرآن . طبع مكتبة أهل الحديث الإمارات الشارقة .
20 - أحكام المرأة المسلمة .
21 – القول المبين في قصص الظالمين . طبع مكتبة عباد الرحمن ، مصر .
22- وجوب طاعة ولاة الأمر بالمعروف وعدم الخروج عليهم .
23- كشف الإلباس عن مسائل الحيض والنفاس .
وهناك كتب تحت الطبع في مكتبة المعارف في الرياض :
الياقوت والمرجان في وصف الجنة والحور الحسان .
إتحاف الصالحين بسيرة أمهات المؤمنين .
جواب السؤول عن سيرة بنات وعمات الرسول e .
مكانة الصلاة وفضلها في الإسلام .
إعلام الأصحاب بما في الإسلام من الآداب .
معاني الأذكار وثوابها .
يبتدعون ولا يعلمون .
إعلام شباب الإسلام بحرمة التفجيرات والخروج على الحكام .
إعلام الجماعة عن الفتن والأحداث .
حفظ اللسان والتحذير من الغيبة والبهتان ، ويليه تحذير المسلم بما في الحسد من الإثم، ويليه تحصين البيت والأولاد من كيد الشيطان .
سباق أهل الإيمان إلى قصور الجنان . طبع مكتبة الصحابة الشارقة .
الثواب في بناء المساجد والمشي إليها .
تذكير الأحبة بما لهم من الأجر في الصدقة .
أحلى الكلام عن صلة الأرحام .
تحفة الأقران بفضل القرآن .
وكتب تحت الطبع أيضاً :
سلوك المرأة المسلمة .
فتاوى عطاء في الحج .
الجمعة أحكام وآداب .
وإني لأرجو من كل أخٍ كريم يطلع على أي مؤلف من هذه المؤلفات إذا وجد خطأ أن يعلمني به، عملاً بحديث المصطفى e: "الدين النصيحة"، و "رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي" حتى نحق الحق، ولم آلُ جهداً من تحري الحق ، فإن وُفقت إليه فإنه من فضل الله عليَّ ، وله المنّة وحده، وإن كانت الأخرى فحسبي أنّي قد بذلت قصارى جهدي في جمع الأدلة الصحيحة والأخذ من علماء الإسلام، مع الحرص على معرفة الحق والصواب .
علماً أن كل ما كتبت في أي موضع هي نقولات من كتب أهل العلم، وأشرت في غالبها إلى قائليها، وقسم يسير لم أعزو لمن قاله أما بسبب لم أتمكن من قائله أو تقصيراً مني، وأسأل الله أن يجزل المثوبة لكل من أخذت منه وأن يجعله في ميزان حسناتهم، وأستغفر الله وأتوب إليه إنه تواب رحيم .
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لقد أَلَّفتُ هذه الكتب ولم آلُ جهداً فيها، ولابُدَّ أن يُوجد فيها الخطأ، لأنَّ الله تعالى يقول: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً). النساء (82) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالفُ الكتابَ والسُّتة، فقد رجعت عنه، أخرجه عبدالله بن شاكر في مناقب الشافعي كما في كشف الخفاء (1/35) .
بالمناسبة يُروى في هذا المعنى حديثٌ لا أصل له بلفظ: "أبى الله أن يصح إلا كتابه . وقد أورده علي القاري في الموضوعات، والشوكاني في الفوائد المجموعة .
وإني متراجع عما يصدر مني من خطأ في أي موضع مما كتبت وأستغفر الله منه، تأسياً بقول بعض سلفنا الصالح: "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، وأستغفر الله ذا الكمال من خطئي ، وما زل به قلمي، ودينُ الله بريء منه ، وأنا تائب عنه ، والله خيرُ مأمول ألا يضيع سعينا ، ولا يخيب رجاءنا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والله الموفق ، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاكم الله خيراً .
المؤلف
ماجد إسلام البنكاني
أبو أنس العراقي
نزيل الإمارات العربية المتحدة/عجمان
جوال 00971502040542



=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب صفة الجنة الحافظ ضياء الدين {اللهم احشرني ووالدي وأهلي في زمرة النبي والصحابة وعبادك الصالحين يا رب العالمين}

  كتاب صفة الجنة الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي تحقيق صبري بن سلامة شاهين دار بلنسية / الرياض  ...